المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أهمية المسجد والبيت في إزالة الهموم - مقتطفات من السيرة - جـ ١٠

[عمر عبد الكافي]

فهرس الكتاب

- ‌سلسلة مقتطفات من السيرة [10]

- ‌أسباب ظهور المشاكل الاجتماعية في حياة المسلمين

- ‌المشاكل الاجتماعية في حياة المسلمين

- ‌أهمية المسجد والبيت في إزالة الهموم

- ‌بشرى للمظلوم

- ‌صفحات مشرقة من حياة السلف

- ‌أدوية المشاكل الزوجية

- ‌استئذان الزوج في الخروج من البيت

- ‌تقدير الزوج لزوجته وقصر نظره عليها

- ‌حالنا في معاملة إخواننا المسلمين

- ‌مراحل العمر وأثرها على المرء

- ‌إرهاصات النبوة

- ‌الرؤيا الصادقة

- ‌أول الوحي

- ‌صور نزول الوحي

- ‌الصور البشرية

- ‌هيئة صلصلة الجرس

- ‌الأسئلة

- ‌حكم صيام التطوع بنيتين

- ‌حكم جلوس الحائض فيما يتبع المسجد

- ‌حكم تأخير صلاة الفجر إلى خروج وقتها

- ‌الموقف من رفض الأم الخاطب المتدين

- ‌سنة صلاة العشاء

- ‌حكم صلاة المرأة في المسجد

- ‌حكم العادة السرية

- ‌لا يلزم من المذي والودي الاغتسال

- ‌الصلاة بعد الوتر

- ‌حكم سماع القرآن أثناء المداعبة بين الزوجين

- ‌معنى التعريض بالخطبة

- ‌ما يصنعه التائب من مصاحبة البنات

- ‌درجة حديث (إني أخفيت عن عبادي ثلاثة أمور)

الفصل: ‌أهمية المسجد والبيت في إزالة الهموم

‌أهمية المسجد والبيت في إزالة الهموم

ما الذي جعل الرجل في بيته يسيء معاملة الزوجة؟ وما الذي جعل المرأة تسيء معاملة زوجها؟ يجب أن نبحث عن العلة؛ لأننا نريد البيوت أن تكون هي المكان الذي يستريح فيه الإنسان بعد المسجد، فأنت تعود منهكاً من الأعمال التي في الدنيا، والوظيفة ثقيلة عليك، فلا بد من أن تذهب إلى مكانين لترتاح فيهما، فأول مكان هو بيت الله، فلا راحة لمؤمن إلا بلقاء الله، ولن تستريح -يا عبد الله- إلا حين تلقى الله عز وجل، فأفضل مكان تلقى فيه ربك هو بيته، فالله يدعوك إلى زيارته لتستريح نفسك.

ولذلك يروى أن أحد الصحابة رضوان الله عليهم دخل عليه المصطفى فسأله: ما الذي أوجدك في المسجد في وقت ليس من أوقات الصلاة؟! فقال: هموم وديون لزمتني يا رسول الله.

فالهموم والغموم هجمت على الرجل، فذهب إلى بيت الله، ليقول:(يا رب)، ولا ينفع أن تقول:(يا رب) أمام التلفزيون، ولا أن تقول:(يا رب) والأولاد بجوارك يلعبون، فنحن نريد كلمة (يا رب) تخرج من داخل القلب لا كحال الرجل الذي لقيه سيدنا موسى، فقد كان راعي غنم، فجلس يدعو ويبكي فقال:(يا رب) يريد شيئاً، فقال موسى برحمة النبوة: يا رب! لو الأمر بيدي لاستجبت له، فقال الله تعالى:(يا موسى! صاحبك يدعوني بلسانه وقلبه عند غنمه، وأنا لا أستجيب لعبد لسانه معي وقلبه مع غيري).

فحين تدعو الله لا بد لك من أن تكون قلباً وقالباً مع الله، فاللسان يدعو والقلب فيه حرارة الإيمان توصلك بالله عز وجل، فحينئذ يستجيب الله لك، فهذا معنى أن تقول:(يا رب).

وأنت بذلك تقصر المسافة بين الأرض والسماء، فاجعلها دعوة مستجابة، وقل:(يا رب) يقل الله لك: لبيك يا عبدي، ولا يوجد عبد يرفع يديه إلى السماء ويقول:(يا رب) إلا ويستحي رب العباد من أن يرد يدي العبد خائبتين.

فهو حنان منان، حنان يعطي السائل قبل أن يسأل، فأنت في عمرك وأنت تأكل لا تقول: يا رب! أعني على الهضم، إلا إذا كان عندك عسر هضم، فلا تسأل نعمة الهضم إلا إذا كان عندك عسر هضم، وفي غير ذلك لا تدعو بهضم الطعام، مع أنه لو أن هناك لقمة ما هضمت لبقيت يومك كله في تعب.

إذاً: فهناك نعم غير مرئية أنت لا تدعو الله بها، فهو حنان يعطي السائل قبل أن يسأل.

والمنان: هو الذي يمن على عباده دون أن يطيعوه، فهذا يظلم، وهذا يختلس، وهذا يرتشي، وهذا لسانه طويل، وهذا يغتاب، وهذا ينم، فلو أن الله تعالى حاسبنا على ما نعمل فماذا سيحصل؟! لقد ابتلي فرعون وقومه بالجراد والقمل والضفادع، والله قادر على أن يحل بنا ذلك، ولكن برحمته يعطينا مع عصياننا له، فالله تعالى يقول:(يا موسى! صاحبك يدعوني بلسانه وقلبه عند غنمه، وأنا لا أستجيب لعبد لسانه معي وقلبه مع غيري).

فكيف تدعوه وأنت مشغول عنه؟! فإذا أردت الإجابة فأقبل على الله بكلك.

ص: 4