المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الحاء - الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد - جـ ١

[ابن المبرد]

الفصل: ‌ حرف الحاء

"‌

‌ حرف الباء

"

23 -

بَدران الجَمَّاعِيْلِىُّ، فقيهُ قريةِ جَماعِيْلَ (1).

"‌

‌ حرف الثاء

"

24 -

ثابت، شابٌّ اشتغل وقرأ "المقنع"، وتوفى صغيراً.

"‌

‌ حرف الجيم

"

25 -

جعفر بن محمد بن عمر بن جعفر، الفقيه العدل الحنبلى البعلبكى، الشَّيخ زين الدين أحد العدول ببعلبك المحروسة. كان جوادا [سَخِيًّا](2) ذا حرمة وهيئة، جاوز السبعين في بعلبك المحروسة سنة سبع وأربعين وثمانمائة رحمه الله / تعالى وإيانا.

"‌

‌ حرف الحاء

"

26 -

حسن بن محمد بن صالح بن محمد بن محمد بن عبد المحسن ابن عليّ بن المجاور بن عبد الله القرشيُّ المُطَّلِبىِ النابلسى المصرى الحنبلى. قال ابن قاضى شُهبة: الشَّيخ الِإمام بدر الدين أبو على: ولد في

23 - (؟ -؟) لم أقف على أخباره.

(1)

بالفتح وتشديد الميم وألف وعين مهملة مكسورة وياء ساكنة ولام. قرية في جبل نابلس من أرض فلسطين. (معجم البلدان لياقوت الحموى: 2/ 159).

24 -

ثابت: (؟ -؟) لم أقف على أخباره.

25 -

جعفر بن محمد: (؟ - بعد 847 هـ).

لعله المترجم في الضوء: 3/ 70، والسحب: 89 ومعجم ابن فهد: 105 إلَّا أنه سماه: جعفر بن محمد بن جعفر ولم يحدد سنة وفاته ولا ذكر أخباره.

(2)

في الأصل: "سُمِّى".

26 -

ابنُ المجاور: (701 - 772 هـ).

أخباره في المعجم المختصّ: 96، والوفيات لابن رافع: 2/ 374 وذيل العبر =

ص: 23

أول القرن وطلب الحديث بنفسه، وسمع في جماعة معهم عبد الله بن نعمة، والدّباسى، ومن [كماليه (1)] بنت أحمد. ولى الإفتاء بدار العدل بمصر، ودرس بمدرسة أمام السلطان الملك الأشرف. ذكره الذّهبى في "المُعجَم المُخْتَصّ (2) " وقال (3): سمع ونسخ الأجزاء، ورحل إلى الثَّغر ودمشق، وقرأ طرفاً من النَّحو وعلَّقتُ عنه، له تعاليق بخطه. وقالَ ابنُ رافع (4): قرأ بنفسه، كتب بخطّه، وجمع مؤلفات منها "الغَيثُ السُّكاب في إرضاء الذّواب"

وغير ذلك، وانتقى على بعض شيوخه، ووجد بخطِّ البَرْزَالِىِّ (5) أنه أوقفه على بعض تَصنِيفٍ له سماه:"سنا البَرقِ الوَمِيْض في ثوابِ العُوّاد والمَرِيض" وآخر سماه "تحفةَ الأبرارِ ونزهة الأبصار" اختصره من كتاب "الدُّرة اليَتيمة في

= لأبي زرعة: 63، والدُّرر الكامنة: 2/ 121، وغاية النهاية: 1/ 231 وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 207، والسُّلوك: 3/ 1 / 193 ولحظ الألحاظ: 155، والنجوم الزاهرة: 11/ 117، والمقصد الأرشد 48، والمنهج الأحمد: 1/ 127 ومختصره: 164 والشذرات 6/ 223، والسحب الوابلة: 94، 95. قال:

(1)

في الأصل: "خالية" والتصحيح من وفيات ابن رافع.

(2)

في الأصل: "المختصر".

(3)

المعجم المختص: 96.

(4)

الوفيات: 2/ 374.

(5)

البَرْزالى: (665 - 739 هـ) هو الإمام الحافظ المحدث المؤرخ الثقة علم لدين القاسم بن محمد بن يوسف البَرْزَالىّ. أصله من أشبيلية سكن والده دمشق وولد فيها. وجدّه لأمه علم الدين القاسم بن محمد الأندلسيّ النحوى المشهور بدمشق شارح المفصل والشاطبية والجزولية المتوفى سنة 661 هـ سماه جدَه لأمه باسمه

=

ص: 24

تَحريم الغيبة والنميمة"، وأنه ألفها في سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وشرح [اللَّمحة (1)]، وله كتابٌ في المهدِى، وكتابٌ "حجَّة المَعقول والمَنقول في شرح الرَّوضة في على الأصول" وهو من أجلّ تآليفه. توفى رابع عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة. قال ابن رافع (2): بَلَغَنا موتُه في العشر الآخر من هذا الشهر.

27 -

الحَسنُ بن أحمد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الغني المقدسى الصَّالِحِى الحنبلى. قالَ ابنُ قاضى شُهبة: الِإمام بدرُ الدّين

= وهو من طبقة الحافظ الذَّهبيُّ والمزى. له معجم شيوخ فيه نحو ثلاثة آلاف شيخ وقف كتبه وعقاره على الصدقة وتوفى محرمًا في خُلَيْص بين مكّة والمدينة رحمه الله وغفر له. وله مؤلفات جيدة مفيدة لا يتسع المقام لذكرها.

أخباره في تذكرة الحفَّاظ 4/ 283 والنجوم الزاهرة: 9/ 319 وترجمه الذَّهبيُّ في معجم شيوخ 2/ 137، 138.

(1)

في الأصل: "المُلْحَة" والصَّواب أنه "اللَّمحة"؛ لأنَّ الكتاب المشروح اسمه "اللَّمحة البَدرية في علم العربية" لشيخه أبي حيان كذا قال ابن حُميد في السُّحب الوابلة والمُلحة كتابٌ آخر، من تأليف الحريرى صاحب المقامات المتوفى (515 هـ) وكتاب منظوم في النحو وهو غير مقصود هنا، وإنَّما سبق إليه قلم الناسخ لأنَّه الأشهر والله - تعالى - أعلم.

(2)

الوفيات لابن رافع: 2/ 373.

27 -

الحسن بن أحمد: (؟ - 773 هـ).

أخباره في: الوفيات لابن رافع: 2/ 391 وذيل العبر: 67، وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 211، وإنباء الغمر: 1/ 25، والدُّرر 2/ 92، والدارس 2/ 123، والمقصد الأرشد 44، والمهج الأحمد: 2/ 128، ومختصره: 164 والقلائد الجوهرية: 2/ 305، والشَّذرات: 6/ 227 والسُّحب الوابلة: 90.

ص: 25

أبو على: سمع من التَّقى سُليمان وغيره، وتفقَّه وبرع وأمّتى، وأثم بمحراب الحنابلة بجامع دمشق. توفى بالصّالحية يوم الثلاثاء في الثامن والعشرين من شهر شعبان سنة ثلاثٍ وسبعين وسبعمائة، ودفن بسفح قاسيون، وهو أخو تَقِىِّ الدِّين عبد الله، وشمس الدين محمد [الحافظ](1).

28 -

حسن بن القاضي صدر الدين بن قاضي القضاة عز الدين أحمد بن قاضي القضاة عز الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عَوض، المَقْدِسىّ الأصل المِصْرِىّ الحَنبلى. درس بجامع الحاكم، وأعاد بعض مدارس الحنابلة، وهو أحد المُوقعين بديوان الِإنشاء. توفى يوم الأربعاء سادس عشر ذى القعدة سنة ستٍ وسبعين وسبعمائة.

29 -

حسن بن الشَّيخ شرف الدّين أبي عبد الله محمّد بن الشّيخ محيى الدّين عبد القادر بن الشّيخ شرف الدين أبي الحُسين على

(1) في الأصل: "المارفى" والتَّصحح من المصادر.

28 -

ابنُ عَوَض: (؟ - 776 هـ).

أخباره في: إنباء الغمر: 1/ 84، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 224، والسحب الوابلة: 93 والتَّرجمة منقولةٌ نقلًا حرفياً عن ابن قاضى شُهبة وسمَّاه: الحسين بن محمد. وهو حسن بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عَوض المِصرى المَقدِسى.

29 -

الحسن بن محمد البَعلى: (؟ - 786 هـ).

أخباره في: إنباءُ الغمر: 1/ 293، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 141 الحسن بن محمد بن عبد القادر

البعلبكى الحنبلى - وفى تاريخ ابن قاضى شُهبة: الحسن بن محمد بن محمد بن عبد القادر بن عليّ

بن الشيخ الحافظ أبي عبدِ الله اليُونِيْنى البَعْلَبَكِى الحنبلىّ.

ص: 26

ابن الحسين عليّ بن الشَّيخ الفقيه الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي الحسين البَعْلَبَكِىّ الحَنبلى الشَّيخ تَقِىّ الدّين. توفى في العشر الأوسط من شهر صفر سنة ستِ وثمانين وسبعمائة.

30 -

حسن بن قاضى القُضاة عزّ الدين محمّد بن قاضى القضاة تَقِىِّ الدّين سُليمان بن حَمزة بن أحمد بن عُمر بن الشَّيخ أبي عُمر المَقدسى الحَنبَلى. قال ابنُ قاضى شُهبة: القاضي بدر الدين، سمع من جدّه التَّقى سُليمان، وعيسى المطعم، ويحيى بن سعد (1) وغيرهم، وحدث ودرس بدار الحديث الأشْرَفِيَّة بالسَّفح قال (2) ابنُ رافع: في الفقه والحديث وبدمشق بالجَوْزِيّة، وكان بيده نصفُ تدريسها، ونابَ في الحكم لابن عمِّ جدِّه قاضى القُضَاة شرف الدين بن قاضى الجبل في العام الذي قبل وفاتِهِ، بعد (3) ابنِ مُنَجَّى

30 - الحسن بن أبي حمزة المقدسيِّ: (؟ - 770 هـ).

من آل قدامة.

أخباره في الوفيات لابن رافع: 2/ 341، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 98 والدرر الكامنة: 2/ 120، والدارس: 1/ 53، 2/ 32، والقلائد الجوهرية: 1/ 99، والشذرات: 6/ 217 والمقصد الأرشد: 48، والمنهج الأحمد: 2/ 126 ومختصره: 162.

(1)

في الأصل: "سعيد" والتَّصحيح من الوفيات لابن رافع: 2/ 342.

(2)

في الأصل: "على" والتصحيح من المقصد الأرشد: 48. قال ابن مفلح في المقصد: 48. قال لي جدى شرف الدين رحمه الله: إنه كان يحفظ شيئاً من شرح المُقنع للشيخ شمس الدين ابن أبي عمر مقدار وجبه ويلقيه في الدرس ويتكلم الحاضرون فيه. وانظر تاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 198.

(3)

في الأصل: "بعد عن ابن المُنجَّى".

ص: 27

في شهر رمضان فباشر خمسة أشهر. وقالَ ابنُ كَثِيْر (1): كان شيخاً صالحًا حسنًا بشوش الوجهِ، ومات وقد قارب الثَّمانين.

قال ابن قاضى شُهبة، قال شيخُنا: وقد أجاز لي ولم يتَّفق لي والسَّماع منه توفى/ ليلة الخميس خامس شهر ربيع الأول سنة سبعين وسبعمائة بالصّالحية ودفن بسفح قاسيون، ولما توفى أعيد القاضي صلاح الدين بن المُنجَّى إلى النِّيابة.

31 -

حسن بن عليّ بن ناصر بن فتيان الفَقيه المُحقق الحُجَّة، برعَ وصنَّف، وحدّث وفى بعض نسخ "الوَجِيز"(2) أنه شرحه في سبع مُجلَّداتٍ، وأنَها كلّها احترقت في الفِتْنة.

32 -

حسن بن محمد المَوصلى، الشَّيخ بدر الدّين الفقيه، وُجد له قِطعةٌ من شرحِ "الوَجيز"(2) من الأيمان إلى آخر الكتاب.

33 -

حسن بن محمد بن عليّ، الفقيه الحنبلى.

(1) القائل هنا هو ابن قاضى شُهبة في تاريخه: 1/ 198 نقلًا عن ابن كَثِير.

31 -

حسن بن عليّ بن فتيان: (لم أعثر على أخباره).

32 -

حسن بن محمد الموصلى (لم أعثر على أخباره).

(2)

الوَجيز فى الفقه من تأليف الإمام حسين بن السَّرى البغدادى (مقدمة الانصاف للمرداوى) له نسخة في مكتبة راغب باشا بتركيا ولعل في الأزهرية نسخة فقد وقع لي كتاب يظهر لي أنه هو والله - تعالى - أعلم. وهو غير قطعة "شرح الوجيز" للزركشى الموجودة في المكتبة المذكورة. فتأمل والغريب أن نسخ هذا الكتاب اختفت عن الأنظار أو كادت ولعل ذلك راجع إلى أن العناية به كانت في القرنين الثامن والتاسع فقط. ثم حلت مختصرات أخرى محله في الشهرة ممَّا جعله يكاد يفقد في وقتنا هذا.

33 -

حسن الحنبلى (لم أعثر على أخباره).

ص: 28

34 -

حسن بن إبراهيم الصفَدِى، الشَّيخ المحدث المقرئ الورع الزَّاهد القدوة، ذو الفضائل والدين والزهد، كان يقرئُ بمدرسةِ شيخِ الِإسلام وقد قرأتُ عليه، وله ميعاد ببيته يجمعُ النَّاس عليه عنده. ليس بالطويل ولا بالقصير، ليس بالرقيق ولا بالغَليظ، أبيض، كلامه لينٌ، ونفسه رَضِية. حج في آخر عُمره ووقع فكُسِرَتْ رِجلُه. اختصر كتاب "الروح"(1)، وكتاب "شرح منازل السائرين"(1)، وقد حصل عندى مجموع من فوائده. مات في شهر شعبان سنة ثمان وخمسين وثمانمائة في الدَّير، وحُمل على أطرافِ أصابعِ الرجال، وكانت له جنازةٌ مشهودةٌ، ودفن بالروضة، رحمه الله تَعالى.

35 -

حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادى - والِدِى - أخذ عن زين الدين عبد الرحمن بن سُليمان، ووالده،

34 - حسن بن إبراهيم الصفدى: (؟ - 858 هـ).

أخباره في الضوء اللامع: 3/ 92، لعله له.

قال: حسن بن إبراهيم الصفدى ثم الدمشقيُّ الحنبلى الخياط، قرأ عليه العلاء المرداوى ووصفه بالإمام المحدث المفسر الزَّاهد.

(1)

هما من تأليف الإمام العلامة شمس الدين ابن القيم، وهما مطبوعان مشهوران.

35 -

حسن بن أحمد بن عبد الهادى: (؟ - 899 هـ).

أخباره في: الضوء اللامع: 3/ 92، والمنهج الأحمد: 2/ 149 ومختصره للمؤلف: 191، 192، وشذرات الذهب 7/ 323، 324، والسحب الوابلة: 90 واختلف في وفاته، فجعلها العُلَيْمِى في رجب سنة (878 هـ) وقال السخاوى في =

ص: 29

وغيرهم، واشتغل وحصل، وقرأ "مختصر الخرَقىّ" و "الطرفَة" وغير ذلك، وتفقَّه بأحمد بن يوسف (1)، والشيخ تقى الذين وغيرهما (2). وأذن له ابن يوسف بالإفتاء، فقال فيما وجدتُه بخطِّه، يقول كاتبه الفقير إلى الله تعالى أحمد بن يوسف - لطف الله به -: إنّى كنتُ أذِنْتُ

= الضوء اللامع: مات عن بضع وستين سنة في سنة ثمانين، وحرفت في السحب الوابلة فنقل كلام السخاوى ثم قال: مات سنة (800 هـ) عن بضع وستين سنة.

وأمَّا صاحب الشذرات فنقل عن العُلَيْمِىَ غالبًا. لذا قال توفى في رجب وذكره في وفيات سنة 878 هـ.

ولا شك أن قول المؤلف هنا هو القول الفصل فهو والده حضر وفاته وحددها بالليلة والساعة ثم الصَّلاة عليه ودفنه ومكان دفنه عند رأس الشَّيخ موفق الدين من جهة الشمال.

وأكد السَّخاوى ومثله ابن حُميد أن المَعْنيَّ بالترجمة هنا والد المؤلف، قالا: وهو والد جمال الدين يوسف والشهاب أحمد.

(1)

ابن يوسف: (؟ - 850 هـ) أحمد بن يوسف المَرْدَاوِى قال السَّخاوى: يعرف بـ "ـابن يوسف" ناب في قضاء بلده، بل وفى الشام، وكان فقيهاً نحوياً حافظاً لفروع مذهبه مفتياً.

وهو ممَّا أخل به المؤلف. أخباره في الضوء اللامع: 2/ 253، والمنهج الأحمد: 2/ 143 ومختصره: 184، والشذرات: 7/ 267.

(2)

قال السَّخاوى: وسمع الحديث من الزين عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الرحمن بن أبي العز محمد بن سليمان بن حمزه الجزء الثانى من حديث عيسى بن حماد زغبة عن اللَّيث، وحدث به، قرأه عليه ناصر الدين بن زريق.

وتقىّ الدين المذكور يحتمل أنه تقى الدين بن قندس، أو تقى الدين الجراعىّ.

ص: 30

للفقير إلى الله تعالى الشَّيخ الإمام العالم بدر الدين حسن بن الفقير إلى الله تعالى شهاب الدين أحمد بن عبد الهادى الفَقيه الحَنبلى أن يُفتى على مذهب الِإمام المُبَجّل أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حَنْبَل رضى الله - تعالى - عنه، وكاتبه مستمر على الِإذن، وهو الِإذن بعد الإذن أكثر علماً من حاله للإِذن، وهو أهل لما أُذن له، فإنَّه - بحمدِ اللهِ - عالمٌ بما يُفتى به، وأرجو الله أن ينفعَ به غيره من الطَّلبة ويشغلهم، فإنَّه أهل للاشتغال والافتاءِ في الفقه، مع ما انضم إلى ذلك من العلوم غير الفقه من النحو والصرف وعلم الحديث وعلم التاريخ، بالقول والفعل، وهو في زيادةٍ، والله تعالى يفقّهُهُ ويسددُهُ بالقولِ والفعلِ، وقد فاقَ أبناءَ زمانهِ في العلوم المذكورة، واستحقَّ بذلك الِإذن من كاتبه وغيره عند من له علم وفهم، وأذن له كاتبه أن يفتى ويدرِّس، ويأذَن بالفتوى لغيره ممن يصلُحُ لذلك، فإنَّه قرأ على كاتبه زماناً طويلاً، وباحثه في العلم زمناً كثيرًا، فوجدته أزيدُ ممَّا وصفتُ، والله يوفقه ويسدّده في قوله وفعلَه بمنه وكرمه. وروينا عنه جزءَ أبي موسى زُغبة، ولى القضاء نيابةً (1)، وكان محموداً في ولايته، يقوم في الحق على الكبير والصغير، ورأيتُ في رقعة أرسلت إليه:

شُهُوْدُ وُدّىْ تُوّدَّى وهىَ صَادِقَةٌ

وحاكِمُ البَيْنِ بالأسْجَالِ قد حَكَمَا

هبْ أَنَّنِى مَدْمَعِى قَد غابَ شاهِدُهُ

أليسَ قلبُك قاض بالَّذى عَلِمَا

توفى ليلة الجمعة ثانى عشرين شهر رجب سنة تسعِ وتسعين وثمانمائة بالصَّالحية، وكانت وفاتُه (2) قربَ ثلثِ اللَّيل أو نصفه، وألقى عليه

(1) في الضوء اللامع: 92 عن العلا بن مفلح.

(2)

في الأصل: وكانت قرب وفاته قرب تكرير من النساخ.

ص: 31

نورانيّه شديدة، وصُلّى عليه يوم الجمعة بعد الصَّلاة بجامع المظفرى، ودفن بالروضة عند رأس الشَّيخ موفق الدين من جهة الشمال، ورأيت له منامات حسنة، وختم له بخاتمة صالحة، حتَّى [أنى](1) لم أشاهد موتة أحسن منها رحمه الله.

36 -

الحسن بن عليّ بن أحمد بن عبد الهادى - جدّ والدى - أخذ عن والده وغيره، وأخذ عنه والد جدّى أحمد، وعمّ والدى محمد وغيرهما.

37 -

الحسَن بن محمد [بن محمّد] بن أبي الفَتْح بن أبي الفَضل بن أبي على البَعلى ثم الدّمشقى الحَنبلى، بدرُ الدّين بن شهاب الدِّين بن العلَّامة شمس الدّين، ويعرفُ بابن القُرَشِيَّة وهو لقبُ جدّه لأمّه عبد القادر بن القُرشية. ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، ذكره ابنُ ناصر الدين وغيره. توفى في شَعبان، أو في شهر رمضان وهو متوجّه

(1) في الأصل أنا.

36 -

الحسن بن عليّ بن عبد الهادى: (لم أعثر على أخباره).

37 -

ابن القُرشية: (732 - 803 هـ).

أخباره في إنباء الغمر: 2/ 162، والضوء اللامع: 3/ 128، والسحب الوابلة:95.

قال السخاوى: حسن بن محمد بن محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البدر بن البهاء بن العلامة الشّمس البعلى ثم الدمشقيُّ الحنبلى سبط عبد القادر بن القرشية ولذا يعرف أيضا بـ "ـان القرشية"

وسمع من جده عبد القادر وعبد الرحيم بن أبي اليُسر وزينب بنت الكمال والشهاب الجزرى وحدث.

وجده الإمام المشهور تلميذ ابن مالك وصاحبُ "الفاخر في شرح جمل عبد القاهر" و "المطلع على أبواب المقنع" وغيرها محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلى المتوفى سنة 709 هـ (الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب: 2/ 356).

ص: 32

إلى بَعْلَبَكّ بعد رحيل عدوُّ المسلمين عن دِمَشق سنة ثلاثٍ وثمانمائة (1).

38 -

حسن بن عليّ بن محمد بن محمود، قاضى بَعْلَبَكّ، عنده ذكاءٌ وفِطْنَةٌ وحسنُ عبادةٍ.

39 -

الحسين بن محمد بن عليّ بن أبي الحسين اليُونِيْنىّ الحنبلى، الشَّيخ الِإمام العالم البارع العلَّامة، أفتَى ودرَّس، حفظ "المقنع" و "الخُلاصة"(2 عرف وذكا 2)، واشتهر دينه، وهو والد الشَّيخ القُطب موسى المذكور في حرف الميم (3)، وكانت وفاته ببعلبك المحروسة في حدود التّسعين والسبعمائة.

(1) في الأصل ثلاث وثمانين وثمانمائة. وهو - لاشك - من سهو الناسخ قال ابن حجر: مات في شعبان وقد جاوز السبعين.

38 -

حسن البعلى: (؟ - 916؟) لعله هو المذكور في الكواكب السائرة: 1/ 178 والنعت الأكمل: 88 قالا: إمام الجامع الكبير ببعلبك، كان شهما فاضلاً ذكياً نبيها نبيلا توفى يوم الثلاثاء ثانى عشر جمادى الأولى سنة ست عشرة وتسعمائة.

39 -

اليونينى: (ت في حدود سنة 790 هـ).

لم أعثر على أخباره، وأحال المؤلف على ترجمة ولده موسى كما ترى. ولكن لم يرد في هذا الكتاب ذكرٌ لولده في حرف الميم ولعل المؤلف رحمه الله سها عنه فلم يذكره وتتبعت المصادر فوجدت في الضوء اللامع: 10/ 181 موسى بن الحسين بن محمد بن على

اليونينى البعلى الحنبلى.

قال: ولد في ربيع الأول سنة 762 هـ،

ثم قال: وفى الفرائض على أبيه

. ومات قريب الأربعين.

وفى السحب الوابلة: 312 نقل كلام السخاوى هذا.

وقال: قلت: رأيت جزءا من الفروع بخطه، وهو خط حسن ووالده لم أظفر له بترجمة ورأيت جزءا من الآداب الكبرى بخطه بتاريخ 786 هـ وهو خط متوسط.

(2 - 2) هكذا في الأصل.

(3)

لم يذكره في حرف الميم.

ص: 33

40 -

الحسين بن أحمد/ بن الحسين اليُونِيْنِىُّ الحُسَيْنىّ الحَنبلى. حفظ "المُقنع"، و "الخُلاصة" وغيرهما، وكان له الخط الحسن، وهو أحد العدول ببعلبك المحروسة. أخذ عن الشّيخ تاج الدين ابن بَرْدَس، وهو رَفيق شيخنا تقى الدين بن قنْدُسْ، وصاحِبُهُ. توفى بدمشق المحروسة، ودفن بباب الصغير في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة.

41 -

حَمزَةُ بن شَيخ السَّلامِيَّة، الشيخُ الِإمامُ العلامةُ عزُّ الدِّين ابنُ ولىّ الدين بن موسى بن الصَّدر الرئيس ضياءِ الدّين أبو العباس أحمد بن الحسين الدِّمشقى بن شيخ السَّلامِية، [إمامُ] مدرسة شرف الِإسلام ابنِ الحَنبلى.

قال ابنُ قاضى شُهبة: الشَّيخ الِإمامُ الصدرُ العالمُ المُفتى المدرِّسُ الأوحدُ عزُّ الدِّين أبو يَعْلى، حمزةُ بن القاضي الصَّدر ناظِرِ الجُيُوش

40 - الحسين اليونينى: (؟ - 834 هـ) لم أعثر على أخباره، وقد تقدمت هذه الترجمة والتى قبلها، ونبه الناسخ على تأخيرهما فأخرتهما كما أراد.

41 -

ابنُ شيخ السلامِيَّة: (712 - 769 هـ). أخباره في الدرر الكامنة 2/ 165، والنجوم الزاهرة 11/ 101، ودرة الأسلاك: 186، والسلوك 3/ 1 / 165 والوفيات لابن رافع 2/ 337، وتاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 192، وذيل العبر: 51 والرد الوافر: 161 والمنهل الصافى: 2 ورقة 294 والمقصد الأرشد: 52، والمنهج الأحمد 2/ 126، ومختصره: 162 والقلائد الجوهرية 226/ 1، 2/ 422، وشذرات الذهب 6/ 214، والسحب الوابلة: 95 ومنادمة الأطلال: 235 حمزة بن موسى بن أحمد بن الحسين.

ص: 34

قطبِ الدين أبي البركات موسى، بن الصدرِ ضياء الدّين أحمد، بن الحسين بن بَدران بن أحمد الحَنبلى المعروف بـ "ـابن شيخِ السَّلامِية". مولده سنة ستَّ عشرةَ وسبعمائة، وقيل اثنتى عشرة، وهو يوم

. كذا قيل، سمع من أبي العباس الحِجازِىّ وغيره وأجازَ له جماعة باستدعاءِ الحافظ الذَّهبى، وتفقَّه ودرَّس وأفتى وصنَّف، ودرس بالحَنْبَلِية قديماً في جمادى الأولى سنة ست وأربعين وهو شاب عوضًا عن القاضي عزّ الدين بن مُنَجَّى، ودرس في أول هذا العام بمدرسة السُّلطان حسن ذكرهِ ابنُ كثير في "ذيلِ تاريخه" وقال: اشتَغل بالفقه فحصل وبَرع وصنَّف وجمعَ، ودرَّسَ بالحَنْبَلِية وله تَعاليق منها تقييد على "إجماع ابن حَزْم"، واستدراكات جيّدة، وشرح في "أحكام المَجْدِ" قطعةً جيدة صالحةً، وكان له اطلاع جيد، ونقل مفيد على مذاهبِ العُلماء المَشهورة والعَربية، واعتناءٌ جيّد بنصوص أحمد، وفتاوى ابن تَيْمِيَّة وله فيه اعتقاد صحيح، وقبولٌ ما يقول سَديد ونُصرة، ويُوالى عليه ويُعادى فيه.

وقالَ ابنُ رافع (1): جَمَعَ على "المُنْتَقَى في الأحكام" عدّة مجلداتٍ، وله كتابُ "نَقْض الِإجماع". وذكر غيره أنه كتب على "المُنْتَقَى" عدّةَ أسفارٍ، واختَصر "شرح الهداية" للشيخ مجد الدين. قلتُ: وله كتاب "الآداب الشرعية" في مُجلدين، وكتاب "النُّكت على المحرر" في مجلدين، وله تعاليقٌ كثيرة، وجمعَ بخطّه فوائدَ كثيرة ومعاني

(1) الوفيات: 2/ 338.

ص: 35

وآثار، وكلامه يدل على فِقهه وذكائه وجود فقهه، وينقلُ كلامَ الشَّيخِ تقى الدين كثيرًا، وله فوائد غريبة في تعاليقه، وقد أطالَ الكلامَ في نكتة على مسألة أن الطَّهور هل هو بمعنى الطَّاهر؟ ومن فوائده أن الغُسْلَ يجبُ على الواطئِ في الدُّبر، وفى وجوبه على الموطوء وجهان.

وذكر في مسألة ما إذا قالت المرأةُ معى جنّى يجامعنى، وآخذ منه في المنام مثل ما آخذ من زَوجى. هل يجبُ عليها الغُسل؟ على وجهين، وكذا فيما إذا استدخلت المرأة ذكرًا مقطوعاً. وغالِبُ كتبه بعبارة حسنة وتفصيل جيد، وأظن أنه أوقف جميع كتبه. وقد ترجمه الشَّيخ شمس الدين (1) بن ناصر الدين بترجمة حسنة. وذكره فيمن أثنى (2) على الشَّيخ تقىّ الدين، وقد كان ذا دين وتواضعِ وزهدٍ وطريقةٍ حسنةٍ. قال ابنُ قاضى شهبة: قالَ شيخُنا: كان من أعيانِ الحنابلةِ وعلمائِهم ورؤسائهم ومفتيهم، والنّاس يترددون إليه ويقصدونه في حوائجهم، وكان له مكانة عند القاضي/ علاء الدين بن فضل الله. وقال ابنُ حَبِيْبٍ (3): عالمٌ طلقُ العبارة، حَسَنُ الِإشارة، فصيحُ اللسان، وافرُ الجود والِإحسان، ينقلُ كثيرًا من العلمِ، ويرفلُ في حُلَّة التَّقوى وحِلْيَةِ الحِلْم (4)، وتسر بحضرته النُفوسُ، وتجمل (5) بالسطور من فتاويه وجوه

(1) الرد الوافر: 161.

(2)

في الأصل: "عليه".

(3)

دُرة الأسلاك: 186.

(4)

في الأصل "الحكم" والتصحيح من دُرة الأسلاك.

(5)

في الأصل "ويتحلى" والتصحيح من دُرة الأسلاك.

ص: 36