الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
أولاً: أسفار العهد القديم:
"العهد القديم المسمى التوراة"!!
كمقدمة يجب علينا أن نقر بأن الذين حرروا هذه الأسفار قد كتبوها في وقت كان فيه العالم يعيش في ظلام الجهل بالحقائق الكونية فلم يكن لدى أي إنسان في ذلك الوقت سوى قدر ضئيل جداً من المعلومات عن الأرض والكون الذي يعيش فيه بل أكبر علماء الأرض في لذلك الوقت لم تكن لديهم حتى المعلومات المتوفرة الآن لدى طالب العلم في المراحل الأولية.
* بل وربما كان العالم في القرن العشرين يعيش في أحلام يرى أن تحقيقها ممكن ويعد العدة لذلك كالوصول إلى القمر والمشي على سطحه والاغتراف من تربته وصخوره ووضع أجهزة التصوير والإرسال فوقه فذلك حلم كان يرى إنسان القرن العشرين إمكان تحقيقه وظل في تجاربه الأولية للوصول إلى هذا الحلم الذي أصبح حقيقة.
أما وقت كتابة هذه الأسفار فالاكتشافات العلمية الحديثة كانت في أذهان الناس خيالاً يستحيل التحقيق بل حتى لم تدر بخيالهم إطلاقاً. فالذين سطروا أسفار العهد القديم والجديد لم يكن خيالهم يسمح بتصور سير الإنسان على القمر أو الخروج من منطقة جاذبية الأرض وما دار في أذهانهم اكتشاف كروية الأرض والحفريات التي تحدد التاريخ التقريبي لعمر الإنسان على الأرض والحضارات البائدة والعصور التي مرت بها الإنسانية في تطورها على وجه الأرض واصل الحياة ومنشؤها.
والغاز الكوني الذي تكونت منه الأجرام السماوية والرياح التي تحمل حبوب اللقاح في النبات من أعضاء التذكير إلى أعضاء التأنيث ولذلك سطروا هذه الأسفار وهم في غفلة عن كل هذا بل وهم في مأمن من أن تأتي هذه الاكتشافات العلمية الحديثة فتكشف زيف نسبة هذه الأسفار إلى الوحي وتقطع بأنها من تأليف البشر ومن وضع أشخاص مختلفين حتى إنهم تناقضوا فيما كتبوه.
والأمر يختلف بالنسبة للقرآن الكريم ففي الوقت الذي أنزل فيه لم يكن العلم قد وصل أيضاً إلى اكتشاف العلوم والمعارف الحديثة ولكن القرآن كشف كما وصل إليه الإنسان في القرن العشرين وعندما تلقى الناس الآيات القرآنية التي تحدثت عن الاكتشافات الحديثة وكان هذا التلقي في عصر التنزيل والأجيال اللاحقة له قبل هذه الاكتشافات كان للناس فهم آخر لهذه الآيات على قدر معلوماتهم والنص القرآني يعطي أيضاً مثل هذا الفهم ولكنه يسمح أيضاً بفهم آخر أوسع كلما تقدمت الإنسانية ودليل ذلك إنه لما نزل قول الله تعالى {
…
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} 125 الأنعام فهم منه في الجيل المعاصر والأجيال اللاحقة القريبة منه إن صدر الكافر يضيق عن قبول الحق ويشبه الذي يصعد الجبل فيعاني من المشقة وضيق الصدر وحرجه والفهم هنا صحيح أما في عصر الاكتشافات العلمية فيفهم من النص أن الإنسان عندما يصعد في السماء ويغادر منطقة الغلاف الجوي والجاذبية الأرضية يضيق صدره ويختنق وتنفجر شرايينه ويشعر بالحرج وينتهي به الأمر إلى الهلاك وهذه الآية القرآنية نخرج منه بثلاث نتائج:
أولاً: الافهام تختلف باختلاف الأجيال ومرور الزمن وكلها مع ذلك صحيحة ودائرة مع النص القرآني.
** ثانيا: النص القرآني لا يخاطب جيلاً بما فوق فهمه ووعيه وإدراكه وإلا فقد الغاية من تنزيله وهذا محال.
** ثالثاً: الإخبار بحقائق واكتشافات علمية ذكرت في القرآن قبل اكتشافها بعشرات القرون.
* ولذلك عندما يتكلم القرآن الكريم عن أصل الكون {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ
…
} فصلت وهو ما يسمى بالغاز الكوني أصل الوجود ويتكلم عن انفصال الأرض عن الأجرام السماوية {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} 30 الأنبياء.
فهذه الآيات القرآنية تقرر حقيقتين:
* الأولى: الأرض انفصلت عن الأجرام السماوية وقد أثبت العلم الحديث انفصالها عن الشمس.
الثانية: بعد هذا الانفصال لا تتحقق الحياة على أي جرم من الأجرام إلا بوجود الماء.
* وتأتي الآيات القرآنية فتقرر أن القمر لا وظيفة له إلا أن يتعلم الإنسان عدد السنين والحساب وإنه لا أثر للحياة فيه فيقول {وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} 5 يونس.
ويقول {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} 39 يس والعرجون القديم لا أثر فيه للحياة ولا للماء.
* ويأتي الوصف العلمي الدقيق لكل من الشمس والقمر فيقول القرآن الكريم {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} 5 يونس.
ويثبت العلم الحديث أن الجسم المضيء هو الذي ينبعث منه الضوء بذاته وأن الجسم المنير هو الذي يعكس الضوء الذي يأتيه من مصدر آخر والشمس جسم مضيء بذاته أما القمر فجسم مظلم يعكس ضوء الشمس.
والقرآن الكريم يذكر أيضاً محاولات الإنسان للخروج من أقطار السموات والأرض الفضاء وإنه سينجح في ذلك بسلطان من الله تعالى وإن الإنسان سيتعرض في رحلته في الفضاء لألسنة من الشهب والنار ولذلك أعد الجسم الخارجي لمركبات الفضاء بحيث تتحمل هذه القذائف النارية ودرجات الحرارة العالية جداً فيقول القرآن الكريم:
* ثم تكلم عما يحدث في أعماق الفضاء والأرض فقال {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ} 35 الرحمن وليس معنى هذا أن الإنسان لن يصل لأن الله تعالى هو الذي يرسل الصواعق وهو الذي علم الإنسان أن يقيم مانعة الصواعق. ألا يعني ذلك أن الإنسان سيصل إلى منطقة في الفضاء يرسل على مركباته فيها شواظ من نار وشهب؟
ويتكلم القرآن عن كروية الأرض فيقول {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} 5 الزمر ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان الجسم الذي يدور عليه الليل والنهار كروياً.
* أما دوران الأرض فيتكلم عنه القرآن ويقول {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} والجسم لا يحتاج إلى الرواسي تثبت
حركته ألا إذا كان يتحرك ويدور ولولا الجبال لاضطربت الأرض في دورانها واهتزت.
* ويتكلم القرآن عن دور الرياح في التلقيح الذاتي فيقول {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ
…
} 22 الحجر. بالإضافة إلى دورها في تلقيح السحاب.
* وغير ذلك في القرآن كثير ولو استطاع كل علماء الأرض في كافة صنوف المعرفة في زمن التنزيل أن يجتمعوا في مكان واحد ليضعوا كتاباً يتحدث عن هذه النظريات العلمية ما استطاعوا ومن أجل هذا فإن القرآن دائماً يحض على العلم والمعرفة ويدعو إلى العقل والفكر والبحث لأن ذلك يدعو إلى تثبيت الإيمان به.
* ولنذكر كم من علماء الفلك والطبيعة حكمت عليهم الكنيسة بالسجن والنفي والإعدام ثم أصبحت نظرياتهم تدرس فيما بعد لأن العلم والمعرفة يكشفان حقيقة الأسفار المقدسة!!!
* وقد حاول البعض أن يواجه القرآن الكريم بالكشوف العلمية لينال مما في القرآن من نظريات علمية فارتد خائباً. قالوا لقد ثبت أن الشمس لا تنتقل من مكانها وأن الأرض هي التي تدور حول الشمس وحول نفسها ومن هنا يحدث تعاقب الليل والنهار والفصول وبرغم ثبوت عدم تحرك الشمس القرآن يقول:
{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} .
ونقول لقد ثبت علمياً أن الشمس تدور حول نفسها بسرعة رهيبة وهي التي عبر عنها القرآن بكلمة {تَجْرِي} في أكثر من آية {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} .
وثبت علمياً أن الشمس يحدث فيها تحويل ذرات الهيدروجين إلى ذرات هليوم وعملية التحول هذه ليست لا نهائية لابد إنه ستأتي
فترة زمنية ينتهي فيها هذا التحول وعند ذلك ينتهي الضياء وترتفع كثافتها بشدة وتتحول عن مكانها إلى ما يسمى في علم الفلك (مستقر الشمس) وقد بين القرآن الكريم انتهاء ضوء الشمس فقال {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} .
"فلا يمكن للاكتشافات العلمية الحديثة أن تفعل بالقرآن الكريم ما فعلته مع الأسفار اليهودية النصرانية لسبب بسيط هو أن الإنسان في اكتشافاته العلمية يكتشف صنع الله والقرآن كلام الله وتنزيله فمن المحال أن يحدث التعارض وذلك بخلاف الأسفار التي خطبها الإنسان بيده ثم أراد زوراً أن ينسبها إلى الوحي.
* بعد هذه النبذة عن الجانب العلمي في القرآن الكريم نتحدث عن السقطات العلمية في أسفار العهد القديم وما نورده مجرد أمثلة فقط وليس إحصاء لكل شيء.
** أولاً: في سفر التكوين الإصحاح الأول العدد من "1 إلى 31" يتحدث عن تكوين السموات والأرض والبحار والليل والنهار والشمس والنبات وإذا به يقع في خطأ علمي عظيم فادح في العدد من 3 - 5 يذكر أن الليل والنهار تكونا في اليوم الأول "
…
ودعا الله النور نهاراً والظلمات ليلاً وكان مساء وكان صباح اليوم الأول" وفي اليوم الثالث يظهر العالم النباتي الذي يتكاثر من جنسه في العدد من 9 - 13 "
…
لتنبت الأرض خضرة عشباً يحمل بذراً كجنسه وشجراً يعطي ثمراً من جنسه وبراً ورأى الله ذلك إنه حسن وكان مساء وكان صباح اليوم الثالث".
ويأتي العدد من 14 - 19 فيتحدث أن الله تعالى عمل المنيرين العظيمين الشمس والقمر "
…
وتكون علامات للأعياد كما للأيام والسنين
…
وكان مساء وكان نهار اليوم الرابع".
والمخالفات العلمية الخطيرة والتي تثبت أن كاتب هذه الأسفار لا شك كان كغيره تماماً وقت كتابتها يجهل ما سينتهي إليه الكشف العلمي الحديث، هذه المخالفات العلمية تنحصر في الآتي:
1-
ذكر أن الأرض خلقت أولاً ثم خلقت الشمس والقمر في اليوم الرابع!!! ومعلوم فلكياً أن الأرض والقمر قد انفصلا عن نجمهما الأصلي وهو الشمس ويمكن أن نقول أن الأرض من ثمار الشمس فكيف تتكون الثمرة أولاً وتخرج إلى الوجود ثم تظهر بعد ذلك شجرتها!! ؟ ؟
2-
ذكر العدد من 14 - 19 أن الله خلق الشمس والقمر في اليوم الرابع لتكون علامات الأعياد والأيام والسنين!! بينما ذكر قبل ظهور الشمس وخلقها كعلامة للأيام مساء وصباح اليوم الأول والثاني والثالث فكيف ظهرت هذه الأيام بمسائها وصباحها قبل ظهور الشمس التي هي علامة الأيام والصباح والمساء!! ؟ ؟ أين التعليل العلمي لذلك؟
* 3- ذكر في نفس السفر "التكوين" الإصحاح الأول أن الله خلق الليل والنهار في اليوم الأول وظهر الليل والنهار بالفعل على الأرض ثم ذكر أن الله خلق الشمس في اليوم الرابع!! وثابت علمياً أن تحقق الليل والنهار لا يكون إلا بدوران الأرض حول نفسها أمام ضوء الشمس فكيف يتكون الليل والنهار في اليوم الأول قبل وجود السبب وهو الشمس التي ذكر إنها خلقت في اليوم الرابع!! ؟ ؟
*4- وكما وقع كتاب أسفار العهد القديم في خطأ فلكي وجغرافي وقعوا في خطأ علمي آخر هو علم النبات لقد كتبوا في العدد من 9 - 13 أن النبات تكاثر والشجر أثمر وكذلك العشب وكان ذلك في البوم الثالث وكل ذلك حدث "
…
وكان مساء وكان صباح اليوم الثالث"!! فكيف يكثر النبات ويثمر الشجر في يوم وليلة!! ؟ ؟ ؟
وفي العدد من 14 - 19 يذكر أن الله خلق الشمس في اليوم الرابع!!! فكيف تكاثر النبات وخرجت الثمار والأعشاب قبل خلق وظهور الشمس التي بدونها لا يحدث هذا الإنبات والتكاثر!! ؟ ؟ يبدو أن كاتبي الأسفار أخطأوا في ترتيب الأيام!!
* ويضاف إلى هذا أن سفر التكوين يشير إلى أن الحيوانات الأرضية خلقت في اليوم السادس بعد خلق الطيور في اليوم الخامس والعجيب أن ذلك يخالف ما يقوله علماؤهم ويدرسونه عن نظرية النشوء والارتقاء.
* وهكذا يتدرج كاتبوا الأسفار في بيان ما حدث حتى يصلوا إلى خلق الإنسان في اليوم السادس وبعد هذه الأيام الستة التي وصفت بمساء وصباح يأتي اليوم السابع فتقول الأسفار "وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل وبارك الله اليوم السابع وقدسه لأنه فيه استراح من جميع عمله للخلق"!!
* ومعنى هذا في نظر كتاب الأسفار أن عملية الخلق والإنشاء قد انتهت وإن صفة الله تعالى كخالق انتهى مفعولها!! وهكذا حكايات وأساطير أبعد ما تكون عن الحق والحقيقة وحتى عن أبسط قواعد العلم وكما قال موريس بوكاي "بناء خيالي مبتكر كان يهدف إلى شيء آخر غير التعريف بالحقيقة".
ثانياً: أخطاء في تاريخ ظهور آدم وإبراهيم على الأرض:
* يذكر سفر التكوين في الإصحاحات 4، 5، 11، 21، 25 أرقاماً دقيقة لا تحتمل التأويل عنة تاريخ ميلاد سلسلة النسب التي تبدأ من آدم إلى إبراهيم ويعطي لكل حلقة من الحلقات بدايتها ونهايتها وجعل مبدأ هذا التقويم ظهور آدم على الأرض فيقول مثلاً أن شيت بن آدم ولد بعد 130 سنة من خلق آدم ومدة عمره 912 سنة ومعنى هذا إنه مات بعد 1042 سنة من تاريخ خلق آدم ويتدرج سفر التكوين في ذكر كل الحلقات هكذا مارا بنوح حتى وصل إلى إبراهيم وبالأرقام نعرف من سفر التكوين أن إبراهيم ولد بعد خلق آدم بـ 1948 سنة ومدة عمرة 175 سنة فيكون قد مات بعد
2123 سنة من تاريخ خلق آدم وقد ذكر سفر التكوين إصحاح 12 أن إبراهيم دخل إلى مصر وأخذ امرأته إلى بيت فرعون وواضح من هذا أن إبراهيم كان معاصراً للتاريخ الفرعوني في مصر.!!!
* فإذا أضفنا إلى المدة المستنتجة من سفر التكوين عن ظهور إبراهيم من تاريخ خلق آدم السلسلة التي أضافها متى في إنجيله من تاريخ إبراهيم حتى تاريخ ظهور المسيح لخرجنا تطبيقاً للغة الأرقام بالنتائج الآتية:
**1- المدة من ظهور آدم إلى ظهور إبراهيم تقدر بعشرين قرناً تقريباً.
**2- المدة من ظهور آدم حتى ظهور المسيح تقدر بحوالي ثمانية وثلاثين قرناً تقريباً أي أن آدم ظهر قبل المسيح بثمانية وثلاثين قرناً وذلك مأخوذ من التواريخ التي حددها سفر التكوين مضافاً إليها حلقات السلسلة التي ذكرها متى في إنجيله.
ولا شك أن الاكتشافات العلمية الحديثة تقطع بعدم صحة هذه المعلومات التي أوردها سفر التكوين فقد اكتشفت حضارات وحفريات وجماجم قدر عمرها بعشرات الآلاف من السنين بل هناك حضارات مصرية قديمة سابقة على عصر الفراعنة المعاصرين لإبراهيم بآلاف السنين وتقطع بأنها كانت موجودة قبل الفترة الزمنية التي حددها سفر التكوين لظهور إبراهيم بعد آدم بل هناك عصور اكتشفت موغلة في القدم كالعصر البدائي والعصر الحجري وغيره وكل ذلك يقطع بأن كل ما ورد في سفر التكوين عن تواريخ الميلاد والأعمار في حلقات السلسلة من آدم إلى إبراهيم ضرب من الخيال ومن صنع مؤلف لا يدرس شيئاً عن علم الأجناس وظهورها على الأرض.
** والعجيب هنا أن الخطأ ليس تقريباً بل هم خطأ فاحش. خطأ فاحش أن يقول سفر التكوين بميلاد إبراهيم بعد 1948 من ظهور آدم وخلقه ثم تبين وجود أجناس بشرية وعلامات لجماعات إنسانية ظهرت قبل هذا التاريخ بعشرات الآلاف من السنين والعجيب أيضاً أن هذه المعلومات عن الأجناس البشرية تدرس كحقائق علمية جغرافية في بلاد مازالت تؤمن بصحة أسفار العهد القديم.
** ويضاف إلى ذلك إنه حدث اختلاف بالنسبة لمدة طوفان نوح ذكرت مرة أربعين يوماً ومرة ذكرت مائة وخمسين يوماً ويذكر سفر التكوين أن عمر نوح وقت الطوفان كان 600 سنة وباستخدام الأرقام الموجودة في سفر التكوين عن ميلاد نوح من تاريخ خلق آدم وهو 1056 سنة يكون الطوفان قد حدث بعد 1656 سنة من خلق آدم وقبل 292 من ميلاد إبراهيم وباستخدام التواريخ يكون الطوفان قد حدث قبل الميلاد بعشرين أو واحد وعشرين قرناً.
والمكتشفات الحديثة تنزع من نصوص أسفار العهد القديم كل معقولية ففي ذلك الوقت قامت حضارات وجماعات إنسانية برغم أن الأسفار تقول أن الطوفان غطى الأرض كلها وأعدم الحياة.
مطلوب منا الآن أن نصدق طبقاً لأرقام المواليد والأعمار الواردة في سفر التكوين أن الحضارات الإنسانية وظهور الأجناس البشرية كان قبل ظهور آدم بآلاف السنين!!
وهل يطلب منا بعد ذلك أن نصدق أن الله تعالى أنزل هذه النصوص وما تحتويه من تناقضات صارخة!! ؟ ؟ لقد طال الجدل وكثرت السفسطة في تبرير التجسد والصلب والفداء وما إلى ذلك نرى هل تواجه الحقائق الثابتة بالأرقام بمثل ذلك!!! ؟ ؟ ؟ وهناك
أخطاء أخرى جانبية منها على سبيل المثال لا الحصر ما جاء في سفر التكوين من أن إبراهيم كان ابن ست وثمانين سنة لما ولد ابنه إسماعيل وكان ابن مائة سنة لما ولد ابنه إسحق وجاء بالنص في سفر التكوين إصحاح 17 عدد 18 - 20 "وقال إبراهيم لله ليت إسماعيل يعيش أمامك فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك ابناً وتدعو اسمه إسحق وأقيم عهدي معه عهداً أبدياً لنسله من بعده وأما إسماعيل فقد سمعت له فيه" ويذكر نفس السفر أن إبراهيم جاءه الأمر من الله "أذبح ابنك وحيدك إسحق" ويتكرر وصف إسحق بأنه وحيد إبراهيم "ولم تمسك ابنك وحيدك" ووجه التناقض هنا يقع في أمرين:
الأول: الابن الذي يمكن أن يوصف بأنه وحيد هو إسماعيل الذي ولد لإبراهيم وهو ابن ست وثمانين سنة ولا يمكن أن يكون إسحق الذي ولد لإبراهيم وهو ابن مائة سنة.
* الثاني: يذكر السفر أن الله تعالى قال لإبراهيم "سارة امرأتك تلك لك أبناً وتدعو اسمه إسحق وأقيم عهدي معه عهداً أبدياً لنسله من بعده" والأمر الذي يخرج عن المعقولية أن يبشر الله إبراهيم بإسحق وإنه سيقيم عهده مع إسحق عهداً أبدياً لنسله من بعده وكيف مع هذه البشارة يذكر السفر أن الله تعالى يأمر إبراهيم بذبح إسحق ولو على سبيل التجربة!! ؟ ؟ نحن أمام أمرين لا ثالث لهما إما أن هذا الكلام كتبته أيدي لا تحسن حتى التلفيق وتأتي بالمتناقضات وإما أن الله تعالى بعد أن بشر إبراهيم بولادة إسحق وإنه سيجعل عهده الأبدي مع نسل إسحق من بعده بعد أن برشه بذلك ينقض هذا العهد ويأمره بذبحه على سبيل التجربة وهو يعلم إنه سيكون منه نسل!!
وهذا السفر ينسب إلى الله إنه رجع في عهده وليس ذلك كلام الله. وإبراهيم وهو يمسك بالسكين ويتقدم لذبح إسحق كما تقول التوراة (أسفار العهد القديم) ألم يتذكر وعد الله له بأن يقيم عهده مع إسحق عهداً أبدياً من بعده!! ؟ ؟ وكيف يكون هناك أمر بذبح الغلام إسحق ويأتي قبل أمر الذبح بشرى وعهد من الله بأن يكون له نسل يتلقى عهداً أبدياً!! ؟ ؟
* لقد جاء القرآن مصححاً لهذه المتناقضات فبين أن الأمر جاء إلى إبراهيم بذبح إسماعيل ولم يبشر قبل الأمر بذبحه بأنه سيكون نبياً إنما قال تعالى {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا} وجاءت البشرى لإسماعيل بالنبوة بعد الابتلاء بالذبح والفدية.
وأشياء كثيرة أخرى عدم معقوليتها ليس مجالاً للجدل والسفسطة فسفر التثنية (إصحاح 31 عدد 9 يقول "وكتب موسى هذه التوراة" فهل يعقل بعد ذلك أ، يكتب موسى في التوراة قصة موته بالكامل والأحداث المعاصرة والملاحقة لموته كما جاء في الإصحاح 34 من نفس السفر في العدد من 5 إلى 12.
ويأتي سفر التكوين أيضاً (إصحاح 6 عدد 3) فيذكر أن الله قرر قبل الطوفان بقليل أن يحدد عمر الإنسان بمائة وعشرين سنة "و
…
وتكون أيامه مائة وعشرين سنة" ومع ذلك يلاحظ في نفس السفر (إصحاح 11 عدد 10 إلى 32) أن حياة إنسان نوح العشرة قد دامت من 148 إلى 600 سنة!!
يقول موريس بوكاي "وعلى سبيل المثال فإننا نجهل التاريخ التقريبي لظهور الإنسان على الأرض غير إنه قد اكتشفت آثاره لأعمال بشرية نستطيع وضع تاريخها فيما قبل الألف العاشرة من التاريخ المسيحي دون أن يكون هناك أي مكان للشك وعليه فإننا لا نستطيع علمياً قبول صحة نص سفر التكوين الذي يعطي أنساباً وتواريخ
تحدد أصل خلق آدم بحوالي 37 قرناً قبل المسيح وربما استطاع العلم في المستقبل أن يحدد لذلك تواريخ فوق تقديراتنا الحالية غير إننا نستطيع أن نطمئن إلى إنه لا يمكن أبداً إثبات أ، الإنسان قد ظهر على الأرض منذ 5736 سنة كما يقول التاريخ العبري 1975 وبناء على ذلك فإن معطيات التوراة الخاصة بقدم الإنسان غير صحيحة" ويقصد المؤلف بالتوراة أسفار العهد القديم أو التوراة بعد أن دخل عليها التحريف وإلا فإن التوراة التي أنزلها الله على موسى كتاب حق وصدق وهذه الاختلافات الواردة في الأسفار هي التي قال عنها الله تعالى {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} .