الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من اللغة العربية الفصحى" (1).
- اللجنة المؤلفة من طه حسين، وأحمد أمين، وعلي الجارم، ومحمد أبي بكر إبراهيم "حول تبسيط قواعد النحو والصرف والرد عليها".
- إبراهيم مصطفى "موضوع علم النحو"(2).
- وله ردود أخرى على: رشيد رضا، ومحمد فريد وجدي وغيرهما مبثوثة في مجلة "الهداية الإسلامية" تدل على موسوعية الإمام في كل علم وفن.
*
الإمام الشاعر:
إذا تصفحنا ديوان الإمام محمد الخضر حسين "خواطر الحياة"، نجد أنفسنا أمام شاعر انصرف في شعره إلى: الإسلاميات، والإخوانيات، والوطنيات، والوجدانيات، والاجتماعيات، والوصف، والرثاء.
عفَّ عن الغزليات؛ لأنها ليست من طبيعته وأخلاقه.
ويمكن أن نطلق عليه: الإمام الشاعر، أو الشاعر الإمام، صحيح أن شعره هو أقرب إلى الشعر التقليدي من الشعر المعاصر اليوم، فهذا مرده إلى حكمته وزهده وورعه.
وديوانه يحتاج إلى تمحيص ودراسة، وبحث عميق، والاستفادة منه في بعض القضايا الوطنية والاجتماعية والتاريخية.
*
الإمام الرحَّالة:
اعتنى الإمام محمد الخضر حسين بالرحَلات العلمية، وكتب حولها
(1) كتاب: "دراسات في اللغة".
(2)
كتاب: "دراسات في العربية وتاريخها".
المقالاتِ الرائعةَ تعريفاً بها، وترغيباً للنهوض إليها، ودعوةً لأهل العلم ورجال الفكر للتنقل والارتحال في أقطار العالم الإسلامي؛ لما فيها من التعارف والتآلف بين المسلمين، والاطلاع على أحوالهم، وتبادل الرأي.
ومن هذه المقالات: "أثر الرحلة في الحياة العلمية والأدبية"(1)، و"النهضة للرحلة"(2)، و"الرحلة والتعارف في الإسلام"(3).
لم يكتف بالحديث عنها خطابة أو كتابة، بل بادر للقيام بها، وسعى إلى تحقيقها بنفسه، ولا سيما في مطلع حياته المباركة.
ومن أهم رحلاته التي دوَّنها في مذكراته، ونشرها في تآليفه:
- "الرحلة الجزائرية"(4) الثانية عام 1322 هـ - 1904 م.
- "خلاصة الرحلة الشرقية"(5) إلى بلدان المشرق العربي عام 1330 هـ - 1912 م. وزار خلالها: مالطة، والإسكندرية، والقاهرة، وبورسعيد، وحيفا، ويافا، ودمشق، وبيروت، وإستنبول.
- "حديث عن رحلتي إلى دمشق"(6) سنة 1356 هـ - 1937 م.
- "رحلتي إلى سورية ولبنان"(7) سنة 1363 هـ.
(1) كتاب: "الرحلات".
(2)
كتاب: "الرحلات".
(3)
كتاب: "الرحلات".
(4)
كتاب: "هدى ونور".
(5)
كتاب: "الرحلات".
(6)
كتاب: "الرحلات".
(7)
كتاب: "الرحلات".
- "مشاهد برلين"(1) سنة 1918 م.
بالإضافة إلى الرحلات والتنقلات إلى ليبيا وطرابلس عام 1317 هـ - 1889 م، والرحلة الأولى إلى الجزائر عام 1321 هـ - 1903 م.
ورحلته إلى الحجاز (2) لأداء فريضة الحج، وزياراته إلى ألبانيا وبعض بلاد البلقان، وتكراره لهذه الأسفار خدمةً للإسلام، وهي رحلات لم تُنشر تفاصيلها في منشورات الإمام، أو أن المحقق الأستاذ علي الرضا الحسيني لم يعثر عليها، وإن كان قد أبدى حرصَه على تتبعها، والتنقيب عنها فيما سلف من مجلات أدبية عربية وأجنبية - إن شاء الله تعالى -.
ونستطلع في رحلاته العلمية أنه يتناولها من وجهة نظر الإسلام في الرحلة، ومثبطاتها، وعلاج تلك المثبطات، وفوائد الرحلة، وأثرها في حياة الراحل، وماذا يستفيد قوم الرجل من رحلته؟ وماذا تستفيد البلد ممن يرحلون إليها؟ وأثر الرحلة في تنمية العلوم، وثراء الأدب، وتعارف الشعوب، وآداب الرحلة،
…
إلخ.
وعندما نستعرض إحدى رحلاته "الرحلة الشرقية" أنموذجاً، نجدها في مجملها: مسامرات علمية، إلقاء دروس في التفسير، الاجتماع بأهل العلم والفضل والفكر على مختلف آرائهم، وزيارة المساجد والمعالم الدينية والأثرية التي ترتبط بالتاريخ الإسلامي، زيارة المكتبات العلمية العامة والخاصة، والاطلاع على موجوداتها من المطبوعات والمخطوطات النفيسة، زيارة دور
(1) كتاب: "الرحلات".
(2)
له قصيدة (مشاهداتي في الحجاز)، ومطلعها:
ألمجدٍ لا ينالُ القاطنينْ
…
وَدَّعَ الصَّحْبَ وَحَيّا الظّاعِنينْ
العلم من جامعات ومدارس ومؤسسات، الاجتماع بعلماء الأمة وشيوخها، والمذكرات النافعة معهم.
ونلمس في رحلاته: الحرصَ على أن تكون دروسه في التفسير والحديث والآداب الهدف السامي منها، وإلا - كما يراها - لا خير فيها إن لم تكن في هذا السبيل القيم.
إن كثرة الأسفار والارتحال المستمر والدائم التي يجني من ورائها أهدافَه في الدعوة إلى سبيل الله تعالى، وخدمة الإسلام، بكل ما أكسبه الله تعالى من قوة وجرأة وقدرة على التحمل والصبر على المشاق، إلا أنه - في بعض الأحوال - يعبر عن هذا الترحال في شعره من ديوانه "خواطر الحياة".
وتحت عنوان: (حادي سفينتنا) أبيات قالها عند مغادرته تونس سنة 1330 هـ، وقد أخذ الحنين إلى الوطن يزداد:
حادِي سفينَتِنا اطْرَحْ مِنْ حُمولَتِها
…
زادَ الوقودِ فَما في طَرْحِهِ خَطَرُ (1)
وَخُذْ إذا خَمَدَتْ أنفاسُ مِرْجَلها .... مِنْ لَوْعَةِ البَيْنِ مِقْباساً فتَسْتَعِرُ (2)
وقال عند سفره من دمشق تحت عنوان: (كأني دينار):
كأَنِّيَ دينارٌ وَجِلَّقُ راحَةٌ
…
تُنافِسُ في الإِنْفاقِ راحةَ حاتمِ (3)
(1) حادي: الحادي: الذي يسوق الإبل، ويقصد به هنا: قبطان السفينة.
زاد الوقود: ما توقد به مراجل السفينة.
(2)
البين: الفرقة.
مقباساً: العود ونحوه تقبس؛ أي: توقد به النار.
(3)
جلق: دمشق. حاتم: حاتم الطائي، عربي، يضرب به المثل بجوده.