الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ذيل ابن عبد الهادى على طبقات ابن رَجَب، وقد سقط من أوله [بعضُ]
حرفِ الأَلف
.
1 -
أحمد بن على بن أبى بكر الزَّبَدَانِيُّ، الشّيخُ الواعظُ صاحبُ كلامٍ حسنٍ. صنَّف كتاب "زهر الرّياض وشفاء القُلوب المراض"، وهو كتاب حسن فى الوعظ، نقل فيه عن الشَّيخ تقىّ الدين (1)، ونقل عنه (2 أمر الأصل عدمه 2). توفى بعد العشرين وثمانمائة بالصّالحية.
2 -
أحمد المَكِّىُّ، عُرف بـ " ـابن جَعْفَر المكىُّ" الهاشِمِىُّ الفقيهُ الذّكيُّ، كان حسنَ المعرفةِ والفهم، قرأ "المُقنع"، وقرأ "مُختصر القاضى عَلاء الدِّين بن اللَّحَّام" حلَّا على شيخِنا الشّيخ تقىّ الدّين (3)، وأذِنَ له بالإِفتاء. وقرأ "الخُلاصَة" وعرضَها على الشَّيخِ شهاب الدين
1 - أحمد الزَّبَدانِىُّ: (لم أعثر على أخباره).
(1)
لعله يقصد شيخ الإسلام تقى الدين أحمد بن تيمية رحمه الله.
(2 - 2) كذا فى الأصل ولا معنى لذلك.
2 -
أحمد المَكِّيُّ: (لم أعثر على أخباره).
(3)
لعله تقى الدين الجراعى المتوفى سنة (883 هـ) أو تقى الدين بن قندس المتوفى سنة: (861 هـ) وكلاهما من شيوخه وكثيرًا ما يورد المؤلف هذه العبارة فلا أدرى أيّهما يريد؟! وقد أكثر المؤلف من ملازتهما معًا بحيث لم يَعد مثل هذا اللقب يغلب على أحدهما دون الآخر.
ابن زَيْدٍ (1)، وبَرع وأثنى عليه الناس، وله شعرٌ حسنٌ منه قصيدته التى فى دمشق، وقصيدة فى مكة، وكان له محبّةٌ فى قلوب المشايخ وغيرهم. واعتنى بطلب العلم ورحل فى طَلبه إلى الشَّام وقرأ البخارى على الشيخ زين الدين بنِ الحبال (2) وكان خفيف الروح ظريف المعانى، بين الطول والقصر، رقيقًا أَسمرَ، يفضّل الصّفرة والسّواد، ويحتج بأنه لولا أنه أعزّ الأشياء لم يجعله الله فى العين، والصُّفرة بقوله عز وجل:{كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} (3)
قال غالبُ المفسِّرين: هو البياضُ الذى يميلُ إلى الصُّفرة. رحل سنة ثمان وخمسين وثمانمائة إلى مصر قاصدًا مكة فتوفى بمصر هذه السنة.
3 -
أحمد بن عُبادة، القاضى شهاب الدين الحنبلى، أخذ
(1) هو أحمد بن محمد بن أبى بكر بن زيد الشيخ الِإمام العلامة النحوى المفسر المحدث شهاب الدين توفى سنة 870 هـ. المنهج الأحمد: 2/ 146. وقفت له على كتاب سمّاه "الفضة المضيَّة شرح الشذرة الذهبية" لأبى حيّان بخط تلميذه حسن بن على بن إبراهيم المرداوىّ كتبها سنة: (864 هـ) فى مكتبة جستربيتى رقمه (3199).
(2)
ترجمة رقم: (69).
(3)
سورة الصافات: آية: 49.
3 -
ابن عُبادة: (788 - 864 هـ).
أخباره فى الضوء اللامع: 2/ 180، حوادث الزّمان: 2/ 29، والسُّحب الوابلة:62.
قال السَّخاوي: أحمد بن محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغنى بن منصور، شهاب الدين أبو العباس ابن الشمس أبو عبد الله بن الفقيه الزين الجمال الحرّاني الأصل الدمشقى الصالحىّ و (عُبادة) هو عبد الغنى عند الذَّهبى وغيره. مولده سنة 788 فى شهر صفر بدمشق قرأ القرآن على العلاء الشَّحام وغيره وأخذ الفقه عن العلاء ابن اللَّحَّام، وشهاب الدين بن حِجّى وسمع وهو صغير جدًّا على ابن رجب، وسمع عائشة بنت بن عبد الهادى. قال السَّخاوى: قرأت عليه، وكان متواضعا، بهيًّا، حسن الشكالة، مات فى شوّال سنة 864 هـ.
عن عائشة بنت عبد الهادى، وولى قضاء قضاة الحنابلة بدمشق، وتوفى بالصّالحية سنة أربع وستين وثمانمائة، ودفن بها رحمه الله وإيَّانا.
4 -
أحمد البَغْدَادِىُّ، إمام المدرسة ويعرف بـ "الِإمام"، كان يؤم بمدرسة شيخ الِإسلام أبي عُمر، وخطب بجامع المظفرى مدّةً. ذا صوت وحنجرة، قصير أسمر، ليس بالرقيق ولا بالغليظ، كان ذا دين وورع وزهدٍ، وإِلمام بالفقه والحديث والقراءات، أخذ عن ابن عباس (1) وغيره، ولى منه إجازة. توفى يوم السبت في شهر جمادى الأولى سنة إحدى وستين وثمانمائة بالدَّيَر، وصُلِّىَ عليه بالجامع، وكانت جنازته مَشهودةً ودفن بالسَّفحِ من جهةِ الغَرب، غربى بركة الأماج، رحمه الله تعالى.
4 - أحمد البغدادى: (؟ - 861 هـ).
لم أقف على أخباره.
وأخل المؤلف رحمه الله بترجمة اثنين كل واحدٍ منهما يدعى أحمد البغدادى الحنبلى:
أحدهما: أحمد بن صالح البغدادى، شهاب الدين، خطيب جامع القصر ببغداد. قال ابن حجر: كان من فقهاء الحنابلة مات شهيدا بيدى اللنكية لما هاجموا بغداد سنة 795 هـ (الدرر الكامنة: 1/ 151).
والثاني منهما: أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن ماجد، جمال الدين أبو محمد البغدادى، قال ابن حجر أيضاً: سمع منه القرئ شهاب الدين ابن رجب وذكره في معجمه وأثنى عليه، وقال: اقرأ بالمستنصرية وكان حريصاً على تعليم الخير ومات في المحرم سنة 757 هـ. (الدرر الكامنة: 1/ 175). و (المنتقى من معجم ابن رجب: 35).
(1)
لعله يقصد عليّ بن محمد بن عباس بن اللَّحام ترجمة رقم: (87).
5 -
أحمدُ بن نَصرِ الله الحَنبلى، الشَّيخ عزّ الدين المِصْرِىّ الفقيه الأصولى النَّحوى المحدث الزاهدُ الورعُ القدوةُ. أخذ عن خاله
5 - أحمد بن نصر الله: (765 - 846 هـ)
أخباره في معجم ابن فهد: 96، والذيل على رفع الأصر: 109، والضوء اللامع: 2/ 233، وعنوان الزمان: 62، والمقصد الأرشد: 26، والمنهج الأحمد: 2/ 140 ومختصره: 182، والقلائد الجوهرية: 374، 375، والشذرات: 7/ 250، والسحب الوابلة: 66، وله ترجمة في أوراق في تراجم الحنابلة بخطِّ الشَّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى هي في غالبها منقولة من هنا.
وهو من كبار علماء المذهب ومشاهيرهم اسمه كاملًا: أحمد بن نصر الله بن أحمد ابن محمد بن عمر التُّسْتَري الأصل البغدادى محب الدين وشهاب الدين أيضاً. أبو الفضل وأبو يَحْيَى وأبو يوسف أيضاً. مولده ببغداد يوم السبت سابع عشر شهر رجب سنة 765 هـ وقرأ على أبيه (نصر الله) الآتي ذكره، وعلى نجم الدين أبي بكر بن قاسم، ونور الدين عليّ بن أحمد المقرئ
…
وغيرهم.
قال ابن مُفلح: قدم القاهرة مع والده وأخذ عن مشايخها منهم الشَّيخ سراج الدين البُلقينى وزين الدين العراقى وابن المُلقِّن. وأخذ عن زين الدين رجب.
قال السَّخاوى في ذيل رفع الأصر: والعجيبُ أنه لم يلازم الزين العِرَاقى وهو المشار إليه في علم الحديث، بل لا أعلم أنه أخذ عنه بالكلية. وهذا مخالف لنص ابن مفلح كما ترى. وكأنه يعرضُ به في قوله في الضوء:"وإن أدرجه بعضهم في شيوخه" وقوله: "والعجب
…
" وهى عبارة ابن فهد في معجمه. وأطال السخاوى في ترجمته وذكر أسانيده ومروياته وشيوخه. وقال ابن مفلح أيضاً: "وهو من أجل مشايخنا، وانتهت إليه مشيخة الحنابلة بعد موت مستخلفه قاضى القضاة علاء الدين بن المغلى".
وقال: قال شيخنا قاضى القضاة تقى الدين شهبة (؟) اجتمعت به وهو أهل لأنَّ يُتَكلَم معه. وكان شكلاً حسنًا، وكان لا ينظر بإحدى عينيه. =
[وغيره](1)، وأخذ من شيوخ مصر، ولى منه إجازةٌ. ولى القضاء بعد موت القاضي [علاء الدين](2). وكان شيخُنا تقى الدين (3) رحمه الله أثنى عليه ثناءً جميلاً، وانفرد برئاسة مذهب أحمد بالقاهرة - وزعم بعضهم: وفى غيرها.
له النظم والنثر، له "مُختصر الطوفى"، و "نظم التحفة"، وله كتاب "تَصحيح المُحرر" وكتاب "تَصحيح المُقنع (4) " وكتاب "نظم الطوفى"، و "نظم منهاج البَيضاوِى"، و "نظم جمع الجوامع"، واختصر "الألفية"، واختصر "الخِرقى"، وشرح بعض "المنورة"، له كتاب "الطَّبقات" - أربع مجلدات (5) - واختصر "القواعد"، وبعض "شرح الطوفى" لجدِّه، وله كتاب في الفقه، واختصر "المحرر"، وغير ذلك. وخطّه أعكس وسمعت أنه يقول: خطى ثلاثة أصناف، صنف لي؛ و [صنف] للناس، وصنف لا لي ولا للناس.
= وقد أخل كتابنا هذا بذكر أخويه عبد الله وفضل، وكذلك ولدى المذكور محمد ويوسف، وابنى أخويه وبعض أحفادهم. وقد ذكرهم جميعاً ابن حميد في السحب الوابلة عن السخاوى في الضوء
…
. وعن غير السخاوى أيضاً.
(1)
في الأصل: وعنه.
(2)
في الأصل: "بدر الدين" والصحيح أنه ولى القضاء بعد علاء الدين بن مغلى صاحب الترجمة رقم (101).
(3)
لعله تقى الدين ابن قندس (ت 860 هـ).
(4)
ذكر لي صديقُنا الدكتور أحمد بن عبد الله حُميد أن في مكتبة والده سماحة الشَّيخ عبد الله بن حميد رحمه الله منه نسخة خطية.
(5)
وله أيضاً مختصر طبقات ابن رجب تحدثت عنهما في المقدمة، ورأيت له فتوى في الظاهرية رقم 2759.
وانتهت إليه الرئاسة في المذهب وغيره، واستماع الكلمة في الديارِ المصرية قلت: وسائر الدُّنيا. وأثنى عليه بالدِّين والصلاح والتَّواضع والكرمِ وتَفَقدِ أحوال النَّاس. توفى في شهر ربيع الآخر سنة ستٍّ وسبعين وثمانمائة - رحمه الله تعالى -.
6 -
أحمد بن أبي بكر بن محمد [بن عبد الرحمن] بن محمد بن زُريق - آخو شيخنا ناصر الدين - أخذ عن ابن حجر وأخوته عبد الله، وعبد الرحمن، والقاضى نظام الدين، وابن الطَّحان، وغير واحد، واشتَغل
6 - ابن زريق: (830 - 891 هـ).
من آل قدامة أخباره في الضوء اللامع: 1/ 255، والمنهج الأحمد: 2/ 155 ومختصره: 195، وشذرات الذهب: 7/ 351، والسحب الوابلة:28.
أكمل نسبه السخاوى في الضواء: 1/ 255 فقال:
أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن التقى سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشَّيخ أبي عمر، العز أبي الخير بن عماد بن الزين القرشيُّ العمرى المقدسى الحنبلى
…
ولد سنة 830 هـ بصالحية دمشق ونشأ بها وحفظ القرآن عند إسماعيل العجلونى و "تجريد العناية" لابن الحاج واشتغل بالفقه والعربية على التقى ابن قُندس وأذن له بالإفتاء والإقراء وسمّعه أخوه في سبع وثلاثين فما بعدها على ابن ناصر الدين وابنة ابن الشرائحى، وحدث باليسير ويذكر بالشجاعة والِإقدام ونحو ذلك. لكنَّه سقط عن فرس فعجز عن المشى إلَّا بعُكازين مات بدمشق في ليلة الثلاثاء ثامن ذى الحجة ودفن عند أقاربه.
قال ابنُ حُميدٍ: وخَطُّه حسن جدًّا عندى منه حاشية شَيخه التَّقى بن قندس على الفروع بتاريخ: 865 هـ، أقول: وقد يسّر الله لي الاطلاع على هذه الحاشية التى ذكرها =
وحصَّل، له يد في الوقف وعلم الفرائض والميقات. وضع كتاباً في الوقف، وله خط حسن، قرأ "تَحْرِيْد العِنَاية"(1) / وغيره.
توفى سنة إحدى وتسعين وثمانمائة.
7 -
أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادى بن شهاب الدين. ولد في شهر رجب سنة ستٍ وخمسين، ودرَّس، وكان له يد في الفرائض وغيرها، وصنَّف عدَّة كُتُب وتوفى يوم الأحد حادى عشر شهر
= ابنُ حميد بخطِّ ابن زُريق هذا وعليها خطُّ ابن حُميد في آخرها ترجم لابن زريق ترجمة مختصرة ثم قال: "وترجمته في الطبقات التى جمعتُها وسمَّيتها: "السحب الوابلة في طبقات الحنابلة" نفع الله بها آمين كتبه الفقير محمد بن عبد الله بن حُميد، خادم الإفتاء بمكة المشرفة وهذه الإشارة من المؤلف إلى اسم كتابه لم تتضمن كلمة "ضرائح" الواردة على نسختى منه؟! وأشار ابنُ حُميد إلى ترجمة جيدة للمذكور كتبها تلميذه شمس الدين ابن طولون في كتابه سكردان الأخبار. وذكر وفاته في ثامن عشر ذى الحجة، فلعل كلمة (عشر) سقطت عند الطبع في كتاب السَّخاوى. ورأيت كتباً كثيرةً بخطِّ ابن زُرَيق هذا.
(1)
"تَجْرِيْدُ العِنَايةِ". من تأليف الإمام الفقيه الأصولي عليّ بن محمد بن عباس ابن اللَّحَّام البَعلى الحنبلى ترجمة رقم (87).
7 -
الحسن بن عبد الهادى: (756 - 895 هـ).
أخباره في الكواكب السائرة: 1/ 131، والنَّعت الأكمل: 98 ومتعة الأذهان: 4، والسحب الوابلة: 31، ونقل أخباره عن سكردان الأخبار لابن طولون الدّمشقى. وذكره في الكواكب السائرة والنعت الأكمل مخلُّ بشرطيهما، وذلك أن المترجم ليس من أهل القرن العاشر. وصاحب النَّعت الأكمل ذيل بكتابه على كتاب العُليمى والتزم أن لا يترجم إلَّا من مات بعد سنة تسعمائة، ولعل العذر لهما أنهما لم يذكرا وفاته فلعلهما يظنان أنه توفى بعد سنة تسعمائة والله المستعان.
رجب سنة خمس وتسعين وثمانمائة، ودفن بالروضة على والده بمدرسة الشَّيخ موفق الدين.
= وهو أخو المؤلف لأبويه، وألف في أخباره كتاباً اسمه:"تعريف الغادى بفضائل أحمد بن عبد الهادى" رأيتُه بخطه في الظَّاهرية في ستِّ ورقات. ويغلِبُ على ظَنى أنه لم يتِمَّه كما تدل على ذلك الورقة الأخيرة منه وقد ورد فيه بعض مبالغات وتجاوزات غير مرضِيَّة. وتتميماً للفائدة أنقُل منه هنا ما تَمس الحاجة إليه ممَّا يكشف عن جوانب من حَياة المترجم.
قال المؤلف:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - وهو حسبى
الحمد لله رب العالمين وصلَّى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلَّم.
أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادى بن عبد الحميد بن عبد الهادى. ولد سنة 856 هـ وسمع الحديث من جماعة بإفادتى وتَسميعى له كالنِّظام وابن الشَّريفة وفاطمة الحَرَسانِيَّة وخلائق من أصحاب ابن المحب ومن أصحاب ابن البالسى وأصحاب عائشة بنت عبد الهادى مثل ابن زيد
…
واستَجْزتُ له من مشايخ كثيرة. وقرأ واشتغل وحصَّل. وقرأ: "المُقنع" واشتغل على السبكى في الفرائض فأجادها.
وشارك في العلوم وصنَّف عدة مصنفات وشرح "المُلحة" و "الخَرقى" وصنف في الحديث والفرائض
…
وغير ذلك.
وكان ديناً خيرًا (مواضب؟ هكذا) على الصَّلاة في الجماعة كثير التشديد في الطَّهارة كثيرُ الصوم محبًّا لِفِعَالِ الخَير. وقرأ على القاضي علاء الدين المِرْداوى الكثير وكان يحبه وقرأ على التَّقى الجُراعى
…
وغيرهم ونشأ على طريقة حسنة بحيث إنّه لا تُعرف له صَبوة وكان أبوه يحبه، وحج وزار بيت المقدس وتزوَّج وتَسرى ولم يُولد له ولدٌ قط واشتغل ودرس وكان ملازماً لفعال الخير. وقد وُجِدَتْ له في مرض الموتِ أحوال تدل على الخَير الزَّائد.
ونقلَ ابنُ حُميد في السحب الوابلة عن الشّمس بن طُولون في كتابه "سكردان =
وأثنى عليه بحيث أنه لا يُسمع إنسان إلَّا أثنى عليه، وكانت له جنازة مشهودة، وحُمل على الأصابع، ورأيتُ في مرضه أموراً دلت عندى على ولايته، وكشف عن أحوال الآخرة ورضى بالموت، بحيث أنه حصل له مرَّة من المرار فجعل كلما أغض يستغيث بجبريل ويقول له: يارُوح الله هؤلاء عنّى. وجعل كلّما جلستُ عندَه يقول لي: [
…
... .] (1) فأقول له: أنت طيِّب. فيحلفُ ويقولُ: ما بقى فيها شئٌ. وجعلتُ أدعو له بالعافية عَقِيْبَ الصَّلوات فكأنه كان يتأخر عن القَبض لذلك العُذْر السابق، وكأنه اطلعَ على ذلك، فجلست عنده مرَّة فجَعَل (2 يُقسم على 2)
= الأخبار" بعض أخباره ومما جاء فيه قوله: "هو الشَّيخ الإمام المتقن المفيد العالم الزَّاهد العلامة شهاب الدين أبو العباس الشهير بـ "ابن المِبرد" بكسر الميم وسكون الباء. حفظ القرآن واشتغل وحصل وبرع واشتغل على عدة من الشيوخ وهو صغير بإفادة أخيه لأبويه شيخنا جمال الدين يوسف منهم والده
…
". وأطنب في ذكره.
(1)
بياض في الأصل بمقدار كلمتين، وفى تعريف الغادى:"وجعلت كلَّما جِئْتُهُ يقول أيش تَعملُ؟ أين تدفنون؟ كيف تَفعلون؟، وأقول له: دَعْنا من هذا الكلام أنت بخير فيحلف ويقسم أن ما بقى فيها شئٌ ويوصى".
(2 - 2) في الأصل: "فجعل على ويقسم". وفى تعريف الغادى: "
…
فلما جئتُه أقبل إليَّ وأقسم على أكثر من عشر مرار يقولُ: بالله عليك أقسمتُ عليك بالله أوصلنا وخليْنا (كذا) نستريح بالله عَليك أقسمتُ عليك بالله".
أورد المؤلف هذا الكلام وغيره في "تعريف الغادى" أيضًا ليتوصل إلى أنه كشف له عن أمر الآخرة وقد نصَّ على ذلك في "تعريف الغادى" أيضا وأنها أمور تدل على ولايته.=
ويقولُ سألتك (1) بالله أفصِلْنا وخَلنَا نَسْتَرِيح وأخبرنى غير واحدٍ من الرّجال والنِّساء عند رَفعه بشائرَ تدقُّ من السماء. وأخبرني غير واحدٍ ممن كان في جنازته وأنَّهم كانوا يرفعون أيديهم جَهدهم فلا يَصِلُون إليها قال: وكانَ النَّاسُ يطلبون التأنى، فيقولون نحن نَجرى ولا نَلحق الجِنازة. وأخبرنى (2) غير واحدٍ قال: لما رأيتُ ذلك وضعت يدى في [قائمة (3)] السَّرير وتعلقت فيه لأنله فوقعت.
8 -
أحمد - خال الخلال -، شهاب الدّين، الزّاهد الورع صاحب الدين والورع والسُّكون. كان يُقرئ القرآن بجامع المُظَفَّرِى،
= وهذا كلُّه لا يدل على أكثر من أنه هَذَيان محموم أثخنه الألم والمرض فقط، جعل الله ذلك تكفيراً وتطهيراً من الذنوب والخطايا. أخرج البُخاريّ ومسلم في صحيحهما عن عائشة رضى الله عنها عن النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ما من مصيبة تصيبب المسلم إلَّا كَفر الله عنه بها حتَّى الشَّوكة يشاكها" البُخاريّ: 10/ 89، 90 (فتح الباري) باب ما جاء في كفَّارة المرض.
(1)
العبارة في الأصل هكذا: "بالله سألتك بالله
…
".
(2)
في " تعريف الغادى": "وأخبرت عن صَخْر المَرْداوى أنه قال: تعلقتْ يدى في قائمة السرير فحمَلَنى السَّريرُ ورَفَعَنى عن الأرض وبقيت معلقا وأنا سائر معها".
وهذه الأخبار انفرد المؤلف رحمه الله بذكرها ولم أجد أحدًا غيره ذكرها أو وافقه عليها. ولم أطلع في أخبار العلماء السابقين أن جنازةً رفعت بين السماء والأرض فلم تَنَلْها أيدى البشر إلَّا ما يردُ في خرافات كتب غُلاة الصوفية ومدعى الولاية ومثل هذه الخرافات لا يَخفى على العُقلاء ضعفها وسقوطها والله تعالى أعلم.
(3)
في الأصل: "قلمة" والتصحيح عن تعريف الغادى.
8 -
خال الخلال - (؟ - 867 هـ). لم أعثر على أخباره.
ملازماً له في سائر الصلوات، يأتى قبل الصَّلاة فيقيم فيه إلى أن يُصلَي، ويأتيه يوم الجُمعة صلاة الفجر فلا يفارقه حتَّى يُصلى الفَجر والعَصر مواظباً على الصف الأول في نقرة الإمام. ابتلى في آخر عمره بوجع في رجليه وأفخاذه، ومع ذلك لا يَفْتُرُ عن العبادة وكان ربما نامَ في بيته في المدرسة، فأخبرنى بعضُ أصحابنا أنه [يُصلّى] من أول الليل - حتَّى في شدَّة البَرد، ومع ذلك الوجَع، وسيلان الدّم والقيح في رجليه - يتوضّأ ولا يزال يصلى إلى الفجر هيئتهُ هيئة الصالحين، وزيُّه زىّ النُّساك، أبيض ليس بالطويل، كثُرت عليه الأوجاع في آخر عُمره، وتُوفى يوم الثلاثاء رابع شهر جمادى الأولى سنة سبع وستين وثمانمائة، وكانت جنازته مَشهودةً وكثُر الخلق فيها، وحُمِل على الرُّؤوس، وأطراف الأصابع، وصُلِّى عليه بالجامع بعد العصر، ودُفن فوق المغارة الأرموية عند قبور الأرموى بوصّيةٍ، وتقدم في الصَّلاة عليه الشَّيخ عمر التَّلِيْلىُّ، وأثنى عليه النَّاس خيراً - رحمه الله تعالى وإِيّانا.
9 -
أحمد بن محمد بن علي - عرف بابن العاوى البَعْلِى الحَنْبَلِى أحد العدول بها، ومنه لَبِسْتُ الخرقة القادرية (1)، عدلاً نظيفاً حسنَ الكتابة، كثيرَ المروءة. توفى يوم الأحد في العشر الأول من جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وثمانمائة ببعلبك ودفن بها - رحمه الله تعالى وإيانا.
9 - ابن العاوى:؟ (؟ - 871 هـ). لم أعثر على ترجمته. وربّما أن كلمة: (العاوى) محرفة لكن لم أتمكن من إصلاحها.
(1)
هي بدعة صوفية لم تستند إلى نص شرعيّ، وعملها مخالف لكمال العقيدة.
10 -
أحمد بن أسعد بن مُنَجَّى بن شيخنا وَجيه الدّين قاضى القُضاة شهابُ الدّين، أخونا وصاحبنا.
11 -
أحمد بن عُبَادَةَ، ولى قضاء قضاة الحنابلة، أخونا وصاحبنا. (1 أحمد في سائر العلوم 1).
10 - وجيه الدين بن مُنَجى: (827 - 908 هـ) أخباره في النَّعت الأكمل: 66، والكواكب السائرة: 1/ 131 ومُتعة الأذهان: 3، ومختصر طبقات الحنابلة:74.
أحمد بن أسعد بن عليّ بن محمّد بن مُنَجَّى بن عثمان بن أسعد، القاضي شهاب الدين أبو العباس التنوْخِى الصَّالحى الدمشقيُّ، الإمام العالمُ العاملُ الفاضلُ النحريرُ الهمامُ له كتاب "العَقيدة" نظمًا في نحو سبعمائة بيت على طريقة السَّلف، يغلِبُ عليه جانب التَّصوف. عفا الله عنه.
11 -
ابن عُبَادَةَ: (؟ - 891 هـ).
لعله هو أحمد بن عبد الكريم بن محمد بن عُبَادَةَ السَّعْدِى الأنصارِىُّ قاضى القضاة شهاب الدين بن نجم.
أخباره في الضوء اللامع: 1/ 353، والمنهج الأحمد: 2/ 155. ومختصره: 195، وشذرات الذهب: 7/ 350، والسُّحب الوابلة: 42، قال السَّخاوى: يعرف كسلفه بـ "ابن عُبَادَةَ" كان كل من جدَّه وأحد أولاده الشهاب حنبلياً فخالفه ولداه الآخران فتشفَّع الأمين وتحنَّف والد صاحب الترجمةَّ ونشأ هذا خطيباً وولى قضاء الحنابلة بدمشق كجده وعمه الشهاب
…
(هو المتقدم ذكره أحمد بن محمد). ترجمة رقم: (3) ولم يذكره ابن طولون في قضاة دمشق وذكر عمه المذكور أحمد بن محمد (شهاب الدين) أيضاً.
قال العُلَيْمِىّ: كان صدراً رئيسًا عن رؤساء دمشق، وهو من بيت علم ورئاسةٍ
…
ولى قضاء دمشق وتوفى بمكة المشرفة يوم الخميس ثالث شعبان سنة 891 هـ ودفن بالمعلاة.
(1 - 1) هكذا وردت هذه العبارة في الأصل ولا معنى لها إلَّا أن يقصد أنه محمود في سائر العلوم.
12 -
أحمد النَّجْدِىُّ، قرأ علىّ في الفقه من "أصول ابن اللَّحَّام" وغير ذلك، له مشاركة حسنة.
13 -
أحمد النَّجْدِىُّ / - أيضاً - قرأ على في "المُقنع" وغيره.
14 -
أحمد بن عبد الله العَسْكَرِى، حفظ "المُقنع" والطوفى، و "الخُلاصة"، واشتغل وحصَّل، وأذن له بالِإفتاء وعمره قريب من خمس وعشرين سنة.
12 - أعرف من النجديين الذين وفدوا إلى الشام الشَّيخ أحمد بن يَحْيَى بن عَطْوَة بن زَيد التَّميمى ت 948 هـ.
أخباره في عنوان المجد: 2/ 303، والسحب الوابلة: 172، وعلماء نجد: 1/ 196.
قال ابن حُميد: ولد في بلد العُيَيْنَةَ - تصغير عَيْن - ونشأ بها فقرأ على فقهائها ثم رحل إلى دمشق لطلب العلم فأقام فيها مدة، وقرأ على أجلاء مشايخها منهم العلامة الشَّيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله العسكرى
…
وتخرج به وانتفع، وقرأ على غيره كالجمال يوسف بن عبد الهادى والعلاء المرداوى وتفقَّه ومهر في الفقه فأجازه مشايخه وأثنوا عليه، فرجع إلى بلده موفورَ النَّصيب من العلم والدين والورع فصار المرجع إليه في قطر نجد والمشار إليه في مذهب الإمام أحمد، وانتفع به خلق كثير من أهل نجد تفقهوا عليه وألف مؤلفات عديدة منها "القلائد" وله تحقيقات نفيسه وتدقيقات لطيفة. توفى يوم الثلاثاء ثالث رمضان المبارك سنة 948 هـ. رأيت خطه على كثير من كتب الفقه الحنبلى في الظاهرية.
14 -
أحمد العَسْكَرِيُّ: (؟ - 910 هـ).
أخباره في مُتعة الأذهان: 7، والكواكب السائرة: 1/ 149. والنعت الأكمل: 87 وشذرات الذهب: 8/ 57، والسحب الوابلة: 45 ومختصر طبقات الحنابلة: 78.
أخذ عن الشَّيخ شهاب الدين بن زَيْد، والنّظام بن مفلح، وغيرهما، وأخذ العلم عن الشَّيخ تقى (1) الدين، والقاضى علاء الدين المَرْداوى، والشيخ أبي بكر الجُراعى (2) وغيرهم.
= وهو أحمد بن عبد الله بن أحمد العَسْكَرِىُّ الصالحِىُّ ذكره ابن حُميد ونقل أخباره عن "السكردان" لابن طُوْلُون وأطال في ذكره، ومن ذلك قوله: وصار إليه المرجع في عصره في مذهب الحنابلة. وقال ابن طُوْلُون أيضاً: قرأت عليه القرآن ثم سمعت عليه غالب الصَّحيحين وأشياء كثيرة ولازمته سنين عديدة.
وقال الغَزِّى: مفتى السادة الحنابلة بدمشق كان صالحاً ديناً صالحاً عابدا مباركا يكتب على الفتيا كتابة عظيمة، ولم يكن في زمنه نظير له في العلم والتواضع والتقشف على طريقة السلف الصالح. وقال: ألف كتاباً في الفقه جمع فيه بين "المقنع" و"التنقيح" ومات قبل أن يتمه.
وقال ابن طُوْلُون الدمَشْقِى:. . أو الظاهر أنه كان سالكاً طريقَ السلفِ فيها وكثير ما كان يحرضُنا على مطالعة "الصراط المُستقيم في إثباتِ الحَرف القَديم" للموفق ابن قُدامة، ويقرأ لنا كلام أبي الفضل بن حَجَر في شرحه لكتاب التَّوحيد من آخر شرحه للصحيح وكان ملازماً لقراءة تفسير القرآن لشيخ السنة البَغَوِى
…
وقال أيضاً: وصنف صاحب الترجمة كتاباً جمع فيه بين "المُقنع" في الفقه لابن قدامة، و "التَّنقيح" لأبي الحسن على المرداوى، وهو كتاب مفيد ولكنه اخترمته المنية قبل إتمامه، وقد بلغنى أن صاحبنا الشهاب الشويكانى تلميذه شرع في تكملته.
وتوفى سادس عشر ذى القعدة سنة عشر وتسعمائة.
ومن الكتاب المذكور نسخة في دار الكتب المصرية وقفت عليها. وهو من أصول كتب الحنابلة التى لم تطبع وله نسخ أخرى.
(1)
لعله ابن قندس المتوفى سنة 861 هـ.
(2)
في الأصل: "الخُزاعى".
15 -
أحمد الحِمْصِى الخَطيب، شهابُ الدين، خطيبُ بيت لِهْيَا (1) وغيرها له تفهمٌ واعتناء بالخُطب وتَحصيلها، توفى سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بالصالحية.
16 -
إسماعيل بن محمد بن بَرْدَس البَعلى الحنبلى، الِإمام المحدّث الفقيهُ الأصولىُّ اللغوىُّ النَّحوى، المشتغلُ المحصلُ.
ولد ببَعْلَبَكَّ واشتغل بها، أخذ عن جماعةٍ من المحدثين. قرأ عليه شيخُنا الشَّيخ تَقِىّ الدين بن قُنْدُس. قلتُ: أما قراءةُ الشيخ تقىِّ الدِّين
15 - أحمد الحمصي (؟ - 872 هـ).
أخباره في المنهج الأحمد: 2/ 47، ومختصره:190.
قال العُلَيْمِى: أحمد بن عبد الرحمن بن خالد بن زهرا الحِمْصِى الشَّيخ شهاب الدين بن الشَّيخ زين الدين بن القاضي شمس الدين توفى بحِمْصَ سنة 872 هـ.
(1)
بكسر اللام وسكون الهاء وياء وألف مقصورة، كذا يُتَلَفَّظُ به، والصحيح بيت الآلهة وهى قرية مشهورة بغوطة دمشق. . (معجم البلدان: 1/ 522).
16 -
ابن بَرْدَس البَعْلِىُّ: (720 - 786 هـ).
أخباره في إنباء الغمر: 1/ 292 / 293 - والدُّرر الكامنة: 1/ 404 والرد الوافر: 153 والتبْيَانِ لابن ناصر الدين أيضًا: 158، وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 3 / 140، 141، ولَحظ الألحاظ لابن فهد: 166 والمقصد الأرشد: 38، والمنهج الأحمد: 2/ 131، ومختصره: 167، 168، والشذرات: 6/ 287، والسُّحب الوابلة: 75
…
وغيرها.
قال ابن ناصر الدين في التبيان شرح بديعية البَيَان الطبقة الثالثة والعشرون:
ثم الرضى بن بَرْدَس إسماعيلُ. . . وفِيْهِمُ ذا كَرَم فَضِيْلُ
ثم قال: وهو إسماعيل بن محمد بن بَرْدَس بن نصر بن بَرْدَس بن رسلان البعلبكى الحنبلى، أبو الفداء. . أحد الحفَّاظ الصلحاء المصنفين المحدثين المكثيرين المفيدين، حسن الخلق، كثير الديانة، لطيف البشرة عزيز المروءة مع الصيانة. (2)
ابن قُندُس على شيخنا الشَّيخ عماد الدين ففيها نظرٌ (1)، قال الشَّيخ تقىُّ الدّين: وفاة الشَّيخ عماد الدين المذكورة تزيد على أربعين سنة، والذى يظهر أنه إنَّما قرأ عليه، وللشيخ تاج الدين المتوفى أيضًا سنة ثمان وعشرين وثمانمائة. وكان له الخَطُّ الحسن، كتب "الفروع" وله عليها حواش حسنة. ترجمه الشَّيخ شمس الدين بن ناصر الدين، فقال: الشَّيخ الِإمام العالم المقرئ الحافظ المفيد، الصالح الزَّاهد، البركة القدوة، عماد الدين أبو الفدا إسماعيل بن محمد بن بَرْدَس بن نصر بن بَرْدَس بن رسلان البَعْلَبَكِىّ الحَنبلى، مولده سنة عشرين وسبعمائة، وله مؤلفات معلومة كثيرة نظماً ونثراً. قلتُ: منها "الكِفايةُ نظمُ النهاية"
(1) في كلام المؤلف هنا نقص واضطراب واختلال ظاهر فلعلَ النساخ لم يحسنوا نقل كلامه من مسودة الأصل. - وأكثر مؤلفات ابن عبد الهادى مسودات - هذا إذا لم يكن هذا الاضطراب في أصل ابن عبد الهادى.
ومن يطَّلع على كُتُبه في أصولها فإنَّه يعذر البارع من النساخ في تصحيفه وتحريفه لسرعة خطه ورداءته.
أما النقص فيفهم من قوله: "أما قراءة الشَّيخ تقى الدين
…
. " فهذه العبارة تدل على أن كلامه السابق منقول من مصدر آخَر قال ذلك، ولم يَرِد في أول الكلام أىَ نقل.
أما الاضطرابُ ففي قوله: "الشَّيخ تقى الدين
…
على شيخنا الشَّيخ عماد الدين".
صوابها: شيخنا تقى الدين على الشيخ عماد الدين؛ لأنَّ ابن قندس من شيوخ المؤلف، والشيخ عماد الدّين ليس من شيوخه، بل هو قبله بزمنٍ.
وقوله: "ففيه نظر".
والصوابُ إنَّه لا نظر فيه، بل هو خطأ ظاهر؛ لأنَّ عماد الدين توفى سنة 786 هـ، وابن قندس لم يولد بعد، لأنّ مولده سنة 809 هـ.
وقوله: "قال الشَّيخ
…
إلى قوله تزيد على أربعين سنة". =
ومنها "نظم الطرفَة" في النحو، ومنها "الوَفيات" وغير ذلك (1). قال الشَّيخ شمس الدين بن ناصر الدين:(2) وكان يترجم الشَّيخ تقى الدين بترجمة حسنة، وله مرثية رأيتُها وهى طويلةٌ يقولُ فيها في أولها:
= العبارةُ غير مستقيمة ولعلَّ مراده: "فبين وفاة الشَّيخ تقى الدين ووفاة الشَّيخ عماد الدين المذكور مدة تزيد على أربعين سنة".
وهذا خطأ بيِّنٌ - إن أراده - وكأنَ العبارة توحى به؛ لأنَّ بين وفاتيهما (75) سنة. وذلك أنَّ وفاة العماد سنة 786 هـ ووفاة ابن قندس سنة 861 هـ.
وقوله: "والذى يظهر أنَّه إنَّما قرأ عليه وللشيخ تاج الدِّين" صحّة هذه العبارة: "والذى يظهر أنه إنَّما قرأ على ولده تاج الدّين.
وكلمة: "أيضًا" في قوله: "والمتوفى - أيضًا - سنة ثمانٍ وعشرين وثمانمايه" لا فائدة منها، لأنه لم يذكر هذه السنة قبل ذلك.
وخلاصة القول: فإنَّ مرادَ المؤلف الردّ على من قال إنَّ تقى الدين بن قندس قرأ على عماد الدين بن بردس وأنَّه إنَّما قرأ على ولده تاج الدين بن بردس المتوفى سنة 828 هـ.
(1)
من مؤلفاته اختصار تهذيب الكمال سماه: "بغية الأريب في اختصار التهذيب" منه نسخة في مكتبة مدينة بتركيا في مجلدين عدد أوراقه 574 منسوخة سنة 779 هـ.
وكتابه الوفيات هذا اسمه: "الأعلام في وفيات الأعلام" نظم فيه كتاب الذَّهبى "الأعلام
…
" وقفت على أربع نسخ مخطوطة منه من أجلها قدرا نسخة تيمور كتبت سنة 759 هـ وكتابه "نظم الطرفة" في النحو. كتاب "الطرفة" هذا من تأليف الشَّيخ الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن عبد الهادى مختصرٌ كالكافية كشف الظنون: 2/ 1111. وللحنابلة به اعتناء. وقد يسَّر الله لي الاطلاع عليه وهو مختصر جدًا ضمن مجموع في المكتبة الأزهرية. كما وقفت على غيرها من مؤلفاته الكثيرة التى لا يتسع المقام لذكرها. وبعضها بخطه وهو خطّ جميل جدًا. ولابن بردس ولدان عالمان أحدهما تاج الدين محمد، مذكور في هذا الكتاب ترجمه رقم:(149) وثانيهما: عز الدين على: (762 هـ - 846 هـ) لم يذكره المؤَلف أخباره في إنباء الغمر: 9/ 196، والضوء اللامع: 5/ 193، والمنهج لأحمد: 2/ 142، ومختصره: 183 والشذرات: 7/ 257 والسحب الوابلة: 181.
(2)
عبارة ابن ناصر الدين في الردّ الوافر: 153 وجدت بخطه ترجمة الشَّيخ تقى الدين بشيخ الِإسلام، ورثاه بقصيدة من النظام أولها:
…
. وأورد البيت الذي أورده المؤلف فقط.
عُجْ بالكَثِيْبِ إذاما أنتَ جُزْتَ بِهِ
…
وحى عَنِّى عُرَيْباً نازِلِينَ بِهِ (1)
توفى في سنة ستٍّ وثمانين وسبعمائة، وقيل سنة أربع وسبعين وسبعمائة.
17 -
إسماعيل بن إبراهيم المَقْدِسى الحَنبلى. الشَّيخ عماد الدين النَّقِيْب، ناب في القضاء للقاضى شمس الدين بن التَّقى. توفى في المحرم سنة تسع وثمانين وسبعمائة.
(1) للشَّيخ تقى الدين السُّبكى قصيدة على وزن وقافية هذه القصيدة امتدح فيها كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية "منهاج السُّنة النبوية" إلَّا أن الشَّيخ السُّبكى رحمه الله وعفا عنه كدر صفو هذا المديح بالثَّلب والطَّعن على ابن تيمية، وردَ على السبكى الشَّيخ أبو عبد الله محمد ابن جمال الدين يوسف الشافعي اليمَنى، والشيخ أبو المظفر يوسف بن محمد بن مَسعود بن محمد العبادى ثم العُقيلي السُّرْمَرِىُّ الحنبلى المتوفى سنة 776 هـ (وهو ممَّا يستدرك على المؤلف).
القصيدة الأولى مطلعها:
الحمدُ لله حَمْداً أستَزِيْدُ بِهِ
…
فَضْلَ الِإلهِ وآتى ما أمرتُ بِهِ
ثم قالَ في رده:
فَقَالَ مُرْتَجِلاً لِلْحَقِّ مُنْتَصِراً
…
عَبْدٌ يَرُدُ عَلَيْهِ في تَأدبِهِ
يا أيها الرجُل الحامِى لِمَذْهَبِهِ
…
ألزَمْتَ نَفْسَكَ أمراً مَا أمِرْتَ بِهِ
ومطلع الثانية:
الْحَمْدُ لله حَمْداً أسْتَعِينُ بِهِ
…
في كَلِّ أمْرٍ أُعَانِى في تَطَلُّبِهِ
لاسِيَّمَا فى انْتِصَاف مِنْ أخِى إِجَن
…
طَغَى عَلَيْنا وأبْدَى من تَعَصُّبِهِ
وقد أورد بعضَ القصيدتين الدكتور محمد رشاد سالم في مقدمة تحقيقه لكتاب "منهاج السُّنة النبوية" المطبوع في القاهرة في مطبعة المدنى سنة 1382 هـ جزاه الله خيراً. وقصيدة السُّرِمرىّ كاملة لدى الشَّيخ زهير الشاويش انظر الرد الوافر: 216.
ولعل قصيدة ابن بردس هذه في الردّ على السبكى أيضًا.
17 -
إسماعيل بن إبراهيم المقدسيِّ: (؟ - 789 هـ).
لم أقف على أخباره. وله ابنٌ مشهور بالعلم والفضل هو:
إبراهيم بن إسماعيل (؟ - 803 هـ)، ابن النقيب بن إبراهيم، بدر الدين النابلسىّ المقدسيِّ أخباره في: إنباء الغمر: 2/ 150، الضوء اللامع: 2/ 135، ومختصره: 174، والسحب الوابلة:8.
18 -
إسماعيل بن الزَّين بن الشَّيخ عمادِ الدين الفقيهُ الفَرضىُّ.
19 -
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي بَكْرِ بن أيوب، أبو حسن الزُّرعى الأصل الدِّمَشْقِى الحنبلى المعروف بـ "ابن قيِّم الجَوْزِيّة" قال ابن قاضىِ شُهبة: الشَّيخ عماد الدين إسماعيل [قال](1) بن حِجى (2): وكان رجلًا حسنًا (3). ولى الخطابة بعد القاضي برهان الدين بن النقيب عماد الدين بن الحكم الحنبلى.
توفى في شهر رجب سنة تسع وتِسْعين وسَبْعِمائة.
20 -
إسماعيل بن القاضي برهان الدين بن العماد إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن العماد، الشَّيخ عماد الدين. كان عليه العمل في تسجيل الأحكام بمجلس الحنبلى، توفى يوم الثلاثاء ثامن عشر رجب سنةَ خمسَ عشرةَ وثمانمائة.
18 - إسماعيل بن الزّين: (لم أقف على أخباره).
19 -
إسماعيل ابن القَيم: (؟ - 799 هـ).
أخباره في تاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 3 / 629، 630، والمقصد الأرشد: 36، 37، والمنهج الأحمد: 2/ 134، ومختصره: 172، والدارس: 2/ 91، والشذرات: 6/ 358 ومصدرهم جميعًا ابن قاضى شُهبة عن شيخه ابن حِجى رحمهم الله. وهذا الشَّيخ هو ابن أخى الشيخ شمس الدين الإمام المشهور تلميذ ابن تَيميَّة. وهو ما أخلّ به ابن حميد في السحب الوابلة.
(1)
عن تاريخ ابن قاضى شهبة.
(2)
في تاريخ ابن قاضى شهبة: "تغمده الله برحمته".
(3)
بعدها في تاريخ ابن قاضى شهبة: اقتنى كتباً نفيسة كتب عمه الشَّيخ شمس الدين، وكان لا يبخل بعاريتها وكان يخطب بجامع خَلِيْخَان ويخطب باكياً.
20 -
ابن العماد: (؟ - 815 هـ).
لعله هو المذكور في الضوء اللامع: 2/ 288 ترجمة رقم 900.
21 -
آقْتَمِرْ الصاحِبِىّ الحَنْبَلِىُّ، نائبُ الشَّام كذا اشتهر بـ "الحنبلى" لكن قالَ بعضُهم: إنَّما لُقب بذلك لمُبالغتِهِ في التَّنظف والطهَارة. توفى في شهر رَجب سنة ثمانٍ وسبعين وسبعمائة.
22 -
أسعد بن مُنَجى، القاضي أسعد. عن ابن قوَام، وابن النَّابُلُسِىّ وغيرهما. أخذنا عنه. توفى سنة إحدى وسبعين وثمانمائة.
21 - آقْتَمِرْ: (؟ - 778 هـ).
أخباره في إنباء الغمر: 1/ 160، 161، والنُّجوم الزاهرة: 11/ 191، والمنهج الأحمد: 2/ 129، ومختصره: 166، وشذرات الذهب: 6/ 261، والسُّحب الوابلة:76.
وقالَ ابنُ العماد: كان من مماليك الملك الصالح إسماعيل، ولى رأس نوبة في دولة المنصور بن المظفر، ثم خازِنْدارا في دولة الأشرف، ثم تقدم في سنة 70 ونفاه الجائى إلى الشام، ثم أعيد بطالا، ثم استقر رأس نوبة، ثم نائب السُّلطنة بعد منجك، ثم قرر في نيابة الشام إلى أن توفى بها. في هذه السنة في رجبها. وكان أولاً يُعرف بالصَّاحبى وكان يرجع إلى دين وعنده وسواس، كثيرُ الطهارة وغيرها فلقب لذلك بـ "الحنبلى"، ثم ذكره الحنابلة في طبقاتهم، وكان يحب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
22 -
أسْعَدُ بن المُنَجَّى: (قبيل 800 - 871 هـ).
أخباره في الضوء اللامع: 2/ 279 رقم: 882، المنهج الأحمد: 2/ 146 ومختصره: 189، 190، حوادث الزمان 2/ 50 والشذرات: 7/ 312، والسحب الوابلة: 75 قال في الضوء: "أسعد بن عليّ بن محمد بن محمد بن المُنَجَّى بن محمد بن عثمان بن المُنَجى الوجيه أبو المعالى بن العلا بن الحسن بن الصلاح بن الشرف بن الزين بن العز بن الوجيه التنوخي الدمَشْقِى الحَنبلى. قال: لقيته بدمشق فسمعت عليه أشياء، وكان خَيراً متواضعاً محباً في الحديث وأهله بهى الهيئة مرضىَّ السيرة عريقاً في المذهب".
وقال العُلَيْمِىُّ: "كان من أهل الفضل ورواة الحديث الشَّريف، وهو من بيت مشهور بالعُلماء وقال: توفى سنة نيف وسبعين وثمانمائة".