الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(سيماهم): بكسر المهملة وسكون التحتية: علامتهم.
(التسبد): بمهملة ثم موحدة آخره مهملة بمعنى: "التحليق"، وقيل: أبلغ منه وهو الاستئصال، وقيل: ترك دهن الشعر وغسله، والمراد به: حلق الرأس، لأنه لم يكن من شعار السلف، وقيل: حلق اللحية.
58 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ} [الأنبياء: 47]، وَأَنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ وَقَوْلَهُمْ يُوزَنُ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: "القُسْطَاسُ: العَدْلُ بِالرُّومِيَّةِ". وَيُقَالُ: "القِسْطُ: مَصْدَرُ المُقْسِطِ وَهُوَ العَادِلُ، وَأَمَّا القَاسِطُ فَهُوَ الجَائِرُ".
7563 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ القَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ".
اختلف: هل الموزون صحائف الأعمال؟ أو هي بأن تجسد؟ وفي "كتاب السنة" للالكائي عن سليمان: "توضع الميزان ولها لسان وكفتان، لو وضع في أحديهما السموات والأرض ومن فيهن لو سعته".
وفيه عن حذيفة: "أن صاحب الميزان يوم القيامة جبريل".
(القسط مصدر المقسط) أي: مصدر بحذف: الزوائد.
(كلمتان): خبر مقدم للتشويق، ولهذا طول بالصفات قوله: ثلاثة
تشرق الدنيا ببهجتها: شمس الضحى، وأبو إسحاق، والقمر، وأطلق الكلمة على الكلام المفيد.
(حبيبتان إلى الرحمن) أي: محبوبتان، أي: محبوب قائلها، وخص الرحمن بالذكر لأن القصد من الحديث بيان سعة رحمة الله لعباده حتى يجازي على العمل القليل بالثواب الكثير.
(خفيفتان على اللسان): استعارة لسهولة جريانها لقلة أحرفهما ورشافتهما.
(ثقيلتان في الميزان): فيه طباق وسجع مستعذب، وسئل بعض السلف عن سبب ثقل الحسنة وخفة السيئة، فاتال: لأن الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها وثقلت، فلا يحملنك ثقلها على تركها، والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها فخفت، فلا يحملنك خفتها على ارتكابها.
(سبحان الله وبحمده): الواو للحال، أي: أسبحه متلبسًا بحمدي له من أجل توفيقه لي، وقيل: عاطفة، أي: وألتبس بحمده، أو التي عليه بحمده، وقدم التسبيح على الحمد لأن الأولى تنزيه عن صفات النقص، والثاني نتاج بصفات الكمال والتحلية مقدمة على التخلية.
قال الكرماني: التسبيح إشارة إلى الصفات السلبية، والحمد إشارة إلى الصفات الوجودية.
(سبحان الله العظيم): كرر التسبيح تأكيدًا للاعتناء بشأن التنزيه من جهة كثرة المخالفين والواصفين له بما يليق بخلاف صفات الكمال، فلم ينازع في ثبوتها له أحد، وقد ناسب بأن الصحيح بأن الاعمال والأقوال توزن افتتاحه بحديث:"الأعمال بالنيات" إشارة إلى أنه إنما يثقل منها ما كان خالصًا، وخصه بالختم لهذا الحديث لأن التسبيح مشروع في الختام.
وقد أخرج الترمذي والحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من جلس في مجلس فكثر فيه لفظه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أنْ لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك"، غفر له ما كان في مجلسه ذلك.
وأخرج النسائي عن عائشة: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس مجلسًا أو صلى أو تكلم بكلمات، فسألته عن ذلك فقال: إن تكلم بكلام خير كان طابعًا عليه إلى يوم القيامة، وإن تكلم بغير ذلك كانت كفارة له: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".
***
قال المصنف رحمه الله: وهذا آخر ما تيسر تعليقه على الصحيح.
ومؤلفه هو الشيخ الإمام العالم العلامة خاتمة الحفاظ بمصره، وفريد العلماء بدهره، هو الشيخ "جلال الدين بن الشيخ الإمام العالم العلامة كمال الدين السيوطي الشافعي"، أطاب الله ثراه ورحمه وتولاه، ونفع بعلمه وبركته المسلمين، آمين، وصلى الله على سيدنا وآله وصحبه تسليمًا كثيرًا، ورضي الله تعالى عن كل الصحابة أجمعين.
وتم الفراغ من نسخه، وضبطه، وتحقيقه على يد الفقير إلى رحمة الله الكريم رضوان جامع رضوان وذلك في غرة شهر رمضان المبارك (1418 هـ)
***