الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف اللام
7174 -
" لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم إذا سقط عليه بعيره وقد أضله بأرض فلاة (ق) عن أنس"(صح).
(لله) بفتح اللام وهي لام الابتداء والجلالة مبتدأ خبرها: (أشد فرحاً) إطلاق الفرح في حق الله مجاز عن رضاه وبسط رحمته ومزيد إقباله على عبده وسلف لنا ما هو الأولى في مثل ذلك غير مرة نعني سلوك طريقة السلف وهو الإيمان بما ورد في مثل ذلك كتابا وسنة من غير تأويل ولا تشبيه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11](بتوبة عبده) رجوعه إلى مولاه مقلعاً عن معاصيه. (من أحدكم إذا سقط على بعيره) صادفه وعثر عليه بلا قصد فظفر به ومنه قولهم على الخبر سقطت (قد أضله بأرض فلاة) أضاعه بمفازة ويحتمل الإضافة والتوصيف فهو إخبار بأنه تعالى يحب أن يتوب عبده ليكون من الفائزين عنده المستوجبين حمده تعالى ورفده وذلك لأنه لا يرضى ولا يحب لعبده إلا الخير وهذا من كمال بره تعالى ولطفه ورحمته فينبغي لكل عبد أن يبادر بالتوبة وأنه لو لم يكن فيها من الفوائد إلا أنه يرضاها ربه وفاطره لكفى داعياً على فعلها والإتيان بها وفي لفظ عند مسلم من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة"(1) الحديث، وخص واحد البعير في الفلاة لأنه أحوج شيء إليه في تلك الحال (ق (2) عن أنس) وأخرجه غيرهما.
(1) أخرجه مسلم (2675).
(2)
أخرجه البخاري (6309)، ومسلم (2747).
7175 -
"لله أفرح بتوبة عبده من العقيم الوالد ومن الضال الواجد ومن الظمآن الوارد. ابن عساكر في أماليه عن أبي هريرة (ض) ".
(لله أفرح) أشد فرحاً. (من العقيم الوالد) المرأة التي لم تلد ثم ولدت (ومن الضال الواجد) الذي أضل أعم من المضل لراحلته أو غيرها فهو أعم من الأول (ومن الظمآن الوارد) للماء وهذه تشبيهات بقدر إدراك العباد وإلا فرضاؤه تعالى بتوبة عبده لا تقدر قدرها (1)(ابن عساكر في آماليه عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه.
7176 -
"لله أفرح بتوبة التائب من الظمآن الوارد، ومن العقيم الوالد، ومن الضال الواجد، فمن تاب إلى الله توبة نصوحاً أنسى الله حافظيه وجوارحه وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه. أبو العباس بن تركان الهمدانى في كتاب التائبين عن أبي الجون مرسلاً".
(لله أفرح بتوبة التائب من الظمآن الوارد) بوروده الماء. (ومن العقيم الوالد) بولادتها وفيه أن العقيم قد تلد بعد تحقق عقمها بقدرة الله تعالى، ويحتمل أن المراد لو ولدت (ومن الضال) يحتمل أنه حاظل بمعني أظل فاسم الفاعل على بابه ويحتمل أنه بمعنى المظل من أظل إذ الظاهر أن يقال من المضل (الواجد ممن تاب إلى الله توبة نصوحاً) خالصة صادقة أنسى الله حفظته كتاب سيئاته، ويأتي التصريح بالمنسي أنهما خطاياه وذنوبه (وجوارحَه) التي تشهد عليه يوم القيامة (وبقاع الأرض) التي تحدث بأخباره كما ثبت في تفسير {تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] بمعنى التأكيد باعتبار تعدد الأماكن التي عصي فيها إن خصصناه بالأرض لقربها ويحتمل أنه يعم جوارحه وبقاع الأرض ويحتمل أنه
(1) علل الدارقطني (7/ 269)، الفردوس بمأثور الخطاب (607)، وانظر فيض القدير (5/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4633).
حذف تأكيد الجوارح لدلالة الثاني عليه (خطاياه وذنوبه) عطف تفسيري [4/ 3] وذلك أنه "إذا تاب العبد تاب الله عليه وأحبه وإذا أحبه ستره وإذا ستره أخفى عيوبه"(أبو العباس بن تركان) بالتاء المثناه من فوق من الترك الهمداني في كتاب التائبين عن أبي الجون مرسلاً (1).
7177 -
"لله أشد أذنا إلى الرجل حسن الصوت بالقرآن يرفع به صوته من صاحب القينة إلى قينته. (د حب ك هب) عن فضالة بن عبيد (صح) ".
(لله أشد أذناً) بفتح الهمزة والذال المعجمة بضبط المصنف سماعاً. (إلى الرجل الحسن الصوت بالقراءة) للقرآن (يرفع) بقراءته (صوته) فيه الحث على تحسين الصوت بالقرآن ورفعه من استماع (صاحب القينة) بفتح القاف الجارية المقتناة (إلى قينته) حتى تغنيه وأخذ منه أن فيه دليلاً على جواز استماع الغناء؛ لأن سماعه تعالى لا يجوز أن يقاس على محرم وخرج بإضافة القينة إليه فيه غيره فلا ينبغي سماعها بل يحرم إن خاف الفتنة كما جاء في الحديث "أن من أشراط الساعة سماع القينات والمعازف" كذا قيل.
قلت: حمله على تحريم قينة الغير لتجتمع الأحاديث ويحتمل أنه لا دلالة في الحديث على ما ذكر فإنه يجوز أن يراد بالتشبيه مجرد الاستحسان وإن كان يحرم في نفسه (د، حب، ك، هب)(2) عن فضالة بن عبيد رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرطهما، ورده الذهبي، فقال: بل هو منقطع.
7178 -
"لله أقدر عليك منك (حم ت) عن أبي مسعود (صح) ".
(1) أخرجه الرافعي في التدوين في أخبار قزوين (1/ 226)، وانظر فيض القدير (5/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4632).
(2)
أخرجه ابن ماجه (1340)، ابن حبان (754)، الحاكم (1/ 760) وقال: صحيح على شرط الشيخين، البيهقي في السنن (10/ 230)، وسكت عنه الشارح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4630).
(لله) مبتدأ (أقدر) خبره (عليك) يا أبا مسعود (منك) متعلق بأقدر مقدم على عليك في الأصل أي أقدر منك وعليك صفة لأقدر وعليه حال من كاف منك أي أقدر منك حال كونك قادراً عليه أو متعلق بمحذوف على سبيل البيان كأنه لما قيل: أقدر عليك منك، قيل: على من؟ قيل: عليه. ذكره الطيبي وضمير عليه عائد إلى مملوك أبي مسعود وذلك أنه صلى الله عليه وسلم انتهى إلى أبي مسعود فرآه يضرب غلامه وهو صلى الله عليه وسلم من خلفه فناداه وفيه قصة قدمناها في الجزء الأول، وفيه الحث على الرفق بالمماليك (حم، ت (1) عن أبي مسعود البدري) رمز المصنف لصحته، وفي الكبير عنه حم، ت، وقال الترمذي: حسن صحيح.
7179 -
"لأنا أشد عليكم خوفا من النعم مني من الذنوب ألا إن النعم التي لا تشكر هي الحتف القاضي. ابن عساكر عن المنكدر بن محمَّد بن المنكدر بلاغا".
(لأنا) بفتح اللام جواب قسم مقدر، أو لام الابتداء وكذا في ما يأتي، وأنا ضمير المتكلم وهمزة أن مفتوحة على التقديرين، وهل الأرجح تقدير القسم أو الحكم بأنها لام ابتداء فلا تقدير الأرجح من حيث المعنى الأول لأنه يفيد تأكيد الحكم بالقسم وإن كان التقدير خلاف الأصل وهو المرجح للثاني، والتأكيد حاصل أيضاً في الثاني إلا إنه أبلغ في الأول (أشد عليكم خوفا من النعم مني) متعلق بأشد ومن النعم متعلق بخوفاً من الذنوب أي خوفي عليكم من إدرار الله للنعم أشد من خوفي عليكم من الذنوب التي ترتكبونها، والمراد: المخافة من التعذيب على النعم أشد من الخوف من التعذيب على الذنوب، أبان ذلك بالاستئناف بقوله:(ألا) كلمة تنبيه (إن النعم التي لا تشكر هي الحتف) الموت في عظم مصيبتها على الإنسان أو في كون الأعمال لا يعتد بها مع كفران النعم
(1) أخرجه الترمذي (1948)، أحمد (5/ 274) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5034).
فكافر النعم كالميت لا عمل له، والحديث تحذير من كفران النعم وإعلام بأنه يخاف من عقوبتها أعظم مما يخاف من عقوبة الذنب وذلك أن الذنب قد يتوب منه العبد ويلحق النفس الانكسار من فعله وكافر النعمة لا يخطر بباله إثم كفران نعمة الله عليه فيكون مصرًّا على الذنب غير معتقد أنه ذنب.
إن قلت: كفران النعمة ذنب فكيف فضل على الذنوب.
قلنا: فضل لأنه ذنب خفي لا يتنبه له إلا الأقل فكأنه ليس منها أو أفرد عنها إفراد الخاص عن العام أو أوقع التفضيل على نفس النعم لأنها أسباب الكفران وهي غير الذنوب قطعاً وحينئذ فلا نقدر مضاف حذف في الكلام كما قدرناه (ابن عساكر عن المنكدر بن محمَّد بن المنكدر) المدني ثقة فاضل متأله عابد روي عن عائشة وجابر (1)، وعنه: مالك وعده بلاغاً، قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7180 -
"لأنا من فتنة السراء أخوف عليكم من فتنة الضراء إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وإن الدنيا حلوة خضرة البزار (حل هب) عن سعد (ض).
(لأنا من فتنة) هي الابتلاء والاختبار بالخير والشر كما قال تعالى: نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35] وهي مصدر يحتمل أن المراد من فتنتكم بالسراء أو من فتنة: (السراء) إياكم [4/ 4](أخوف) أشد خائفية أو مخوفية على الأقل (عليكم من فتنة الضراء) في أول وأريد بالسراء الخير والمال وغلتهم الأعداء ونحوه وبالضراء الحاجة والفقر ونحوه (إنكم ابتليتم بفتنة الضراء) الإضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول في أول الإِسلام قبل أن يفتح الله عليكم الدنيا
(1) أخرجه ابن عساكر (26/ 134) مرسلاً انظر فيض القدير (5/ 253)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4647)، أما المنكدر بن محمَّد بن المنكدر فقال ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (3/ 141): قال أحمد: كثير الخطأ وفي رواية عنه ثقة، وقال النسائي وأبو زرعة: ليس بالقوي، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال الأزدي: لا يكتب حديث، وانظر لسان الميزان (7/ 400).
ويهابهم الأعداء وهو استئناف تعليلي (فصبرتم) قرن خوفه عليهم من فتنة الضراء بما رزقه من دفعها بالصبر وأن الدنيا أعيان منافعها ولذاتها (حلوة) في الذوق (خضرة) في النظر وهما كناية عن المحبوب وإذا كانت كذلك فقد لا يقومون بشكرها ولا يدفعون عن أنفسهم ضرها فلذا كان أخوف عليهم وفيه مأخذ على أن الفقر أفضل من الغنى لأنه حصل التخوف معه صلى الله عليه وآله وسلم على الأمة مع الغني دون الفقر وما أوجب خوفه صلى الله عليه وآله وسلم، يذم من هذه الجهة أي من جهة أنه صلى الله عليه وسلم خافه وقد يقال: إنه يعارضه حديث: "كاد الفقر أن يكون كفراً"(1) وقد يُجاب بأنها تختلف الأحوال باعتبار الأشخاص أو من الناس من لا يصلحه إلا الغنى ومنهم من لا يصلحه إلا الفقر وبه ورد الأثر الآخر (البزار، حل، هب (2) عن سعد) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه رجل لم يسم وهو رجل من بني عامر لم يذكروا اسمه وبقية رجاله رجال الصحيح ومثله قال المنذري (3): بعد عزوه إلى أبي يعلى والبزار.
7181 -
"لأن أذكر الله تعالى مع قوم بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أحب إلى من الدنيا وما فيها ولأن أذكر الله مع قوم بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلى من الدنيا وما فيها. (هب) عن أنس (ح) ".
(لأن أذكر الله تعالى مع قوم) لأن الاجتماع على ذكر الله تعالى أعون على النشاط وأكمل في الإقبال ولأن الواحد يتعرض له الشيطان بالوسواس (بعد
(1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 206) من رواية ابن عباس وأورده العجلوني في كشف الخفاء (2/ 108) وقال: في سنده يزيد الرقاشي ضعيف. وأورده العراقي في تخريج الإحياء (3/ 156) ويزيد ضعيف.
(2)
أخرجه البزار في مسنده (1168)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 93)، والبيهقي في شعب الإيمان (10308)، وأبو يعلى في مسنده (780)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4648).
(3)
انظر الترغيب والترهيب (4/ 89)، مجمع الزوائد (10/ 246).
صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أحب إلي من الدنيا وما فيها) كأن المراد من إنفاقها وما فيها في حب الله لأن أجر هذا القعود أكبر من ذلك وأحب إلى الله تعالى فالمراد أن أجره أحب إليه ويحتمل أني أجد من روح القلب واطمئنانه بذلك أحب إليه مما ذكر والأول أنسب بمقام الرسول أو أن أجره في الآخرة أعظم من الدنيا وما فيها وأوسع فهو أحب إلي منها لأنه أكبر من ذلك وعبر بالأحبية لأن العظيم أحب من الحقير وهذا غير الوجه الأول (ولأن أذكر الله مع قوم بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلى من الدنيا وما فيها) يجري فيه ما في الأول، والحديث حث على الاجتماع على الذكر هذين الوقتين، وفي الباب عدة أحاديث وسره أن الله تعالى لما كره فيهما لعباده الصلاة أعاضهم بفضيلة الذكر. (هب (1) عن أنس)، رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: سنده حسن، ورواه البيهقي في السنن من حديث يزيد الرقاشى (2) عن أنس أيضاً وتعقَّبه الذهبي بأن يزيد واه.
7182 -
"لأن أطأ على جمرة أحب إلى آطأ على قبر (خط) عن أبي هريرة.
(لأن أطأ على جمرة) قطعة نار ملتهبة (أحب إلى من أن أطأ على قبر) اسم التفضيل على أصله، والمراد أن ما يصيب الواطئ على القبر من الإثم يحبب إليه الوطئ على جمر الدنيا ثم قد قيد، في رواية الطبراني (بقبر المسلم) والحديث ظاهر في الحرمة وأجازه جماعة من الشافعية، قيل: وهذا حيث لا ضرورة وإلا فإن لم يصل إلى زيارة قبر إلا به فلا.
قلت: وكان القياس خلاف ذلك لأن هذا من تحصيل المصلحة وذلك من
(1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (559)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 105)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4636)، والسلسة الضعيفة (2298).
(2)
انظر: ميزان الاعتدال (7/ 232).
دفع المفسدة ودفع المفاسد أهم من جلب المصالح، (خط (1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وقال الشارح: فيه قطن بن إبراهيم أورده الذهبي في الضعفاء وقال: له حديث منكر (2) ولذلك ترك مسلم الرواية عنه وهو صدوق عن الجارود بن يزيد وهو كما قال الدارقطني وغيره: متروك، وهذا الحديث مما تركوه لأجله وهذا الحديث قد أخرجه الجماعة إلا البخاري والترمذي في الجنائز بلفظ "لأن يجلس أحدكم
…
" (3) الحديث سيأتي للمصنف قريباً بمغايرة يسيرة.
7183 -
"لأن أطعم أخاً في الله مسلماً لقمة أحب إليَّ من أن أتصدق بدرهم ولأن أعطي أخاً في الله مسلماً درهماً أحب إليَّ من أن أتصدق بعشرة ولأن أعطيه عشرة أحب إليَّ من أن أعتق رقبة. هناد (هب) عن بديل مرسلاً".
(لأن أطعم أخاً في الله مسلماً) وصف كاشف فإن الأخ في الله لا يكون إلا مسلماً (لقمة) فبالأولى غيرها. (أحب إليَّ من أن أتصدق بدرهم) يحتمل أن الأحبية لفضل الإطعام أو لكون المطعم أخاً مسلماً والتصدق بالدرهم يراد على غيره وهو الذي يوافق (ولأن أعط أخاً في الله مسلماً درهماً أحب إليَّ من أن أتصدق بعشرة دراهم) ويحتمل أن المراد إعطاء محتاج من الإخوان في الله لا يسأل والتصدق على من يسأل فإن موقع تلك عند الله أعظم (ولأن أعطيه عشرة أحب إليَّ من أن أعتق رقبة) وهذا حث على تقديم الإحسان [4/ 5] إلى الإخوان في الله على الصدقة والمراد غير الواجبة وإلا فهي أفضل من كل عطية (هناد (4) عن بديل) بضم الموحدة ومهمله مصغر بدل (مرسلاً)، وبديل هو ابن
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 251)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5035).
(2)
انظر: ميزان الاعتدال (5/ 474) ولسان الميزان (7/ 342).
(3)
أخرجه مسلم (971)، وأبو داود (3228)، والنسائي (1/ 657)، وابن ماجة (1566) بنحوه.
(4)
أخرجه هناد في الزهد (643)، والبيهقي في شعب الإيمان (9628)، وضعفه الألباني في ضعيف =
ميسرة العقيلي تابعي مشهور ثقة سكت المصنف عليه وفيه الحجاج بن فرافصة قال أبو زرعة: ليس بقوي وأورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين (1).
7184 -
"لأن أعين أخي المؤمن على حاجته أحب إليَّ من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام. أبو الغنائم النرسي في قضاء الحوائج عن ابن عمر".
(لأن أعين أخي المؤمن) المراد به من ثبت له صفة الإيمان لا غير ومن كانت له زيادة اتصال فهو بالإعانة أحق (على حاجته أحب إلي من صيام شهر واعتكافه) وذلك لأن الله يحب من عباده أنفعهم لعباده والصوم والاعتكاف نفعه مقصور على فاعله والإعانة نفعها متعد والمتعدي أفضل من الخاص في مسجد الحرام (أبو الغنائم النرسي) بفتح النون وسكون الراء فمهملة نسبة إلى نرس بلدة بالعراق (2) يجلب منها الثياب النرسية وأبو الغنائم: هو الحافظ على بن ميمون النرسي (3) الكوفي (4) سمع الشريف أبا عبد الله الحسيني وجماعة (في قضاء الحوائج عن ابن عمر).
7185 -
"لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ولأن أقعد مع قوم
= الجامع (4638)، والسلسة الضعيفة (308) إسناده ضعيف جداً لإرسال بديل بن ميسرة وضعف حجاج بن فرافصة قال أبو زرعة والذهبي: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: شيخ تهذيب الكمال (5/ 449)، الكاشف (1/ 313).
(1)
انظر المغني في الضعفاء برقم (1323)، قلت: ليس على هذا الحديث في الشرح إلا رمز "هناد".
(2)
معجم البلدان (/ 280).
(3)
الإكمال (7/ 287).
(4)
أخرجه الطبراني في الأوسط (6026) وفي الكبير (12/ 346) رقم (13646)، وفي الصغير (632)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 348) مطولاً بمعناه، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 191) وقال: فيه مسكين بن سراج وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4639).
يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربعة (د) عن أنس (ح) ".
(لأن أقعد مع قوم يذكرون الله) وأشرف الذكر تلاوة كتابه (من صلاة الغداة) من بعدها ويشمل من صلاها ولو في أثناء وقتها (حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل) قال البيضاوي (1): خص الأربعة لأن المفضل عليه مجموع أربعة أشياء: ذكر الله والقعود له والاجتماع عليه والاستمرار به إلى الطلوع أو الغروب وخص بني إسماعيل لشرفهم وإنافتهم على غيرهم ولقربهم منه ومزيد اهتمامه بحالهم وزاد أبو يعلى في روايته "دية كل رجل منهم إثنا عشر ألفاً" فالمراد إعتاقهم من القتل لا التحرير وفيه فضيلة القعود ذاكر مع قوم في ذلك الوقت فلو ذكر وحده هل يحرز هذا الأجر؟ (ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله) يحتمل أن المراد أقعد ذاكراً حذف لدلالة ما بعده عليه إذ ليس الفضيلة لمجرد القعود ويحتمل أن المراد مستمعا لذكرهم أو مترقباً لما ينزل عليهم من الرحمة وعليه حديث: "هم القوم لا يشقى بهم جليسهم"(من بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربعة) أي من (ولد إسماعيل) قال الشارح بعد أن صدر كلام المصنف برمته: إن الذي وقف عليه أربعة في أصول صحيحة المصابيح وغيرها.
قلت: وهو كذلك فيما رأيناه من نسخ الجامع أيضاً فلعل ما شرح عليه نسخة غير مقابلة على أصل صحيح، قال الطيبي: تكرر أربعة وأعادها ليدل على أنها غير الأربعة الأولى.
قلت: وهو إشارة إلى قاعدة معروفة ذكرها المغني وغيره وهي أغلبية، والحديث مأخوذ من قوله سبحانه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
(1) انظر: فيض القدير (5/ 255).
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: 28](د (1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه.
7186 -
"لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس. (م ت) عن أبي هريرة".
(لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) إن قيل: كان التوحيد ينبغي تقديمه على التنزيه والتحميد لأن ذينك تحلية وتخلية ولا يكونان إلا بعد إثبات الوحدانية.
قلت: سلك بهذا الذكر مسلك الترقي وهذه الكلمات الشريفة قد كثر تكرارها كثرة بليغة وهي الباقيات الصالحات.
(أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس) عبارة في غاية الإيجاز والبلاغة شاملة للأكوان وما فيها أي أجرها أحب إليَّ من الدنيا وجميع ما فيها أو نفس التلفظ بها أثلج لصدري وأروح لخاطري من ملك ذلك أو أحب إلى من أجر الإنفاق في سبيل الله لذلك وأخذ منه أن الذكر أفضل من الصدقة وبه أفتى الغزالي وغيره (م ت (2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري.
7187 -
"لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلى من أن أعتق ولد الزنا. (ك) عن أبي هريرة"(صح).
(لأن أمتع) من المتاع أي أتصدق على الغازي (بسوط في سبيل الله) والسوط أحقر ما يمتع به فبالأولي غيره. (أحب إليَّ من أن أعتق ولد الزنا) كأن المراد به الولد الذي تأتي به المرأة من الزنا وتخاف من الفضيحة فيعيله فإعتاقه بإحيائه أفضل من تحرير الرقبة فخصه لذلك أو المراد الموؤدة قال الشارح: مقصود
(1) أخرجه أبو داود (3667)، وحسنه الألباني في ضعيف الجامع (5036) وفي الصحيحة (2916).
(2)
أخرجه مسلم (2695)، والترمذي (3593).
الحديث التحذير من حمل الإماء على الزنا لتعتق أولادهنَّ وأن لا يتوهم [4/ 6] أحد أن ذلك قربة.
قلت: لا يخفى بعده عن معنى الحديث ولحوقه بالألغاز إلا أن سبب الحديث الآتي يشهد له، وفيه الحث على تمتيع الغزاة ولو بأحقر الأشياء (ك (1) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي، قال الشارح: وشاهده "خير ولد الزنا شر الثلاثة"(2) قلت: هذا شاهد على غير محل الدعوى فإن بين الحديثين في المعنى بعد المشرقين.
7188 -
"لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلى من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد (ك) عن عائشة (صح) ".
(لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر) بالمد (بالزنا) أي آذن فيه للإماء ثم يأتين بولد منه (ثم أعتق الولد) الآتي من زنا، قيل: إنه لما نزل قوله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} [البلد: 11] قالوا: يا رسول الله ما عندنا ما نعتقه إلا أن أحدنا له الجارية السوداء تخدمه فلو أمرناهن يزنين فيجئن بأولاد فاعتقناهم فذكره فأعلمهم صلى الله عليه وآله وسلم أن التمتع للغازي بأحقر شيء أحب إليه من ذلك، ولا يخفى أنه لا يحب الأمر بالزنا ولكنه خرج الحديث على أسلوب المخاطبين، (ك (3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
7189 -
"لأن أمشي على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم وما أبالي أوسط القبر قضيت حاجتي أو وسط
(1) أخرجه الحاكم (2/ 214)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4641) وفي السلسة الضعيفة (4295).
(2)
أخرجه أبو داود (3963)، والنسائي في الكبرى (3/ 178).
(3)
أخرجه الحاكم (2/ 215)، والبيهقي في السنن (10/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4640).
السوق. (هـ) عن عقبة بن عامر (ض) ".
(لأن أمشي على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي) كأن المراد على القلب فإن النعل هي التي يخصف الرجل أي اجترحها بالنعل كما يخصف النعل أي يخرزها فأنال مشقة ذلك والشارح لم يتكلم عليه بشيء فالله أعلم بمراد رسوله.
(أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم) لما له من الحرمة كما سلف (وما أبالي) إذا خلعت جلباب الحياء ولم أرقب (أوسط القبر قضيت حاجتي أو وسط السوق) فإن الكل سواء في المذمة عند الله تعالى، وفيه النهي عن قضاء الحاجة فوق القبر، (هـ (1) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه، وقال الشارح: إنه قال المنذري: إسناده جيد.
7190 -
"لأن تصلي المرأة في بيتها خير لها من أن تصلي في حجرتها ولأن تصلي في حجرتها خير من أن تصلي في الدار ولأن تصلي في الدار خير لها من أن تصلي في المسجد. (هق) عن عائشة (ح) ".
(لأن تصلي المرأة في بيتها خير لها) في زيادة الأجر (من أن تصلي في حجرتها) في صحن دارها لأن بيتها وهو منزلها أستر (ولأن تصلي في حجرتها خير لها من أن تصلي في الدار) أي في محل منه لا تختص بها وإن كان من جملة الدار (ولأن تصلي في الدار خير لها من أن تصلي في المسجد) والحديث حث للمرأة على جعل صلاتها في أخفى أماكنها وإن ذلك أفضل لها من صلاة الجماعة وحديث: "صلاة الجماعة في المساجد تفضل صلاة الفذ"(2) خاص بالرجال وكذلك
(1) أخرجه ابن ماجه (1567)، قال البوصيري (2/ 41): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 201)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5038)، والسلسة الصحيحة (906).
(2)
أخرجه البخاري (618)، ومسلم (650).
أحاديث فضل صلاة المساجد مع أنه صلى الله عليه وسلم قد أمر الناس أن لا يمنعوا النساء من المساجد بل يأذنون لهن إذا طلبن ذلك (هق (1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه لكنه، قال الذهبي في المهذب: إن فيه محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة ضعيف (2).
7191 -
"لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس (ق ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(لأن يأخذ أحدكم حبله) وفي لفظ: "أحبله" بالجمع (ثم يغدو) به أي يذهب في الغداة (إلى الجبل) فإن الحطب أغلب ما يكون فيه (فيحتطب فيبيع حطبه) فيأكل من ثمنه (ويتصدق خير له من أن يسأل الناس) أموالهم، وخير ليس على بابه بل من باب {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا} [الفرقان: 24] والحديث حث على الاكتساب والتعفف عن السؤال ولو بأشق الأعمال (ق ن (3) عن أبي هريرة) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لأن
…
" إلى آخره هذا لفظ البخاري.
7192 -
"لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع (ت) عن جابر بن سمرة (ض) ".
(لأن يؤدب الرجل ولده) يعلمه آداب الدين والدنيا. (خير له) عند الله في الأجر. (من أن يتصدق بصاع) فإن الله تعالى يقول: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ
(1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 123)، وفي شعب الإيمان (7820)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 265) وفيه محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة قال ابن معين: ليس حديثه بشيء وقال الدارقطني: ضعيف، وقال ابن حجر: ضعيف كثير الإرسال، ينظر: الضعفاء والمتروكين (3/ 76)، التقريب (1/ 493). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5039)، والسلسة الصحيحة (2142).
(2)
انظر المهذب في اختصار السنن الكبير للذهبي (2/ رقم 4764).
(3)
أخرجه البخاري (2374)، ومسلم (1042)، والنسائي في المجتبى (5/ 96).
نَارًا} [التحريم: 6] وتأديب الأولاد بتعليم مناسك الدين وأخلاق المؤمنين وقاية لهم عن النار وظاهره أنه لا يجب التأديب، والأظهر وجوبه في تعليم الفرائض وقد يقال: إنه فرض كفاية إذا قام غير الأب سقط عنه الوجوب (ت)(1) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لضعفه، والترمذي قال: حسن غريب، وفيه ناصح بن عبد الله الحكمي (2) واهٍ وهذا الحديث مما أنكره عليه الحفاظ، قال الذهبي: إنه هالك.
7193 -
"لأن يتصدق المرء في حياته بدرهم خير له من أن يتصدق بمائة عند موته. (د حب) عن أبي سعيد (ح) ".
(لأن يتصدق المرء في حياته) وهو يرجوا الحياة ويخشى الفقر كما في حديث سلف. (بدرهم خير له) في الأجر عند الله (من أن يتصدق بمائة درهم عند موته) قيل: أراد بمائة الكثرة [4/ 7] كما أراد بدرهم القلة، ويدل له ما في رواية:"بجمع ماله" وهذا مقيد شرف الصدقة في الحياة على الوصايا ونحوها (د حب (3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن حبان: صحيح وأقره ابن حجر.
7194 -
"لأن يجعل أحدكم في فيه تراب خير له من أن يجعل في فيه ما حرم
(1) أخرجه الترمذي (1951)، وأحمد في مسنده (5/ 96)، وفيه ناصح بن عبد الله المحلمي، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين ليس بشيء، وقال أبو حاتم: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر وناصح ضعيف الحديث ينظر: (ضعفاء العقيلي (4/ 311)، علل ابن أبي حاتم (2/ 240)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4642)، والسلسة الضعيفة (1887).
(2)
في كتب التراجم "المحلمي" وورد في الأصل "الحكمي" قال الحافظ في التقريب (7067): ضعيف، وقد قال الذهبي: ليس بثقة وقال في الكاشف: ضعفوه، انظر المغني في الضعفاء (6578)، والكاشف (5775)، وراجع كذلك: ميزان الاعتدال (4/ 240).
(3)
أخرجه أبو داود (2866)، وابن حبان في صحيحه (8/ 125)(3334)، وانظر فتح الباري (5/ 374)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4643)، والسلسة الضعيفة (1321).
الله. (هب) عن أبي هريرة (ض) ".
(لأن يجعل أحدكم في فيه تراباً) يأكله (خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله) كالخمر ونحوه مما حرم، وهل يدل على جواز أكل التراب؟ قيل: نعم وإلا لما خيره على الحرام، وقيل: لا وإنما هو إخبار بأن حرمته أخف من حرمة أموال الناس وهذا إذا أريد بالعام الخاص (هب (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وفيه إبراهيم بن سعيد المدني قال الذهبي: مجهول منكر الحديث.
7195 -
"لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرّق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر (حم م ن هـ) عن أبي هريرة"(صح).
(لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرّق ثيابه) فتتلف ماله (فتخلص إلى جلده) فتؤلم بدنه (خير له من أن يجلس على قبر) فإنه يصيبه من عذاب ذلك أكثر مما ضر ماله وبدنه وهو ظاهر في حرمة القعود على القبر، وقيل: أراد الجلوس لبول عليه أو غائط، كما في رواية أبي هريرة فإنه المحرم لا مجرد الجلوس والاعتماد عليه فإنه مكروه لا غير (حم م د ن هـ (2) عن أبي هريرة).
7196 -
"لأن يزني الرجل بعشرة نسوة خير له من أن يزني بامرأة جاره ولأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر له من أن يسرق من بيت جاره. (حم خد طب) عن المقداد بن الأسود (ح) ".
(لأن يزني الرجل بعشرة نسوة خير له من أن يزني بامرأة جاره) وذلك لعظم
(1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5763)، وأحمد في مسنده (2/ 257). وفيه إبراهيم بن سعيد المدني قال الذهبي: منكر الحديث، وقال ابن حجر: مجهول الحال، وقال ابن عدي: ليس بمعروف. وانظر: تهذيب الكمال (2/ 99)، التقريب (1/ 89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4644)، وفي السلسة الضعيفة (5175).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (2/ 311)، ومسلم (971)، وأبو داود (3228)، والنسائي (1/ 657)، وابن ماجة (1566).
حق الجار فإفساد أهله أعظم عند الله ومثله ابنته وأخته وكل ذي رحم له فإن زنية واحدة بها كإثم عشر زنيات بغيرها، قال الذهبي في الكبائر (1): فيه أن بعض الزنا أكبر إثماً من بعض، قال: وأعظمه الزنا بالأم والأخت وامرأة الأب وبالمحارم وامرأة الجار وأخرج الحاكم وصححه: "من واقع ذات محرم فاقتلوه"(2) فالزنا كبيرة إجماعاً وبعضه أفحش من بعض (وأن يسرق الرجل من عشرة أبيات) عشر سرقات (أيسر له) في العذاب والإثم. (من أن يسرق من بيت جاره) لعظم حق الجار، أخرج الطبراني من حديث ابن عمر فقال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزاة فقال: "لا يصحبنا اليوم من آذى جاره" فقال رجل من القوم: أنا بلت في أصل حائط جاري فقال: "لا تصحبنا اليوم"(3)(حم خد طب (4) عن المقداد) ورمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي والمنذري: رجاله ثقات.
7197 -
"لأن يطأ الرجل على جمرة خير له من أن يطأ على قبر. (حل) عن أبي هريرة (ض) ".
(لأن يطأ) أي يمر عليه ويمشي. (الرجل على جمرة خير له من أن يطأ على
(1) انظر: الكبائر للذهبي (ص: 17).
(2)
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 356)، والترمذي (1462)، وابن ماجة (2564)، وأحمد في مسنده (1/ 300)، وقال الحاكم: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: (لا يعني غير صحيح).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (9479)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 170) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
(4)
أخرجه أحمد في مسنده (6/ 8)، والبخاري في الأدب المفرد (103)، والطبراني في الكبير (20/ 256) رقم (605) والأوسط (633)، والبيهقي في الشعب (9552)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 168) والمنذري في الترغيب والترهيب (3/ 239)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5043).
قبر) وتقدم. (حل (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأنه ساقه مخرجه من حديث قطن بن إبراهيم عن الجارود بن يزيد عن شعبة عن سعيد بن أبي سعيد المقبري وقال: تفرَّد به الجارود عن شعبة.
7198 -
"لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. (طب) عن معقل بن يسار (ض) ".
(لأن يطعن) مغير صيغة (في رأس أحدكم بمخيط) ما يخاط به من الإبرة ونحوها (من حديد خير له) في حقارة الإثم (من أن يمس امرأة لا تحل له) ظاهره ولو بغير شهوة وفيه تحريم لمس الأجنبية وهل يحرم لمس محرمه فإنها لا تحل له.
قلت: إن أريد بلا تحل، حل الوطئ دخلت المحرم في تحريم اللمس إن أريد به حل الرؤية لم يحرم لمس المحرم والأول أظهر أو هو متعين (طب (2) عن معقل بن يسار) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: رجاله ثقاتٌ.
7199 -
"لأن يلبس أحدكم ثوباً من رقاع شتى خير له من أن يأخذ بأمانته ما ليس عنده. (حم) عن أنس (ح) ".
(لأن يلبس أحدكم ثوباً من رقاع) جمع رقعة وهي خرقة تجعل مكان المقطع من الثوب. (شتى) جمع شتيت أي متفرقات ألوانًا وأجناسًا. (خير له من أن يأخذ بأمانته ما ليس عنده) أي يأخذ من الناس بسبب ائتمانهم له لما يظنونه فيه من الوفاء ولم يكن عنده ما يفي لهم به وذلك لأنه يشغل ذمته بالدين وليس لديه
(1) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (7/ 207)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5044).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 211)(486، 487)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 326) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 26)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5045)، والسلسة الصحيحة (226).
قضاء، وفيه تشديد عظيم في الاستدانة سيما لمن ليس عنده وفاء فيكره ذلك وفي شرح مسلم (1) أنه يكره تحريماً عند الشافعية لهذا الحديث. (حم (2) عن أنس قال: بعثني رسول الله إلى نصراني، وفي رواية إلى يهودي يبعث إليه أثواباً إلى الميسرة وما الميسرة تقال والله ما لمحمد ثاغية ولا راغية فرجعت فلما رآني رسول الله قال:"كذب عدو الله والله [4/ 8]، أنا خير من بايع" (لأن يلبس
…
) الحديث. رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه راو يقال له جابر بن يزيد وليس بالجعفي ولم أجد من ترجمه (3) وبقية رجاله ثقات.
7200 -
"لأن يمتلئ جوف رجل قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعراً. (حم ق 4) عن أبي هريرة (صح) ".
(لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً) مِدَّة لا يخالطها دم (حتى يريه) بفتح المثناه التحتيه من الورى بوزن الرمى غير مهموز حتى يغلبه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله أو حتى يفسده كما قاله البيضاوي (خير له من أن يمتلئ جوفه شعراً (قيل: أنشا أو إنشاداً لما يؤل إليه من التشاغل عن العبادة قال القاضي (4): المراد بالشعر ما تضمن سبباً وهجاءًا أو مفاخرة كما هو غالب شعر الجاهليين، قيل: وقوله: شعراً ظاهره العموم وهو مخصوص بما لم يشمل على الذكر والزهد والرقائق.
قلت: ليس هنا لفظ عموم، فإنه يكره في الإثبات ولا يفيد إلا إذا كانت في
(1) انظر شرح صحيح مسلم للنووي (7/ 47) و (6/ 155).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (3/ 243)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 125)، وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 377): سألت أبي عنه فقال: هذا حديث منكر فيه سليمان وسفيان مجهولان، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4645)، والسلسة الضعيفة (3096).
(3)
انظر: تعجيل المنفعة (/ 64 - 65).
(4)
انظر: إكمال المعلم لقاضي عياض (7/ 199).
النفي كما علم في الأصول، وقال النووي (1): هذا الحديث محمول على التجرد للشعر بحيث يشغله عن القرآن والذكر (2)، وقال القرطبي (3): من غلب عليه الشعر لزمه بحسب العادة الأدبية الأوصاف المذمومة وعليه يحمل الحديث. (حم ق 4 (4) عن أبي هريرة) وفي الباب عن عمر وابنه وسلمان وجابر وغيرهم.
7201 -
"لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت. (طب) عن أبي رافع (ح) ".
(لأن يهدي الله) للحق والصراط المستقيم (على يديك) خطاب لعلي كرم الله وجه وهو عام لغيره (رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت) فأنفقته في سبيل الله فإن هداية رجل واحد أعظم أجراً عند الله من ذلك وإنفاقه وذلك لأن بهدايته نجاته من شرور الدنيا والآخرة والصدقة فيها دفع ألم الحاجة حيناً من الأحيان لأن الهداية دعاء إلى الله وهي طريقة الرسل التي بعثوا بها ولم يفعل أحد خيراً مما فعلوا ولأن فيه هدايته حياته الأبدية ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً وفيه الحث على الدعاء إلى الله والدلالة عليه ويدخل فيه كل هداية إلى أي خصلة من خصال الخير (طب (5) عن أبي رافع) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه يزيد بن زياد مولى ابن عباس ذكره المزي في الرواة عن أبي
(1) شرح مسلم (15/ 14).
(2)
انظر: اختلاف العلماء في رواية الشعر: في شرح معاني الآثار (4/ 295)، والنووي (15/ 14).
(3)
الجامع لأحكام القرآن (13/ 137).
(4)
أخرجه البخاري (6155)، ومسلم (2257)، وأحمد في مسنده (3/ 8). وأبو داود (5009)، والترمذي (2551) لم أقف على رواية النسائي في السنن الكبرى ولا المجتبى، وابن ماجه (3759).
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 315)(930، 994، 5877)، وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 334)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4646)، والسلسة الضعيفة (2950).
رافع وابن حبان في الثقات (1).
7202 -
"لإن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع (م هـ) عن ابن عباس (صح) (2) ".
"لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه. (م) عن جابر (صح) ".
(لتأخذوا) أمر باللام (عني مناسككم) عباداتكم في الحج (فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه) وقد فرض الله عليكم الحج مجملاً وبيانه بأفعاله صلى الله عليه وسلم فيجب اتباعها وهذا قاله في حجة الوداع وصدق فإنه لم يحج بعدها والحديث من أعظم قواعد الحج (م (3) عن جابر) ورواه أبو داود وابن خزيمة والنسائي من حديث جابر أيضاً.
7204 -
"لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء تنطحها. (حم خد م ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(لتؤدن) من التأدية مصدر أدى من باب أفعل فحرف المضارعة مضموم وهو مبني للمعلوم وفاعله ضمير الجماعة المحذوف لملاقاة نون التأكيد وضمة ما قبلها دليله وأصله توادون كما هو معروف في محله، (والحقوق) منصوب مفعول التأدية أي تسلمون الحقوق ونقل الشارح أنه مبني للمجهول فالدال مفتوحة والحقوق مرفوع على أنه نائبه وما ذكرناه هو الذي ضبط على خط المصنف بضم المهملة. (إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء) بالجيم وبعد اللام حاء
(1) انظر: تهذيب الكمال (33/ 301)، والثقات لابن حبان (7/ 622).
(2)
أخرجه مسلم (1134) وابن ماجه (1736)، لم يشرحه المصنف وأشار إليه بهامش الكتاب قائلاً:"هذا الحديث ثابت في المتن في هذا الموضع" أ. هـ وانظر: لشرحه فيض القدير (5/ 260).
(3)
أخرجه مسلم (1297)، وأبو داود (1970)، وابن خزيمة (2877)، والنسائي (5/ 270)، وفي الكبرى (2/ 436).
مهملة ثم بالمد هي التي لا قرن لها (من الشاة القرناء) تنطحها لما أصابتها به في الدنيا وكأنه تعالى يخلق للجلحاء قرونا تقتص بها أو يعرفها مقدار القصاص بغير القرن بما يؤلم قدر ألمه الذي أصابها في الدنيا وقد وسعت البحث في ذلك في رسالة: "جواب سؤال" والحديث واضح في حشر البهائم وفي أنها مكلفة وأنه يقع بينها التظالم في دار الدنيا (حم خد م ت (1) عن أبي هريرة).
7205 -
"لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم. (البزار طس) عن أبي هريرة (ح) ".
(لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم) ينزلون بكم ما تكرهونه ويسؤكم، والله ليكونن أحد الأمرين إما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو تسليط الأشرار عقوبة لكم على ترك ذلك (فيدعو خياركم ربهم) أن يخلص العباد من تسليط الأشرار (فلا يستجاب لهم) وفيه دليل على وجوب الأمر والنهي فإنه لا عقوبة إلا على ترك الواجب وفيه أن ترك إجابة دعاء الأخيار من العقوبة أيضاً (طس [4/ 9] والبزار (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه إلا أنه أعله الحافظ الهيثمي بأن فيه حبان بن علي وهو متروك، وقال الزين العراقي: كلا طريقيه ضعيف.
7206 -
"لتركبن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراع بذراع حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق
(1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 235، 301)، والبخاري في الأدب المفرد (183)، ومسلم (2582)، والترمذي (2420).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (1379) وقال: تفرد به بكر بن يحيى بن زبان، والبزار في مسنده (188). وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 266). وقال: فيه حبان بن علي وهو متروك وقد وثقه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى، وضعَّفه العراقي في تخريج الإحياء (2/ 243)، والألباني في ضعيف الجامع (4650)، والضعيفة (4298).
لفعلتموه. (ك) عن ابن عباس (صح) ".
(لتركبن) وفي لفظ لتتبعن. (سنن) بفتح المهملة سبيلهم (من كان قبلكم من الأمم) قيل: يا رسول الله اليهود والنصاري؟ قال: "فمن إذا" هكذا هو عند الحاكم (شبراً بشبر) وخص ملتبساً الارتكاب بقدر ما ارتكبوه من المخالفات إن خالفوا شبراً تتبعتموهم بشبر قدر ما فعلوه وإن خالفوا (ذراعاً) خالفتم (بذراع) والحديث إعلام وإخبار بأن الأمة والمراد غالبها تشابه الأمم في المعاصي وباقي أنواع ما يأتونه غير الكفر وهو تحذير عن تشابه من قبلهم في أفعالهم وأخلاقهم وقد صدق إخباره صلى الله عليه وسلم فقد سلك الناس مسالك الأمم في الابتداع والاتساع وإقامة الحدود على الضعفاء دون الشرفاء وقبول الرشا والاتساع في شهوات الدنيا وزخرفت المساجد واتخاذ القبور أوثاناً وغير ذلك مما يعرفه كل عارف. (حتى لو أن أحدهم) أي الأمم الماضية (دخل جحر ضب) بضم الجيم وسكون المهملة (لدخلتم) والضب حيوان معروف، قال ابن خالويه: أنه يعيش مائة سنة وأنه لا يشرب الماء، قيل: إنما خصه لأن العرب تقول: إنه قاضي الطير والبهائم وأنها اجتمعت إليه لما خلق الإنسان فقال: تصفون خلقاً ينزل الطير من السماء ويخرج الحوت من البحر إذا اجتاح فليطر من كان ذا مخلب وهذا إخبار أنهم يتابعونهم في ما لا نفع فيه ولا يغني فاعليه وقوله: (وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته في الطريق) على أعين الخلق (لفعلتموه) في متابعتهم في القبائح، قال ابن تيمية (1): هو أُخرج مخرج الخبر عن وقوع ذلك وذم لمن يفعله كما كان يخبر عما يفعل الناس بين يدي الساعة من الأشراط والأمور المحرمة.
قلت: وإخبارهم عن هذا تحذير وتبعيد لهم عن ذلك وتقبيح لطرائق اليهود
(1) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم.
والنصارى ومتابعتهم (ك (1) عن أبي هريرة) وقال: على شرط مسلم، وأقره الذهبي ورمز المصنف لصحته ورواه عنه أيضاً البزار، قال الهيثمي: ورجاله ثقات ورواه الشيخان دون قوله: "حتى لو أن أحدهم جامع امرأته" الخ.
7307 -
"لتزدحمن هذه الأمة على الحوض ازدحام إبل وردت لخمس. (طب) عن العرباض (ح) ".
(لتزدحمن هذه الأمة) التي أجابت وأطاعت (على الحوض) الكوثر (ازدحام إبل وردت الماء لخمس) من الليالي بعد أن صميت أربعاً فتزدحم يوم الخامس على الماء لشدة عطشها، كذلك الأمة لشدة عطشها في ذلك اليوم العبوس القمطرير (طب (2) عن العرباض بن سارية) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: رواه بإسنادين أحدهما حسن.
7208 -
"لتستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه. (حم) والضياء عن عبادة بن الصامت (صح) ".
(لتستحلن طائفة من أمتي الخمر) يجعلونه حلالاً في زعمهم (باسم يسمونها إياه) بسبب تسميتها بغير اسمها فيقلبون الاسم يستحلوا به الجسم تحيلا على تحليل ما حرم الله وقد وقع ذلك وسمونها نبيذا وقد تقدم هذا (حم (3) والضياء
(1) عزاه المصنف إلى الحاكم من حديث أبي هريرة، والصواب أنه من حديث ابن عباس (4/ 455)، وأخرجه البخاري (3456)، ومسلم (2669) دون قوله:"حتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه" من رواية أبي سعيد، وانظر مجمع الزوائد (7/ 516)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5067) والسلسلة الصحيحة (1348).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 253)(632)، وابن حبان في صحيحه (7239)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 365) وقال: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5068) والصحيحة (2145).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (5/ 318)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (312، 313)، وابن ماجة (3385)، والبزار (2720)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 75): فيه ثابت بن السميط وهو مستور وبقية رجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5069).
عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته.
7209 -
"لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش. (حم ك) عن بشير الغنوي (صح) ".
(لتفتحن القسطنطينية) هي أعظم مدائن الروم بناه قسطنطين الملك وهو أول من تنصر من ملوك الروم (ولنعم الأمير) الفاتح لها. (أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) لا أعرف الأمير الذي فتحت على يديه وهي الآن في أيدي المسلمين ويقال أنها يملكها الكفار مرة أخري ثم تفتح بالتكبير (1)(حم ك (2) عن بشير الغنوي) صححه الحاكم وأقره الذهبي، رمز المصنف لصحته.
7210 -
"لتملأن الأرض جوراً وظلماً فإذا ملأت جوراً وظلماً يبعث الله رجلاً مني اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً فلا تمنع السماء شيئاً من قطرها ولا الأرض شيئاً من نباتها يمكث فيكم سبعاً أو ثمانياً فإن أكثر فتسعاً البزار (طب) عن قرة المزني (ض) ".
(لتملأن الأرض جوراً وظلماً) عطف تفسيري وجمع بينهما إشارة إلى أنه ظلم بالغ مضعف وملأ الأرض كناية عن وقوع الظلم في كل محل منها وهو إخبار عما قضاه الله في سابق علمه (وإذا ملئت ظلماً وجوراً يبعث الله رجلاً مني) من أهل بيتي. (اسمه اسمي) وأشهر أسمائه محمَّد صلى الله عليه وسلم فكأنه المراد (واسم أبيه اسم أبي) عبد الله (فيملأها عدلاً وقسطاً) جمع بينهما لمثل ما سلف. (كما ملئت جوراً وظلماً) فيصل [4/ 10] عدله وقسطه كل محل دخل فيه الجور والظلم. (فلا تمنع السماء شيئاً من قطرها) الإتيان بالفاء إشارة إلى أنه تسبب عن العدل
(1) انظر: معجم البلدان (4/ 347).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (4/ 335)، والحاكم في المستدرك (4/ 422)، والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 81، والطبراني في الكبير 2/ 38 (1216)، وأورده الحافظ في الإصابة (1/ 308) وعزه لأحمد والبخاري في التاريخ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4655) والسلسلة الضعيفة (878).
إدرار السماء وإنبات الأرض. (ولا الأرض شيئاً من نباتها) فتجتمع خصب الأديان والدنيا وخيرات الأديان والأبدان (يمكث فيكم سبعًا من السنين أو ثمانياً فإن كثر فتسعاً) وهو المهدي عليه السلام وأحاديثه متواترة (البزار في مسنده طب (1) عن قرة المزني) بضم الميم فزاي نسبة إلى مزينة رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رواه من طريق ابن المحبر عن أبيه وكلاهما ضعيف.
7211 -
"لتملأن الأرض ظلماً وعدواناً ثم ليخرجنَّ رجل من أهل بيتي يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وعدواناً (الحارث عن أبي سعيد (ض) ".
(لتملأن الأرض ظلماً وعدواناً) إيقاع الملأ على الظلم والعدوان وهما من المعاني، والملأ ظاهر في المحسوسات إشارة إلى أنه يتكاتف الظلم حتى يكون كالمحسوس (ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً) فيه ما سلف من إيقاع الامتلاء على المعاني وهذا الذي ينقذ الله به الأمة هو المهدي عليه السلام (الحارث (2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه.
7212 -
"لتنتقون كما ينتقي التمر من الحثالة فليذهبن خياركم وليبقين شراركم فموتوا إن استطعتم. (هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(لتنتقون) من انتقاه إذا اختاره وهو مبني للمفعول. (كما ينتقي التمر من الحثالة) بضم المهملة فمثلثة وهو رديء التمر وبغيته أي يتقون بالموت كما دل
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 32)(68)، والبزار في مسنده (3323)، وابن عدي في الكامل (3/ 99)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 259). وأورده الهيثمى في المجمع (7/ 314) وقال رواه من طريق ابن المحبر عن أبيه وكلاهما ضعيف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5073)، والسلسلة الصحيحة (1529).
(2)
أخرجه الحارث في مسنده كما في الكنز (38670) وأسلم بن سهل في تاريخ واسط (1/ 125)، وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 17)، وابن حبان في صحيحه (6826)، وأبو يعلى في مسنده (987) بمعناه. وتقدم تخريج الحديث عن قرة المزني في الحديث السابق، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5074)، والصحيحة (1529).
له. (فليذهبن خياركم) بالموت كما قيل.
الناس للموت كخيل طراد
…
السابق السابق منها الجواد
(وليبقين شراركم) وذلك أنه تعالى يصون الأخيار عن مجاورة الأشرار. (فموتوا إن استطعتم) لتكونوا من الأخيار أو ابذلوا أنفسكم في الجهاد لأعداء الدين لتفوزوا بلقاء الله إن استطعتم ووجدتم سبيلاً إلى موت لا إثم فيه فإنه لا خير في حياة في جوار الأشرار، (هـ، ك (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وفيه عند ابن ماجة طلحة بن يحيى قال: في الكاشف وثقه جمع، وقال البخاري: منكر الحديث.
7213 -
"لتنتهكن الأصابع بالطهور أو لتنتهكنها النار (طس) عن ابن مسعود (ض) ".
(لتنتهكن الأصابع بالطهور) أي لتبالغن في تطهيرها وإزالة الدرن عنها (أو لتنتهكنها النار) أو لتبالغن النار في إحراقها فأحد الأمرين كائن لا محالة وهو إعلام بإيجاب تنظيف الأصابع وخصها وإن كان غسل أعضاء الوضوء كلها واجبا لأنه قد يتساهل في تخليلها. (طس (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: إسناده حسن، وقال المنذري: رواه الطبراني في الأوسط مرفوعاً ووقفه في الكبير عن ابن مسعود بإسناد حسن.
(1) أخرجه ابن ماجة (4038)، والحاكم في المستدرك (4/ 316، 434)، وفي سند ابن ماجة طلحة بن يحيى، قال ابن معين: ثقة، وقال أبو زرعة: صالح الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث. وانظر: المغني في الضعفاء (1/ 317)، الكاشف (1/ 515)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ، التقريب (3036)، قال البوصيري (4/ 191): هذا إسناد فيه مقال، أبو حميد لم أر من جرحه ولا من وثقه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4659). وأورده في السلسلة الصحيحة (1781).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (2674) مرفوعاً، وفي الكبير موقوفاً على ابن مسعود (9/ 246) (9212) وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 236) وقال: إسناده حسن، والمنذري في الترغيب والترهيب (1/ 103)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4660)، والضعيفة (4301).
7214 -
"لتنتقضن عرى الإِسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة (حم حب ك) عن أبي أمامة"(صح).
(لتنتقضن) بالبناء للمجهول. (عرى الإِسلام) من نقضت الحبل حللت برمه والعرى جمع العروة والمراد بها هنا ما يتعلق به من شعب الإيمان (عروة عروة) قال أبو البقاء: النصب على الحال والمراد تنقض متتابعاً مثل دخلوا الأول فالأول أي شيئاً بعد شيء (فكلما انتقضت عروة تشبث الناس) تمسكوا (بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم) إبطال ما أبرمه الله وأوجبه من الأحكام الشرعية كما قد وقع ذلك وقيل نقض القضية بعد إبرامها على الوجه الشرعي فتنتقض مرات على قدر الدراهم وتبدلت الأحكام الإِسلامية بالأحكام الطاغوتية (وآخرهن الصلاة) يتركها الناس وإن أتوا بها أتوا بها على صفة لا تقبل كما قد وقع ذلك في دهرنا فلقد يمتلئ المسجد بالرجال ما فيهم من يقيم أركان صلاته ولا من يقول له أقمها (حم حب ك (1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح تفرد به عبد العزيز بن عبيد الله عن إسماعيل، وتعقبه الذهبي بأن عبد العزيز ضعيف. وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.
7215 -
"لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتي (حم ت) عن ابن عمر (ض).
(لجهنم) بكسر اللام لام جر متعلقها محذوف أي جعل الله أو خلق أو
(1) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 251)، وابن حبان (6715) والحاكم في المستدرك (4/ 92)، وقال: الإسناد كله صحيح ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بضعف عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب، والطبراني في مسند الشاميين (1602) والبيهقي في شعب الإيمان (5277)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 281) وقال: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5075).
نحوه. (سبعة أبواب) كما في الآية. (باب منها لمن سل السيف على أمتي) يختص به فلا يدخله غيره. وفي إعداده وانفراده بدخوله [4/ 11] إعلام بأنه من أشر من يدخل النار قال الحكيم: والمراد الخوارج كما أخرج بسنده عن كعب الأحبار أن للشهيد نورين ولمن قتل الخوارج سبعة أنوار ولجهنم سبعة أبواب باب منها للحرورية.
قلت: ويدخل فيه من شابههم (حم ت (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وقال الترمذي: غريب.
7216 -
"لحجة أفضل من عشر غزوات ولغزوة أفضل من عشر حجات (هب) عن أبي هريرة (ض) ".
(لحجة أفضل من عشر غزوات) أي حجة الفرض لأنها فرض عين والغزو فرض كفاية والأول آكد. (ولغزوة أفضل من عشر حجات) نفلاً لأن فرض الكفاية أفضل من النفل وتقدم: "حجة لمن لا يحج خير من عشر غزوات"، الحديث (2) وحديث:"حجة خير من أربعين غزوة وغزوة خير من أربعين حجة"(3) ونحوه. في حرف الحاء (هب (4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه فيه سعيد بن عبد الجبار أورده الذهبي في الضعفاء، وقال النسائي: ليس بثقة (5).
(1) أخرجه الترمذي (3123)، وأحمد في مسنده (2/ 94)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 235) وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مغول، وأورده العلائي في جامع التحصيل (1/ 156) وقال: قال أبو حاتم مرسل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4661)، وضعيف الترمذي (3123).
(2)
أخرجه أبو داود في مراسيله (303) وحديث جابر.
(3)
أورده الهيثمي في المجمع (5/ 279) وعزاه للبزار من حديث ابن عباس.
(4)
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4222)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4663)، والضعيفة (2656).
(5)
المغني في الضعفاء (1/ 262)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 52).
7217 -
"لحم صيد البر لكم حلال وأنتم حرم، ما لم تصيدوه أو يصاد لكم (ك) عن جابر (صح) ".
(لحم صيد البر لكم حلال وأنتم حرم) جمع حرام بمعنى محرم سيق لبيان قوله تعالى: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} [المائدة: 96] وأن المراد بالصيد الاصطياد كما دل له مفهوم (ما لم تصيدوه بأنفسكم فإنه محرم أو يصاد لكم) أي يصاد لأجلكم فإنه ملحق باصطيادكم أيضاً في الحرمة، قال الشافعي: هذا أحسن حديث في الباب وأقيسه والعمل عليه.
قلت: وبه تجتمع الأحاديث وقد بينا في حاشية ضوء النهار ذلك بياناً شافياً، واعلم أنه قال الطيبي: فيه إشكال إذ قضية العربية أو يصد لكم لعطفه على المجزوم وغاية ما يتكلف فيه أن يقال إنه عطف على المعنى، فإنه لو قيل: ما لا تصيدونه أو يصاد لكم لكان ظاهراً فيقدر هذا المعنى (ك (1) عن جابر) رمز المصنف لصحته وهو من رواية عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب عن مولاه المطلب عن جابر قال ابن حجر: وعمرو مختلف فيه وفي التقريب ربما وهم ومولاه، قال الترمذي: لا يعرف له سماع من جابر وقد رواه الطبراني عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن جابر، قال الغرياني في مختصره:
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 649، 621)، والنسائي في المجتبي (5/ 187)، والشافعي في مسنده (1/ 186)، والبيهقي في سننه (5/ 190) وأورده العلائي في جامع التحصيل (1/ 281) وقال: قال الترمذي: فيه المطلب بن عبد الله بن حنطب لم نعرف له سماع من جابر، وأورده السيوطي في شرحه (5/ 187) وقال: خبر جابر ساقط لأنه عن عمرو مولي المطلب وهو ضعيف وقد سبق إلى تضعيفه ابن معين وغيره لكن وثقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال ابن حجر في التقريب (1/ 534): المطلب بن عبد الله صدوق كثير التدليس والإرسال من الرابعة، وقال العقيلي في الضعفاء (3/ 283) قال يحيى: عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب لا يحتج بحديثه، وقال الذهبي: وثق، وقال أحمد: ما به بأس وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو داود: ليس بذاك ولينه ابن معين انظر: من تكلم فيه وهو موثق للذهبي (1/ 147)؛ وقال في الكاشف (2/ 84) صدوق، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4667).
والمطلب وثقه أبو زرعة ورواه الطبراني عن أبي موسى بلفظه قال الهيثمي: فيه يوسف بن طاهر الليثي ضعيف هذا كلامهم، والمصنف رمز لصحته.
7218 -
"لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم (ت ن) عن ابن عمرو (صح) ".
(لزوال الدنيا) قال الطيبي: الدنيا هنا عبارة عن الدار القربى التي هي معبر للأخري مزرعة لها. (أهون على الله) وفي رواية عند الله. (من قتل رجل مسلم) الحديث سيق لبيان عظم حرمة المسلم وأن قتله بغير حق أعظم من ذهاب الدنيا برمتها، والمراد أنه تعالى لو أقدر إنساناً على إذهاب الدنيا برمتها من دون ما فيها من المسلمين فإذهابها ظلماً وعدواناً أهون في عقاب الله من العقاب على قتل رجل مسلم ظلماً (ت ك (1) عن ابن عمرو) بفتح المهملة رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي عن البخاري: وقفه أصح، ورواه البيهقي عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ "والله للدنيا وما فيها أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق" وتعقبه الذهبي بأن فيه يزيد بن أبي زياد الشامي تالف.
7219 -
"لسان القاضي بين جمرتين إما إلى جنة وإما إلى نار (فر) عن أنس (ض) ".
(لسان القاضي بين جمرتين) أي كلمتين كلمة حق يثقل عليه النطق بها لثقل الحق على النفوس فكأنها جمرة، وكلمة باطل يخف عليه التكلم بها لكنها تقوده إلى النار إذ كلمتي باطل لهذا الخصم كلمة يقولها وللآخر مثلها وهما تقودانه إلى النار فلا يخلصه عن شرهما إلا النطق بكلمة الحق والأول أوفق لـ. . . . (*)(إما إلى جنة)
(1) أخرجه الترمذي (1395) والنسائي (7/ 87) والبزار في مسنده (2393) والبيهقي في السنن الكبري (8/ 22) وسعيد بن منصور في سننه (673) وقال: سنده ضعيف، وأخرجه البيهقي أيضاً في السنن الكبري (8/ 22) من حديث أبي هريرة وقال: ابن أبي زياد شامي منكر الحديث، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5077)، ولم أجده في الحكام.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: بياض بالمطبوع
إن تكلم بكلمة الحق الشاقة على النفوس (وإما إلى نار) إن تكلم بالأخرى، وتنكير الجنة والنار لتهويل شأنهما وعظم أمرهما وفيه تعظيم خطر القضاء، إذ بكلمته تستباح الأموال والدماء والفروج والأعراض، (فر عن أنس (1)) رمز المصنف لضعفه لأن فيه يوسف بن أسباط وقد سلف تضعيفه عن أئمة.
7220 -
"لست أخاف على أمتي غوغاء تقتلهم، ولا عدوا يجتاحهم، ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين إن أطاعوهم فتنوهم وإن عصوهم قتلوهم. (طب) عن أبي أمامة (ض) ".
(لست أخاف على أمتي) في أمر دينهم. (غوغاء) بالغين المعجمة أوله وآخره أصله الجراد حين يخف للطيران ثم استعير للسفلة من الناس والمتسرعين إلى الشر، ويجوز [4/ 12] أن يكون من الغوغاء الصوت والجلبة لكثرة لغطهم وصياحهم (تقتلهم ولا عدواً من غيرهم يجتاحهم) بالجيم والمهملة بعد الألف يستأصلهم، لا أخاف عليهم قوماً متسرعين إلى الشر يقتلونهم ولا عدوا يستأصلهم فإن الآخر قد وعدني الله أنه لا يكون والأول وإن وقع فهو هين بالنسبة إلى قوله. (ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين) عن منهج الحق. (إن أطاعوهم) على الإضلال. (فتنوهم) وصاروا ضلالاً (وإن عصوهم قتلوهم) فهم معهم بين هلاك الدين أو هلاك النفس والحديث من أعلام النبوة وهو محذر من فتنة ملوك الضلال (طب (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه.
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (5430)، والرافعي في التدوين (3/ 62) وقال: لا يوجد هذا الحديث إلا بهذا الإسناد وفيه يوسف بن أسباط قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: لا يحتج به كثير الغلط، وقال البخاري: كان قد دفن كتبه فكان لا يجيء بحديثه كما ينبغي، وانظر: المغني في الضعفاء (2/ 761)، ميزان الاعتدال (7/ 292)، وصيد الخاطر لابن الجوزي (ص: 31 - 33)، وضعّف الألباني هذا الحديث في ضعيف الجامع (4670)، والضعيفة (4305).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 149)(7653)، وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 239) وقال رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4671).
7221 -
"لست أدخل دارا فيها نوح ولا كلب أسود (طب) عن ابن عمر (ض) ".
(لست أدخل داراً فيها نوح) بفتح النون وسكون الواو آخره حاء مهملة، بكاء على ميت بنائحة لأنه محرم فيحرم دخول دارهم فيها إن لم ينتهوا (ولا داراً فيها كلب أسود) لأنه شيطان ولا يدخل صلى الله عليه وسلم منزلا فيه شيطان. (طب (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه أيوب بن نهيك وثقه ابن حبان وضعفه جمع.
7222 -
"لست من دد ولا الدد مني. (خد هق) عن أنس (طب) عن معاوية (صح) ".
(لست من دد) بفتح المهملة الأولى وكسر المهملة الثانية منون (ولا الدد مني) أي لست من اللهو واللعب ولا هما مني لا أتصف بهما ولا يتصفان بي وفيه ذم للهو واللعب وهل يدل على حرمتهما يأتي الكلام عليه (خد هق (2) عن أنس؛ طب (3) عن معاوية) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رواه الطبراني
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 440)(13606)، وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 14) وقال: رواه الطبراني وفيه أيوب بن نهيك ضعفه جماعة ووثقه ابن حبان وقال يخطئ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4672)، والضعيفة (4306).
(2)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (785)، والبيهقي في السنن الكبري (10/ 217)، والطبراني في الأوسط (413)، وابن عدي في الكامل (7/ 243) وقال: فيه يحيى بن محمَّد بن قيس عامة أحاديثه مستقيمة سوى ما ذكرت، قلت: منها هذا الحديث، والعقيلي في الضعفاء (4/ 427) وقال قد تابعه عليه من هو دونه، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 226) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن محمَّد بن قيس وقد وثق، ولكن ذكروا هذا الحديث من منكراته والله أعلم، وقال الذهبي: قد تابعه عليه غيره.
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 343)(794). وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 226) وقال: رواه الطبراني عن أحمد بن محمَّد بن نصر الترمذي عن محمَّد بن عبد الوهاب الأزهري ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4673)، والضعيفة (2453).
عن أحمد بن محمَّد بن نصر الترمذي ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات.
7223 -
"لست من دد ولا دد مني، ولست من الباطل ولا الباطل مني. ابن عساكر عن أنس (ض) ".
(لست من دد ولا دد مني ولست من الباطل ولا الباطل مني) ومزاحه صلى الله عليه وسلم بحق دليل على أن المزاح بحق ليس من الباطل وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقًّا"(1) قال الشارح: وقد استدل القرطبي به على تحريم الغناء لأن النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ منه وما يتبرأ منه حرام وليس بسديد إذ ليس كل لهو ولعب محرماً بدليل لعب الحبشة بمسجده صلى الله عليه وسلم بمشهده.
قلت: لعب الحبشة تصوير لكيفية الحرب وتدريب للحذاقة فيه فليس من اللعب المجرد الذي يشتغل به أهل البطالة وهو مثل تأديب الرجل فرسه، (ابن عساكر (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأن فيه يحيي بن محمَّد بن قيس المدني المؤذن قال في الميزان: ضعَّفه ابن معين وغيره لكن ليس بمتروك وساق له أخباراً منها هذا وقد أخرجه الطبراني والبزار بلفظه عن أنس، قال الهيثمي:
(1) أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (174)، والطبراني في الكبير (1326)، وفي الصغير (780)، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 3): رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن. وأخرجه كذلك الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 147)، وابن عدي في الكامل (2/ 344) وقال: هذا الحديث باطل، وانظر كذلك ميزان الاعتدال للذهبي (1/ 530) في ترجمة الحسن بن محمَّد بن عنبر أبو علي.
(2)
أخرجه ابن عساكر (38/ 369)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (413)، والبخاري في الأدب المفرد (785)، وابن عدي في الكامل (7/ 243) وقال: ويحيى بن محمَّد بن قيس له أحاديث سوى ما ذكرت وعامة أحاديه مستقيمة، والعقيلي في الضعفاء (4/ 427) وقال: أما حديث أنس فقد تابعه عليه من هو دونه، وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 266): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه أبو زكريا يحيى بن محمَّد بن قيس المدني عن عمرو وعن أنس، ورواه الدراوردي عن عمرو عن عبد المطلب بن عبد الله عن معاوية أيهما أشبه فقال أبو زرعة: حديث الدراوردي، وسألت أبي فقال: حديث معاوية أشبه، وانظر الميزان (7/ 216) والمجمع (8/ 225)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4674)، والسلسلة الضعيفة (2453).
وفيه يحيى المذكور وقد وثق لكن ذكر هذا الحديث من منكراته.
7224 -
"لست من الدنيا وليست مني إني بعثت والساعة نستبق. الضياء عن أنس (صح) ".
(لست من الدنيا) لا أتصل بها اتصال محب لها راغب في زخارفها (وليست الدنيا مني) لا تتصف هي بأني من أهلها وأبنائها لزهدي فيها ورغبتي عنها وأما ما ساقه الله إليه من غنائمها فهو لينفقه في عباده على الوجه الذي يريده الله منه. (إني بعثت) أرسلت إلى الأمة (والساعة) عطف على فاعل بعثت أي وبعثت الساعة وقياس العربية تأكيده بمنفصل وهو بانت في بعض النسخ: أنا والساعة (نستبق) جملة تعليلية لما قبلها بيان لوجه عدم كونه متصلاً بالدنيا ولا الدنيا متصلة به، (الضياء عن أنس)(1) رمز المصنف لصحته.
7225 -
"لسفرة في سبيل الله خير من خمسين حجة. أبو الحسن الصيقل في الأربعين عن أبي مضاء".
(لسفرة في سبيل الله) للغزو (خير من خمسين حجة) لمن قد حج وتقدم وجه ذلك (أبو الحسن الصيقل) بالصاد المهملة والقاف بعد مثناه تحتية، صفة لمن يصقل السيف ونحوه (في الأربعين عن أبي مضاء)(2) بكسر الميم فضاد معجمة بضبط المصنف، قال الشارح: لم أر في الصحابه من يكنى بأبي مضاء.
7226 -
"لسقط أقدمه بين يدي، أحب إلى من فارس أخلفه خلفي (هـ) عن أبي هريرة".
(1) أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (1542) وقال إسناده صحيح، وأحمد في الزهد (208)، والديلمي في الفردوس (5282)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5080)، والصحيحة (1075).
(2)
أخرجه أبو الحسن الصيقل كما في الكنز (10614)، وأورده الرافعي في التدوين (4/ 208) من طريق أبي الحسن الصيقل، وعبد الرزاق في مصنفه (9546)، وابن المبارك في الجهاد (225) موقوفاً على عبد الله بن عمر رضي الله عنه وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4676).
(لسقط) بانفلات الولد قبل تمامه. (أقدمه بين يدي) يسبق بالموت ويدركني فقده. (أحب إلى من رجل فارس) من ولدي (أخلفه خلفي) يبقى بعد موتي وذلك لأن الولد إذا مات قبل أبيه تكون أجر مصيبته في ميزان أبيه وإذا مات الأب قبل ابنه يكون أجر المصيبة به في ميزان الولد وقد عرف من هذا أن غير السقط بالأولى [4/ 13] أن يجب تقدمه على تخلفه، وفيه تسلية عظيمة في موت الأولاد وهو ظاهر على أن الأجر على نفس المصيبة، وقال ابن عبد السلام: لا أجر على المصيبة بل الأجر على الصبر عليها (هـ (1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي، قال في الكاشف: ضعيف.
7227 -
"لشبر في الجنة خير من الدنيا وما فيها. (هـ) عن أبي سعيد (حل) عن ابن مسعود (ح) ".
(لشبر) بكسر المعجمة هو ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخنصر في (الجنة خير من الدنيا وما فيها) لأنه باق والدنيا فانية ولأن نعيم قليل الجنة أكثر من نعيم كثير الدنيا. (هـ (2) عن أبي سعيد حل (3)) عن ابن مسعود، رمز المصنف لحسنه.
7228 -
"لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة (حم) عن أنس (صح) ".
(1) أخرجه ابن ماجة (1607)، قال البوصيري في الزوائد (2/ 52): قال المزي في التهذيب والأطراف يزيد بن رومان لم يدرك أبا هريرة، والعقيلي في الضعفاء (4/ 384) وقال: يزيد لا يتابع علي حديثه إلا من جهة لا تصح، وابن عدي في الكامل 7/ 262، 26 وقال: يزيد هذا مضطرب الحديث لا ينضبط ما يرويه، وابن حبان في المجروحين (3/ 103)، قلت: -البوصيري- ويزيد بن عبد الملك وإن وثقه ابن سعد فقد ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والبخاري والنسائي وغيرهم، ينظر ترجمة يزيد في ضعفاء العقيلي (3/ 103)، تهذيب الكمال (32/ 19)، الكاشف (2/ 278).
(2)
أخرجه ابن ماجة (4329)، وقال البوصيري (4/ 264): هذا إسناد ضعيف، وابن أبي شيبة في مصنفه (34023)، وهناد في الزهد (5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4678) والضعيفة (4308)
(3)
أخرجه أبو نعيم (4/ 108) وقال: غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ.
(لصوت أبي طلحة)(1) اسمه زيد بن سهل بن حرام بن عمرو الأنصاري الخزرجي. (في الجيش) حين يصيح عليهم. (خير من فئة) الفئة: الجماعة لا واحد لها من لفظها وجمعها فئات، كان أبو طلحة من أعيان الصحابة ومن شجعانهم وله أخبار، وفداه النبي صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه، ومن كراماته أنه قرأ سورة براءة فأتى على آية {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} ، فقال: لا أرى رب يستفزني (2) جهزوني فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. (حم ك (3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وفي رواية أحمد (4):"وإن لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة" قال الهيثمي: بعد ما ذكر الروايات ورجال هذه الرواية رجال الصحيح.
7229 -
"لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل" ك) عن جابر (صح) ".
(لصوت أبي طلحة في الجيش) المراد جيش المسلمين فإن صوته فيه. (خير من) إرهاب. (ألف رجل) في قلوب المشركين أو في جيش المشركين، أي إرهابه في جيش المشركين خير لنا من إرهاب ألف رجل، قال الواقدي: كان أبو
(1) انظر الإصابة (2/ 607).
(2)
جاء في رواية ابن حبان في صحيحه (7184)"يستنفرني"، والحاكم (3/ 398)"استنفرنا"، وأبو يعلى (3413)"يستنفرني"، والبيهقي في الكبرى (9/ 21)"يستنفرنا"، وكذلك في مسند الحارث بن أبي أسامة (1023)، أما عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1889)، وابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 2165)، وابن عساكر في تاريخه (19/ 322)"استنفرنا"، ولم أجد لفظة "يستفزني" إلا هنا، وفي فيض القدير (266)، والصواب ما جاء عند الأئمة لأنه الموافق لسياق الآية (انفروا) والله أعلم.
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (3/ 111، 112، 261)، والحاكم في المستدرك (3/ 352)، وأورده الهيثمي في المجمع (9/ 312) وقال: ورجال هذه الرواية رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5082)، والصحيحه (1916).
(4)
أخرجها أحمد في المسند (3/ 203، 249).
طلحة صيتاً رامياً.
قلت: وفيه دليل على ندب رفع الأصوات للإرهاب على العدو، وحديث الأمر بغض الأصوات هو عند تلاحم الحرب (ك (1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: رواته ثقات وأقره الذهبي.
7230 -
"لعثرة في كد حلال على عيل محجوب أفضل عند الله من ضرب بسيف حولاً كاملاً لا يجف دماً مع إمام عادل. ابن عساكر عن عثمان (ض) ".
(لعثرة) بالمهملة فالمثلثة فالراء سقطة أو كبوة (في كد حلال) الله: الشدة في العمل أي في طلب الكسب الحلال (على عيل) بعين مهملة مفتوحة فمثناة تحتية مشدده أي ذي عيال بزنة جيد بفتح فتشديد وهم من يتكفل بهم بالإنفاق عليهم (محجوب) ممنوع عن البروز والتصرف كالنساء والصبيان (أفضل عند الله من ضرب سيف) في الأعداء جهادا لله وفي سبيله (حولاً كاملاً) زاده دفعاً لتوهم التجوز وأنه أريد به بعضه (لا تجف) بالجيم السيف (دماً) تمييز عن نسبه لا يجف دمه (مع إمام عادل) فلا تقاتل إلا على حق وفيه الحث على السعي على الأهل والأولاد لطلب الحلال، (ابن عساكر (2) عن عثمان) رمز المصنف لضعفه.
7231 -
"لعلك ترزق به (ت ك) عن أنس (صح) ".
(لعلك ترزق به) أصله أنه كان أخوان أحدهما يحترف والآخر يأتي النبي فشكى المحترف أخاه فقال له صلى الله عليه وسلم: لعلك ترزق به، أي بسببه وليس فيه دليل على أن ما حصّله المحترف مشترك بينهما، (ت ك (3) عن أنس) رمز المصنف لصحته.
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 352)، وقال: رواته ثقات وأقره الذهبي؛ وابن سعد في الطبقات 3/ 505. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5081)، والسلسلة الصحيحة (1916).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 33)، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (5405). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4679)، والضعيفة (4309).
(3)
أخرجه الترمذي (2345) وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم في المستدرك (1/ 94) وقال =
7232 -
"لعلكم تستفتحون بعدي مدائن عظاماً وتتخذون في أسواقها مجالس فإذا كان ذلك فردوا السلام وغضوا من أبصاركم واهدوا الأعمى وأعينوا المظلوم. (طب) عن وحشي (ح) ".
(لعلكم تستفتحون بعدي مدائن) جمع مدينة وهي المصر الجامع بالهمزة فوزنه فعايل على أن الميم أصلية ومفاعل على أنها زائدة (عظاماً) واسعة (وتتخذون في أسواقها مجالس) للتجارة ونحوها (فإذا كان ذلك) أي اتخاذ المجالس (فردوا السلام) على من يرده عليكم (وغضوا من أبصاركم) عن المارين (واهدوا الأعمى) إلى مآربه (وأعينوا المظلوم) بنصره على ظالمه وهذه من حقوق الطرق وقد سلف عدها في نظم المصنف لها في الجزء الأول (طب (1) عن وحشي) رمز المصنف لحسنه. قال الهيثمي: رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف.
7233 -
"لعنة الله على الراشي والمرتشي (حم د ت هـ) عن ابن عمرو".
(لعنة الله على الراشي) معطي الرشوة (والمرتشي) قابضها، وهذا يحتمل الإخبار بأن الله تعالى قد أوقع اللعن عليهما ويحتمل أنه إنشاء دعاء منه صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عبد السلام: كلما كان فيه لعن فإنما هو إخبار عن الله تعالى لأنه لم يبعث لعاناً (حم د ت هـ (2) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف، قال الترمذي:
= صحيح علي شرط مسلم ورواته عن آخرهم ثقات ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والروياني في مسنده (1374)، وابن عدي في الكامل (2/ 264) وقال: هذه الأحاديث لحماد بن سلمة منها ما ينفرد به إما متنا وإما إسنادا ومنه ما يشاركه فيه الناس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5084)، والصحيحة (2769).
(1)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 138)(367)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 62) وقال: رجاله كلهم ثقات وفي بعضهم ضعف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4682).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (2/ 190)، وأبو داود (2580)، والترمذي (1337) وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجة (2313)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5114).
حسن صحيح ورواه عنه الطبراني في الصغير (1)، قال الهيثمي: رجاله ثقات.
7334 -
"لعن الله الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور. (هـ حب) عن أبي أمامة (صح) ".
(لعن الله الخامشة وجهها) جارحته بأظفارها من اللطم حزناً (والشاقة جيبها) الهاتكة له حزناً (والداعية) على نفسها (بالويل والثبور) عند المصيبة (هـ حب (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته.
7235 -
"لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها. (د ك) عن ابن عمر (صح) ".
(لعن الله الخمر) لعن ما لا يستحق عقوبة ولا مثوبة يريد بها لعن ملابسها ببيع أو شراء أو شرب أو نحوه أو إنه إعلام بكراهة ذاتها وبعدها عن الله وهو الأوفق بقوله (وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها) فهؤلاء تسعة لعنوا في الخمر وهي عاشر ما لعن (د ك (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. قال الحاكم: صحيح، وقال الشارح: فيه عبد الرحمن الغافقي قال ابن معين: لا أعرفه ورواه ابن ماجة عن أنس قال المنذري: رواته ثقات.
(1) أخرجه الطبراني في الصغير (58) وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 199) وقال: رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات.
(2)
أخرجه ابن ماجة (1585)، وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح، وابن حبان (3156)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5092)، والسلسلة الصحيحة (2147).
(3)
أخرجه أبو داود (3674)، والحاكم في المستدرك (2/ 32)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وأحمد في مسنده (2/ 25)، وابن ماجة (3380) وسعيد بن منصور في سننه (815) عن أبي أمامة وفيه عبد الرحمن الغافقي قال ابن معين لا أعرفه، وذكره ابن يونس في تاريخ مصر وأوضح أنه معروف (تحفة المحتاج (2/ 224)، وأخرجه ابن ماجة (3381)، والترمذي (1294، 1295) عن أنس بن مالك وقال: حديث غريب، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5091).
7236 -
"لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم. (حم ت ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(لعن الله الراشي والمرتشي) مأخوذان من الرشوة وهي مأخوذة من الرشاء وهو الحبل لأنه يتوصل بها إلى الحكم كما أن الرشاء يتوصل به إلى الماء من نحو البئر، قال الزمخشري (1): الرشوة الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة وأرشاه رشوة ككساه كسوة، قيل: إنما يدخل الراشي في اللعن إذا لم يندفع به ضرر ثم كذلك لا يدخل فيها إذا توصل إلى نيل ما يستحقه (في الحكم) يتنازعه الراشي والمرتشي.
(حم ت ك (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته ورواه الطبراني عن أم سلمة، قال الهيثمي: رواته ثقات، وقال المنذري: إسناده جيد.
7237 -
"لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما. (حم) عن ثوبان (ض) ".
(لعن الله الراشي والمرتشي والرائش) هو السفير بينهما. (الذي يمشي بينهما) لأنه فاعل محرم (حم (3) عن ثوبان) رمز المصنف لضعفه قال المنذري: فيه أبو
(1) الفائق (2/ 60).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (2/ 387)، والترمذي (1336) وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم في المستدرك (4/ 103)، وابن حبان (5076)، والطبراني في الأوسط (2027)، وأخرجه الطبراني في الكبير 23/ 398 (951) عن أم سلمة، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 199) وقال: رواته ثقات، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 126) وقال: رواه الطبراني وإسناده جيد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5093).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (5/ 279)، والروياني في مسنده (639)، والبيهقي في شعب الإيمان (5503)، والطبراني في الكبير (2/ 93)(1415)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 198) وقال: فيه أبو الخطاب وهو مجهول، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 126) وقال: فيه أبو الخطاب: لا يعرف. وأورده العجلوني في كشف الخفا (2/ 186)، وقال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 533): إسناده صحيح، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4684).
الخطاب لا يعرف، ومثله قال الهيثمي، قال الشارح: وبه يعرف أن جزم السخاوي مجازفة.
7238 -
"لعن الله الربا آكله وموكله وكاتبه وشاهده وهم يعلمون الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة (طب) عن ابن مسعود (ح) ".
(لعن الله الربا) قال القاضي: الربا في الأصل الزيادة نقل إلى ما يؤخذ زائداً على ما يبذل في المعاملات والعقد المشتمل عليها والمراد به هنا القدر الزائد (وآكله) عبر به عن التناول لأن الأكل بأكبر المقاصد (ومؤكله) معطيه ومطعمه (وكاتبه وشاهده) لأنهما رضيا به وأعانا عليه. (وهم يعلمون) جملة حالية عن جميع ما مضى فإن الله لا يعقاب العبد إن فعل محرماً بجهل تحريمه وعليه {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135](والواصلة) شعرها بشعر غيرها تزين به وهي عطف على الربا، أو على الآخر على الوجهين. (والمستوصلة) الطالبة لذلك (والواشمة) فاعلة الوشم وهو جرح الجلد بحديدة حتى إذا جرى الدم حشته بنحو كحل تحسن بذلك نفسها. (والمستوشمة) التي تطلب من يشمها (والنامصة) التي تنتف شعر الوجه منها أو من غيرها. (والمتنمصة) التي تأمر من يفعل لها ذلك، قال الذهبي: فيه أن هذه المذكورات كبائر.
قلت: وهل يدخل الرجل في ذلك؟، الظاهر دخوله فتحريم نتف شعر الوجه وحلقه إلا ما أبيح من الأخذ من الشارب ومن اللحية إن صح (طب (1) عن ابن
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 92)(10057)، وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 409)، والنسائي (5/ 423)، وابن حبان (5504)، وأبو يعلى (5241) موقوفا علي ابن مسعود، وقال ابن عدي في الكامل (5/ 247) فيه عيسى الحناط متروك الحديث جداً منكر الحديث وله أحاديث لا يتابع عليها إما متنا وإما إسنادا، وقال يحيي بن سعيد: سيء الحفظ، وأورده الدارقطني في العلل (5/ 45)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5094).
مسعود) رمز المصنف لحسنه.
7239 -
"لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل. (د ك) عن أبي هريرة (صح).
(لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة) بكسر اللام مصدر نوعي. (والمرأة تلبس لبسة الرجل) قال النووي (1): فيه حرمة تشبه الرجال بالنساء وعكسه، لأنه إذا حرم في اللباس ففي الحركات والسكنات والتصنع بالأعضاء والأصوات أولى بالذم والقبح فيفسق فاعله، وقال: جماعة ليس المراد هنا حقيقة اللعن بل التنفير فقط ليرتدع من سمعه عن مثل فعله.
قلت: والأظهر الحقيقة (د ك (2) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط مسلم، وأقره الذهبي في التلخيص، وقال في الكبائر: إسناده صحيح وكذلك في الرياض.
7240 -
"لعن الله الرجلة من النساء. (د) عن عائشة (ح) ".
(لعن الله الرجلة من النساء) بفتح الراء وضم الجيم المترجلة التي تشبه بالرجال في زيهم وكلامهم ونحو ذلك أما في العلم والرأي فمحمود.
قلت: ما هو تشبه بل عمل بما أمرت به فإن النساء شقائق الرجال قد أمرن بالعلم والعمل وكيفية التعلم والتعليم لا يختص بها الرجال، (د (3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال الذهبي: في الكبائر إسناده [4/ 15] حسن.
(1) انظر: فتح الباري (12/ 81)، وفيض القدير (5/ 269).
(2)
أخرجه أبو داود (4098)، والحاكم (4/ 194) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وفي الكبائر (ص 134)، ورياض الصالحين (1632)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5095).
(3)
أخرجه أبو داود (4099)، والبيهقي في شعب الإيمان (7804)، وذكره الذهبي في الكبائر (ص 134). وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5096).
7241 -
"لعن الله الزهرة فإنها هي التي فتنت الملكين هاروت وماروت. ابن راهويه وابن مردويه عن علي".
(لعن الله الزهرة) النجم المعروف. (فإنها هي التي فتنت الملكين هاروت وماروت) قيل: إنها امرأة سألتهما عن الاسم الذي يصعدان به السماء فعلماها إياه فعرجت إلى السماء فمسخت كوكباً وهي الزهرة، وكان ابن عمر يكرهها، وقيل: إن الزهرة نزلت إليهما في صورة إمرأة من فارس وجاءت إلى الملكين ففتنتهما فمسخت وبقيا في الأرض خيِّرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا فهما في سرب في الأرض معلقان يصفقان بأجنحتهما (ابن راهويه وابن مردويه عن علي)(1).
7242 -
"لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده. (حم ق ن هـ) عن أبي هريرة (صح) ".
(لعن الله السارق يسرق البيضة) فيعتاد السرقة حتى يسرق ما هو نصاب للقطع (فتقطع يده)، وقيل: أريد بالبيضة بيضة الحديد وهو بعيد إذ لا وجه لتخصصها، قال عياض: فيه جواز اللعن بالصفة كما قال تعالى: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] لأن الله يوعد ذلك الصنف وينفذ الوعيد في من شاء ولا بد أن يكون في ذلك الصنف من يستحق ذلك، قال الأبي: والإجماع انعقد على أنه لا بد من نفوذ الوعيد في طائفة من العصاة لأنه تعالى توعدهم وكلامه صدق لا بد من وقوعه. قلت: وهو لا يوافق قواعد الكلام على رأي الأشعرية. (ويسرق الحبل فتقطع يده) فيه التأويل الأول (حم ق ن هـ (2) عن أبي هريرة).
(1) أخرجه ابن راهويه كما في الدر المنثور (1/ 239) وابن مردويه كما في الكنز (17652) والديلمي في الفردوس (5450)، وأورده ابن كثير في تفسيره 3/ 467 وقال هذا الحديث لا يصح وهو منكر جداً، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4685)، والضعيفة (913): موضوع.
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (2/ 253)، والبخاري (6783)، ومسلم (1687)، والنسائي (8/ 65) ، =
7243 -
"لعن الله العقرب ما تدع المصلي وغير المصلي، اقتلوها في الحل والحرم. (هـ) عن عائشة".
(لعن الله العقرب) إن قيل: كيف الدعاء على غير مكلف؟
قلت: قد قاله الشارع فيجب الإيمان به ولا يتكلف تأويله وهو كثير في السنة ويحتمل أن المراد الدعاء عليها بالإبعاد عن الرحمة في الدنيا، بتضييق أحوالها عليها وفي الآخرة إذا حشرت الوحوش بعدم نيلها الرحمة وأنها استحقت ذلك لما فيها من خبث الطبع وأنها تؤذي من في طاعة أو غيرها كما أشار إليه (ما تدع المصلي ولا غير المصلي) أي من أذيتها (فاقتلوها في الحل والحرم) فإنه لا يعتد بها ويحتمل أن لعنها هو إبعادها عن الحياة وإباحة دمها كأنه قيل: قد لعنها الله بإبعادها عن الحياة فاقتلوها وهذا قاله صلى الله عليه وسلم لما لدغته وهو يصلي، وروى أبو يعلى (1) عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يرى بقتلها في الصلاة بأساً (هـ (2) عن عائشة)، سكت المصنف عليه، وقال الشارح: سنده ضعيف لكن يتقوى بوروده من عدة طرق.
7244 -
"لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره إلا لدغتهم (هب) عن علي (ض) ".
= وابن ماجة (2583).
(1)
أخرجه أبو يعلى (4739)، والطبراني في الأوسط (8653)، وقال: لم يرو هذان الحديثان عن الأوزاعي إلا بهذا الإسناد تفرد بهما الليث بن سعد، وقال الهيثمي في المجمع (2/ 240): رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وفي طريق الطبراني عبد الله بن صالح كابن الليث قال عبد الملك بن شعيب عن الليث: ثقة مأمون وضعفه الأئمة أحمد وغيره، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير معاوية بن يحيى الصوفي وأحاديثه عن الزهري مستقيمة كما قال البخاري وهذا منها وضعفه الجمهور.
(2)
أخرجه ابن ماجه (1246)، وقال البوصيري (1/ 148): هذا إسناد ضعيف، لضعف الحكم بن عبد الملك لكن لم ينفرد به الحكم فقد رواه ابن خزيمة عن محمَّد بن بشار عن محمَّد بن جعفر عن شعبة عن قتادة به، ورواه الترمذي في الجامع من حديث أبي هريرة، وقال: حديث حسن، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5098)، والصحيحة (547).
(لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره إلا لدغتهم) قاله حين لدغته بأصبعه فدعا بإناء فيه ماء وملح يضع الملدوغ فيه يده ويقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين حتى سكنت، وهذا علاج مركب من الطبيعي والإلهي، وفي لسعتها قوة نارية فجمع لها في الدارين الماء المبرد والملح الجاذب تنبيها على أن علاج السميات بالتبريد والجذب (هب (1) عن علي) رمز المصنف لضعفه، ورواه الطبراني في الصغير، قال الهيثمي: وإسناده حسن.
7245 -
"لعن الله القاشرة والمقشورة. (حم) عن عائشة".
(لعن الله القاشرة) بالقاف والمعجمة من قشر وهي التي تعالج وجهها أو وجه غيرها بالعرك ليصفو لونها (والمقشورة) التي يفعل بها ذلك كأنها تقشر أعلى الجلد قال الزمخشري (2): القشر أن تعالج المرأة وجهها بالحمرة حتى يسحق أعلى الجلد ويصفو اللون وفيه أن ذلك حرام لأنه تغيير لخلق الله (حم (3) عن عائشة) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه جابر الجعفي ضعيف.
7246 -
"لعن الله الذين يشققون الخطب تشقيق الشعر. (حم) عن معاوية (ض) (4) ".
(1) وأخرجه البيهقي في الشعب (2575)، والطبراني في الصغير (1/ 266)، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 191)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5099).
(2)
الفائق (3/ 196).
(3)
أخرجه أحمد (6/ 250)، وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 169) وقال: رواه أحمد وفيه من لم أعرفه من النساء، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (16/ 565) وقال: هذا حديث غريب فرد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4686).
(4)
لم يشرح المؤلف هذا الحديث، وأخرجه أحمد (4/ 98) وقال الهيثمي (2/ 191): رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي والغالب عليه الضعف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4687) والسلسلة الضعيفة (4311) وقال: ضعيف جداً.
7247 -
"لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء. (حم د ت هـ) عن ابن عباس".
(لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال) قال ابن أبي جمرة: ظاهر اللفظ الزجر عن التشبه في كل شيء لكن عرف من أدلة أخرى أن المراد التشبه في الزي وبعض الصفات والحركات ونحوه، لا التشبه في الخير. (والمتشبهين من الرجال بالنساء) قال ابن جرير: فيحرم على الرجل لبس المقانع والقلائد ونحوها والتخنث في الكلام والتأنث فيه وما أشبهه (حم د ت هـ (1) عن ابن عباس) قال: إن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدة قوسا فقاله، وقد أخرجه بنحو لفظه البخاري في اللباس عن ابن عباس.
7248 -
"لعن الله المحَلل والمحَلل له. (حم 4) عن علي (صح) (ت ن) عن ابن مسعود (ت) عن جابر".
(لعن الله المحلل)[4/ 16] بالمهملة وكسر اللام الأولى، قال القاضي: هو الذي يتزوج مطلقة غيره ثلاثاً بقصد أن يطلقها بعد الوطء ليحل للمطلق نكاحها، فكأنه حلها للزوج الأول بالنكاح والوطء (والمحلل له) اسم مفعول وهو الزوج الذي طلق، والحديث من أدلة تحريم ذلك، وقد أبان ابن القيم في إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان (2) ذلك بياناً شافياً وافياً (حم 4 عن علي) رمز المصنف لصحته، (ت ن عن ابن مسعود ت (3) عن جابر)، وقال الترمذي:
(1) أخرجه البخاري (5546)، وأحمد في مسنده (1/ 251، 330، 339)، وأبو داود (4097)، والترمذي (2784)، وابن ماجة (1904) وأخرجه البخاري (5885) بلفظ:"لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء".
(2)
انظر: (1/ 272 و 349).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (1/ 87)، وأبو داود (2076)، والترمذي (1119)، والنسائي في المجتبى (5104)، وابن ماجة (1935) جميعهم عن علي، وأخرجه أحمد (1/ 448)، والترمذي (1120) وقال: حسن صحيح، والنسائي (3/ 325)، جمعيهم عن عبد الله بن مسعود، وأخرجه الترمذي =
حسن صحيح، وقال ابن القطان: ولم يلتفت لكونه من رواية يحيى بن عبد الرحمن بن مروان وهو مختلف فيه انتهى (1)، وقال ابن حجر: رواته ثقات.
7249 -
"لعن الله المختفي والمختفية. (هق) عن عائشة"(صح).
(لعن الله المختفي) بالخاء المعجمة والفاء اسم فاعل من اختفى. (والمختفية) والمراد بهما النباش عند أهل الحجاز من الاختفاء الاستخراج الاستتار لأنه يسرق في خفيه ومنه حديث: "من اختفى ميتاً فكأنما قتله"(هق (2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
7250 -
"لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء. (خ د ت) عن ابن عباس".
(لعن الله المخنثين من الرجال) بالخاء المعجمة فنون فمثلثة من خنث يخنث مثل علم يعلم هو اللين والتكسر في الحركات تشبيهاً بالنساء وإن لم يعرف منه الفاحشة، قال ابن تيمية (3): المخنث قد يكون قصده عشرة النساء وعشرتهن مباشرته لهن وقد يكون قصده مباشرة الرجال وقد يجمع بين الأمرين. (والمترجلات من النساء) المتشبهات بالرجال كما سلف من حرمة ذلك (خ د ت (4) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه.
= (1119) عن جابر بن عبد الله، وصححه ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 208)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5101).
(1)
بيان الوهم والإيهام (4/ 442 رقم 205) وفيه: على كونه في رواية أبي قيس: عبد الرحمن بن ثروان.
(2)
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 270)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5102) والسلسلة الصحيحة (2148).
(3)
الاستقامة (1/ 371).
(4)
أخرجه البخاري (5547، 6445)، والترمذي (2785)، وقال: حديث حسن، وأبو داود (4930)، وابن ماجة (1904).
7251 -
"لعن الله المسوفات، التي يدعوها زوجها إلى فراشه فتقول سوف حتى تغلبه عيناه. (طب) عن ابن عمر (ض) ".
(لعن الله المسوفات) جمع مسوفه بالمهملة والفاء اسم فاعل من سوف فسرها قوله: (التي يدعوها زوجها إلى فراشه) ليواقعها (فتقول: سوف) آتيك فلا تزال به (حتى تغلبه عيناه) من دون قضاء وطره لأنه تجب عليها إجابته والمسارعة إلى طاعته، (طب (1) عن ابن عمر)، رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق جعفر بن ميسرة الأشجعي عن أبيه وميسرة ضعيف ولم أر لأبيه سماعا من ابن عمر، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، قال ابن حبان: جعفر بن ميسرة عنده مناكير لا تشبه حديث الأثبات، منها هذا الحديث.
7252 -
"لعن الله المفسلة التي إذا أراد زوجها أن يأتيها قالت أنا حائض. (ع) عن أبي هريرة (ض) ".
(لعن الله المفسلة) بالفاء والمهملة مشددة من الفسولة، وهي الفتور أي أنها تفسل الرجل عنها وتغير نشاطه وفسرها قوله:(التي إذا أراد زوجها أن يأتيها قالت أنا حائض) تمامه: وليست بحائض، هكذا هو ثابت في لفظ مخرجه أبي يعلى ولعله أسقطه المصنف ذهولاً وهو هكذا أيضاً في نهاية ابن الأثير (2) ووجه
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4393)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 629) وقال: هذا حديث لا يصح، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 296) ووأورده ابن حبان في المجروحين (1/ 213) وقال: جعفر بن ميسرة أبوه مستقيم الحديث أما جعفر فعنده مناكير كثيرة لا تشبه حديث الثقات، وقال: هذه الأحاديث لا يحل ذكرها إلا على سبيل التعجب، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (1/ 409) وقال: هذان الحديثان باطلان. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4688)، والضعيفة (4312).
(2)
النهاية (3/ 446).
اللعن أنها فوتت على الزوج لذته (ع (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه يحيي بن العلاء ضعيف متروك انتهى، قال الذهبي: قال أحمد كذاب يضع.
7253 -
"لعن الله النائحة والمستمعة. (حم د) عن أبي سعيد (صح) ".
(لعن الله النائحة) على الميت. (والمستمعة) لنوحها، قال ابن القيم (2) في هذه الأحاديث ونحوها إن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لعن على هذه المعاصي وغيرها أكبر منها فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة فلو لم يكن في فعل ذلك إلا رضا فاعله بكونه ممن يلعنه الله ورسوله لكان فيه زاجر عن المعاصي ورادع (حم د (3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: ليس كما زعم ففيه محمَّد بن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عن جده عن أبي سعيد وثلاثتهم ضعفاء، قال ابن حجر: استنكره أبو حاتم في العلل
(1) أخرجه أبو يعلى في مسنده (6467)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 296)، وقول الذهبي في المغني في الضعفاء (2/ 741)، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال في الكاشف (2/ 372) تركوه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4689).
(2)
انظر: الجواب الكافي (ص: 39).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (3/ 65)، وأبو داود (3128)، والبيهقي في شعب الإيمان (10160)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 66)، والبيهقي في السنن (4/ 63)، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (1/ 369) وقال: قال أبي هذا حديث منكر ومحمد بن الحسن بن عطية وأبوه وجده ضعفاء الحديث. وقال ابن حبان في الضعفاء: الحسن بن عطية: منكر الحديث جدا وأحاديثه ليست بنقية، وقال ابن حجر: لا أدري البلية منه أو من ابنه أو منهما معا، وانظر: تهذيب التهذيب (2/ 255)، وأخرجه البيهقي في السنن (4/ 63)، ومحمد بن إبراهم الطرسوسي في مسند عبد الله بن عمر (1/ 25) من حديث ابن عمر، وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 14) وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن عطية ضعيف، وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 145)(11309) من حديث ابن عباس وزاد فيه "وليس للنساء في الجنازة نصيب"، وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 29) وزاد فيه "والمغني والمغنى له" وفيه عمر بن يزيد، قال الشيخ: منكر الحديث، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4690).
ورواه الطبراني والبيهقي عن ابن عمر وابن عدي عن أبي هريرة وكلها ضعيفه.
7254 -
"لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. (حم ق 4) عن ابن مسعود (صح) ".
(لعن الله الواشمات) جمع واشمة بالمعجمة اسم الفاعل من وشم تقدم تفسيره (والمستوشمات) الطالبات من يفعل بهن ذلك. (والمتنمصات) بالمثناه [4/ 17] أو لا فنون فصاد مهملة قال في النهاية (1): وبعضهم يرويه بتقديم النون على الياء وهي التي تنتف شعرها من وجهها (والمتفلجات) بالفاء والجيم من الفلج بالتحريك وهو فرجة ما بين الثنايا والرباعيات أي المتطلبات ذلك في أسنانهنَّ (للحسن المغيرات خلق الله) صفة لازمة قال الطبري: لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقها بزيادة ولا نقص، التماسا للحسن للزوج ولا غيره وأخذ منه عياض أن من خلق بأصبع زائدة أو عضو زائد لا تحل إزالته؛ لأنه تغيير لخلق الله.
قلت: إلا ما أبيح من الاختضاب لليدين والرجلين والاكتحال والادهان فأما خضاب الوجه الذي يعتاد في كثير من الجهات فما أراه إلا داخلا تحت التغيير (حم ق 4 (2) عن ابن مسعود) ورواه عنه الطيالسي أيضاً وغيره.
7255 -
"لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة. (حم ق 4) عن ابن عمر (صح) ".
(لعن الله الواصلة) لشعرها بغيره. (والمستوصلة) تطلب ذلك من غيرها. (والواشمة والمستوشمة) قال القرطبي (3): هذا نص في تحريم وصل شعر بشعر
(1) النهاية (5/ 118).
(2)
أخرجه البخاري (5948)، ومسلم (2125)، وأبو داود (4169)، والترمذي (2782) وقال حديث حسن صحيح، وابن ماجة (1989)، وأحمد في مسنده (1/ 433، 434).
(3)
الجامع لأحكام القرآن (5/ 369).
وبه قال مالك والجمهور، وشذ الليث فقال بجواز وصله بصوف وهو مردود عليه بالحديث وأباح قوم وضع الشعر على الرأس، وقالوا: إنما حرم الوصل به فقط وهذه ظاهرية محضة وإعراض عن المعنى ولا يدخل في النهي ما ربط من الشعر بخيط حرير ملونة ولا ما لا يشبه الشعر ولا يكثره (حم ق 4 (1) عن ابن عمر).
7256 -
"لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهده. (حم د ت هـ) عن ابن مسعود (صح) ".
(لعن الله آكل الربا وموكله) معطيه وهو المديون (وكاتبه وشاهده) وتقدم تقييده بالعلم فهو معتبر حيث أطلق (حم د ت هـ (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته.
7257 -
"لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه ومانع الصدقة. (حم ن) عن علي (صح) ".
(لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه ومانع الصدقة) أي الزكاة ضمه إلى الربا لأنه منع إخراج ما يجب إخراجه وأهل الربا أدخلوا ما يحرم إدخاله وأخرجوا ما يحرم إخراجه (حم ن (3) عن علي) رمز المصنف لصحته.
7258 -
"لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج. (3 ك) عن ابن عباس (صح) ".
(لعن الله زائرات القبور) كان هذا والله أعلم قبل نسخ النهي عن الزيارة،
(1) أخرجه البخاري (5947)، ومسلم (2124)، وأبو داود (4168)، والترمذي (1759، 2783)، والنسائي 5/ 421 وابن ماجة (1987).
(2)
أخرجه مسلم (1597)، وأحمد (1/ 409)، وأبو داود (3333)، والترمذي (1206)، وابن ماجة (2277).
(3)
أخرجه أحمد (1/ 87)، والنسائي (8/ 147)، والبيهقي في شعب الإيمان (5508)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5090).
وقيل: بل النسخ خاص بالرجال نسخ في حقهم تحريم الزيارة ثم أبيحت لهم أو ندبت وأما النساء فلم ينسخ النهي في حقهن فاللعن لإتيانهن بما نهين عنه (والمتخذين عليها المساجد) بأن يجعلوا المسجد عليها تعظيما لشأنها واعتقاد أن العبادة بقربها أكثر موقعًا في الأجر، قال ابن القيم (1): هذا وأمثاله من المصطفي صلى الله عليه وسلم صيانة لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه وتجريدا له وغضباً لربه أن يعدل به سواه، قال الشافعي: أكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجداً مخافة الفتنة عليه وعلى الناس، قيل: ومحل الذم أن يتخذ المسجد على القبر بعد الدفن فلو بني مسجداً وجعل قبراً ليدفن به واقف المسجد أو غيره لامتنع، قال العراقي: والظاهر أنه لا فرق فلو بني مسجداً بقصد أن يدفن في بعضه دخل في اللعنة بل يحرم الدفن في المسجد وإن شرط أن يدفن فيه لم يصح الشرط لمخالفته لمقتضى وقفه مسجداً.
قلت: هذا الحق وأما دفنه صلى الله عليه وسلم فإنه ليس في مسجده بل في بيته المتصل بالمسجد ثم زيد في المسجد فدخل القبر في باطنه وأما قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: 21] فالظاهر أن المسجد ليس على نفس محلهم بل على باب الكهف على أنهم ليسوا مقبورين بل بارزين على ظاهر الأرض كما وصفه الله تعالى، فليسوا داخلين في أحاديث القبر ثم الظاهر أن المتخذين عليهم مسجداً ليسوا من أهل الإيمان إلا أنه يقال إنه تعالى قرر ما قالوه ولو كان محرماً لما قرَّره فالجواب الأول، (والسرج) وذلك لأنه تعظيم للجماد لاعتقاد نفعه وضره ولأنه إضاعة [4/ 18] من المال وهو محرم، وهذا الحديث قد خالفه الناس كلهم فالنساء يزرن القبور والقبور تتخذ
(1) إغاثة اللهفان (1/ 189).
عليها المساجد ويوقد عليها الشموع والسرج فإنا لله وإنا إليه راجعون، وجهل الناس ذلك وكتمه من علمه ومن تكلم عد كلامه هزؤاً، وقد ألفنا بحمد الله وتوفيقه رسالة في هذا سميناها "تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد" وفيها فوائد نافعة قد نفع الله بها (3 ك (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وحسنه الترمذي، ونوزع بأن فيه أبا صالح مولى أم هانئ، قال عبد الحق: هو عندهم ضعيف، وقال المنذري: تكلم فيه جماعة من الأئمة، وقيل: لم يسمع من ابن عباس، وقال ابن عدي: لا أعلم أحدا من المتقدمين رضيه، ونقل عن القطان تحسين أمره.
7259 -
"لعن الله زوارات القبور. (حم هـ ك) عن حسان بن ثابت، (حم ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ".
(لعن الله زوارات القبور) المعروف فتح الزاي وضبط فيما قوبل على خط المصنف بفتحها وضمها فالفتح على أنها جمع زواره اسم فاعل للمبالغة، قيل: ولأجل ذلك لا يشمل اللعن الزائرة نادراً ورد بأنه إنما جاء به على صفة المبالغة مقابلة لجمع القبور وأحسن منه أن يقال هذا المفهوم قد دفعه منطوق زائرات القبور فإنه جاء كذلك في رواية ولا حكم للمفهوم مع المنطوق وتقدم أنه ادعى البعض أنه قد نسخ النهي لهن عن الزيارة لحديث: "كنت قد نهيتكم عن زيارة
(1) أخرجه أبو داود (3236)، والترمذي (320) وقال حديث حسن، والنسائي (4/ 94)، والحاكم (1/ 374) وقال: أبو صالح هذا ليس بالسمان المحتج به وإنما هو باذان ولم يحتج به الشيخان لكنه حديث متداول فيما بين الأئمة وأقره الذهبي في التلخيص، وأحمد في مسنده (1/ 229، 287، 324، 337). وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 190) وقال: باذان مولى أم هانئ لم يسمع من ابن عباس وتكلم فيه البخاري والنسائي وغيرهما، وقال الذهبي: ترك ابن مهدي حديثه، وقال الحاكم: أبو أحمد ليس بالقوي عندهم، وقال ابن معين: ضعيف الحديث انظر: المغني في الضعفاء (2/ 791)، والمجروحين (1/ 185)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4691).
القبور فزورها" ورد بأنه مبني على أن خطاب المذكور يشمل الإناث وهو غير الأصح في الأصول (حم هـ ك (1) عن حسان بن ثابت) رمز المصنف لصحته، (حم ت هـ (2) عن أبي هريرة) قال ابن حجر (3): في الباب عن ابن عباس وغيره.
7260 -
"لعن الله من سب أصحابي. (طب) عن ابن عمر (صح) ".
(لعن الله من سب أصحابي) عام لكل الصحابة لأن لهم حرمة الاتصال به صلى الله عليه وسلم ومناصرته وغير ذلك من السوابق وقد ذهب أئمة إلى أن سبهم من الكبائر وتقدم أن اللعن من دلائل الكبائر وقد نهى الله عن سب مطلق المؤمن فكيف بمثل أصحابه صلى الله عليه وسلم (طب عن ابن عمر)(4) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: وهو زلل فإن فيه عبد الله بن سيف أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: لا يعرف وحديثه منكر وفي الميزان عن ابن عدي رأيت له غير حديث منكر، وعن العقيلي حديثه غير محفوظ (5).
(1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 442)، وابن ماجة (1574)، والحاكم (1/ 374) وقال: هذه الأحاديث المروية في النهي عن زيارة القبور منسوخة.
(2)
أخرجه أحمد (2/ 337، 356)، والترمذي (1056) وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رأي بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في الزيارة فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء، وقال بعضهم إنما كره زيارة القبور للنساء لقلة صبرهن وكثرة جزعهن، وأخرجه ابن ماجه (1576)، والبيهقي في السنن (4/ 78)، والطيالسي (2358). وله شاهد عن ابن عباس تقدم تخريجه في الحديث السابق، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5109).
(3)
انظر فتح الباري (3/ 149).
(4)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 434) رقم (13588) وفي الأوسط (7015)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن مالك بن مغول إلا عبد الله بن سيف تفرد به عبد الحميد بن عصام، وقال الهيثمي في المجمع:(10/ 21): فيه عبد الله بن سيف وهو ضعيف، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5111) والصحيحة (2340).
(5)
انظر: ميزان الاعتدال (4/ 117)، واللسان (3/ 299)، وضعفاء العقيلي (2/ 264)، والمغني في الضعفاء (1/ 341).
7261 -
"لعن الله من قعد وسط الحلقة. (حم د ت ك) عن حذيفة (صح) ".
(لعن الله من قعد وسط الحلقة) في النهاية (1) ومنه حديث: "الجالس وسط الحلقة ملعون" لأنه إذا جلس في وسطها استدبر بعضهم فيؤذيهم بذلك فيلعنونه ويسبونه، وفي الشرح أراد الذي يقيم نفسه مقام السخرية ويقعد وسط القوم ليضحكهم أو الكلام في معين (حم د ت ك (2) عن حذيفة) قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى إنساناً قاعداً وسط الحلقة فذكره، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.
722 -
"لعن الله من يسم في الوجه. (طب) عن ابن عباس (صح) ".
(لعن الله من يسم في الوجه) يكوي الحيوان في وجهه بالنار فإنه تغيير لخلق الله والوسم الكي للعلامة، واللعن يقتضي التحريم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسم إبل الصدقة في غير الوجه (طب (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
7263 -
"لعن الله من فرق بين الوالدة وولدها وبين الأخ وأخيه. (هـ) عن أبي موسى (ض) ".
(لعن الله من فرق بين الوالدة وولدها) عام للتفريق ببيع أو غيره وللفقهاء تفاصيل. (وبين الأخ وأخته) وظاهره قبل التكليف وبعده وفيه كلام في الفروع وقد تكلمنا على شيء من ذلك في حواشي ضوء النهار (هـ (4) عن أبي موسى)
(1) النهاية (5/ 399).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (5/ 398)، وأبو داود (4826)، والترمذي (2753) وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم (4/ 281) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخان ولم يخرجاه وأقره الذهبي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4694) والسلسلة الضعيفة (638).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 335)(11926)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 110)، وقال: رواته ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5110).
(4)
أخرجه ابن ماجة (2250)، قال البوصيري في الزوائد (3/ 32): هذا إسناد ضعيف لضعف طلق =
رمز المصنف لضعفه، وفيه إبراهيم بن إسماعيل ضعفوه.
7264 -
"لعن الله من لعن والديه ولعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوي محدثاً ولعن الله من غير منار الأرض. (حم م ن) عن علي (صح) ".
(لعن الله من لعن والديه) أي من تسبب إلى لعنهما بأن يؤذي إنساناً بسب أبويه فيلعن أبوي ذلك الإنسان أو سبهما هو بنفسه فهو أشد وعيداً (ولعن الله من ذبح لغير الله) من صليب أو صنم أو قبر كما في زماننا هذا فإنه قد صار ذلك شعاراً للإعمار وطريقتهم التي تسوقهم إلى النار في دار القرار وما أرى هذه الذبائح التي تنحر على الأبواب عند قدوم ملك أو نحوه إلى بلد أو دخل بيتاً وما ذبح على القبور عند دفن الميت وهو العقر المنهي عنه وكذلك ما تذبحه القبائل في أسواقهم ويسمونه الرضا وما يذبحه حكام الطاغوت عند من يترضونه كل هذه مما أهل لغير الله وقصد بها تعظيم المخلوق. (ولعن الله من آوى) أي ضم إليه وحوي (محدثاً) اسم فاعل من أحدث إذا أتي بجناية ففر إلى من يمنعه من انتصاف خصمه منه فإنه يحرم الحيلولة بينه وبين ما أمر الله به من الانتصاف منه. (ولعن الله من غير منار الأرض)[4/ 19] جمع منارة وهي العلامة التي تجعل بين الحدين للجارين فيغيرها ويدخلها في أرضه فيكون في معني الغاصب ومنه منار الحرم وهي أعلامه التي ضربها إبراهيم عليه السلام على أقطاره، وقيل: لملك من ملوك اليمن ذو المنار لأنه أول من ضرب المنار على الطريق ليهتدي به إذا رجع أفاد ذلك الزمخشري (1)(حم م ن (2) عن علي) كرم الله وجهه.
7265 -
"لعن الله من مثل بالحيوان. (حم ق ن) عن ابن عمر (صح) ".
= بن عمران، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، قال الذهبي: ضعفه النسائي انظر: المغني في الضعفاء (1/ 9). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4693).
(1)
انظر: الفائق (4/ 29).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (1/ 118، 2/ 152)، ومسلم (1978)، والنسائي (3/ 67).
(لعن الله من مثل بالحيوان) بتشديد المثلثة من صيره مثلة بأن قطع أطرافه أو بعضها وهو حي فإن ذلك محرم وهو شامل لكل حيوان، ويخرج قطع يد السارق بالنص. (حم ق (1) عن ابن عمر).
7266 -
"لعن عبد الدينار لعن عبد الدرهم. (ت) عن أبي هريرة (ح).
(لعن) غيرت الصيغة إعلاما بأنه يلعنه كل لاعن. (عبد الدينار) الذي يتخذه كأنه إلهه يخدمه ويؤثره على كل محبوب. (لعن عبد الدرهم) أي أبعد عن الرحمة لأنه لا يقرب منها إلا المحسنون وهم لا يؤثرون الدينار والدرهم على ذكر الله وعبادته وزاد في رواية: "إن أعطي رضي وإن منع سخط"(2)(ت (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وفي الكبير حسن غريب.
7267 -
"لعنت القدرية على لسان سبعين نبياً (قط) في العلل عن علي (ض) ".
(لعنت القدرية) هم الذين يقولون الأمر أنف وقدمنا تحقيق ذلك في الجزء الأول والشارح هنا كغيره من المقلدة فسرهم بالذين يضيفون أفعال العباد إلى قدرتهم (على لسان سبعين نبياً) أي أنه أخبر الله بلعنه إياهم على لسانهم، أو أمرهم بإفشائه وتمام الحديث كما في العلل للدارقطني آخرهم محمَّد (خط (4)
(1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 13)، والبخاري (5515)، ومسلم (1958).
(2)
أخرجها البيهقي في السنن (9/ 159)، والطبراني في الأوسط (2595).
(3)
أخرجه الترمذي (2375) وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4695).
(4)
أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 149)، والدارقطني في العلل (8/ 289) ، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 319)، والطبراني في الأوسط (7162) من حديث ابن عمر، وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال (8/ 45) وقال: قال الدارقطني في غرائب مالك هذا إسناد ورجاله مجهولون لا يصح وقال: هذا المتن بهذا الإسناد منكر؛ لأنه من حديث محمَّد بن الفضل بن عطية أحد الكذابين، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 154) وقال: لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/ 151) وقال: قال ابن عدي وهو بهذا الإسناد باطل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4696).
في العلل) كتاب للخطيب (1) عن علي رمز المصنف لضعفه، وقال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح، فيه الحارث كذاب، قال ابن المديني وكذا فيه محمَّد بن عثمان انتهى، ورواه الطبراني عن محمَّد بن كعب مرفوعاً وفيه محمَّد بن الفضل متروك، ورواه أبو يعلى (2) وفيه بقية مدلس وحبيب مجهول وأورده الذهبي من عدة طرق ثم قال: هذه الأحاديث لا تثبت لضعف رواتها.
7268 -
"لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قِدِّه في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولأضاءت ما بينهما ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها. (حم ق ت) عن أنس (صح) ".
(لغدوة في سبيل الله) بفتح المعجمة المرة من الغدو وهو الخروج في الغداة وهي من أول النهار إلى انتصافه (أو روحة) بزنتها من الرواح الخروج في أي ساعة من الزوال إلى الغروب، قيل: وذكرهما للغلبة وإلا فإنه، يشمل الحديث. من خرج وسط النهار، والمراد الخروج للقتال في بر أو بحر من بلد الغازي أو غيرها (خير من الدنيا وما فيها) أي ثوابها خير من ثواب إنفاق الدنيا وما فيها وكل ما عليها من متاعها، وقيل: التنعم بثواب ذلك خير من التنعم بجميع نعيم الدنيا، قال ابن دقيق العيد (3): ليس هذا من تمثيل الباقي بل من تنزيل المغيب منزلة المحسوس تحقيقا في النفس لكون الدنيا محسوس في النفس مستعظمة في الطباع وإلا فجميع ما في الدنيا لا يعدل درهماً في الجنة (ولقاب قوس
(1) قد وهم المؤلف في قوله "خط" وقوله: كتاب للخطيب، ويبدو الصحيح ما جاء في المطبوع "قط" وهو الدارقطني في كتابه العلل، ويؤيد ما قتله قول المؤلف في نفس السطر "تمام الحديث كما في العلل للدارقطني".
(2)
أخرجه أبو يعلى كما في مجمع الزوائد (7/ 206).
(3)
انظر: إحكام الأحكام (1/ 301)، وفتح الباري (6/ 14).
أحدكم) عطف على عدده والقاب والقيب بمعنى القدر (أو موضع قده) كأنه شك من الراوي أو أنه منه صلى الله عليه وسلم وأو بمعنى الواو والقد بكسر القاف ثم مهملة السوط وهو في الأصل سبر بقد من جلد غير مدبوغ أي قدر سوط أحدكم أو قدر الموضع الذي يسعه (في الجنة خير من الدنيا وما فيها) فالأول خير فعل العبد من الخروج في غداة أو رواح وهذا خير آلة حربه وأنه مأجور في كل جزء من أجزاء جهاده. (ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة) إلى الأرض كأنه ضمن اطلع معنى نظر أي اطلعت ناظرة إلى الأرض ويحتمل أنه يتعدى اطلع بإلى اطلع إلى إله موسى ولعلي أطلع عليه. (لملأت ما بينهما) أي بين السماء والأرض وإن لم يتقدم ذكر للسماء إلا أنه يعرف بذكر مقابلتها أعني الأرض أو ما بين الجنة والأرض (ريحاً) عرفاً طيباً. (ولأضاءت) أنوار جمالها ما بينهما (ولنصيفها) بفتح النون وكسر المهملة فمثناة تحتية ففاء الخمار على رأسها (خير من الدنيا وما فيها) أخبر عن طيب ريحها ثم عن أنوار جمالها ثم عن ظاهر ملبوسها فكيف بجمالها وباطن ملبوسها اللهم إنا نسألك الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل) حم ق ت (1) عن أنس).
7269 -
"لغزوة في سبيل الله أحب إلى من أربعين حجة عبد الجبار الخولاني في تاريخ دارياً عن مكحول مرسلاً".
(لغزوة في سبيل الله [4/ 20] أحب إلي) وما كان أحب إليه فهو أحب إلى الله تعالى. (من أربعين حجة) قاله صلى الله عليه وسلم لما كثر المشاؤون في الحج في غزوة تبوك وتقدم أنه فرض كفاية وأن المراد بالحج النفل لا الفرض فهو أفضل من الجهاد ما لم يتضيق الجهاد. عبد الجبار الخولاني في تاريخ مدينة دارياً (2) بفتح المهملة
(1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 153)، والبخاري (2796)، ومسلم (1880)، والترمذي (1651).
(2)
أخرجه عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا (94)، وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (2348)، وأبو داود في مراسيله (304)، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 188) ، وضعفه =
فالراء وتشديد التحتية بعدها ألف قرية بالغوطة (1) ينسب إليها جماعة من العلماء والفضلاء ومنهم أبو سليمان الداراني العارف المشهور (2) عن مكحول مرسلاً هو أبو عبد الله الشامي الفقيه الثقة الزاهد العابد.
7270 -
"لقد أكل الدجال الطعام ومشي في الأسواق. (حم) عن عمران بن حصين (ح) ".
(لقد) اللام للتأكيد مفتوحة. (أكل الدجال) الموعود بخروجه آخر الزمان (الطعام ومشي في الأسواق) إخبار بأنه حي وأنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق كغيره من الأوادم وقد، قيل: إنه ابن صياد (حم (3) عن عمران بن حصين)، رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه علي بن زيد حديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح.
7271 -
"لقد أمرت أن أتجوز في القول فإن الجواز في القول هو خير. (د هب) عن عمرو بن العاص (ح) ".
(لقد أمرت أن أتجوز) بالجيم والزاي (في القول) أختصر فيه وأخفف المؤنة على سامعيه (فإن الجواز في القول هو خير) من الإطالة ولذلك أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، (د هب (4) عن عمرو بن العاص) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح:
= الألباني في ضعيف الجامع (4697)، والضعيفة (1481).
(1)
انظر: معجم البلدان (2/ 431).
(2)
انظر: سير أعلام النبلاء (10/ 182).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (4/ 444)، والطبراني في المعجم الكبير (18/ 155)(339)، والبزار في مسنده (3574)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 2) وقال: رواه أحمد والطبراني وفي إسناد أحمد علي بن زيد وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح، وفي إسناد الطبراني محمَّد بن منصور النحوي الأهوازي ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4699).
(4)
أخرجه أبو داود في سننه (5008)، والبيهقي في الشعب (4975)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4700).
وليس بحسن فإن فيه سليمان بن عبد الحميد البهراني (1) قال في الكاشف: ضعيف وفي ذيل الضعفاء كذبه النسائي وإسماعيل بن عياش (2) وليس بقوي وابنه محمَّد قال أبو داود: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه. وقد حدث به عنه، وضمضم ابن زرعة (3) ضعفه أبو حاتم وأبو ظبية (4) مجهول.
7272 -
"لقد أنزل عليَّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة، {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
…
} الآيات. (حم ك) عن عمر (صح) ".
(لقد أنزل عليَّ عشر آيات من أقامهن) في قراءته وعمل بهن (دخل الجنة) {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
…
} الآيات) إلى قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ} وذلك لاشتمالها على صفات المؤمنين الخلص ذوي التقوى والورع وهم أهل الجنة (حم ك (5) عن عمر) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه عبد الرزاق عن يونس بن زيد (6) قال: أظنه لا شيء.
(1) سليمان بن عبد الحميد البهراني قال الذهبي: ضعيف، ومرة: كذبه النسائي، وقال أبو حاتم: صدوقه وقال ابن حجر: صدوق رمي بالنصب وأفحش النسائي القول فيه انظر: الكاشف (1/ 461)، المغني في الضعفاء (1/ 281) رقم (2602)، الجرح والتعديل (4/ 130)، التقريب (1/ 252).
(2)
إسماعيل بن عياش: صدوق في حديث أهل الشام، مضطرب جداً في حديث أهل الحجاز، وقال ابن حبان: لا يحتج به، وضعفه النسائي ووثقه ابن معين، وقال ابن حجر: صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم (المغني في الضعفاء (1/ 85)، التقريب (1/ 109).
(3)
ضمضم بن زرعة: وثقه ابن معين، وضعفه أبو حاتم، وقال الذهبي: مختلف فيه، وقال ابن حجر: صدوق يهم المغني (1/ 313)، الكاشف (1/ 510)، التقريب (1/ 280).
(4)
أبو ظبية: قال ابن معين: ثقة، وقال أبو زرعة: لا أعلم أحدا يسميه، وقال ابن حجر: مقبول من الثانية الجرح والتعديل (9/ 399)، التقريب (1/ 652).
(5)
أخرجه أحمد في مسنده (1/ 34)، والحاكم في المستدرك (1/ 535)، والترمذي (3173)، والنسائي (1/ 450)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4701).
(6)
الصواب: أنه يونس بن سليم وليس يونس بن يزيد فابن يزيد ثقة كما في التقريب (1/ 614)، وأما ابن سليم، فضعيف، قال أحمد بن حنبل سألت عنه عبد الرزاق فقال أظنه لا شيء، وقال العقيلي: لا =
7273 -
"لقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد، وأخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه أبط بلال. (حم ت هـ حب) عن أنس (صح) ".
(لقد أوذيت في الله) أي لأجل إظهار دينه وإعلاء كلمته (وما يؤذي أحد) من الناس لأنه لم يكن قد أسلم أحد حتى يؤذي وقد وصفت كتب السيرة ما ناله النبي صلى الله عليه وسلم من إيذاء قومه بما لا يؤذاه أحد (وأخفت) هددت وتوعدت بالتعذيب والقتل في الله (وما يخاف أحد) أي في الله تعالى قال ابن القيم (1): قوله في كثير من الأحاديث في الله يحتمل معنيين:
أحدهما: أن ذلك في مرضات الله وطاعته وهذا فيما يصيبه باختياره.
والثاني: أنه بسببه ومن جهته حصل ذلك وهذا فيما يصيبه بغير اختياره وغالب ما مر ويجيء من قوله في الله من هذا القبيل وليس في هنا لا لمجرد للظرفية ولا لمجرد السببية وإن كانت السببية أصلها ألا ترى إلى خبر، دخلت النار في هرة أي بسبب هرة، كيف تجد فيه معنى زائداً على السببية فقولك: فعلت كذا في مرضاتك فيه معنى زيد على قولك: فعلته لرضاك، وإذا قلت: أوذيت في الله لا يقوم مقامه أوذيت لله ولا بسببه (ولقد أتت علي ثلاثون ما بين يوم وليلة) تأكيد للشمول أي ثلاثون يوماً وليلة متوالية (وما لي ولبلال) بن رباح مولى أبي بكر تقدم إسلامه وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وأذن له أيام حياته (طعام يأكله ذو كبد) أي حيوان (إلا شيء يواريه إبط بلال) يدخله تحته ويستره بإبطه والله أعلم ما الحكمة في ذكر بلال دون خديجة وأولاده؟ فإنه
= يتابع علي حديثه ولا يعرف إلا به، وقال ابن حجر: مجهول، وقال الذهبي واه. وانظر: الجرح والتعديل (9/ 240) والضعفاء للعقيلي (4/ 460) والتقريب (1/ 613)، والكاشف (2/ 403). وعبد الرزاق يروي عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد.
(1)
عدة الصابرين (ص 37 - 38).
ما صحبه بلال إلا بعد خديجة وقد كانت خديجة ذات يسار ويحتمل أن هذا أيام حصرهم في الشعب والحديث إخبار بما ناله في ذات الله وإعلاء كلمته وإظهار دينه (حم ت هـ حب (1) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح.
7274 -
"لقد بارك الله لرجل في حاجة أكثر الدعاء فيها أعطيها أو منعها. (هب خط) عن جابر".
(لقد بارك الله لرجل في حاجة) التنكير على بابه أي رجل [4/ 21] وأي حاجة (أكثر الدعاء فيها) أي في طلبها (أعطيها) فيبارك في إعطائها (أو منعها) فيبارك في عوضها وما يدخر له في جزاء دعائه، وفيه الترغيب في كثرة طلب الحاجات إلى الله تعالى (هب خط (2) عن جابر) سكت المصنف عليه قال الشارح: وفيه داود العطار (3) قال الأزدي: يتكلمون فيه.
7275 -
"لقد رأيتني يوم أحد وما في الأرض قربي مخلوق غير مخلوق غير جبريل عن يميني وطلحة عن يساري. (ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(لقد رأيتني) جمع بين الفاعل والمفعول بشيء واحد من خواص باب علمت (يوم أحد وما في الأرض قربي مخلوق) لأنه انهزم المسلمون (غير جبريل عن يميني وطلحة عن يساري) فإن طلحة ثبت ذلك اليوم وفداه
(1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 121)، والترمذي (2472) وقال: حسن غريب، وابن ماجة (151)، وابن حبان في صحيحه (6560)، والبيهقي في الشعب (1632)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5125).
(2)
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1135)، والخطيب في تاريخه (3/ 299)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4702)، والضعيفة (4314).
(3)
داود بن عبد الرحمن العطار: قال الذهبي: ثقة، وقال الحاكم قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال الأزدي: يتكلمون فيه، وقال ابن حجر: ثقة لم يثبت أن ابن معين تكلم فيه، وانظر: المغني في الضعفاء (1/ 219)، التقريب (1/ 199).
المصطفى صلى الله عليه وسلم (فيه بأبيه وأمه فقال ارم عنا فداك أبي وأمي (ك (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
7276 -
"لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس. (م) عن أبي هريرة (صح) ".
(لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة) في نعيمها وخيراتها (في شجرة) بسبب شجرة (قطعها من ظهر الطريق) ليزيل أذاها عن المسلمين فإنها (كانت تؤذي الناس) فكافأه الله بإزالتها دخول الجنة فلا يحقر العبد من الطاعات شيئاً سيما ما كان فيه نفع عامة الناس (م (2) عن أبي هريرة) لم ينفرد به مسلم بل قد أخرجه البخاري في الظلم عن أبي هريرة كما قاله الشارح.
7277 -
"لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة. (ن) ابن سعد عن الحسن مرسلاً".
(لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة) في يوم أحد بعد استشهاده في سبيل الله إعظاماً لشأنه ولا تكليف على المسلمين في غسل الشهداء ولا ينافيه زملوهم بكلومهم فإنهم يحشرون وأوداجهم تشخب دماً لأن ذلك علة المنع عن غسل المسلمين لهم لا عن غسل الملائكة. (ابن سعد (3) عن الحسن مرسلاً).
7278 -
"لقد رأيت الآن منذ صليت بكم الجنة والنار متمثلين في قبلة هذا الجدار فلم أر كاليوم في الخير والشر. (خ) عن أنس (صح) ".
(لقد رأيت الآن) ظرف بمعنى الوقت الحاضر. (منذ صليت بكم) أي
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (378)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4704) والضعيفة (4359) وقال: ضعيف جداً.
(2)
أخرجه مسلم (1914)، وأخرجه البخاري (2472) بمعناه.
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 16)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5133)، وذكره في الضعيفة (1993).
لأجل تعليمكم وتحصيلكم الأجر واستشكل بأن صليت ماضيا والآن حاضر فينافيه وأجيب بما قاله ابن الحاجب: كل مخبر ومنشئ مقصده الحاضر لا اللحظة الحاضرة الغير منقسمة. (الجنة والنار ممثلتين) مصورتين. (في قبلة هذا الجدار) جدار مسجده تمثيلا لهما لا أنهما رؤية حقيقية بأن رفعت الحجب بينه وبينها لأنه يأباه قوله ممثلتين وهذه الرؤية، قال ابن القيم (1): كانت في صلاة الكسوف وقد قدمنا في التمثيل للجنة والنار كلاماً حسناً عن الغزالي. (فلم أر كاليوم) الكاف في محل نصب أي لم أر منظراً مثل منظري اليوم (في الخير) وهي الجنة. (والشر) وهي النار فإنهما خير ما ينظر وشره (خ (2) عن أنس) قال صلى الله عليه وسلم، ثم رقي المنبر فأشار بيديه قبل قبلة المسجد ثم قال فذكره.
7279 -
"لقد هممت أن لا أقبل الهدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي. (ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي) أي من رجل من أحد هذه الطوائف الأربع، ودوس بفتح المهملة وسكون الواو آخره مهملة بطن من الأزد وذلك أن هؤلاء البطون الأربعة عرفوا بمكارم الأخلاق وسخاء النفوس وعلو الهمة وقطع النظر عن الأعواض فإن المستكثر رذل الأخلاق سيء الطباع {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} ولما قال المصطفى هذا، قال فيه حسان:
إن الهدايا تجارات اللئام وما
…
يبغي الكرام لما يهدون من ثمن
وفيه أنه لا ينبغي قبول الهدية ممن يطلب بها الاستكثار، (ن (3) عن أبي
(1) زاد المعاد (1/ 283).
(2)
أخرجه البخاري (749).
(3)
أخرجه النسائي (4/ 136)، والترمذي (3945)، وأحمد (2/ 292)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 148) وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (2119).
هريرة) رمز المصنف لصحته وسببه كما قال أبو هريرة: أهدى أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم بكرة فعوضه منها ست بكرات فسخطه فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فذكره، قال الترمذي: روى من غير وجه عن أبي هريرة قال: عبد الحق: ليس إسناده بالقوي انتهى. لكن قال الحافظ العراقي: رجاله ثقات وعزاه الهيثمي لأحمد والبزار ثم قال: رجال أحمد رجال الصحيح.
7280 -
"لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يضيعون ذلك فلا يضر أولادهم (مالك حم م 4) عن جدامة بنت وهب"(صح).
(لقد هممت أن أنهى عن الغيلة) بكسر الغين المعجمة أي عن جماع مرضع وكذلك إذا حملت وهي مرضع وكان العرب يحترزون عنها ويزعمون أنها تضر الولد وهي من المشهورات الشائعة [4/ 22] بينهم. (حتى ذكرت الروم وفارس) هكذا كأنه على لغة ربيعة أو على طريقة المحدثين في كتب المنصوب من دون ألف ولا وجه لمنعه من الصرف إلا أن يقال إنه علم قبيلة ففيه العلمية والتأنيث وقد فاته شرط التحتم فيجوز فيه الوجهان. (يصنعون ذلك) يجامعون المرضعات. (فلا يضر أولادهم) قال ابن القيم (1): وهذا لا ينافيه خبر "لا تقتلوا أولادكم سرًّا"(2) فإن هذا كالمشورة عليهم والإرشاد لهم إلى ترك ما يضعف الولد ويقتله لأن المرأة المرضع إذا باشرها الرجل حرك منها دم الطمث وأهاجه للخروج فلا يبقي اللبن حينئذ على اعتداله وطيب ريحه وربما حملت الموطؤه فكان من أضر الأمور على الرضيع وإن جيد الدم حينئذ ينصرف إلى تغذية الجنين الذي في الرحم فينفد في غذائه فيفوت الجنين لما كان يناله
(1) تحفة المودود (ص 239).
(2)
أخرجه أبو داود (3881)، وابن ماجه (2012).
ويجتذبه ملالماً له لأنه متصل بأمه اتصال الفرس بالأرض وهو غير مفارق لها ليلاً ونهاراً ولذلك ينقص دم الحامل ويصير رديئاً فيضعفه فهذا وجه الإرشاد لهم إلى تركه ولم يحرمه عليهم ولا نهاهم عنه لأن هذا لا يقع دائماً لكل مولود (مالك حم م 4 (1) عن جدامة) بالجيم مضمومة والذال المعجمة، وقيل: مهملة بنت وهب ولم يخرج البخاري عنها شيئاً (2).
7281 -
"لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم. (حم م عن ابن مسعود (صح).
(لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس) صلاة فريضة الجمعة (ثم أحرق) بالتشديد (على رجال يتخلفون عن الجمعة) وفي رواية: "عن العشاء أو الفجر" ولا تعارض لإمكان التعدد (بيوتهم) قيل: كناية عن تحريقهم بالنار عقوبة لهم ويحتمل العقوبة بإحراق المساكن التي يتخلفوا فيها عقوبة بالمال بإتلافه كما حرّق مسجد الضرار، وفيه وجوب صلاة الجمعة على الأعيان إذ لو كانت كفاية لكان قد قام بها صلى الله عليه وسلم مع غيره، وفيه أن لغيره أن يؤم بحضرته وأنه يقدم الوعيد والتهديد على العقوبة، وفيه أنه لا يتم هذا إلا إذا ثبت أن الهم من أقسام السنة ولها أفعال وأقوال وتقريرات وتقدم بحثنا فيه في غير هذا (حم م (3) عن ابن مسعود).
7282 -
"لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا استجمعت غلياناً. (حم ك) عن المقداد بن الأسود (صح) ".
(لقلب ابن آدم أشد انقلاباً) وفي رواية: "تقلباً" أي عما يحب ويعتقده
(1) أخرجه مالك في الموطأ (2/ 607)، وأحمد في مسنده (6/ 361، 434)، ومسلم (1442)، وأبو داود (3882)، والترمذي (2077)، والنسائي (6/ 106).
(2)
انظر ترجمتها في: أسد الغابة (ص: 1324)، والإصابة (7/ 552).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (1/ 402)، ومسلم (652)، والترمذي (217)، وابن خزيمة في صحيحه (1853).
ويكرهه ونحو ذلك. (من القدر إذا استجمعت غلياناً) والمراد مما في باطن القدر فإنه الذي ينقلب ويتقلب وذلك أن القلب لا يزال به لمة من الملك ولمة من الشيطان كما سلف فهو بينهما ينقلب ويتقلب وتقدم دعاؤه صلى الله عليه وسلم بتثبيت القلب (حم ك (1) عن المقداد بن الأسود) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرط البخاري ورده الذهبي بأن فيه معاوية بن صالح (2) لم يرو له البخاري انتهى. قال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد أحدها رجالها ثقات.
7283 -
"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله. (حم م 4) عن أبي سعيد (م هـ) عن أبي هريرة (ن) عن عائشة (صح) " وهو متواتر ولم يخرجه البخاري.
(لقنوا) من التلقين وهو كالتفهيم وزناً ومعناً وتعدية. (موتاكم) أي من قرب من الموت سماهم ميتاً باعتبار ما يؤل إليه من باب من قتل قتيلاً فله سلبه (لا إله إلا الله) يحتمل أن يراد كلمة الشهادتين معاً اقتصر على الأولى لأنه يعلم أنهما قرينتان لا يفترقان ولا تقبل أحدهما بدون الأخرى، وقال الشارح: ظاهره أنه لا يلقن الشهادة الثانية، وذلك لأن القصد ذكر التوحيد وهو مسلم فلا حاجة إليها ومن ثمة يجب تلقينهما معاً الكافر هذا، والأمر للندب قيل: وإذا لقنه ولم يقلها فلا يكررها عليه، وأما التلقين بعد الموت فيدعه وإنما يسأل له التثبيت (حم م 4 عن أبي سعيد م هـ عن أبي هريرة ن (3) عن عائشة) قال المصنف: وهو متواتر
(1) أخرجه أحمد في مسنده (6/ 4)، والحاكم في المستدرك (2/ 289) وقال: على شرط البخاري ورده الذهبي بأن فيه معاوية بن صالح لم يرو له البخاري، والطبراني في الكبير (20/ 255)(603)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 102) وقال إسناده صحيح رواته ثقات وبقية هو ابن الوليد وقد صرح بالتحديث علي أنه لم يتفرد به، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5147) والصحيحة (1772).
(2)
التقريب (1/ 538).
(3)
أخرجه مسلم (916)، وأبو داود (3117) والترمذي (976)، والنسائي (4/ 5)، وابن ماجة (1445)، وأحمد في مسنده 3/ 3 عن أبي سعيد الخدري، وأخرجه مسلم (917)، وابن ماجة (1444) عن أبي هريرة، وأخرجه النسائي (1/ 601) عن عائشة.
ولم يخرجه البخاري.
7284 -
"لقيام رجل في الصف في سبيل الله ساعة أفضل من عبادة ستين سنة. (عن خط) عن عمران بن حصين".
(لقيام رجل في الصف في سبيل الله ساعة أفضل من عبادة ستين سنة) لعظم الجهاد في الإِسلام وعلو شأنه (عق خط (1) عن عمران بن حصين) سكت المصنف عليه وفيه إسماعيل بن عبيد الله المكي (2) قال في الميزان: لا يعرف وسبقه العقيلي فأورده في الضعفاء وقال: لا تحفظ أحاديثه وساق له هذا الحديث.
7285 -
"لقيد سوط أحدكم من الجنة خير مما بين السماء والأرض. (حم) عن أبي هريرة (صح) ".
(لقيد) بكسر القاف وسكون المثناة التحتية قدر، (سوط أحدكم من الجنة) أي قدر موضعه من الجنة، (خير مما بين السماء والأرض)[4/ 23] يعني أن اليسير من الجنة خير من الدنيا وما فيها أو خير مما فيها من الخير إلى عنان السماء فالمراد بذكر السوط التقليل لا السوط بعينه بل نصف السوط وربعه وعشره من الجنة الباقية خير من جميع الدنيا الفانية ذكره ابن عبد البر (حم (3) عن
(1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (10/ 295)، والطبراني في الأوسط (8708)، والبيهقي في الشعب (4953)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5151)، والصحيحة (1901).
(2)
إسماعيل بن عبيد الله المكي: قال الذهبي: لا يعرف، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات، وفي الضعفاء وقال لا تحفظ أحاديثه، وأورده العقيلي في الضعفاء وساق له حديثين. الميزان 1/ 397، اللسان 1/ 419، الضعفاء للعقيلي 1/ 86).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (2/ 315)، والدارمي في سننه (2820)، وابن حبان في صحيحه (6158)، وأبو يعلى في مسنده (6316)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 415)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5153).
أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
7286 -
"لكل أمة مجوس ومجوس أمتي الذين يقولون: لا قدر إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم. (حم) عن ابن عمر (ح) ".
(لكل أمة مجوس) يعاقبون عقاب المجوس (ومجوس أمتي الذين يقولون: لا قدر) أي أن الله لم يقدر الأشياء قبل كونها وهو المراد من كون الأمر أنف. (إن مرضوا فلا تعودوهم) فإنه لا يعاد إلا المسلم وهؤلاء حقيقون بالهجر والزجر. (وإن ماتوا فلا تشهدوهم) لا تحضروا جنائزهم (حم (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، لكنه رواه أحمد من طريق عمر بن عبد الله مولى عفرة وقال: ما أرى عمر بن عبد الله لقي عبد الله بن عمر، والحديث مرسل، وقال الذهبي: بعد ما أورده في الكبائر (2) وغيرها من عدة طرق: هذه الأحاديث لا تثبت لضعف رواتها، وقال ابن الجوزي في العلل: هذا الحديث لا يصح عن عمر مولى عفرة قال ابن حبان: يقلب الأخبار لا يحتج به انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، وتعقبه العلائي بأن له شواهد ينتهي مجموعها إلى درجة الحسن وهو وإن كان مرسلاً اعتضد فلا يحكم عليه بوضع ولا نكارة انتهى. قال الشارح: ومن ثمة رمز المصنف لحسنه؟
7287 -
"لكل باب من أبواب البر باب من أبواب الجنة وإن باب الصيام يدعى الريان". (طب) عن سهل بن سعد (ح) ".
(1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 86)، وابن عدي في الكامل (5/ 36) وقال: عمر مولى غفرة ليس هو بكثير الحديث وقد روي عنه الثقات وهو ممن يكتب حديثه، والعقيلي في الضعفاء (1/ 260) وقال وهذا المتن له طريق بغير هذا الإسناد عن جماعة متقاربة في الضعف، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 152) وقال لا يصح هذا الحديث، وقال البخاري الحكم منكر الحديث، وقال ابن حبان كثر وهم الحكم وفحش خطؤه فصار منكر الحديث لا يحتج به. وقال الهروي في المصنوع (1/ 107) موضوع، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5163).
(2)
الكبائر (ص 153).
(لكل باب من أبواب البر) كالصدقة وبر الوالدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (باب من أبواب الجنة) وفيه دلالة على أن أبواب الجنة لا تنحصر في ثمانية بل الثمانية هي أمهات أبوابها (وإن باب الصيام يدعى الريان) قد تقدم هذا وما فيه من كلام في "أن في الجنة باب يقال له الريان" الحديث (طب (1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لحسنه.
7288 -
"لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله. (حم م) عن جابر (صح) ".
(لكل داء) بفتح المهملة ممدود وقد يقصر (دواء) أي أنه تعالى قدر لكل داء دواء (فإذا أصيب) بالبناء للمجهول (دواء الداء) بالإضافة. (برئ) الأليم (بإذن الله تعالى) لأن الأشياء تداوى بأضدادها لكن قد تدق حقيقة المرض فلا يصادف الداء الدواء، قال القرطبي: هذه كلمة صادقة العموم لأنها خبر من الصادق عن الخالق: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} [الملك: 14] فالداء والدواء خلقه والشفاء والهلاك فعله، وربطت الأسباب بالمسببات حكمته وحكمه وكل ذلك بقدر لا يعدل عنه انتهى (2) وقيل: إنه من العام المخصوص ويكون المراد لكل داء يقبل الدواء (حم م (3) عن جابر) ولم يخرجه البخاري.
7289 -
"لكل داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار. عن علي".
(لكل داء دواء) من الأدواء الحسية والمعنوية ولذلك قال: (ودواء الذنوب الاستغفار) فالطب ينقسم إلى جسماني وروحاني، والأول هو محط أنظار الأطباء والحكماء وأما الثاني فتقصر عنه عقولهم ولا يصل إليه علومهم
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 192) رقم (5970). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4713).
(2)
انظر: فيض القدير (5/ 283).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (3/ 335)، ومسلم (4022).
وتجاربهم وأقيستهم وإنما تتلقى من الرسل فيجب تتبع ما ورد عنهم فهو الترياق المجرب مع صدق العزم وخلوص النية ((1) عن علي) لم يذكر المصنف مخرجه وذكر صحابيه وقد عزاه في الفردوس لعلي كرم الله وجهه أيضا وبيض ولده لسنده.
7290 -
"لكل سهو سجدتان بعد ما يسلم. (حم د هـ) عن ثوبان (ح) ".
(لكل سهو سجدتان) هو محمول على الكلية المقتضية للعموم في كل ساه فيفيد أن لكل من سهى في صلاته بأي سهو كان أن يسجد سجدتين ولا يختص سببهما بالمواضع التي ينتهي فيها النبي صلى الله عليه وسلم ولا بالأنواع التي بها سها ففيه حجة لمن قال يتعدد السجود بتعدد مقتضيه (بعد ما سلم) ظاهره عموم ذلك في كل سجود لأي سهو وفيه خلاف معروف (حم د هـ)(2) عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه، قال البيهقي في المعرفة: انفرد به إسماعيل بن عياش وليس بقوي، وقال الذهبي: قال الأثرم: هذا منسوخ وقال الزين العراقي: حديث مضطرب، وقال ابن عبد الهادي: كابن الجوزي بعد ما عزاه لأحمد إسماعيل بن عياش مقدوح فيه فلا حجة فيه، وقال ابن حجر: في سنده اختلاف انتهى، قال الشارح: فرمز المصنف لحسنه [4/ 24] غير حسن.
7291 -
"لكل سورة حظها من الركوع والسجود. (حم) عن رجل (ح) ".
(لكل سورة حظها من الركوع والسجود) قال الشارح: فلا يكره قراءة القرآن
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (5048)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4717).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (5/ 280)، وأبو داود (1038) وابن ماجة (1219)، والبيهقي في السنن (2/ 337)، وفي المعرفة (1221)، وقال ابن عبد الهادي في التنقيح (1/ 471): ضعيف وكذلك النووي في المجموع (4/ 155) وقال الحافظ في بلوغ المرام (1/ 69): إسناده ضعيف، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5166).
في الركوع والسجود.
قلت: قد ثبت النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود وأنه نهى تحريم فيحتمل أن المراد أنه إذا كانت السورة طويلة طول الركوع والسجود وإن كانت قصيرة فبقدرها لحديث أنها كانت صلاته كالسواء فإذا طال القيام أطال الركوع والسجود (حم (1) عن رجل) من الصحابة رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، قال الشارح: وحينئذ فرمز المصنف لحسنه فقط تقصير.
7292 -
"لكل شيء آفة تفسده وآفة هذا الدين ولاة السوء. الحارث عن ابن مسعود (صح) ".
(لكل شيء آفة تفسده) الإفساد ضد الإصلاح. (وآفة هذا الدين ولاة السوء) فإنهم الذين يفسدونه ويخرجونه عن أساليبه الشرعية وقوانينه الإِسلامية.
وهل أفسد الدين إلا الملوك
…
وحكام سوء ورهبانها
وهذا الحديث من أعلام النبوة فلقد ظهر من فساد الأديان بولاة السوء ما ملأ الأسماع وضاقت عنه البقاع اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعلون ونستغفرك ونتوب إليك من قبح ما يأتون (الحارث عن ابن مسعود)(2) رمز المصنف
(1) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 59، 65)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 468) وقال: سنده ضعيف، وابن أبي شيبة في مصنفه (3710)، والبيهقي في السنن (3/ 10)، والبيهقي في الشعب (2182) وقال هذا كله علي سبيل الاستحباب. وأورده الهيثمي في المجمع (2/ 114) وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5165).
(2)
أخرجه الحارث بن أسامة في مسنده كما في الزوائد للهيثمي 2/ 641، والديلمي في الفردوس (5003)، وأبو القاسم الجرجاني في تاريخ جرجان 1/ 303، وأورده العجلوني في كشف الخفا (2/ 191) وقال: هو من كلام بعض الأعلام، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4718)، والضعيفة (4320) وقال ضعيف جداً.
لصحته، وقال الشارح: فيه مبارك بن حسان (1) قال الأزدي: يرمي بالكذب.
7293 -
"لكل شيء أُس وأُس الإيمان الورع، ولكل شيء فرع وفرع الإيمان الصبر، ولكل شيء سنام وسنام هذه الأمة عمي العباس، ولكل شيء سبط وسبط هذه الأمة الحسن والحسين، ولكل شيء جناح وجناح هذه الأمة أبو بكر وعمر، ولكل شيء مجن ومجن هذه الأمة علي بن أبي طالب. (خط) وابن عساكر عن ابن عباس".
(لكل شيء أس) بضم الهمزة والمهملة أساس الشيء وما ينبني عليه. (وأس الإيمان الورع) فعليه يبنى الإيمان فإنه لا يقر الإيمان في قلب هلوع (ولكل شيء فرع) كفروع الشجرة. (وفروع الإيمان الصبر) فإنه من كمل إيمانه تشعب أغصان صبره (ولكل شيء سنام) شيء مرتفع هو أنفس شيء فيه (وسنام هذه الأمة عمي العباس) أي هو المرتفع عليهم بقرابته مني فإن عم الرجل صنو أبيه. (ولكل شيء سبط) السبط القبيلة والأمة والمراد هنا أمة عظيمة. (وسبط هذه الأمة الحسن والحسين) أي هما خير قبيلة هذه الأمة وأكثرها نسلاً. (ولكل شيء جناح) مأخوذ من جناح الطائر وذلك لأنه ينتفع به فينال به مراده ويدفع به مكروهه. (وجناح هذه الأمة أبو بكر وعمر) فإن بهما انتفعت الأمة وبسعيهما اندفع المحذورات وحلت الخيرات. (ولكل شيء مجن) ترس يحتمي به المقاتل عن أن يصاب (ومجن هذه الأمة علي بن أبي طالب) فبسيفه تحتمي الأمة عن عدوها كما يحتمي بالمجن فإنه كان قاهر الأبطال وقاتل صناديد الرجال وهذه كلها فضائل للمذكورين (خط (2) ابن
(1) مبارك بن حسان: قال الأزدي رمي بالكذب، وقال ابن معين: ثقة، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن حجر: لين الحديث انظر: المغني في الضعفاء: (2/ 539)، الكاشف (2/ 237)، التقريب (1/ 518).
(2)
أخرجه ابن عساكر (26/ 345) من طريق الخطيب وقال: قال الخطيب: الحكم بن ظهير ذاهب =
عساكر عن ابن عباس) ورواه بلفظه عنه الديلمي أيضاً وفيه من لا يُعرف.
7294 -
"لكل شيء حصاد وحصاد أمتي ما بين الستين إلى السبعين. ابن عساكر عن أنس".
(لكل شيء حصاد) بفتح حائه وكسرها قطع الزرع وهو هنا استعارة للفناء والهلاك. (وحصاد أمتي ما بين الستين إلى السبعين) فإنها دمامة الرقاب كما صرح به حديث آخر ومنه ومما سلف يؤخذ أنه لا معنى لتحديد الفقهاء بالعمر الطبيعي والحديث سيق حكما على الأغلب فإن غالب الأمة من لا يجاوزها إن بلغها والمراد منه الحث للبالغ إليها على الاستعداد للمعاد (ابن عساكر عن أنس)(1).
7295 -
"لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن. (عب والضياء عن أنس".
(لكل شيء حلية) يتزين بها فإن كان قبيحاً حسنته وإن كان حسناً زادته حسناً (وحلية القرآن الصوت الحسن) فإنه يزيده حسن موقع في الأسماع والقلوب فينبغي للقارئ تحسين صوته ما أمكنه قال ابن تيمية (2): الخبر يفيد أن تحسين الصوت بغير القرآن مذموم لجعله ذلك حلية له مخصوصة فلا حجة فيه لمن استشهد به من الصوفية على مشروعية استماع الصوت الحسن بل هو شاهد عليهم. (عب (3) والضياء عن أنس) وفيه عبد الله بن محرز الجزري (4) قال في
= الحديث. وقال الألباني: موضوع انظر ضعيف الجامع (4719)، والضعيفة (1913).
(1)
أخرجه ابن عساكر (45/ 285) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4721)، والضعيفة (4321).
(2)
الاستقامة (1/ 290).
(3)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4173)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (2496)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (7/ 268)، وابن عدي في الكامل (4/ 133) وقال: هذه الأحاديث عن ابن محرز عن قتادة عن أنس التي أمليتها عامتها لا يتابع عليه، وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 171) وقال رواه البزار وفيه عبد الله بن محرز وهو متروك، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4722)، والضعيفة (4322).
(4)
عبد الله بن محرز الجزري: قال أحمد ترك الناس حديثه، وقال الجوزجاني: هالك، وقال الدارقطني وجماعة: متروك، وقال ابن حبان: كان من خيار عباد الله إلا أنه كان يكذب ولا يعلم ويقلب الأخبار ولا يفهم، وقال ابن معين: ليس بثقة، وانظر: ميزان الاعتدال 4/ 194)، والكامل في الضعفاء (4/ 133).
الميزان: تركوا حديثه وعن الجوزجاني هالك وعن ابن حبان من خيار العباد ولكنه يكذب، ولا يعلم ويقلب الأخبار ولا يفهم ورواه أيضاً البزار، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن محرز هذا وهو متروك، ورواه الطبراني عن أبي هريرة (1) وفيه عنده إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف [4/ 25].
7296 -
"لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم. (هـ) عن أبي هريرة (طب) عن سهل بن سعد".
(لكل شيء زكاة) يجب إخراجها. (وزكاة الجسد الصوم) الذي أوجبه الله لأن الزكاة تنقص المال من حيث العدد وتزيده من حيث البركة فكذا الصوم ينقص البدن لتقليل الطعام والشراب ويزيده بما يضفيه من القلب ويخرجه من حيث المأكل والمشرب وفوائد الصوم عديدة (هـ (2) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه وقال العراقي سنده ضعيف. انتهى قال الشارح: وذلك لأن فيه موسى بن
(1) كذا في الأصل والصواب عن ابن عباس كما عند الطبراني في الأوسط (7531). وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 171) وقال: رواه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف وقال الذهبي: ضعفه ابن عدي وجماعة انظر: المغني في الضعفاء 1/ 85).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1745) والقضاعي في مسند الشهاب (229)، والبيهقي في شعب الإيمان (3577)، وابن عدي في الكامل (6/ 336) وقال: هذه الأحاديث لموسى بن عبيدة مما ينفرد بأسانيدها مختلفة عامتها مما ينفرد بها من يرويها عنه، والضعف على رواياته بيّن، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4723)، والضعيفة (1329).
عبيدة ضعفوه (طب (1) عن سهل بن سعد) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه حماد بن الوليد ضعفوه انتهى، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بحماد (بن) الوليد كان يسرق الحديث ويحدث عن الثقات ما ليس من حديثهم، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
7297 -
"لكل شيء زكاة وزكاة الدار بيت الضيافة. الرافعي عن ثابت".
(لكل شيء زكاة وزكاة الدار بيت الضيافة) أي منزله الذي يعد للضيف فمن أعد لضيفه منزلاً في بيته فقد أدى شكر نعمته (الرافعي (2) عن ثابت).
728 -
"لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي. (ت) عن أبي هريرة".
(لكل شيء سنام) أي علو وسنام كل شيء أعلاه (وإن سنام القرآن سورة البقرة) لعلو معانيها وكثرة علومها (وفيها آية هي سيدة آي القرآن) فسرها بعد الإبهام لتعظيم موقعها (آية الكرسي) أي هي وقد مر الكلام على هذا غير مرة (ت (3) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه وقد ضعفه الترمذي كما قاله الشارح.
7299 -
"لكل شيء صفوة وصفوة الصلاة التكبير الأولى. (ع هب) عن أبي
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 193)(5973)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 153)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 539) وقال: لا يصح، وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 182).
(2)
أخرجه الرافعي في التدوين (4/ 24)، والجرجاني في تاريخ جرجان (1/ 404)، وابن عساكر (47/ 344)، وأورده أبو الوفا الحلبي في الكشف الحثيث (1/ 50)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 499 وقال: فيه عبد الله بن عبد القدوس وعبد الحميد مجهولان. قلت والحديث عن أنس وذكره المصنف هنا عن ثابت مرسلا، والصواب عن ثابت عن أنس، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4724) وقال: موضوع.
(3)
أخرجه الترمذي (2878) وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم شعبة في حكيم وضعفه، والحاكم في المستدرك (2/ 285)، والبيهقي في الشعب (2375)، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 241)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4725).
هريرة (حل) عن عبد الله بن أبي أوفي (ح).
(لكل شيء صفوة) بالصاد المهملة والفاء قال في النهاية: الصفوة بالكسر خيار الشيء وخلاصته وإذا حذفت الهاء فتحت الصاد، وفي القاموس: صفوة الشيء مثليه ما صفا منه، ولا يخفى ما بين كلام القاموس (1) والنهاية (2) من التفاوت. (وصفوة الصلاة التكبيرة الأولى) هي خيارها لأنها تحريم الصلاة وفيه دليل على معنى التكبير وفيه أنها أفضل من القراءة فيها (ع هب (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقد قال الهيثمي: فيه الحسن بن السكن ضعفه أحمد ولم يرتضه الفلاس (حل (4) عن عبد الله بن أبي أوفى) سكت المصنف على هذا الطريق وفيه الحسن بن عمارة (5) وقد ذكره العقيلي في الضعفاء فالمصنف أجل بالحسين كالسكوت إلا إنه قد يقال أنه اكتفى بالرمز بالحسن على الطريق الأولى ويدل على ذلك أنه ليس من قاعدته أن يرمز رمزين وإن تعددت الطرق.
7300 -
"لكل شيء طريق وطريق الجنة العلم. (فر) عن ابن عمر (ض) ".
(لكل شيء طريق) يسلك منها إليه. (وطريق الجنة العلم) فإنه الدليل على تحصيل المنافع الأخروية ودفع مضارها لمن عمل به والمراد علم الكتاب والسنة فإنهما دليل الخير لمن استدل به ومن علمه ولم يعمل به كان كمن وقف
(1) القاموس المحيط (ص 1667).
(2)
النهاية (3/ 40).
(3)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (6143)، والبيهقي في الشعب (2908)، وابن عدي في الكامل (2/ 327) وقال: والذي قال أحمد بن حنبل أنه روي عن الأعمش وهو منكر الحديث عنه أراد به هذا الحديث الذي، والعقيلي في الضعفاء (1/ 244). وأورده الهيثمي في المجمع (2/ 103) وقال: رواه البزار وفيه الحسن بن السكن ضعفه أحمد وذكره ابن حبان في الثقات.
(4)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 67) وقال: غريب من حديث حبيب والحسن لم نكتبه إلا من هذا الوجه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4727) والضعيفة (4323).
(5)
الحسن بن عمارة بن مضرب: ضعفه ابن عيينة، وقال شعبة: كذاب يحدث بأحاديث قد وضعها، وقال ابن معين: كذاب. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 207).
في الطريق ولم يمش إلى المطلوب (فر (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه والديلمي بيض له ولم يسنده.
7301 -
"لكل شيء عروس وعروس القرآن الرحمن (هب) عن علي (ض) ".
(لكل شيء عروس) العروس يقال على الرجل وعلى المرأة عند ابتداء دخوله بها يقال أعرس الرجل فهو معرس ولعله هنا أريد به الزينة من إطلاق الملزوم وإرادة اللازم أي زينة القرآن. (وعروس القرآن سورة الرحمن) ويحتمل أن المراد أن قارءها يزف بها إلى الجنان كما يزف العروس فيكون عروسا بجوزها وفيه فضيلة سورة الرحمن على غيرها (هب (2) عن علي) رمز المصنف لضعفه لأن فيه أحمد بن الحسن (3) عده الذهبي في الضعفاء والمتروكين، قال الدارقطني: ليس بثقة.
7302 -
"لكل شيء معدن ومعدن التقوى قلوب العارفين. (طب) عن ابن عمر (ض) (هب) عن عمر".
(لكل شيء معدن) كمجلس منبت الجواهر من ذهب ونحوه. (ومعدن التقوى) منبته. (قلوب العارفين) الذين عرفوا الله حق معرفته وأطاعوه حق طاعته فأشرقت أنوار المعارف على قلوبهم فأنبتت التقوى (طب (4) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عمر بن محمَّد بن زائد (5) أورده الذهبي في
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (5025)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4728).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (2494)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4729) والضعيفة (1350) وقال: منكر.
(3)
أحمد بن الحسن الكوفي قال الدارقطني: متروك وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه انظر: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 69).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 303)(13185)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 268) وقال: فيه محمَّد بن رجاء ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4730) وقال في الضعيفة (1391): موضوع.
(5)
عمر بن محمَّد بن زيد: قال الذهبي: ثقة ولينه ابن معين المغني في الضعفاء (2/ 473).
الضعفاء، وقال: ثقة لينه ابن معين وله غرائب، (هب (1) عن عمر) سكت المصنف عليه وقد تعقبه البيهقي بقوله: هذا منكر ولعل البلاء وقع من الرجل الذي لم يسم انتهى. وذلك أنه ساقه إلى سلمة بن الفضل (2) عن رجل ذكره عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر مع أن سلمة قال: فيه أبو حاتم منكر الحديث لا أعرفه وفيه أيضاً وثيمة بن موسى (3) في الميزان عن أبي حاتم [4/ 26] حدث فيه بأحاديث موضوعه فمنها هذا الخبر ثم أورده بنصه وحكم ابن الجوزي بوضعه وفيه ما أسلفناه من إجلال المصنف والاعتذار عنه.
7303 -
"لكل شيء مفتاح ومفتاح السماوات قول لا إله إلا الله. (طب) عن معقل ابن يسار (ض) ".
(لكل شيء مفتاح) ينفتح به مغلقه. (ومفتاح السماوات قول لا إله إلا الله) فإنها يفتح لها أبواب السماء إذا صعدت ولكل مفتاح أسنان وأسنان كلمة التوحيد الأركان الخمسة (طب (4) عن معقل بن يسار) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه أغلب بن تميم وهو ضعيف.
7304 -
"لكل شيء مفتاح ومفتاح الجنة حب المساكين والفقراء. ابن لال عن ابن عمر (ض) ".
(لكل شيء مفتاح) أي سبب يتوصل به إليه كتوصل الطالب لفتح مغلق بالمفتاح. (ومفتاح الجنة حب الفقراء والمساكين) فبحبهم يدخل المحب لهم
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (4651) وقال أحمد: هذا منكر ولعل البلاء وقع من الرجل الذي لم يسم والله أعلم.
(2)
الميزان (3/ 273).
(3)
الميزان (7/ 120).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 215) رقم (497)، والديلمي في الفردوس (4990)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 82) وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4732)، والضعيفة (2605).
الجنة فإنهم أهل الجنة يدخلونها قبل الأغنياء بخمسمائة عام والمرء يحشر مع من أحب، وتمام الحديث عند مخرجه: والفقراء الصبر هم جلساء الله عز وجل يوم القيامة وما كان للمصنف حذفه، والحديث حث على حب الفقراء والمساكين (ابن لال (1) عن ابن عمر)، رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه عمرو بن راشد، عن مالك قال الذهبي: قال أبو حاتم: وجدت حديثه كذباً، قال الحافظ العراقي: أورده الدارقطني في غرائب مالك وابن عدي في الكامل وابن حبان في الضعفاء من حديث ابن عمر بلفظه انتهى، وأورده ابن الجوزي من عدة طرق وحكم عليه بالوضع.
7305 -
"لكل عبد صيت فإن كان صالحا وضع في الأرض وإن كان سيئاً وضع في الأرض. الحكيم عن أبي هريرة (ض) ".
(لكل عبد صيت) بالمهملة فمثناه تحتية فمثناه فوقية: شهرة، وذكر بخير أو شر والمراد في السماء لقوله:(فإن كان العبد صالحاً) أو الصيت حسناً وضع في الأرض على لسان الملائكة فيرفع ذكره في الأرض. (وإن كان سيئاً وضع في الأرض) فالصيت الحسن في الأرض للرجل دليل حسن حاله وأنه صالح في علم الله ونفس الأمر والعكس وهل يغني عن التعديل والجرح، يحتمل أو يقال: إن هذا الأمر اعتبره الشارع ولا عبرة بالشهرة، نعم الشهرة مظنة الأمرين (الحكيم (2) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لضعفه.
(1) أخرجه ابن لال كما في الكنز (16587) والديلمي في الفردوس (4993)، وابن عدي في الكامل (6/ 377) وقال: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر جداً، وابن حبان في المجروحين (1/ 147) وقال: موضوع، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4731) وقال موضوع.
(2)
أخرجه الحكيم الترمذي (2/ 226)، والطبراني في الأوسط (5248)، والبيهقي في الزهد الكبير (820) وابن عدي في الكامل (2/ 163) وقال: إسناده لا بأس به وأورده الهيثمي في المجمع 10/ 271 وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4734).
7306 -
"لكل عبد صائم دعوة مستجابة عند إفطاره أعطيها في الدنيا أو ذخر له في الآخرة. الحكيم عن ابن عمر (ح) ".
(لكل عبد صائم دعوة مستجابة عند إفطاره) تقدم غير مرة، ثم ظاهره أنه عند إفطاره كل ليلة، وقيل: يحتمل أن المراد آخر شهر رمضان.
قلت: خلاف الظاهر وتخصيص بلا مخصص فإنه ظاهر في كل صوم (أعطيها في الدنيا) إن قضت حكمة الله بذلك. (أو ذخر له) مطلوبه في الآخرة مما هو الأحسن في علم الله جعله له من التعجيل أو التأجيل. (الحكيم (1) عن ابن عمر)، رمز المصنف لحسنه إلا أن مخرجه الحكيم قال: إنه إنما رفعه نصر بن دغل وغيره وقفوه على ابن عمر، رمز المصنف أوهم أنه مرفوع باتفاق.
7307 -
"لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة. (حم ق) عن أنس. (حم م) عن ابن مسعود (م) عن ابن عمر (صح) ".
(لكل غادر) وهو الذي يقول قولاً ولا يفي. (لواء يعرف به يوم القيامة) يشهر به بين الخلائق، وأنه بقدر غدرته ولما كان الغدر من أقبح شيء عند العقول شهر الله فاعله بين الخلائق (حم ق (2) عن أنس، حم م عن ابن مسعود، (م) عن ابن عمر.
7308 -
"لكل غادر لواء عند إسته يوم القيامة. (م) عن أبي سعيد (صح) ".
(لكل غادر لواء عند إسته يوم القيامة) عند دبره حقيقة، قال ابن العربي: يريد الشهرة به وهي عظيمة في النفوس كبيرة على القلوب يخلق الله عند وجودها من الألم في النفوس ما يشاء على قدرها وأن يكون عند إسته ليكون السوءتان
(1) أخرجه الحكيم الترمذي في النوادر (2/ 298)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4733).
(2)
أخرجه البخاري (3187)، ومسلم (1737)، وأحمد في مسنده (3/ 150) من حديث أنس، وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 411)، ومسلم (1736) من حديث عبد الله بن مسعود، وأخرجه مسلم (1735) من حديث عبد الله بن عمر.
مكشوفتين الظاهرة في الأخلاق والباطنة في الخلق، (م (1) عن أبي سعيد)، وتمام الحديث عند مسلم:"ألا ولا كادر أعظم غدراً عند الله من أمير" تمامه هذا لفظ مسلم وما كان يحسن حذفه.
7309 -
"لكل قرن من أمتي سابقون. (حل) عن ابن عمر".
(لكل قرن من أمتي سابقون) تقدم تفسير القرن والسابقون هم المقربون الموصوفون في سورة الواقعة والظاهر أنهم اتباع الكتاب والسنة لا فرقة معينة (حل (2) عن ابن عمر) سكت المصنف عليه، قال الشارح: فيه محمَّد بن عجلان (3) ذكره البخاري في الضعفاء.
7310 -
"لكل قرن سابق. (حل) عن أنس".
(لكل قرن سابق) يحتمل أنه أريد به الفرد الكامل من جنس السياق في أمته وهو محدود كل قرن بالعلم النافع ويحتمل أنه أريد الجنس (حل (4) عن أنس).
7311 -
"لكل نبي تركة وإن تركتي وضيعتي الأنصار فاحفظوني فيهم. (طس) عن أنس (ح) ".
(لكل نبي تركة) بفتح المثناه الفوقية وكسر الراء بزنة كلمة وهي ما يخلفه الميت. (وإن تركتي وضيعتي) عيالي كما في [4/ 27] القاموس (5)(الأنصار) الأنصار فهم كالتركة يجب حفظهم والعناية بهم. (فاحفظوني فيهم) أي احفظوا
(1) أخرجه مسلم (1738).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 8)، وأورده الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/ 567) وقال: حديث غريب جداً وإسناده صالح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5172)، والسلسلة الصحيحة (2001).
(3)
انظر: تقريب التهذيب (6136)، وقال الحافظ: صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.
(4)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 278). وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5171)، والسلسلة الصحيحة (2001).
(5)
القاموس (ص: 960).
وصيتي فيهم أو كأنه منهم يتحفظونه بحفظهم وهو فضيلة للأنصار (طس (1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: إسناده جيد.
7312 -
"لكل نبي حرم وحرمي المدينة. (حم) عن ابن عباس (ح) ".
(لكل نبي حرم) محل لحرمة ويحتمل أنه ثابت لكل نبي حقيقة وأنه نسخ ما حرمه سائر الأنبياء من مواضعهم ويحتمل أن المراد أن له أن يحرم أي شيء بإذن الله من موضع أو غيره وأنه حرم صلى الله عليه وسلم ما ذكره بقوله. (وحرمي المدينة) وتمامه: اللهم إني حرمتها بحرمتك أن لا يأوي فيها محدث ولا يختلي خلاها ولا يعضد شوكها ولا تؤخذ لقطتها إلا المنشد وكذا لفظه عند أحمد (حم (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: إسناده حسن.
7313 -
"لكل نبي خليل في أمته وإن خليلي عثمان بن عفان. ابن عساكر عن أبي هريرة".
(لكل نبي خليل في أمته) الخليل الصديق فعيل بمعنى فاعل وقد يكون بمعنى المفعول والخلة بالضم: الصداقة (وإن خليلي عثمان بن عفان) يعارضه ما يأتي "لو كنت متخذا خليلا دون ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخي وصاحبي" وأجيب بأن ذلك كان قبل إذن الله له أن يتخذ خليلاً من شاء وأنه أريد بالخلة هنا نوع من الصداقة لا يبلغ الرتبة التي أرادها في حديث "لو كنت"(ابن عساكر (3) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه، وقال ابن الجوزي:
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5398)، والضياء في الأحاديث المختارة (2133) وقال إسناده حسن، وأبو نعيم في الحلية (3/ 264)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 32) وقال رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5173).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (1/ 318)، وابن عدي في الكامل (4/ 39) وقال: فيه شهر بن حوشب ليس بالقوي في الحديث وهو ممن لا يحتج به ولا يتدين به. وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 301) وقال: إسناده حسن. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4736)، والضعيفة (4326).
(3)
أخرجه ابن عساكر (39/ 125) وأبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 202) وقال: غريب من حديث =
حديث لا يصح وإسحاق بن نجيح أحد رجاله، قال أحمد: من أكذب الناس، وقال يحيى: هو معروف بالكذب والوضع، وقال ابن حبان: كان يضع (1) وفيه أيضاً يزيد بن مروان (2) قال يحيى: كذاب، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات، لا يحل الاحتجاج به.
7314 -
"لكل نبي رفيق في الجنة ورفيق فيها عثمان بن عفان. (ت) عن طلحة (هـ) عن أبي هريرة (ض) ".
(لكل نبي رفيق في الجنة) الرفيق المرافق. (ورفيقي فيها عثمان بن عفان) أي أنه يختص به فيها وإلا فالكل إخوان على سرر متقابلين (ت) عن طلحة)، قال الترمذي: غريبٌ وليس سنده بقوي وهو منقطع والمصنف رمز لضعفه، (هـ (3) عن أبي هريرة) قال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح.
7315 -
"لكل نبي رهبانية ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله. (حم) عن أنس".
(لكل نبي رهبانية) ميل وانقطاع للعبادة (ورهبانية هذه الأمة) أي الرهبانية التي فرضت عليها (الجهاد في سبيل الله) وقد تقدم (حم (4) عن أنس) ورواه عنه
= عطاء لم نكتبه إلا من هذا الوجه، والخطيب البغدادي في تاريخه (6/ 321)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 204) وقال هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4737)، والضعيفة (4327) وقال موضوع.
(1)
انظر: المجروحين (1/ 134) ضعفاء العقيلي (1/ 2105)، ميزان الاعتدال (1/ 304).
(2)
انظر: المجروحين (3/ 105)، ميزان الاعتدال (17/ 262).
(3)
أخرجه ابن ماجة (109) من حديث أبي هريرة، وقال البوصيري:(1/ 18) هذا إسناد ضعيف فيه عثمان بن خالد وهو ضعيف باتفاقهم، والترمذي (3698) من حديث طلحة وقال: حديث غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 205) وقال: حديث لا يصح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4738).
(4)
أخرجه أحمد في مسنده (3/ 266)، وأبو يعلى (4204)، والديلمي في الفردوس (2/ 22)، وابن =
أبو يعلى والديلمي أيضاً.
7316 -
"للإمام والمؤذن مثل أجر من صلى معهما. أبو الشيخ عن أبي هريرة (ض) ".
(للإمام والمؤذن مثل أجر من صلى معهما) لأن المؤذن دعا إليها والإمام جمعهم عليها فلهما مثل أجرهم وذلك إذا كانا محتسبين لا إذا كانا يأخذان أجراً كذا قيل، والأعمال بالنيات وقد سلف أنه نهى عن أخذ الأجرة على الأذان، (أبو الشيخ (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ فإن فيه يحيى بن طلحة اليربوعي (2) قال الذهبي: قال النسائي: ليس بشيء، عن أبي بكر بن عياش وقد مر غير مرة عن عبد الله بن سعيد المقبري، قال الذهبي في الضعفاء: تركوه.
7317 -
"للبكر سبع وللثيب ثلاث (م) عن أم سلمة (هـ) عن أنس (صح) ".
(للبكر سبع) يجب للزوجة البكر سبع ليال تؤثر بها إذا دخل بها. (وللثيب ثلاث) كذلك ولو أمة، قال الزمخشري: لهما ذلك زيادة على النوبة عند البناء لتحصل الألفة وتقع المؤانسة بلزوم الصحبة وفضلت البكر لينتفي نفارها. وفي رواية للبخاري تقييده: وبما إذا كان في نكاحه غيرها أي ويريد المبيت عندها وإلا فلا لزوم وهذا قاله حين تزوج أم سلمة فدخل عليها فأراد أن يخرج فأخذت بثوبه، فقال: إن شئت زدتك وحاسبتك به للبكر
…
الخ، قال الرافعي: فيه دليل لما قاله الشافعي: من عدم القضاء لها إذ لو كانت الثلاث مقضية لم يكن للتخصيص بالبكر معنى (م (3) عن أم سلمة هـ عن أنس) لم يتفرد به مسلم
= عدي في الكامل 4/ 230. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4739).
(1)
أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (20374) والديلمي في الفردوس (4964). وقال الألباني في ضعيف الجامع (4740): ضعيف جداً.
(2)
انظر: المغني في الضعفاء (2/ 738)، ميزان الاعتدال (7/ 192).
(3)
أخرجه مسلم (1460)، وأخرجه البخاري (5213)، وابن ماجة (1916) عن أنس.
فقد قال ابن حجر: أنه أخرجه البخاري عن أنس فقال: من السنة فذكره.
7318 -
"للتوبة باب بالمغرب مسيرة سبعين عاماً لا يزال كذلك حتى يأتي بعض آيات ربك طلوع الشمس من مغربها. (طب) عن صفوان بن عسال (ح) ".
(للتوبة) لقبولها (باب بالمغرب مسيرة سبعين عاماً) في طوله أو عرضه أو فيهما وهي مبالغة في التوسعة أو هو على الحقيقة والحكمة في جعل الباب من المغرب كون ما يسر يطلع من المغرب (ولا يزال كذلك حتى يأتي بعض آيات ربك وهي طلوع الشمس من مغربها) ويحتمل أنه بدل من بعض الآيات [4/ 28] قال القاضي: معناه أن باب التوبة مفتوح على الناس وهم في فسحة منها ما لم تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت انسد عليهم فلا يقبل منهم إيمان ولا توبة لأنهم إذا عاينوا ذلك اضطروا إلى الإيمان والتوبة فلا ينفعهم ذلك كما لا ينفع المحتضر (طب (1) عن صفوان بن عسال) بالمهملتين وتشديد الثانية رمز المصنف لحسنه.
7319 -
"للجار حق. البزار والخرائطي في مكارم الأخلاق عن سعيد بن زيد (ح) ".
(للجار) تقدم أن الجار إلى أربعين داراً (حق) على جاره وهو غير حقوق أخوة الإِسلام فإن ذلك ثابت لكل مسلم على أخيه وقد استوفى حقوق الجار الغزالي في الإحياء (2)(البزار والخرائطي (3) في مكارم الأخلاق عن سعيد بن زيد) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 56)(7352)، والضياء في الأحاديث المختارة (24)، وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن 6/ 1264 وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5181).
(2)
انظر: إحياء علوم الدين (2/ 213).
(3)
أخرجه البزار في مسنده (1277)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 300)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4741) والضعيفة (4328) وقال ضعيف جدا.
7320 -
"للجنة ثمانية أبواب مغلقة وباب مفتوح حتى تطلع الشمس من نحوه. (طب ك) عن ابن مسعود (صح) ".
(للجنة ثمانية أبواب) هذه أصول أبوابها وإلا فتقدم ما يدل على أن لها أبواباً غيرها سبعة (مغلقة) تضيء مهما بقيت دار التكليف (وباب مفتوح)(لأن للتوبة لعل المراد يدخل منه إليها أرواح التائبين وهل هو الباب الذي تقدم إن للتوبة باباً من قبل المغرب يحتمل ولم أر فيها كلاماً وفي قوله. (حتى تطلع الشمس من نحوه) من جهته ما يدل أنه هو (طب ك (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: سنده جيد.
7321 -
"للحرة يومان وللأمة يوم. ابن منده عن الأسود بن عويم (ض) ".
(للحرة) يجب في القسم (يومان وللأمة) ظاهره ولو مملوكته (يوم) قال الشارح: يعني للحرة مثلاً ما للأمة وبهذا أخذت الشافعية وإن كان الحديث ضعيف لكن اعتضد بقول علي كرم الله وجه، ولا يعرف له مخالف وإنما يسوي بينهما في حق الزفاف لأنه لزوال الحياء وهما فيه سواء (ابن مندة (2) عن الأسود بن عويم) السدوسي قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجمع بين الحرة والأمة فذكره، رمز المصنف لضعفه، قال الذهبي: في الصحابة: حديثه ضعيف (3).
7322 -
"للرجال حواري وللنساء حوارية فحواري الرجال الزبير وحوارية النساء عائشة. ابن عساكر عن يزيد بن أبي حبيب معضلاً".
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 261)، والطبراني في الكبير (10/ 206) رقم (10479)، وأبو يعلى في مسنده (5012) وقول الهيثمي في المجمع (1/ 356)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4742)، والضعيفة (4329).
(2)
أخرجه ابن مندة كما في الكنز (44824)، وأسد الغابة (1/ 55)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (10214).
(3)
انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 20).
(للرجال حواري وللنساء حوارية) بالمهملة جمع حوري وهو خاصة الرجل من أصحابه وناصره وأصله من التحري التبيض، قيل: إن الحواريين أصحاب عيسى عليه السلام كانوا قَصّارين يُحوِّرون الثياب: أي يُبيِّضونها كما في النهاية (1): وكأن المراد حواري يختص به صلى الله عليه وسلم أي حواري من الرجال كما في حديث آخر. (فحواري الرجال الزبير) كما تقدم. (وحوارية النساء) التي اختص بها من بني النساء. (عائشة) فهو لف ونشر وفيه فضيلة الزبير وعائشة، (ابن عساكر (2) عن يزيد بن أبي حبيب معضلاً) ويزيد قال الذهبي: كان حبشيًّا من العلماء الحكماء الأتقياء مات سنة ثمان وعشرين ومائة (3).
7323 -
"للرحم لسان عند الميزان تقول يا رب من قطعني فاقطعه ومن وصلني فصله. (طب) عن بريدة (ح) ".
(للرحم) تقدم بيانها. (لسان عند الميزان) الذي يوزن به صحائف الأعمال أو نفس الأعمال. (تقول يا رب من قطعني) من الصلة التي أمر الله بها. (فاقطعه) عن رحمتك. (ومن وصلني فصله) تدعوا بذلك في الآخرة ليرجح ميزان العبد أو يخف وتقدم معناه غير مرة (طب (4) عن بريدة) رمز المصنف لحسنه.
7324 -
"للسائل حق وإن جاء على فرس. (حم د) والضياء عن الحسين (د) عن علي (طب) عن الهرماس بن زياد (صح) ".
(1) النهاية في غريب الحديث (1/ 458).
(2)
أخرجه الزبير بن بكار في المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (ص 37) وابن عساكر (18/ 375). قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 80): رجاله موثقون لكنه مرسل، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4744)،، والضعيفة (4330) وقال موضوع.
(3)
انظر: الكاشف (6289).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ رقم 10807) والروياني في مسنده (33)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4745).
(للسائل حق) على من سأل منه. (وإن جاء على فرس) فإنه قد يكون وراء ذلك حاجة وعائلة ودين يجوز له معها السؤال ويحتمل أنه يحرم عليه السؤال لحديث: حرمة السؤال على من يجد غداء أو عشاء إلا إن حق هذا السؤال وظاهره العموم لكل مسؤول ويحتمل أنه للسلطان أو لمن عنده واجب (حم د (1) والضياء عن الحسين) رمز المصنف لصحة الرواية، وقال العراقي: فيه يحيى بن أبي يعلى (2) جهله أبو حاتم ووثقه ابن حبان، وسكت عليه أبو داود، قال العراقي: وقول ابن الصلاح عن أحمد أربعة أحاديث تدور في الأسواق لا أصل لها منها هذا، لا يصح عن أحمد بدليل إخراجه هذا الحديث في مسنده (عن علي) سكت عليه أبو داود وقال العراقي: فيه شيخ لم يسم (طب عن الهرماس) بالراء آخره مهملة (بن زياد) قال الهيثمي: حديث ضعيف لضعف عثمان بن فائد أحد رجاله انتهى وأورده [4/ 29] ابن الجوزي في الموضوع وتبعه القزويني لكن رده ابن حجر كالعلائي.
7325 -
"للصف الأول فضل على الصفوف (طب) عن حكم بن عمير (ض) ".
(للصف الأول) وهو الذي يلي الإِمام. (فضل على الصفوف) كلها كما مر أنه صف الملائكة وما يليه أفضل مما بعده (طب (3) عن الحكم بن عمير)
(1) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 201)، وأبو داود (1665)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 416)، والبيهقي في السنن (7/ 23)، والبزار في مسنده (1343) من حديث الحسين بن علي عن أبيه، وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 203)(535) عن الهرياس، انظر مجمع الزوائد (3/ 101) والموضوعات لابن الجوزي (1207)، وانظر: القول المسدّد في الذب عن المسند لابن حجر (الحديث الحادي عشر). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4746)، والضعيفة (1378).
(2)
لعله يحيى بن يعلى قال الحافظ في التقريب (7677): ضعيف شيعي.
(3)
أورده الهيثمي في المجمع (2/ 92) وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4747).
مصغراً رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه يحيى بن يعلى ضعيف.
7326 -
"للعبد المملوك الصالح أجران. (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ".
(للعبد المملوك الصالح أجران) على كل عمل يأتي به أجر قيامه بحق مولاه وأجر أداءه لحق ربه ويحتمل أن التضعيف في ما فيه حق لربه وحق لسيده، وقال ابن حجر (1): الصلاح يشمل شرطين إحسان العبادة والنصح للسيد ونصيحة السيد يشمل أداء حقه من نحو خدمة، قال ابن عبد البر: فيه أن العبد المؤدي لحق الحق وحق السيد أفضل من الحر ونوزع بأن أجر العبد إنما يضاعف فيما فيه القيام بالحقين فقط وقد يكون للسيد جهات أخرى يستحق بها أضعاف أجر العبد.
قلت: إلا أن آخر الحديث "والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله لأحببت أن أموت وأنا مملوك" يدل لما قاله ابن عبد البر (حم ق (2) عن أبي هريرة).
7327 -
"للغازي أجره وللجاعل أجره وأجر المغازي. (د) عن ابن عمر (ح) ".
(للغازي أجره) على غزوه. (وللجاعل) المجهز للغازي بالزاد والراحلة وقال ابن حجر (3): الجاعل من شرط للغازي جعلاً. (أجره) أجر جهاده. (وأجر الغازي) لتحريضه على الجهاد وإعانته عليه قال القاضي: وفي حل أخذ الجعل على الجهاد خلاف رخص فيه مالك وأصحاب الرأي ومنعه الشافعي استدلالا بأحاديث أخر (د (4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه.
(1) انظر: فتح الباري (5/ 175)، وعمدة القاري (2/ 121).
(2)
أخرجه البخاري (2548)، ومسلم (1665)، وأحمد في مسنده (2/ 402، 330).
(3)
في فيض القدير (5/ 291): قال الفاس، بدل: ابن حجر.
(4)
أخرجه أبو داود (2526)، وأحمد في مسنده (2/ 174)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 266) ، =
7328 -
"للمائد أجر شهيد وللغريق أجر شهيدين (طب) عن أم حرام". (للمائد) اسم فاعل من ماد بالمهملة دار رأسه من ريح البحر واضطراب السفينة. (أجر شهيد) هذا إذا كان خارجاً للغزو راكباً للبحر لأجله. (وللغريق) في البحر ممن خرج لذلك. (أجر شهيدين) وظاهره أنه للخارج غازياً وتقدم ما يرشد إلى ذلك وقال المظهر: هذا إن ركبه لطاعة كغزو أو حج أو طلب علم وكذا التجارة ولا طريق له غيره وقصده طلب القوت لا زيادة المال (طب (1) عن أم حرام) بنت ملحان الأنصارية.
7329 -
"للمرأة ستران القبر والزوج. (عد) عن ابن عباس (ض) ".
(للمرأة) تطلب أو قدر. (ستران) يسترانها لأنها عورة (القبر والزوج) تمامه عند الطبراني قيل: أيهما أستر، وفي رواية أفضل قال: القبر (عد (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه عقيبه: إن خالد بن يزيد يعني أحد رواته أحاديثه كلها لا يتابع عليها لا متناً ولا سنداً، قال ابن الجوزي: حديث موضوع والمتهم خالد انتهى، ورواه الطبراني في معاجمه الثلاثة، قال الهيثمي: فيه خالد بن يزيد القشيري غير قوي، قال العراقي: سنده ضعيف ويتقوى بما رواه أبو بكر الجعابي في تاريخ الطيالسي عن علي. "للمرأة عشر عورات فإذا تزوجت ستر الزوج عورة وإذا ماتت ستر عشر عورات".
= البيهقي في السنن (9/ 28). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5186)، والصحيحة (153).
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 133)(32)، والحميدي في مسنده (349)، وابن معين في تاريخه (162). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5187).
(2)
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 15)، والطبراني في الكبير (12/ 123)(12657)، وفي الأوسط (8240)، وفي الصغير (1078)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 312) وقال: رواه الطبراني في الثلاثة وفيه خالد بن يزيد القسري قال أبو حاتم: ليس بالقوي وابن الجوزي في الموضوعات (1780). وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4750)، والضعيفة (1396) وقال: موضوع.
7330 -
"للمسلم على المسلم ست بالمعروف، يسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويتبع جنازته إذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه". (حم ت هـ) عن علي (ح).
(للمسلم على المسلم) بجامع الإِسلام (ست بالمعروف) شرعت بسبب أنها من الذي عرف في الشرع حسنة. (يسلم عليه إذا لقيه) يقول: السلام عليكم وإن تقرر اللقاء وتعدد. (ويجيبه) بالجيم. (إذا دعاه) يحتمل إذا ناداه بأن يقول: ما شأنك؟ وما تريد؟ أو إذا دعاه لوليمة (ويشمته إذا عطس) أي وحمد الله كما سلف وتقدم ضبط التشميت. (ويعوده إذا مرض) أي مرض ولو رمد كما هو الصحيح. (ويتبع جنازته إذا مات) تشيعا له. (ويحب له ما يحب لنفسه) من الخير فهذه حقوق ثابتة لكل مسلم على كل مسلم عرفه أو لم يعرفه (حم ت هـ (1) عن علي) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله ثقات.
7331 -
"للمصلي ثلاث خصال، يتناثر البر من عنان السماء إلى مفرق رأسه، وتحف به الملائكة من لدن قدميه إلى عنان السماء، ويناديه منادٍ لو يعلم المصلي من يناجي ما انفتل. محمَّد بن نصر في الصلاة عن الحسن مرسلاً".
(للمصلي) عند صلاته. (ثلاث خصال يتناثر البر) يتساقط برا لله به وإحسانه إليه. (من عنان) بفتح المهملة. (السماء) ما عنّ منها وعرض. (إلى مفرق رأسه) تتصل إليه. (وتحف به الملائكة من لدن) عند، (قدميه إلى عنان السماء) تعظيماً له وليرفع إلى الله عمله. (ويناديه مناد) من تلقاء السماء. (لو يعلم المصلي من يناجي في صلاته ما انفتل) بالنون [4/ 30] والفاء والمثناه الفوقية ما انحرف عن القبلة أو عن الصلاة، محمَّد بن نصر (2) في الصلاة عن الحسن مرسلاً.
(1) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 88)، والترمذي (2736)، وقال: حديث حسن، وابن ماجة (1433)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4751).
(2)
أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (158)، وعبد الرزاق في مصنفه (150) مرسلاً، =
7332 -
"للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق. (حم م هق) عن أبي هريرة (صح).
(للمملوك) يجب على سيده. (طعامه) غذاء وعشاء. (وكسوته بالمعروف) يبذلهما بلا إسراف ولا تقتير بل كأمثاله من مثل سيده (ولا يكلف من العمل) نفي في معنى النهي. (إلا ما يطيق) ما يقدر عليه، وفيه الحث على الإحسان إلى المماليك في ما لهم وما عليهم (حم م هق (1) عن أبي هريرة).
7333 -
"للمملوك على سيده ثلاث خصال: لا يعجله عن صلاته، ولا يقيمه عن طعامه، ويشبعه كل الإشباع. (طب) عن ابن عباس"(ح).
(للمملوك) واجب. (على سيده ثلاث خصال: لا يعجله عن صلاته) لا يطلب أن يأتيها على عجل. (ولا يقيمه عن طعامه) قبل شبعه. ولا (يشبعه كل الإشباع) فإنه بذلك يبطر ويكسل عن الطاعة لمولاه ولسيده (طب (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم، وعبد الصمد بن علي ضعيف، كذا ذكره في موضع وعزاه في الآخر للطبراني في الصغير ثم قال: إسناده ضعيف.
7334 -
"للمؤمن أربعة أعداء: مؤمن يحسده، ومنافق يبغضه، وشيطان يضله، وكافر يقاتله. (فر) عن أبي هريرة (ض) ".
(للمؤمن أربعة أعداء) ظاهره أنه لكل مؤمن. (مؤمن يحسده) فيه أن الحسد لا يخرجه عن الإيمان وأن الحسود عدو (ومنافق يبغضه) يؤخذ منه أن المؤمن
= وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4752) والسلسلة الضعيفة (4333).
(1)
أخرجه مسلم (1662)، وأحمد في مسنده (2/ 247، 342)، والبيهقي في السنن (8/ 6، 8). ومالك في الموطأ (1769).
(2)
أخرجه الطبراني في الصغير (1123)، وانظر مجمع الزوائد (8/ 299)، (4/ 432)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4753) والسلسلة الضعيفة (3201).
لا يبغض المؤمن (وشيطان يضله) عن سبيل الحق (وكافر يقاتله) والإخبار بهذا ليوطن نفسه كل مؤمن على قتال هؤلاء الأعداء ومثاغرتهم بالحسود بالصبر عليه.
اصبر على حسد الحسود
…
فإن صبرك قاتله
وعلى بغض المنافق فإنه يعينك على ذلك معرفته أنه لم يبغضك إلا لإيمانك بالله ورسوله ونستعد لإضلال الشيطان باتقاء مصايده وللكافر بإعداد القوة لقتاله (فر (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، فيه صخر الحاجبي قال الذهبي في الضعفاء (2): إنه متهم بالوضع وخالد الواسطي مجهول وحصين بن عبد الرحمن (3) قال الذهبي: نسي وشاخ وتغير.
7335 -
"للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة قد أمنوا من الفزع. (حب ك) عن أبي سعيد (صح) ".
(للمهاجرين) يحتمل أنه للعهد وهم الذين هاجروا في عصره الذين يُقْرِنُهم القرآن بالأنصار ويحتمل العموم. (منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة) كأن المراد قبل دخولهم الجنة ويحتمل فيها. (قد أمنوا من الفزع) فهم من الذين {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} [الأنبياء: 103] وفيه فضيلة لهم بتميزهم عن الناس وأمنهم من الفزع (حب ك (4) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن أحمد بن سليمان بن بلال أحد رواته
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4997)، وأورده الذهبي في الميزان (8/ 44) وقال: قال الدارقطني: هذا باطل. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4749) وقال: ضعيف جداً.
(2)
انظر: المغني في الضعفاء (2865).
(3)
الميزان (2/ 311).
(4)
أخرجه ابن حبان في صحيحه (7262)، والحاكم في المستدرك (4/ 77) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4754)، والسلسلة الضعيفة (201).
فالصحة من أين؟
7336 -
"للنار باب لا يدخل منه إلا من شفى غيظه بسخط الله تعالى. الحكيم عن ابن عباس (ض) ".
(للنار باب لا يدخل فيه إلا من شفى غيظه بسخط الله تعالى) أي من يأتي باباً من القبائح بتشفيه وعدم توقفه وصبره وكونه بما يغضب الله فاستحق باباً يتميز به بين من غضب الله عليه من العصاة زيادة في نكاله (الحكيم (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وظاهر صنيع المصنف أن الحكيم أخرجه مسنداً على عادة الأئمة وليس كذلك، بل قال: روي عن ابن عباس وقد أخرجه البيهقي مسنداً بلفظه عن ابن عباس فكان حق المصنف أن يعزوه إليه لا إلى الحكيم، ثم المصنف رمز لضعفه وكأنه لكونه أورده الحكيم بصيغة التمريض وأما رواية البيهقي المسندة ففيها قدامة بن محمَّد (2) أورده الذهبي في الضعفاء، وقال في اللسان: كالميزان واهٍ وأورد هذا الخبر من جملة ما أنكر عليه وقال النسائي: منكر الحديث.
7337 -
"لم تؤتو بعد كلمة الإخلاص مثل العافية، فاسألوا الله العافية. (هب) عن أبي بكر (ح) ".
(لم تؤتوا) أي تعطوا مبني للمجهول (بعد كلمة الإخلاص) هي كلمة التوحيد (مثل العافية) إذ فيها خير الدارين. (فاسألوا الله العافية) السلامة من الشدائد والبلايا والمكاره الدنيوية والأخروية (هب (3) عن أبي بكر) رمز
(1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (8331)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 296)، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (2/ 338) وقال: سئل أبو زرعة عنه فقال: منكر، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4755) والضعيفة (2548) وقال: ضعيف جداً.
(2)
انظر: الميزان (5/ 467)، واللسان (7/ 341)، والمغني في الضعفاء (2/ 523).
(3)
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (10146)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4756).
المصنف لحسنه.
7338 -
"لم تحل الغنائم لأحد سُود الرؤوس من قبلكم كانت تجمع وتنزل نار من السماء فتأكلها. (ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(لم تحل الغنائم لأحد سُود الرؤوس) وصف على المعنى لأنه نكرة في سياق النفي فمعناه معنى الجمع، فوصف به وإضافة سود لفظية فيصح صفة للنكرة والمراد بالصفة التعميم لا التقييد (من قبلكم) وكأنه قيل: فما كان يصنع بها؟ قال: (كانت تجمع فتنزل نار من السماء فتأكلها) فتحليل الغنائم خاص بهذه الأمة توسعة من الله سبحانه [4/ 31] عليها (ت (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
7339 -
"لم يبعث الله تعالى نبيًّا إلا بلغة قومه. (حم) عن أبي ذر (ح) ".
(لم يبعث الله تعالى نبياً إلا بلغة قومه) الذين هو منهم وهو مأخوذ من الآية {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4] وإن كانت بعثته عامة كما في نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فإنه بلسان عربي يفهمه العرب ويترجمون عنه لغيرهم. (حم (2) عن أبي ذر) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن مجاهداً لم يسمع من أبي ذر.
7340 -
"لم يبق من النبوة إلا المبشرات الرؤيا الصالحة. (خ) عن أبي هريرة (صح) ".
(لم يبق من النبوة) أي من أجزائها بعد بعثته صلى الله عليه وسلم (إلا المبشرات) لأنه بعث بشيراً ونذيراً فما بقي مما بشر به العبد من تلقاء الله تعالى إلا (الرؤيا الصالحة) والتعبير بالمبشرات خرج مخرج الغالب وإلا فالمنذرات كذلك وتقدم أن الله
(1) أخرجه الترمذي (3085) وقال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5196) والصحيحة (2155).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (5/ 158). وانظر قول الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 43)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5197) والصحيحة (3591).
تعالى يعاقب عبده في المنام، وفيها إعلام بأنه لم يبقَ من علم الغيب إلا ذلك، ويتضمن الإخبار بكذب ما يقوله المنجمون ونحوهم من الخراصين (خ (1) عن أبي هريرة) وكذا مسلم عن ابن عباس أخرجاها في الرؤيا.
7341 -
"لم يتكلم في المهد إلا عيسى وشاهد يوسف وصاحب جريج وابن ماشطة فرعون. (ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(لم يتكلم أحد في المهد) قال القاضي: المهد مصدر سمي به ما يمهد للصبي من مضجعه (إلا أربعة) أي من بني إسرائيل وإلا فقد تكلم في المهد نحو عشرة منهم إبراهيم الخليل، ويحيى ومريم وموسى ومبارك اليمامة، قال المصنف: في الخصائص ونبينا صلى الله عليه وسلم أو أن هذه الأربعة محل وفاق وغيرهم، قيل: كانوا مميزين أو أنه صلى الله عليه وسلم أعلم أولاً بالأربعة ثم أوحي إليه بغيرهم (إلا عيسى) ابن مريم وقد حكى الله كلامه في القرآن، والثاني (شاهد يوسف) كما قال تعالى:{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26]. والثالث (صاحب جريج) بالجيمين بينهما راء مصغراً كان راهبا وكانت أمه ترضع ابناً لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب، فقالت: اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها وقال: اللهم لا تجعلني مثله
…
الحديث، ويأتي كذا قاله الشارح، وليس كذلك بل هو فيما أخرجه الشيخان (2) والإمام أحمد عن أبي هريرة مرفوعاً: "لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة
…
" عيسى وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج يصلي جاءته أمه فدعته فقال في نفسه: أجبها أو أصلي، فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة فكلمته فأبى فأتت راعياً فأمكنته من نفسها فولدت غلاماً، فقالت: من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتي الغلامُ فقال: من أبوك يا غلام؟ قال:
(1) أخرجه البخاري (6990)، ومسلم (479) عن ابن عباس.
(2)
أخرجه البخاري (3436) ومسلم (2550) وأحمد (2/ 307).
الراعي، قالوا: نبني صومعتك من ذهب؟ قال: لا إلا من طين، وكانت امرأة ترضع ابناً لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شأن، فقالت: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها، وأقبل على الراكب وقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه ثم مرت بأمة، فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه، فترك ثديها، وقال اللهم: اجعلني مثلها، فقالت: له لم ذاك؟ فقال: الراكب جبار من الجبابرة وهذه الأمة يقولون: سرقت زنيت ولم تفعل (وابن ماشطة) اسم فاعل من مشط بالمعجمة. (فرعون) لما أراد إلقاء أمه في النار قال: اصبري، قيل: وكلام الصبي في المهد يحتمل أنه بلا تعقل كما يخلق الله التكلم في الجماد ويحتمل أنه عن معرفة بأن خلق الله فيه الإدراك. قلت وهذا أظهر (ك (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما.
7342 -
"لم تحسدنا اليهود بشيء ما حسدونا بثلاث التسليم والتأمين واللهم ربنا ولك الحمد. (هق) عن عائشة (ض) ".
(لم تحسدنا اليهود بشيء) أفضل الله به علينا (ما حسدونا بثلاث: التسليم) أي التحية التي شرعها الله بين أهل الإِسلام وكانت تحية اليهود الإشارة بالأكف والأصابع (والتأمين) قول آمين عقيب التلاوة والدعاء في صلاة وغيرها (واللهم ربنا ولك الحمد) عند الرفع من الركوع فهذه الثلاث خاصة بهذه الأمة أعني مجموعها وإلا فإن السلام قد كان تحية من قبلنا كما حكاه الله تعالى عن إبراهيم وضعيف ويحتمل أنها لم تشرع في حقهم فحسدوا المسلمين عليها أو أنها شرعت لهم أيضا فلم يواظبوا عليها وواظب عليها أهل الإِسلام وبحسن المواظبة عليها إغاظة لليهود (هق (2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه وأخرجه
(1) أخرجه الحاكم (4161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4759) والضعيفة (880) وقال باطل.
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (2/ 56)، وأورده ابن عدي في الكامل (4/ 172) وقال وعبد الله بن ميسرة عامة ما يرويه لا يتابع عليه ما ذكرت من الرويات، وابن حبان في المجروحين (2/ 32) =
ابن ماجة بلفظه من حديث ابن عباس.
7343 -
"لم ير للمتحابين مثل النكاح. (هـ ك) عن ابن عباس (صح) ".
(لم ير للمتحابين) بصيغة التثنية قال الطيبي: هو من الخطاب العام ومفعوله الأول محذوف أي لم يرائها السامع ما يزيد به المحبة. (مثل النكاح) ولفظ ابن ماجة والحاكم مثل التزوج، والمعنى إذا نظر أجنبي إلى أجنبية فأخذت بمجامع قلبه فنكاحها يورثه مزيد المحبة قاله الطيبي: وقيل: المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلاً وقد بسط هذا ابن القيم في الهدي (1) الحديث بيان لعلاج العشق وأن من أدويته نكاح المحبوبة ويحتمل أنه إرشاد إلى مداواة العشق بمطلق النكاح ولو بغير من يحبها (هـ ك (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي وفيه عند ابن ماجة سعيد بن سليمان (3) قال في الكاشف: [2/ 32] كان يصحف.
7344 -
"لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً حتى نشأ فيهم المولدون وأبناء سبايا الأمم التي كانت بنو إسرائيل تسبيها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا. (هـ طب) عن ابن عمرو (ح) ".
(لم يزل أمر بني إسرائيل) في الدين والأحكام لما أنزل الله (معتدلاً) مستقيماً غير معوج عن سواء الطريق (حتى نشأ فيهم المولدون) جمع مولد بالفتح وهو
= وقال: عبد الله بن ميسرة كثير الوهم على قلة رواياته كثير المخالفة للثقات.
(1)
انظر: زاد المعاد (4/ 244).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1847)، والحاكم (2/ 174)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 134)، وفيه محمَّد بن مسلم قال رأيت أحمد بن حنبل يضعفه علي كل حال من كتاب وغير كتاب وصححه الألباني في صحيح الجامع (5200)، والصحيحة (624).
(3)
انظر المغني في الضعفاء 1/ 261، والكاشف 1/ 438.
الذي ولد ونشأ فيهم وليس منهم (وأبناء سبايا الأمم التي كانت بنو إسرائيل تسبيها) فيه دليل على أن السبايا كانت تباح لهم عن حديث أن الغنائم لم تحل إلا لهذه الأمة مخصص بالسبايا أو من المعلوم أنها لا تحرق كغيرها من الأمتعة فأبيح لهم الانتفاع بالاستمتاع (فقالوا بالرأي) وهو ما يراه الإنسان غير مستند إلى كتاب الله ولا سنة رسله.
(فضلوا) في أنفسهم. (وأضلوا) غيرهم، قال ابن تيمية (1): قد دخل في هذه الأمة أيضاً من الآثار الرومية قولاً وعملاً والآثار الفارسية قولاً وعملاً ما لا خفاء به على من علم دين الإِسلام وما حدث فيه، قال ابن عباس: ما أشبه الليلة بالبارحة هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم، وقال ابن مسعود: إنهم أشبه الأمم بنا سمتا وهدياً تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة غير أني لا أدري أيعبدون العجل أم لا والحديث مراد به التحذير من الرأي والعمل به وهو القول المجرد الذي لا يستند إلى أصل من الدين وقد صح حديث "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به"(2) خرجه الحسن بن سفيان وغيره، قال ابن حجر (3): رجاله ثقات، وصححه النووي في الأربعين، وقد سرد الأئمة في ذم الرأي آثاراً عن السلف كثيرة، وحديث معاذ "اجتهد رأيي"(4) إنما هو على تقدير صحته عند فقد الأدلة فالعود إليه للضرورة وليس المراد به المجرد بل الذي يرجع إلى الأدلة بنوع تصرف (هـ طب (5) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه وفيه عند ابن
(1) اقتضاء الصراط المستقيم (ص 10).
(2)
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 12) وقال: إسناده ضعيف.
(3)
فتح الباري (13/ 289).
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة (29100).
(5)
أخرجه ابن ماجة (56)، والبزار في مسنده (2424)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4760)، والضعيفة (4336).
ماجة سويد بن سعيد (1) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: منكر الحديث لكنه قال في المنار بعد عزوه للبزار: إنه حديث حسن.
7345 -
"لم يسلط على الدجال إلا عيسى بن مريم. الطيالسي عن أبي هريرة (ح) ".
(لم يسلط) مجهولٌ أي لم يسلط الله. (على الدجال) أي على قتله كما جاء صريحاً في رواية. (إلا عيسى بن مريم) فإنه ينزل من السماء حتى يخرج الدجال فيقتله كما شرحت ذلك أحاديث أُخر (الطيالسي (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وفيه موسى بن مطير (3) قال الذهبي في الضعفاء: قال غير واحد: متروك الحديث وبه يعرف أن رمز المصنف لحسنه غير حسن.
7346 -
"لم يقبر نبي إلا حيث يموت. (حم) عن أبي بكر (ح) ".
(لم يقبر نبي إلا حيث يموت) لا ينقل إلى غير محله الذي توفي فيه ولهذا قبر صلى الله عليه وسلم في بيته بعد اختلاف الصحابه في أين يدفن اختلافاً كثيراً (حم (4) عن أبي بكر) رمز المصنف لحسنه.
7347 -
"لم يكذب من نمى بين اثنين ليصلح. (د) عن أم كلثوم بنت عقبة (ح) ".
(لم يكذب) كذباً يأثم فيه (من نمى) بالتخفيف بلغ حديثاً. (بين اثنين) مثلاً. (ليصلح) بينهم، و"يأتي ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس"، ينمي أو يقول
(1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 290).
(2)
أخرجه الطيالسي في مسنده (2504)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4761)، والضعيفة (4337).
(3)
انظر الضعفاء (1/ 137).
(4)
أخرجه أحمد (1/ 7)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5201).
خيراً، قال البيضاوي (1): يقال نميت الحديث بالتخفيف في الإصلاح ونمّيته مثقلاً في الإفساد ومثله ذكره المنذري والجوهري وأبو عبيد وابن قتيبة، وقال النووي (2): الظاهر إباحة حقيقة الكذب في هذا ونحوه لكن التعريض أولى، وقال ابن العربي: الكذب في هذا ونحوه جائز بالنص رفقاً بالمسلمين لحاجتهم إليه، قيل: والكذب في مثل هذا مندوب بل قد يجب، قال النووي: قد ضبط العلماء ما يباح من الكذب وأحسن ما رأيته في ضبطه قول الغزالي (3): الكلام وسيلة إلى المقاصد فكل مقصد محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعاً فالكذب فيه حرام لعدم الحاجة وإن أمكن التوصل إليه بالكذب ولم يمكن بالصدق فالكذب فيه مباح لمباح وواجب لواجب.
قلت: ويؤخذ منه جواز كذب الإنسان لطيبة نفس أخيه ونحوه لأنه إذا جاز للإصلاح بين اثنين فليجز ليصلح بينه وبين أخيه، وإذا عرفت أن النماء نقل الخبر والحديث في الكذب ولا يقل فيه فالمراد أنه ينسب إلى الآخر خيراً كأن يقول خلاف ذكرك بالخير (د (4) عن أم كلثوم بنت عقبة) رمز المصنف لحسنه وسكت عليه أبو داود وأقره المنذري.
7348 -
"لم يكن مؤمن ولا يكون إلى يوم القيامة إلا وله جار يؤذيه. أبو سعيد النقاش في معجمه وابن النجار عن علي".
(لم يكن مؤمن) لم يوجد فيما مضى من الزمان. (ولا يكون) أي لا يوجد فيما يستقبل منه (إلى يوم القيامة، [4/ 33] إلا وله جار يؤذيه) جعله الله بجنبه في أن
(1) فيض القدير (5/ 359).
(2)
شرح النووي على صحيح مسلم (12/ 45).
(3)
إحياء علوم الدين (3/ 137).
(4)
أخرجه أبو داود (4920)، والترمذي (1938)، وأحمد في مسنده (6/ 403)، والطيالسي في مسنده (1656) وانظر الترغيب والترهيب (3/ 320)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5203).
الدار دار بلاء لأهل الإيمان وهذا من أعلام النبوة (أبو سعيد النقاش في معجمه وابن النجار) في تاريخه (1) كلاهما (عن علي).
7349 -
"لم يلق ابن آدم شيئاً قط منذ خلقه الله أشد عليه من الموت ثم إن الموت لأهون مما بعده. (حم) عن أنس (ح) ".
(لم يلق ابن آدم شيئا) نكرة في سياق النفي تعم كل مكروه يلاقيه الإنسان (قط منذ خلقه الله) من الشدائد. (أشد عليه من الموت) فهو أشد شدائد الدنيا فإن خروج الروح من الجسد وفراقها إياه مع تحللها لكل شعره أمر يهول وخطب شرحه يطول ثم إن الموت مع أشديته (أهون مما بعده) من الأهوال فبعده سؤال الملكين ويوم النشور وأهواله الجمع الأكبر وهذا في غير من وفقه الله للأعمال الصالحة كما يدل عليه خبر أحمد والطبراني (2)، آخره شدة يتلقاها المؤمن الموت (حم (3) عن أنس) قال الهيثمي: رجاله موثقون ورمز المصنف لحسنه.
7350 -
"لم يمنع قوم زكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا. (طب) عن ابن عمر (ض) ".
(لم يمنع قوم زكاة أموالهم) التي أوجبها الله. (إلا منعوا القطر من السماء) عقوبة عاجلة ويوم القيامة تكوى بها أعضاؤهم (ولولا البهائم لم يمطروا) إلا أن الله يرحم البهائم فينزل المطر فالبهائم خير مغنم إذ بها رحموا ولما جعل الله الزكاة رزقاً للفقراء تخرج من أموال الأغنياء فخير منعوها منعهم رزقه وهو
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (6239). وأورده العجلوني في كشف الخفا (2/ 194) وقال: سنده ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4762).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 223)، وقال الهيثمي في المجمع (2/ 319): رواه أحمد وفيه قابوس وثقه ابن معين وابن عدي وضعفه النسائي وغيره.
(3)
أخرجه في مسنده (3/ 154)، والطبراني في الأوسط (1976)، وقال الهيثمي (2/ 319): رجاله موثقون.
المطر الذي لا رزق لهم سواه (طب (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه.
7351 -
"لم يمت نبي حتى يؤمه رجل من قومه. (ك) عن المغيرة (صح) ".
(لم يمت نبي حتى يؤمه) يكون إمام تنبيه في صلاة. (رجل من قومه) قد صح عند مسلم أنه صلى الله عليه وسلم صلى خلف عبد الرحمن بن عوف صلاة الفجر في غزوة تبوك وصلى خلف أبي بكر في مرض موته، وقال عياض: إن من خصائصه أنه لا يجوز لأحد أن يؤمه لأنه لا يجوز المتقدم بين يديه في الصلاة ولا غيرها لعذر أو غيره ويشكل بحديث مسلم الذي سلف (ك (2) عن المغيرة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: على شرطهما وفيه عبد الله بن أبي أمية، قال في الميزان عن الدارقطني: ليس بالقوي انتهى ورواه الدارقطني هكذا ثم أعله بفليح بن سليمان وفليح له غرائب، وقال النسائي: ليس بالقوي.
7352 -
"لما صور الله تعالى آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر إليه فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك (حم م) عن أنس (صح) ".
(لما صور الله آدم) بالتشديد شكل صورته. (في الجنة) ظرف التصوير (تركه) لم ينفخ روحه (ما شاء الله أن يتركه) مدة شاء تركه فيها في ذهني أنه بقي مصوراً غير منفوخ فيه الروح أربعين سنة (فجعل إبليس يطيف به) يستدير حوله. (ينظر إليه فلما رآه أجوف) صاحب جوف. (عرف أنه خلق) مخلوق (لا يتمالك) ولفظ مسلم فعرف ورواه أبو الشيخ وزاد ظفرت به لا يملك دفع الوسوسة عنه أو
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 446) رقم (13619)، وابن ماجة (4019)، والبيهقي في الشعب (3315)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 320)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5204).
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 244)، والدارقطني في سننه (1/ 282) وقال: ليس بقوي، وأورده الذهبي في الميزان (4/ 62) ونقل قول الدارقطني، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4764)، والضعيفة (4339).
علم أنه يؤتى من قبل جوفه بالذنب فإنه أتي من الأكل أو كان قد علم أن الخلق المجوف ضعيف وفيه ما يدل أن الملائكة ليسوا مجوفين ولذا لازمتهم العصمة واعلم أنه قد استشكل قوله في الجنة مع ما ورد من أنه تعالى خلق آدم من أجزاء الأرض وألقي بواد ببطن بين مكة والطائف ببطن نعمان وأجيب بأنه يحتمل أنه ترك كذلك حتى مرت عليه الأطوار واستعدت صورته لقبول نفخ الروح فيها ثم حملت إلى الجنة ونفخ روحه فيها وقيل: {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35](حم م (1) عن أنس) وقد استدركه الحاكم فوهم.
7353 -
"لما عرج بي ربي عز وجل مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. (حم د) والضياء عن أنس (صح) ".
(لما عرج بي ربي عز وجل أسري بي كما ثبت ذلك. (مررت بأقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون) يخدشون (وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس) مجاز عن ثلب الأعراض، أو حقيقة عرفية لغوية. (ويقعون في أعراضهم) قال الطيبي: لما كان خمش الوجه والصدر من صفات النساء النائحات جعلها خبراً عما يقع إشعاراً بأنهما ليسا من صفات الرجال بل هما من صفات النساء في أقبح حاله وأشوه صورة وقد تقدمت هذه الرؤيا بأطول من هذا (حم د (2) والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته وله شاهد عند أحمد من حديث ابن عباس.
7354 -
"لما نفخ في آدم الروح مارت وطارت فصارت في رأسه فعطس فقال الحمد لله رب العالمين فقال: الله يرحمك الله. (حب ك) عن أنس (صح) ".
(1) أخرجه أحمد (3/ 229)، ومسلم (2611).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 224)، وأبو داود (4878) والبيهقي في الشعب (6716)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5213)، والصحيحة (533).
(لما نفخ)[4/ 34] أي نفخ الله (في آدم الروح مارت) من المور {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: 9] دارت وترددت. (وطارت) في البدن. (فصارت في رأسه) استقرت فيه وبلغته (فعطس فقال: الحمد لله رب العالمين) إلهاماً من الله تعالى له (فقال الله يرحمك الله) إكراماً منه تعالى له لما حمده رحمة ثم صير ذلك سنة لأولاده إذا حمد الله العاطس منهم وجب تشميته (حب ك (1) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح.
7355 -
"لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي فقالت: قد أفلح المؤمنون (طب) عن ابن عباس (ض) ".
(لما خلق الله جنة عدن) العدن الإقامة قال في القاموس: ومنه جنات عدن وفي هذه الإضافة والتسمية كلام في كتب التفسير (خلق فيها ما لا عين رأت) مثلا له ونظيراً وتقدم "ولا أذن سمعت". (ولا خطر على قلب بشر) إذ كل ما يخطر على قلوب العباد فهو من جنس ما رأوه أو سمعوا به (ثم قال لها تكلمي) بنطق وهو الذي أنطق كل شيء (فقالت: قد أفلح المؤمنون) فازوا بكرامة الله لهم بما خلقه لهم من جنة عدن ونعيمها وأفلحوا في كل شيء نالوه وفيه إثبات خلق الجنة وتكلم الجمادات بقدرة الله تعالى (طب (2)) وكذا في الأوسط (عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال المنذري: رواه فيهما بإسنادين أحدهما جيد، وقال الهيثمي: أحد إسنادي الأوسط جيد.
(1) أخرجه ابن حبان في صحيحه (6165)، والحاكم (4/ 292)، والضياء في المختارة (1667) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5216).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 184)(11439)، وفي الأوسط (738)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 258)، وقول الهيثمي في المجمع (10/ 397)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4771).
7356 -
"لما ألقي إبراهيم في النار قال: اللهم أنت في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك. (ع حل) عن أبي هريرة (ض) ".
(لما ألقي إبراهيم في النار) ألقاه النمرود في ناره التي أعدها له. (قال: اللهم أنت في السماء واحد) هو متأول ظرفية السماء بما تؤل به قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ
…
} الآية. [الزخرف: 84] أو يؤمن بالله ولا يتكلم على معناه مع القطع بأنه تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
…
} (وأنا في الأرض واحد أعبدك) اتصف بعبادتك والواحد عز وجل يرحم واحداً لا يعبده في أرضه غيره وفيه التوسل إليه سبحانه بأسمائه المناسبة لحال الداعي وهي سنة الله على ألسنة عباده وهذا هو اليقين من خليل الله فإنه لم يذكر حاجته بل اكتفي بعلم الله بها (ع حل (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه.
7357 -
"لما ألقي الخليل في النار قال: حسبي الله ونعم الوكيل، فما احترق منه إلا موضع الكتاف. ابن النجار عن أبي هريرة (ض) ".
(لما ألقي إبراهيم الخليل) خليل الله تعالى وتقدم وجه تسميته بذلك واتخاذ الله إياه خليلاً بالنص. (في النار) أريد إلقاؤه أو وقع مناديه قال (حسبي) كافني عن كل أحد (الله ونعم الوكيل) المنتصف لمن وكل أمره إليه. (فما احترق منه) الفاء دالة على سببية عدم الاحتراق له (إلا موضع الكتاف) ككتاب هو ما يكتف به الرجل من حبل ونحوه والإضافة بيانية أي موضع هو الكتاف لا أن أحترق من جسده المحل الذي كتف وفي احتراق الكتاف تخليص له عن ألمه، وروي أنه عارضه جبريل عليه السلام في الهواء حال الرمي فقال: هل من حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، وفي الحلية لأبي نعيم (2): أنه لما ألقي في النار جأرت عامة الخليقة إلى
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 19)، والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 346). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4767).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 19)، والحكيم الترمذي في نوادره (2/ 275).
ربها، فقالوا: يا ربِّ خليلك يلقى في النار فأذن لنا أن نطفئ عنه بالقطر، قال: هو خليلي ليس في الأرض خليل غيره وأنا ربه ليس له رب غيري فإن استغاثك فغثه وإلا فدعه. فلما ألقي فيها دعا ربه فقال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69] أفرد الضمير لأنه لعامة الخلق وهو لفظ مفرد وإن كان معناه جمعاً، فبردت يومئذ على أهل المشرق والمغرب، فلم ينضج بها كراع. (ابن النجار (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه.
7358 -
"لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا انظر إليه. (حم ق ت ن) عن جابر (صح) ".
(لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس) أي حين أخبرتهم بأنه أسري بي إليه ثم إلى السماء الدنيا وما فوقها ثم طلبوا منه وصف بيت المقدس ولم يكن صلى الله عليه وسلم أتقن صفته كما ورد في كتب التفسير والسير (قمت في الحجر) بكسر المهملة وسكون الجيم (فجلى) بالتشديد. (الله لي بيت المقدس) رفع عنه كل ساتر وحاجب (فطفقت) أخذت (أخبرهم عن آياته) أي علاماته (وأنا أنظر إليه) وفي رواية: "فجيء بالمسجد" وأنا انظر إليه حتى وضع في دار عقيل فنعته وأنا انظر إليه، وهذه من أعظم معجزاته وما زادهم إلا كفوراً، ونظيره من المعجزات إحضار عرش بلقيس [4/ 35]، قبل ارتداد الطرف (حم ق ت ن (2) عن جابر) قال الترمذي: حسن صحيح.
7359 -
"لما أسلم عمر أتاني جبريل فقال: قد استبشر أهل السماء بإسلام عمر"(ك) عن ابن عباس (صح) ".
(1) انظر فيض القدير (1/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4766).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 377)، والبخاري (3886)، ومسلم (170)، والترمذي (3133)، والنسائي في الكبرى (11282).
(لما أسلم عمر أتاني جبريل فقال: قد استبشر أهل السماء بإسلام عمر) لما فيه من قوة الإِسلام وعزته، وذلة الكفر وإهانته وقد كان صلى الله عليه وسلم دعا قبل ذلك فقال:"اللهم أعز الإِسلام بأبي جهل أو بعمر" فأصبح عمر فأسلم، فأتى جبريل فذكره (ك (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح. ورده الذهبي في التلخيص بأن عبد الله بن خراش (2) أحد رواته ضعفه الدارقطني وفي الميزان قال أبو زرعة: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث، والبخاري: منكر الحديث، ثم ساق من مناكيره هذا الخبر.
7360 -
"لمعالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف. (خط) عن أنس".
(لمعالجة) مزاولة. (ملك الموت) للإنسان عند قبض روحه. (أشد من ألف ضربة بالسيف) كناية عن كونه أشد ما يلقاه الإنسان في الدنيا من الآلام على الإطلاق. قال الغزالي في الإحياء (3): الموت أمر عظيم ولا يعرف قدره إلا من ذاقه. (خط)(4) عن أنس) سكت المصنف عليه، وفيه محمَّد بن قاسم البلخي قال ابن الجوزي: وضاع، وأورد الحديث في الموضوعات وتعقبه المصنف بأن له حديث مرسل جيد يشهد له.
7361 -
"لن تخلوا الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن بهم تغاثون وبهم ترزقون وبهم تمطرون. (حب) في تاريخه عن أبي هريرة".
(1) أخرجه الحاكم (3/ 84)، والطبراني في الكبير (11/ 80)(11109). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4765).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 336)، التقريب (1/ 301)، والكاشف (1/ 548).
(3)
الإحياء (4/ 461).
(4)
أخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4774)، والضعيفة (1604) وقال: ضعيف جداً.
(لن تخلوا الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن) تقدم: الأبدال في هذه الأمة ثلاثون رجلاً قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً (بهم تغاثون) بسببهم تسقون الغيث أو تغاثون من كل أمر مخوف، ويأتي ما يناسب الأول (وبهم ترزقون وبهم تمطرون) تخصيص بعد العام وإلا فقد دخل في الإغاثة وفي الرزق (حب (1) في تاريخه عن أبي هريرة) روي من طريق عبد الرحمن بن مرزوق الطرسوسي، قال ابن حبان: كان يسكن طرسوس يضع الحديث لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه، وساق إسناد الحديث معه، ثم قال وهذا كذب قاله الذهبي في الميزان وابن حبان ذكر هذا القدح عقيب تخريجه له، فالعجب من المصنف وحذفه التعقب مع أنه وافق ابن الجوزي في مختصر الموضوعات على وضعه، قلت: وأعجب من هذا أنه أهمله عن الرمز لضعفه.
7362 -
"لن تخلوا الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن فبهم تسقون وبهم تنصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر. (طس) (2) عن أنس (ض) ".
(لن تخلوا الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن) تقدمت هذه العدة في حديث: الأبدال كما تقدمت عدة الثلاثين وكأنه أعلم صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات هذا العدد وفي آخر هذا ولا تنافى في الحقيقة بينهما لأن مفهوم العدد غير معمول به. (فبهم تسقون وبهم تنصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر) تمامه
(1) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 61)، وابن حجر في القول المسدد (1/ 82)، والذهبي في الميزان (4/ 316)، وانظر الكشف الحثيث (1/ 166)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (4776)، والضعيفة (1392) وقال: موضوع.
(2)
عزاه السيوطي إلى الطبراني في الكبير والصواب أنه في الأوسط (4113) كما قال الشارح، إلا أن الشارح ذكره من حديث ابن عباس والصواب أنه من حديث أنس كما أورده المصنف، والله أعلم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4775)، والضعيفة (4340).
عند مخرجه قال سعيد بن قتادة: لسنا نشك أن الحسن منهم (طس عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قال شارحه قال الهيثمي: إسناده حسن.
7363 -
"لن تزال أمتي على سنتي ما لم ينتظروا بفطرهم طلوع النجوم". (طب) عن أبي الدرداء (ح).
(لن تزال أمتي على سنتي) على طريقتي في الإفطار أو مطلقاً. (ما لم ينتظروا بفطرهم طلوع النجوم) فيه الحث على التعجيل بالفطور وتقدم أنه من سنن الأنبياء (طب (1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه الواقدي وهو ضعيف انتهى، قال الشارح: فرمز المصنف لحسنه لاعتضاده بشواهد.
7364 -
"لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار. (هـ) عن ابن عمر (صح) ".
(لن تزول قدما شاهد الزور) عن مقام شهادته. (حتى يوجب الله له) بسبب شهادته. (النار) أي يجعلها في حقه واجبة لازمة (هـ (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته.
7365 -
"لن تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها. (طب) عن ابن مسعود (ض) ".
(لن تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها) هذا من أعلام النبوة إلا أنه قيل: المراد نفاقا عمليا أما الحقيقي فهو وإن كان من الأشراط إلا أنه لم يوجد إلى الآن بالكلية وذلك لا يكون إلا آخر الزمان حين يخالف الناس الشريعة وقد
(1) لم أقف عليه من المعجم الكبير ولعله في الجزء المفقود منه، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 153). وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4777) وقال: موضوع.
(2)
أخرجه ابن ماجة (2373)، والطبراني في الأوسط (8367)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (4778) وقال: موضوع.
قال صلى الله عليه وسلم: "كيف ما تكونون يولى عليكم"(طب (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه لأن فيه حسين بن قيس وهو متروك ذكره الهيثمي.
7366 -
"لن تهلك أمة أنا في أولها وعيسى ابن مريم في آخرها والمهدي في وسطها. أبو نعيم في أخبار المهدي عن ابن عباس".
(لن تهلك أمة أنا في أولها) بعثت ببث الشرائع وإخراج الأمة من الظلمات إلى النور (وعيسى بن مريم في آخرها) يبعثه الله لإنقاذ الأمة من الدجال وهدايتهم سبيل الرشاد [4/ 36] وهذا يدل على أن بعد خروج الدجال تكليف (والمهدي في وسطها) أراد بالوسط ما قبل الآخر لأن نزول عيسى لقتل الدجال يكون في زمن المهدي ويصلي عيسى خلفه كما جاءت به الأخبار فهو إخبار بأن الأمة إلى نجاة لما جعله الله من أسباب الهداية لها، (أبو نعيم (2) في أخبار المهدي عن ابن عباس) وأخرجه النسائي.
7367 -
"لن يبتلي عبد بشيء أشد من الشرك، ولن يبتلي بشيء بعد الشرك أشد من ذهاب بصره، ولن يبتلي عبد بذهاب بصره فيصبر إلا غفر له. البزار عن بريدة".
(لن يبتلي عبد بشيء أشد من الشرك) فإنه أعظم أنواع الابتلاء كيف وهو ذنب لا يغفر؟ (ولن يبتلي بشيء بعد الشرك أشد من ذهاب بصره) فالشرك ذهاب نور البصيرة وهو عمى القلب والعمى ذهاب نور البصر (ولن يبتلي عبد
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 7)(9771)، وفي الأوسط (4861)، والبزار في مسنده (1434)، والسنن الواردة في الفتن (4/ 800)، وابن عدي في الكامل (2/ 353)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 327)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4779)، والضعيفة (1791).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4875)، وانظر المنار المنيف (1/ 152)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع وقال: موضوع.
بذهاب بصره فيصبر إلا غفر له) كما أنه لا يبتلي بالشرك إلا لم يغفر له، (البزار (1) عن بريدة) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه جابر الجعفي وفيه كلام ومثله قال المنذري.
7368 -
"لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة. (م) عن جابر بن سمرة (صح) ".
(لن يبرح هذا الدين) الذي بعث الله به خاتم رسله (قائماً) مستقيماً في الجملة وإن وقع فيه ابتداع (يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة) فلا تغلب الأمة على انتزاع دينها منها، قال ابن جماعة: لعل ذلك سبب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم (م (2) عن جابر بن سمرة) ولم يخرجه البخاري.
7369 -
"لن يجمع الله تعالى على هذه الأمة سيفين سيفاً منها وسيفاً من عدوها. (د) عن عوف بن مالك (ح) ".
(لن يجمع الله على هذه الأمة سيفين) عدوين يقاتلانها (سيفاً منها) بإذاقة بعضهم بأس بعض (وسيفاً من عدوهما) الكفار والمراد أن الله لا يجمع الفريقين من المسلمين والكفار بأن يجتمعا على قتال طائفة من المسلمين وقيل: المراد لا يجتمعان حتى يستأصل الدين بالكلية (د (3) عن عوف بن مالك) رمز المصنف لحسنه وفيه إسماعيل بن عياش وفيه مقال.
7370 -
"لن يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية. (حم) عن جابر (ح) ".
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 394)، والديلمي في الفردوس (6377)، والمحاملي في آماليه (1/ 363)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 308)، وقول المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 155) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4781)، والضعيفة (4346).
(2)
أخرجه مسلم (1922).
(3)
أخرجه أبو داود (4301)، وأحمد (6/ 26)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5221).
(لن يدخل النار رجل شهد بدراً) مع المسلمين يقاتل عنهم الكفار.
(والحديبية) بيعة الرضوان وهي من مشهور القضايا في كتب السيرة وقد ورد أن الله اطلع على أهل بدر فأخبرهم أن الله قد غفر لهم فالمراد من شهد أحدهما وبالأولى من شهدهما (حم (1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن حجر في الفتح. إسناده على شرط مسلم.
7371 -
"لن يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يشرب الخمر فإذا شربها خرق الله عنه ستره وكان الشيطان وليه وسمعه وبصره ورجله يسوقه إلى كل شر ويصرفه عن كل خير. (طب) عن قتادة بن عياش".
(لن يزال العبد المؤمن في فسحة من دينه) في سعة منه لا تضيق عليه الذنوب طريق المغفرة (ما لم يشرب الخمر) مدة لم يشربه لأنه أم الفواحش وأبو الفساد ومفتاح كل شر (فإذا شربها خرق الله عنه ستره) ونزع عنه ألطافه. (وكان الشيطان قريبه) متولي أمره والآخذ برسنه يصرفه حيث يشاء (وسمعه وبصره ورجله) تفسير حواسه وجوارحه في طاعة الشيطان حتى كأنه فيها (يسوقه إلى كل شر ويصرفه عن كل خير) وفيه تحذير من الخمر وبيان قبح شربها (طب (2) عن قتادة) بن عياش ورواه الحاكم عن ابن عمر وصححه.
7372 -
"لن يشبع المؤمن من خير يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة. (ت حب) عن أبي سعيد (صح) ".
(لن يشبع المؤمن من خير) من علم وقد سماه صلى الله عليه وسلم خيراً في عدة أخبار. (يسمعه) هو نظير قوله صلى الله عليه وسلم: "منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب دنيا"(حتى يكون منتهاه الجنة) أي حتى يموت فيدخله الجنة، قال الطيبي: شبه
(1) أخرجه أحمد (3/ 396)، والطبراني في الأوسط (3823)، وانظر قول ابن حجر في فتح الباري (7/ 443)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5223).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 14)(21)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4782).
استلذاذه بالمسموع بالتذاذه بالمطعوم؛ لأنه أرغب وأشهى وأكثر اتباعاً لتحصيله قال ابن الملقن: وفيه أن من شبع فليس بمؤمن وكفى به منفراً عن القناعة من العلم (ت حب (1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب.
7373 -
"لن يعجز الله هذه الأمة عن نصف يوم. (د ك) عن أبي ثعلبة (صح) ".
(لن يعجز الله هذه الأمة) أي لن يجعلها عاجزة غير قادرة عن صبر (نصف يوم) أي من يوم القيامة حتى يفصل القضاء لها وتمامه عند الطبراني من رواية المقداد يعني خمسمائة سنة والحديث إعلام بأنه تعالى يرزق الأمة الإعانة على مصابرة يوم القيامة إلى فصل القضاء في ما بينها (د ك (2) عن أبي ثعلبة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي ورواه الطبراني أيضاً، قال الهيثمي: وفيه بقية مدلس.
7374 -
"لن يغلب عسر يسرين إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً. (ك) عن الحسن مرسلاً (صحيح الإسناد) ".
(لن يغلب عسر يسرين إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً) فلما كرر العسر معروفاً [4/ 37] واليسر منكراً دل التعريف على وحدة العسر ودل التنكير على تعدده فكان إعلاماً بأن كل عسر نعمة يسران والاثنان غالبان الواحد فهي بشرى صادقة والتجربة شاهدة لها (ك (3) عن الحسن مرسلاً) قال: خرج
(1) أخرجه الترمذي (2686)، وابن حبان (903)، والبيهقي في الشعب (1231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4783).
(2)
أخرجه أبو داود (4349)، والحاكم (4/ 424)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5224)، والصحيحة (4316).
(3)
أخرجه الحاكم (2/ 528)، والبيهقي في الشعب (10013)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع =
النبي صلى الله عليه وسلم يوماً مسروراً فرحاً يضحك ويقول: "لن يغلب
…
" الخ. قال المصنف: صحيح الإسناد لكن في مراسيل الحسن خلاف وقد أفاد ابن مردويه أنه مرفوع من حديث جابر.
7375 -
"لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. (حم خ ت ن) عن أبي بكرة (صح) ".
(لن يفلح) يفوز بالخير. (قوم ولو) وفي رواية ملكوا. (أمرهم امرأة) وذلك لنقصها وضعفها ولأن الوالي مأمور بالبروز للرعية والمرأة عورة لا تصلح لذلك وهذا قاله صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن فارس ملكوا بوران بنت كسري وإذا كانوا لا يفلحون فلا تصلح ولاية المرأة القضاء ولا الفتيا ولا شيئاً من أمور المسلمين العامة (حم خ ت ن (1) عن أبي بكرة) رواه لما خرجت عائشة إلى البصرة للقتال فامتنع أبو بكرة عن الخروج معها وروى الحديث.
7376 -
"لن يلج الدرجات العلي من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيراً". (طب) عن أبي الدرداء (ح) ".
(لن يلج الدرجات العلى) من الجنة. (من تكهن) ادعى أي أنواع الكهانة فيدخل فيه ضرب الرمل والرمي بالحصاة والغالب والمغلوب فكلها كهانة (أو استقسم) طلب القسمة بالأزلام (أو رجع من سفر تطيراً) قال في الفتح (2): كان أكثرهم يتطيرون ويعتمدون على ذلك ويصح غالباً لتزين الشيطان وبقيت من ذلك بقايا في كثير من المسلمين (طب (3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف
= (4784)، والضعيفة (4342).
(1)
أخرجه أحمد (5/ 37، 51، 47)، والبخاري (4425)، والترمذي (2262)، والنسائي (3/ 128).
(2)
فتح الباري (10/ 213)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5226)، والصحيحة (2161).
(3)
لم أقف عليه من المعجم الكبير ولعله في الجزء المفقود منه، وأخرجه الديلمي في الفردوس (5374)، والدارقطني في العلل (6/ 218).
لحسنه، وقال الهيثمي: تبعاً للمنذري رواه الطبراني بإسنادين أحدهما رجاله ثقات، وقال في الفتح: رجاله ثقات لكني أظن أن فيه انقطاعا لكن له شاهد عن عمران بن حصين خرجه البزار في حديث بسند جيد.
7377 -
"لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. (حم م د ن) عن عمارة بن رويبة (صح) ".
(لن يلج) يدخل. (النار أحد صلى قبل طلوع الشمس) صلاة الفجر. (وقبل غروبها) صلاة العصر، خص هاتين الصلاتين لأنهما أثقل الصلوات إذ الأولى في وقت لذة الكرى والأخرى في وقت قيام الأسواق وشغل الناس بها. (حم م د ن (1) عن عمارة بن رويبة) براء مهملة فهمزة مفتوحة ومثناة تحتية وموحدة وهو ثقفي كوفي (2)، والمذكورون خرجوا الحديث لعمارة عن أبيه يرفعه لا عنه فكان على المصنف أن يقول عن أبيه.
7378 -
"لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عباد الله. (حم ع طب) عن معاذ (ح) ".
(لن ينفع حذر من قدر) سبق في علم الله، والحذر الاستعداد والتأهب. (ولكن الدعاء ينفع مما نزل) فيلقاه فيعتلجان إلى يوم القيامة، كما ثبت ذلك في أحاديث. (ومما لم ينزل) فيصرفه (فعليكم بالدعاء عباد الله) منادى حذف حرفه وفيه حث على الدعاء وهو الجنة الواقية والعدة الكافية. (حم ع طب (3) عن معاذ) رمز المصنف لحسنه وفيه شهر بن حوشب، قال الهيثمي: لم يسمع من معاذ، وهو من رواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز وهي ضعيفة.
(1) أخرجه أحمد (4/ 136)، ومسلم (634)، والنسائي (1/ 235)، وانظر: الإصابة (1/ 65).
(2)
انظر: الإصابة (4/ 581).
(3)
أخرجه أحمد (5/ 234)، والطبراني في الكبير (2/ 103)(201)، والقضاعي في مسند الشهاب (862)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 146)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4785).
7379 -
"لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم (حم د) عن رجل (ح) ".
(لن يهلك الناس) بسبب من أنفسهم. (حتى يعذروا) بالمهملة والمعجمة وقد ضبط بالمعجمة أولاً ثم المهملة، وهو تصحيف. (من أنفسهم) قال البيضاوي (1): يقال أعذر فلان إذا كثر ذنبه، فكأنه سلب عذره بكثرة اقترافه الذنوب، أو من أعذر صار ذا عذر، والمعنى على الأول حتى يكثر ذنوبهم وعيوبهم فيظهره عذره تعالى في عقوبتهم فيستوجبون العقوبة، وعلى الثاني حتى يذنبوا فيعذرون أنفسهم بتأويلات باطلة وأعذار فاسدة ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً. (حم د (2) عن رجل) من الصحابة رمز المصنف لحسنه وفيه أبو البحتري (3) قد ضعف.
7380 -
"لو أن الدنيا كلها بحذافيرها بيد رجل من أمتي ثم قال الحمد لله لكانت الحمد لله أفضل من ذلك كله. ابن عساكر عن أنس".
(لو أن الدنيا كلها) أي لو ثبت أنها (بحذافيرها) جمع حذفار أو حذفور أي جوانبها (بيد رجل من أمتي) أعطاه الله إياها (ثم قال الحمد لله) شكراً على هذه النعمة (لكانت الحمد لله) أي هذه الجملة إشارة إلى وجه تأنيث كانت (أفضل من ذلك كله) كأن المراد أفضل من الدنيا جميعها لو أنفقها في سبيل الله فإن أجر تلك الجملة أفضل لما فيها من الاعتراف بأن الحمد كله لله (ابن عساكر (4) عن أنس) ورواه الحكيم وغيره.
(1) انظر: فيض القدير (5/ 304).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 260)، وأبو داود (4347)، والقضاعي في مسند الشهاب (886)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5231).
(3)
الميزان (7/ 149).
(4)
أخرجه ابن عساكر (54/ 16) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 267)، والديلمي (5083) وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4800)، والضعيفة (875) وقال موضوع.
7381 -
"لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقاً يذنبون، ثم يغفر لهم وهو الغفور الرحيم. (ك) عن ابن عمرو (صح) ".
(لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقاً يذنبون ثم يغفر لهم) لأنه تعالى قد وصف نفسه بالغفار والغفور وغير ذلك مما [4/ 38] في معناهما ولا بد من وقوع ما وصف به نفسه ولو فرض أنه لا يعصيه أحد من الثقلين. (لخلق خلقاً) لحكمة هي إظهار عفوه ومغفرته والحديث ليس تحريضا على الذنوب بل تسلية للصحابة وإزالة للخوف عنهم لغلبته عليهم ويأتي تقيده بالتوبة وهذا الحديث فيه إبانة أنه تعالى قد يخلق الخلق ويفعل الفعل لحكمة تتفرع عنه عن أمر آخر ليس هو الحكمة في الإيجاد فإنه خلق المذنب لحكمة أن يتوب بعد عصيانه كما أشار إليه بقوله (وهو الغفور الرحيم) وإنه إشارة إلى إظهار صفة عفوه وغفرانه (ك (1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته.
7382 -
"لو أن الماء الذي يكون منه الولد أهرقته على صخرة لأخرج الله تعالى منها ولداً وليخلقن الله تعالى نفساً هو خالقها. (حم) والضياء عن أنس (صح) ".
(لو أن الماء الذي يكون منه الولد) الذي قضى الله بالحاجة (أهرقته على صخرة) صببته عليها. (لأخرج الله منه ولداً) يحتمل الحقيقة وأنه تعالى كما أوجد آدم من تراب يوجد ما شاء مما يشاء ويحتمل المبالغة من باب (من بني لله مسجداً ولو مثل مفحص قطاة)(2)(وليخلقن الله نفساً) ليوجد. (هو خالقها) أي قاض في الأزل بإيجادها وهذا قاله حين سئل عن العزل فأشار بذلك إلى أن الأولى ترك العزل وقد سبق فيه كلام (حم والضياء (3) عن أنس) رمز المصنف
(1) أخرجه الحاكم (4/ 246)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5243)، والصحيحة (967).
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
أخرجه أحمد (3/ 140)، والضياء في المختارة (1819) وانظر قول الهيثمي في المجمع =
لصحته، قال الهيثمي: إسناده حسن ورواه ابن حبان وصححه.
7383 -
"لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت. (حل) عن جابر (ض) ".
(لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه) فإنه قد قدره الله لعباده كما قدر الآجال وفيه الحث على الإجمال، فإن قيل: المشاهد إن الكسب يجلب الأرزاق.
قلت: الحديث في من ترك الطلب وفر عن رزقه فإنه لا بد وأن يساق إليه ما يقيم به صلبه. (كما يدركه الموت) الذي لا ينجيه عنه الفرار (حل (1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه يوسف بن أسباط (2) وهو ضعيف.
7384 -
"لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائناً ما كان. (حم ع حب ك) عن أبي سعيد (صح) ".
(لو أن أحدكم يعمل) خيراً أو شرًّا (في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة) هو تفسير لقوله صماء (يخرج عمله للناس) تبث الخير الملائكة وتنشر الشر الشياطين. (كائناً ما كان) تعميم للعمل خير أو شر إلا أنه تعالى لا يهتك ستره عن العاصي إلا بعد التكرار كما أخرج الحكيم الترمذي (3) عن جبير بن عمران: "ستور الله على المؤمنين أكثر من أن تحصي وأنه ليعمل الذنوب فيهتك عنه ستوره ستراً ستراً حتى لا يبقى عليه منها شيء فيقول الله لملائكته استروا عليه من
= (4/ 296)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5245)، والصحيحة (1333).
(1)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 90)، (8/ 246)، والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 134)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5240)، والصحيحة (952).
(2)
يوسف بن أسباط: وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال البخاري: كان قد دفن كتبه فكان لا يجيء بحديثه كما لا ينبغي، الميزان (7/ 292).
(3)
أخرجه الحكيم الترمذي في نوادره (2/ 207).
النار فتحف به الملائكة بأجنحتها يسترونه فإن تاب رد الله عليه ستوره وإن تتابع في الذنوب قالت: الملائكة ربنا غلبنا فاعذرنا فيقول الله: خلوا عنه فلو عمل ذنباً في قعر بيت مظلم في ليلة مظلمة في حجر لبدى" فهذا يفيد إطلاق الحديث (حم ع حب ك (1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: إسناد أحمد حسن وأبي يعلى صحيح حسن.
7385 -
"لو أن أحدكم إذا نزل منزلاً قال أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم يضره في ذلك المنزل شيء حتى يرتحل منه (هـ) عن خولة بنت حكيم (ح).
(لو) قال الطيبي: لو هذه يجوز أن تكون شرطية وجزاؤها قال، ويجوز أن تكون للتمني. (أن أحدكم إذا نزل منزلا قال أعوذ بكلمات الله التامة) السالمة من النقص والعيب والتامة في معانيها وهو عام لكل كلماته تعالى. (من شر ما خلق) عام للشرور والآفات. (لم يضره في ذلك المنزل شيء حتى يرتحل منه) وهذه عوذة ينبغي أن لا يتركها نازل منزلاً في سفر أو إقامة (هـ عن خولة بنت حكيم) (2) الأنصارية السلمية رمز المصنف لحسنه ورواه عنها مسلم بلفظ: "من نزل منزلاً
…
" (3) الخ.
7386 -
"لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن قضي بينهما ولد من ذلك لم يضره الشيطان أبداً. (حم ق 4). عن ابن عباس (صح).
(لو أن أحدهم) أتي بالضمير غائباً خلاف ما سبق كأنه تأدباً لما كان الكلام في البضاع (إذا أراد أن يأتي أهله) عند إرادة الإتيان لا عند الشروع فيه كما نبه
(1) أخرجه أحمد (3/ 28)، وأبو يعلى (1378)، وابن حبان (12/ 491)(5678)، والحاكم (4/ 314)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 225)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4799)، والضعيفة (1807).
(2)
أخرجه ابن ماجه (3547).
(3)
أخرجه مسلم (2708).
عليه ابن حجر (1)(قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان) فلا يقربنا (وجنب الشيطان ما رزقتنا) من الأولاد أو أعم من ذلك فيشرع للإنس من الأولاد (فإنه إن قضي) قدر. (بينهما ولد من ذلك) الوطئ (لم يضره الشيطان أبداً) بل يعصم عنه في دينه ودنياه بسبب الاستعاذة وهذه بشرى عظيمة وفائدة جليلة ينبغي إعدادها لكل من أراد إتيان أهله وصلاح الأولاد من أعظم مسرات الفؤاد (حم ق 4 (2) عن ابن عباس).
7387 -
"لو أن امرءًا اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح. (حم ق) عن أبي هريرة (صح).
(لو أن امرءًا اطلع عليك) في [4/ 39] منزلك (بغير إذن) وظاهره سواء اطلع على عورة أو لا (فخذفته) رميته (بحصاة) وهو بالمهملة عند جمع وبالمعجمة عند آخرين (ففقأت عينه لم يكن عليك جناح) لأنه تسبب إلى ذلك، قيل: وهو رفع إثم ويجب الدية وعليه الحنفية أو القود وعليه المالكية إلا عند النسائي وأحمد: "من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقؤا عينه فلا دية ولا قصاص"(3) وهذا صريح في خلاف ما قاله الفريقان الحنفية والمالكية ولذا قال القرطبي: الإنصاف خلاف ما قاله مالك إن لم يثبت إجماع، قلت: وما قاله أبو حنيفة (حم ق (4) عن أبي هريرة) ورواه النسائي في الديات عن سهل.
7388 -
"لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى الأرض لملأت الأرض من ريح المسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر. (طب) والضياء عن
(1) فتح الباري (9/ 228).
(2)
أخرجه البخاري (3271)، ومسلم (1434)، وأبو داود (2161)، والترمذي (1092)، والنسائي في السنن الكبرى (9030) وابن ماجة (1919).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 385)، والنسائي في الكبرى (4/ 246).
(4)
أخرجه أحمد (2/ 243، 428)، والبخاري (6902)، ومسلم (2158)، والنسائي (8/ 61).
سعيد بن عامر (صح) ".
(لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرقت إلى الأرض لملأت الأرض من ريح المسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر) فيه الإعلام بطيب نساء الجنة وحسنهن إن قيل: قد ثبت أن خير طيب المرأة ما ظهر لونه وخفي ريحه والمسك بخلاف هذا؟
قلت: هذا طيب نساء الجنة التي لا يؤتى فيها المعاصي ولا تدعوا فيها الرائحة الحسنة إلى فاحشة بخلاف الدنيا فإن الرائحة تجر إلى الفاحشة وتدعوا النفس إليها وقد ذهب هذا المخوف في الجنة (طب والضياء (1) عن سعيد بن عامر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيهما الحسن بن عنبسة الوراق لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفيهم ضعف.
7389 -
"لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله عز وجل في النار. (ت) عن أبي سعيد وأبي هريرة معاً".
(لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن) ظلماً. (لأكبهم الله في النار) وفي ذكر الملائكة مع عصمتهم جواز فرض ما لا يكون وفيه تعظيم قتل المؤمن؛ ولذا قيل: إنه لا توبة لقاتله وظاهره ولو اشتركوا بالقول ولم يباشروا لأنه يتعذر مباشرة الكل له من الملائكة والجن والحر عادة (ت (2) عن أبي سعيد وأبي هريرة معاً) وقال الترمذي: غريب، وتبعه البغوي في تغريبه وفيه يزيد الرقاشي وقد سبق تضعيفه.
7390 -
"لو أن بكاء داود وبكاء جميع أهل الأرض يعدل ببكاء آدم ما عدله.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 59) رقم (5512)، وابن المبارك في الزهد (226)، وابن عدي في الكامل (2/ 147)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 417)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4801)، والضعيفة (4347).
(2)
أخرجه الترمذي (1398)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5247).
ابن عساكر عن بريده (ض) ".
(لو أن بكاء داود) على ذنبه أو مطلقاً (وبكاء جميع أهل الأرض) كذلك على ذنوبهم أو مطلقاً (يُعْدل) بضم الياء وفتح الدال. (ببكاء آدم) الذي بكاه عند خروجه من الجنة وتوبته (ما عدله) لو يُقاس به ما ساواه وفيه تنبيه على عظم توبة آدم عليه السلام (ابن عساكر (1) عن بريده) رمز المصنف لضعفه، ورواه عنه الطبراني، قال الهيثمي: رجاله ثقات.
7391 -
"لو أن حجراً مثل سبع خلفات ألقي عن شفير جهنم هوى فيها سبعين خريفاً لا يبلغ قعرها. هناد عن أنس".
(لو أن حجراً مثل سبع خلفات) بالخاء المعجمة مفتوحة واللام مكسورة ثم فاء: جمع خلفة وهي الحامل من الإبل، زاد أبو يعلى وأولادهن. (ألقي من شفير جهنم لهوى فيها سبعين خريفاً لا يبلغ قعرها) مع أنه كالسبع الخلفات في عظمه والعظم سريع السير، ففيه تخويف يهول، (هناد (2) عن أنس) ورواه أبو يعلى بلفظه عنه أيضاً، قال الهيثمي: وفيه يزيد الرقاشي ضعيف وبقية رجاله رجال الصحيح.
7392 -
"لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا. (ت حب ك) عن أبي سعيد (صح) ".
(لو أن دلوا من غساق) بالمعجمة فالمهملة آخره قاف بالتشديد والتخفيف، ما يسيل من صديد أهل النار، وقيل: الزمهرير، وقيل: ما يسيل من دموعهم. (يهراق في الدنيا) يصب فيها (لأنتن أهل الدنيا) أنتن الشيء تغير أو صار ذا نتن
(1) أخرجه ابن عساكر (7/ 415)، والطبراني في الأوسط (143)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 257)، والخطيب في تاريخه (4/ 47)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 198)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4802)، والضعيفة (785) وقال: موضوع.
(2)
أخرجه هناد في الزهد (252)، وأبو يعلى (5115)، والسلسلة الصحيحة (2865)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 389)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5248).
ففاعل أنتن أهل الدنيا فنصبه غلط، (ت حب ك (1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقرَّه عليه الذهبي، وأما الترمذي فقال: هذا حديث إنما نعرفه من حديث رشدين بن سعد وفي رشدين مقال.
7393 -
"لو أن رجلاً يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً في مرضات الله تعالى لحقره يوم القيامة. (حم تخ طب) عن عتبة بن عبد (ح) ".
(لو أن رجلاً يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً) في سن عالية وكان هذا الجر كله. (في مرضات الله عز وجل لحقره) بالمهملة والقاف والراء لرآه حقيراً يسيراً (يوم القيامة) لما يراه من عظمة جزاء الله وسعة جوده وشدة عقابه (حم تخ طب (2) عن عتبة بن عبد) رمز المصنف لحسنه، قال المنذري: رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا بقية، وقال الهيثمي: إسناد أحمد جيد وفي سند الطبراني بقية مدلس لكن قد صرح بالتحديث وبقية رجاله وثقوا.
7394 -
"لو أن رجلاً في حجره دراهم يقسمها وآخر يذكر الله كان الذاكر لله أفضل. (طس) عن أبي موسى (ح) ".
(لو أن رجلاً في حجره) بكسر المهملة (دراهم [4/ 40] يقسمها) يفرقها في سبيل الله (وآخر يذكر الله كان الذاكر لله أفضل) دل على تفضيل الذكر على الصدقة وعليه الأكثر وذهب آخرون إلى خلافه تمسكاً بأدلة أخرى (طس (3) عن
(1) أخرجه الترمذي (2584)، وابن حبان (7473)، والحاكم (4/ 600)، وأحمد (3/ 28)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4803).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 185)، والبخاري في التاريخ (1/ 15)، الطبراني في الكبير (17/ 122) رقم (303)، وفي الشاميين (1138)، والبيهقي في شعب الإيمان (767)، وأورده المنذري في الترغيب (4/ 214)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 225)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (5249)، والصحيحة (446).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (5969)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 74)، وضعفه الألباني =
أبي موسى) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله وثقوا.
7395 -
"لو أن شررة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب. ابن مردويه عن أنس".
(لو أن شرارة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب) لشدتها وحدتها نسأل الله أن يعيذنا منها برحمته وكرمه وعفوه، (ابن مردويه (1) عن أنس) ورواه الطبراني في الأوسط بلفظه عنه أيضاً، قال الهيثمي: فيه تمام بن نجيح ضعيف وبقية رجاله أحسن حالاً من تمام.
7396 -
"لو أن شيئاً كان فيه شفاء من الموت لكان في السنا. (حم د هـ ك) عن أسماء بنت عميس (صح) ".
(لو أن شيئاً كان فيه شفاء من الموت) يفهم أنه شاف من غيره. (لكان) ذلك الشيء (في السنا (2)) فإنه دواء شريف مأمون الغائلة قريب من الاعتدال يسهل الاخلاط المحترقه ويقوي القلب (3)(حم ت هـ ك (4) عن أسماء بنت عميس) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: غريب، وقال الذهبي: صحيح.
7397 -
"لو أن عبدين تحابا في الله واحد في الشرق وآخر في المغرب لجمع الله تعالى بينهما يوم القيامة يقول هذا الذي كنت تحبه فيّ. (هب) عن أبي هريرة (ض) ".
= في ضعيف الجامع (4804)، والضعيفة (4348).
(1)
أخرجه الطبراني في الأوسط (3681)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 708)، والقزويني في التدوين في أخبار قزوين 4/ 190، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4806).
(2)
السَّنا: السني والسنوت العسل وقيل الرب وقيل الكمون ويروى بضم السين والفتح أفصح، وفيه لغة أخرى سنَّوْت. (النهاية (2/ 407).
(3)
زاد المعاد (4/ 67).
(4)
أخرجه أحمد 6/ 369، والترمذي (2081)، وابن ماجه (3461)، والحاكم (4/ 448)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4807).
(لو أن عبدين تحابا في الله) لأجل ما أعده للمتحابين فيه (واحد في المشرق وآخر في المغرب لجمع الله بينهما يوم القيامة) لأنه تعالى يقول: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47](يقول) الله تعالى لكل واحد منهما. (هذا الذي كنت تحبه في) بتشديد الياء وفيه فضل الأخوة في الله والتحاب فيه (هب (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه.
7398 -
"لو أن قطرة من الزقوم قطرة في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه؟. (حم ت ن هـ حب ك) عن ابن عباس (صح).
(لو أن قطرة من الزقوم) شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم والريح يكره أهل النار على تناولها (قطرة في دار الدنيا) لعمت كل شيء (ولأفسدت على أهل الدنيا معايشهم) لقبح ذوقها أو هول موقعها (فكيف بمن تكون طعامه) وهم أهل النار أعاذنا الله منها، قال أبو الدرداء: يلقى عليهم الجوع حتى يعدل بما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة وعذاب أليم والمراد من هذا الحديث وأشباهه مداواة القلوب باستحضار أهوال الآخرة وأحوال أهل الشقاوة وديارهم فإن النفس مشغولة بالتفكر في ملاذ الدنيا وقضاء شهواتها فترد بسوط الوعيد إذا ما يكسر شهواتها ويبغض إليها لذاتها (حم ت ن هـ حب ك (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن صحيح.
7399 -
"لو أن مقمعاً من حديد وضع في الأرض فاجتمع له الثقلان ما أقلوه
(1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (9022)، قال المناوي (5/ 309): فيه حكم بن نافع قال الذهبي: قال الأزدي: متروك، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4808).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 338)، والترمذي (2585)، والنسائي 6/ 313، وابن ماجة (4325)، وابن حبان (7470)، والحاكم (294: 2) وقال: صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5250).
من الأرض ولو ضرب الجبل بمقمع من حديد كما يضرب أهل النار لتفتت وعاد غباراً. (حم ع ك) عن أبي سعيد (صح) ".
(لو أن مقمعاً من حديد) بكسر الميم وسكون القاف وفتح الميم ومهملة السوط الذي رأسه معوج وهو ما يقمع به أي يكف. (وضع في الأرض فاجتمع له الثقلان) الإنس والجان. (ما أقلوه) ما رفعوه (من الأرض ولو ضرب جبل بمقمع من حديد كما يضرب أهل النار لتفتت) تكسر (وعاد غباراً) وهذا يضرب به العبد العاصي بمولاه ولم يطقه الجبل فكيف يطيقه، نسأل الله عفوه ونعوذ به من غضبه (حم ع ك)(1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلي وفيه ضعفاء قد وثقوا.
7400 -
"لو أنكم تكونون على كل حال على الحالة التي أنت عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم. (حم ت) عن أبي هريرة".
(لو أنكم تكونون على كل حال على الحالة التي أنتم عليها عندي) من صفاء القلوب وهيبة الله وعظمته وانفتاح أسماعكم للمواعظ. (لصافحتكم الملائكة بأكفهم) إكراماً لكم وتعظيماً وتوقيراً وتبجيلاً (ولزارتكم في بيوتكم) لذلك. (ولو لم تذنبوا) لذهب الله بكم. (لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم) أي ليتوبوا فيغفر لهم لما تقدم قريباً (حم ت (2) عن أبي هريرة) قال: قلنا: يا رسول الله إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد فذكره.
(1) أخرجه أحمد (3/ 29)، وأبو يعلى (1388)، والحاكم (4/ 600) وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 388). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (480)، والضعيفة (4349).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 304)، والترمذي (2514)، وقال: ليس إسناده بذاك القوي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5253)، والصحيحة (1948).
7401 -
"لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على الحال الذي تكونون عليه لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة. (ع) عن أنس (ض) ".
(لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على الحال الذي تكونون عليه) من رقت القلوب وصفائها وإقبالها على الآخرة وإعراضها عن الدنيا. (لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة) إكراماً لكم وفيه أن المصافحة بين الصالحين سنة (ع (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لكن قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير غسان بن برزين (2) وهو ثقة (3).
7402 -
"لو أنكم تتوكلون على الله تعالى حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطاناً. (حم ت هـ ك) عن عمر (صح).
(لو أنكم تتوكلون على الله تعالى حق توكله) أي التوكل الحق الذي لا يشوبه غيره والتوكل إظهار العجز والاعتماد على [4/ 41]، المتوكل عليه. (لرزقكم) من حيث لا تحتسبون. (كما يرزق الطير تغدو) تسير في وقت الغدوة. (خماصاً) ضامرة البطون من الجوع. (وتروح) تسير وقت الرواح. (بطاناً) ممتلئة البطون جمع بطين أي شابعة فغدوها طلب ولكن بإجمال في الطلب، وقيل: فيه إرشاد إلى ترك المكاسب الدنيوية والاشتغال بالأعمال الأخروية ثقة بالله وبكفايته وأورد عليه أن طيران الطير سبب في رزقه وأجيب عنه بأن الهوى لا حب فيه بلفظ ولا جهة ينال منها الرزق ألا تراه ينزل في مواضع شتى لا رزق فيها حتى يساق إلى رزقه أو يسوقه الله إليه كذا قيل: والأظهر أن الغدو سعى واكتساب إلا أنه بإجمال وأنه يعذر العبد في
(1) أخرجه أبو يعلى (3304)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 558)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5252)، والسلسلة الصحيحة (1965).
(2)
جاء في الأصل (حسان بن مرو)، وصوابه ما أثبتناه.
(3)
قال الحافظ في التقريب (5357): صدوق ربما أخطأ.
مثل ذلك ولا ينافي توكله (حم ت هـ ك (1) عن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
7403 -
"لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود (خ) عن أبي هريرة (صح) ".
(لو آمن بي عشرة من اليهود) مشتق من التهود وهو التوبة أو الميل أو الرجوع من شيء إلى ضده يقال هاد إذا تاب أو مال أو رجع سموا به لأنهم تابوا عن عبادة العجل أو مالوا من الحق إلى الباطل أو رجعوا من الخير إلى الشر وخلطوا اعتقادهم ثم المراد بالعشرة جماعة مختصون من أغنيائهم وكبرائهم وإلا فقد آمن به أكثر من عشرة. (لآمن بي اليهود) كلهم وفي لفظ: "لم يبق يهودي إلا آمن بي" وعند أحمد عشرة من أحبار اليهود وفيه بيان المراد، وفيه إشارة إلى أن اليهود أتباع لكبرائهم مقلدون لهم، قال السهيلي: لم يسلم من أحبار اليهود إلا اثنان: ابن سلام، وابن صوريا وتعقبه الحافظ ابن حجر (2) بأنه لم يرو لابن صوريا إسلام من طريق صحيح (خ (3) عن أبي هريرة) وقد أخرجه مسلم أيضاً عن أبي هريرة بلفظه.
7404 -
"لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب الله عليكم. (هـ) عن أبي هريرة (ح) ".
(لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء) تنزيل للمعلوم منزلة المحسوس أي تبلغ السماء مالئة للأفاق. (ثم تبتم) رجعتم إلى الله بالإقلاع والندم والتدارك لما سلف. (لتاب الله عليكم) قَبِل توبتكم (هـ (4) عن أبي هريرة) رمز المصنف
(1) أخرجه أحمد (1/ 30، 52)، والترمذي (2344)، وابن ماجة (4146)، والحاكم (4/ 318). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5254)، والصحيحة (310).
(2)
فتح الباري (7/ 275).
(3)
أخرجه البخاري (3941)، ومسلم (2793).
(4)
أخرجه ابن ماجة (4248)، وحسنه العراقي في تخريج الإحياء (4/ 4)، والمنذري في الترغيب =
لحسنه وقال المنذري: إسناده جيد وقال الحافظ العراقي: إسناده حسن.
7405 -
"لو أذن الله تعالى في التجارة لأهل الجنة لاتجروا في البذي والعطر. (طب) عن ابن عمر (ض) ".
(لو أذن الله تعالى في التجارة لأهل الجنة) وليس المراد أنهم حظر عليهم التجارة بل لم يجعل الجنة دار اكتساب أجر ولا رزق. (لاتجروا في البز) بالموحدة والزاي: الثياب. (والعطر) لأنهما أحب ما يتجر فيه وأبركه وأحله (طب (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن أيوب السكوني الحمصي قال العقيلي: لا يتابع على هذا الحديث وليس له إسناد يصح وليس بمحفوظ، وقال ابن الجوزي: فيه العطاف بن خالد قال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم وأورده في الميزان في ترجمة عبد الرحمن السكوني عن العطاف عن نافع عن ابن عمر وقال: لا يجوز أن يحتج به.
7406 -
"لو أعلم لك فيه خيراً لعلمتك ولكن ادع بما شئت بجد واجتهاد وأنت موثق بالإجابة لأن أفضل الدعاء ما خرج من القلب بجد واجتهاد فذلك الذي يسمع ويستجاب وإن قل. الحكيم عن معاذ (ض) ".
(لو أعلم لك فيه خيراً لعلمتك) كأنه سئل صلى الله عليه وسلم تعليم دعاء فقاله ولم أر له سببًا ولا ذكر شارحه ذلك (لأن أفضل الدعاء ما خرج من القلب بجد واجتهاد) بصدق رغبة من الداعي وإحسان ظن أنه يجاب له ذلك. (فذلك الذي يسمع ويستجاب) عطف تفسير لأن المراد من السماع الإجابة لأنه تعالى يسمع كل شيء وإن قلّ، ففيه إرشاد إلى أن عمدة الدعاء إقبال القلب لا اختيار الألفاظ
= والترهيب (4/ 46)، والألباني في صحيح الجامع (5235)، والصحيحة (903).
(1)
أخرجه الطبراني في الصغير (699) وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 416)، وميزان الاعتدال (4/ 261)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 323)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4791)، والسلسلة الضعيفة (389).
وتسجيعها وتطويلها، (الحكيم عن معاذ)(1) رمز المصنف لضعفه.
7407 -
"لو اغتسلتم من المذي لكان أشد عليكم من الحيض. العسكري في الصحابة عن حسان بن عبد الرحمن الضبعي مرسلاً".
(لو اغتسلتم من المذي) بفتح وسكون مخففا أو بفتح فكسر فتشديد، ماء أبيض رقيق لزج يخرج من نحو ملاعبة وتذكر وقاع. (لكان أشد عليكم من الحيض) في المشقة لأنه أغلب منه وأكثر ففي عدم وجوب الغسل منه تخفيف، وذكر الحيض لأن المذي مع النساء أكثر ويقال: الرجل يمذي والمرأة تقذي (2)، (العسكري (3) في الصحابة) عن حسان بن عبد الرحمن الضبعي بضم الضاد المعجمة وسكون الموحدة وعين مهملة نسبة إلى ضبعة قبيلة من قيس نزلوا البصرة (مرسلاً).
7408 -
"لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي. (طب) عن أبي أيوب".
(لو أفلت) بضم الهمزة ففاء من الإفلات (أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي) ظاهره عموم ضمة القبر [4/ 42]، لكل أحد من مكلف وغيره، واستثنى الحكيم الأنبياء والأولياء. قال الشارح: أقول: استثناؤه الأنبياء ظاهر، وأما الأولياء فلا يكاد يصح. ألا ترى إلى جلالة مقام سعد بن معاذ فقد ضم. (طب (4) عن أبي أيوب) الأنصاري قال: دفن صبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم وذكره، قال
(1) أخرجه الحكيم الترمذي (334) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4792).
(2)
قذة الأنثي تقذي إذا أرادت الفحل فألقت من ماءها، يقال كل فحل يمذي وكل أنثي تقذي. "اللسان"(5/ 3562).
(3)
أخرجه العسكري في الصحابة كما في الكنز (26546)، وابن حجر في الإصابة تحت ترجمة حسان بن عبد الرحمن (2/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4793).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 121)(3858)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 47)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5238)، والصحيحة (2164).
الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، والمصنف أهمله عن الرمز.
7409 -
"لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة قبل سابق أمتي. (طب) عن عبد الله بن عبد الثمالي".
(لو أقسمت لبررت) في قسمي أنه (لا يدخل الجنة) أي لا يدخل الله أحداً إليها (قبل سابق أمتي) سابقهم إلى الخيرات، قيل: أراد سابقهم الصديق، وقيل غير ذلك، والأظهر أنه غير معين وغير واحد بل جماعة وظاهره أنه يدخلها من ذكر قبل الرسل وغيرهم إلا أن تمام الحديث عند مخرجه الديلمي وغيره "إلا بضعة عشر رجلاً منهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط اثنا عشر وموسى وعيسى" وما كان للمصنف حذفه. (طب (1) عن عبد الله بن عبد الثمالي) بضم المثلثة وفتح الميم وكسر اللام نسبة إلى ثمالة بطن من الأزد قال الهيثمي: فيه بقية وهو ثقة إلا أنه مدلس.
7410 -
"لو أقسمت لبررت إن أحب عباد الله إلى الله لرعاة الشمس والقمر، وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم. (خط) عن أنس (ض) ".
(لو أقسمت لبررت إن أحب عباد الله إلى الله لرعاة) جمع راعٍ أي مراقبوا (الشمس والقمر) وهم المؤذنون أو كل من ترقبهما انتظارا لطاعة الله وقوله (وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم) يدل أنه الأول لأنه قد ورد ذلك من صفاتهم. (خط (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه فيه الوليد بن مروان أورده الذهبي في الضعفاء (3) وقال: مجهول، وقد رواه الطبراني في الأوسط عن أنس
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (10/ 69) في الشاميين (961)، وابن حجر في الإصابة (4/ 163). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4795)، والضعيفة (4345).
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 99)، والطبراني في الأوسط (4808)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 111)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4794) وفي الضعيفة (5038).
(3)
انظر المغني في الضعفاء 2/ 725.
بلفظه وضعفه المنذري.
7411 -
"لو أهدي إليّ كراع لقبلت ولو دعيت إليه لأجبت. (حم ت حب) عن أنس (صح) ".
(لو أهدي إليّ كراع) كغراب ما دون الركبة من الساق من نحو شاة أو بقرة. القبلت) ولم أرده جبراً لخاطر من أهداه. (ولو دعيت) للضيافة عليه. (لأجبت) لأن القصد من قبول الهدية وإجابة الدعوة تألف من فعل ذلك وجبر خاطره وطلب التحاب وفي الرد تنفير عن ذلك، والكراع أيضاً موضع بين الحرمين، قال الطيبي: يحتمل أنه أريد بالثاني الموضع فيكون مبالغة.
قلت: ويكون من باب الاستخدام. (حم ت حب (1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح، ورواه البخاري عن أبي هريرة بلفظ "لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إليّ ذراع لقبلت".
7412 -
"لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما. ابن لال عن أبي هريرة (ض) ".
(لو بغى جبل على جبل) لو تعدى عليه وسلك سبيل البغاة والعتو والفساد. (لدك الباغي منهما) انهدم واضمحل وذلك لقبح البغي وإعانة الله المبغي عليه كما قال: "ثم بغي عليه لينصرنه الله" ونظمه من قال:
يا صاحب البغي إن البغي مصرعه
…
فاربع فخير مقال المرء أعد له
فلو بغى جبل يوماً على جبل
…
لاندك منه أعاليه وأسفله
(ابن لال (2) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لضعفه وأخرجه البخاري بلفظه
(1) أخرجه أحمد (3/ 209)، والترمذي (1338)، وابن حبان (5292) عن أنس، وأخرجه البخاري (5178) عن أبي هريرة.
(2)
أخرجه ابن لال كما في الكنز (7375)، والبخاري في الأدب المفرد (588)، والبيهقي في الشعب (6693)، وابن عدي في الكامل (1/ 306) وقال: حديث باطل، وابن حبان في المجروحين =
في الأدب المفرد عن ابن عامر، وكذا البيهقي في الشعب، وابن حبان وابن مردويه وغيرهم.
7413 -
"لو بني مسجدي هذا إلى صنعاء كان مسجدي. الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن أبي هريرة (ض) ".
(لو بني مسجدي هذا إلى صنعاء) لو وسع فيه إلى هنالك. (كان مسجدي) متصف بالفضيلة التي هي من "صلى فيه صلاة واحدة كانت بخمسين ألف صلاة". (الزبير بن بكار (1) في أخبار المدينة). عن أبي هريرة رمز المصنف لضعفه، وقد أخرجه الديلمي والطيالسي.
7414 -
"لو ترك أحد لأحد لترك ابن المقعدين. (هق) عن ابن عمر (ض) ".
(لو ترك أحد) من العقاب على ذنبه. (لأحد) لأجله. (لترك ابن المقعدين) بإحسانه إليهما كما دل له سبب الحديث عن عمر قال: كان بمكة مقعدان لهما ابن شاب فكان إذا أصبح نقلهما فأتى بهما المسجد، وكان يكب عليهما يومه فإذا كان المساء احتملهما ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه فقيل مات فذكره. (هق (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الذهبي: فيه عبد [4/ 33]، الله بن جعفر بن نجيح وهو متروك، قال المديني: واهٍ ورواه الطبراني من هذا الوجه في الأوسط" قال الهيثمي: فيه عبد الله بن جعفر بن نجيح: وفي الميزان متفق على ضعفه وساق له أخبار منها هذا.
= (1/ 155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4810)، والضعيفة (1948).
(1)
أخرجه الديلمي في الفردوس (5152)، والزبير بن بكار في أخبار المدينة كما في الكنز (34832)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4811)، والضعيفة (973).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (4/ 66)، والطبراني في الأوسط (5967)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 320)، وابن عدي في الكامل (4/ 178). وميزان الاعتدال (4/ 73)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4812)، والضعيفة (4352).
7415 -
"لو تعلم البهائم من الموت ما يعلم بنو آدم ما أكلتم منها سميناً. (هب) عن أم صبية (ض) ".
(لو تعلم البهائم من الموت ما يعلم بنو آدم) من أنه لا بد من حلوله ونزوله. (ما أكلتم منها سميناً) لأنه ينحلها هم الموت ويذيب شحم كلاها، والحديث له قصة ذكرها السهيلي وغيره بإسناد فيه ضعف إلى أبي سعيد قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بظبية مربوطة إلى خباء، فقال: يا رسول الله: حلني حتى أذهب فأرضع سعفي (1) ثم أرجع فتربطني فقال صيد قوم ثم أخذ عليها فحلفت فحلها ثم لم يلبث إلا قليلاً فرجعت وقد نفضت ضرعها فربطها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء أصحابها فاستوهبها منهم فوهبوها له فأطلقها وقال: "لو تعلم البهائم". (هب (2) عن أم صبية) (3) بضم الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة وتشديد المثناة وهي صحابية جهينية اسمها خولة بنت قيس على الأصح والحديث رمز المصنف لضعفه.
7416 -
"لو تعلم المرأة حق الزوج لم تقعد ما حضر غذائه وعشائه حتى يفرغ. (طب) عن معاذ".
(لو تعلم المرأة حق الزوج) الذي أوجبه الله له عليها ولفظ الطبراني: "ما حق الزوج"(لم تقعد ما حضر غذائه وعشائه حتى يفرغ) منه كأن المراد ما قعدت حتى تصلح له الغداء والعشاء مدة حضورهما فيكون فيه دليل على لزوم صنعة
(1) هكذا جاء في الأصل، وفي فيض القدير (خشفي).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (10557)، والقضاعي في مسند الشهاب (1434)، قال المناوي في الفيض (5/ 315): فيه عبد الله بن سلمة بن أسلم ضعفه الدارقطني، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4813)، والضعيفة (4353).
(3)
الإصابة (7/ 626).
طعام الزوج لها ولم يتكلم الشارح على معناه وفيه بيان عظمة حق الزوج (طب (1) عن معاذ) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه عبيد بن سلمان الأغر لم أعرف لابنه من معاذ سماعًا وبقية رجاله ثقات.
7417 -
"لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم عليها البزار عن أبي سعيد".
(لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم عليها) في المغفرة وغيرها قال حجة الإِسلام: حدث عن سعة رحمة الله ولا حرج، ومن الذي يعرف غايتها أو يحسن وصفها فإنه الذي يهب كفر سبعين سنة بإيمان ساعة ولكن الله طوى ذلك لحكمة يعلمها وزاد أبو الشيخ والديلمي في روايتهما:"وما علمتم إلا قليلًا ولو تعلمون قدر غضب الله لظننتم أن لا ينجو".
قلت: ومن هنا ينبغي للعبد أن لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم من غضبه، (البزار (2) عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: إسناده حسن.
7418 -
"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيراً. (حم ق ت ن هـ) عن أنس (صح) ".
(لو تعلمون ما أعلم) من عظيم عزة الله وشدة نعمته وغليظ عذابه الذي أعده لمن عصاه. (لضحكتم قليلاً) ليس فرعاً عن علم ذلك بل بيان أنه يقل سرورهم بما به يسرون، وضحكهم مما له يضحكون، قيل: والمراد من القلة العدم أي لعدم ضحككم، ويحتمل أن يراد لو تعلمون ما أعد لأهل الجنة من النعيم ولأهل النار من العذاب لضحكتم سروراً بالأول قليلاً لأنكم لستم على ثقة من دخولها.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 160)، (333)، والبزار (2665)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 309)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5259).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (5068)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 213). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5260)، والصحيحة (2167).
(ولبكيتم كثيراً) حزناً من الثاني، وإنما كان كثيراً لأن كل عبد يعلم من نفسه أنه مذنب فيخاف من عذابها ومن هنا يعرف الجواب عن السؤال بأنه إن كان المخاطب الكفار فليس لهم ما يوجب الضحك أو المؤمنين فليس عليهم ما يوجب البكاء، إذ مآلهم إلى الجنة، فيقال: بل الخطاب للمؤمنين والبكاء لخشية سوء الخاتمة وترجيح جانب المخافة. (حم ق ت ن هـ (1) عن أنس) قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمع مثلها قط، ثم ذكره وجاء في روايات أن تلك كانت خطبة الكسوف.
7419 -
"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا ولما ساغ لكم الطعام ولا الشراب. (ك) عن أبي ذر (صح) ".
(لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيراً، ولما ساغ لكم الطعام ولا الشراب) تمامه عند الحاكم: "ولما نمتم على الفراش ولهجرتم النساء ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون ولوددت أن الله خلقني شجرة تعضد" انتهى. وفيه ما تراه من التخويف وأنه الأرجح عند الخطب وإلقاء الكلام إلى جملة الناس وأن المعصوم يخاف ويود أنه غير مكلف وأنه لا بأس في مثل هذا. (ك (2) عن [4/ 44] أبي ذر" رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وتعقَّبه الذهبي بأنه منقطع وفيه رافضي.
7420 -
"لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلًا ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى لا تدرون تنجون أو لا تنجون. (طب ك هب) عن أبي الدرداء (صح) ".
(لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلًا ولخرجتم إلى الصعدات)
(1) أخرجه أحمد (3/ 102)، والبخاري (540)، ومسلم (2359)، والترمذي (2313)، والنسائي (3/ 83)، وابن ماجة (4191).
(2)
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 622)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4816).
جمع صعيد كطريق لفظًا ومعنا (تجأرون) ترفعون أصواتكم بالاستغاثة والجوار في الطرقات شأن الخائفين (لا تدرون تنجون أو لا تنجون) فيه بيان أنه ينبغي أن يكون خوف الإنسان أكثر من رجائه وأنه لا يقطع بالنجاة مع الاستغاثة وطلب الإقالة فالأمر مهول، والمكلف لا يدري ما إليه يؤول كان بعضهم إذا آوى إلى فراشه يقول: ليت أمي لم تلدني فيقال له إن الله قد أحسن إليك وهداك إلى الإِسلام فيقول نعم، لكن أنا وارد إلى جهنم ولم يبين أني صادر. (طب ك هب (1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريق ابنة أبي الدرداء عن أبيها ولم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح.
7421 -
"لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلاً، يظهر النفاق وترتفع الأمانة، وتقبض الرحمة، ويتهم الأمين، ويؤتمن غير الأمين، أناخ بكم الشرف الجون الفتن كأمثال الليل المظلم. (ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلاً) كأنه قيل: لماذا يا رسول الله؟ قال: (يظهر النفاق وترتفع الأمانة، وتقبض الرحمة) أي رحمة الله لعباده تقل لظهور الخبث فيهم (ويتهم الأمين) لغلبة سوء الظن الفاشي عن خبث الطويات (ويؤتمن غير الأمين) لسوء نظر الولاة وقبح سرائرهم (أناخ بكم الشرف) بالشين المعجمة والراء والفاء النوق السود، ويروى بالقاف ما يأتي من الغبن من قبل المشرق (الجون) المراد السود وإن كان يطلق على الأسود والأبيض إلا أنه أريد هنا الأول لقريب التشبيه بالليل انتهى. (الفتن) عطف بيان مما قبله شبه الفتن بالنوق السود (كأمثال الليل المظلم) يملأ الآفاق ويسود به الأكوان،
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 230)، والبيهقي في الشعب (793)، و، وواورده الهيثمي في المجمع (10/ 230)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5262).
كذلك الفتن تسود بها الأديان والدنيا (ك (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي.
7422 -
"لو تعلمون ما ادخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم. (حم) عن العرباض (صح) ".
(لو تعلمون ما أدخر لكم) من الخيرات والمغانم كما يرشد إليه تمام الحديث بلفظ: "وليفتحن عليكم فارس والروم" وما كان للمصنف حذفه وهو تفسير لما طوي (ما حزنتم) الآن (على ما زوي عنكم) من النعم والحديث بشرى للمؤمنين وهو من أعلام النبوة (حم (2) عن عرباض بن سارية) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلينا في الصفة وعلينا الحوبكية ويقول لنا ذلك، قال الهيثمي: رجاله وثقوا انتهى. والمصنف رمز لصحته.
7423 -
"لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة (ت عن فضالة بن عبيد) ".
(لو تعلمون ما لكم عند الله) من الأجر على الفاقة (لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة)، قاله لأهل الصفة لما كان يراه عليهم من الحاجة قال بعضهم: ينبغي للعبد أن يحمد الله على ما زوي عنه من الدنيا كما يحمده على ما أعطاه وأين يقع ما أعطاه والحساب باقٍ عليه إلى ما عافاه منه وبه ولم يشغل قلبه بنيله ويتعب جوارحه في طلبه ويكثر فيه همه وفي الحديث وما قبله وما بعده إشعار بأن إفشاء سر الربوبية قبيح إذ لو حان إفشاء كل سر لذكر لهم ما ادخر لهم ولذكر لهم ما
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 579)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4815)، والضعيفة (4354).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 128)، والطبراني في مسند الشاميين (1647)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 261)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5261)، والصحيحة (2168).
به يبكون ولا يضحكون (ت عن فضالة بن عبيد (1)) قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
صلى بالناس خر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب هؤلاء مجانين وإذا صلى انصرف إليهم فقال: لو تعلمون
…
" إلخ. قال الترمذي: حسن صحيح.
7424 -
"لو تعلمون ما أعلم من الدنيا لاستراحت أنفسكم منها. (هب) عن عروة مرسلاً (ض) ".
(لو تعلمون ما أعلم من الدنيا) وتقلبها وسرعة زوالها وأنها عند الله لا تزن جناح بعوضة. (لاستراحت أنفسكم منها) لحقارتها وأن السعيد من زويت عنه. (هب (2) عن عروة مرسلاً) رمز المصنف لضعفه لأن فيه موسى بن عبيدة الربذي (3) قال الذهبي: ضعفوه، وقال أحمد: لا تحل الرواية عنه، وعبد الله بن عبيدة (4) وثقه قوم وضعفه آخرون.
7425 -
"لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً. (ن) عن عائذ بن عمرو (صح) ".
(لو تعلمون ما في المسألة) للناس من أموالهم، وأنها كدوح يوم القيامة في وجه السائل (ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً) فإنه لا ينبغي لعبد من العباد أن يريق ماء وجهه لمخلوق، ولا يذل له فإن فيه ذلة السائل وأذية المسئول والتواضع لغير الله (ن)(5) عن عائذ بن عمرو) كان ممن بايع تحت الشجرة
(1) أخرجه الترمذي (2368)، وابن حبان (724)، والبيهقي في الشعب (10440)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5265).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (10329)، مرسلاً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4819)، والضعيفة (4356).
(3)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 685)، والكاشف (2/ 306).
(4)
انظر المغني (1/ 346)، والكامل في ضعفاء الرجال (4/ 131).
(5)
أخرجه النسائي (2/ 50)، والضياء في المختارة (278)، والروياني في مسنده (776)، وضعفه =
والمصنف رمز لصحته.
7426 -
"لو تعلمون ما في الصف الأول ما كانت إلا قرعة. (م هـ) عن أبي هريرة (صح) ".
(لو تعلمون ما في الصف الأول) من [4/ 45]، صفوف صلاة الجماعة من الفضل والأجر والثواب وأنه صف الملائكة (ما كانت) نوبة البقاء فيه (إلا قرعة) أي كانت لا تنال إلا بالقرعة ولا يتقدم أحد إلا بها وفيه فضلية الصف الأول ولقد حرم هذه الفضيلة ذوي الهيئات من الناس ومدعو العلم فإنهم يعدلون إلى أخريات الصفوف إن دخلوا المساجد وإلا فإنه قد صار المعروف منكرًا وصار عدم دخول المساجد من خواص الرؤساء والكبراء. (م هـ (1) عن أبي هريرة).
7427 -
"لو تعلمون ما أنتم ملاقون بعد الموت ما أكلتم طعام على شهوة أبدًا ولا شربتم شراباً على شهوة أبدًا ولا دخلتم بيتا تستظلون به ولمررتم إلى الصعدات تلدمون صدوركم وتبكون على أنفسكم. ابن عساكر عن أبي الدرداء".
(لو تعلمون ما أنتم ملاقون بعد الموت) من سؤال الملكين وضمة القبر وما بعد ذلك من الأهوال التي منها ما يجعل الولدان شيباً (ما أكلتم طعام على شهوة أبداً) فإن الشهوة لا تكون لمن شغل قلبه بأمر مهم (ولا شربتم شراباً على شهوة أبداً) لذلك (ولا دخلتم بيتا تستظلون به) ولا ترفهتم بشيء من الترفهات وإنما ذكر هذه الأشياء لأنها أمهات اللذات (ولمررتم بالصعدات تلدمون) بالدال المهملة بزنة تلطمون ومعناه (صدوركم) حزنا وغما وإشفاقاً.
(وتبكون على أنفسكم) خوفاً من عظيم سطوة الله تعالى وشدة انتقامه، إن
= الألباني في ضعيف الجامع (4818)، والضعيفة (4355).
(1)
أخرجه مسلم (439)، وابن ماجة (998).
قيل: قد علم صلى الله عليه وسلم ما يوجب هذه الأمور ولم يقع منه شيء من ذلك، قيل: هذا إنما هو خاص بالمكلفين من الأمة غير المعصومين وهو صلى الله عليه وسلم معصوم لا يخاف على نفسه ما يخافه غيره، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قد قال: والله إني لأخشاكم لله، فيحتمل أنه وقع منه ذلك صلى الله عليه وسلم ولو مرة في عمره، ويحتمل أن شغله بالتبليغ أذهلت عن ذلك وأنه قد حصل بالتبليغ ومشقته ما لا يحصل لغيره ما يعتني به عن ذلك وهنا أجوبة أخر تلحق إن شاء الله تعالى. (ابن عساكر (1) عن أبي الدرداء).
7428 -
"لو جاء العسر فدخل هذا الجحر لجاء اليسر فدخل عليه فأخرجه. (ك) عن أنس (صح) ".
(لو جاء العسر) في الأمور وهو عام لكل أمر يعسر (فدخل هذا الجحر) بضم الجيم فمهملة ساكنة وهو الخرق ونحوه (لجاء اليسر فدخل عليه فأخرجه) أي لو تمكن العسر في شخص أو أمر من الأمور كتمكنه من جحر يدخله لأخرجه اليسر بإذن الله تعالى أبى الله أن يعسر امرءًا ولا يجعل له يسراً "سيجعل الله بعد عسراً يسراً"(ك (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. ورواه البيهقي بلفظه عن أنس.
7429 -
"لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه. الحكيم عن أبي هريرة (ض) ".
(لو خشع قلب هذا) الرجل الذي شاهده يعبث بلحيته في الصلاة. (لخشعت جوارحه) أي لو أخبت قلبه وأطمأن لاطمأنت جوارحه، فعبثه بلحيته ناشئ عن عدم إخبات قلبه واطمئنانه، والحديث دليل على عدم فساد الصلاة بترك
(1) أخرجه ابن عساكر (56/ 268)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 216). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4817).
(2)
أخرجه الحاكم (2/ 255)، وكذلك البيهقي في الشعب (10012)، قال الحاكم: هذا حديث صحيح غير أن الشيخين لم يحتجا بعائذ بن شريح، وقال الذهبي: تفرد به حميد بن حماد عن عائذ وحميد منكر الحديث كعائذ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4820)، والسلسلة الضعيفة (1403).
الخشوع إذ لم يأمره بالإعادة، وحكى النووي الإجماع على عدم وجوبه وتعقبه التقريب بأن في كلام غير واحد ما يقتضي وجوبه (الحكيم (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه سليمان بن عمرو النخعي، قال العراقي في شرح الترمذي: سليمان بن عمرو (2) هو أبو داود النخعي متفق على ضعفه قال الزيلعي: أجمعوا على أنه يضع الحديث والمعروف أنه من قول سعيد بن المسيب ورواه ابن أبي شيبة وفيه راو لم يسم.
7430 -
"لو خفتم الله تعالى حق خيفته لعلمتم العلم الذي لا جهل معه، ولو عرفتم الله تعالى حق معرفته لزالت لدعائكم الجبال. الحكيم عن معاذ".
(لو خفتم الله تعالى حق خيفته) الخليفة التي يستحقها عليكم. (لعلمتم العلم الذي لا جهل معه) أي لعلمكم الله علماً يقيناً، وأشرقت أنوار اليقين على القلوب فرأت الأشياء على حقيقتها قال تعالى:{إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29]، فخيفة الله هي التي بها انفتاح أبواب الخيرات ويحتمل أن المراد لو خفتم الله لاجتهدتم في تعلم العلم ففتح لكم أبوابه وسهل أسبابه وألبسكم جلبابه، ويحتمل أنه أطلق العلم على العمل وأراد لو حصلت لكم الخليفة لكنتم عالمين علماً لا شك معه، فإن الخليفة من الله هي شعار العلماء وهي غاية ما يطلب من العلم {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]. (ولو عرفتم الله تعالى حق معرفته لزالت بدعائكم الجبال) لو أردتم ذلك قال الحكيم: حق معرفته أن تعرفه بصفاته العليا وبأسمائه الحسنى معرفة يستنير قلبه بها، وذلك أن من زالت الحجب عن قلبه وملأه بحب ربه وعرف عظمته وتحقق حكمته
(1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (3/ 210)، والبيهقي في السنن (2/ 285)، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (151)، ورواه ابن المبارك في الزهد (1188) مقطوعاً على ابن المسيب، ذكره الألباني في ضعيف الجامع (4821) والسلسلة الضعيفة (110) وقال: موضوع.
(2)
الميزان (3/ 305).
وعلم قربه من عبده فدعاءه لنا دعاه وأقبل على يداه وأناله ما يطلبه ويهواه [4/ 46]، وفيه الإعلام بأن العبد ما يحرم العلم وإجابة الدعوة إلا لسوء حاله وعدم معرفته لمولاه وإعراضه عن ماله. (الحكيم (1) عن معاذ).
7431 -
"لو دعا لك إسرافيل وجبريل وميكائيل وحملة العرش وأنا فيهم ما تزوجت إلا المرأة التي كتبت لك. ابن عساكر عن محمَّد السعدي (ض) ".
(لو دعا لك إسرافيل) صاحب الصور وفي تقديمه دليل على أنه أفضل ممن بعده ويحتمل أنه سلك طريقة الترقي. (وجبريل) سفير الله إلى أنبيائه ورسله بوحيه. (وميكائيل وحملة العرش) الثمانية المذكورون في الآية. (وأنا فيهم) من جملتهم في الدعاء (لما تزوجت) أيها الطالب أن ادعوا الله لك أن يزوجك بفلانة. (إلا المرأة التي كتبت لك) ففيه أنه لا يتم إلا ما كتبه الله لعبده وهذا فيما كتبه كتابة مطلقة وأما ما كتبه الله بشرط أن لا يدعو مثلا فإن الدعاء ينفع في ذلك. (ابن عساكر (2) عن محمَّد السعدي) رمز المصنف لضعفه.
7432 -
"لو دعى بهذا الدعاء على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة لاستجيب لصاحبه: لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام. (خط) عن جابر (ض) ".
(لو دعي بهذا الدعاء) الآتي لفظه (على شيء بين المشرق والمغرب) أي في أي كون من الأكوان (في ساعة من يوم الجمعة) المراد ساعة الإجابة ويحتمل الإطلاق (لاستجيب لصاحبه) الداعي به وكأنه قيل: ما هو؟ فقال: (لا إله إلا أنت يا حنان) كثير الحنو والعطف على عباده. (يا منان) كثير المنة عليهم (يا
(1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (3/ 106)، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة 2/ 808 وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4822) وقال في الضعيفة (4357): منكر.
(2)
أخرجه ابن عساكر (52/ 395)، من طريق ابن منده وقال: قال ابن منده: غريب ما كتبناه، إلا من هذا الوجه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4823).
بديع السماوات والأرض) مبدعها (يا ذا الجلال والإكرام) ثم يذكر حاجته وفيه سنة التوسل بالثناء قبل الدعاء (خط (1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه.
7433 -
"لو رأيت الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره. (هب) عن أنس (ض) ".
(لو رأيت) بفتح الضمير لمخاطب غير معين بل لكل من يصلح منه الرؤيا كما ذكره أئمة البيان في نظائره (الأجل) الغاية التي جعلها الله لحياة كل حيوان (ومسيره) إلى الرأي وهذا العطف من باب أعجبني زيد وكرمه في أن المراد المعطوف وإيقاع الرؤيا والسير عليه مجاز فإنها تتعلق بالأشباح لا بالمعاني، لكنه نزل الأجل منزلة ما يدرك بالعين (لأبغضت الأمل وغروره) فإن بالآمال ساءت الأعمال وذهل عن هجوم الآجال (هب (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأنه قال البيهقي: بعد سرده قال أبو بكر يعني ابن خزيمة: لم أكتب عن هذا الرجل يعني أحمد بن يحيى العدلي غير هذا الحديث.
7434 -
"لو رجمت أحداً بغير بينة لرجمت هذه. (ق) عن ابن عباس (صح) ".
(لو رجمت أحدا) من الزناة المحصنين (بغير بينة) على الزنا (لرجمت هذه) قاله لامرأة رميت بالزنا فظهرت الريبة في منطقها وهيئتها ومن يدخل عليها إلا أنها لم يقم عليها بينة توجب رجمها، وفيه دليل على أنه لا يقام الحد إلا بالبينة الشرعية، وفيه أن من لابس مظنة الريبة مظنة لها وأنه ينتج ذلك سوء الظن به،
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 115)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 845)، وقال: هذا حديث لا يصح فيه خالد بن يزيد قال يحيى وأبو حاتم: كذاب، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4824) والضعيفة (1398): موضوع.
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (10571)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4825)، والضعيفة (4121).
وفيه أن مع قيام البينة يتعين الرجم على مستحقه ولا عذر عن ذلك (ق)(1) عن ابن عباس.
7435 -
"لو عاش إبراهيم لكان صديقا نبياً. البارودي عن أنس ابن عساكر عن جابر وعن ابن عباس وعن ابن أبي أوفى".
(لو عاش إبراهيم) يعني ولده صلى الله عليه وسلم الذي من مارية أي لو طال عمره حتى بلغ مبلغ الرجال (لكان صديقاً) فعيل من الصدق صفة مبالغة أي كثير التصديق لله ولرسوله، أو قوته بحيث لا يزول لو زالت الجبال (نبياً) قال ابن عبد البر (2): لا أدري ما هذا فقد ولد نوح غير نبي ولو لم يولد النبي إلا نبيًّا لكان كل أحد نبيًّا لأنهم من ولد نوح انتهى.
قلت: هذا غير لازم فليس فيه ذكر التلازم وأنه لا يأتي من النبي إلا نبي إنما فيه أن هذا الفرد يكون نبياً، ولم يعلله بأن يكون كذلك لأنه ابن نبي وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فأنكره، وقال النووي: أنه حديث باطل وتعقبه ابن حجر بأنه قد ورد عن أربعة من الصحابة فلا يتم رده وإبطاله بل جواب الإشكال أن القضية الشرطية لا يلزم منها الوقوع.
قلت: هذا الصواب ونظيره "إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين" وبه يندفع ما يقال قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء فكيف يكون بعده نبي. (البارودي عن أنس، ابن عساكر عن جابر وعن ابن عباس وعن ابن أبي أوفى) سكت المصنف عليه وقد أخرجه ابن ماجة (3) بزيادة وأخرجه أحمد، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
(1) أخرجه البخاري (5310)، ومسلم (1497).
(2)
انظر: أسد الغابة (1/ 24)، والإصابة (1/ 175).
(3)
أخرجه ابن ماجة (1511) عن ابن عباس بزيادة"
…
ولو عاش لعتقت أخواله القبط، وما استرق قبطي"، وأحمد في مسنده (3/ 133) عن أنس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 162)، والعجلوني في كشف الخفا (2/ 206) وقال: أخرجه البارودي عن أنس، وابن عساكر عن جابر =
7436 -
"لو عاش إبراهيم ما رق له خال". ابن سعد عن مكحول مرسلاً".
(لو عاش إبراهيم ما رق له خال) أي ما بقي رقيقاً أحد من القبط كما في لفظ رواية ابن ماجة "ما استرق قبطي"(1) وذلك إما بحكم شرعي من الله تعالى تكرمة أو بأن يدخل القبط في الإِسلام طوعاً، (ابن سعد (2) عن مكحول مرسلاً).
7437 -
"لو عاش إبراهيم لوضعت الجزية عن كل قبطي. ابن سعد عن الزهري مرسلاً".
(لو عاش إبراهيم لوضعت)[4/ 47] مغير الصيغة أي وضع الله (الجزية عن كل قبطي) بكسر القاف نسبة إلى القبط وهم نصارى مصر وذلك لأنهم يسلمون فتوضع الجزية عنهم، فالحديث إخبار بأنهم يسلمون لو عاش، ويحتمل أن المراد أن الله تعالى بكرمه يوضعها عنهم مع بقائهم نصارى إكراما لإبراهيم عليه السلام، (ابن سعد (3) عن الزهري مرسلاً).
7438 -
"لو غفر لكم ما تأتون إلي البهائم لغفر لكم كثيراً. (حم طب) عن أبي الدرداء (ح) ".
(لو غفر لكم) من الذنوب. (ما تأتون) من ضرب وعسف وتحميل يقتدر (إلى البهائم لغفر لكم كثيراً) أي فإن الذي يأتونه إلى البهائم ذنب كبير ويحتمل أن المراد إن غفر هذا الذنب مع عظمه غفرت ذنوب غيره كثيرة هي دونه فغفرانها بالأولى وهذا فيه تحذير شديد عن تكليف البهائم ما لا تطيق وعن ضربها الموضع
= وعن ابن عباس وعن ابن أبي أوفى كما في الكنز (32204)، وصححه الحافظ في الفتح (10/ 579) والألباني في صحيح الجامع (5272).
(1)
أخرجه ابن ماجة (1511)، وقال الألباني في صحيح ابن ماجة: صحيح دون جملة العتق (1511).
(2)
أخرجه ابن سعد في طبقاته (1/ 144)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4829).
(3)
أخرجه ابن سعد في طبقاته (1/ 144)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4828)، الضعيفة (2293) وقال: موضوع.
وإهمالها عن الأكل والشرب (حم طب (1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رواه أحمد مرفوعًا ورواه ابنه موقوفاً وإسناده جيد.
7439 -
"لو قضي كان. (قط) في الأفراد، (حل) عن أنس".
(لو قضي كان) مغير الصيغة يأتيه ضمير عائد إلى ما قبله كما في سببه عن أنس قال: خدمت رسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين ما بعثني في حاجة قط لم تهيأ فلامني إلا قال دعوه فلو قضى كان أي وجد فهي تامة وفيه أنه لا يلام أحد فاته أمر بعد فعله السبب فإنه صلى الله عليه وسلم ما اكتفى بمجرد القضاء بل بعث في طلب الحاجة فلما فاتت رجع إلى الرضا (قط) في الأفراد (حل عن أنس)(2) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي في العلل: قال الدارقطني: تفرد به محمَّد بن مهاجر عن ابن عيينة ولم يتابع عليه واتفقوا على تضعيف ابن مهاجر، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث.
7440 -
"لو قيل لأهل النار أنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها، ولو قيل لأهل الجنة أنكم ماكثون عدد كل حصاة لحزنوا ولكن جعل الله لهم الأبدن (طب عن ابن مسعود) "(ض).
(لو قيل لأهل النار) الداخلين إليها (إنكم ماكثون في النار) أياماً أو أعواماً أو ساعات (عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها) أي بهذه المقالة لدلالتها على انتهاء العذاب وإن طال (ولو قيل لأهل الجنة إنكم ماكثون عدد كل حصاة)
(1) أخرجه أحمد في مسنده (6/ 441)، والبيهقي في شعب الإيمان (5188)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 191)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5274) والصحيحة (514).
(2)
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 179)، والبيهقي في الشعب (194، 5188)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (3/ 303)، والمقدسي في الأحاديث المختارة (1834)، وأورده العقيلي في الضعفاء (3/ 305) وقال: يروى عن أنس بأسانيد لينة، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 152) وقال: قال الدارقطني: تفرد به محمَّد بن مهاجر، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5275).
تقديره كما قدمناه وأقربها تقدير العام في المقامين (لحزنوا) من فراق النعيم الذي هم فيه (ولكن جعل لهم) أهل النار وأهل الجنة (الأبد) وهو ما لا غاية له ولا نهاية، قال الشارح: نبه به على أن الجنة باقية وكذا النار، وقد زلت قدم ابن القيم: فذهب إلى فناء الكفار تمسكا بمثل خبر الترمذي (1)"يأتي على النار زمن تخفق أبوابها ليس فيها أحد" وهذا ضلال بين، فإن المراد الموحدين، ورواية ابن عدي (2) عن أنس مرفوعاً:"ليأتين يوم على جهنم تخفق أبوابها ما فيها من أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم أحد" انتهى.
قلت: هذا عدم إنصاف منه في نقل كلام ابن القيم فإنه لم يقتصر في الدليل على هذه المسألة على حديث ابن عمر، بل أطال الاستدلال وبسط في المقال أودعه كتابه "حادي الأرواح" في الباب السابع والستين منه (3)، وفي كلامه ما يحتمل الرد وقد كتبنا عليه في هوامشه تنبيهات، فليس هو كلام باطل من كل وجه كما أفاده الشارح، ومن عجائب الشارح أن له على حديث الكتاب تحرف سوى ما نقلناه، ثم نقل كلام الزمخشري على حديث ابن عمر وهو معروف في الكشاف (4)، (طب (5) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه الحكم بن طهر مجمع على ضعفه.
(1) كذا فيما لدينا من المخطوط، والصواب "بمثل خبر البزار عن ابن عمرو" كما في فيض القدير (5/ 409)، والحديث أخرجه البزار في مسنده (2478).
(2)
أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 220)، وقال: وللعلاء بن زيد ما ذكرت من الحديث وهو منكر الحديث.
(3)
انظر: حادي الأرواح (1253)، وشفاء العليل (ص: 257 - 260).
(4)
الكشاف (1/ 564).
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 179)(10384)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 396)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4830)، والضعيفة (605): موضوع.
7441 -
"لو كان الإيمان عند الثريا لتناوله رجال من فارس". (ق ت) عن أبي هريرة" (صح).
(لو كان الإيمان) ليس المراد به معناه اللغوي ولا الشرعي بل أحكامه التي ما تنال إلا بالطلب (عند الثريا لتناوله رجال من فارس) قال الشارح: إن في معجم البلدان (1) أن العرب إذا ذكرت المشرق كله قالوا: فارس، قال وهذه الصفة نفسها نجدها في أهل خراسان دخلوا في الإِسلام رغبة ومنهم العلماء والفضلاء والمحدثون والمتعبدون وإذا حررت المحدثين من كل بلد وجدت نصفهم من خراسان وجل رجالات الرواة منها (ق ت (2) عن أبي هريرة) قالوا: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 3] قلنا: من هم يا رسول الله؟ فلم يجب حتى سُئل ثلاثاً، وفينا سلمان الفارسي فوضع رسول الله يده عليه ثم ذكره، ورواه مسلم بلفظ (3):"لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس"، ويحتمل أن المراد برجال رجل ويراد به سلمان الفارسي، إلا أنه لا يناسب نزول الآية في ذلك.
7442 -
"لو كان الحياء رجلاً لكان رجلاً صالحاً. (طس خط) عن عائشة".
(لو كان الحياء رجلاً) لو خلق الله منه رجلاً (لكان رجلاً صالحاً) قال الطيبي: فيه مبالغة، أي لو قدر أن الحياء رجل لكان صالحاً فكيف تتركونه وفيه جواز فرض المحال إذا تعلق به نكتة، (طس خط عن عائشة)(4) سكت عليه
(1) انظر: معجم البلدان (2/ 490).
(2)
أخرجه البخاري (4898)، ومسلم (2546)، والترمذي (3261).
(3)
أخرجه مسلم (230)، وأحمد (2/ 308).
(4)
أخرجه الطبراني في الأوسط (4718)، والخطيب في التاريخ (2/ 355)، وكذلك البيهقي في الشعب (7722)، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 268)، وانظر: المجمع (8/ 27) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4831)، والسلسلة (3889).
المصنف. وقال المنذري والهيثمي: فيه ابن لهيعة وهو لين وبقية رجاله رجال الصحيح.
7443 -
"لو كان الصبر رجلاً لكان رجلاً كريماً. (حل) عن عائشة (ض) ".
(لو كان الصبر رجلاً لكان رجلاً كريماً) فإن بالصبر يجتنب المعاصي صبراً عنها وتجتلب الطاعات صبراً عليها والكريم منه تلتمس لإقالة العثرات والإعانة على الطلبات وفيه تعظيم شأن الصبر والكرم. (حل (1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، وقال مخرجه: غريب تفرد به المعافى يعني ابن عمران ورواه عنها أيضاً الطبراني بلفظه، قال الزين العراقي فيه صالح (*) بن دينار ضعفه العقيلي (2) وغيره.
7444 -
"لو كان العجب رجلاً كان رجل سوء. (طص) عن عائشة (ض) ".
(لو كان العجب رجلاً لكان رجل سوء) قال الراغب (3): العجب ظن الإنسان من نفسه استحقاق منزلة هو غير مستحق لها فيتعين اجتنابه فإنه مهلك لا سيما للعالم ومن أدويته أن يعلم أن علمه وفهمه وجودة ذهنه وفصاحته وغير ذلك من النعم فضل من الله عليه وأمانة منه لديه ليرعاها حق رعايتها والعجب بها كفران لها وتعريض لزوالها لأن معطيه إياها قادر على سلبها عنه (طص (4) عن عائشة)
(1) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (8/ 290) وقال: غريب من حديث الثوري تفرد به المعافي عنه وتفرد أيضاً بحديث الثوري عن أبي إسحاق، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4832) وفي السلسلة (3889).
(*) في المخطوطة "صالح" وصوابه صبيح كما في تخريج الإحياء (4/ 25)، وحلية الأولياء (8/ 290).
(2)
تخريج الإحياء (4/ 25)، الضعفاء الكبير (2/ 217).
(3)
فيض القدير (5/ 322).
(4)
أخرجه ابن وهب في جامعه (460)، والطبراني في الصغير (245)، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (5026)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4833) وقال: ضعيف جداً، وجاء في الأصل "طس" وفي ضعيف الجامع للألباني "طب" ولم أجده إلا في الصغير وفي الأوسط بلفظ: "لو =
رمز المصنف لضعفه ففيه عبد الرحمن بن معاوية أورده الذهبي في الضعفاء (1) وقال: قال مالك: ليس بثقة وابن معين وغيره لا يحتج به.
7445 -
"لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه. (طب) عن ابن مسعود (ض) ".
(لو كان العسر) بضم الفاء والعين وتسكن. (في جحر) بضم الجيم الخرق ويحتمل أنه بالحاء المفتوحة أي باطن جحر (لدخل عليه اليسر) ضبطه مثل نقيضه. (حتى يخرجه) إخبار عما قدره الله من إبدال كل عسر في أي أمر باليسر وأنه لا يمنع عن تبديله مانع وتمام الحديث عند مخرجه ثم قرأ {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)} [الشرح: 6] فالحديث منتزع من الآية، وما كان للمصنف حذفه. (طب (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه مالك النخعي وهو ضعيف.
7446 -
"لو كان العلم معلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس. (حل) عن أبي هريرة، الشيرازي في الألقاب عن قيس بن سعد (ض) ".
(لو كان العلم معلقا بالثريا) مبالغة في بعده (لتناوله قوم من أبناء فارس) أي تناولوه ونالوه وفيه الإخبار بهمتهم في طلب العلم، قال ابن تيمية (3): قد تبين بهذا الحديث ونحوه أن العبرة بالأسماء التي مدحها الله وذمها كالعالم والجاهل والمؤمن والكافر والبر والفاجر، وقد جاء الكتاب بمدح بعض الأعاجم قال الله
= كان الفحش
…
" (336)، والبوصيري عزاه إلى الصغير في الصغير والأوسط بلفظ "إن الفحش .. " إتحاف الخيرة المهرة برقم (5188).
(1)
المغني في الضعفاء (2/ 387).
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 70)(9977)، وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 193)، وابن حجر في فتح الباري (8/ 712) وقال: إسناده ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4834)، والسلسلة الضعيفة (1403)، وقال: ضعيف جداً.
(3)
اقتضاء الصراط المستقيم (ص 144).
تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 2، 3] وفي الترمذي عن أبي هريرة مرفوعاً في قوله تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} [محمَّد: 38] أنهم من أبناء فارس (1) ورويت آثار كثيرة في فضل رجال من فارس كالحسن وابن سيرين وعكرمة إلى أن وجد بعدهم من المبرزين في العلم والدين حتى صاروا أفضل من أكثر العرب والفضل الحقيقي هو اتباع ما بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم من الإيمان والعلم، فكل من كان فيه أمكن كان أفضل (حل (2) عن أبي هريرة الشيرازي في الألقاب عن قيس بن سعد" رمز المصنف لضعفه وقد أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة بلفظ "لو كان العلم معلقاً بالثريا لتناوله ناس من أبناء فارس " قال الهيثمي: فيه شهر وثقه جمع وبقية رجاله رجال الصحيح وتقدمت رواية الشيخين له عن أبي هريرة. آنفاً.
7447 -
"لو كان الفحش خلقاً لكان شر خلق الله. ابن أبي الدنيا في الصمت عن عائشة".
(لو كان الفحش خلقاً) تقدم تفسيره غير مرة خلقاً لم يقل رجلاً إشارة إلى أن الفحش لقبحه لا يصلح أن تفرض جملته رجلاً (لكان أشر خلق الله) فهو في الصفات أشر صفة يتخلق بها الإنسان (ابن أبي الدنيا في الصمت (3) عن عائشة)
(1) رواه الترمذي (3260) والآية من سورة محمَّد (38).
(2)
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 64)، وأحمد في مسنده (2/ 296، 420، 422، 469)، وابن حبان في صحيحه (7309)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 74)، وابن عدي في الكامل (4/ 39) ثم قال: وشهر هذا ليس بالقوي في الحديث وهو لا يحتج بحديثه، والعقيلي في الضعفاء (4/ 397) وقال: هذا يروى بغير هذا الإسناد من طريق صالح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4835)، والسلسلة الضعيفة (2054).
(3)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (657)، وأبو داود الطيالسي (1495) والطبراني في الأوسط (331)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4836).
سكت عليه المصنف وفيه عبد الجبار بن الورد (1) قال البخاري: يخالف في بعض حديثه: قال في الميزان: هو أخو وهب بن الورد وثقه أبو حاتم وأخرجه عن عائشة [4/ 49]، الطبراني والطيالسي واليشكري [4/ 49].
7448 -
"لو كان القرآن في إهاب ما أكلته النار. (طب) عن عقبة بن عامر وعن عصمة بن مالك (ض) ".
(لو كان القرآن في إهاب) هو الجلد الذي لم يدبغ وخصه لسرعة إحراق النار له ليبسه بخلاف المدبوغ فإنها أبعد تأثيرا فيه (ما أكلته) وفي لفظ ما مسته (النار) فيه قولان أحدهما: أنه كان ذلك معجزة في زمنه صلى الله عليه وسلم كما تكون المعجزات في زمن النبوة ثانيهما: المراد من علمه الله القرآن لم تحرقه نار الآخرة فجعل جسم حافظ القرآن كالإهاب له. قال الطيبي: التمثيل وارد على المبالغة والعرض كما في قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي} [الكهف: 109] أي ينبغي ويحق أن القرآن لو كان في مثل هذا الشيء الحقير الذي لا يؤبه له ويلقى في النار ما مسته فكيف بالمؤمن الذي هو أكرم خلق الله وقد وعاه في صدره وتفكر في معانيه وعمل بما فيه كيف تمسه فضلاً عن أن تحرقه (طب (2) عن عقبة بن عامر وعن عصمة بن مالك) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك انتهى. وأخرجه أحمد والدارمي عن عقبة وفيه عندهما ابن
(1) عبد الجبار بن الورد قال الذهبي عنه في المغني (1/ 367) ثقة وقال: قال البخاري: يخالف في بعض حديثه ووثقه أبو حاتم في الجرح والتعديل (6/ 31)، وقال ابن حبان في الثقات (7/ 136) يخطئ ويهم، وقال العقيلي في الضعفاء (3/ 85) يخالف في بعض حديثه، وقال ابن حجر في التقريب (3745) صدوق يهم.
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 172)(850) وأحمد في مسنده (4/ 155) والبيهقي في الشعب (2699)، والروياني في مسنده (216)، وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 158) عن عصمة بن مالك، وابن عدي في الكامل (6/ 469)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 295)، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (1/ 221)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (5282).
لهيعة وأخرجه البيهقي في الشعب وابن عدي عن عصمة المذكور، وأخرجه ابن عدي أيضاً عن مجهل بن سعد، قال العراقي: وسنده ضعيف، قيل: إلا أنه يتقوى بتعدد طرقه فقد رواه ابن حبان عن سهل بن سعد ورواه البغوي في شرح السنة.
7449 -
"لو كان المؤمن في جحر ضب لقيض الله له من يؤذيه. (طس هب) عن أنس (ض) ".
(لو كان المؤمن في جحر) بضم الجيم وسكون المهملة (ضب) أي في سربه الذي يكون في باطن الأرض (لقيض الله له فيه من يؤذيه) لأنه تعالى جعل هذه الدار دار بلاءً للمؤمنين ليكفر عنهم بما يبتلون به ذنوبهم ويغسل بها أدرانهم فلا يخلوا المؤمن عن الأذية إما من خاصته أو من عامة الناس ليدخل تحت قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134]، وفي التعبير بقيض دلالة على أنه خير للعبد فإنه يستعمل في تيسير الشيء المطلوب فكان ذلك مطلوب للمؤمن لما تحيطه ذنوبه والإخبار بهذا ليوطن نفسه على بلايا هذه الدار قال تعالى:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} [آل عمران: 186] ومن نظر في حال الصحابة بل المصطفى صلى الله عليه وسلم علم صدق هذا فإنه ابتلي هو ومن معه بأذية المشركين أولاً في مكة، ثم لما هاجروا ابتليوا بأذية المنافقين (طس هب (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه أبو قتادة بن يعقوب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
7450 -
"لو كان المؤمن على قصبة في البحر لقيض الله له من يؤذيه. (ش) عن (2) ".
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (9282)، والبيهقي في الشعب (9791)، والقضاعي في مسند الشهاب (1834)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 286)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4838)، والسلسلة الضعيفة (4360).
(2)
هكذا دون ذكر الصحابي كما في المخطوط.
(لو كان المؤمن على قصبة) بفتح القاف والصاد المهملة والموحدة والمراد على قصر كائن (في البحر) قد بعد عن الناس هذه الغاية (لقيض الله له من يؤذيه) ولو من غير بني آدم ليحقق له الإيمان ويمحي عنه إثم ما لعله يأتيه من النقصان. (ش (1) عن) هكذا بخط المصنف .. ولم يذكر صحابيه.
7451 -
"لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه. (حم هـ) عن عائشة (ح) ".
(لو كان أسامة) بضم الهمزة: هو ابن زيد مولاه صلى الله عليه وسلم وابن مولاه (جارية لكسوته) من محاسن ثياب النساء كما يدل له قرينة آخره (وحليته) خير حلية النساء. (حتى أنفقه) بضم الهمزة وتشديد الفاء وكسرها من التنفيق: هو بيان علة ما ذكر وهو أنه يكسوه ويحليه لينفق بالزواج وفيه أن زواج الحريم ينبغي أن يكون مقصوداً للأولياء وأن يرغبوا الناس في طلبهن بتحسين الهيئة وتجميل الملبوس وأخذ منه العراقي أن للولي أن يحلي وليته ولو بثمنه من مالها ليرغب فيها. (حم هـ (2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ العراقي بعد عزوه إلى أحمد: إسناده صحيح وسبب الحديث عن عائشة قالت: عثر أسامة فشج وجهه فقال صلى الله عليه وسلم: "أميطوا عنه الأذى فتعذر به فجعل يمص الدم ويمسحه عن وجهه ثم ذكره".
7452 -
"لو كان بعدي نبيا لكان عمر بن الخطاب. (حم ت ك) عن عقبة بن عامر، (طب) عن عصمة بن مالك.
(لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب) أي لو قدر الله أن بعدي نبيًّا
(1) أخرجه ابن أبي شيبة (35242)، من رواية سلمة بن كهيل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4837) وفيه كلمة غيرة واضحة.
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (6/ 139، 222)، وابن ماجة (1976)، وصححه العراقي في تخريج الإحياء (2/ 197) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5279)، والسلسلة الصحيحة (1019).
لصلح لذلك عمر لما فيه من قوة في دين الله ونفاذ بصيرة [4/ 50] وعزيمة صدق وفراسة موافقة للحق مع الإعراض عن الدنيا والزهد فيها، قال ابن حجر: خص عمر لما وقع له من الموافقات في عصر النبوة التي نزل بها القرآن ووقع له بعد وفاته صلى الله عليه وسلم عدة إصابات (حم ت ك (1) عن عقبة بن عامر) استغربه الترمذي وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، ورمز المصنف له بالصحة (طب عن عصمة بن مالك) سكت المصنف عليه، قال الهيثمي: فيه الفضل بن المختار ضعيف.
7453 -
"لو كان جريج الراهب فقيها عالماً لعلم إن أجابته دعاء أمه أولى من عبادة ربه. الحسن بن سفيان، والحكيم وابن قانع، (هب) عن حوشب الفهري (ض) ".
(لو كان جريج) بالجيم فراء فمثناة تحتية فجيم بصيغة التصغير. (الراهب فقيها عالماً) فإنه كان راهباً غير فقيه كما أشعر به هذا الحديث. (لعلم إن أجابة) أمه حين نادته وهو يصلي (أولى من عبادة ربه) وذلك أنه كان يصلي فنادته أمه فلم يقطع صلاته لإجابتها فقالت: اللهم إن كان سمع ولم يجب فلا تمته حتى يعظم في عين المومسات، فبغى باغ بامرأة فولدت فقيل لها: ممن؟ قالت: من جريج، فجاءوه ليقتلوه، فضحك وقال للمولود: من أبوك؟ قال الراعي: وهو أحد الأربعة الذين تكلموا في المهد كما مر، قال الحافظ ابن حجر (2): هذا إن حمل على إطلاقه أفاد جواز قطع الصلاة مطلقاً لإجابة الأم نفلاً أو فرضًا وهو حجه عند
(1) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 154)، والترمذي (3686) وقال: حديث حسن غريب، والحاكم في المستدرك (3/ 85) عن عقبة بن عامر، والطبراني في الكبير (17/ 298)(822) عن عصمة بن مالك، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 68)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5284)، الصحيحة (327).
(2)
انظر: الفتح (6/ 482).
الشافعية وقال النووي: كغيره هذا محمول على أنه كان مباحاً في شرعهم والأصح أن الصلاة إن كانت نفلًا وعلم بأذى الأم بالترك وجبت الإجابة وإلا فلا، وإن كانت فرضًا وضاق الوقت لم يجب وإلا وجبت عند إمام الحرمين وخالفه غيره وعند المالكية الإجابة في النفل أفضل من التمادي، وعلى الثاني اختصاصه بالأم دون الأب وفيه عظم حق الوالدين وإجابة دعائهما سيما الأم، (الحسن بن سفيان، والحكيم وابن قانع. هب)(1) وكذا الخطيب كلهم من طريق الليث (عن) شهر (بن حوشب) بفتح المهملة وسكون الواو وفتح المعجمة (الفهري) بكسر الفاء وسكون الهاء وآخره راء نسبة إلى فهو بن مالك، قال البيهقي: هذا إسناد مجهول انتهى. ومن ثمة رمز المصنف لضعفه، وقال الذهبي في الصحابة (2): هو مجهول انتهى. وفيه محمَّد بن يونس الكديمي قال ابن عدي: متهم بالوضع وقال ابن منده: حديث غريب تفرد به الحكم بن الريان عن الليث.
7454 -
"لو كان حسن الخلق رجلاً يمشي في الناس لكان رجلاً صالحاً. الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عائشة".
(لو كان حسن الخلق) تقدم تفسيره ويجمعه من قال: طلاقة الوجه وكف الأذى وبذلك المعروف حسن الخلق (رجلاً يمشي في الناس لكان رجلاً صالحاً) يقتدى به، ويتبع آثاره ويلتمس الخير من أياديه، ويفهم منه أنه لو كان سوء الخلق رجلاً يمشي في الناس لكان رجل سوء كما سيصرح به قريباً يبعد عنه وينفر عن الاقتداء به، وفيه أن من تخلق بالخلق الحسن فكأنه قد طوي في ذاته رجل صالح فينجوا من العذاب كما ينجو الرجل الصالح، (الخرائطي في
(1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (7880)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 76)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (13/ 4) والحسن بن سفيان كما في الكنز (45441)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (4839) والضعيفة (1599) وقال: موضوع.
(2)
انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 144) رقم (1486).
مكارم الأخلاق (1) عن عائشة).
7455 -
"لو كان سوء الخلق رجلاً يمشي في الناس لكان رجل سوء. وإن الله تعالى لم يخلقني فحاشاً الخرائطي في مساوئ الأخلاق عن عائشة".
(لو كان سوء الخلق رجلاً يمشي في الناس) زاد هذه الصفة في هذا والأولى إكمال التصوير لهما والترغيب في الأول والتنفير عن الثاني. (لكان رجل سوء، وإن الله تعالى لم يخلقني فحاشاً) بصيغة المبالغة من الفحش وهو بذاءة اللسان وهو أعظم صفات سيء الخلق، قال النووي: الفحش هو التعبير عن الأمور المستقبحة بعبارات صريحة وإن كانت صحيحة والمتكلم بها صادق ويكثر ذلك في نحو ألفاظ الوقاع، فينبغي أن يعبر عن ذلك بالكنايات ويعبر عنها بعبارات جميلة، يفهم بها الغرض وبذلك جاء القرآن والسنة، فيكنى عن الجماع بالدخول والوقاع ولا يصرح بالنيك والجماع، وعن البول والغائط بقضاء الحاجة وكذا ذكر العيوب كالبرص ونحوه يعدل عنها إلى الكنايات، (الخرائطي في مساوئ الأخلاق (2) عن عائشة)، قال الحافظ العراقي: وكذا رواه ابن أبي الدنيا من رواته ابن لهيعة عن النضر عن أبي سلمة عنها.
7456 -
"لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين. (حم ت هـ) عن أسماء بنت عميس (صح) ".
(لو كان شيء سابق القدر) أي غالبه [4/ 51]، وقاضياً عليه على سبيل الفرض والتقدير. (لسبقته العين) أي الإصابة بها وهو إعلام بقوة تأثير العين
(1) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (36)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4840)، والضعيفة (1848).
(2)
أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (2)، ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت (331)، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (3/ 77)، والألباني في ضعيف الجامع (4841) والسلسلة الضعيفة (3889).
وتقدمت فيها أحاديث في العين وتحقيقها بسطناه هنالك.
نكتة: في كتاب دخل عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه ابنه محمَّد وكان من أحسن الناس وجهًا فدخل عليه في ثياب وشي وله غديرتان فقال الوليد: هكذا يكون فتيان قريش فعانه فخرج متوشحاً فوقع في اصطبل الدواب فلم تزل الدواب تطؤه بأرجلها حتى مات ثم وقعت الأكلة في رجل عروة فبعث له الوليد الأطباء، فقالوا: إن لم نقطعها سرت فنشرها بالمنشار فأخذها وهو يكبر ويهلل ويقلبها، وقال: أما والذي حملني عليك ما مشيت بك إلى حرام قط ثم قدم المدينة فتلقاه أهله يعزونه فلم يزد على {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62] ثم قال لا أدخل المدينة إنما أنا بها بين شامت وحاسد (حم ت هـ (1) عن أسماء بنت عميس) رمز المصنف لصحته في ما ضبط على خطه وقال الشارح لحسنه.
قلت: وفي الكبير حسن صحيح وهو يدل لصحته الصحة.
7457 -
"لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا اغتسلتم فاغسلوا. (ت) عن ابن عباس (صح) ".
(لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين) فينبغي ممن عرف بأنه عائن أن يبرك على ما يستحسنه كما قال صلى الله عليه وسلم (وإذا استغسلتم) مغير الصيغة أي طلب ممن يظن أنه عان أخاه أن يغسل لينفع المعين. (فاغسلوا) أي افعلوا ما طلب منكم وذلك بأن يغسل العائن وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة
(1) أخرجه أحمد في مسنده (6/ 438)، والترمذي (2059) وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه (3510)، والنسائي في السنن الكبرى (7537)، والطبراني في الكبير (24/ 143)(379)، والبيهقي في السنن (9/ 348)، والشعب (11225)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5286)، والصحيحة (1252).
إزاره في قدح ثم يصبه على المصاب ذكره الإِمام مالك رحمه الله وتقدم هذا (ت (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته.
7458 -
"لو كان لابن آدم وادٍ من مال لابتغى إليه ثانياً، ولو كان له واديان لابتغى لهما ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب. (حم ق ت) عن أنس، (حم ق) عن ابن عباس، (خ) عن ابن الزبير، (هـ) عن أبي هريرة، (حم) عن أبي واقد، (تخ) والبزار عن بريدة (صح) ".
(لو كان لابن آدم واد من مال) وفي رواية: "لو أن لابن آدم واديان من مال" وفي أخري: "من ذهب"، وفي أخرى:"من ذهب وفضة". (لابتغى) افتعل أي طلب. (إليه ثانياً) عداه بإلي لأنه ضمنه معنى الضم، أي طلب ضاماً إليه ثانياً. (ولو كان له واديان لابتغى لهما ثالثاً) والظاهر أن المراد وهلم جرا بدليل قوله (ولا يملأ جوف ابن آدم) وفي لفظ:"نفس"، وفي أخرى "ولا يسد جوف"، وفي أخرى "ولا يملأ عين" وفي أخرى "ولا يملأ فاه" وفي أخرى "يملأ بطنه" وليس المراد عضواً معيناً بل الغرض من العبارات كلها واحد وذلك تفنن في العبارة ذكره الكرماني (إلا التراب) أي لا يزال حريصاً حتى يموت ويمتلئ جوفه من التراب في قبره والمراد من ابن آدم الجنس وإلا فقد تقنع منهم البعض بما يعطاه (ويتوب الله على من تاب) أي يقبل توبة من تاب من الحرص المذموم وغيره والحديث إعلام بما جبل عليه نوع ابن آدم من حب المال والتعريض بأنه ذنب ينبغي التوبة منه والإرشاد إلى أنه لا يزول الطمع والحرص بكثرة المال بل بإقناع النفس كما قيل:
ما كل ما فوق البسيطة كافيًا
…
وإذا قنعت فبعض شيء كافٍ
(1) أخرجه الترمذي (2062) وقال: حديث حسن صحيح، وأخرجه مسلم (2188).
(حم ق ت)(1) عن أنس (حم ق)(2) عن ابن عباس (خ)(3) عن الزبير (هـ)(4) عن أبي هريرة (حم)(5) عن أبي واقد (تخ)(6) والبزار عن بريدة.
7459 -
"لو كان لابن آدم وادٍ من نخل لتمنى مثله ثم تمنى مثله حتى يتمنى أودية ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. (حم حب) عن جابر".
(لو كان لابن آدم واد من نخل) هذا خاص بعد ذلك العام وخص النخل لأنه أعظم ما في أعين المخاطبين لأنه زرع أرضهم. (لتمنى مثله) زيادة عليه (ثم) لو أعطي مثله. (لتمني مثله) أي الثاني أو مثل الأول. (حتى يتمنى أودية) بلا غاية (ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب)(حم حب (7) عن جابر).
7460 -
"لو كان لي مثل أحد ذهباً ليسرني أن لا يمر على ثلاث وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين. (خ) عن أبي هريرة (صح) ".
(لو كان لي مثل أحد) الجبل المعروف بالمدينة (ذهباً) بالنصب على التميز قال ابن مالك: وقوع التمييز بعد مثل قليل (ليسرني) جواب لو (أن لا يمر ثلاث) يحتمل ساعات أو ليال والآخر أظهر وليس معي منه شيء بل ينفقه في سبيل الخيرات (إلا شيء) بدل من الأول وصح لأن جواب لو في حكم المنفي (أرصده) بضم الهمزة وكسر الصاد المهملة أعده (لدين) أحفظه لقضاء دين لأنه أقدم من الصدقة وهذا استثناء للخاص من العام لأنه قيده بالصفة فلا
(1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 272)، والبخاري (6439)، ومسلم (1048)، والترمذي (2337).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (1/ 370)، والبخاري (6439)، ومسلم (1049).
(3)
أخرجه البخاري (6436).
(4)
أخرجه ابن ماجه (4235).
(5)
أخرجه أحمد في مسنده (5/ 218).
(6)
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2998).
(7)
أخرجه أحمد في مسنده (3/ 341)، وابن حبان في صحيحه (3233)، وأبو يعلى في مسنده (1899)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5289).
يتوهم أنه استثني الشيء من نفسه والحديث أفاد الحث على إنفاق المال، [4/ 52] وعدم ادخاره وأن السرور في إنفاقه لا في حفظه إلا ما يعد لقضاء دين (خ (1) عن أبي هريرة) ورواه مسلم بمعناه.
7461 -
"لو كان مسلما فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه بلغه ذلك. (د) عن ابن عمرو (ح) ".
(لو كان مسلماً) أي الميت (فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه) أي فعلتم عنه أي فعل من أفعال البر بغير وصية لأنه الظاهر (بلغه) أجر (ذلك) وفيه دليل ناهض على لحوق أي عمل يعمل من الميت من قريب أو غيره وأنه يؤجر على ذلك ويبلغه وعليه أدلة واضحة وفيه خلاف معروف (د (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه.
7462 -
"لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافر منها شربة ماء. (ت) والضياء عن سهل بن سعد".
(لو كانت الدنيا تعدل) وفي لفظ عند أبي نعيم "لو وزنت الدنيا"(جناح بعوضة) أي لو كان لها مقدار عند الله وعظمته ولو هذا القدر (ما سقى الكافر منها شربة ماء) فإنه لكفره لا يستحق ذلك فما له عند الله مقدار لكنه لا قدر لها عنده فأعطى الكفار منها شهواتهم فالزاهد في الدنيا ينبغي أن يجعل زهده لأجل حقارتها عند الله ويعلم أن الرغبة فيها تعظيم لما حقره الله تعالى منها (ت (3)
(1) أخرجه البخاري (7228)، ومسلم بمعناه (991).
(2)
أخرجه أبو داود (2883)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5291).
(3)
أخرجه الترمذي (2320) وقال: حديث صحيح غريب، وابن ماجة (4110)، والحاكم في المستدرك (4/ 320) وصححه، والطبراني في الكبير 12/ 348 (5840)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 253)، والبيهقي في الشعب (10465)، وأورده العقيلي في الضعفاء (3/ 46) وقال: تابعه زكريا بن منظور وهو دونه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5292)، والصحيحة (943).
والضياء عن سهل بن سعد) قال الترمذي: صحيح غريب، وتعقب عليه بأن فيه عبد الحميد بن سليمان أورده الذهبي في الضعفاء (1) وقال: قال أبو داود: غير ثقة ورواه عنه ابن ماجة وعنده فيه زكريا بن منظوم (2) قال الذهبي في الضعفاء: منكر الحديث ورواه عنه الحاكم وصحَّحه ورده الذهبي بأن زكريا بن منظوم ضعفوه.
7463 -
"لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. (ت) عن أبي هريرة، (حم) عن معاذ (صح) (ك) عن بريدة".
(لو كنت آمراً) أي إذناً أو أمراً حقيقة. (أحداً أن يسجد لأحد) غير الله. (لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) لأنه أعظم الخلق عليها حقا وفيه عظمة حق الزوج على الزوجة وتمام الحديث عند مخرجه: ولو أمرها أن تنتقل من جبل أبيض إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أبيض لكان ينبغي لها أن تفعله، وقد حقق الغزالي في الأحياء حقوق الزوجين بعضهم إلى بعض (ت (3) عن أبي هريرة) وقال الترمذي: حسن غريب، (حم عن معاذ وك عن بريدة) وفيه عند الترمذي محمد بن عمر قال في الكاشف (4): ضعفوه، ورمز المصنف بالصحة على أحمد.
7464 -
"لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق. (د ك) عن قيس بن سعد (صح) ".
(1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 369)، وانظر ميزان الاعتدال (4/ 250)، وتقريب التهذيب (3764)، والكاشف (3106).
(2)
هكذا في المخطوط وصوابه زكريا بن منظور انظر المغني في الضعفاء (1/ 240)، وانظر ميزان الاعتدال (3/ 110)، والتقريب (2026)، والكاشف (1646).
(3)
أخرجه الترمذي (1159) عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 361)، ابن ماجة (1853)، والطبراني في الكبير (5/ 208 (5116)، وصححه جميعهم عن معاذ بن جبل، وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 172) وصححه عن بريدة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5294)، والصحيحة (1203).
(4)
انظر الكاشف (2/ 204).
(لو كنت آمراً أحداً) باجتهاد أو بوحي. (أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن) لكن السجود لا يكون لأحد إلا الله لما جعل الله لهم عليهن من الحق، وفيه أن السجود أعظم أنواع التعظيم. (د ك (1) عن قيس بن سعد) رمز المصنف لصحته، وسببه قال قيس: أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبانهم فأتيت، فقلت: يا رسول الله أنت أحق أن يسجد لك فذكره وتمامه: ولو كان من قدمه إلى مفرق رأسه يتبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
7465 -
"لو كنت متخذا من أمتي خليلاً دون ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي. (حم خ) عن ابن الزبير، (خ) عن ابن عباس (صح) ".
(لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً دون ربي) هو كالاستثناء المنقطع بعد قوله من أمتي، والخليل الصاحب الواد الذي يفتقر إليه ويعتمد عليه (لاتخذت أبا بكر خليلاً) لأنه أقرب أحبابي إليّ وأقدمهم صحبة وأكثر بنفسه وماله مواساة في سبيل الله (ولكن أخي وصاحبي) أخي في الدين وصاحبي فيه وكفى بهما شرفاً (حم خ (2) عن ابن الزبير خ عن ابن عباس"، ورواه مسلم بمعناه وقال المصنف: إنه متواتر وأخرجه عن بضعة عشر صحابيًّا.
7466 -
"لو كنت مؤمراً على أمتي أحداً من غير مشورة منهم لأمرت عليهم ابن أم عبد. (حم ت هـ ك) عن علي (صح) ".
(لو كنت مؤمراً على أمتي أحداً) أي جاعله أميرًا لسرية أو غيرها "من غير مشورة منهم". (لأمرت عليهم ابن أم عبد) يعني عبد الله بن مسعود لكماله
(1) أخرجه أبو داود (2140)، والحاكم في المستدرك (2/ 187) وصححه، والبزار في مسنده (3747)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4842).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (4/ 4، 5)، والبخاري (3658) عن ابن الزبير، وأخرجه البخاري (3656) عن ابن عباس، ومسلم (2383) عن ابن مسعود.
بذلك وأهليته لما هنالك، إلا أنه صلى الله عليه وسلم قد أخذ الله عليه المشاورة في أمره كله كما قال تعالى:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159] وعد ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم وفيه فضيلة لابن مسعود. (حم ت هـ ك (1) عن علي) رمز المصنف لصحته.
7467 -
"لو كنتِ امرأة لغيرت أظفارك بالحناء. (حم ن) عن عائشة (ح).
(لو كنتِ) بكسر التاء لأنه خطاب لمؤنثة. (امرأة لغيرت أظفارك) أي لونها. (بالحناء) قاله لامرأة مدت يدها إليه من وراء الستر لتبايعه فقبض يده، وقال: ما أدري أيد رجل أم امرأة قالت: امرأة، قال ابن حجر (2): إنما أمرها بالخضاب لتستر بشرتها، فخضاب اليد مندوب للنساء للفرق بين كفها وكف الرجل [4/ 53]، بل قال بعضهم: من تركته فقد دخلت في الوعيد الوارد في المتشبهات بالرجال، فتركه حرام، إلا أنه قيل: لم يقل بوجوبه أحد (حم ن (3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، إلا أنه قال ابن عدي: إنه غير محفوظ، وقال في العارضة (4): أحاديث الحناء كلها ضعيفة أو مجهولة.
7468 -
"لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم (حم ك) عن أبي حدرد (صح) ".
(لو كنتم تغرفون) بالغين المعجمة والراء والفاء: من الغرف وحذف المفعول وهو المغروف وكأن المراد ذهباً أو مالا أو نحوه كما يدل له سببه عن أبي حدرد أنه استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم في نكاح فقال: كم أصدقت؟ قال: مائتي درهم، فقال: لو كنتم .. الحديث (من بطحان) ضبطه القاضي بضم الباء
(1) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 107، 108)، والترمذي (3808) وقال: حديث غريب، وابن ماجة (137)، والحاكم في المستدرك (3/ 318)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4844)، والضعيفة (2327): ضعيف جداً.
(2)
انظر التلخيص الحبير (2/ 237).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (6/ 262)، والنسائي في المجتبى (8/ 142)، وانظر الكامل لابن عدي (6/ 463)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4843).
(4)
انظر: عارضة الأحوذي (8/ 211).
وسكون الطاء: اسم واد بالمدينة ولكنه ضبطه في معجم ما استعجم (1) بفتح أوله وكسر ثانيه وبحاء مهملة على وزن فعلان قال: ولا يجوز غيره، والحديث استكثار لما ذكره من الصداق (حم ك (2) عن أبي حدرد) بفتح المهملة أوله وسكون المهملة بعدها فراء فآخره مهملة الأسلمي، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.
7469 -
"لو لم تذنبوا لجاء الله تعالى بقوم يذنبون ليغفر لهم. (حم) عن ابن عباس (ح) ".
(لو لم تذنبوا) تأتون بالذنب (لجاء الله تعالى بقوم يذنبون) ثم يستغفروه كما في رواية أخرى (فيغفر لهم) فالذنب من بني آدم قد سبق من الله العلم أنهم يأتونه، فلو فرض أنكم أيها المخاطبون لم توقعوا ذنباً لجاء قوم آخرون فأتوا ذنباً يستغفرون الله منه، فالإتيان بالقوم المذنبين لحكمة أنه يظهر كرم الله وعفوه وغفرانه، فالغرض هو مغفرة الله لا ذنبهم كما أشعر به قوله "فيغفر لهم" فالذنوب بها تنكسر القلوب ويقبل المحب على المحبوب إن تاب منها واستغفر. (حم (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات، وقد
(1) معجم ما استعجم (1/ 258).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (3/ 448)، والحاكم في المستدرك (2/ 178) وصححه، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 282)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5299)، والصحيحة (2173).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (1/ 289)، والطبراني في الكبير (12/ 172)(12794)، وأورده الذهبي في الميزان (7/ 208) وذكر من مناكيره هذا الحديث، وابن عدي في الكامل (7/ 205) وقال: وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن يحيى بن عمرو بن مالك بهذا الإسناد وأحاديث آخر بهذا الإسناد عن يحيى بن عمرو بن مالك مما لا أذكرها وليس ذاك بمحفوظ أيضًا، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 215) وقال: فيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5301)، والصحيحة (970).
أخرجه مسلم في التوبة من حديث أبي أيوب بقريب من ألفاظه وأخرجه أيضاً من حديا أبي هريرة بلفظ: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيغفر لهم"(1).
7470 -
"لو لم تكونوا تذنبون لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب العجب. (هب) عن أنس (ض) ".
(لو لم تكونوا تذنبون) بغير العجب فإنه ذنب أيضاً (لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك) من الذنوب (العجب العجب) بالنصب فيهما الأول بدل من ما، والثاني تأكيد له، ويجوز الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره وهو العجب وتقدم تفسير العجب (هب (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: فيه سالم أو سلام بن أبي الصهباء قال البخاري: منكر الحديث، وقال أحمد: حسن الحديث ورواه باللفظ المذكور ابن حبان في الضعفاء والديلمي في مسند الفردوس وطرقه كلها ضعيفة ولذا قال في الميزان (3): عقيب إيراده ما أحسنه من حديث لو صح، وقال المنذري: رواه البزار بإسناد جيد.
7471 -
"لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله تعالى رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً. (حم د) عن علي (ح) ".
(لو لم يبق من الدهر إلا يوم) قبل قيام الساعة. (لبعث الله تعالى رجلاً من
(1) أخرجه مسلم (2749) عن أبي هريرة، وأخرجه أيضاً عن أبي أيوب (2748).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (7255)، والقضاعي في مسند الشهاب (1447)، والديلمي في مسند الفردوس (5126)، وابن حبان في المجروحين (1/ 340) في ترجمة سلام بن أبي الصهباء وقال: من فحش خطؤه وكثر وهمه لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، ومن زعم أنه أخو عبد الرحمن بن أبي الصهباء فقد وهم ذاك صدوق وهذا مخطئ، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (3/ 248)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5303).
(3)
انظر ميزان الاعتدال (3/ 257، 258)، ولسان الميزان (3/ 58)، والمغني في الضعفاء (1/ 271)، وضعفاء العقيلي (2/ 159)، والكامل في الضعفاء (2/ 159).
أهل بيتي) قد بين أنه من ولد فاطمة من ولد الحسن عليهم السلام. (يملأها) أي الأرض وإن لم يسبق لها ذكر لإنه يعلم من قوله. (عدلاً كما ملئت جوراً) فلا تقوم إلا بعد امتلائها بالجور والأحاديث في خروجه وصفاته وأحواله قد جمعت فيها مؤلفات مبسوطة. (حم د عن علي)(1) رمز المصنف لحسنه، قال ابن الجوزي: فيه ياسين العجلي، قال البخاري: فيه نظر (2).
7472 -
"لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. (د) عن ابن مسعود"(ح).
(لو لم يبق من الدنيا) أي من أيامها. (إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجل من أهل بيتي) جاء أنه من ولد الحسن وجاء أنه من ولد الحسين وجمع بينهما بأن أباه من أحد السبطين وأمه من الآخر. (يواطئ) يوافق. (اسمه اسمي) وأسماؤه صلى الله عليه وسلم كثيرة وأشهرها محمد. (واسم أبيه اسم أبي) وهو عبد الله. (يملأ الأرض قسطاً) بكسر القاف. (وعدلاً) عطف تفسيري. (كما ملئت ظلماً و) عطف (جوراً) على ظلم كذلك، وفيه أنه لابد من خروج المهدي وأنه يمده لتأخره وفيه أنه يخرج بعد كثرة الجور في الأرض كلها لأنه ظاهر التعريف وأنه يملك الأرض كلها فيملأها عدلاً (د (3) عن ابن مسعود). رمز المصنف لحسنه وأخرجه الترمذي، وقال: حسنٌ صحيحٌ.
7473 -
"لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوله الله حتى يملك رجل من أهل بيتي جبل الديلم والقسطنطينية. (هـ) عن أبي هريرة (ح).
(1) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 99)، وأبو داود (4283)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 856)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5305).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 729)، والكامل في ضعفاء الرجال (7/ 185).
(3)
أخرجه أبو داود (4282)، والترمذي (2231)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5304).
(لو لم [4/ 54] يبق من الدنيا إلا يوم لطوله الله حتى يملك رجل من أهل بيتي) يحتمل أنه المهدي ويحتمل أنه غيره والأول أظهر. (يملك جبل الديلم) مضبوط فيما قوبل على خط المصنف بالمثناه التحتية أي عالم الديلم بفتح المهملة واللام. (والقسطنطينية) بضم القاف وسكون السين وفتح الطاء وسكون النون وكسر الطاء الثانية: أعظم مدن الروم وكأنه خصها لأنها أعظم المدن فما يملكها إلا وقد ملك ما دونها. (هـ (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.
7474 -
"لو مرت الصدقة على يدي مائة لكان لهم من الأجر مثل أجر المبتدئ من غير أن ينقص من أجره شيئاً. (خط) عن أبي هريرة".
(لو مرت الصدقة) النفل أو الفرض (على يدي) بالتثنية (مائة) من الساعين فيها. (لكان لهم) أي لكل واحد منهم (من الأجر مثل أجر المبتدئ) أي المخرج لها من ماله. (من غير أن ينقص من أجره شيئاً) فيه الحث على المشاركة في الصدقة والسعي فيها.
إن قلت: المبتدئ أخرج جزءاً من ماله فكيف يماثله أجر من لم يخرج من ماله شيئاً.
قلت: المثلية لا تستلزم المساواة من كل وجه وله نظائر مثل "من عزى مصاباً كان له مثل أجره".
(خط (2) عن أبي هريرة)، سكت المصنف عليه وفيه عبد الله بن سعيد المقبري، قال في الضعفاء للذهبي (3): تركوه.
7475 -
"لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا سعد بن معاذ، ولقد ضمه ضمة
(1) أخرجه ابن ماجة (2779)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4846)، والضعيفة (4361).
(2)
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (7/ 131)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4847)، والضعيفة (1603) وقال: ضعيف جداً.
(3)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 340)، وتقريب التهذيب (1/ 306).
ثم روخي عنه. (طب) عن ابن عباس" (ض).
(لو نجا) سلم (أحد) من المؤمنين (من ضمة القبر) التي ثبتت بها الأحاديث. (لنجا سعد بن معاذ) فإنه من أكرم أهل الإيمان عند الله ولذا اهتز عرش الرحمن لوفاته. (ولقد ضمه ضمةً) نكرها للتعظيم والظاهر أنه لا يضمه إلا بعد إعادة الروح إليه وفي لفظ: "ولقد ضغطته الأرض ضغطة اختلفت لها ضلوعه"، وأخرج الحكيم (1) عن جابر بن عبد الله قال: لما تُوفي سعد بن معاذ ووضع في حفرته سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كبر وكبر القوم معه فقالوا: يا رسول الله لما سبحت؟ قال: "هذا العبد الصالح لقد تضايق عليه قبره حتى فرجه الله عنه" فسُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "كان يقصر في بعض الطهور من البول" انتهى. الله أعلم بصحة هذا الحديث وساق الشارح أحاديث في معناه الله أعلم بحالها وحديث الكتاب قاض بأنه لابدَّ لكل مدفون من ضمة اللحد تنزه عن البول أو لم يتنزه وقد استثني من عموم الحديث الأنبياء عليهم السلام ذكره المصنف في الخصائص وفي التذكرة للقرطبي (2) استثنى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: كأنه لكونها بضعة منه. (ثم روخي عنه) بضم الراء والخاء المعجمة من المراخاة المساهلة. (طب (3) عن ابن عباس). رمز المصنف لضعفه ولكن قال الهيثمي: رجاله موثقون.
7476 -
"لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم، أنا حظكم من النبين وأنتم حظي من الأمم. (هب) عن عبد الله بن الحارث (ض) ".
(لو نزل موسى) بن عمران من السماء فإنها مقر الأنبياء بعد الموت.
(1) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 233).
(2)
انظر: التذكرة للقرطبي (ص: 154)، والروض الأنف (1/ 335).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (6593)، والكبير (10/ 334 (10827)، وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 46)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5306)، والصحيحة (1695).
(فاتبعتموه) على شريعته. (وتركتموني لضللتم) قال الراغب: الضلال: العدول عن الاستقامة، أي عدلتم عن الاستقامة لأن شرعه منسوخ بشرعي ولأني خاتم الرسل فلا نبي بعدي (أنا حظكم من النبين وأنتم حظي من الأمم) فإذا نزل عيسى نزل متبعا لشرع نبينا صلى الله عليه وسلم عامل به. (هب (1) عن عبد الله بن الحارث) قال: دخل عمر على النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فيه مواضع من التوراة فقال: هذه كتب أصبتها مع رجل من أهل الكتاب فقال: اعرضها عليّ، فعرضها فتغير وجهه تغيراً شديداً ثم ذكره. رمز المصنف لضعفه.
7477 -
"لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم، ولكن اليمين على المدعَى عليه. (هـ ق حم) عن ابن عباس (صح) ".
(لو يعطى الناس بدعواهم) من دون بينة (لادعى ناس دماء رجال وأموالهم) بالباطل أو بالحق ولا يعلم فجعل الله مناطاً للدعوى (ولكن اليمين على المدعى عليه) إن لم يقم المدعي البينة. وقد ثبت عند البيهقي بإسناد جيد "البينة على المدعي واليمين على من أنكر"(2) وإنما اقتصر في حديث الكتاب على ما يلزم المدعى عليه لأنه آخر ما به يقع الفصل ولأنه ذكر في صدر الدعوى المجردة فأبان أنها تدفع باليمين. (حم ق هـ (3) عن ابن عباس).
7478 -
"لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء. (هب) عن أبي هريرة".
(لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه) من الداء الذي يحركه الشرب
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (5201)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5308).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (8/ 123).
(3)
أخرجه ابن ماجة (2321)، والبخاري (4552)، ومسلم (1711)، وأحمد في مسنده (1/ 342)، والنسائي (5994).
قائماً، (لاستقاء) أي تكلف القيء قال الزمخشري (1): التقيء أبلغ من الاستقاءة وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم شرب قائماً فقال الجماهير إنه لبيان الجواز، قال النووي (2): الصواب أن النهي للتنزيه وفعله لبيان الجواز. (هب (3) عن أبي هريرة)، سكت عليه المصنف، وقال الذهبي [4/ 55] قلت: هذا منكر وهو من جزأ الحفار (4) ورواه البيهقي أيضاً من طريق قال الذهبي: إنه منقطع.
7479 -
"لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمر. مالك (ق4) عن أبي جهيم (صح) ".
(لو يعلم المار بين يدي المصلي) أمامه بالقرب منه قال العراقي: ما المراد بقوله بين يديه؟ هل يتعلق بقدر، أو بوجود سترة، أو يعم الحكم؟ قيده أصحابنا بما إذا كان بينه وبين السترة فإن فقدت السترة فقيل: يحد بقدر السترة وهو ثلاثة أذرع قال: والمراد أن يمر بين يديه معترضاً فلو كان قاعداً بين يديه أو قائماً أو نائماً فمر بين يدي المصلي لجهة القبلة لم يدخل في الوعيد الآتي. (ماذا عليه) في رواية من الإثم وأنكرها ابن الصلاح، وما استفهامية مبتدأ ذا خبرها والجملة قائمة مقام مفعولي علم لأنه علقه الاستفهام وجواب لو محذوف أي لو علم لوقف وقوله (لكان أن يقف أربعين) يحتمل سنة ويوما وشهراً وساعة إلا أنه زاد البزار (5) في روايته: خريفاً.
(خيراً له) بالنصب على خبرية كان وفي الترمذي بالرفع على اسميتها والخبر
(1) الفائق (3/ 239).
(2)
شرح مسلم (13/ 195).
(3)
أخرجه البيهقي في السنن (7/ 282)، وابن حبان (534)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5336)، الصحيحة (2175).
(4)
أحد رواته وهو: أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحضار شيه البيهقي، انظر سير أعلام النبلاء (17/ 293).
(5)
أخرجه البزار في مسنده (3782).
أن يقف (من أن يمر بين يديه) والحديث يفيد أنه لا يمر مطلقاً ولو لم يجد طريقاً بل يقف حتى يفرغ المصلي وإن طال قال العراقي: فيه إبهام ما على المار بين يدي المصلي من الإثم، قال النووي (1): فيه تحريم المرور بين يدي المصلي وسترته فإن لم يكن سترة كره وهذا إذا لم يفعل المصلي الصلاة في الطريق فإن فعل فلا تحريم على المار ولا كراهة، قيل: للمار مع المصلي أربعة أحوال:
الأول: أن يكون له مندوحة عن المرور ولم يتعرض المصلي لمرور الناس عليه فالإثم خاص بالمار.
الثاني: ألا يكون له مندوحة عنه ويتعرض له المصلي فالإثم خاص بالمصلي.
الثالث: أن يكون له مندوحة عنه ويتعرض له المصلي فيأثمان.
الرابع: ألا يكون له مندوحة ولا يتعرض له المصلي فلا إثم على واحد منهما.
قيل: وفي تأثيم المصلي تأمل إذ غايته أنه مكروه (مالك ق4 (2) عن أبي جهيم) بالجيم بصيغة التصغير صحابي أنصاري قيل: اسمه عبد الله (3).
7480 -
"لو يعلم المار بين يدي المصلي لأحب أن ينكسر فخذه ولا يمر بين يديه. (ش) عن عبد الحميد بن عبد الرحمن مرسلاً".
(لو يعلم المار بين يدي المصلي) حذف مفعولي يعلم تفخيمًا للشأن ما عليه. (لأحب أن ينكسر فخذه ولا يمر بين يديه) لأن عقوبات الدنيا وآلامها أهون من عقوبات الآخرة، ووجه النهي أن المصلي مناج ربه تعالى والمار شوش عليه فكره ويشتت ذهنه، وتقدم تحديد ذلك، وقيل: أن يمر بينه وبين مقدار سجوده،
(1) المنهاج (4/ 217).
(2)
أخرجه مالك في الموطأ (362)، والبخاري (510)، ومسلم (507)، وأبو داود (701)، والترمذي (336)، والنسائي في المجتبى (2/ 66)، ابن ماجة (945)، وأحمد في مسنده (4/ 169).
(3)
انظر: الإصابة (4/ 44).
وقيل: أن تكون بينه وبينه رمية حجر وهذا بعيد وفيه جواز استعمال لو في الوعيد والتهديد، فإن قلت: قد ورد النهي عن فتح باب لو؟
قلت: ذلك إذا كان في الخوض في القدر بغير علم (ش (1) عن عبد الحميد بن عبد الرحمن مرسلاً) قال: وقد مر رجل بين يديه وهو يصلي فجره حتى كاد يخرق ثوبه فلما انصرف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فذكره" قال الزين العراقي في شرح الترمذي: وعبد الحميد روى عن التابعين فالحديث معضل.
7481 -
"لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنت من الجنة أحد. (ت) عن أبي هريرة (ح) ".
(لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة) على الذنوب من غير أن ينظر إلى رحمة الله (ما طمع في الجنة أحد) لأن الله شديد العقاب وكل بني آدم أهل الذنوب. (ولو يعلم الكافر مما عند الله من الرحمة) التي أدخرها ليوم القيامة (ما قنت من الجنة أحد) قال الطيبي: وسياق الحديث في بيان صفتي القهر والرحمة لله تعالى فكانت صفاته غير متناهية لا يبلغ كنه معرفتها أحد فكذا عقوبته ورحمته فلو فرض وقوف المؤمن على كنه صفات القهار لظهر منه ما يقنط من ذلك الخلق طرا فلا يطمع في جنته أحد، هذا معنى وضع أحد موضع ضمير المؤمن ويمكن أن يراد بالمؤمن الجنس على الاستغراق فتقديره أحد منهم ويكون المعنى المؤمن اختص بأن طمع في الجنة فإذا انتفى الطمع عنه فقد انتفى عن الكافر وكذا الكافر يختص بالقنوط، فإذا انتفى القنوط عنه انتفى عن الكل، (ت (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وقد أخرجه الشيخان في التوبة.
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 253) وقال الألباني في ضعيف الجامع (2911) والضعيفة (5222): منكر.
(2)
أخرجه الترمذي (3542)، ومسلم (2755)، وأحمد في مسنده (2/ 334).
7482 -
"لو يعلم المرء ما يأتيه بعد الموت ما أكل أُكلة ولا شرب شُرْبَةً إلا وهو يبكي ويضرب على صدره. (طص) عن أبي هريرة (ض) ".
(لو يعلم المرء ما يأتيه بعد الموت) من الأهوال والشدائد (ما أكل أُكلة) بضم الهمزة بزنة لقمة ومعناه (ولا شرب شرْبَةً إلا وهو يبكي ويضرب على صدره) حيرة ودهشا وخوفاً مما يلقاه، [4/ 56] قال الغزالي (1): فعلى العاقل أن يتفكر في الآخرة وأهوالها وشدائدها وحسرات العاصين في الحرمان من النعيم المقيم وهذا فكر لداع في القلوب جار إلى السعادة ومن تصاعد قلبه على التلذذ بالفكرة في الدنيا ولذاتها والفرح بها والسرور فهو من الهالكين (طص (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، فيه إبراهيم بن هراسة قال الذهبي: في الضعفاء (3) تركه الجماعة.
7483 -
"لو يعلم الناس من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده. (حم خ ت هـ) عن ابن عمر (صح) ".
(لو يعلم الناس من الوحدة) أي الانفراد في الأسفار (ما أعلم ما سار راكب بليل) ولا ماش (وحده) وإنما خص الراكب لأنه أولى بتجنب السير وحده لما يخاف من ضلال راحلته ونفورها فالاحتياج إلى من يزاولها معه فهو بالسفر منفرداً متعرض للشر أكثر، والنهي عن السفر بالانفراد لما يفوت من مصالح الدين من الجماعة والتعاضد على الخير ومصالح الدنيا، ولما يخاف عليه من الأعداء والسباع وفيه أن الإنسان مأمور بحفظ نفسه منهي عن التعرض للشر
(1) الإحياء (4/ 59).
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (359)، والأوسط (3434)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 324)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4861).
(3)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 29).
فلا يسافر وحده، (حم خ ت هـ (1) عن ابن عمر).
7484 -
"لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا. مالك (حم ق ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(لو يعلم الناس) من المؤمنين (ما في النداء) بالأذان للصلوات (والصف الأول) في الجماعة أي من الخير والأجر والبركة (ثم لم يجدوا) شيئاً من وجوه الأولوية التي بها يستحقون الأذان والصلاة في الصف الأول (إلا أن يستهموا عليه) أي على ما ذكر فإفراد الضمير من باب {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68](لاستهموا) لإحراز الأجر في ما ذكر أي اقترعوا سهام القرعة أو لارتموا بالسهام، قال الطيبي: عبر بثم المؤذنة بتراخي رتبة الاستباق عن العلم وقدم التأذين دلالة على التهيؤ للهيئة الموصلة إلى المقصود الذي هو المثول بين يدي رب العزة فيكون بين المقربين وأطلق مفعول العلم ليفيد ضرباً من المبالغة بأنه مما لم يدخل تحت الحصر والوصف وكذلك في ذكر الاستهام من المبالغة ما لا يخفى لأنه لا يقع إلا على الأمر الذي يتنافس فيه المتنافسون، ويرغب فيه الراغبون سيما وقد أخرجه الاستثناء والحصر وليت شعري بماذا يتشبث ويتمسك من طرق سمعه هذا وتخلف عن الجماعة خصوصاً عن الاستباق إلى الصف الأول (ولو يعلمون ما في التهجير) التبكير لأي صلاة، قال البيضاوي: ولا ينافيه الأمر بالإبراد لأن الأمر به رخصة عند بعضهم ومن حمله على الندب يقول: الإبراد تأخير يسير لا يخرج بذلك عن حد التهجير.
قلت: في قوله عن حد التهجير تأمل فإن الإبراد يخرج الوقت عن أوله وهي ساعة التهجير فليكن التهجير مخصصًا بغير أيام الإبراد وهي أيام اشتداد الحر
(1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 24)، والبخاري (2836)، والترمذي (2998)، وابن ماجة (3768).
(لاستبقوا إليه) أي لبادر كل واحد حتى يكون سابقا وفي لفظ الاستباق دليل أن المراد بالتهجير الخروج للجماعات إلى المساجد فلا يدخل من صلى في منزله أول الوقت في ذلك (ولو يعلمون ما في) إذا صلوه. (العتمة) من الثواب وهي بفتح المثناة الفوقية والعين المهملة أي صلاة العشاء، (و) ثواب صلاة (الصبح لأتوهما) لفعلها في جماعة (ولو) كان على حذف كان واسمها وهو كثير بعد لو كما قاله الطيبي وغيره الإتيان. (حبواً) بفتح المهملة وسكون الموحدة أي مشيا على الركب، وقيل: المراد بالحبو هنا الزحف، ورده أبو زرعة بأن في رواية أبي داود على الركب (1)، والحديث يفسر بعضه بعضاً، وقد ورد النهي عن تسمية العشاء عتمة، وحمل على التنزيه لهذا الحديث وأمثاله. (مالك حم ق ن (2) عن أبي هريرة) زاد أحمد في روايته فقلت لمالك أما تكره أن يقال: العتمة قال: هكذا قال من حدثني.
7485 -
"لو يعلم الناس ما لهم في التأذين لتضاربوا عليه بالسيوف. (حم) عن أبي سعيد (ح) ".
(لو يعلم الناس ما لهم في التأذين) أي الإجابة ويحتمل أن أريد الأول. (لتضاربوا عليه بالسيوف) كل يريد أن يؤذن، فإن قلت: وهل يندب أن يؤذنوا كلهم لو اجتمعوا؟
قلت: ما وقع في عصر النبوة إلا ترتيب الأذان لمعينين، فلو أذن كل واحد كان بدعة.
(حم (3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: فيه ابن لهيعة
(1) أخرجه أبو داود (554).
(2)
أخرجه مالك (149، 293)، وأحمد في مسنده (2/ 236، 278)، والبخاري (615)، ومسلم (436)، والنسائي (1/ 476).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (3/ 29)، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 325)، والمنذري في الترغيب =
وقال الهيثمي: مثله، قال الشارح: وفيه أيضاً دراج عن أبي الهيثم وقد ضعفوه (1).
7486 -
"لو يعلم أحدكم ما له في أن يمر بين يدي أخيه معترضا في الصلاة كان لأن يقيم مائة عام خير له من الخطوة التي خطاها. (حم هـ) عن أبي هريرة (ح).
(لو يعلم أحدكم ما له) أقيم اللام مقام على أي عليه من الإثم (في أن يمر بين يدي أخيه) المسلم (معترضا في الصلاة) تقدم شرحه (كان لأن يقيم مائة عام خيرًا له [4/ 57] من الخطوة التي خطاها) قال الطحاوي (2): التقييد بالمائة في هذا الخبر بعد التقييد بالأربعين وقع زيادة في تعظيم الوزر، وتقدم نظائره في الأخبار بالأكثر بعد الإخبار بالأقل. (حم هـ (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.
7487 -
"لو يعلم صاحب المسألة ما له فيها لم يسأل. (طب) والضياء المقدسي عن ابن عباس (صح) ".
(لو يعلم صاحب المسألة) للناس تكثر أو لغير حاجة (ما له فيها) من الإثم والهوان عند الله (لم يسأل) فإن الله تعالى هو الذي ينبغي أن تنزل به الحاجات وتلتمس منه الطلبات وفي ذم المسألة أحاديث عدة. (طب (4) والضياء عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه قابوس بن أبي ظبيان وفيه كلام،
= والترهيب (1/ 108)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4862).
(1)
انظر المعني في الضعفاء (1/ 222).
(2)
انظر: تحفة الأحوذي (2/ 256).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 371)، وابن ماجة (946)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4859).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 108)(12616)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (550)، وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 93)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5342).
قال الشارح: وأقول: فيه أيضاً حرملة بن يحيى أورده الذهبي في الضعفاء (1) وقال: قال أبو حاتم: لا يحتج به وجرير بن حازم قال الذهبي: تغير قبل موته.
7488 -
"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة. (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة، (حم د ن) عن زيد بن خالد (صح) ".
(لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) استدل به على أن الأمر يفيد التكرار فإنه لا مشقة لو كان مرة واحدة.
قلت: فيه تأمل لقوله مع كل صلاة فإنه استفيد التكرار منه (مالك حم ق ت ن هـ (2) عن أبي هريرة، حم د ن) عن زيد بن خالد.
7489 -
"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل. (حم ت) والضياء عن زيد بن خالد الجهني (صح) ".
(لولا) كلمة تدل على انتفاء الشيء لوجود غيره فانتفى هنا أمر الإيجاب لوجود المشقة (أن أشق على أمتي لأمرتهم) أمر إيجاب وإلا فقد أمرهم أمر ندب لكن لا مشقة فيه مع التخيير وذهب إسحاق بن راهوية وبالغ حتى قال: إن من تركه عمداً لا تصح صلاته، وقال داود بمثله، ولكن لا تبطل صلاة تاركه. (بالسواك عند كل صلاة) فرضاً أو نفلاً ويحتمل أنها لا يحمل عند الإطلاق إلا على الفرض، قيل: يؤخذ منه أن أمر الندب ليس بأمر حقيقة لأن السواك مندوب والشارع أخبر أنه لم يؤمر به وفي السواك عدة أحاديث سلف بعضها (ولأخرت العشاء) أي صلاته (إلى ثلث الليل) لأنه أفضل، وفيه أنه ليس أول وقت كل
(1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 153)، وانظر ميزان الاعتدال (1/ 243).
(2)
أخرجه مالك (145)، أحمد (2/ 45)، والبخاري (877)، ومسلم (252)، والترمذي (22)، والنسائي (7)، وابن ماجة (287)، وأبو داود (46)، جمعيهم عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (4/ 116)، وأبو داود (47)، والنسائي في الكبرى (1/ 37) جمعيهم عن زيد بن خالد.
صلاة أفضل بل قد يكون التأخير أفضل. (حم ت (1) والضياء عن زيد بن خالد الجهني) رمز المصنف لصحته، قال ابن منده: أجمعوا على صحته، قال النووي: وغلط بعض الأئمة الكبار، فقال: إن البخاري لم يخرجه وأخطأ، قال المصنف: هو متواتر.
7490 -
"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء. مالك والشافعي (هق) عن أبي هريرة. (طس) عن علي"(صح).
(لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء) أي مصاحباً له وفيه أنه يندب عند الوضوء ويندب عند الصلاة لكن هل يكرره من استعمله عند الوضوء ينظر، ويحتمل أن المراد بعند الصلاة عند الوضوء لأنه مفتاح الصلاة إلا أنه أخرج ابن ماجة أنه كان صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين ثم ينصرف فيستاك (2) قال ابن حجر (3): إسناده صحيح، وهو نص في المراد. مالك والشافعي (هق (4) عن أبي هريرة طس عن علي) رمز المصنف لصحته.
7491 -
"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، ومع كل وضوء بسواك. (حم ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم) أي باجتهاد منه صلى الله عليه وسلم أو بوحي من الله تعالى وجعل له الخيرة في أمرهم أو أنه أمره بأن يأمرهم إذا لم يشق عليهم فوجده صلى الله عليه وسلم
(1) أخرجه أحمد (4/ 114)، والترمذي (23)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5316).
(2)
أخرجه ابن ماجة (228)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (288)، وصحيح الجامع (4961).
(3)
انظر التلخيص الحبير (1/ 62)، وفتح الباري (4/ 159).
(4)
أخرجه البيهقي مالك (146)، والشافعي في الأم (1/ 23)، وفي السنن (1/ 35)، والطبراني في الأوسط (238) عن أبي هريرة، وأخرجه الطبراني في الأوسط (1238) عن علي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5317).
شاقا فترك الأمر به وأخبرهم بذلك وهذا جار فيما سلف من نظائره (عند كل صلاة بالوضوء) وقد ورد أن هذا كان ثابتاً في أول الأمر (ومع كل وضوء بسواك) لكنه صلى الله عليه وسلم لكمال شفقته على الأمة لم يأمرهم بما يشق عليهم، وإن وقع الأمر بأشياء شاقة كالقتال والصوم لكنه بعزيمة من الله وإمضاء حكم ليس فيه رد ولا تخيير، قال ابن دقيق العيد: حكمة ندب السواك عند القيام إلى الصلاة كونها حالة تقرب إلى الله تعالى يقضي كونه حال كمال ونظافة، إظهاراً لشرف العبادة (حم ن (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو ثقة حسن الحديث، وقال المنذري: إسناده جيد.
7492 -
"لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة كما فرضت عليهم الوضوء. (ك) عن العباس بن عبد المطلب (صح) ".
(لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة) قال العراقي: يطلق على الفعل وعلى الآلة التي يتسوك بها والظاهر أن المراد هنا الفعل ويحتمل إرادة الآلة بأن يقدر لفرضت عليهم استعماله (كما فرضت عليهم الوضوء) وفرض الوضوء بالوحي إلا أنه صح إسناد الفرضية إليه صلى الله عليه وسلم لأنه بواسطته وما عرف إلا من جهته والتشبيه [4/ 58] في مجرد الفرضية وإلا فإن الظاهر أنه كان سيفرض السواك لكل صلاة والوضوء لا يجب إلا على من أحدث. (ك (2) عن العباس بن عبد المطلب) رمز المصنف لصحته ورواه البزار والطبراني وأبو يعلى، قال الهيثمي: فيه أبو علي الصيقل، قال ابن السكن: مجهول.
(1) أخرجه أحمد (2/ 258)، والنسائي (2/ 197)، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 221)، والمنذري في الترغيب والترهيب (1/ 98)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (5318).
(2)
أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 146)، وأحمد (1/ 214)، وأبو يعلى في مسنده (6710)، والبزار في مسنده (1302)، والطبراني في الكبير (2/ 64)(1301)، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 221)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4854).
7493 -
"لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الوضوء، ولأخرت صلاة العشاء الآخرة إلى نصف الليل. (ك هق) عن أبي هريرة (صح) ".
(لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الوضوء) ينظر في التوفيق بين هذا وبين قوله مع كل صلاة، قال الشارح: إنه دال على ندب السواك مطلقاً لأنه دل على ندبه بعند الوضوء والدال على المقيد دال على المطلق انتهى.
قلت: وفيه تأمل. (ولأخرت صلاة العشاء الآخرة إلى نصف الليل) تقدم إلى ثلث الليل فهذا كما سلف أنه صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا بعد الإخبار بالثلث. (ك هق (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: لم يخرجا لفظ فرضت وهو على شرطهما وليس له علة وشاهده ما قبله انتهى. وقول النووي: كابن الصلاح هذا حديث منكر لا يعرف، ذهول عجيب، قال ابن حجر (2): ويتعجب من ابن الصلاح أكثر فإنهما وإن اشتركا في قلة النقل من المستدرك لكن ابن الصلاح ينقل من سنن البيهقي كثيراً والحديث فيه.
7494 -
"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك والطيب عند كل صلاة. (ص) عن مكحول مرسلاً (ض) ".
(لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك والطيب عند كل صلاةٍ) فيه ندبية الطيب إن ثبت الأمر به ندبا من غير هذا كما ثبت في السواك، أما هذا الحديث وأمثاله فلا يدل على الندب لأنه نفى أمر الإيجاب ولا يلزم منه ثبوت أمر الندب، وحكمة التطيب لقربان الصلاة واضحة لأنه حال مناجاة للرب وقرب
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 146)، والبيهقي في السنن (1/ 36)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5319).
(2)
انظر: النكت على كتاب ابن الصلاح (ص: 328)، والتلخيص الحبير (1/ 92)، وفيض القدير (1/ 41).
من ملائكته ودخول بيوته وإن كانت في المسجد. (ص (1) عن مكحول مرسلاً) رمز المصنف لضعفه.
7495 -
"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يستاكوا بالأسحار. أبو نعيم في كتاب السواك عن ابن عمرو".
(لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يستاكوا بالأسحار) كأن المراد عند القيام إلى صلاة أو تلاوة، ويحتمل لشرف الوقت لأنه وقت التنزل الإلهي. (أبو نعيم في كتاب السواك (2) عن ابن عمرو) قال ابن حجر: في إسناده ابن لهيعة.
7496 -
"لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها كلها، فاقتلوا منها الأسود البهيم. (د ت) عن عبد الله بن مغفل (صح) ".
(لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها كلها) في القاموس (3): الأمة الرجل الجامع للخير والإمام وجماعة أرسل إليهم رسول والجيل من كل حي وأقرب ما يريد هنا الأخير، وكأنه قد نهى الله عن استئصال أمة بحيث لا يبقى منها أحد، فكان مانعاً له صلى الله عليه وسلم عن قتلها كلها، وكان الحامل على قتلها ما فيه من النجاسة والأذية بالعض ونحوه (فاقتلوا منها الأسود البهيم) الشديد السواد فإنه أضرها وأشرها وأبقوا ما سواه إلا ما يضر بدليل آخر. (د ت (4) عن عبد الله بن
(1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن كما في الكنز (26195)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4853).
(2)
أخرجه أبو نعيم في كتاب السواك كما في الكنز (26196)، وأورده ابن عدي في الكامل (2/ 450)، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 69) رواه أبو نعيم وفي إسناده ابن لهيعة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4852)، والضعيفة (4364).
(3)
القاموس المحيط (ص 1391).
(4)
أخرجه أبو داود (2845)، والترمذي (1486)، وابن ماجه (3205)، وأحمد (4/ 85) وقال الترمذي: حسن صحيح، جميعهم عن عبد الله بن مغفل، وأخرجه الطبراني في الأوسط (5163) عن عائشة، وأورده الهيثمي في المجمع 4/ 43، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5322).
مغفل) رمز المصنف لصحته، ورواه الطبراني وأبو يعلى عن عائشة قال الهيثمي: وسنده حسن.
7497 -
"لولا أن المساكين يكذبون ما أَفْلَحَ من رَدَّهم. (طب) عن أبي أمامة (ض) ".
(لولا أن المساكين يكذبون) عند طلبهم وسؤالهم وشكواهم زيادة على ما هم فيه (ما أَفْلَحَ من يردهم) قادراً على إنالتهم لأن المواساة واجبة وترك فعل الواجب يوجب عدم الفلاح، سمعتْ عائشة رضي الله عنها سائلاً يقول: من يعشيني أطعمه الله من ثمار الجنة فعشته، فخرج يقول: من يعشيني أطعمه الله من ثمار الجنة، فقالت: هذا تاجر لا مسكين. (طب (1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف، قال في الميزان: لا يصح في هذا الباب شيء وحكم ابن الجوزي بوضعه ونازعه المصنف.
7498 -
"لولا أن لا تدافنوا لدعوتُ الله أن يُسمعكم عذابَ القبر. (حم م ن) عن أنس (صح) ".
(لولا أن لا تدافنوا) أي لولا خوفي أن تتركوا التدافن مخافة أن يصيبكم من العذاب ما أصاب الميت. (لدعوتٌ الله أن يُسمعكم عذابَ القبر) أي عذاب الميت في القبر فإنكم لو سمعتم ذلك لتركتم موتاكم بلا دفن مخافة أن يعذبوا أو لاشتغال كل منكم بنفسه حتى يفضي بكم إلى ترك التدافن، وقيل: لا زائدة ومعناه: لولا أن تموتوا من سماعه فإن القلوب لا تطيق سماعه فيصعق الإنسان لوقته فكنى عن الموت بالتدافن، ويؤيد هذا الحديث الآخر لو سمعه الإنسان
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 246)(7967)، وابن عدي في الكامل (5/ 9)، والديلمى (5070)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 102)، وانظر الميزان (4/ 234)، واللسان (3/ 385)، والضعفاء للعقيلي (3/ 59). وقال الألباني في ضعيف الجامع (4855) والسلسلة الضعيفة (4365): ضعيف جداً.
لصعق أي مات، وفي لفظ لأحمد:"لولا أن تدافنوا" بإسقاط لا وهي تدل على زيادتها. (حم م ن (1) عن أنس".
7499 -
"لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يُذنبون فيَغفر لهم. (حم م ت) عن أبي أيوب (صح) ".
(لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً) وكلفهم بأحكام شرعية. (فيُذنبون) بمخالفتها (فيَغفر لهم) أي يستغفرون فيغفر لهم كما سلف في حديث ابن عباس: "لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم" فإن المراد يذنبون فيستغفرون كما ورد به الحديث الآخر، ذلك لا نقدره ويحمل قوله يذنبون على ذنب يغفره الله لمن شاء وهو ما عدا الشرك. [1/ 59](حم م ت (2) عن أبي أيوب".
7500 -
"لولا المرأة لدخل الرجل الجنة. الثقفي في الثقفيات عن أنس".
(لولا المرأة) اللام للجنس. (لدخل الرجل الجنة) أي لولا افتتان الرجل بالنساء كما في لفظ آخر: "لولا النساء لدخل الرجال الجنة" والمرأة عامة للزوجة وغيرها، فالغير ظاهر والزوجة لما تكلف الرجل من طلب الدنيا والحرص عليها وتلقي عليه من المطالب العائقة له عن دينه وهذا حكم أغلبي. (الثقفي في الثقفيات (3) عن أنس" سكت المصنف عليه وأورده في مختصره في الموضوعات وقال: بشر يعني بن الحسين أحد رواته متروك.
7501 -
"لولا النساء لعبد الله حقًّا حقًّا. (عد) عن ابن عمر".
(لولا النساء لعبد الله حقًّا حقًّا) وذلك لأنهن أعظم شهوات الأنفس فإن الله تعالى قدمهنَّ على كل مشتهى في قوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ
(1) أخرجه أحمد (3/ 111)، ومسلم (2868) والنسائي (4/ 102).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 414)، ومسلم (2748)، والترمذي (3539).
(3)
أخرجه الثقفي في الثقفيات كما في الكنز (44497)، وانظر كشف الخفا (2/ 217)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4849) والسلسلة الضعيفة (256): موضوع.
{النِّسَاءِ
…
} الآية. [آل عمران: 14] وانتصاب حقاً حقاً على المصدرية بحذف ناصبها وجوباً. (عد (1) عن عمر) سكت عليه المصنف، وقال مخرجه ابن عدي عقبه: هذا حديث منكر لا أعرفه إلا من هذا الطريق انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: عبد الرحيم وأبوه متروكان، يريد عبد الرحيم بن زيد العمي (2) أحد رواته وتعقبه المصنف بأن له شاهداً وهو قوله في الحديث الثاني:
7502 -
"لولا النساء لعبد الله حق عبادته. (فر) عن أنس (ض) ".
(لولا النساء لعبد الله حق عبادته) وقد كانت أول فتنة بني إسرائيل من قبل النساء كما قال الطيبي.
قلت: بل أول فتنة كانت لبني آدم على يد أم البشر حواء كما هو معروف كما يأتي وفي الشاهد الشاهد على ذلك دلائل. (فر (3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وفيه بشر بن الحسين (4) قال الذهبي: قال الدارقطني: متروك.
7503 -
"لولا بنو إسرائيل لم يُخبث الطعام، ولم يُخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن امرأة زوجها. (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ".
(لولا بنو إسرائيل) أي لولا عقوبة الله لهم أو لولا معاصيهم. (لم يُخبث الطعام) بخاء معجمة آخره مثلثة أي لم يتغير ريحه. (ولم يُخنز اللحم) بالخاء المعجمة فنون آخره زاي لم يتغير ولم ينتن اللحم، قال القاضي: خنز اللحم بالكسر تغير وأنتن فتغيره عقوبة لهم شملت من بعدهم (ولولا حواء لم تخن
(1) أخرجه ابن عدى في الكامل (5/ 282)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4849) والضعيفة (56): موضوع.
(2)
انظر: الميزان (4/ 336)، والمغني في الضعفاء (2/ 391).
(3)
أخرجه الديلمى في الفردوس (5080)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4851)، والضعيفة (56): موضوع.
(4)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 105). والميزان (2/ 26).
امرأة زوجها) وذلك أن حواء هي التي أكلت الشجرة وزينت لآدم أكلها مطاوعة لإبليس وفيه تسلية للرجال بما يقع لهم من الخيانة من نسائهم لما وقع من أمهن الكبرى وأن ذلك من طبعهن (حم ق (1) عن أبي هريرة) واستدركه الحاكم على الشيخين فلم يصب، وقرَّره الذَّهبي فأغرب وهو في الصحيحين إلا أن في مسلم (2):"لم تخن أنثى زوجها الدهر".
7504 -
"لولا ضعف الضعيف وسُقم السقيم لأخرت صلاة العتمة. (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(لولا ضعف الضعيف وسُقم السقيم) المراد الضعف عن غير مرض والسقيم الأليم من المرض، أي لولا خوف المشقة على هؤلاء زيادة على غيرهم (لأخرت صلاة العتمة) يحتمل إلى الثلث أو إلى النصف لأنهما وقتان تقدم ذكرهما، قيل: فيه دليل على أن فعل صلاة العشاء أول وقتها أفضل من تأخيرها إلى الثلث أو النصف لأن لولا حرف امتناع لامتناع ولأنه الذي واظب عليه صلى الله عليه وسلم هو والخلفاء الراشدون من بعده.
قلت: قد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لولا قيام المانع عن التأخير لأخر الصلاة فدل على أن التأخير هو الأفضل، لولا المانع الذي عارض المقتضي لعم مراعاته صلى الله عليه وسلم لحال الضعيف والسقيم ربما زادت به فضيلة الصلاة التي قدمها عن الوقت الأفضل فلو جلى المصلون عن الضعيف والسقيم هل يكون التأخير أفضل؟ الظاهر ذلك.
(طب (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه محمد بن
(1) أخرجه أحمد (2/ 315)، والبخاري (3330)، ومسلم (1470).
(2)
أخرجه مسلم (1470).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 158) رقم (12752)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 313)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5332).
كريب (1) وهو ضعيف.
7505 -
"لولا عباد الله ركع، وصبية رضع، وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا ثم رُصَّ رّصًّا. (طب هق) عن مسافع الديلمى"(ح).
(لولا عباد لله ركع) جمع راكع والمراد به المصلي. (وصبية رضع) جمع راضع (وبهائم رتع) جمع راتع أي لولا رحمة الله لهؤلاء. (لصب عليكم العذاب صباً) كما يصب المطر .. (ثم رص) بالصاد المهملة (رصاً) أي ضم بعضه إلى بعض كما تضم الحجارة لما يصدر منهم من الذنوب والأوزار، قيل: فيؤخذ منه ندبية إخراج الثلاثة المذكورين للاستسقاء (طب هب (2) عن مسافع) بضم الميم وسين مهملة بعد الألف فاء فعين مهملة، (الديلمى) رمز المصنف لحسنه، وقال الذهبي في المهذب (3): ضعيف، ومالك وأبوه مجهولان يريد مالك بن عبيدة بن مسافع (4)، وقال الهيثمي بعد عزوه إلى الطبراني: فيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف.
7506 -
"لولا ما مس الحجر من أنجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفى وما على الأرض شيء من الجنة غيره. (هق) عن ابن عمر (ح) ".
(لولا ما مس الحجر) الأسود الذي هو عين الله في أرضه. (من أنجاس الجاهلية [4/ 60] أيامهم وذنوبهم لأنهم كانوا يقاربونه وهم متلبسون بها (ما
(1) محمد بن كريب: قال ابن معين ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي مع ضعفه يكتب حديثه. (انظر الميزان (6/ 315)، والكامل في الضعفاء (6/ 251).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (3/ 345)، وفي الشعب (9820)، والطبرانى في الكبير (22/ 309) رقم (785)، والأوسط (6539)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 227)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4857)، والضعيفة (4362).
(3)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (3/ رقم 5673).
(4)
انظر الميزان (6/ 8)، الجرح والتعديل (8/ 213).
مسه ذو عاهة) العاهة الآفة وأريد بها هنا الألم بدليل قوله (إلا شفي، وما على) وجه. (الأرض) موجود (شيء من الجنة) مما كان فيها (غيره) يعارضه ما تقدم في حرف الراء "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة"، أخرجه الحاكم (1) وصححه من حديث أنس ولعله يجاب بأن المراد أنهما يكونان في الآخرة من يواقيت الجنة فهو إخبار عن منتهاهما وهذا إخبار عن مبدأ الركن أنه من الجنة إلا أنه يشكل عليه ما تقدم في حرف الهمزة "أن الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما
…
" الحديث وتقدم تصحيحه، فإنه ظاهر في أن المقام كالركن أخرج من الجنة فيحتمل أنه يجاب بأنه صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا أعني أنه ليس غير الحجر الأسود على الأرض من الجنة قبل إعلام الله له بأن الركن منها أيضًا أو أن المراد بالجنة جنة مخصوصة كالفردوس أو نحوه (هق (2) عن ابن عمر)، ورواه الطبرانى عن ابن عباس رمز المصنف لحسنه.
7507 -
"لولا مخافة القَوْدِ يوم القيامة لأوجعتكِ بهذا السواك. (طب حل) عن أم سلمة (ح) ".
(لولا مخافة القَوْدِ) القصاص. (يوم القيامة) من الظالم للمظلوم. (لأوجعتكِ) بكسر الكاف خطاب لمؤنث وفي رواية لضربتك. (بهذا السواك) فيه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من مخافة الله، وأنه ينبغي عند الغضب أن يذكر العبد القصاص في الآخرة ليزجر (طب حل (3) عن أم سلمة) قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وكان
(1) أخرجه الحاكم (1/ 626).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (5/ 75)، وكذلك في الشعب (4033)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5334)، والصحيحة (3355)، وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 55)(11028)، وفي الأوسط (6263) عن ابن عباس. أورده الألباني في الضعيفة (426) وقال: منكر.
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 376)(889)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 378)، وأبو يعلى في مسنده (6901)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 353)، والترغيب والترهيب (4/ 218)، =
بيده سواك فدعى وصيفة له عندي فأبطأت حتى استبان الغضب في وجهه فخرجت أم سلمة إليها وهي تلعب ببهيمة، فقالت: ألا تراك تلعبين ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك؟ فقالت: لا والذي بعثك بالحق نبياً ما سمعتك فذكره، إنما قلت: فيه أن ضرب التأديب والقصاص مع أنه قد أذن فيه، قلت: جوز صلى الله عليه وسلم صدق عذرها فلا تحل عقوبتها فيلزم القصاص، قال المنذري: أسانيد أحدها جيد ورمز المصنف لحسنه.
7508 -
"ليأتين هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به ليشهد على من استلمه بحق. (هـ هب) عن ابن عباس (ح) ".
(ليأتين) اللام جواب قسم محذوف أي الله والنون للتأكيد وهذا تأكيد للخبر الآتي وهو ما تضمنه (هذا الحجر يوم القيامة) أي الحجر الأسود والإتيان المجيء بسهولة كما قاله الطيبي (له عينان يبصر بهما ولسان ينطق بها) وصف العينان واللسان للتأكيد.
(ليشهد على من استلمه بحقٍ) قال الشارح: كذا في نسخ الكتاب ثم رأيته بخط المصنف هكذا، والذي وقفت عليه في أصول صحيحة قديمة، "يشهد لمن استلمه بحق وعلى من استلمه بغير حق"، وعلى في لفظ المصنف مثلها في قوله:{وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} ، أي رقيباً حفيظاً عليكم، أي يحفظ على من استلم ذلك، والاستلام بحق أن يكون امتثالاً لأمر الله واقتداءاً برسوله، والظاهر من الحديث أنه تعالى يخلق فيه السمع والبصر فيرى وينطق حقيقة ولا مانع من ذلك وأنه تعالى يوقع فيه معرفة من استلمه بالحق أو بالباطل (هـ هب)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وأخرجه
= وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4858)، والضعيفة (4363).
(1)
أخرجه الترمذي (961)، وابن ماجة (2944)، والبيهقي في الشعب (4036)، وأحمد =
الترمذي أيضاً عن ابن عباس وقال: حسن، إلا أن فيه عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم (1)، قال الذهبي: في الضعفاء: قال يحيى: أحاديثه غير قوية.
7509 -
"ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط. (حم) عن عائشة (ح) ".
(ليأتين على القاضي) عام لكل من قضى حتى بين الصبيان في الحظوظ كما سلف عن ابن تيمية. (العدل يوم القيامة ساعة) يدرك فيها هول القضاء (يتمنى أنه لم يقضِ بين اثنين في تمرة قط) وذلك لشدائد ما يتعلق بالحكومة في الأحكام. (حم (2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وأخرجه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه.
7510 -
"ليأتين على الناس زمان يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب ويخون فيه الأمين ويؤتمن الخئون ويشهد المرء ولم يستشهد ويحلف وإن لم يستحلف ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع لا يؤمن بالله ورسوله. (طب) عن أم سلمة (ح) ".
(ليأتين على الناس زمان يكذب فيه الصادق) وذلك لغلبة سوء الظن وخبث الطباع ويحتمل أنه أريد به زمن الدجال الذي يكذب فيه أهل الإيمان (ويُصدّق فيه الكاذب) وهو الدجال الذي يكذب بدعوى الربوبية ولوازمها من إحياء الموتى ونحوه (ويخوّن) بالتشديد (فيه الأمين) ينسب إلى الخيانة (ويؤتمن الخئون) لخبث الطباع وانقلاب الأفكار عن الإصابة فيرى المعروف
= (1/ 307، 371)، وابن خزيمة (2735). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5346).
(1)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 346)، وقال الحافظ في التقريب: صدوق (1/ 313).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 75)، وابن حبان (5055)، والطبرانى في الأوسط (2619)، والبيهقي في السنن (96/ 10)، والطيالسي (1546)، قال الهيثمي في المجمع (4/ 192): إسناده حسن، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4863)، والضعيفة (1142).
منكراً والمنكر معروفاً. (ويشهد) فيه. (المرء ولم يستشهد) لم يطلب منه إما لأنه لا شهادة عنده فلا تطلب منه، وإما لأنه يبذلها في غير وقتها وتقدم التلفيق بينه وبين ما يناقضه في الجزء الأول. (ويحلف) احتقاراً بالأيمان (وإن لم يستحلف) أي يطلب منه الحلف. (ويكون أسعد [4/ 61] الناس بالمال) أي يجتمع له المال (لكع بن لكع) اللكع أصله العبد ثم استعمل في الحمق والذم (لا يؤمن بالله) إيماناً كاملاً ولا (رسوله) أو مطلق الإيمان وهذا الزمان الموصوف هو آخر الزمان عند فساد الأحوال وذهاب الديانات (طب (1) عن أم سلمة) وأخرجه في الأوسط أيضاً، رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثق.
7511 -
"ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحداً يأخذها منه ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء (ق) عن أبي موسى (صح) ".
(ليأتين على الناس زمان) قيل: زمن عيسى عليه السلام، وقيل: عند ظهور الكنوز وقيل: عند قلة الناس وقصر الآمال (يطوف الرجل فيه بالصدقة) من نفل أو فرض (من الذهب) خصه لأنه أحب شيء إلى النفوس (ثم لا يجد أحداً يأخذها منه) إما لسعة الأرزاق وأنه لم يبق فقير يستحقها أو لعفة النفوس وقنوعها، قيل: أو لكثرة الفتن واشتغال كل بنفسه وهذا الزمان يحتمل أنه ممدوح ويحتمل أنه مذموم، إن قلت: إذا لم يجد الفتى فقيرا يصرف إليه زكاته فهل يسقط وجوبها؟
قلت: لا إنما يسقط المصرف وهو الفقير فينتقل حقه إلى بقية المصارف.
إن قلت: الحديث قاض بأنه لم يبق شيء من المصارف.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 314) رقم (711)، وفي الأوسط (8643). وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 283)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4865)، والضعيفة (4366).
قلت: قوله يأخذها منه يدل أنه يبقى سبيل الله العام الشامل للمصالح وإلا لقال لم يجد أين يضعها ثم إذا لم يبق لها مصرف عزلها المالك حتى يوجد الله من يأخذها.
(ويرى) مبني للمجهول. (الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة) يحتمل حقيقة العدد وهو الأقرب أو التمثيل (يلذن) بالمعجمة: يلجأن إليه (من قلة الرجال) بسبب كثرة الحروب الواقعة في ذلك الزمان أو لكثرة إيجاد الله للنساء (وكثرة النساء)(ق (1) عن أبي موسى).
7512 -
"ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ من المال أمن حلال أم من حرام. (حم خ) عن أبي هريرة"(صح).
(ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء) أي لا يخطر بباله (بما أخذ المال) بإثبات الألف بعد ما الاستفهامية والقياس حذفها وقد جاء إثباتها معها على قلة (أمن حلال أم من حرام) وذلك لقلة الأديان وحب الدنيا وإيثارها، ووجه الذم أنه يتساوى عنده الأمران وإلا فلا ملام على من أخذ المال من حلال وهذا من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقد وقع (حم خ (2) عن أبي هريرة)، ورواه عنه أيضاً الدارمي.
7513 -
"ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا فإن لم يأكله أصابه من غباره. (د هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا) إما لعدم التورع أو لعموم الجهل أو لعموم الربا بحيث يدخل كل يد ولقد وقع ذلك ليلعب ملوك الدنيا بالفضة وضرائبها وكسرها فإنا لله وإنا إليه راجعون، فالحديث من أعلام
(1) أخرجه البخاري (1414)، ومسلم (1012).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 435)، والبخاري (2059)، والدارمى (2536).
نبوته والظاهر أنه أريد الأكل حقيقة بدليل: (فإن لم يأكله أصابه من غباره) بأن يكون كاتبًا أو شاهداً أو راضياً به (د هـ ك (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي في التلخيص، قال: إن صح سماع الحسن من أبي هريرة، وقال في المهذب (2): لم يصح للانقطاع.
7514 -
"ليأتين على أمتي ما أتى علي بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من الآتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ما أنا عليه وأصحابي. (ت) عن ابن عمرو".
(ليأتين على أمتي) قال القاضي: المراد أمة الدعوة فيندرج فيه جميع أرباب الملل والنحل الذين ليسوا على قبلتنا أو أمة الإجابة، والمراد بالملل الثلاث والسبعين مذاهب أهل القبلة، وقال الطيبي: عدى يأتي بعلى بمعنى الغلبة (ما أتى علي بني إسرائيل) في رواية الترمذي (كما أتى) قيل: الكاف اسمية أي مثل الذي أتى وهو فاعل يأتين على بني إسرائيل (حذو) بالنصب على المصدرية أي يحذو حذو والحذو بالمهملة فمعجمة التقدير والقطع، وحذوت:(النعل بالنعل) قدرت كل واحدة على صاحبتها وقطعتها، قال الطيبي: حذو النعل استعارة في التماثل.
قلت: وفي التمثيل بذلك تقبيح لما يأتونه من متابعة الأمم في الضلالات والجهالات والبدع المقبحات (حتى إن كان منهم) بني إسرائيل (من يأتى أمه) يفجر بها (علانية) ظاهراً بين الناس (لكان) قال الطيبي: اللام فيه جواب إن على تأويل لو كما أن لو تأتي بمعنى إن وحتى هي الداخلة على الجملة الشرطية.
(1) أخرجه أبو داود (3331)، وابن ماجة (2278)، والحاكم (2/ 11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4864).
(2)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (4/ رقم 8651).
قلت: وكان بأمه: أي يوجد. (في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل) أي أمة الإجابة لموسى فيؤيد أن المراد في صدر الحديث أمة الإجابة. (تفرقت) في دينها. (على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة) فقد توافقوا في الافتراق وإن اختلف العدد، قال ابن [4/ 62] تيمية (1): هذا الافتراق مشهور عن المصطفى صلى الله عليه وسلم من حديث جمع جم من الصحابة والمعنى أنهم يفترقون فرقاً يتدين كل واحدة منهم بخلاف ما تدين به الأخرى فسمى طريقتهم ملة مجازاً واختلف العلماء، فقيل: لم يكامل هذه الفرق إلى الآن، وقيل: بل تكاملت. (كلهم) ذكر الضمير ملاحظة لمعنى القوم من الفرقة. (في النار) يحتمل الدخول الذي يتعقبه الإخراج أو الدائم على التأويلين في أمتي. (إلا ملة واحدة) فكأنه، قيل: من هي ولفظ الترمذي: قالوا من هي يا رسول الله
…
الحديث، قال:(مما أنا عليه) من الهدى (وأصحابي) التابعين على ذلك ومن خالفه مبتدعا كان محكوماً عليه أنه من أهل النار موكولاً إلى حكم الله فيه، وقد تكلمنا علماً ما في الحديث من الفوائد ودفع الإشكال في رسالة جواب سؤال بحمد الله (ت (2) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، قال المناوي: وفيه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي (3) قال الذهبي: ضعفوه.
7515 -
"ليؤذن لكم خياركم وليؤمكم قراؤكم (د هـ) عن ابن عباس (ح) ".
(ليؤذن لكم خياركم) أمناؤكم على الأوقات والعورات والعدل هو الخيار ويدخل فيه أن لا يأخذ على أذانه أجراً. (وليؤمكم قراؤكم) أحفظكم لكتاب الله
(1) مجموع الفتاوى (3/ 345).
(2)
أخرجه الترمذي (2641)، والحاكم (1/ 218)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5343) وشرح الطحاوية (263).
(3)
انظر فيض القدير (5/ 346) والمغنى في الضعفاء (2/ 380).
وأكثركم أخذاً له، قيل: وكان الإقراء في عصره صلى الله عليه وسلم هو الأفقه فلو تعارض أقرأ وأفقه قدم الأفقه عند الأكثر.
قلت: وفيه دليل على عدم شرطية العدالة في إمام الصلاة وشرطيتها في المؤذن وقد أوضحنا ذلك في رسالة إعلام الإنباه بعدم شرطية العدالة في إمام الصلاة (د هـ (1) عن ابن عباس" رمز المصنف لحسنه وفيه الحسين بن عيسى بن مسلم الحنفي أبو عبد الرحمن (2) ضعيف من الثامنة عن ابن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال في فتح العزيز: نسب أبو زرعة إلى الحسين بن عيسى النكارة في حديثه.
7516 -
"ليأكل كل رجل من أضحيته. (طب حل) عن ابن عباس (ح) ".
(لياكل كل رجل) أو امرأة. (من أضحيته) قيل: أمر ندب.
قلت: والأصل الوجوب إلا لصارف إلى الندب.
(طب حل (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: وغيره فيه عبد الله بن خراش (4) وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ وضعفه الجمهور كذا فيما رأيناه مقابلة على خط المصنف وقال الشارح بصحته.
7517 -
"ليأكل أحدكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينه، وليعطي بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطي بشماله، ويأخذ بشماله.
(1) أخرجه أبو داود (590)، وابن ماجه (726)، والبيهقي في السنن (1/ 426)، قال الذهبي في المهذب كما في فيض القدير (5/ 347): حسن هو أخو سليم القارئ له مناكير، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4866).
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 174)، وقال الحافظ في التقريب: ضعيف (1341).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 142)(12710)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 362)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 25)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5349).
(4)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 336)، وقال الحافظ في التقريب: ضعيف وأطلق ابن عمار عليه الكذب (1/ 301).
(هـ) عن أبي هريرة (ح) ".
(ليأكل أحدكم بيمينه، ويشرب بيمينه) الأمر للندب مؤكداً والأصل الوجوب، وقد أوضحناه في حاشية ضوء النهار واخترنا الإيجاب في الأكل والشرب باليمين (وليأخذ بيمينه) ما يعطاه. (وليعط بيمينه) لأن اليمين هي المناسبة للأعمال الشريفة والأحوال المحمودة وتقدم حديث عائشة في ذلك ثم أبان علة الأمر. (فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطي بشماله، ويأخذ بشماله) ومخالفته محبوبه لله تعالى. (هـ (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: إسناده صحيح.
7518 -
"ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن. (ن) عن عمرو بن سلمة (ح) ".
(ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن) يحتمل أخذا له وحفظاً ويحتمل أكثر تلاوة وإن كان غيره أحفظ منه أخذ أحمد به وقال: يقدم الأقرأ على الأفقه، وقال الشافعي بالعكس (ن) عن عمرو بن سلمة رمز المصنف لحسنه، وعمرو صحابي صغير نزل البصرة، وقال: جاء أبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كذا فنظروا فكنت أكثرهم قرآناً فكنت أؤمهم وأنا ابن ثمان سنين (2).
7519 -
"ليؤمكم أحسنكم وجهاً فإنه أحرى أن يكون أحسنكم"، (عد) عن عائشة" (ض).
(ليؤمكم أحسنكم وجهاً فإنه أحرى) بمهملتين أحق، (أن يكون أحسنكم خلقاً) بالضم فدل على أن العلة حسن خلقه لا حسن وجهه إلا أنه لما كان
(1) أخرجه ابن ماجه (3266) وأبو يعلى في مسنده (5899) قال البوصيري (4/ 10): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 10)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5348)، والصحيحة (1236).
(2)
أخرجه النسائي (2/ 70)، وابن خزيمة (1512)، وأحمد (3/ 475، 5/ 30)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5350).
معرفة حسن الوجه أظهر علق الحكم به وهذا بعد فقدان أقرأهم لكتاب الله وغيره كما رتب ذلك في حديث آخر وحققنا ذلك في منحة الغفار على ضوء النهار، وفي الجزء الأول من هذا الشرح، (عد) عن عائشة) (1) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من حديث الحسين بن المبارك (2)، قال ابن عدي: والحسين متهم بالوضع والبلاء في هذا الحديث منه انتهى، وقال الذهبي: إنه موضوع (3) وحكم ابن الجوزي بوضعه أيضًا.
7520 -
"ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم، وينادي أولهم آخرهم، ثم يخسف بهم، فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم. (حم م ن هـ) عن حفصة (صح) ".
(ليؤمن هذا البيت) هو علم غالب على الكعبة يقصده (جيش يغزونه) يحتمل أنهم يغزون نفس البيت لقصد هدمه وإهانته، أو يغزون من فيه من الملوك (حتى إذا كانوا ببيداء) هي المفازة وموضع بين مكة والمدينة وأكثر ما ترد ويراد بها هذا. (من الأرض) وفي رواية ببيداء المدينة (يخسف بأوسطهم) يحتمل خيارهم فيهم عند أنفسهم أو [4/ 63] ما بين الطرفين وهو الأقرب إلى قوله. (وينادي أولهم) بالنصب: مفعول (آخرهم) الفاعل، كما رأيناه ضبط على خط المصنف (ثم يخسف بهم) أي بالأول والآخر (فلا يبقى) سالماً من الخسف (إلا الشريد) فعيل بمعنى فاعل، الشارد من بينهم (الذي يخبر عنهم) قيل: إن
(1) وانظر المغنى في الضعفاء (1/ 175)، والميزان (2/ 305)، والكشف الحثيث (1/ 100)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4867)، والضعيفة (608): موضوع.
(2)
أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 264)، وانظر الميزان (2/ 305)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4867)، والسلسلة الضعيفة (608): موضوع.
(3)
جاءت العبارة التالية في الهامش: كتب ذلك بخطه على تاريخ الشام لابن عساكر في هامشه.
هذا إلى الآن لم يقع. (حم م ن هـ (1) عن حفصة) زوج المصطفى صلى الله عليه وسلم.
7521 -
"ليبشر فقراء المؤمنين بالفوز يوم القيامة قبل الأغنياء بمقدار خمسمائة عام، هؤلاء في الجنة ينعمون وهؤلاء يحاسبون. (حل) عن أبي سعيد (ح) ".
(ليبشر) بكسر اللام للأمر من البشرى وهو مغير صيغة ثابتة. (فقراء المؤمنين) والمبشر به (بالفوز) الفلاح والنجاح وإذا فازوا أدخلوا الجنة (يوم القيامة قبل الأغنياء) يفوزون قبلهم. (بمقدار خمسمائة عام) من أعوام الدنيا (هؤلاء) الفقراء (في الجنة ينعمون) جزاء على ما فاتهم من نعيم الدنيا (وهؤلاء يحاسبون) بما أتاهم الله من فضله والحديث من أدلة فضل الفقراء وحققنا ذلك في السيف الباتر في عين الصابر والشاكر (حل (2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه.
7522 -
"ليبعثن الله تعالى من مدينة بالشام يقال لها حمص سبعين ألفاً يوم القيامة لا حساب عليهم ولا عذاب مبعثهم فيما بين الزيتون والحائط في البرث الأحمر منها. (حم طب ك) عن عمر"(صح).
(ليبعثن) إخبار مؤكد أي ليرسلن. (الله تعالى من مدينة بالشام يقال لها حمص) بكسر المهملة آخرها مهملة مدينة معروفة (3) كانت مستقر ملوك الروم وأعظم مدائنهم افتتحها أبو عبيدة في زمن عمر، سميت باسم رجل من العمالقة أختطها (سبعين ألفاً) أي نفس من ذكر وأنثى ويحتمل أنهم ذكور (يوم القيامة لا حساب عليهم) إذ لا ذنوب لهم (ولا عذاب مبعثهم) محل بعثهم ومكانه (فيما بين الزيتون والحائط) اسم محل. (في البرث الأحمر منها) البرث بفتح الموحدة وسكون الراء آخره مثلثة أرض لينة قريبة من حمص قيل فيها شهداء وصالحون.
(1) أخرجه أحمد (6/ 336)، ومسلم (2883)، والنسائي (5/ 207)، وابن ماجة (4063).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 342)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4868) وجاء في الهامش: نقله عنه المصنف في الكبير فالرمز هذا عجيب.
(3)
ينظر: معجم البلدان (2/ 302).
(حم طب ك (1) عن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الذهبي: منكر جداً، وعزاه الهيثمي للبزار ثم قال: فيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو ضعيف.
7523 -
"ليبلغ شاهدكم غائبكم، لا تصلوا بعد الفجر إلا سجدتين. (د هـ) عن بن عمر (ح) ".
(ليبلغ شاهدكم) لهذا الخطاب. (غائبكم) عنه والمأمور بإبلاغه قوله. (لا تصلوا بعد الفجر) أي طلوعه وقيل: صلاته. (إلا سجدتين) أي ركعتين ويؤيد الأول رواية الترمذي: "لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر"(2) أي لا نافلة بعد طلوعه إلا راتبته وهي ركعتان وبهذا أخذ أحمد فقال بكراهة النفل بعد طلوع الفجر لما عدا ركعتيه، وقال الشافعي في أحد قوليه: لا كراهة إلا بعد أداء فريضة الفجر، وفيه وجوب إبلاغ العلم لمن يجهله وإن كان إبلاغاً لغير واجب، إن قيل: إنها كراهة تنزيه والحصر أظهر (د هـ (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله موثقون.
7524 -
"ليبيتن أقوام من أمتي على أكل ولهو ولعب، ثم ليصبحن قردة وخنازير. (طب) عن أبي أمامة (ض) ".
(ليبيتن) من البيتوتة والسلام جواب قسم (أقوام من أمتي على أكل ولهو ولعب ثم ليصبحن) من ليلتهم. (قردة وخنازير) مخسوف بهم كذلك، وذلك
(1) أخرجه أحمد (1/ 19)، والبزار (317)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 408)، والعلل المتناهية (1/ 308) وقال: حديث لا يصح أبو بكر بن عبد الله قال غندر: كذاب، والميزان (7/ 336)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4869)، والضعيفة (4367)، قلت: موضوع.
(2)
أخرجه الترمذي (419).
(3)
أخرجه أبو داود (1278)، وابن ماجة (235)، والبيهقي في السنن (2/ 465) وقال: أقام إسناده عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال ورواه أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال فخلط في إسناده والصحيح رواية ابن وهب فقد رواه وهيب بن خالد عن قدامة عن أيوب بن حصن التميمي (انظر الجرح والتعديل (7/ 235)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5353).
لذنوبهم وتقدم حديث علي عليه السلام "أنها إذا فعلت الأمة خمس عشرة خصلة
…
" الحديث. وفيه: "فارتقب عند ذلك ريحاً حمراء أو خسفاً" تقدم في إذا، فكأن هؤلاء من الذين يفعلون تلك الخصال وتقدم شرحه. (طب (1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه فرقد السبخي (2) وهو ضعيف، والسبخي بفتح المهملة والموحدة فخاء معجمة، قال في التقريب: صدوق عابد لكنه لين الحديث كثير الخطأ فيه.
7525 -
"ليت شعري كيف أمتي بعدي، حين تتبختر رجالهم وتمرح نساؤهم، وليت شعري حين يصيرون صنفين، صنفاً ناصبي نحورهم في سبيل الله، وصنفاً عمالا لغير الله. ابن عساكر عن رجل".
(ليت شعري) ليتني أشعر، كأنه أخبره الله تعالى بذلك الكائن فأحب أن يشعر به شعور رؤية ومشاهدة وإلا فقد شعر به شعور علم بإعلام الله أو أنه استعظم ذلك فالتمني لمعرفة الكيفية كما يدل له. (كيف أمتي بعدي) بعد وفاتي .. (حين يتبختر رجالهم) البخترة مشية التكبر التي يذمها الله إلا في موقف القتال (وتمرح نساؤهم) يفرحن فرحاً شديداً وكأن المراد حتى يصدر عنهم أصوات السرور المذمومة، ويحتمل أن المراد كيف حالها مع الله تعالى عند ذلك أيعفو عنها أو يعاقبها في دنياها (وليت شعري) أي كيف أمتي بعدي (حين يصيرون صنفين) أبدل منه (صنفاً ناصبي) بالنون ومهملة بعد الألف ومثناة تحتية جمع ناصب جمع سلامة ثم أضيف إلى مفعوله وهو (نحورهم في سبيل الله) مقاتلين لأعدائه [4/ 64].
(وصنفاً عمالاً لغير الله) يعملون أعمالا لا يريدون بها وجهه ويجيء في
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 256)(7997)، وأحمد (5/ 259)، والطيالسي (1137)، والبيهقي في الشعب (5614)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 75)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5354).
(2)
قال الذهبي: ضعفوه (الكاشف 2/ 120)، وانظر التقريب (1/ 444).
التمني الأجر ما جاء في الأول. (ابن عساكر (1) عن رجل) أي من الصحابة.
7526 -
"ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة. (حم ت هـ) عن ثوبان (ح) ".
(ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً) لنعم الله أي ليعود قلبه ذلك ويمرنه عليه. (ولساناً ذاكراً) لله تعالى كذلك (وزوجة مؤمنة) أي ويتخير ذلك (تعينه على أمر الآخرة) فإن الزوجة بيدها مقاليد أمر الزوج في معاشه فهي إما معينة له على الآخرة أو بخلاف ذلك. (حم ت هـ (2) عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه.
7527 -
"ليتصدق الرجل من صاع بره وليتصدق من صاع تمره. (طس) عن أبي جحيفة (ح) ".
(ليتصدق) أمر ندب لقرائن دلت عليه ويحتمل الوجوب في هذا لما يدل عليه من سببه. (أحدكم) ليس المراد في هذا ونظائره خصوصية المخاطبين بل هم الأقدم وعليهم البلاغ لمن غاب. (من صاع بره وليتصدق من صاع تمره) خص الصاع نظراً إلى أنه يتصدق وإن قل ما معه، والبر والتمر لأنهما غالب رزق المخاطبين. (طس (3) عن أبي جحيفة) قال: وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من قيس متقلدين السيوف فساءه ما رأى من حالهم فدخل بيته ثم خرج فصلى ثم جلس في مجلسه فأمر بالصدقة وحض عليها وقال: ليتصدق
…
الخ، فجاءه رجل من الأنصار بصرة من ذهب فوضعها في يده ثم تتابع الناس حتى بقي كومين من ثياب وطعام فرأيت وجهه يتهلل كأنه مذهبة، رمز المصنف لحسنه
(1) أخرجه ابن عساكر (20/ 401)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4870)، والضعيفة (4368).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 282)، والترمذي (3094)، وابن ماجة (1856). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5355)، والصحيحة (2176).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (4386)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 167)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5356).
وقال الهيثمي: فيه أبو إسرائيل (1) فيه كلام وقد وثق.
7528 -
"ليتق أحدكم وجهه عن النار ولو بشق تمرة. (حم) عن ابن مسعود (صح) ".
(ليتق أحدكم وجهه) ذاته ونفسه والعرب تكني عن الذات بالوجه. (عن النار) متباعداً عنها. (ولو بشق تمرة) أي بأقل شيء وأحقره فلا يحتقر المتصدق شيئاً يبذله في سبيل الله. (حم (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
7529 -
"ليتكلف أحدكم من العمل ما يطيق فإن الله تعالى لا يمل حتى تملوا وقاربوا وسددوا. (حل) عن عائشة (ح) ".
(ليتكلف) بتحمل المشقة. (أحدكم من العمل) الصالح. (ما يطيق) يدخل في طاقته أي قدرته. (فإن الله لا يمل) من الإثابة. (حتى تملوا) من العمل وتقدم الكلام على نسبة الملل إليه تعالى. (وقاربوا وسددوا) اقصدوا بأعمالكم السداد ولا تعمقوا فيها. (حل (3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه.
7530 -
"ليتمنين أقوام ولوا هذا الأمر أنهم خروا من الثريا وأنهم لم يلوا شيئاً. (حم) عن أبي هريرة"(صح).
(ليتمنين) يوم القيامة أو عند السياق أو في البرزخ أو في كل ذلك (أقوام ولوا) بضم الواو وتشديد اللام من الولاية. (هذا الأمر) الخلافة أو كل أمر فيه ولاية حتى الوصاية ونحوها (أنهم خروا) سقطوا (من الثريا) النجم المعروف أي من محلها (وأنهم لم يلوا شيئاً) لما يحل بهم من شدة العقاب والحساب فإن الولاية
(1) انظر الميزان (7/ 326)، والتقريب (1/ 107)، والكاشف (1/ 245).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 388)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 105)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5357).
(3)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 20)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5358).
آخرها حسرات يوم القيامة وظاهره أن هذا التمني يكون للعادل وغيره ويحتمل اختصاصه بغير العادل لتنكير أقوام ولقوله إنه يتمنى القاضي العادل أنه ما قضى بين اثنين الحديث فتمنيه غير تمني الجورة (حم (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.
7531 -
"ليتمنين أقوام لو أكثروا من السيئات الذين بدل الله عز وجل سيئاتهم حسنات. (ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليتمنين أقوام) من التائبين. (لو أكثروا من) فعل (السيئات) كأنه قيل: من هم؟ قال: (الذين يبدل الله عز وجل سيئاتهم حسنات) ظاهر الحديث إبدال ذوات السيئات بالحسنات وفي الكشاف: أن المراد من تبديل السيئات حسنات أنه يمحوها بالتوبة ويثبت مكانها الحسنات الإيمان والطاعة والتقوى، وقيل: يبدلهم بالشرك إيماناً وبقتل المسلمين قتل المشركين وبالزنا عفة وإحصاناً هذا كلامه، والحديث إن صح أصلى في تفسير الآية (ك (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
7532 -
"ليجيئنَّ أقوام يوم القيامة ليست في وجوههم مزعة من لحم قد أخلقوها. (طب) عن ابن عمر (ح) ".
(ليجيئنَّ) بالجيم من المجيء. (أقوام يوم القيامة ليست في وجوههن مزعة) بضم وسكون للزاي والمهملة قطعة (من لحم) كأنه قيل: فأين ذهبت لحومهم؟ فقال. (قد أخلقوها) بالسؤال فعوقبوا بنزع لحوم الوجوه لأنهم أذلوها لغير الله فعوقبوا فيها على ذلك والحديث إعلام بذم السؤال ومقته والعقاب عليه. (طب (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه.
(1) أخرجه أحمد (2/ 520)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5360) وفي السلسلة الصحيحة (361).
(2)
أخرجه الحاكم (2/ 252)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5359).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 310)(13207)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4871)، وقال في الضعيفة (4369): موضوع.
7533 -
"ليحجن هذا البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج. (حم خ) عن أبي سعيد (صح) ".
(ليحجن) مغير صيغة من الحج. (هذا البيت) أي ليقصده المؤمنون للحج. (وليعتمرن) مثله. (بعد خروج يأجوج ومأجوج) كأن المراد وقتالهم وذلك يدل أنه يستمر التكليف بعد خروجهم ولا ينافي حديث: "لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت"(1) لاحتمال [4/ 65] أنه من بعدهم يحج ثم لا يحج ثم تقوم الساعة [4/ 65](حم خ (2) عن أبي سعيد).
7534 -
"ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون الجهنميين. (ت هـ) عن عمران بن حصين (صح) ".
(ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون) عند أهل الجنة.
(الجهنميين) نسبة إلى جهنم وكأن هذا الاسم يكون مدحاً لهم حيث أخرجوا من عذاب الله وقد ثبت أنه يخرج الله أقواماً منها لا بشفاعة وأنهم يسمون عتقاء الله وكأن هذا الاسم يختص بمن يشفع لهم المصطفي صلى الله عليه وسلم بالإخراج منها (ت هـ (3) عن عمران بن حصين)، قال في الكبير عن الترمذي: حسنٌ صحيحٌ، ورمز المصنف هنا لصحته.
7535 -
"ليخشين أحدكم أن يؤخذ عند أدنى ذنوبه في نفسه. (حل) عن محمَّد بن النضر الحارثي مرسلاً".
(ليخشين) بالخاء المعجمة من الخشية (أحدكم أن يؤخذ عند أدنى ذنوبه) أي ليستعد الخوف ويستشعره عند مقارفة أدنى ذنب يظنه أدنى وإلا فإن محقرات الذنوب قد تهلك صاحبها ولذا قال: (في نفسه) فإنه يتعلق بأدنى
(1) أخرجه البخاري (1516).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 27)، والبخاري (1593).
(3)
أخرجه الترمذي (2600)، وابن ماجة (4315)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5362).
جداً، وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن يوسف وهو ثقة انتهى وقال شيخه العراقي: الحديث حسن.
7587 -
"ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان. (ع هب) عن أبي بكر (ح) ".
(ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو إلى الله ذرب) بفتح المعجمة والراء. (اللسان) أي حدته وفحشه، وشكوى الأعضاء لأنه ينالها بسبب اللسان العذاب في الدنيا كحد القذف وتحرير الشتم والقتل بالكفر، وفي الآخرة ذلك أظهر. (ع هب (1) عن أبي بكر) رمز المصنف لحسنه. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير موسى بن محمد بن حبان (2) وقد وثقه ابن حبان، وقال الذهبي: ضعفه أبو زرعة.
7588 -
"ليس شيء إلا وهو أطوع الله تعالى من ابن آدم. البزار عن بريدة (ح) ".
(ليس شيء إلا وهو أطوع لله) أشد طاعة (من ابن آدم) وذلك لأنه أعظم المخلوقات وأحسنها تقويماً وأكثرها التذاذاً بنعم الله تعالى فعصيانه أشد من عصيان كل عاص فإنه تعالى ذكر أنه يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والأشجار والنجوم وعمم ذلك فيها، وقال: في ابن آدم وكثير من الناس. (البزار (3) عن بريدة) رمز المصنف لحسنه.
7589 -
"ليس صدقة أعظم أجرا من ماءٍ. (هب) عن أبي هريرة (ح) ".
(1) أخرجه أبو يعلى (5)، والبيهقي في الشعب (4947)، والضياء في المختارة (3)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 302)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5396).
(2)
انظر الميزان (6/ 561)، والمغنى (2/ 686).
(3)
أخرجه البزار كما في الكنز (43683)، والطبرانى في الصغير (908)(909)، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 52): رواه الطبراني في الصغير بإسنادين وفيه أبو عبيدة بن الأشجعي ولم أجد من سماه ولا ترجمه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5393).
ويحتمل تعلقه بالخشية والأمر بالمخافة لكونها سببا لانكسار النفس فتدعوا إلى الندامة والتوبة. (حل (1) عن محمَّد بن النضر) بالنون والمعجمة (الحارثي مرسلاً).
7536 -
"ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف متماسكون أخذ بعضهم بيد بعض لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم وجوههم على صورة القمر ليلة البدر. (ق) عن سهل بن سعد (صح) ".
(ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف) شك من الراوي. (يتماسكون) صفة وروي "متماسكين" على الحالية، قال النووي (2): هو بالواو في معظم الأصول، وقال الشارح: إنه في خط المصنف بالياء والذي رأيناه في ما قوبل على خطه بالواو وفسر التماسك بقوله: (أخذ بعضهم بيد بعض) كأنهم المتحابون في الله. (لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم) أي يريد أولهم أجاز آخرهم بالتقدم فيدخلون معاً. (وجوههم على صورة القمر ليلة البدر) في الإنارة والاستدارة (ق (3) عن سهل بن سعد).
7537 -
"ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفاً. (حم) عن ثوبان (ح) ".
(ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً) يحتمل أنه حقيقة أو مبالغة كالحديث الأول. (لا حساب عليهم ولا عذاب) لأن الله قد غفر لهم. (مع كل ألف سبعون ألفاً) أي مثلهم لا حساب ولا عقاب وهذا الحديث يخص به عمومات
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 224)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4872)، والضعيفة (4370).
(2)
شرح مسلم للنووي (3/ 92).
(3)
أخرجه البخاري (6543)، ومسلم (219).
وعلمته أو أُلقي على لساني من الإلهام (حم طب (1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه قال المنذري: رواه أحمد بإسناد جيد، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحمد وأحد وإسنادي الطبراني رجالهم رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة وهو ثقة.
7540 -
"ليدخلن بشفاعة عثمان سبعون ألفاً كلهم قد استوجبوا النار. ابن عساكر عن ابن عباس".
(ليدخلن بشفاعة عثمان) هو ابن عفان. (سبعون ألفاً كلهم قد استوجبوا النار) بذنوبهم، لكن لإكرام الله عثمان شفّعه فيهم، وفيه منقبة لعثمان واضحة. (ابن عساكر (2) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه مع أن ابن عساكر مخرجه لم يسكت عليه بل قال عقيبه: روي بإسناد غريب عن ابن عباس رفعه وهو منكر انتهى. وأقره عليه الذهبي في اختصاره لتاريخه.
7541 -
"ليدركن الدجال قوماً مثلكم أو خيراً منكم، ولن يخزي الله أمةً أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها. الحكيم (ك) عن جبير بن نفير (صح) ".
(ليدركن الدجال) بالرفع. (أقواما مثلكم) في الطاعة. (أو خيراً منكم) قد استدل به ابن عبد البر (3) من أن الأفضلية في خبر خير الناس قرني بالنسبة إلى المجموع لا الأفراد واحتج أيضاً بحديث عمر مرفوعاً: "أفضل الخلق إيماناً أقوام في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني [4/ 66]
…
" الحديث.
(1) أخرجه أحمد (5/ 257)، والطبرانى في الكبير (8/ 143)(7638)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 381)، والترغيب والترهيب (4/ 241)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5363)، والصحيحة (2178).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 122)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4874)، والضعيفة (4371).
(3)
انظر: التمهيد لابن عبد البر (20/ 250 - 251).
الطيالسي (1) وغيره قال ابن حجر: إسناده ضعيف فلا حجة فيه، واحتج أيضاً بحديث أحمد والطبراني، قال أبو عبيدة: يا رسول الله، هل أحد خير منا؟ أسلمنا وجاهدنا معك قال:"قوم يكونون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني"(2) قال ابن حجر: إسناده حسن وصححه الحاكم (ولن يخزي الله أمةً) في الآخرة (أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها) فيه بشرى للأمة بالنجاة (الحكيم (ك (3) عن جبير بن نفير) الأول بالجيم فموحدة فراء، ونفير بالنون ففاء فمثناة تحتية فراء مصغرين رمز المصنف لصحته.
7542 -
"ليذكرن الله عز وجل قوم في الدنيا على الفرش الممهدة يدخلهم الدرجات العلى. (ع حب) عن أبي سعيد (صح) ".
(ليذكرن الله عز وجل قوم في الدنيا على الفرش الممهدة) في الليل أو النهار أو فيهما يدخلهم (الدرجات العلى) أي بسبب ذكرهم له تعالى ومداومته لأنهم لا يذكرونه على الفرش الممهدة ألا وقد ذكروه على غيرها لأنها مظنة اللهو والغفلة (ع حب (4) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: إسناده حسن.
7543 -
"ليردن عليَّ ناس من أصحابي الحوض حتى إذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا دونى فأقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. (حم ق) عن أنس وعن حذيفة (صح) ".
(1) أخرجه الحاكم (4/ 96)، وأبو يعلى (160)، وضعفه الألباني في الضعيفة (648).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 106)، والطبراني في الكبير (4/ 22)(3537)، والحاكم (4/ 95 وحسنه الحافظ كما في فيض القدير (5/ 353).
(3)
أخرجه الحاكم (3/ 41)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4875)، والضعيفة (5100، 5213) وقال: منكر.
(4)
أخرجه أبو يعلى (1110)، وابن حبان (398)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 78)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4876) والضعيفة (5327).
(ليردن عليَّ ناس) وفي رواية قوم. (من أصحابي) في رواية أصيحابي مصغراً (الحوض حتى إذا رأيتهم وعرفتهم) بأعيانهم (اختلجوا) بالخاء المعجمة بعد اللام جيم مغير صيغة من الاختلاج نزعوا وجذبوا قهراً (دونى فأقول ياربِّ أصيحابي أصيحابي) بالتكرير والتصغير أي هؤلاء فهو خبر مبتدأ محذوف (فيقال) جوابا عليه. (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) مما لا يرضاه، قيل: هم أهل الردة بدليل آخر الحديث فأقول: "سحقا سحقاً".
قلت: يبعده أن أهل الردة ليسوا أصحاباً له على بعض حدود الصحابي، وقيل: أهل الكبائر والبدع والظلمة المسرفون في الجور. وقيل: المنافقون، وقال القاضي: هما صنفان: المرتدون عن الاستقامة والعمل الصالح، والمرتدون عن الدين (حم ق (1) عن أنس وعن حذيفة) وفي الباب سمرة وأبو بكرة وأبو الدرداء.
7544 -
"ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع. (ت حب) عن أنس (صح) ".
(ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها) فإن خزائنه بالعطاء مملوءة ويده بالبذل مطلقة وقد أمر عباده بسؤاله فليبشر السائل بنواله. (حتى يسأله شسع) بكسر الشين المعجمة وسكون السين المهملة آخره مهملة. (نعله) أحد سيوره (إذا انقطع) فلا يتعاظم شيئاً يطلبه من مولاه ولا يستحي من طلب شيء ولو حقر (ت حب (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته وفيه قطن بن نسير (3) قال في الميزان: كان أبو حاتم يحمل عليه، وقال ابن عدي: يسرق الحديث.
7545 -
"ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى يسأله الملح وحتى يسأله شسعه.
(1) أخرجه أحمد (3/ 281)(5/ 393)، والبخاري (6582)، ومسلم (2304).
(2)
أخرجه الترمذي (3963) وابن حبان (894). وضعفه الألباني (4946)، والضعيفة (1362).
(3)
انظر: الميزان (5/ 474)، والكامل في الضعفاء (6/ 52).
(ت) عن ثابت البناني مرسلاً".
(ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى يسأله الملح) لطعامه (وحتى يسأله شسعه) أي شسع نعله كما سلف والمراد الحث على طلب الحاجات من الله قليلها وكثيرها فخزائنه بالخيرات مملوءة ويده بالهبات والعطايا مبسوطة (ت (1) عن ثابت البناني (2) مرسلاً)، ثابت تقدم أنه بالمثلثة والبناني بضم الموحدة وتخفيف النون وثابت أحد الأعلام وقد رواه البزار عن أنس مرفوعاً بلفظ ليسأل أحدكم ربه حاجته أو حوائجه كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع وحتى يسأله الملح، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير يسار بن حاتم وهو ثقة.
7546 -
"ليستتر أحدكم في الصلاة بالخط بين يديه وبالحجر وبما وجد من شيء مع أن المؤمن لا يقطع صلاته شيء. ابن عساكر عن أنس (ض) ".
(ليستتر أحدكم) أمر باتخاذ السترة. (في الصلاة بالخط بين يديه) أي ولو بالخط وإلا فالاستتار بغيره أولى أي يجعل ذلك أمارة للمار به أنه في صلاة فلا يقطع عليه صلاته (وبالحجر وبما وجد من شيء) فيندب له هذا (مع أن المؤمن لا يقطع صلاته شيء) لا يبطلها ولا يقلل أجرها والمسألة فيها خلاف في الفروع وتفصيل، (ابن عساكر (3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وفيه حيوة بن المبارك، قال في الميزان: نكرة حدث بمصر عن الأنصاري عن أبيه عن جده عن أنس بهذا الحديث وساقه ثم قال: رواته ثقات غير حيوة والخبر منكر انتهى.
7547 -
"ليستحي أحدكم من ملكيه اللذين معه كما يستحى من رجلين
(1) أخرجه مرسلاً البيهقي في الشعب (1117) وعزاه في الكنز (3140) إلى الترمذي مرسلاً وأخرجه البزار كما في المجمع (10/ 150) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4945).
(2)
تقريب التهذيب (810).
(3)
أخرجه ابن عساكر (8/ 291)، وأورده ابن حجر في اللسان (2/ 371)، وقال: الخبر منكر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4947)، والضعيفة (1896) وقال: منكر.
صالحين من جيرانه وهما معه بالليل والنهار. (هب) عن أبي هريرة".
(ليستحى أحدكم من ملكيه) بالتثنية (اللذين معه) هما حافظاه الذين لا يفارقانه (كما يستحى من رجلين صالحين من جيرانه وهما) أي الملكان (معه بالليل والنهار) لا يفارقانه ساعة منهما وظاهره عام في يقظة ومنام (هب (1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه، وقد قال مخرجه البيهقي: إسناده ضعيف وله شاهد ضعيف انتهى.
7548 -
"ليسترجع أحدكم في كل شيء حتى في شسع نعله فإنها من المصائب، ابن السنى في عمل اليوم وليلة عن أبي هريرة".
(ليسترجع أحدكم) أي يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، سُميت استرجاعاً لأن فيها الإقرار بالرجوع إلى الله [4/ 67]، فكأنه طلب الرجوع إليه (في كل شيء) أصابه بأذى (حتى في) انقطاع (شسع نعله فإنها) أي هذه المصيبة الدال عليها السياق (من المصائب) التي يسترجع عندها، (ابن السنى (2) في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفيه يحيى بن عبيد الله (3) وهو التيمي، قال الذهبي في الضعفاء: قال أحمد: ليس بثقة.
7549 -
"ليستغن أحدكم بغنى الله غداء يومه وعشاء ليلته. ابن المبارك عن واصل مرسلاً".
(ليستغن) بالغين المعجمة (أحدكم) عن الناس (بغنى الله) وفسره بقوله (غداء يومه) بالإضافة (وعشاء ليلته) مثله ونصبهما على الظرفية فإن أصبح
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (7739)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4948)، والضعيفة (2299) وقال ضعيف جدًا.
(2)
أخرجه ابن السني (354)، والبزار (3475)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5448).
(3)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 739).
عنده غداء يومه فهو في غنا الله وإن أمسى عنده عشاء ليلته فهو في غنا الله، (ابن المبارك (1) عن واصل مرسلاً)، واصل في التابعين جماعة السدى ورقاشي وبصري وغيرهم فكان عليه أن يميزه.
7550 -
"ليسلم الراكب على الراجل وليسلم الراجل على القاعد وليسلم الأقل على الأكثر فمن أجاب السلام فهو له ومن لم يجب فلا شيء له. (حم خد) عن عبد الرحمن بن شبل (ح) ".
(ليسلم الراكب) مبتدأ. (على الراجل) والأمر للإرشاد وإلا فإنه لا يجب أن يبدأ بالسلام (وليسلم الراجل) إذا مر (على القاعد وليسلم الأقل على الأكثر).
إن قلت: فإذا كان الأكثر ركاباً والأقل مشاة فهل يعتبر بالركوب أو بالأقلية في البداية.
قلت: كل قد حصل فيه وجه للبداية فأيهما بدأ فقد أتى بالسنة ويحتمل أنه أريد بأنه يبدأ الأول إذا كانوا في غير صفة القلة والكثرة سواء بأن يكونوا مشاة جميعاً أو ركاباً جميعًا والله أعلم.
(فمن أجاب السلام فهو له) أي أجره له (ومن لم يجب فلا شيء له) من الأجر بل عليه وزر، إن ترك الجواب لغير عذر (حم خد (2) عن عبد الرحمن بن شبل) رمز المصنف لحسنه.
7551 -
"ليس الأعمى من يعمى بصره إنما الأعمى من تعمى بصيرته. الحكيم (هب) عن عبد الله بن جراد (ض) ".
(ليس الأعمى) حقيقة. (من يعمى بصرة) عن إدراك المحسوسات، قال جار
(1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (ص: 411)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4950).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 444)، والبخاري في الأدب المفرد (992)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5450)، والصحيحة (2199).
الله (1): العمى أن تصاب الحدقة بما يطمس نورها واستعماله في القلب استعارة وتمثيل (إنما الأعمى من تعمى بصيرته) قال جار الله (2): البصيرة نور القلب الذي يستبصر به كما أن البصر نور العين الذي يبصر به أي أن البصيرة هى النافع نورها في منافع الدارين (الحكيم هب (3) عن عبد الله بن جراد) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه يعلي بن الأشدق (4) أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: قال البخاري: لا يكتب حديثه.
7552 -
"ليس الإيمان بالتمنى ولا بالتحلي ولكن هو ما وقر في القلب وصدقه العمل. ابن النجار (فر) عن أنس".
(ليس الإيمان) الله ورسوله (بالتمنى) التشهى (ولا بالتحلي) بالحاء المهملة بعد المثناة الفوقية أي التزين بالقول والعمل كما كان في المنافقين (ولكن هو ما وقر) بالقاف والراء بزنة حمل (في القلب) أي قر فيه وثبت وذلك معرفة الله تعالى، وهو نور يقذفه الله في قلب من طهر بالمجاهدة قلبه وأعلى رتبة أهل هذا النور هو المصطفى صلى الله عليه وسلم (وصدقه العمل) وإذا وقع النور في القلب فإنه يصدقه العمل بلا شك والمراد به العمل الذي أمر الله تعالى به ورسوله ففيه أن الإيمان معرفة بالقلب يصدر عنها صدق العمل ويدخل القول فيه (ابن النجار فر (5) عن أنس).
(1) انظر: الكشاف (1/ 806).
(2)
انظر: الكشاف (1/ 373).
(3)
أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 211)، والبيهقي في الشعب (1372)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4879) وقال ضعيف جداً.
(4)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 760).
(5)
أخرجه الديلمى في الفردوس (5232)، وأخرجه ابن أبي شيبة (35211)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 263)، والبيهقي في السنن (66)، عن الحسن موقوفاً عليه. وأخرجه ابن عدي في "الكامل (6/ 288) في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن بجير من رواية أبي هريرة وقال: روى عن الثقات بالمناكير وعن أبيه عن مالك بالبواطيل ثم ذكر من طريقه عن أبيه عن مالك. وقال الألباني =
سكت عليه المصنف قال العلالي: حديث منكر بمرة تفرد به عبد السلام بن صالح (1) العابد قال النسائي: متروك وابن عدي مجمع على ضعفه وقد رُوي معناه عن الحسن بسند جيد من قوله وهو الصحيح.
7553 -
"ليس البر في حسن اللباس والزي ولكن لبس السكينة والوقار. (فر) عن أبي سعيد".
(ليس البر) بكسر الموحدة: الخير والبركة (في حسن اللباس والزي) الهيئة الحسنة (ولكن البر السكينة) هي الرزانة (والوقار) الحلم والأناة، حيث عطفه عليها وإلا فالوقار هو الرزانة كما في القاموس (2)، ففيه أن البر المحمود عند الله هو السكينة والوقار لا حسن اللباس والزى وكأنه كان يتهم متهم أن ذلك هو البر (فر (3) عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف.
7554 -
"ليس البيان كثرة الكلام ولكن فصل فيما يحب الله ورسوله وليس العي عي اللسان ولكن قلة المعرفة بالحق. (فر) عن أبي هريرة".
(ليس البيان) الوضوح والانكشاف وظهور المراد. (كثرة الكلام ولكن فصل) بالفاء مفتوحة والمهملة أي ولكن كلام فاصل بين الحق والباطل. (فيما يحب الله ورسوله) أو مفصول أي بين واضح فالبيان ما جمع الأمرين الفصل وكونه فيما يحبه الله ورسوله (وليس العي) من عيا في النطق كرضي عيا بالكسر حصر (عي اللسان) كما هو متعارف العرب (ولكن) الذي ينبغي أن يسمى عيا
= في ضعيف الجامع (4880)، والضعيفة (1098): موضوع.
(1)
انظر الكامل (5/ 331)، والمغنى في الضعفاء (2/ 394).
(2)
القاموس المحيط (ص 635).
(3)
قال في فيض القدير (2/ 226): فيه محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني قال الذهبي: ضعفوه، وعزاه في كنز العمال للديلمي في مسند الفردوس (3/ 6401)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4881)، والضعيفة (4406).
هو. (قلة المعرفة بالحق) فإن ذلك هو العي.
وما ينفع الأعراب إذا لم يكن تقىً
…
وما ضرذا التقوي لسان معجم
(فر (1) عن أبي هريرة) ورواه عنه أبو نعيم وسكت عليه المصنف وفيه زياد بن أنعم ورشدين بن سعد وهما ضعيفان [4/ 68].
7555 -
"ليس الجهاد أن يضرب الرجل بسيفه في سبيل الله تعالى إنما الجهاد من عال والديه وعال ولده فهو في جهاد ومن عال نفسه فكفها عن الناس فهو في جهاد. ابن عساكر عن أنس (ض) ".
(ليس الجهاد) الذي أمر الله به عباده (أن يضرب الرجل بسيفه في سبيل الله) أي لتكون كلمة الله هي العليا (إنما الجهاد من عال والديه) أي قام بمؤنتهما. (وعال ولده) أي عال أصوله وفروعه (فهو) الذي يستحق أن يقال له أنه (في جهاد) وفيه إلمام لمشقة كفالة الآباء والأبناء وأنها جهاد في مشقته فهو في جهاد. (ومن عال نفسه فكفها عن الناس) أي عن طلب رفدهم وبرهم (فهو في جهاد) وفيه الدلالة على فضيلة عيالة الأبناء والآباء والسعي عليهم وذلك كله مراد به ما كان لله عز وجل (ابن عساكر (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وأخرجه أبو نعيم والديلمى بلفظه عنه.
7556 -
"ليس الخبر كالمعاينة (طس) عن أنس (خط) عن أبي هريرة (ح) ".
(ليس الخبر) عن الشيء. (كالمعاينة) له قال الكلاباذي: الخبر خبران صادق لا يجوز عليه الخطأ وهو خبر الله ورسوله ومحتمله وهو ما عداه فإن حمل عل الأول فالمراد أن الخبر أقوى وآكد وأبعد عن الشكوك إذا كان خبر
(1) أخرجه الديلمى في الفردوس (5215)، وأبو نعيم (8/ 59)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4882)
(2)
أخرجه الديلمى في الفردوس (5225)، وابن عساكر (21/ 172)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 300) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4883)، والضعيفة (1989).
الصادق والمعاينة قد يخطئ فقد يرى الإنسان الشيء على خلاف ما هو عليه كقصة موسى عليه السلام والسحرة، وإن حمل على الثاني، فالمراد ليس المعاينة كالخبر بل هى أقوى وآكد لأن المخبر لا يطمئن قلبه ويزول عنه الشكوك في خبر من يجوز عليه السهو والغلط والحاصل أن خبر الصادق أقوى من المعاينة وخبر غيره عكسه هذا معنى ما قاله.
قلت: وما قاله محل تأمل فالحديث عام لخبر الصادق وغيره إذ المعاينة في خبر الصادق تفيد عين اليقين وخبره يفيد علم اليقين وبينهم بون وأما في خبر غيره فكون المعاينة أقوى أظهر وأما كونها قد تكذب كقصة موسى فنادر والإخبار عن الغالب، والحديث الآتي قاض بدخول خبر الله، ويقاس عليه خبر رسوله ويدخل خبر الغير بالأولى لأنه إذا كانت المشاهدة آكد في حق خبر الصادق فأولى أنها آكد في خبر غيره وفيه احتمال آخر وأن المراد ليس الخبر عن الشيء وصفاته تصيره كالعيان بل لا بد عند المعاينة من ظهور زيادة أو نقصان عما احتوى عليه الإخبار عنه وهذا الحديث من جوامع الكلم ويعد من الكلمات السائرة (طس (1) عن أنس خط عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات، وقال الزركشي: ظن كثير من الشراح أنه ليس بحديث وهو حديث حسن أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم من طرق، وقد قيل: إنه معلول بأن هشيماً لم يسمعه من أبي بشر وزيادته قال ابن حبان: لم يتفرد به أبو بشر بل له طرق ذكرتها في المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر (2).
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6943)، والضياء في المختارة (1828)، وابن عدى في الكامل (1/ 200)، وابن حبان في المجروحين (1/ 154) من حديث أنس، وأخرجه الخطيب في تريخه (8/ 27) من حديث أبي هريرة، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 153)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5373).
(2)
انظر: المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر (ص: 181)، والمقاصد الحسنة (ص: 188).
7557 -
"ليس الخبر كالمعاينة إن الله تعالى أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت. (حم طس ك) عن ابن عباس (صح) ".
(ليس الخبر كالمعاينة) بدليل. (إن الله تعالى خبر موسى بما صنع قومه في العجل) بقوله تعالى: {فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} الآية [طه: 85](فلم يلق الألواح) التي أنزلها الله إليه أي لم يشتد غضبه حتى ألقاها. (فلما عاين ما صنعوا) من عكوفهم على عبادة العجل غضب و (ألقى الألواح فانكسرت) لعظم ما هاله مما آتوه من المعصية فدل على أن المعاينة أعظم من الخبر مع أنه أخبره المحيط بكل شيء علماً فلم يقع منه الخبر كما وقعت منه المعاينة وفيه أنه يحتمل أن المراد ليس أثر الخبر عند المخبر كأثر المعاينة وإن كانا سواء في قوة التصديق لكن يصدر عن المعاينة ما لا يصدر عند الخبر وهذا الاحتمال أليق بالاستدلال بقصة الكليم (حم طس ك (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وصحَّحه ابن حبان.
7558 -
"ليس الخلف أن يعد الرجل ومن نيته أن يفي ولكن الخلف أن يعد الرجل ومن نيته أن لا يفي. (ع) عن زيد بن أرقم (ح) ".
(ليس الخلف) مصدر أخلف وعده والمراد الخلف الذي هو أحد خصال المنافق كما سلف في: آية المنافق في ثلاث. (أن يعد الرجل ومن نيته أن يفي) أي وعد حال كونه ناوياً للوفاء بوعده فعرض ما منع من الوفاء فهذا لا يكون مخلفاً لوعده ولا مذموماً ولا آثماً. (ولكن الخلف) المذموم (أن يعد الرجل ومن نيته أن لا يفي) فهذا هو المذموم ولو اتفق أنه وفي فإنه آثم بالنية للخلف ما
(1) أخرجه أحمد (1/ 215، 271)، والطبرانى في الأوسط (25)، والحاكم (2/ 321)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 153)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5374).
ذاك إلا لأن الأعمال بالنيات وهذا شامل لكل وعد وكل خلف، قال في شرح مسلم: أوجب الوفاء بالوعد الحسن وبعض المالكية (ع (1) عن زيد بن أرقم) رمز المصنف لحسنه ورواه عنه أيضاً الديلمى وغيره.
7559 -
"ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. (حم ق) عن أبي هريرة (صح).
(ليس الشديد) القوي. (بالصرعة) بمهملات مضموم [4/ 69]، الأولى مفتوح الراء أكثر الصرع لغيره أي إلقائه إلى الأرض بقوة قال المنذري (2): الصرعة بضم ففتح من يصرع الناس كثيراً لقوته وأما بسكون الراء فالضعيف الذي يصرعه الناس حتى لا يكاد يثبت مع أحد للمبالغة (إنما) الذي ينبغي أن يسمي (بالشديد الذي يملك نفسه) عن الانتصاف (عند الغضب) فيقهر نفسه ويتصرف فيها تصرف المالك بحيث لا يغلبه وقد قدمنا في الجزء الأول وجه هذا الكلام ونحوه من أن الأولى بالاسم المشتهر في مسمى أن يكون لغيره نقلاً منا عن ابن القيم الجوزيه (حم ق (3) عن أبي هريرة) وفي الباب غيره.
7560 -
"ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إنى صائم إني صائم. (ك هق) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليس الصيام) الذي أمر الله به (من الأكل والشرب) كما هو المعروف عند غالب الناس (إنما الصيام) الحقيقي (من اللغو) باطل الكلام (والرفث) الفحش من القول فتركهما هو الصيام المكتوب أجره وفاعلهما مع تركه الأكل
(1) أخرجه أبو يعلى (5363)، وكذلك الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1179)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4884)، والضعيفة (4373).
(2)
انظر: الترغيب والترهيب (3/ 301).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 268)، والبخاري (6114)، ومسلم (2609).
والشرب غير صائم لاختلال أجره ونقصان ثوابه حتى كأنه غير صائم (فإن سابك أحد) أي سبك ففاعل بمعنى فعل (أو جهل عليك) في كلامه (فقل) بلسانك أو بقلبك (إنى صائم إني صائم) زجراً لنفسك عن التعرض بما يعطل أجر صومها وله عن التعرض لأذيته (ك هق (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته ورواه عنه الديلمى.
7561 -
"ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس. (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليس الغنى عن كثرة العرض) بفتح المهملة والراء وسكونها كما في المشارق قال: على ما في المقاييس لابن فارس. (ولكن الغنى غنى النفس) أي قنوعها.
غنى النفس ما يكفيك عن سد خلة
…
فإن زاد شيئًا عاد ذاك الغنى فقرًا
وليس هذا الحديث تحديد للغنى الشرعي الذي يحرم به الزكاة والسؤال حث على القناعة وإخبار بأنها هي الغنى الذي ينبغي التسمية له به (حم ق ت هـ (2) عن أبي هريرة)، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.
7562 -
"ليس الفجر بالأبيض المستطيل في الأفق ولكنه الأحمر المعترض. (حم) عن طلق بن علي (ح) ".
(ليس الفجر) الشرعى. (بالأبيض المستطيل في الأفق) الذي يرتفع إلى السماء وتسميه العرب ذنب السَّرْحان. (ولكنه) أي الفجر. (الأحمر المعترض) في الأفق فهو يخالف الأول صفة ومحلاً والاعتراض الانتشار في عرض السماء وكأن العرب كانت تسمى الأول فجراً فأراد صلى الله عليه وسلم إعلام المشرعين بالفجر
(1) أخرجه الحاكم (1/ 431)، والبيهقي في السنن (4/ 270)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5376) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5376) وصحيح الترغيب (1082).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 389)، والبخاري (6446)، ومسلم (1051)، والترمذي (2373)، وابن ماجة (4137).
الشرعى (حم (1) عن طلق بن علي) الحنفي رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي: إسناده حسن.
7563 -
"ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمى خيراً ويقول خيراً. (حم ق د ت) عن أم كلثوم بنت عقبة (طب) عن شداد بن أوس (صح) ".
(ليس الكذاب) الذي يأثم ويذم. (الذي يصلح) بكذبه. (بين الناس فينمي) بفتح أوله وكسر الميم أي يبلغ وينقل عن أحد الرجلين المتهاجرين. (خيراً) من القول أو (يقول خيراً) كأنه شك من الراوى فإن مثل هذا جائز محمود قد يندب وقد يجب لكن في اشتراط قصد التورية خلاف، وليس المراد نفي ذات الكذب بل نفي إثمه فالكذب كذب لإصلاح وغيره، وقوله:(ينمي خيراً) أي يبلغه عن الغير وإن لم يقله بل وإن قال شراً يقل خلافه فهذا جائز بين الناس للإصلاح، والكذب في الحرب أن يتحدث بما يقوى جأش أصحابه ويكيد عدوه، والكذب للزوجة أن يعدها ويمنيها، قال النووى: وقد ضبط العلماء ما يباح من الكذب وأحسن ما رأيته في ضبطه قول الغزالي (2): الكلام وسيلة إلى المقاصد فكل مقصد محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعاً فالكذب حرام فيه لعدم الحاجة وإن أمكن التوصل إليه بالكذب ولم يمكن بالصدق فالكذب فيه مباح لمباح وواجب لواجب.
قلت: وفي الحديث دليل على عظم شأن الإصلاح بين الناس لأنه أبيح له ما قبح عقلاً وشرعا بل أوجب تارة فيه ويؤخذ منه شدة قبح السعي في إفساد ذات بينهم وعظم جرمه وعقوبته (حم ق د ت (3) عن أم كلثوم بنت عقبة طب عن
(1) أخرجه أحمد (4/ 23)، وحسنه العراقي كما في تخريج الإحياء (2/ 226)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5378).
(2)
إحياء علوم الدين (3/ 137).
(3)
أخرجه أحمد (6/ 403)، والبخاري (2692)، ومسلم (2605)، وأبو داود (4920، 4921)، =
شداد بن أوس) الخزرجى.
7564 -
"ليس المؤمن الذي لا يأمن جاره بوائقه. (طب) عن طلق بن علي (ح) ".
(ليس المؤمن الذي لا يأمن جاره) تقدم تحديد الجار وأنه أربعون داراً. (بوائقه) دواهيه جمع بائقة وهي الداهية ولازمة بل المؤمن الذي يأمن جاره بوائقه، والمراد نفي كمال الإيمان لأن ذلك يخرج عن الإيمان بالكلية (طب (1) عن طلق بن علي) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه أيوب بن عتبة ضعفه الجمهور وهو صدوق كثير الخطأ.
7565 -
"ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه". (خد طب ك هق) عن ابن عباس (صح) ".
(ليس المؤمن بالذي يشبع) ولفظ الحاكم بالذي يبيت شبعاناً. (وجاره جائع إلى جنبه)[4/ 70] لإخلاله بما يتوجه في الشريعة من حق الجوار وهذا والذي قبله من أدلة عظم حق الجار على جاره وأحاديثه واسعة (خد طب ك هق (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وتعقَّبه الذهبي في التلخيص بأنه من حديث عبد العزيز بن يحيى وليس بثقة، وفي المهذب (3): بأن فيه ابن المساور مجهول، وقال الهيثمي: رجال الطبراني ثقات، وقال المنذرى:
= والترمذي (1938)، والنسائي في السنن الكبرى (8642)، وأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 291)(7169) عن شداد بن أوس الخزرجى.
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 334)(8250)، وفي الأوسط (7979)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 169)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5380).
(2)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (112)، والطبرانى في الكبير (12/ 154)(12741)، والحاكم (4/ 167)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 178)، والترغيب والترهيب (3/ 243)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5382)، والصحيحة (149).
(3)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (8/ رقم 15214).
رجال الطبراني وأبي يعلى ثقات.
7566 -
"ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. (حم خد حب ك) عن ابن مسعود (صح) ".
(ليس المؤمن) الكامل في إيمانه. (بالطعان) في الأعراض بنحو ذم وغيبة، في الأحرار لما في أساس البلاغة من كناية ومجاز، ومن مجازه طعن فيه وعليه وهو طعان في أعراض الناس، قال ابن العربي (1): إنما سمَّاه طعاناً لأن سهام الكلام كسهام النصال حسا وجرح اللسان كجرح اليد. (ولا اللعان) كثير اللعن لأي شيء فإنه منهي عنه وقصره على الناس تقصير كما قاله الشارح (ولا الفاحش) في كلامه قال ابن العربي: الفحش في الكلام لما يكره سماعه مما يتعلق بالدين (ولا البذيء) الفاحش في منطقه وإن كان صادقاً (حم خد حب ك (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، قال ابن القطان (3): لا ينبغي أن يصحح لأن فيه محمد (4) بن سابق (5) البغدادي وهو ضعيف وإن كان مشهوراً وربما وثقه بعضهم وقال الدارقطني: روي مرفوعاً وموقوفاً والوقف أصح.
7567 -
"ليس المسكين الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنا يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس. مالك (حم ق د ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليس المسكين) الكامل في الاتصاف بذلك (الذي يطوف على الناس فترده
(1) انظر: عارضة الأحوذي (8/ 144).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 404)، والبخاري في الأدب المفرد (312)، وابن حبان (192)، والحاكم (1/ 57). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5381)، والصحيحة (320).
(3)
انظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 301) رقم (2489).
(4)
في المخطوط (محرم) والصواب (محمد) كما أثبتناه.
(5)
انظر المغنى في الضعفاء 2/ 583، الميزان 6/ 157.
اللقمة واللقمتان) وفي رواية الأكلة والأكلتان (والتمرة والتمرتان) وذلك لأن المتردد على الأبواب يمكن تحصيل ما يشبعه وليس المراد نفي المسكنة عن الطواف للإجماع على أن السائل الطواف المحتاج مسكين بل المراد نفي كمالها كما أشرنا إليه. (ولكن المسكين) في الحقيقة. (الذي لا يجد غناً) بكسر المعجمة والقصر يساراً (يغنيه) صفة لغنى وهو زائد على مطلق الغنى لأنه حصول الغنية به بحيث لا يحتاج إلى غيره (ولا يفطن له) بالبناء للمجهول لا يفطن له أحد ليحمله وعدم شكواه (فيتصدق عليه) بالنصب بالفاء لوقوعها بعد نفي (ولا يقوم فيسأل الناس) فهذا يجب على من يعرفه التصدق عليه وهو المحروم لحرمان الناس له والحديث إعلام أن غير السائل الطواف قد يكون أحق بالصدقة لكمال صفة المسكنة فيه (مالك حم ق د ن (1) عن أبي هريرة).
7568 -
"ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها. (حم خ د ت) عن ابن عمرو (صح) ".
(ليس الواصل) حقيقة لإرحامه ولغيرهم وإن كان أجره دال على الأول لكن التعميم يستفاد من غيره. (بالمكافئ) المجازي له على مواصلته وهذا وإن كان واصلاً (لكن الواصل) حقيقة الذي ينبغي إطلاق ذلك عليه. (الذي إذا انقطعت رحمه) خصها لأنها الأغلب في الصلة والقطع فلا ينافى التعميم. (وصلها) فهذا على أعلي الواصلين رتبة وأكملهم في ذلك وهو منتزع من قوله تعالى: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] وإن كان في الآية أخص من جهة وأعم من أخرى (2)، (حم خ د ت (1) عن ابن عمرو) رمز
(1) أخرجه مالك (1645)، وأحمد (2/ 393)، والبخاري (4539)، ومسلم (1039)، وأبو داود (1631)، والنسائي (5/ 84).
(2)
جاءت العبارة التالية في الهامش: قال العلقمي: إذا قطعت رحمه وصلها أي الذي إذا منع أعطي وقطعت ضبط في بعض الروايات بضم أوله وكسر ثانيه على البناء للمجهول وفي أكثرها بفتحتين.
المصنف لصحته ورواه ابن حبان وغيره.
7569 -
"ليس أحد أحب إليه المدح من المدح من الله ولا أحد أكثر معاذير من الله. (طب) عن الأسود بن سريع (صح) ".
(ليس أحد أحب إليه المدح من الله) أكثر محبوبية لأن يمدحه كل مادح أو لأن يمدح هو كل من يستحق ذلك وعلى الأخير إن ربنا لغفور شكور والأول هو الأقرب إلى مراد الحديث، (ولا أحد أكثر معاذير) جمع معذرة. (من الله) فإنه أعذر إلى عباده بإرسال الرسل وإنزال الكتب والإلهامات والمنامات والزواجر وما لا ينحصر لئلا يكون للناس على الله حجة ويؤخذ من قوله أحب في الطرفين، وفيه ينبغي للمؤمن أن يحب أن يمدح بأن يأتي بخصال الخير للوجه الذي يريده الله تعالى فيمدحه الله وملائكته والعباد وكذلك ينبغي له أن يكثر المعاذير فيما يأتيه وذلك بالتوبة إلى الله والاعتذار عن معاصيه بها (طب (2) عن الأسود بن سريع) وتقدم من حديثه أيضاً في "أن الله
…
" أخرجه الطبراني أيضاً رمز المصنف لصحته، وقد رواه البخاري في التوحيد، ومسلم في اللعان.
7570 -
"ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإِسلام لتكبيره وتحميده وتسبيحه وتهليله. (حم) عن طلحة".
(ليس أحد أفضل عند الله) أكثر ثوابا عنده من جهة التعمير. (من مؤمن يعمر في الإسلام) يطول عمره فيه ثم أبان علة الأفضلية بقوله. (لتكبيره وتحميده وتسبيحه وتهليله) هذه المعانى يجمعها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وتقدم كثرة أجرها مراراً، [4/ 71] وأنها الباقيات الصالحات
= (1) أخرجه أحمد (2/ 163)، والبخاري (5991)، وأبو داود (1697)، والترمذي (1908).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 285)(836)، وأخرجه البخاري (4634)، ومسلم (2760) عن عبد الله بن مسعود.
والمؤمن يطول عمره بكثرة ذكره لله وبذلك ففضيلة العمر لما فيها من الذكر الكثير لا لذاتها. (حم (1) عن طلحة) سكت عليه المصنف.
7571 -
"ليس أحد أحق بالحدة من حامل القرآن لعزة القرآن في جوفه. أبو نصر السجزى في الإبانة (فر) عن أنس".
(ليس أحد أحق بالحدة) بالمهملات والمراد بها الصلابة في الدين. (من حامل القرآن) حافظه. (لعزة القرآن في جوفه) وإذا عز القرآن في جوفه تصلب في دينه فهو إذا لم يتصلب في دينه لم يرع حق القرآن وحمله إياه (أبو نصر السجزى في الإبانة فر (2) عن أنس) سكت المصنف عليه. وفيه بشر بن الحسين، قال في الميزان: بشر (3) هذا قال الدارقطنى: متروك، وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظ، وقال أبو حاتم: يكذب على الزبير، وفي اللسان عن ابن حبان: لا ينظر في شيء رواه عن الزبير إلا للتعجب وكذبه الطيالسي.
7572 -
"ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار. (هب) عن عائشة (ح) ".
(ليس أحد من أمتي يعول) أي يكفل وزناً ومعنى يقوم بكفاية (ثلاث بنات أو ثلاث أخوات) يحتمل أنها للشك والأقرب أنها للتنوع (فيحسن إليهن) أي يعولهن ومع ذلك يحسن إليهن في الإقامة فلا يمن عليهن ولا يظهر الضجر من صحبتهن (إلا كن له ستراً من النار) وقاية من دخوله إياها وذلك أنه سترهن في
(1) أخرجه أحمد (1/ 163)، قال الهيثمي (10/ 204): لطلحة حديث رواه ابن ماجه في التعمير غير هذا، رواه أحمد فوصل بعضه وأرسل أوله، ورواه أبو يعلى والبزار فقالا: عن عبد الله بن شداد عن طلحة فوصلاه بهذه ورجالهم رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5371).
(2)
أخرجه الديلمى في الفردوس (2775)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 141)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4877): موضوع.
(3)
انظر الميزان (2/ 26)، والكامل (2/ 10)، واللسان (2/ 21) وقالا: قال البخاري: فيه نظر، وقال الدراقطني: متروك.
الدنيا عن الامتهان وذل السؤال فسترنه في الآخرة عن عقاب النار جزاء وفاقاً. (هب (1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه.
7573 -
"ليس أحد منكم بأكسب من أحد قد كتب الله المصيبة والأجل وقسم المعيشة والعمل فالناس يجرون فيها إلى منهي. (حل) عن أبي مسعود".
(ليس أحد منكم بأكسب من أحد) أكثر كسبا في طلب النفع ودفع الشر بل كل كاسب بقدر ما قُدِّرَ له. (قد كتب الله المصيبة) في المال والأهل والنفس والولد. (والأجل) فلا نفع لكسب كاسب في دفع ذلك. (وقسم المعيشة والعمل) لطلبها فلا أثر للكسب في غير ما كتبه الله.
نحن قسمنا الرزق بين الورى
…
فأدب النفس ولا تعترض
وسلم الأمر لأحكامنا
…
فكل عبد رزقه قد فرض
(والناس يجرون فيها) بالجيم والراء والضمير للدنيا وإن لم يتقدم لها ذكر. (إلى منتها) قدره الله لهم من الآجال والأرزاق وغيرها ولا يتوهم أن هذا إبطال للكسب والسعي وقد أمر الله بهما بل إخبار بأنه لا يأتى الكسب بغير ما قد كتبه الله فالشيء الآتى بالكسب قدره الله مشروطاً بالكسب. (حل (2) عن أبي مسعود)، سكت المصنف عليه.
7574 -
"ليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله إنهم ليدعون له ولداً ويجعلون له أنداداً وهو مع ذلك يعافيهم ويرزقهم. (ق) عن أبي موسى (صح) ".
(ليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله) وكأنه قيل: وكيف ذلك فقال. (إنهم) أي المشركين. (ليدعون له ولداً) قالوا اتخذوا الله ولداً، كقول النصارى:
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (11023)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5372).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 116)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4878) وقال: ضعيف جداً.
المسيح ابن الله، وقالت اليهود: عزير ابن الله، وقال المشركون: الملائكة بنات الله (ويجعلون له أنداداً) كما صرحت به الآية جمع ند وهو المثل زنة ومعنى وهذا بيان الأذى وقوله. (وهو مع ذلك يعافيهم ويرزقهم) بيان آثار الصبر وفيه أنه يطلق الصبر عليه تعالى وثبت في صفاته الصبور. (ق (1) عن أبي موسى) ورواه عنه النسائي في التفسير.
7575 -
"ليس بحكيمٍ من لم يعاشر بالمعروف من لا بد من معاشرته حتى يجعل الله له من ذلك مخرجاً. (هب) عن أبي فاطمة الأيادي".
(ليس بحكيم من لم يعاشر) المعاشرة المخالطة (بالمعروف من لا بد من معاشرته) كالزوجة والخادم ونحوه من صديق ورفيق (حتى يجعل الله له من ذلك مخرجاً) فيه الحث على المداراة وحسن الصحبة وهو باب واسع (هب (2) عن أبي فاطمة الأيادي) بكسر الهمزة وفتح المثناة التحتية ودال مهملة نسبة إلى إياد بن نزار بن معد بن عدنان، وأخرجه الحاكم، وقال: لم نكتبه إلا بهذا الإسناد وإنما يعرفه عن محمد بن الحنفية من قوله انتهى. وقال ابن حجر: المعروف موقوف، وقال العلائي: هذا إنما هو من كلام ابن الحنفية.
7576 -
"ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته، وليس بخيركم من ترك آخرته لدنياه، حتى يصيب منهما جميعاً فإن الدنيا بلاغ إلى الآخرة ولا تكونوا كلاًّ على الناس. ابن عساكر عن أنس (ض) ".
(ليس بخيركم) في دينه (من ترك دنياه لآخرته) إيثاراً لها (وليس بخيركم من
(1) أخرجه البخاري (7378)، ومسلم (2804)، والنسائي في السنن الكبرى (11323).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (8104)، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (889) وأبو نعيم في الحلية (3/ 175) من حديث محمد بن الحنفية موقوفاً عليه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4885)، وقال في الضعيفة (2658): منكر.
ترك آخرته لدنياه) وهذا معروف أنه ليس بخيرهم لكن ذكر له مقابلة (حتى يصيب منهما) من الدنيا والآخرة. (جميعاً) وكأن القلوب تنكر كون تارك الدنيا لأجل آخرته ليس بخير الناس فأزال ذلك بقوله (فإن الدنيا بلاغ إلى الآخرة) فالآخذ بلاغه منها خير من تاركه (ولا تكونوا كلاًّ) بفتح الكاف عيالاً وثقلاً (على الناس) أي خذوا المتاع من الدنيا ولا تكونوا: إلخ، قال بعض السلف: المال سلاح المؤمن وكان سفيان يتجر، ويقول: وهو يقلب بضاعته لولا هي لتمندل بنا بنو العباس، وقيل: له إنها تدنيك من الدنيا قال: لإن أدنتنى منها لقد صانتنى عنها. (ابن عساكر (1) عن أنس) [4/ 72] ورواه الديلمى بلفظه عنه رمز المصنف لضعفه.
7577 -
"ليس بمؤمن من لا يأمن جاره غوائله. (ك) عن أنس"(صح).
(ليس بمؤمن) كامل الإيمان. (من لا يأمن جاره غوائله) تقدم قريباً بلفظ: "بوائقه" والغوائل الدواهى والمراد الأسوأ والأذايا وإنما نفى عنه كمال الإيمان لأنه تعالى وصى في حفظ الجار ورعايته فإذا عامله بخلاف ذلك فما كمل إيمانه بما أمر به (ك (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته.
7578 -
"ليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة. (طب) عن ابن عباس (ض) ".
(ليس بمؤمن مستكمل الإيمان) تصريح بالقيد الذي تقيد به هذه الإطلاقات. (من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة) وتمام الحديث شرح صدره فإن تمامه عند مخرجه، قالوا: كيف يا رسول الله قال: "إن البلاء لا يتبعه إلا الرخاء" وكذلك الرخاء لا يتبعه إلا البلاء انتهى، فأراد صلى الله عليه وسلم أنه يعد باعتبار ما يتبعه وتعقبه
(1) أخرجه ابن عساكر (65/ 197)، وقال الألباني في الضعيفة (4886) موضوع، وفي الضعيفة (500): باطل.
(2)
أخرجه الحاكم (4/ 165)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5387)، والصحيحة (2181).
نعمة ومصيبة (طب (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبد العزيز بن يحيى المدني، قال البخاري: كان يضع الحديث انتهى فكان على المصنف حذفه من كتابه ليتم ما وعد به في خطبته.
7579 -
"ليس بين العبد المؤمن والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك. (هـ) عن أنس (صح) ".
(ليس بين العبد المؤمن والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك) ظاهر الحديث أن تركها عمدًا يخرج عن الإيمان إلى ضده ويحتمل أنه أريد أتى نوعاً وصفة من صفات الشرك وفيه عظم شأن الصلاة (هـ (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته ورواه مسلم بدون فإذا
…
الخ.
7580 -
"ليس بي رغبة عن أخي موسى عريش كعريش موسى. (طب) عن عبادة بن الصامت (ض) ".
(ليس بي رغبة عن أخي موسى) فأكون في مثل حاله في ابتناء (عريش) أي يكون لي عريش كعريش أخي موسى من حشيشات وعويدات رثات فلا ابتنى قصراً ولا داراً وفيه أن ذلك سنة الأنبياء من قبله (طب (3) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عيسى بن سنان ضعفه أحمد وغيره ووثقه العجلي وابن حبان.
7581 -
"ليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن. (حم) عن أبي
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 32)(10949)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 96)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4887)، والضعيفة (4374): موضوع.
(2)
أخرجه ابن ماجه (1081) قال البوصيري في الزوائد (1/ 128): هذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبان الرقاشي، ورواه مسلم (82) عن جابر.
(3)
أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (2/ 16)، وأخرجه البيهقي في الدلائل (2/ 542)، وأخرجه في مسند الشاميين (2107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4888).
الدرداء (صح) ".
(ليس شيء أثقل في الميزان) من الحسنات. (من الخلق الحسن) فإنه من أثقل الحسنات، وتقدم فيه عدة أحاديث (حم (1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته وقال أبو نعيم: غريب من رواية الثوري عن إبراهيم بن نافع.
7582 -
"ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين قطرة دموع من خشية الله تعالى وقطرة دم تهراق في سبيل الله تعالى وأما الأثران فأثر في سبيل الله تعالى وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى. (ت) والضياء عن أبي أمامة (صح) ".
(ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين) فسرهما قوله: (قطرة دموع من خشية الله تعالى) أي قطرة من دموع، وقيل: المراد قطرات إلا إنها أفردت معه بذهن السامع. (وقطرة دم تهراق في سبيل الله تعالى) يحتمل أنه يريد يهرقها المؤمن من عدوه أو يهراق من المؤمن أو أعم. (وأما الأثران فأثر في سبيل الله تعالى) أي تأثير في سبيله بأي نوع من التأثيرات. (وأثر) يحدثه الإنسان. (في فريضة من فرائض الله تعالى) قال ابن العربي: الأثر ما يبقي بعده من عمل يجرى عليه أجره من بعده ومنه: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12]، وقال غيره: الأثر ما يبقى من رسم الشيء وحقيقته ما يدل على وجود الشيء والمراد خطوة الماشي وخطوة الساعي في فريضة من فرائض الله أو ما بقي على المجاهد من أثر الجراحات وعلى الساعي المتعب نفسه في أداء الفرائض والقيام بها والكد فيها كاحتراق الجبهة من حر الرمضاء التي يسجد
(1) أخرجه أحمد (6/ 451)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 75)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5390)، والصحيحة (876).
عليها وانفطار الأقدام من برد ماء الوضوء (ت (1) والضياء عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته وفي سند الترمذي الوليد بن جميل (2) لينه أبو زرعة.
7583 -
"ليس شيء أطيع لله تعالى فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم وليس شيء أعجل عقاباً من البغي وقطيعة الرحم واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع. (هق) عن أبي هريرة (ح) ".
(ليس شيء أطيع لله تعالى فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم) فإنها قد تعجل في الدنيا. (وليس شيء أعجل عقاباً من البغي وقطيعة الرحم) بالإساءة والهجر. (واليمين الفاجرة) الكاذبة وصفت بصفة خالفها فإنه هو الفاجر عطف على قوله من البغى وقوله. (تدع الديار) ديار من خلفها. (بلاقع) جمع بزنة مساجد جمع بلقع وهي القفر التي لا شيء فيها بيان لعقوبة اليمين العاجلة ولعله يبقي من عقوبتها في الآخرة زيادة على ما وقع في الدنيا إن لم يتب (هق (3) عن أبي هريرة). رمز المصنف لحسنه.
7584 -
"ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء. (حم خد ت ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء) أي أشد مكرومية أي أنه تعالى يكرمه بالإجابة وهذا في كرامة الأقوال وقوله: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، في كرامة الأشخاص (حم خد ت ك (4) عن أبي هريرة) رمز
(1) أخرجه الترمذي (1669)، والطبرانى في الكبير (8/ 235)(7918)، والضياء في المختارة كما في الكنز (43448)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1669).
(2)
انظر المغنى (2/ 721)، والميزان (7/ 128).
(3)
أخرجه البيهقي في السنن (10/ 35)، وكذلك الطبراني في الأوسط (1092)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5391) والصحيحة (978).
(4)
أخرجه أحمد (2/ 362)، والبخاري في الأدب المفرد (712)، والترمذي (3370)، والحاكم (1/ 490)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5392).
المصنف لصحته [4/ 73] وقال الترمذي: حسن غريب، ولم يبين لم لم يصح قال الشارح، وقال ابن حبان: صحيح.
7585 -
"ليس شيء أكرم على الله تعالى من المؤمن (طص) عن ابن عمرو (ض).
(ليس شيء أكرم على الله) أشد مكرومية (من المؤمن) فإنه تعالى يكرمه أتم إكرام، والمؤمن شامل للأنبياء بل هم رأس المؤمنين فيجب على المؤمن الاستعداد لإكرام الله بحسن إيمانه لأن المؤمنين متفاوتون في الإكرام بتفاوت إيمانهم (طص (1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن تمام (2) وهو ضعيف جدًّا.
7586 -
"ليس شيء خيراً من ألف مثله إلا الإنسان. (طب) والضياء عن سلمان (صح) ".
(ليس شيء خيراً من ألف مثله إلا الإنسان) أي أنه يبلغ بقوة إيمانه بل بمجرد إيمانه الخيرة على آلاف من الكفار إن أريد بالمثلية في الإنسانية فإن أريد مع قيد الإيمان ففي المؤمنين من يبلغ بقوة إيمانه، وهمته في ذات الله ذلك، والناس ألف منهم كواحد وواحد كالألف إن أمر عيا (طب والضياء (3) عن سلمان) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: مداره على أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف
(1) أخرجه الطبراني في الصغير (897)، وفي الأوسط (6084)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 81)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4889).
(2)
انظر اللسان (4/ 97)، وضعفاء العقيلي (3/ 118)، والكامل (4/ 330).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 238)(6095)، والضياء في المختارة كما في الكنز (5/ 346)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 64)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (6/ 241)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5394)، والصحيحة (2183).
جداً، وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن يوسف وهو ثقة انتهى وقال شيخه العراقي: الحديث حسن.
7587 -
"ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان. (ع هب) عن أبي بكر (ح) ".
(ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو إلى الله ذرب) بفتح المعجمة والراء. (اللسان) أي حدته وفحشه، وشكوى الأعضاء لأنه ينالها بسبب اللسان العذاب في الدنيا كحد القذف وتحرير الشتم والقتل بالكفر، وفي الآخرة ذلك أظهر. (ع هب (1) عن أبي بكر) رمز المصنف لحسنه. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير موسى بن محمد بن حبان (2) وقد وثقه ابن حبان، وقال الذهبي: ضعفه أبو زرعة.
7588 -
"ليس شيء إلا وهو أطوع الله تعالى من ابن آدم. البزار عن بريدة (ح) ".
(ليس شيء إلا وهو أطوع لله) أشد طاعة (من ابن آدم) وذلك لأنه أعظم المخلوقات وأحسنها تقويماً وأكثرها التذاذاً بنعم الله تعالى فعصيانه أشد من عصيان كل عاص فإنه تعالى ذكر أنه يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والأشجار والنجوم وعمم ذلك فيها، وقال: في ابن آدم وكثير من الناس. (البزار (3) عن بريدة) رمز المصنف لحسنه.
7589 -
"ليس صدقة أعظم أجرا من ماءٍ. (هب) عن أبي هريرة (ح) ".
(1) أخرجه أبو يعلى (5)، والبيهقي في الشعب (4947)، والضياء في المختارة (3)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 302)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5396).
(2)
انظر الميزان (6/ 561)، والمغنى (2/ 686).
(3)
أخرجه البزار كما في الكنز (43683)، والطبرانى في الصغير (908)(909)، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 52): رواه الطبراني في الصغير بإسنادين وفيه أبو عبيدة بن الأشجعي ولم أجد من سماه ولا ترجمه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5393).
(ليس صدقة أعظم أجراً) مما ينفقه المتصدق على ظمأ ومر نظيره، وهو يختلف باختلاف مواقع الصدقة من الذي يأخذها، والماء غالب الناس الاحتياج إليه. (هب (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وفيه داود بن عطاء (2) أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين، وقال: قال البخاري: متروك.
7590 -
"ليس عدوك الذي إن قتلته كان لك نوراً وإن قتلك دخلت الجنة، ولكن أعدى عدو لك ولدك الذي خرج من صلبك، ثم أعدى عدو لك مالك الذي ملكت يمينك. (طب) عن أبي مالك الأشعري".
(ليس عدوك) حقيقة. (الذي إن قتلته) لكفره ولتكون كلمة الله هي العليا. (كان) قتلك له. (لك نوراً) في الآخرة. (وإن قتلك دخلت الجنة) لشهادتك. (ولكن أعدى عدو لك ولدك الذي خرج من صلبك) فإن من الأولاد أعداء كما نطق به القرآن، وذلك أن العدو المقاتل إما أن يريحك بقتله إياك أو تريح نفسك بقتله بخلاف الولد؛ فإنه عدو يعسر الاحتراز منه، ويحمل الأب على ما لا يحل له (ثم أعدى عدو لك مالك الذي ملكت يمينك) لأنك قد لا تؤدي شكر نعمته ولا واجباته فتعذب به في الآخرة فهو العدو الحقيقي. (طب (3) عن أبي مالك الأشعري) سكت عليه المصنف وضعفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
7591 -
"ليس على الرجل جناح أن يتزوج بقليل أو كثير من ماله إذا تراضوا
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (3378)، وابن عدى في الكامل (7/ 247)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4890) والضعيفة (1451) وقال: ضعيف جداً.
(2)
انظر الضعفاء الصغير (1/ 42)، والميزان (3/ 19).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 294)(3445)، وفي الشاميين (1668)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 88)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 245)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4891)، والضعيفة (4375).
وأشهدوا. (هق) عن أبي سعيد".
(ليس على الرجل جناح أن يتزوج بقليل أو كثير من ماله إذا تراضوا) هو والأولياء (وأشهدوا) والحديث دليل أنه لا حد لأقل المهر ولا لأكثره (هق (1) عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: إنه شك شريك في رفعه.
7592 -
"ليس على الماء جنابة، ولا على الأرض جنابه، ولا على الثوب جنابة. (قط) عن جابر".
(ليس على الماء) الذي يغتسل به الجنب أو يلابسه. (جنابة) في القاموس (2) الجنابة المني انتهى. والمراد هنا لازم المني، وهو تجنب ما نهاه الله عن ملابسته والحكم عليه بتجنبه، والماء الذي لابسه الجنب لا يجتنب استعماله ونحوه (ولا على الأرض جنابة، ولا على الثوب جنابة) هو كما سلف في الماء، قال ابن الأثير: أراد أنه لا يصير شيئًا منها جنباً يحتاج إلى الغسل لملابسة الجنب.
قلت: وهذا قاله صلى الله عليه وسلم دفعاً لمن يتوهم ذلك. (قط)(3) من حديث حفص بن عمر المازني عن سليم بن [4/ 74] حبان عن سعيد بن ميناء (عن جابر) سكت عليه المصنف، وقال في لسان الميزان: حفص لا يعرف وذكر له هذا الخبر، ورواه ابن جرير في التهذيب والدارقطني عن ابن عباس بلفظ "أربع لا يجنبن الإنسان والماء والثوب والأرض"(4).
(1) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 239)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4892)، والضعيفة (4376).
(2)
انظر القاموس المحيط (1/ 89).
(3)
أخرجه الدارقطنى (1/ 113)، وانظر اللسان (2/ 329)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4893).
(4)
أخرجه الدارقطنى (1/ 113)، والبيهقي في السنن (1/ 267).
7593 -
"ليس على المُخْتلِس قَطْعٌ. (هـ) عن عبد الرحمن بن عوف (ح) ".
(ليس على المُخْتلِس) هو من يأخذ معاينة ويهرب. (قَطْعٌ) لأن شرط القطع الإخراج من الحرز. (هـ (1) عن عبد الرحمن بن عوف) رمز المصنف لحسنه، وجزم الحافظ ابن حجر بصحته.
7594 -
"ليس على المرأة إحرام إلا في وجهها. (طب (ح) هق) عن ابن عمر (ح) ".
(ليس على المرأة إحرام إلا في وجهها) بخلاف الرجل فإحرامه في رأسه والمرأة لا تغطي وجهها إلا بمتجافٍ عنه لا يتصل به وبحثنا فيه في حواشي ضوء النهار. (طب هق (2) عن ابن عمر) رمز المصنف بالحسن على الطبراني، وقال الهيثمي: في روايته أيوب بن محمد اليمامي وهو ضعيف، وفي رواية البيهقي كما قال الذهبي: أيوب بن محمد أبو الجمل (3) ضعفه ابن معين وغيره، وقال عن الدارقطني: تفرد برفعه أيوب هذا والصواب وقفه، وفي اللسان عن العقيلي لا يتابع على رفعه وإنما روى موقوفاً، ورواه الدارقطني عن ابن عمر، وتعقبه الغرياني بأن فيه أيوب بن محمد أبو الجمل قاضي اليمامة قال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره البخاري في تاريخه ولم يضعفه، وأما أبو زرعة فقال: منكر الحديث، وقال ابن معين: لا شيء.
7595 -
"ليس على المسلم في عبده ولا في فرسه صدقة. (حم ق 4) عن أبي
(1) أخرجه ابن ماجه (2592)، وصححه الحافظ في التلخيص الحبير (4/ 65)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5400).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 370)(13375)، والبيهقي في السنن (2/ 502)، الدارقطنى (2/ 294)، وابن عدى في الكامل (1/ 356)، والعقيلى في الضعفاء (1/ 116)، وانظر اللسان (1/ 487)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4894).
(3)
انظر الميزان (1/ 463)، واللسان (1/ 487)، والمغنى (1/ 97).
هريرة (صح) ".
(ليس على المسلم في عبده ولا في فرسه صدقة) أي زكاة والمراد جنس العبد والفرس وهذا إذا لم يكونا للتجارة (حم ق 4 (1) عن أبي هريرة) زاد مسلم في روايته "إلا صدقة الفطر" أي في العيد.
7596 -
"ليس على المسلم زكاة في كَرْمِهِ ولا في زرعه إذا كان أقل من خمسة أَوْسُقٍ. (ك) عن جا بر (صح) ".
(ليس على المسلم زكاة في كَرْمِهِ) عنبه (ولا في زرعه) ولا شيء من الحبوب. (إذا كان أقل من خمسة أَوْسُق) فإنها النصاب لما يجب فيه الزكاة وهذا تقييد للقرآن بالسنة. (ك (2) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي.
7597 -
"ليس على المعتكف صيام، إلا أن يجعله على نفسه. (ك هق) عن ابن عباس (صح) ".
(ليس على المعتكف صيام) لا يجب على من وجب عليه الاعتكاف الصوم بل يصح من غير صوم. (إلا أن يجعله على نفسه) بنحو نذر والتزام وهذا حجة من ذهب إلى صحة الاعتكاف من غير صوم وهو مذهب أحمد والشافعية. (ك هق (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم،
(1) أخرجه أحمد (2/ 279)، والبخاري (1463)، ومسلم (982)، وأبو داود (1595)، والنسائي (5/ 35)، وابن ماجة (1812).
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 401)، وابن خزيمة (2304)، والبيهقي في السنن (4/ 128). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4895)، والضعيفة (4377).
(3)
أخرجه الحاكم (1/ 439)، والبيهقي في السنن (4/ 318)، والدارقطنى في سننه (2/ 199)، وأورده ابن حجر في الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 288)، وقال ابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف (2/ 110): السوسي ثقة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4896)، والضعيفة (4378).
وعارضه ما لم يصح انتهى. وأقره الذهبي، ورواه الدارقطني هكذا من هذا الوجه ثم قال: رفعه هذا الشيخ يعني محمد بن إسحاق السوسي وغيره لا يرفعه، وقال ابن حجر: رواه الحاكم مرفوعاً والصواب موقوف.
7598 -
"ليس على المنتهب ولا على المختلس ولا على الخائن قطع. (حم 4 حب) عن جابر (صح) ".
(ليس على المنتهب) الذي يعتمد القوة والغلبة ويأخذ عياناً. (ولا على المختلس) تقدم تفسيره. (ولا على الخائن) في نحو وديعة وأمانة. (قطع) لأنهم غير سراق والله تعالى علق القطع بالسرق، قال ابن العربي: أما المنتهب فلأنه قد جاهر والسرقة معناها الخفاء والتستر عن الأبصار والأسماع، وأما المختلس فإنه وإن كان سارقاً لغة فليس بسارق عرفاً فإنه مجاهر لا يقصد الخلوات ولا يترصد الغفلات إلا عن صاحب المال فقط وإنما يراعي فعل السرقة على العموم. وأما الخائن فلأنه أؤتمن على المال ومكن فيه فلم يكن مجردا عنه، وقال القرطبي: فيه أنه لا قطع على جاحد متاع لأنه خائن ولا قطع على خائن خلافا لأحمد وغيره. (حم 4 حب (1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن صحيح، وقال ابن حجر: رجاله ثقات إلا أنه معلول بيّن ذلك أبو حاتم والنسائي.
7599 -
"ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير. (د) عن ابن عباس"(ح).
(ليس على النساء) في الحج. (حلق) لفك الإحرام. (إنما على النساء
(1) أخرجه أحمد (3/ 380)، وأبو داود (4392)، والترمذي (1448)، والنسائي (8/ 88)، وابن ماجة (2591)، وابن حبان في صحيحه (4458) وانظر التلخيص الحبير (4/ 65) وقال: قال ابن أبي حاتم: لم يسمعه ابن جريج من أبي الزبير إنما سمعه من ياسين الزيات وهو ضعيف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4502).
التقصير) فإن حلقن كره لهن وأجزى. (د (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن حجر: إسناده حسن، لكن قال ابن القطان: حديث ضعيف منقطع، أما ضعفه فلأن أم عثمان بنت سفيان (2) لا يعرف حالها، وأما انقطاعه فبين لقول ابن جريج فيه: بلغني عن صفيه.
7600 -
"ليس على أبيك كرب بعد اليوم. (خ) عن أنس (صح) ".
(ليس على أبيك) بكسر الكاف خطاب لفاطمة رضي الله عنها. (كرب بعد اليوم) قاله لفاطمة رضي الله عنها حين قالت في مرضه: واكرب أبتاه. (خ (3) عن أنس بن مالك) وفيه زيادة.
6701 -
"ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في الموت ولا في القبور، ولا في النشور كأني انظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من التراب يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن. (طب) عن ابن عمر".
(ليس على أهل لا إله إلا الله) وهم المؤمنون القائمون بحق هذه الكلمة من الإخلاص وغيره من صالح الأعمال (وحشة في الموت) حال نزوله (ولا في القبور [4/ 75] عند حلولها (ولا في النشور) حين الخروج من القبور (كأني أنظر إليهم عند الصيحة) النفخة الثانية للقيام من القبور (ينفضون رؤوسهم من التراب) تراب القبور. (يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) الهم من
(1) أخرجه أبو داود (1984)، والدارمى (1905)، والبيهقي في السنن (5/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5403) والصحيحة (605) قال الحافظ في التلخيص الحبير (2/ 26): وإسناده حسن وقواه أبو حاتم في العلل والبخاري في التاريخ وأعله ابن القطان ورد عليه ابن المواق فأصاب
(2)
انظر التقريب (1/ 757)، والكاشف (2/ 526).
(3)
أخرجه البخاري (4462).
خوف العاقبة أو من كل ما يهمونه في الدنيا والآخرة (طب (1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف قال الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين في كل واحدة منهما ضعيف وبينهما انتهى. وأورده ابن الجوزي في الواهيات وأعله، قال الحافظ العراقي (2): ورواه أيضاً أبو يعلى والبيهقي بسند ضعيف.
7602 -
"ليس على رجل نذر فيما لا يملك، ولعن المؤمن كقتله، ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة، ومن حلف بملة سوى الإسلام كاذباً فهو كما قال: ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله. (حم ق 4) عن ثابت بن الضحاك (صح) ".
(ليس على رجل) وفي لفظ ابن آدم (نذر في ما لا يملك) أي لو نذر بعتق من لا يملك أو نحوه لم يلزمه الوفاء، وإن دخل في ملكه (ولعن المؤمن) إضافة إلى المفعول أي لعن اللاعن المؤمن كقتله) في التحريم أو العقاب وفيه عظم تحريم اللعن (ومن قتل نفسه بشيء) من الآلات (عذب به يوم القيامة) زاد مسلم:"في نار جهنم" وهذا قد فسر به أحاديث أخر منها بيان أنه يعاقب بنوع ما ذبح به نفسه جزاءً وفاقاً حيث أحب لنفسه الإذهاب بذلك أعطي في الآخرة ذلك (ومن حلف بملة سوى الإِسلام كاذباً) بأن قال: إن كان فعل كذا فهو يهودي أو نحوه. (فهو) عند الله (كما قال) لأنه يعطى ما اختاره لنفسه، قيل: ولعل المراد به التهديد لا أنه يخرج عن ملة الإِسلام أو المراد أنه يعاقب عقاب أهل تلك الملة. (ومن قذف) القذف لغة الرمي ثم صار في العرف الرمي بالزنا ثم استعمل في الرمي في كل ما يعاب به الإنسان ويذم (مؤمناً بكفر) بأن قال: هو
(1) أخرجه الطبراني في الكبير كما في المجمع (10/ 333) والأوسط (9478)، والبيهقي في الشعب (100)، وابن عدى في الكامل (4/ 271)، وأورده ابن الجوزى في العلل المتناهية (2/ 914)، وابن حبان في المجروحين (1/ 202) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4898)، والضعيفة (3853).
(2)
انظر: العلل المتناهية (2/ 914) وتخريج الإحياء (1/ 241).
كافر أو نسب إليه أفعال الكفار (فهو) في إثمه (كقتله) كما لو سفك دمه ووجه التشبيه أن النسبة إلى الكفر الموجب للقتل كالقتل (حم ق 4 (1) عن ثابت بن الضحاك) الأشهلي قيل إنه ممن بايع تحت الشجرة.
7603 -
"ليس على رجل طلاق فيما لا يملك ولا عتاق فيما لا يملك ولا بيع فيما لا يملك. (حم ن) عن ابن عمرو".
(ليس على رجل طلاق فيما لا يملك) طلاقه من النساء اختلفوا فيما إذا علق الطلاق بنكاحها فالذي ذهب إليه الشافعي وجماعة من السلف أن الطلاق لا يقع لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا طلاق فيما لا يملك" رواه أحمد والأربعة والحاكم (2) وصحح إسناده، وقال البخاري: إنه أصح شيء ورد، وروى الدارقطني (3): أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي عرضت على قرابة لها أتزوجها، فقلت: هي طالق إن تزوجتها، فقال صلى الله عليه وسلم:"لا بأس" فتزوجها وبهذا قال جماعة في الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار انتهى (4)"ولا عتاق فيما لا يملك" من المماليك (ولا بيع فيما لا يملك) من الأعراض وفيه حجة لمن قال إنه لو علق طلاق أجنبية بنكاحها ثم تزوجها فإنها لا تطلق عليه وفيها خلاف (حم ن (5) عن ابن عمرو)، من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال
(1) أخرجه أحمد (4/ 33)، والبخاري (6047)، ومسلم (110)، وأبو داود (3257)، والترمذي (1527)، والنسائي (7/ 5)، وابن ماجة (2098).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 207) وأبو داود (3274)، والترمذي (1181)، والنسائي (7/ 12)، وابن ماجه (2047)، والحاكم (2/ 222)، وصححه الألباني في الصحيحة (2184).
(3)
أخرجه الدارقطني (4/ 35).
(4)
ما بين العلامتين بهامش الأصل، وفي آخر العبارة: من العلقمي.
(5)
أخرجه أحمد (2/ 189)، والنسائي في السنن الكبرى رقم (6205)، وابن ماجة (2047). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5398)، وحسنه في الصحيحة (2184).
البيهقي: في الخلافيات: قال البخاري: هو أصح شيء في الباب.
7604 -
"ليس على مسلم جزية. (حم د) عن ابن عباس (صح) ".
(ليس على مسلم جزية) فلو أسلم الذمي أثناء الحول فلا نطالبه بحصة الماضي منه، وقيل: إذا أسلم وكان بيده أرض صولح عليها بخراج يوضع عن رقبته الجزية (حم د (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وفيه عند أبي داود قابوس (2)، قال ابن القطان: ضعفوه وربما ترك حديثه.
7605 -
"ليس على مقهور يمين. (قط) عن أبي أمامة (ح) ".
(ليس على مقهور) أي مغلوب مكره. (يمين) لا ينعقد يمينه لعدم اختياره ولا تلزمه كفارة ولا يقع طلاقه، (قط (3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، وقال الغرياني في مختصر الدارقطني: فيه الحسين بن إدريس عن خالد بن الهياج عن أبيه قال ابن أبي حاتم: له أحاديث باطلة، فلا أدري البلاء منه أو من شيخه، وقال السلماني: خالد ليس بشيء، وقال الذهبي: متماسك، وأما الهياج بن بسطام فقال أبو داود: تركوا حديثه انتهى، وقال في المنار: فيه جماعة ضعفاء منهم عنبسة: يضع الحديث وأبو بكر النقاش: كذاب، وقال الذهبي في التنقيح (4): أظنه موضوعاً، وقال ابن حجر في التلخيص: فيه هياج بن بسطام متروك وشيخه عنبسة: مكذب والنقاش المقرئ المفسر ضعيف وقد كذب أيضاً انتهى، وقال في تخريج الهداية: الحديث واهٍ جداً انتهى، قال الشارح:
(1) أخرجه أحمد (1/ 223، 285)، وأبو داود (3053)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4899).
(2)
انظر المغنى (2/ 517)، والكاشف (2/ 126). والميزان (5/ 445).
(3)
أخرجه الدارقطنى في سننه (4/ 171)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 171)، والدارية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 91)، والزيلعى في نصب الراية (3/ 294). وقال الألباني في ضعيف الجامع (4900)، والضعيفة (4380): موضوع.
(4)
انظر: تنقيح التحقيق للذهبي (10/ 2426).
فرمز المصنف لحسنه يكاد يكون غير صحيح بل خطأ فاحش.
7606 -
"ليس على من استفاد مالا زكاة حتى يحول عليه الحول. (طب) عن أم سعد (ح).
(ليس على من استفاد مالا زكاة حتى يحول عليه الحول) لطفاً من الله بعباده والمراد ما عدا ما تخرج الأرض بل النقدان وأموال التجارة (طب (1) عن أم سعد" بنت سعد بن الربيع الأنصارية صحابية صغيرة أوصى بها أبوها إلى الصديق فكانت في حجره يقال اسمها جميلة (2) وفيه عنبسة بن عبد الرحمن (3) وهو ضعيف والمصنف رمز لحسنه وكأنه اعتضد عنده بغيره.
7607 -
"ليس على من نام ساجداً وضوء حتى يضطجع، فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله. (حم) عن ابن عباس (ح) ".
(ليس على من نام ساجداً وضوء) أو راكعًا أو قائمًا في الصلاة [4/ 76] أو غيرها (حتى يضطجع) لأنه مناط الحدث فلذا قال (فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله) فيخرج منه الناقض وإلى هذا ذهب أئمة وإلى نقض النوم مطلقاً آخرون وحققنا ذلك في حواشي ضوء النهار (حم (4) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ ابن حجر: قال الدارقطني تفرد به أبو خالد الدالاني ولا يصح (5)) وقال الذهبي: فيه يزيد بن عبد الرحمن ضعفوه، وقال ابن حبان: في
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 137) رقم (331)، وابن عدى في الكامل (6/ 204) وقال: عنبسة ضعيف، وفيه اضطراب ولا أدري أمن عنبسة أم من محمَّد بن زاذان.
(2)
انظر: الإصابة (8/ 217).
(3)
انظر الميزان (5/ 362)، والمغنى (2/ 494).
(4)
أخرجه أحمد (1/ 256)، وأبو داود (202) والترمذي (77)، والبيهقي في السنن (1/ 121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4902)، والضعيفة (4384).
(5)
انظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 33)، ونصب الراية (1/ 44)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 210)، والمجروحين (3/ 105)، والمغنى (2/ 751).
الدالاني كثير الخطأ لا يحتج به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد.
7608 -
"ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء (ك) عن عائشة (صح) ".
(ليس على ولد الزنا من وزر أبويه) بالزنا (شيء) موافق لقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 18] وتمام الحديث: "لا تزر وازرة وزر أخرى" هكذا عند مخرجه وأما حديث: "ولد الزنا شر الثلاثة" فيأتي تقييده بقوله: "إذا عمل بعمل أبويه"(1) إلا أنه يأتي ضعف هذا المقيد فلا يتم التقييد فيحمل الشرية على أحد المحامل الآتية في حرف الواو إن شاء الله تعالى (ك (2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال: صحيح، وقال الذهبي: في التلخيص: وصح ضده وكذا قال في التنقيح، وقال البيهقي: رفعه لا يصح وأقره عليه في المهذب.
7609 -
ليس عليكم في غسل ميتكم غسل. (ك) عن ابن عباس (صح) ".
(ليس عليكم في غسل ميتكم غسل) تمامه: "إذا غسلتموه وإن ميتكم ليس بنجس فحسبكم أن تغسلوا أيديكم" ويعارضه حديث: "من غسل ميتاً فليغتسل" أبو داود وابن حبان ويأتي تصحيحه ولفظه، ويأتي أن أحمد قال: إنه منسوخ وبه جزم أبو داود وقد جمع بين الأحاديث يحمل الأمر على الندب وإليه ذهب البيهقي ويدل له خبر الدارقطني عن ابن عمر بإسناد صحيح: "كنا نغسل الميت فمنا من يغتسل ومنا من لم يغتسل"(3) أو المراد غسل الأيدي، قال ابن حجر (4): هذا أحسن ما جمع به بين مختلف هذه الأحاديث.
قلت: إلا أنه يعكر على ذلك قوله في حديث: "من غسل الميت فليغتسل ومن
(1) أخرجه أبو داود (3963)، والنسائي (4930)، والبيهقي في السنن (10/ 57) من حديث أبي هريرة.
(2)
أخرجه الحاكم (4/ 100)، والبيهقي في السنن (10/ 58)، وعبد الرزاق (13860)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4906)، والصحيحة (2186).
(3)
أخرجه الدارقطني (2/ 72).
(4)
انظر: التلخيص الحبير (/ 372 - 373).
حمله فليتوضأ" (1) فإنه دال على أن المراد الغسل حقيقة ولذا قابله بالوضوء فالحمل على الندب أولى (ك (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط البخاري وأقرَّه الذهبي إلا أنه تكلَّم فيه البيهقي بالتضعيف.
7610 -
"ليس عند الله يوم ولا ليلة تعدل الليلة الغراء واليوم الأزهر. ابن عساكر عن أبي بكر (ض) ".
(ليس عند الله يوم ولا ليلة تعدل) في فضلهما وزيادة أجور الأعمال فيهما. (الليلة الغراء) وهي ليلة الجمعة أي البيضاء المستنيرة. (واليوم الأزهر) الصافي المشرق بالأنوار والكلام لف ونشر وفيه أنهما أفضل من ليلة عرفة ويومها ومر فيه كلام (ابن عساكر (3) عن أبي بكر) رمز المصنف لضعفه.
7611 -
"ليس في الإبل العوامل صدقة. (عد هق) عن ابن عمرو (ض) ".
(ليس في الإبل العوامل) جمع عاملة وهي التي يسقى عليها ويحرث وتستعمل في الأشغال (صدقة) أي زكاة لأنها لا تقتنى للنماء بل للاستعمال كثياب البدن ومتاع الدار ومثل الإبل غيرها من المواشي التي تجب فيها الزكاة (عد هق (4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن حجر: سنده ضعيف، وقال البيهقي: أشهر منه حديث: "ليس في البقر العوامل شيء"(5) انتهى وصححه ابن القطان (6).
(1) أخرجه الترمذي (993) وابن ماجة (1463)، وصححه الألباني في صحبيح الجامع (6402).
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 386)، والبيهقي في السنن (1/ 306)، والدارقطنى (2/ 76)، وانظر: الأحكام (2/ 941)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5408).
(3)
أخرجه ابن عساكر (58/ 374)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4903).
(4)
أخرجه ابن عدى في الكامل (6/ 7)، والبيهقي في السنن (4/ 116)، وانظر اللسان (1/ 149)، الألباني في ضعيف الجامع (4904)، والضعيفة (4381).
(5)
أخرجه البيهقي في السنن (4/ 116).
(6)
انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 264).
7612 -
"ليس في البقر العوامل صدقة ولكن في كل ثلاثين تبيع، وفي كل أربعين مسن أو مسنة. (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(ليس في البقر العوامل صدقة ولكن) إذا كانت غير عوامل لزم. (في كل ثلاثين تبيع) وهو ما له سنة كاملة، سمي بذلك لأنه يتبع أمه أو لأن قرنه يتبع أذنه. (وفي كل أربعين مسن) ذكر له سنتان. (أو مسنة) وهي ما لها سنتان كاملتان (طب (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه.
7613 -
"ليس في الأوقاص شيء. (طب) عن معاذ (ض) ".
(ليس في الأوقاص) جمع وقص بفتح القاف وسكونها والمشهور لغة فتحها، وعند الفقهاء سكونها أشهر وهي ما بين الفريضتين. (شيء) أي لا زكاة فيها بل هي عفو، (طب (2) عن معاذ بن جبل) رمز المصنف لضعفه، وفيه عثمان بن عمر (3) قال في ذيل الميزان: قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه وفيه ابن أبي ليلى ورجل مجهول.
7614 -
"ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء. الضياء عن ابن عباس (صح) ".
(ليس في الجنة شيء مما في الدنيا) من الطيبات. (إلا الأسماء) وإلا فالذوات غير الذوات واللذات غير اللذات تلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب (الضياء (4) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال المنذري:
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 40) رقم (10974)، والدار قطنى (2/ 103)، وابن عدى في الكامل (3/ 455)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4905).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 168) رقم (356)، وابن أبي شيبة (9942)، والدارقطنى (2/ 94)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5409).
(3)
انظر الميزان (5/ 63)، والمغنى (2/ 427)، والجرح والتعديل (6/ 159).
(4)
أخرجه الضياء في المختارة (10/ 16) رقم (6)، وهناد في الزهد (1/ 49)، وانظر الترغيب=
ورواه عنه البيهقي موقوفاً بإسناد جيد.
7615 -
"ليس في الحلي زكاة. (قط) عن جابر"(ض).
(ليس في الحلي) جمع حلية. (زكاة)[4/ 78] وإليه ذهب جماعة وذهب الأكثر إلى وجوبها لعموم الآية. وضعف الحديث، (قط (1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه، قال الدارقطني: أبو حمزة ميمون أحد رجاله ضعيف، ومثله قال ابن حجر، وقال البيهقي في المعرفة (2): ما روي عن جابر "ليس في الحلي زكاة" باطل لا أصل له وإنما يروى من قوله.
7616 -
"ليس في الخضروات زكاة. (قط) عن أنس وعن طلحة (ض) (ت) وعن معاذ".
(ليس في الخضروات) قال الزمخشري (3): هي الفواكه كتفاح وكمثرى، وقيل: هي البقول وإنما جمعت فعلى أفعل بالألف والياء مع أنها لا تجمع نحو حمراء على حمراوات لأنها قد غلبت عليها هنا الاسمية. (زكاة) أي لم يوجب الله تعالى فيها زكاةة وإليه ذهب الشافعي (قط (4) عن أنس وعن طلحة) رمز المصنف لضعفه، قال الغرياني في مختصر الدارقطني: فيه الحارث بن نبهان ضعفوه، (ت عن معاذ) بن جبل أنه كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الخضروات وهي الفواكه فذكره والمصنف سكت على رواية الترمذي، وقد قال عقيبه: إسناده غير صحيح ولا
= والترهيب (4/ 316)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5410).
(1)
أخرجه الدارقطنى (2/ 107) وقال أبو حمزة ضعيف، انظر نصب الراية (2/ 374)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4906).
(2)
انظر: معرفة السنن والآثار (7/ 9 رقم 2505).
(3)
الفائق (1/ 380).
(4)
أخرجه الدارقطنى في العلل (4/ 203)، وأخرجه الترمذي (638)، وعبد الرزاق (7185)، والطبرانى في الأوسط (5921)، والبزار (940)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5411).
يصح في هذا الباب شيء والصحيح عن موسى بن طلحة مرسل، وقال الذهبي: في المهذب (1): هو منقطع وله طرق عن موسى بن طلحة كلها منقطعة.
7617 -
"ليس في الخيل والرقيق زكاة إلا زكاة الفطر في الرقيق. (د) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليس في الخيل) إذا لم يكن للتجارة هو اسم يقع على جماعة الأفراس لا واحد له من لفظه ويعم الذكر والأنثى ويجمع على خيول. (والرقيق) اسم جامع للعبيد والإماء ويقع على الواحد. (زكاة) إذا لم يكن للتجارة أيضاً وقد عورض بحديث "في الخيل السائمة في كل فرس دينار" إلا أنه ضعفه الدارقطني وغيره. (إلا زكاة الفطر في الرقيق) فإنها تجب على سيده، وقال داود: بل تجب على العبد نفسه، وقال الحافظ العراقي: هذا الحديث وما بعده يبطل قوله لاقتضائها أنها ليست على نفس العبد بل هي على سيده (د (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته إلا أنه قال الذهبي في المهذب (3): فيه انقطاع.
7618 -
"ليس في الصوم رياء. هناد (هب) عن ابن شهاب مرسلاً، ابن عساكر عن أنس".
(ليس في الصوم رياء) لأنه سر بين الله وعبده لا يطلع عليه إلا هو (هناد هب (4) عن ابن شهاب مرسلاً)، ابن عساكر عن أنس).
7619 -
"ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر"(م) عن أبي هريرة (صح) ".
(1) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 6566).
(2)
أخرجه أبو داود (1594)، والطبرانى في الأوسط (6270)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5412).
(3)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 6528).
(4)
أخرجه هناد في الزهد (680)، والبيهقي في الشعب (3582)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4907)، والضعيفة (4385).
(ليس في العبد صدقة) أي زكاة. (إلا صدقة الفطر) فإنها تجب على مولاه. (م (1) عن أبي هريرة) وخرَّجه البخاري ولم يقل: "إلا صدقة الفطر".
7620 -
"ليس في القطرة ولا في القطرتين من الدم وضوء حتى يكون دماً سائلاً. (قط) عن أبي هريرة".
(ليس في القطرة) تخرج من أي البدن. (والقطرتين من الدم وضوء) شرعي فلا يكون ناقضاً (حتى يكون دماً سائلاً) فظاهره ولو كان خارجا من الفرج فإذا كان سائلاً ولو بقدر المخيط وجب منه الوضوء وبهذا أخذ الحنفية والحنابلة قالوا: ولفظ القطرة كناية عن القلة ولفظ سائلاً كناية عن الكثرة وذهب الشافعي إلى أنه لا ينقص إلا ما خرج من السبيلين أو ما في حكمهما والحديث إن صح محمول عنده على غسل الدم لا وضوء الصلاة. (قط (2) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقد قال مخرجه الدارقطني: فيه محمد بن الفضل بن عطية ضعيف انتهى، وقال غيره: هو شديد الضعف وقال الحافظ ابن حجر: في تخريج الهداية (3): ضعيف جداً فيه محمد بن الفضل بن عطية وهو متروك، وقال ابن الهمام: رواه الدارقطني من طريقين: في إحداهما محمد بن الفضل، وفي الأخرى حجاج بن نصير وقد ضعفاً.
7621 -
"ليس في المال زكاة حتى يحول عليه الحول. (قط) عن أنس (ح) ".
(ليس في المال) الذي للتجارة وكذلك الحلي عند من أوجب فيها الزكاة.
(1) أخرجه مسلم (982)، والبخاري (1440) عن ابن عمر.
(2)
أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 157)، والديلمي في الفردوس (5198)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4908)، والضعيفة (4386) وقال: ضعيف جداً.
(3)
انظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 33)، والتلخيص الحبير (1/ 111)، وعلل الدراقطني (5/ 139).
(زكاة حتى يحول عليه الحول) وتقدم آنفاً بلفظ: ليس على من استفاد. (قط (1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس ذا منه بحسن فقد أعله مخرجه الدارقطني بأن حسان بن سياه (2) أحد رواته ضعيف، ورواه الدارقطني عن ابن عباس وتعقبه الغرياني بأن فيه حارثة بن محمد بن أبي الرجال (3) مجمع على ضعفه، وقال الحافظ ابن حجر (4): هو من رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين واختلف في رفعه ووقفه، قال الدارقطني: الصحيح وقفه وهو كذلك في الموطأ.
7622 -
"ليس في المال حق سوى الزكاة. (هـ) عن فاطمة بنت قيس".
(ليس في المال) على مالكه. (حق) يجب إخراجه. (سوى الزكاة) ويعارضه حديث الترمذي الماضي في إن بلفظ: "إن في المال لحقًّا سوى الزكاة" وجمع بينهما بأن المراد ليس فيه حق بالأصالة وقد يعرض ما يوجب فيه حقًّا كوجود المضطر فلا [4/ 79] تناقض بينهما لأن حديث الترمذي ناظر إلى العوارض وهذا إلى ما يجب أصالة وقد مر أن جوابه صلى الله عليه وسلم قد يختلف ظاهراً باختلاف السؤال والأحوال. (هـ (5) عن فاطمة بنت قيس) سكت المصنف عليه، وقال النووي: ضعيف جداً وقال ابن القطان فيه أبو حمزة الأعور: ضعيف، وقال ابن حجر (6): هذا حديث مضطرب المتن والاضطراب موجب للضعف وذلك لأن
(1) أخرجه الدارقطني (2/ 92)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4910).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 156)، والعلل المتناهية (1/ 74)، وميزان الاعتدال (2/ 223).
(3)
انظر الكامل في الضعفاء (2/ 199)، والمجروحين (1/ 268).
(4)
انظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 248).
(5)
أخرجه ابن ماجة (1789)، والطبراني في الكبير (24/ 403)(979)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4909).
(6)
انظر تلخيص الحبير (2/ 160).
فاطمة روته عن المصطفى: إن في المال لحقًّا سوى الزكاة، وتعقبه الشيخ زكريا بأن شرط الاضطراب عدم إمكان الجمع والجمع ممكن يحمل الأول على المستحب والثاني على الواجب.
7623 -
"ليس في المأمومة قود. (هق) عن طلحة".
(ليس في المأمومة) وهي الشجة التي تبلغ أم الرأس وهي خريطة الدماغ المحيطة به (قود) لعدم ضبطها واستيفاء مثلها إذ لا يمكن المساواة لأنه ليس له حد ينتهي إليه السكين. (هق (1) عن طلحة بن عبيد الله) سكت عليه المصنف.
7624 -
"ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة أن تؤخر صلاة حتى يدخل وقت صلاة أخرى. (حم حب) عن أبي قتادة (صح) ".
(ليس في النوم تفريط) تقصير يأثم معه النائم لعدم الاختيار. (إنما التفريط في اليقظة) بينه بقوله. (أن تؤخر صلاة) من غير نوم ولا نسيان. (حتى يدخل وقت صلاة أخرى) وهذا في غير صلاة الصبح وأما هي فوقتها إلى طلوع الشمس لا إلى وقت الظهر (حم حب (2) عن أبي قتادة) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه أبو داود بلفظه قال الحافظ ابن حجر (3): إسناده على شرط مسلم وهو في مسلم بلفظ: "ليس في النوم تفريط إنما التفريط فيمن لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الأخرى"(4).
7625 -
"ليس في صلاة الخوف سهو. (طب) عن ابن مسعود، وخيثمة في جزئه عن ابن عمر".
(1) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 65)، وحسنه الألباني في ضعيف الجامع (5414)، والصحيحة (2190).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 298)، وابن حبان في (1460) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5415).
(3)
انظر التلخيص الحبير (1/ 177).
(4)
أخرجه مسلم (681).
(ليس في صلاة الخوف سهو) أي لا يجب فيها سجوده وإن حصل سببها تخفيفا من الله (طب (1) عن ابن مسعود)، وخيثمة في جزئه عن ابن عمر سكت عليه المصنف، وقد قال الهيثمي: في رواية الطبراني الوليد بن الفضل ضعفه ابن حبان والدارقطني وأورده في الميزان في ترجمة عبد الحميد بن السري من حديثه وقال: هو من المجاهيل والخبر منكر، وقال الدارقطني: عبد الحميد ضعيف.
7626 -
"ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة، وليس فيما دون خمسة ذود من الإبل صدقة، وليس فيما دون خمسة أواق من الورق صدقة. مالك والشافعي (حم م 4) عن أبي سعيد (صح) ".
(ليس فيما دون خمسة أوسق) بفتح الهمزة وضم المهملة جمع وسق بفتح الواو وسكون السين وهو: ستون صاعاً والصاع أربعة أمداد والمد رطل وثلث بغدادي. (من التمر) وكذا كل مكيل يجب فيه الزكاة. (صدقة) ودون بمعنى أقل لا بمعنى غير فهو خطأ. (وليس فيما دون خمس) بالتنوين فيكون. (ذود) والذود ثلاثه أبعرة إلى العشرة أو خمس عشرة أو عشرين أو ثلاثين أو ما بين الثنتين والتسع مؤنث ولا يكون إلا من الإناث وهو واحد وجمع أو جمع لا واحد له أو واحد جمعه أذواد كما في القاموس (صدقة وليس فيما دون خمسة أواق) قال القاضي: جمع أوقية بالضم كأضاح في أضحية ويقال: أواق بالتنوين كقاض رفعاً بالاتفاق وجرى عند الأكثر قال البيضاوي: كانت حينئذ بالحجاز أربعين درهماً
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 72) رقم (9986) عن عبد الملك بن مسعود، وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 154)، وأخرجه خيثمة في جزئه (1/ 70)، والدارقطني في سننه (2/ 58) عن ابن عمر وقال: تفرد به عبد الحميد بن السري وهو ضعيف، وأورده ابن حجر في بلوغ المرام (ص: 97)، وقال: إسناده ضعيف، وفي اللسان (3/ 13) و (3/ 396)، والذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 541) وابن عدي في الكامل في الضعفاء (5/ 323)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4911).
(من الورق) الفضة، (صدقة) تمسك بالحديث أبو حنيفة وقال: لا يجب فيما زافى على النصاب من الورق إلا أن تبلغ نصاباً وقال الشافعي: بل يجب فيما زاد بحسابه أخذاً بما ورد وما زاد فبحسابه ولحديث: "قد عفوت عن الخيل والرقيق فهاتوا صدقة الرقة في كل أربعين درهماً درهم"(1). مالك والشافعي (حم م 4 (2) عن أبي سعيد).
7627 -
"ليس في مال المكاتب زكاة حتى يعتق. (قط) عن جابر".
(ليس في مال المكاتب زكاة) عليه ولا على سيده. (حتى يعتق) لأنه ليس ملكاً للسيد والعبد ليس بحر وملكه ضعيف. (قط (3) عن جابر) سكت عليه المصنف وقال مخرجه الدارقطني: عبد الله ابن بزيغ أحد رواته تقدم تليينه، وقال عبد الحق: إسناده ضعيف وذلك لأن فيه عبد الله بن بزيغ قاضي تستر، قال في الميزان (4): عامة أحاديثه غير محفوظة وليس فيما يحتج به ثم أورد من مناكيره هذا الخبر.
7628 -
"ليس في مال المستفيد زكاة حتى يحول عليه الحول. (هق) عن ابن عمر (ح) ".
(ليس في مال المستفيد زكاة حتى يحول عليه الحول) تقدم آنفاً (هق (5) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وهو زلل فقد تعقبه الذهبي في
(1) أخرجه أبو داود (1574)، والبيهقي في السنن (4/ 134).
(2)
أخرجه مالك في الموطأ (577)، والشافعي في مسنده (1/ 94)، أحمد (3/ 30)، والبخاري (1378)، ومسلم (979)، وأبو داود (1558)، والترمذي (626)، والنسائي (2/ 8، 9، 18)، وابن ماجة (1793).
(3)
أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 108)، والبيهقي في السنن (4/ 109)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4913).
(4)
انظر ميزان الاعتدال (4/ 67، 68).
(5)
أخرجه البيهقي في السنن (4/ 104)، والدارقطني في سننه (2/ 90)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4912).
المهذب على البيهقي (1) بأن عبد الله بن شبيب (2) واه، وعبد الرحمن (3) ضعيف وذكر فيه ضعفاء آخرين.
7629 -
"ليس للحامل المتوفى عنها زوجها نفقة. (قط) عن جابر".
(ليس للحامل المتوفى عنها زوجها نفقة) من تركته وإليه ذهب الشافعي. (قط (4) عن جابر) سكت عليه المصنف.
7630 -
"ليس للدين دواء إلا القضاء والوفاء والحمد. (خط) عن ابن عمر".
(ليس للدين دواء) في هذه العبارة إشارة [4/ 80] إلى أنه داء وهو كذلك في قلوب الأحرار. (إلا القضاء) لصاحبه (والوفاء) توفيته بحيث لا يقضيه ناقصاً (والحمد) الثناء على المدين ويحتمل أن المراد على الله حيث أقدره على قضائه (خط (5) عن ابن عمر) سكت المصنف عليه وقد أعله مخرجه بإيراده في ترجمة جعفر بن عامر البغدادي من روايته عنه، وقال: إنه شيخ مجهول وأن الحسن بن عرفة ذكر أن أحاديثه منكرة انتهى. ومن ثمة قال ابن الجوزي (6): حديث لا يصح والمتهم به جعفر المذكور، وقال في الميزان: بأن هذا حديث منكر، وقال في ترجمة جعفر: هذا حدث بحديث باطل ثم ساق هذا الخبر.
7631 -
"ليس للفاسق غيبة. (طب) عن معاوية بن حيدة (ض) ".
(1) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 6468).
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 342)، وميزان الاعتدال (4/ 118).
(3)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 380)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 95).
(4)
أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 21)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4916)، والضعيفة (4388).
(5)
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (7/ 198)، والديلمي في الفردوس (5260)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4917)، والضعيفة (796).
(6)
انظر العلل المتناهية لابن الجوزي (2/ 600)، وميزان الاعتدال (2/ 141).
(ليس للفاسق غيبة) قال البيهقي: إن صح فإنه أراد به فاسقاً معلناً لفجوره أو هو في من يشهد في أمور الناس أو يتعلق به شيء من الديانات فيحتاج لبيان حاله لئلَاّ يعتمد عليه. (طب (1) عن معاوية بن حيدة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه العلاء بن بشر ضعفه الأزدي انتهى. ومثله في الميزان، وقال الحاكم: هذا حديث غير صحيح فلا يعتمد عليه، وقال ابن عدي عن أحمد بن حنبل: حديث منكر.
7632 -
"ليس للقاتل من الميراث شيء. (هق) عن ابن عمرو (ح) ".
(ليس للقاتل) أي عمداً أو مطلقاً على الخلاف. (من الميراث) ممن قتله. (شيء) لأنه لو ورث منه ربما تعجل قتله ليرثه أو لأنه عوقب بحرمانه الميراث. (هق (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه قال ابن عبد البر (3): إسناده صحيح بالاتفاق وله شواهد كثيرة انتهى، وقال ابن حجر في تخريج الرافعي (4): وأخرجه النسائي عن ابن عمرو وقال: إنه خطأ، وقال في تخريج المختصر رواه الدرقطني بلفظ:"ليس للقاتل من الميراث شيء"، وهو معلول ورواه الدارمي موقوفاً على ابن عباس بلفظ:"لا يرث القاتل" بإسناد حسن.
7633 -
"ليس للقاتل شيء، وإن لم يكن له وارث فوارثه أقرب الناس إليه، ولا يرث القاتل شيئاً. (د) عن ابن عمرو".
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 418)(1011)، والبيهقي في الشعب (9665)، والديلمي في الفردوس (5259)، وابن عدي في الكامل، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 149)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 781) وقال: باطل، والذهبي في ميزان الاعتدال (5/ 120)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4918).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (6/ 220)، والنسائي (4/ 79)، والدارقطني في سننه (4/ 96)، والطبراني في الأوسط (884)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5422).
(3)
التمهيد (23/ 443).
(4)
انظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 298)، والتلخيص الحبير (3/ 84).
(ليس للقاتل) من ميراث من قتله. (شيء وإن لم يكن) يوجد. (له) أي المقتول الدال عليه السياق (وارث فوارثه أقرب الناس إليه) بعد القاتل. (ولا يرث القاتل شيئاً) زاده تأكيداً. (د (1) عن ابن عمرو).
7634 -
"ليس للمرأة أن تنتهك شيئاً من مالها إلا بإذن زوجها. (طب) عن واثلة.
(ليس للمرأة أن تنتهك) تضيع يقال: انتهك الرجل الحرمة تناولها بمال لا يحل وفي هذه العبارة إشعار بأن لها أن تتصرف فيه للحاجة بالوجه الحسن. (شيئاً من مالها إلا بإذن زوجها) زاد مخرجه: "إذا ملك عصمتها" وما كان يحسن حذفه وإلى عدم جواز تصرفها في مالها إلا بإذنه، ذهب مالك عملاً بهذا وخالفه الشافعي كأنه لعدم صحة الحديث له. (طب (2) عن واثلة) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم.
7635 -
"ليس للمرأة أن تنطلق للحج إلا بإذن زوجها، ولا يحل للمرأة أن تسافر ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم تحرم عليه. (هق) عن ابن عمر (ح) ".
(ليس للمرأة) ذات الزوج. (أن تنطلق للحج) ولو كانت في مكة. (إلا بإذن زوجها) ولو كانت حجة الفرض عند ش (3)(ولا يحل للمرأة أن تسافر ثلاث ليال) هذا العدد مفهومه مطرح لثبوت الأحاديث بأقل من الثلاث. (إلا ومعها ذو محرم تحرم عليه) من أصولها وفصولها أو زوجها، قيل: ويقوم مقام المحرم النسوة الثقات.
قلت: كأن قائله نظر إلى المعنى الذي لأجله شرع المحرم والحديث يأتي
(1) أخرجه أبو داود (4564)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5421).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 83)(201)، وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 15) وقال: جناح مولى الوليد وهو ضعيف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5424).
(3)
يريد الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى.
ذلك بلفظه. (هق (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه.
6736 -
"ليس للنساء في اتباع الجنائز أجر. (هق) عن ابن عمر".
(ليس للنساء في اتباع الجنائز) تشييعاً لها. (أجر) وظاهره ولا وزر عليهن فهن مخصوصات من عمومات أجر من يتبع الجنائز إلا أنه تقدم في الجزء الأول من حرف الهمزة حديث: "ارجعن مأزورات غير مأجورات"(2) وهو دليل على إثمهن وقد يجمع بأن هذا كان بعد علمهن بالنهي وهذا الحديث قبله والله أعلم. (هق (3) عن ابن عمر) سكت المصنف عليه، وقال الذهبي في المهذب: فيه عفير بن معدان (4) وقد مر بيان حاله.
7637 -
"ليس للنساء في الجنائز نصيب. (طب) عن ابن عباس".
(ليس للنساء في الجنائز نصيب) لا في غسلها ولا تكفينها ولا حملها إن كان رجلاً وإلا فلا نصيب لهن في تشييعها والصلاة عليها ودفنها. (طب (5) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه الصباح أبو عبد الله ولم أجد من ذكره.
7638 -
"ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة، يعني ليس لها خادم، إلا في العيدين الأضحى والفطر، وليس لهن نصيب في الطرق إلا الحواشي. (طب) عن ابن عمر (ض) ".
(1) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 223)، وضعفه الألباني في صحيح الجامع (4919).
(2)
أخرجه ابن ماجه (1578) من حديث علي.
(3)
أخرجه البيهقي في السنن (4/ 63)، والطبراني في الأوسط (8411)، وضعفه الألباني (4921)، والضعيفة (4390).
(4)
انظر ميزان الاعتدال (5/ 104)، والكاشف (2/ 28).
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 145)(11309)، وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4922)، والضعيفة (5007).
(ليس للنساء نصيب في الخروج) من بيوتهن. (إلا مضطرة، يعني ليس لها خادم) يحتمل أنه مدرج فإذا كانت لا خادم لها جاز حنيئذ خروجها لحاجاتها. (إلا في العيدين الأضحى والفطر) بدل منهما [4/ 81] فإنه يتعين عليهن الخروج إلى المصلى لشهود الصلاة كما ثبت الأمر لهن بذلك في عدة أحاديث. (وليس لهن نصيب في الطرق) إذا خرجن (إلا الحواشي) أطراف الطرقات لا أوساطها لما فيه من الاختلاط بالرجال ويؤخذ منه أنه لا نصيب للرجال في الحواشي من الطرقات. (طب (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه سوار بن مصعب (2) وهو متروك الحديث.
7639 -
"ليس للنساء وسط الطريق. (هب) عن أبي عمرو بن حماس، وعن أبي هريرة (ض) ".
(ليس للنساء وسط الطريق) الطريق فعيل من الطرق لأن الأقدام تطرقه بالمشي والسعي فيه. (هب (3) عن أبي عمرو بن حماس) بكسر المهملة والتخفيف الليثي، قال في التقريب (4): مقبول من السادسة مات سنة تسع وثلاثين ومائة انتهى. ومقتضاه أنه تابعي فكان على المصنف أن يقول مرسلاً والمصنف رمز لضعفه لأن فيه هاشم بن القاسم (5) أورده الذهبي في ذيل الضعفاء وقال: قال أبو عروبة: كبر وتغير (د عن أبي هريرة) فيه مسلم بن خالد
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (2/ 200)، وإنما أخرجه ابن عدى في الكامل (3/ 454)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (4048) مختصرا عن علي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4923)، والضعيفة (1781) وقال: ضعيف جدا.
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 290)، وضعفاء العقيلي (2/ 168).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (7821) عن ابن عمر، وأخرجه (7823)، وابن حبان في صحيحه (5651)، وابن عدي في الكامل (4/ 5) عن أبي هريرة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5425)
(4)
انظر التقريب (1/ 660).
(5)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 706).
الزنجي (1) أورده الذهبي في ذيل الضعفاء أيضاً وقال: قال فيه البخاري: وأبو زرعة: منكر الحديث.
7640 -
"ليس للنساء سلام ولا عليهن سلام. (حل) عن عطاء الخراساني مرسلاً".
(ليس للنساء سلام) يبدأن الرجال الأجانب به. (ولا عليهن سلام) ترد به على من ابتدأهن من الرجال الأجانب قالوا: يحرم من الشابة ابتداء وردا ويكرهان عليها لا على جماعة نسوة أو عجوز (حل (2) عن عطاء الخراساني مرسلاً) وعطاء يهم كثيراً ويدلس ويرسل، قال الشارح: لفظ أبي نعيم مخرجه بدل مرسلاً يرفع الحديث.
7641 -
"ليس للولي مع الثيب أمر، واليتيمة تستأمر، وصمتها إقرارها. (د ن) عن ابن عباس (صح) ".
(ليس للولي مع الثيب أمر) بل رضاها هو المعتبر وإن كان للولي حق العقد فالحديث مخصص بغيره وهو مثل حديث: "الأيم أحق بنفسها". (واليتيمة) أي البكر كما فسَّره غيره، (تستأمر): يطلب أمرها ليعرف رضاها. (وصمتها إقرارها) للولي على إنكاحها (د ن (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وصحَّحه ابن حبان، وقال ابن حجر عن ابن دقيق العيد: رجاله ثقات.
7642 -
"ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وَجِلْفُ الخبز والماء. (ت ك) عن عثمان (صح) ".
(1) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 655)، والميزان (6/ 413).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4920)، والضعيفة (1430) وقال: منكر.
(3)
أخرجه أبو داود (2100)، والنسائي (3263)، وابن حبان في (4089)، وأحمد في مسنده (1/ 334)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 161). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4924).
(ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال) قال القاضي: المراد بالخصال هنا ما يحصل للرجل ويسعى في تحصيله من المال شبهه بما يخاطر عليه في السبق والرمي ونحوهما والمراد بالحق ما وجب له من الله من غير تبعة في الآخرة ولا سؤال عنه. (بيت يسكنه، وثوب يواري عورته) يسترها عن العيون. (وَجِلْفُ) بكسر الجيم وفتح اللام أي كسر (الخبز والماء) فهذه هي الأقطاب التي يدور عليها العيش، قال جار الله: هذه هي الأقطاب التي يدور عليها كفاف الإنسان فمن توفرت له فهو مكفي لا يحتاج إلى كفاية كافٍ.
قلت: وفي وصف البيت والثوب والتعبير بالجلف ما يدل على أن ما زاد على ذلك فلا حق فيه للإنسان بل هو عنه مسئول لأنه من فضول العيش فليس له بحق. (ت ك (1) عن عثمان) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
7643 -
"ليس لأحد على أحد فضل إلا بالدِّين أو عمل صالح، حَسْبُ الرجل أن يكون فاحشاً بذِيًّا بخيلاً جباناً. (هب) عن عقبة بن عامر (صح) ".
(ليس لأحد على أحد فضل) زيادة يستحق بها الإكرام والتعظيم. (إلا بالدِّين) مأخوذ من قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وعطف. (أو عمل صالح) من عطف الخاص على العام.
(حَسْبُ الرجل) كافيه من الشر. (أن يكون فاحشاً بذِيًّا بخيلاً جباناً) وتقدمت هذه الألفاظ مفسرة غير مرة. (هب (2) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته،
(1) أخرجه الترمذي (2341) وقال: حديث صحيح، والحاكم (4/ 312)، والضياء في المختارة (1/ 455) رقم (329) وعبد بن حميد في مسنده (46) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1038) والسلسلة الصحيحة (5419).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (5145) وأحمد في مسنده (4/ 145)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5419) والصحيحة (1038).
قال الشارح: وليس كما قال، ففيه ابن لهيعة ومن لا يعرف.
7646 -
"ليس لقاتل ميراث. (هـ) عن رجل (ح) ".
(ليس لقاتل ميراث) تقدم قريباً وفيه التعميم لكل قاتل ولو بحق كالحاكم ونحوه وعليه الشافعية. (هـ (1) عن رجل) رمز المصنف لحسنه وتقدم تصحيح ما في معناه.
7645 -
"ليس لقاتل وصية. (هق) عن علي (ض) ".
(ليس لقاتل وصية) فإن أوصى لمن يقتله لا تصح وصيته. (هق (2) عن علي) رمز المصنف لضعفه، قال في المهذب (3): فيه مبشر بن عبيد منسوب إلى الوضع وقال أحمد: أحاديثه منكرة، وقال البخاري: منكر الحديث.
7646 -
"ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء. (طب هب) عن ابن عباس (ض) ".
(ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء) هذا مشكل لصحة الأحاديث بفضائل صوم أيام كالثلاث البيض والأشهر الحرم ويوم عرفة وغير ذلك، فيحتمل أن هذا وقع قبل أن يعلمه الله تعالى بفضائل تلك الأيام، نعم شهر رمضان أفضل من الكل لأنه واجب. (طب هب (4) عن ابن
(1) أخرجه ابن ماجه (2646) وقال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد حسن وصححه الألباني في صحيح الجامع (4523).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (6/ 281)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4915): موضوع، وانظر: تنقيح التحقيق (3/ 62).
(3)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (تحت رقم 10151).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 126)(112553)، والبيهقي في الشعب (3780)، وابن عدي في الكامل (5/ 325)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4925) والسلسلة الضعيفة (285).
عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله [4/ 82] ثقات.
7647 -
"ليس لي أن أدخل بيتا مُزَوَّقاً. (حم طب) عن سفينة (ح).
(ليس لي) أي بحلال ولفظ الحاكم "لنبي"(أن أدخل بيتًا مُزَوَّقاً) بالزاي آخره قاف قال الزمخشري (1): التزويق التزيين والنقش لأن النقش لا يكون إلا بالزواق وهو الزئبق عند أهل المدينة وعد بعضهم من خصائص الأنبياء عليهم السلام أن لا يدخلوا بيتاً مزوقاً وفيه كراهة التزويق، وقد استعمله ملوك الدنيا في قصورهم وغيرهم. (حم طب (2) عن سفينة) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم سمي بذلك لأنه حمل في بعض الأسفار شيئاً كثيراً رمز المصنف لحسنه كما قال الشارح. ولم نره فيما قوبل على خط المصنف وتعقبه بأن فيه سعيد بن جهمان (3) فيه كلام إلا أنه صححه الحاكم وأقره الذهبي.
7648 -
"ليس من البر الصيام في السفر. (حم ق د ن) عن جابر (هـ) عن ابن عمر (صح) ".
(ليس من البر) بالكسر الطاعة والعبادة ومن زائدة أي ليس البر وفائدة زيادتها التأكيد نحو ما جاءني من أحد. (الصيام في السفر) أي الصيام الذي يؤدي إلى إجهاد النفس والإضرار بها بقرينة السياق فإنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قد ظلل عليه فقال: "ما هذا"؟ قالوا: صائم فذكره، قيل: إنه حجة فيه للظاهرية ومنعهم انعقاد الصوم في السفر مستدلين بأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ورد بأن بين السبب والسياق فرقاً فإن السياق والقرائن تدل على مراد المتكلم بخلاف السبب
(1) الفائق (2/ 133).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 220)، والطبراني في الكبير (7/ 84)(6446)، وأبو داود (3755)، ابن ماجه (3360)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5427).
(3)
انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 315)، والكامل في الضعفاء لابن عدى (2/ 105).
(حم ق د ن (1) عن جابر بن عبد الله هـ عن ابن عمر) قال المصنف: وهو متواتر.
7649 -
"ليس من الجنة في الأرض شيء إلا ثلاثة أشياء: غرس العجوة والحجر الأسود وأواق تنزل في الفرات كل يوم بركة من الجنة. (خط) عن أبي هريرة".
(ليس من الجنة) أي مما خلق فيها أو مما يعود إليها من الدنيا. (في الأرض شيء إلا ثلاثة أشياء: غرس العجوة) أي النخل ويحتمل نخل المدينة ويحتمل مطلقا (والحجر الأسود) لما سلف أنه خرج من الجنة. (وأواق) جمع أوقية. (تنزل في الفرات) أي بحر الفرات وهو نهر مشهور يخرج من آخر حدود الروم يمتد بأطراف الشام ثم بالكوفة ثم بالحلة ثم يلتقي مع دجلة في البطائح ويصيران نهراً واحداً ثم يصب عند عبادان في بحر فارس. (كل يوم بركة) خبر مبتدأ محذوف. (من الجنة) ولم يبين كم الأواق وفيه فضيلة لهذا النهر على غيره (خط (2) عن أبي هريرة).
7650 -
"ليس من الصلوات صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة، وما أحسب من شهدها منكم إلا مغفوراً له. الحكيم (طب) عن أبي عبيدة (ح) ".
(ليس من الصلوات صلاة أفضل) أكثر أجراً لفاعلها. (من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة، وما أحسب من شهدها منكم) حضرها ويحتمل أن المراد خلفه صلى الله عليه وسلم لقوله منكم ويحتمل الأعم. (إلا مغفوراً له) وفيه فضيلة عظيمة لتلك
(1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 319)، والبخاري (1946)، ومسلم (1115)، وأبو داود (2407)، والنسائي (4/ 176)، وأخرجه ابن ماجة (1665) عن ابن عمر.
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 55)، والديلمى في الفردوس (5207)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4927)، والضعيفة (1600)، والصحيحة (3111).
الصلاة في ذلك اليوم. (الحكيم (طب (1) عن أبي عبيدة) رمز المصنف لحسنه.
7651 -
"ليس من المروءة الربح على الإخوان" ابن عساكر عن ابن عمرو (ض) ".
(ليس من المروءة) قيل: المروءة حفظ الدين وصيانة النفس والجود بالموجود ورعاية الحقوق (2)(الربح) بالراء والموحدة آخره مهملة (على الإخوان) وكأن المراد الربح في التجارة منهم، والمراد التقضي وعدم التسامح فإنه يقبح على الغير فكيف على الإخوان بل ينبغي للمؤمن أن يكون سمحاً لإخوانه بذالاً لإحسانه غير منقص في أموالهم وفي أخلاق السلف كثير من ذلك والحكايات فيه متسعة. (ابن عساكر (3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه. قال الذهبي في مختصر التاريخ: هو منكر.
7652 -
"ليس من أخلاق المؤمن التملق ولا الحسد إلا في طلب العلم. (هب) عن معاذ (ض) ".
(ليس من أخلاق المؤمن) لفظ مخرجه البيهقي: خلق بالإفراد. (التملق) الزيادة في التودد والتضرع فوق ما ينبغي فإنه من خلق ذوي الوجهين في الأغلب. (ولا الحسد إلا في طلب العلم) الظاهر عوده إليهما فإنه ينبغي من طالب العلم زيادة التودد إلى مشايخة والضراعة لهم، وينبغي له أن يحسد في طلب العلم ليجد في نيله، والمراد بالحسد ما في حديث: "لا حسد إلا في اثنتين
…
" الحديث، قال
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 156) رقم (366)، وفي الأوسط (184)، والحكيم في نوادر الأصول (2/ 317)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4928) والضعيفة (1221)، وقال ضعيف جداً.
(2)
جاء في الحاشية: "في العلقمي المروءة آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات".
(3)
أخرجه الديلمى في الفردوس (5157)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 3488 مختصرة) وأورده العجلونى في كشف الخفا (2/ 223)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4929)، والضعيفة (1769).
الحليمي: الملق لغير المعلم من فعال أهل الذلة والضعة، وما يزري بصاحبه، ويدل على سقاطته وقلة مقدار نفسه عنده، وليس لأحد أن يهين نفسه كما ليس لأحد أن يهينه، صلى زيد بن ثابت على جنازة فقربت له بغلته ليركب فأخذ ابن عباس ركابه، فقال: خل عنه يا ابن عم رسول الله، فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا فقبل زيد يده وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا (1) صلى الله عليه وسلم[4/ 83](هب (2) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه، قال البيهقي عقيب إخراجه له: هذا إنما يُروى بإسناد ضعيف، والحسن بن دينار ضعيف بالمرة وكذا خصيب انتهى؛ لأنه ساقه من حديث الحسن بن دينار عن خصيب بن جحدر، وحكم ابن الجوزي بوضعه، وقال: مداره على خصيب وقد كذبه شعبة والقطان وابن معين، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات (3) انتهى. وتعقبه المصنف في موضوعاته فلم يأتِ بشيء يفيد.
7653 -
"ليس من ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادَّعى ما ليس له فليس منَّا وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله! وليس كذلك إلا حار عليه، ولا يرمي رجل رجلاً بالفسق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك. (حم ق) عن أبي ذر (صح) ".
(ليس من رجل (4) من ادعى) انتسب. (لغير أبيه وهو يعلمه) غير أبيه. (إلا كفر) زاد البخاري: "بالله" والمراد إن استحل، ولا يحسن حمله على كفر النعمة،
(1) انظر: تاريخ دمشق (19/ 326)، والإصابة (4/ 146).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (4863)، وابن عدي في الكامل (5/ 10)، والرافعي في التدوين (1/ 177)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 211 رقم 388)، وانظر: الموضوعات لابن الجوزي (1/ 219)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4926)، والضعيفة (381): موضوع.
(3)
انظر لسان الميزان (5/ 269).
(4)
هكذا جاء في الأصل.
لأن روايته تأباه وخرج مخرج الزجر والتنفير (ومن ادعى ما ليس له) عام في كل دعوة. (فليس منَّا) أي من أهل هدينا وأخلاقنا (وليتبوأ) ينزل. (مقعده) محل قعوده الذي أعد له. (من النار، ومن دعا رجلاً بالكفر نسب إليه أو قال له: عدو الله وليس كذلك) أي ليس كافراً، ولا عدوا لله (إلا حار) بالحاء المهملة والراء رجع (عليه) وكان هو الكافر والعدو لله، وهذا دليل أن من كفر من يعلم إسلامه كفر وليس هو كفر الردة الذي يستحق به القتل بل عليه إثم الكفر، ويجب عليه التوبة للإجماع على أنه لا يقتل قائل ذلك ولا يحكم بردته. (ولا يرمي رجل) ولا امرأة. (رجلاً) ولا امرأة. (بالفسق) الخروج عن طاعة الله. (ولا يرميه بالكفر) كأن المراد بخصلة من خصال الكفار ليغاير الأولى. (إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك) في روضة النووي: إن من قال لمسلم: يا كافر بلا تأويل كفر، وقال غيره: بل الحديث محمول على الزجر والتنفير لا على الكفر حقيقة.
قلت: قد سلف له نظائر في تسمية بعض المعاصي كفراً (حم ق (1) عن أبي ذر).
7654 -
"ليس من عبد يقول: لا إله إلا الله مائة مرة إلا بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ولم يرفع لأحد يومئذ عمل أفضل من عمله، إلا من قال مثل قوله أو زاد. طب عن أبي الدرداء (ض) ".
(ليس من عبد يقول: لا إله إلا الله مائة مرة) أي يكررها حتى يبلغ مائة وظاهره ولو لم يبلغ ذلك إلا في مدة عمره إذ لم يقيد قولها بوقت. (إلا بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه كالقمر) في الإنارة (ليلة البدر) لأنه أكمل أوقات نورها وبعثه كذلك دليل الغفران؛ لأنه من الوجوه المبيضة وقد قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)} [آل عمران: 107].
(1) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 166)، والبخاري (3508، 6045)، ومسلم (61).
(ولم يرفع لأحد يومئذ) أي يوم إذ يقول ذلك ويستكمل عدده وإن لم يقله جميعاً في يوم واحد ويحتمل أن المراد ذلك كما ورد في حديث آخر التقييد بمن قالها في يوم وفيها زيادة وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. (عمل أفضل من عمله) من أعمال الأقوال فلا يدخل الجهاد ونحوه (إلا من قال مثل قوله) فإنه يرفع له مثل عمله (أو زاد) فإنه يرفع له أفضل من عمله وإن كان الحديث يفيد لفظه أن من قال مثل قوله رفع له أفضل ممن يرفع للقائل ولكنه غير مراد بل الأفضلية موجهة إلى الزيادة (طب (1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك.
7655 -
"ليس مِنْ عَمَلِ يوم إلا وهو يُختم عليه، فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة: يا ربنا، عبدك فلان قد حبسته، فيقول الربُّ: اختموا له على مثل عمله، حتى يبرأ أو يموت، (حب طب ك) عن عقبة بن عامر (صح) ".
(ليس مِنْ عَمَلِ يوم إلا وهو يُختم عليه) يطبع عليه بطابع الله أعلم بكيفيته. (فإذا مرض المؤمن) الذي سبق له عمل طبع عليه. (قالت الملائكة) يحتمل الكاتبان والجمع مجاز أو لأنهما أقله، ويحتمل الذين يطيعون، ويحتمل غير ذلك. (يا ربنا، عبدك فلان قد حبسته، فيقول الربُّ: اختموا له على مثل عمله) فضلاً من الله ومنة {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)} [الحديد: 21].
(حتى يبرأ أو يموت) فينبغي للمؤمن أن يستكثر من أعمال البر أيام صحته لينال ذلك في مرضه، وقد ورد الحديث الآخر: "إذا مرض العبد أو سافر
…
" الحديث تقدم في إذا وألحق السفر بالمرض. (حب طب ك (2) عن عقبة بن
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (10/ 86)، وفي مسند الشاميين (994) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4930).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (4/ 146)، والطبراني في الكبير (17/ 284) رقم (782)، والحاكم (4/ 344). وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 303)، وصححه الألباني في صحيح الجامع =
عامر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وتعقبه الذهبي بأن فيه رشدين واه، وتعقب الهيثمي سند أحمد والطبراني بأن فيه ابن لهيعة.
7656 -
"ليس من غريم يرجع من عند غريمه راضياً إلا صلت عليه دواب الأرض، ونون البحار، ولا غريم يلوي غريمه وهو يقدر إلا كتب الله عليه في كل يوم وليلة إثما. (هب) عن خولة امرأة حمزة (ض) ".
(ليس من غريم) له دين على آخر. (يرجع من عند غريمه) الذي عليه الدين. (راضيًا) قد أرضاه بقوله أو ماله والآخر أظهر. (إلا صلت عليه دواب الأرض، ونون البحار) حيتانها كفى هذا شرفاً في قضاء الدين. (ولا غريم يلوي غريمه) يمطله. (وهو يقدر) على إيفائه. (إلا كتب الله [4/ 84] عليه في كل يوم وليلة إثما) لمطلة غريمه ويتعدد ذلك بتعدد الأيام والليالي حتى يوفيه حقه وفيه عظم شأن الدين وأن المماطل آثم وأما أنه يبلغ حد الكبيرة فالله أعلم لأنه لا يفيد هذا اللفظ هنا. (هب (1) عن خولة) بفتح الحاء المعجمة امرأة حمزة بن عبد المطلب وهي بنت قيس بن فهد النجارية رمز المصنف لضعفه.
7657 -
"ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن الله تعالى أن يفتضح عليكم فيكفه الله. (حم) عن عمر (ض) ".
(ليس من ليلة إلا والبحر) اللام للجنس وقيده الشارح بالملح مع أنه يحتمل أنه أريد به بحر كل بلدة فيشمل الأنهار العذبة. (يشرف فيها) أي يتطلع إلى الأرض التي تقربه وكأن المراد به المد الذي يحصل له. (ثلاث مرات يستأذن الله تعالى أن يفتضح عليكم) بالمثناة تحتية فالفاء فمثناة فوقية فضاد معجمة
= (5432)، والصحيحة (2193).
(1)
أخرجه البيهقي في الشعب (11232)، والطبرانى في الأوسط (5029)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4931).
فحاء مهملة وكأنه من الفضيحة وهي كشف المساوئ فإنه إذا أغرقهم كشف مساوئهم ويحتمل أنه آخره خاء معجمة من فضخ الماء دفعه أو من انفضخت الفرجة انفتحت عليكم وكأن هذا الإشراف والاستئذان على حقيقته وكأنه لما يراه من عصيان بني آدم لبارئهم يستأذن في إهلاكهم (فيكفه الله) عنكم لطفاً منه بعباده وحلما (حم (1) عن عمر) رمز المصنف لضعفه قال ابن الجوزي: فيه العوام عن شيخ كان مرابطاً بالساحل والعوام ضعيف والشيخ مجهول.
7658 -
"ليس منا من انتهب، أو سلب، أو أشار بالسلب. (طب ك) عن ابن عباس (صح).
(ليس منا) من أهل ملتنا وطريقتنا الإِسلامية، قيل: والمراد الزجر لا الإخراج من الدين، وقيل: لا ينبغي تأويله لأنه يهون ما قصده صلى الله عليه وسلم من المنع عما ذكر.
قلت: من تتبعه وجده ورد في ما يحرم وفي خلاف ما ينبغي وإن لم يحرم. (من انتهب) أخذ مال الغير جهراً قهراً. (أو سلب) من لا يحل سلبه.
(أو استأثر) استبد. (بالسلب) الذي أذن فيه مثل الغنائم ونحوها فإنه ليس لأحد الاستبداد بما أخذه إلا من أذن له الإمام. (طب ك (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن قابوس بن أبي ظبيان راويه عن أبيه عن ابن عباس لين، وقال الهيثمي: فيه عند الطبراني قابوس وهو ضعيف. وقال: في موضع آخر فيه أبو الصباح عبد الغفور متروك وكأنهما روايتان.
7659 -
"ليس منا من تشبه بالرجال من النساء، ولا من تشبه بالنساء من
(1) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 43)، وانظر العلل المتناهية (1/ 52)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4932)، والضعيفة (4392).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 107) رقم (12612)، والحاكم (2/ 135)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 337)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4933).
الرجال. (حم) عن ابن عمر (صح) ".
(ليس منا من تشبه بالرجال من النساء) في اللباس والهيئة والكلام. (ولا من تشبه بالنساء) في ذلك. (من الرجال) فتشبه أي الفريقين بالآخر حرام آثم فاعله. (حم (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه الهذلي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات ورواه الطبراني فأسقط الهذلي المبهم فعلى هذا رجال الطبراني كلهم ثقات.
7660 -
"ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود، الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف. (ت) عن ابن عمرو".
(ليس منا من تشبه بغيرنا) من أهل الملل كما دل له. (لا تشبهوا باليهود) في شيء مما يختصون به لا في الأمور المشتركة بين الأوادم. (ولا بالنصارى) وبين بعض ما اختصوا به كما أشار إليه بقوله: (فإن تسليم اليهود) بعضهم على بعض أو مطلقاً. (الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف) فيكره تنزيها التسليم بالإشارة لهذا الحديث كما قاله النووي (2)، وبوب عليه: باب ما جاء في الإشارة بالسلام باليد ونحوها بلا لفظ، قال: وأما خبر الترمذي عن أسماء: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وعصبة من النساء قعود فأومأ بيده بالتسليم، فمحمول على أنه جمع بين اللفظ والإشارة (ت (3) عن ابن عمرو) من حديث عمرو بن
(1) أخرجه أحمد (2/ 199)، والطبرانى في الكبير (12/ 302)(13180)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5433).
(2)
الأذكار (ص 546).
(3)
أخرجه الترمذي (2695)، والقضاعي في مسند الشهاب (1191)، وأورده ابن الجوزى في العلل المتناهية (2/ 721)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 292)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5434)، والصحيحة (2194) وقال: صحيح بشواهده.
شعيب عن أبيه عن جده، قال الترمذي: إسناده ضعيف، وأقرَّه النووي على ضعفه وجزم المنذري بضعفه.
7661 -
"ليس منا من تطير ولا من تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له. (طب) عن عمران بن حصين (ح) ".
(ليس منا من تطير) تقدم تفسيره مراراً (أو تطير له) فأقر على ذلك كمثل هؤلاء الملوك الذين يتعبدون للمنجم (أو تكهن) ادعَّى شيئاً من علم الغيب (أو تكهن له) ادعي له شيء من ذلك (أو تسحر) تعلم السحر (أو يسحر له) أمر عن تسحر الغير له. زاد البزار ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم (طب (1) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لحسنه وقال المنذري: إسناد الطبراني حسن وإسناد البزار جيد، قال الهيثمي: فيه إسحاق بن الربيع العطار وثقه أبو حاتم وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات.
7662 -
"ليس منا من حلف بالأمانة، ومن خبب على امرئ زوجته أو مملوكه فليس منا. (حم حب ك) عن بريدة (صح).
(ليس منا من حلف بالأمانة) قال [4/ 85] القاضي: لعله أراد الوعيد عليه فإنه حلف بغير الله ولا يتعلق به كفارة (ومن خبب) بالمعجمة ثم موحدة بعدها موحدة وقيل مثلثة أي خادع وأفسد (على امرئ زوجته أو مملوكه فليس منَّا) قال ابن القيم (2): وهذا من أكبر الكبائر فإنه إذا نهى الشارع أن يخطب على خطبة أخيه فكيف بمن يفسد امرأته أوأمته أوعبده ويسعى في التفريق بينه وبينها حتى
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 162) رقم (355)، والبزار في مسنده (3578)، وانظر قول الهيثمي المجمع (5/ 117، 103)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5435)، والصحيحة (2195).
(2)
الجواب الكافي (ص 154).
يتصل بها وفي ذلك من الإثم ما لعله يقصر عن إثم الفاحشة إن لم يزد عليها ولا يسقط حق الغير بالتوبة من الفاحشة فإن التوبة وإن أسقطت حق الله فحق العبد باق فإن ظلم الزوج بإفساد حليلته والجناية على فراشه أعظم من ظلمه بأخذ ماله ولا يعدل عنه إلا سفك دمه (حم حب ك (1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، وأقرَّه الذهبي، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح ما خلا الوليد بن ثعلبة وهو ثقه، وقال المنذري: إسناد أحمد صحيح.
7663 -
"ليس منا من خبب على امرئ زوجها أو عبدا على سيده. (د ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده) قال النووي: في الأذكار: "يحرم أن يحدث رجلاً أو زوجته أو أبيه أو غلامه أو غيرهم بما يفسدهم به عليه إذا لم يكن أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2](د ك (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط البخاري ورواه النسائي أيضاً في عشرة النساء.
7664 -
"ليس منا من خصي أو اختصى، ولكن صم وفر شعر جسدك. (طب) عن ابن عباس (ح).
(ليس منا من خصي) غيره. (أو اختصى) في نفسه وهو سل الخصيتين فإنه حرام لما فيه من تعذيب النفس والتشويه وإدخال الضرر الذي ربما أفضى إلى
(1) أخرجه أحمد (5/ 352)، وابن حبان (4363)، والحاكم (4/ 298)، وأبو داود (3253)، وانظر: الترغيب والترهيب (3/ 59)، والمجمع (4/ 332)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5436)، والصحيحة (325).
(2)
أخرجه أبو داود (2175)، والحاكم (2/ 196)، والبيهقي في الشعب (5433)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5437).
الهلاك وإبطال معنى الرجولية وتغيير خلق الله وكفر النعمة وهذا قاله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن مظعون لما قال: يا رسول الله إني امرؤ تشق على العزوبة فأذن لي في الاختصاء، فذكره ثم أرشده إلى ما يحصل به المراد من كسر الشهوة بقوله:
(ولكن صم ووفر شعر جسدك) قيل أي شعر العانة لأن الاستحداد مما يهيج الشهوف وقيل: شعر الجسد جميعاً فإنه مما يبعد الميل إلى النساء والأول أظهر والمراد بتوفير العانة أنه لا يستحد بل يستعمل النورة لأن استعمال الحديد بالخاصية يزيد في الباءة بخلاف النورة فليس هو أمر له بأن لا يأخذ شعرها حتى ينافي أحاديث الحث على أخذه. (طب (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه.
7665 -
"ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من مات على عصبية. (د) عن جبير بن مطعم (صح).
(ليس منا من دعا إلى عصبية) دعا إلى اجتماع الناس على إعانة الظالم (أو قاتل على عصبية) العصبية: هي المحاملة والمدافعة (وليس منا من مات على عصبية) قال ابن تيمية: بين هذا الحديث أن من تعصب لطائفة مطلقاً فعل أهل الجاهلية محذور مذموم بخلاف منع الظالم أو إعانة المظلوم من غير عدوان فإنه مستحب بل واجب فلا منافاة بين هذا وبين حديث: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"(د (2) عن جبير بن مطعم) رمز المصنف لصحته وقال المنذري: إنه منقطع، وفيه محمد بن عبد الرحمن المكي أو العكي (3) قال أبو حاتم: مجهول، وقال المنذري: هو في صحيح مسلم بأتم من هذا وأفيد وفي سنن النسائي.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 144) رقم (11304)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4934) والضعيفة (1314) وقال: موضوع.
(2)
أخرجه أبو داود (5121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4935)، وأخرجه مسلم (1850)، والنسائي (7/ 123) من حديث جندب بن عبد الله بمعناه.
(3)
انظر الجرح والتعديل (7/ 319).
7666 -
"ليس منا من سلق، ومن حلق، ومن خرق. (وإن) عن أبي موسى (صح).
(ليس منا من سلق) بالمهملة والقاف رفع صوته عند المصيبة بالبكاء. (ولا من حلق) شعره عندها أيضاً. (ولا من خرق) بالمعجمة والراء ويصح بالزاي شق ثوبه عند المصيبة وهذه الصفات كانت تفعلها الجاهلية عند نزول المصيبة بهم. (د ن (1) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله ثقات.
7667 -
"ليس منا من عمل بسنة غيرنا. (فر) عن ابن عباس (ض).
(ليس منا من عمل بسنة غيرنا) كالترهب في الصوامع ونحوها ومنه تعظيم القبور بالتسريج والستور وقصدها لاستدفاع الشرور (فر (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وفيه يحيى الحماني (3) ضعفه جمع، ويوسف بن ميمون (4) أورده الذهبي في الضعفاء ونقل تضعيفه عن أحمد وغيره.
7668 -
"ليس منا من غش. (حم د هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليس منا من غش) في أقواله وأفعاله فإنه مأخوذ على المؤمن نصح المؤمنين والغش ينافي ذلك وهذا من الكلم الجوامع (حم د هـ ك (5)) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه مسلم.
7669 -
"ليس منا من غش مسلماً أو ضره أو ما كره. الرافعي عن علي".
(1) أخرجه أبو داود (3130)، والنسائي (4/ 320)، وأحمد (4/ 396)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5438).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (5268)، والطبراني في الأوسط (9426)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5439).
(3)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 739)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 197).
(4)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 764).
(5)
أخرجه أحمد (2/ 242)، ومسلم (102)، وأبو داود (3452)، وابن ماجه (2224)، والحاكم (2/ 9)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5440).
(ليس منا من غش مسلماً أو ضره أو ما كره) خادعه قال ابن العربي: هذه الخصال حرام بإجماع الأمة والنصيحة عامة [4/ 86] في كل شيء ويتعبد بها جميع الأمة (الرافعي (1) عن علي).
7670 -
"ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية. (حم ق ت ن هـ) عن ابن مسعود (صح) ".
(ليس منا من لطم الخدود) عند المصيبة وكذلك غيرها إنما خصها لأنها التي تلطم. (وشق الجيوب) وهو ما يفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس للبسه والمراد شقه إكمال فتحه وهو علامة على التسخط. (ودعا بدعوى الجاهلية) أهل الجاهلية عند حلول المصائب كواجبلاه وواكهفاه ونحوها وكل ذلك من دلائل عدم الرضا بالقضاء وذلك محرم. (حم ق ت ن هـ (2) عن ابن مسعود) وفي رواية لمسلم: "أو دعا وشق ثوبا".
7671 -
"ليس منا من لم يتغن بالقرآن. (خ) عن أبي هريرة (حم د حب ك) عن سعد (د) عن أبي لبابة بن عبد المنذر (ك) عن ابن عباس وعائشة (صح) ".
(ليس منا من لم يتغن بالقرآن) يحسن صوته به لأن تحسين الصوت مما يزيد القرآن حسناً عند السامع ويدعوه إلى الإقبال على سماعه ولكن شرطه أن لا يغير اللفظ ولا يخل بالنظم ولا يخفي حرفًا ولا يزيد حرفاً وإلا حرم إجماعاً، واعترض هذا بأن الحديث دل على أن من لم يتغن بالقرآن ليس من أهل سنتنا ولا ممن يتبعنا وهو وعيد ولا خلاف بين الأمة: أن قارئ القرآن مثاب وإن لم يحسن صوته فكيف يجعل مستحقا للعقاب ودفع بأنه يمكن أن المراد ليس منا
(1) أخرجه الرافعي في التدوين (3/ 87)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4936)، والضعيفة (329) وقال: موضوع.
(2)
أخرجه أحمد (1/ 456)، والبخاري (1294)، ومسلم (103)، والترمذي (999)، وا لنسائي (4/ 320)، وابن ماجة (1584).
معشر الأنبياء إلا من يحسن صوته بالقرآن وسمع الله منه بل يكون من جملة من هو نازل عن مرتبتهم فيثاب على قراءته كسائر المسلمين لا على تحسين صوته، وقيل: المراد من الحديث من لم يستغن بالقرآن ورده الشافعي بأنه لو أريد ذلك لقال من لم يستغن.
قلت: وقد بسط القول ابن القيم في الهدي (1) في المسألة بعض البسط وتقدم شيء من ذلك. (خ عن أبي هريرة حم د حب ك عن سعد (د) عن أبي لبابة) بموحدتين خفيفتين اسمه بشير وقيل: رفاعة (بن عبد المنذر (ك)(2) عن ابن عباس وعن عائشة).
7672 -
"ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا (ت) عن أنس (صح) ".
(ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر) يعظم (كبيرنا) والواو بمعنى أو ليتعين أن يقابل كلا منهما بما يليق به فيعطي الصغير حقه من الرفق واللطف والشفقة والكبير حقه من التعظيم والإكرام (ت (3) عن أنس) قال: جاء شيخٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له فذكره، قال الترمذي: هذا حديث غريب وزربي (4) يروي مناكير عن أنس.
قلت: والمصنف رمز لصحته وفي التقريب: زربي (5) بفتح أوله يريد الزاي
(1) انظر: زاد المعاد (1/ 463)، ومدارج السالكين (1/ 489) وروضة المحبين (ص: 268).
(2)
أخرجه البخاري (7527) عن أبي هريرة وأخرجه أحمد (1/ 179)، وأبو داود (1469)، وابن حبان (1/ 327) رقم (120)، والحاكم (1/ 569) عن سعد بن أبي وقاص، وأخرجه أبو داود (1471) عن أبي لبابة بن عبد المنذر، وأخرجه الحاكم (1/ 760) عن ابن عباس وعائشة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5442).
(3)
أخرجه الترمذي (1919)، والبيهقي في الشعب (10982)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5445).
(4)
انظر المجروحين لابن حبان (1/ 312)، والكاشف (1/ 404) وتهذيب التهذيب (3/ 280).
(5)
انظر تهذيب التهذيب (3/ 280)، والتقريب (1/ 215).
وسكون الراء بعدها موحدة ثم مشددة بن عبد الله الأزدي مولاهم أبو يحيى البصري إمام مسجد هشام بن حسان ضعيف.
7373 -
"ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا. (حم ت ك) عن ابن عمر (صح) ".
(ليس منا من لم يرحم صغيرنا) صغير المسلمين ويحتمل صغير بني آدم إذ العلة الصغر (ويعرف شرف كبيرنا) بما يستحق من التبجيل والتعظيم قال الحافظ العراقي: يؤخذ من قوله شرف كبيرنا أنه لا يستحق الكبير الإكرام إلا إذا كان له شرف بعلم أو صلاح أو نسب زكي ويحتمل أن التعمير في الإسلام شرف لقوله في الحديث: "خير الناس من طال عمره وحسن عمله" نعم إذا كان شيخاً سيء العمل فلا يستحق الإكرام لقوله في آخره: "وشر الناس من طال عمره وساء عمله"(1) إلا أنه يأتي حديث: "ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيض الله من يكرمه عند سنه" وظاهره أن الإكرام يستحق للسن (حم ت ك (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم، وأقره الذهبي، وقال العراقي: سنده جيد.
7674 -
"ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر. (حم ت) عن ابن عباس (ح) ".
(ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر) قرن هذين بذينك مشعر بوجوبهما كإيجاب الأخيرين وإن كانت دلالة الاقتران فيها مقال إلا أنه لا كلام في تأكده (حم ت (3) عن ابن عباس) رمز
(1) أخرجه الترمذي (2330) وقال: حسن صحيح.
(2)
أخرجه أحمد (2/ 222)، والترمذي (1920)، والحاكم (1/ 62)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5444).
(3)
أخرجه أحمد (1/ 257)، والترمذي (1921)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 14)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4938).
المصنف لحسنه، وقال الترمذي: غريب، وقال القطان: ضعيف فيه ليث بن أبي سليم (1)، وقال الهيثمي: فيه ليث وهو مدلس، قلت: وكأن تحسين المصنف له لغيره.
7675 -
"ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه. (حم ك) عن عبادة بن الصامت (صح) ".
(ليس منا من لم يجل) بالجيم من الإجلال. (كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه) من امتثال أمره والاهتداء بهديه وتوقيره لما رفعه الله به من العلم. (حم ك (2) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: سنده حسن.
7676 -
"ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يعرف حق كبيرنا، وليس منا من غشنا ولا يكون المؤمن مؤمنا حتى يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه. (طب) عن ضميرة (ح) ".
(ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يعرف حق كبيرنا، وليس منا من غشنا) سلف عمومه [4/ 87]. (ولا يكون المؤمن مؤمناً) كامل الإيمان. (حتى يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه) من كل خير ديني ودنيوي. (طب (3) عن ضميرة) بالمعجمة مصغراً رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه حسين بن عبد الله بن ضمرة (4) كذاب انتهى وسلف للمصنف أنه لا يأتي في كتابه بحديث كذاب
(1) انظر الميزان (5/ 509)، والمجمع (5/ 14).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 323)، والحاكم (1/ 122)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 127)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5443).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 308) رقم (8154)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 16)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4937): موضوع.
(4)
انظر الكامل في ضعفاء الرجال (2/ 356)، والميزان (2/ 293)، والمجروحين (1/ 244).
فكان عليه حذفه وفاءً بشرطه.
7677 -
"ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله. (فر) عن جبير بن مطعم (ض) ".
(ليس منا من وسع الله عليه) في الرزق. (ثم قتر على عياله) في الإنفاق لأن الله إنما بسط له ليبسط على من تحت يده سيما والإنفاق محبوب إلى الله تعالى فمن فعل خلافه فقد فعل ما لا يحبه الله (فر (1) عن جبير بن مطعم) رمز المصنف لضعفه وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير مجمع على ضعفه كما مر مراراً.
7678 -
"ليس منا من وطيء حبلى. (طب) عن ابن عباس (ح).
(ليس منا من وطيء حبلى) من غير مائه لأنه قد ثبت النهي عن سقي ماء غيره بمائه وفي حديث: "سبايا أوطاس لا توطئ حامل حتى تضع ولا غير ذات حمل حتى تحيض"(2)(طب (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: وفيه الحجاج بن أرطأة مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح.
7679 -
"ليس منكم من رجل إلا وأنا ممسك بحجزته أن يقع في النار. (طب) عن سمرة (ح) ".
(ليس منكم رجل) الخطاب للصحابة والمراد به عموم أمة الإجابة. (إلا أنا ممسك بحجزته) بضم المهملة وسكون الجيم والزاي معقد إزاره. وهو كناية
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (5271)، والقضاعي في مسند الشهاب (1192) من حديث عائشة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4939)، والضعيفة (4393).
(2)
أخرجه أبو داود (2157)، والحاكم (2/ 212)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الحافظ في الفتح (4/ 424)، وقال: أخرجه أبو داود وغيره وليس على شرط الصحيح.
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 390) رقم (12090)، وأبو يعلي (2522)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4940)، والضعيفة (4394).
عن إبلاغه صلى الله عليه وسلم في بلاغ الإنذار حتى كأنه آخذ بكل حجزه عن (أن يقع في النار)، (طب عن سمرة)(1) رمز المصنف لحسنه.
7680 -
"ليس مني إلا عالم أو متعلم. ابن النجار (فر) عن ابن عمر.
(ليس مني) أي بمتصل بي (إلا عالم) بعلم الكتاب والسنة. (أو متعلم) لهما فإنهما متصلان به صلى الله عليه وسلم وهذا دال على شرف العلم (ابن النجار فر (2) عن ابن عمر) سكت المصنف عليه وفيه مخارق بن ميسرة (3) قال الذهبي: لا يُعرف.
7681 -
"ليس مني ذو حسد ولا نميمة ولا كهانة ولا أنا منه. (طب) عن عبد الله بن بسر (ج) ".
(ليس مني ذو حسد) تقدم تفسيره (ولا نميمة) تقدم أنها إذاعة القول عن الغير إلى آخر للإفساد بينهما (ولا كهانة) ادعاء علم المغيبات (ولا أنا منه) لا يتصل بي ولا أتصل به (طب (4) عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة ثم المهملة رمز المصنف لحسنه وضعفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه سليمان بن سلمة الخبائري (5) وهو متروك، قال الشارح: وبه يعرف أن المصنف لم يصب في رمزه لحسنه.
7682 -
"ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 299) رقم (7100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4941).
(2)
أخرجه ابن البخاري كما في الكنز (28804)، الديلمي في الفردوس (5279)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4942)، والضعيفة (2032).
(3)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 647)، ولسان الميزان (6/ 5)، وضعفاء العقيلي (4/ 229).
(4)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وعزاه الهيثمى في مجمع الزوائد (8/ 91)، وكذلك المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 324)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4943)، والضعيفة (586): موضوع.
(5)
انظر المغنى (1/ 280)، والميزان (3/ 297).
يذكروا الله عز وجل فيها. (طب هب) عن معاذ (ح) ".
(ليس يتحسر) يتندم (أهل الجنة على شيء) من الدنيا. (إلا على ساعة مرت بهم) في الدنيا (لم يذكروا الله عز وجل فيها) قال الحكيم: إن هذه الحسرة إنما هي في الموقف لا في الجنة وذلك لأنهم يرون ما يعطون في ساعات الذكر من الأجور فيأسفون على ما فاتهم من الساعات بغير ذكر الله وتقدم تفسير الذكر وأنه يعم الطاعات جميعاً. (طب هب (1) عن معاذ) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات وفي شيخ الطبراني محمد بن إبراهيم خلاف.
7683 -
"ليست السنة بأن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئًا. (حم م) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليست السنة) أي الجدب. (أن لا تمطروا) وهذه تكون أيضاً عام جدب وهو المتعارف لديهم (لكن) عرفهم صلى الله عليه وسلم أن (السنة) هي (أن تمطروا وتمطروا) كرره تأكيداً (ثم لا تنبت الأرض شيئاً) وذلك أن اليأس بعد وجود الرخاء بظهور مخايله أقطع مما كان حاصلاً من أول الأمر والنفس مترقبة حدوثها، قال:
أظلت علينا من نداك غمامة
…
أضاءت لنا فرقاً وأبطأ رشاشها
فلا غيمها يجلو فييأس طامع
…
ولا غيثها يهمي فيروي عطاشها
(حم م (2) عن أبي هريرة).
7684 -
"ليسوقن رجل من قحطان الناس بعصاً (طب) عن ابن عمر (صح).
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 93) رقم (182)، والبيهقي في الشعب (512)، والحكيم في نوادر الأصول (4/ 106)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 73)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5446) والضعيفة (4986).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 363)، ومسلم (2904).
(ليسوقن رجل من قحطان الناس بعصًا) أي يستولي عليهم حتى يذودهم بعصاه حيث شاء وهو من أشراط الساعة (طب (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه محمد بن إسحاق مدلس والحسين بن إسحاق بن ميسرة لم أعرفه قال الشارح: فرمز المصنف لصحته مردود.
7685 -
"ليشترك النفر في الهدي. (ك) عن جابر (صح) ".
(ليشترك النفر) في القاموس (2) النفر الناس كلهم وما دون العشرة. (في الهدي) المراد الأخير هنا مما قاله القاموس وقد فسر غيره من الأحاديث أن البدنة يشترك فيها عشرة والبقرة سبعة على خلاف في ذلك. (ك (3) عن جابر) رمز المصنف لصحته.
7686 -
"ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها. (حم د) عن أبي مالك الأشعري (صح) ".
(ليشربن أناس من أمتي الخمر) قال الطيبي: هو إخبار فيه شائبة إنكار [4/ 88](يسمونها بغير اسمها) يتسترون في شربها بتسميته بنبيذ أو نحوه وذلك لا يغني عنهم من الحق شيئا وقد سلف هذا غير مرة ووقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم. (حم د (4) عن أبي مالك الأشعري) رمز المصنف لصحته قال ابن حجر: صححه ابن حبان وله شواهد كثيرة.
7687 -
"ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، ويضرب على
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 308) رقم (13198)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 238)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5451).
(2)
القاموس المحيط (1/ 625).
(3)
أخرجه الحاكم (4/ 230)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5452).
(4)
أخرجه أحمد (5/ 342)، وأبو داود (3688)، وابن حبان (6758)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5453).
رؤسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير. (حب طب هب) عنه (صح) ".
(ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، ويضرب على رؤسهم بالمعازف) الدفوف ونحوها. (والقينات) الإماء المغنيات. (يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير) قال ابن القيم (1): فيه تحريم آلة اللهو فإنه قد توعد مستحل المعازف أن يخسف به الأرض ويمسخهم قردة وخنازير وإن كان الوعيد على كل ما ذكر فلكل واحد قسط من الوعيد والذم وفيه وعيد شديد على من يتحيل في تحليل المحرم بتغيير اسمه (حب طب هب)(2) عنه أبي مالك الأشعري رمز المصنف لصحته، قال ابن القيم: إسناده صحيح.
7688 -
"ليصل الرجل في المسجد الذي يليه ولا يتبع المساجد. (طب) عن أبي هريرة (ض) ".
(ليصل الرجل في المسجد الذي يليه) يقرب منه (ولا يتبع المساجد) يصل في هذا تارة وفي هذا تارة على وجه التنقل فإنه خلاف الأولى ولا ينافيه ما ورد بزيادة الأجر بزيادة الخطى كما لا يخفى (طب (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رجاله موثقون إلا شيخ الطبراني محمد بن أحمد النضر الترمذي ولم أجد من ترجمه وذكر ابن حبان محمد بن أحمد النضر بن ابنة معاوية بن عمرو فلا أدري هو هذا أم لا؟
(1) إغاثة اللهفان (ص 350).
(2)
أخرجه ابن ماجة (4020)، وابن حبان (6758)، وانظر: فتح الباري (10/ 51)، والطبرانى في الكبير (3/ 283)(3419)، والبيهقي في السنن (3/ 283)، وأبو داود (3688)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5454).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 283) رقم (13373)، وابن عدى في الكامل 6/ 458، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 24)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5456)، والصحيحة (2200).
7689 -
"ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقعد. (حم ق د ن هـ) عن أنس (صح) ".
(ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقعد) ولا يصلي بغير نشاط أو فليتم صلاته النافلة قاعدا أو يتركها حتى يحدث له نشاط.
(حم ق د ن هـ (1) عن أنس) قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبل ممدود بين ساريتين فقال: ما هذا؟ قالوا: لزينب تصلي فإذا كسلت أو فترت أمسكت به فقال: حلوه ثم ذكره.
7690 -
"ليضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل ولا يضره ما بين يديه. الطيالسي (حب) عن طلحة (صح) ".
(ليضع أحدكم بين يديه) حين يصلي فرضاً أو نفلاً. (مثل مؤخرة الرحل) بضم الميم وسكون الهمزة وكسر الخاء أو بفتح الهمزة وخاء مشددة العود الذي يستند إليه راكب الرحل وهي قدر ثلثي ذراع. (ولا يضره) في صلاته (ما) مر (بين يديه) من كلب أو حمار أو امرأة فإنها لا تقطع صلاته بعد اتخاذ السترة وتقدم الكلام فيها وبهذا أخذ الجمهور، وقال أحمد: يقطع الصلاة الكلب الأسود لما ورد من أنه شيطان (الطيالسي (حب (2) عن طلحة) رمز المصنف لصحته.
7691 -
"ليعز المسلمين في مصائبهم المصيبة لي. ابن المبارك عن القاسم مرسلاً".
(ليعز) ليصبر (المسلمين) في ما يصيبهم (في مصائبهم المصيبة) فاعل ليعزي (لي) فإنها أعظم ما أصيبوا به ولأنه إذا أصيب صلى الله عليه وسلم فكيف يسلم غيره من المصائب،
(1) أخرجه أحمد (3/ 101)، والبخاري (1150)، ومسلم (784)، وأبو داود (1312)، والنسائي (1643)، وابن ماجة (1371).
(2)
أخرجه الطيالسي (231)، وابن حبان (2379)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5458).
اصبر لكل مصيبة وتجلّد
…
واعلم بأن المرءَ غير مخلّد
وإذا أردت مصيبةً تسلوا بها
…
فاذكر مصابك بالنبي محمَّد
(ابن المبارك (1) عن القاسم بن محمَّد بن أبي بكر مرسلاً).
7692 -
"ليغسل موتاكم المأمونون. (هـ) عن ابن عمر (ض) ".
(ليغسل موتاكم المأمونون) فيه أن لا يكون الغاسل إلا أميناً. (هـ (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وفيه بقية قد مر غير مرة ومبشر بن عبيد الحمصي قال في الكاشف: (3) تركوه.
7693 -
"ليغشين أمتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمن ويمسي كافراً، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل. (ك) عن ابن عمر (صح) ".
(ليغشين) من الغشيان (أمتي من بعدي) بعد وفاتي (فتن) جمع فتنة فاعل الغشيان. (كقطع الليل المظلم) مر بيان هذا التركيب. (يصبح الرجل فيها مؤمناً) بالله. (ويمسي كافراً) لما يأتي من عظم الفتنة. (يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل) لتهاونهم بأمر الدين. (ك (4) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
(1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (467)، ومالك في الموطأ (559) مرسلاً، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5459).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1461)، قال البوصيري (2/ 24): هذا إسناد ضعيف بقية بن الوليد مدلس وقد رواه بالعنعنة وشيخه قال: فيه أحمد بن حنبل: أحاديثه مكذوب موضوعة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك الحديث يضع الأحاديث ويكذب، وابن عدى في الكامل (6/ 417)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4951)، والضعيفة (4395) موضوع.
(3)
انظر الكاشف (2/ 238).
(4)
أخرجه الحاكم (4/ 485)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5460)، والصحيحة (1267).
7694 -
"ليفرن الناس من الدجال في الجبال. (حم م ت) عن أم شريك (صح).
(ليفرن الناس) من الفرار بالفاء والراء مكروه يحتمل الأمر والإخبار (من الدجال) من فتنته (في الجبال) أي ليفروا مستقرين فيها تمامه، قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: "هم قليل"(حم م ت (1) عن أم شريك) العامرية، ويقال: الأنصارية والدوسية، قال العراقي: هذا حديث صحيح.
7695 -
"ليقتلن ابن مريم الدجال بباب لد. (حم) عن مجمع بن جارية (صح).
(ليقتلن) عيسى (ابن مريم الدجال) هو المقتول يقتله عيسى عند نزوله من السماء (بباب لد) بضم اللام وتشديد الدال المهملة وهو بدمشق. (حم (2) عن مجمع بن جارية) بضم أوله وفتح الجيم وتشديد الميم المكسورة وجارية بالجيم [4/ 89] ابن عامر الأنصاري الأوسي صحابي مات في خلافة معاوية كما في التقريب (3) رمز المصنف لصحته.
7696 -
"ليقرأن القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإِسلام كما يمرق السهم من الرمية. (حم هـ) عن ابن عباس (صح) ".
(ليقرأن القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإِسلام) يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه (كما يمرق السهم من الرمية) بفتح الراء وكسر الميم وتشديد الياء فعيلة من الرمي والمراد به الصيد الوحشي كالغزالة المرمية مثلاً أي يخرجون
(1) أخرجه أحمد (6/ 462)، ومسلم (2945)، والترمذي (3930).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 420)، والترمذي (2244)، وابن حبان (6811)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5462).
(3)
انظر تهذيب التهذيب (10/ 43)، والتقريب (6489).
من الدين بعد الدخول فيه وهؤلاء هم الحرورية الذين خرجوا على علي عليه السلام ومن بعده. (حم هـ (1) عن ابن عباس). رمز المصنف لصحته ورواه أبو يعلى قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
7697 -
"ليقل أحدكم حين يريد أن ينام: آمنت بالله وكفرت بالطاغوت، وعد الله حق، وصدق المرسلون، اللهم إني أعوذ بك من طوارق الليل إلا طارقاً يطرق بخير. (طب) عن أبي مالك الأشعري ".
(ليقل أحدكم حين يريد أن ينام) بالليل أو مطلقاً وإنما خص في بعض الروايات بالليل خروجاً على الغالب. (آمنت بالله وكفرت بالطاغوت، وعد الله) مصدر مضاف إلى فاعله مبتدأ خبره (حق، وصدق المرسلون) فيما أخبروا به عن الله. (اللهم إني أعوذ بك من طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير) والطرق الإتيان بالليل كما في القاموس (2) أي كل آت في الليل إلا آتياً فيه بخير. (طب (3) عن أبي مالك الأشعري) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه إسماعيل بن عياش (4) وهو ضعيف، قلت: بل فيه تفصيل قد سلف.
7698 -
"ليقم الأعراب خلف المهاجرين والأنصار، ليقتدوا بهم في الصلاة. (طب) عن سمرة (ح) ".
(ليقم الأعراب) في صفوف الجماعة. (خلف المهاجرين) وخلف.
(1) أخرجه أحمد (1/ 256)، وابن ماجة (171)، وأبو يعلي (2354)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5463).
(2)
القاموس المحيط (1/ 1166).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 297) رقم (3454)، وفي الشاميين (1676)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 125)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4952).
(4)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 85).
(الأنصار، ليقتدوا بهم في الصلاة) لأن المهاجرين والأنصار أعرف بأمر العبادات من الأعراب ويؤخذ منه أنه يقوم العامة من أهل المدن خلف العلماء والفقهاء منهم للعلة المذكورة إلا أنه لرغبة العلماء عن الصف الأول وميلهم في الأغلب إلى آخر الصفوف انعكس الحال وصار العامة هم المتقدمون وهذا من هجر العلماء سنن الدين. (طب (1) عن سمرة بن جندب) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه سعيد بن بشير (2) وقد اختلف في الاحتجاج به.
7699 -
"ليكف الرجل منكم كزاد الراكب. (هـ حب) عن سلمان (صح) ".
(ليكف) من الكفاية. (الرجل منكم) من دنياه. (كزاد الراكب) لأن كل رجل مسافر إلى الله والدار الآخرة فإنه لا يثق الإنسان ببقائه حتى ينفد قدر زاد الراكب وهذا أمر إرشاد إلى الأفضل لكل إنسان. (هـ حب (3) عن سلمان) رمز المصنف لصحته وصححه المنذري ورواه الحاكم وفيه قصة وصححه.
7700 -
"ليكف أحدكم من الدنيا خادم ومركب. (حم ن) والضياء عن بريدة (صح) ".
(ليكف أحدكم من الدنيا خادم) فيما يحتاجه. (ومركب) يركب عليه لحوائجه أي يكتفي بذلك عن التوسع فيما لا حاجة إليه. (حم ن (4) والضياء عن بريدة) رمز المصنف لصحته.
7701 -
"ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ، وذلك إذا شربوا
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 213) رقم (6887)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4953).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 256).
(3)
أخرجه ابن ماجة (4104)، وابن حبان (706)، وأحمد (5/ 438)، والحاكم (4/ 353)، وانظر الترغيب والرهيب (4/ 79)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5465).
(4)
أخرجه أحمد (5/ 360)، والنسائي (8/ 218)، وأبو بكر الشيبانى في الآحاد والمثانى (2360)، والدارمي (2718)، عن بريدة، وابن ماجه (4103)، والترمذي (2327) عن أبي هاشم بن عتبة وصححه الألباني في صحيح الجامع (5464)، والصحيحة (2202).
الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا المعازف (ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن أنس".
(ليكونن) إخبار مؤكد (في هذه الأمة) أمة إجابته (خسف وقذف) رمي بالحجارة كما رمي أصحاب الفيل (ومسخ) قردة وخنازير كما سلف غير مرة إنما يكون ذلك إذا كان منهم ما أفاده (وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا المعازف) وتقدم هذا كله. (ابن أبي الدنيا (1) في ذم الملاهي عن أنس) وفي الباب ابن عباس وأبو أمامة وغيرهما عند أحمد والطبراني وغيرهما.
7702 -
"ليكونن في ولد العباس ملوك يلون أمر أمتي يعز الله تبارك وتعالى بهم الدين. (قط) في الإفراد عن جابر (ض) ".
(ليكونن في ولد العباس ملوك) لم يقل خلفاء لأنهم على غير سيرة مرضية فهو كحديث الخلافة: "ثلاثون ثم ملك عضوض"(يلون أمر أمتي) وقد كان كما أخبر به صلى الله عليه وسلم. (يعز الله بهم الدين) لا ينافيه أنهم خالفوا هديه صلى الله عليه وسلم لأن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر. (قط (2) في الإفراد عن جابر) رمز المصنف لضعفه وفيه عمرو بن راشد، قال في الميزان (3): عن أبي حاتم قال: وجدت حديثه كذباً وزوراً.
7703 -
"ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربع وعشرون ساعة لله تعالى في كل ساعة منها ستمائة ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار. الخليلي عن أنس
(1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وأخرجه أحمد (5/ 259) عن أبي أمامة، والطبراني في الكبير (3/ 282) رقم (3417) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5467)، والصحيحة (2203).
(2)
أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في الكنز (33400)، أبو نعيم في الحلية (1/ 316)، وابن الجوزى في العلل المتناهية (1/ 288) من طريق الدارقطني، وقال: فيه عمرو بن راشد قال الإمام أحمد لا يساوى حديثه شيئا، وقال ابن حبان لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح يضع الحديث، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4955)، والضعيفة (4396): موضوع.
(3)
انظر الميزان (5/ 235).
(ض) ".
(ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربع وعشرون ساعة) وهكذا كل يوم وليلة. (الله في كل ساعة منهما ستمائة ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار) وظاهره أنه محض عفو وفضل لا عن توبة ولا عمل صالح بل لفضيلة اليوم والليلة. (الخليلي (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه.
7704 -
"ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. (د) عن معاوية (صح) ".
(ليلة القدر) الوارد في القرآن ذكرها وفي السنة عظيم أجرها (ليلة سبع وعشرين)(2) أي من رمضان وعليه الجماهير من الصحابة وغيرهم (د (3) عن معاوية) رمز المصنف لصحته وقد عزاه الديلمي إلى مسلم باللفظ المذكور.
7705 -
"ليلة القدر ليلة أربع وعشرين (حم) عن بلال، الطيالسي عن أبي سعيد".
(ليلة القدر ليلة أربع وعشرين) جمع بينه وبين ما قبله وما بعده أنها تنتقل فتارة في سنة كذا وتارة في سنة كذا (حم (4) عن بلال، الطيالسي عن أبي سعيد).
7706 -
"ليلة القدر في العشر الأواخر، في الخامسة أو الثالثة. (حم) عن معاذ (صح) ".
(ليلة القدر في العشر الأواخر) من رمضان (في الخامسة) وعشرين. (أو
(1) أخرجه الخليل في مشيخته كما في الكنز (21044) والرافعي في التدوين (3/ 278)، وعزاه الهيثمي في المجمع (2/ 165) إلى أبي يعلي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4956).
(2)
جاء في الأصل (ليلة تسع وعشرين).
(3)
أخرجه أبو داود (1386)، وأخرجه مسلم (1165) من حديث ابن عمر.
(4)
أخرجه أحمد (6/ 12)، والبزار (1376) من حديث بلال، وأخرجه أبو داود الطيالسي (2167) عن أبي سعيد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4957).
الثالثة) أي وعشرين فيتحرى الليلتين [4/ 90]، ليصيب ذلك (حم (1) عن معاذ) رمز المصنف لصحته.
7707 -
"ليلة القدر ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين، إن الملائكة في تلك الليلة أكثر من عدد الحصى. (حم) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليلة القدر ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين) يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أعلم بعينها ثم أنسي كما ورد وبقي في حفظه أنها إحدى الليلتين ويحتمل أنها تنقل (إن الملائكة) استئناف (تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى) كأنها تتنزل لما يقدره الله من الأمور أو للعبادة أو لحضور عبادة الصالحين من المسلمين وشهادتهم لهم وقد أخبر الله تعالى أنها تنزل الملائكة فيها والروح.
فائدة: قيل: ليلة القدر أفضل الليالي وقيل: بل ليلة الإسراء، وقيل: ليلة الإسراء في حقه صلى الله عليه وسلم أفضل وليلة القدر أفضل في حق غيره، وقال ابن تيمية (2): ليلة القدر أفضل مطلقا لأن ليلة الإسراء وإن حصل للمصطفى فيها ما لم يحصل له في غيرها لكن لا يلزم إذا أعطى الله نبيه فضيلة في زمان أو مكان أن تكون أفضل من غيره، هذا إن فرض أن إنعامه عليه ليلة الإسراء أعظم من إنعامه عليه ليلة القدر بإنزال القرآن وللتوقف في ذلك مجال (حم (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
7708 -
"ليلة القدر بلجة لا حارة ولا باردة، ولا سحاب فيها، ولا مطر، ولا ريح، ولا يرمى فيها بنجم، ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها. (طب)
(1) أخرجه أحمد (5/ 234)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5471).
(2)
زاد المعاد (/ 54).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 519)، والطيالسي (2545)، والطبرانى في الأوسط (2522)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 176)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5473)، والصحيحة (2205).
عن واثلة" (ح).
(ليلة القدر ليلة بلجة) بالباء الموحدة ومفتوحة وتضم والجيم: أي مشرقة.
(لا حارة ولا باردة) بل معتدلة (ولا سحاب فيها، ولا مطر، ولا ريح، ولا يرمى فيها بنجم) كأنها تمنع الشياطين عن السماء فلا ترمى (ومن علامة يومها) الأظهر أنه الذي بعدها ويحتمل الأول. (تطلع الشمس لا شعاع لها) قال النووي (1): الشعاع ما يرى من الضوء عند بدؤها مثل الحبال والقضبان مقبلة إليك إذا نظرت إليها، وقيل: معنى لا شعاع أن الملائكة لكثرة نزولها إلى الأرض وطلوعها تستر بأجنحتها اللطيفة ضوء الشمس (طب (2) عن واثلة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه بشر بن عون (3) عن بكار بن تميم.
7709 -
"ليلة القدر ليلة سمحة طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء. الطيالسي (هب) عن ابن عباس (ح) ".
(ليلة القدر ليلة سمحة طلقة) سهلة طيبة (لا حارة ولا باردة) هو تفسير لطلقة يقال يوم طلق وليلة طلق وطلقة إذا لم يكن فيها حر ولا برد يؤذيان، قاله ابن الأثير (4)(تصبح الشمس صبيحتها) مصغر. (ضعيفة) أي ضعيفة الضوء. (حمراء) لا شعاع لها كما سلف وهذا يؤيد الاحتمال الأول في الليلة، قالوا: ولا يلزم أن يكون قائمها يدرك علاماتها إذ قد يخفيها الله على من يشاء (الطيالسي (هب (5) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: فيه زمعة بن صالح
(1) شرح مسلم (8/ 64 - 65).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 59) رقم (139)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 178)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5472)، وأورده الضعيفة (4404).
(3)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 106)، والمجروحين (1/ 190).
(4)
انظر: النهاية (3/ 299).
(5)
أخرجه البيهقي في الشعب (3693) والطيالسي (2680) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5475).
المكي (1)، ضعفه أحمد وأبو حاتم وغيرهما كما قاله الذهبي، وفيه سلمة بن وهرام (2) ضعفه أبو داود وغيره وقال أحمد: له مناكير وسرد له ابن عدي عدة أحاديث هذا منها، ثم قال: أرجو أنه لا بأس به.
7710 -
"ليلة أسري بي ما مررت على ملأ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة. (طب) عن ابن عباس (ض) ".
(ليلة أسري بي) هي ليلة غير معينة لم يرد بتعيينها سنة صحيحة وفيها ثلاثة أقوال، أحدها: وقد شاع في الناس أنها ليلة سابع وعشرين من رجب ويخصونها بأنواع من القرب وهي من البدع التي شاعت كغيرها. (ما مررت على ملأ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة) أمر إرشاد لما فيها من الفوائد (طب (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه.
7711 -
"ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وإياكم وهيشات الأسواق. (م 4) عن أبي مسعود (صح) ".
(ليلني) بكسر اللامين بعد الثانية مثناة تحتية، قال الطيبي: حق هذا اللفظ أن تحذف منه الياء لأنه على صيغة الأمر وقد وجد بإثبات الياء وسكونها في سائر كتب الحديث وهو غلط، وقال النووي (4): بكسر اللام وتخفيف النون من غير ياء قبلها ويجوز إثبات الياء مع تشديد النون.
(1) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 240)، والتقريب (1/ 217)، والكاشف (1/ 406).
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 276)، والكامل في الضعفاء (3/ 338)، وقال في التقريب (2515): صدوق.
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 162) رقم (11367)، والترمذي (2053)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5469).
(4)
شرح مسلم (4/ 154).
قلت: يريد أنها إذا شددت فلأنها قد ثبتت نون التأكيد ثم أدغمت في نون الوقاية ومع نون التأكيد الفعل مبني فلا يرد على إثبات الياء المثناة إشكال، وفي قوله: يجوز ما يدل على أنها لم تعين فيها رواية.
(منكم) أيها المسلمون في الصلاة أو مطلقا، أي ليدنوا مني. (أولوا الأحلام والنهى) بضم النون جمع نهيه وهي العقل الناهي عن القبائح والأحلام: جمع حلم بالضم وهو ما يراه النائم، غلب فيما يراه النائم من دلالة البلوغ فالمراد البالغون العقلاء الذي يعقلون ما يتلقونه من صفات صلاته وما يصدر عنه (ثم الذين يلونهم) يقربون منهم في هذه الصفة كالمراهقين. (ثم الذين يلونهم) كالصبيان المميزين. (ولا تختلفوا) في ما آمركم به أو في موقف الصلاة كما أرشدتكم. (فتختلف) بالنصب (قلوبكم)[4/ 91] عن طاعة الله وطاعة رسوله وعن الائتلاف والتآخي. (وإياكم وهيشات) بفتح الهاء وسكون المثناة من تحت وشين معجمة. (الأسواق) جمع هيشة وهي الفتنة والاختلاط والاضطراب، والمعنى لا تكونوا مختلطين اختلاط أهل الأسواق فلا يتميز الذكور عن الإناث ولا البالغون عن الصبيان، والحديث دليل على وجوب هذا الترتيب لأنه الأصل في الأمر. (م 4 (1) عن أبي مسعود) ولم يخرجه البخاري، قال الترمذي: سألته عنه فقال: أرجو أن يكون محفوظا، وقال الحاكم: هو على شرطه.
7712 -
"ليلني منكم الذين يأخذون عني. (ك) عن أبي مسعود (صح) ".
(ليلني) أما هذا فبغير مثناة اتفاقاً في نسخ الجامع. (منكم الذين يأخذون عني) الدين شأنهم تتبع ما أفعله وأقوله لينقلوه إلى غيرهم وهذا عام في صلاة
(1) أخرجه مسلم (432)، وأبو داود (674)، والترمذي (228)، والنسائي (1/ 286)، وابن ماجة (976)، والحاكم (2/ 10).
وغيرها وإن كانت هي المقصود الأعظم. (ك (1) عن أبي مسعود) رمز المصنف لصحته.
7713 -
"ليمسخن قوم وهم على أريكتهم قردة وخنازير، بشربهم الخمر، وضربهم بالبرابط والقيان. ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن الغاز بن ربيعة مرسلاً (ض) ".
(ليمسخن) بفتح اللام ومهملة ثم معجمة من المسخ وتغيير الصيغة. (قوم وهم على أريكتهم) هي السرائر عليها الشيخانة. (قردة وخنازير) منوعين ناس قردة وآخرون خنازير، وبعيد أنه يريد اجتماع الخلقين معا في ذات لأنه خلاف ما يعرف. (لشربهم الخمر، وضربهم بالبرابط) آلة ملهاة فارسية. (والقينات) جمع قينة: الجارية المغنية أي وسماعهم القيان أو اتخاذهم أو نحو ذلك وتقدم كثير من أحاديث المسخ قال ابن تيمية (2): المسخ واقع في هذه الأمة ولابد وهو في طائفتين علماء السوء الكاذبين على الله ورسوله الذين قلبوا دينه وشرعه فقلب الله صورهم كما قلبوا دينهم والمجاهرين المنهمكين في شرب الخمر والمحارم ومن لم يمسخ منهم في الدنيا مسخ في قبره أو يوم القيامة (ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (3) عن الغاز بن ربيعة مرسلاً).
7714 -
"لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين. (حم م ن هـ) عن ابن عباس وابن عمر (صح).
(1) أخرجه الحاكم (1/ 218)، والطبراني في الكبير (17/ 217)(597)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4959).
(2)
ذكره ابن القيم في إغاثة اللهفان (ص 345).
(3)
أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (10) عن ابن ربيعة مرسلاً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4960).
(لينتهين) بفتح اللام وفتح حرف المضارعة. (أقوام) نكره تحقيراً لهم. (عن ودعهم) بسكون المهملة تركهم. (الجمعات) أي حضور صلاتها. (أو ليختمن) من {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} الآية. (الله على قلوبهم) يطبع عليها ويغطيها بالرين وفيه ما في الآية في كتب التفسير من التوجيهات. (ثم ليكونن) بضم الأولى. (من الغافلين) من جملتهم وعدادهم وهذا وعيد شديد دال على أن الجمعة فرض عين إذ لو كانت فرض كفاية كان قد قام بها صلى الله عليه وسلم. (حم م ن هـ (1) عن ابن عباس وابن عمر) وكذا أبو هريرة.
7715 -
"لينتهن أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم أبصارهم. (حم م د هـ) عن جابر بن سمرة (صح) ".
(لينتهين أقوام يرفعون) إلى السماء (أبصارهم في الصلاة) أي عن رفعها. (أو لا ترجع إليهم أبصارهم) أو للتخيير والمراد هنا التهديد أي ليكونن أحد الأمرين إما تركهم رفع الأبصار أو اختطافها وفيه وعيد شديد على رفع البصر إلى السماء في الصلاة؛ لأنه ينافي الخشوع، فدل على تحريم رفع البصر إلى السماء حال الصلاة فتصح الصلاة ويأثم، وقيل: لا إثم، وقال ابن حزم: تبطل به الصلاة (حم م د هـ (2) عن جابر بن سمرة).
7716 -
"لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم. (م ن) عن أبي هريرة".
(لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء) خص حال الدعاء؛ لأنه كان الموضع الذي ترفع فيه الأبصار فيما أحسب فلا مفهوم له حتى يقال يجوز في غير حال الدعاء. (أو لتخطفن أبصارهم) كما سلف أنه
(1) أخرجه أحمد (1/ 239، 254، 335)، ومسلم (865)، والنسائي (1658)، وابن ماجة (794).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 101)، ومسلم (428)، وأبو داود (912)، وابن ماجة (1045).
إقسام على أحد الأمرين أنه لا بد من كونه (م ن ك)(1) عن أبي هريرة).
7717 -
"لينتهين رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقن بيوتهم (هـ) عن أسامة (صح) ".
(لينتهين رجال عن ترك الجماعة) إضافة المصدر إلى المفعول أي تركهم عام في الصلوات كلها (أو لأحرقن بيوتهم) عقوبة لهم بإتلاف مساكنهم أو تحريقها عليهم ليهلكوا داخلها وفيه دليل على أنها فرض عين وأجيب بأنها كانت فرض عين في عصره، قيل: وهو أحسن الأجوبة ويحتمل أنه في المنافقين وأن حقن دماءهم كان مشروطا بحضورهم الجماعات، وقيل: لا دليل في الحديث لأنه همّ ولم يفعل ذكر هذا الأخير الشارح (هـ (2) عن أسامة) رمز المصنف لصحته.
7718 -
"لينصر الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً: إن كان ظالماً فلينهه فإنه له نصرة، وإن كان مظلوماً فلينصره. (حم ق) عن جابر (صح) ".
(لينصر) من النصر الإعانة. (الرجل) للجنس. (أخاه) في الدين حال كونه. (ظالمًا) للغير (أو مظلوماً) ولما كان نصره ظالماً ينكره السامع بين المراد بقوله: (إن كان ظالما فلينهه) عن الظلم فإن هذا نصر الظالم. قال العلالي: هذا من بليغ الكلام الذي لم ينسج على منواله وسمي رد الظالم نصرا لأن النصر هو العون ومنع الظالم عون له على مصلحته إذ هو مقهور مع نفسه الأمارة وهي في تلك الحال عالية عليه [4/ 92] فرده نصر له عليها. (وإن كان مظلوما فلينصره) هذا استطراد وإلا فإن نصر المظلوم معلوم. (حم ق (3) عن جابر).
(1) أخرجه مسلم (865)، والنسائي (3/ 88).
(2)
أخرجه ابن ماجة (795)، وأحمد (5/ 206)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5482).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 323)، والبخاري (2444)، ومسلم (2584).
7719 -
"لينظرن أحدكم ما الذي يتمنى، فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته. (ت) عن أبي سلمة (ح) ".
(لينظرن) من النظر بمعنى الفكر (أحدكم ما الذي يتمنى) إن تمنى وسأل من الله شيئاً (فإنه لا يدري) عند تمنيه وسؤاله مولاه (ما) الذي (يكتب له من أمنيته) فإنه قد يطلب ما لا يريده إما لطلبه على جهة التضجر من أمر ونحوه. (ت (1) عن أبي سلمة) رمز المصنف لحسنه فيما رأيناه على ما قوبل بخطه وقال الشارح: إنه رمز لصحته.
7720 -
"لينتقضن الإِسلام عروة عروة. (حم) عن فيروز الديلمي".
(لينقضن) بالنون والقاف والمعجمة من نقض الحبل إذا حل إبرامه.
(الإسلام عروة عروة) أي بغير طريقته وعرى أحكامه تبديلها كما ينقض الحبل وهو من أعلام النبوة والإخبار بالغيب وقد كان كما قاله (حم (2) عن فيروز الديلمي) اليماني قاتل الأسود الكذاب العنسي، قال الذهبي (3): له وفادة وصحبة.
7721 -
"ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء. (ت) والضياء عن جابر (صح) ".
(ليودن) من الودادة: المحبة. (أهل العافية) في الدنيا (يوم القيامة) ظرف للودادة. (أن جلودهم قرضت) قطعت (بالمقاريض) جمع مقراض وهو آلة القطع وأبان علة الودادة بقوله (مما يرون من ثواب أهل البلاء) على ما ابتلوا به في
(1) أخرجه الترمذي (3960)، وانظر تحفة الأحوذي (10/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4961)، والضعيفة (4405).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 232)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5478).
(3)
انظر تجريد أسماء الصحابة (2/ رقم 90)، والكاشف (2/ 126)، والمغنى في الضعفاء (2/ 815).
الدنيا من الأسقام ونحوها وفيه بيان عظمة أجر الأسقام. (ت والضياء (1) عن جابر) رمز المصنف لصحته وقال الشارح: إنه قال الترمذي: غريب انتهى. وفيه عبد الرحمن بن مغراء (2) قال في الكاشف: إنه وثقه أبو زرعة ولينه ابن عدي.
7722 -
"ليودن رجل أنه خر من عند الثريا وأنه لم يل من أمر الناس شيئاً. الحارث (ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليودن رجل) يحتمل أنه معين أو أنه أريد الجنس (أنه خر) بالمعجمة والراء. (من عند الثريا) أي إلى الأرض (وأنه لم يل) من الولاية (من أمر الناس شيئاً) يعني من الإمارة لعظم ما يلقى من شدائد الحساب عليها. (الحارث بن أبي أسامة (ك (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
7723 -
"ليهبطن عيسى بن مريم حكماً وإماماً مقسطاً، وليسلكن فجًّا فجًّا حاجًّا أو معتمرًا، وليأتين قبري حتى يسلم على ولأردن عليه. (ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(ليهبطن) من السماء التي رفعه االله إليها (عيسى بن مريم حكماً) حاكم بين الأمة (وإماماً مقسطاً) عادلا يحكم بهذه الشريعة المحمدية يعلمه الله إياها (وليسلكن فجًّا) معيناً أو أريد به الجنس (حاجاً) إلى بيت الله (أو معتمراً) يحتمل الشك من الراوي أو التنويع. (وليأتين قبري) زائراً (حتى يسلم على ولأردن عليه) سلامه، قال القرطبي: ثم يموت بعد ذلك ويدفن في الروضة، وحكى في المطامح: الإجماع على نزوله وأما تعيين وقت نزوله فمجهول وفي
(1) أخرجه الترمذي (2402)، والبيهقي في الشعب (9921)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5484)، والصحيحة (2256).
(2)
انظر الكاشف (1/ 644)، والمغني (2/ 388).
(3)
أخرجه الحاكم (5/ 595)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5486)، والصحيحة (2620).
تعيينه خبر شديد الضعف (ك (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي: إسناده غريب.
7724 -
"لي الواجد يحل عرضه وعقوبته. (حم د ن هـ ك) عن الشريد بن سويد (صح) ".
(لي الواجد) بفتح اللام المطل، أصله لويا أدغمت الواو في الياء والواجد الغني. (لحل) من الإحلال. (عرضه) يصيره حلال لغريمه بأن يقول له أنت ظالم أنت مماطل (وعقوبته) بأن يحبسه الحاكم حتى يؤدي ما عليه. (حم د ن هـ ك (2) عن الشريد) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقرّه الذهبي ولم يضعفه أبو داود وعلّقه البخاري.
7725 -
"لية لا ليتين. (حم د ك) عن أم سلمة (صح) ".
(لية) بفتح اللام والتشديد من اللي ونصبه بفعل مقدر أي الوي لية أي مرة. (لا ليتين) لا مرتين والخطاب لأم سلمة أمرها صلى الله عليه وسلم أن يكون الخمار على رأسها وتحت حنكها عطفة واحدة لا عطفتين حذراً من التشبه بأهل العمائم (حم د ك (3) عن أم سلمة) قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أختمر فقاله، رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
(1) أخرجه الحاكم (2/ 595)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4962).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 222، 388، 389)، وأبو داود (3628)، والنسائي (7/ 316)، وابن ماجة (2427)، والحاكم (4/ 102)، وعلقه البخاري ك الاستقراض، باب لصاحب الحق مقال (2/ 845)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5487).
(3)
أخرجه أحمد (6/ 294، 296، 306)، وأبو داود (4115)، والحاكم (4/ 194)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4963).