الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم:
هذا المعجم – كما يدلّ عليه اسمه – يفهرس الأدوات والضمائر الواردة في القرآن الكريم. ولا بدّ هنا من توضيح المراد بـ» الأدوات «في هذا المعجم، قال واضعاه:
((ونستميح القارئ عذراً عن استخدام كلمة» الأدوات «بدلاً من المصطلح الشائع» حروف المعاني «، فهذه الكلمة أوفى بالحاجة من المصطلح المركب من كلمتين (حروف المعاني) فإن من الحروف ما هو خالص في الحرفية كالباء والفاء وبل، ومنها ما يجمع بين الاسمية والحرفية والفعلية كـ» ما «و» حاشا «و» عدا «، وهو على أيّ حال مصطلح كوفيّ قديم فضلاً عن تجدد استعماله لدى المحدثين. (1) اهـ
يفهم من كلامهما هذا أن الأدوات هي حروف المعاني نفسها، غير أنهما يفضلان مصطلح الأدوات لكونها أشمل فتندرج تحتها الحروف وغير الحروف. وهذه التسمية لا غبار عليها، فقد استعملها السيوطي في الإتقان، وقال:"وأعني بالأدوات الحروف وما شاكلها من الأسماء والأفعال والظروف"(2) . وقد ذكر الذين ألَّفوا في حروف المعاني أسماءً مثل: أيّ، وغير، وكلّ، ومَن؛ وظروفاً مثل: إذا، وثمَّ، ومتى، ومع؛ وأفعالاً مثل خلا، وعدا، وعسى، وليس.
وكان المفروض أن يحدد المؤلفان مرادهما بالأدوات، إذ لم يرد تعريف لها عند العلماء، ولا تحديد لعددها، فبينما ذكر الهرويّ واحداً وأربعين حرفاً
(1) ص: م 10.
(2)
الإتقان 2: 140.
في الأزهية، ذكر الزجاجي سبعة وثلاثين ومائة حرف في كتابه حروف المعاني. أما مؤلفا معجم الأدوات والضمائر فقد ذكرا 108 أداة، منها أسماء الإشارة كهذا، وهذه، وذلك، وتلك، وهؤلاء، وأولئك، وهذان، وذانك؛ والأسماء الموصولة كـ الذي، والذين، واللذان، والتي، واللائي، واللاتي. ولم يذكر أحد ممن ألَّف في هذا المجال» الذي «وفروعه من ضمن حروف المعاني إلَاّ الإربلِّي في ((جواهر الأدب)) حيث ذكره على أساس كونه حرفاً موصولاً في قوله تعالى:{وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} [التوبة 69] عند بعض النحاة (1) .
مآخذ على الكتاب:
1) لم يسلك المؤلفان مسلكاً موحداً في معالجة الأدوات، فقد ذكرا بعض الأدوات بصورتيها المجرَّدة والمتصلة بالضمائر تحت عنوان واحد كما فعلا بـ» إنَّ «، و» أنَّ «، و» لكنَّ «. وفي أدوات أخرى فَرَّقا بين صورتيها المجردة والمتصلة بالضمائر، بل جعلا صورتها المتَّصلة بكل ضمير أداةً مستقلة كما في» لعلَّ «، و» ليت «، و» مع «. وأدّتْ هذه الطريقة إلى التفريق بين أفراد أسرة واحدة، وإدخال أجنبي بينها، فقد فُرِّقَ بين» أيّكم «و» أيّنا «بـ» أيّما «لأن الترتيب الأبجدي يقتضي ذلك. وكان الأَوْلى أن تذكر الأداة المجردة تحت عنوان رئيس، وتذكر صورها المتصلة بالضمائر تحتها على النحو التالي:
لعلَّ
* لعل
*لعله
(1) جواهر الأدب: 444.
* لعلهم
* لعلك
* لعلكم
2) ومن مظاهر تعدد المنهج كذلك: أنهما جعلا نون التوكيد الخفيفة مع الثقيلة في حين أنهما فرَّقا بين» كلَّما «المتصلة و» كلَّ ما «المنفصلة، مع أن الفرق بين النونين فرق في اللفظ، أما في» كلَّما «فهو فرق في الإملاء، وكان الأولى أن يقال إنه في آيتين كتبت» ما «منفصلة في هذه الكلمة.
3) منهج الواضعين في ذكر» الأدوات «هو مراعاة شكلها دون دلالتها، فضمَّا» لما «الحينيَّة إلى» لما «الجازمة، و» لما «الاستثنائية؛ و» إما «العاطفة إلى» إما «الشرطية المكونة من» إنْ «و» ما «الزائدة؛ ولم يفرقا بين أنواع اللام، فذكرا الجارة، والمزحلقة، والفارقة، ولام الابتداء، ولام الأمر، ولام تلقي القسم كلها تحت عنوان اللام. وقالا موضحين منهجهما في ذلك:» إن هذا العمل فهرسة فحسب، وهو يقوم في أساسه على مراعاة الشكل، ولو فعلنا غير ذلك لوجدنا أننا نبتعد عن الهدف، فنحن نرمي بهذه الفهرسة إلى أن نيسِّر السبيل على الدارس، فنضع بين يديه الأداة الواحدة في جميع استعمالاتها القرآنية ضمن سياقها النصيّ (1)«اهـ. وإذا كان المراد بهذا عدم مراعاة الفروق بين دلالات الأداة الواحدة كالظرفية، والمصاحبة، والتعليل في الحرف» في «فهو قول وجيه؛ أما أن تعد» إنْ «الشرطية، و» إنْ «النافية، و» إنْ «المخففة من الثقيلة أداة واحدة لاتفاقها في الشكل فهذا كلام مجانب للصواب. ثم أي تيسير للباحث الذي يزمع دراسة لام الأمر – مثلاً – في أن يجد شواهدها القرآنية مبثوثة في خضمّ من الشواهد للامات مختلفة؟
(1) ص: م 9 _ 10.