المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الأصل الرابع الذي اعتمدت عليه في هذه المسألة حديث أبي - مسألة التسمية لمحمد بن طاهر المقدسي

[ابن القيسراني محمد بن طاهر المقدسي]

الفصل: ‌ ‌الأصل الرابع الذي اعتمدت عليه في هذه المسألة حديث أبي

‌الأصل الرابع

الذي اعتمدت عليه في هذه المسألة حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل المخرج في الصحيح لمسلم وهذا النوع من الحديث حكمه عند أهل النقل حكم الكتاب المنزل

أخبرناه أبو عمرو عثمان بن محمد [بن] عبد الله العدل بنيسابور أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ الإسفرائيني حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله

ص: 55

صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج فهي خداج غير تمام ثلاث مرات قلت يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام قال فغمز ذراعي وقال لي: اقرأ بها في نفسك يا فارسي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يَقُولُ اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، يَقُولُ:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، يَقُولُ اللَّهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، يَقُولُ اللَّهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، فَهَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، يَقُولُ الْعَبْدُ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} ، فَهؤلاء لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ.

أورده مسلم في صحيحه عن قتيبة بن سعيد عن مالك كذلك فتابع مالكا على روايته عنه عن أبي السائب هذا عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ورواه سفيان بن عيينة عن العلاء بن عبد الرحمن فقال عن أبيه عن أبي هريرة

أخبرنا أبو علي أحمد بن علي أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو علي محمد بن علي المذكر أخبرنا عتيق بن محمد الحرشي حدثنا سفيان بن عيينة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة وربما قال عمن سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي إذا قال الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي وذكر الحديث إلى آخره. أخرجه مسلم في الصحيح هكذا عن إسحاق بن راهويه عن سفيان كذلك وهذا الحديث رواه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه وأبي السائب فمن الرواة من ذكره عن أبي السائب فقط كما فعل مالك،

ص: 56

ومنهم من رواه عنه عن أبيه كما فعل ابن عيينة وكلاهما صحيحان لا يعلل أحدهما الآخر

والدليل على صحة ذلك أن أبا أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس رواه عن العلاء فجوده بذكرهما وأحكمه

أخبرناه عثمان بن محمد المزكي نا عبد الملك بن الحسن أخبرنا أبو عوانة حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن العلاء بن عبد الرحمن قال: سمعت من أبي ومن أبي السائب جميعا كانا جليسين لأبي هريرة قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث أخرجه مسلم من هذا الوجه أيضا عن أحمد بن جعفر المعقري عن النضر بن محمد عن أبي أويس هذا

أخبرني البسري علي بن أحمد أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن حدثنا يحيى بن صاعد حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدث عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان إذا استفتح الصلاة قرأ الحمد لله رب العالمين ثم سكت هنيهة

قال الدارقطني لم يرفعه عن أبي داود غير شعبة ووافقه غيره من فعل أبي هريرة ورواه جابر بن عبد الله كرواية أبي هريرة

حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة حدثنا زيد بن الحباب عن عنبسة بن سعيد عن مطرف بن طريف عن سعد بن إسحاق عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول قسمت بيني وبين عبدي الصلاة فإذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال: حَمِدَنِي عَبْدِي، فإذا قال:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، قال: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، فإذا قال:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، يَقُولُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، هذا

ص: 57

لي وله ما بقي.

ص: 58

فتقرر بهذه الأدلة الأربعة المخرجة في الصحيحين أو في أحدهما السبب الموجب لترك الجهر بها في الصلاة وفي هذه

ص: 59

المسألة أحاديث أخر خارجة عن شرط الصحيحين لم أوردها ولم أحتج بها لأنها من الجنس الذي احتجوا في الجهر بها وهذه الأحاديث لا معارض من الصحيح وإنما تعارض بأحاديث غير ثابتة عند أهل النقل من رواية الضعفاء والمجروحين ولولا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح وأخبرنا أبو محمد الخطيب أخبرنا أبو القاسم بن حبابة أخبرنا أبو عبد الله بن محمد البغوي حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة وقيس عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين.

ص: 60

لكنت أورد ما تمسكوا به في هذه المسألة من الأحاديث وأبين

ص: 61

وهنها وضعف نقلتها ولكني اختصرت على الصحيح الذي لا يمكن أن يعارض بمثله كما أعلمتك

وأوضحت ذلك ، وأصحابنا في هذه المسألة يوردون أقاويل الصحابة أيضا وأفعالهم والأصل كما قدمناه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وقد ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه موافقتهم في ذلك

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن موسى بن عبد الله التاجر حدثنا محمد بن موسى الصيرفي حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا الحسن بن مكرم البزاز حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا أبو سعيد سعيد بن المرزبان حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عليا رضي الله عنه كان لا يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم

ص: 62

واختصرنا من أقاويل الصحابة على فعل هؤلاء الخلفاء الأربعة الراشدين المهتدين الذين قضوا بالحق وبه يعدلون

نفعنا الله وإياكم بما علمنا ولا جعله حجة علينا وجعلنا وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه بمنه وفضله

ص: 63