المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مراحل العمر وأثرها على المرء - مقتطفات من السيرة - جـ ١٠

[عمر عبد الكافي]

فهرس الكتاب

- ‌سلسلة مقتطفات من السيرة [10]

- ‌أسباب ظهور المشاكل الاجتماعية في حياة المسلمين

- ‌المشاكل الاجتماعية في حياة المسلمين

- ‌أهمية المسجد والبيت في إزالة الهموم

- ‌بشرى للمظلوم

- ‌صفحات مشرقة من حياة السلف

- ‌أدوية المشاكل الزوجية

- ‌استئذان الزوج في الخروج من البيت

- ‌تقدير الزوج لزوجته وقصر نظره عليها

- ‌حالنا في معاملة إخواننا المسلمين

- ‌مراحل العمر وأثرها على المرء

- ‌إرهاصات النبوة

- ‌الرؤيا الصادقة

- ‌أول الوحي

- ‌صور نزول الوحي

- ‌الصور البشرية

- ‌هيئة صلصلة الجرس

- ‌الأسئلة

- ‌حكم صيام التطوع بنيتين

- ‌حكم جلوس الحائض فيما يتبع المسجد

- ‌حكم تأخير صلاة الفجر إلى خروج وقتها

- ‌الموقف من رفض الأم الخاطب المتدين

- ‌سنة صلاة العشاء

- ‌حكم صلاة المرأة في المسجد

- ‌حكم العادة السرية

- ‌لا يلزم من المذي والودي الاغتسال

- ‌الصلاة بعد الوتر

- ‌حكم سماع القرآن أثناء المداعبة بين الزوجين

- ‌معنى التعريض بالخطبة

- ‌ما يصنعه التائب من مصاحبة البنات

- ‌درجة حديث (إني أخفيت عن عبادي ثلاثة أمور)

الفصل: ‌مراحل العمر وأثرها على المرء

‌مراحل العمر وأثرها على المرء

إذا بلغ المرء أربعين سنة فإن عليه أن يقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} [الأحقاف:15]، ومن بلغ الأربعين من عمره ولم يغلب خيره شره فليتجهز للنار.

قال تعالى عن سيدنا موسى عليه السلام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [القصص:14]، ولم يذكر تعالى:(واستوى) في شأن سيدنا يوسف عليه السلام، وبلوغ الأشد هو في الثامنة عشرة أو في الحادية والعشرين، وهذا رأي أبي حنيفة، وهذا هو الذي يؤخذ به في القانون المدني، ولكن هناك من يهبه الله تعالى الفضل قبل ذلك مثل سيدنا يحيى عليه السلام قال تعالى:{وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم:12].

ومثل سيدنا داود عليه وعلى سيدنا سليمان وعلى نبينا الصلاة والسلام، فسيدنا داود قال تعالى عنه:{وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} [البقرة:251] وكان عمره حينها خمسة عشر عاماً.

وكذلك سيدنا سليمان، ففي قصة الغنم احتكم الرجلان إلى داود عليه السلام، فقال لهما: لصاحب الزرع أن يأخذ الغنم مكان زرعه.

فلما خرجا وجدا سيدنا سليمان -وهو ابن خمسة عشر عاماً- قاعداً على الباب، فقال: بم حكم لكما أبي؟ فأخبراه، فقال سيدنا سليمان: لو كان الأمر بيدي لقلت: لصاحب الزرع المأكول أن يأخذ الغنم فيستفيد من ألبانها ونسلها حتى يعيد صاحب الغنم الأرض مزروعة كما كانت قبل أن تأكلها غنمه، ثم يأخذ صاحب الغنم غنمه وصاحب الأرض أرضه، فقال جبريل: يا داود! الحكم ما حكم به سليمان، ولذلك قال ربنا:{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء:79]، فاللهم احشرنا في زمرتهم يا رب العالمين.

فربنا يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولكن لا يعطي الدين إلا لمن يحب، فمن أراد الله به خيراً فقهه في الدين، ورزقه الثبات على الدين.

إننا كلنا نعصي الله، وليس العجب أن يغفر الله للناس، بل إن العجب أن يستر الله على الناس؛ لأن المرء يخطئ مرة ومرتين وعشراً وعشرين، ولما أقام عمر الحد على رجل سرق بكت أمه قبل قطع يده، فقالت: يا أمير المؤمنين! هذه أول مرة يسرق فيها، فقال عمر بفراسة المؤمن: والله ما كان الله ليفضحه من أول مرة.

فلما قطعت اليد دخل سيدنا علي على الرجل الشاب فقال له: أستحلفك بالله! هل هذه أول مرة؟ أي: هل صحيح ما تقول أمك؟! فقال: هذه هي المرة الحادية والعشرون.

فاتق الله يا عبد الله وعد؛ لأنه ربما يأتيك ملك الموت وأنت على معصية.

ولكي يكون المسلم متقياً لله عز وجل عليه أن يكثر من قراءة القرآن، ويكثر من العبادة، ويحسن المعاملة مع الزوجة، ومع الأبناء، ومع الجار، ومع الناس، فربنا حينئذٍ سيحسن قلبه، وسيحبه الناس، فاللهم اجعلنا من الذين يحبون الناس ويحبهم الناس.

فسيدنا موسى قال الله تعالى عنه: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} [القصص:14]، وسيدنا يوسف قال تعالى عنه:{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} [يوسف:22] لماذا؟ قالوا: لأن سيدنا يوسف سيفتن قبل أن يستوي، فسيعطيه الله الحكم من قبل، وسيعطيه المناعة، فحين تأتي المشكلة يلقاها بقلب مؤمن.

ص: 11