المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ التناقض المقدس - نداء إلى الفاتيكان راجعوا أسفاركم المقدسة

[مصطفي عبد اللطيف درويش]

الفصل: ‌ التناقض المقدس

*‌

‌ التناقض المقدس

!!! *

"مكان القبض على يسوع"

يقول إنجيل متى إصحاح 26 أن يسوع قال للتلاميذ "اذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له المعلم يقول إن وقتي قريب عندك أصنع الفصح مع تلاميذي" ويقول "حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جثسيمانى فقال للتلاميذ أجلسوا ها هنا

" ويقول متى "وفيما هو يتكلم إذا يهوذا أحد الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كثير بسيوف وعصى" ونفس مكان القبض ورد في إنجيل مرقس.

أما إنجيل لوقا الإصحاح 22 فيقول عن مكان القبض على يسوع "وخرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون وتبعه أيضاً تلاميذه" ويقول "وبينما هو يتكلم إذ جمع والذي يدعى يهوذا أحد الاثني عشر يتقدمهم فدنا من يسوع وقبله".

أما إنجيل يوحنا إصحاح 18 فيقول عن مكان القبض على يسوع "قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه إلى عبر وادي قدرون حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع لأن يسوع أجتمع هناك كثيراً مع تلاميذه فأخذ يهوذا الجند وخداماً من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه".

وهكذا يذكر متى ومرقس أن القبض على يسوع حدث في المدينة في بيت فلان في ضيعة جشيمانى ويقول لوقا أن ذلك حدث في جبل الزيتون ويقول يوحنا أن واقعة القبض حدثت في وادي قدرون..!! والواقعة واحدة بدليل أن الأناجيل كلها أجمعت على إنه في هذه الواقعة استل أحد التلاميذ سيفه وضرب عبد

ص: 24

رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى وإن كان يوحنا قد صرح بأنه سمعان بطرس الذي فعل ذلك أما الأناجيل الأخرى فقالت "واحد من الحاضرين"

!!

"حالة قبر يسوع"

يقول إنجيل متى إصحاح 28 "وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية الأخرى لتنظرا القبر وإذا زلزلة عظيمة حدثت لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه" وقال لهما "إنكما تطلبان يسوع المصلوب ليس هو ها هنا.."

ويقول إنجيل مرقس إصحاح 16 عن نفس الواقعة "وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطاًَ ليأتين ويدهنه وباكر جداً في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس وكن يقلن فيما بينهن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج لأنه كان عظيماً جداً ولما دخلن القبر رأين شاباً جالساًَ عن اليمين لابساً حلة بيضاء فاندهش فقال لهن لا تندهشن انتن تطلبن يسوع الناصري

"

ويقول إنجيل لوقا إصحاح 24 عن نفس الواقعة "ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين (يقصد نسوة لم يذكر أسماءهن) إلى القبر فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع".

ويقول إنجيل يوحنا إصحاح 20 عن نفس الواقعة "وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكر والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر

" ويذكر يوحنا أن التلميذ الآخر وسمعان بطرس الأول انحنى والثاني دخل القبر ونظر الأكفان موضوعة" ويذكر يوحنا في نفس الإصحاح أن مريم المجدلية

ص: 25

في نفس الوقت كانت خارج القبر تبكي وقال يوحنا "وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحداً عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعاً".

وهكذا واقعة واحدة تختلف فيها الأناجيل الأربعة وهي حالة القبر في الداخل والخارج وما كان يدور داخله ومن أتى إليه وما كان يوجد بين جدرانه. ترى هل تصدق كل هذه الروايات المتناقضة تماماً! ؟ مطلوب من رجال الفاتيكان ونحن نعلم دقتهم في البحث مطلوب منهم الإجابة. وهل حجر القبر دحرج عند الفجر كما يقول متى أو كما يقول مرقس "إذ طلعت الشمس.! ؟ "الإنجيل

والأناجيل"

الإنجيل كلام الله نزل على المسيح عيسى عليه السلام وهو إنجيل واحد وهكذا قال المسيح عيسى. قال إنجيل مرقس في الإصحاح الأول "

جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان وأقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" وقال أيضاً مرقص في الاصحاح 16 يذكر وصية المسيح لتلاميذه "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل

"

وهكذا يصرح مرقس في إنجيله أن المسيح دعا الناس في أول عهده بالرسالة إلى التوبة والإيمان بالإنجيل..!! فهل كان يعني في ذلك الوقت الأناجيل التي كتبت بعده!! ؟ ؟ وهل يدعو الناس في بداية رسالته إلى الإيمان بإنجيل لم يكتب بع!!! ؟ ؟ ؟ المنطق

ص: 26

والعقل يقولان أن المسيح بدأ يدعو الناس إلى الإيمان بإنجيل كامل أنزله الله عليه وذلك شيء يختلف تماماًَ عن مؤلفات لوقا ومتى ومرقس ويوحنا وغيرهم إلا إذا كان هؤلاء قد وضعوا للمسيح الأناجيل التي دعا إليها وذلك محال فلابد أن هناك إنجيلاً دعا المسيح إلى الإيمان به في أول عهده بالرسالة يختلف عما كتب بعده

ولكن أين هو الآن..!! ؟ ؟ ؟ نترك لرجال الفاتيكان أيضاً الإجابة.

* التجسد *

وهو جوهر النصرانية والمفروض في العقيدة التي يكلف الله تعالى بها عباده أن تكون واضحة المعالم سهلة ميسرة على الجميع بفهمها الزارع في حقله وتستقر في أعماق قلبه ويرتاح إليها العقل والفكر وتسكن إليها النفس كما يقبلها العالم الكبير وتستقر وجدانه ويفطر عليها الإنسان ويخلق عقله وفكره وقلبه مهيأ لقبولها فالعقل خلقه الله والعقيدة أنزلها الله وكلف بها العقل المخلوق وذلك لا يكون إلا في العقيدة الإسلامية، إله واحد لم يلد ولم يولد ولم يكن لو كفواً أحد هو الله الواحد القهار ليس كمثله شيء لا يتجسد ولا يموت ونبي يرسله الله ليعلم الناس ذلك هو محمد صلى الله عليه وسلم ختمت به الرسالات وسبقه في ذلك المسيح عيسى ابن مريم وموسى وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء.

ص: 27

وسهولة العقيدة ويسرها من عدل الله ورحمته بعبادة لأن النفس التي خلقها الله لا يكلفها ألا وسعها {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} ولأن هذا التكليف سيعقبه حساب وعقاب وجنة ونار فكيف يخاطب الله تعالى العباد بالألغاز والأسرار ثم يعد للمنكرين النار!!! ؟ ؟

أما التجسد فقد احتار فيه رجال الكهنوت فكيف بحال الشعب في حقله ومتجره ومصنعه!! ؟ ؟ لقد قال البعض "سر يصعب فهمه" وقال البعض "يسمو فوق العقل والإدراك" وقال البعض "من الخطأ أن نلصق به شيئاً من عندياتنا" وفي نفس الوقت يؤلف رئيس الكنيسة الخمسينية بالقاهرة كتاباً يسميه "سر التجسد الإلهي" ويقول في كتابه تحت هذا العنوان "كشف معالم ومحتويات هذا السر العميق"!! ويفسر المطران شنوده الثالوث والتجسد بالنار وذاتها وحرارتها وضوئها!! وإذا كان كبار رجال الكهنوت قد تضاربوا في جوهر العقيدة فما بال الشعب المسكين!! ؟ ؟

ونحن في هذا التجسد أمام فرضين: -

أولهما: هل هذا المتجسد فقد ذاته الأولى وتحول بالتجسد إلى الذات الثانية وصفاتها!!! ؟ ؟

ثانيهما: هل بعد التجسد بقيت الذات المتجسدة كما هي!! ؟ ؟ مع الفرض الأول وهو تحول الذات إلى الجسد وفقد الوجود الأول

ص: 28

فمعنى هذا أنه منذ تكون المسيح في بطن أمه حتى استقر في بطن الأرض أصبح العالمين بغير إله يدير أمره تجسد في بطن الأم والقبر وهذا محال.

ومع الفرض الثاني وهو بقاء الذات الإلهية وقبل التجسد كما هي ثم بالتجسد وجدت ذات أخرى متجسدة ومعنى ذلك وجود ذاتين وإلهين وذلك هو التعدد والشرك بعينه. ثم بعد ذلك هل المسيح عليه السلام خالق أم مخلوق؟ إذا قلنا إنه خالق فهل يحتاج الخالق إلى المخلوق وقد أحتاج المسيح إلى أم ترضعه ولبن يغذيه وطعام يدفع عنه الجوع وهكذا!! ؟ ؟ وإذا قلنا أن المسيح مخلوق فمن خالقه إن لم يكن الله تعالى!! والمخلوق لا يصح أن يكون إلهاً أو تطلق عليه صفات الإله.

لم يبق معنا سوى شيء واحد يقبله العقل وهو أن المسيح إنسان وابن إنسان وعبد جعله الله تعالى نبياً رسولاً وكلفه برسالة يبلغها للماس وذلك الوصف للمسيح جاءت به عشرات الفقرات في الأناجيل الحالية التي قالت عنه إنسان ونبي ورسول وذلك ما جاء في القرآن الكريم.

وإذا كان قد بشر بالمعزى الذي يأتي بعده ورئيس العالم وإن هذا المعزى ورئيس العالم يحدث للناس ويكلمهم فذلك إنه بشر بمجيء رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وذلك ما أخبرنا عنه القرآن.

بعد ذلك لا عذر لكم يا رجال الفاتيكان في ترك الإيمان بالقرآن كتاباً من عند الله وترك الإيمان بمحمد رسولاً من عند الله وترك الإيمان بالإسلام ديناً أنزله الله.

ص: 29