الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
34 -
وَحَدِيثُهُ فِي الْمَالِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: أَمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ عز وجل إِذْ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقِدَّ حَدِيثٌ صَالِحُ الْإِسْنَادِ وَسَطٌ رَوَاهُ أَيْضًا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه
ثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ: ثَنَا جَدِّي ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: ثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ عُمَرُ رضي الله عنه كُلَّمَا صَلَّى صَلَاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ كَلَّمَهُ، وَإِلَّا قَامَ فَدَخَلَ فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لَا يَجْلِسُ، كُلَّمَا صَلَّى صَلَاةً دَخَلَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَحَضَرْتُ الْبَابَ فَقُلْتُ: يَا يَرْفَأُ أَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَكْوٌ؟ قَالَ: لَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: فَجَلَسْتُ بِالْبَابِ فَجَاءَ ابْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه فَجَلَسَ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ يَرْفَأَُ أَنْ جَاءَ فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ، قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه، فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرُ مِنَ الْمَالِ عَلَى صُبَرَةٍ، مِنْهَا كَتِفٌ، فَقَالَ:«إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَوَجَدْتُكُمَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَشِيرَةً فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَأَقْسِمَاهُ فَإِنْ كَانَ فَضْلًا فَرَدَّاهُ» قَالَ: فَأَمَّا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَحَثَا، وَأَمَّا أَنَا فَجَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتِيَ، فَقُلْتُ: فَإِنْ نَقَصَ شَيْئًا أَتْمَمْتَ لَنَا، وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: وَإِنْ كَانَ نُقْصَانُ رَدَدْتَ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «نِشْنِشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ، أَمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ عز وجل، إِذْ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقِدَّ؟» قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ عز وجل، إِذْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقِدَّ، وَلَوْ غَلَبَهُ فَتْحٌ لَصَنَعَ فِيهِ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ، قَالَ: فَقَرَعَ، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً فَغَضِبَ ثُمَّ قَالَ:«وَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ؟» قَالَ سُفْيَانُ: مَرَّةً أُخْرَى «صَنَعَ فِيهِ مَاذَا؟» قَالَ: إِذَا لَا أَكَلَ وَأَطْعَمَنَا قَالَ: فَرَأَيْتُهُ نَشَجَ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ، ثُمَّ قَالَ:«وَاللَّهِ» لَوَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا لَا عَلَيَّ وَلَا لِي " قَالَ عَلِيٌّ: هَكَذَا قَالَ سُفْيَانُ: نِشْنِشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ فَسَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ صَاحِبَ الْغَرِيبِ، فَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ شِنْشِنَةٌ مِنْ أَخْزَمَ، يَقُولُ: قِطْعَةٌ مِنْ حَبْلٍ ثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ: ثَنَا جَدِّي ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي حَدِيثِ عُمَرَ رضي الله عنه حِينَ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِشَيْءٍ شَاوَرَهُ فِيهِ فَأَعْجَبَهُ كَلَامُهُ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه:«نِشْنِشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَكَذَا كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يُحَدِّثُهُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه وَأَمَّا أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْعَرَبِيَّةِ، فَيَقُولُونَ غَيْرَ هَذَا، قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: إِنَّمَا هُوَ شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُهَا مِنْ أَخْزَمَ، وَهَذَا بَيْتُ رَجَزٍ تَمَثَّلَ بِهِ، قَالَ وَالشِّنْشِنَةُ قَدْ تَكُونُ كَالْمُضْغَةِ أَوِ الْقِطْعَةِ تُقْطَعُ مِنَ اللَّحْمِ، وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: بَلْ الشِّنْشِنَةُ مِثْلُ الطَّبِيعَةِ وَالسَّجِيَّةِ فَأَرَادَ عُمَرُ رضي الله عنه أَنِّي أَعْرِفُ مِنْكَ مُشَابِهًا مِنْ أَبِيكَ فِي رَأْيِهِ وَعَقْلِهِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِقُرَشِيٍّ مِثْلُ رَأْيِ الْعَبَّاسِ رضي الله عنه، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ