الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1 - تفسير سورة الفاتحة]
1 - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَاتِحَةِ الكِتَابِ
وَسُمِّيَتْ أُمَّ الكِتَابِ أَنَّهُ يُبْدَأُ بِكِتَابَتِهَا فِي المَصَاحِفِ، وَيُبْدَأُ بِقِرَاءَتِهَا فِي الصَّلَاةِ، وَالدِّينُ: الجَزَاءُ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ " وَقَالَ مُجَاهِدٌ:" {بِالدِّينِ} [الانفطار: 9]: بِالحِسَابِ، {مَدِينِينَ} [الواقعة: 86]: مُحَاسَبِينَ".
(وسميت بأم الكتاب أنه): بفتح الهمزة، أي: لأنهن: (يبدأ بكتابتها)، قيل: هذا يناسب تسميتها "فاتحة الكتاب"، لا "أم الكتاب".
وأجيب: بأنه يناسب بالنظر إلى أن الأم مبدأ الولد.
(كما تدين تدان): هو حديث مرفوع، أخرجه ابن عدي عن ابن عمر، وعبد الرزاق عن أبي قلابة مرسلًا، وعن أبي الدرداء موقوفًا.
4474 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي المَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: " أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]. ثُمَّ قَالَ لِي: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي القُرْآنِ، قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ» . ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، قُلْتُ لَهُ:«أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ» ، قَالَ:{الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]«هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ» .
(خبيب): بالمعجمة مصغر.
(عن أبي سعيد بن المعلى): اسمه رافع، وقيل: الحارث، وقيل: أوس، وليس له في "الصحيح" غير هذا الحديث.
(هي أعظم السور): وجه بأنها مشتملة على جميع مقاصد القرآن على طريق الإجمال، وقد بينت ذلك في "الإتقان" مبسوطا.
(قال: الحمد لله رب العالمين): هو اسم للسورة، ولم يرد الآية وحدها.
(هي السبع) أي: الآيات
(المثاني): سميت بذلك لأنها يثنى بها على الله تعالى، وقيل: لأنها تثنى في كل ركعة، أي: تعاد، وقيل: لأنها استثنيت لهذه الأمة لم تنزل على غيرها.
(والقرآن العظيم الذي أوتيته)، قال الخطابي: فيه دلالة على أن الفاتحة هي القرآن العظيم المقصود في قوله: {ولقد آتيناك} الآية،