المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشبهة السادسة: قياس التوسل بالذات على التوسل بالعمل الصالح - التوسل أنواعه وأحكامه

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌التوسل: أنواعُه وَأحكَامه

- ‌الفصل الأول: التوسل في اللغة والقرآن

- ‌معنى التوسل في لغة العرب:

- ‌معنى الوسيلة في القرآن:

- ‌الأعمال الصالحة وحدها هي الوسائل المقربة إلى الله:

- ‌متى يكون العمل صالحاً

- ‌الفصل الثاني: الوسائل الكونية والشرعية

- ‌تعريف الوسائل الكونية والشرعية

- ‌كيف تعرف صحة الوسائل ومشروعيتها:

- ‌الفصل الثالث: التوسل المشروع وأنواعه

- ‌مدخل

- ‌التوسل بأسماء الله وصفاته

- ‌ التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي:

- ‌ التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح:

- ‌بطلان التوسل بما عدا الأنواع الثلاثة السابقة:

- ‌الفصل الرابع: شبهات والجواب عليها

- ‌الشيهة الأولى: حديث استسقاء عمر بالعاس رضي الله عنهما

- ‌الشبهة الثانية: حديث الضرير

- ‌الشبهة الثالثة: الأحاديث الضعيفة في التوسل

- ‌ الشبهة الرابعة: قياس الخالق على المخلوقين

- ‌الشبهة الخامسة: هل هناك مانع من التوسل المبتدع على وجه الإباحة لا استحباب

- ‌الشبهة السادسة: قياس التوسل بالذات على التوسل بالعمل الصالح

- ‌الشبهة السابعة: قياس التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم على التبرك بآثاره

الفصل: ‌الشبهة السادسة: قياس التوسل بالذات على التوسل بالعمل الصالح

وأمر ثالت: وهو أن هذا التوسل بالذوات يشبه توسل الناس ببعض المقربين إلى الملوك والحكام، والله تبارك وتعالى ليس كثله شيء باعتراف المتوسلين بذلك، فإذا توسل المسلم إليه تعالى بالأشخاص فقد شبهه عملاً بأولئك الملوك والحكام كما سبق بيانه، وهذا غير جائز.

ص: 136

‌الشبهة السادسة: قياس التوسل بالذات على التوسل بالعمل الصالح

هذه شبهة أخرى يثيرها بعض أولئك المبتدعين1 زينها لهم الشيطان، ولقنهم إياها حيث يقولون: قد قدمتم أن من التوسل المشروع اتفاقاً التوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح، فإذا كان التوسل بهذا جائزاً فالتوسل بالرجل الصالح الذي صدر منه هذا العمل أولى بالجواز، وأحرى بالمشروعية، فلا ينبغي إنكاره.

والجواب من وجهين:

الوجه الأول: أن هذا قياس، والقياس في العبادات باطل كما تقدم "ص130"، وما مثل من يقول هذا القول إلا كمثل من يقول: إذا جاز توسل المتوسل بعمله الصالح – وهو بلا شك دون عمل الولي والنبي – جاز أن يتوسل بعمل النبي والولي، وهذا وما لزم منه باطل فهو باطل.

الوجه الثاني: أن هذه مغالطة مكشوفة، لأننا لم نقل – كما لم يقل أحد من السلف قبلنا – إنه يجوز للمسلم أن يتوسل بعمل غيره الصالح، وإنما التوسل المشار إليه إنما هو التوسل بعمل المتوسل الصالح

1 منهم صاحب كتاب "التاج".

ص: 136