المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

تصُولُ على العُصاة وتستطيلُ إذا مُد الصراط على جحيم فقومٌ في الجحيم - منازل الأحزان وعبرة اليقظان النار

[أزهري أحمد محمود]

الفصل: تصُولُ على العُصاة وتستطيلُ إذا مُد الصراط على جحيم فقومٌ في الجحيم

تصُولُ على العُصاة وتستطيلُ

إذا مُد الصراط على جحيم

فقومٌ في الجحيم لهمْ بُثُورٌ

وقَومٌ في الجنَان لهم مقيلُ

وبان الحقُّ وانكشفَ المُغَطَّى

وطالَ الوَيلُ واتَّصل العَويلُ

‌أخي المسلم:

اعمل لذاك اليوم .. يوم تجوز فيه على الصراط فلا تدري هل تنجو إلى الجنان؟ ! أم تُكَبُّ على وجهك في النيران؟ !

أخي: إنها (النار! ) لا يصْرف عنك حرَّها إلا ظل الطَّاعات!

نارٌ! لا يصرف سمومها عنك إلا برد الصالحات!

نارٌ! لا تُنجيك من أهوالها إلا سفينة القُرُبات!

أخي: كم في النَّار من مُكَرْدَس! بسبب المعاصي!

أخي: كم في النَّار من ساكن! إذ كان عبدًا لهواه!

أخي: كم في النَّار من هاو وقد هوى قبلها في دركات الشَّهوات!

أخي: إن أردت أن تردع نفسك حقًا من هول النار! فهلَاّ دنوت يومًا من نار الدنيا حتى يصيبك حرُّها! فإذا تألَّمتْ نفسك من حرها .. فقل لها: هذه نار الدنيا! وهي جزء من سبعين جزءًا من نار الآخرة! ! فإذا أنتِ لم تطيقي حرارة هذه! فكيف تطيقين حرارة نار وقودها الناس والحجارة؟ ! !

أخي: اردع نفسك وأدِّبْها بمثل هذا .. وكلما دَعَتْك النفس إلى هواها فقل لها: كيف أنت بنار الله الحامية؟ ! والله إن الصبر على شهواتك أهون من الصبر غدًا على نار لا تُبْقي ولا تذر!

ص: 20

أخي: إنك لن تُصلح نفسك بمثل تخويفها عذاب يوم غد!

أخي في الله: كم بكى الصالحون من خوف النار! حتى فارقوا الدنيا! فعسى الله أن يؤمِّنهم يوم لا يَأمَنُ إلا أولياؤه ..

أخي: أمَّنَني الله وإيَّاك غدًا من كُرُبات نيرانه .. وحَشَرني وإيَّاك في زُمرة النَّاجين بكرمه وإحسانه .. وخَتم لنا في دار الدنيا بمغرفته ورُضوانه ..

{فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات].

* * *

ص: 21