المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الجزء الأول: إشكاليات نظرية - موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية - جـ ١

[عبد الوهاب المسيري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية

- ‌ فكرة عن مدى شمول الموسوعة

- ‌السيرة الذاتية لمؤلف الموسوعة

- ‌ المراجع:

- ‌المجلد الأول: الإطار النظرى

- ‌الجزء الأول: إشكاليات نظرية

- ‌الباب الأول: مقدمة

- ‌الباب الثانى: مفردات

- ‌الباب الثالث: فشل النموذج المادى فى تفسير ظاهرة الإنسان

- ‌الباب الرابع: الفرق بين الظاهرة الطبيعية والظاهرة الإنسانية

- ‌الجزء الثاني: النماذج كأداة تحليلية

- ‌الباب الأول: النماذج: سماتها وطريقة صياغتها

- ‌الباب الثانى: أنواع النماذج

- ‌الباب الثالث: النموذج الاختزالي والنموذج المركب

- ‌الجزء الثالث: الحلول الكمونية الوحدانية

- ‌الباب الأول: الحلولية ووحدة الوجود والكمونية

- ‌الباب الثانى: الحلولية الكمونية الواحدية والعلمانية الشاملة

- ‌الجزء الرابع: العلمانية الشاملة

- ‌العلمانية: إشكالية التعريف

- ‌الباب الثانى: إشكالية اختلاط الحقل الدلالي لمصطلح ومفهوم «علمانية»

- ‌الباب الثالث: نموذج تفسيري مركب وشامل للعلمانية

الفصل: ‌الجزء الأول: إشكاليات نظرية

‌المجلد الأول: الإطار النظرى

‌الجزء الأول: إشكاليات نظرية

‌الباب الأول: مقدمة

بعض مواطن القصور فى الخطاب التحليلى العربى

قد يكون من المفيد أن نبيِّن بعض مواطن القصور الأساسية في الخطاب التحليلي العربي والغربي في حقل الدراسات اليهودية والصهيونية.

ولنبدأ أولاً باستبعاد بعض أشكال الخطاب من دائرة الخطاب التحليلي والتفسيري مثل الخطاب العملي (بشقيه التعبوي ـ الدعائي والقانوني) والخطاب الأخلاقي:

1 ـ الخطاب العملي: هو خطاب له أهداف عملية مثل تعبئة الجماهير أو الرأي العام، وهو لا يُعنَى كثيراً بقضية التفسير. ونحن نُقسِّم الخطاب العملي إلى قسمين: الخطاب العملي التعبوي والخطاب العملي القانوني.

أ) الخطاب العملي التعبوي: هو الخطاب الدعائي المحض الذي يتوجه، على سبيل المثال، إلى الرأي العام العالمي فيُوضِّح له أن "إسرائيل دولة معتدية" وأن "اللاجئين الفلسطينيين سُبة في جبين البشرية"، وأن "المستوطنين الصهاينة يستولون على الأراضي الفلسطينية دون وجه حق" وأنهم "عنصريون يعذبون النساء والأطفال"، وهكذا. ويمكن أن يتوجه الخطاب الدعائي نحو الداخل ليصبح خطاباً تعبوياً يهدف إلى تعبئة الجماهير ضد العدو الصهيوني وضد المؤامرة المستمرة (أو العكس الآن، إذ يمكن أن يقوم الخطاب التعبوي بالتبشير بالسلام) . وغني عن القول أن مثل هذا الخطاب لا يفيد كثيراً في فَهْم ما يجري حولنا، فهو لا يكترث به أساساً. ونحن لا نقف ضد الدعاية أو التعبئة ولكن الهام أن نعرف أنهما أمران مختلفان عن التفسير.

ب) الخطاب العملي القانوني: ويمكن للخطاب العملي أن يكون قانونياً وتصبح القضية هي المرافعة لتوضيح الحق العربي والأساس القانوني له. والشكل الأساسي الذي يأخذه هذا الخطاب هو مراكمة قرارات هيئة الأمم المتحدة الواحد تلو الآخر في مجلدات ضخمة تُطبَع بعناية فائقة وتُوزَع على الهيئات والدول والمنظمات الدولية المعنية. ومثل هذا الخطاب لا يُعنَى كثيراً بتفسير أسباب الصراع أو بنيته أو طرق حله أو تصعيده أو إدارته. ولا شك في أن معرفة الإطار القانوني للصراع أمر مهم للغاية ولكنه يختلف تماماً عن عملية التفسير التي تنطوي على جهد أكثر تركيباً من مراكمة القوانين.

ص: 17