الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لمثلكَ في جنَّاتِ عَدْنٍ تَأَيمُ
وصُمْ يومَك الأدنَى لعلَّك في غدٍ
…
تفوزُ بُعَيْد الفِطْرِ والنَّاسُ صُوَّمُ
أخي في الله:
هل من خاطب؟ ! فها هنَّ قد تهيَّأن للخُطَّاب! ولكن أخي أتدري ما هو مهر الحُور العين؟ !
أخي: إنه مهر أغلى من الذهب والفضة! مهر أنت باذله وأنت قابضه! أخي هذا هو صك المهر: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان].
قال قتادة: الصبر صبران: صبر على طاعة الله. وصبر عن معصية الله.
أخي: السعيد غدًا من سعد في دنياه بطاعة الله تعالى، والشقي من شقي بمعاصيه!
أخي: أين أنت من الصابرين؟ ! فذاك أخي هو مهر الحور العين! ما أغلاه من مهر! وما أنفسه من نحلةٍ! .. فكن أخي من مالكي هذا المهر فإنه اليوم يسير .. ولكن إذا نزل عليك ملك الموت وأنت مفِّرط! فقد حيلَ بينك وبينه!
يا سلعةَ الرَّحمن لست رخيصةً
…
بل أنت غاليةٌ على الكَسْلانِ
يا سلعة الرَّحمن ماذا كفؤها
…
إلا أولو التقوى مع الإيمان
يا سلعة الرحمن أين المشتري
…
فلقد عرضتِّ بأيسر الأثمانِ
يا سلعةَ الرَّحمن هل من خَاطب
فالمَهْر قبل الموت ذو إمكانِ
*
…
*
…
*
أخي: ما أورف أشجار الجنة! وما أمتع ظلها! وما أحسن منظرها! {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا} [النبأ].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب» رواه الترمذي/ صحيح الجامع: 5647.
أخي: وها هي شجرة من أشجار الجنة يخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها! واقرؤوا إن شئتم: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة]» رواه البخاري ومسلم.
أخي المسلم: وأما غُرف الجنَّة وقصورها فقد فاقت الوصف بناءً! وجمالاً! {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} [الزمر].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة لغرفًا يرى ظهورها من بطونها! وبطونها من ظهورها! » . فقام إليه أعرابي فقال: لمن هي يا نبي الله؟ !
قال: «هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام» . رواه الترمذي وأحمد/ صحيح الجامع: 2119.
أخي: ما أسعد السعداء وهم يطوفون في تلك الغُرَف والقصور .. والكل بنعيم الله مسرور ..
قال صلى الله عليه وسلم: «إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة! طولها ستون ميلاً! للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا! » . رواه البخاري ومسلم
أخي: كيف أنتَ في دار الدُّنيا إذا كنتَ في قصر جميل قد حفت به الحدائق الوارفة الجميلة! وجرت جداول الماء تحت أشجاره! وغَرَّدَتْ عصافيره! وسرت نسمات لينة فلامست الأشجار! وهبت نحوك وقد مزجت بعبير الأزهار!
كيف بك أنت وقتها؟ ! ما أظنك ستفيق من نشوتك إلا على يد تربت على كتفك!
أخي: إذا كانت هذه هي جنان الدنيا الفانية! فكيف بجنة الله تعالى التي أخبرك الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن فيها: «ما لا عين رأت! ولا أذن سمعت! ولا خطر على قلب بشر! » رواه البخاري ومسلم.
أخي: ما أسعد أولئك الداخلين جنات الله تعالى .. الفائزين برضوانه الأكبر .. جعلني الله وإياك في زمرتهم بمنه وعظيم لطفه وإحسانه.
*
…
*
…
*
أخي: لا أنسى أن ألفت ناظريك إلى تلك الأنهار التي لطالما ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز إذا ذكرت الجنان {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} [محمد: 15].
أخي: إنها ليست كأنها الدنيا التي تعرفها؛ فهي أنهار تفيض
بأحسن ما تشتهيه الأنفس .. من ماء طيب! ولبن شهي! وخمر ليست كخمر الدنيا! وعسل أكرم به من عسل! لا كعسل الدنيا، وصفه تعالى بأنه مصفى! إذ أن كل ما في الجنة لا كدر فيه!
أخي: واعجب معي: إن أنهار الجنة لا تجري على أخدود كأنهار الدُّنيا!
وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن أنهار لجنَّة: أهي تجري في أخدود؟ !
فقال: (لا ولكنها تفيض على وجه الأرض! لا تفيض ها هنا ولا ها هنا! ).
أخي: ألا قل معي: تبارك الله الذي أحسن كل شيء خلقه .. جلَّت قدرته عن الوصف .. وإذا أراد شيئًا قال له: كن فيكون!
أنهارُها في غَيْر أخدُودٍ جَرَتْ
…
سُبْحانَ مُمْسكُها عن الفَيَضَانِ
من تَحْتِهم تجري كما شاؤوا
…
مُفَجَّرةً وما للنَّهْر من نُقْصَانِ
*
…
*
…
*
أخي المسلم: بقيت لذة لأهل الجنة! لطالما عمل لها العاملون .. وذاب شوقًا لها المتقون .. فهي لذة اللذات .. وغاية الأمنيات .. إذا نالها أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعيم! فما ألذها لهم في جنات النَّعيم!
والله ما في هذه الدُّنيا ألذ
…
من اشتياقِ العَبْدِ للرَّحْمنِ
وكذَاك رؤية وجهه سُبْحانه
هي أكملُ اللذات للإنسانِ
أخي: إنها اللذة الكبرى! والنعمة العظمى! أجلُّ ما فاز به أهل الجنان .. وأعظم ما ناله أهل الإيمان ..
إنها رؤية الله تبارك وتعالى! فما أسعد أهل الجنة يوم يناديهم مناد: «يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزكموه!
فيقولون: وما هو؟ ! ألم يثقل الله موازيننا؟ ! ويبيض وجوهنا؟ ! ويدخلنا الجنة؟ ! وينجنا من النار؟ !
قال: فيكشف الحجاب! فينظرون إليه! فوالله ما أعطاهم الله شيئًا أحب إليهم من النظر - يعني إليه - ولا أقر لأعينهم». رواه مسلم والترمذي وابن ماجه.
وفي رواية لمسلم: ثم تلا هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس].
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: (الحسنى): الجنَّة. والزيادة: النظر إلى وجهه الكريم).
أخي: فما أسعد تلك الوجوه يوم تفوز بالنَّظر إلى ربها تبارك وتعالى! فتزداد نضرة وبهاءً!
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة].
قال الحسن البصري رحمه الله: (النضرة: الحسن. نظرت إلى ربها فنضرت بنوره! ).
ولله أفراحُ المُحبِّين عندما
…
يخاطبهم من فوقهم ويسلم
ولله أبصار ترى الله جهرةً