الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الميم
7737 -
" ماء البحر طهور. (ك) عن ابن عباس (صح) ".
(ماء البحر) عام لكل بحر. (طهور) بفتح الطاء أي مطهر للأحداث والنجاسات. (ك)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
7738 -
"ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر، فأيهما أسبق أشبه الولد. (حم م ك هـ) عن أنس (صح) ".
(ماء الرجل) منيه (غليظ) في الغالب وقد يرق ويصفر ماء الرجل لعلة. (أبيض) في لونه وقد يخرج بلون الدم لكثرة الجماع. (وماء المرأة رقيق أصفر) وقد يبيض ويغلظ لفضل قوة (فأيهما سبق) إلى الموضع الذي تستقر فيه النطفة للتخليق (أشبهه الولد) في خلقته قال في المطامح: فإن استويا في السبق كان الولد خنثى، ووقع في مسلم من حديث عائشة:"إذا علا ماء الرجل أشبه أعمامه وإذا علا ماء المرأة أشبه أخواله"(2)(حم م ن هـ (3) عن أنس) قال: سألت أم سليم النبي صلى الله عليه وسلم عن ماء المرأة ينزل في منامها، قال:"إذا رأت ذلك فأنزلت فعليها الغسل" قالت: فيكون هذا؟ قال: "نعم، ماء الرجل
…
" إلى آخره.
7739 -
"ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل إنثاً بإذن الله. (م ن) عن ثوبان (صح) ".
(ماء الرجل أبيض) أي غليظ. (وماء المرأة أصفر) أي رقيق. (فإذا اجتمعا) في
(1) أخرجه الحاكم (1/ 237)، وأحمد (1/ 279)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5499).
(2)
أخرجه مسلم (314).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 199)، ومسلم (311)، والنسائي (1/ 112)، وابن ماجة (601).
مستقر الولادة. (فعلى منيّ الرجل منيّ المرأة أذكراً بإذن الله تعالى) أي أتيا بولد ذكر يقال أذكرت المرأة فهي مذكرة إذا أتت بولد ذكر. (وإذا على منيّ المرأة منيّ الرجل أنثا) بفتح الهمزة. (بإذن الله) أي انعقد الولد منهما أنثى بإذن الله تعالى (م ن (1) عن ثوبان) قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من اليهود قال: جئت أسألك عن الولد ولا يعلمه إلا نبي أو رجل أو رجلان فذكره والقصة طويلة.
7740 -
"ماء زمزم لما شرب له. (ش حم هـ هق) عن جابر (هب) عن ابن عمرو".
(ماء زمزم) الذي هو أشرف المياه وأجلها قدرًا وأحبها إلى النفوس. (لما شرب له) عام في كل ما نواه شاربه لدفعه أو جلبه والحديث الآخر قد ذكر بعض ما يقصد بشربه والحديث إخبار بأن الله قد جعله لكل مطلوب والعمدة صلاح نيات القلوب وقد ذكر جماعة من العلماء والصالحين أمورا شربوه لأجلها فناولوها (ش حم هـ هق عن جابر هب (2) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف، قال الشارح: هذا الحديث فيه خلاف طويل وتأليفات مفردة، قال ابن القيم (3): الحق إنه حسن وجزم البعض بصحته والبعض بوضعه مجازفة انتهى، وقال ابن حجر: غريب حسن بشواهده، وقال الزركشي: أخرجه ابن ماجة بإسناد جيد، وقال الدمياطى: إنه على رسم الصحيح (4).
(1) أخرجه مسلم (315)، والنسائي في الكبرى (9073).
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة (14137)، وأحمد (3/ 357)، وابن ماجة (3062)، والبيهقي في السنن (5/ 148) جميعهم من حديث جابر، وأخرجه البيهقي في الشعب (4127) من حديث عبد الله بن عمرو، وانظر فتح الباري (3/ 493)، والتلخيص الحبير (2/ 268)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5502)، والصحيحة (882).
(3)
زاد المعاد (4/ 356).
(4)
راجع كتاب: فضل ماء زمزم لمؤلفه: سائد بكداش، وفي آخره رسالة الحافظ ابن حجر عن هذا الحديث، طبع عام 1413 هـ في مكة المكرمة.
7741 -
"ماء زمزم لما شرب له فإن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته مستعيذاً أعاذك الله، وإن شربته لتقطع ظمأك قطعه الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله وهي هزمة جبريل وسقيا إسماعيل. (قط ك) عن ابن عباس (صح) ".
(ماء زمزم) نقل البر في عن ابن عباس أنما سميت زمزم لأنها زمت بالتراب لئلا يأخذ الماء يمينًا وشمالًا ولو ترك لساح على الأرض حتى ملأ كل شيء والزمزمة الكثرة والاجتماع (لما شرب له) بين بعض هذا العموم قوله (فإن شربته تستشفي به) تطلب الشفاء من أي علة. (شفاك الله، وإن شربته مستعيذاً) من أي شر دينى أو دنيوى. (أعاذك الله، وإن شربته لتقطع ظمأك قطعه الله) فلا تظمأ بعده أبداً (وإن شربته لشبعك أشبعك الله) ولأبي ذر رضي الله عنه قصة في الأمهات في بدء إسلامه تصدق ذلك (وهي) البئر لأن زمزم اسم للبئر ولذا يضاف إليها الماء (هزمة) بفتح الهاء وسكون الزاى حفرة. (جبريل) بعقبه يقال هزم في الأرض هزمة أي شق شقة، قال السهيلي: الحكمة في أنه إنما هزمها بعقبه دون يده أو نحوها الإشارة إلى أنها لعقبه ووارثه محمَّد صلى الله عليه وسلم (وسقيا إسماعيل) حيث تركه أبوه مع أمه والقصة مشهورة (قط ك (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح إن سلم من الجارودي وذلك أنه رواه هو والدارقطني عن عمر بن الحسن الأشناني عن محمَّد بن هشام عن الجارودى عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس، قال ابن القطان (2): سلم من الجارودى وأطال البيان في ذلك وقال في الفتح: رجاله موثوقون لكن اختلف في إرساله ووصله وإرساله أصح وأما الجارودي فقال في التخريج:
(1) أخرجه الدارقطني (238)، والحاكم (1/ 473)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4972).
(2)
انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 241)، والمقاصد الحسنة للسخاوي (ص: 567)، وإرواء الغليل (4/ 329) رقم (1126).
صدوق إلا أن روايته شاذة وعمر هذا قال في الميزان (1): ضعفه الدارقطني ويروى [4/ 95] عنه أنه كذاب وصاحب بلايا منها هذا الخبر وقال الذهبي: فيه عمر فلقد أثم الدارقطني بسكوته عليه فإن هذا الإسناد باطل ورد عليه ابن حجر في اللسان وقال: إنه هو الآثم بتأثيمه الدارقطني وأطال الذي بيانه.
7742 -
"ماء زمزم لما شرب له: من شربه لمرض شفاه الله أو لجوع أشبعه الله أو لحاجة قضاها الله. المستغفرى في الطب عن جابر".
(ماء زمزم لما شرب له) أي جعله الله كذلك إكراماً له. (من شربه لمرض شفاه الله) ولا يتخلف الشفاء إلا لعدم قابلية الشارب لضعف نيته أو نحوها. (أو لجوع) يدفعه به. (أشبعه الله أو لحاجة قضاها الله) تعالى. (المستغفري)(2) نسبة إلى المستغفر اسم فاعل من استغفر وهو أبو العباس جعفر بن محمَّد بن المعتز بن محمَّد بن المستغفر (3) النسفي خطيب نسف فقيه فاضل محدث مكثر صدوق حافظ له تصانيف حسان له كتاب في الطب عن جابر.
7743 -
"ماء زمزم شفاء من كل داء. (فر) عن صفية".
(ماء زمزم شفاء من كل داء) هذا عام كما سلف (فر (4) عن صفية) قال ابن حجر: غير منسوبة وإسناده ضعيف، قلت: والمصنف سكت عليه.
7744 -
"ما الدنيا في الآخرة إلا كما يمشي أحدكم إلى اليم فأدخل أصبعه فيه فما خرج منه فهو الدنيا. (ك) عن المستورد (صح) ".
(ما) حرف نفي. (الدنيا في الآخرة) قال التفتازاني أي في جنبها وبالإضافة
(1) انظر الميزان (5/ 223)، واللسان (4/ 290، 291)، وفتح الباري (3/ 493).
(2)
المستغفري في الطب كما في الكنز (34776)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4973).
(3)
انظر تذكرة الحفاظ (3/ 1102، 1103)، وطبقات الحفاظ (1/ 424).
(4)
أخرجه الديلمي في الفردوس (6471)، وانظر الإصابة (7/ 747)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4971)، والضعيفة (4407) وقال: ضعيف جداً.
إليها وهو حال عاملة معنى النفي (إلا كما يمشي أحدكم إلى اليم) البحر. (وأدخل أصبعه فيه فما خرج منه) من اليم. (فهو الدنيا) أي قدرها مثل هذا الذي لا قدر له ولا اعتداد به ولا بقاء له ولا نفع به ويحتمل أن يراد ما مدة الدنيا في مدة الآخرة إلا مدة بقاء بلل الأصبع حتى يخرج من اليم (ك (1) عن المستورد) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
7745 -
"ما الذي يعطى من سعة بأعظم أجراً من الذي يقبل إذا كان محتاجاً. (طس حل) عن أنس (صح) ".
(ما الذي يعطى) صدقة. (من سعة) عنده في المال. (بأعظم أجراً) عند الله. (من الذي يقبل) العطية. (إذا كان محتاجاً) بأن كان عاجزاً غير متكسب وخاف ضياع نفسه ومن يمونه فإنه مأجور على القبول والسؤال ولا يربوا أجر المعطى على أجره بل قد يكون السؤال واجباً لشدة الضرورة فيزيد أجره على أجر المعطى والسؤال ينقسم إلى الأحكام الخمسة قاله الزين العراقي (طس حل (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: بعد عزوه للطبراني في إسناده مقال ثم قال: وفيه يوسف بن أسباط (3) تركوه انتهى. قال الشارح: وبه يعرف أن رمز المصنف لصحته غير صحيح.
7746 -
"ما المعطى من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجاً. (طب) عن ابن عمر (ض) ".
(1) أخرجه الحاكم (4/ 319)، والترمذي (2323)، وأحمد (4/ 229)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5547).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (8235)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 245)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5016)، والضعيفة (5074).
(3)
انظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 101)، المغني في الضعفاء (2/ 761)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 219).
(ما المعطى من سعة) قيد به هنا وفي الأول ليعلم أن من أعطى من جهد وقلة ليس حكمه هذا بل قد يكون أفضل من المعطى لما تقدم أن أفضل الصدقة جهد المقل وتقدم أن أفضلها ما كان عن ظهر غنًا وتقدم التوفيق بين الحديثين (بأفضل من الآخذ) لا دلالة فيه على تعيين الأفضل من المعطى والآخذ بل يحتمل أن الآخذ أعظم أجراً أو أنهما سواء فيه (إذا كان محتاجاً)(طب (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وجزم الحافظ العراقي بضعفه وتبعه تلميذه الهيثمي فقال: فيه مصعب بن سعيد (2) وهو ضعيف.
7747 -
"ما الموت فيما بعده إلا كنطحة عنز. (طس) عن أبي هريرة (ض) ".
(ما الموت) أي ألمه وشدته. (في ما بعده) من الأهوال. (إلا كنطحة عنز) كألم نطحة عنز مع أنه لا يخفى شدة الموت فقد روي أن ألف ضربة بالسيف أهون من سكرة من سكرات الموت فالحديث إخبار بشدائد ما يلقاه الإنسان بعد الموت (طس (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم.
7748 -
"ما أتى الله عالماً علماً إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه. ابن نظيف في جزئه وابن الجوزي في العلل عن أبي هريرة".
(ما آتى الله) بالمد أي أعطى. (عالماً علمًا) بالسنة والكتاب. (إلا أخذ عليه الميثاق) كأنه في عالم الذر أو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنزل الله: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
…
} الآية. [آل عمران 187] فيعلم منها أنه أخذ
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 423) رقم (13560)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5017)، والضعيفة (2619).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 660)، والميزان (6/ 435).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (8294)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 334)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5018)، والضعيفة (4426).
الميثاق على كل عالم لأن بيان الشرائع مستوٍ في وجوبه علماء الأمم (أن لا يكتمه) عن الجاهلين له.
أمد العلم ولا تبخل به
…
وإلى علمك علماً فاستزده
من بعده يجزه الله به
…
وسيغنى الله عمن لم يفده
ويلزم العالم أن يؤلف في مسائل العلم ما عرفه بدليله إذا لم يجد من يفيده مشافهة وإلا كان كاتماً، (ابن نظيف في جزئه وابن الجوزى في العلل (1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه ولم يسكت عليه ابن الجوزى بل بين أن فيه موسى البلقاوي [4/ 96] قال أبو زرعة: كان يكذب، وابن حبان كان يضع الحديث على الثقات انتهى، وقد أخرجه الديلمى وأبو نعيم بلفظه عن أبي هريرة أيضاً ثم قال الديلمى: وفي الباب ابن عباس.
7749 -
"ما أتاك الله من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف فخذه فتموله أو تصدق به وما لا فلا تتبعه نفسك. (ن) عن عمر (صح) ".
(ما آتاك) بالمد أعطاك. (الله من هذا المال) الإشارة لتحقير شأنه من باب {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتكُمْ} [الأنبياء: 36] لحقارة الدنيا عند الله (من غير مسألة) صدرت عنك. (ولا إشراف) تطلع وتطلب وطمع (فخذه) من المعطى أن يعلمه محرما كعين الغضب، قال ابن جرير (2): عمم ما أتاه الله من المال من جميع وجوهه فيشمل عطاء السلطان وغيره ما لم يتحقق كونه حراما. (فتموله) اجعله مالاً لك مملوكاً. (أو تصدق به وما لا) أي مالاً يأتيك على الصفة
(1) أخرجه ابن نظيف في جزئه كما في الكنز (29000)، وابن الجوزى في العلل (1/ 104)، والديلمي في الفردوس (4/ 84)، وابن عدى في الكامل (2/ 287)، وابن حجر في القول المسدد (1/ 5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4974) وقال: في السلسلة الضعيفة (4408): ضعيف جداً.
(2)
حكاه النووي في شرح مسلم (7/ 135).
المذكورة (فلا تتبعه نفسك) لا توصل المشقة في نفسك على طلبه بل اتركه ولا تتبع فيه أملك، وهذا قاله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه لما أعطاه عطاء فقال أعطه من هو أحوج مني (ن (1) عن عمر) رمز المصنف لصحته.
7750 -
"ما أتاك الله من أموال السلطان من غير مسألة ولا إشراف فكله وتموله. (حم) عن أبي الدرداء (صح) ".
(ما آتاك الله من أموال السلطان) نسب الإتيان لله تعالى لأنه الذي يقبل بقلب المعطى على من يعطيه ويطلق يده بالعطية وهذا التقييد يحتمل أن يحمل عليه المطلق في الأول، ويحتمل أن ذلك على إطلاقه (من غير مسألة ولا إشراف) وأما معهما فإنه غير مأمور بقبوله (فكله وتموله) بل يحتمل أنه معهما لا يأكله ولا يتموله ويحتمل أنه مباح له ذلك، وإن كره له السؤال أو حرم والاستشراف، قال النووى (2): اختلف في عطية السلطان فحرمها قوم وأباحها آخرون، والصحيح أنه إن غلب الحرام على ما في يده حرمت وإلا حلت إن لم يكن في الأخذ مانع من القبض، قلت: فظاهر الأمر يعني الأخذ إلا أن يحمل على الإرشاد والإباحة كما هو ظاهر كلام النووى. (حم (3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه رجل لم يسم.
7751 -
"ما آمن بالقرآن من استحل محارمه. (ت) عن صهيب (صح) ".
(ما آمن) بالمد. (بالقرآن من استحل محارمه) قال الطيبي: من استحل ما حرم الله فقد كفر مطلقا فخص القرآن لعظمته وجلاله (ت (4) عن صهيب) رمز
(1) أخرجه النسائي (5/ 102)، وأخرجه البخاري (7163)، ومسلم (1045) بمعناه.
(2)
شرح صحيح مسلم (7/ 135).
(3)
أخرجه أحمد (6/ 452)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5503)، والصحيحة (2209).
(4)
أخرجه الترمذي (2918)، والبيهقي في الشعب (173)، والقضاعي في مسند الشهاب (775)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4975).
المصنف لصحته إلا أنه قال الترمذي: إسناده ليس بالقوى وقال البغوي: حديث ضعيف.
7752 -
"ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به. البزار (طب) عن أنس".
(ما آمن بي) إيماناً كاملاً. (من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم بجوعه) فإن حق الجار أكيد ومواساته لازمة فليس من شأن كامل الإيمان ذلك. البزار (طب (1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال المنذري: بعد عزوه لهما إسناده حسن، وقال الهيثمي: إسناد البزار حسن.
7753 -
"ما أبالي ما رددت به عني الجوع. ابن المبارك عن الأوزاعي معضلاً".
(ما أبالي ما رددت به عني الجوع) من قليل أو كثير خشن وغير خشن فكل ما سد الجوعة فهو نافع. (ابن المبارك (2) عن الأوزاعي معضلاً).
7754 -
"ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقا، أو تعلقت تميمة، أو قلت: الشعر من قبل نفسي. (حم د) عن ابن عمرو (ح) ".
(ما أبالي) نافية. (ما أتيت) موصولة حذف العائد وقوله. (إن أنا شربت ترياقا) شرط حذف جوابه أي لا أبالي كل شيء أتيته مما لا يحل أن أنفق متى شرب الترياق لأن شربه حرام فمن أتاه فكل جرم أتاه هين والترياق بالكسر
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 259) رقم (751)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 243)، والمجمع (8/ 167)، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (2/ 266) وقال: قال أبي: حديث منكر جدا ومحمد بن زياد الأثرم لين الحديث، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5505)، والصحيحة (149).
(2)
أخرجه ابن المبارك في الزهد (571)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4977)، والضعيفة (2374).
دواء يركب من لحم الحيات". (أو تعلقت تميمة) في القاموس (1) التميمة خرزة رقطاء تنظم في السير ثم تعقد في العنق. (أو قلت: شعرا من قبل نفسي) أشبه لا أن أقوله على الحكاية لشعر غيري والحديث دليل على حرمة التداوي بالترياق لما فيه من لحوم الأفاعي وعلى تحريم تعليق التميمة اعتقاداً لنفعها وعلى أنه يحرم عليه صلى الله عليه وسلم قول الشاعر (حم د (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وكأنه ذهل عن قول الذهبي في المهذب: هذا حديث منكر، تكلم في أمر رافع لأجله، وكأنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم فإنه رخص في الشعر لغيره انتهى، يريد بابن رافع عبد الرحمن بن رافع التنوخي (3).
7755 -
"ما أتقاه، ما أتقاه، ما أتقاه: راعي غنم على رأس جبل يقيم فيها الصلاة. (طب) عن أبي أمامة (ح) ".
(ما أتقاه، ما أتقاه، ما أتقاه) أي ما أكثر تقواه لربه وكرر ذلك تأكيدا لشأنه. (راعي غنم على رأس جبل) خصه لأنه الأغلب وإلا فالراعي في غيره مثله. (يقيم فيها) أي في تلك البقعة أو في الغنم. (الصلاة) لأنه يعزل عن الناس شره ويستغني عنهم بغنمه وفيه دليل على شرف العزلة وعلى عدم وجوب صلاة الجماعة وتقدم كلام في العزلة. (طب (4) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: [4/ 97] فيه عفير بن معدان (5) مجمع على ضعفه.
(1) انظر القاموس المحيط (1/ 1400).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 167)، وأبو داود (3869)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4976).
(3)
تهذيب التهذيب (6/ 153)، وقال في التقريب:(3856): قاضي أفريقية ضعيف.
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 168) رقم (7707)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 66)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4978)، والضعيفة (2441).
(5)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 436)، والكاشف (2/ 28).
7756 -
"ما اجتمع الرَّجاء والخوف في قلب مؤمن إلا أعطاه الله عز وجل الرَّجاء وأمنه الخوف. (هب) عن سعيد بن المسيب مرسلاً".
(ما اجتمع الرَّجاء) لعفو الله. (والخوف) من عقابه. (في قلب مؤمن) بأن كان يعمل عمل الراجين ويحذر حذر الخائفين. (إلا أعطاه الله الرَّجاء وأمنه من الخوف) قال الغزالي (1): الرَّجاء ارتياح القلب لانتظار محبوب متوقع ولابد أن يكون له سبب والعمل على الرَّجاء أعلى منه على الخوف لأن أقرب الخلق أحبهم إلى الله والحب يغلب بالرجاء. (هب (2) عن سعيد بن المسيب مرسلاً).
7757 -
"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. (د) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما اجتمع قوم) هو للرجال فقط وقيل بل وللنساء وهنا المراد الأعم فيحصل لهن الأجر باجتماعهن على ما قيل. (في بيت من بيوت الله تعالى) أي مسجد، قال الشارح: وألحق به نحو مدرسة ورباط، فالتقييد بالمسجد غالبي (يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم) يحتمل أن يدرس بعض نوبة ويسمعه غيره ثم يدرس المستمع ويسمعه التالي أو يدرس كل واحد على انفراده، وأصل الدراسة التعهد (إلا نزلت عليهم السكينة) الطمأنينة، ألا بذكر الله تطمئن القلوب. (وغشيتهم الرحمة) من جميع جوانبهم، من: غشيهم من اليم ما غشيهم. (وحفتهم الملائكة) أحاطت بهم. (وذكرهم الله) أثنى عليهم وأثابهم. (فيمن عنده) من الأنبياء والملائكة وهي عندية شرف لا مكان، وفيه فضيلة الاجتماع في بيوت الله لتلاوة كتابه وأنه أفضل من تلاوة الإنسان وحده وأفضل من تلاوة
(1) إحياء علوم الدين (4/ 142).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (1003)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4979).
الجماعة في البيوت، والظاهر اختصاص المسجد بذلك من غير إلحاق محل آخر به لأن للمساجد خصوصية لا توجد في غيرها (د (1) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته وقد رواه مسلم بلفظه عن أبي هريرة.
7758 -
"ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم، قوموا مغفوراً لكم. الحسن بن سفيان عن سهل بن الحنظلية".
(ما اجتمع قوم على ذكر) يذكرون الله به وهذا أعم من الذي قبله (إلا قيل لهم) أي قال لهم ملائكة الأعمال. (قوموا) إن أردتم (مغفوراً لكم) بما اجتمعتم عليه من ذكر الله، وهذا يعم ذكرهم منفردين أو مجتمعين وفيه رد على مالك حيث كره الاجتماع لنحو قراءة أو ذكر وحمل الخبر على أن كلاًّ منهم كان يقرأ لنفسه منفرداً مع الاجتماع (الحسن بن سفيان (2) عن سهل بن الحنظلية) الأوسي شهد أحداً سكت المصنف عليه في ما رأيناه مقابلاً على خطه وقال الشارح: رمز لحسنه.
7759 -
"ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا قاموا على أنتن من جيفة، الطيالسي (هب) والضياء عن جابر (صح) ".
(ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا قاموا) من مجلس اجتماعهم (على أنتن من جيفة) هذا تقبيح لحالهم واستقذار لمجلسهم حتى كأنهم تفرقوا عن جيفة، أو أنه عند الله بمثابة من اجتمعوا على جيفة، وفيه كراهة الاجتماع والتفرق عن غير ذكر الله، الطيالسي (هب والضياء (3) عن جابر)
(1) أخرجه أبو داود (1455)، ومسلم (2699).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (694)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 205)، وانظر الإصابة (3/ 210)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5507)، والصحيحة (2210).
(3)
أخرجه أبو داود الطيالسي (1756)، البيهقي في الشعب (1570)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5506).
رمز المصنف لصحته، قال القسطلاني: رجاله رجال الصحيح على شرط مسلم.
7760 -
"ما اجتمع قومٌ فتفرقوا عن غير ذكر الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار، وكان ذلك المجلس عليهم حسرةً. (حم) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما اجتمع قومٌ فتفرقوا عن غير ذكر الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار) أي كأنهم اجتمعوا عليها فتفرقوا عنها، والاجتماع على الجيفة شأن الكلاب، وخص الحمار لأنه أقبح من جيفة غيره زيادة لتقبيح حالهم. (وكان المجلس عليهم حسرةً) في يوم القيامة؛ لأنه خلى عن فائدة يعود عليهم نفعها (حم (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
7761 -
"ما اجتمع قوم في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله ويصلوا على النبي إلا كان مجلسهم ترة عليهم يوم القيامة. (حم حب) عن أبي هريرة (صح) ".
(مما اجتمع قوم) لعل شمل الاثنين. (في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله ويصلوا على النبي) ظاهره أنه لا بد من الأمرين الذكر والصلاة إلا كان عليهم حسرة وإن كان الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تشتمل على ذكر الله (إلا كان مجلسهم ترة) بكسر المثناة الفوقية حَسرة (وندامة) عليهم (يوم القيامة)(حم هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الشارح لحسنه والذي رأيناه الأول.
7762 -
"ما أحببت من عيش الدنيا إلا الطيب والنساء. ابن سعد عن ميمون مرسلاً".
(ما أحببت) بالمهملة من المحبة. (من عيش الدنيا إلا الطيب والنساء) وتقدم أنه حبب إليه من الدنيا الطيب والنساء وذلك لشرف نفسه وعلو همته وهذا لا ينافي الزهد في الدنيا وتقدم حقيقة الزهد في حرف الزاي (ابن سعد عن ميمون)، ميمون اسم لجماعة من فضلاء التابعين [4/ 98] ولم يعين المصنف ذكر أبيه
(1) أخرجه أحمد (2/ 389، 515)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5508).
ومن غرائب الشارح أنه قال ميمونة بنت الحارث الأنصارية وساق نسب امرأة غلطاً وإنما الرواية هنا عن ميمون مذكراً، (ابن سعد عن ميمون (1) مرسلاً).
7763 -
"ما أحب عبد عبدا لله إلا أكرم ربه. (حم) عن أبي أمامة (ح) ".
(ما أحب عبد عبدا لله إلا أكرم ربه) محبة عنده لأجله وتقدم أن الحب في الله والبغض في الله هو الإيمان (حم (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله وثقوا.
7764 -
"ما أحب أن أسلم على الرجل وهو يصلي، ولو سلم على لرددت عليه. الطحاوي عن جابر (ح) ".
(ما أحب أن أسلم على الرجل وهو يصلي) لأنه في عبادة ربه لا يحسن صرف قلبه إلى غيرها. (ولو سلم علي وأنا أصلي لرددت عليه) السلام لعل هذا كان قبل نسخ الكلام في الصلاة (الطحاوي (3) عن جابر) رمز المصنف لحسنه.
7765 -
"ما أحب أن أحدا تحول لي ذهبا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث إلا دينار أرصده لدين. (خ) عن أبي ذر (صح) ".
(ما أحب أن أُحُداً) الجبل المعروف. (تحول لي ذهباً) ليس هذا المنفي محبته بل تقيد. (يمكث) منه (عندي) دينار مدخر (فوق ثلاث) ليال بل أفرقه في وجوه الخير. (إلا ديناراً أرصده) أرقبه لدين أقضيه به، قال الكرماني وغيره: هذا محمول على الأولوية لأن جمع المال وإن كان مباحاً لكن الجامع مسئول وفي
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 398)، انظر فيض القدير (5/ 410)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4981)، والضعيفة (4411).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 259)، والبيهقي في الشعب (9017)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 274)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5516)، وصححه في الصحيحة (1256).
(3)
أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 457)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5514)، والصحيحة (2212).
المحاسبة خطر والترك أسلم (خ (1) عن أبي هريرة) (2) وتمام الحديث عند البخاري أن الأكثرين هم الأقلون إلا من قال بالمال هكذا وهكذا.
7766 -
"ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} إلى آخر الآية. (حم) عن ثوبان (ح) ".
(ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية) أي عوضا بها فالباء للعوض. {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
…
} [الزمر: 53] إلى آخر الآية) تمامه فقال رجل: ومن أشرك؟ فسكت، ثم قال: ومن أشرك؟ ثلاث مرات. قال ابن حجر (3): استدل بالآية على غفران جميع الذنوب ولو كبائر تعلقت بحق الحق أو آدمي والمشهور عند أهل السنة أن الذنوب تغفر كلها بالتوبة وبدونها لمن يشاء الله تعالى لكن حق الآدمي لا بد من رده لصاحبه أو محاللته وهي أرجى آية في القرآن على الأصح من أقاويل كثيرة، وقال ابن تيمية (4): هذه الآية في من تاب بدليل قوله عقيبها: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ
…
} الآية. [الزمر: 54] وآية: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] في غير التائب ولذا قيد بالمشيئة. (حم (5) عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وقال في محل آخر: إنه حسن.
7767 -
"ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا. (د ت) عن عائشة".
(ما أحب أني حكيت إنساناً) أي فعلت مثل فعله أو قلت: مثل قوله منتقصاً
(1) أخرجه البخاري (6444)، ومسلم (991) عن أبي ذر، وأخرجه مسلم (994) عن أبي هريرة.
(2)
هكذا في الأصل.
(3)
فتح الباري (8/ 550).
(4)
منهاج السنة النبوية (6/ 211).
(5)
أخرجه أحمد (5/ 275)، والروياني في مسنده (648)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 224) و (10، 360)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4980)، والضعيفة (4409).
له، قال الطيبي: أكثر ما يستعمل المحاكاة في القبيح. (وأن لي كذا وكذا) يحتمل أنه كلامه صلى الله عليه وسلم وأنه عبر الراوي بالكناية وأنه صلى الله عليه وسلم عبر بالمكنى عنه وفيه تقبيح من يحاكي إنساناً في قول أو فعل أو إشارة تنقصه بذلك قال النووي (1): من الغيبة المحرمة المحاكاة في الأفعال والهيئات انتقاصاً. (د ت (2) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح انتهى، وقال الشارح: قال الذهبي: فيه من لا يعرف.
7768 -
"ما أحد أعظم عندي يدا من أبي بكر: واساني بنفسه، وماله، وأنكحني ابنته. (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(ما أحد أعظم عندي يداً من أبي بكر) قال الزمخشري (3): سميت النعمة يداً لأنها تعطى باليد وبين صلى الله عليه وسلم عظم يده عنده بقوله: (واساني بنفسه) حيث جعلها وقاية لنفسه صلى الله عليه وسلم كليلة الغار وغيرها. (وماله، وأنكحني ابنته) عائشة رضي الله عنها، فقد بذل النفس والمال والأهل، قال ابن حجر (4): جاء عن عائشة: مقدار المال الذي أنفقه أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم في ما رواه ابن حبان عنها أربعون ألفاً. (طب (5) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه أرطأة أبو حاتم وهو ضعيف انتهى، وأورده في الميزان واللسان في ترجمة أرطأة هذا وقال:
(1) الأذكار (ص 790).
(2)
أخرجه أبو داود (4875)، والترمذي (2503)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5515)، والصحيحة (901).
(3)
الفائق (4/ 126).
(4)
فتح الباري (7/ 13).
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 191) رقم (11461)، وفي الأوسط (504)، وابن عدى في الكامل (1/ 431) وقال هذا خطأ، وأورده الذهبي في الميزان (1/ 319)، وابن حجر في اللسان (1/ 338)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5517)، وصححه في السلسلة الصحيحة (2214).
إنه خطأ وغلط.
7769 -
"ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة. (هـ) عن أبي مسعود (ح) ".
(ما أحد أكثر) أصاب مالا كثيرا. (من الربا) بالراء والموحدة. (إلا كان عاقبته إلى قلة) يمحق الله الربا: أي ينقصه ويذهب بركته، ويربي الصدقات: يبارك فيها. (هـ (1) عن أبي مسعود) رمز المصنف لحسنه ورواه الحاكم عنه أيضاً، وقال: صحيح وأقره الذهبي.
7770 -
"ما أحدث رجل إخاء في الله تعالى إلا أحدث الله له درجة في الجنة. ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن أنس".
(ما أحدث رجل إخاء في الله تعالى) اتخذ أخا يحبه في الله (إلا أحدث الله له زوجة في الجنة) وهذا تأكيد لشأن المؤاخاة في الله [4/ 99] وإنه ينبغي الاستكثار من ذلك قال علي رضي الله عنه: عليكم بالإخوان فإنهم عدة في الدنيا والآخرة وفي العوارف أن عوناً العارف كان له [ثلاثمائة و] ستون صديقاً فكان يكون عند كل واحد يوماً. (ابن أبي الدنيا (2) في كتاب الإخوان عن أنس): سكت المصنف عليه، وقال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف إلا إنه يعضده خبر أبي داود: "من آخى أخاً في الله رفعه الله بها درجة لا ينالها بشيء من عمله".
7771 -
"ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة. (حم) عن غضيف بن الحارث (ح) ".
(ما أحدث قوم بدعة) في الدين. (إلا يرفع) عقوبة لهم. (مثلها من السنة) قال
(1) أخرجه ابن ماجة (2279)، والحاكم (4/ 318)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5518).
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (26)، وقول العراقي في تخريج الإحياء (2/ 122)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4982) وقال: ضعيف جداً.
الطيبي: جعل أحد الضدين مثل الآخر لشبهة التناسب بين الضدين وإخطار كل واحد منهما بالبال مع ذكر الآخر وحدوثه عند ارتفاع الآخر وللحديث قصة وآخره فتمسك سنة خير من إحداث بدعة. (حم (1) عن غضيف) بغين معجمة مصغراً (بن الحارث) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: سنده ضعيف وبين ذلك الهيثمي، فقال: فيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم (2) وهو منكر الحديث.
7772 -
"ما أحرز الولد أو الوالد فهو لعصبته من كان. (حم د هـ) عن عمر (ح) ".
(ما أحرز) بالحاء المهملة والراء والزاي أي حوى من مال. (الولد أو الوالد فهو لعصبته من كان) يعرف معناه بسببه وذلك أن وثاباً تزوج بنتاً لمعمرة فولدت له فماتت فورثها بنوها فماتوا فورثهم عمرو بن العاص وكان عصبتهم فخاصمه بنو معمر في ولاء أختهم فارتفعوا إلى عمر بن الخطاب فقال أقضي بينكم بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. (حم د هـ (3) عن عمر) رمز المصنف لحسنه.
7773 -
"ما أحسن القصد في الغنى، ما أحسن القصد في الفقر، وأحسن القصد في العبادة. البزار عن حذيفة".
(ما أحسن القصد في الغنى) أي التوسط بين الإفراط والتفريط. (ما أحسن القصد في الفقر) أي الإنفاق بالقصد في الغنى والفقر حسن يتعجب منه لأن القصد خير كله خير في الطاعة كما قال. (ما أحسن القصد في العبادة) فإن
(1) أخرجه أحمد (4/ 105)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 45)، والمجمع (1/ 188)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4983).
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 775)، والميزان (7/ 335).
(3)
أخرجه أحمد (1/ 27)، وأبو داود (2917)، وابن ماجة (2732)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5520)، والصحيحة (2213).
الإفراط فيها مذموم كما أن التفريط أعظم فالقصد خير في الأمور كلها وكلا طرفي قصد الأمور ذميم (البزار (1) عن حذيفة) سكت المصنف عليه وقال الهيثمي: هو من رواية سعيد بن حكيم (2) عن مسلم بن حبيب، ومسلم لم أجد من ذكره إلا ابن حبان في ترجمة سعيد الراوي عنه وبقية رجاله ثقات.
7774 -
"ما أحسن عبد الصدقة إلا أحسن الله الخلافة على تركته. ابن المبارك عن ابن شهاب مرسلاً".
(ما أحسن عبد الصدقة) بإخراجها من طيب ماله بطيبة من نفسه وانشراح صدر (إلا أحسن الله الخلافة) عنها. (على تركته) وهو عام لصدقة الفرض والنفل وإحسان الخلافة على التركة يعم الأولاد والأموال (ابن المبارك (3) عن ابن شهاب مرسلاً) قال الحافظ العراقي: بإسناد صحيح.
7775 -
"ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق. (د) عن محارب بن دثار مرسلاً (ك) عن ابن عمر (صح) ".
(ما أحل الله شيئاً أبغض إليه) بالنصب (من الطلاق) لما فيه من قطع حبل الوصلة التي يحب الله بقائها. (د (4) عن محارب بن دثار مرسلاً) ومحارب بضم الميم فحاء مهملة آخره موحدة ودثار بمهملة مفتوحة فمثلثة آخره راء
(1) أخرجه البزار (2946)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 252)، وضعيفه الألباني في ضعيف الجامع (4984)، والضعيفة (2164) وقال: ضعيف جداً.
(2)
انظر الميزان (3/ 194)، وثقات بن حبان (6/ 352).
(3)
أخرجه ابن المبارك في الزهد (646)، والقضاعي في مسند الشهاب (789)، وقال العراقي في تخريج الإحياء (1/ 180) عن ابن شهاب مرسلاً بإسناد صحيح وأسنده الخطيب فيمن روى عن مالك من حديث ابن عمر وضعفه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4985)، والضعيفة (4413).
(4)
أخرجه أبو داود (2177)، والبيهقي في السنن (7/ 322) عن محارب بن دثار مرسلاً، وأخرجه موصولاً عن ابن عمر الحاكم (2/ 196)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4986).
ومحارب هو الكوفي القاضي من أكابر العلماء الزهاد (ك عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي: على شرط مسلم.
7776 -
"ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين. (طس هب) عن أبي هريرة (ض) ".
(ما أخاف على أمتي) في أمر دينها وفساد قلوبها (إلا ضعف اليقين) لأن سببه ميل القلب إلى المخلوق وبقدر ميله إليه يبعد عن مولاه وبقدر بعده عنه يضعف يقينه واليقين استقرار العلم الذي لا يتغير في القلب والسكون الله ثقة به ورضى بقضائه وذلك صعب عسير إلا على من يشاء الله ويسره لليسرى ولذا خافه صلى الله عليه وسلم لعزة حصوله للمؤمنين. (طس هب (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
7777 -
"ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من فتنة النساء والخمر. يوسف الخفاف في مشيخته عن علي".
(ما أخاف على أمتي فتنة) تشغلهم عن الدين وتوقعهم في الضلال المبين. (أخوف عليها من فتنة النساء والخمر) لأنهما أعظم مصائد الشيطان وذلك أن الله حبب إلى بني آدم النساء بالطبع والجبلة ثم أمرنا بمجاهدة النفس حتى لا نتعدى المحبة الشرعية وكان إخراج آدم من الجنة على يد حواء، وكان قتل إحدى بني آدم لأخيه بسبب النساء، وأما الخمر فإنه جماع الإثم إذا سكر هذى وإذا هذى افترى ويفضي به إلى الزنا وإلى القتل وإلى كل بلاء في الدنيا والدين وهو مشاهد، (يوسف الخفاف)(2) بالخاء المعجمة والفاء [4/ 100] المشددة
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8869)، والبيهقي في الشعب (31)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4987)، والضعيفة (1994).
(2)
أخرجه المحاملي في أماليه (1/ 177)، والخطيب في تاريخه (14/ 79)، والديلمى في الفردوس (6293)، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (1/ 436) وقال: قال أبو زرعة هذا حديث منكر، =
نسبة إلى عمل الخفاف (في مشيخته عن علي) كرم الله وجهه.
7778 -
"ما اخْتَلَجَ عِرْقٌ ولا عينٌ إلا بذنبٍ، وما يَدْفَعُ الله عنه أكثر. (طس) والضياء عن البراء (صح) ".
(ما اخْتَلَجَ) بالخاء آخره جيم: اضطرب. (عِرْقٌ) من عروق البدن. (ولا عينٌ إلا بذنبٍ) وعليه {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30]. (وما يَدْفَعُ الله عنه) أي عن العرق أو عن صاحبه. (أكثر){وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] إن قلت: قد ثبت أن الأمراض مكفرات فكيف تكون عقوبات. قلت: العقوبة تكفير. (طص والضياء (1) عن البراء) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: في سند الطبراني الصلت بن بهرام ثقة لكنه كان مرجئاً.
7779 -
"ما اخْتَلط حُبِّي بقلب عبدٍ إلا حرَّم الله جسده على النار. (حل) عن ابن عمر (ض) ".
(ما اخْتَلط حُبِّي بقلب عبدٍ إلا حرَّم الله جسده على النار) وذلك لأنه لا يحبه صلى الله عليه وسلم إلا مؤمن، وحبه صلى الله عليه وسلم لا يكمل الإيمان إلا به. (حل (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وفيه محمَّد بن حميد قال ابن الجوزي (3): ضعيف، وأحمد بن محمَّد بن سعيد بن عبده الحافظ قال الذهبي (4): ضعفوه، وإسماعيل بن
= وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4988)، والضعيفة (3885).
(1)
أخرجه الطبراني في الصغير (1053)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 295)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5521)، والصحيحة (5515).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 255)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4989)، والضعيفة (4415): موضوع.
(3)
قال في العلل المتناهية (2/ 544) كذّاب.
(4)
انظر الميزان (1/ 281).
يحيى (1) فإن كان التيمي أو الشيباني فكذاب كما بينه الذهبي أو ابن كهيل فمتروك كما قال الدارقطني.
7780 -
"ما اخْتَلَفتْ أمةٌ بعد نبيها إلا ظَهَرَ أهلُ باطلها على أهل حقها. (طس) عن ابن عمر (ض) ".
(ما اختلفت أمةٌ) ظاهره أمة الإجابة (بعد نبيها إلا) غلب (أهل باطلها على أهل حقها) إلا أن للباطل ريح تخفق ثم تركد ثم ينصر الله من ينصره، وقيل: إنه خاص بهذه الأمة أن لا يغلب أهل باطلها أهل الحق، كما في حديث أنه صلى الله عليه وسلم "سأل الله ثلاثاً
…
منها أن لا يغلب أهل باطل الأمة أهل الحق فأعطاه" وهذا إن أريد بالأمة أمة الدعوة فإنه صلى الله عليه وسلم سأل الله أن لا يسلط على الأمة من يجتاح دينها، ولا يكون إلا كافراً، دليل أنه خاص بهذه الأمة وإليه ذهب المصنف رحمه الله (طس (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
7781 -
"ما أخذتِ الدنيا من الآخرة إلا كما أخَذَ المِخْيَطُ غُرِسَ في البحرِ من مَائِه. (طب) عن المستورد (صح) ".
(ما أخذتِ الدنيا من الآخرة) أي كل ما في الدنيا من النعيم وغيره بالنسبة إلى ما في الآخرة. (إلا كما يَأْخَذَ المِخْيَطُ الإبرة غُرِسَ في البحرِ من مَائِه) وهو لا يأخذ منه شيئاً يعتد به، فنعيم الدنيا وعذابها بالنسبة إلى نعيم الآخرة وعذابها لا يعد شيئاً، والحديث سيق لتحقير الدنيا. (طب (3) عن المستورد) رمز المصنف
(1) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 89).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (7754)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 157)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4990).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 308) رقم (733)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5522).
لصحته، قال الشارح: والذي رأيناه فيما قوبل على خطه لحسنه.
7782 -
"ما أخشى عليكم الفقر، ولكني أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكني أخشى عليكم التعمد. (ك هب) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما أخشى عليكم الفقر) أن يصبكم. (ولكني أخشى عليكم التكاثر) في الدنيا، قال الطيبي: أعلم أصحابه وإن كان في الشفقة عليهم كالأب، لكن حالهم في أمر المال يخالف حال الولد، وأنه لا يخشى عليهم الفقر كما يخافه الوالد، بل يخشى عليهم الغنى الذي هو مطلوب الوالد لولده.
قلت: الذي يظهر أنه إخبار لهم بأنهم يغنون بعده بما يفتح لهم من البلاد، فقد انتفت مخافته الفقر عليهم، وأن يضلوا لسببه ويعصو الله لأجل الفقر لكنه يخشى عليهم فتنة الغنى وهي التكاثر في الدنيا. (وما أخشى عليكم الخطأ) لأن الله يعفو عنه. (ولكني أخشى عليكم التعمد) فإنه لا يعفى عنه. (ك هب (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي.
7783 -
"ما أَذِنَ الله لشيء ما أَذِنَ لنبي حسنِ الصوتِ يتغنَّى بالقرآن يَجْهَرُ به. (حمِ ق د ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما أَذِنَ الله) بكسر الذال المعجمة مصدر أذن بفتح أوله أي استمع ولا يجوز حمله هنا على الإصغاء لأنه محال عليه تعالى، ولأن سماعه لا يختلف، فيجب تأويله على تقريب القارئ وإجزال ثوابه، أو قبول قراءته. (لشيء ما أَذِنَ لنبي حسنِ الصوتِ يتغنَّى بالقرآن يَجْهَرُ به) يحسن به صوته بخشوع وخضوع وتدبر، قال سفيان: المراد بالقرآن ما يقرأ من الكتب المنزلة من كلامه تعالى وفيه الحث على تحسين الصوت بالقراءة فإنه أدعى لإقبال قلب السامع عليه
(1) أخرجه الحاكم (2/ 534)، والبيهقي في الشعب (10314)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5523)، والصحيحة (2216).
ونشاط التالي، وفيه الإرشاد إلى الجهر بالتلاوة، وهل يلحق بالنبي غيره؟ الظاهر ذلك (حم ق د ن (1) عن أبي هريرة).
7784 -
"ما أَذِنَ الله لعبدٍ في شيءٍ أفضلَ من ركعتين، أو أكثرَ من ركعتين، وإن البرَّ ليُذَرُّ فوقَ رأسِ العبدِ ما كان في الصلاة، وما تقرَّبَ عبدٌ إلى الله عز وجل بأفضلَ مما خرجَ منه. (حم ت) عن أبي أمامة (ض) ".
(ما أَذِنَ الله لعبدٍ في شيءٍ) قال الطيبي: هو من أذنت الشيء إذناً إذا أصغيت إليه، وهنا الإذن عبارة عن إقبال الله على العبد بالرأفة. (أفضلَ من ركعتين) صفة لشيء جره بالفتحة لامتناعه. (أو أكثرَ من ركعتين) أي أحب ما أذن الله فيه من أعمال العبد هذا. (وإن البرَّ ليُذَرُّ) بضم حرف المضارعة وذال معجمة أي ينشر ويعرف تنزيلاً للمعاني منزلة الأعيان". (فوقَ [4/ 101] رأسِ العبدِ ما كان في الصلاة) أي مدة كونه مصلياً، والبر هو الإحسان منه تعالى على عبده. (وما تقرَّبَ عبد إلى الله تعالى بأفضلَ مما خرجَ منه) وهو كلامه تعالى والمراد ما ظهر لنا من جنابه تعالى، لأن الخروج من الشيء من صفات الأجسام، وقيل: الضمير للعبد وخروجه منه بروزه من لسانه وخروجه من حافظته وقيل خرج منه أي من لوحه المحفوظ، وحديث: "إن كلام الله منه بدأ وإليه يعود" (2) قال الأشرفي: أي أنه تعالى أمر ونهى وإليه يعود يعني هو الذي يسألك عما أمرك ونهاك، وقال الطيبي: يعني منه بدأ أنه أنزل على الخلق ليكون لهم حجة وعليهم، ومعنى إليه يعود مآل أمره وعاقبته من حقيقته بظهور صدق ما نطق به من الوعد والوعيد لله تعالى، والحديث يقيد بآخره أنه ليس شيء من القرب أفضل من تلاوة القرآن.
(1) أخرجه أحمد (2/ 271)، والبخاري (7544)، ومسلم (792)، وأبو داود (1473)، والنسائي (2/ 180).
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 141)، والديلمى في الفردوس (4023)، وابن حبان في المجروحين (2/ 312).
(حم ت (1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب ولا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفيه بكر بن حبيش (2) تكلم فيه ابن المبارك وترك آخراً انتهى، وقال الذهبي: واهٍ.
7785 -
"ما أَذِنَ الله لعبدٍ في الدعاءِ حتى أَذِنَ له في الإجابة". (حل) عن أنس".
(ما أَذِنَ الله لعبدٍ في الدعاءِ) كأن المراد ما فتح عليه بالدعاء وأطلق به لسانه. (حتى أَذِنَ له في الإجابة) أو مما أمر الله بالدعاء في قوله: {ادْعُونِي} حتى أخبر بأنه يجيب دعوة الداع بقوله: {أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ونحوها من الآيات ففيه حث على الدعاء (حل (3) عن أنس) سكت المصنف عليه وفيه عبد الرحمن بن خالد بن نجيح أورده الذهبي في الضعفاء (4)، وقال: قال ابن يونس: منكر الحديث، ومحمد بن عمران (5) قال البخاري: منكر الحديث.
7786 -
"ما أَرَى الأمرَ إلا أَعْجَلَ من ذلك. (ت هـ) عن ابن عمرو (صح) ".
(ما أَرَى الأمرَ) يعني الموت بقرينة السياق، فإن سببه أنه صلى الله عليه وسلم مر على ابن عمرو وهو يعالج خُصًّا قد وهي، فقال: ما هذا؟ فقلت: نصلحه فذكره. (إلا أَعْجَلَ من ذلك) من أن يبني الإنسان لنفسه بنياناً ويشيده فوق ما لا بد منه، وقد بني نوح عليه السلام بيتاً من قصب، فقيل له: لو بنيت؟ فقال: هذا كثير لمن يموت، وقيل لسليمان: ما لك لا تبني؟ فقال: ما للعبد والبناء، فإذا أعتق فوالله إن له قصوراً لا
(1) أخرجه أحمد 5/ 268، والترمذي (2911)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4993)، والضعيفة (1957).
(2)
انظر المغنى (1/ 113)، والكاشف (1/ 274).
(3)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 263)، والديلمى في الفردوس (6269)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4992)، والضعيفة (4416): موضوع.
(4)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 379).
(5)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 621).
تبلى أبداً، وأحسن بعض شيوخنا رحمه الله حيث قال:
يقولون بيتك ذا ضيق
…
وقد نسجته لك العنكبوت
فقلت المقام قليل به
…
وهذا كثير على من يموت
(ت هـ (1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته، وفي الكبير أنه قال الترمذي: حسن صحيح، وقال النووي (2) في رياضه: رواه أبو داود والترمذي بإسناد البخاري ومسلم.
7787 -
"مَا أُرْسِلَ على عادٍ من الرِّيحِ إلا قَدْرَ خَاتَمِي هذا. (حل) عن ابن عباس (ض) ".
(مَا أرْسِلَ على عادٍ) وهم قوم هود الذين عصوا ربهم، وكذبوا نبيهم (من الرِّيحِ) التي حكى الله أنه أهلكهم بها (إلا قَدْرَ خَاتَمِي هذا) قدر حلقة الخاتم أي شيء قليل جدًا، فأهلكوا بها حتى أنها كانت تحمل الفسطاط فترفعه، حتى يرى كأنه جرادة، وأخرج ابن أبي الدنيا عن كعب (3) قال:"لما أراد الله إهلاك عاد أوحى إلى خزنة الريح أن افتحوا منها باباً، قالوا: يا ربنا مثل منخر الثور قال: إذن تكفأ الأرض ومن عليها، ففتحوا مثل حلقة الخاتم" انتهى. والحديث إخبار بقدرة الله تعالى، ولتسخير ما في السماوات والأرض لأمره وعظمة الريح (حل (4) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، لأنه قال مخرجه أبو نعيم: عقبه غريب من حديث الثوري، تفرد به محمود يريد ابن ميمون البنا.
(1) أخرجه الترمذي (2335)، وابن ماجة (4160)، وأبو داود (5236)، وهناد (515)، وابن ماجه (4160)، والبيهقي في الشعب (10703)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5526).
(2)
رياض الصالحين رقم (480).
(3)
عزاه السيوطي في الدر المنثور (8/ 449) إلى عبد بن حميد عن عطاء بن يسار.
(4)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 131)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4994)، والضعيفة (4417).
7788 -
"ما ازْدَادَ رجلٌ من السُّلطانِ قُرْباً إلا ازْدَادَ عن الله بُعْداً، ولا كَثُرَتْ أتْباعُهُ، إلا شياطِينهُ، ولا كَثُرَ مالُهُ إلا اشْتَدَّ حسابُهُ. هناد عن عبيد بن عمير مرسلاً".
(ما ازْدَادَ رجلٌ عند السُّلطانِ قُرْباً إلا ازْدَادَ عن الله بُعْداً) وذلك أنه لا يزداد قربا عنده إلا بإتيانه بما يعجبه، وتحسين قبائحه وإعانته على باطله، وذلك مبعد عن الله، وفي قوله "ازداد بعداً" إعلام بأنه قد كان بقربه المجرد عن الريادة بعيداً عن الله تعالى (ولا كثرت أتْبَاعُهُ) أي المقرب من السلطان (إلا كثرتْ شياطِينهُ) لأنه يغتر بكثرة الأبقاع، ويزداد كبرًا وترفعاً، ويزداد تكليفًا وطلباً للمال الحرام.
(ولا كَثُر ماله إلا اشْتَدَّ حسابُهُ) ويؤول إلى عقابه لأن غالب مال من يتصل بالسلطان حرام. (هناد (1) عن عبيد بن عمير مرسلاً) بالتصغير فيهما وهو قاضي مكة الليثي مرسلاً.
7789 -
"ما أَزْيَنَ الحِلْمَ. (حل) عن أنس، ابن عساكر عن معاذ (ض) ".
(ما أَزينَ الحِلْمَ) الذي هو كف النفس عن هيجان الغضب لإرادة [4/ 102] الانتقام، والحليم من اتسع صدره لمساوئ الخلق، ومداني أخلاقهم، قال الحسن: ما نحل الله العبد أشياء أزين من الحلم، ومن ثم أثنى الله على خليله وابنه لما انشرحت صدورهم بما ابتلاهم الله به من الذبح فقال تعالى:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود: 75] وقال: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [الصافات: 101]، قال الشعبي: زين العلم حلم، وقال طاووس: ما حمل العلم في مثل جراب حلم.
نكتة: أخرج ابن الأخضر (2) في معالم العترة الطاهرة أن علي بن الحسين خرج
(1) أخرجه هناد في الزهد (597)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 274)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4995).
(2)
ابن الأخضر: عبد العزيز بن الأخضر الجنابدي البغدادي الحنبلي متوفى سنة (611) وكتابة معالم الفترة النبوية ومعارف أهل البيت الفاطمية (انظر: كشف الظنون (2/ 1726)، وهدية العارفين (1/ 307).
من المسجد فلقيه رجل فسبه فثار عليه العبيد والموالي، فقال علي: مهلاً على الرجل، ثم أقبل عليه، فقال: ما يستر عليك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها، فاستحى الرجل ورجع لنفسه، فألقى عليه خميصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فقال الرجل: أشهد أنك من أولاد الرسل (حل (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن الجوزي: موضوع، وقال الذهبي في الميزان بعد أن ساقه: هكذا فليكن الكذب انتهى. وفي الحديث قصة (ابن عساكر عن معاذ) وفيه مجهولان.
7790 -
"ما اسْتَرْذَلَ الله عبدا إلا حُرِمَ العلمَ. عبدان في الصحابة، وأبو موسى في الذيل عن بشير بن النهاس".
(ما اسْتَرْذَلَ الله عبداً) الرذل من كل شيء الردئ الذي لا يرغب فيه لرداءته. (إلا حُرِمَ) بضم المهملة. (العلمَ) النافع، ومفهومه ما أجل الله عبداً إلا منحه العلم، فالعلم سعادة وإقبال وإن قل معه المال وضاقت به الحال.
(عبدان في الصحابة، وأبو موسى في الذيل (2) عن بشير بن النهاس) بتشديد الهاء آخره سين مهملة العدوي قال الذهبي: يروى عنه حديث منكر.
7791 -
"ما استرذل الله تعالى عبدا إلا حظر عليه العلم والأدب. ابن النجار عن أبي هريرة".
(ما استرذل الله عبداً) علم تعالى أن فيه خسة طبع ورذالة نفس. (إلا حظر عليه) بالتشديد أي منعه. (وحرم العلم والأدب) منعهما عنه لكونه لم يره لذلك
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 340) عن أنس، وأخرجه ابن عساكر (37/ 198) عن معاذ بن جبل، وانظر الميزان 2/ 23، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4996)، والضعيفة (4419).
(2)
أورده ابن حجر في الإصابة (1/ 316) في ترجمة بشير بن النهاس، وقال ذكره عبدان وأورد له حديثا مرفوعاً بإسناد ضعيف جدًا وليس فيه له سماع، والمناوي في فيض القدير (5/ 418)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4997): موضوع.
أهلا ولا يكون لنعمة الله لخسته شاكراً وهذا وما قبله تنبيه على أنه ينبغي لمن زهد في العلم أن يكون فيه زاهداً ولمن رغب فيه أن يكون له طالباً ولمن طلبه أن يكون له مستكثراً ولابد أن يكون عاملاً وإلا فلا فرق بينه وبين الجاهل بل هو أعظم عند الله جرماً، (ابن النجار (1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه، وقال الذهبي في الميزان: إنه خبر باطل وأعاد في ترجمة أحمد بن محمَّد الدمشقي، وقال: له مناكير وبواطيل، ثم ساق هذا الخبر.
7792 -
"ما اسْتَفَادَ من الإفادة المؤمنُ بعدَ تَقْوى الله عز وجل خيراً له من زَوْجَةٍ صالحةٍ، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سَرَّتْهُ، وإن أقسمَ عليها أبرَّتْهُ، وإن غاب عنها نَصَحَتْهُ في نفسها وماله. (هـ) عن أبي أمامة (ح) ".
(ما اسْتَفَادَ المؤمنُ بعدَ تَقْوى الله عز وجل خيراً له من زَوْجَةٍ صالحةٍ) قال الطيبي: جعل التقوى نصفين، نصفاً تزوجاً ونصفاً غيره، وذلك لأن في التزويج غض البصر وتحصين الفرج وكسر التوقان، ودفع غوائل الشيطان، وقوله (إن أمرها أطاعته) إلى آخره بيان صلاحها (وإن نظر إليها سَرَّتْهُ) لجمالها وحسن أدبها (وإن أقسمَ عليها أبرَّتْهُ) تخصيص بعد تعميم، فإن قوله إن أمرها أطاعته يشمل ذلك (وإن غاب عنها نَصَحَتْهُ في نفسها) تحفظها عما حرمه الله عليها (وماله) تحفظه عن الإضاعة (هـ (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس كما قال، فقد ضعفه المنذري بعلي بن زيد، وقال ابن حجر في
(1) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (795)، وابن عدى في الكامل (2/ 339) وقال: موضوع، وانظر الميزان (1/ 296)، واللسان (1/ 295)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4998)، والضعيفة (4420).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1857)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 27، 28)، وكشف الخفا (2/ 236)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4999)، والضعيفة (4421).
فتاويه [4/ 103] سنده ضعيف، لكن له شاهد يدل على أن له أصلاً، وقال أيضاً: هذه الأحاديث المرغبة في التزويج وإن كان في كثير منها ضعف لكن مجموعها يدل على أن ما يحصل به المقصود من الترغيب في التزويج يدل على أن له أصلاً، لكن في حق من يتأتى منه النسل.
7793 -
"ما اسْتَكْبَرَ من أكلَ معه خادمه، ورَكِبَ الحِمَار بالأسواقَ، واعْتَقَلَ الشاةَ فحلبها. (خد هب) عن أبي هريرة (ح) ".
(ما اسْتَكْبَرَ) ما عد نفسه كبيرا ولا داخله الكبر (من أكلَ معه خادمه) فإنه دليل التواضع (ورَكِبَ الحِمَار بالأسواقَ) فإنه يتجنب ذلك أهل الكبر. (واعْتَقَلَ الشاةَ) ربطها بعقالها (فحلبها) فمن كان فيه هذه الخلال أو واحد منها فقد برئ من الكبر (خد هب (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.
قال الشارح: فيه عبد العزيز بن عبد الله الأوسي (2) أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: قال أبو داود: ضعيف عن عبد العزيز بن محمَّد، قال ابن حبان: بطل الاحتجاج به.
7794 -
"ما أَسَرَّ عبدٌ سَريرةٌ إلا ألبَسَهُ اللهُ رِدَاءها: إن خيراً فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌ. (طب) عن جندب البجلي".
(ما أَسَرَّ عبدٌ سَريرةٌ إلا ألبَسَهُ اللهُ رِدَاءَها) أي أظهر عليه في صفحات وجهه وفلتات لسانه ما أضمره في جنانه (إن خيراً) أي إن كان ما أضمره خيراً فالذي يظهر عليه (فخيرٌ، وإن) كان ما أسره. (شرًّا) فالذي يظهر عليه ويلبسه. (فشرٌّ) وفيه وجوه من الإعراب معروفة، والحديث [4/ 103] حث على حسن السريرة
(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (550)، والبيهقي في الشعب (8188)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5527)، والصحيحة (2218).
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 398، 399).
(طب (1) عن جندب البجلي) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: رمز لحسنه وليس ذا منه بصواب فقد قال الهيثمي وغيره: فيه حامد بن آدم وهو كذاب.
7795 -
"ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار (خ ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما أسفل) من (الكعبين) قيل: إنه بنصب أسفل على أنه خبر لكان المحذوفة، ويصح رفعه على ما هو أسفل والكعبان هما الناتئان عند مفصل الساق والقدم. (من الإزار ففي النار) قيل: معناه أن الذي دون الكعبين من القدم يعذب عقوبة له فهو من تسمية الشيء باسم مجاوره ومن بيانية، وقيل: سببيه والمراد الشخص نفسه أو تقديره لابس ما أسفل من الكعبين أو فعل ذلك في النار والمراد فاعله، كلها أقوال. (خ ن (2) عن أبي هريرة).
7796 -
"ما أسكر كثيره فقليله حرام. (حم د ت) عن جابر (حم ن هـ) عن ابن عمر (صح) ".
(ما أسكر كثيره) من الخمر (فقليله حرام) أي وقليله الذي أسكر وأقل منه فتحرم القطرة من كل مسكر فما دونها (حم د ت) وقال: حسن غريب وصححه ابن حبان، وقال ابن حجر: رواته ثقات. قلت: ورمز المصنف لصحته (حب (3) عن جابر (حم ن هـ) عن ابن عمر) قال ابن حجر: سنده ضعيف.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 171) رقم (1702)، والأوسط (7906)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 225)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5000)، والضعيفة (237) وقال: ضعيف جداً.
(2)
أخرجه البخاري (5887)، والنسائي (8/ 207).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 343)، وأبو داود (3681)، والترمذي (1865)، وابن حبان (5382) من حديث جابر، وأخرجه أحمد (2/ 167)، والنسائي (8/ 300)، وابن ماجة (3394)، وانظر فتح الباري (10/ 43)، والتلخيص الحبير (4/ 73)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5530).
7797 -
"ما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام. (حم) عن عائشة (صح) ".
(ما أسكر منه الفرق) بفتح الفاء والراء وهو ثلاثة آصع (فملء الكف منه حرام) أي شربا وأقل من ملء الكف أيضاً حرام وإنما خرج على الغالب كما أفاده الأول ويبعد أن يفسر القليل بملء الكف حتى يقال هو بيان للأقل (حم (1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة قال ابن حجر: أعله الدارقطني بالوقف.
7798 -
"ما أصاب المؤمن مما يكره فهو مصيبة. (طب) عن أبي أمامة (ض) ".
(ما أصاب المؤمن مما يكره) عام لكل ما يؤدي المؤمن ويكرهه من العوارض حتى إذا طفئ سراجه أو أقل من ذلك مما يقلقه (فهو مصيبة) داخل تحت قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} [البقرة: 156]{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30] يكفر الله بها عنه من خطاياه وهو شامل لما كان من أذى الخلق ولما كان لا عن سبب ظاهر كالهم والغم.
(طب (2) عن أبي أمامة) قال: انقطع نعل النبي صلى الله عليه وسلم فاسترجع فقالوا مصيبة يا رسول الله؟ فذكره، قال الهيثمي: سنده ضعيف، رمز المصنف لضعفه.
7799 -
"ما أصاب الحجام فاعلفوه الناضح. (حم) عن رافع بن خديج (ح) ".
(ما أصاب الحجام) من آخر حجامته. (فاعلفوه الناضح) الجمل الذي
(1) أخرجه أحمد (6/ 72)، وأبو داود (3687)، والترمذي (1866)، وابن ماجة (3386)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 73)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5531).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 203) رقم (7824)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 331)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5001).
يسقي به الأرض وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم قد حكم بخبث كسب الحجام فأمر أمر إرشاد بأن لا يستنفقه لنفسه حثاً على مكارم الأخلاق ومعالي الأمور وإلا فليس بحرام وخص الناضح لما في سببه، عن رافع بن خديج قال: مات أبي وترك ناضحاً وعبداً حجاماً فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك (حم (1) عن رافع بن خديج) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: وفي سنده اضطراب بينه في الإصابة وغيرها.
7800 -
"ما أصابني شيء منها إلا وهو مكتوب علي وآدم في طينته. (هـ) عن ابن عمر (ح) ".
(ما أصابني شيء منها) أي من الشاة المسمومة التي أكلها صلى الله عليه وسلم بخيبر كما دل له سبب الحديث ففي الكبير قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله لا يزال يصيبك وجع من الشاة المسمومة كل عام فذكره (إلا وهو مكتوب علي) سبق به جريان القلم (وآدم في طينته) ليس تقييد الجريان كتب القلم بذلك فإنه من قبل ذلك لكنه تقييد ببعض المدة السابقة وهو نظير حديث: "كنت نبياً وآدم في طينته" تقدم. (هـ (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وفيه بقية بن الوليد.
7801 -
"ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله فيها مائة مرة. (طب) عن أبي موسى (ح) ".
(ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله فيها مائة مرة) تقدم له نظائر وطلبه صلى الله عليه وسلم المغفرة مع إخبار الله له أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر تعبد وإرشاد للعباد إلى الاقتداء به. (طب (3) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه وفيه أبو داود مغيرة
(1) أخرجه أحمد (4/ 141)، وانظر الإصابة (2/ 267)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5532)، والصحيحة (1400).
(2)
أخرجه ابن ماجة (3546)، والطبراني في مسند الشاميين (1507)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5002)، والضعيفة (4422).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (3737)، والنسائي في الكبرى (10275)، وصححه الألباني في =
الكندي (1) قال في الميزان: قال البخاري: يخالف في حديثه ثم أورد له هذا.
7802 -
"ما أصبنا من دنياكم إلا نسائكم. (طب) عن ابن عمر"(ح).
(ما أصبنا من دنياكم) أضافها إليهم تبعيداً لنفسه الشريفة عنها حتى لا تنسب إليه (إلا نسائكم) أي هي أعظم ما تمتع صلى الله عليه وسلم به من الدنيا وإن كان أيضاً حبب إليه الطيب كالنساء ولذا أبيح له من النساء ما لم يبح لغيره. (طب (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رواه من طريق زكريا بن إبراهيم عن أبيه عن ابن عمر ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات.
7803 -
"ما أصر من استغفر، وإن عاد في اليوم سبعين مرة. (د ت) عن أبي بكر (ض) ".
(ما أصر) ما أقام على الذنب. (من استغفر) تاب توبة صحيحة أو قال: استغفر [4/ 104] الله مع الإقلاع وغيره من شروطها (وإن عاد في اليوم سبعين مرة) فإن باب التوبة مفتوح ورحمة الله واسعة وذكر السبعين لمجرد التكثير ويحتمل أن المراد القول باللسان فقط فقد قال الغزالي رحمه الله (3): ويعم ما قال إن التكفير درجات بعضها يمحو الذنب بالكلية وبعضها يخفف ويتفاوت ذلك بتفاوت التوبة فالاستغفار بالقلب والتدارك بالحسنات وإن خلا عن حل عقدة الإصرار من أوائل الدرجات ولا يخلو عن فائدة بل أقول: إن الاستغفار باللسان فقط حسن أيضاً وحركة اللسان به عن غفلة خير من حركته تلك
= صحيح الجامع (5534)، والصحيحة (1600).
(1)
انظر الميزان (6/ 488)، والمغنى في الضعفاء (2/ 673).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 352)(13320)، وفي الأوسط (1912)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 258)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5003)، والضعيفة (4423).
(3)
الإحياء (4/ 48).
الساعة بغيبة أو فضول بل خير من السكوت فيظهر فضله بالإضافة إلى السكوت عنه وإنما يكون نقصاً بالإضافة إلى عمل القلب انتهى. والحديث دال على أن من استغفر لا يكون مصراً فيحتمل أن يراد باللسان فقط ولأن المراد أنه توفق للتوبة النصوح التي ليس معها إصرار. (د ت (1) عن أبي بكرة). قال الترمذي: هذا حديث غريب ورمز المصنف لضعفه.
7804 -
"ما أصيب عبد بعد ذهاب دينه بأشد من ذهاب بصره، وما ذهب بصر عبد فصبر إلا دخل الجنة. (خط) عن بريدة".
(ما أصيب عبد بعد ذهاب دينه) مصيبة (أشد من ذهاب بصره) فإنه أعظم مصائب البدن ويقال: الأعمى ميت يمشي على الأرض (وما ذهب بصر عبد) ظاهره ولو كان من أصل خلقته (فصبر) على ذلك (إلا دخل الجنة) أي مع السابقين أو بغير حساب أو من غير سبق عذاب كما سلف غير مرة (خط (2) عن بريدة) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن إبراهيم الطرسوسي (3) قال الحاكم: كثير الوهم.
7805 -
"ما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة، وما أطعمت نفسك فهو لك صدقة. (حم طب) عن المقدام بن معد يكرب (ح) ".
(ما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة) تؤجر عليه لأنه وإن كان واجباً فأجر الواجب أكبر من أجر النفل والمراد له أجر الصدقة لا أنه صدقة حقيقة، الإجماع
(1) أخرجه أبو داود (1514)، والترمذي (3559)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5004).
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 394)، والمحاملي في آماليه (1/ 363)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5005)، والضعيفة (4424) وقال: ضعيف جداً.
(3)
انظر الميزان (6/ 34).
على أنه تنفق زوجته الهاشمية ولو كان صدقة حقيقة لدخلت تحت عموم تحريم الصدقة علي بني هاشم عند من يقول إنها تشمل الفرض وغيره. (وما أطعمته ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة، وما أطعمت نفسك فهو لك صدقة) وهو مقيد بحديث وهو يحتسبها فلابد من النية في الكل، قال القرطبي: من لم يقصد القربة لا يؤجر لكن تبرأ ذمته وينبغي للعبد إحضار النية عند كل فعل وإنفاق. (حم طب (1) عن المقدام بن معد يكرب) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
7806 -
"ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر. (حم ت هـ ك) عن ابن عمر (صح) ".
(ما أظلت) من الظل. (الخضراء) السماء. (ولا أقلت) من الإقلال. (الغبراء) الأرض. (من ذي لهجة) بالسكون وتحرك اللسان. (أصدق) في مقاله. (من أبي ذر) مبالغة في وصفه بالصدق الذي هو من أشرف صفات المؤمن واسم أبي ذر جندب بن جنادة ولا يلزم من هذا أنه أفضل من كل مخلوق، نعم يلزم أنه أصدق من كل أحد وقد يقال مثل المرسلين يخصون بالفعل أو من المعلوم أنهم أصدق البرايا وفيه فضيلة واضحة لأبي ذر. (حم ت هـ ك (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الذهبي: سنده جيد، وقال الهيثمي: رجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلاف انتهى، وقد رواه ابن عساكر عن علي رضي الله عنه.
(1) أخرجه أحمد (4/ 131)، والطبراني في الكبير (20/ 268) رقم (634)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 119)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5535)، والصحيحة (452).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 175)، والترمذي (3801)، وابن ماجة (156)، والحاكم (3/ 342)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 329، 330) وأخرجه ابن عساكر عن علي (66/ 190)، وانظر: الميزان (3/ 253)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5537).
7807 -
"ما أعطى أهل بيت الرفق إلا نفعهم. (طب) عن ابن عمر (ض) ".
(ما أعطى) مبني للمجهول. (أهل بيت الرفق) القصد في الأمور كلها. (إلا نفعهم) فإن الرفق خير كله، وتمام الحديث عند أبي نعيم:"ولا منعوه إلا ضرهم". (طب (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال المنذري: إسناده جيد، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج الشامي وهو ثقة.
7808 -
"ما أَعْطَى الرجلُ امرأته فهو صدقةٌ. (حم) عن عمرو بن أمية الضمري"(ح).
(ما أَعْطَى الرجلُ امرأته) من أي شيء لطعام أو غيره. (فهو صدقةٌ) مع حسن النية كما سلف. (حم (2) عن عمرو بن أمية الضمري) بفتح المعجمة وسكون الميم رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن أبي حميد (3) وهو ضعيف.
7809 -
"ما أُعْطِيَتْ أُمَّةٌ من اليقين أَفْضَلَ مما أُعْطِيَتْ أُمَّتي. الحكيم عن سعيد بن مسعود الكندي".
(ما أُعْطِيَتْ أمَّةٌ) عام لكل أمة، إذ هو نكرة في سياق النفي. (من اليقين) وهو صدق الثقة بالله وحقيقة الإيمان به، وهو من أفضل صفات أهل الإيمان، بل كل معصية لا تصدر إلا عن ضعف اليقين (أَفْضَلَ مما أُعْطِيَتْ أُمَّتي) أمة الإجابة،
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 330) رقم (13261)، والبيهقي في الشعب (6558)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 279)، والمجمع (8/ 19)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5541)، والصحيحة (942).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 179)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 119)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5540)، وحسنه في الصحيحة (1024).
(3)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 573)، والكاشف (2/ 166).
وفيه أن الصفات الشريفة عطايا يهب الله منها ما يشاء لمن يشاء، وأنه خص هذه الأمة بأشرف العطايا وهي خاصة للنوع فلا يضر فقدها في أفراد. (الحكيم (1) عن سعيد بن مسعود الكندي).
7810 -
"ما أَقفَرَ مِنْ أُدْمٍ بَيْتٌ فيه خَلٌ. (طب حل) عن أم هانئ، الحكيم عن عائشة (ح) ".
(ما أقفرَ مِنْ أُدْمٍ) بسكون القاف [4/ 105] وفتح الفاء ما صار ذا قفار وهو الخبز بلا إدام ذكره الزمخشري (2): ومنه أرض قفراء خالية عن المارة ولا ماء فيها، وقال ابن الأثير (3): ما خلا من الإدام ولا عدم أهله الإدام.
(بَيْتٌ فيه خَلٌ) فالخل من الأدم العامة المنافع وهو كثير المنافع ديناً ودنياً، وهو بارد يقطع حرارة الشهوة، ويطفئها (طب حل (4) عن أم هانئ) قالت: دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أعندك شيء؟ قالت: لا، إلا خبز يابس وخل فذكره، [رمز] المصنف لحسنه، وقال أبو نعيم بعد سياقه: سنده غريب من حديث أبي بكر بن عياش عن أبي حمزة الثمالي، واسمه ثابت (5) بن أبي صفية، الحكيم عن عائشة، وأخرجه الترمذي في الأطعمة عن أم هانئ.
7811 -
"ما اكتَسَبَ مُكْتَسِبٌ مَثْلَ فَضْلِ عِلْمٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إلى هُدى، أو يَرُدَّه عَنْ رَدى، ولا استقام دينه حتى يستقيم عَقْلُهُ. (طس) عن عمر (ض) ".
(1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 346) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5007).
(2)
الفائق (3/ 214).
(3)
انظر النهاية في غريب الحديث (4/ 89).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 437) رقم (1068)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 313)، والترمذي (1841)، والبيهقي في الشعب (5944)، وأخرجه الحكيم في نوادر الأصول (1/ 396) عن عائشة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5544)، وفي الصحيحة (2220).
(5)
انظر الكاشف (1/ 282) وقال الحافظ في التقريب (818): كوفي ضعيف.
(ما اكتَسَبَ مُكْتَسِبٌ مَثْلَ فَضْلِ عِلْمٍ) زيادة علم. (يَهْدِي صَاحِبَهُ إلى هُدى) وذلك ليس إلا علم كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما يدعوه إلى الصبر والشكر وسائر فاضلات الأخلاق (أو يَرُدَّه عَنْ رَدى) كالذي يرده عن الغل والحقد والحسد، وفيه فضيلة الازدياد من العلم النافع وعليه:{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114](ولا استقام دينه) أي عن المكتسب أو مطلق الإنسان (حتى يستقيم عَقْلُهُ) لأنه دليل إلى كل خير يفعله، وإلى كل شر يتركه، فالعقل أفضل من العلم. (طس (1) عن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: والعلائي فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (2) وهو ضعيف.
7812 -
"ما أكَرَمَ شابٌّ شيخا لسنه إلا قَيَّضَ الله له مَنْ يُكْرِمُهُ عند سِنِّه. (ت) عن أنس (ح) ".
(ما أكَرَمَ شابٌّ شيخا لسنه) أي لأجل أنه تعالى جعل لعالي السن حقا على من دونه (إلا قَيَّضَ الله له) أي سبَّبَ وقدر له (مَنْ يُكْرِمُهُ عند سِنِّه) أي عند علوها جزاءا وفاقا، وأخذ منه طول العمر لمن أكرم شيخا وفيه أنه تعالى لا يضيع عمل عامل ولابد من النية والقصد الصالح (ت (3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه لأنه قال الترمذي: حسن، قال الشارح: ولا نوافق عليه فقد قال ابن عدي: هذا حديث منكر، وقال الحافظ العراقي: حديث ضعيف فيه أبو الرحال (4) ضعيف
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4726)، وفي الصغير (676)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5009) وقال: ضعيف جداً.
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 380).
(3)
أخرجه الترمذي (2022)، والطبرانى في الأوسط (5903)، والبيهقي في الشعب (10993)، وانظر الكامل في الضعفاء (3/ 27)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5012)، والضعيفة (304) وقال: منكر.
(4)
انظر الكاشف (2/ 426)، والتقريب (1/ 640).
وشيخه ضعيف أيضًا وهو يزيد بن بيان العقيلي (1).
7813 -
"ما أكفر رجل رجلاً قط إلا باء بها أحدهما. (حب) عن أبي سعيد (صح) ".
(ما أكفر) قال له: يا كافر كما سلف (رجل) أو امرأة (رجلاً) أو امرأة (قط إلا باء) يبوء (بها) أي بإثم تلك المقالة (أحدهما) إما المقول فيه إن كان كذلك أو القائل إن كانت من قيل له ذلك ليس كذلك وهو إخبار بشؤم ذلك القول وإنه لا يذهب باطلاً ويقاس عليه سائر الأقوال القبيحة بل ورد هذا في اللعنة أنها تعود إلى قائلها إن لم يكن من قيلت فيه يستحقها (حب (2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته.
7814 -
"ما أكل أحد طعاما قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده. (حم خ) عن المقدام (صح) ".
(ما أكل أحد) زاد الإسماعيلي من بني آدم. (طعاماً قط خيراً) صفة لمصدر محذوف أي أكلاً خيراً حذف المصدر وأقيم المضاف إليه مقامه وفي رواية بالرفع. (من أن يأكل من عمل يده) أي طعاما من كسب يده لا أن المراد أنه صنعه بيده وهو حث على الكسب الحلال والأكل منه والخيرية باعتبار الأجر في الآخرة وإنارة القلب في الدنيا بالطاعات ونشاط الأعضاء لأفعال الخير. (وإن نبي الله داود كان جمل من عمل يده) وفيه قدوة وأسوة لكل أحد فإنه ألان الله له الحديد يعمل منها الدروع. (حم خ (3) عن المقدام) بن معد يكرب ولم يخرجه مسلم.
7815 -
"ما التفت عبد قط في صلاته إلا قال له ربه: أين تلتفت يا ابن آدم، أنا
(1) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 748)، والكاشف (2/ 380).
(2)
أخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (248)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5545).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 131)، والبخاري (2072).
خير لك مما تلتفت إليه. (هب) عن أبي هريرة (ض) ".
(ما التفت عبد قط في صلاته) إلى غير جهة قبلته. (إلا قال له ربه) إلى. (أين تلتفت يا ابن آدم) استفهام تبكيت وإنكار. (أنا خير لك مما تلتفت إليه) وأنت إذا قمت فأنت مواجه لمولاك تلقاء وجهك فإن التفت أي جهة كان إعراضاً عن الله وفيه تحريم الالتفات أو تقبيحه فقط، قالوا الالتفات في الصلاة بالوجه مكروه وبالصدر حرام مبطل للصلاة، قال ابن بطال: إقبالك على غير الله إفراد له بالعبادة وكيف ترضى أن تعبد غيره ولكن ثمة أذان عن استماع الحق مسدودة وأذهان عن تدبره مصدودة. (هب (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه إلا أن النهي عن الالتفات فيه أحاديث صحيحة لا مقال فيها.
7816 -
"ما أمرت بتشييد المساجد. (د) عن ابن عباس (ض) ".
(ما أمرت) بتغيير الصيغة. (بتشييد المساجد) قال البغوي: التشييد رفع البناء وتطويله أي رفع بنائها ليكون ذريعة إلى الزخرفة والتزيين الذي هو من فعل أهل الكتاب وفيه نوع توبيخ وتهديد وإنما زخرفت اليهود والنصارى معابدهم لما حرفوا الكتاب، قال ابن بطال (2) [4/ 106] وغيره: فيه دلالة على أن السنة في بنيان المساجد القصد وترك الغلو في تزيينها وقد أبقى عمر رضي الله عنه مسجده صلى الله عليه وسلم على أصله مع كثرة الفتوحات في أيامه وسعة الأموال وأول من زخرف المساجد الوليد بن عبد الملك وسكت عليه كثير من السلف خوف الفتنة ورخص فيه أبو حنيفة إذا كان القصد تعظيم المسجد وكان ما ينفق فيه من غير بيت المال.
قلت: وهو مخالف للنص (د (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وقال
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (3127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5014).
(2)
فتح الباري (1/ 540).
(3)
أخرجه أبو داود (448)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5550).
الشارح: إن أبا داود سكت عليه هو والمنذري.
7817 -
"ما أمرت كلما بلت أن أتوضأ ولو فعلت لكانت سنة. (حم د هـ) عن عائشة (ح) ".
(ما أمرت) لم يأمرني ربي. (كلما بلت أن أتوضأ) أي أن أستنجي بالماء هكذا بوب عليه أبو داود وغيره وحملوه على اللغوي، وقال الولي العراقي: الظاهر حمله على الوضوء الشرعي. (ولو فعلت ذلك لكانت سنة) أي طريقة واجبة لازمة لأمتي ولم يكفهم الحجارة وهذا قاله صلى الله عليه وسلم لما بال فقام عمر خلفه بكوز من ماء فقال: ما هذا؟ فقال: ما يتوضأ به، ثم المراد هنا بالسنة الشرع المتلقى عن المصطفى صلى الله عليه وسلم مما ليس في القرآن أعم من كونه واجباً أو مندوباً والأظهر أن المراد لو واظبت عليه عقب كل بول لكان واجباً، أو لأوجبه الله فتركها تخفيفا على الأمة وشفقة عليهم وفيه دليل على أنه لا يجب الوضوء بنفس الحدث بل بإرادة القيام إلى الصلاة وهي مسألة قد طولها في فتح الباري (1) في باب الوضوء. (حم د هـ (2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وقال النووي (3): في الخلاصة في فصل الضعيف وفي شرح سنن أبي داود إنه ضعيف لكن قال الولي العراقي: إنه حسن.
7818 -
"ما أمعر حاج قط. (هب) عن جابر (ض) ".
(ما أمعر) بالمهملة والراء: افتقر وفني زاده كما في القاموس (4)(حاج قط) أي لم يفتقر من حج بيت الله بل يجعل الله له من متاع الدنيا ما يقوم به في قلبه
(1) انظر: فتح الباري (1/ 315).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 95)، وأبو داود (42)، وابن ماجة (327)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5551).
(3)
انظر: خلاصة الأحكام (1/ 167 - 168) رقم (384).
(4)
انظر القاموس (2/ 135).
بتحقير الدنيا في عينه فلا يرى نفسه فقيراً، أو ما افتقر في الآخرة وقد صار له أجر الحج. (هب (1) عن جابر) أخرجه من حديث محمَّد بن أبي حميد عن ابن المنكدر ثم قال البيهقي: عقب إخراجه ومحمد بن أبي حميد ضعيف، وقد رمز المصنف لضعفه إلا إنه أخرجه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد رجاله رجال الصحيح كما بينه الهيثمي.
7819 -
"ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان على بعضهم فتنة. ابن عساكر عن ابن عباس".
(ما أنت) عام لكل مخاطب. (محدث قوماً حديثاً) فيه غرابة. (لا تبلغه عقولهم) لا تدركه وتصدقه لأنه غير مألوف لها. (إلا كان على بعضهم فتنة) لأنه يرده البعض ويؤمن به البعض فيكون فتنة جدال بينهم وشقاق وفيه النهي عن تحديث الناس بما لا تسعه العقول من الأمور الخوارق وإن كانت حقا لأن الفتنة منهي عن إثارتها فيحرم ما يجلبها. (ابن عساكر (2) عن ابن عباس).
7820 -
"ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. (هـ) عن أبي هريرة (ح) ".
(ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء) قيل: إنزاله هو إعلامه لعباده به، ورد بأنه قد أخبر صلى الله عليه وسلم بعموم الإنزال وأكثر الناس غير عالمين بأكثر الأدوية، وقيل: يحتمل أنه إنزال خلق الأدوية، ولا يضر جهل الناس لها، بل حديث "علمه من علمه، وجهله من جهله"(3) دليل ذلك، وهذا من تمام نعم الله على عبادهم
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (4134)، والطبراني في الأوسط (5209)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5020).
(2)
أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 201)، وأورده ابن الجوزى في العلل (1/ 130) وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 356)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5023)، وأخرجه مسلم في مقدمة الصحيح (1/ 11) من حديث ابن مسعود موقوفاً عليه.
(3)
أخرجه ابن حبان (6062).
ابتلاهم بالأدواء، وخلق لنفعهم الدواء، كما جعل التوبة دواء للذنوب وهو من حيث المعنى، نعم أدواء القلوب وأدويتها من أمراض الشكوك والشبهات والشهوات وأدويتها وإن كان من حيث لفظه، إنما يعم الأدواء الحسية، وقد سمى الله النفاق مرضاً بقوله:{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة: 10] الآية. (هـ) عن أبي هريرة) (1) رمز المصنف لحسنه وقد أخرج الشيخان معناه.
8721 -
"ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة فقال: الحمد لله إلا كان الذي أُعطي أفضل مما أخذ. (هـ) عن أنس (ض) ".
(ما أنعم الله تعالى على عبد مؤمن نعمة) في ذاته أو ماله أو ولده أو دينه ونكرها لتشمل كل نعمة حقيرة أو عظيمة، وإن كانت نعم الله كلها عظيمة.
(فقال: الحمد لله إلا كان الذي أُعطي) من حمده لربه واعترافه له بنعمته. (أفضل مما أخذ) أي يكون أجر حمده لربه على نعمته أكثر من النعمة التي حمده عليها، فهو على حذف مضاف، وقيل: حمده لله نعمة، والمحمود عليه نعمة من الله، وبعض النعم أجل من بعض فنعمة الشكر أجل من نعمة نحو المال أو جاه أو ولد.
قلت: الأظهر أن المراد الإعلام بأن حمد العبد لربه في ذاته أفضل وأجل من كل [4/ 107] ما يعطاه العبد وإن كان حمد الله نعمة فإنه الذي أقدر عبده عليه ويسره له وعلمه كيفيته، فمن قال: إنه يلزم من هذا أن فعل العبد أفضل من فعل الرب تعالى فما أتقن معنى الحديث، وفيه الحث على حمد الله عند كل نعمة.
(هـ (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال في الكبير: إنه عن الحسن مرسلاً، لكن بزيادة:"أفضل من تلك النعمة وإن عظمت" ويأتي.
7822 -
"ما أنعم الله على عبدٍ نعمةً فحمد الله عليها إلا كان ذلك الحمد
(1) أخرجه ابن ماجه (3478)، والبخاري (5678)، وأخرجه مسلم (2215).
(2)
أخرجه ابن ماجه (3805)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5563).
أفضل من تلك النعمة، وإن عظمت. (طب) عن أبي أمامة (ض) ".
(ما أنعم الله على عبدٍ نعمةً فحمد الله عليها إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة) أي كان إعطاء الرب له حمده أفضل عند الله أي أحب إليه تعالى من النعمة التي منَّ بها عليه (وإن عظمت) النعمة فإن حمد الله أعظم (طب (1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه سويد بن عبد العزيز (2) وهو متروك.
7823 -
"ما أنعم الله تعالى على عبدٍ نعمةً من أهل ومال وولد فيقول: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، فَيَرَى فيه آفةً دون الموتِ. (ع هب) عن أنس (ض) ".
(ما أنعم الله تعالى على عبدٍ نعمةً من أهل ومال وولد فيقول) مبركاً على ما أعطي. (ما شاء الله، لا قوة إلا بالله) الكلمة التي قالها الرجل الصالح لأخيه {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ
…
} الآية. [الكهف: 39](فَيَرَى فيه آفةً) عاهة (دون الموتِ) بل تكون هذه الكلمات حرزاً عن الآفات، وقد بوب النووي في الأذكار (3) على هذا الحديث: باب ما يقول لدفع الآفات، ثم أورد هذا الحديث (ع هب (4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبد الملك بن زرارة وهو ضعيف، وفيه أيضاً عيسى بن عون (5) مجهول.
7824 -
"ما أنعم الله على عبدٍ نعمة فقال: الحمد لله إلا أدَّى شكرها، فإن قالها الثانية جدَّد الله له ثوابها، فإن قالها الثالثة غفر الله له ذنوبه. (ك هب) عن
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 193) رقم (7794)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 95)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5562).
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 291).
(3)
انظر: الأذكار (ص 296).
(4)
أخرجه الطبراني في الأوسط (4261)، والبيهقي في الشعب (4369)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 140)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5026).
(5)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 500).
جابر (صح) ".
(ما أنعم الله على عبدٍ من نعمةٍ فقال: الحمد لله إلا أدَّى شكرها) أي ما يجب عليه منه. (فإن قالها) كلمة الحمد لله أي المرة أو القولة. (الثانية جدَّد الله له ثوابها) ثواب حمده أي جعله حمداً جديداً مستقلاً بثوابه؛ لأنه لم يكن في مقابل نعمة. (فإن قالها الثالثة غفر الله له ذنوبه) لأنه بالأول أدى ما يجب عليه وبالثاني استحق أجراً جديداً وبالثالث غفر له. (ك هب (1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، ورده الذهبي فقال: ليس بصحيح، قال أبو زرعة: عبد الرحمن بن قيس (2) كذاب انتهى.
7825 -
"ما أَنْفَقَ الرجلُ في بيته وأهله وولده وخَدَمه فهو له صدقةٌ. (طب) عن أبي أمامة (ح) ".
(ما أَنْفَقَ الرجلُ في بيته وأهله وولده وخَدَمه) العطف تفسير لبيته. (فهو صدقةٌ له) أي له أجر الصدقة على الغير، فإن أهله أولى الناس وأحقهم ببره وصلته وإحسانه وتقدم حديث:"ابدأ بمن تعول". (طب (3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، وعزاه المنذري إلى الأوسط للطبراني عن أبي أمامة أيضاً بلفظ:"ما أنفق المرء على نفسه وولده وأهله وذوي رحمه وقرابته فهو له صدقة" وضعفه، قال لكن له شواهد كثيرة، قال الشارح: ولعل رمز المصنف لحسنه لكثرة شواهده.
7826 -
"ما أُنْفِقَتِ الوَرِقُ في شيءٍ أحبَّ إلى الله تعالى من نَحِيرٍ يُنْحَرُ في يَومِ عيدٍ. (طب هق) عن ابن عباس (ض) ".
(1) أخرجه الحاكم (1/ 507)، والبيهقي في الشعب (4402)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5024)
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 385).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 95) رقم (7475)، وفي الأوسط (6896)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5027).
(ما أُنْفِقَتِ الوَرِقُ) الفضة خرجت على الأغلب، وإلا فالذهب مثلها. (في شيءٍ أحبَّ إلى الله تعالى من) أن ينفق (من نَحِيرٍ) فعيل بمعنى مفعول، أي من منحور يعم الأنعام كلها (يُنْحَرُ في يَومِ عيدٍ) الإضافة عهدية أي عند النحر وفيه فضيلة النحيرة. (طب هق (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال الذهبي في الضعفاء (2): متفق على ضعفه، وقد رواه الدارقطني عن ابن عباس وفيه إبراهيم بن يزيد (3) ضعيف.
7827 -
"ما أَنْكَرَ قَلْبُكَ فَدَعْهُ. ابن عساكر عن عبد الرحمن بن معاوية بن خديج".
(ما أَنْكَرَ قَلْبُكَ) أيها المخاطب وهو عام. (فَدَعْهُ) اترك فعله إن كان فعلاً، واستمر على تجنبه إن كان تركا، وهو مثل حديث:"استفت قلبك وإن أفتاك المفتون"(4) وفيه أنه تعالى قد جعل للقلوب إدراكاً تميل به إلى الخير وتنفر به عن الشر ويحتمل أن هذا خاص ببعض القلوب وهي المصفاة بمعين المعارف الإلهية والمملوءة نوراً بشمس الهداية، والشارح جنح إلى هذا وأطال فيه القول ولا شك أن الآثام جواز القلوب وأن للقلب إدراكاً، لما يحبه الله ولما يبغضه، والسعيد من وفقه الله (ابن عساكر (5) عن عبد الرحمن بن معاوية بن خديج) قال الذهبي (6): لا
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 17)(10894)، والبيهقي في السنن (9/ 260)، والدارقطني (4/ 282)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5028)، والضعيفة (524) وقال: ضعيف جداً.
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 484).
(3)
انظر الميزان (1/ 203)، واللسان (1/ 124)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 12)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 60).
(4)
أخرجه أحمد (4/ 228)، وأبو يعلي (1587) من حديث وابصة بن معبد رضي الله عنه.
(5)
أخرجه ابن عساكر (35/ 441) وابن المبارك في الزهد (824، 1162)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5564)، والصحيحة (2230).
(6)
انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 3776).
يصح له صحبة: فهو مرسل، قلت: فكان على المصنف أن يقيده به.
7828 -
"ما أهدى المرء المسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدى أو يرده عن ردى. (هب) عن ابن عمرو (ض) ".
(ما أهدى المرء المسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة) أو نفعها باق ما بقي المهدي له لا كما يهدي له من متاع الدنيا لأنها. (يزيده الله بها هدى أو يرده بها ردى) فالمراد بالحكمة [4/ 108] ما يهدي به إلى الخير. (ويرد عن) الهلاك في الدين أو الدنيا وقد علم أن الهدية سنة فيسن إهداء الحكم إلى أهلها وفيه فضيلة نشر العلم وتعليمه وهداية الضلال به. (هب (1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه البيهقي: في إسناده إرسال بين عبد الله وعبيد الله انتهى وفيه مع ذلك إسماعيل بن عياش ليس بالقوي، وعمارة بن غزية ضعفه ابن حزم وعبيد الله بن أبي جعفر (2) قال أحمد: ليس بالقوي.
7829 -
"ما أَهَلَّ مُهِلَّ قط إلا آبت الشمس بذنوبه. (هب) عن أبي هريرة (ض) ".
(ما أهل مهل قط) الإهلال رفع الصوت والمراد هنا رفعه لحج أو عمرة (إلا آبت) بمد الهمزة فموحدة فمثناة رجعت. (الشمس) أي شمس يومه الذي أهل فيه أي رجحت إلى مغربها بذنوبه أي بمحوها صغائر كانت أو كبائر والتبعات تغفر يوم المزدلفة للحاج وفيه فضيلة الحج والعمرة (هب (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم.
7830 -
"ما أَهَلَّ مُهِلٌ قطُّ ولا كبّر مكبّر قط إلا بشر بالجنة. (طس) عن أبي
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (1764) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5030) والضعيفة (4428).
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 334).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (4029)، والخطيب في تاريخه (2/ 79)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 224)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5031).
هريرة (ض) ".
(ما أهل مهل قط ولا كبر مكبر قط) يحتمل في الحج ويحتمل مطلقاً. (إلا بشر بالجنة) أي بشرته الملائكة يوم القيامة بأن له الجنة بإهلاله أو بتكبيره، وبشره الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر أي إلا كان مبشراً بهذا الخبر. (طس (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح.
7831 -
"ما أُوتي عبدٌ في هذه الدنيا خيراً له من أن يُؤْذن له في ركعتين يُصَلِّيهما. (طب) عن أبي أمامة (ض) ".
(ما أُوتي عبدٌ) ما أتاه الله (في هذه الدنيا خيراً له من أن يُؤْذن له) أي يوفق ويقدر له. (في ركعتين) مثله وكلما كبر كان خيره أكثر (يُصَلِّيهما) لأنهما خير من الدنيا وما فيها أو أجرهما باق إلى أبد الآباد وفيهما مرضاة الرب سبحانه ففيه حث على الإكثار من النوافل (طب (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه.
7832 -
"ما أُوتِيكم من شيءٍ ولا أَمْنَعُكُمُوه، إن أنا إلا خَازنٌ أضعُ حيثُ أُمِرْتُ. (حم د) عن أبي هريرة (ح) ".
(ما أُوتِيكم من شيءٍ) أعطيكم. (وما أَمْنَعُكُمُوه) أي من الغنيمة والفيء أي ليس إليَّ الإعطاء والمنع بشهوتي وإرادتي. (إن أنا إلا خازن) لأموال الله. (أضع حيث أمرت) فالعطاء بأمر من الله والمنع بأمر منه وذلك أنه تعالى قد عين الأموال لمصارف معينة في كتابه وعلى لسان رسوله ويحتمل أن المراد ما أعطي
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7779)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 224)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5569).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 151)(7656)، والترمذي (2911)، وأحمد (5/ 268) بمعناه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5029) والضعيفة (1957).
ولا أمنع من غير من عين الله عطاءه ومنعه إلا من ألقى الله تعالى في قلبي ذلك لأن القلوب بيد الله، وفيه أنه ما ينساق من خير إلا من الله ولا منع إلا منه تعالى لحكم يعلمها فلا يلام من منع ويحمد من أعطي لحديث:"من لا يشكر الناس لا يشكر الله"(1)(حم د (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.
7833 -
"ما أوذي أحد ما أوذيت. (عد) وابن عساكر عن جابر (ض) ".
(ما أوذي أحد) من عباد الله أي ما لقي أحد من الناس من أذية الناس على دعائه لهم إلى الخير مثل: (ما أوذيت) في ذات الله فإنه آذاه قومه بكل أذية بالأقوال والأفعال كما حكته كتب السيرة وصبر صلى الله عليه وسلم وحلم ولم يكافئ من أذاه. (عد (3) وابن عساكر عن جابر) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حجر: هذا الحديث رواه ابن عدي في ترجمة يوسف بن محمَّد بن المنكدر (4) عن أبيه عن جابر ويوسف ضعيف فالحديث ضعيف.
7834 -
"ما أوذي أحد ما أوذيت في الله. (حل) عن أنس (ض) ".
(ما أوذي أحد ما أوذيت في الله) في مرضاته وسبب دعوة العباد إليه قال الحافظ ابن حجر: استشكل بما جاء في صفات ما أوذي أصحابه صلى الله عليه وسلم من التعذيب الشديد وهو محمول لو ثبت على معنى حديث أنس المار: "لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد" وقيل: إن كلما أوذي به الصحابة كان يتأذى به هو لأنه بسببه، واستشكل بما أوذي به الأنبياء قبله كقتل يحيى وزكريا عليهما
(1) أخرجه أبو داود (4811)، والترمذي (1954).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 314)، وأبو داود (2949)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5566)، وأخرجه البخاري بمعناه (2949).
(3)
أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 155)، وابن عساكر (5817) كما في الكنز، وأورده الذهبي في الميزان (7/ 305) في ترجمة يوسف بن محمَّد بن المنكدر وقال: قال النسائي: متروك الحديث وقال أبو زرعة: صالح الحديث، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5567).
(4)
انظر: المغني في الضعفاء (2/ 764)، والكاشف (2/ 401).
السلام: وأجيب: بأن المراد هنا من الأذية ما عدا إزهاق الروح، وقيل: لما كان أكثر الأنبياء أتباعاً كان أكثرهم أذى لأن كل أذى يتفق لأفراد أمته يؤذيه، وقيل: إن كلما سمع ما جرى لنبي من الأنبياء قبله من الأذى فإنه يؤلمه ويجد من أذاه مثل ما وجده ذلك النبي فبهذا لم يؤذ أحد بما أوذي به (حل (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه.
7835 -
"ما بر أباه من شد إليه الطرف بالغضب. (طس) وابن مردويه عن عائشة (ض) ".
(ما بر أباه من شد إليه الطرف) أي نظرة بطرفة نظرة من نظر (بالغضب) وهذا أشد التحذير عن جفوة الآباء فإن هذه النظرة أخف شيء يفعله الولد وقد سلبت عنه صفة البر فكيف غيرها وكذا جاء في كتاب الله: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء: 23] لم يزد على حرفين [4/ 109] في ما نهى عنه من أذاهما فليحذر العبد عقوق الآباء وأولى منهم الأمهات إذ حقوقهن آكد كما أسلفناه (طس وابن مردويه (2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه صالح بن موسى (3) وهو متروك.
7836 -
"ما بعث الله تعالى نبياً إلا عاش نصف ما عاش النبي الذي كان قبله. (حل) عن زيد بت أرقم".
(ما بعث الله نبياً إلا عاش) في العمر (نصف ما عاش النبي الذي كان قبله)
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 333) وذكره الذهبي في الميزان (6/ 174) في ترجمة محمَّد بن سليمان أبو جعفر الخزاز وقال: ومن أكاذيبه .. ثم ذكر الحديث، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5568).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (9381)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5036)، والضعيفة (4432).
(3)
انظر: ميزان الاعتدال (4143)، والمغني في الضعفاء (3051).
زاد الطبراني في روايته: "وأخبرني جبريل أن عيسى بن مريم عليه السلام عاش مائة وعشرين سنة ولا أراني إلا ذاهباً على رأس الستين"(1) قال الذهبي: كابن عساكر في تاريخه والصحيح أن عيسى لم يبلغ هذا العمر وإنما أراد مدة مقامه في أمته كما يدل له ما رواه عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة في مرضه فسارها فقال: إن الله لم يبعث نبياً إلا وقد عمر نصف عمر الذي قبله وعيسى لبث في بني إسرائيل أربعين سنة وهذه توفي لي عشرين، قال ابن حجر (2) في المطالب: ما رواه ابن سعد من أن عيسى عمر أربعين أراد به مدة النبوة. (حل (3) عن زيد بن أرقم) سكت عليه المصنف وفيه عبيد بن إسحاق قال الذهبي (4): ضعفوه ورضيه أبو حاتم وفيه كامل فإن كان الجحدري (5) فقد قال أبو داود: رميت بحديثه، وإن كان السعدي (6) فقد ضعفه ابن حبان.
7837 -
"ما بلغ أن تؤدي زكاته فزكي فليس بكنز. (د) عن أم سلمة (ح).
(ما بلغ) أي من المال لقرينة السياق. (أن تؤدي زكاته فزكي) أخرج مالكه زكاته (فليس بكنز) فلا يدخل تحت الوعيد في الآية {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ
…
} [التوبة: 34] وفيه أن من بلغ ذلك وهو بلوغ النصاب فلم يخرج زكاته فإنه كنز داخل تحت الآية وهو دليل على وجوب زكاة الحلي لأنها قالت: راويته أم سلمة رضي الله عنها كنت ألبس أوضاحاً وهو نوع من الحلي من ذهب
(1) انظر: المطالب العالية رقم (3554).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 417)(1031)، وقال الهيثمي في المجمع (9/ 23) رواه الطبراني بإسناد ضعيف.
(3)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 68)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 244)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5038).
(4)
انظر ميزان الاعتدال (245)، وانظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1592).
(5)
انظر المغني في الضعفاء (5292).
(6)
انظر المغني في الضعفاء (5292)، وميزان الاعتدال (4855).
فقلت: يا رسول الله أكنز هو فذكره (د (1) عق أم سلمة) رمز المصنف لحسنه، قال ابن عبد البر: في إسناده مقال، وقال الزين العراقي: في شرح الترمذي: إسناده جيد ورجاله رجال البخاري انتهى وفيه ثابت بن عجلان (2) خرج له البخاري، وقال عبد الحق: لا يحتج به واعترضه ابن القطان بما رده عليه الذهبي.
قلت: وقد ذكره الحافظ في مقدمة فتح الباري وذكر كلام الناس فيه توثيقاً وتلييناً بما يفده أن حديثه حسن كما رمز له المصنف، وقد قال الشارح: وقد أحسن المصنف حيث اقتصر على تحسينه، قال ابن القطان: وللحديث إسناد إلى عمرو بن شعيب صحيح (3).
7838 -
"ما بين السرة والركبة عورة. (ك) عن عبد الله بن جعفر (صح) ".
(ما بين السرة والركبة عورة) أي من الرجل والأمة وأما الحرة فما عدا الوجه والكفين لحديث أبي داود وغيره: "لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار"(4) أي من بلغت سن المحيض، وعند داود:"العورة القبل والدبر لا غير"(5) والحديث حجة عليه (ك (6) عق عبد الله بن جعفر) رمز المصنف لصحته ورواه الطبراني عنه أيضاً. وقال الهيثمي: فيه أصرم بن حوشب (7) وهو ضعيف.
7839 -
"ما بين المشرق والمغرب قبلة. (ت هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(1) أخرجه أبو داود (1564)، والحاكم (1/ 390)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5582).
(2)
انظر ميزان الاعتدال (852).
(3)
انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 317 - 318)، وفتح الباري لابن حجر (1/ 393 - 395).
(4)
أخرجه أبو داود (641)، والترمذي (377) وابن ماجه (655).
(5)
أخرجه أحمد ومالك كما في عون المعبود (11/ 37) وابن حجر في الفتح (1/ 481).
(6)
أخرجه الحاكم (3/ 568)، والطبراني في الأوسط (7761)، والصغير (1033)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 53)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5583).
(7)
انظر ميزان الاعتدال (4371)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 127).
(ما بين المشرق والمغرب قبلة) تصح إليه الصلاة وغيرها، وقيل: المراد لأهل المدينة وأنهم يجعلون المغرب عن يمينهم والمشرق عن يسارهم ولأهل اليمن كذلك لكنهم يجعلون المشرق عن يمينهم والمغرب عن شمالهم، وقيل: المراد من التبست عليه القبلة فإلى أي جهة صلى أجزأه.
قلت: لا يخفى ضعفه، وقيل: المراد من تنفل على دابته في السفر. قلت: هو كما قبله في الضعف.
(ت هـ ك (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح، والحاكم: صحيح على شرطهما وأقره الذهبي، وقال النسائي: هو منكر وأقره عليه الحافظ العراقي، قال الشارح: الذي وقفت عليه في مسند الفردوس معزواً إلى الترمذي بزيادة لأهل المشرق يعني وليست هذه الزيادة في نسخ الجامع.
7840 -
"ما بين النفختين أربعون، ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كم ينبت البقل وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظم واحد وهو عجب الذنب: منه خلق ومنه يركب يوم القيامة. (ق) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما بين النفختين) نفخة الصور ونفخة الصعقة (أربعون) لم يبين هل سنة أو يوماً أو شهراً، ووقع للنووي (2) أن في مسلم أربعين سنة، قال ابن حجر (3): وليس كذلك. (ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل) من الأرض. (وليس من الإنسان شيء إلا يبلى) يعني تعدم أجزاؤه وتستحيل وتصير إلى صفة
(1) أخرجه الترمذي (342، 344)، وابن ماجة (1011)، والحاكم (1/ 205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5584).
(2)
شرح مسلم (18/ 91).
(3)
فتح الباري (8/ 552).
التراب ثم يعاد عند الإحياء إلى ما عهد (إلا عظم واحد وهو عجب الذنب) بفتح المهملة وسكون الجيم ويقال: عجم [4/ 110] وهو عظم لطيف كحبة خردل عند رأس العصعص مكان رأس الذنب من ذوات الأربع (ومنه يركب) الخلق (يوم القيامة) وذلك لسر لا يعلمه إلا الله وإلا فمن أوجد العباد من العدم لا يحتاج إلى شيء يبنى عليه الخلق (ق (1) عن أبي هريرة) ورواه النسائي عنه.
7841 -
"ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة. (حم ق ن) عن عبد الله بن زيد المازني (ت) عن علي وأبي هريرة (صح) ".
(ما بين بيتي) وفي رواية: "ما بين قبري". (ومنبري روضة من رياض الجنة) أراد ببيته قبره لأنه قبر في بيته أي كروضة من رياضها والظاهر أنها تنتقل تلك البقعة وتكون من رياض الجنة، وقدروا ما بين قبره ومنبره نحو ثلاثة وخمسين ذراعا ويحتمل أن العامل فيها الطاعات أو الواقف فيها لها تكون له روضة في الجنة مخصوصة أو أنها في الدنيا كأنها من رياض الجنة لما يدركه الواقف فيها للعبادة من لذة الطاعة وتمام الحديث عند مسلم:"ومنبري على حوضي: أي يكون في الآخرة على الحوض" أو أنه الآن على حوضه وفيه الحث على البقاء في روضته. (حم ق ن (2) عن عبد الله بن زيد المازني) قال الذهبي (3): له صحبة (ت) عن علي وأبي هريرة)، قال المصنف: هذا حديث متواتر.
7842 -
"ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكب من الدجال. (حم م) عن هشام بن عامر (صح) ".
(ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة) من الحوادث العظيمة المهلكة للدين.
(1) أخرجه البخاري (4814، 4935)، ومسلم (2955)، والنسائي (6/ 417).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 39)، والبخاري (1195)، ومسلم (1390)، والنسائي (695)، وأخرجه الترمذي (3915) عن علي وأبي هريرة معًا.
(3)
انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 312) رقم (3295).
(أمر أعظم من الدجال) يعني لشدة البلاء به ولما يأتي به من الخوارق المقرونة بدعواه الإلهية قال ابن العربي: الدجال يظهر في دعواه الإلهية وما يخيل من الأمور الخارقة للعادة من إحياء الموتى وغيره مما يجعله الله آيات على صدق دعواه قال: وذلك في غاية الإشكال لأنه يقدح في ما قرره أهل الكلام في العلم بالنبوات فبطل بهذه الفتنة كل دليل قرروه وأي فتنة أعظم من فتنة تقدح ظاهراً في الدليل الذي أوجب السعادة للعباد انتهى.
قلت: لا يقدح ذلك في أدلة المعجزات على صدق الأنبياء فإنه بعد تحذير الرسل لأممهم من فتنة الدجال وبيان شأنه لهم لا قدح في ذلك بل خروجه من أدلة صدق الأنبياء ومعجزة لهم وتصديق لما قالوه من الغيب فلا قدح أصلاً وما أرى هذا القدح الذي هوّله هذا إلا من جملة منادي الفتنة ومن كشف حقيقته وحده باطلاً (حم م (1) عن هشام بن عامر) بن أمية الأنصاري النجّاري.
7843 -
"ما بين لابتي المدينة حرام. (ق ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما بين لابتي المدينة) اللابة واللوبة: الحرة وهي أرض ذات حجارة سود سميت بذلك وهي من اللوبات وهي شدة الحر كما أن الحرة من الحر (حرام) أي لا ينفر صيدها ولا يقطع شجرها. (ق ت (2) عن أبي هريرة).
7844 -
"ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاماً وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ. (حم) عن معاوية بن حيدة (ح) ".
(ما بين مصراعين من مصاريع الجنة) في المصباح: المصراع (3) من الباب الشطر (مسيرة أربعين عاماً وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ) في النهاية (4) الكظيظ
(1) أخرجه أحمد (4/ 20، 19)، ومسلم (2964).
(2)
أخرجه البخاري (1869)، ومسلم (1372)، والترمذي (3921).
(3)
المصباح المنير (338).
(4)
النهاية (4/ 177).
الزحام وقد عورض هذا بحديث أبي هريرة: "ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر"(1) وفي لفظ: "كما بين مكة وبصرى" وأجيب بأن هذا الحديث إخبار عن أعظم الأبواب وأوسعها أو بأن الجنات درجات عالية فباب الجنة العالية فوق باب الجنة التي تحتها وكلما علت الجنة اتسعت فعاليها أوسع مما تحته وسعة الباب بحسب سعة الجنة (حم (2) عن معاوية بن حيدة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: فيه ما فيه فقد حكم جمع من الحفاظ بضعفه.
7445 -
"ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع. (ق) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما بين منكبي الكافر في النار) المنكب مجتمع العضد والكتف (مسيرة ثلاثة أيام) وفي رواية خمسة. (للراكب المسرع) عظم خلقه ليعظم عذابه ويضاعف ألمه وفي رواية أحمد: "يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمتي أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام"(3) وللبيهقي: "مسيرة سبعين خريفاً" ولابن المبارك: "ضرس الكافر يوم القيامة أعظم من أحد"(4) ولمسلم: "غلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام"(5) وللبزار: "كثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار"(ق (6) عن أبي هريرة).
7846 -
"ما تجالس قوم مجلساً فلم ينصت بعضهم لبعض إلا نزع من ذلك المجلس البركة. ابن عساكر عن محمَّد بن كعب القرظي مرسلاً".
(1) أخرجه مسلم (194).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 3)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5590).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 26) عن ابن عمر.
(4)
الزهد لابن المبارك (1/ 84) عن أبي هريرة.
(5)
أخرجه مسلم (2851) عن أبي هريرة.
(6)
أخرجه البخاري (6551)، ومسلم (2852).
(ما تجالس قوم مجلسا فلم ينصت بعضهم) عند التحادث (لبعض إلا نزع) مغير صيغة (من ذلك المجلس البركة) قال الغزالي (1) يندب للجليس أن ينصت عند كلام صاحبه حتى يفرغ من خطابه ويترك المنازعة في كلامه، وفيه ذم ما يفعله كثير من طلبة العلم وغيرهم من المتجالسين. (ابن عساكر (2)[4/ 111] عن محمَّد بن كعب القرظي مرسلاً).
7847 -
"ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله. (طب) عن ابن عمر (ح) ".
(ما تجرع عبد جرعة) التجرع شرب في عجلة (أفضل عند الله من جرعة غيظ كظمها) في الأساس كظم القربة ملأها وسد رأسها والباب سده ومنه كظم الغيظ وعلى الغيظ، قال الطيبي: يريد أنه استعاره من كظم القربة كظماً لله أي لأجل ما وعد على ذلك من الأجر (ابتغاء وجه الله) لا لغرض غيره وفي القرآن {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134] في صفات المحسنين (طب (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وفيه عاصم بن علي شيخ البخاري أورده الذهبي في الضعفاء (4) وقال: قال يحيى: ليس بشيء عن أبيه علي بن عاصم قال النسائي: متروك وضعفه جمع، ويونس بن عبيد: مجهول.
7848 -
"ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه. (خد حب ك) عن أنس (صح) ".
(1) إحياء علوم الدين (2/ 331).
(2)
أخرجه البيهقي في المدخل (437)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 1926 مختصرة)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5039).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 128)، والطبراني في الأوسط (7282)، وابن ماجة (4189)، والبيهقي في الشعب (8307)، وضعفه الألباني في الضعيفة (1912).
(4)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 321).
(ما تحاب اثنان في الله) لأجله لا لغرض دنيوي (إلا كان أفضلهما) أعظمهما عند الله أجراً وقدراً (أشدهما حبا لصاحبه)(خد حب ك (1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
7849 -
"ما تحاب رجلان في الله تعالى إلا وضع الله لهما كرسياً فأجلسا عليه حتى يفرغ الله من الحساب. (طب) عن أبي عبيدة ومعاذ (ض) ".
(ما تحاب اثنان في الله تعالى) أو أكثر من اثنين. (إلا وضع الله لهما كرسياً) يوم القيامة في الموقف (فأجلسا عليه) إكراما لهما وإظهارا لشرفهما وصيانة عن كرب الموقف (حتى يفرغ الله من الحساب) أي حساب الخلائق مكافأة على التحاب في الله (طب (2) عن أبي عبيدة ومعاذ) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه أبو داود الأعمى (3) وهو كذاب فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب.
7850 -
"ما ترفع إبل الحاج رجلاً ولا تضع يدا إلا كتب الله تعالى له بها حسنة أو محا عنه سيئة أو رفعه بها درجة. (هب) عن ابن عمر (ض) ".
(ما ترفع إبل الحاج) أو المعتمر. (رجلاً ولا تضع يداً) حال سيرها إلى بيت الله بالناس. (إلا كتب الله تعالى له بها) بكل واحدة من الرفعة والوضعة (حسنة أو محا عنه سيئة أو رفعه بها درجة) من درجات الجنة. (هب (4) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه.
(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (544)، وابن حبان في صحيحه (566)، والحاكم (4/ 171)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5594)، والصحيحة (450).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 36) رقم (52)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (5040) وقال: موضوع.
(3)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 783)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 165)، والتقريب (1/ 565).
(4)
أخرجه البيهقي في الشعب (4116)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5596).
7851 -
"ما ترك عبد أمراً لا يتركه إلا لله إلا عوضه الله منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه. ابن عساكر عن ابن عمر".
(ما ترك عبد أمراً) من أمور الدنيا. (لا يتركه إلا الله) ابتغاء مرضاته وطلب ما لديه (إلا عوضه الله منه ما هو خير له منه) في الدنيا والآخرة (في دينه ودنياه) فينبغي للعبد أن يتحرى ترك ما لا يحبه الله ابتغاء وجهه لينال ما هو خير منه وأصلح له (ابن عساكر (1) عن ابن عمر) ورواه عنه بلفظه أبو نعيم في الحلية وقال غريب: لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
7852 -
"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. (حم ق ت ن هـ) عن أسامة (صح) ".
(ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) إذ المرأة تقبل ومعها شيطان وتدبر وهو معها يدعو إليها بل زوجة الإنسان تدعوه إلى الشر وأقله حب الدنيا والتنافس فيها وفي ذلك حكايات غير خافية بل كل إنسان قد جرب صدق الخبر في نفسه والحديث إعلام للعبد أن يستعد لهذه الفتنة (حم ق ت ن هـ (2) عن أسامة).
7853 -
"ما ترون مما تكرهون فذلك ما تجزون يؤخر الخير لأهله في الآخرة. (ك) عن أبي أسماء الرحبي مرسلاً"(صح).
(ما ترون مما تكرهون) مما يصيبكم في الدنيا. (فذلك ما تجزون) أي المكروه الذي ينزل بكم هو جزاء سيئاتكم تعجل الله في الدنيا (يؤخر) بالخاء المعجمة من التأخير (الخير لأهله في الآخرة) فالعبد يصيبه ما يكره في الدنيا ليسلم من
(1) أخرجه ابن عساكر (10/ 374)، أبو نعيم في الحلية (2/ 196)، والبيهقي في الشعب (7549)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (5041) وقال: موضوع.
(2)
أخرجه أحمد (5/ 200، 210)، والبخاري (5096)، ومسلم (2741)، والترمذي (2780)، والنسائي في الكبرى (9153)، وابن ماجة (3998).
عقاب الآخرة ويوافي القيامة سالماً من عقاب ذنوبه (ك (1) عن أبي أسماء الرحبي) بفتح الراء وسكون المهملة ثم موحده آخره ياء مثناه تحتية نسبة إلى الرحبة بلد على الفرات واسمه عمرو بن مرثد الدمشقي (مرسلاً) رمز المصنف لصحته.
7854 -
"ما تستقل الشمس فيبقي شيء من خلق الله إلا سبح الله بحمده إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم. ابن السني (حل) عن عمرو بن عبسة".
(ما تستقل الشمس) ترتفع وتتعالى وكأن المراد قدر الرمح فإنه الوقت الذي تزول فيه الكراهة.
(فيبقي شيء من خلق الله إلا يسبح الله بحمده) مأخوذ من الآية: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44]. وفي هذه الساعة تكون صلاة الإشراق. (إلا ما كان من الشياطين وأغبياء) بالغين المعجمة بعدها موحده فمثناه تحتية جمع غبي وهو قليل الفطنة. (بني آدم) وفيه الحث على ذكر الله تعالى في تلك الساعة، (ابن السني حل (2) عن عمران بن عبسة) سكت المصنف عليه وفيه بقية بن الوليد (3) وصفوان بن عمرو (4) قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
7855 -
"ما تشهد الملائكة من لهوكم إلا الرهبان والنضال. (طب) عن ابن عمر (ض) ".
(ما تشهد) تحضر. (الملائكة من لهوكم) لعبكم. (إلا الرهبان) بكسر الراء كسهام تراهن القوم بأن يخرج كل واحد من المتراهنين شيئًا ويجعله رهناً ليفوز
(1) أخرجه الحاكم (2/ 533)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5042)، والضعيفة (5214).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 111)، والطبراني في مسند الشاميين (960)، والديلمي في الفردوس (6235)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5599)، والصحيحة (2224).
(3)
انظر المغني (1/ 109)، والتقريب (1/ 126)
(4)
انظر الكاشف (5031).
بالكل كذا في الشرح وفي القاموس (1) الرهبان: المخاطرة [4/ 112] والمسابقة على الخيل وكأن المراد هنا الأخير لما علم من أن المخاطرة منهي عنها إلا أن يثبت تخصيص هذا (والنضال) بالنون المعجمة بزنة رهان وهي الترامي للسبق يقال انتضل القوم وتناضلوا أي رموا للسبق وفيه أن هذين النوعين من اللهو يحبهما الله فإنها لا تحضر الملائكة ما لا يحبه الله (طب (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه.
7856 -
"ما تصدق الناس بصدقة أفضل من علم ينشر. (طب) عن سمرة".
(ما تصدق الناس بصدقة أفضل من علم) نافع (ينشر) يبث للناس وذلك لأن أفضلية الصدقات من حيث أنها نافعة لمن يعطاها وأنفع شيء في الدين والدنيا العلم إذ به نيل سعادة الدارين ونشره بتعليمه وإلقائه إلى الناس وهو أفضل أنواع نشره وبتأليفه وبإرشاد العباد إلى النافع منه. (طب (3) عن سمرة بن جندب) سكت المصنف عليه وضعفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه عون بن عمارة (4) ضعيف، قال الشارح: وفيه إبراهيم بن مسلم (5) قال الذهبي: قال ابن عدي منكر الحديث.
7857 -
"ما تغبرت الأقدام في مشي أحب إلى الله من رقع صف. (ص) عن ابن سابط مرسلاً".
(1) القاموس المحيط (1/ 1461).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 399) رقم (13474)، وابن عدي في الكامل (5/ 147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5043)، والضعيفة (814).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 231) رقم (6946)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 166)، والترغيب والترهيب (1/ 68)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5044)، والضعيفة (4435).
(4)
انظر المغني (2/ 495)، والتقريب (1/ 434)، وميزان الاعتدال (5/ 369)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 237).
(5)
انظر ميزان الاعتدال (1/ 191)، والمغني في الضعفاء (1/ 26)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 34)، والتقريب (1/ 94).
(ما تغبّرت) بمعجمة وموحدة من الغبرة. (الأقدام في مشي أحب إلى الله من رقع) بالراء والقاف الساكنة آخره مهملة (صف) أي سد فرجته من صفوف الصلاة أو صفوف الحرب مأخوذ من رقع الثوب (ص (1) عن ابن سابط مرسلاً) واسمه عبد الرحمن.
7858 -
"ما تقرب العبد إلى الله بشيء أفضل من سجود خفي. ابن المبارك عن ضمرة بن حبيب مرسلاً".
(ما تقرَّب العبد إلى الله بشيء) من الأعمال الصالحة (أفضل من سجود خفي) من صلاة نفل في بيته حيث لا يراه أحد فالمراد بالسجود الصلاة من إطلاق الجزء على الكل والمراد من القربة النافلة ضرورة أن الجماعة في الفريضة أفضل -أو أن المراد به السجود حقيقة ولا مانع في أن يراد- (ابن المبارك (2) عن ضمرة بن حبيب مرسلاً) فيه أبو بكر بن أبي مريم (3) ضعيف، قاله الحافظ العراقي.
7859 -
"ما تلف مال في بر أو بحر إلا بحبس الزكاة. (طس) عن عمر (ض) ".
(ما تلف مال في بر ولا بحر إلا لحبس الزكاة) فحبس الزكاة متلف للأموال كما أن بذلها سبب لنمو المال وإضعافه. (طس (4) عن عمر) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عمرو بن هارون (5) ضعيف.
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (3820)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5045).
(2)
أخرجه ابن المبارك في الزهد (154)، والقضاعي في مسند الشهاب (1294)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5046)، والضعيفة (1792).
(3)
انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 115)، وميزان الاعتدال (2/ 68).
(4)
أورده الهيثمي في المجمع (633) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5047)، وقال في الضعيفة (575): منكر.
(5)
انظر تهذيب التهذيب (8/ 98)، والتقريب (1/ 427).
7860 -
"ما تواد اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما. (خد) عن أنس (ح) ".
(ما تواد اثنان في الله فيفرق بينهما) بعد التواد. (إلا بذنب يحدثه أحدهما) فعوقب من الله تعالى بسلب الأخوة فيه التي أجرها عظيم عند الله فإن المعاصي تسلب بركات الطاعات، قال موسى الكاظم: إذا تغير صاحبك عليك فاعلم أن ذلك من ذنب أحدثته فتب إلى الله من كل ذنب يستقم لك وده. (خد (1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه ورواه أحمد باللفظ المذكور، قال الهيثمي: سنده جيد ورواه من طريق آخر بزيادة: "ما تواد رجلان في الله تبارك وتعالى فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما والمحدث شر" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد (2) وقد وثق وفيه ضعف.
7861 -
"ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له من حين يخرج من بيته، كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم. (هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما توطن) بالمثناة من فوق وترتيب المصنف قاضٍ به وعند ابن أبي شيبة يوطي بمثناة تحتيه أوله وآخره. (رجل مسلم المسجد للصلاة والذكر) أي جعله كالوطن له يألفه ويقيم به ويرتاح إليه (إلا تبشبش) بالمثناة من فوق فموحدة فمعجمة فموحدة فمعجمة.
(الله له من حين يخرج من بيته) أي فرح به وأقبل عليه يعني تلقاه ببره وإكرامه
(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (401) عن أنس، وأخرجه أحمد (2/ 68) عن ابن عمر، وأخرجه (5/ 71) عن رجل من بني سليط، وأورده الهيثمي في المجمع (1848) عن ابن عمر وعزاه لأحمد وقال: إسناده حسن، وأورده أيضاً (27510) عن رجل من بني سليط وعزاه لأحمد وقال إسناده حسن، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5603)، والصحيحة (637).
(2)
انظر المغني (2/ 447)، والتقريب (1/ 401)، والكاشف (2/ 40).
(كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم) قال الزمخشري: التبشبش بالإنسان المسرة به والإقبال عليه وهو من معنى البشاشة لا من لفظها وفيه تبشير معاود المساجد ومستوطنها. (هـ ك (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما.
7862 -
"ما ثقل ميزان عبد كَدَابَّةٍ تنفق له في سبيل الله أو يُحمل عليها في سبيل الله. (طب) عن معاذ (ض) ".
(ما ثقل) بتثقيل القاف. (ميزان عبد) أي صيره ثقيلا في الآخرة. (كَدَابَّةٍ تنفق له في سبيل الله) أي كنفقة دابة تنفق في الجهاد يركب عليها صاحبها. (أو يُحمل عليها) غيره. (في سبيل الله) قيد لهما، قال الحليمي: هذا إلحاق للشيء المفضل بالأعمال الفاضلة إذ معلوم أن الصلاة أفضل منه.
قلت: وفيه الحث على النفقة في سبيل الله. (طب (2) عن معاذ) بن جبل رمز المصنف لضعفه وفيه سعيد بن سليمان (3) وفيه ضعف وعبد الحميد بن بهرام (4) قال أبو حاتم: لا يحتج به، وشهر بن حوشب (5) قال ابن عدي: لا يحتج به.
7863 -
"ما جاءني جبريل إلا أمرني بهاتين الدعوتين: اللهم ارزقني طيبا واستعملني صالحا. الحكيم عن حنظلة"(ض).
(ما جائني جبريل إلا أمرني) أي عن الله فإنهم إنما يفعلون ما يؤمرون (بهاتين
(1) أخرجه ابن ماجة (800)، والحاكم في المستدرك (1/ 213)، وأحمد في مسنده (2/ 328)، وابن حبان (2278)، وابن خزيمة في صحيحه (359)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5604).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 64) رقم (117)، وأحمد في مسنده (5/ 246)، والبزار في مسنده (2669)، وأورده الهيثمي في المجمع 5/ 273 وعزاه لأحمد والبزار والطبراني وقال: فيه شهر بن حوشب وهو ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5048)
(3)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 261)، وميزان الاعتدال (1/ 261).
(4)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 368)، وميزان الاعتدال (4/ 246).
(5)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 301)، وميزان الاعتدال (3/ 389)، والتقريب (1/ 269)
الدعوتين) أي أن أدعو بهما. (اللهم ارزقني طيباً)[4/ 113] رزقا طيباً وهو الحلال ويحتمل أن المراد الحلال الطيب في نفسه (واستعملني صالحا) حال من المفعول، أي استعملني حال كوني صالحاً، لما تستعملني فيه أي قائما به موفقا للقيام بما يرضيك منه كأنه قال: استعملني وأعني من باب {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] وفيه طلب الحلال من الرزق وأنه مقدم على غيره من المطلوبات (الحكيم (1) عن حنظلة) رمز المصنف لضعفه.
7864 -
"ما جاءني جبريل قط إلا أمرني بالسواك حتى لقد خشيت أن أحفي مقدم فمي. (حم طب) عن أبي أمامة (صح) ".
(ما جاءني جبريل قط إلا أمرني) عن الله. (بالسواك حتى لقد خشيت) من امتثالي للأمر وفعلي لما أمرت به. (أن أحفي) بالحاء المهملة والفاء. (مقدم فمي) أي أستأصله من أحفى شاربه: وخص المقدم، وإلا فإنه يستعمله في جميع أسنانه لأن غيره من الأسنان أقوى وفيه الحث بالسواك والعناية بشأنه. (حم طب (2) عن أبي أمامة)، رمز المصنف لصحته، وقال الشارح لحسنه.
7865 -
"ما جلس قوم يذكرون الله تعالى إلا ناداهم مناد من السماء: قوموا مغفوراً لكم. (حم) والضياء عن أنس"(صح).
(ما جلس قوم يذكرون الله تعالى) بأي نوع من أنواع الذكر ويدخل فيه حلق العلم النافع كتابا وسنة. (إلا ناداهم مناد من السماء) الحكمة فيه وإن لم يسمعوه إسماع غيرهم من الخلائق عظمة الذكر والحكمة في عدم أسماعهم الصيانة لهم من العجب وأما إخبارهم بلسان الرسول كهذا الإخبار فإنه من باب التبشير
(1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 227) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5049)
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (5/ 263)، والطبراني في الكبير (2108) رقم (7847)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5050).
لهم كغيره من إخبار الوعد أن (قوموا مغفوراً لكم) ليس أمراً لهم بالقيام عن مجلس الذكر بل إخباراً لهم بأنهم إن فارقوه فقد غفر لهم، لكن عبر عنه بالأمر إشارة إلى أنها قد تحققت المغفرة التي يطلبون ومن قضى حاجته يؤمر بالقيام من مجلس طلبه وسؤاله وفيه الحث على الاجتماع على ذكر الله تعالى لأنه يحصل به التعاضد والنشاط والهمة ولذا قال الكليم في طلبه لأخيه وصحبته {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} [طه: 33، 34] (حم (1) والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته.
7866 -
"ما جلس قوم يذكرون الله تعالى فيقومون حتى يقال لهم: قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم، وبدّلت سيئاتكم حسنات) (طب هب) والضياء عن سهل بن حنظلة (صح) ".
(ما جلس قوم يذكرون الله تعالى فيقومون حتى يقال لهم: قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم، وبدّلت سيئاتكم حسنات) هذه زيادة على ما سلف. (طب هب (2) والضياء عن سهل بن حنظلة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه المتوكل بن عبد الرحمن (3) والد محمَّد بن السري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
7867 -
"ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة من الله: فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم. (ت هـ) عن أبي هريرة وأبي سعيد (ح) ".
(1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 142)، والضياء المقدسي في المختارة (2677)، وأبو يعلى في مسنده (4141)، والطبراني في الأوسط (1556)، وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 76) وعزاه لأحمد وأبي يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وقال فيه ميمون المرئي وثقه جماعة وفيه ضعف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5609)، والصحيحة (2210).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 212) رقم (6039)، والبيهقي في الشعب (695)، وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 76)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5610).
(3)
انظر التقريب (1/ 168)، وتهذيب التهذيب (2/ 314).
(ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم) ظاهره أنه لا بد من الأمرين (إلا كان عليهم ترة) بمثناة فوقية مكسورة وقيل بفتحها وأما الراء فمفتوحة لا غير أي تبعة وقيل نقص (فإن شاء عذبهم) بترك ذلك عدلاً (وإن شاء غفر لهم) فضلا منه ففيه الحث على أن لا يخلو مجلس عن ذكر الله والصلاة على نبيه (ت هـ (1) عن أبي هريرة وأبي سعيد) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن انتهى، وفيه صالح مولى التوأمة (2) وفيه كلام سلف.
7868 -
"ما جمع شيء إلى شيء أفضل من علم إلى حلم. (طس) عن علي (ض) ".
(ما جمع شيء) من الصفات (إلى شيء) منها (أفضل من علم إلى حلم) فإن العالم لا حلم عنده كالجاهل والجاهل الحليم لا يعرف مواضع الحلم (طس (3) عن علي) رمز المصنف لضعفه.
7869 -
"ما حاك في صدرك فدعه. (طب) عن أبي أمامة (ح) ".
(ما حاك) بالمهملة من حال يحيك إذا تردد (في صدرك) أي ما لم يطمئن به القلب وتردد فيه. (فدعه) ولا تفعله فإن الله جعل للقلب الحجة إدراكاً للبر والإثم فما سكن إليه فهو البر وما لم يسكن إليه فهو الإثم وسببه أنه سأله سائل: ما الإثم؟ فذكره (طب (4) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح فكان الأحسن الرمز لصحته.
(1) أخرجه الترمذي (3380)، وابن ماجه (3791)، وأحمد (2/ 432)، والنسائي (6/ 107)، والبيهقي في السنن (2/ 210)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5607)، والصحيحة (74).
(2)
انظر العلل المتناهية (1/ 377)، والتقريب (1/ 274).
(3)
أخرجه الطبراني في الصغير (707)، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5051).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (1178) رقم (7539)، والروياني في مسنده (1255)، وذكره الهيثمي (10/ 294)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5611).
7870 -
"ما حبست الشمس على بشر قط إلا على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس. (خط) عن أبي هريرة (ض) ".
(ما حبست الشمس) عن جريها في فلكها. (على بشر قط إلا على يوشع بن نون) بالتنوين لأنه وإن كان عجميا فوسطه ساكن كنوح، وهو فتى موسى الذي سافر معه إلى عبد الخضر (ليالي سار إلى بيت المقدس) وذلك أنه خشى غروبها قبل دخوله فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، فوقفت له حتى دخل بيت المقدس، وقد عورض هذا الخبر بخبر ردها لعلي كما هو معروف وقد نقلناه وما قيل فيه في الروضة الندية شرح التحفة العلوية، ومن قال: إنه موضوع كابن الجوزي فما أنصف وقد رد عليه المصنف وانتصر لتصحيحه، والتحقيق أن لا معارضة لأن ذلك حبس لها وذا رد لها بعد غروبها وعورض بما في السيرة "أنه صلى الله عليه وسلم أخبر قريشاً بقدوم عيرهم في يوم معين وخشي غروبها ولم تأت فدعا الله فحبست [4/ 114] حتى قدمت عير قريش، وأجيب بأن المراد ما حبست على أحد من الأنبياء الأولين، ولكنه قد جاء في الخبر أنها حبست لسليمان عليه السلام إلا أنه غير ثابت والحديث إخبار بفضيلة يوشع بن نون (خط (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الحافظ ابن حجر (2): ورد من طريق صحيحة أخرجها أحمد من طريق هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس لا تحبس إلا ليوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس" (3).
7871 -
"ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين. (خد هـ) عن عائشة"(ح).
(1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (9/ 99) وابن عساكر (21/ 229)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5612)، والصحيحة (2226).
(2)
انظر فتح الباري (6/ 221).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 325).
(ما حسدتكم اليهود على شيء) مما أعطيتم من الآداب (ما حسدتكم على السلام) في ما بينكم وفيه أن السلام من خصائص هذه الأمة إلا أنه جاء في حديث: "خلق آدم أن الله جعل السلام تحية لآدم وذريته"، قلت: يمكن أن يقال قد كان تركه بنو إسرائيل فلما جاء من طريق المسلمين حسدوهم عليه. (والتأمين) عقيب قراءة الفاتحة أو مطلقاً، قالوا: لم تكن آمين قبلنا إلا لموسى وهارون وفيه الحث على الأمرين السلام والتأمين (خد هـ (1) عن عائشة)، اقتصر المصنف على الرمز لحسنه، قال الشارح: وهو تقصير فقد صححه جماعة، وقال الحافظ ابن حجر (2): صححه ابن خزيمة وأقره.
7872 -
"ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على: آمين، فأكثروا من قول آمين. (هـ) عن ابن عباس".
(ما حسدتكم اليهود على شيء) مما أعطاكم الله من الأذكار (ما حسدتكم) أي مثل حسدها لكم (على: آمين) وذلك لعلمهم بفضلها كأنهم عرفوا ذلك من كتبهم (فأكثروا من قول آمين) المراد بعد الأدعية لا أنها ذكر مستقل. (هـ (3) عن ابن عباس)، سكت المصنف عليه (4)، وقال الحافظ العراقي في أماليه: حديث ضعيف جداً من رواية طلحة بن عمرو الحضرمي المكي ضعيف متروك الحديث، لكن صح ذلك من حديث عائشة بلفظ: "إنهم لا يحسدوننا على شيء كما حسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف
(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (988) وأحمد بمعناه (6/ 134)، وأخرجه بلفظه ابن ماجة (856)، وقال البوصيري (1/ 106): هذا إسناد صحيح، وإسحاق بن راهوية في مسنده (1122)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5613).
(2)
انظر فتح الباري (11/ 200).
(3)
أخرجه ابن ماجة (857)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5053).
(4)
مع أن في المطبوع رمز المصنف لحسنه.
الإمام آمين" (1) قال العراقي: هذا حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجة مختصراً عن عائشة بلفظ: "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين" (2).
7873 -
"ما حسَّن الله تعالى خَلْق رجل ولا خُلقه فتطعمه النار أبداً. (طس هب) عن أبي هريرة"(ض).
(ما حسَّن الله تعالى خَلْق رجل) بفتح الخاء المعجمة: صورته (ولا خُلقه) بضمها (فتطعمه النار) وذلك أنه تعالى جعل حسن الخَلق والخُلق من صفات أهل الجنة (أبداً) ظرف للمستقبل استعمل في الماضي مجازاً، وهذا الحديث ورد من عدة طرق في بعضها:"ما حسن الله وجه امرئ مسلم فيريد عذابه"(3) رواه الشيرازي في الألقاب عن عائشة وفي بعضها: "ما حسَّن الله خَلْق عبد وخُلقه إلا استحيى أن يطعم النار لحمه"(4) رواه الخطيب عن الحسن بن علي وطرقه كلها ضعيفه لكن يقوي بعضها بعضاً. (طس هب (5) عن أبي هريرة). رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه يزيد البكري وهو ضعيف، وداود بن فراهيج نقل الذهبي في الميزان (6) عن قوم تضعيفه، وأورد ابن الجوزي الحديث في الموضوعات وتعقبه المصنف بأن له طريقًا آخر.
(1) أخرجه أحمد (6/ 134)، والبيهقي في السنن (2/ 56).
(2)
أخرجه ابن ماجة (856).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (6780) والبيهقي في شعب الإيمان (8038) وابن عدي في الكامل (3/ 81) من حديث أبي هريرة.
(4)
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (12/ 286).
(5)
أخرجه الطبراني في الأوسط (6780)، والبيهقي في الشعب (8038)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 21)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5054)، والضعيفة (4436).
(6)
انظر ميزان الاعتدال (3/ 31)، وقال في المغني (1/ 220): حسن الأمر، لينه بعضهم، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 267).
7874 -
"ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده. مالك (حم ق 4) عن ابن عمر"(صح).
(ما حق امرئ مسلم) ليس ما يذكر حقا له يستحقه، أي ليس الجزم والاحتياط أو ما المعروف في الأخلاق الحسنة. (له شيء) من المال ونحوه. (يريد أن يوصي فيه) لكونه من الحقوق المؤجلة (يبيت) أي أن كقوله تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ} [الروم: 24] سورة الروم (ليلتين) أي زمان وإن قل، قال الطيبي: فذكر الليلتين تسامح والأصل يمضي عليه ليلة، يعني سامحناه في هذا القدر فلا يتجاوزه إلى الأكثر، قلت: والأظهر حمل الليلتين على الحقيقة، وهل الليلة من حين وجب الحق أو من حين يريد الوصية احتمالان. (إلا ووصيته مكتوبة عنده) هو ظاهر في العمل بالخط وإلا فأي فائدة في كتبه إياها ويكلف من قال بشهودها إذ الغالب في كتابتها الشهود ولآن أكثر الناس لا يحسن الكتابة وذلك لأن المشهود عليها يعمل بها لأجل الشهادة ولو لم يكتب ولأنه تقييد بلا دليل وفيه حث على الوصية، وظاهر تعليقها على الإرادة أنها ندب إلا إذا كان عليه حق الله أو لآدمي فإنها تجب به الوصية لأدلته. مالك (حم ق 4 (1) عن ابن عمر).
7875 -
"ما حلف بالطلاق مؤمن، ولا استحلف به إلا منافق. ابن عساكر عن أنس (ض) ".
(ما حلف بالطلاق مؤمن) لأنه قد نهي [4/ 115] عن الحلف بغير الله وخص الطلاق لأنه كثيراً ما يلهج به الناس في الحلف (ولا استحلف به) طلب من الغير أن يحلف له به (إلا منافق) لأنه لا يأتي بخلاف أمر الله إلا من كان
(1) أخرجه مالك في الموطأ (1453)، وأحمد (2/ 10)، والبخاري (2738)، ومسلم (1627)، وأبو داود (2862)، والترمذي (974)، والنسائي (6/ 238)، وابن ماجة (2699).
منافقاً (ابن عساكر (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن عدي: منكر جداً، وأما حديث:"الطلاق يمين الفساق" فقال السخاوي: لم أجده.
7876 -
"ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد. (طس) عن أنس (ض) ".
(ما خاب) الخائب من لم يظفر بمطلوبه (من استخار) أي طلب الخيرة من الله عز وجل على ما علم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته وقد كان يعلمهم الاستخارة في الأمور كما يعلمهم السورة من القرآن، قيل: ولا تدخل الاستخارة إلا في المستحب إذا تعارض فيه أمران وقال الحافظ ابن حجر (2): بل يدخل في الواجب وفي ما كان فيه توسعا وشمل العموم الحقير والعظيم فرب حقير يرتب عليه أمر عظيم (ولا ندم من استشار) أدار الكلام على من له تبصرة ونصيحة، وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالاستشارة فقال:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159] فالحديث حث للعبد على الاستخارة والاستشارة، قالوا: ولا يستشار المحب لغلبة هوى محبوبه عليه ولا المرأة ومن غلب عليه حيث الدنيا لأنه يظلم قلبه فلا يهتدي إلى الصواب، قلت: ولا البغيض فإنه لا ينصح لباغضه (ولا عال من اقتصد) افتقر من اقتصد في النفقة؛ لأن الاقتصاد خيار الأمور لأنه الوسط بين الطرفين، وهذا الحديث معدود من جوامع الكلم. (طس (3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عبد القدوس بن حبيب (4) قال ابن حجر:
(1) فتح الباري (11/ 184).
(2)
أخرجه ابن عساكر (57/ 393)، وقال: غريب جداً، وانظر قول السخاوي في المقاصد الحسنة (2/ 52)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5055).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (6627)، والمعجم الصغير (980)، وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 280)، وابن حجر في الفتح (11/ 184)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5056)، والضعيفة (611) وقال: موضوع.
(4)
انظر ميزان الاعتدال (4/ 382)، والمغني (2/ 401، والتقريب (1/ 355).
في التخريج: عبد القدوس ضعيف جداً، وقال في الفتح: أخرجه الطبراني في الصغير بإسناد واهٍ جداً، وقال الهيثمي: رواه في الأوسط والصغير من طريق عبد السلام بن عبد القدوس وكلاهما ضعيف جداً.
7877 -
"ما خالط قلب امرئ رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار. (حم) عن عائشة (ح) ".
(ما خالط قلب امرئ رهج) أي غبار (في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار) فيه فضيلة ذلك والمراد ما وصل إلى جوفه الذي في الحديث بالراء المهملة لا بالواو، وفي القاموس (1): الرهج آثار الغبار انتهى، وفي القاموس لم يذكر أن الرهج الغبار بل قال: وهجت النار اتقدت والاسم الوهج فعليه المراد حرارة القتال التي كالنار. (حم (2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وهو كما قال أو أعلى، قال الهيثمي: رجاله ثقات.
7878 -
"ما خالطت الصدقة مالاً إلا أهلكته. (عد هق) عن عائشة (ض) ".
(ما خالطت الصدقة مالاً) أي ما بقيت الزكاة في مال لم يخرج منه (إلا أهلكته) أتلفته وأذهبت بركته وفيه الحث على إخراج الزكاة ويحتمل أن المراد من يخون من قباضها فلا يؤديها بل يخلطها بماله فإنه يتلف ماله ويحتمل الأمرين جميعاً (عد هق (3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه لأنه من رواية محمَّد بن عثمان بن صفوان عن هشام عن أبيه عن عائشة ومحمد، قال الذهبي في المهذب (4):
(1) القاموس المحيط (ص 244).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 85)، وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 267)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5616)، والصحيحة (2227).
(3)
أخرجه البيهقي في السنن (4/ 159)، وشعب الإيمان (3522)، وابن عدي في الكامل (6/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5057)، والضعيفة (5070).
(4)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 6744).
ضعيف، وعن أبي حاتم: منكر الحديث (1) وعد هذا الحديث من مناكيره.
7879 -
"ما خرج رجل من بيته يطلب علماً إلا سهل الله له طريقاً إلى الجنة. (طس) عن عائشة (ح) ".
(ما خرج رجل من بيته يطلب علماً، من العلوم النافعة إذ هي التي يطلق عليها لفظة شرعاً. (إلا سهل الله له طريقا إلى الجنة) إذ طريق العلم ينتهي به إلى الجنة وفيه الحث على الخروج من المنزل لطلب العلم فطالبه في بيته كأهل الترفه والرياسة الذين يطلبون العالم إلى منازلهم تقربهم غير داخلين في هذه البشرى. (طس (2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: ليس كما قال فقد ضعفه الهيثمي بأن فيه هاشم بن عيسى وهو مجهول وحديثه منكر.
7880 -
"ما خففت عن خادمك من عمله فهو أجر لك في موازينك يوم القيامة. (ع حب هب) عن عمرو بن حريث (صح) ".
(ما خَفَّفت عن خادمك من عمله) إما بإعانته عليه أو ترك بعضه عنه. (فهو أجر لك) ثابت (في موازينك يوم القيامة) أي في الموزونات من عملك وفيه الحث على التخفيف عن الخادم والرفق به في الأعمال التي يطيقها (ع حب هب)(3)(4) عن عمرو بن حريث رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: وعمرو هذا قال ابن معين: لم ير النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان كذلك فالحديث مرسل ورجاله رجال الصحيح.
(1) انظر المغني في الضعفاء (2/ 612)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 84)، والتقريب (1/ 496).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (5167)، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 133)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5617).
(3)
جاء في الأصل (حب هب) ولعل الصواب ما أثبتناه.
(4)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (1472)، وابن حبان في صحيحه (4314)، والبيهقي في الشعب (8589)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 239)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5058)، سقط في الأصل "ع" والضعيفة (4437).
7881 -
"ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا. (ش) عن المطعم بن مقدام مرسلاً".
(ما خلف عبد على أهله) حين يريد أن يسافر ثم يخرج عنهم شيئاً. (أفضل من ركعتين يركعهما عندهم) في منزله. (حين يريد سفراً) فيه أن هذه تندب لمن أراد السفر يكون آخر عهده منزله، قال في الأذكار (1): قال بعض: يستحب أن يقرأ بعد الفاتحة في الأولى [4/ 116] الكافرون، وفي الثانية الصمد، وقال بعض: في الأولى الفلق، وفي الثانية الناس، ثم إذا سلم قرأ آية الكرسي ولإيلاف قريش.
قلت: والتخصيص يفتقر إلى دليل بل نقرأ ما نشاء. (ش (2) عن المطعم بن مقدام مرسلاً) تابعي كبير قال ابن معين: ثقة وفيه محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة أورده الذهبي في الضعفاء (3).
7882 -
"ما خلق الله في الأرض شيئاً أقل من العقل، وإن العقل في الأرض أقل من الكبريت الأحمر. الروياني وابن عساكر عن معاذ".
(ما خلق الله شيئاً في الأرض أقل من العقل) أي الكامل (وإن العقل) الكامل (في الأرض) أي في أهل الأرض (أقل من الكبريت الأحمر) في القاموس: الكبريت من الحجارة الموقد بها والياقوت الأحمر والذهب. (الروياني وابن عساكر (4) عن معاذ).
(1) الأذكار (ص 469).
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4879)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5059)، والضعيفة (372).
(3)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 613)، وميزان الاعتدال (1/ 183).
(4)
أخرجه الروياني وابن عساكر كما في الكنز (7039)، وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 254) وقال: في إسناده مجاهيل، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5060) وقال: موضوع.
7883 -
"ما خلق الله من شيئاً إلا وقد خلق له ما يغلبه، وخلق رحمته تغلب غضبه. البزار، (ك) عن أبي سعيد (صح) ".
(ما خلق الله من شيء) من الموجودات. (إلا وقد خلق له ما يغلبه) يقهره (وخلق رحمته تعالى تغلب غضبه) كما ورد بلفظ غلبت رحمتي غضبي فالمرحوم أكثر من المغضوب عليه. (البزار، (ك (1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، وشنع عليه الذهبي وقال: بل هو منكر، وقال الهيثمي: في سند البزار من لا أعرفه وعزاه الحافظ العراقي لأبي الشيخ في الثواب ثم قال: وفيه عبد الرحيم بن كردم (2) جهله أبو حاتم، وقال في الميزان: ليس بواهٍ ولا مجهول.
7884 -
"ما خلا يهودي قط بمسلم إلا حدث نفسه بقتله. (خط) عن أبي هريرة".
(ما خلا يهودي قط بمسلم) ما انفرد به (إلا حدث) اليهودي (نفسه بقتله) للمسلم خبثاً منه وعداوة وحسداً ولكنه لا يفعل لأن الله ضرب عليهم الذلة والمسكنة وفيه أنه لا يؤتمن في الطب لأن هذا الداء كامن في نفسه فكما يهم مع الخلق بقتل المسلم يفعل ذلك إذا أمكنه من استعمال الأدوية التي منه إلا أن أكل المصطفى صلى الله عليه وسلم والسلف من طعامهم يبيح التداوي من أطبائهم (خط (3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال الخطيب: بعد إخراجه في ترجمة خالد
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 249) وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 213) وعزاه للبزار، وقال العراقي في تخريج الإحياء (4/ 62)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5061)، قال في الموضوعة (4438): منكر.
(2)
انظر ميزان الاعتدال (4/ 337)، والمغني (2/ 392)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 102)
(3)
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/ 316)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5062)، والضعيفة (4439).
بن يزيد الأزدي: هذا غريب جداً.
7885 -
"ما خيب الله تعالى عبداً قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران، ونعم كنز المرء البقرة وآل عمران. (طس حل) عن ابن مسعود".
(ما خيب الله تعالى عبداً) ما فوته مطلوبه (قام في جوف الليل فافتتح) القراءة في تهجد أو غيره. (سورة البقرة وآل عمران، ونعم كنز المرء البقرة وآل عمران) فيه الحث على قراءتهما في الليل والمراد كاملين أو المراد افتتح كل واحدة وختمها. (طس حل (1) عن ابن مسعود) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: في رواية الطبراني ليث بن أبي سليم وفيه كلام كثير وهو ثقة مدلس وقال أبو نعيم بعد إخراجه: غريب من حديث الفضل وليث بن أبي سليم، تفرد به بشر بن يحيى المروزي.
7886 -
"ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما. (ت ك) عن عائشة (صح) ".
(ما خير عمار) ابن ياسر (بين أمرين إلا اختار أرشدهما) إخبار عن عمار أنه يختار أرشد الأمور وأنه من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه قال ابن حجر (2): كونه يختار أرشد الأمرين دائماً يدل على أنه قد أجير من الشيطان وبذلك ورد حديث في البخاري. (ت ك (3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
7887 -
"ماذا في الأمرين من الشفاء: الصبر والثفاء؟. (د) في مراسيله (هق) عن قيس بن رافع الأشجعي (ض) ".
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1772)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 129)، وقال: غريب، وأورده الهيثمي في المجمع (2/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5063)، والضعيفة (5065).
(2)
فتح الباري (7/ 92).
(3)
أخرجه الترمذي (3798) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والحاكم في المستدرك (3/ 388)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5619)، وصححه في الصحيحة (835).
(ماذا في الأمرين) بالتشديد تثنية أمر والمزية ظاهرة في الصبر والحوبة البقاء لما فيه من الحراقة والحدة. (من الشفاء) أي شيء عظيم فيهما منه وأبانهما بالإبدال عنهما فقال: (الصبر) بفتح المهملة وكسر الموحدة. (والثفاء) بالمثلثة مضمومة ثم الفاء مشدّة والمد قيل هو الخردل، وقيل: حب الرشاد وفيه الحث على استعمالهما وإنهما من أدوية الأدواء. (د (1) في مراسيله، هق عن قيس بن رافع الأشجعي) قال الذهبي في الصحابة (2): له حديث لكنه مرسل وفي التقريب (3) مجهول من الطبقة الثالثة ووهم من ذكره في الصحابة، والمصنف رمز لضعفه.
7888 -
"ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي، إلا ما كان من زيد، فإنه لم يبلغ كل ما فيه. ابن سعد عن أبي عمير الطائي".
(ما ذكر لي رجل من العرب) لصفة صالحة. (إلا رأيته) عند خيره. (دون ما ذكر لي) من صفاته (إلا ما كان من زيد) يزيد بن مهلهل الطائي المعروف يزيد الخيل وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه زيد الخير (4)(فإنه) أي الذكر الذي كان قبل الرؤية. (لم يبلغ كل ما فيه) من صفات الكمال وفيه مدح الإنسان بما كمله الله به وكان من كلام زيد لما قدم على رسول الله: الحمد لله الذي أيدنا بك وعصم لنا ديننا بك فما رأيت أخلاقاً أحسن من أخلاق تدعو إليها وقد كنت أعجب لعقولنا وأسماعنا [4/ 117] حجراً نعبده يسقط لنا فنظل نطلبه. (ابن سعد (5) عن أبي عمير الطائي).
(1) أخرجه أبو داود في المراسيل (477)، البيهقي السنن (9/ 446)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5067)، والضعيفة (4442).
(2)
انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 20 رقم 207).
(3)
انظر تقريب التهذيب (1/ 456).
(4)
انظر: الاستيعاب (/ 167)، والإصابة (2/ 622).
(5)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 321)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5068)، والضعيفة (4443) وقال: موضوع.
7889 -
"ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لهما من حرص المرء على المال والشرف لدينه (حم ت) عن كعب بن مالك (صح).
(ما ذئبان) ضاربان، (جائعان أرسلا) أطلقا وخليا (في غنم بأفسد لها) أي للغنم بإهلاكها وإتلافها (من حرص المرء) هو المفضل عليه (على المال) متعلق بأحرص (والشرف) طلب العلو والرياسة (لدينه) متعلق بأفسد وقيل: إنها للبيان كأنه قيل لمن أفسد قال لدينه أي أن الحرص على الشرف والمال أكثر إفساداً للدين من إفساد الذئب للغنم فهو زجر عن حب المال والحرص عليه وعلى الشرف وإن ذلك متلف للدين (حم ت) عن كعب بن مالك) (1) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: صحيح، وقال المنذري: إسناده جيد.
7890 -
"ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها. (ت) عن أبي هريرة (طس) عن أنس".
(ما رأيت مثل النار) قال الطيبي مثل هنا مثلها في قولك: مثلك لا يبخل. (نام هاربها) أي النار شديدة والهاربون منها نائمون. (ولا مثل الجنة نام طالبها) فإن من عرف ما أعد الله فيها للعاملين لم يفتر عن عمله ولا يلهيه عنه النوم وفيه حث على الطاعات وعدم التكاسل وهو كالتعجب ممن ينام وهو هارب أو طالب لمثل هذين الأمرين العظيمين (ت (2) عن أبي هريرة، طس عن أنس) أما إسناد الترمذي، فقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن عبيد الله
(1) أخرجه أحمد (3/ 456)، والترمذي (2376) وقال: حسن صحيح، وابن حبان في صحيحه (3228)، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 342)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5620).
(2)
أخرجه الترمذي (2601) عن أبي هريرة وأخرجه الطبراني في الأوسط (1638) عن أنس، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 230)، وانظر: الترغيب والترهيب (4/ 246)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5622)، والصحيحة (953).
وهو ضعيف عند أهل الحديث تكلم فيه شعبة انتهى. وبه ضعفه المنذري، وأما حديث الطبراني في الأوسط فقال الهيثمي: إسناده حسن.
7891 -
"ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه. (ت هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما رأيت منظراً) منظورا إليه (قط إلا والقبر أفظع منه) أشنع وأقبح كيف لا وهو بيت الوحدة والغربة والوحشة والدود والانقطاع عن الأعمال الصالحة فالحديث دعاء إلى العمل الصالح لأن به تهون مصائب القبر (ت هـ ك (1) عن عثمان) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي.
7892 -
"ما رزق عبد خير له ولا أوسع من الصبر. (ك) عن أبي هريرة"(صح).
(ما رزق عبد خيراً له) في دينه ودنياه. (ولا أوسع من الصبر) فإن بالصبر ينال خير الدارين وينجو من شرهما ومن أراد معرفة قدره فعليه بمختصرنا: "السيف الباتر في تمييز الصابر والشاكر"، وفيه أن الصبر رزق من الله يرزقه من يشاء ولذا قال لرسوله صلى الله عليه وسلم:"وما صبرك إلا بالله" أي بإعانته وتيسيره (ك (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما، وأقره الذهبي.
7893 -
"ما رفع قوم أكفهم إلى الله تعالى يسألونه شيئاً إلا كان حقاً على الله أن يضع في أيديهم الذي سألوه. (طب) عن سلمان (ح) ".
(1) أخرجه الترمذي (2308)، وابن ماجة (4267)، والحاكم في المستدرك (1/ 371) جميعهم من حديث عثمان وليس من حديث أبي هريرة كما قال المصنف، وقال الذهبي: ابن بجير [عبد الله] ليس بالعمدة ومنهم من يقويه وهانئ مولى عثمان بن عفان روى عنه جماعة ولا ذكر له في الكتب الستة أ. هـ، وانظر فيض القدير (5/ 446)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5623).
(2)
أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 414)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5626)، والصحيحة (448).
(ما رفع قوم أكفهم) بالدعاء. (إلى الله تعالى) وفيه سنية رفع الأكف للدعاء وذلك في غير الصلاة فما يفعله الشافعية من رفع اليدين عند دعاء القنوط لم يرد به سنة صحيحة. (يسألونه شيئاً) عظيما أو حقيراً. (إلا كان حقاً على الله أن يضع في أيديهم الذي سألوه) أي يعطيهم مطلوبهم أو خيراً منه بأن يدخر الدعوة للآخرة كما قد ثبت في الأحاديث وفيه الندب إلى الاجتماع على الدعاء ورفع الأكف والضراعة. (طب (1) عن سلمان) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
7894 -
"ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. (حم ق د ت) عن ابن عمر (حم ق 4) عن عائشة (صح) ".
(ما زال جبريل يوصيني) عن الله تعالى. (في الجار) في رعايته والصبر على أذاه والإحسان إليه. (حتى ظننت أنه يورثه) أي يأمرني بأنه وارث عن أمر الله، قيل: بأنه يحصل له مشاركة في المال بفرض منه بعطائه مع الأقارب وفيه رعاية حقه بعد الموت والجار يعم العدل والفاسق والقريب والبعيد ثم هم مراتب فجار الدار الملاصق أعظم حقا من البعيد وجار المخالطة في مسجد أو سوق حقه دونهما ونحو ذلك فيجب رعاية حقه وأهم الحقوق تعليمه الشرائع ومناصحته في دينه وحقوق الجار كثيرة من أراد استفاءها فعليه بالإحياء للإمام الغزالي فقد أطال نفسه في ذلك. (حم ق د ت (2) عن ابن عمر) قال راويه: كنا عند ابن عمر
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 254) رقم (6142)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 169) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5070).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 85)، والبخاري (6015)، ومسلم (2625) جمعيهم عن ابن عمر، وأخرجه أحمد (6/ 52، 91)، والبخاري (6014)، ومسلم (2624)، أبو داود (5151)، والترمذي (1942)، وابن ماجة (3673) جميعهم عن عائشة.
وغلامه يسلخ شاة له فقال: ابدأ بجارنا اليهودي ثم قالها مرة فمرة فمرة فقيل له: لم تذكر اليهودي فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره (حم ق 4 عن عائشة) وفي الباب أنس وجابر وغيرهما.
7895 -
"ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يورثه، وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه يضرب له أجلاً أو وقتاً إذا بلغه عتق. (هق) عن عائشة (ح) ".
(ما زال جبريل يوصيني بالجار) فيه أنه كرر له الوصية به وذلك لأنه يكثر ما يعرض بين الجيران مما يخرج النفوس ويضيق الصدور فكثرت الوصية بحقه ليغتفر له [4/ 118] كل زلة ويقبل له كل فعلة.
(حتى ظننت أنه يورثه) فيه تنبيه على أن للجار حقاً في مال جاره فتعينه إذا احتاج وتقرضه إذا اقترض (وما زال يوصيني بالمملوك) بالإحسان إليه وقد كان آخر كلامه صلى الله عليه وسلم الصلاة وما ملكت أيمانكم توصية منه بالمماليك وحقوقهم كثيرة. (حتى ظننت) بكثرة التوصية.
(أنه يضرب له أجلاً أو قال وقتاً إذا بلغه عتق) ومثار الظن أن كثرة التوصية حصل بها ظن أنه يؤمر بأعظم أنواع الإحسان إلى المملوك وهو إطلاقه عن رق العتق. (هق (1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وهو فوق ما قاله، فقد قال البيهقي: صحيح على شرط الشيخين.
7896 -
"ما زالت أكلة خيبر تعتادني كل عام، حتى كان هذا أوان قطع أبهري. ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة (ح) ".
(ما زالت أكلة) بوزن لقمة (خيبر) أي اللقمة التي أكلتها في خيبر من الشاة
(1) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5071) وفي الإرواء (891).
التي سمتها له اليهودية وقدمتها إليه فأكل منها لقمة، وقال: إن هذه الشاة تخبرني أنها مسمومة وأكل معه بِشر فمات والقصة معروفة. (تعادني) قال الزمخشري (1): المعاداة معاودة الوجع لوقت معلوم أي تعاودني.
(في كل عام) كأنها تثير عليه الألم في مثل حين أكلها من ذلك العام. (حتى كان هذا أوان) قال الزمخشري (2): بالضم ويجوز بناؤه على الفتح. (قطع أبهري) بفتح الهمزة والهاء عرق متصل بالوتين إذا انقطع مات صاحبه فجمع الله له إلى منصب النبوة مقام الشهادة ولذلك كان يقول ابن مسعود: إنه صلى الله عليه وسلم مات شهيداً من ذلك السم، وهذا قاله في مرض موته. (ابن السني وأبو نعيم (3) في الطب عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وفيه سعيد بن محمَّد الوراق قال الذهبي (4): غير ثقة عن النسائي وعن الدارقطني: متروك وعد ابن عدي من روايته المضعفة هذا الحديث نعم قد أخرجه الشيخان بلفظ: "ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلته بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم"(5) انتهى.
قلت: فكأن رمز المصنف لحسنه لتأييده بتخريج البخاري لمعناه.
7897 -
"ما زان الله العبد بزينة أفضل من زهادة في الدنيا، وعفاف في بطنه وفرجه. (حل) عن ابن عمر (ض) ".
(ما زان الله العبد بزينة) الزينة ما يتجمل به العبد بين الخلق (أفضل من أن
(1) الفائق (1/ 50).
(2)
الفائق (1/ 50).
(3)
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 403)، وأبو نعيم في الطب (83)، وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال (3/ 227)، وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (1/ 181)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5629).
(4)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 265) وميزان الاعتدال (5/ 101) والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 53).
(5)
أخرجه البخاري (4429).
يعطيه زهادة في الدنيا) بأن يملكه الله شهوته وغضبه فينقادان لداعي الدين. (وعفاف) هو الكف عن الحرام وسؤال الناس (في بطنه) فلا يدخله حراماً. (وفرجه) فلا يولجه في حرام فهذه هي الزينة التي يزين باطنه عند الله وظاهره عند العباد فينبغي للعبد سؤال الله أن يزينه بتلك الزينة وفي الأدعية المأثورة "اللهم زينا بزينة التقوى". (حل (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه فإنه أخرجه أبو نعيم من حديث أحمد بن إبراهيم الكرابيسي عن أحمد بن جعفر بن مروان عن ابن المبارك عن حجاج بن أرطأة عن مجاهد عن ابن عمر وقال: غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
7898 -
"ما زويت الدنيا عن أحد إلا كانت خيرة له. (فر) عن ابن عمر (ض) ".
(ما زويت الدنيا) أي ما ضيعها الله وصرفها. (عن أحد) من عباده. (إلا كانت) أي الزوية أو الدنيا. (خيراً له) وذلك {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)} [العلق 6، 7] وإن كان من الناس من يصلحه الغنى فالإخبار هنا عما يفعله الله للعبد وأنه لا يفعل له إلا ما كان خيراً له فإنه العالم بمصالحه المدبر لأمره {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} [الشورى: 27]. (فر (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لأنه أخرجه الديلمي من حديث أحمد بن عمار أورده الذهبي في ذيل الضعفاء وأفاد كلامه أن هذا الخبر موضوع.
7899 -
"ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم. (هـ) عن عمر (ض) ".
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 117)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5072)، والضعيفة (4444).
(2)
(أخرجه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (6213)، والرافعي في التدوين (3/ 407) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5074)، والضعيفة (4446).
(ما ساء عمل قوم) بمخالفتهم أمر الله ورسوله. (إلا زخرفوا مساجدهم) في النهاية (1): الزخرف نقوش وتصاوير بالذهب وذلك غير محبوب الله ولا مراد له لأن عمارة الدنيا من حيث هي غير مرادة لله والمساجد بيوته وعمارتها بذكره الذي عمرت له كما قال صلى الله عليه وسلم إنما عمرت هذه المساجد لذكر الله قال الله: {أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [النور: 36] وفي ذلك مع أنه خلاف مراده تعالى شغل قلب المصلي الذي يراد جمع هم قلبه وتفرغه فهذا ينافي ذلك ولأن فيه إتلاف المال الذي غير نفع فهو من إضاعة المال ومن هنا كره العلماء كتب المصحف بالذهب. (هـ) عن عمر) رمز المصنف لضعفه [4/ 119] وقال ابن حجر (2): رجاله ثقات إلا جبارة بن المغلس ففيه مقال، وفي الكاشف إنه ضعيف (3).
7900 -
"ما ستر الله على عبد ذنباً في الدنيا فيعيره به يوم القيامة" (طب البزار عن أبي موسى".
(ما ستر الله على عبد ذنبا في الدنيا فيعيره به يوم القيامة) هو في عبد أذنب ذنبا ثم علم أن الله يأخذه به فندم وتاب فإنه لا يحاسب بذلك الذنب ولا يذكر له فيكون هذا في التائب. (البزار (4) طب عن أبي موسى) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه عمر بن سعيد الأبح (5) وهو ضعيف.
7901 -
"ما سلط الله القحط على قوم إلا بتمردهم على إلى الله. (خط) في رواة
(1) النهاية (2/ 725).
(2)
انظر فتح الباري (1/ 556)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 168).
(3)
انظر الكاشف (1/ 289)، والمغني في الضعفاء (1/ 127).
(4)
أخرجه البزار في مسنده (3164)، والطبراني في المعجم الصغير (192)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 192)، وعزاه للبزار والطبراني وفي الإسناد وعمر بن سعيد الأبح قال فيه البخاري منكر الحديث كما في اللسان (4/ 309)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5077).
(5)
انظر: المغني (2/ 467).
مالك عن جابر".
(ما سلط الله القحط) نقص الثمار وغلاء الأسعار (على قوم إلا بتمردهم) عتوهم واستكبارهم (على الله) ويشهد له {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30] ونظائرها ولا ينافيه قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
…
} الآية. [البقرة: 155] لأن المراد نبلوكم بسبب الذنوب لعلكم ترجعون وفائدة هذا الإخبار النبوي والقرآني تدارك العبد لنفسه بالتوبة عن ذنوبه فما أصابه بلاء إلا من جهد نفسه. (خط (1) في رواة مالك عن جابر) سكت عليه المصنف وفيه عبد الملك بن بديل، قال الدارقطني: تفرد به وكان ضعيفاً وفي اللسان عن ابن عدي روى عن مالك حديثا منكراً وقال الأزدي: متروك.
7902 -
"ما شئت أن أرى جبريل متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول: يا واحد، يا ماجد، لا تزل عني نعمة أنعمت بها علي إلا رأيته. ابن عساكر عن علي (ض) ".
(ما شئت أن أرى جبريل) رؤية عين يقظة ويحتمل أنها رؤية منام والأول هو الأقرب (متعلقا بأستار الكعبة) كسوة الكعبة بالأستار شعار لها قديم ولا تكسى من الأحجار سواها ويحرم على غيرها ككسوة ما يسمونه التوابيت فإنه محرم وإضاعة مال وكان التعلق بأستار الكعبة من القرب ولكنه جاء حثالة المتأخرين فرفعوا الأستار قبيل أيام الحج وسموه إحرام الكعبة، بدعة قولاً وفعلاً فحرم الناس وقت الحج هذه الفضيلة وسبب رفعها أنه صار ما يجرد عنها من الكسوة كل عام يفرق بين أقوام من خدمها وغيرهم فيحرصون على صيانتها ليثمن لهم
(1) أخرجه الخطيب في رواة مالك كما في الكنز (21592) وأورده ابن حجر في لسان الميزان (4/ 57)، والمناوي في فيض القدير (5/ 449)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5078).
إذا باعوها أو هادوا بها.
(وهو يقول) جملة حالية. (يا واحد) في ذاته وصفاته. (يا ماجد) بالجيم من المجد يتوسل إليه تعالى عند الطلب بصفاته والمنادي له قوله. (لا تزل) من أزال. (عني نعمة أنعمتها علي إلا رأيته) إخبار عن كثرة تعلق جبريل بالأستار ودعائه بهذه الكلمات فإنه لا يكاد يبرح من ذلك وهذه العبارة تستعمل في المبالغة وجاء مثلها في صفاته صلى الله عليه وسلم في الصوم وفيه خوف الملائكة من تحويل الحال وخوف العاقبة والمآل وأشد الناس معرفة لله أخوفهم منه وقد علم الله عباده أن يقولوا {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمرن: 8](ابن عساكر (1) عن علي) رمز المصنف لضعفه.
7903 -
"ما شبهت خروج المؤمن من الدنيا إلا مثل خروج الصبي من بطن أمه من ذلك الغم والظلمة إلى روح الدنيا. الحكيم عن أنس".
(ما شبهت خروج المؤمن من الدنيا) التي هي سجن المؤمن ومنازل امتحانه وبلائه وتكاليفه (إلا مثل خروج الصبي من بطن أمه من ذلك الغم والظلمة) بدل من بطن أمه بإعادة العامل والصبي وإن لم يدرك ذلك الغم والظلمة بلطف الله به ورحمته إذ لو أدركه لمات ولكنه يعلمه بعد أن يخرج إلى الدنيا ويدرك المنافع والمضار (إلى روح الدنيا) بفتح الراء نسيمها وفيه بشرى لأهل الإيمان الكامل بحسن منقلبهم. (الحكيم (2) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن مخلد الرعيني قال في اللسان (3): قال ابن عدي حدث بالأباطيل في كل ما روى،
(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 164)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5079).
(2)
أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول في أحاديث الرسول (1/ 276)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5081) وقال: موضوع.
(3)
انظر ميزان الاعتدال (6/ 327)، والعلل المتناهية (1/ 285).
وقال الدارقطني: متروك الحديث.
7904 -
"ما شد سليمان طرفه إلى السماء تخشعا حيث أعطاه الله ما أعطاه. ابن عساكر عن ابن عمرو (ض) ".
(ما شد) بالدال المهملة ما بالغ رافعاً. (سليمان) بن داود (طرفه إلى السماء تخشعاً) تواضعا لله عن رفع طرفه إلى عجائب سماواته كأنه يقول أكتفي من نعم الله وآياته بما أعطاني (حيث أعطاه الله ما أعطاه) من الحكم ومن النبوة ومن أنها {الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} [ص: 36] وسخر له الجن يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب. (ابن عساكر (1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، قال الذهبي (2) في الضعفاء: ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما.
7605 -
"ما صبر أهل بيت على جهد ثلاثاً إلا آتاهم الله برزق. الحكيم عن ابن عمر (ض) ".
(ما صبر أهل بيت على جهد) شدة جوع (ثلاثاً) من الأيام وحبسوا أنفسهم عن الجزع والشكوى (إلا آتاهم الله برزق) مكافأة لهم على صبرهم فإن الصبر عاقبته الفرح والروح وفيه التبشير بحسن عاقبة الصبر (الحكيم (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه أبا رجاء الجزري قال ابن حبان (4): روى مناكير كثيرة منها هذا الخبر [4/ 120] إلا أنه قد رواه أبو يعلى والبيهقي باللفظ
(1) أخرجه ابن عساكر (22/ 274)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5082)، والضعيفة (4450).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 380)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 94).
(3)
أخرجه الترمذي في نودار الأصول (1/ 253)، وأبو يعلى في مسنده (5708)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 256)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 139) وقال: قال أبي: هذا حديث منكر، وضعفه الباني في ضعيف الجامع (5084)، والضعيفة (4452).
(4)
انظر ميزان الاعتدال (7/ 366)، والمغني في الضعفاء (2/ 784).
المزبور عن ابن عمر. قال الهيثمي: ورجاله وثقوا، فلو أتى به المصنف من تلك الطريق كان أولى.
7906 -
"ما صدقة أفضل من ذكر الله تعالى. (طس) عن ابن عباس (ح) ".
(ما صدقة) يخرجها العبد. (أفضل من ذكر الله) أي من ذكر العبد لله وإن قيل الصدقة نفعها متعد إلى الغير والذكر خاص نفعه بفاعله والمتعدي أفضل كما عرف.
قلت: ذكر الله المقبول سبب للخير العائد على جميع العباد فهو أعم تعدية من الصدقة فإنه قد يدفع عن أهل قرية بلاء قد قدر لها بذنوبها. فإذا ذكر الله واحد منهم دفع عن القرية وأهلها البلاء وبه ينزل الغيث {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: 10 - 11] فقد يستغفر واحد من جماعة فيقبل عمله وتمطر السماء فيكون أعم نفعاً. (طس (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وهو كما قال بل أعلى درجة فقد قال الهيثمي: رجاله موثقون.
7907 -
"ما صف صفوف ثلاثة من المسلمين على ميت إلا أوجب. (هـ ك) عن مالك بن هبيرة"(صح).
(ما صف صفوف ثلاثة من المسلمين) في صلاة الجنازة. (على ميت إلا أوجب) أي استحق الجنة فهذا من الأجور الكبيرة لهذه الهيئة كأنه تعالى يقبل شفاعتهم إذا كانوا كذلك فلا ينبغي تركها وينبغي أن يكونوا أربعين وأن يخلصوا الدعاء للميت كما سلف. (هـ ك (2) عن مالك بن هبيرة) (3) صحابي
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7414)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 74)، وعزاه إلى الأوسط وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5086)، وورد في الأصل "طب" ولعل "طس" هو الصواب.
(2)
أخرجه ابن ماجة (1490)، والحاكم في المستدرك (1/ 362) وقال الحاكم: على شرط مسلم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5087).
(3)
الإصابة (5/ 756).
نزل مصر ورمز المصنف لصحته.
7908 -
"ما صلت امرأة صلاة أحب إلى الله من صلاتها في أشد بيتها ظلمة. (هق) عن ابن مسعود (ح) ".
(ما صلت امرأة صلاة) أي فريضة إذ النافلة للمرأة والرجل في البيوت أفضل (أحب إلى الله) أكثر ثوابًا وأحسن قبولاً (من صلاتها في أشد بيتها ظلمة) فظاهره أنها أحب من صلاتها في المسجد الحرام وأنه لا ينبغي لها الخروج للصلاة إلى المساجد وإن كان جائزاً لها الحديث: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله"(1) وفيه كراهية خروجها مطلقا فإنه إذا كان الأحب أن لا تخرج للطاعة فأولى أن لا تخرج للمباح وتقدم "أغروا النساء يلزمن الحجاب"(2) إلا أن في خروجها إلى المسجد الحرام ومسجده صلى الله عليه وسلم حديث ابن مسعود عند البيهقي: "والله الذي لا إله غيره ما صلت امرأة صلاة خير لها من صلاة تصليها في بيتها إلا أن يكون المسجد الحرام أو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم"(3)(هق (4) عن ابن مسعود) مرفوعاً وموقوفاً ورواه عنه أيضاً الطبراني، قال الهيثمي: ورجاله موثقون ورمز المصنف لحسنه.
7909 -
"ما صيد صيد ولا قطعت شجرة إلا بتضييع من التسبيح. (حل) عن أبي هريرة (ض) ".
(1) أخرجه البخاري (865)، ومسلم (442) عن ابن عمر.
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 438) رقم (1063)، والأوسط (3073)، والخطيب البغداي في تاريخ بغداد (13/ 521) عن مسلمة بن مخلد، وأورده العجلوني في كشف الخفا (1/ 159).
(3)
أخرجه البيهقي في السنن (3/ 131).
(4)
أخرجه البيهقي في السنن (3/ 131)، والطبراني في الكبير (9/ 293)(9471)، وفي مسند الشهاب (1307)، وأورده الهيثمي في المجمع (2/ 35)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5088)، والضعيفة (4453).
(ما صيدَ صَيدُ) أي مصيد ليس المراد المأكول فقط وإنما خص لشرفه وإلا فالمرادَ ما أصيب حيوان (ولا قطعت شجرة) يحتمل أن المراد كل جسم من نام وغيره ليوافق قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44] فإنه عام لكل ما يصدق عليه الشيئية.
(إلا بتضييع من التسبيح) أي بسبب ذلك فالباء سببية، وظاهره أنه تسبيح بالمقال ومن تأوله بلسان الحال فقد أبعد، وقد زاد الديلمي في رواية:"وكل شيء يسبح حتى يتغير عن الخلقة التي خلقه الله عليها وإن كنتم نقض جداركم وسقفكم فإنما هو تسبيح"(1) انتهى وقد أطلنا البحث في إيقاظ الفكرة وأنه حقيقة لا مجاز فإذا كان هذه المصائب التي تصيب المخلوقات بتضييع التسبيح فكل مصيبة تصيب الإنسان فهي بذلك وهو نص قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
…
} الآية. [الشورى: 30] ونحوها، ومن كسب الأيدي ترك الطاعات فإن من تنزيه الله تعالى أن لا يعصى (حل (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه فيما قُوبل على خطه، وقال الشارح: إنه رمز لحسنه وليس بصواب لأن فيه محمَّد بن عبد الرحمن القشيري أورده الذهبي في الضعفاء (3) وقد لا يعرف ثم قال: بل هو كذاب.
7910 -
"ما ضاق مجلس بمتحابين. (خط) عن أنس (ض) ".
(ما ضاق مجلس بمتحابين) ولذا يقال سم الخياط مع الأحباب ميدان وذلك أن الاتساع في القلوب لا في المجالس فإن المتباغضين يضيق بهم الفضاء الواسع، والحديث إخبار أن التحاب سبب لطيب المجالسة فلا يجالس الإنسان إلا من يحب وإلا أظلم قلبه بمجالسة البغيض ولذا يقال الثقلا جماء
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (6375) عن عمر بن الخطاب.
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 240) وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5089) وقال: موضوع.
(3)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 606)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 74).
الأرواح ولذا قال الخليل: إن الدنيا بأسرها لا تسع [4/ 121] متباغضين وإن شبرًا في شبر يسع المتحابين. (خط (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه ورواه عنه الديلمي.
7911 -
"ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار. (حم) عن أنس (ح) ".
(ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار) هذا اللفظ من كلام جبريل كما في رواية ابن أبي الدنيا (2) في "كتاب الخائفين" من حديث ثابت عن أنس بإسناد قال زين الدين العراقي (3): إنه جيد ولفظه: أنه صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: "ما لي لا أرى ميكائيل يضحك" قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار وذلك من مخافة أن يغضب الله عليه فيعذبه بها، وقد وصف الله ملائكته بمخافته {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50] إلا أنه قد عارضه حديث الدارقطني أنه صلى الله عليه وسلم تبسم في الصلاة فلما انصرف سُئل عنه فقال: "رأيت ميكائيل راجعاً من طلب القوم وعلى جناحه الغبار يضحك إليَّ فتبسمت إليه" وأجاب السهيلي (4): بأن المراد لم يضحك منذ خلقت النار إلا تلك المرة أو أنه حدث بالحديث الأول ثم حدث بعد بما حدث من ضحكه إليه.
قلت: ويحتمل أنه ما ضحك حتى بعث صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عليه {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: 98] فعلم مكانه من الله فذهب خوفه فضحك بعد ذلك كما قاله جبريل لما قال له صلى الله عليه وسلم وقد نزل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ}
(1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (3/ 226)، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (6231)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5090) وقال: موضوع.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في ذكر النار (108)، وصفة النار (219)، وانظر: السلسلة الصحيحة (2511).
(3)
تخريج أحاديث الإحياء (4/ 82).
(4)
انظر: الروض الأنف (2/ 208)، وسبل الهدى والرشاد (3/ 142 - 142).
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟ قال: نعم آمنت لما أنزل الله: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير: 21] أو نحو هذا ذكره القاضي عياض في الشفا. (حم (1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه إلا أنه تعقب بأنه من رواية إسماعيل بن عياش (2) عن المدنيين وهي ضعيفة.
7912 -
"ما ضحى مؤمن ملبيا حتى تغيب الشمس إلا غابت ذنوبه، فيعود كما ولدته أمه. (طب هب) عن عامر بن ربيعة (ح) ".
(ما ضحى) قال الشارح: بفتح فكسر بضبط المصنف، قلت: في القاموس (3) ضحى ضحوا برز للشمس وكفى ورضي أصابته الشمس فهذا يحتمل الأمرين إلا إن ثبتت الرواية بما ضبط به فهي العمدة (مؤمن) أي ما برز للشمس بيديه أو ما أصابت الشمس يديه (ملبيًّا) أي محرماً ملبيًّا (حتى تغيب الشمس) عامة لبروزه. (إلا غابت ذنوبه) صحوب غيبتها بذهاب ذنوبه.
(فيعود) بعد ذلك الحين من غروبها (كما ولدته أمه) لا ذنب عليه وفيه فضيلة التجرد للإحرام وظاهره إذا قد حصلت الإضابة من الشمس لبدنه ولو ساعة واستظل بقية يومه وفضل الله أوسع من هذا. (طب هب (4) عن عامر بن ربيعة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف وأورده
(1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 224)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 385) وقال: رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين وهي ضعيفة وبقية رجاله ثقات، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5091)، والضعيفة (4454).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 85)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 118).
(3)
القاموس (1/ 1682).
(4)
أخرجه البيهقي في الشعب (4028)، وفي السنن (5/ 43)، والمقدسي في المختارة (238)، وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 223)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 335)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5092).
الذهبي في الضعفاء (1) وقال: ضعفه مالك وابن معين.
7913 -
"ما ضر أحدكم لو كان في بيته محمَّد، ومحمدان، وثلاثة. ابن سعد عن عثمان العمري مرسلاً".
(ما ضر أحدكم) استفهام أي شيء يضره وهو استفهام إنكار إذ معلوم أنه لا ضرر فيه فهو إنكار لم لا يسمون بمحمد أولادهم (لو كان) يؤدي إلى أن يكون. (في بيته محمَّد ومحمدان وثلاثة) فهو حث على تسمية الأولاد بهذا الاسم الكريم فإنه من أشرف الأسماء، قال مالك: ما كان بيت فيه محمَّد إلا كثرت بركته وروي الحافظ أبو طاهر السلمي من حديث حميد الطويل عن أنس مرفوعاً يوقف عبدان بين يدي الله تعالى عز وجل فيقول الله لهما: ادخلا الجنة فإني آليت على نفسي أن لا يدخل النار من اسمه محمَّد ولا أحمد (ابن سعد (2) عن عثمان العمري مرسلاً) هو عثمان بن واقد بن محمَّد بن فهد بن عبيد الله العمري المدني نزيل البصرة قال في التقريب (3): صدوق ربما وهم.
7914 -
"ما ضرب من مؤمن عرق إلا حط الله عنه به خطيئة وكتب له به حسنة ورفع له به درجة. (ك) عن عائشة (صح) ".
(ما ضرب من مؤمن عرق) يتألم به. (إلا حط الله به عنه خطيئة) كأن الخطايا على ظهور المذنبين تحطها هذه الآلام. (وكتب له به حسنة ورفع له به درجة) ففيه أن الأسقام لها ثلاث فوائد، قال ابن القيم (4): لا تناقض ما سبق من أن المصائب مكفرات لا غير؛ لأن حصول الحسنة إنما هو بصبره الاختياري، وقال
(1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 321)، وميزان الاعتدال (4/ 8).
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (5/ 54)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5094)، والضعيفة (2367).
(3)
انظر تقريب التهذيب (1/ 387).
(4)
عدة الصابرين (ص 76).
الحافظ ابن حجر (1): فيه تعقب على ابن عبد السلام حيث قال: ظن بعض الجهلة أن للمصائب أجورا وهو خطأ صريح فإن التواب والعقاب إنما هو على الكسب وليس منه المصائب بل الثواب والعقاب على الصبر والرضا ووجه الرد أن [4/ 122] الأحاديث الصحيحة صريحة في ثبوت الأجر لمجرد حلول المصيبة والصبر والرضا قدر زائد يثاب عليهما زيادة على المصيبة، وقال العراقي: المصائب كفارات جزما وإن لم يقترن بها الرضا لكن بالمقارنة تعظيم التكفير كذا قاله الحافظ ابن حجر، والتحقيق أن المصيبة كفارة لذنب يوازنها وبالرضا يؤجر على ذلك فإن لم يكن للمصائب ذنب عوض من الثواب بما يوازنه.
قلت: ولم يتكلموا على رفع الدرجة كأنه فرع ثبوت الحسنة (ك (2) عن عائشة رمز) المصنف لصحته لأنه قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي ورواه أيضاً الطبراني، قال المنذري بإسناد حسن، وقال الهيثمي: سنده حسن، وقال ابن حجر: جيد.
7915 -
"ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل. (حم ت هـ ك) عن أبي أمامة (صح) ".
(ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه) كما كانت بنو إسرائيل (إلا آوتوا الجدل) أي الخصومة بالباطل، قال القاضي: المراد التعصب لترويج المذاهب الكاسدة والعقائد الزائغة لا المناظرة لإظهار الحق واستكشاف الحال واستعلام ما ليس بمعلوم عنده وتعليم غيره ما عنده لأنه فرض كفاية خارج عما نطق به الحديث
(1) فتح الباري (10/ 105).
(2)
أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 347)، والطبراني في الأوسط (2460)، والبيهقي في الشعب (9860)، وأورده الهيثمي في المجمع (2/ 304)، وابن حجر في الفتح (10/ 105)، والمنذري في الترغيب والترهيب (4/ 146)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5093)، والضعيفة (4456).
وما أحسن ما قال الغزالي (1): في الإشارة إلى الخلافيات التي أحدثت في هذه الأعصار وأبدع فيها من التحريرات والتصنيفات والمجادلات ما لفظه فإياك أن تحوم حولها واجتنبها اجتناب السم القاتل والداء العضال وهو الذي رد كل الفقهاء إلى طلب المنافسة والمباهاة ولا تسمع لقولهم: الناس أعداء ما جهلوا فعلى الخبير سقطت فأقبل النصح ممن ضيع العمر في ذلك زماناً، وزاد عمل الأوليين تصنيفاً وتحقيقاً وجدالاً وبياناً ثم ألهمه الله رشده فأطلعه على غيبه فهجره انتهى، وفي الجدال أحاديث معروفة (حم ت هـ ك (2) عن أبي أمامة) وتمامه ثم تلى هذه الآية:{بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] رمز المصنف لصحته وأقره الحاكم، وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ.
7916 -
"ما طلب الدواء بشيء أفضل من شربة عسل. أبو نعيم في الطب عن عائشة (ض) ".
(ما طلب الدواء بشيء أفضل) أكثر نفعاً (من شربة عسل) ففيه شفاء للناس وكأنه قال صلى الله عليه وسلم في داء معين جواباً لسائل، كذا قيل، ويحتمل الأعم، (أبو نعيم في كتاب الطب (3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه.
7917 -
"ما طلع النجم صباحاً قط وبقوم عاهةً إلا ورفعت عنهم أو خفت. (حم) عن أبي هريرة".
(ما طلع النجم) وهي الثريا (صباحاً قط) وقت الفجر (وبقوم عاهة) في أنفسهم من مرض ووباء أو في ثمارهم (إلا رفعت) بالكلية. (أو خفت) إخبار بما جرت به عادته تعالى وتبشير للعباد بذلك ومدة غيبة الثريا عن الأعين نيف
(1) إحياء علوم الدين (1/ 41).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (5/ 252)، والترمذي (3253)، وابن ماجه (48)، والحاكم في المستدرك (2/ 448) وصححه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5633).
(3)
أخرجه أبو نعيم في الطب (برقم 163) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5095).
وخمسون ليلة لأنها تخفي لقربها من الشمس قبلها وبعدها، وقيل: هذا الإخبار خاص بأرض الحجاز بأن الحصاد يقع في أيار ويدرك الثمار فيأمن من العاهات والمراد عاهة السماء ولا يخفى ما فيه (حم (1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف.
7918 -
"ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر (ت ك) عن أبي بكر (صح) ".
(ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر) قال الشارح: يعني أن ذلك يكون له في بعض الأزمنة وهو زمان إفضاء الخلافة إليه إلى موته فإنه حينئذ خير أهل الأرض انتهى.
قلت: لأنه لا يصح أن يراد من زمن تكلمه صلى الله عليه وسلم بهذا إذ هو صلى الله عليه وسلم خير من طلعت عليه الشمس ولا زمن أبي بكر لذلك على أنه يحتمل أن الخيرية في خصلة من خصاله فضل بها على غيره مما ليست فيه فلا عموم وفيه فضيلة لعمر ظاهرة.
(ت ك (2) عن أبي بكر) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: غريب وليس إسناده بذاك انتهى. وقال الذهبي (3): فيه عبد الله بن داود الواسطي ضعفوه وعبد الرحمن بن أبي المنكدر لا يكاد يعرف وفيه كلام والحديث شبه الموضوع
(1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 388)، والطبراني في الأوسط (1305)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 103) وعزاه لأحمد والبزار والطبراني وقال فيه عسل بن سفيان وثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح، والعقيلي في الضعفاء (3/ 426)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5096).
(2)
أخرجه الترمذي (3684)، والحاكم في المستدرك (3/ 60)، والبزار في مسنده (81)، وأورده العقيلي في الضعفاء (3/ 4)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 195) وقال: هذا حديث لا يصح، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5097) وقال: موضوع.
(3)
انظر ميزان الاعتدال (4/ 91)، والمغني في الضعفاء (1/ 336)، والتقريب (1/ 301).
انتهى، وفي الميزان (1) في ترجمة عبد الله بن داود: في حديثه مناكير وساق هذا منها ثم قال: هذا كذاب وأقره الحافظ في اللسان فاعجب لتصحيح المصنف له.
7919 -
"ما طهر الله كفا فيها خاتم من حديد. (تخ طب) عن مسلم بن عبد الرحمن (ح) ".
(ما طهر الله كفا فيها خاتم من حديد) هو زجر عن اتخاذه وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه حلية أهل النار والمراد أنه لا يكون عند الله [4/ 123] مطهراً لا أنه نجس شرعاً (تخ (2) طب (3) عن مسلم بن عبد الرحمن) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه شميسة بنت نبهان لم أعرفها وبقية رجاله ثقات، وقال الذهبي (4): مسلم هذا له صحبة روت عنه مولاته شميسة ثم إن فيه عياد بن كثير الرملي قال الذهبي (5): ضعفوه ومنهم من تركه.
7920 -
"ما عال من اقتصد. (حم) عن ابن مسعود (ح) ".
(ما عال) بالمهملة من العيلة وهي الفقر (من اقتصد) الاقتصاد التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط فمن أنفق غير مسرف ولا مقتر قانع بما يجب عليه فإنه يبارك له فيما لديه فلا يفتقر وبالاقتصاد يتم الإجمال في الطلب ويطيب عيش العبد وهو توصية بالاقتصاد للغني والفقير (حم (6) عن ابن مسعود) رمز
(1) انظر ميزان الاعتدال (4/ 333).
(2)
جاء في الأصل (طب) ولعل الصواب ما أثبتناه.
(3)
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 252) رقم (1074)، والطبراني في الكبير (19/ 435) رقم (1054) وفي الأوسط (1114)، وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 154)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5098)، والضعيفة (4457) وقال: ضعيف جداً.
(4)
انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 76 رقم 843).
(5)
انظر ميزان الاعتدال (4/ 33)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 76)، والتقريب (1/ 290).
(6)
أخرجه أحمد في مسنده (1/ 447)، والطبراني في الأوسط (5094)، وفي الكبير (10/ 108)(10118)، والبيهقي في الشعب (6569)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 252)، وضعفه =
المصنف لحسنه، قال عبد الحق: فيه إبراهيم بن مسلم الهجري (1) ضعيف وتبعه الهيثمي فجزم بضعفه.
7921 -
"ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين (هب) عن ابن عمر (ض) ".
(ما عبد الله بشيء) ما تذلل له عبد في عبادته بشيء. (أفضل من فقه في دين) فإنه من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين فإن بالفقه في الدين يعرف العبد ربه ومن عرف ربه عرف نفسه ولأن عبادة الجاهل عبادة لا ترجح في الميزان على عبادة الفقيه في الكتاب والسنة لا الحامد على تجريحات كلام الناس كما تُعورض ذلك عند الناس وفيه حث على الاجتهاد في التفقه في الدين (هب (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه فلا يرد عليه ما قاله الشارح ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي أقره والأمر بخلافه بل عقبه بالقدح في سنده، فقال: تفرد به عيسى بن زياد وروي من وجه آخر ضعيف والمحفوظ أن هذا اللفظ من قول الزهري انتهى بحروفه فاقتطاع المصنف ذلك من كلامه وحذفه من سوء التصرف انتهى كلام الشارح.
قلت: ولا يرد عليه لأنه قد عرف من قاعدته اكتفاؤه بالرمز من أول كتابه تصحيحاً وتضعيفاً وتحسيناً (3).
7922 -
"ما عدل وال اتجر في رعيته. الحاكم في الكنى عن رجل (ض) ".
(ما عدل وال) أي عامل علي قوم اتصف بقوله. (اتجر في رعيته) لأنه يضيق عليهم المعاش ويحابونه في بيعه وشراءه حذراً منه فلا يكون عادلاً أصلاً ولذا
= الألباني في ضعيف الجامع (5101)، والضعيفة (4459).
(1)
انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 52)، وميزان الاعتدال (1/ 191)، والمغني (1/ 26).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (1711)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5106).
(3)
قلت: ورموز التصحيح والتضعيف والتحسين قد اختلفت من نسخة إلى أخرى.
يقال الملوك للإغارة وللإمارة ولا يحسن منهم التجارة، (الحاكم (1) في الكنى عن رجل) رمز المصنف لضعفه.
7923 -
"ما عظمت نعمة الله على عبد إلا اشتد عليه مؤنة الناس فمن لم يتحمل تلك المؤنة للناس فقد عرض تلك النعمة للزوال. ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن عائشة (هب) عن معاذ (ض) ".
(ما عظمت نعمة الله على عبد إلا اشتد عليه مؤنة الناس) أي ثقلهم وذلك لأن من أنعم الله عليه أي نعمة فإنه يحتاج الناس إليه من حاجة أو مال أو علم أو أي نعمة فلا تستثقل حاجات الناس إليه فإن قضاها شكر للنعمة ومن ثمة قال الفضيل أما علمتم أن حاجة الناس إليكم نعمة من الله عليكم فاحذروا أن تملوا وتضجروا من حوائج الناس فتصير النعم نقماً كما يؤيده قوله (فمن لم يحتمل تلك المؤنة للناس فقد عرض تلك النعمة للزوال) وأخرج البيهقي عن ابن الحنفية أنه كان يقول: أيها الناس اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوها فتتحول نقماً (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (2) عن عائشة (هب) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه، وقال البيهقي: هذا حديث لا أعلم أنا كتبناه إلا بإسناده وهو كلام مشهور عن الفضيل وقال ابن عدي (3): يروى من وجوه كلها غير محفوظة ومن ثمة قال ابن الجوزي (4) حديث لا يصح.
(1) أخرجه أبو حمد الحاكم في الكنى كما في الكنز (14676)، والطبراني في مسند الشاميين (1322)، عن أبي الأسود المالكي عن أبيه عن جده، وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال (7/ 328) وقال: قال أبو أحمد الحاكم ليس حديثه بالقائم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5107) والإرواء (2623).
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا كتاب قضاء الحوائج (48) عن عائشة، وأخرجه البيهقي في الشعب (7664) عن معاذ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5108).
(3)
انظر الكامل في الضعفاء (1/ 174).
(4)
انظر العلل المتناهية (2/ 581).
7924 -
"ما علي أحدكم إذا أراد أن يتصدق الله صدقة تطوعاً أن يجعلها عن والديه إذا كان مسلمين فيكون لوالديه أجرها وله مثل أجورهما بعد أن لا ينتقص من أجورهما شيئاً. ابن عساكر، عن ابن عمرو".
(ما على أحدكم) يقال لمن أهمل شيئاً أو قصر فيه أو أغفله ما عليه لو فعل كذا أو قال كذا أي أيّ شيء يلحقه من الضرر أو العيب أو العار لو فعل فهو استفهام توبيخ كما سلف (إذا أراد أن يتصدق الله صدقة تطوعاً) لا الواجبة فلا تكون إلا عنه (أن يجعلها) بالنية (عن والديه) أي يجعل ثوابها لهما حيين كانا أو لا (إذا كان مسلمين فيكون لوالديه أجرها) بما نوى (وله مثل أجورهما) مكافئة من الله تعالى. (بعد أن لا ينتقص من أجورهما شيئاً) وهذا يشمل كل فعل تطوعا من صدقة المال أو الأفعال أو الأقوال وقد مضى قريباً: ما صدقة أفضل من ذكر الله فينوي بذكره أنه لهما وغيره من أفعاله والظاهر أنه يكون في غير الوالدين لو وهب أجر الصدقة لأخيه المؤمن كان الحكم ذلك وإنما ذكر الوالدين لأنهما أحق الناس بصلة ابنهما، (ابن عساكر (1) عن ابن عمرو) ورواه عنه أيضاً الطبراني بدون قوله:"إذا كانا مسلمين"، قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف.
7925 -
"ما علي أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوي ثوبي مهنته. (د) عن يوسف بن عبد الله بن سلام (هـ) عن عائشة (ح) ".
(ما علي أحدكم إذا وجد سعة) من المال لا إذا لم يجد فإنه لا [4/ 124] يتكلف فإن الله لا يحب المتكلفين. (أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة) فإنها عيد أهل الإِسلام يتجمل بهما. (سوي ثوبي مهنته) يروى بكسر الميم وفتحها قال
(1) أخرجه ابن عساكر (53/ 307) والطبراني في الأوسط (7726) وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (2/ 194)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5109)، والضعيفة (487).
الزمخشري (1): الكسر عند الإثبات خطأ أي بذلته وخدمته، وقال ابن القيم (2): وفيه أنه يسن له أن يلبس أحسن ثيابه التي يقدر عليها وذلك في حق كل مسلم وجد سعة ولا يسرف في ذلك حتى يتخذ لكل جمعة ثيابا مستجدة كما اعتاده كثير من المترفين (د (3) عن يوسف بن عبد الله بن سلام) صحابي صغير أجلسه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره وسماه (هـ عن عائشة) رمز المصنف لحسنه على رمز أبي داود، وقال ابن حجر: فيه انقطاع وفي الفتح (4) قال أيضاً: فيه نظر.
7926 -
"ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفره منه. (ك) عن عائشة (صح) ".
(ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفره منه) فإن الندامة هي أعظم أركان التوبة فإنه إذا ندم فاض الاستغفار على لسانه فلو استغفر غير نادم لم يكن تائبًا ولا مغفورًا له (ك (5) عن عائشة) رمز المصنف لصحته لأنه قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي (6) وقال هشام بن زياد أحد رواته: متروك، وقال المنذري (7): هشام بن زياد ساقط.
7927 -
"ما عليكم أن لا تعزلوا، فإن الله قدر ما هو خالق إلى يوم القيامة.
(1) الفائق (3/ 394).
(2)
زاد المعاد (1/ 399).
(3)
أخرجه أبو داود (1078) عن يوسف بن عبد الله بن سلام. وابن ماجة (1096) عن عائشة، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (1/ 204) وقال قال أبي هذا حديث منكر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5635).
(4)
انظر فتح الباري (2/ 374).
(5)
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 253)، والبيهقي في شعب الإيمان (4379)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5110)، والضعيفة (323) وقال: موضوع.
(6)
انظر ميزان الاعتدال (7/ 80)، والمغني في الضعفاء (2/ 710)، والكاشف (2/ 336).
(7)
انظر الترغيب والترهيب (4/ 49).
(د) عن أبي سعيد وأبي هريرة (صح) ".
(ما عليكم) معشر المسلمين (أن لا تعزلوا) أي لا حرج عليكم في العزل عن نسائكم وهو عام للحرة والأمة وتقدم فيه كلام في الجزء الأول (فإن الله قدر ما هو خالق إلى يوم القيامة) فلا العزل نافع في دفع ما قدره الله فإنه إذا أراد خلق نفس أوصل من الماء قدر ما يخلقها منه وإن لم يرد لم يخلق من الماء الواصل إليها شيئًا (د (1) عن أبي سعيد وأبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
7928 -
"ما عمل آدمي عملا أنجي له من عذاب الله من ذكر الله. (حم) عن معاذ (صح) ".
(ما عمل آدمي عملاً أنجي له من عذاب الله من ذكر الله) فإنه بذكره يفعل الطاعات ويترك المنكرات ويأمر بالخيرات ويطمئن قلبه {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28](حم (2) عن معاذ) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
7929 -
"ما عمل ابن آدم شيئاً أفضل من الصلاة، وصلاح ذات البين، وخلق حسن. (تخ هب) عن أبي هريرة (ح) ".
(ما عمل ابن آدم شيئاً) من الأعمال (أفضل من الصلاة) المفروضة فهي أفضل الأعمال كما سلف.
(وصلاح ذات البين) بين الناس {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114]. (وخلق حسن) يجمعه ما أسلفناه من طلاقة الوجه وكف الأذى وبذل المعروف، ولا يقال هذا يعارض
(1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7698) عن أبي سعيد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5643). أظن الصواب (ن) كما في المطبوع من التيسير (5/ 7946)
(2)
أخرجه أحمد (5/ 239)، والمعجم في الكبير (20/ 166) رقم (352)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 73)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5644).
حديث الذكر السابق لأنا نقول هذه الأعمال الفاضلة من الذكر أيضاً فليس المراد مجرد التهليل ونحوه بل ما هو من الأعمال الله وأن الصلاة فهي ذكر بنفسها (تخ هب (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.
7930 -
"ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع علي الأرض فطيبوا بها نفسا. (ت هـ ك) عن عائشة (ح) ".
(ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم) لأن قربة كل وقت أخص من غيرها وأولي والله تعالى جعل قربة يوم النحر إراقة الدماء لهذه الحيوانات تقربًا إليه وسواءٌ كان عن ضحيه أو عن نسك أخر (إنها أي الذبيحة الدال عليها ذكر الدم والإهراق أو البحيرة لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها) أي يؤتى بها حية تشهد لصاحبها أو يؤتى بها بأجزائها توضع في ميزانه إلا أنه قد صرح في خبر علي عليه السلام: "إنها توضع في ميزانه"(وإن الدم ليقع من الله بمكان) أي محل عظيم كما أفاده التنكير (قبل أن يقع على الأرض) أي قبل أن يشاهده من حضر قال الطيبي: قد تقرر أن الأعمال الصالحة كالفرائض والسنن والآداب مع تعدد مراتبها في الفضل قد يقع بينها التفاضل فكم من مفضول يفضل على الأفضل بالخاصية وبوقوعه في زمان أو مكان مخصوص يعني فالتضحية فضلت على غيرها لذلك (فطيبوا بها نفساً) قال العراقي: الظاهر أن هذا مدرج من كلام عائشة وفي رواية أبي الشيخ ما يدل على ذلك فهو كلام صحيح فإنه ينبغي في القرب أن يكون على
(1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 63) رقم (139)، والبيهقي في الشعب (10191)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5646)، والصحيحة (1448).
طيب نفس إخراجها كما ورد ذلك في الزكاة (ت هـ ك (1)(2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وحسنه الترمذي واستغربه وضعفه ابن حبان، وقال ابن الجوزي (3): حديث لا يصح فإن يحيى بن عبد الله بن نافع أحد رواته ليس بشيء، قال النسائي: متروك، والبخاري: منكر الحديث.
7931 -
"ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إلا زاده الله تعالى بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله تعالى بها قلة. (هب) عن أبي هريرة (ح) ".
(ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إلا زاده الله بها كثرة) في ماله {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]، "ما نقص مال من صدقة" (وما فتح رجل باب مسألة) يطلب من العباد أموالهم (يريد بها كثرة) أي تكثرًا في ماله لا لحاجة فهذا مقيد لإطلاق غيره من أحاديث المنع عن المسألة إلا أنه قد فسر إجمال هذا التقييد حديث:"أنها [4/ 125] لا تحل المسألة إلا لذي فقر مدقع أو دم موجع أو حمالة يحملها"(4)(إلا زاده الله تعالى بها قلة) يمحق بركة ما لديه ويحوجه حقيقة ويجعل فقره بين عينيه (هب (5) عن أبي هريرة) رمز المصنف
(1) جاء في الأصل (ت هـ عن عائشة)، ولعل الصواب ما أثبتناه.
(2)
أخرجه الترمذي (1493)، وابن ماجة (3126)، والحاكم في المستدرك (4/ 260) وصححه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5112)، والضعيفة (526) سقط في الأصل "ك" رمز الحاكم أثبته من المطبوع.
(3)
انظر العلل المتناهية (5702).
(4)
أخرجه أحمد (3/ 126)، وأبو داود (1641)، وابن ماجة (2198) جميعهم عن أنس، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود (1641)، وضعيف سنن ابن ماجة (2198).
(5)
أخرجه البيهقي في الشعب (3413)، وأحمد 2/ 436، والطبراني في الأوسط (7239)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 190)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5646).
لحسنه وفيه يوسف بن يعقوب وهو إما النيسابوري وقد قال أبو علي الحافظ: ما رأيت في نيسابور يكذب غيره، وإن كان هو القاضي باليمن فمجهول كما ذكره الذهبي (1) وقد رواه أحمد والطبراني باللفظ المذكور قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح انتهى. فلو عزاه المصنف له كان أولى.
7932 -
"ما فوق الركبتين من العورة وما أسفل السرة من العورة. (قط هق) عن أبي أيوب (ض) ".
(ما فوق الركبتين من العورة) فيجب ستره وظاهره أن الركبتين ليستا من العورة. (وما أسفل السرة من العورة) فدل على أن العورة ما بين الركبتين والسرة؛ (قط هق)(2) عن أبي أيوب) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ ابن حجر: في تخريج الهداية: سنده ضعيف وبين ذلك قبله الذهبي فقال: فيه سعد بن راشد (3) متروك عن عبادة بن كثير واهٍ.
7933 -
"ما فوق الإزار وظل الحائط وجر الماء فضل يحاسب به العبد يوم القيامة. البزار عن ابن عباس".
(ما فوق الإزار) من الثياب التي تلبس. (وظل الحائط) الذي يستظل به العبد من شمس أو مطر (وجر الماء) أي جرته التي يشرب منها، وفي رواية:"وجلف الخبز"(فضل) أي زيادة على الضروريات والحاجيات (يحاسب به العبد يوم القيامة) وظاهره أنه لا يحاسب على الأمر الضروري فإنه قد أذن له فيه كما
(1) انظر ميزان الاعتدال (7/ 309)، والمغني في الضعفاء (2/ 764)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 222).
(2)
أخرجه الدارقطني (1/ 231)، والبيهقي في السنن (2/ 229)، وأورده ابن حجر في الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 123)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5117).
(3)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 258)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 317)، والميزان (3/ 189).
سلف. (البزار (1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف.
7934 -
"ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب. (ت) عن أبي هريرة (ح).
(ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب) وفي رواية وفروعها من زمرد وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرها أمثال القلال والدلاء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد وليس فيه عجم. (ت هـ)(2) عن أبي هريرة قال الترمذي: حسن غريب والمصنف رمز لحسنه.
7935 -
"ما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر. (عد) عن ابن عباس".
(ما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر) أي يعظم ابن الخطاب لعظمته عند الله. (ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر) يخاف منه لأنه يخاف الله وكل من خاف الله خافه كل شيء وفيه فضيلة لعمر ظاهرة. (عد (3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني (4) قال في الميزان: قال ابن حبان: رجل وضّاع، وقال ابن عدي: منكر الحديث وساق له مناكير ختمها بهذا الخبر ثم قال: هذه الأحاديث بواطل.
7936 -
"ما قال عبد قط "لا إله إلا الله" مخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء حتى يفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر. (ت) عن أبي هريرة".
(ما قال عبد قط "لا إله إلا الله" مخلصاً) في قولها. (إلا فتحت له أبواب
(1) أخرجه البزار كما في المجمع (10/ 267)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5116).
(2)
أخرجه الترمذي (2525)، وابن حبان (7410)، وأبو يعلى (6196)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5647).
(3)
أخرجه ابن عدى في الكامل (6/ 349)، والديلمى في الفردوس (6334)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5118)، والضعيفة (4462) وقال: موضوع.
(4)
انظر الميزان (6/ 549)، واللسان (6/ 124)، والمغنى في الضعفاء (2/ 684).
السماء) أي لقوله أو المراد أبواب الجنة له نفسه لأنها في السماء أي ستفتح له من باب ونفخ في الصور وقوله (حتى يفضي) بالفاء والضاد المعجمة أي الكلمة أو قولها أي يصل. (إلى العرش) ينتهي إليه يؤيد الأول.
(ما اجتنب) أي اجتنب فاعلها (الكبائر) وإلا فإن الكبائر تحول بينها وبين صعودها (ت (1) عن أبي هريرة) قال المصنف في الكبير: حسن غريب ولم يصححه، قال ابن القطان (2): وذلك لأن فيه الوليد بن القاسم الهمداني (3) ضعفه ابن معين مع كونه لم يثبت عند الستة فحديثه لأجل ذلك لا يصح.
7937 -
"ما قبض الله تعالى نبيًّا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه. (ت) عن أبي بكر".
(ما قبض الله نبيًّا) بالموت (إلا في الموضع الذي يحب) الله (أن يدفن فيه) ولو في منازلهم كما دفن صلى الله عليه وسلم في بيته ولا ينافيه ما قاله جمع من كراهة الدفن في البيوت لأن هذا من خصائص الأنبياء، وعللوا كراهة الدفن في البيوت بأنها تفسير مقابر فيكره الصلاة فيها يعني وقد أمر بصلاة النفل في البيوت (ت (4) عن أبي بكر) سكت عليه المصنف، وقال في الكبير: حسن غريب وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد بن أبي مليكة (5) قال في الكاشف: ضعيف.
7938 -
"ما قبض الله تعالى عالماً من هذه الأمة إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد ثلمته إلى يوم القيامة. السجزي في الإبانة، والموهبي في العلم عن ابن عمر".
(ما قبض الله عالماً من هذه الأمة) من العلماء العاملين علماء الكتاب والسنة.
(1) أخرجه الترمذي (3590)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5648).
(2)
انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 55، 330).
(3)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 724)، والميزان (7/ 137).
(4)
أخرجه الترمذي (1018)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5649) وأحكام الجنائز (137).
(5)
انظر الكاشف (1/ 622).
(إلا كان ثغرة) بالمثلثة والمعجمة والراء فرجة. (في الإسلام لا تسد ثلمته) شبه الإسلام بالحائط وموت العالم كالفرجة فيه فإنه يدخل بالفرجة في الحائط الخلل كذلك يدخل على أهل الإسلام الخلل بموت العالم (إلى يوم القيامة) وهذا إبانة لفضل العالم ونفعه في الإِسلام وأخرج البيهقي عن أبي جعفر موت عالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابدًا (السجزي في الإبانة (1)، والموهبي) بفتح الميم نسبة إلى موهب بطن من المعافر (في فضل العلم عن ابن عمر) وسكت عليه المصنف وقد رواه أبو نعيم وسنده ضعيف".
7939 -
"ما قدر في الرحم سيكون. (حم طب) عن أبي سعيد الزرقي (ح) ".
(ما قدر في الرحم سيكون) ما قدر الله خلقته كائن وإن عزل العبد (حم طب (2) عن أبي سعيد الزرقي) (3) بفتح الزاي والراء وبالقاف صحابي اسمه [4/ 126] سعد بن عمارة أو عمارة بن سعد والمصنف رمز لحسنه مع أن فيه عبد الله بن أبي هريرة (4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال مجهول.
7940 -
"ما قدر الله لنفس أن يخلقها إلا هي كائنة (حم هـ حب) عن جابر (صح) ".
(ما قدر الله لنفس أن يخلقها إلا هي كائنة) قاله لما سُئل عن العزل فإن سببه أنه جاءه صلى الله عليه وسلم رجل فقال: إن لي جارية وأنا أعزل عنها قال: سيأتيها ما قدر لها ثم جاءه فقال: إنها قد حملت يا رسول الله، فقال هذا وهو إخبار أنه لا يفيد إن كان
(1) أخرجه الديلمى في الفردوس (6227) والسجزي في الإبانة (28812)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5119)، والضعيفة (4463): موضوع.
(2)
أخرجه أحمد (3/ 450)، والطبراني في الكبير (6/ 32) رقم (5421)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5651)، والصحيحة (1032).
(3)
الإصابة (3/ 70).
(4)
انظر الميزان (4/ 197)، والكاشف (1/ 596).
لئلا يأتي له ولد (حم هـ حب)(1) عن جابر بن عبد الله) رمز المصنف لصحته.
7941 -
"ما قدمت أبا بكر وعمر، ولكن الله قدمهما. ابن النجار عن أنس.
(ما قدمت أبا بكر وعمر) بالوزارة لأنهما وزيراه كما سلف ولا يصح أن يراد به الخلافة لأن عمر لا يقول أحد أن خلافته بالنص. (ولكن الله قدمها) وإنما قدمهما الله لأنه تعالى علم حسن نصحهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق إيمانهما فجعلهما وزيرين له صلى الله عليه وسلم (ابن النجار (2) عن أنس) سكت عليه المصنف وقال ابن حجر بعد أن أورده بإسناده: هذا حديث باطل.
7942 -
"ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة. (حم د ت ك) عن أبي واقد، (هـ ك) عن ابن عمر، (ك) عن أبي سعيد، (طب) عن تميم (صح) ".
(ما قطع من البهيمة) سواء سقط بنفسه أو بقطع قاطع والمراد بالبهيمة ما أحل أكله مجازًا وأخد الثمان من الأنعام التي أحل الله ويقاس عليها غيرها. (وهي حية فهو ميتة) حكمها في أحكامها. (حم د ت ك (3) عن أبي واقد هـ ك عن ابن عمر. ك عن أبي سعيد. طب عن تميم الداري) قال: كانوا يحبون في الجاهلية أسنمة الإبل وإليات الغنم فيأكلونها فذكره، رمز المصنف لصحته، وقال
(1) أخرجه أحمد (3/ 313)، وابن ماجة (89)، وابن حبان (4194) قال البوصيري (1/ 15): هذا إسناد صحيح رجاله موثقون. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5650)، والصحيحة (1333).
(2)
أورده ابن حجر في لسان الميزان (2/ 191) وقال: هذا حديث باطل في ترجمة الحسن بن إبراهيم الفقيمي، والمناوي في فيض القدير (5/ 460)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5121).
(3)
أخرجه أحمد (5/ 218)، وأبو داود (2858)، والترمذي (1450)، والحاكم في المستدرك (2/ 239)، والبيهقي في السنن (1/ 32)، وابن خزيمة في صحيحه (2930)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 63)، والدارقطني في سننه (4/ 292) جمعيهم عن أبي واقد، وأخرجه ابن ماجة (3216)، والحاكم في المستدرك (4/ 128) عن ابن عمر، وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 239) عن أبي سعيد، وذكره الهيثمي في المجمع 4/ 32 وعزاه للبزار وقال: فيه مسور بن الصلت وهو متروك، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 75) رقم (1277)، والأوسط (3099) عن تميم الداري، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5652).
الحاكم: صحيح واستدرك عليه الذهبي.
7943 -
"ما قل وكفى خير مما كثر وألهى. (ع) والضياء عن أبي سعيد (صح) ".
(ما قل) من الدنيا. (وكفى) صاحبها (خير مما كثر وألهى) لا شك أن كثرة الدنيا مطغاة وملهاة وأن من أراد به الله الخير كان رزقه كفافا وقنعه الله بما آتاه. (ع (1) والضياء عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير صدقة بن الربيع وهو ثقة.
7944 -
"ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء قط إلا زانه. (حم خد ت هـ) عن أنس (ح) ".
(ما كان الفحش) وهو بذائة اللسان والتكلم بقبيح المقال (في شيء قط إلا شأنه) عابه (وما كان الحياء في شيء قط إلا زانه) والحياء يلزمه عدم الفحش إذ الفحش ناشئ عن الوقاحة وعدم الحياء، قال الطيبي: فيه مبالغة أي لو قدر أنه يكون الفحش والحياء في جماد لشانه وزانه وأشار بهذين إلى أن الأخلاق الرديئة مفتاح كل شر بل هي الشر كله، وأن الأخلاق السنية مفتاح كل خير بل هي الخير كله. (حم خد ت هـ (2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب.
7945 -
"ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شأنه. عبد بن حميد والضياء عن أنس".
(ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شأنه) الرفق خير في الأمور
(1) أخرجه أبو يعلى في مسنده (1053)، وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 255)، وصححه الألباني صحيح الجامع (5653) والسلسلة الصحيحة (945).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 165)، والبخاري في الأدب المفرد (601)، والترمذي (1974)، وابن ماجة (4185)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5655).
كلها وزين في دقها وجلها وهو خلق الرسول صلى الله عليه وسلم وقال أبو الفتح البستي (1):
من جعل الرفق في مقاصده
…
وفي مراقيه سلماً سلما
والصبر عون الفتى وصاحبه
…
وقيل من عنده ندما ندما
كم صدمة للزمان منكرة
…
لما رأى الصبر عندها صدماً
(عبد بن حميد (2) والضياء عن أنس) وهو في مسلم بلفظ: "ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه وما كان الخرق في شيء قط إلا شأنه"(3).
7946 -
"ما كان بين عثمان ورقية وبين لوط من مهاجر (طب) عن زيد بن ثابت (ح).
(ما كان بين عثمان) بن عفان (ورقية) ابنته صلى الله عليه وسلم. (وبين لوط من مهاجر) بكسر الجيم: اسم فاعل لأن لوطًا هاجر كما حكاه الله عنه: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي} [العنكبوت: 26]، ثم لم يهاجر أحد حتى بعث صلى الله عليه وسلم فأسلم عثمان بن عفان ثم هاجر هجرة الحبشة، وكان أول مهاجر إليها هو ورقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مكرمة لعثمان ورقية. (طب (4) عن زيد بن ثابت)، رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه ابن خالد العثماني (5) متروك.
7947 -
"ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به، ولا حلف في الإِسلام.
(1) أبو الفتح البستي (ت 400 هـ) وهو علي بن محمَّد بن الحسين بن يوسف بن محمَّد بن عبد العزيز البستي.
(2)
أخرجه عبد بن حميد كما في الكنز (5367) والضياء في الأحاديث المختارة (1763، 1778)، وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 18) وقال: فيه كثير بن حبيب وثقه ابن أبي حاتم وفيه لين وبقية رجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5654).
(3)
أخرجه مسلم (2594).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 139) رقم (4881)، وقول الهيثمي في المجمع (9/ 81)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5122): موضوع.
(5)
انظر المغني (2/ 324)، والمجروحين (2/ 102)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 167).
(حم) عن قيس بن عاصم (ح).
(ما كان من حلف) بكسر المهملة معاقدة ومعاهدة على تعاضد وتناصر وتساند واتفاق ونصرة مظلوم ونحو ذلك. (في الجاهلية فتمسكوا به) يعني أن الإِسلام لم يبطله لأنه ليس مخالفًا للشريعة [4/ 127] إذ ليس تحالفًا على محرم (ولا حلف في الإِسلام) لأن أخوة الإِسلام ووجوب نصر الأخ ظالمًا أو مظلوما قد أغنى عنه، فهذه العهود التي يأخذها الأئمة عند عقد البيعة على العظماء من الناس على المناصرة والوفاء كأنها مبنية على أن النهي هنا الذي أفاده النفي الكراهة. (حم (1) عن قيس بن عاصم التميمي) وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع وكان شريفًا حليمًا عاقلًا جوادًا، رمز المصنف لحسنه وهو في سنن أبي داود بلفظ:"لا حلف في الإِسلام وما كان من حلف في الجاهلية فإن الإِسلام لا يزيده إلا شدة"(2).
7948 -
"ما كان ولا يكون إلى يوم القيامة مؤمن إلا وله جار يؤذيه فر عن علي".
(ما كان) في ما مضى (ولا يكون) في ما يأتي (إلى يوم القيامة مؤمن) أي ما وجد مؤمن في زمن من الأزمان ولا يوجد. (إلا وله جار يؤذيه) سنة الله التي لا تحول ولا تزول امتحانا للمؤمن ليصبر فيظفر وفي حديث: "من آذى جاره أورثه الله داره"(3) قال الزمخشري (4): عاينت هذا في مدة قريبة، كان لي خال يظلمه عظيم القرية التي أنا منها ويؤذيني فيه فمات وملكني الله ضيعته، فنظرت يوما
(1) أخرجه أحمد (5/ 61)، والقضاعي في مسند الشهاب (841)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5656)، والصحيحة (2262).
(2)
أخرجه أبو داود (2925).
(3)
انظر كشف الخفا (2/ 285).
(4)
الكشاف (1/ 625).
إلى أبناء خالي يترددون ويدخلون ويخرجون ويأمرون وينهون فذكرت هذا الحديث وحدثتهم به انتهى، والحديث تسلية للمؤمن وتصبير له على أذى جاره. (فر (1) عن علي) سكت عنه المصنف وقال ابن طاهر: فيه علي بن موسى الرضي (2) يأتي عن آبائه بعجائب، قال الذهبي (3): الشأن في صحة الإسناد إليه انتهى.
قلت: أحسن الذهبي بتأويل كلام ابن طاهر وإلا فإنه سيتبع وهل أحد على وجه الأرض في زمن علي بن موسى خير منه كلا، نعم بلى عظماء الآل مثل علي بن موسى وجعفر الصادق بشيعة سوء من الأعاجم يكذبون عليهم بما لا يقولونه.
7949 -
"ما كانت نبوة قط إلا كان بعدها قتل وصلب". (طب) والضياء عن طلبة (صح).
(ما كانت نبوة قط إلا كان بعدها قتل وصلب) وذلك لأنها تأتى بإدخال الناس في دين الله ولا يتم إلا بذلك كما جرت به حكمة الله تعالى. (طب والضياء (4) عن طلحة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه.
7950 -
"ما كانت نبوة قط إلا تبعتها خلافة، ولا كانت خلافة قط إلا تبعها ملك، ولا كانت صدقة قط إلا كان مكسا. ابن عساكر عن عبد الرحمن بن سهل (ض).
(ما كانت نبوة قط إلا تبعتها خلافة) تكون خلافته على الهدي والمراد بالتبعية أن يكون عقيبها. (ولا تكون خلافة قط إلا تبعها ملك) على غير الهدى
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (6239)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5124)، والضعيفة (1955) موضوع.
(2)
انظر تهذيب التهذيب (7/ 339).
(3)
انظر: ميزان الاعتدال (3/ 158).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 115) رقم (207)، والضياء في المختارة (843)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5126)، والضعيفة (1538).
وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "الخلافة بعدي ثلاثون ثم ملك عضوض"(1) فكانت الثلاثون إلى أن صالح الحسن السبط معاوية، وكان معاوية فاتح باب الملك العضوض. والمراد: الإخبار بما اطردت به سنة الله أنه لا يدوم الخير ولا الشر بل يتعاقبان ليميز الله الخبيث من الطيب ويبلوكم أيكم أحسن عملاً. (ولا كانت صدقة قط إلا كانت مكسا) لم يتكلم عليه الشارح ولا غيره، والذي يظهر أن المراد: ولا فرض الله صدقة إلا جعلها الملوك كالمكس في قبضها على غير الوجه الذي أمر الله به كما تقبض المكوس، وهذا مشاهد في زماننا منذ عرفنا أنفسنا، يفرض على الأرض شيئاً معينا من دون نظر إلى ما يجب وفي ما يجب وكم يجب فإنا لله وإنا إليه راجعون، ويحتمل أن يراد: ولا فرض الله صدقة إلا وجعلها من فرضت عليه كالمكس يسلمها غير طيبة بها نفسه ويعدها مغرمًا كما هو أيضًا واقع ويحتمل أن يراد إلا وحولت عن مصارفها وصرفت صرف المكوس وهي المجابي، وهذا الحديث من أعلام النبوة. (ابن عساكر (2) عن عبد الرحمن بن سهل) رمز المصنف لضعفه لأن فيه إبراهيم بن طهمان ونقل الذهبي عن بعضهم تضعيفه، وذكر ابن عساكر سببا في رواية عبد الرحمن للحديث قال: غزا عبد الرحمن هذا في زمن عثمان ومعاوية أمير على الشام فمرت به روايا خمر فنقر كل راوية منها برمحه فناوشه غلمان حتى بلغ معاوية، فقال: دعوه فإنه شيخ ذهب عقله، فقال: كذبت والله ما ذهب لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندخله بطوننا وأسقيتنا وأحلف بالله لئن أنا بقيت حتى أرى في معاوية ما
(1) أخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (418).
(2)
أخرجه ابن عساكر (34/ 421)، وابن قانع في معجم الصحابة (507)، وأورده ابن حجر في الإصابة (4/ 313)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5125).
سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبقرن بطنه انتهى (1).
7951 -
"ما كبيرة بكبيرة مع استغفار، ولا صغيرة بصغيرة مع الإصرار. ابن عساكر عن عائشة (ض) ".
(ما كبيرة) من الكبائر التي توجب غضب الرب. (بكبيرة مع [4/ 128] استغفار) فإنه يمحوها إذا قارنه الندم. (ولا صغيرة بصغيرة مع الإصرار) على معاودة الصغيرة ففيه أن الصغيرة يصيرها الإصرار كبيرة. (ابن عساكر (2) عن عائشة رمز المصنف لضعفه إلا أن له شواهد.
7952 -
"ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل فقال: يا محمَّد، قل: "توكلت على الحي الذي لا يموت؛ والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيرًا". ابن أبي الدنيا في الفرج والبيهقي في الأسماء عن إسماعيل بن أبي فديك مرسلا، ابن صرري في أماليه عن أبي هريرة".
(ما كربني أمر) أصابني كربة وغمة. (إلا تمثل لي جبريل) أي تصور لي. (فقال: يا محمَّد، قل: "توكلت على الحي الذي لا يموت؛ والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيرًا") فهذا الذكر الجليل رقية لدفع الكرب. (ابن أبي الدنيا (3) في الفرج
(1) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 1828)، وابن قانع (2/ 151)، وهذا خبر باطل، انظر: تهذيب الكمال (26/ 347)، وضعفه ابن حجر في الإصابة (6/ 286).
(2)
أخرجه ابن عساكر (6/ 394)، والبيهقي في الشعب (7268)، والديلمي في الفردوس (7994) عن ابن عباس موقوفا عليه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5127)، والضعيفة (4810) وقال: منكر.
(3)
أخرجه ابن أبي الدنيا في الفرج (66) والبيهقي في الأسماء (1/ 193)، وابن صرصري في أماليه كما في الكنز (3424)، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 385)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5128).
والبيهقي في الأسماء عن إسماعيل بن أبي فديك) بضم الفاء وفتح المهملة واسمه دينار مرسلًا، (ابن صصري في أماليه عن أبي هريرة).
7953 -
"ما كرهت أن تواجه به أخاك فهو غيبة. ابن عساكر عن أنس (ض) ".
(ما كرهت) بفتح التاء على الخطاب. (أن تواجه به أخاك) من الأقوال أو من كان يريد أن يحكي مشيته ليضحك عليه أو نحوها. (فهو غيبة) فهذا حقيقة الغيبة وهي محرمة إلا في مواضع، قال الشارح: ذكر ابن العماد أنها تباح في ست وثلاثين موضعا ونظمها.
قلت: والذي اشتهر إباحتها في ستة مواضع وقد نظمت أيضًا. (ابن عساكر (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه.
7954 -
"ما كرهت أن يراه الناس منك فلا تفعله بنفسك إذا خلوت. (حب) عن أسامة بن شريك".
(ما كرهت أن يراه الناس منك فلا تفعله بنفسك إذا خلوت) هو نظير "الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس"(2).
فالمؤمن ينبغي أن يكون سره وعلنه في أفعاله سواء، فإنه في الحقيقة لا خلوة له فإنه إذا خلا عن الناس فالله حاضره وحفظته. (حب (3) عن أسامة بن شريك) الثعلبي بالمثلثة.
7955 -
"ما لقي الشيطان عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه. ابن عساكر عن حفصة (ض) ".
(1) أخرجه ابن عساكر (51/ 28)، وفيض القدير (5/ 463)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5129).
(2)
أخرجه مسلم (2553) من حديث النواس بن سمعان.
(3)
أخرجه ابن حبان في صحيحه (403)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5659).
(ما لقي الشيطان عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه) خوفًا منه كما سلف مرارًا. ابن عساكر (1) عن حفصة، رمز المصنف لضعفه، وقال الحافظ العراقي: هو متفق عليه بلفظ "يا ابن الخطاب ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً
…
" الحديث (2).
7956 -
"ما لي أراكم عزين. (حم د ن) عن جابر بن سمرة (صح) ".
(ما لي أراكم عزين) بالمهملة والزاي: متفرقين جماعات جماعات، والعزة: الجماعة، وعزين جمعها، أي ما لي أراكم أشتاتًا متفرقين. قال الطيبي: إنكار على رؤية أصحابه متفرقين أشتاتًا، والمقصود الإنكار عليهم كائنين على تلك الحالة، يعني أن يتفرقوا ولا يكونون مجتمعين، كيف وقد قال الله:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، والمراد أنه كره لهم تفرقهم حلقا حلقا لغير حاجة.
قلت: لأنه ربما أدى تفرق الأبدان إلى تفرق القلوب الذي عنه ينشأ كل شر. (حم م د ن)(3) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لصحته، قال جابر بن سمرة: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآنا حلقا فذكره.
7957 -
"ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها. (حم ت هـ ك) والضياء عن ابن مسعود (صح) ".
(ما لي وللدنيا) أي ليس لي ألفة ومحبة معها، وهذا قاله لما قيل له "ألا نبسط لك فراشًا لينًا ونفعل لك ثوبًا حسنًا"، قال الطيبي: اللام في الدنيا معجمة للتأكيد
(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (38/ 194) والطبراني في الأوسط (3943)، وفي الكبير (24/ 305)(774)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5131)، والضعيفة (4466) وقال: منكر.
(2)
أخرجه البخاري (3294)، ومسلم (2396) من حديث سعد بن أبي وقاص.
(3)
أخرجه أحمد (5/ 93)، ومسلم (430)، وأبو داود (4823)، والنسائي في السنن الكبرى (11622).
إن كانت الواو بمعنى مع، وإن كانت للعطف فتقديره ما لي وللدنيا معي (ما أنا في الدنيا) في لبث البقاء بها (إلا كراكب) نكرة للتحقير (استظل تحت شجرة) كذلك (ثم راح وتركها) كذلك كل أحد في الدنيا هذا شأنه، قال الطيبي: تشبيه تمثيلي ووجه الشبه سرعة الرحيل وقلة المكث ومن ثمة خص الراكب. قال عيسى عليه السلام: يا معشر الحواريين أيكم يستطيع أن يبني على موج البحر دارًا قالوا: يا روح الله ومن يقدر؟ قال: إياكم والدنيا لا تتخذوها قرارًا. والحديث تزهيد في الدنيا وتحقير لها وترغيب في الآخرة فإنها الحيوان وإذا كان زهد فيها أفضل الخلائق الذي لو توسع لما خيف عليه ما يخاف على غيره فغيره بالأولى (حم ت هـ ك والضياء (1) عن ابن مسعود) قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثر في جنبه فبكيت، فقال: ما يبكيك؟
قلت: كسرى وقيصر على الخز والديباج وأنت نائم على هذا الحصير فذكره، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن حيان وهو ثقة، قلت: وقد رمز المصنف لصحته.
7958 -
"ما مات نبي إلا دفن حيث يقبض. (هـ) عن أبي بكر"(ض).
(ما مات نبي إلا دفن حيث يقبض) تقدم أنه الذي يحبه الله، أعني دفنه في موضع وفاته، فليس إخبارا عن الواقع بل عنه وأن الله يحبه ومفهومه أن غير النبي لا بأس بدفنه في غير محل وفاته. (هـ (2) عن أبي بكر) رمز [4/ 129] المصنف لضعفه.
7959 -
"ما محق الإسلام محق الشح شيء. (ع) عن أنس (ض) ".
(1) أخرجه أحمد (1/ 391)، والترمذي (2377)، وابن ماجة (4109)، والحاكم (4/ 310)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5668)، والصحيحة (438).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1628)، وقال البوصيري (2/ 56): هذا إسناد فيه الحسين بن عبد الله بن عبيد بن عباس الهاشمي وباقي رجال الإسناد ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5670).
(ما محق الإِسلام) أي ما غير شأنه. (محق الشح) أي محقا مثل محق الشح له، فهو صفة مصدر محذوف، والشح: أشد البخل، وذلك أن الإسلام تسليم النفس والمال ومن شح لم يسلم ما أوجبه الله عليه فلا يتم إسلامه إلا ممحوقًا، وهو حث على السماحة والسخاء. (ع (1) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه، وضعفه المنذري، وقال البيهقي: فيه علي بن أبي سارة (2) وهو ضعيف، وقال في موضع آخر: رواه أبو يعلى والطبراني وفيه عمر بن الحصين وهو مجمع على ضعفه.
7960 -
"ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا قالوا: يا محمَّد مُر أمتك بالحجامة. (هـ) عن أنس، (ت) عن ابن مسعود (ح) ".
(ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة) جماعة منهم. (إلا قالوا: يا محمَّد مر أمتك بالحجامة) كأنهم يعلمون بإعلام الله أدوية العباد ويناصحونهم بذلك، والمراد مرض به غلبة الدم وتقدمت أحاديث عديدة في الحجامة. (هـ عن أنس، (ت (3) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب، وقال المناوي: حديث ابن ماجة منكر.
7961 -
"ما مسخ الله تعالى من شيء فكان له عقب ولا نسل. (طب) عن أم سلمة (ح) ".
(ما مسخ الله تعالى من شيء) أمة أي بدلها كتبديل قوم من بني إسرائيل قردة وخنازير. (فكان له) أي الممسوخ. (عقب ولا نسل) عطف تفسيري وذلك لأن
(1) أخرجه أبو يعلى (3488)، والطبراني في الأوسط (2843)، وابن عدي في الكامل (5/ 202)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 257)، والمجمع (1/ 102)، (10/ 242)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5132)، والضعيفة (1281): موضوع.
(2)
انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 193)، والمغني في الضعفاء (2/ 447).
(3)
أخرجه ابن ماجة (3479) عن أنس، والترمذي (2052) عن ابن مسعود، وانظر فيض القدير (5/ 465)، وصححه الألباني في صحيح (5671).
المسخ أعظم عقوبات الغضب الدنيوية والنسل دليل الرضا فلا يجتمعان ومنه يعلم أن القردة الموجودة ليست من نسل من مسخ من بني إسرائيل وقد تقدم في هذا إشكال وجواب (طب (1) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم (2): مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح.
7962 -
"ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكلون أكثرهم تابعاً يوم القيامة. (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما من الأنبياء نبي إلا قد أعطي من الآيات) الدالة على نبوته (ما مثله آمن عليه البشر) لأنها معجزات توجب لمن علمها الإيمان (وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليَّ) يعني أنه أعطي معجزة هي الوحي أي القرآن، فهو باق ببقاء الدهور، بخلاف معجزات من قبله فلا بقاء لها والكتب التي أوحاها الله لهم ليست بمعجزات يتحدى بها كالقرآن ولذا قال:(فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة) لأن معجزته باقية، فما يأتي قرن من القرون إلا وقفوا عليها فآمنوا به صلى الله عليه وسلم فيكثر أتباعه، وليس فيه نفي أنه أعطي غير القرآن من المعجزات بل الحصر إضافي بالنسبة إلى كتب الأنبياء ومعجزاتهم (حم ق (3) عن أبي هريرة).
7963 -
"ما من الذكر أفضل من "لا إله إلا الله" ولا من الدعاء أفضل من الاستغفار. (طب) عن ابن عمرو (ح) ".
(ما من الذكر ذكر أفضل من "لا إله إلا الله") فإنها كلمة الإخلاص ومفتاح
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 325) رقم (746)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 11)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5673).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 536).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 341)، والبخاري (4981)، ومسلم (152).
الجنة وبها بعثت الأنبياء إلى الأمم (ولا من الدعاء) وهو سؤال الله فهو أخص من مطلق الذكر (أفضل من الاستغفار) لأنه طلب المغفرة وكل أحد محتاج إليها وإذا غفر للعبد فقد نال الخير كله وتمامه في الطبراني ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد: 19](طب (1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه الأفريقي وغيره من الضعفاء.
7964 -
"ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينما القمر يضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت. (طس) عن علي (ض) ".
(ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر) وهذا هو الغين الذي تقدم في حديث: "إنه ليغان على قلبي"(بينما القمر يضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت) كذلك هذه القلوب تارة وهي مشرقة وللمعاني مستدركه ولربها ذاكرة، وتارةً وهي مظلمة لا تدرك شيئًا. (طس (2) عن علي) رمز المصنف لضعفه وفيه قصة له عليه السلام مع عمر بن الخطاب.
7965 -
"ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك: ارفع حكمته، وإذا تكبر قيل للملك: ضع حكمته. (طب) عن ابن عباس، والبزار عن أبي هريرة (ح) ".
(ما من آدمي إلا في رأسه حكمة) بفتح المهملة والكاف وهو: ما يجعل تحت حنك الدابة يمنعها المخالفة كاللجام. (بيد ملك) متصلة بيده (فإذا تواضع) أي انقاد للحق والخلق (قيل للملك: ارفع حكمته) قدره ومنزلته (وإذا
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (10/ 84)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5148).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (5220)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 196)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5682)، والصحيحة (2268).
تكبر قيل للملك: ضع حكمته) أذلة كناية عن إذلاله وإهانته، ويفسره ما أخرجه في الكبير "ما من آدمي إلا في رأسه حكمة موكل بها ملك الموت فإن تواضع رفعه الله وإن ارتفع قمعه الله، والكبرياء رداء الله فمن نازع الله قمعه"(1)، ابن صصري في أماليه عن أنس. ويوضحه أيضًا حديث "ما من آدمي إلا وفي رأسه سلسلتان، سلسلة في السماء السابعة وسلسلة في الأرض السابعة فإذا تواضع رفعه الله بالسلسلة إلى السماء السابعة وإذا تجبر وضعه الله تعالى بالسلسلة إلى الأرض السابعة"(2) الخرائطي في مساوئ الأخلاق والحسن بن سفيان وابن لال والديلمي عن ابن عباس، ذكره المصنف أيضًا في الكبير [4/ 130] فأفاد أن ثمرة التكبر الذلة في الدنيا بين عباد الله وفي الآخرة النار. (طب (3) عن ابن عباس)، والبزار عن أبي هريرة، رمز المصنف لحسنه وقال المنذري والهيثمي: إسنادهما حسن وقول ابن الجوزي: حديث لا يصح. يريد الصحة الخاصة فلا ينافي كونه حسنًا.
7966 -
"ما من أحد يدعو بدعاء إلا أتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. (حم ت) عن جابر (ح) ".
(ما من أحد يدعو بدعاء إلا أتاه الله ما سأل) من مطلوبه (أو كف عنه من السوء مثله) مثل ما سأل (ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) فإنه لا يجاب لأنه عاص بنفس الدعاء وقد أفاد فائدة ثالثة سكت عنها هنا وأفيدت في غيره وهي
(1) أخرجه ابن صصري في أماليه كما في الكنز (5742) الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 401).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (8141)، وابن عدي في التراجم الساقطة من الكامل (1/ 106).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 218)(12939)، عن ابن عباس، والبيهقي في الشعب (8143)، وابن عدي في الكامل (6/ 330) عن أبي هريرة وانظر العلل المتناهية (2/ 811)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5675)، والصحيحة (538).
أو يدخر الله للداعي خيراً مما أراده في الآخرة (حم ت (1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه وفيه ابن لهيعة.
7967 -
"ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام. (د) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما من أحد يسلم عليَّ) ظاهره من قريب قبره أو بعيد عنه. (إلا رد الله عليَّ) في رواية إليَّ قال القسطلاني (2) وهي ألطف وأنسب إذ بين التعديتين فرق لطيف قيل الراغب بعلى في الإهانة وبإلى في الإكرام. (روحي) قيل: نطقي لأن روحه لا تفارقه إذ الأنبياء أحياء في قبورهم فهو مجاز وعلاقته أن النطق من لازمه وجود الناطق بالفعل أو القوة، وقال ابن حجر (3): الأحسن أن يؤل رد الروح بحضور الفكر (حتى أرد عليه السلام قيل: هذا ظاهر في استمرار حياته على الدوام لاستحالة أن يخلو ساعة عمن يسلم عليه ومن خص ذلك بوقت الزيارة فعليه البيان، قال الطيبي: لعل معناه أن يكون روحه القدسية في شأن ما في الحضرة الإلهية فإذا بلغه سلام أحد من الأمة رد الله روحه من تلك الحالة إلى رد سلام من سلم عليه. (د عن أبي هريرة)(4) رمز المصنف لصحته وقال في الرياض والأذكار: إسناده صحيح، وقال ابن حجر: رواته ثقات.
7968 -
"ما من أحد يموت إلا ندم: إن كان محسنًا ندم أن لا يكون قد ازداد، وإن كان مسيئًا ندم أن لا يكون قد نزع. (ت) عن أبي هريرة (ض) ".
(ما من أحد يموت إلا ندم) لانقطاعه عن أعماله. (إن كان محسنًا ندم أن لا
(1) أخرجه أحمد (3/ 360)، والترمذي (3381)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5678).
(2)
فتح الباري (6/ 488).
(3)
انظر: فيض القدير (5/ 597).
(4)
أخرجه أبو داود (2041)، والبيهقي في الشعب (1581)، وانظر الأذكار (296)، والتلخيص الحبير (2/ 267) وصححه النووي في الرياض (1402)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5679).
يكون قد ازداد) إحسانًا في دار الأعمال فإنه إذا مات انقطع عنه عمله. (وإن كان مسيئًا ندم أن لا يكون قد نزع) أقلع عن الذنوب والمعاصي وتاب عنها. (ت (1) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لضعفه، قال المنذري: إنه ضعيف لأن فيه يحيى بن عبد الله بن موهب عن أبيه (2) قال الذهبي: ضعَّفوه ووالده قال أحمد: له مناكير.
7969 -
"ما من أحد يحدث في هذه الأمة حديثًا لم يكن فيموت حتى يصيبه ذلك. (طب) عن ابن عباس (ض) ".
(ما من أحد يحدث في هذه الأمة حديثًا لم يكن) له أصل في الشريعة. (فيموت حتى يصيبه ذلك) أي وباله وهو نهي عن الإحداث في الدين ما لم يكن فيه وأنه لا بد وأن يعاقب عليه قبل موته، ثم يكون عليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة. (طب (3) عن ابن عباس)، رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير مسلمة بن سيس (4) ووثقه ابن حبان.
7970 -
"ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه اثنتين وسبعين زوجة: ثنتين من الحور العين، وسبعين من ميراثه من أهل النار ما منهن واحدة إلا ولها قبل شهي، وله ذكر لا ينثني. (هـ) عن أبي أمامة".
(ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه اثنتين وسبعين زوجة: ثنتين من الحور العين) المنشئات في الجنة إنشاء وهو بدل من الذي قبله. (وسبعين) كذلك. (من ميراثه من أهل النار) وهي أيضاً من الحور وقد صرح به في حديث عند
(1) أخرجه الترمذي (2403) وابن المبارك في الزهد (33) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5146).
(2)
انظر الميزان (7/ 201).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 44) رقم (10991)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 251)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5141)، والضعيفة (4472).
(4)
ينظر التاريخ الكبير (4/ 85)، الجرح والتعديل (4/ 163)، وثقات ابن حبان (8/ 285).
أحمد بلفظ "سوى أزواجه من الدنيا"(1)، قال هشام أحد رواته يعني: رجالًا دخلوا النار فورث أهل الجنة نساءهم كما ورثت امرأة فرعون. وأخذ منه أن الله تعالى أعد لكل واحد من الخلق زوجتين فمن حرم ذلك بدخوله النار من أهلها وزعت زوجاتهم على أهل الجنة وهو نظير حديث: "ما من أحد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزلته"(2) فذلك قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} [المؤمنون: 10]. وفيه كثرة أهل النار وقلة أهل الجنة، فإن الرجل من أهل الجنة يزن خمسة وثلاثين من أهل النار، وظاهره استواء أهل الجنة في ذلك العدد إلا أنه قد ورد زيادة عليه. قال الحافظ ابن حجر (3): ما ذكر من الخبر قد ورد أكثر منه وأقل، وأكثر ما أخرجه أبو الشيخ في العظمة، والبيهقي في الشعب من حديث ابن أبي أوفى رفعه "إن الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء وإنه ليفضي إلى أربعة آلاف بكر وثمانية آلاف ثيب"(4) وفيه راو لم يسم، وفي الطبراني:"إن الرجل في الجنة ليفضي إلى مائة عذراء"(5) ثم قد عورض [4/ 131] خبر الكتاب بحديث الترمذي: "إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة"(6).
01) أخرجه أحمد (2/ 537)، وقال ابن حجر في الفتح (6/ 325): وفي سنده شهر بن حوشب وفيه مقال.
(2)
أخرجه ابن ماجة (4341)، والبيهقي في الشعب (377).
(3)
فتح الباري (6/ 325).
(4)
أخرجه أبو الشيخ في العظمة (589).
(5)
أخرجه الطبراني في الأوسط (718، 5267) وقال: لم يرد هذا الحديث عن هشام إلا زائدة، وقال في الصغير (795): لم يروه عن هشام إلا زائدة تفرد به الجعفي البزار ورجالها رجال الصحيح غير محمَّد بن تواب وهو ثقة.
(6)
أخرجه الترمذي (2562).
والأحسن أن يقال أنه حيث كان فيها ما تشتهيه الأنفس فقد حصل لأحدهم شهوة لكثرة النساء يبلغ عامة ما ذكر ويحصل للآخر دون ذلك يبلغ القدر الأقل وقد استدل بهذا الحديث على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال.
(ما منهن واحدة إلا ولها قبل شهي) موضع الإتيان (وله) أي للأحد المذكور أولا (ذكر لا ينثني) لا يضعف عن الجماع وإنما يتركه ينقل من لذة إلى لذة (هـ (1) عن أبي أمامة)، سكت عليه المصنف، قال الدميري: انفرد به ابن ماجة وفيه خالد بن يزيد (2) وهّاه ابن معين مرة وكذبه أخرى وساق الذهبي من مناكيره هذا الخبر، وقال ابن حجر: هذا الحديث سنده ضعيف جدًا.
7971 -
"ما من أحد يؤمر على عشرة فصاعدا إلا جاء يوم القيامة في الأصفاد والأغلال. (ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما من أحد يؤمر) يصير أميرًا. (على عشرة فصاعدًا) كان ذكر العشرة لأنه في الأغلب أقل من يؤمر عليهم وإلا فلو كان من أمر عليه دون ذلك جاء فيه ما ذكر من قوله: (إلا جاء يوم القيامة في الأصفاد) جمع صفد وهو القيد الذي يوضع في الأقدام. (والأغلال) جمع غل وهو الموضع في العنق وفي رواية: "حتى يفكه عدله أو يوبقه جوره"(3) وفيه خطر الإمارة وكيف لا وهي المطغاة الملهاة المهلكة للدين. (ك (4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
(1) أخرجه ابن ماجة (4337)، والديلمى في الفردوس (6114)، وابن عدي في الكامل (3/ 11)، وانظر الميزان (2/ 431)، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 325): سنده ضعيف جدًا، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5143)، والضعيفة (4473).
(2)
انظر المغني (1/ 207)، والميزان (3/ 431)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 251).
(3)
انظر القول المسدد (1/ 68).
(4)
أخرجه الحاكم (4/ 89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5140)، والضعيفة (4471).
7972 -
"ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلا يعدل فيهم إلا كبه الله تعالى في النار. (ك) عن معقل بن يسار (صح) ".
(ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة) هذا أعم مما قبله يشمل كل اثنين تأمر أحدهما على الآخر وكل من إليه أمر من الأمور. (فلا يعدل فيهم) كما أمر الله (إلا كبه الله تعالى في النار) صرعه وألقاه فيها على وجهه، وهذا وعيد شديد يفيد أن جور كل جائر من قاض فما دونه فما فوقه كبيرة، قال الذهبي: إذا اجتمع في القاضي قلة علم وسوء قصد وأخلاق زعرة فقد تمت خسارته ولزمه عزل نفسه ليخلص من النار (ك (1) عن معقل بن سنان)، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي في التلخيص.
7973 -
"ما من أحد إلا وفي رأسه عروق من الجذام تنفر، فإذا هاج سلط الله عليه الزكام، فلا تداووا له. (ك) عن عائشة (صح) ".
(ما من أحد إلا وفي رأسه عروق من الجذام) من أصوله التي يتفرع عنها. (تنعر) بالمثناة الفوقية بعدها نون وبالعين المهملة والراء يتحرك ويعلو ويهيج. (فإذا هاج سلط الله عليه الزكام) فيكسر هيجانه وحركته (فلا تداووا له) أي للزكام ولا تمنعوا مادته فإنه يضعف مادة ما هو أعظم منه، وفي خبر رواه ابن عدي والبيهقي (2) وضعّفاه عن أنس "لا تكرهوا أربعة فإنها لأربعة لا تكرهوا الرمد فإنه يقطع عروق العمى ولا تكرهوا الزكام فإنه يقطع عروق الجذام ولا تكرهوا السعال فإنه يقطع عرق الفالج ولا تكرهوا الدماميل فإنها تقطع عرق
(1) أخرجه الحاكم (4/ 90)، والطبراني في الأوسط (6629)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5144).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (9212، 9898)، وابن عدي في الكامل (7/ 242)، وقال الذهبي في الميزان (7/ 178): باطل.
البرص" (ك (1) عن عائشة)، رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كأنه موضوع وفيه عبد الرحمن الكديمي متهم بالوضع انتهى، وسبقه ابن الجوزي فحكم بوضعه وسلمه له المصنف في الموضوعات ولم يتعقبه إلا بأن الحاكم خرجه وبأن الذهبي تعقبه، فالعجب من ذكر المصنف له وقد سبق له نظائر.
7974 -
"ما من أحد يلبس ثوبًا ليباهى به فينظر الناس إليه إلا لم ينظر الله إليه حتى ينزعه متى ما نزعه. (طب) عن أم سلمة (ح) ".
(ما من أحد يلبس ثوبا ليباهى به) يفاخر به الناس. (فينظر الناس إليه) أي يبلغ ما يريد من نظر الناس إليه إلا. (إلّا لم ينظر الله إليه) برحمته وإكرامه. (حتى ينزعه متى نزعه) وإن طال لبسه له طال إعراض الله عنه وهو عام للعمامة والإزار وغيرهما. (طب (2) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عبد الخالق بن زيد بن واقد (3) وهو ضعيف.
7975 -
"ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائدًا ونورًا لهم يوم القيامة. (ت 4) والضياء عن بريدة (صح).
(ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائدًا) أي بعث ذلك الصحابي حال كونه قائدًا لأهل تلك الأرض إلى الجنة.
(ونورًا لهم يوم القيامة) هذه فضيلة لأهل الأرض التي يدفن فيها صحابي
(1) أخرجه الحاكم (4/ 411)، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1714)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5135)، والضعيفة (190) وقال: موضوع.
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 283) رقم (618)، وفي الشاميين (1215)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 135)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5145)، والضعيفة (1704) وقال: ضعيف جدًا.
(3)
انظر المغني (1/ 370)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 87).
ثبتت لأهل تلك الأرض إلى يوم القيامة، فيحسن أن يتحرى العبد سكون أرض فيها صحابي مدفون لعله يموت بها فيشمله بركة ذلك الصحابي، أو كأنه خاص بأفاضل الصحابة. (ت والضياء (1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب وإرساله أصح.
7976 -
"ما من أحد من أصحابي إلا ولو شئت لأخذت عليه في بعض خلقه، غير أبى عبيدة بن الجراح. (ك) عن الحسن مرسلًا (صح) ".
(ما من أحد من أصحابي) وفي رواية منكم. (إلا ولو شئت لأخذت عليه في بعض خلقه) بالضم أي وجدت عليه عيبًا. (غير أبي عبيدة) فإنه قد صفاه الله عن العيب في خلقه فلا أجد [4/ 132] له عيبًا ولذا كان أمين هذه الأمة ويشهد للحديث "الناس كإبل بمائة لا تجد فيها راحلة"(2) وفيه فضيلة لأبي عبيدة. (ك (3) عن الحسن مرسلًا) رمز المصنف لصحته وفيه مبارك بن فضالة (4) أورده الذهبي في الضعفاء قال: ضعفه أحمد والنسائي.
7977 -
"ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته (حم ت) عن عمرو بن مرة (ح) ".
(ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة) بفتخ الخاء عطف تفسيري، وقيل: الحاجة ما يهتم به الإنسان وان لم يبلغ حد الضرورة بحيث لو لم
(1) أخرجه الترمذي (3865)، والضياء كما في الكنز (32475)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5138).
(2)
أخرجه مسلم (2547).
(3)
أخرجه الحاكم (3/ 266) عن الحسن مرسلًا، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5137)، والضعيفة (4469).
(4)
انظر المغني (2/ 540)، وجامع التحصيل (1/ 273).
تحصل له لم يختل أمره، والخلة ما يحصل بعدمها الاختلال الذي العيش (والمسكنة) وهؤلاء هم أهل الحاجات إلى الملك والوالي (إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته) جزاء وفاقًا، فإنه تعالى جعل إليه أمور العباد فيجب عليه رعاية نعمة الله بقضاء حوائجهم، فإذا لم يقضها لم يقض الله له حاجة. ومفهومه إن فتح أبوابه لهم فتح الله له أبواب سماواته وقضى حاجته، فالله في عون المرء ما كان في عون أخيه، قال ابن حجر (1): فيه وعيد شديد لمن احتجب عن الناس لغير عذر وكان حاكما بينهم لأن فيه تأخير إيصال الحقوق إلى أهلها أو تضييعها (حم ت (2) عن عمرو بن مرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب، وأخرجه الحاكم وقال: صحيح وأقره الذهبي.
7978 -
"ما من إمام يعفو عند الغضب إلا عفا الله عنه يوم القيامة. ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن مكحول مرسلًا".
(ما من إمام يعفو عند الغضب إلا عفا الله عنه يوم القيامة) وذلك لأن عفوه أعظم من عفو غيره لقدرته على الانتقام ولذا قيل:
كل عفو أتى بغير اقتدار
…
حجة لا جيئ إليها اللئام
(ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (3) عن مكحول مرسلًا).
7979 -
"ما من أمة إلا وبعضها في النار وبعضها في الجنة، إلا أمتي، فإنها كلها في الجنة. (خط) عن ابن عمر (ض) ".
(1) فتح الباري (13/ 133).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 231)، والترمذي (1332)، والبيهقي في الشعب (7386)، والحاكم (4/ 94)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5685)، والصحيحة (629).
(3)
أخرجه ابن أبي الدنيا كما في الكنز (14968)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5150)، والضعيفة (4475).
(ما من أمة) من الأمم الماضية. (إلا وبعضها في النار) لمعاصيها. (وبعضها في الجنة) بطاعتها. (إلا أمتي) أمة الإجابة. (فإنها كلها في الجنة) أي مآل كل من تبعه صلى الله عليه وسلم الجنة وإن كان بعد دخول النار لمن يدخلها، فإنه حتم مقتضي دخول البعض فقول المظهر هذا مشكل ليس فيه شيء من الإشكال، قال: إذ مفهومه أن لا يعذب أحد من أمته حتى أهل الكبائر وقد ورد أنهم يعذبون انتهى.
قلت: ليس فيه إلا أنهم يدخلون الجنة وهو صادق ولو بعد التعذيب. (خط (1) عن ابن عمر)، رمز المصنف لضعفه إذ فيه أحمد بن محمَّد والحجاج البغدادي، قال ابن الجوزي عن ابن عدي: كذبوه.
7980 -
"ما من أمة ابتدعت بعد نبيها في دينها بدعة إلا أضاعت مثلها من السنة. (طب) عن عفيف بن الحارث (ض) ".
(ما من أمة ابتدعت بعد نبيها في دينها بدعة) أحدثت فيه ما ليس منه. (إلا أضاعت مثلها من السنة) مثلها في كونها فعلًا أو تركًا أو المماثلة باعتبار الضدية لأن تلك منهي عنها والأخرى مأمور بها، وفيه التحذير من البدعة فإنها توجب الإثم ثم يصاغ بها أمر عظيم فيه أجر (طب (2) عن عفيف بن الحارث) بعين وفاء فعيل من العفة، وقال الشارح بغين وضاد معجمتين مصغرًا انتهى، والذي في النسخ التي وقفت عليها ما ذكرناه، رمز المصنف لضعفه وقال المنذري: سنده ضعيف، وقال غيره: فيه محمَّد بن عبد الرحيم ضعَّفه الدارقطني، وشريح بن عبد الرحمن قال أبو حاتم: شبه المجهول.
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 376)، والطبراني في الصغير (648)، وانظر العلل المتناهية (1/ 301)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5693).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 99) رقم (178)، وانظر: الترغيب والترهيب (1/ 45)، وقال الهيثمي في المجمع:(1/ 188): رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو منكر الحديث، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5155).
7981 -
"ما من امرئ يحي أرضًا فيشرب منها كبد حرى أو يصيب منها عافية إلا كتب الله له بها أجرًا. (طب) عن أم سلمة (ح) ".
(ما من امرئ يحي أرضًا) مواتًا وإحياؤها ازدراعها (فيشرب منها كبد حرى) عطشًا إذ العطش يؤثر حرارة الكبد وهو عام لكل حيوان (أو تصيب منها) من ثمرها (عافية) جمعها عوافي وهو طالب الرزق من إنسان وطائر وبهيمه (إلا كتب الله له بها أجرًا) فيه ترغيب في إحياء الأرض الموات وأنه ينال العبد الأجر إذا انتفع بها منتفع وإن لم يبق بخصوصة. (طب (1) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه موسى بن يعقوب الزمعى (2) وثقة ابن معين وابن حبان وضعفه ابن المديني.
7982 -
"ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرًا ثم يعلفه عليه إلا كتب الله له بكل حبَّة حسنة. (حم هب) عن تميم (ض) ".
(ما من امرئ مسلم ينقي) بضم المثناه التحتية أي يذهب الأحجار والتراب. (لفرسه) أو نحوها والمراد الفرس التي للجهاد أو للستر المتخذة للمباح لحديث "إن الخيل ثلاثة أجر وستر ووزر"(شعيرًا) أو نحوه مما يعلف ويؤخذ منه أن تطلبه الحشيش والشعير لهما له هذا الأجر أو أفضل. (ثم يعلفه عليه إلا كتب الله له بكل حبَّة) من حبات الشعير (حسنة)[4/ 133] هذا فضل كبير ينبغي للمؤمن أن يحرص عليه وفيه الأمر بالعناية بالخيل ونحوها. (حم هب (3)
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 397) رقم (949) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 157)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5152).
(2)
انظر: المغني في الضعفاء (2/ 689)، والميزان (6/ 570).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 103)، والبيهقي في الشعب (4273)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5688)، والصحيحة (2269).
عن تميم)، رمز المصنف لضعفه لأن فيه إسماعيل بن عياش (1) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ليس بالقوي، وفي الكاشف: أن أبا حاتم لينه وشرحبيل بن مسلم (2) ضعفه ابن معين.
7983 -
"ما من امرئ يخذل امرءًا مسلمًا في مواطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته. (حم د) والضياء عن جابر وأبي طلحة بن سهل (صح) ".
(ما من امرئ مسلم يخذل امرءًا مسلمًا) الخذل ترك الإعانة والنصر. (في موطن ينتقص فيه) يذكر. (في عرضه) ما هو نقص. (وينتهك) قال الجوهري: انتهك عرضه بالغ في شتمه. (إلا خذله الله تعالى في موطن يحب) من المحبة. (فيه نصرته) عقوبة له من جنس فعله، وفيه إعلام له بأنه لا بد وأن يصاب في عرضه أو نفسه أو ماله فإنه لا خذلان إلا عند الإصابة، وفيه دليل على وجوب نصرة المسلم لأخيه إن اغتيب فيه أو يريد ظالم يأخذه أو يأخذ ماله وهو قادر على نصرة أخيه فيخذله، وسبحان الله لقد صرنا في زمن خير الناس فيه من لم يعن عليك من ينتهك عرضك ومالك ولم يسع بك إلى الظلمة. (وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته) فيدفع عنه. (إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) في الدنيا والآخرة وفي الباب أحاديث كثيرة. (حم د والضياء (3) عن جابر وأبي طلحة بن سهل)، رمز المصنف لصحته، وقال
(1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 85)، والكاشف (1/ 248).
(2)
انظر المغني (1/ 296).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 30)، وأبو داود (4884)، والضياء في المختارة كما في الكنز (7224) والبيهقي في السنن (8/ 167)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 132)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5690).
المنذري: اختلف في إسناده، قال البيهقي: حديث جابر سنده حسن.
7984 -
"ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله. (م) عن عثمان (صح) ".
(ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة) أي يدخل وقتها. (فيحسن وضوءها) بضم الواو أي فعل الوضوء. (وخشوعها وركوعها) وسائر أفعالها، قال القاضي: إحسان وضوئها الإتيان بفرائضه وسننه، وخشوع الصلاة الإخبات فيها بانكسارالجوارح، وإخباتها أن تأتي بكل ركن على وجه أكثر تواضعا وخضوعًا، وتخصيص الركوع بالذكر تنبيه على إبانته على غيره تحريضًا عليه فإنه من خصائص صلاة المسلمين انتهى.
(إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب) أي الصغائر لما في غيره من التقييد باجتناب الكبائر ولقوله: (ما لم تؤت كبيرة) أي لم يعمل. (وذلك الدهر كله) قال القاضي: الإشارة إلى التكفير، أي لو كان يأتي بالصغائر كل يوم ويؤدي الفرائض كملا يكفر كل فرض ما قبله من الذنوب والدهر منصوب على الظرف وكله تأكيد له وقد بحثنا في رسالة مستقلة في التكفير. (م (1) عن عثمان بن عفان)، تفرد باللفظ هذا عن البخاري.
7985 -
"ما من امرئ تكون له صلاة بالليل فيغلب عليه النوم إلا كتب الله تعالى له أجر صلاته) وكان نومه عليه صدقة. (د ن) عن عائشة (صح) ".
(ما من امرئ تكون له صلاة بالليل) ورد معين. (فيغلب عليه النوم إلا كتب الله له أجر صلاته) فضلًا لاعتياد العبد الخير وعدم تفريطه بتركه. (وكان نومه عليه صدقة) من الله وقالوا: هذا في من تعود الورد وغلبة النوم أحيانًا عن ورده.
(1) أخرجه مسلم (228).
(د ن (1) عن عائشة)، رمز المصنف لصحته، وقال العراقي: فيه رجل لم يسم وسماه النسائي في روايته الأسود بن يزيد، لكن في طريقة أبو جعفر الرازي (2) قال النسائي: ليس بقوي، ورواه النسائي وابن ماجة من حديث أبي الدرداء نحوه بإسناد صحيح.
7986 -
"ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم. (د) عن سعد بن عبادة (ح) ".
(ما من امرئ يقرأ القرآن) يحتمل يحفظه عن ظهر قلب أو يتعود قراءته نظراً أو تلقيناً.
(ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة وهو أجذم) بالجيم والذال معجمة: مقطوع اليد، قيل معناه: أجذم الحجة منقطعها لا يجد ما يتمسك به في شأنه ويتشبث به في يده فإن القرآن سبب أحد طرفيه بيد الله والآخر بيد العباد، فمن تركه انقطع من يده وصارت يده كأنها مقطوعة، وقد يكنى بعدم اليد عن عدم الحجة إذا عرفت هذا اندفع ما قيل أن تخصيص العقوبة باليد لا يناسب هذه الخطبة أو معناه ما عرفته.
قلت: ويحتمل أن المراد بنسيانه إياه عدم العمل به ويراد يقرأ القرآن عرف معانيه ثم أعرض عنها. (د (3) عن سعد بن عبادة)، رمز المصنف لحسنه، قال ابن القطان وغيره: فيه يزيد بن أبي زياد (4) لا يحتج به وعيسى بن فائد (5) مجهول الحال ولا يعرف أنه روى عنه غير يزيد هذا، وقال ابن أبي حاتم: لم
(1) أخرجه أحمد (6/ 63)، وأبو داود (1314)، والنسائي (3/ 257، 258) عن عائشة، وابن ماجه (1344) عن أبي الدرداء، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5691).
(2)
انظر المغنى (2/ 777)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 240).
(3)
أخرجه أبو داود (1474)، والبيهقي في الشعب (1970) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (9/ 70): في إسناده مقال، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5153)، والسلسلة الضعيفة (1354).
(4)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 749)، والمجروحين (3/ 99).
(5)
انظر الميزان (5/ 385)، واللسان (7/ 332).
يثبت سماعه من سعد ولم يدركه، قال المناوي: فهو على هذا منقطع.
7987 -
"ما من أمير عشرة إلا وهو يؤتى به يوم القيامة مغلولاً، حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور. (هق) عن أبي هريرة (ح) ".
(ما من أمير عشرة)[4/ 134] وتقدم فصاعداً (إلا وهو يؤتى به يوم القيامة مغلولاً) أي مغلولة يده إلى عنقه وتقدم مصفداً. (حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور) أوبقه أهلكه ولا يفكه من الغل إلا الهلاك بمعنى أنه يرى بعد الفك الهلاك أو بعد الغل سلامة. (هق (1) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لحسنه، وقال الذهبي: فيه عبد الله ابن محمَّد عن أبيه (2) وهو واه انتهى، ورواه عنه باللفظ المزبور البزار والطبراني في الأوسط ، قال المنذري: رجاله رجال الصحيح.
7988 -
"ما من أمير يؤمر على عشرة إلا سئل عنهم يوم القيامة. (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(ما من أمير يؤمر على عشرة) فما فوق وما دون ويحتمل أن الوعيد على العشرة فصاعداً. (إلا سئل عنهم يوم القيامة) أي عن العدل فيهم والجور، أي حوسب بينه وبينهم وهذا شامل لمن كان أميراً على أهله في منزله. (طب (3) عن ابن عباس)، رمز الصنف لحسنه، وقال الذهبي في المهذب: إسناده حسن.
7989 -
"ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة ويده مغلولة إلى عنقه.
(1) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 96)، وأحمد (2/ 431)، والطبراني في الأوسط (6225)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 121)، واللسان (4/ 378)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5695)، والصحيحة (2621).
(2)
انظر الميزان (4/ 176)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 140)، والمغني في الضعفاء (1/ 354).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 411) رقم (12166)، وابن عدي في الكامل (3/ 148)، قال الهيثمي في المجمع (5/ 208): فيه رشدين بن كريب وهو ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5156)، والضعيفة (4477).
(هق) عن أبي هريرة".
(ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة ويده مغلولة إلى عنقه) كما سلف. (هق (1) عن أبي هريرة) وهو كالأول راوياً ومخرجاً.
7990 -
"ما من أهل بيت عندهم شاة إلا وفي بيتهم بركة. ابن سعد عن أبي الهيثم بن التيهان (ض) ".
(ما من أهل بيت عندهم شاة) من الضأن فأكثر. (إلا وفي بيتهم بركة) أي زيادة خير ورزق وهو حث على اتخاذ الغنم (ابن سعد (2) في طبقاته عن أبي الهيثم) اسمه مالك (بن التيهان) أحد النقباء ورمز المصنف لضعفه.
7991 -
"ما من أهل بيت تروح عليهم ثلة من الغنم إلا باتت الملائكة تصلي عليهم حتى تصبح. ابن سعد عن أبي ثفال عن خاله".
(ما من أهل بيت تروح عليهم ثلة) بالمثلثة وتشديد اللام جماعة. (من الغنم إلا باتت الملائكة تصلي عليهم) تدعوا لهم وتستغفر. (حتى تصبح) بضم المثناة الفوقية يدخلون في الصباح.
(ابن سعد (3) عن أبي ثفال) بالمثلثة مكسورة بعدها فاء عن (خاله) لم يسم.
7992 -
"ما من أهل بيت يغدو عليهم فدان إلا ذلوا. (طب) عن أبي أمامة (ض) ".
(ما من أهل بيت يغدو عليهم فدان) بالفاء وتشديد الدال المهملة آلة
(1) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 95)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5695)، والصحيحة (2621).
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 496)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5159)، والضعيفة (4479): موضوع.
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 496)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5158)، والضعيفة (4478): موضوع.
حرث (1). (إلا ذلوا) لما تطالبهم به العمال والعشارون من المطالب المالية الموجبة للذلة، وليس فيه كراهة للحرث والزراعة بل هى أمر محبوب لله تعالى لما فيها من الأجر كما تقدم، بل إخبار بما يلازم ذلك من الذلة ولا ينافى ثبوت الأجر فهو تصبير للحراثين على ما ينالهم (طب (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: فيه راويان لم أعرفهما وبقية رجاله ثقات.
7993 -
"ما من أهل بيت واصلوا إلا أجرى الله عليهم الرزق، وكانوا في كنف الله تعالى. (طب) عن ابن عباس (ض) ".
(ما من أهل بيت واصلوا) صومهم ولم يأكلوا بين اليومين مفطراً، وقد أخذ به من رأى حل الوصال، وقيل يحتمل أنه أراد صلى الله عليه وسلم أنهم واصلوا لعدم القدرة على الطعام وصبرهم وعفافهم فلا حجة فيه وقوله:(إلا أجرى الله عليهم الرزق، وكانوا في كنف الله تعالى) بتحريك عينه بالفتح: حرزه وستره، والكنف: الجانب والظل، ربما دل لذلك وهو يوصيه بالصبر على الفاقة وأنه سبب لإدرار الرزق وتقدم نظيره (طب (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبيد الله بن يزيد الوصافي (4) وهو ضعيف.
7994 -
"ما من أيام أحب إلى الله تعالى أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة: يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها كقيام ليلة القدر. (ت هـ) عن أبي هريرة (ض) ".
(1) فدَّان: مشدد وهي البقر التي يحرث بها. النهاية (3/ 805).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 293) رقم (8123)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 120)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5698)، والصحيحة (10).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 141)(11295)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5160)، والضعيفة (4480) وقال: ضعيف جداً.
(4)
انظر الميزان (5/ 22)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 66)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 164).
(ما من أيام أحب إلى الله تعالى أن يتعبد له فيها) قال الطيبي: أحب خبر ما وأن يتعبد متعلق بأحب بحذف الجار فيكون المعنى ما من أيام أحب إلى الله لأن يتعبد له فيها. (من عشر ذي الحجة) بالكسر والفتح والكسر أرجح وقوله: (يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة) بيان لفضيلة بعض أنواع العبادة في تلك الأيام وهو الصيام وإلا فالفضل عام لأنواع العبادات، والمراد ما عدا يوم النحر فإنه منهي عن صيامه وقد أخرج أحمد وغيره أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع ذي الحجة (1) وعورض بحديث عائشة عند مسلم "لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط"(2)، وأجيب عنه بأن المثبت مقدم على النافي على القاعدة المقررة، وعورض الحديث بحديث البخاري وغيره "ما العمل في أيام أفضل منه في هذه"(3) يعني أيام التشريق، وأجيب بأجوبة كثيرة والأقرب عندي أن المراد بالعمل عمل الحج وتمام مناسكه من الرمي والطواف فكأن المراد أن أيام التشريق يعمل فيها أفضل أعمال الحج، وأيام العشر سائر العبادات غير أعمال الحج بل من الصيام والقيام، ولذا قال:(وقيام كل ليلة منها كقيام ليلة القدر). (ت هـ (4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب [4/ 135] لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس ضعفوه فالحديث معلول. قال ابن الجوزي: حديث لا يصح تفرد به مسعود بن واصل (5) عن النهاس ومسعود ضعفه أبو داود، والنهاس (1) قال ابن القطان:
(1) أخرجه أحمد (6/ 288)، وأبي داود (2437)، والبيهقي في الشعب (3754).
(2)
أخرجه مسلم (1176).
(3)
أخرجه البخاري (926).
(4)
أخرجه الترمذي (758)، وابن ماجة (1728)، والبيهقي في الشعب (3758)، وابن عدي في الكامل (7/ 58)، وانظر العلل المتناهية (2/ 563)، والميزان (6/ 411)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5161)، والضعيفة (5145).
(5)
انظر المغني (2/ 654).
متروك وابن عدي: لا يساوي شيئاً وابن حبان: لا يحل الاحتجاج به، وأورده في الميزان من مناكير مسعود.
7995 -
"ما من بعير إلا وفي ذروته شيطان، فإذا ركبتموها فاذكروا نعمة الله تعالى عليكم كما أمركم الله ، ثم امتهنوها لأنفسكم، فإنما يحمل الله تعالى. (حم ك) عن أبي لاس الخزاعي (صح) ".
(ما من بعير) في القاموس (2) بفتح الباء وقد تكسر: الجمل النازل أو الجذع وقد يكون للأنثى انتهى فيحتمل أن المراد هنا ما يشمل الأنثى. (إلا وفي ذروته) بفتح الذال المعجمة وسكون الراء أي سنامه. (شيطان) يحتمل الحقيقة وأنه يقعد عليها لأذية ابن آدم ويحتمل التشبيه. (فإذا ركبتموها فاذكروا نعمة الله عليكم كما أمركم الله) بتذليلها لكم وتسخيرها. (ثم امتهنوها لأنفسكم) ذللوها لأجل أنفسكم. (فإنما يحمل الله) لا ما ترونه من قوتها أو ضعفها وسببه أنه حمل صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه على إبل الصدقة فقالوا ما تحملنا هذه فذكره وفيه أن لا ينظر إلى عجز الحامل فإن الله الذي يعطيه قوة على العمل. (حم ك (3) عن أبي لاس) بالسين المهملة الخزاعي اسمه: عبد الله وقيل زياد وقيل: محمَّد، رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني بأسانيد جياد أحدها رجال الصحيح غير محمَّد بن إسحاق وقد صرح بالسماع في أحدها.
7996 -
"ما من بقعة يذكر اسم الله فيها إلا استبشرت بذكر الله تعالى إلى
= (1) انظر الميزان (7/ 49)، والكامل في ضعفاء الرجال (7/ 85).
(2)
انظر القاموس (1/ 375).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 221)، والحاكم (1/ 444)، والطبراني في الكبير (22/ 334) رقم (837)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 131)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5699)، والصحيحة (2271).
منتهاها من سبع أرضين وإلا فخرت على ما حولها من بقاع الأرض، وإن المؤمن إذا أراد الصلاة من الأرض تزخرفت له الأرض. أبو الشيخ في العظمة عن أنس (ض) ".
(ما من بقعة) من بقاع الأرض. (يذكر اسم الله فيها إلا استبشرت بذكر الله) لما تنالها من بركته. (إلى منتهاها من سبع أرضين وإلا فخرت) من الفخر المباهاه والتمدح بشريف الخصال. (على ما حولها من بقاع الأرض) التي لم يذكر اسم الله فيها. (وإن المؤمن إذا أراد الصلاة من الأرض) أي فيها. (تزخرفت) تزينت. (له) لأجله. (الأرض) فرحا وسرورا لصلاته عليها. (أبو الشيخ في العظمة (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقد أخرجه أبو يعلى والبيهقي في الشعب بلفظه، قال الهيثمي: فيه موسى بن عبيدة الربذي (2) وهو ضعيف ورواه الطبراني بسند ضعيف.
7997 -
"ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها. (خ) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما من بني آدم مولود إلا يمسه) وفي لفظ "ينخسه" أي يطعنه بأصبعه. (الشيطان حين يولد، فيستهل صارخاً) باكياً. (من مس الشيطان) من ألم مسه. (غير مريم وابنها) قيل: وكذلك كل نبي، وللزمخشري كلام في الكشاف رد به الحديث ورد عليه الناس بما هو معروف. (خ (3) عن أبي هريرة) ولم يتفرد به بل أخرجه مسلم أيضاً إلا أنه أخرجه البخاري في التفسير وأخرجه مسلم في
(1) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (5/ 1713)، وأبو يعلى (4110)، وابن المبارك في الزهد (339)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 79)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5162).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 685).
(3)
أخرجه البخاري (3431)، ومسلم (2366).
أحاديث الأنبياء.
7998 -
"ما من ثلاثة في قرية ولا بدو ولا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية. (حم د ن حب ك) عن أبي الدرداء (صح) ".
(ما من ثلاثة) مسلمين. (في قرية ولا بدو ولا تقام فيهم) الجماعة للصلوات الخمس. (إلا استحوذ عليهم الشيطان) استولى عليهم وجرهم إليه بسبب إعراضهم عن الجماعة ولا مفهوم للعدد بل الاثنان كذلك لحديث "الاثنان جماعة"(1) تقدم، وفيه مأخذ لمن أوجب الجماعة. (فعليكم بالجماعة) الزموها. (فإنما يأخذ (2) الذئب) الشاة. (القاصية) المنفردة من الغنم، فكذلك الشيطان يتسلط على مفارق الجماعة، قال الطيبي: هذا من الخطاب العام الذي لا يختص بسامع دون آخر تفخيما للأمر. شبه من فارق الجماعة التي يد الله عليهم، ثم هلاكه في أودية الضلال المؤدية إلى النار بسبب تسويل الشيطان بشاة منفردة عن القطيع بعيدة عن النظر، ثم سلط الذئب عليها وجعلها فريسة له. (حم د ن حب ك (3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته.
7999 -
"ما من جرعة أعظم أجراً عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله تعالى. (هـ) عن ابن عمر (ض) ".
(ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد) في الأساس: كظم القربة: ملاؤها وسد رأسها، وكظم الباب: سده، ومن المجاز كظم الغيظ وعلى الغيظ انتهى. قال الطيبي: يريد أنه استعارة من كظم القربة، وقوله من
(1) أخرجه ابن ماجه (972).
(2)
هكذا في الأصل.
(3)
أخرجه أحمد (5/ 196)، وأبو داود (547)، والنسائي (2/ 106)، وابن حبان في صحيحة (2101)، والحاكم (2/ 482)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5701).
"جرعة غيظ" استعارة أخرى كالترشيح انتهى.
قلت: وهو حث على إخفاء الغيظ وإن امتلأ منه قلبه امتلاء القربة من الماء، وقوله:(ابتغاء وجه الله تعالى) مفعول له علة للكظم لا لو كظمها لغير ذلك فليس له هذا الأجر. (هـ (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه [4/ 136] وقال العراقي: إسناده جيد.
8000 -
"ما من جرعة أحب إلى الله تعالى من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد إلا ملأ الله تعالى جوفه إيماناً. ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن ابن عباس"(ض).
(ما من جرعة أحب إلى الله تعالى من جرعة غيظ يكظمها عبد) قال الله: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134]. (ما كظمها عبد إلا ملأ الله جوفه إيماناً) جزاء وفاقاً، حيث ملأه من كظم الغيظ ابتغاء وجه الله، جزاه الله بأفضل من إنفاذ غيظه وشفاء قلبه بالإيمان، وشبه كظم الغيظ ومدافعة النفس عليه بتجرع الماء مرة بعد أخرى لشدة مدافعة النفس على ذلك. (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه قال الحافظ العراقي: فيه ضعف ورواه ابن ماجة عن ابن عمر بلفظ "ما جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله" قال المنذري: رواته محتج بهم في الصحيح.
8001 -
"ما من حافظين رفعاً إلى الله ما حفظاً فيرى في أول الصحيفة خيراً
(1) أخرجه ابن ماجة (4189)، والبيهقي في الشعب (8307)، وانظر تخريج أحاديث الإحياء (4/ 49)، وفيض القدير (5/ 476)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5163).
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب كما في الكنز (5820) عن ابن عباس، وابن ماجه (4189)، وأحمد (2/ 128)، والبيهقي في الشعب (8307)، والقضاعي في مسند الشهاب (1308) جميعهم عن ابن عمر، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 302)، قال البوصيري (4/ 233): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5163): موضوع.
وفي آخرها خيراً إلا قال الله تعالى لملائكته: اشهدوا أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة. (ع) عن أنس (ض) ".
(ما من حافظين) لأعمال عبد مؤمن. (رفعا إلى الله ما حفظا) قيد واقعي إذ لا يرفعان إلا ذلك فكانت اليمين ترفع الحسنات وكانت الشمال السيئات. (فيرى في أول الصحيفة خيراً) صحيفة الحسنات (وفي آخرها خيراً إلا قال الله تعالى لملائكته) يحتمل أنهم الذين رفعوا العمل كما يدل له الحديث الآتي ويحتمل أعم من ذلك. (اشهدوا أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة) من السيئات، وفيه حث على أن يبدأ الإنسان يومه بالعمل الصالح ويختمه بذلك. قال ابن رجب: ويندب وصل صوم ذي الحجة بالمحرم لأنه يكون ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة، فيرجى أن تكتب له السنة كلها طاعة ويغفر له ما بين ذلك. (ع (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح، وقال البيهقي: فيه تمام بن نجيح (2) وثقه ابن معين وضعفه البخاري وبقية رجاله رجال الصحيح.
8002 -
"ما من حافظين يرفعان إلى الله تعالى بصلاة رجل مع صلاة إلا قال الله تعالى: أشهدكما أني قد غفرت لعبدي ما بينهما. (هب) عن أنس (ض) ".
(ما من حافظين يرفعان إلى الله تعالى بصلاة رجل مع صلاة) يحتمل مع فريضة أخرى أو مع نافلة وفيه أن الحافظين معا يرفعان الأعمال الصالحة وإن كان أحدهما كاتب السيئات (إلا قال الله تعالى: أشهدكما) أيها الحافظان. (أني قد غفرت لعبدي ما بينهما) أي ما بين الفريضتين أو ما سطر في الصحيفة أي من الصغائر وهو ظاهر أن المراد فريضة مع فريضة وأنه قد يتأخر الرفع للفريضة
(1) أخرجه أبو يعلى (2775)، والترمذي (981)، وانظر العلل المتناهية (1/ 45)، والمجمع (10/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5164)، والضعيفة (2239).
(2)
انظر المغني (1/ 118)، والميزان (2/ 77)، والمجروحين (1/ 204).
حتى يضم إليها أخرى. (هب (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه.
8003 -
"ما من حاكم يحكم بين الناس إلا يحشر يوم القيامة وملك آخذ بقفاه حتى يوقفه على جهنم ثم يرفع رأسه إلى الله: فإن قال الله تعالى: ألقه ألقاه في مهوى أربعين خريفاً. (حم هق) عن ابن مسعود (ض) ".
(ما من حاكم يحكم بين الناس) ولو في تمرة. (إلا يحشر يوم القيامة وملك آخذ بقفاه) يسوقه. (حتى يوقفه على جهنم ثم يرفع رأسه) الظاهر أنه الملك يستأذن ربه ويرفع إليه رأسه وقال الطيبي المأخوذ وقوله: (فإن قال الله تعالى: ألقه ألقاه في مهوى) بفتح الميم مكان هوى. (أربعين خريفاً) أي يهوي فيه هذا القدر حتى ينتهي إلى قعر ما يلقى فيه وتقدم أن الخريف يراد به السنة من إطلاق الجزء على الكل. (حم هق (2) عن ابن مسعود)، رمز المصنف لضعفه، وفيه أحمد بن الخليل (3) فإن كان البغدادي: صدوق من الحادية عشرة فقد ضعفه الدارقطني كما قال الذهبي، وإن كان القومسي بضم القاف وكسر الميم والسين المهملة فقد قال أبو حاتم: كذاب، نعم قد أخرجه ابن ماجة عن ابن مسعود أيضاً بلفظه قال المنذري: وفيه عنده مجالد بن سعيد (4).
8004 -
"ما من حالة يكون عليها العبد أحب إلى الله تعالى من أن يراه ساجدا يعفر وجهه في التراب. (حم هق) عن حذيفة".
(ما من حالة يكون عليها العبد أحب إلى الله تعالى من أن يراه ساجداً يعفر
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (7053)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5165)، والضعيفة (2239).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 430)، والبيهقي في السنن (10/ 96)، وابن ماجة (2311)، وانظر علل الدارقطني (5/ 248)، والترغيب والترهيب (3/ 114)، وقال البوصيري (3/ 43): هذا إسناد ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5166).
(3)
انظر المغني (1/ 38)، والميزان (1/ 232)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 70).
(4)
انظر المغني (2/ 542)، والمجروحين (3/ 10).
وجهه في التراب) وذلك لحديث: "إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"(1) فإنها حالة ذل وانكسار وخضوع وإقبال، وكونه بين التراب أتم في الذل والانكسار، وأما حديث:"أفضل الصلاة طول القنوت"(2) فقال ابن حجر (3): وجه الجمع أنه يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص، وقيل: فضول طول القنوت لأجل ذكره فإنه القرآن وفضل السجود لأجل الهيئة. (طس (4) عن حذيفة) سكت عليه المصنف، وفيه عثمان بن القاسم (5) عن أبيه وعثمان ذكره ابن حبان في الثقات وأبوه لا يعرف.
8005 -
"ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع حتى يرجع. (حم هـ حب ك) عن صفوان بن عسال (صح) ".
(ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم) النافع في الدين (إلا وضعت له الملائكة أجنحتها) تقدم الكلام عليه. (رضاً) منها بوحي الله لها (بما يصنع) من خروجه لذلك (حتى يرجع) إلى منزله ففيه الحث على الخروج لطلب العلم فلا يستدعي من يعلمه إلى منزله كما يفعله أهل الكبر والإتراف والمعلم بالأولى إذا خرج من منزله ويعلم الناس [4/ 137] العلم النافع أن تضع له أجنحتها (حم هـ حب ك (6) عن صفوان بن عسال" قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما جاء
(1) أخرجه مسلم (482).
(2)
أخرجه مسلم (756).
(3)
فتح الباري (3/ 19)
(4)
أخرجه الطبراني في الأوسط (6075)، والبيهقي في الشعب (3177)، وانظر مجمع الزوائد (1/ 30)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5167).
(5)
انظر المغني (2/ 429)، والميزان (5/ 75).
(6)
أخرجه أحمد (4/ 239)، وابن ماجة (226)، وابن حبان (1325)، والحاكم (1/ 100)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 59)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5702).
بك؟ " قلت: أنيط العلم أي أطلبه. واستخرجه فذكره، قال المنذري: إسناده جيد. قلت: ورمز المصنف لصحته.
8006 -
"ما من دابة طائر ولا غيره يقتل بغير حق إلا سيخاصمه يوم القيامة. (طب) عن ابن عمرو (ض) ".
(ما من دابة طائر ولا غيره يقتل بغير حق) والحق الاحتياج إليه أو الدفع لضرره. (إلا سيخاصمه يوم القيامة) الضمير للقاتل سيخاصم للقاتل عند الله تعالى يقول: يا ربِّ سل عبدك فيما قتلني وإذا خاصمه فلجه وجوزي على قتله. (طب (1) عن ابن عمرو بن العاص) رمز المصنف لضعفه.
8007 -
"ما من دعاء أحب إلى الله تعالى من أن يقول العبد: "اللهم ارحم أمة محمَّد رحمة عامة". (خط) عن أبي هريرة (ض) ".
(ما من دعاء أحب إلى الله من أن يقول العبد) الداعي: "اللهم ارحم أمة محمَّد رحمة عامة") وذلك لأنه إحسان إلى جميع الأمة بأشرف أنواع الإحسان والله يحب المحسنين، والمراد أمة الإجابة بلا ريب (خط (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه ، لأن فيه عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري (3) قال الذهبي: في الضعفاء: لا يُعرف، وفي الميزان: كأنه موضوع.
8008 -
"ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من: "اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة. (هـ) عن أبي هريرة".
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في الكنز (39968)، وانظر فيض القدير (5/ 478)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5168).
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 157)، وابن عدي في الكامل (4/ 313) في ترجمة عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري وقال: يحدث عن أبيه بالمناكير والديلمي في الفردوس (6146)، وانظر الميزان (4/ 326)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5171)، والضعيفة (2106) وقال: ضعيف جداً.
(3)
انظر المغني (2/ 389).
(ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من: "اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة) فهي أفضل الدعوات التي يخص بها نفسه ومعنى فضلها أنها تجمع خير الدارين فالمراد نفعها وعمومها (هـ (1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال المنذري: إسناده جيد وقال غيره: رواته ثقات.
8009 -
"ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم. (حم خد د ت هـ حب ك) عن أبي بكرة".
(ما من ذنب أجدر) بالجيم والدال المهملة والراء أحق. (أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له) من العقوبة (في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم) فهما أسرع الذنوب عقوبة في الدنيا وعقوبة الآخرة على أصلها، وفيه عظمة شأن البغي وقطيعة الرحم فكل واحدة كبيرة من أمهات الكبائر، فكيف إذا اجتمعتا كما يقع ذلك كثيراً لملوك الدنيا فلا أكثر من اجتماع البغي فيهم وقطيعة الرحم ولذا قال تعالى:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا في الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22]. (حم خد د ت هـ حب ك (2) عن أبي بكرة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
8010 -
"ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب، وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنموا أموالهم ويكثر
(1) أخرجه ابن ماجة (3851)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 137)، قال البوصيري (4/ 143): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5703)، والصحيحة (1138).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 36)، والبخاري في الأدب المفرد (29)، وأبو داود (4902)، والترمذي (2511)، وابن ماجة (4211)، وابن حبان (455)، والحاكم (2/ 356)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5704)، والصحيحة (918).
عددهم إذا تواصلوا. (طب) عن أبي بكرة (ح) ".
(ما من ذنب أجدر) بالجيم والمهملة أحق من. (أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له) من العقوبة. (في الآخرة من قطيعة الرحم) المراد القرابة ولو غير محرم وذلك بالإيذاء والصد والهجر. (والخيانة) للأمانة (والكذب) غير ما قد سلف أنه أبيح ولم يذكر البغي هنا اكتفاء بما سلف كما لم يذكر هنالك الكذب والخيانة اكتفاء بهذا فإن كلام الشارع يقيد بعضه بعضاً إذ هو خطاب واحد لجميع الأنام. (وإن أعجل الطاعات) أسرعها. (ثوابا لصلة الرحم) لما كان القطع لها أسرعها عقوبة كان وصلها أسرعها ثواباً وقياسه أن حفظ الأمانة والصدق والوفاء كذلك يعجل ثوابها ويحتمل اختصاص الصلة بعظمة شأنها (حتى إن أهل البيت) المتواصلين. (ليكونوا فجرة) منبعثين في الشر. (فتنموا أموالهم ويكثر عددهم إذا تواصلوا) فجزاء التواصل الدنيوي كثرة المال وبركة النسل من الإناث والرجال، وذلك لأن واصل رحمه يكثر حالها بالصلة فجازاه الله بنظير ما كان منه، وفيه أن قاطع الرحم يعجل له العقوبة بقلة المال وعدم البركة في النسل فتفسر به العقوبة المجملة أولا ويحتمل غير ذلك. (طب (1) عن أبي بكرة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه شيخ الطبراني عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الأنطاكي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
8011 -
"ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له. ابن أبي الدنيا عن الهيثم بن مالك الطائي".
(ما من ذنب) في العقوبة. (بعد الشرك) فإنه أعظم الذنوب. (أعظم عند الله من) عقوبة.
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (8/ 151)، وقال: فيه عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الأنطاكي ولم أعرفه، وابن حبان (440)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5705).
(نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له) وقد قرن الله الزنا بالشرك في الآية: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ} إلى قوله: {وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان 68] ، وإن كان قتل النفس المحرمة عظيم إلا أنه يختلف في حال الأشخاص، فالزنا في حق من له الأزواج والسراري أقبح، ولذا كان جزاء زنا المحصن قتله أشر قتلة أعظم من قتل القاتل عمداً. (ابن أبي الدنيا (1) عن الهيثم بن مالك الطائي) (2) قال [4/ 139] في التقريب: ثقة من الخامسة وهو صريح أنه غير صحابي فكان على المصنف أن يقول مرسلاً.
8012 -
"ما من ذنب إلا وله عند الله توبة، إلا صاحب سوء الخلق، فإنه لا يتوب من ذنب إلا رجع إلى ما هو شر منه. أبو الفتح الصابوني في الأربعين عن عائشة (ض) ".
(ما من ذنب إلا وله عند الله توبة) أي ما من مذنب. (إلا صاحب سوء الخلق) وفيه أن سوء الخلق ذنب لأنه يجر صاحبه إلى كل مآثمه. (فإنه لا يتوب) سيء الأخلاق. (من ذنب إلا رجع إلى ما هو) من الذنوب (شر منه) من الذي تاب منه ولا تتم له توبة. (أبو الفتح الصابوني) بالصاد المهملة (في الأربعين (3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه وقال الزين العراقي: إسناده ضعيف.
8013 -
"ما من ذي غنى إلا سيود يوم القيامة لو كان إنما أوتي من الدنيا قوتا. هناد عن أنس (ض) ".
(1) انظر تفسير ابن كثير (3/ 327)، الدر المنثور (5/ 281)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5173)، والضعيفة (1580).
(2)
انظر ثقات ابن حبان (5/ 507)، والتقريب (1/ 578).
(3)
أخرجه أبو الفتح الصابوني في الأربعين كما في الكنز (7355)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5172) والسلسلة الضعيفة (126): موضوع.
(ما من ذي غنى) صاحب مال (إلا سيود) يحب حباً شديداً. (يوم القيامة لو كان إنما أوتي من الدنيا قوتاً) كفافا وهو كذا في رواية وذلك لما يراه من شدة حساب الأغنياء، والكفاف حالة متوسطة بين الفقر المحوج الذي يكاد أن يكون كفرا وبين الغنى المبطر والكفاف هو الذي سأله صلى الله عليه وسلم بقوله:"اللهم اجعل رزق آل محمدا قوتا"(1). والحديث دليل لمن فضل الفقير الصابر على الغني الشاكر. (هناد (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وقد أخرجه أبو داود عن أنس بلفظ: "ما من أحد غني أو فقير إلا ود يوم القيامة أن كان أوتي من الدنيا قوتا" قال الحافظ ابن حجر (3): وأخرجه ابن ماجة من طريق نفيع وهو ضعيف عن أنس رفعه: "ما من غني ولا فقير إلا يود يوم القيامة أنه أوتي من الدنيا قوتاً"(4) وهذا حديث لو صح كان نصًّا في المسألة أي في تفضيل الكفاف انتهى. والحديث مداره على نفيع (5) وقد قال النسائي والدارقطني: إنه متروك.
8014 -
"ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا ردفه ملك، ولا يخلو بشعر ونحوه إلا كان ردفه شيطان. (طب) عن عقبة بن عامر (ض) ".
(ما من راكب) على دابة بعير أو غيره. (يخلو) بالخاء المعجمة. (في مسيره بالله وذكره) عطف بيان للمراد بما قبله أي بذكر الله خالياً. (إلا ردفه ملك) ركب معه خلفه إكراماً له. (ولا يخلو) أي الراكب. (بشعر ونحوه) من لغو الأحاديث. (إلا كان ردفه شيطان) أو الشيطان قرين من أعرض عن ذكر الله
(1) أخرجه مسلم (1055).
(2)
أخرجه هناد في الزهد (596)، وأحمد (3/ 167)، وابن ماجة (4140)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5174)، والضعيفة (2240): موضوع
(3)
فتح الباري (11/ 275).
(4)
أخرجه ابن ماجه (4140).
(5)
انظر المغني (2/ 701)، والضعفاء لابن الجوزى (3/ 165).
{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا} [الزخرف: 36] وتقدم النهي عن اتخاذ المراكب كراسي للأحاديث. (طب (1) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه، قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن.
8015 -
"ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه. (حم م د) عن ابن عباس (صح).
(ما من رجل مسلم يموت) أو امرأة مسلمة إلا أن غالب حال النساء جهل الرجال لديانتهم إلا أن يراد بقوله. (فيقوم على جنازته أربعون) ذكوراً وإناثاً فالإناث على الإناث والذكور على الذكور ولا يراد بالقيام على الجنازة حقيقته بل مجرد الثناء من هذه العدة بعد الموت.
(رجلاً) ويكون تخصيص الرجال بما سلف غير مرة. (لا يشركون بالله شيئاً) ولو كانوا الملابسين للمعاصي غير الشرك. (إلا شفعهم الله فيه) هو ظاهر في القيام على جنازته للصلاة عليها وأنه ينبغي تحري هذه العدة، وفي الحديث الآخر ثلاثة صفوف، فينبغي أن يكون المصلون أربعين ويصفون ثلاثة صفوف. (حم م د (2) عن ابن عباس) ورواه عنه أيضاً ابن ماجة.
8016 -
"ما من رجل يغرس غرساً إلا كتب الله له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغرس. (حم) عن أبي أيوب (ح) ".
(ما من رجل) أو امرأة. (يغرس غرساً) له ثمرة (إلا كتب الله له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغرس) ظاهره ولو خرج لنفسه أو بالبيع، ويحتمل أن المراد الصدقة وهو بعيد، وفيه أنه يجرى له هذا الأجر وإن لم ينوه وإنه يجرى له ولو مات أو كان الغرس لغيره، بأن يكون أجيرًا لا مالكا وفيه حث على
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 324) رقم (895)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 39)، والمجمع (10/ 131)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5706).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 277)، ومسلم (948)، وأبو داود (3170)، وابن ماجة (1489).
الغرس ويدخل فيه الزرع ونحوه. (حم (1) عن أبي أيوب) رمز المصنف لحسنه، قال المنذري: رواته محتج بهم في الصحيح إلا الليثي، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي (2) وثقه مالك وسعيد بن منصور وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح.
8017 -
"ما من رجل مسلم يصاب بشيء في جسده فيتصدق به إلارفعه الله به درجة، وحط عنه به خطيئة. (حم ت هـ) عن أبي الدرداء".
(ما من رجل مسلم يصاب بشيء في جسده فيتصدق به) أي إذا جنى جان عليه بجراحة أو ضرب أو نحوه من الأذى وقد سمى الله تعالى تركه أخذ الدية صدقة في قوله: {وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَاّ أَن يَصَّدَّقُواْ} [النساء: 92]. (إلا رفعه الله به) أي بالصدقة. (درجة) في الآخرة. (وحط عنه خطيئة) وسبب الحديث [4/ 139] أن رجلاً قلع سن رجل فاستعدى عليه فذكر له ذلك فعفى عنه. (حم ت هـ (3) عن أبي الدرداء) أوله كما في الترمذي كما قال أبو السفر: "دق رجل من قريش رجلاً من الأنصار، فاستعدى عليه معاوية، فقال لمعاوية: يا أمير المؤمنين إن هذا دق سني، فقال معاوية: إنا سنرضيك، وألح الآخر على معاوية فأبرمه، فقال له معاوية: شأنك بصاحبك -وأبو الدرداء جالس عنده- فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل يصاب بشيء من جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة وحط عنه خطيئة"، فقال الأنصاري:
(1) أخرجه أحمد (5/ 415)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 255)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5179).
(2)
انظر الميزان (4/ 138)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 130)، والمغني في الضعفاء (1/ 346).
(3)
أخرجه أحمد (6/ 448)، والترمذي (1393)، وابن ماجة (2693)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5175) والسلسلة الضعيفة (4482).
أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي، (قال): فإني أذرها له قال معاوية: لا جرم لا أخيبك، فأمر له بمال انتهي، غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ولا أعرف لأبي السفر سماعا من أبي الدرداء، وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد، ويقال: ابن محمَّد التوري انتهى منه، سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب.
8018 -
"ما من رجل يجرح في جسده جراحة فيتصدق بها إلا كفر الله تعالى عنه مثل ما تصدق. (حم) والضياء عن عبادة (صح) ".
(ما من رجل) لم يقيده بالمسلم كالأول لأنه قيد واقعي ويحتمل أن المعاهد لا يكون له ذلك الأجر وإن كان له بعفوه عن الجاني عليه مزية فلا يكون واقعياً بل احتراز عنه. (يجرح في جسده جراحة) فما دونها ولو بالأذى في عرضه لحديث أبي ضمضم تقدم معناه. (فيتصدق بها) أي بما يجب على الجاني. (إلا كفر الله تعالى عنه مثل ما تصدق) هو كالأول والكل حث على العفو تصديق لقوله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْر عَلَى اللهِ} [الشورى: 40](حم والضياء (1) عن عبادة) رمز المصنف لصحته، قال المنذري والهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
8019 -
"ما من رجل يعود مريضاً ممسياً إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي. (د ك) عن علي (صح) ".
(ما من رجل يعود مريضاً) مطلقاً ولو كافراً، كما عاد صلى الله عليه وسلم خادمه الذمي (ممسياً) في وقت المساء (إلا خرج معه) تشييعاً له (سبعون ألف ملك
(1) أخرجه أحمد (5/ 316)، والضياء في المختارة (367)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 208)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5712)، والصحيحة (2273).
يستغفرون له حتى يصبح) مكافأة له على عيادته للمريض (ومن أتاه) زائراً (مصبحاً) أي وقت الصباح (خرج معه) من منزله (سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي) وهذه فضيلة تأكل الأقلام عن وصفها ولا تبلغ الأفهام كنهها تحث كل مؤمن عامل بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤمن به أن لا يدع عيادة المرضى على آية حال. (في ك (1) عن علي) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: إنه مرفوع، وقال أبو داود: موقوف.
قلت: له حكم الرفع إذ لا مجال للرأي في الفضائل وقد أسند عن علي من أوجه صحيحة.
8020 -
"ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولاً يده إلى عنقه فكه بره أو أوبقه إثمه، أولها ملامة، وأوسطها ندامة، وآخرها خزي يوم القيامة. (حم) عن أبي أمامة (ح) ".
(ما من رجل) أو امرأة لما ثبت من أنها راعية في بيتها. (يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولاً يده إلى عنقه) لأن باليد مباشرة الأعمال وبالعنق يتطاول على الناس. (فكه بره) وعدله في رعاياه. (أو أوبقه) أهلكه (إثمه ، أولها) أي الولاية الدال عليها يلي. (ملامة) يلومه الناس وتلومه الملائكة لعظيم ما يحمله. (وأوسطها) متى توسط فيها. (ندامة) لما يظهر له من عيوبها والولايات وإن طابت لمن نالها فالسم في ذلك العسل. (وآخرها خزي يوم القيامة) لما سلف من أنه يأتي مغلولا يده إلى عنقه وأي خزي أعظم من ذلك إلا كونه موبقة إثمة وجوره. (حم (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، قال المنذري: رواته
(1) أخرجه أبو داود (3098)، والحاكم (1/ 341) وقال: صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5717) والسلسلة الصحيحة (1367).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 267)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 113)، والمجمع (5/ 204)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5718)، والصحيحة (349).
ثقات إلا يزيد بن أبي مالك، قال الهيثمي: فيه يزيد بن أبي مالك (1) وثقه ابن حبان وغيره وبقية رجاله ثقات.
8021 -
"ما من رجل يأتي قوما ويوسعون له حتى يرضى إلا كان حقا على الله رضاهم. (طب) عن أبي موسى (ض) ".
(ما من رجل يأتي قوماً يوسعون له) في المجلس (حتى يرضى) بمكانه. (إلا كان حقا على الله) وعدا لازما. (رضاهم) بالمغفرة وغيرها من كراماته وفيه حث على إكرام الداخل والتوسعة له (طب (2) عن أبي موسى) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك.
8022 -
"ما من رجل يتعاظم في نفسه ويختال الذي مشيته إلا لقي الله تعالى وهو عليه غضبان. (حم خد ك) عن ابن عمر (صح).
(ما من رجل يتعاظم في نفسه) يعد نفسه عظيماً. (ويختال) يتبختر. (في مشيته) بكسر الميم (إلا لقي الله تعالى) يوم القيامة (وهو عليه غضبان) لتكبره واختياله ولهذا الوعيد ونحوه عد العلماء التكبر من الكبائر. (حم خد ك (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
8023 -
"ما من رجل ينعش بلسانه حقا فعمل به من بعده إلا أجري عليه أجره إلى يوم القيامة، ثم وفاه الله تعالى ثوابه يوم القيامة. (حم) عن أنس (ح).
(ما من رجل ينعش) ضبط بضم حرف المضارعة من أنعش أي يرفع ويقوي (بلسانه حقاً فعمل به بعده) بعد وفاته أو بعد نعشه إياه. (إلا أجرى الله عليه
(1) انظر الميزان (7/ 261).
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (8/ 60)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5176): موضوع.
(3)
أخرجه أحمد (2/ 118)، والبخاري في الأدب (549)، والحاكم (1/ 60)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5711)، والصحيحة (2272).
أجره) أجر من عمل بذلك الحق. (إلى يوم القيامة) لأنه من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها. (ثم وفاه الله تعالى ثوابه يوم القيامة) فيه حث على نشر الحق وإعلانه والحث على العمل به. (حم (1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس بمسلم فقد قال مخرجه أحمد: فيه عبد الله بن عبد الله بن وهب لا يعرف، وقال الهيثمي: وفيه أيضاً شيخ بن وهب مالك بن خالد بن حارثة الأنصاري لم أر من ترجمه، وقال الترمذي: في إسناده نظر ولكن الأصول تعضده انتهى.
قلت: فكأن المصنف حسنه لغيره فلا يعقب عليه.
8024 -
"ما من رجل ينظر إلى وجه والديه نظر رحمة إلا كتب الله له بها حجة مقبولة مبرورة. الرافعي عن ابن عباس".
(ما من رجل ينظر إلى وجه والديه نظر رحمة) لهما ورأفة ورقة وهو عكس ما سلف أنه من شد النظر [4/ 140] إلى أبيه فما أبره (إلا كتب له بها حجة مقبولة مبرورة) ثواباً مثل ثوابها وهو ترغيب في بر الوالدين حتى بالنظر إليهما. (الرافعي (2) عن ابن عباس).
8025 -
"ما من رجل يصلي عليه مائة إلا غفر له. (طب حل) عن ابن عمر"(ض).
(ما من رجل) ميت (يصلي عليه مائة) من المؤمنين (إلا غفر له) قال ابن جرير ينبغى أن ينتظر أهل الميت حتى يجتمع مائة ما لم يخش تغيره إلا فأربعون وإلا صفوا ثلاثة صفوف انتهى.
(1) أخرجه أحمد (3/ 266)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 167)، والترغيب والترهيب (1/ 68)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5181).
(2)
أخرجه الرافعي في التدوين (3/ 423)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5180)، والضعيفة (3298) وقال: موضوع.
قلت: ولا تنافى بين هذه الأخبار المغفرة بالأربعين أو بالمائة أو بالثلاثة الصفوف لأن أيها وقع حصلت به المغفرة وبقى له أجر الآخرين، فإذا اجتمع مائة صلوا ثلاثة صفوف ليتم الثلاث أو أربعون فكذلك ليتم الأمران (طب حل (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال المنذرى والهيثمى في رواية الطبراني: أن فيها مبشر بن أبي المليح لم يوجد من ترجمه.
8026 -
"ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر عليها يوم القيامة. (حل هب) عن عائشة (ض) ".
(ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر) مغير الصيغة. (عليها يوم القيامة) أصابته الحسرة وهي الندامة، أو قيل: له تحسر عليها وفيه حث على أن لا يخلى العبد ساعة عن ذكر الله (حل هب (2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه البيهقي: في هذا الإسناد ضعف غير أن له شاهدا من حديث معاذ انتهى.
قال الشارح: وذلك لأن فيه عمرو بن الحصين العقيلي (3) قال الذهبي وغيره: تركوه وبه أعل الهيثمي هذا الخبر فقال: فيه عمرو بن الحصين وهو متروك ومع رمز المصنف له بالضعف لا يتم تعقب الشارح له بقوله قصد كلام المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه وسلمه انتهى، وذلك أنه بعد رمزه لضعفه قد أبان أنه ما سلمه مخرجوه.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 190) رقم (503)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 391)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 178)، والمجمع (3/ 36)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5716).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 362): قال غريب، والبيهقي في الشعب (511)، وكذلك الطبراني في الأوسط (8316)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 175)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (5720).
(3)
انظر المغني (2/ 482)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 224).
8027 -
"ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق. (حم د) عن أبي الدرداء (صح) ".
(ما من شيء في الميزان أثقل) في كفة الحسنات (من حسن الخلق) ويأتي في الحديث الثاني ما يبلغ به العبد كما سلف أن سوء الخلق لا يؤبه له ولذا كثر في الأحاديث الدعاء والسؤال من الله لحسن الخلق. (حم د (1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته وفيه محمَّد بن كثير (2) قال في الكاشف: مختلف فيه اختلط بآخره وصححه الترمذي.
8028 -
"ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة. (ت) عن أبي الدرداء (ض) ".
(ما من شيء) من أفعال البر. (يوضع في الميزان) فيه كما أسلفناه أنها تكون الأعراض جواهر يوم القيامة فتوزن أو توزن الورقات التي ترقم فيها وحديث البطاقة والسجلات صريح في هذا. (أثقل) في كفة الحسنات. (من حسن الخلق) لأنه يتسبب عنه كل خير. (وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به) في الآخرة. (درجة صاحب الصوم والصلاة) قال الطيبي: المراد نوافلها. (ت (3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب وفي بعض طرقه: حسن صحيح.
8029 -
"ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله عنه به من سيئاته. (حم ك) عن معاوية (صح) ".
(ما من شيء يصيب المؤمن في جسده) من الأسقام وغيرها من حر وبرد.
(1) أخرجه أحمد (6/ 448)، وأبو داود (4799)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5390).
(2)
انظر الكاشف (2/ 212)
(3)
أخرجه الترمذي (2003)، قال الحافظ في "البلوغ"(1/ 308) صححه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5726)، والصحيحة (1590).
(يؤذيه إلا كفر الله به عنه من سيئاته) ظاهره حتى أذى البراغيث ونحوها.
نكتة: زعم القرافي أنه لا يجوز لأحد أن يقول لمن أصيب بألم: جعل الله هذه المصيبة كفارة لذنبك لأن الشارع قد جعلها كفارة فسؤال التكفير طلب لتحصيل الحاصل وهو إساءة أدب على الشرع انتهى.
قلت: وهو مردود لقوله صلى الله عليه وسلم للمريض: "لا بأس طهور إن شاء الله"(1) إلا أن يقال إنه خبر لا دعاء، وقد أجيب عن القرافي بأنه قد ورد الدعاء بما هو واقع كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وطلب الوسيلة له، وأجيب بأن الكلام فيما لم يرد فيه شيء، أما الوارد فهو مشروع ليثاب من امتثل الأمر فيه على ذلك (حم ك (2) عن معاوية) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.
8030 -
"ما من شيء إلا يعلم أني رسول الله إلا كفرة الجن والإنس. (طب) عن يعلي بن مرة (صح) ".
(ما من شيء) من حيوان أو جماد. (إلا يعلم أني رسول الله) يعني وقد آمن بي. (إلا كفرة الجن والإنس) فإنهم لا يؤمنون به صلى الله عليه وسلم مع أنهم يعلمون أنه رسول الله للمعجزات التي جاء بها فإن بعثته عامة فلابد من معرفة كل لمعجزته. (طب (3) عن يعلي بن مرة) رمز المصنف لصحته.
8031 -
"ما من شيء أحب إلى الله تعالى من شاب تائب، وما من شيء أبغض إلى الله تعالى من شيخ مقيم على معاصية، وما في الحسنات حسنة أحب إلى الله تعالى من حسنة تعمل في ليلة جمعة أو يوم جمعة، وما من الذنوب ذنب
(1) أخرجه البخاري (3616).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 98)، والحاكم (1/ 347) وقال: صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5724)، والصحيحة (2274).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 261)(672) قال الهيثمي في المجمع (9/ 4): رجاله ثقات، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5184). وصححه في الصحيحة (3311).
أبغض إلى الله تعالى من ذنب يعمل في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة. أبو المظفر السمعاني في أماليه عن سلمان (ض) ".
(ما من شيء أحب إلى الله) أقرب منه وأكتر مثوبة وقبولاً. (من شاب تائب) لأنه نزع عن المعاصي مع بقاء الداعي إليها فهو يردع لله وإيثار لمرضاته. (وما من شيء أبغض إلى الله تعالى من شيخ مقيم على معصية) لأنه قد وجد الزاجر من نفسه وحاله فإصراره تمرد وعتو [4/ 141].
(وما من الحسنات حسنة أحب إلى الله من حسنة تعمل في ليلة جمعة أو يوم جمعة) فهذا في تفضيل الحسنات باعتبار الزمان (وما من الذنوب ذنب أبغض إلى الله) أشد عقوبة لفاعله.
(من ذنب يعمل في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة) لأنهما وقتا طاعة الله وطلب رضوانه فعكس العاصي ذلك وهذا عظمة المعصية باعتبار الزمان وكذا في المكان كطاعات الحرم ومعاصيه (أبو المظفر السمعاني)(1) بفتح السين المهملة وسكون الميم نسبة إلى سمعان بطن من تميم في أماليه عن سلمان، رمز المصنف لضعفه.
8032 -
"ما من صباح يصبح العباد إلا مناد ينادي: سبحان الملك القدوس. (ت) عن الزبير".
(ما من صباح يصبح العباد) فيه (إلا مناد ينادي: سبحان الملك القدوس) الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص وفعول بالضم من أبنية المبالغة قال ابن الأثير (2): ولم يأت منها إلا سبوح وقدوس ودرّوج. (ت (3) عن الزبير) سكت
(1) أخرجه أبو المظفر السمعاني في أماليه كما في الكنز (10233)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5182)، والضعيفة (5431).
(2)
النهاية (2/ 332).
(3)
أخرجه الترمذي (3569)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف =
عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب، قال الهيثمي: فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف جداً.
8033 -
"ما من صباح يصبح العباد إلا وصارخ يصرخ أيها الخلائق، سبحوا الملك القدوس. (ع) وابن السني عن الزبير (ض) ".
(ما من صباح يصبح العباد إلا وصارخ يصرخ) يدعو بصوت جهوري. (أيها الخلائق، سبحوا الملك القدوس) بكل ما يستحقه من أنواع التسبيح (ع) وابن السني (1) عن الزبير) رمز المصنف لضعفه.
8034 -
"ما من صباح يصبحه العباد إلا صارخ يصرخ: يا أيها الناس، لدوا للتراب، واجمعوا للفناء، وابنوا للخراب. (هب) عن الزبير (ض) ".
(ما من صباح يصبحه العباد) يدخلون في صبحه. (إلا صارخ يصرخ) من الملائكة لا يسمعه العباد. (يا أيها الناس، لدوا للتراب) للدفن (واجمعوا) الأموال. (للفناء، وابنوا للخراب) اللام في الثلاثة لام العاقبة فإن عاقبة كل واحد ما ذكر، أنشد الحافظ ابن حجر:
بنوا الدنيا أقلوا الهم فيها
…
فما فيها يؤول إلى الفوات
بناء للخراب وجمع مال
…
ليفنى والتناسل للممات
والحديث تزهيد في الدنيا وإخبار عن مآلها. (هب (2) عن الزبير) قال ابن
= الجامع (5188).
(1)
أخرجه أبو يعلى (685)، وعبد بن حميد (98)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 94): فيه يوسف بن عبيدة وهو ضعيف جداً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5190).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (10731)، قال المناوي (5/ 485) قال ابن حجر في تخريج المختصر: حديث غريب وموسى وشيخه يضعفان وأبو حكيم مجهول، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5189).
حجر: حديث غريب ورمز المصنف لضعفه.
8035 -
"ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضا: يا جارة، هل مر بك اليوم عبد صالح صلى عليك أو ذكر الله؟ فإن قالت: "نعم" رأت أن لها بذلك فضلا. (طس حل) عن أنس (ض) ".
(ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع) جمع بقعة. (الأرض ينادي بعضها بعضاً) فيه أنها تخاطب فيما بينها والله أعلم بكيفيته. (يا جارة، هل مر بك اليوم عبد صالح) فيه شرف عباد الله الصالحين وأن البقاع تعرفهم. (صلى عليك أو ذكر الله) عطف العام على الخاص. (فإن قالت) المناداة (نعم رأت أن لها بذلك) على المنادية إن لم يمر بها أحد. (فضلاً) لأنها تشرفت بالطاعة عليها (طس حل (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه أبو نعيم: غريب من حديث صالح المري تفرد به عن إسماعيل بن عيسى القناديلي انتهى. وقال الهيثمي: فيه صالح المري (2) ضعيف.
8036 -
"ما من صدقة أفضل من قول (هب) عن جابر (ض) ".
(ما من صدقة أفضل من قول) بالتنوين والمضاف إليه محذوف دل له ما يأتي أي قول حق من أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو تفريج كربة أو شفاعة أو نحوها، فهي أفضل كل الصدقات لأن نفعها أعم ولأن المال ربما تبعته النفس فطلب أجرة بخلاف الأقوال فهي أهون من الأموال.
(هب (3) عن جابر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه المغيرة بن صقلاب (1) قال
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (562)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 174)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 6)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5187)، والضعيفة (4486).
(2)
انظر الميزان (3/ 396).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (7684)، وابن عدى في الكامل (6/ 360)، وانظر الميزان (6/ 492)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5192) والسلسلة الضعيفة (4487): ضعيف جداً
في الميزان عن ابن عدي: منكر الأحاديث وعن الأبار لا يساوي بعرة ثم أورد له هذا الخبر، وقال ابن حبان: غلب عليه المناكير فاستحق الترك، وفيه معقل بن عبد الله (2) ضعفه ابن معين واحتج به مسلم.
8037 -
"ما من صدقة أحب إلى الله من قول الحق. (هب) عن أبي هريرة (ض) ".
(ما من صدقة أحب إلى الله من قول الحق) الجامع بين صدقة الأقوال والأموال النفع للغير وهي في الأقوال أعم فلذا كانت أحب. (هب (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه المغيرة بن صقلاب ويقال سقلاب بالسين المهملة عوض عن الصاد.
8038 -
"ما من صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان. (حب طب) عن ابن الزبير (صح) ".
(ما من صلاة مفروضة إلا و) يسن (بين يديها ركعتان) تقدم "بين كل أذانين صلاة لمن شاء"، واستدل به على سنية ركعتين قبل المغرب وتقدم الكلام فيه وقبل الجمعة إلا أنه لا يتأتى بعد أذانها إذ لا يؤذن لها إلا والخطيب على المنبر فليست ساعة صلاة بل ساعة استماع للخطبة. (حب طب (4) عن ابن الزبير) رمز المصنف لصحته، وقال [4/ 142] الهيثمي: فيه سويد بن عبد العزيز (5) وهو ضعيف.
= (1) انظر الميزان (6/ 492)، واللسان (6/ 78).
(2)
انظر المغني (2/ 669).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (7685)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5192) والسلسلة الضعيفة (4487) وقال: ضعيف جداً.
(4)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (2/ 231)، وابن حبان (2455)، والروياني في مسنده (1337)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5730)، والصحيحة (232).
(5)
انظر المغني (1/ 291).
8039 -
"ما من عام إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم. (ت) عن أنس (صح) ".
(ما من عام) يأتي (إلا والذي بعده) من الأعوام (شر منه، حتى تلقوا ربكم) في ركة الدين، بذهاب العلماء وانقراض الصلحاء وهو عموم قد يخص، وأخرج ابن جميع عن ابن عباس ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه ونظمه من قال:
يا زمانا بكيت منه فلما
…
صرت في غيره بكيت عليه
(ت (1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال في الكبير: حسن صحيح وأما خبر "كل عام ترذلون"(2) وقول عائشة: "لولا كلمة سبقت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت كل يوم ترذلون"(3) فقال الحافظ ابن حجر: لا أصل له.
8040 -
"ما من عام إلا ينقص الخير فيه، ويزيد الشر. (طب) عن أبي الدرداء (صح) ".
(ما من عام إلا ينقص الخير فيه) خير الدين وخير صفات العباد (ويزيد الشر) وقيل للحسن: فهذا ابن عبد العزيز بعد الحجاج فقال: لا بد للزمان من تنفيس قلت هو الخصوص الذي نبهنا عليه. (طب (4) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقال السخاوي: سنده جيد وورد بسند صحيح: "أمس خير من اليوم واليوم خير من غد وكذلك حتى تقوم الساعة"(5).
(1) أخرجه الترمذي (2206).
(2)
انظر المصنوع (228)، وكشف الخفا (2/ 160).
(3)
انظر: البداية والنهاية (9/ 155)، والمصنوع في معرفة الموضوع (228)، وانظر كشف الخفا (2/ 249).
(4)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في الكنز (38624).
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 154)(8773).
8041 -
"ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة. (حم حب ت ن) عن ثوبان (صح) ".
(ما من عبد يسجد لله سجدة) وكأن المراد في صلاة فلا يدل على مشروعية السجدة الفردة في غير صلاة إلا ما ورد من التلاوة والشكر ويحتمل ذلك. (إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة) وتقدم في فضل السجود عدة أحاديث. (حم ت ن (1) حب عن ثوبان) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن صحيح.
8042 -
"ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل. (م د) عن أبي الدرداء (صح) ".
(ما من عبد مسلم يدعو لأخيه) في الله. (بظهر الغيب) أي في غيبة الأخ. (إلا قال الملك) بينته رواية الموكل به. (ولك) أيها الداعي. (بمثل) ذلك، أي بمثل ما دعوت لأخيك وهذا دعاء من الملك للداعي، ولا يكون إلا عن أمر الله فاستجابته معلومة واستجابة الداعي لأخيه مظنونة. فيتخرج من هذا أنه ينبغي للعبد أن يجعل دعاءه لأخيه جميعه وأنه أفضل، وهل إذا دعا على أخيه قيل له ذلك قيل: الظاهر أنه لا يقال ذلك إلا في الدعاء الذي يجاب وهو مظنة الإجابة لا في المقطوع بأنه لا يجاب والدعاء بالإثم لا يجاب وفيه حث على إحسان المؤمنين بعضهم إلى بعض. (م د (2) عن أبي الدرداء).
8043 -
"ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام. (خط) وابن عساكر عن أبي هريرة"(ض).
(ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه) بالسلام المشروع
(1) أخرجه أحمد (5/ 280)، وابن حبان (1735)، والترمذي (388)، والنسائي (1139)، وابن ماجه (1423)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5741).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 195)، ومسلم (2732)، وأبو داود (1534).
على الموتى "السلام عليكم ديار قوم مؤمنين"(1) ويحتمل أنه يرد عليه بخصوصه. (إلا عرفه ورد عليه السلام وظاهره في أي حين كان وأي زمن اتفق له المرور قال الحافظ العراقي: الرد فرع الحياة ورد الأرواح ولا مانع من ذلك. قلت: وقول القرطبي (2): إنه مخصوص بغير الشهداء لأن أرواحهم في جوف طير خضر تأوي إلى قناديل تحت العرش لا طائل تحته، فإنها وإن كانت هنالك فلها تعلق بأفنية القبور كما حققه ابن القيم في كتاب الروح.
قال ابن القيم (3): هذا الحديث ونحوه من الأحاديث والآثار تدل على أن الزائر متى جاء علم به المزور، وسمع من كلامه، وأنس به، ورد عليه، قال: وذا عام في حق الشهداء أو غيرهم وأنه لا توقيت في ذلك. (خط (4) وابن عساكر عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح وقد أجمعوا على تضعيف عبد الرحمن بن زيد (5) أحد رواته، قال ابن حبان: يقلب الأخبار ولا يعلم حتى كثر ذلك منه واستحق الترك انتهى.
وأفاد الحافظ العراقي أنه خرجه ابن عبد البر في التمهيد والاستذكار (6) بإسناد صحيح من حديث ابن عباس وممن صححه عبد الحق بلفظ: "ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام".
(1) أخرجه مسلم (974) مطولاً.
(2)
شرح مسلم (249، 974).
(3)
الروح (1/ 8).
(4)
أخرجه ابن عساكر (10/ 380) الخطيب في تاريخه (6/ 137)، وابن حبان في المجروحين (2/ 58)، وانظر حاشية ابن القيم على أبي داود (11/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5208)، والضعيفة (4493).
(5)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 380)، والميزان (4/ 282).
(6)
انظر: الاستذكار (1/ 185).
8044 -
"ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهراً. (طب) والضياء عن أبي أمامة"(صح).
(ما من عبد صرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهراً) مغسولة عنه ذنوبه وظاهره عموم التطهير عن الذنوب كلها إلا أنه خصصه الجمهور بالصغائر لاشتراط اجتناب الكبائر في الحديث الذي سلف فحملوا المطلقات الواردة في التكفير على هذا [4/ 143] المقيد، قال ابن حجر (1): ويحتمل أن معنى الأحاديث الواردة بالتعميم أن ذلك صالح لتكفير الذنوب فيكفر الله به ما شاء من الذنوب مما يكون وكثرة التكفير وقلته باعتبار شدة المرض وخفته. (طب والضياء (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته، وقال المنذري: رواته ثقات، وقال الهيثمي: فيه سالم بن عبد الله البخاري الشامي لم أجد من ذكرهم وبقية رجاله ثقات.
8045 -
"ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. (ق) عن معقل بن يسار (صح) ".
(ما من عبد) يشمل الذكر والأنثى حكماً لحديث: "المرأة راعية في بيت زوجها"(3) وإن لم يشملها لفظا وإن كان فسر في القاموس العبد بالإنسان وقد ذكر أن الإنسان يطلق على الذكر والأنثى فيفيد أن العبد كذلك إلا أنه بعيد.
(يسترعيه الله رعية) يجعله تعالى راعيا لها ويشمل الأمير ولو على ثلاثة نفر كأمير السفر ويشمل المرأة التي هي راعية في بيت زوجها كما تقدم تفصيل ذلك
(1) فتح الباري (10/ 109).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 97)(7485)، والبيهقي في الشعب (9922)، والروياني في مسنده (1270)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 152)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5743)، والصحيحة (2277).
(3)
أخرجه البخاري (893، 2554، 2558، 2751، 5188 ، 5200، 7138).
في حديث "كلكم راع". (يموت) العبد الراعي. (يوم يموت) زيادة هذا التحقيق شأن الموت وتفظيع أمره. (وهو غاش) بالغين المعجمة والشين المعجمة آخره من الغش في القاموس (1) غشه لم يمحض له النصح وأظهر له خلاف ما أبطن انتهى، فهو كحديث:"لم يحطهم بنصيحة"(2)(لرعيته) ولو لفرد منهم. (إلا حرم الله عليه الجنة) لكفرانه نعمة الإمارة والاسترعاء وغشه لمن تحت يده. (ق (3) عن معقل بن يسار) وأخرجه غير الشيخين أيضاً.
8046 -
"ما من عبد يخطب خطبة إلا الله سائله عنها ما أراد بها. (هب) عن الحسن مرسلاً".
(ما من عبد يخطب) من الخطابة على المنبر أو غيره في جمعة أو غيره. (خطبة إلا الله سائله) يوم القيامة. (عنها ما أراد بها) هل وجه ربه وما أمر به من التذكير أو ليقال فلان خطيباً وهذا تنصيص على فرد من أفراد العمل الداخل تحت قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92 - 93] والخطبة من العمل. (هب (4) عن الحسن مرسلاً)، قال المنذري: إسناده جيد انتهى. قال الشارح: لكن فيه جعفر بن سليمان (5) قال الذهبي: ضعفه القطان ووثقه جمع.
8047 -
"ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ما أراد بها. (حل) عن ابن مسعود (ض) ".
(1) انظر القاموس (2/ 281).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 27).
(3)
أخرجه البخاري (7150)، ومسلم (142).
(4)
أخرجه البيهقي في الشعب (4968)، وابن أبي عاصم في الزهد 1/ 323، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 74)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5202)، والضعيفة (2122).
(5)
انظر المغني (1/ 132).
(ما من عبد يخطو خطوة) ينقل قدميه نقلة واحدة. (إلا سئل عنها) يوم القيامة. (ما أراد بها) من خير أو شر وإذا كانت الخطوات إلى المساجد تكفر الخطيئات ويرفع بها الدرجات كذلك الخطوات إلى الخطيئات تكتب سيئات. (حل (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه: غريب وذكر أن فيه شقيقا فإن كان الضبي فخارجي وإن كان الأسدي فمجهول (2).
8048 -
"ما من عبد مسلم إلا له بابان في السماء: باب ينزل منه رزقه، وباب يدخل فيه عمله وكلامه، فإذا فقداه بكيا عليه. (ع حل) عن أنس (ض) ".
(ما من عبد مسلم إلا له بابان في السماء: باب ينزل منه رزقه) يحتمل أن هذا الباب ثابت لغير المسلم فإن الكافر له رزق وإن الاختصاص إنما هو بالبابين. (وباب يدخل منه عمله) الصالح فإنه الذي يرفع (وكلامه) تخصيص بعد التعميم إذ كلام العبد من عمله (فإذا فقداه) بأن لا ينزل له رزق ولا يصعد له عمل (بكيا عليه) لفراقه وفيه أنه يبكي على المؤمن أبواب السماء وبه فسر {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ} الآية. [الدخان: 29]، وقد أخرجه مخرجه بهذه التتمة وهي وتلا هذه الآية {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ} فذكر أنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملاً صالحاً تبكي عليهم ولم يصعد إلى السماء من كلامهم ولا عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي عليهم انتهى.
(ع حل (3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه موسى بن
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 376، 4/ 107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5203)، والضعيفة (2122).
(2)
انظر: المغني (1/ 300).
(3)
أخرجه أبو يعلى (4133) والترمذي (3255)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 327)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5197)، والضعيفة (4491).
عبيدة الربذي (1) وهو ضعيف.
8049 -
"ما من عبد من أمتي يصلي على صلاة صادقا بها من قبل نفسه إلا صلى الله تعالى عليه بها عشر صلوات وكتب له بها عشر حسنات، ومحا بها عنه عشر سيئات. (حل) عن سعيد بن عمير الأنصاري (ض) ".
(ما من عبد من أمتي يصلي علي صلاة صادقا بها) قلبه معتقدا أن الله أمر بها وأنه مأجور فيها معظماً بها النبي صلى الله عليه وسلم (من قبل نفسه) لا متابعاً بها غيره (إلا صلى الله عليه بها عشر صلوات) يحتمل أن المراد تكتب له أجر عشر صلوات، أو أنه أمر ملائكته يصلون عليه عشراً تنويهاً بذكره، ورفعاً لشأنه في الملأ الأعلى، (وكتب له بها عشر حسنات، ومحا بها عنه عشر سيئات) صريح في حصول الفوائد الثلاث له. (حل)(2) عن سعيد بن عمير الأنصاري)، رمز المصنف لضعفه، قال مخرجه أبو نعيم: لا أعلم رواه بهذا اللفظ إلا سعد بن أبي سعيد الثعلبي.
8050 -
"ما من عبد يبيع مالاً تالداً إلا سلط الله عليه تالفاً. (طب) عن عمران"(ض).
(ما من عبد يبيع مالاً تالداً) مالاً قديماً [4/ 144] ونقيضه الطارف وهو الجديد. (إلا سلط الله عليه) على ثمنه، (تالفاً) التالد ما ورثه من آبائه والتالف ما يتلف ثمنه في غير محله وفيه تكريه بيع ما ورثه العبد من آبائه وأن الخير له في بقائه. (طب (3) عن عمران) رمز المصنف لضعفه. قال الهيثمي: فيه بشير بن شريح وهو ضعيف (4).
(1) انظر المغني (2/ 685).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 373)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5198).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 222) رقم (555)، والروياني في مسنده (129)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 110)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5200).
(4)
وانظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 145).
8051 -
"ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عون. (حم ك) عن عائشة (صح) ".
(ما من عبد كانت له نية في أداء دينه) أي كانت نيته مشغولة بقضاء دينه وأدائه إلى غرمائه. (إلا كان له من الله عون) على قضاء دينه وتيسير ذلك له وسبب له رزقاً يقضيه منه. (حم ك (1) عن عائشة)، قال أبو القاسم: كانت عائشة تدان فقيل لها: ما لكِ والدين وليس عندك قضاء، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرته ثم قالت: فأنا ألتمس ذلك العون، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيحٌ ورده الذهبي بأن فيه محمَّد بن عبد بن المحبر وابن المحبر وهاه (2) أبو زرعة، وقال النسائي: متروك لكن وثقه أحمد وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح إلا أن محمَّد بن علي بن الحسين لم يسمع من عائشة.
8052 -
"ما من عبد يريد أن يرتفع في الدنيا درجة فارتفع إلا وضعه الله تعالى في الآخرة درجة أكبر منها وأطول. (طب حل) عن سلمان (ض) ".
(ما من عبد يريد أن يرتفع في الدنيا درجة) على العباد. (فارتفع) فتم له ما أراده (إلا وضعه الله تعالى في الآخرة درجة) أعظم منها {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلَا فَسَادًا} [القصص: 83](أكبر منها) من رفعة الدنيا. (وأطول) بقاء تمامه عند روايه ثم قرأ {وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} [الإسراء: 21](طب حل (3) عن سلمان) رمز المصنف لضعفه قال
(1) أخرجه أحمد (6/ 72، 131)، والحاكم (2/ 22)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 132)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5734).
(2)
انظر المغني (2/ 605)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 77).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 239) رقم (6101)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 204)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 49)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5205).
الهيثمي: فيه ابن الصباح عبد الغفور الأنصاري وهو متروك (1).
8053 -
"ما من عبد ولا أمة استغفر الله في كل يوم سبعين مرة إلا غفر الله تعالى له سبعمائة ذنب وقد خاب عبد أو أمة عمل في اليوم والليلة أكثر من سبعمائة ذنب. (هب) عن أنس (ض) ".
(ما من عبد ولا أمة) رجل ولا امرأة. (استغفر الله في كل يوم سبعين مرة) يحتمل التكثير لا غير هذا العدد ويحتمل خلافه إلا أن قوله: (إلا غفر له سبعمائة ذنب) بدل للثاني؛ لأن كل مرة من الاستغفار حسنة والحسنة بعشر أمثالها فتكون سبعمائة حسنة في مقابل سبعين سيئة فتكفرها والظاهر أنه كل ما زاد استغفاراً زيد تكفيراً. (وقد خاب عبد أو أمة عمل في اليوم أكثر من سبعمائة ذنب) المراد الكبائر لأن المراد من الاستغفار المصحوب بالندامة وهو التوبة، فكأنه مع كل لفظ من الاستغفار يجدد ندامة وتوبة إذ الاستغفار من غير توبة لا يكفر به الكبيرة ومع التوبة يكفر بأول لفظ، فكأنه يراد لو تكرر منه غشيان الكبائر سبعمائة مرة وتاب عند كل كبيرة لكفرت. (هب (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح والحسن بن جعفر أحد رواته قال السعدي: واه والنسائي: متروك.
8054 -
"ما من عبد يسجد فيقول: "رب اغفر لي" ثلاث مرات إلا غفر له قبل أن يرفع رأسه. (طب) عن والد أبي مالك الأشجعي".
(ما من عبد يسجد) يحتمل في الصلاة أو سجدة مطلقة. (فيقول) حال سجوده. (رب اغفر لي) يكرر ذلك. (ثلاث مرات إلا غفر له قبل أن يرفع
(1) انظر الميزان (4/ 380)، وضعفاء العقيلي (3/ 113).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (652)، والخطيب في تاريخه (6/ 392)، وانظر العلل المتناهية (2/ 835)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5199)، والضعيفة (2726).
رأسه) من سجوده والمراد الصغائر كما سلف إلا أن يقرنه توبة. (طب (1) عن والد أبي مالك الأشجعي) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: هذا من رواية محمَّد بن جابر عن أبي مالك هذا ولم أجد من ترجمهما.
8055 -
"ما من عبد يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة، ما دام يصلي علي، فليقل العبد من ذلك أو ليكثر. (حم هـ) والضياء عن عامر بن ربيعة (صح) ".
(ما من عبد يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة) استغفرت له. (ما دام يصلي علي، فليقل العبد من ذلك) من الصلاة علي. (أو ليكثر) فإنه خير له تخيير بين طرفي القلة والكثرة وهو حت له على الإكثار. (حم هـ والضياء (2) عن عامر بن ربيعة) رمز المصنف لصحته قال مغلطاي: سند ابن ماجة ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله بن عاصم (3)، قال يحيى وابن سعد: لا يحتج به، وقال البخاري: منكر الحديث وقال ابن حبان: كثير الوهم فاحش الخطأ، وجزم العراقي بضعف الحديث.
قلت: لكن طريق أحمد والضياء لعلها غير طريق ابن ماجة فإن الضياء في المختارة لم يخرج إلا ما صح وعدلت نقلته.
8056 -
"ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه من الدموع مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى فتصيب حر وجهه فتمسه النار أبداً. (هـ) عن ابن مسعود (ض) ".
(ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه من الدموع مثل رأس الذباب) مثل في
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 319) رقم (8197)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5206)، والضعيفة (2839).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 446)، وابن ماجة (907)، والضياء في المختارة (216)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5744).
(3)
انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 70)، والمغني في الضعفاء (1/ 321).
الحقارة. (من خشية الله) من خوفه وهيبته. (فتصيب) الخارج من الدموع. (حر وجهه فتمسه النار أبداً) إذ خشيته لله دليل حبه إياه وخوفه منه والله لا يعذب من يحبه ويخافه. (هـ (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه وقد رواه عنه أيضاً الطبراني والبيهقي [4/ 145]، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف.
8057 -
"ما من عبد ابتلي ببلية في الدنيا إلا بذنب، والله أكرم وأعظم عفوا من أن يسأله عن ذلك الذنب يوم القيامة. (طب) عن أبي موسى".
(ما من عبد ابتلي ببلية في الدنيا) في نفس أو مال أو أهل (إلا بذنب) سبب ارتكابه له (والله أكرم وأعظم عفواً من أن يسأله عن ذلك الذنب يوم القيامة) لأن سؤاله عنه عقوبة وتقريع والله لا يعاقبه مرتين إلا ما سلف من البغي وقطيعة الرحم، وقد ورد أن الحدود كفارات لأهلها وهذا يدل له، وأما حديث الحاكم:"لا أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا"(2) فهو حديث خلافه أصح منه وينصره {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30]. (طب (3) عن أبي موسى).
8058 -
"ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتناً تواباً نسياً إذا ذكر ذكر. (طب) عن ابن عباس (ض) ".
(ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة) بالفاء والمثناة التحتية فنون أي الحين بعد الحين يقلع عنه ثم يعاوده (أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا) لا يقلع عنه أصلاً. (إن المؤمن خلق مفتنا) بضم الميم ففاء
(1) أخرجه ابن ماجة (4197)، والطبراني في الكبير (10/ 17) رقم (9799)، والبيهقي في الشعب (802)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5196)، والضعيفة (4490).
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 92).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 87) رقم (3731)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5194).
فمثناة فوقية فنون من الفتنة مفعلاً بزنة مكرم أي ممتحنا يمتحنه الله بالذنوب (تواباً) كثير التوبة (نسياً) كثير النسيان يتوب ثم ينسى. (إذا ذكر) بتذكير الله.
(ذكر) ما قلع والحديث إخبار عن حال العبد وضعفه ولذا قال الله تعالى: {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً} [النساء: 28]. (طب (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قال الهيثمي: أحد أسانيد الكبير رجاله ثقات.
8059 -
"ما من عبد يظلم رجلاً مظلمة في الدنيا لا يقصه من نفسه إلا أقصه الله تعالى منه يوم القيامة. (هب) عن أبي سعيد".
(ما من عبد يظلم رجلاً مظلمة في الدنيا) أو امرأة أو صبي. (لا يقصه من نفسه) يمكنه من الاقتصاص منها. (إلا أقصه الله تعالى منه يوم القيامة) مكنه من الاقتصاص منه فالجاني لا بد له من القصاص على كل حال. (هب (2) عن أبي سعيد الخدري) قال: شتم رجل أبا بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعجب ويبتسم فلما أكثر رد عليه أبو بكر بعض قوله فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر فقال: "إنه كان معك من يرد عنك فلما رددت عليه قعد الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان" ثم ذكره قال الذهبي: إسناده حسن.
8060 -
"ما من عبد إلا وله صيت في السماء، فإن كان صيته في السماء حسناً وضع في الأرض، وإن كان صيته في السماء سيئاً وضع في الأرض" البزار عن أبي هريرة (ض) ".
(ما من عبد إلا وله صيت في السماء) ذكر عند الملائكة شهرة بحسن أو قبح
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 304) رقم (11810)، والقضاعي في مسند الشهاب (809)، والبيهقي في الشعب (7124)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 201)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5735)، والصحيحة (2276).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (7484)، وفي السنن الكبرى (10/ 236)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5207)، والضعيفة (2280).
قال ابن حجر (1): الصيت بكسر فسكون أصله الصوت كالريح من الروح والمراد به الذكر الجميل وربما قيل بضده لكن مقيداً. (فإن كان صيته حسناً في السماء وضع في الأرض وإن كان صيته في السماء سيئاً وضع في الأرض) كذلك ظاهره والعكس في العكس ويؤخذ منه أن الذكر الحسن للرجل في الدنيا دليل على أن ذكره في السماءِ حسناً، ولا يكون فيها كذلك إلا وهو يحبه الله إذ لا تثني الملائكة إلا على من يحبه الله وسلف له نظائر (البزار (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
8061 -
"ما من عبد استحيا من الحلال إلا ابتلاه الله بالحرام. ابن عساكر عن أنس".
(ما من عبد استحيا من الحلال) فتركه. (إلا ابتلاه الله بالحرام) بفعله وفيه أنه لا ينبغي للعبد ترك ما يحل له مع احتياجه إليه. (ابن عساكر (3) عن أنس).
8062 -
"ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم، وما يغفر الله أكثر. ابن عساكر عن البراء".
(ما من عثرة) بالمثلثة عثرة قدم. (ولا اختلاج عرق) اضطرابه. (ولا خدش عود) يصيب الإنسان. (إلا بما قدمت أيديكم) وهو نص الآية. (وما يغفر الله أكثر) ويعفو عن كثير. (ابن عساكر (4) عن البراء).
(1) فتح الباري (10/ 462).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (5248)، والبيهقي في الزهد الكبير (820)، وابن عدي في الكامل (2/ 163)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 271)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5732)، والصحيحة (2275).
(3)
أخرجه ابن عساكر (4/ 57) وقال: هذان الحديثان منكران إسناداً ومتناً وفي إسنادهما غير واحد من المجهولين، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5195).
(4)
أخرجه ابن عساكر (24/ 190)، وقال الألباني: في ضعيف الجامع (5209): موضوع، وضعفه في الضعيفة (1796).
8063 -
"ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثلث، فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم. (حم م د ن هـ) عن ابن عمرو"(صح).
(ما من غازية) جماعة. (تغزو في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله. (فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة) ثلثي أجرهم من الأجرة ففيه أن المجاهد الغانم أجره دون أجر من جاهد ولم يغنم وإن ذلك ينقص من الأجر، قال النووي: هذا هو الصواب السالم عن المعارض. (فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم) في الآخرة وفيه أن ما أعطى الإنسان من الدنيا فهو من أجره في الآخرة. (حم م د ن هـ (1) عن ابن عمرو) ولم يخرجه البخاري.
8064 -
"ما من قاض من قضاة المسلمين إلا ومعه ملكان يسددانه إلى الحق، ما لم يرد غيره، فإذا أراد غيره وجار متعمداً تبرأ منه الملكان ووكلاه إلى نفسه. (طب) عن عمران (ح) ".
(ما من قاض من قضاة المسلمين إلا ومعه ملكان يسددانه) يلهمانه السداد والصواب. (إلى الحق، ما لم يرد غيره) فإن كان بنية الحق ثبته الله بالملكين وإن أراد غيره لم يثبته الله بل يخذله. (فإذا أراد غيره) غير الحق. (وجار متعمداً تبرأ منه الملكان ووكلاه إلى نفسه) ومن وكل إلى نفسه فقد خاب. (طب (2) عن عمران) رمز المصنف لحسنه، لكنه قال الهيثمي: فيه أبو داود بن الأعمى وهو كذاب.
8065 -
"ما من قلب إلا وهو معلق بين أصبعين من أصابع الرحمن: إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه، والميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويخفض آخرين إلى يوم
(1) أخرجه أحمد (2/ 169)، ومسلم (1906)، وأبو داود (2497)، والنسائي (6/ 17)، وابن ماجة (2785).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 240) رقم (602)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 194)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5210)، والضعيفة (2616): موضوع.
القيامة. (حم هـ ك) عن النواس (صح) ".
(ما من قلب [4/ 146] إلا وهو معلق بين أصبعين من أصابع الرحمن) تمثيل أي أن القلوب بيده يقلبها كيف يشاء. (إن شاء) الرحمن. (أقام القلب) أقامه على الهدى والفلاح. (وإن شاء أزاغه) مكافأة له على زيغانه {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5] أمالها عن الاستقامة. (والميزان) للقلوب.
(بيد الرحمن يرفع أقواماً) بالهدى والتقوى. (ويضع آخرين) بالفجور والمعاصي. (إلى يوم القيامة) فإنها لا تبرح الأرض عن مستقيم القلب وزائغه أبداً. (حم هـ ك (1) عن النواس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
8066 -
"ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إلا عمهم الله تعالى منه بعقاب. (حم د هـ حب) عن جرير (صح) ".
(ما من قوله يعمل فيهم بالمعاصي) التي تغضب الرب تعالى وفيهم من لم يعمل بها. (هم) القوم الذين بينهم العصاة. (أعز) أمنع. (وأكثر ممن يعمله) أي العصيان. (ثم لم يغيروه) بالمنع له عن الارتكاب ونحوه حسب الاستطاعة. (إلا عمهم الله منه بعقاب) عقاب العصاة بمعاصيهم والذين لم يغيروه لتركهم ما يجب من تغيير المعصية، قال الغزالي (2): فكل من شاهد منكراً ولم ينكره فهو شريك فاعله فالمستمع شريك المغتاب ويجري هذا في جميع المعاصي. (حم د هـ حب (3) عن جرير) رمز المصنف لصحته، ورواه البيهقي في الشعب عن الصديق.
(1) أخرجه أحمد (4/ 182)، وابن ماجة (199)، والحاكم (1/ 525)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5747).
(2)
الإحياء (1/ 235).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 364، 366)، وأبو داود (4339)، وابن ماجه (4009)، وابن حبان (300)، وأخرجه البيهقي في الشعب (7550)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5749)، والصحيحة =
8067 -
"ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان ذلك المجلس عليهم حسرة يوم القيامة. (د ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا منه عن مثل جيفة حمار) أي قيام من كان على جيفة حمار في نتن مجلسهم ذلك وقبحة.
(وكان ذلك المجلس عليهم حسرة يوم القيامة) حيث أضاعوه عن ذكر الله وظاهره ولو لم يجر فيه حديث آخر من أحاديث اللغو وذلك أنه لا ربح في الدنيا إلا في ذكر الله فمن فاته فقد خسر وكذلك إذا كان وحده خالياً وإنما خص القوم لأنهم مظنة الأحاديث فأحسنها ذكر الله وأقله كفارة المجلس تقدم حديث الطبراني فيها في حرف الكاف. (د ك (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال في الأذكار والرياض (2) إسناده صحيح.
8068 -
"ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده. (ت هـ) عن أبي هريرة وأبي سعيد (صح) ".
(ما من قوم يذكرون الله) يجتمعون لذكره. (إلا حفت بهم الملائكة) أحاطت بهم تعظيما لهم وتشرفاً بذكر الله، قيل: الباء للتعدية يعني يديرون أجنحتهم حول الذاكرين، وقيل: للاستعانة.
(وغشيتهم الرحمة) غمرتهم. (ونزلت عليهم) من الله تعالى. (السكينة) والوقار والخشية (وذكرهم الله فيمن عنده) في الملائكة المقربين تنويهاً بشأنهم
= (3353)
(1)
أخرجه أبو داود (4855)، والحاكم (1/ 492)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5750)، والصحيحة (77).
(2)
انظر: رياض الصالحين (ص: 440)، والأذكار (ص: 299).
وإظهاراً لفضلهم وكأن ذكره تعالى لهم يكون بأمر من عنده بإعداد الكرامة لهم، وكتب الثواب، وفيه فضيلة الذكر والاجتماع عليه، وظاهره أنه ليس هذا للذاكر وحده وإن كان مأجورا لكن هذا خاص بالاجتماع على الذكر وهو نظير صلاة الجماعة فإنها فضلت صلاة الفرد بتلك الدرجات، لأن الاجتماع على طاعة الله. مراداً لله تعالى، وفيه أن تلاوة القرآن مع جماعة أفضل من تلاوة العبد وحده ولعله يصدق على القوم الاثنين ليفوزا بهذا الأجر إذا اجتمعا على الذكر. (ت هـ (1) عن أبي هريرة وأبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال في الكبير: حسن صحيح، ورواه مسلم بقريب من لفظه.
8069 -
"ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب. (حم) عن عمرو بن العاص".
(ما من قوم يظهر فيهم الربا) في المعاملات. (إلا أخذوا بالسنة) الجدب والقحط قال: بعض الأئمة أكثر بلايا هذه الأمة حتى أصابها ما أصاب بني إسرائيل من العباس الشنيع والانتقام بالسنين إنما هو من عمل الربا.
قلت: وفيه مناسبة للعقوبة بهذا النوع لأنهم أرادوا بالربا التوسع فعوقبوا بنقيضه. (وما من قوم يظهر فيهم الرشا) يوجد بظهور وهو أخذ الرشوة على الأحكام ونحوها. (إلا أخذوا بالرعب) بالخوف وفيه مناسبة لأن أخذ الرشوة أمن مكر الله فأخافه، قال ابن حجر (2): في هذا الحديث ما يقضي أن الطاعون والوباء ينشآن عن ظهور الفواحش، وهذا الحديث وإن كان ضعيفاً لكن له شواهد عند الحاكم بسند قال ابن حجر: جيد. (حم (3) عن عمرو بن العاص) (1)
(1) أخرجه الترمذي (2945)، وابن ماجة (225)، ومسلم (2699).
(2)
انظر: فتح الباري (11/ 180) فيه بنحوه.
(3)
أخرجه أحمد (4/ 205)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 126)، والمجمع (4/ 118)، والفتح (10/ 193)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5211)، والضعيفة (1236).
سكت عليه المصنف، وقال المنذري: في إسناده نظر، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه، وقال ابن حجر: في الفتح إسناده ضعيف.
8070 -
"ما من قوم يكون فيهم رجل صالح فيموت فيخلف فيهم مولود فيسمونه باسمه إلا خلفهم الله تعالى بالحسنى. ابن عساكر عن علي".
(ما من قوم يكون فيهم رجل صالح فيموت) ولو كانوا [4/ 147] أهل بيت واحد. (فيخلف فيهم مولود فيسمونه باسمه) باسم الرجل الصالح قصداً للتبرك. (إلا خلفهم الله تعالى بالحسنى) وذلك من بركات الرجل الصَّالح جعل الله لاسمه أثراً في حسن الخلف. (ابن عساكر (2) عن علي) رضي الله عنه.
8071 -
"ما من ليل ولا نهار إلا والسماء تمطر فيها يصرفه الله حيث شاء. الشافعي في مسنده عن المطلب بن حنطب".
(ما من ليل ولا نهار إلا والسماء تمطر فيها) أي في ساعاتها قال الشارح: والذي في مسند الشافعي بلفظ: "ما من ساعة من ليل أو نهار"(يصرفه الله حيث يشاء) من أرضه، قال الرافعي: فيه أن السماء تمطر ليلاً ونهاراً والله يصرفه حيث يشاء من النواحي برًّا وبحراً، ثم يمكن أن يجري هذا على إطلاقه ويمكن حمله على الأوقات التي يمكن فيها المطر انتهى.
وعن ابن عباس: "ما من عام أقل مطراً من عام ولكن الله قسم ذلك حيث يشاء"(3) وفي الكشاف (4) أن الملائكة يعرفون عدد المطر وقدره كل عام لأنه لا
= (1) جاء في الأصل (حم عن ابن عمرو بن العاص)، والصواب ما أثبتناه.
(2)
أخرجه ابن عساكر (43/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5212).
(3)
أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 437) وقال: صحيح على شرط الهيثمي، وانظر: الفتح السماوي بتخريج أحاديث البيضاوي (2/ 884).
(4)
الكشاف (1/ 866).
يختلف لكن تختلف فيه البلاد. (الشافعي في مسنده (1) عن المطلب بن حنطب) (2) بفتح المهملتين وسكون النون بينهما تابعي صدوق كثير التدليس والإرسال روى عن أبي هريرة وعائشة فكان على المصنف أن يقول مرسلاً.
8072 -
"ما من مؤمن إلا وله بابان: باب يصعد منه عمله، وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه. (ت) عن أنس (ض) ".
(ما من مؤمن إلا وله) في السماء. (بابان: باب يصعد منه عمله) الذي يرفع إلى الله وهو الصالح. (وباب ينزل منه رزقه) كأن المراد ينزل منه ما قدره الله له أو ينزل الملك ليسوق إليه ما قدر له إذ نفس الرزق لا ينزل من السماء إلا المطر وليس المراد أنه ينزل من كل باب مطر كل إنسان ويمكن ذلك وقد سمى الله المطر رزقاً. (فإذا مات) المؤمن. (بكيا عليه) البابان أو الملكان الذي يصعد عمله والذي ينزل برزقه وتقدم الحديث قريباً في "ما من عبد مسلم" وتمامه فذلك قوله تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [الدخان: 29]. (ت (3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأنه قال الترمذي عقب إخراجه: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه أي الذي ساقه وهو عن موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عن أنس وموسى ويزيد ضعيفان.
8073 -
"ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة. (هـ) عن عمرو بن حزم".
(ما من مؤمن يعزي) يصبر. (أخاه بمصيبة) في مال أو ولد أو أهل أو بدن.
(إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة) لأنه كسى قلب أخيه ثوب الصبر
(1) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 82)، وأبو الشيخ في العظمة (4/ 1264)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5213)، والضعيفة (4494).
(2)
انظر جامع التحصيل (1/ 281).
(3)
أخرجه الترمذي (3255).
بتعزيته وفيه عظم الرفق بالمؤمن في كل أمر حتى في أن تأمره بالصبر وتسليه عما يحزنه ولذا قال الله تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3] في آيات ويؤخذ منه عظم ذنب من حزن أخاه بأي أمر يورده عليه.
(هـ (1) عن عمرو بن حزم) سكت عليه المصنف، وقال النووي في الأذكار (2): إسناده حسن.
8074 -
"ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكاً يحفظه فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب متى هب. (حم ت) عن شداد بن أوس (ح) ".
(ما من مسلم يأخذ مضجعه) محل اضطجاعه لينام من الليل أو النهار ويحتمل أنه خاص بالليل. (يقرأ سورة من كتاب الله) عام لأي سورة كانت ويحتمل بيانه بما ورد في {الكافرون} وغيرها. (إلا وكل الله به ملكاً يحفظه) من كل شيء مؤذ. (فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب) يستيقظ من نومه. (متى هب) وفيه أنه لا يحسن من عبد ينام إلا وقرأ سورة من كتاب الله وكأن المراد غير ما يخف أذاه كالبعوض والبراغيث. (حم ت (3) عن شداد بن أوس) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال النووي في الأذكار (4): إسناده ضعيف.
8075 -
"ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية، من أيها شاء دخل. (حم هـ) عن عتبة بن عبد (ح) ".
(1) أخرجه ابن ماجة (1601)، وعبد بن حميد في مسنده (287)، والبيهقي في الشعب (9279)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5752)، والصحيحة (195).
(2)
الأذكار (1/ 351) رقم (402).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 125)، والترمذي (3407)، والنسائي في السنن الكبرى (10648)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5218).
(4)
الأذكار (1/ 217) رقم (239).
(ما من مسلم يموت له) خرج الكافر قال ابن حجر (1): فإن مات أولاده ثم أسلم فظاهر الخبر لا يحصل له التلقي الآتي. (ثلاثة من الولد) عام للذكر والأنثى. (لم يبلغوا الحنث) سن التكليف الذي يكتب فيها الإثم، وظاهره أنه إذا مات له من بلغ الحنث لا يحصل ما يأتي من الأجر وإليه ذهب أئمة قائلين أن موضع الصغير من القلب أعظم فالحزن عليه أكثر، وذهب آخرون إلى أنه إذا ثبت ذلك في الصغير الذي لا نفع فيه لأبويه فمن بلغ السعي أولى، إذ التفجع عليه أشد قيل وهو متجه، إلا أن راوية بفضل رحمته إياهم لا يلائمه إذ الرحمة للصغير أكثر. (إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل) وظاهر مفهوم العدد إنه ليس ذلك لمن مات له ولد أو ولدان إلا أنه قد ثبت ما هو أقوى من مفهوم العدد في أحاديث أُخر ثم لموت الأولاد فوائد أخر، وهو أنه يكون حجاباً من النار كما في عدة أخبار وإنهم يثقلون الميزان ويشفعون في دخول الجنة ويسقون أباهم يوم العطش [4/ 148] الأكبر من شراب الجنة ويخففون الموت عن الوالدين لتذكر أفراطهم الماضين الذين كانوا لهم قرة أعين وغير ذلك. والحديت في الكتاب لمن كان أبواه من أهل الجنة لا يحتاج إلى شفاعة ولا يظمأ فيسقى ويحتمل أنهم يسقونهم ويشفعون ثم يتقدمونهم إلى أبواب الجنة. (حم هـ (2) عن عتبة) بضم المهملة ثم مثناة فوقية ثم موحدة له صحبة (بن عبد) رمز المصنف لحسنه قال المنذري: إسناده حسن.
8076 -
"ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول رمقة ثم يغض بصرة إلا أحدث الله تعالى له عبادة يجد حلاوتها في قلبه. (حم طب) عن أبي أمامة (ض) ".
(1) فتح الباري (3/ 121).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 183)، وابن ماجة (1604)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 53)، قال الحافظ في "الفتح" (3/ 121): ويشهد له ما رواه النسائي بإسناد صحيح من حديث معاوية بن قرة عن أبيه مرفوعاً.
(ما من مسلم ينظر إلى امرأة) أجنبية. (أول رمقة) هذا لفظ الطبراني ولفظ رواية أحمد: "إلى محاسن امرأة"(1). (ثم يغض بصرة) عنها لما يعلمه من تحريم الله ذلك. (إلا أحدث الله له) مكافأة له على غض طرفه عن محارمه. (عبادة) حبب إليه نوعا من العبادة. (يجد حلاوتها في قلبه) وذلك أنه ترك حلاوة معاودة النظر إلى المحاسن المحرمة فأبدله حلاوة يجدها في طاعته ثم يجازى عليها بالأجر الجزيل في الآخرة ولذلك قال الله تعالى بعد النهي عن إطلاق البصر والأمر بغضه {ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} [النور: 30] أي أنمى للإيمان في قلوبهم ويؤخذ منه أنه إذا عاود النظر نزع من قلبه حلاوة الطاعة. (حم طب (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، وقال المنذري: إنه ضعيف، وقال الهيثمي: فيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
8077 -
"ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة. (حم ق ت) عن أنس (صح) ".
(ما من مسلم يزرع زرعاً) مزروعا ولا ينافيه قوله تعالى: {أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقعة: 64] لأن العبد زارع صورة تسند إليه حقيقة. (أو يغرس) بنفسه أو بأمره. (غرساً) أي مغروساً من الأشجار المثمرة وخرج الكافر فإنه لا يثاب على ذلك قال القاضي عياض: للإجماع وخبرة "ما من رجل"، وخبر:"ما من عبد" محمول على هذا المقيد. (فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة) من ثمره أو من علفه فيؤخذ منه أنه لا يشترط في الغرس أن يكون مما له ثمر بل لو غرس الطلح ونحوه. (كان له به صدقة) أي أجر صدقة وهذا كما سلف يؤجر على ما كان سببه
(1) أخرجه أحمد (5/ 264).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 264)، والطبراني في الكبير (8/ 208) رقم (7842)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 23)، والمجمع (8/ 63)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5221)، والضعيفة (1064) وقال: ضعيف جداً.
وإن لم ينوه وفيه حث على اقتناء الضياع والزرع والغرس ولا يعارضه ما يأتي من حديث: "لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا"(1) لأن المراد الإكثار منها. (حم ق ت (2) عن أنس) وزاد: "وما سرق له صدقة".
8078 -
"ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا حط الله تعالى: له به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها. (ق) عن ابن مسعود (ح) ".
(ما من مسلم يصيبه أذى شوكة) ألم شوكة قال القاضي: الشوكة هنا المرة من شاكه ولو أراد واحدة النبات لقال: يشاك بها والدليل أنها المرة من المصدر جعلها غاية للمعاني. (فما فوقها إلا حط الله بها سيئاته) يكفر عنه بها الذنوب والمراد الصغائر كما سلف أنه لا يكفر الكبائر إلا التوبة. (كما تحط الشجرة ورقها) في يوم الرياح في الشتاء وفيه أن آلام القلوب من الهموم والغموم أولى بالحط لأنها أشد على العبد من ألم الشوكة وفيه بشرى عظيمة للمسلم فإنه لا يخلو مسلم عن ما يؤذيه. (ق (3) عن ابن مسعود) قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكاً شديداً فمسسته بيدي، فقلت: إنك لتوعك وعكاً شديداً، قال "أجل" ثم ذكره ورواه عنه النسائي وغيره.
8079 -
"ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة. (م) عن عائشة (صح) ".
(ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها درجة) منزلة عالية في الجنة. (ومحيت بها عنه خطيئة) زاد هنا رفع الدرجة على ما في الحديث الأول قيل: إن ذلك باعتبار اختلاف أنواع المصائب، والأظهر أن هذا مقيد بذلك وأنه
(1) أخرجه الترمذي (2328)، وأحمد (1/ 426) قال الترمذي: حديث حسن، وانظر: السلسلة الصحيحة (12).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 228)، والبخاري (2320)، ومسلم (1553)، والترمذي (1382).
(3)
أخرجه البخاري (5647)، ومسلم (2571)، والنسائي في السنن الكبرى (7483).
يحصل الأمران عن كل مصيبة قيل وهو صريح في حصول الأجر على المصيبة وخالف فيه جماعة، وقالوا: حصول الأجر على الصبر فقط وتقدم البحث في ذلك. (م (1) عن عائشة) ولم يخرجه البخاري.
8080 -
"ما من مسلم يشيب شيبة في الإِسلام إلا كتب الله له بها حسنة، وحط عنه بها خطيئة. (د) عن ابن عمرو"(ض).
(ما من مسلم يشيب شيبة في الإِسلام) في لحيته أو رأسه أو غيرهما. (إلا كتب الله له بها حسنة، وحط عنه بها خطيئة) وفيه فضيلة الشيب ومن هنا كره حلقه وفي رواية: أنه نور الله وكأن وجه الإثابة عليه أنه يحزن العبد نزوله به لأنه يريد الخروج من الدنيا. (د (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه.
8081 -
"ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه. (حم د هـ) عن معاذ (ح) ".
(ما من مسلم يبيت على ذكر) لله تعالى بأي أنواع الذكر إلا أن المأثور عند النوم أفضل أنواعه. (طاهراً) عن المحدثين. (فيتعار) بعين مهملة وراء مشددة يقال تعار: إذا انتبه من نومه مع صوت أخذاً من عوار الظليم وهو صوته، قال الطيبي: وعبر بقوله يتعار دون أن يقول يهب [4/ 149] أو يستيقظ ونحوهما لزيادة معنى أراد أن يخبر عمن هب من نومه ذاكراً لله تعالى فيسأل الله خيراً أن يعطيه، فأوجز فقال: فتعار ليجمع ما بين المعنيين وإنما يوجد ذلك عند من تعود الذكر فاستأنس به وغلب عليه حتى صار الذكر حديث نفسه في نومه ويقظته، فصرح صلى الله عليه وسلم باللفظ وعرض بالمعنى وذلك من جوامع الكلم التي أوتيها. (من الليل فيسأل الله تعالى خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه) وهذا في
(1) أخرجه مسلم (2572).
(2)
أخرجه أبو داود (4202)، وأحمد (2/ 179)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5760).
نوم الليل مع كمال التطهر. (حم د هـ (1) عن معاذ) رمز المصنف لحسنه ورواه النسائي في اليوم والليلة.
8082 -
"ما من مسلم كسا مسلما ثوبا إلا كان في حفظ الله تعالى ما دام عليه منه خرقة. (ت) عن ابن عباس (ح) ".
(ما من مسلم كسا مسلماً ثوباً) عام لكل ثوب وكسوة. (إلا كان) الكاسي. (في حفظ الله تعالى) لأنه حفظ عورة أخيه فحفظه الله. (ما دام عليه) أي المكسي. (منه خرقة) وهذا أجره في الدنيا وأما في الآخرة فله أجر عظيم. (ت (2) عن ابن عباس)، رمز المصنف لحسنه ورواه عنه الحاكم، وصحَّحه وقال الحافظ العراقي: فيه خالد بن طهمان (3) ضعيف.
8083 -
"ما من مسلم تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه إلا أدخلتاه الجنة"(حم خد حب ك) عن ابن عباس (صح).
(ما من مسلم تدرك له ابنتان) أي يبلغان سن التكليف. (فيحسن إليهما ما صحبتاه) مدة مصاحبتهما له، قال الشارح: وفي الأصول الصحيحة "أو صحبهما" ولعلها سقطت من قلم المؤلف. (إلا أدخلتاه الجنة) كانتا سبباً في دخوله إياها مكافأة على إحسانه إليهما بأعظم منه وهو دخول الجنة، وفيه ترغيب لآباء البنات على الإحسان إليهن. (حم خد حب ك (4) عن ابن عباس)، رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وشنع عليه الذهبي بأن فيه
(1) أخرجه أحمد (5/ 234)، وأبو داود (5042)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (806)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5754).
(2)
أخرجه الترمذي (2484)، والحاكم (4/ 196)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5217).
(3)
انظر المغني (1/ 203)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 247).
(4)
أخرجه أحمد (1/ 235)، والبخاري في الأدب المفرد (77)، وابن ماجة (3670)، وابن حبان (2945)، والحاكم (4/ 178)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2776).
شرحبيل بن سعد (1) وهو واه وقد أخرجه ابن ماجة بهذا اللفظ عن ابن عباس، وقال: إسناده صحيح وفيه من عرفت.
8084 -
"ما من مسلم يعمل ذنبا إلا وقفه الملك ثلاث ساعات: فإن استغفر من ذنبه لم يوقفه عليه ، ولم يعذب يوم القيامة. (ك) عن أم عصمة (صح) ".
(ما من مسلم يعمل ذنباً إلا وقفه الملك) الموكل بكتب سيئاته، أي وقف الكتب. (ثلاث ساعات: فإن استغفر من ذنبه) في أي الساعات الثلاث. (لم يوقفه عليه) لم يكتبه. (ولم يعذب به يوم القيامة) إذ الاستغفار توبة مع الندامة، وفي رواية: أن كاتب اليمين هو الذي يأمره أن يتوقف ست ساعات. (ك (2) عن أم عصمة) امرأة من قيس، رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، ورواه الطبراني عنها، قال الهيثمي: فيه ابن مهدي سعيد بن سنان (3) وهو متروك.
8085 -
"ما من مسلم يصاب في جسده إلا أمر الله تعالى الحفظة: اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير ما كان يعمل ما دام محبوسا في وثاقي. (ك) عن ابن عمرو".
(ما من مسلم يصاب) بألم (في جسده) أو يمنع قادر. (إلا أمر الله الحفظة) الذين كانوا يكتبون طاعاته. (اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير ما كان يعمل) فينبغي للعبد أن يجتهد في الطاعات أيام صحته فإنه عمل يكتب له عند تعطله عنه وأيام التعطل كثيرة، وقد ورد في المسافر أيضاً أنه يكتب له ما كان يعمل مقيماً. (ما دام محبوسا في وثاقي) وهذا من أعظم كرم الرب على العبد.
(1) انظر المغني (1/ 296).
(2)
أخرجه الحاكم (4/ 262)، والطبراني في الأوسط (17)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5219)، والضعيفة (3765) وقال: موضوع.
(3)
انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 321)، والمغني (1/ 261).
(ك (1) عن ابن عمرو)، سكت عليه المصنف، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.
8086 -
"ما من مسلم يظلم مظلمة فيقاتل فيقتل إلا قتل شهيداً. (حم) عن ابن عمرو (صح) ".
(ما من مسلم يظلم) من ظالم. (مظلمة) في نفس أو مال أو نحو ذلك. (فيقاتل) من ظلمه.
(فيقتل) بيد ظالمه. (إلا قتل شهيدا) لأن الله أذن له بقتال من يظلمه وكأن هذا خاص بما عدا ملوك الجور لأحاديث الأمر بالصبر على ظلمهم وإن ضربوا بطنه وظهره. (حم (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته.
8087 -
"ما من مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبع مرات: "أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك" إلا عوفي (ت) عن ابن عباس (ح) ".
(ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله) لم يكن قد كتب الله وفاته من ذلك المرض. (فيقول) داعياً له (سبع مرات: "أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك" إلا عوفي) من ذلك المرض فينبغي لكل عائد أن يقوله فإنه لا يعلم أحد من قد حضر أجله. (ت (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه إلا أنه أعله المنذري بيزيد بن عبد الرحمن الدالاني (4) ضعفه ابن عدي وغيره إلا أنه
(1) أخرجه الحاكم (1/ 348)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5761) وفي السلسلة الصحيحة (1232).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5765).
(3)
أخرجه الترمذي (2083)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 167)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5766).
(4)
انظر المغني (2/ 751).
وثقه أبو حاتم.
8088 -
"ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا. (ت هـ ك) عن سهل بن سعد (صح) ".
(ما من مسلم يلبي) تلبية الإحرام. (إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر) عاضده لذكره وتلبيته إكراما له. (حتى تنقطع الأرض من ها هنا وهاهنا) أي منتهى الأرض من جانب الشرق والغرب، وفيه فضل التلبية. (ت هـ ك (1) عن سهل بن سعد)، رمز المصنف لصحته وفيه إسماعيل بن عياش تقدم غير مرة الكلام فيه.
8089 -
"ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر. (حم ت) عن ابن عمرو (ض) ".
(ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر) وهي سؤال الملكين له وهذه فضيلة عظيمة فإنه قد استعاذ صلى الله عليه وسلم من فتنة القبر فمن وقيها فقد وقاه الله أمراً عظيماً. (حم ت (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف [4/ 150] لضعفه لأنه قال الترمذي: غريب وليس بمتصل لا يعرف لربيعة بن سيف سماعا من ابن عمرو انتهى، وربيعة هو راويه عن ابن عمرو من طريقه ساقه الترمذي، وقد أخرج من طريق أخرى متصلاً إلا أنه ضعفه المنذري.
8090 -
"ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا. (حم د ت هـ) والضياء عن البراء (صح) ".
(1) أخرجه الترمذي (828)، وابن ماجة (2921)، والحاكم (1/ 451)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5770).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 69) الترمذي (1074)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 201)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5773).
(ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان) قال النووي: المصافحة سنة مجمع عليها عند كل لقاء وما اعتيد بعد الصبح والعصر لا أصل له، لكن لا بأس به ومن حرم نظره حرم مسه انتهى، والمراد المصافحة من غير تقبيل ولا التثام. (إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا) لما علمه الله من سلامة قلوبهما وعدم الشحناء فيها ولذا إنه "لا يغفر يوم الخميس والاثنين للمتهاجرين حتى يصطلحا". (حم د ت هـ والضياء (1) عن البراء)، رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب.
قال الصدر المناوي (2): فيه الأجلح يعني بن عبد الله الكندي (3)، قال أحمد: له مناكير، وأبو حاتم: كثير الخطأ لكن يكتب حديثه ولا يحتج به.
8091 -
"ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا حنثا إلا أدخلهما الله تعالى الجنة بفضل رحمته إياهم. (حم ن حب) عن أبي ذر (صح) ".
(ما من مسلمين) رجل وامرأته. (يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم) أي رحمته للأولاد وتقدم قريبا. (حم ن حب (4) عن أبي ذر)، رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه عمرو بن عاصم الأنصاري، لم أجد من وثقه ولا ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح وهو في البخاري ببعض مخالفة لفظه "ما من الناس مسلم يتوفى له ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم"(5).
(1) أخرجه أحمد (4/ 289)، وأبو داود (5212)، والترمذي (2727)، وابن ماجة (3703)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5777)، والصحيحة (525).
(2)
كشف المناهج والتناقيح (3699) بتحقيقنا.
(3)
انظر المغني (2/ 738)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 198).
(4)
أخرجه أحمد (5/ 153)، والنسائي (4/ 25)(2002)، وابن حبان (4643)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 7، 8)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5779).
(5)
أخرجه البخاري (1248).
8092 -
"ما من مصل إلا وملك عن يمينه، وملك عن يساره فإن أتمهما عرجا بها، وإن لم يتمها ضربا بها وجهه. (قط) في الأفراد عن عمر".
(ما من فصل إلا وملك عن يمينه، وملك عن يساره) كأنهما غير الحفظة. (فإن أتمها) أحسن ركوعها وسجودها وخشوعها كما سلف. (عرجا بها) صعدا بها إلى السماء. (وإن لم يتمها ضربا بها وجهه) أي رداها عليه ولم تقبل منه وتقدم في الصلاة عدة أحاديث والكلام عليها. (قط (1) في الأفراد عن عمر)، سكت عليه المصنف وقد قال مخرجه: تفرد به عبد الله بن عبد العزيز عن يحيى بن سعيد الأنصاري ولم يروه عنه غير الوليد بن عطاء، قال ابن الجوزي: قال ابن الجنيد: أما عبد العزيز فلا يساوي فلساً، حدث بأحاديث كذب.
8093 -
"ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها، حتى الشوكة يشاكها. (حم ق) عن عائشة (صح) ".
(ما من مصيبة تصيب المسلم) دون الكافر إلا أن عدل الله يقتضي أن يكون له بها تخفيف. (إلا كفر الله عنه بها) كما سلف ورفع له بها درجة. (حتى الشوكة يشاكها) هو تمثيل لأقل المصائب. (حم ق (2) عن عائشة)، وتقدم.
8094 -
"ما من ميت مسلم يصلي عليه أمة من الناس إلا شفعوا فيه. (ن) عن ميمونة (ح) ".
(ما من ميت) مسلم (يصلي عليه أمة من الناس) قد تقدم مائة، وتقدم أربعون، وتقدم ثلاثة صفوف، والأمة: الجماعة، فيحتمل أن يفسر بما سلف، أو يراد أقل من ذلك ولو ثلاثة. (إلا شفعوا فيه) قبلت شفاعتهم في العفو عنه.
(1) أخرجه الدارقطني في الأفراد (1/ 104) رقم (92) أطراف الأفراد، والديلمي في الفردوس (6091)، وانظر العلل المتناهية (1/ 442)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5222).
(2)
أخرجه البخاري (5640)، ومسلم (2572).
(ن (1) عن ميمونة)، رمز المصنف لحسنه.
8095 -
"ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة. (هـ) عن عائشة (صح) ".
(ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا) والعافية. (والآخرة) والوفاة فيؤخذ منه أنه لا تقبض روح نبي من الأنبياء إلا باختياره. (هـ (2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وهو في البخاري (3) بمعناه.
8096 -
"ما من نبي يموت فيقيم في قبره أربعين صباحاً. (طب حل) عن أنس"(ض).
(ما من نبي يموت فيقيم في قبره أربعين صباحاً) وتمام الرواية عند الطبراني: "حتى ترد إليه روحه ومررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره"(4) انتهى. قال البيهقي (5): أي يصيرون كسائر الأحياء يكونون حيث ينزلهم الله، وفي رواية:"لا يتركون في قبورهم إلا بقدر أربعين ليلة ولكنهم يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور". (طب حل (6) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه، وكذا رواه ابن حبان من طريق الحسن بن يحيى الخشني ثم قال ابن حبان: باطل والخشني منكر الحديث يروي عن الثقات ما لا أصل له انتهى. وفي الميزان عن الدارقطني: الخشني متروك ومن ثمة حكم ابن الجوزي بوضع الحديث ورد
(1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (2120)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5787).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1620)، وأحمد (6/ 269)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5791).
(3)
أخرجه البخاري (4586).
(4)
أخرجه مسلم (2375).
(5)
"حياة الأنبياء في قبورهم"(ص 2).
(6)
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1614)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 333)، وابن حبان في المجروحين (1/ 235)، وانظر الميزان (2/ 278)، والموضوعات لابن الجوزي (3/ 239)، وتهذيب التهذيب (2/ 281)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5224): موضوع.
عليه ابن حجر بأن البيهقي ألف جزءًا في "حياة الأنبياء في قبورهم" أورد فيه عدة أخبار تؤيده، والمؤلف بأن له شواهد ترقيه إلي درجة الحسن.
8097 -
"ما من يوم إلا يقسم فيه مثاقيل من بركات الجنة في الفرات. ابن مردويه عن ابن مسعود".
(ما من يوم إلا يقسم فيه مثاقيل من بركات الجنة في الفرات) نهر الفرات المشهور وهذه فضيلة له. (ابن مردويه (1) عن ابن مسعود)، سكت عليه المصنف وفيه الربيع بن بدر قال في الميزان: ضعفه أبو داوود وغيرها وقال ابن عدى: عامة رواياته لا يتابع عليها ثم ساق هذا الخبر، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح فيه الربيع يروي عن الثقات المقلوبات وعن الضعفاء الموضوعات.
8098 -
"ما ملأ ادمي وعاءًا شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه"(حم ت هـ ك) عن المقدام بن معد يكرب (صح) ".
(ما ملأ آدمي وعاءاً شراً [4/ 151] من بطنه) إذ الامتلاء من الطعام سبب لفساد الدين والدنيا كما قد سلف مفاسد ذلك غير مرة. (بحسب ابن ادم) أي يكفيه. (أكلات) بفتح الهمزة والكاف. جمع أكلة بزنة لقمة ومعناها. (يقمن صلبه) أي ظهره أي ما يحفظه من السقوط ويتقوى به على الطاعة.
(فإن كان لا محالة) من تجاوزه لذلك. (فثلث) من أمعائه يجعله. (لطعامه وثلث) يجعله.
(لشرابه وثلث) يتركه. (لنفسه) يتنفسه وهذا غاية ما اختير للأكل وهو أنفع
(1) أخرجه ابن مردويه كما في الكنز (35337)، وابن عدي في الكامل (3/ 128)، وانظر العلل المتناهية (1/ 53)، والميزان (3/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5226).
ما للبدن والقلب فإن البطن إذا امتلأ طعاماً ضاق عن الشراب فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس وعرض الكرب والثقل، ولما كان في الإنسان ثلاثة أجزاء أرضي ومائي وهوائي قسم طعامه وشرابه ونفسه إلى الأجزاء الثلاثة وترك الناري لقول جميع الأطباء ليس في البدن جزء ناري ذكره ابن القيم (1).
وقال القرطبي (2): لو سمع بقراط هذه القسمة لعجب من هذه الحكمة. وقال الغزالي (3): سمع هذا الحديث بعض الفلاسفة فقال: "ما سمعت كلاماً في قلة الأكل احكم منه". (حم ت هـ ك (4) عن المقدام بن معد يكرب)، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، وقال الحافظ في الفتح: حديثٌ حسنٌ.
8099 -
"ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن"(ت ك) عن عمرو بن سعيد بن العاص (صح) ".
(ما نحل) بالحاء المهملة: أعطى قال ابن الأثير (5): النحلة العطية والهبة ابتداء من غير عوض والاستحقاق. (والد ولده) ذكراً كان أم أنثى. (أفضل من أدب حسن) وهو أدب الكتاب والسنة وتعليم مناسك الدين وحسن معاشرة المخلوقين قال الطيبي: جعل الأدب الحسن من جنس المال والعطيات مبالغة قال الشارح: لفظ الحديث عند الترمذي: "ما نحل والد ولده من نحلة أفضل من أدب حسن" فسقط من قلم المصنف. (ت ك (6) عن عمرو بن سعيد بن
(1) انظر: زاد المعاد (4/ 16).
(2)
تفسير القرطبي (7/ 197).
(3)
إحياء علوم الدين (2/ 4).
(4)
أخرجه أحمد (4/ 132)، والترمذي (2380)، وابن حبان (674)، وابن ماجة (3349)، والحاكم (4/ 367)، وانظر فتح الباري (10/ 128)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5674)، والصحيحة (2265).
(5)
النهاية (5/ 65).
(6)
أخرجه الترمذي (1952)، والحاكم في المستدرك (4/ 263)، وأحمد (4/ 78)، والطبراني في =
العاصي)، رمز المصنف لصحته تابعي ولي المدينة لمعاوية قتله عبد الملك بن مروان ووهم من زعم أن له صحبة، قال الترمذي: حسن غريب مرسل؛ لأن عمرو لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم فهو تابعي انتهى.
قلت: فرمز المصنف لصحته كأنه اغترار بقول الحاكم: صحيح وقد رد عليه الذهبي، وقال: مرسل ضعيف ففيه عامر بن صالح الخزاز (1) واهٍ انتهى كلامه.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني عن ابن عمر وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير وهو متروك انتهي.
8100 -
"ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر". (حم هـ) عن أبي هريرة (ح) ".
(ما نفعني مال) من التي صارت إليّ (قط) أبداً (ما نفعني مال أبي بكر) وذلك أنه أطلق يده صلى الله عليه وسلم في ماله قبل الهجرة {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} [الحديد: 10] وتمام الحديث: "فبكى أبو بكر وقال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله" ففيه فضيلة لأبي بكر وشكر للمعطي. (حم هـ (2) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون.
8101 -
"ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. (حم م ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما نقصت صدقه من مال) لأن الله يخلفها بنص {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ
= الكبير (12/ 320) رقم (13234)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 159)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5227)، والضعيفة (1121).
(1)
انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 72)، والمغني في الضعفاء (1/ 323).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 253، 366)، وابن ماجة (94)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 51)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5808).
يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]، قال الفاكهاني: أخبرني من أثق به أنه تصدق من عشرين درهماً بدرهم فوزنها فلم تنقص قال: وأنا وقع لي ذلك وقد تقدم في ثلاث أقسم عليهن الحديث.
وقيل: هو عائد إلى الدنيا بالبركة فيه ودفع المفسدات عنه. وقيل: إلى الآخرة بالثواب والتضعيف والقولان جاريان في عز العبد بعفوه ورفعته بتواضعه. وقال النووي (1): قد يكون المراد الوصفان معاً في الأمور الثلاثة. (وما زاد الله عبداً بعفو) عمن ظلمه. (إلا عزاً، وما تواضع أحد لله) أي لأجل أنه يحب التواضع ويرضاه من أخلاق فاعله. (إلا رفعه الله) في الدنيا والآخرة والتكبر سبب لضد ذلك وكذا من تواضع لأوامر الله واتبعها بل هو أعلى أنواع التواضع. (حم م ت (2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري.
8102 -
"ما وضعت قبلة مسجدي هذا حتى فرج لي ما بيني وبين الكعبة. الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن ابن شهاب مرسلاً".
(ما وضعت قبلة مسجدي هذا) يعني مسجد المدينة. (حتى فرج لي ما بيني وبين الكعبة) فوضعه وهو مشاهد لها، فلذا امتنع الاجتهاد في محرابه صلى الله عليه وسلم، وقد قيل: إن كل محل صلى فيه فإنه كذلك. (الزبير بن بكار (3) في أخبار المدينة عن ابن شهاب مرسلاً).
8103 -
"ما ولد في أهل بيت غلام إلا أصبح فيهم عز لم يكن. (طس هب) عن ابن عمر (ض) ".
(ما ولد في أهل بيت غلام) ذكر. (إلا أصبح فيهم عز) لأنه يعز الرجل
(1) شرح النووي على مسلم (5/ 522).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 235)، ومسلم (2588)، والترمذي (2029).
(3)
أخرجه الزبير بن بكار في أخبار المدينة كما في الكنز (34834)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5229).
بأولاده. (لم يكن) قبل ذلك ولو لم يكن إلا أنه تباهى به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هو يباهي بأمته ولو بالسقط [4/ 151] وأي عز أعظم من مفاخرته صلى الله عليه وسلم بالرجل ومن ولد له. (طس هب (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه هاشم بن صالح (2) ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه وبقية رجاله وثقوا.
8104 -
"ما يحل لمؤمن أن يشتد إلى أخيه بنظرة تؤذيه. ابن المبارك عن حمزة بن عبيد مرسلاً".
(ما يحل لمؤمن أن يشتد إلى أخيه بنظرة تؤذيه) يحرم عليه أن ينظره نظرة الغضبان فكيف أعلى منها؟ وهذا بيان الأذى في الآية، وإن منه هذه النظرة. (ابن المبارك (3) عن حمزة بن عبيد مرسلاً)، قال الذهبي (4): إن حمزة ثقة إمام.
8105 -
"ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك عنها لَحْيَيْ سبعين شيطاناً. (حم ك) عن بريدة (صح) ".
(ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك عنها لَحْيَيْ) بفتح اللام تثنية لحي (سبعين شيطاناً) كأنهم عاضون بالنواجذ على المال لا تخرج منه صدقة وهو تمثيل لشدة إخراج الصدقة على النفس وشدة كراهة الشياطين لإخراجها لأنها تطفئ غضب الرب والشيطان ساع في إغضاب الرب على عبده. (حم ك (5) عن
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7395)، والبيهقي في الشعب (8693)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5230)، والضعيفة (2423) وقال: منكر.
(2)
انظر الجرح والتعديل (9/ 104).
(3)
أخرجه ابن المبارك في الزهد (689) مرسلاً، والحارث في مسنده (760 - بغية الباحث)، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (3/ 97)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5232)، والضعيفة (5216).
(4)
انظر: الكاشف (1237).
(5)
أخرجه أحمد (5/ 350)، والحاكم (1/ 417)، والطبراني في المعجم الأوسط (1034)، والبيهقي في السنن (4/ 187)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5814)، والصحيحة (1268).
بريدة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.
8106 -
"مانع الحديث أهله كمحدثه غير أهله. (فر) عن ابن مسعود (ض) ".
(مانع الحديث) المأمور بإبلاغه عن (أهله) الذين يتأمنوه لإبلاغه ويعملون به (كمحدثه غير أهله) فإنه إضاعة له بتحديث من ليس من أهله كما أنه أضاعه لهم بمنعه أهله فالكل سواء في الإثم والمراد التحديث تعليماً وتلقيناً لا إخباراً أو إبلاغاً فإنه واجب إلى كل أحد (فر (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه لأن فيه إبراهيم الهجري (2) ضعيف ويحيى بن عثمان (3) قال الذهبي: جرحه ابن حبان.
8107 -
"مانع الزكاة يوم القيامة في النار. (طص) عن أنس (ض) ".
(مانع الزكاة يوم القيامة في النار) لأنها أحد أركان الإِسلام فمن منعها لم يقم أركانه فهو في النار وجعل الله عدم إيتاء الزكاة صفة الكفار {وَوَيْلٌ للْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [فصلت: 6، 7]. (طص (4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه سعد بن سنان وفيه كلام كثير وقد وثق.
8108 -
"مثل الإيمان مثل القميص تقمصه مرة، وتنزعه أخرى. ابن قانع عن والد معدان".
(مثل الإيمان) تقدم الكلام على المثل وعلى فائدة ضرب الأمثال في الجزء
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (6475)، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (780)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5228) والضعيفة (4498) وقال: ضعيف جداً.
(2)
انظر الميزان (1/ 191)، والمجروحين (1/ 99).
(3)
انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 200)، والمغني (2/ 740).
(4)
أخرجه الطبراني في الصغير (935)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 64)، قال الحافظ في التقريب (1/ 231): سعد بن سنان ويقال سنان بن سعد وصوب الثاني البخاري وقال ابن يونس صدوق له أفراد، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5807).
الأول. (مثل القميص) وأبان وجه الشبه بقوله. (تقمصه مرة) أي يلبسه. (وتنزعه مرة) يعني أن الإيمان تارة يكون كاملاً مع المؤمن فهو لابس له متزين به باطنه وظاهره وتارة يلابس الذنوب فكأنه قد خلعه وهو حث على المحافظة على الإيمان وأن لا ينزعه فيكون عريانا عند الله وملائكته وإن كان كاسيا من الثياب ولذا يقال:
من لم تكن حلل التقوى ملابسه
…
عار وإن كان معمورًا من الحللي
(ابن قانع (1) عن والد معدان) سكت عليه المصنف، وقال الميزان: هو خبر منكر وأبان وجه نكارته بأن فيه خالد بن معدان عن أبيه ولا يعرف لخالد رواية عن أبيه ولا لأبيه ولا لجده ذكر في شيء من كتب الرواية.
8109 -
"مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما: فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت على جلده، حتى تخفي بنانه، وتعفو أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعه فلا تتسع. (حم ق ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(مثل البخيل والمتصدق) وفي رواية المنفق قال الطيبي: أوقع المتصدق موقع السخي فجعله في مقابلة البخيل إيذاناً بأن السخاء ما أمر به الشارع وندب إليه أي لأجل التصدق لا لما ينفقه المسرفون. (كمثل) بزيادة الكاف أو مثل مثل. (كمثل رجلين عليهما جبتان) بضم الجيم وتشديد الموحدة وروي بنون: تثنية جنة أي درعان ورجح لقوله. (من حديد) والجنة بالنون الحصين وبها سمي الدرع لأنه يجن صاحبه أي يحصنه والجبة بالموحدة ثوب معروف. (من ثديهما) بضم المثلثة وكسر الدال المهملة ومثناة تحتية مشددة تثنية ثدي مصغر
(1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 344)، وانظر لسان الميزان (1/ 184)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2535).
ثدي كفلس. (إلى تراقيهما) جمع ترقوة وهما العظمان المشرفان في أعلى الصدر وهذا تفصيل المثال. (فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت على جلده) بفتح المهملة وموحدة خفيفة وغين معجمة ساكنة. (حتى تخفي) بالخاء المعجمة من الإخفاء أي تستر وتغطي. (بنانه) بفتح الموحدة ونونين أصابعه وصحفها بعضهم بالمثلثة والمثناة جمع ثوب. (وتعفو أثره) يمحو أثر مشيته لسبوغها والمعنى أن الصدقة تستر خطاياه كما يغطي الثوب جميع بدنه والمراد أن الجواد إذا أهم بالصدقة انشرح لها صدره وطابت بها نفسه فوسع في الإنفاق (وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت) بالزاي فقاف: اتصلت. (كل حلقة) بفتح المهملة وسكون اللام. (مكانها فهو يوسعها) يريد توسيعها. (فلا تتسع) يريد أن البخيل إذا هم بالصدقة شحت بها نفسه وضاق صدره فلا يخرجها فهو مضيق على [4/ 153] نفسه وكذلك ماله لا يتسع لأنه كلما أراد متاجرة الله بالصدقة لم تسمح نفسه فيفوته الربح. (حم ق ت (1) عن أبي هريرة).
8110 -
"مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت. (ق) عن أبي موسى (صح) ".
(مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت) لف ونشر مرتب، البيت الذي فيه الذكر كالإنسان الحي مشرق الباطن بالإيمان منطلق اللسان بالخير محبوب قربه والذي لا ذكر فيه كالميت جيفة ينفر عنها لا خير عندها، وفيه حث على ذكر الله في البيوت وقد سلف الأمر بالصلاة فيها وأنها تنور البيوت ويحتمل أن المراد مثل أهل البيت الذين لا يذكرون الله كالأموات والذين يذكرون كالأحياء فإن الحياة الحقيقية إنما هي
(1) أخرجه أحمد (2/ 389)، والبخاري (1443)، ومسلم (1021)، والنسائي (2578).
بذكر الله الذي به تشرق أنوار القلوب (ق (1) عن أبي موسى).
8111 -
"مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما أن تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة. (خ) عن أبي موسى"(صح).
(مثل الجليس الصالح) للإنسان. (والجليس السوء) والصالح هو من يدل على الله وعلى ما يقرب إليه من قول أو عمل، والسيء بعكسه فالصالح:(كمثل صاحب المسك) ويأتي وجه الشبه (وكير الحداد) أي ومثل جليس السوء كصاحب الكبير وهو كالأول لف ونشر مرتب (لا يعدمك) لا تفقد منه أحد أمرين (إما أن تشتريه أو تجد ريحه) ففاعل يعدمك مستتر يدل عليه التفصيل كما قدرناه وقيل: إنه موصوف يشتري، أي إما شيء تشتريه، فالجليس الصالح إما تأخذ منه خيراً أو تجد من مجالسته روحًا وطيباً (وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك) وفي رواية:"ونافخ الكبير إما أن يحرق ثيابك" ولم يذكر البيت، قيل: وهي أوضح ليقابل النافخ صاحب المسك ويشتمل التفصيل على أمرين كالأول ثانيهما قوله: (أو تجد منه ريحاً خبيثاً) كذلك جليس السوء إما أن يصيب من دينك ويحرقك بناره أو يجلب لك كرباً وضيقاً وهو حث على البعد من جليس السوء والقرب من الجليس الصالح. قال علي عليه السلام: "لا تصحب الفاجر فإنه يزين لك فعله ويود أنك مثله" ويقال: "وإياك ومجالسة الأشرار فإن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري وليس إعداء الجليس جليسه بمقاله وفعاله فقط بل وبالنظر إليه فإن النظر إلى الصور يؤثر في النفوس أخلاقاً مناسبة لخلق المنظور إليه فإن من دامت رؤيته للمسرور سر ومن دامت رؤيته للمحزون حزن وليس ذلك في الإنسان فقط بل في الحيوانات والجمادات فالجمل الصعب يصير
(1) أخرجه البخاري (6407)، ومسلم (779).
ذلولاً بمقارنة المذلول والريحانة النضرة تصير ذابلة بمجاورة الذبلة ولذا يلفظ أهل الزراعة الذابل من الزرع لئلا يفسد الصالح منه (خ (1) عن أبي موسى الأشعري).
8112 -
"مثل الجليس الصالح مثل العطار، إن لم يعطك من عطره أصابك من ريحه"(د ك) عن أنس (صح) ".
(مثل الجليس الصالح) في النفع (مثل العطار، إن لم يعطك من عطره أصابك من ريحه) فيه الإرشاد إلى مجالسة الأخيار الذين يستفيد منهم عملاً نافعاً وهذا وحسن خلق وذكر لله وتزهيد في الدنيا وترغيب في الآخرة (د ك (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
8113 -
"مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها"(ت) عن ميمونة بنت سعد" (ض).
(مثل) المرأة (الرافلة في الزينة) المتبخترة فيها يقال رفل إذا تبختر وقيل هي المتبرجة بالزينة لغير زوجها. (في غير أهلها) فيمن يحرم نظره إليها. (كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لهما) يعني أنها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها تجسدت من ظلمة. قال ابن العربي: المعصية عذاب والراحة نصب والشبع جوع والبركة محق والنور ظلمة والطيب نتن وعكسه الطاعات كخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ودم الشهيد اللون لون الدم والريح ريح المسك انتهى، يريد أنه تعالى يبدل الأعيان في الآخرة من المعاصى والطاعات إلى أضدادها وهو تحذير من تبرج المرأة وتبخترها لغير أهلها. (ت (3) عن
(1) أخرجه البخاري (2110)، ومسلم (2628).
(2)
أخرجه أبو داود (4829)، والحاكم (4/ 280)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5828).
(3)
أخرجه الترمذي (1167)، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة وهو يضعف في الحديث، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5236)، والضعيفة (1800).
ميمونة بنت سعد) رمز المصنف لضعفه.
8114 -
"مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار عذب على باب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، فما يبقي ذلك من الدنس؟. (حم م) عن جابر"(صح).
(مثل الصلوات الخمس) في إذهابها أدران الذنوب. (كمثل نهر جار عذب) طيب لا ملوحة فيه. (على باب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات) فيه رمز إلى التوقيت لأنه يأتي في كل مرة وقد جمع أدرانا فتذهب كل غسلة ما قبلها بخلاف لو لم يتابع الاغتسال أذهب عنه أدران ماضي وقته فقط كجمع التقديم أو بعض أدرانه كجمع التأخير فإنها إذا كثرت الأوساخ لم يذهبها اغتسالة واحدة. (فما يبقي) بضم حرف المضارعة من أبقاه وهو استفهام. (ذلك) الاغتسال خمس مرات. (من الدنس) بفتح النون: الوسخ [4/ 154] زاد البخاري: "فذلك مثل الصلوة" وهو جواب شرط محذوف، أي: إذا علمتم ذلك فذلك مثل الصلاة فإنها لا تبقي على العبد شيئاً من صغائر ذنوبه كما سلف التقييد بها، إن قلت: التشبيه يقضي بأنها تذهب عنه جميع الأدران من كبائر وصغائر كما يذهبه الماء من الأوساخ.
قلت: بعض الأوساخ لا يذهبها الماء بل لابدَّ من الجواد والقوالع والحمام ونحوه (حم م (1) عن جابر).
8115 -
"مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه"(طب) والضياء عن جندب".
(مثل العالم الذي يعلم الناس الخير) في دينهم ودنياهم. (وينسى نفسه) فلا يعمل بما قاله (كمثل السراج) بين وجه الشبه بقوله: (يضيء للناس) في الدنيا
(1) أخرجه أحمد (3/ 317)، ومسلم (668)، وأخرجه البخاري (528) عن أبي هريرة بمعناه.
وفي الآخرة ينتفعون بما أفادهم. (ويحرق نفسه) في الآخرة بنار مخالفته بل أثره في الدنيا فشؤم المخالفة في الدارين لاحق لصاحبه بصلاح غيره في هلاكه. ولذا يقال العلماء ثلاثة: منقذ لنفسه وغيره من الوبال وهو الراغب إلى الله عن الدنيا ظاهراً وباطناً، ومهلك نفسه وغيره وهو الداعي إلى الدنيا فهذا يحرق نفسه وغيره، ومهلك نفسه منقذ غيره وهو من دعا إلى الله ورفض الدنيا ظاهراً ولم يعمل بعلمه وهو الذي أراده صلى الله عليه وسلم إذ الثاني ليس معلماً للخير والأول لا يحتاج إلى ضرب المثل وفي هؤلاء قال عيسى عليه السلام:"يا علماء السوء جعلتم الدنيا على رؤوسكم والآخرة تحت أقدامكم قولكم شفاء وعملكم داء"(1).
وفي الحديث الحث على العمل بالعلم ولا يكون العالم من الذين يقولون مالا يفعلون فقد مقت الله أولئك أكبر مقت، وفيه إعلام بأن الجاهل في ظلمة والعلم نور يضيء لصاحبه. (طب والضياء (2) عن جندب) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين في أحدهما ليث بن أبي سليم مدلس وفي الأخرى علي بن سليمان الكلبي لم أعرفه وبقية رجالهما ثقات.
8116 -
"مثل القلب مثل الريشة تقلبها الرياح بفلاة (هـ) عن أبي موسى (ح) ".
(مثل القلب) في تقلبه. (مثل الريشة) قال الطيبي: المراد هنا بالمثل الصفة لا القول السائر أي صفة القلب العجيبة الشأن وورد ما يرد عليه من عالم الغيب وسرعة تقلبه كصفة ريشة. (تقلبها الرياح بفلاة) لفظ أحمد: "بأرض فلاة" أي بأرض خالية من العمران إذ الرياح فيها أكثر جريا وأسرع بسوطاً والمراد أن
(1) أخرجه الخطيب البغدادي في اقتضاء العلم العمل (1/ 67)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (47/ 461).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 165) رقم (1681)، والآحاد والمثاني (2314)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 184)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5831).
القلب في سرعة تقلبه يحكمه الابتلاء بخواطره مرة إلى باطل، ومرة إلى حق، وتارة إلى خير، وتارة إلى شر ولذا جمع الرياح إشارة إلى أن واردات القلب كثيرة.
قال الراغب (1): قلب الشيء صرفه عن وجه إلى وجه وسمي القلب قلبًا لكثرة تقلبه قيل وما سمي الإنسان إلا لنسيانه ولا القلب إلا أنه يتقلب.
قال الغزالي (2): إنما كان كثير التقلب لأنه منزله الإلهام والوسوسة فهما أبداً يقرعانه ويلقنانه وهو معترك العسكرين الهوى وجنوده والعقل وجنوده فهما دائماً بين تناقضهما وتحاربهما والخواطر له كالسهام لا تزال تقع فيه كالمطر لا يزال يمطر عليها ليلاً ونهاراً وليس كالعين التي بين جفنين تغمض وتستريح أو اللسان الذي هو بين حجابين الأسنان والشفتين فأنت تقدر على تسكينه بل القلب عرش للخواطر لا تنقطع عنه والآفات إليه أسرع من جميع الأعضاء فهو إلى الانقلاب أقرب ولهذا خاف الخواص على قلوبهم وبكوا عليها وصرفوا إليها عنايتهم (هـ (3) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه وقال الصدر المناوي (4): سنده جيد وقد رواه أحمد بلفظه والطبراني أيضاً كلاهما عن أبي موسى، قال الحافظ العراقي (5): وسنده حسن.
8117 -
"مثل الذي يعتق عند الموت كمثل الذي يهدي إذا شبع. (حم ت ن ك) عن أبي الدرداء (صح) ".
(مثل الذي يعتق) عبداً أو أمة وفي لفظ يتصدق وهو أشمل. (عند الموت)
(1) الإحياء (3/ 27).
(2)
مفردات القرآن (ص 1204).
(3)
أخرجه ابن ماجة (88)، وأحمد (4/ 408)، والبيهقي في الشعب (753)، وانظر فيض القدير (5/ 508)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5833).
(4)
انظر: كشف المناهج (81).
(5)
انظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 25).
عند احتضاره. (كمثل الذي يهدي إذا شبع) فإنهما أطعما الطعام على حبه إذ أفضل الصدقة ما تقدم: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر، على أنه قد يكون تصدقه عند الموت حرمانا لوارثه فلا أجر له بل ربما كان آثماً. وظاهر الحديث أنها تقبل إلا أنها ليست بالصدقة المحبوبة عند الله. (حم ت ن ك (1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وصححه ابن حبان، وقال ابن حجر: إسناده حسن.
8118 -
"مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه. (طس) عن أبي هريرة (ض) ".
(مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه) فإن التحديث بالعلم من جملة العمل به، وكما أن صاحب الكنز معاقب كذلك كانز [4/ 155] العلم فعلى العالم أن يفيض علمه على من يستحقه قاصداً وجه الله تعالى ولا يرى لنفسه فضلاً على من يعلمه بل يرى له الفضل إذا هذبوا قلوبهم حتى تقرب إلى الله بزراعة علمه فيها كمن يعطيك أرضا تزرع فيها لنفسك. وقد ذكر وجه الشبه وهو عدم الإنفاق فلا يقال العلم يزكوا على الإنفاق بخلاف المال فإنه ينقصه الإنفاق لأن التشبيه فيما ذكر لا غير. (طس (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه قال المنذري والهيثمي: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
8119 -
"مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش على الحجر، ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء. (طب) عن أبي الدرداء"(ض).
(1) أخرجه أحمد (6/ 448)، وأبو داود (3968)، والترمذي (2123)، والحاكم (2/ 213)، وانظر: فتح الباري (5/ 374)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5240)، والضعيفة (1322).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (689)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 71)، والمجمع (1/ 164)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5853)، والصحيحة (3479).
(مثل الذي يتعلم العلم في صغره) أي مثله في الحفظ. (كالنقش على الحجر) فإنه لا يزول إلا بزوالها لأنه في الصغر خال عن الشواغل فيصادف قلباً خالياً يتمكن فيه ولذا قيل (1):
أراني أنسى ما تعلمت في الكبر
…
ولست بناس ما تعلمت في الصغر
وما العلم إلا بالتعلم في الصبا
…
وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر
(ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء) فإنه لا يرتسم فضلاً عن أن يستقر، قيل: وهو أغلبي فإن القفال والقدوري تعلماً بعد الشيب ففاق على الشباب، والحديث حث على التعليم في الصغر. (طب (2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه، قال المصنف في الدرر (3): سنده ضعيف وقال الهيثمي: فيه مروان بن سالم الشامي ضعفه الشيخان وأبو حاتم.
8120 -
"مثل الذي يجلس يسمع الحكمة ولا يحدث عن صاحبة إلا بشر ما يسمع كمثل رجل أتي راعياً فقال: يا راعي، أجزرني شاة من غنمك، قال، اذهب فخذ بأذن خيرها شاة ، فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم. (حم هـ) عن أبي هريرة (ح) ".
(مثل الذي يجلس يسمع الحكمة) من علم كتاب أو سنة. (ولا يحدث عن صاحبة) الذي أخذ عنه الحكمة (إلا بشر ما يسمع) منه كما هو دأب الأشرار إكفار نعم المشايخ وهذا في الديار اليمنية كثير وخلافه في الديار الشامية وإن كان الكل أغلبياً (كمثل رجل أتي راعياً فقال: يا راعي، أجزرني شاة من غنمك) يقال أجزرت القوم إذا أعطيتهم شاة يذبحونها ولا يقال إلَاّ في الغنم خاصة ذكره
(1) أوردها ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (388) وعزاه إلى أبي عبد الله نفطويه.
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (1/ 125)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5237)، والضعيفة (618).
(3)
انظر: الدرر المنتشرة في الأحاديث المشتهرة (ص: 14).
ابن الأثير (1)(قال) الراعي (اذهب فخذها بأذن خيرها) أي خير الشياة (شاة فذهب) السائل (فأخذ بأذن كلب الغنم) كذلك هذا الذي يسمع خير الحديث وربما سمع شيئاً يعاب نادراً كندرة الكلب بين الغنم فإنه عمد إلى أخبث ما سمعه فأشاعه فكتم خيره، وهذا هو لئيم الطلبة وخبيث الحضَّار عند العالم متتبع العثرات وكاشف العورات ودافن الحسنات وما أكثر هذا النوع -لا كثرهم الله- فإنهم الذين أفسدوا معالم العلم وملأوا المواقف على العلماء أحاديث كاذبة كما صنعه المعري في الأقدمين حيث عمد إلى نوادر مسائل العلماء فنظمها كالتطليخ عليهم بقوله:
الشافعي من الأئمة واحد
…
ولديهم الشطرنج غير حرام
والأبيات السائرة التي يلهج بها من كان متتبعا لمواضع العلل، وبئس الجزاء أن يجازي التلميذ شيوخه بإشاعة هفواتهم وزلاتهم فإنه لا بد لكل جواد من كبوة ولكل صارم من نبوة:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
…
كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
فخير الناس من أشاع الخير عن العلماء وأذاعه ودافع عنهم إن سمع قادحاً فيهم فإنه جازر الكلب ومستمعوه هم أكلة لحم الكلب. (حم هـ (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي: سنده ضعيف وبينه تلميذه الهيثمي فقال: فيه علي بن زيد (3) مختلف في الاحتجاج به.
8121 -
"مثل الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب مثل الحمار يحمل أسفاراً، والذي يقول له: "أنصت" لا جمعة له. (حم) عن ابن عباس (ح) ".
(1) انظر النهاية في غريب الحديث (1/ 267).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 353)، وابن ماجة (4172)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 128)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5239)، والضعيفة (1761).
(3)
انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 193)، والمغني في الضعفاء (2/ 447).
(مثل الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب) بأي كلام ولو بذكر الله. (كمثل الحمار يحمل أسفاراً) كتبا كباراً من كتب العلم فهو حامل لها ولا يدري ما فيها وهذا أعظم تشويه لحاله (والذي يقول له: أنصت) منكراً لما يفعله من الكلام المحرم. (لا جمعة له) لا ينال فضل من صلى الجمعة بل من صلى الظهر، وهذا دليل تحريم الكلام فإنه إذا حرم التكلم بثلاثة أحرف نهى عن منكر فكيف يباح غيره. (حم (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه [4/ 156] قال الشارح: فيه محمَّد بن نمير (2) أورده الذهبي في الضعفاء وضعفه الدارقطني، ومجالد (3) الهمداني قال أحمد: ليس بشيء وضعفه غيره.
8122 -
"مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء للناس وتحرق نفسها. (طب) عن أبي برزة".
(مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى) من العمل. (نفسه مثل الفتيلة) التي في السراج. (تضيء للناس وتحرق نفسها) تقدم مثله قال أبو الدرداء: "ويل لمن لا يعلم مرة، وويل لمن تعلم ولا يعمل ألف مرة"(4) وفيه إشارة إلي أن العالم الذي لا يعمل مثل الجماد في الدنيا، وفي الآخرة يعذب ففي الدنيا ما نفعه علمه ولا في الآخرة. (طب (5) عن أبي برزة) سكت عليه المصنف، وقال المنذري: ضعيف، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن جابر السحيمي (6) وهو ضعيف لسوء حفظه
(1) أخرجه أحمد (1/ 230)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5238)، والضعيفة (1760).
(2)
انظر الميزان (6/ 356)، والمغني (2/ 640).
(3)
انظر المغني (2/ 542).
(4)
انظر: فيض القدير (5/ 510).
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 167) رقم (1685)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 184)، والترغيب والترهيب (1/ 74)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5837).
(6)
انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 45)، والمغني (2/ 561).
واختلاطه، قال المنذري: ورواه الطبراني عن جندب: بإسناد حسن.
8123 -
"مثل الذي يعين قومه على غير الحق مثل بعير تردى وهو يجر بذنبه. (هق) عن ابن مسعود".
(مثل الذي يعين قومه على غير الحق) إنما تحمله الحمية. (مثل بعير) أي جمل. (تردى وهو يجر بذنبه) لفظ أبي داود: "كمثل بعير تردى في بئر وهو ينزع منها بذنبه"(1). قيل: معناه أنه قد وقع في الإثم وهلك كالبعير إذا تردى في البئر فصار ينزع بذنبه ولا يقدر على الخلاص، وهو نهي عن الإعانة على باطل كما يفعله العامة من سكان البوادي يقتلون القتيل لا يدرون فيما قتلوه إلا تبعاً لعشيرتهم. ويقال: أنه قتل أهل بلدة ذمار (2) قتيلاً ثم قالوا (بعضهم لبعض): على إيش قتلناه؟! وذلك أنه يسمع العامة الأصوات والجلبة من جماعتهم وأهل بلدتهم على إنسان قد أقدم عليه أحدهم فيخرجون متممين لما فعله الأول غير سائلين عن سبب ولا وجه فيهلكون أنفسهم. (هق (3) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف وقد أخرجه أبو داود وفيه انقطاع بين عبد الرحمن وأبيه عبد الله بن مسعود لأنه لم يسمع منه.
8124 -
"مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون الجعل يتقوون به على عدوهم مثل أم موسى: ترضع ولدها، وتأخذ أجرها. (د) في مراسيله (هق) عن جبير بن نفير مرسلاً".
(مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون الجعل) ما يجعل لهم السلطان على
(1) أخرجه أحمد (1/ 401).
(2)
هو اسم قرية باليمن على مرحلتين من صنعاء ينسب إليها نفر من أهل العلم، انظر: معجم البلدان (3/ 7).
(3)
أخرجه البيهقي في السنن (10/ 234)، وابن حبان (5942)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5838) والصحيحة (1383).
غزوهم الواجب عليهم. (يتقوون به) بالجعل. (على عدوهم) الذين غزوهم. (مثل أم موسى: ترضع ولدها) فهي مأجورة على إرضاعه. (وتأخذ أجرها) من آل فرعون كذلك الغازي يفعل ما يجب ويأخذ أجره من السلطان وهو صحيح جائز. (د في مراسيله، (هق (1) عن جبير بن نفير مرسلاً) قال الحافظ العراقي: ورواه ابن عدي من حديث معاذ، وقال: مستقيم الإسناد منكر المتن.
8125 -
"مثل المؤمن كمثل العطار: إن جالسته نفعك، وإن ماشيته نفعك، وإن شاركته نفعك. (طب) عن ابن عمر (ض) ".
(مثل المؤمن) في حاله مع من يخالطه. (مثل العطار: إن جالسته نفعك) بطيب ريحه. (وإن ماشيته نفعك) بطيب ممشاه. (وإن شاركته نفعك) بطيب حاله وهذا الحديث يبين لك ما أجمل في الجليس الصالح وأنه المؤمن الصادق إيمانه الذي لا يأتيك منه إلا النفع دائماً. (طب (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: هذا في الصحيح ورواه البزار أيضاً ورجاله موثقون.
8126 -
"مثل المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه كمثل البنيان يشد بعضه بعضا"(خط) عن أبي موسى (ض) ".
(مثل المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه مثل البنيان يشد بعضه بعضاً) وذلك أن المؤمن بالسلام على أخيه يزداد كل منهما قوة بوداد صاحبه ولذا أمر صلى الله عليه وسلم بإفشاء السلام. (خط (3) عن أبي موسى) رمز المصنف لضعفه.
(1) أخرجه أبو داود في مراسيله (332)، والبيهقي في السنن (9/ 27)، وسعيد بن منصور في السنن (2361)، تخريج إحياء علوم الدين للعراقي (1/ 214). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5241)، والضعيفة (4500).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 418) رقم (13541)، والبزار (2435)، والبيهقي في الشعب (9072)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 83)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5244)، والضعيفة (4502).
(3)
أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 370)، وابن حبان في صحيحه (232)، وضعفه الألباني في =
8127 -
"مثل المؤمن مثل النخلة: ما أخذت منها من شيء نفعك. (طب) عن ابن عمر (ض) ".
(مثل المؤمن مثل النخلة: ما أخذت منها من شيء نفعك) وهو وجه الشبه قال الحافظ ابن حجر (1): قد أفصح بالمقصود بأوجز عبارة فإن توقع المشبه بينهما من جهة أن أصل دين الإِسلام ثابت، وأن ما يصدر عنه من العلوم والحبور قوت للأرواح، مستطاب وأنه لا يزال مستوراً بدينه، وأنه ينتفع بكل ما صدر عنه حيَّاً وميتاً. (طب (2) عن ابن عمر) والبزار من حديثه أيضاً رمز المصنف لضعفه قال ابن حجر: إسناده صحيح.
8128 -
"مثل المؤمن مثل النخلة: لا تأكل إلا طيباً، ولا تضع إلا طيباً. (طب حب) عن أبي رزين (صح) ".
(مثل المؤمن مثل النخلة) يروى بالمعجمة وبالمهملة والكل صحيح. (لا تأكل) منها أيها المخاطب. (إلا طيباً) إن كان بالمعجمة أولا تأكل هي إلا طيباً إن كان بالمهملة. (ولا تضع إلا طيباً) فكذا المؤمن لا يأكل أي ينتفع منه إلا بالطيبات ولا يأتيك منه إلا ذلك. (حب طب (3) عن أبي رزين) رمز المصنف لصحته وقال الشارح: فيه حجاج بن نصير (4) ذكره الذهبي في الضعفاء وقال
= ضعيف الجامع (5242)، والضعيفة (4501).
(1)
فتح الباري (1/ 147).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 411) رقم (13514)، والبيهقي في الشعب (9072)، وانظر: فتح الباري (1/ 147)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5848)، والصحيحة (2285).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 204) رقم (459)، وابن حبان في صحيحه (247)، والقضاعي في مسند الشهاب (1353)، والبخاري في التاريخ الكبير (1058)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5847)، والصحيحة (355).
(4)
انظر المغني (1/ 151).
ضعفوه [4/ 157].
8129 -
"مثل المؤمن مثل السنبلة، تميل أحياناً، وتقوم أحياناً. (ع) والضياء عن أنس (صح) ".
(مثل المؤمن) في أحواله (مثل السنبلة، تميل) عن الاستقامة. (أحياناً) والمؤمن يتفق له ذلك بمقارفة بعض الذنوب ولا يستقيم حال دينه (وتقوم) على الاستقامة (أحياناً) وتقدم: أن المؤمن واه راقع ويحتمل أن المراد أنه في صحة بدنه كذلك تارة صحيحاً وتارة عليلاً كما شبه في حديث آخر نحافية الزرع بخلاف المنافق فإنه كشجرة الأرز لا تصاب حتى تستحصد، وفيه الإعلام بأن المؤمن كثير الأسقام بخلاف المنافق ويأتي قريبا بيانه في الحديث الثاني (ع والضياء (1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه فهد بن حبان (2) وبقية رجاله رجال الصحيح.
8130 -
"مثل المؤمن مثل السنبلة، تستقيم مرة، وتخر مرة، مثل الكافر مثل الأرزة، لا تزال مستقيمة حتى تخر ولا تشعر. (حم) والضياء عن جابر (ح) ".
(مثل المؤمن مثل السنبلة، تستقيم مرة، وتخر) بالرياح. (مرة) كذلك المؤمن بالأمراض والأسقام. (ومثل الكافر) في صحة بدنه. (مثل الأرزة) بفتح الهمزة وفتح الراء المهملة ثم زاي، وقيل: بكسر الراء فاعله وهي النابتة في الأرض، وقيل: بسكون الراء شجرة معروفة بالشام.
(لا تزال مستقيمة حتى تخر ولا تشعر) كذلك الكافر توفر له صحة بدنه
(1) أخرجه أبو يعلى (3080)، والضياء في المختارة (1759)، والبزار كما في المجمع (2/ 293)، وصححه الألباني في صحيح (5845)، والصحيحة (2284).
(2)
انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 10)، والمجروحين (2/ 210)، والمغني (2/ 516).
وصلاح ماله وكثرة ولده والحكم أغلبي أو المؤمن لا يزال قلبه وجلاً مشفقاً من الله خائفاً بخلاف المنافق والكافر فقلبه واحد لا يخاف ولا يحزن على دينه. (حم والضياء (1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة ورواه عنه البزار بلفظه، ورجاله ثقات انتهى، فلو عزاه له المصنف كان أولى.
8131 -
"مثل المؤمن مثل الخامة: تحمر مرة، وتصفر مرة، والكافر كالأرزة"(حم) عن أُبَي" (ح).
(مثل المؤمن كمثل خامة) بالخاء المعجمة: الزرع هي الطاقة الغضه اللينة من النبات الذي لم يشتد بعد وقيل: مالها ساق واحد. (تحمر تارة، وتصفر أخرى) كذلك حال المؤمن كما سلف يتلون (والكافر كالأرزة) وحاصله أن البلاء موكل بالأمثل فالأمثل، "يبتلى المؤمن على قدر دينه".
وهذه الأحاديث كلها إخبار للمؤمن بأنه يوطن نفسه على مصائب دار الأكدار ومنازل الأشرار والأغيار، وأنه لا يحزنه ما يطرقه بل يعلم أنه لثبات إيمانه ولا يحزنه ما يراه بأهل الدنيا من نعيمها فإنه فتنة له ومتاع إلى حين. (حم (2) عن أُبي) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه من لم يسم.
8132 -
"مثل المؤمن كمثل خامة الزرع، من حيث أتتها الريح كفتها، فإذا سكنت اعتدلت، وكذلك المؤمن، يكفأ بالبلاء، ومثل الفاجر كالأرزة: صماء معتدلة حتى يقصمها الله تعالى إذا شاء. (ق) عن أبي هريرة (صح) ".
(مثل المؤمن كمثل خامة) بالخاء المعجمة (الزرع، من حيث أتتها الريح كفتها) من الكف منعتها عن الاستقامة (فإذا سكنت) الريح (اعتدلت) الخامة
(1) أخرجه أحمد (3/ 387)، والضياء في المختارة (1759)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 293)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5844).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 142)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 293)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5245).
واستقامت (فكذلك المؤمن، يكفأ) يمنع عن الاستقامة ويُمال عنها (ومثل الفاجر كالأرزة صماء) بالصاد المهملة وتشديد الميم (معتدلة) مستقيمة (حتى يقصمها الله إذا شاء) في الوقت الذي يريده كل ذلك لتزداد درجات المؤمن عند الله ويقل حظ الفاجر عنده فالدار دار القرار لا دار الأكدار. (ق (1) عن أبي هريرة).
8133 -
"مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة: ريحها طيب، وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها، وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة: ريحها طيب، وطعمها مر، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الحنظلة: ليس لها ريح وطعمها مر. (حم ق 4) عن أبي موسى".
(مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن) عن ظهر قلب أو نظراً (كمثل الأترجة) بضم الهمزة والراء مشدد الجيم وقد يخفف وقد يزاد نون ساكنة قبل الجيم ولا يعرف في كلام العرب، قيل: في كلام الفصحاء وإلا فقد يرد ثم بين وجه الشبة بقوله. (ريحها طيب، وطعمها طيب) فالقارئ للقرآن إن تلاه فهو طيب الريح وإذا لم يتله فهو حلو المفاكهة والمحاضرة والمجالسة لتأدبه بآداب القرآن فكأنه يؤكل.
قيل: خص الأترج بالمثل لأنه يداوى بقشرها، ويستخرج منه دهن ذو منافع وهي أفضل ثمر العرب. (ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها) لا تفوح منه رائحة التلاوة. (وطعمها حلو) لأنه باختياره حلو المعاملة والمخالقة. (ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب، وطعمها مر) كذلك ريح تلاوته طيب وخبره طعمه مر لأن النفاق كفر الباطن
(1) أخرجه البخاري (5644)، ومسلم (2810).
والحلاوة إنما هي للإيمان فما جاوز طيبه موضع صوته.
(ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة: ليس لها ريح وطعمها مر) وهذه التشابيه من عجيب الكلام وبليغه الذي لا يصدر إلا عمن كمله الله برسالته (حم ق 4 (1) عن أبي موسى).
8134 -
"مثل المؤمن مثل النحلة: إن أكلت أكلت طيباً، وإن وضعت وضعت طيباً، وإن وقعت على عود نخر لم تكسره، ومثل المؤمن كمثل سبيكة الذهب: إن نفخت عليها احمرت، وإن وزنت لم تنقص. (هب) عن ابن عمرو (ض) ".
(مثل المؤمن مثل النحلة) بالحاء المهملة. (إن أكلت أكلت [4/ 157] طيباً) وهي زهور الأشجار وطيب الثمرات. (وإن وضعت وضعت طيباً) وهو العسل. (وإن وقعت على عود نخر) بالخاء المعجمة ذهب جوفه لطول الزمان. (لم تكسره) لضعفها ولطفها. (ومثل المؤمن) الكامل إيمانه. (مثل سبيكة الذهب) بين وجه الشبه بقوله: (إن نفخت عليها احمرت وإن وزنت لم تنقص) كذلك المؤمن إن أصابته فتنه لم يتغير قلبه وإن تغير لونه وإن خبرته وجدته كامل الإيمان. (هب (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير أبي سبره قد وثق.
8135 -
"مثل المؤمن كالبيت الخرب في الظاهر، فإذا دخلته وجدته مونقاً، ومثل الفاجر كمثل القبر المشرف المجصص: يعجب من رآه، وجوفه ممتلئ نتناً. (هب) عن أبي هريرة"(ض).
(مثل المؤمن) في الأغلب. (كالبيت الخرب في الظاهر، فإذا دخلته وجدته
(1) أخرجه أحمد (4/ 397)، والبخاري (5020)، ومسلم (797)، وأبو داود (4830)، والترمذي (2865)، والنسائي (8/ 124)، وابن ماجة (214).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (5766)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5846).
مونقاً) بضم الميم وسكون الواو والنون مفتوحة فقاف: معجباً لمن دخله كذلك المؤمن يشتغل بطهارة قلبه دون سائر بدنه وثيابه فإذا خبرته وجدته خيراً كله فكان معجباً لك. (ومثل الفاجر كمثل القبر المشرف المجصص: يعجب من رآه) لحسن صورته. (وجوفه ممتلئ نتناً) كذلك المشبه به تراه حسن الثياب كامل الهيئة فإذا خبرته وجدت باطنه مملوءاً بخبث الكفر وجيفة خصاله. (هب (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وفيه شريك بن أبي نمر (2) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال يحيى والنسائي غير قوي، وقال: ابن نمير: مرة لا بأس به وحديثه في الصحيحين.
8136 -
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد: إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. (حم م) عن النعمان بن بشير (صح) ".
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم) قال ابن أبي جمرة: الثلاثة وإن تقاربت معانيها فبينها فرق لطيف. (مثل الجسد) الواحد وجه الشبه التوافق في التعب والراحة. (إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) كذلك المؤمنون إذا أصيب أحدهم اهتموا بأمره وشغلهم شأنه وهو إعلام بأن من شأن المؤمنين أن يكونوا بهذه الصفات لأنه تعالى جعلهم أخوة والأخ من شأنه أن يهمه ما ينوب أخاه. (حم م (3) عن النعمان بن بشير) وقد أخرجه البخاري، أيضاً ببعض تبديل لا يخل بالمعنى.
8137 -
"مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بالمجاهد في سبيله-
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (6939)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5243)، والضعيفة (2230) وقال ضعيف جداً.
(2)
انظر المغني (1/ 297).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 270)، ومسلم (2586)، والبخاري (6011) بمعناه.
كمثل الصائم القائم الدائم الذي لا يفتر من صيام ولا صدقه حتى يرجع وتوكل الله تعالى للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالم مع أجر أو غنيمة. (ق ت ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بالمجاهد في سبيله-) جملة اعتراضية لبيان تعظيم شأن الجهاد وأنه منظور فيه إلى الإخلاص الذي لا يعلمه إلا الله. (كمثل الصائم) نهاره. (القائم) ليله.
(الدائم) على الصيام والقيام والمراد مثله في الأجر (الذي لا يفتر من صيام ولا صدقه) هو صفة للصائم وإن المراد القيام كل أنواع الخير في صومه ومنه الصدقة (حتى يرجع) من جهاده فأجره موفور كأجر من ذكر إلى أن يدخل منزله راجعاً من جهاده. (وتوكل الله تعالى للمجاهد في سبيله) تكفل وهو لفظه في رواية. (إن توفاه) في مخرجه ذلك (أن يدخله الجنة) عند موته كما ورد في الشهداء أو مع السابقين الأولين. (أو يرجعه سالماً مع أجر) الجهاد موفوراً كما سلف أو أجر (أو غنيمة) دون أجر من لم يغنم كما مضى.
ولذا قابل بها الأجر وقيل: أو بمعنى الواو، قال القاضي عياض (1): هذا تفخيم عظيم للجهاد لأن الجهاد وغيره مما ذكر من الفضائل قد قابلها كلها الجهاد حتى صارت جميع حالات المجاهد وتصرفاته المباحة تعدل أجر المواظب على الصلاة وغيرها. وقيل فيه: أنه لا يعدل الجهاد شيء من الأعمال، قيل: يشكل بالحديث الماضي الإشكال أورده الشارح ولم يجب عنه "ألا أنبئكم بخير أعمالكم" إلى أن قال: "ذكر الله" فإن ظاهره أن مجرد الذكر أبلغ مما يقع للمجاهد وأفضل من الإنفاق انتهى.
قلت: أما قوله أنه يدل الحديث على أنه لا يعدل الجهاد شيء، فهذا عكس ما
(1) فتح الباري (6/ 5).
دل عليه الحديث فإنه دل على أنَّ الصائم القائم الدائم أفضل من المجاهد في سبيل الله، فإن شبه به ورتبة المشبه دون المشبه به ولو قلنا: أنه شبيه التسوية لما دل إلى أنهما سواء، وأما الاستشكال المذكور: جوابه أن لفظ: "أعمالكم عام يخص بهذا ونحوه فلا إشكال بين عام وخاص إنما الإشكال في الحديث الذي صرح فيه بتفضيل الذكر على الجهاد تنصيصا فإنه لا يجزئ فيه هذا الجواب وهو حديث أبي الدرداء عند الترمذي وابن ماجة والحاكم: "وخير لكم [4/ 159] من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ذكر الله" (1) وهو أوفى من حديث أحمد الذي أشار إليه في الإشكال.
والجواب: أن فضائل الأعمال تتفاوت بالنظر إلى الرجال وأحوالهم، فالجبان الأفضل له ذكر الله من الجهاد لأنه لا يؤثر في العدو بل قد يخاف عليه الفرار، والشجاع الجهاد أفضل له من الذكر ويجري هذا في مجالات كثيرة تعارض فيها أحاديث الفضائل ولعله قد سلف لنا بسط هذا المعنى (ق ت ن (2) عن أبي هريرة).
8138 -
"مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم: الذي إحدى رجليه بيضاء. (طب) عن أبي أمامة (ض) ".
(مثل المرأة الصالحة في النساء) التي وصفها الله في كتابه بقوله: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ للْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ} [النساء: 34] أي مثلها في الوجود في النساء أنها في عزة الوجود. (كمثل الغراب الأعصم) في الغربان قيل: يا رسول الله ما الغراب الأعصم قال: (الذي إحدى رجليه بيضاء) قال ابن الأعرابي الأعصم من الخيل الذي في يديه بياض، وقال الأصمعي: العُصمة بياض في ذراعي الظبى والوعل وقيل: بياض في يديه أو أحدهما كالسوار. قال
(1) أخرجه الترمذي (3377)، وابن ماجة (3790)، والحاكم (1/ 496) وقال: صحيح الإسناد.
(2)
أخرجه البخاري (2785)، ومسلم (1878) والترمذي (1619)، والنسائي (6/ 17).
الزمخشري (1): وتفسير الحديث يطابق هذا القول لكنه وضع الرجل مكان اليد، قالوا: وهذا غير موجود في الغربان، قلت: فالحديث تسلية للرجال وتصبير لأنه لا غنى لهم عن النساء وليس في النساء صالحة من كل وجه فلابد من الاستمتاع بها على عوج كما سلف. (طب (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: فيه مطرح بن زيد (3) وهو مجمع على ضعفه وقد أخرج أحمد من حديث عمرو بن العاص، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران فإذا بغربان كثيرة فيه غراب أعصم أحمر المنقار فقال:"لا يدخل الجنة من النساء إلا مثل هذا الغراب في الغربان"(4) وإسناده صحيح وهو في السنن الكبرى.
قلت: وهذا يدل على أن الأعصم يطلق على غير ما سلف.
8139 -
"مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين: تعير إلى هذه مرة، وإلي هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع. (حم م ن) عن ابن عمرو (صح) ".
(مثل المنافق كمثل الشاة العائرة) بعين مهملة المترددة المتحيرة. (بين الغنمين: تعير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة) تعطف على هذه وعلى هذه. (لا تدري أيهما تتبع) كذلك المنافق يدخل مع أهل الإيمان ظاهراً تارة ومع إخوانه ظاهراً وباطناً أخرى فهو كما قال الله: {لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} [النساء: 143] فهو مذبذب كما قال فيه تعالى، وفي تشبيه بالشاة الطالبة للفحل إعلام بأنه ليس غرضه إلا غرض الحيواني البهيمي في متابعة هواه. (حم م ن (5) عن ابن عمرو)
(1) الفائق (2/ 438).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 201) رقم (7817)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 273)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5246)، والضعيفة (2802).
(3)
انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 124)، والمجروحين (3/ 26).
(4)
أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9268)، وأحمد (4/ 197).
(5)
أخرجه أحمد (2/ 47)، ومسلم (2784)، والنسائي (8/ 124).
ولم يخرجه البخاري.
8140 -
"مثل ابن آدم وإلى جنبه تسعة وتسعون منية إن أخطأته المنايا وقع في الهرم حتى يموت. (ت) والضياء عن عبد الله بن الشخير"(صح).
(مثل ابن آدم) بضم الميم وتشديد المثلثة أي صور (وإلى جنبه تسعة وتسعون منية) مؤنى أي أن شأنه ألا تفارقه البلايا والمصائب ويحتمل أن مثل كما سلف من نظائره وأنه مبتدأ خبره ما بعده (إن أخطأته المنايا وقع في الهرم) أي أدركه الداء الذي لا دواء له ولازمه.
(حتى يموت) وهو تسلية لابن آدم وأنه في دار الرزايا والبلايا فيوطن نفسه على الصبر (ت والضياء (1) عن عبد الله بن الشخير) رمز المصنف لصحته ونقل عن الترمذي في الكبير أنه قال: حسن غريب.
8141 -
"مثل أصحابي مثل الملح في الطعام: لا يصلح الطعام إلا بالملح. (ع) عن أنس (ح) ".
(مثل أصحابي) في أمتي في صلاحهم وقلتهم (مثل الملح في الطعام) بين وجه الشبه بقوله (لا يصلح الطعام إلا بالملح) كذلك الأمة لا تصلح إلا بوجود الصحابة لأنهم حفظوا عليها أمر دينها فالمراد وجودهم أو وجود علومهم لأنه المراد من وجودهم. (ع (2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقد قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن مسلم (3) وهو ضعيف.
(1) أخرجه الترمذي (2150)، والضياء في المختارة (458)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5825).
(2)
أخرجه أبو يعلى (2762)، والقضاعي في مسند الشهاب (1347)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 18)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5234)، والضعيفة (1762).
(3)
انظر: الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 16)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 113)، والمغني (1/ 87).
8142 -
"مثل أمتي مثل المطر: لا يدرى أوله خير، أم آخره. (حم ت) عن أنس، (ح) (حم) عن عمار، (ع) عن علي، (طب) عن ابن عمر وابن عمرو".
(مثل أمتي) أهل الإجابة. (مثل المطر) ووجه الشبه (لا يدرى أوله خير، أم آخره) قال البيضاوي: نفى تعلق العلم بتفاوت طبقات الأمة في الخيرية وأراد به نفى التفاوت لاختصاص كل منهم بخاصية توجب خيريتها كما أن كل نوبة من نوب المطر لها فائدة في النماء لا يمكن إنكارها والحكم بعدم نفعها، فإن الأولين آمنوا لما شاهدوا من المعجزات وتلقوا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بالإجابة والإيمان ، والآخرون آمنوا بالغيب بما تواتر عندهم من الآيات واتبعوا من قبلهم بإحسان، وكما اجتهد الأولون في التأسيس والتمهيد اجتهد المتأخرون في التجريد والتلخيص وصرفوا عمرهم في التأكيد [4/ 160] والتقرير فكل ذنبه مغفور وسعيه مشكور انتهى وتقدم البحت في الجمع بين هذا وبين حديث:"خير القرون قرني"(1) في حرف الخاء. (حم ت عن أنس) رمز المصنف لحسنه (حم عن عمار) قال الهيثمي: فيه موسى بن عبيدة الربذي ضعيف، وقال الزركشي: ضعفه النووي في فتاويه وسكت عليه المصنف. (ع عن علي، طب (2) عن ابن عمر وعن ابن عمرو)، سكت عليه المصنف وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف ذكره الهيثمي، وقال الحافظ في الفتح: هو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة.
8143 -
"مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح: من ركبها نجا ومن تخلف عنها
(1) أخرجه البخاري (3451)، ومسلم (2533).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 130)، والترمذي (2869) عن أنس بن مالك، وأخرجه أحمد (4/ 319)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 68)، وأخرجه أبو يعلى (3717)، والقضاعي في مسند الشهاب (1349) عن ابن عمر، وانظر: فتح الباري (7/ 6)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5854) والصحيحة (2286).
غرق. البزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير، (ك) عن أبي ذر (صح) ".
(مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح) وجه الشبه. (من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) فالتمسك بمحبة الآل نجاة وعدمه هلكة فإن حبهم واجب لحبه صلى الله عليه وسلم وهو عام للأفراد وإن عصوا فالمحبة لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنافي البعض لارتكاب المعصية. (البزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير، ك (1) عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرط مسلم ورده الذهبي بأن مفضل بن صالح (2) أحد رواته خرج له الترمذي فقط وضعفوه انتهى.
8144 -
"مثل بلال كمثل نحلة: غدت تأكل من الحلو والمر، ثم يمسي حلو كله. الحكيم عن أبي هريرة".
(مثل بلال) ابن رباح مؤذنه صلى الله عليه وسلم ومولى أبي بكر رضي الله عنه. (كمثل نحلة) بالحاء المهملة. (غدت تأكل من الحلو والمر، ثم يمسي حلواً) بالحاء المهملة أي المأكول والله أعلم. (كله) كأن المراد أن بلالاً يلابس شيئاً مما لا يحمد عليه لكنه لا يبيت إلا طيباً. (الحكيم (3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وقد رواه الطبراني، وقال الهيثمي: إسناده حسن.
8145 -
"مثل بلعم بن باعوراء في بني إسرائيل كمثل أمية بن أبي الصلت في هذه الأمة. ابن عساكر عن سعيد بن المسيب مرسلاً".
(1) أخرجه البزار (3900)، أبو نعيم في الحلية (4/ 306) عن ابن عباس وقال الهيثمي في المجمع (9/ 168): فيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك، وابن الزبير، والحاكم (2/ 343) عن أبي ذر الغفاري، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5247)، والضعيفة (4503).
(2)
انظر اللسان (7/ 520).
(3)
أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 319)، والطبراني في الأوسط (179)، وانظر قول الهيثمي في المجمع 9/ 300، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5248)، والضعيفة (2002).
(مثل بلعم) بالموحدة مفتوحة ومهملة. (بن باعوراء) بمهملة وهو الذي حكى الله عنه أنه آتاه آياته فانسلخ منها. (في بني إسرائيل كمثل أمية بن أبي الصلت في هذه الأمة) في معرفته ونباهته وفطنته وفي كون الكل لم ينفعهم ما كانوا عليه من ذلك. (ابن عساكر (1) عن سعيد بن المسيب مرسلاً".
8146 -
"مثل مني كالرحم في ضيقه فإذا حملت وسعها الله. (طس) عن أبي الدرداء"(ض).
(مثل مني) البقعة المعروفة تصرف وتمنع وتكتب بالألف وبالياء، قال النووي: الأجود كتابتها بالألف في اتساعها للناس. (كالرحم) من الأناثي. (هي ضيقه) في نفسها. (فإذا حملت) بالولد. (وسعها الله) كذلك مني تتسع للحجيج وإن كثروا وهي ليست بالوسيعة (طس (2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه.
8147 -
"مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره فبقى متعلقاً بخيط في آخره فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع. (هب) عن أنس (ض) ".
(مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره فبقى متعلقا بخيط في آخره فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع) هو مثل ضربه صلى الله عليه وسلم لسرعة زوال الدنيا ونقصها وأنها حين التكلم قد صارت كما ذكر لم يبق منها إلا الخيط. (هب (3) عن أنس)
(1) أخرجه ابن عساكر (10/ 406)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5249)، والضعيفة (4504).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (7775)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 265، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5250)، والضعيفة (4505).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (10240)، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (3/ 170)، والألباني في ضعيف الجامع (5251)، والضعيفة (1970).
رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف لأن فيه يحيى بن سعيد العطار (1) أورده الذهبي في الضعفاء.
8148 -
"مثلي ومثل الساعة كفرسي رهان، مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قوم طليعة فلما خشي أن يسبق ألاح بثوبيه: أتيتم، أتيتم، أنا ذاك، أنا ذاك. (هب) عن سهل بن سعد (ح) ".
(مثلي ومثل الساعة) أي في قرب قيامها (كفرسي رهان) فهما يستبقان أيهما الأول وهو إخبار عن قربها وإلا فإنها لا تقوم إلا بعد بعثته (مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قوم طليعة) هو الذي يتطلع للقوم الأخبار (فلما خشي أن يسبق ألاح) أشار بثوبه (أتيتم، أتيتم) مكرر مرتين أتاكم القوم (أنا ذاك، أنا ذاك) إخبار منه صلى الله عليه وسلم بأنه طليعة الساعة وأنها على أثره (هب (2) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لحسنه.
8149 -
"مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي (حم م) عن جابر (صح) ".
(مثلي ومثلكم) صفتي وصفتكم. (كمثل رجل أوقد ناراً) في رواية استوقد. (فجعل الفراش) جمع فراشة: دويبة صغيرة تطير في الضوء شغفا به وتوقع نفسها في النار، وقيل تتهم من ضوء السراج تريد أن تخرج منه فتحرق نفسها.
(والجنادب) جمع جندب بضم الجيم وفتح الدال نوع على خلقة الجراد يصر في الليل صريراً شديداً، (يقعن فيها) في النار (وهو يذبهن عنها) يردهن عن
(1) انظر المغني (2/ 735).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (10237)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5252)، والضعيفة (3220).
الوقوع فيها (وأنا آخذ بحجزكم عن النار) نار الآخرة، وما جاء به من الشريعة هي كالنار تضيء لمن اتبعها وانتفع بأضوائها وأنوارها وتحرق من خالفها (وأنتم تفلتون من يدي) تريدون الوقوع في النار بالإعراض عما جئت به فقد شبه العاصي بالطير في خفة عقله وإيقاعه لنفسه في النار فالعاصي كالفراشة تظن أن في لهب النار الراحة فتلقي نفسها فيها و [4/ 161] العاصي يظن أن في المعصية الراحة وهي النار (حم م (1) عن جابر)، ورواه البخاري باختلاف يسير.
8150 -
"مجالس الذكر تنزل عليهم السكينة ، وتحف بهم الملائكة ، وتغشاهم الرحمة: ويذكرهم الله على عرشه. (حل) عن أبي هريرة، وأبي سعيد (ح) ".
(مجالس الذكر) تقدم تحقيقه. (تنزل عليهم) ذكر الضمير نظراً إلى المجالسين. (السكينة ، وتحف بهم الملائكة) فرحاً بهم (وتغشاهم الرحمة: ويذكرهم الله على عرشه) تقدم غير مرة (حل (2) عن أبي هريرة ، وأبي سعيد) رمز المصنف لحسنه.
8151 -
"مداراة الناس صدقة"(حب طب هب) عن جابر (صح) ".
(مداراة الناس) قال العامري: المداراة اللين والتلطف ومعناه: أن من ابتلي بمخالطة الناس فألان جانبه وتلطف ولم ينفرهم كتب له أجر المتصدق، وقيل المداراة: الرفق بالجاهل في التعليم، وبالفاسق في النهي عن فعله وترك الأغلاط.
والمداهنة: معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه والأولى مندوبة والثانية محرمة وقوله: (صدقة) أي للفاعل أجر المتصدق يقال: اتسعت دار من يداري
(1) أخرجه أحمد (3/ 361)، ومسلم (2285)، وأخرجه البخاري (6483) عن أبي هريرة بنحوه.
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 118)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5253)، والضعيفة (4506) وقال: موضوع.
وضاقت أسباب من يماري. (حب طب هب (1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، هذا الحديث له طرق عديدة وهذه الطريق كما قال العلائي: أعدلها ومع ذلك، فيه يوسف بن أسباط الراهب (2)، أورده الذهبي في الضعفاء ، وقال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيراً، أو في اللسان عن ابن عدي: حديث لا أعرفه إلا من حديث أصرم والعباس الراوي عنه في عداد الضعفاء ، وقال الهيثمي: فيه عند الطبراني يوسف بن محمَّد بن المنكدر (3) ضعفوه، وقال ابن عدي: لا بأس به قال الحافظ: وأخرجه ابن أبي عاصم في آداب الحكماء بسند حسن.
8152 -
"مررت ليلة أسري بي على موسى قائماً يصلي في قبره. (حم م ن) عن أنس (صح) ".
(مررت ليلة أسري بي على موسى قائماً يصلي في قبره) وهو الكليم موسى بن عمران واختلف في موضع قبره، فعن كعب أنه بدمشق، أخرجه ابن عساكر، وذكر ابن حبان في صحيحه (4) أنه بين مدين وبيت المقدس، وتعقبه أيضاً المقدسي ثم قال: إنه اشتهر قبره قريب من أريحا بقرب الأرض المقدسة، قال الحافظ العراقي: ليس في قبور الأنبياء ما هو محقق إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم، وقبر موسى وإبراهيم مظنون، واختلف في صلاته في قبره، فقيل: الدعاء، وقيل: بل الشرعية، قال القرطبي: الحديث بظاهره يدل أنه رآه رؤية حقيقية في اليقظة وأنه حي في قبره يصلي الصلاة التي نصليها وهو حي وذلك ممكن ولا مانع من ذلك لأنه
(1) أخرجه ابن حبان (471) والطبراني في الأوسط (463)، والبيهقي في الشعب (7445)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 17)، وفتح الباري (10/ 528)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5255)، والضعيفة (4508).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 761)، واللسان (6/ 317).
(3)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 764)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 221).
(4)
أخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (50).
الآن في الدنيا وهي دار تعبد، فإن قيل: كيف يصلون بعد الموت وليست تلك حالة تكليف؟.
قلنا: ذلك ليس بحكم التكليف بل بحكم الإكرام لهم والتشريف، لأنها حببت إليهم في الدنيا الصلاة فلزموها وماتوا وهم على ذلك فشرفوا بإبقاء ما كانوا يحبونه عليهم، فتكون عبادتهم إلهامية كعبادة الملائكة ، لا تكليفية ويدل على ذلك خبر "يموت الرجل على ما عاش عليه، ويحشر على ما مات عليه"(1) ولا تدافع بين هذا وبين رؤيته إياه تلك الليلة في السماء لأن للأنبياء مراتع ومسارح ينصرفون كيف شاءوا ثم يرجعون. أو لأن أرواح الأنبياء بعد مفارقة البدن في الرفيق الأعلى ولها إشراف على البدن وتعلق به يتمكنون من التصرف والتقرب بحيث ترد السلام على المسلم وبهذا التلفيق رآه يصلي في قبره ورآه في السماء. وكما أن نبينا في الرفيق الأعلى وبدنه في ضريحه يرد السلام على من سلم عليه وإذا تأملت هذه الكلمات علمت أنه لا حاجة إلى ما أبدي في المقام من التكلفات والتأويلات البعيدة التي منها أنها رؤية منام أو تمثيل أو إخبار عن وحي (حم م ن (2) عن أنس) ولم يخرجه البخاري.
8153 -
"مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى، وجبريل كالحلس البالى من خشية الله تعالى (طس) عن جابر (ض) ".
(مررت ليلة أسري بي) هي ليلة غير معينة واعتقاد الناس أنها ليلة الثامن وعشرين من رجب ويسمونها ليلة المعراج لا أصل له فيما أعلم، ثم رأيت بعد هذا أنه جزم النووي أن المعراج به صلى الله عليه وسلم كان ليلة سبع وعشرين من رجب، قال: هذا في السير من الروضة، وفي فتاويه من ربيع الأول وفي شرح مسلم من ربيع
(1) أخرجه مسلم (2878) مختصراً
(2)
أخرجه أحمد (3/ 120)، ومسلم (2375)، والنسائي (3/ 215).
الآخر، ذكره عنه في الاصطفاء شرح الشفاء، وقد ذكر ابن القيم (1) أنها لا تعرف ليلة المعراج واختلاف كلام النووي في هذا النقل يدل على ذلك. (في الملأ الأعلى، وجبريل كالحلس) بالمهملتين [4/ 162] أولاهما مكسورة كساء رقيق يلي ظهر البعير تحت قتبه. (البالي من خشية الله تعالى) زاد الطبراني في بعض طرقه فعرفت فضل علمه بالله عليّ انتهى، فإنه {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)} [فاطر: 28] ومن كان أعلم بالله كان أكثر خشية له لمعرفته بربه، قال الزمخشري (2): وفيه دليل على أن الملائكة مكلفون مدارون على الأمر والنهي والوعد والوعيد كسائر المكلفين وأنهم بين الخوف والرجاء. (طس (3) عن جابر بن عبد الله)، رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
8154 -
"مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة. (حم م) عن أبي هريرة (صح) ".
(مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحين) بالحاء المهملة من التنحية: التبعيد، قيل: لم يقل: لأقطعن إيذاناً بأن الشجرة كانت ملكاً للغير. (هذا عن المسلمين) عن طريقهم (لئلا يؤذيهم) ببقائه (فأدخل الجنة) بسبب فعله ذلك أدخل الجنة، أي شكر الله له رأفته ورحمته بالمسلمين فأدخله الجنة، قال الأشرفي: يمكن أن ذلك الرجل لم ينحه بل أدخل الجنة بنيته الصالحة ويمكن أنه نحاه وفيه الحث على نفع المسلمين والرحمة لهم والسعي في دفع
(1) زاد المعاد (1/ 95).
(2)
تفسير الكشاف (1/ 657).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (4679)، وابن أبي عاصم في السنة (621)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 78)، وزاد المعاد (1/ 95)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5864)، وصححه في الصحيحة (2289).
المضرة عنهم وأنه من أعظم ما يريد الله لعباده فيا خيبة من جلب عليهم كل بلاء وأنزل بهم كل مشقة وحملهم كل كلفة (حم م (1) عن أبي هريرة)، وقد أخرجه البخاري أيضاً.
8155 -
"مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع، وإذا زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة. (حم د ك) عن ابن عمرو (صح) ".
(مروا أولادكم) وجوباً (بالصلاة) المفروضة (وهم أبناء سبع سنين) لأنها سن يدرك فيها الصبي فيتمرن على الطاعة (واضربوهم عليها) على تركها أو على فعلها إذا امتنعوا منه (وهم أبناء عشر سنين) لأنها سن إن تركها فيها ثقل عليه فعلها من بعدها فضربه لأنه يتسبب إلى ترك ما يجب عليه، والأمر للأولياء وأما كون الصبي مأمورا بهذا الأمر فهي مسألة الخلاف في الأصل؛ هل الأمر بالأمر بالشيء أمر بذلك الشيء؟ (وفرقوا بينهم في المضاجع) التي ينامون فيها حذراً من غوائل الشهوة وإن كن بنات أو أخوات، قال الطيبي: جمع بين الأمر بالصلاة والتفريق بينهم في المضاجع في الطفولية تأديباً ومحافظة لأمر الله تعالى كله، وتعليما لهم (وإذا زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره) بدل من خادمه (فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة) كأن المراد أنه إذا زوج خادمه أمته ومملوكته التي كان يحل له نظر ما شاء منها فإنه بالزواج لها من الخادم يحرم عليه نظر العورة منها وهي ما حده الشارع بما دون السرة وفوق الركبة (حم د ك (2) عن ابن عمرو)، رمز المصنف لصحته، وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن
(1) أخرجه أحمد (2/ 404)، ومسلم (1914).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 180)، وأبو داود (495)، والحاكم (1/ 197)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5868).
جده، قال في الرياض (1) بعد عزوه لأبي داود: إسناده حسن.
8156 -
"مروا أبا بكر فليصل بالناس. (ق ت هـ) عن عائشة ، (ق) عن أبي موسى، (خ) عن ابن عمر، (هـ) عن ابن عباس، وعن سالم بن عبيد (صح) ".
(مروا أبا بكر فليصل بالناس) قاله صلى الله عليه وسلم لما ثقل في مرضه عن الخروج للصلاة، وللحديث ألفاظ كثيرة وفوائد جمة، وقد كرره البخاري في مواضع من كتابه وفيه فضيلة أبي بكر رضي الله عنه على غيره (ق ت هـ) عن عائشة (ق) عن أبي موسى، (خ) عن ابن عمر، (هـ)(2) عن ابن عباس، وعن سالم بن عبيد) الأشجعي: من أهل الصفة نزل الكوفة.
8157 -
"مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم (هـ) عن عائشة (ض) ".
(مروا) أيها الناس. (بالمعروف) بكل ما عرف من الطاعة. (وانهوا عن المنكر) وما خالف الشرع، وعرفهما إشارة إلى نفور هما وأنهما معروفان عند المخاطبين مع كون اللام فيهما للاستغراق فإنه لا منافاة بين العهد والاستغراق كما عرف في علم البيان، قال القاضي: الأمر بالمعروف يكون واجبا ومندوبا على حسب ما أمر به والنهي عن المنكر كله واجب (قبل أن تدعوا) الله بأي دعاء. (فلا يستجاب لكم) لأنكم لما لم تستجيبوا لما أمركم به من الأمرين لم يجب دعاءكم، قال عمران: الزاهد من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نزعت منه الطاعة، ولو أمر عبده أو خادمه أو ولده لاستخف به، فكيف يُستجاب له الدعاء، وأخذ الذهبي من هذا الوعيد أن ترك الأمر بالمعروف
(1) انظر: رياض الصالحين (ص: 206).
(2)
أخرجه البخاري (664)، ومسلم (418)، والترمذي (3672)، وابن ماجة (1232) عن عائشة، وأخرجه البخاري (3385)، ومسلم (420) عن أبي موسى الأشعري، وأخرجه البخاري (682) عن ابن عمر، وأخرجه ابن ماجة (1234، 1235) عن ابن عباس وسالم بن عبيد الأشجعي.
والنهي عن المنكر من الكبائر، ولا شك أن المقصود من بعثة الأنبياء هو هذا. (هـ (1) عن عائشة)، رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي:[4/ 163] في إسناده لين، قال الشارح: أقول: فيه معاوية بن هشام (2)، قال ابن معين: صالح وليس بذاك، وهشام بن سعد قال في الكاشف (3): قال أبو حاتم: لا يُحتج به، وقال أحمد: لم يكن بالحافظ.
8158 -
"مروا بالمعروف وإن لم تفعلوه، وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله. (طص) عن أنس (ض) ".
(مروا بالمعروف وإن لم تفعلوه) فإن الأمر به واجب، وفعله واجب، وترك أحد الواجبين لا يسقط الواجب الآخر، ولذا قيل للحسن: فلان لا يعظ ويقول: أخاف أن أقول ما لا أفعل، فقال الحسن: وأينا يفعل ما يقول، ود الشيطان لو ظفر بهذا فلم يأمر أحد بمعروف وينه عن منكر. (وانهوا عن المنكر) عن كل منكر. (وإن لم تجتنبوه كله) إذ من جملة المنكر ترك النهي عنه ولا يترك نهياً لغيره لأنه لا يتركه لأنه يفعله إذ لا ملازمة، نعم هذا قبيح به أن يأمر بما لا يفعله وينهى عما يفعله فإنه داخل تحت قوله تعالى:{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44] وغيرها إلا أنه لا يسقط عنه الواجب الآخر إخلاله بأحد الواجبين. (طص (4) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط والصغير من طريق عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب عن أبيه وهما ضعيفان.
(1) أخرجه ابن ماجه (4004)، وأحمد (6/ 159)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5868).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 666)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 128).
(3)
انظر الكاشف (2/ 336).
(4)
أخرجه الطبراني في الصغير (981)، والأوسط (6628)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 277)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5259)، والضعيفة (2283).
8159 -
المسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة. (حم) عن عمران (ح) ".
(مسألة الغني) سؤاله الناس إظهارا للفاقة والحاجة. (شين) عار وعيب. (في وجهه) يظهر. (يوم القيامة) وهو أنه يأتي وليس على وجهه مزعة لحم، ويأتي والمسألة خدوش في وجهه لأنه جحد نعمة الله بل بدل نعمة الله كفراً بإنكارها، وفيه تحريم المسألة من الغني وتقدمت عدة أحاديث في ذلك. (حم (1) عن عمران)، رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
8160 -
"مشيك إلى المسجد وانصرافك إلى أهلك في الأجر سواء. (ص) عن يحيى بن أبي يحيى الغساني مرسلاً".
(مشيك إلى المسجد) لصلاة أو تلاوة أو قراءة علم نافع (وانصرافك) عودك منه (إلى أهلك في الأجر سواء) وهو أنه لا يخطو خطوة إلا حطت عنه خطيئة ورفعت له درجة وهو إخبار وتبشير للعبد بأنه في العود مأجور كأجره في الذهاب، لأنه يظن أنه في العود لا أجر له فبشره بخلاف ذلك (ص (2) عن يحيى بن أبي يحيى الغساني مرسلاً)، نسبة إلى غسان بالمعجمة ثم المهملة مشددة: قبيلة كبيرة من الأزد (3)، ويحيى هذا هو قاضي دمشق، روى عنه ابن المسيب وجماعة.
8161 -
"مصوا الماء مصًّا، ولا تغبوه غبًّا. (هب) عن أنس (ض) ".
(مصوا الماء) عند شربه (مصًّا) بالشفاة (ولا تغبوه) بالغين المعجمة (غبًّا) هو معروف وقد سلف من آداب الشرب عدة أحاديث وذلك لأنه مع الغب ربما
(1) أخرجه أحمد (4/ 426)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5871).
(2)
أخرجه ابن المبارك في الزهد (10)، وهناد في الزهد (956)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5260)، والضعيفة (2217) وقال: منكر.
(3)
انظر: معجم البلدان (4/ 203).
دخل ما يؤذيه ولا يعلم به (هب (1) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه.
8162 -
"مضمضوا من اللبن، فإن له دسماً. (هـ) عن ابن عباس، وعن سهل بن سعد (صح) ".
(مضمضوا) أي أفواهكم. (من) شراب (اللبن) وهو إدارة الماء في الفم وتحريكه ثم مجه (فإن له دسما) هو نص على علة الأمر بالمضمضة وإنه لإزالة الدسم فتعم كل ما كان له دسم من مأكول أو مشروب وقد تقدم (هـ (2) عن ابن عباس، وعن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته قال ابن جرير: هذا حديث صحيح عندنا، وقال في الفردوس مثله.
8163 -
"مطل الغني ظلم، فإذا أتبع أحدكم على ملئ فليتبع. (ق 4) عن أبي هريرة (صح) ".
(مطل الغني) تسويف القادر المتمكن من أداء الدين الحال (ظلم) منه لرب الدين فهو حرام إذ كل ظلم حرام والأظهر أنه إضافة إلى الفاعل وإن الغني هو المماطل فيخرج مطل غير الغني وهو المعسر، وقيل: إنه من الإضافة إلى المفعول أي مطل من عنده الدين لغريمه الغني ظلم منه ويعلم أن مطله لغريمه الفقير أولى بكونه ظلماً وأما كون الماطل غنياً فهو معلوم من الآية {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280] فوجوب الإنظار تقضي أنه ليس بظالم لغريمه (فإذا أتبع) مبني للمجهول أحيل (أحدكم) أيها الغرماء (على ملئ فليتبع) بالتخفيف أي فليحتل والأمر للندب أو للإباحة عند الجمهور لا للوجوب إلا عند الظاهرية والحنابلة (ق 4 (3) عن أبي هريرة) ورواه أحمد
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (6009)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5261).
(2)
أخرجه ابن ماجة (498)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5874).
(3)
أخرجه البخاري (2287)، ومسلم (1564)، وأبو داود (3345)، والترمذي (1308)، والنسائي (7/ 316)، وابن ماجة (2403).
والترمذي عن ابن عمر.
8164 -
"مع كل ختمة دعوة مستجابة. (هب) عن أنس"(ض).
(مع كل ختمة) يختمها العبد وهو انتهاؤه لتلاوة كتاب الله (دعوة مستجابة) للخاتم فهو من محلات إجابة الدعاء فيجتهد العبد في الدعاء في ذلك وتقدم أنه يدعوا بالإنس في القبر (هب (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأنه عقبه مخرجه بقوله: في إسناده ضعف وروي من وجه آخر ضعيف [4/ 164] عن أنس انتهى كلامه.
8165 -
"مع كل فرحة ترحة. (خط) عن ابن مسعود (ض) ".
(مع كل فرحة) يفرح بها العبد من أي أمر يأتيه (ترحة) حزن أي ومع كل سرور حزن وذلك من لطف الله بالعباد فإنها لو تجردت السرور عن الأحزان لطغى العبد وتمرد وتكبر فكسر الله سورة فرحته بترحة. (خط (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه لأن فيه حفص بن غياث (3) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: مجهول.
8166 -
"معاذ أعلم الناس بحلال الله وحرامه. (حل) عن أبي سعيد"(ض).
(معاذ بن جبل)(4) الصحابي الجليل. (أعلم الناس بحلال الله وحرامه) وذلك لأنه حرص على تعلمه من المصطفى صلى الله عليه وسلم فالمراد بالناس غيره صلى الله عليه وسلم وفيه فضيلة لمعاذ ودليل أنه عند هذا الكلام كان أعلم الصحابة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وأسلم معاذ وعمره ثمانية عشر سنة وتوفي وعمره خمس وثلاثون
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (2086)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5262).
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 116)، والبيهقي في الشعب (10641)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5263)، والضعيفة (1855).
(3)
انظر المغني (1/ 182)، في الأصل "حفص بن عياش".
(4)
الإصابة (6/ 136).
سنة. (حل (1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه لأن فيه زيد العمي ومر غير مرة أنه ضعيف وسلام بن سليمان (2) قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
8167 -
"معاذ بن جبل إمام العلماء يوم القيامة برتوة. (طب حل) عن محمَّد بن كعب مرسلاً".
(معاذ بن جبل) المذكور. (إمام العلماء) يأتي. (يوم القيامة برتوة) بفتح الراء وسكون المثناة الفوقية أي برتبة عنهم قيل: مد البصر، وقيل: بخطوة، وقيل: بدرجة، وقيل: برمية سهم، قال المصنف: هذا يقتضي أن يكون إمام العلماء يوم القيامة وهم في أثره وعلم أن العلماء الذين في أثره هم العلماء بالحلال والحرام وفيه أنه تعالى يرفع أهل العلم درجات في الدارين (طب حل (3) عن محمَّد بن كعب مرسلاً) قال الهيثمي: فيه عبد الله بن محمَّد بن زهير الأنصاري لم أعرف حاله وبقية رجاله رجال الصحيح.
8168 -
"معترك المنايا بين الستين إلى السبعين. الحكيم عن أبي هريرة (ض) ".
(معترك المنايا) المعترك موضع الاعتراك للحرب والمنايا جمع منية وهي الموت ما (بين الستين) من السنين من عمر العبد. (إلى السبعين) أي أكثر ما يموت الأمة هذه في هذه العشر فإنه غالب منتهى أعمارهم كما دل له حديث الترمذي الماضي بلفظ: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 228)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5879)، والصحيحة (1436).
(2)
انظر المغني (1/ 270).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 29) رقم (40)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 229)، وانظر: قول الهيثمي في المجمع (9/ 311)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5880).
ذلك" (1) فهو في الأمة عن غالب أعمارهم وهو إخبار للعباد أنهم يستعدوا للمعاد ويتأهبوا بحسن الزاد وأنه ليس بعد الستين إلا انتظار الخروج من الدور والنزول إلى اللحود والقبور، وفيه دليل على أنه غالب الأعمار فمن قدر غالبها بالمائة والعشرين وأنه الطبيعي فما جاء بدليل شرعي فإن غاب غائب أو فقد حتى جاوز هذه المدة أعني السبعين غلب على الظن وفاته فتقسم أمواله وتنكح زوجته. (الحكيم (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه محمَّد بن ربيعة (3) أورده الذهبي في الضعفاء ، وقد خرَّجه البيهقي في الشعب بلفظه المذكور عن أبي هريرة وقد ضعف.
8169 -
"معقبات لا يخيب قائلهن: ثلاث وثلاثون تسبيحة ، وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة -في دبر كل صلاة مكتوبة (حم م ت ن) عن كعب بن عجرة"(صح).
(معقبات) كلمات يأتي بعضها عقب بعض، قال القاضي المعقبات الكلمات التي تعقب بعضها بعضاً، وقيل: لأنها تفعل أعقاب الصلوات (لا يخيب قائلهن) الخيبة الحرمان والخسران أي لا يحرم الثواب ثم أخبر عنها بقوله: (ثلاث وثلاثون تسبيحة) وهي قول سبحان الله أو ربي أو نحوها. (وثلاث وثلاثون تحميدة) هي مثلها والأظهر في الكل الإضافة إلى الجلالة.
(وأربع وثلاثون تكبيرة - في دبر كل صلاة مكتوبة) يقال ذلك بهذه الأعداد والترتيب ودبر الشيء عقبه فهذه الأذكار تندب عقب الصلوات لكل مصل
(1) أخرجه الترمذي (3550).
(2)
أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 157)، والبيهقي في الشعب (10253)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5881).
(3)
انظر المغني (2/ 579).
وذلك لأنه من مجمل الذكر وهذا أشرفه ولهذا الذكر سبب معروف وأنه أمر به صلى الله عليه وسلم فقراء أصحابه لما ذكروا أن الأغنياء ذهبوا بالأجور لما يخرجونه من الصدقات من أموالهم القصة بطولها (حم م ت ن (1) عن كعب بن عجرة) رمز المصنف لصحته، وقول الدارقطني: الصواب وقفه على كعب لأن من رفعه لا يقاوم من وقفه في الحفظ: رده النووي.
8170 -
"معلم الخير يستغفر له كل شيء، حتى الحيتان في البحار. (طس) عن جابر، البزار عن عائشة (ح) ".
(معلم الخير) وهو تعليم العباد ما يقربهم إلى الله تعالى من علم الكتاب والسنة (يستغفر له كل شيء، حتى الحيتان في البحار) قاله الغزالي هذا فيمن قصد بتعليمه وجه الله دون التطاول والتفاخر بخلاف من نفسه مائلة إلى ذلك فقد انتهضت مطيعة للشيطان ليدليه بحبل غروره ويستدرجه بمكيدته إلى غمرة الهلاك وقصده أن يروج عليه الشر في معرض الخير [4/ 165] ليلحق {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)} [الكهف: 104].
قلت: أما من مالت نفسه لما يرجوه من الأجر والمثوبة فلا عليه بل لا بد منه إذ هو الباعث المرجح. (طس عن جابر، البزار (2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه من طريق الطبراني إسماعيل بن عبد الله بن زرارة (3)، قال الأزدي: منكر الحديث وإن وثقه ابن حبان، ومن طريق البزار محمَّد بن
(1) أخرجه مسلم (596)، والترمذي (3412)، والنسائي (رقم 1349).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (6219)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 124)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5883)، والصحيحة (3024).
(3)
انظر المغني (1/ 83).
عبد الملك (1) وهو كذاب.
8171 -
"مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله تعالى: لا يعلم أحد ما يكون في غد إلا الله تعالى، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام إلا الله تعالى، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تعالى، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله تعالى، ولا يدري أحد متى يجيء المطر إلا الله تعالى (حم خ) عن ابن عمر (صح) ".
(مفاتيح الغيب) أي خزائنه أو ما يتوصل به إلى المغيبات استعارة. (خمس) اقتصر عليها وإن كانت مفاتح الغيب لا تتناهى لأنها التي كانت يدعون العلم بها أو لأنها أمهات الأمور. (لا يعلمها إلا الله) قال الزجاج: فمن ادعى علم شيء منها كفر الأولى أنه: (لا يعلم أحد ما يكون في غد) من خير أو شر. (إلا الله ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام) من ذكر أو أنثى كامل أو ناقص واحد أو أكثر. (إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة) أي خبر وقتها. (إلا الله){لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَاّ هُوَ} [الأعراف: 187]. (ولا تدري نفس بأي أرض تموت) كما لا تدري في أي وقت تموت. (إلا الله) في الكشاف (2): أن المنصور أهمه معرفة مدة عمره فرأى في منامه كأن خيالاً أخرج يده من البحر وأشار إليه بالأصابع الخمس فأوله العلماء بخمس سنين وخمسة أشهر حتى قال أبو حنيفة: تأويلها أن مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله فإن ما طلبت معرفته لا سبيل إليه انتهى وبالأولى أن لا يدري متى تموت غيرها أي غير نفسه وفي أي أرض تموت، (ولا يدري أحد متى يجيء المطر) ليلاً أو نهاراً فما يعرفه المنجم والعراف مثلاً ليس غيباً لأنه مستند إلى قرائن على أنه مجرد تظنن وتنجيب وذكر العلم في ثلاثة مواضع والدراية في موضعين، والفرق بينهما أن الدراية أخص لأنها علم باختيار، أي لا
(1) انظر المغني (2/ 610).
(2)
انظر الكشاف (3/ 521).
يعلم وإن أعملت حيلها وهو تفنن في تخصص بعض بهذا اللفظ وبعض بهذا وفيه زجر عن اتباع المنجمين والعرافين والكهنة. (حم خ (1) عن ابن عمر بن الخطاب) وفي لفظ البخاري بعض مغايرة.
8172 -
"مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله"(حم) عن معاذ (ض) ".
(مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله) هو حقيقة فإن الجنة مغلقة عمن لا يقولها فهو مفتاح حقيقة ويحتمل أن يجسم يوم القيامة ويفتح بها ويحتمل المجاز وفيه أن الذي لم يقلها لا تفتح له لأنه لا يفتح الباب إلا بالمفتاح والمراد الشهادة مع الإتيان بلازمها من الطاعات وترك المنهيات وما أحسن ما في البخاري عن وهب أنه قيل له: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله، قال: بلى لكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا فلا. (حم (2) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله وثقوا إلا أن شهراً لم يسمع من معاذ.
8173 -
"مفتاح الجنة الصلاة، ومفتاح الصلاة الطهور. (حم هب) عن جابر (ح) ".
(مفتاح الجنة الصلاة) جعلت هي المفتاح مع أنها سن من أسنانه إسناد ما للكل إلى الجزء لعظمة شأنه (ومفتاح الصلاة) أي الذي يدخل به إليها. (الطهور) بضم الطاء وجوز الرافعي الفتح قال: لأن الفعل لا يمكن بدون النية، قال الحافظ العراقي: الذي ضبطناه في أصلنا بالفتح وهو الماء على الأشهر. قال الطيبي: جعلت الصلاة مقدمة لدخول الجنة كما جعل الوضوء مقدمة للصلاة فكما لا يمكن الصلاة بدون الوضوء لا يتهيأ دخول الجنة بدون الصلاة.
(1) أخرجه أحمد (2/ 24)، والبخاري (4697).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 242)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 82)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5264)، والضعيفة (1311).
واعلم أنه تعالى جعل لكل مطلوب مفتاحاً فإنه جعل مفتاح الصلاة الطهور، ومفتاح الحج الإحرام ومفتاح البر الصدق، ومفتاح الجنة التوحيد، ومفتاح العلم حسن السؤال والإصغاء، ومفتاح الظفر الصبر، ومفتاح المزيد الشكر ومفتاح الولاية والمحبة الذكر ومفتاح الفلاح التقوى ومفتاح الإيمان التفكر في مصنوعات الله ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن والضراعة في الأسحار وترك الذنوب ومفتاح الرغبة في الآخرة الزهد في الدنيا وبالجملة فهذا باب واسع في مفاتيح الخير، وللشر أيضاً مفاتيح فمفتاح الرياء حب الثناء من الناس، ومفتاح الربا حب التوسع في الدنيا وهو مفتاح لأعظم الشرور ومفتاح معاصي الفرج إطلاق النظر والباب واسع والموفق من أطلعه [4/ 166] الله على ذلك فالتزم مفاتيح الخير وهجر مفاتيح الشر (حم هب (1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه.
8174 -
"مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم. (حم د ت هـ) عن علي (ح) ".
(مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها) أي الأمر الذي تصير فيها به ويحرم عليه ما حرم من الأفعال والأقوال التي حرمها الشارع. (التكبير) قول الله أكبر ولذا سميت تكبيرة الإحرام. (وتحليلها التسليم) قيل: هو مجاز لأن التحريم ليس نفس التكبير والتحليل ليس نفس التسليم وإنما هما أسباب ذلك.
وقال الطيبي: شبه الشروع في الصلاة بالدخول في حريم الملك المحمي عن الأغيار وجعل فتح باب الحريم بالتطهر عن الأدناس والأوضار وجعل الالتفات إلى الغير والاشتغال به تحليلاً. (حم د ت هـ (2) عن علي) رمز
(1) أخرجه أحمد (3/ 340)، والبيهقي في الشعب (2711)، والترمذي (4)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5265).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 123)، وأبو داود (61)، والترمذي (3)، وابن ماجة (275)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5885).
المصنف لحسنه وقد قال في محل آخر: إنه متواتر.
8175 -
"مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل من عبادة ستين سنة. (طب ك) عن عمران (صح) ".
(مقام الرجل في الصف في سبيل الله) في صف الجهاد لإعلاء كلمة الله. (أفضل من عبادة ستين سنة) فيه تفضيل مواقف الجهاد على جميع الأعمال وتقدم الكلام فيه وقد ورد في رواية: "أربعين سنة" وفي رواية: "أقل" وفي رواية: "أكثر" قال البيهقي القصد به تضعيف أجر الغزو على غيره وذلك يختلف باختلاف الناس في نياتهم وإخلاصهم ويختلف باختلاف الأوقات ويحتمل أن يعبر عن التضعيف والتكفير مرة بأربعين ومرة بستين فأجزئ بما دونهما وأجزئ بما فوقهما انتهى. (طب ك (1) عن عمران) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط البخاري وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: بعد ما عزاه إلى الطبراني فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث (2) وثقه ابن معين وضعفه أحمد.
8176 -
"مكارم الأخلاق من أعمال الجنة"(طس) عن أنس (ض) ".
(مكارم الأخلاق من أعمال الجنة) أي من الأعمال التي تدخل العبد الجنة أو من أعمال أهل الجنة وهي ما لا يجهله أحد مما يمدح به الإنسان عند الأنام من الحلم والصبر والاحتمال وبذل المعروف ونحوها. وهو حث على التخلق بها. (طس (3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي كالمنذري: إسناده جيد.
8177 -
"مكارم الأخلاق عشرة تكون في الرجل ولا تكون في ابنه، وتكون في
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 168)(377)، والحاكم (2/ 68)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 271)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5886).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 342).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (6501)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 177)، والترغيب والترهيب (3/ 253)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5268).
الابن ولا تكون في الأب، وتكون في العبد ولا تكون في سيده ، يقسمها الله لمن أراد به السعادة: صدق الحديث، وصدق العباس، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنائع، وحفظ الأمانة، وصلة الرحم، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب، وإقراء الضيف، ورأسهن الحياء. الحكيم (هب) عن عائشة".
(مكارم الأخلاق عشرة) أي أمهاتها. (تكون في الرجل ولا تكون في ابنه) لأنها ليست مما يتوارث بل هبة من الله. (وتكون في الابن ولا تكون في الأب، وتكون في العبد) فلا يتوهم أنها تختص بالأحرار. (ولا تكون في سيده ، يقسمها الله لمن أراد به السعادة) في الدارين فإنها سبب لذلك، أولها:(صدق الحديث) لأن الكذب يجانب الإيمان فلا يكون الكذاب مؤتمن على شيء. (وصدق البأس) الشدة على العدو لأنه دليل الثقة بالله. (وإعطاء السائل) على أي حال من الأحوال إذ هو دليل الرحمة. (والمكافأة على الصنائع) لأنه من الشكر ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله (وحفظ الأمانة) لأنه من الوفاء. (وصلة الرحم) لأنها من العطف. (والتذمم للجار) بالذال المعجمة قبلها فوقانية مثناة: أي حفظ ذمامه وهو حرمته. (والتذمم للصاحب) أعم من الجار (وإقراء الضيف) لأنه من السخاء. فهذه مكارم الأخلاق الظاهرة وهي ناشئة من مكارم الأخلاق الباطنة، والعاشرة:(رأسهن الحياء) لأنه الذي يدعو إلى هذه الأخلاق وأضعافها ولذا ورد أن "الحياء خير كله"(1) أي خصاله الناشئة عنه كلها خير، (و) هذا حث للعبد على التخلق بهذه الأخلاق وإن كانت قسمة من الله إلا أن العبد إذا علم الله فيه محبة الإقبال عليها رزقه إياها. (الحكيم هب (2) عن
(1) أخرجه مسلم (37) من حديث عمران بن حصين.
(2)
أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 311)، والبيهقي في الشعب (7720)، وانظر المجروحين لابن حبان (3/ 81)، والعلل المتناهية لابن الجوزي (2/ 728)، وضعفه الألباني في=
عائشة) سكت المصنف عليه وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح ولعله من كلام بعض السلف، وثابت بن يزيد (1) راويه ضعفه يحيى والوليد بن الوليد (2) من رجاله، قال الدارقطني: منكر الحديث.
8178 -
"مكان الكي التكميد، ومكان العلاق السعوط، ومكان النفخ اللدود (حم) عن عائشة (ض) ".
(مكان الكي) الذي يتداوى به. (التكميد) أي أنه يقوم مقامه وهو: أن تسخن خرقة دسمة وسخة وتوضع على العضو الموضع مرة بعد أخرى فيسكن، والخرقة الكامدة ذكره الزمخشري (3) أي يسمى بذلك. (ومكان) أي عوض (العلاق) بكسر العين المهملة ويقال الأعلاق: وهو معالجة عذرة الصبي وهو وجع في حلقه وورم تدفعه أمه عنه بإصبعها أو غيرها. (السعوط) أي أنه بدل إدخال الإِصبع في حلق الصبي، والسعوط بالفتح: ما يجعل من الدواء في الأنف. (ومكان النفخ) بالنون والفاء والخاء المعجمة، كانوا إذا اشتكى أحد حلقه نفخوا فيه. (اللدود) [4/ 167] بزنة السعوط: دواء يسقاه المريض في أحد شقي فمه، أي أن هذه الثلاثة أعوض عما ذكر. (حم (4) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه.
8179 -
"مكتوب في الإنجيل: "كما تدين تدان، وبالكيل الذي تكيل تكتال". (فر) عن فضالة بن عبيد"(ض).
= ضعيف الجامع (5267)، والضعيفة (719).
(1)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 120)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 158).
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (2/ 726)، والميزان (7/ 144).
(3)
الفائق: (3/ 280).
(4)
أخرجه أحمد (6/ 170)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5269)، والضعيفة (4509).
(مكتوب في الإنجيل) من كلام الله تعالى. (كما تدين تدان) كما تفعل تجازى، سمي الأول بلفظ الجزاء مشاكلة، وفي القرآن:{هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)} [النمل: 90] وهو تحذير للعبد عن خلال الشر وأنها عائدة عليه فمن خَدَعَ خُدِع، ومن غَدَرَ غُدِرَ به، ومن سَرَقَ سُرِقَ عليه، وفي الآخرة كذلك أنواع الجزاء. (وبالكيل الذي تكيل تكتال) هو كالتكرار للمعنى الأول والمبالغة بأنه يعني ما تصيب تصاب، وفي الأمثال المرء مقتول بما قتل به إن سيفاً فسيف وهو باب واسع في الأمثال مشاهد في الخارج. (فر (1) عن فضالة بن عبيد) رمز المصنف لضعفه لأنه أخرجه الديلمي بغير سند وبيض له ولده وأخرج أحمد في الزهد بسنده عن مالك بن دينار "مكتوب في التوراة: كما تدين تدان، وكما تزرع تحصد" (2).
8180 -
"مكتوب في التوراة: "من بلغت له ابنة اثنتى عشرة سنة فلم يزوجها فأصابت إثماً فإثم ذلك عليه". (هب) عن عمر وأنس (ض) ".
(مكتوب في التوراة: "من بلغت له ابنة اثنتي عشرة سنة فلم يزوجها) لأنها السن التي تقبل فيها النكاح ويتقاضاها شهوته فإن لم يزوجها. (فما أصابت إثماً) مما يتعلق بالنكاح. (فإثم ذلك عليه) أي إثم مثل إثمها لأنه فرط في صيانتها عن الإثم حيث أهملها عن التزويج وهذا الحكم وإن كان في التوراة فإنه لم ينسخ فإن إخباره به تقرير له. (هب (3) عن عمر وأنس) رمز المصنف لضعفه، قال البيهقي: عقب رواية حديث أنس قال الحاكم: هذا وجدته في أصل كتابه يعني بكر بن محمَّد بن عبدان الصوفي وهذا إسناده صحيح، قال البيهقي: إنما يرويه بالإسناد الأول وهو بهذا الإسناد منكر.
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (6386)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5270).
(2)
أخرجه البيهقي في الزهد الكبير (2/ 275) والإمام أحمد في الزهد (ص: 103).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (8669)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5271).
8181 -
"مكتوب في التوراة: "من سره أن تطول حياته، ويزاد في رزقه، فليصل رحمه". (ك) عن ابن عباس (صح) ".
(مكتوب في التوراة: "من سره أن تطول حياته) أي من أحب ذلك (ويزاد في رزقه، فليصل رحمه) وهذا ثابت في شرعنا وتقدمت به الأحاديث غير مرة (ك (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
8182 -
"مكة أم القرى، ومرو أم خراسان. (عد) عن بريدة"(ض).
(مكة أم القرى) بهذا سماها الله في القرآن {لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الشورى: 7]، قال المصنف عن مجاهد وغيره: خلق الله موضع البيت الحرام من قبل أن يخلق الأرض بألفي عام إلى أن قال: فلذلك سميت أم القرى أراد أنها دحيت منه الأرض. (ومرو) بفتح الميم وسكون الراء هما بلدتان مرو الروذ ومرو ومرو الشاهجان ولا أدري ما أراد صلى الله عليه وسلم منهما. (أم خراسان) قاعدتها وبلدتها التي إن نزل بها خير عم خراسان أو شر فكذلك. (عد (2) عن بريدة) رمز المصنف لضعفه قال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح وحسام (3) أحد رواته قال أحمد: مطروح الحديث.
8183 -
"مكة مناخ، لا تباع رباعها، ولا تؤاجر بيوتها (ك هق) عن ابن عمرو (صح).
(مكة مناخ) بضم الميم والخاء المعجمة محل الإناخة أي إبراك الإبل ونحوها. (لا تباع رباعها ، ولا تؤاجر بيوتها) لأنها غير مختصة بأحد بل هي محل أداء المناسك وإليه ذهب طائفة من العلماء، وذهب آخرون إلى جواز بيع
(1) أخرجه الحاكم (4/ 160)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5272).
(2)
أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 435)، وانظر العلل المتناهية (1/ 310)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5273)، والضعيفة (4511).
(3)
انظر الميزان (2/ 221).
دورها وأرضها وإجارتها وتأولوا الحديث بأنه أراد هو وأصحابه لأنهم هاجروا منها. (ك هق (1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وتعقبه في التلخيص بأن رواية إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه عبد الله بن باباه عن ابن عمر ضعفوه، فالصحة من أين، وعده في الميزان من مناكير إسماعيل.
8184 -
"مليء عمار إيمانا إلى مشاشه. (هـ) عن علي (ك) عن ابن مسعود.
(مليء) مغير صيغة ملأه الله. (عمار) ابن ياسر قتيل الفئة الباغية (إيماناً إلى مشاشه) بضم الميم ومعجمتين رؤوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين، والمراد أنه اختلط الإيمان بلحمه وعظامه وامتزج بسائر أجزائه امتزاجاً لا يقبل التفرقة فلا يضره الكفر الذي أكرهه عليه أهل مكة بضروب العذاب وفيه أنزل الله {إِلَاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِن بِالإِيمَانِ} [النحل: 106]، وهذه فضيلة لعمار بالغة، قال في الفتح (2): وهذه الصفة لا تقع إلا لمن أجاره الله من الشيطان الرجيم (هـ) عن علي، ك (3) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف، وقال الهيثيي: رجاله رجال الصحيح، وقال الحافظ في الفتح: إسناده صحيح، قال: وقد جاء في حديث آخر: "إن عماراً مليء إيماناً إلى مشاشه"(4) خرجه النسائي بإسناد [4/ 168] صحيح.
8185 -
"ملعون من أتى امرأة في دبرها. (حم د) عن أبي هريرة (صح) ".
(1) أخرجه الحاكم (2/ 52)، والبيهقي في السنن (6/ 35)، وانظر الميزان (1/ 369)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5274).
(2)
الفتح (11/ 69).
(3)
أخرجه ابن ماجة (147)، وابن حبان في صحيحه (7076) عن علي رضي الله عنه ، وأخرجه الحاكم (3/ 392)، وانظر فتح الباري (7/ 92)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5888)، والصحيحة (807).
(4)
أخرجه النسائي (8/ 111) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
(ملعون) يلعنه الله. (من أتى امرأة) حليلته أو غيرها. (في دبرها) أي جامعها فيه فإنه من أعظم الكبائر وإذا كان هذا في المرأة فكيف في الذكر. (حم د (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، إلا أنه قال ابن حجر: الحارث بن مخلد -راويه عن أبي هريرة- غير مشهور، وقال ابن القطان (2): لا يعرف حاله انتهى، قال الشارح: فرمز المصنف لصحته غير مسلم.
8186 -
"ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سأل بوجه الله ثم منع سائله ، ما لم يسأل هجراً. (طب) عن أبي موسى (ح) ".
(ملعون) قد وقعت عليه اللعنة من الله. (من سأل) الناس (بوجه الله) لأنه ابتذال لأعظم الأمور في طلب الدنيا ونحوها وأما سؤال الله بوجهه فالظاهر أنه لا منع عنه وقد تقدم استعاذته صلى الله عليه وسلم بوجه ربه تعالى. (وملعون من سأل بوجه الله ثم منع) فاللعنة قد وقعت على السائل والمسؤول. (سائله) بوجه الله. (ما لم يسأل هجراً) أمراً محرماً وهو بضم الهاء وسكون الجيم الفحش من القول فالحديت دليل تحريم سؤال المخلوقين بوجه الله وكذا السؤال بالله من دون لفظ الوجه لأن العلة واحدة (طب (3) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه، قال الحافظ العراقي في شرح العمدة: إسناده حسن، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه وقال في موضع آخر: رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح.
(1) أخرجه أحمد (2/ 444)، وأبو داود (2162)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 180)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5889).
(2)
انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 496).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 377) رقم (943)، وانظر جامع التحصيل (1/ 313)، وانظر: قول الهيثمي في المجمع (3/ 103 ،153)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5890)، والصحيحة (2290).
8187 -
"ملعون من ضار مؤمنا أو مكر به. (ت) عن أبي بكر (ض) ".
(ملعون من ضار مؤمناً) من المضرة وهو إيقاع المكروه به. (أو مكر به) خدعه بغير حق وفيه تعظيم حرمة المؤمن وأنها قد وقعت اللعنة والإبعاد من الرحمة على من ضاره والمكر به من الضرر لأنه عطفه عطف الخاص. (ت (1) عن أبي بكر) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب.
8188 -
"ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه ، ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من غير تخوم الأرض، ملعون من كمه أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة ، ملعون من عمل بعمل قوم لوط. (حم) عن ابن عباس (ح) ".
(ملعون من سب أباه) كيف وهو مأمور بأن لا يقول له (أف)، ومأمور بأن يقول:{رَبِّ ارْحَمْهُمَا} [الإسراء: 24] وسواء سبه بالمباشرة أو بالتسبيب كما سلف "يسب أبا الرجل فيسب الرجل أباه" وكذلك قوله: (ملعون من سب أمه، ملعون من ذبح لغير الله) كالأصنام وأشباهها ومن ذلك الذبح للعمارات والذبح على قبور الأولياء وهو أعظم من الذبح للعمارات وهل محرم؟ إذا كان أهل به لغير الله فلا كلام في حرمته، وإن ذبحه على القبر تعظيما للولي فهو إهلال لغير الله وإن أهل الله لأن قصده تعظيم غيره بالذبح وهي مسألة تبحث.
(ملعون من غير تخوم الأرض) قال الزمخشري (2): روي بفتح أوله وبضمه وهي مؤنثة والتخوم: جمع لا واحد له، وقيل: واحدها تخم والمراد تغيير حدود الحرم التي حددها إبراهيم وهو عام في كل حد ليس لأحد أن يغير من حد غيره شيئاً انتهى، وقيل: المراد المعالم التي يهتدى بها في الطرق.
قلت: والأظهر أنه عام للكل. (ملعون من كمه) بفتح الكاف وتشديد الميم.
(1) أخرجه الترمذي (1941)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5275).
(2)
الفائق (1/ 149).
(أعمى) أي أضله.
(عن الطريق) فإنه مأمور بهداية الضال عن طريقه. (ملعون من وقع على بهيمة) أتاها فإنه فاعل لما يلعن على فعله.
(ملعون من عمل بعمل قوم لوط) من إتيان المذكور شهوة من دون النساء. (حم (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه إلا أن فيه محمَّد بن سلمة (2) فإن كان السعدي فواهي الحديث، أو البناني: فتركه ابن حبان كما بينه الذهبي، وفيه محمَّد بن إسحاق (3) وفيه خلاف، وعمرو بن أبي عمرو (4) لينه يحيى.
8189 -
"ملعون من فرق. (ك هق) عن عمران (صح) ".
(ملعون من فرَّق) بالتشديد أي بين والدة وولدها وقد أتى الطبراني بلفظ "من فرق بين والدة وولدها وبين الأخ وأخته" انتهى وذلك في بيع الرقيق وهذا الحديث دليل التحريم لما في ذلك من التألم بألم الفراق الذي قيل فيه:
لقتل بحد السيف أسهل موقعًا
…
على النفس من قتل بحد فراق
والمسألة مختلف فيها في الفروع وفيها تفاصيل ليس هذا محل ذكرها. (ك هق (5) عن عمران) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
8190 -
"ملعون من لشعب بالشطرنج، والناظر إليها كالآكل لحم الخنزير. عبدان وأبو موسى وابن حزم عن حبَّة بن مسلم مرسلاً".
(ملعون من لشعب بالشطرنج) بكسر الشين المعجمة ويقال أيضاً بالمهملة
(1) أخرجه أحمد (1/ 217)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 232)، محمَّد بن سلمة في الإسناد هو الباهلي الحراني وهو ثقة ، وانظر: المداوي (6/ 8)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5891).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 587).
(3)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 553).
(4)
انظر الميزان (5/ 337).
(5)
أخرجه الحاكم (2/ 55)، والبيهقي في السنن (9/ 128)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5276).
قال في درة الغواص: أنه يقال بهما، قال: والقياس كسرها لأن الأمر الأعجمي إذا عرب رجع إلى ما يستعمل من نظائره أصلاً وصفة وليس [4/ 169] في كلامهم فعيل بالفتح للفا وإنما المنقول بكسرها هي لشعب بكعوب معروفة. (والناظر إليها) أي حال كونه يلعب بها غيره لأنه ناظر إلى منكر أو مطلقاً (كآكل لحم الخنزير) قال الذهبي وأكل لحم الخنزير حرام بإجماع المسلمين ومن ثمة ذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد إلى تحريم لشعب الشطرنج، وعند الشافعي يكره ولا يحرم لأنه لم يثبت في تحريمه حديث حسن ولا صحيح.
قلت: إلا أنها من أعظم اللهو وقد يقترن بها القمار فالكراهة من هنا.
(عبدان وأبو موسى وابن حزم) كلهم من طريق عبد المجيد بن أبي داود عن ابن جريج عن (حبَّة بن مسلم مرسلاً)(1)، وحبة مجهول لا يعرف إلا بهذا الحديث والمصنف سكت عنه، وفي الميزان: أنه خبر منكر، وقال ابن حزم عقيب تخريجه: جهة مجهول، والإسناد منقطع، وقال ابن القطان: حبَّة (2) مجهول.
8191 -
"ملك موكل بالقرآن: فمن قرأه من أعجمي أو عربي فلم يقومه قومه الملك، ثم رفعه قواما. الشيرازي في الألقاب عن أنس".
(ملك موكل بالقرآن) أي بمن تلاه. (فمن قرأه من أعجمي أو عربي فلم يقومه) لم يقوّم حروفه وإعرابه. (قومه الملك) بإعرابه وإصلاح ألفاظه قيل: والمراد غير العامد إذ العامد إذا قرأه محرفا فليس بقرآن. (ثم رفعه) إلى الله. (قواما) بكسر القاف مقوما كما أنزل فيؤجر التالي على هذا إذ لو لم يؤجر لم يرفع
(1) أخرجه أحمد بن حنبل في الورع (1/ 92)، وابن حزم في المحلى (9/ 61)، وانظر المصنوع "للهروي"(1/ 193)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5277)، والضعيفة (1145): موضوع.
(2)
انظر الإصابة (2/ 201) الميزان (8/ 74)، واللسان (2/ 166).
عمله وفي هذا تبشير لمن يتعذر عليه إصلاح لسانه. (الشيرازي في الألقاب (1) عن أنس)؛ وتقدم من حديث ابن عباس عند الديلمي بلفظ: "إذا قرأ القارئ فأخطأ أو لحن أو كان عجميا كتبه الملك كما أنزل"(2) ورمز المصنف هنالك لضعفه وسكت عليه هنا.
8192 -
"مملوك يكفيك، فإذا صلى فهو أخوك، فأكرموهم كرامة أولادكم، وأطعموهم مما تأكلون. (هـ) عن أبي بكر (ض) ".
(مملوكك يكفيك) مؤنة الخدمة (فإذا صلى فهو أخوك) في الإِسلام. (فأكرموهم كرامة أولادكم) مثل كرامتهم (وأطعموهم مما تأكلون) فلا تستأثر بخير الطعام، وهذا جار في المملوكات إلا أنه للندب بدليل ما سلف "إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه قد كفاه مؤنته" إلى قوله:"فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلة أو أكلتين"(3) حديث صحيح فيما سلف إلا أنه قد يقال لا يدل أنه يأكل طعاماً غير طعام سيده إنما غايته أنه دل أنه لا يأكل معه إلا أن يقال في الأمر بإعطائه الأكلة أو الأكلتين ما يشعر أنه ليس عبده مثله. (هـ (4) عن أبي بكر) رمز المصنف لضعفه.
8193 -
"من الله تعالى لا من رسوله، لعن الله قاطع السدر. (طب هق) عن معاوية بن حيدة".
(من الله تعالى) أي هذا الذي يذكر من الكلام واللعن، وفي تقديمه لهذه
(1) أخرجه الديلمى في الفردوس (6489)، والرافعي في التدوين (1/ 267)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5278): موضوع، والضعيفة (4513).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (1137).
(3)
أخرجه البخاري (2557)، ومسلم (1663).
(4)
أخرجه ابن ماجة (3691)، وأحمد (1/ 12)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5279).
الجملة إبانة بعظمة ما يأتي بعدها ولعظمة الحكم حيث هو من عند الرب تعالى. (لا من) عند. (رسوله) وهو دليل على اجتهاده في بعض الأحكام وهذا نظير قوله في الزكاة أن الله تعالى تولى قسمتها بين أصنافها الثمانية بنفسه لم يكله إلى نبي مرسل ولا ملك مقرب، والذي من الله تعالى قوله:(لعن الله قاطع السدر) وهو شجر معروف، قيل: أراد السدر الذي نستظل به في الطريق لأنه بقطعه يؤدي المؤمنين إذ لا يجدون لهم ظلا، وقيل: أراد سدر مكة، وقيل: المدينة لأنه لا يقطع شجرها، وقيل: إنه منسوخ، وقيل: إن هذا إخبار بوقوع اللعنة من الله على القاطع لأنه دعاء منه صلى الله عليه وسلم كما في غيره من الأحاديث التي مرت وذكرنا فيها الاحتمالين. (طب هق (1) عن معاوية بن حيدة) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني: فيه يحيى بن الحارث قال العقيلي: لا يصح حديثه يعني هذا الحديث انتهى، وقال الذهبي بعد ما عزاه البيهقي: ضعيف جداً وفي معناه أحاديث أخر كلها ضعيفة إلا خبر جريج كذا قال الشارح.
8194 -
"من البر أن تصل صديق أبيك. (طس) عن أنس (ح) ".
(من البر) بأبيك. (أن تصل صديق أبيك) في حياة الأب وأما بعد مماته فقد تقدم أنه "أبر البر"(2) وأبر البر: أحسنه وأفضله، والبر بصديق الأب بعد وفاة الأب أفضل البر لأنه يدل على رعاية الأبناء لحق الآباء بعد وفاتهم وأما في حياتهم فقد يكون لا عن كمال رعاية الأب بل ليذكره صديق الأب لأبيه ونحو ذلك من الأغراض. (طس (3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي:
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 420) رقم (1016)، والبيهقي في السنن (6/ 141)، وانظر العلل المتناهية (2/ 656)، والمجمع (4/ 69)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5909)، والصحيحة (615).
(2)
جزء من حديث أخرجه مسلم (2552) من حديث ابن عمر.
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (7303)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 327)، وصححه الألباني في =
فيه عنبسة بن عبد الرحمن القرشي (1) وهو متروك (2).
8195 -
"من التمر والبسر خمر. (طب) عن جابر (ح) ".
(من التمر والبسر خمر) ضبط في ما قوبل على خط المصنف بالضم، وقال الشارح [4/ 170] ضبط بخط المصنف بالكسر.
قلت: لا يصح ذلك فإن في القاموس (3) أنه بالضم التمر قبل إرطابه انتهى، ولعله غلط الناقل لكلام الشارح وأظنه قال إنه بالضم بخط المصنف وفي الحديث بيان أن الخمر المحرم يكون من هذا ومن هذا فمن قال إنه لا يكون إلا من عصير ماء العنب فالحديت حجة عليه وقد خطب عمر على المنبر بين ظهراني الصحابة وأبان أن الخمر من أنواع عديدة رداً على من زعم أنه من نوع أو نوعين. (طب (4) عن جابر) رمز المصنف لحسنه وقد أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة عن النعمان بن بشير يرفعه:"إن من الحنطة خمراً ومن الشعير خمراً ومن التمر خمراً ومن الزبيب خمراً ومن العسل خمراً"(5) قال الترمذي: حسنٌ غريبٌ، وقال الصدر المناوي (6): إسناده صحيح.
8196 -
"من الجفاء أن أذكر عند الرجل فلا يصلي علي. (عب) عن قتادة مرسلاً".
= صحيح الجامع (5901)، والصحيحة (2303).
(1)
انظر المغني (2/ 494)، والكاشف (2/ 100).
(2)
في المخطوط "علية".
(3)
انظر القاموس (1/ 280).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 187) رقم (1761)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5902).
(5)
أخرجه أبو داود (3676)، والترمذي (1872)، وابن ماجة (3379).
(6)
انظر: كشف المناهج والتناقيح (3/ 259 رقم 2766).
(من الجفاء) للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ضد البر والصلة وهو غلظة الطبع. (أن أذكر) يجري ذكر اسمي أو كنيتي. (عند الرجل) أي رجل كان. (فلا يصلي علي) وقد تقدم أن البخيل من ذكر عنده صلى الله عليه وسلم فلم يصل عليه وفيه دليل على وجوب الصلاة عليه عند ذكر اسمه الشريف لأن البر به واجب وجفاه حرام ويحتمل أن يراد بذكره خطوره ببال الذاكر أو ذكر اسمه الشريف. (عب (1) عن قتادة مرسلاً) قال القسطلاني: رواته ثقات.
8197 -
"من الحنطة خمر، ومن التمر خمر، ومن الشعير خمر، ومن الزبيب خمر، ومن العسل خمر. (حم) عن ابن عمر (ح) ".
(من الحنطة خمر، ومن التمر خمر، ومن الشعير خمر، ومن الزبيب خمر، ومن العسل خمر) بيان أن الذي حرمه الله من الخمر هو ما خامر العقل وأسكر من أي نوع كان وتمامه عند مخرجه "وأنا أنهاكم عن كل مسكر"(2) واختلاف ألفاظ الأحاديث لأنه كما قال البيهقي: ليس المراد الحصر في ما ذكر بل إن الخمر تتخذ من غير عنب فالحديث الذي مضى أنه من التمر والبسر إخبار بالغالب وهذا الحديث على بيان ما عهد أنه يستعمل منه الخمر حينئذ وبالجملة قد نهي عن كل مسكر من أي نوع كان. (حم (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، قال ابن حجر: ومن هذا الوجه أخرجه أصحاب السنن.
8198 -
"من الزرقة يمن. (خط) عن أبي هريرة".
(من الزرقة) أي زرقة العين في الإنسان (يمن) أي بركة وخير فلا ينفر عما
(1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5287)، والضعيفة (4516).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 407)، وأبو داود (3677).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 118)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 74)، وفتح الباري (9/ 535)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5903)
كانت به من صديق أو خادم أو زوجة (خط (1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف مع أن مخرجه الخطيب أخرجه في ترجمة إسماعيل بن إسماعيل المؤدب (2) وذكر أنه ضعيف منكر الحديث لا يحتج به انتهى. وفيه ضعفاء آخرون وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
8199 -
"من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طلق الوجه. (هب) عن الحسن مرسلاً".
(من الصدقة) التي يمشب لك أجرها. (أن تسلم على الناس) ردا أو مبتدأ. (وأنت طلق الوجه) منطلقه ظاهر البشر والتبسم لأنه إدخال مسرة على أخيك المسلم فهو كإدخال السرور عليه بالصدقة" (هب (3) عن الحسن مرسلاً).
8200 -
"من الصدقة أن تعلم الرجل العلم فيعمل به ويعلمه. أبو خيثمة في العلم عن الحسن مرسلاً".
(من الصدقة أن تعلم الرجل العلم) النافع. (فيعمل به ويعلمه) غيره ظاهره أنه ليس من الصدقة مطلق التعليم بل شرط عمل من علمته به وهو الأظهر، لأنك إذا علمت من لا يعمل به فأنت مضيع له فهو كإضاعة المال التي لا أجر فيها فأبعد منه في الأجر بل ربما كان وزراً تعليم من لا يريد به وجه الله بل الوجه الذي حرمه فلينظر الإنسان من يعلمه فما كل متعلم أهل لإلقاء العلم وكم أضاع الإنسان من أوقات في تعليم من نبذ العلم وراء ظهره أو اتخذه وسيلة إلى الدنيا ولكن ما علمنا ما اشتملت عليه القلوب فنستغفر الله من ذلك وإليه نتوب
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 249)، والموضوعات (1/ 162)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5288): موضوع.
(2)
انظر المغنى في الضعفاء (1/ 78، 2/ 770).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (8053)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5289).
(أبو خيثمة)(1) بالخاء المعجمة فمثناة تحتية فمثلثة (في العلم عن الحسن مرسلاً).
8201 -
"من الكبائر استطالة الرجل في عرض رجل مسلم، ومن الكبائر السَّبَّتان بالسَّبَّه. ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن أبي هريرة"(ح).
(من الكبائر) في الذنب. (استطالة الرجل) أو المرأة يقال طال عليه واستطال إذا ترفع وعلا عليه (في عرض رجل مسلم) التقييد به للأغلبية وإلا فإن عرض الذمي محرم لا يحل هتكه وذكر للإطالة لأنه لا يكون من الكبائر الشيء اليسير من الكلام في عرض الأخ المسلم وإن كان معصية. (ومن الكبائر السَّبَّتان بالسَّبَّه) أي مقابلة من سبك بكلمة واحدة من السب بالسبتين وإنه جور وظلم إنما يباح لك من العقاب ما قال الله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ} [النحل: 126](ابن أبي الدنيا (2) في ذم الغضب عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.
8202 -
"من المذي الوضوء، ومن المني الغسل. (ت) عن علي (ح) ".
(من المذي) الخارج من الإنسان (3)، (الوضوء) لأنه يجب مما خرج من الفرج. (ومن المنى) إذا خرج. (الغسل) وكأن المراد بالشهوة ولم يقيد به لأنه
(1) أخرجه أبو خيثمة في العلم (رقم 138) وابن المبارك في الزهد (1385)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5290)، والضعيفة (4517).
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا (727)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5291).
(3)
جاء في الحاشية: والمذي: هو ماء رقيق أبيض لزج يخرج عند الملاعبة لا بشهوة ولا تدفق ولا يعقبه فتور وربما لا يحس بخروجه ويكون ذلك للرجل والمرأة وهو في النساء أكثر منه في الرجال وفيه لغات، بفتح الميم وإسكان الذال وبكسر الذال وتشديد الياء وبكسر الذال وتخفيف الياء، والأولتان مشهورتان أولاهما أفصحهما وأشهرهما والثانية حكاها أبو عمر الزاهد عن ابن الأعرابي، ويقال: مذى وأمذى ومذّى الثالثة بالتشديد انتهى.
الغالب من خروجه. (ت (1) عن علي) رمز المصنف لحسنه وقال الترمذي: حسن صحيح.
8203 -
"من المروءة أن ينصت الأخ لأخيه إذا حدثه ، ومن حسن المماشاة أن يقف الأخ لأخيه إذا انقطع شسع نعله. (خط) عن أنس (ض) ".
(من المروءة) والآداب بين الإخوان. (أن ينصت الأخ) أي المسلم.
(لأخيه) كذلك. (إذا حدثه) تسمع منه ما يقول ولأنه يطيب بإقباله وإنصاته خاطر أخيه بخلاف إذا عرض أو تكلم معارضاً له فإنه يكدر خاطره ويكون كالمسكت له عن حديثه وليس ذلك من آداب أهل الإيمان واللطف بل هو طبع أهل الجفاوة والغلظة. (ومن حسن المماشاة) في الطريق إذا ما شا أخاه. (أن يقف) الرجل. (لأخيه إذا انقطع شسع نعله) حتى يصلحه أو عرض له ما يقضي تأخره عنه فينتظره. (خط)(2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه.
8204 -
"من أخون الخيانة تجارة الوالي في رعيته. (طب) عن رجل.
(من أخون الخيانة) للمسلمين المحرمة المنهى عنها. (تجارة الوالي) ولو على عشرة أنفس. (في رعيته) إذ هو مأمور بالحياطة لهم والرعاية لأحوالهم والرفق بهم وذلك ينافى هذا كله. (طب (3) عن رجل) أي من الصحابة وكلهم عدول فلا يضر جهالة عينه وحاله.
8205 -
"من أسوأ الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره. (هب) عن أبي هريرة".
(1) أخرجه الترمذي (114)، وأحمد (1/ 109)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5910).
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 394)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5292)، والضعيفة (4518): موضوع.
(3)
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1323)، والآحاد والمثاني (871)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5280).
(من أسوأ الناس منزلة) عند الله (من أذهب آخرته) بترك أعمالها. (بدنيا غيره) أي الاستعمال بإعانة غيره على دنياه فهذا أضاع آخرته وأضاع دنياه لأنه اشتغل بدنيا غيره ويصدق هذا على مثل هؤلاء الذين يبيعون دماءهم ودنياهم في قتال الملوك بعضهم مع بعض فترى الجندي يخرج من بيته لملأ بطنه ليقتل النفس التي حرم الله أو يقتل ليتم الملك لزيد أو لعمرو ونظائر ذلك واسعة. (هب (1) عن أبي هريرة)، سكت المصنف عليه وفيه شهر بن حوشب (2) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال ابن عدي: لا يحتج به ووثقه ابن معين.
8206 -
"من أشد أمتي لي حبًّا ناس يكونون بعدي: يود أحدهم لو رآني بأهله وماله. (م) عن أبي هريرة (صح) ".
(من أشد أمتي لي حبًّا) وهو دليل بيان الإيمان به في قلوبهم (ناس يكونون بعدي) بعد وفاتى. (يود) يحب. (أحدهم لو رآني بأهله وماله) أي بإعطاء ذلك في مقابلة الشرف برؤيته أي لو أدرك حياتى أو لو رآنى في منامه. (م (3) عن أبي هريرة).
8207 -
"من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد. (ن) عن أنس (صح) ".
(من أشراط الساعة) أي بعض علاماتها. (أن يتباهى) يتفاخر. (الناس في المساجد) في عمارتها وتشييدها وهل يدل هذا بخصوصه على كراهة تشييدها قيل: لا يدل لأنه صلى الله عليه وسلم إنما ذكر علامة من علامات الساعة وما كل علاماتها محرمة ولا مكروهة بل بعضها مذموم كرفع الأمانة وبعضها لا يذم ولا يحمد
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (6938)، والطيالسى (2398)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5281)، والضعيفة (2229).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 301).
(3)
أخرجه مسلم (2832).
كانتفاخ الأهلة ونزول عيسى عليه السلام نعم الأدلة على كراهة زخرفة المساجد أو تحريمها أحاديث أخر معروفة. (ن (1) عن أنس) رمز المصنف لصحته ورواه أبو داود أيضاً.
8208 -
"من أشراط الساعة الفحش، والتفحش، وقطيعة الرحم، وتخوين الأمين، وائتمان الخائن. (طس) عن أنس (ح) ".
(من أشراط الساعة الفحش) التعدي في القول والجواب (والتفحش) تكلف الفحش والمراد ظهورهما وغلبتهما. (وقطيعة الرحم) عدم صلتها. (وتخوين الأمين، وائتمان الخائن) أي انقلاب الأمور عن وجهها. (طس (2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: رجاله ثقات.
8209 -
"من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين، وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرف، وأن يُبَرِّد الصبي الشيخ. (طب) عن ابن مسعود (ض) ".
(من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين) تحيته كما غلب هذه الأزمنة جهل الناس بأنه يشرع للمسجد تحية (وأن لا يسلم الرجل إلا) لا يرد التحية (على من يعرف) والسنة بذل السلام على من عرفت ومن لم تعرف (وأن يُبَرِّد) بضم حرف المضارعة بعده موحدة فراء مشددة فدال مهملة (الصبي الشيخ) أن يجعل الصبي الشيخ بريدا أي رسولاً لقضاء حوائجه إذ الأصل أن الشيوخ هم الذين يخدمهم الصبيان فإذا انقلب الحال دل على
(1) أخرجه النسائي (2/ 32)، وأبو داود (449)، وابن ماجة (739)، وأحمد (3/ 134)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5895).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (1356)، والضياء في المختارة (2191)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5894)، والصحيحة (2238).
انقلاب دار الزوال. (طب (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن سلمة بن كهيل (2) يريد راويه عن ابن مسعود وإن كان سمع الصحابة لم أجد له رواية عن ابن مسعود.
8210 -
"من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين في النكاح. (هـ) عن أبي رهم".
(من أفضل الشفاعة) بين الناس. (أن تشفع) أيها المخاطب [4/ 172] وهو عام لكل [4/ 172] شافع لا يراد به معين. (بين اثنين) الولي والزوج أو المرأة والزوج أو نحو ذلك. (في النكاح) وذلك لأن النكاح محبوب لله تعالى فالشفاعة فيه محبوبة داخلة في أفضل الشفاعات لما فيها من الفوائد ويؤخذ منه أن من خصال الإثم العظيمة السعي في التفريق بين الزوجين أو في عدم إنكاح الرجل للرجل ومنع المرأة أو نحو ذلك مما هو سبب لخلاف ما يريده الله من هذه السنة. (هـ (3) عن أبي رهم) بضم الراء بزنة فعل وفي الصحابة جماعة مسمون بهذا الاسم وكونه صحابيا يغني عن تمييزه بعينه فإذا كفى عن رجل من الصحابة مع تنوعه فهذا أولى لأنه أقل منه سماعاً.
8211 -
"من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن: تقضي عنه ديناً، تقضي له حاجة، تنفس له كربة. (هب) عن ابن المنكدر مرسلاً".
(من أفضل العمل) أي المتعدى نفعه إلى العباد. (إدخال السرور) من إضافة
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 296) رقم (9489)، وابن خزيمة (1326)، والبيهقي في الشعب (8778)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 24)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8596) دون قوله:"يبرد الصبي الشيخ" فضعيف.
(2)
انظر التهذيب (4/ 137)، والتقريب (1/ 248)، والكاشف (1/ 454).
(3)
أخرجه ابن ماجة (1975)، وانظر جامع التحصيل (1/ 142)، والإصابة (7/ 142)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5283)، والضعيفة (3203).
المصدر إلى المفعول أي إدخالك أيها المخاطب (على المؤمن) ما يحل شرعاً وقد بين منه نوعاً بقوله (تقضي عنه ديناً، تقضي له حاجة) هو من العام بعد الخاص كما أن قوله (تنفس عنه كربة) من ذلك ويؤخذ منه أن من أقبح الأعمال إدخالك الغم والحزن على المؤمن (هب (1) عن ابن المنكدر مرسلاً) وقد رواه الطبراني في غرائب مالك عن ابن عمر مرفوعاً وقال: فيه ضعف.
8212 -
"من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة. (طب) عن ابن مسعود".
(من اقتراب الساعة) أي من علامات اقترابها ودنو وقتها. (انتفاخ الأهلة) يروى بالخاء المعجمة وبالجيم وهما بمعنى والمراد عظمة جرمها كما بينه الحديث الآتي وإنما جعل من علامات اقتراب الساعة لأنه عند اقترابها يزيد الامتحان للعباد بالتكليف كما يقع بخروج الدجال ونحوه، وذلك لأنه لانتفاخه يضطرب الناس فيما تقدر من العبادات برؤية الأهلة من الصوم والإفطار والوقوف بعرفة ونحوه فيقول ناس هو لما يرونه من انتفاخه لليلتين ويقول آخرون بل لليلة، فتزل أقدام وتثبت أقدام كما هو واقع في هذه الأزمنة في غالب الديار. وفائدة هذا الإخبار منه صلى الله عليه وسلم أنه لا اعتبار بجرم الهلال كبر أو صغر أو أنه لا يغير ما ثبت من "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"(2) وأن الرؤية هي المعتبرة لا جرم الهلال وهذا الحديث عندي من أعلام النبوة، ولقد ضلت أمم تحرم الهلال فإنا لله وإنا إليه راجعون. (طب (3) عن ابن مسعود) سكت المصنف
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (7679)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5897)، والسلسلة الصحيحة (2291).
(2)
أخرجه البخاري (1909)، ومسلم (1081) من حديث أبي هريرة.
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 198) رقم (10451)، والأوسط (6864)، والصغير (877)، وانظر الميزان (4/ 329)، وابن عدي في الكامل 4/ 289 وقال: حديث منكر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5898)، والصحيحة (2292).
عليه، وقال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن يوسف ذكر له في الميزان هذا الحديث، وقال: إنه مجهول انتهى. ومثله قاله ابن الجوزي ورواه الطبراني في الصغير بزيادة: "وأن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين" قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن الأزرق الأنطاكي ولم أجد من ترجمه.
8213 -
"من اقتراب الساعة أتى يرى الهلال قبلاً فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة. (طس) عن أنس".
(من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلاً) بفتح القاف والباء الموحدة أي ساعة ما يطلع لعظمته ووضوحه من غير أن يتطلب. (فيقال: لليلتين) أي يقول من رآه: إنه لليلتين وما هو إلا لليلة لكنه انتفخ جرمه امتحاناً كما سلف ومن اقتراب الساعة. (أن تتخذ المساجد طرقاً) إلى غيرها للحاجات فيدخل من باب ويخرج من آخر عابراً لحاجته وهذا مشاهد في أعظم بيوت الله وهو الحرم المكي فإنه كالطريق لأهل مكة يعبرون لحاجاتهم منه إلى مساكنهم ويحتمل أن يراد أن يتخذ كالطرقات يدخل الرجل إلى المسجد ليقضى حاجة فيه من خطاب أحد أو نحو ذلك لا يقصد طاعة ولا يصلي فيه تحية كما هو كائن في غالب مساجد الدنيا خاصة مسجد فيه حاكم أو مفت أو نحوهما. (وأن يظهر) يفشو ويكثر. (موت الفجأة) بالضم للفاء والمد والفتح والقصر. (طس (1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رواه في الصغير والأوسط عن شيخه الهيثم ابن خالد المصيصي (2) وهو ضعيف.
8214 -
"من اقتراب الساعة هلاك العرب. (ت) عن طلحة بن مالك (ض) ".
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (9376)، والصغير (1132)، والضياء في المختارة (2327)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5899).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 716).
(من اقتراب الساعة هلاك العرب) قتلتهم بالموت وقلة التناسل وكثرة غيرهم من الأمم وذلك لأنها لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق والعرب لما كان منهم هذا النبي الكريم لم يكونوا من أشرار الناس فلا تقوم الساعة إلا على القليل منهم أو لا تقوم ومنهم أحد. (ت (1) عن طلحة بن ممالك) الخزاعي رمز المصنف لضعفه [4/ 173] وقال الترمذي: حديث غريب إنما نعرفه من حديث سليمان بن حرب انتهى؛ لكنه قال الزين العراقي: الحديث حسن.
8215 -
"من اقتراب الساعة كثرة القطر، وقلة النبات، وكثرة القراء، وقلة الفقهاء، وكثرة الأمراء، وقلة الأمناء. (طب) عن عبد الرحمن بن عمرو الأنصاري (ض) ".
(من اقتراب الساعة كثرة القطر) أي المطر. (وقلة النبات) الزرع وذلك لأنه لا بركة فيه إذ المقصود من القطر الزرع فإذا لم ينبت فهو لقلة البركة فيه. (وكثرة القراء) للقرآن الحافظين لفظه. (وقلة الفقهاء) العارفين معناه ومعنى السنة أو العاملين وذلك لكثرة الشر وقلة الخير. (وكثرة الأمراء) لتفرق الناس أحزاباً وعدم عقدهم لأمورهم بإمام يرجعون إليه منافسة في الدنيا ومحاسدة وتكبراً وترفعاً وهو الزمان الذي عناه من قال:
وتفرقوا فرقا فكل قبيلة
…
فيها أمير المؤمنين ومنبر
وبئسما ما أمر به هذا الشاعر من الافتراق الذي نهى الله عنه.
(وقلة الأمناء) إذ أول ما يرفع الأمانة من هذه الأمة وفي عطفه على كثرة الأمراء رمز أن الأمانة تنزع منهم فيأخذون حقوق الله على خلاف ما أمر الله به فيخونون الله فيما ائتمنهم فيه ثم يخونوه ثانياً بوضع ما يأخذونه في غير محله وهذا كله كائن في أزمان فهو من أعلام النبوة ويخونون الناس في الأحكام بينهم
(1) أخرجه الترمذي (3929)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5285)، والضعيفة (4515).
وغير ذلك. (طب (1) عن عبد الرحمن بن عمرو الأنصاري) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عبد الغفار بن القاسم وهو وضاع انتهى. فهو خارج عن شرط المصنف في كتابه فكان ينبغي حذفه وكم له من نظائر سلفت.
8216 -
"من أكبر الكبائر الشرك بالله، واليمين الغموس. (طب) عن عبد الله بن أنيس (ح) ".
(من أكبر الكبائر) التعريف للعهد المذكور في {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} [النساء: 31]. (الشرك بالله) وأنواعه عديدة وهو جلي وخفي والمراد هنا الأول لأنه المراد بقوله: {إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
…
} الآية. [النساء: 116] وقيل: المراد الكفر بإشراك أو بغيره إلا أن الكفر بالإشراك أكبر من الكفر بغيره. (واليمين الغموس) أي من أكبر الكبائر وهي الكاذبة لأنها دالة على أن الحالف بها لا يرجو لله وقاراً فهو كالمشرك وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في النار. (طس (2) عن عبد الله ابن أنيس) تصغير أنس رمز المصنف لحسنه وهو كما قال الهيثمي: رجاله موثقون وقال الحافظ ابن حجر: سنده حسن.
8217 -
"من إكفاء الدين تفصح النبط، واتخاذهم القصور في الأمصار. (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(من إكفاء الدين) بكسر الهمزة والفاء ممدود أي قلبه من كفأت الإناء وانقلاب الدين علامة قرب الساعة. (تفصح) من الفصاحة بالمهملتين أي تكلفهم الفصاحة. (النبط) بنون فموحدة مفتوحة جيل ينزلون بالبطائح بين
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (7/ 331)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5284): موضوع.
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (3237)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 105)، والتلخيص الحبير (4/ 167)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5900).
العراقين ثم أطلق على أخلاط الناس. (واتخاذهم القصور في الأمصار) هو نظير أن يتطاول رعاة الشاة في البنيان. (طب (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وفيه عمران بن تمام قال في الميزان: عن أبي حاتم أتى بخبر منكر ثم ساقه.
8218 -
"من بركة المرأة تبكيرها بالأنثى. ابن عساكر عن واثلة".
(من بركة المرأة) على زوجها كما صرح به في رواية. (تبكيرها بالأنثي) ولادتها الأنثى بكراً أولادها وأولهم وتمامه عند الخطيب والديلمى ألم تسمع قوله تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ} [الشورى: 49] فبدأ بالإناث. (ابن عساكر) وكذا الخطيب والديلمي (2) كلهم (عن واثلة) سكت عليه المصنف، وقد رواه الطبراني عن عائشة مرفوعاً بلفظ:"من بركة المرأة على زوجها تيسير مهرها وأن تبكر بالإناث"(3) قال السخاوي: وهما ضعيفان انتهى؛ وأوردهما ابن الجوزي في الموضوعات.
8219 -
"من تمام التحية الآخذ باليد. (ت) عن ابن مسعود (ض) ".
(من تمام التحية) التي أمر الله بها عباده لعباده. (الأخذ باليد) أي أخذ البادئ منهما بيد أخيه فإنه سنة كما مر مراراً، قال ابن بطال (4): الأخذ باليد مستحب عند العلماء إنما اختلفوا في تقبيل اليد فأنكر مالك، وأنكر ما ورد فيه، وأجازه آخرون لأنه قد ثبت أنه قد قبل كفه صلى الله عليه وسلم جماعة، وقد ألف النووي في ذلك جزءاً
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 221)(12945)، وانظر الميزان (5/ 285)، والمغني في الضعفاء (2/ 477).
(2)
أخرجه ابن عساكر (47/ 225)، والديلمي في الفردوس (818)، والخطيب في تاريخه (14/ 417)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5293)، والضعيفة (4519) موضوع ..
(3)
أخرجه النسائي في الكبرى (9274)، وأحمد في المسند (6/ 145)، قال الحافظ العراقي: إسناده جيد، تخريج الإحياء (3/ 440)، وانظر: الموضوعات (2/ 276)، والمقاصد الحسنة (ص: 678).
(4)
انظر: شرح ابن بطال (17/ 50).
مفرداً أبان فيه الجواز (1). (ت (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال الترمذي: سألت عنه محمداً يعني البخاري فقال: هذا الحديث خطأ، وإنما روي من قول الأسود بن يزيد، وفيه عبد الرحمن بن يزيد (3)[4/ 174]، انتهى، وقال الحافظ ابن حجر: في إسناده ضعف.
8220 -
"من تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته ويسأله كيف هو، وتمام تحيتكم بينكم المصافحة. (حم ت) عن أبي أمامة (ض) ".
(من تمام عيادة) بكسر المهملة: زيارة (المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته) أثناء سؤاله أي العائد. (ويسأله كيف هو) زاد ابن السني ويقول له: كيف أصبحت أو كيف أمسيت فإن ذلك ينفس على المريض، قال ابن بطال (4): في وضع اليد على المريض تأمين له ويعرف شدة مرضه ليدعوا له بالعافية على حسب ما ما يبدو له منه وروى أبو يعلى عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد مريضاً يضع يده على المكان الذي يألم ثم يقول: "بسم الله لا بأس"(5) فكأنه تخير بين المحلين أو المراد هنا أن يضع يده على الرأس إذا كان الألم فيه. (وتمام تحيتكم المصافحة) كما سلف آنفاً. (حم ت (6) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الترمذي: ليس إسناده بذاك انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ولم يتعقبه المصنف إلا بأن له شاهداً.
(1) انظر: فتح الباري (11/ 56).
(2)
أخرجه الترمذي (2730)، وقال أبو حاتم في العلل (2/ 307) باطل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5294)، والضعيفة (1288).
(3)
انظر المغني (2/ 389).
(4)
انظر: شرح ابن بطال (17/ 477).
(5)
أخرجه أبو يعلى (4459).
(6)
أخرجه أحمد (5/ 259)، والترمذي (2731)، قال الحافظ في الفتح (10/ 121): إسناده لين، والموضوعات (3/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5297).
8221 -
"من تمام الصلاة سكون الأطراف. ابن عساكر عن أبي بكر".
(من تمام الصلاة) وتمامها واجب. (سكون الأطراف) أعضاء المصلي وعدم اضطرابه وتحركه فإن ذلك يورث الخشوع ويدل على كمال الاطمئنان، قيل: نبه بهذا الحديث على أن الخشوع يدرك بسكون الجوارح إذ الظاهر عنوان الباطن. (ابن عساكر (1) عن أبي بكر).
8222 -
"من تمام النعمة دخول الجنة، والفوز من النار. (ت) عن معاذ".
(من تمام النعمة) نعمة الله على عبده. (دخول الجنة) إذ هي دار النعيم والملك الكبير. (والفوز من النار) كما قال تعالى: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185] والدعاء بذلك هو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: "حولها ندندن" في حديث الأعرابي إذ قال: لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ (2). (ت (3) عن معاذ) سكت عليه المصنف وقال في الكبير: إنه قال الترمذي: إنه حسن.
8223 -
"من حسن الصلاة إقامة الصف. (ك) عن أنس (صح) ".
(من حسن الصلاة) أي في جماعة. (إقامة الصف) تسوية الصفوف وتراصها وإتمامها الأول فالأول قال ابن بطال فيه (4): إن تسوية الصفوف سنة لأن حسن الشيء أمر زائد على تمامه، ورد عليه بأنه قد ورد بلفظ من تمام الصلاة. وأجاب ابن دقيق العيد (5): بأنه قد يؤخذ من تمام الصلاة الندب ، لأن تمام الشيء في
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 203)، والحكيم في نوادر الأصول (2/ 171)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 236)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5295).
(2)
أخرجه أبو داود (792)، وابن ماجة (910).
(3)
أخرجه الترمذي (3527)، وأحمد (5/ 231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5296)، والضعيفة (3415).
(4)
انظر: شرح ابن بطال (3/ 426).
(5)
انظر: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/ 135).
العرف أمر زائد على حقيقته الذي لا يتحقق إلا بها، وإن كان يطلق بحسب الوضع على بعض ما لا تتم بحسب الحقيقة إلا به، ونوزع بأن لفظ الشارع يحمل على ما دل عليه الوضع في اللسان العربي وإنما يحمل على العرف إذا ثبت أنه عرف الشارع (1). (ك (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.
8224 -
"من حسن إسلام المرء تركه مالاً يعنيه. (ت هـ) عن أبي هريرة (حم طب) عن الحسين بن علي، الحاكم في الكنى عن أبي بكر، الشيرازى عن أبي ذر (ك) في تاريخه عن علي بن أبي طالب، (طس) عن زيد بن ثابت، ابن عساكر عن الحارث بن هشام (صح) ".
(من حسن إسلام المرء تركه مالاً يعنيه) بفتح حرف المضارعة: من عناه الأمر إذا تعلقت عنايته به وكان من قصده وارادته والذي لا يعنيه هو الفضول كله على اختلاف أنواعه وهو شامل للأفعال والأقوال ومفهومه أن من قبح إسلام المرء أخذه في ما لا يعنيه وهذا حديث جليل جامع نافع يدخل تحته كل أحوال العبد. (ت هـ عن أبي هريرة)، قال في الأذكار (3): وهو حسن، (حم طب عن الحسين بن علي) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني ثقات. (الحاكم في الكنى عن أبي بكر الشيرازى عن أبي ذر (ك) في تاريخه عن علي بن أبي طالب، طس (4) عن زيد بن ثابت) سكت عليه المصنف،
(1) وانظر كذلك فتح الباري (2/ 209).
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 217)، وابن خزيمة (1543)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5297)، وصححه في الصحيحة (3994).
(3)
الأذكار (ص: 334).
(4)
أخرجه الترمذي (2317)، وابن ماجة (3976) عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (1/ 201)، والطبراني =
وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن كثير بن مروان وهو ضعيف، (ابن عساكر عن الحارث بن هشام) صحابي من مسلمة الفتح، قال الشارح: أشار المصنف باستيعاب مخرجيه إلى تقويته ورد على من زعم ضعفه ومن ثمة حسَّنه النووي بل صحَّحه ابن عبد البر.
8225 -
"من حسن عبادة المرء حسن ظنه. (عد خط) عن أنس (ض) ".
(من حسن عبادة المرء) بكسر المهملة والموحدة طاعته لربه وتذلّله له. (حسن ظنه) أي بربه وبعباده فإن سوء الظن بالله محرم بل هو صفة المنافقين {وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح: 12]، ويراد من حسن العبادة أي واجبها وكذلك حسن الظن بالعباد هو الواجب كما قال تعالى:{إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12](عد خط (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأن فيه سليمان بن الفضل (2) أورده الذهبي في الضعفاء وقال في الميزان: قال ابن عدى: رأيت له غير حديث منكر ثم ساق [4/ 175] له هذا، وقال: هذا بهذا الإسناد لا أصل له.
8226 -
"من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجده فرجل تكتب حسنة والأخرى تمحو سيئة. (ك هب) عن أبي هريرة (صح) ".
(من حين يخرج أحدكم من منزله) لصلاة أو اعتكاف أو أي طاعة. (إلى مسجده) الذي يصلي فيه. (فرجل تكتب) له (حسنة) إسناد الكتب إليها مجاز لأنها سببه كما أن إسناد المحو إلى الأخرى في قوله (والأخرى تمحو سيئة)
= في الكبير (3/ 128) رقم (2886) عن حسين بن علي، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 269)، وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (191) عن زيد بن ثابت، وانظر التمهيد لابن عبد البر (9/ 195، 196)، والأربعين النووية (12)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5911).
(1)
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 291)، والخطيب في تاريخه (5/ 377)، وانظر الميزان (3/ 310)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5298)، والضعيفة (4521).
(2)
انظر المغني (1/ 275).
كذلك وتقدم غير مرة معناه وهو حث على إتيان المساجد للطاعات (ك هب (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي.
8227 -
"من خلفائكم خليفة يحثى المال حثياً لا يعده عداً. (م) عن أبي سعيد (صح) ".
(من خلفائكم خليفة يحثى المال) يعطيه. (حثياً) جوداً وكرماً. (لا يعده عداً) تأكيد لما قبله وفسروه بالمهدي لأنه الذي تكثر الأموال في زمانه ويجود بها (م (2) عن أبي سعيد).
8228 -
"من خير خصال الصائم السواك. (هـ عن عائشة (ض) ".
(من خير خصال الصائم) آداب صومه. (السواك) مطلقاً في أي ساعة أو إنه مقيد لما قبل الزوال الحاصل أن في المسألة أقوال خمسة:
أحدها: لا بأس به مطلقاً قبل الزوال وبعده.
الثاني: يندب قبل الزوال ويكره بعده.
الثالث: يكره بعد العصر فقط.
الرابع: يكره في الفرض بعد الزوال لا في النفل.
الخامس: يكره بعد الزوال مطلقاً ويكره بالرطب. وفيه ما تقدم.
(هـ (3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه مجالدًا (4) قال: ضعفه
(1) أخرجه الحاكم (1/ 217)، والبيهقي في الشعب (2882)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5912).
(2)
أخرجه مسلم (2914).
(3)
أخرجه ابن ماجة (1677)، والبيهقي في السنن (4/ 272) وقال مجالد: غيره أثبت منه وعاصم بن عبيد الله ليس بالقوي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5299)، والضعيفة (3574).
(4)
انظر المغني (2/ 542).
الجمهور ووثقه النسائي.
8229 -
"من خير طيبكم المسك. (ن) عن أبي سعيد (صح) ".
(من خير طيبكم المسك) فيه الإذن بالطيب والإعلام بأحسنه وذلك لأن المسك من خير طيب الرجال فإنه مما يخفي لونه ويظهر ريحه فالخطاب للرجال. (ن (1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته.
8230 -
"من سعادة المرء حسن الخلق، ومن شقاوته سوء الخلق. (هب) عن جابر (ض) ".
(من سعادة المرء) في الدنيا والآخرة. (حسن الخلق) لما تقدم فيه من الأحاديث. (ومن شقاوته) فيهما. (سوء الخلق) فإنه ينال به الوبال في الدارين فالمراد من علامة سعادته ذلك وتقدم الكلام فيه مراراً. (هب)(2) عن جابر) رمز المصنف لضعفه قال العراقي: سنده ضعيف لأن الحسن بن سفيان (3) أورده الذهبي في الضعفاء وقال أحمد: كان يكذب ويضع.
8231 -
"من سعادة المرء أن يشبه أباه. (ك) في مناقب الشافعي عن أنس".
(من سعادة المرء أن يشبه أباه) في خلقته لأنه ينفي التهمة عن أمه ولأنه دليل خيرته وذكورته والحديث له سبب. (ك (4) في مناقب الشافعي عن أنس) سكت عليه المصنف وقال شارح الشهاب: غريب جداً.
8232 -
"من سعادة المرء خفة لحيته. (طب عد) عن ابن عباس (ض) ".
(من سعادة المرء خفة لحيته) بحاء مهملة وتحتية فمثناه فوقيه على ما درجوا
(1) أخرجه النسائي (4/ 40)، وأبو داود (3158)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5914).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (8039)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5302) موضوع.
(3)
انظر المغني (1/ 160)، والميزان (2/ 240).
(4)
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (299)، والديلمي في الفردوس (6012)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5301)، والضعيفة (4522).
عليه لكن في تاريخ الخطيب عن بعضهم أنه تصحيف وإنما هو لحييه بتحتيتين أي خفتهما بكثرة ذكر الله وجرى على هذا الخطابي وابن السكيت وغيرهم وعلى الأول فالمراد خفة شعرهما لأن لحية الرجل زينة له فإذا كانت تامة وافرة وربما كانت سبباً لإعجاب المرء بنفسه والإعجاب يهلك فإذا خف شعر لحيته سلم من هذا الداء فسلم من شر كثير. (طب عد (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: في رواية الطبراني يوسف بن الفرق (2) كذاب، وقال ابن الجوزى: في رواية ابن عدى موضوع، وفي الميزان هذا الحديث منكر كذب ومثله قال الحافظ ابن حجر في اللسان.
8233 -
"من سعادة ابن آدم استخارته الله ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضي الله، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له. (ت ك) عن سعد (صح) ".
(من سعادة ابن آدم استخارته الله) أي طلب الخيرة في الأمر الذي يريده كما علم المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته من الصلاة والدعاء المعروفين (ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله) من خير أو شر فإنه لا يقضي تعالى لعبده إلا بكل خير وإن كان شرًّا في صورته وما يراه. (ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله) فإنه إعراض عن طلب الخير والإعراض عن طلب الخير شقاوة. (ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له) ولذا ورد في الأدعية النبوية: "وأسألك الرضا بعد القضاء". (ت ك (3) عن سعد) إذا أطلق فهو وابن أبي وقاص رمز المصنف
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 211) رقم (12920)، وابن عدي في الكامل (7/ 167)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 164، 167)، وقال أبو حاتم في العلل (2/ 263) هذا حديث باطل موضوع، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5303)، والضعيفة (193): موضوع.
(2)
انظر الميزان (2/ 5)، واللسان (3/ 56).
(3)
أخرجه الترمذي (2151)، والحاكم (1/ 699)، وأخرجه أحمد (1/ 168) من حديث سعد بن =
لصحته لكن قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث محمَّد بن حميد (1) وليس بقوي، وقال في الميزان: ضعفوه ثم أورد له هذا الخبر، قال ابن حجر: وأخرجه أحمد باللفظ المزبور عن سعد المذكور بسند حسن.
8234 -
"من سنن المرسلين الحلم والحياء والحجامة والسواك والتعطر وكثرة الأزواج. (هب) عن ابن عباس".
(من سنن المرسلين الحلم) وهو أشرف الصفات. (والحياء) وهو خير كله وتقدم في أربع من سنن المرسلين أنه في رواية بلفظ والحنا بالنون أي الاختضاب. (والحجامة) للحاجة. (والسواك والتعطر) بالأطياب المباحة، قال المصنف: قد ورد الأمر بالتطيب في غير ما موطن في الشريعة كالجمع والأعياد وغيرهما وشرع لكل حي وميت. (وكثرة الأزواج) وقد كان كثير من الأنبياء لهم [4/ 176] كثيرات كما كان لسليمان عليه السلام ألف زوجة وسرية، والمراد الأغلب من المرسلين فلا يرد يحيى وعيسى عليهما السلام، ثم ليس المراد من كثرة الأزواج تبديل امرأة بأخرى تزوجاً وتطليقاً بل جمع من أذن بهن الشرع في نكاحه كالأربع في شرعنا وذلك أنه سبب للتناسل وهو مراد لله وسبب لغض الطرف والعفة. (هب (2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وقد قال البيهقي: عقيبه تفرد به قدامة بن محمَّد الحضرمي (3) عن إسماعيل بن شبيب (4) وليسا بقويين.
= أبي وقاص، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5300)، والضعيفة (1906).
(1)
انظر الضعفاء (2/ 573)، والميزان (6/ 136).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (7718)، وابن عدي في الكامل (6/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5304)، والضعيفة (4523).
(3)
انظر المغني (2/ 523).
(4)
انظر المغني (1/ 82).
8235 -
"من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء. (خ) عن ابن مسعود (صح) ".
(من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء) هو كحديث: "لا تقوم الساعة على من يقول الله الله وهؤلاء هم شرار الخليقة"(1)، وأما حديث:"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة"(2) فهو مخصص بما هنا أو أن هذا قبيل قيامها وذلك حال قيامها. (خ (3) عن ابن مسعود) وأخرجه البزار وغيره.
8236 -
"من شكر النعمة إفشاؤها. (عب) عن قتادة مرسلاً".
(من شكر النعمة) التي ينعم الله بها على عبده. (إفشاؤها) أي التحدث بها {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11] وظهورها على العبد في مأكله وملبسه وكذا سمي كتم النعمة كفران من الكفر التغطية. (عب (4) عن قتادة مرسلاً).
8237 -
"من فقه الرجل رفقه في معيشته. (حم طب) عن أبي الدرداء (ض) ".
(من فقه الرجل رفقه في معيشته) فإن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، ولأنه بالرفق يتم له الاقتصار على الحلال، ولأنه بالفقه يعلم حقارة هذه الدار وأن خير الناس من عف فيها عن التوسع. (حم طب (5) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه وقال الشارح: إسناده لا بأس به.
(1) أخرجه مسلم (148).
(2)
أخرجه البخاري (7311)، ومسلم (156).
(3)
أخرجه البخاري (7067)، والبزار (1724، 1781).
(4)
أخرجه البيهقي في الشعب (4572)، ومعمر بن راشد في جامعه (10/ 425)، وضعفه الألباني في ضعيف (5306)، والضعيفة (4524).
(5)
أخرجه أحمد (5/ 194)، والطبراني في الشاميين (1482)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5308)، والضعيفة (556).