المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثانيلماذا سمي "الحجر" مقام إبراهيم - مقام إبراهيم - ضمن «آثار المعلمي» - جـ ١٦

[عبد الرحمن المعلمي اليماني]

الفصل: ‌الفصل الثانيلماذا سمي "الحجر" مقام إبراهيم

‌الفصل الثاني

لماذا سُمّي "الحَجر" مقامَ إبراهيم

؟

أعلى ما جاء في هذا: ما أخرجه البخاري

(1)

وغيره من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في خبر مجيء إبراهيم بإسماعيل عليهما السلام وأمّه إلى مكة، وما جرى بعد ذلك، وفيه في ذكر بناء البيت:"حتّى إذا ارتفع البناءُ جاء بهذا الحَجر، فوضعه له، فقام عليه وهو يَبني".

وفي روايةٍ أُخرى

(2)

: "حتّى إذا ارتفع وضَعُفَ الشيخ عن نقل الحجارة، فقام على المقام".

وعند ابن جريرٍ

(3)

بسند صحيح يُلاقي سندَ البخاري الثاني: "فلمّا ارتفع البناء وضعُفَ الشيخ عن نقل الحجارة قام على حَجرٍ، فهو المقام".

وفي "فتح الباري"

(4)

: أنّ الفاكهيّ أخرج نحو هذه القصّة من حديث عثمان، وفيه: "فكان إبراهيم يقوم على المقام يبني عليه، ويرفعه له إسماعيل، فلمّا بلغ الموضع الذي فيه الركن وضعه ــ يعني الحَجر الأسود ــ موضعه، وأخذ المقام فجعله لاصقًا بالبيت

ثم قام إبراهيم على المقام، فقال: يا أيها الناس! أجيبوا ربّكم".

(1)

رقم (3364).

(2)

عند البخاري (3365). وقد سقطت هذه الفقرة من النسخة المطبوعة مع "الفتح" الطبعة السلفية الأولى.

(3)

في "تفسيره"(2/ 560) و"تاريخه"(1/ 259، 260).

(4)

(6/ 406).

ص: 451

قال في "الفتح"

(1)

: "روى الفاكهيُّ بإسنادٍ صحيح من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قام إبراهيم على الحَجَر، فقال: يا أيها النّاس! أجيبوا ربّكم".

وفي أوّل الخبر عند البخاري

(2)

عن كثير بن كثير قال: "إنّي وعثمان بن أبي سليمان جلوسٌ مع سعيد بن جبير، فقال: ما هكذا حدّثني ابن عباس، ولكنّه قال".

وفي "فتح الباري"(ج 6 ص 283)

(3)

بيانُ ما نفاه سعيد بن جبير، ذكر ذلك عن رواية الفاكهيّ والأزرقيّ وغيرهما. وفيه: أنّهم سألوا سعيد بن جبير عن أشياء، قال: "قال رجلٌ: أحقٌّ ما سمعنا في المقام ــ مقام إبراهيم ــ أنّ إبراهيم حين جاء من الشام حلف لامرأته أن لا ينزل بمكّة حتّى يرجع، فقرَّبتْ إليه امرأةُ إسماعيل المقام، فوضع رجله عليه حتّى لا ينزل؟ فقال سعيد بن جبير: ليس هكذا

".

والخبرُ ــ وفيه قريبٌ من هذا ــ عند الأزرقيّ (ج 2 ص 24)

(4)

وفي آخره: "فلمّا ارتفع البُنيان وشقَّ على الشيخ تناولُهُ؛ قرّب له إسماعيل هذا الحَجَر، فكان يقوم عليه ويبني، ويُحوِّلُهُ في نواحي البيت حتّى انتهى إلى وجه البيت. يقول ابن عباس: فذلك مقام إبراهيم عليه السلام، وقيامه عليه".

(1)

(6/ 406).

(2)

رقم (3363).

(3)

(6/ 400) ط. السلفية.

(4)

(2/ 32) ط. رشدي ملحس.

ص: 452

وقصّة مجيء إبراهيم ولقائه امرأة إسماعيل قد ذكرها ابن عباس

(1)

، وليس فيها ما يُحكى من وضع رجله على الحَجر.

وكان مجيئه ذلك قبل بناء البيت.

فهبْ أنّه ثبت وضعُه رجلَه على الحَجر وهو على دابّته، فليس هذا بقيام على الحَجر، ولا هو في عبادة، فلا يناسب مزيّةً للحَجَر، وإنّما القيام الحقيقيّ على الحَجر الذي يُناسب مزيّةً له: هو ما وقع بعد ذلك من قيامه عليه لبناء الكعبة، ثمّ للأذان بالحجّ.

فهذا هو الثابت في وجه تسمية الحَجَر "مقامَ إبراهيم".

* * * *

(1)

أخرجها البخاري (3364) عنه.

ص: 453