المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الصاد 55 - صَدَقَةُ الجَعْفَرِىُّ الحَنْبَلِىُّ، السيد صدقُة كان في - الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد - جـ ١

[ابن المبرد]

الفصل: ‌ ‌حرف الصاد 55 - صَدَقَةُ الجَعْفَرِىُّ الحَنْبَلِىُّ، السيد صدقُة كان في

‌حرف الصاد

55 -

صَدَقَةُ الجَعْفَرِىُّ الحَنْبَلِىُّ، السيد صدقُة كان في أوَّل قرنِ الثَمانمائة.

‌حرف الضاد

* * *

‌حرف الطاء

56 -

طَلْحَةُ بن محمدٍ البَعلىُّ الحَنْبَلِى، أحدُ العُدُولِ بِبَعْلَبَكَّ، الشيخُ الصالحُ الورع المُؤدبُ، أثنى عليه بخيرٍ، وتوفى بِبَعْلَبَك.

‌حرف الظاء

* * *

‌حرف العين

57 -

عبدُ الرَّحمن بن أحمد بن رَجَب، الشيخُ الِإمامُ، أوحدُ

55 - صدقة الجعفرى: (لم أعثر على أخباره).

56 -

طلحة البعلى: (لم أقف على أخباره).

57 -

الإمام ابن رجب: (736 - 795 هـ).

أخباره في: الدرر الكامنة: 2/ 428، إنباء الغمر: 1/ 460، الرد الوافر: 176، تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 488، المقصد الأرشد: 78، لحظ الألحاظ: 180، ذيل التذكرة للسيوطي: 367، المنهج الأحمد: 2/ 132، ومختصره: 169، الدارس: 2/ 86، والشذرات: 6/ 339، والبدر الطَّالع: 1/ 328، والسحب الوابلة: 116 وله أخبار متفرقة في المنتقى من معجم والده.

وذكر ابن ناصر الدين في بدِيْعِية البيان وشرحها المسمى التبيان: 159 فقال:

والرجَبِى المحَررُ السلامِى

ذو هِمةٍ صالحَه النظام

قال في الشرح: هو عبد الرحمن بن أحمد بن رجب

الدمشقيُّ أبو الفرج الحنبلى.

ص: 46

الأنام، قدوةُ الحفَّاظ، جامعُ الشتات والفضائل، زينُ الدين وأبو الفرج ابنُ الشَّيخ شهاب الدين أبي العباس أحمد بن رَجَبٍ الحَنبلى البَغْدَادِىُّ الدِّمشقى الفقيه الزَّاهد البارع الأصولى المُفِيْد المحدث. سمع الحديث من محمد إبن الخبَّاز، وإبراهيم بن العطَّار، والمَيْدوُمِى، وأبي الحَرَم بن القلانسى، وخلقٌ من رواة الآثار والأخبار، وسمع من خلق كثير، وأخذ عن جم غفير. قال القاضي علاءُ الدين بن اللَّحام - فيما وجدته بخطِّه - سيِّدنُا وشيخُنا الِإمامُ العالمُ العلامةُ الأوحدُ الحافظ شيخُ الِإسلام، مجلّى المشكلات، ومُوضح المبهمات أبو الفرج عبدُ الرَّحمن زين الدين بن رجَب البَغدادى الحنبلى والله في عونه، وأعاد على الكافة من بركته بمنه وكرمه. ورأيتُ بخطِّه في موضع آخر يقول، قالَ: شيخُنا الإمام العالمُ الحافظُ بقيةُ السَّلفِ الكرام، وحيدُ عصره، وفريدُ دهره شيخُ الإسلام زينُ الدِّين أبو الفرج عبد الرحمن بن رَجَب الحنبلى - رحمه الله تعالى وعفا عنه برحمته - وترجمه الشَّيخ العلامة شمس الدين [بن] ناصر (1) الدين قال: الشيخُ الِإمامُ العلامةُ الزاهدُ القدوةُ البركةُ الحافظُ العمدةُ الثقةُ الحُجَّة أوعظُ المسلمين، مفيدُ المحدِّثين زينُ الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الشَّيخ الِإمام المقرئ المحدّثِ شهابِ الدّينِ أبي العبَّاس أحمد بن رجب عبد الرحمن بن الحسين أبو محمد بن أبي البركات مسعود البَغدادى الدِّمشقى الحَنبلى، أحدُ الأئمةِ الزُّهاد، والعلماءِ العُبَّاد. وقال

(1) الرد الوافر: 176.

ص: 47

ابن قاضى شهبة (1): الشيخُ الِإمامُ العلامةُ الحافظُ الزَّاهدُ الورعُ شيخُ الحنابِلة وفاضِلُهم، أوحدُ المحدِّثين زين الدِّين، وكان يلقَّبُ أولاً جمالَ الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الشَّيخ المقرئِ المحدّثِ شهابِ الدّين. أبو العباس أحمد بن رجب عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن مسعود البَغدادىّ ثم الدمشقىّ. قدم مع والده من بغداد إلى دمشق وهو صغيرٌ في سنة أربع وأربعين، وفيها ابن النَّقيب، وقال لي: قد أجزتك وولدك عبد الرحمن، كما أجازنى [التَّوْزَرِىُّ (2)]. واشتغل بسماعِ الحديثِ ورَحَلَ فيه، وسمعَ من ابنِ الخبّازِ، وابنِ العطارِ بدمشق، ومن المَيْدُومِىِّ بمصر، ومن جماعةٍ من أصحابِ ابنِ النَّجار. قال ابنُ قاضى (3) شُهبة: وقالَ شيخُنا: كان (4) قرأ وأتقنَ الفَنَّ، ثم أكبّ على الاشتغال بمعرفة فنون الحديث وعلله ومعانيه وانفرد وحده بكتب، وشرح "التِّرمِذِىّ" في نحو عِشرين مجلَّداً، وشرحَ "أربعين" النَّوَوىّ شرحاً حَسَنًا، وشرع في شَرح البُخارى واخترمته المنيَّةُ، والقواعد (5) التى له تدلُّ على معرفته بالمَذهب، وينقلُ كثيرًا من كلامِ المُتَقَدِّمين، وكانَ يحفظُ كثيرًا من كلام السَّلفِ، وكان مُنْجَمِعاً عن (6) النَّاس، لا يُخالط ولا يَتَرَدَّدُ إلى

(1) تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 488.

(2)

في الأصل: "النووى" والتصحيح عن ابن قاضى شهبة.

(3)

تاريخ ابن قاضى شهبة.

(4)

في الأصل: "قرى".

(5)

في الأصل: "المواعيد".

(6)

في الأصل: "على".

ص: 48

أحد من ذوى الولايات ويسكنُ بمدرسة السُّكَرِية (1) بالقصّاعين، وولى تدريس الحنبلية وكان فقيرًا متعففاً غَنى النَّفس وحج، وبالجملة فلم يُخلفٌ بعده مثله. وقال غيره:

سمع من خلق روايةَ الآثارِ، وكان أحد أئمة الحفَّاظ الكبار والعلماء الزُهاد والأخيار. وَلِيَ حلقة الثلاثاء بعد وفاته ابن قاضى الجَبَل في رجب سنة إحدى وتسعين، ودرس بالحنبلية بعد وفاة القاضي شمس الدين بن التَّقى ثم أخذ منه وكان لا يعرفُ شيئًا من أمورِ الدُّنيا، فارغاً عن الرئاسة، ليس له شغلٌ إلاّ الاشتغالِ بالعلم، وكتَبَ قطعةً كبيرةً من شرح البُخاريّ إلى الجنائز سماه:"فَتحَ الباري في شرح البُخاريّ"، وقد احترق غالب ما عمله من (2) شرح التِّرمذيُّ في الفتنة، وله "اللّطائف" كتابٌ [جيّد]، و "ذَيْل طَبقات الحنابِلة"، و "صِفةُ الجنّة وصفةُ النّار"، وغير ذلك من المصنفات الكبار والصغار. [قلت:] المصنفات المفيدة الكثيرة، منها كتاب "طبقات أصحاب الِإمام أحمد" جعله ذيلا على طبقات [القاضي] أبي الحسين، وكتاب "القواعد الفقهية"، مجلدٌ كبيرٌ، وهو كتاب نافعٌ من عجائبِ الدهرِ حتَّى أنه استُكثِرَ عليه، حتَّى زَعم بعضُهم أنه وَجَدَ قواعدَ مبدّدة لشيخ الِإسلام ابن تَيمِية فجمعها، وليس الأمر كذلك، بل كان رحمه الله تعالى فوق ذلك، ومنها كتاب "شرح النواوية" مجلد كبير، وهو كتاب جليل

(1) في الأصل: "السكونة".

(2)

في الأصل: "مع".

ص: 49

كثير النفع، وكتاب "شرح التِّرمذيُّ"، وهو كتاب جليل، وشرح قطعة من البُخاريّ إلى كتاب الجنائز وهى من عجائب الدهر، ولو كمل كان من العجائب، وكتاب "لطائف المعارف" في الوعظ مجلد كبير، وهو كتاب عظيم، وكتاب "استنشاق نسيم الأنس ونفحات رياض القُدس"، كتاب جليل، وكتاب "ذم الجاه"، وكتاب "البشارة العظمى في أن حظّ المؤمن في النَّار الحُمّى" وكتاب "غاية النفع في تمثيل المؤمن بخامة الزرع" وكتاب "ذم الخمر"، وكتاب "إعراب أم الكتاب"، مجلد، ولعلّه كتاب "الفاتحة"، وكتاب "إعراب البسملة" وكتاب "شرح الحديث لبّيك اللَّهمُّ لبيك"، وكتاب "كشف الكُربة"، وكتاب "شرح حديث نصرتُ بالسَّيف"، وكتاب "شرح حديث عمار بن ياسر" وكتاب "شرح حديث أنَّ أغْبَطَ أوليائى عندى" وكتاب فيما يروى عن أهل المعرفة والحقائق، وكتاب "مسألة الإخلاص"، وكتاب "شرح حديث ينفع الموتى ثلاث" وكتاب "تسلية نفوس النساء والرجال والأطفال"، وكتاب "مثل الِإسلام"، وكتاب "نور الاقتباس في وصية النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لابن عباس" وكتاب "نزهة الأسماع في ذم السَّماع" وكتاب "تفضيل مذهب السلف" وكتاب "حديث اختصام الملأ الأعلى" وكتاب "إزالة الشّنعة عن الصَّلاة بعد النداء يوم الجمعة" وكتاب "الأحاديث والآثار المتزائدة في أن الطلاق الثلاث واحدة" وكتاب "السليب" و "قاعدة في الخشوع"، وكتاب "تفسير سورة النَّصر"، وكتاب "بيان الحجة في سير الدُّلْجة" وكتاب "الِإيضاح والبيان في طلاق كلام الغَضبان" وكتاب "الردّ على من اتبع غير

ص: 50

المذاهب الأربعة"، وكتاب "صفة النَّار وصفة الجنة"، وكتاب "شرح حديث ما ذئبان جائعان" وكتاب "الذُّل والانكسار"، وكتاب "منافع الإمام أحمد"، وكتاب "الاستِغناء بالقرآن"، وكتاب "أهوال القبور"، وكتاب "شرح المحرر"، و "قاعدة غمّ هلال ذى الحجة" وكتاب "الخَواتيم" (1)، وكتاب "الاستخراج في أحكام الخراج"، وغير ذلك من الكتب النافعة المفيدة التى لم نر مثلها (2)، وله تحقيق في المسائل على نصوص أحمد، وكلام الأصحاب، وله مسائل كثيرة غريبة

(1) في الأصل: "الخواتم".

(2)

علق الشَّيخ عبد القادر بدران - رحمة الله عليه - على ذكر مؤلفات ابن رجب على هامش نسخته من كتاب "المقصد الأرشد" لابن مفلح، وهى نسختى المعتمدة في هوامش هذا الكتاب بقوله:"يقول الفقير عبد القادر بدران: ولقد اطلعت على مؤلفاته كلها ما عدا شرح التِّرمذيُّ ولكثرة ما أدهشنى فيها سألت الله أن أطلع على شرح التِّرمذيُّ، ورأيت له جزءا لطيفاً سماه "غاية النفع بشرح حديث تشبيه المؤمن بخامة الزرع" وكتاب "التخويف من النَّار والتعريف بحال دار البور".

وأغلب مؤلفات ابن رجب مصورة من مكتبات مختلفة بمركز البحث العلمى بجامعة أم القرى بعضها بنسخ متعددة. ولعل أعلاها قدراً نسخة من كتابه: "تحرير الفوائد وتقرير القواعد" بعضها بخطِّ يده. وقد اطلعت على أكثر مؤلفاته في أصولها ممَّا يطول شرحه، ومنها كتابه:"فتح الباري بشرح صحيح البُخاريّ" و "شرح علل التِّرمذيُّ". . . وغيرها.

وابن رجب من العلماء الموفقين في التأليف فقد سلمت أكثر مؤلفاته من الضياع وطبع بعضها واشتهر بأيدى النَّاس ولعل في هذا دلالة على إخلاصه للعلم رحمه وغفر لنا وله.

ص: 51

وأشياء حسنة يعجز الِإنسان عن حصرها. تفقه عليه جماعة من الأكابر كالقاضى علاء الدين بن اللَّحام، والشيخ داود، وغير واحد. حدّثنا شيخُنا شهاب الدين بن زيد: أن زوجتَه مرَّة دخلت الحمام وتزيَّنت ثم جاءته فلم يلتَفِتْ إليها، فقالت: ما يريد الواحد منكم إلَّا من يتركه مثل الكلب وقامت وخلته. وأخبرتُ عن القاضي علاء الدين بن اللَّحَّام أنه قال: ذكر لنا مرةً الشيخُ مسألة فأطنب فيها، فعجبْتُ من ذلك ومن إتقانه لها، فوقعت بعد ذلك بمحضر من أرباب المذاهب وغيرهم فلم يتكلَّم فيها الكلمة الواحدة، فلما قام، قلتُ له: أليس قد تكلَّمت فيها بذلك الكلام، قال: إنَّما أتكلم بما أرجو ثَوابه، وقد خِفْتُ من الكلام في هذا المجلس، أو ما هذا معناه. قال الشَّيخ الِإمام العلامة شمس الدين [بن] ناصر الدين (1) - فيما وجدته بخطه - قال: حدَّثنى من حفَر لحدَ ابن رَجَب أن الشَّيخ زين الدين بن رَجَب جاءه قبل أن يموت بأيام فقال: احفر لي ها هنا لحداً، وأشار إلى البقعة التى دفن فيها، قال: فحفرت له، فلما فرغت نزل في القبر واضطجع فيه فأعجبه، وقال: هذا جيِّدٌ، ثم خرج، قالَ فوالله ما شعرت بعد أيام إلَّا وقد أتى به مَيْتاً محمولاً في نعشه فوضعته في ذلك اللحد وواريته فيه. وأخبرنى شيخنا شهاب الدين بن هِلالٍ (2) أَنه قالَ: ليلةَ مات زين الدين بن رجب سمعنا بشائر تدوّى في السماء فقمنا/ فوجدنا الشَّيخ قد مات - رحمه الله تعالى.

(1) الرد الوافر: 178.

(2)

هو أحمد بن هلال الأزدى (ت 858 هـ).

أخباره في الضوء اللامع: 1/ 223، حوادث الزَّمان 2/ 30.

ص: 52

قال ابن قاضى شُهبة: توفى ليلة الاثنين رابعة شهر رمضان بأرض الحرس في بستان كان استأجره سنة خمس وتسعين وسبعمائة، وصُلّى عليه من الغد، ودفن بباب الصغير إلى قبر الشَّيخ أبي الفرج الشيرازى. وقال غيره: توفى الشَّيخ زينُ الدّين بن رَجَب - رحمه الله تعالى - في شهر رجب سنة خمس وتسعين وسبعمائة، ووجدتُ في كتاب "القواعد" له: مات مصنّفها بعد العصر ثالث شهر رمضان سنة خمس وتسعين وسبعمائة، وقال عند خروج روحه ثلاثين مرَّة:"يا لله العفو". وقال لي شيخنا الشَّيخ شهاب الدين ابن هلال الأزدىِّ إنَّما توفى في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ووهم في ذلك. ودفن بمقبرة الباب الصَّغير حول قبر الفقيه الزَّاهد أبي الفرج عند عبد الواحد بن محمد الشِّيْرَازِىّ ثم المقدسى الدمشقيُّ، الذي نشر مذهب الِإمام أحمد بالشام رحمه الله ورضى عنه. قلتُ: وقبر ابن رجب معروف بمقابر باب الصغير مكتوب عليه أنه توفى في خمس وتسعين.

58 -

عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن الذَّهبى الصالحى،

58 - عبد الرحمن بن الذَّهبيُّ: (728 - 801 هـ).

أخباره في إنباء الغمر: 2/ 73، والضوء اللامع: 4/ 45، والمنهج الأحمد: 2/ 134، ومختصره: 173، وشذرات الذهب: 7/ 8، والسحب الوابلة:116.

قال السخاوى: عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن الزين أبو الفرج وأبو هريرة بن الشهاب الموفق الدمشقيُّ الصالحى الحنبلي ناظر الصاحبية بها وسبط يوسف بن يَحْيَى بن النجم بن الحنبلى ويعرف بـ: "ابن الذهبى"

أجاز له الحجار وسمع من جده لأمه وأبي محمد بن القيِّم، وابن أبي التائب والعماد أبي بكر بن محمد ابن الرضى

قال: وحدّث وسمع منه ابناه والفضلاء كابن ناصر الدين

وروى له عنه ثانى ولديه الكثير وأجاز لشيخنا قديماً. ذكره ابن حجى والمقريزى في عقوده.

وله ابنان فاضلان، أحدهما: يُوسف بن عبد الرحمن توفى سنة 859 هـ. =

ص: 53

ناظر الصاحِبِيَّة (1) ذكره ابنُ ناصر الدِّين في "المجموع" له، وقال: مولده سنة ثمانٍ وعشرين وسبعمائة، وأجاز له الحجَّار، وأخذ عن محمد ابن أيوب بن حازم (2).

59 -

عبدُ الرَّحمن بن القاضي شمس الدين بن مُفلح، وهو أصغرُ أولاده. توفى يوم الاثنين خامس جمادى الأولى سنة ثمانٍ وثمانين وسبعمائة.

60 -

عبدُ الرَّحمن بن العماد أحمد بن عبد الهادى بن عبد الحميد بن عبد الهادى بن يُوسف، [المَقدِسِىّ] الأصل الصَّالحى الحَنبلى. قال ابنُ قاضى شُهبة: العدلُ زينُ الدِّين، قالَ: قالَ شيخُنا: أحدُ شهودِ مجلس الحكمِ الحَنْبَلِىِّ، وكان يكتبُ خطأ حَسناً، وله روايةٌ

= أخباره في الضوء اللامع: 10/ 320، وحوادث الزمان: 2/ 31، والسحب الوابلة: 321، والآخر اسمه أحمد بن عبد الرحمن. (المنهاج الجلى: 37).

(1)

في الأصل: "الصالحية".

والصَّاحِبِية إحدى مدارس الحنابلة بدمشق ويقال لها "الصاحبة" أيضًا. تنسب إلى ست ربيعة بنت أيوب. الدارس: 2/ 89.

(2)

توفى الشَّيخ عبد الرحمن في جمادى الأولى سنة 801 هـ قال ابن حجر: وقد جاوز السبعين.

59 -

عبد الرحمن بن مفلح: (؟ - 788 هـ).

أخباره في المقصد الأرشد: 83، والمنهج الأحمد: 2/ 142، ومختصره: 184، والشذرات: 6/ 262، والسحب الوابلة:130.

60 -

عبد الرحمن بن عبد الهادى: (؟ - 779 هـ).

أخباره في الدرر الكامنة: 2/ 430 وإنباء الغمر: 1/ 165 والسحب الوابلة: 118.

ص: 54

وسماعٌ من شيوخ أخيه الحافظ شمس الدين. قلت: له كتاب فى أسماء مصنفات أخيه شمس الدين، وله "الردُّ على الذَّهبى"، وله "شرح أحاديث". قال ابن قاضى شُهبة: توفى ليلة الاثنين سابع شهر جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وسبعمائة - رحمه الله تعالى.

61 -

عبد الرحمن القِبَابِىُّ، ذكره ابنُ ناصر الدين فى "المجموع" فقال: الشيخُ الإمامُ الفاضلُ ابنُ الشَّيخِ الإمام العالمِ القدوةِ، المُقرئِ الأصيلِ، العابدِ الخيِّرِ نجمُ الدين، (1) أبو هُريرة

61 - القِبَابِيُّ: (749 - 838).

أخباره فى معجم ابن فهد: 361، والضوء اللامع: 3/ 113 المنهاج الجلى: 95 والمنهج الأحمد: 2/ 141، ومختصره: 181، والأنس الجليل: 2/ 260، والشَّذرات: 7/ 227، والسُّحب الوابلة:126.

واسمه عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن حسين بن يحيى بن عمر بن عبد المحسن اللَّخْمِى المِصْرِى القِبَابِيُّ الحَنبليُّ المَقْدِسى المُعَمَّرُ.

والقِبَابِيُّ: بكسر القاف وفتح الباء الموحدة، بعدها ألف ثم باء موحدة مكسورة ثم ياء النّسب. كذا ضَبطها ابن فَهْد فى المعجم. وتحرَّفت فى الأصل إلى (القَباني)، وكذا فى بعض المصادر والصَّواب هو الأول؛ لأنه منسوب إلى القِبَاب. قال السخاوى: نسبة لقباب حماة، لا للقباب الكرى من قرى أشموم الرُّمان بالصعيد، وإن جزم به بعض المقادسة لمشى جماعة منهم الذهبى على الأول، وتحرفت فى الأنس الجليل إلى:"القياتى".

(1)

ورد لقبه وكنيته فى معجم شيوخه: "تقى الدين أبو زيد" وفى معجم شيوخ تلميذه ابن فهد الهاشمى المكى: "زين الدين

" وقال السخاوى فى الضوء اللامع: "أبو زيد وأبو هريرة". لذا احتمل تكرر اللّقب له أيضًا. وإن كان (زين الدين) أرجع؛ لأنه لقب لكل من سُمّى (عبد الرحمن).

ص: 55

عبد الرحمن بن الشيخ الإمام العالمِ القُدوةِ، الزَّاهدِ العابدِ المُفتى سراجِ الذين أبو حَفص عمر بن الشَّيخ الِإمام الفقيه الزاهد القدوة نجم الدين ابن عبد الرحمن بن حسين بن يحيى بن عمر بن عبد المحسن اللَّخْمِىّ القِبَابِى ثم الحَمَوِي الأصل الدَّمَشْقِيّ الحَنْبَلِيّ. أخذ عن عدةٍ من الشُّيوخ ذكرهم ابن ناصر الدين فى جزء مفردٍ (1). توفى بالقدس فى جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة.

62 -

عبد الغنى بن الحسن بن محمد بن عبد القادر الحُسَيْنِىّ

(1) وخرّج له الإمام الحافظ أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن على بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 هـ مشيخته ضمّ إليه فيها شيوخ الشَّيخة المسندة فاطمة بنت خليل بن أحمد الكنانى العسقلانى الحنبلية، وذلك لاتفافهما فى أغلب الشيوخ، ووضع علامة لكل من انفرد به عن الآخر، وسمى هذه المشيخة:"المشيخة الباسمة للقِبَابِيّ وفاطمة" فى برلين 1823 فى 57 ورقة، وفى بيت المقدس - أعادها الله للإِسلام بحوله وقوته - فى دار الخطيب نسخة أخرى، وعنها مصورة فى مركز البحث العلمى بجامعة أم القرى.

قال السّخاوى فى الضوء اللامع بعد ذكر شيوخه: وجماعة من الأعيان تجمعهم مشيخته التى خرجها له شيخا [ابن حجر]. وأورد السخاوى استدراكًا على تخرج ابن حجر ثم قال: وممن أفرد شيوخه بالسماع والإجازه أيضًا ابن ناصر الدين [إيضاح المكنون: 2/ 489].

وقد حاولت العُثور على مشيخة المذكور لابن ناصر الدين فلم أجدها حتى الآن ولعل الله ييسر لى سبيل العثور عليها، لما فى كتب ابن ناصر الدين من النفع العظيم جزاه الله خيرًا وأحسن له المثوبة وجزاه الجنة بفضله ورحمته.

62 -

عبد الغنى بن الحسن: (783 - 862).

أخباره فى معجم ابن فهد: 143، والضوء اللامع: 4/ 248، والسحب الوابلة:136.

ص: 56

الحَنبلى. مولده فى سنة ثلاثٍ وثمانين وسبعمائة، عن ابن اليُونانية، وتفقَّه على عمّه (1) الشَّيخ قُطب الدّين موسى، وتوفى ببعلبك سنة اثنتين وستين وثمانمائة، ودفن بباب سطحا بِبَعْلَبَكَّ.

63 -

عبدُ الرحمن بن أبي بكر بن أيوب بن سَعد بن حَرِيْز اليَمامى الزُّرَعِىّ ثم الدّمَشقى الحَنبلى، أخو الشيخ شمس الدين بن قيَم الجَوْزِيَّة. قال ابن قاضى شُهبة: الشَّيخ زين الدين أبو الفَرج سمع من شهاب الدين بن رجب فى "مشيخته"(2) وقال: سمع الكثير من الشهاب العابد وغيره، وقال: سمعتُ عليه كتاب "التَّوكل" فى دين أبي الدنيا سماعه على الشهاب العابد، "ومنتقى جزء الذُّهْلِىّ" منه أيضًا، و"ثلاثيات البخارى" بسماعه على الثلاثة أبي بكر بن عبد الدايم، والمُطْعِم والحَجَّار. مولده سنة ثلاث تسعين وستمائة. توفى ليلة الأحد ثامن عشر ذى الحجة سنة سبع وستين وسبعمائة، وصلى عليه من الغد بجامع دمشق ودفن بمقبرة الباب الصغير، وقد تفرد عن الشهاب العابد، وأخوه شمس الدين. ذكره ابن رجب آخر الطبقات ولم يُصَنِّفْهُ فى الترجمة - رحمه الله تعالى.

(1) فى الأصل: "عمى".

63 -

عبد الرحمن بن أبي بكر بن أيوب: (693 - 767 هـ).

أخباره فى: ذيل العبر: 51، والوفيات لابن رافع: 2/ 339، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 193، والدرر الكامنة: 2/ 434، والمقصد الأرشد: 79، والمنهج الأحمد: 2/ 126، ومختصره: 162، والدارس: 2/ 90، والشذرات: 6/ 316، والسحب الوابلة:118.

(2)

فى الأصل: "أبو بكر" والشيخ شهاب الدين أحمد بن رجب هو والد الشيخ زين الدين صاحب "القواعد" و"ذيل الطبقات" وغيرهما. أخباره فى: إنباء الغمر: 1/ 37، والشذرات: 6/ 230. ومن مشيخته نسخة مختصرة عن الأصل فى جامعة "بيل" فى الولايات المتحدة الأمريكية. ولم ترد هذه الترجمة فى المختصر.

ص: 57

64 -

عبد الرحمن بن الخَطيب عز الدين محمد بن الخطيب عز الدين إبراهيم بن الخطب شرف الدين عبد الله بن الشيخ أبي عمر المقَدسى الصَّالحى الحَنبلى. مولده فى رجب سنة ثمان وتسعين وستمائة، سمع من الحسن الخَلَّال، وعيسى المَغَارِى (1) والقاضى التَّقى سُليمان، وأبي بكر بن عبد الدايم وحدّث. قال ابن قاضى شُهبة، سمع منه شيخنا، وقال: كان من خيار عباد الله، يجلس بالجامع المظفرى ليُقْرَأ عليه، وكان له يد طولى فى الفرائض، وكان يتبع الجنائز، ولا يُصلّى على جنازة حتى يَحْضُرَها يُصلى عليها ويَشهد دفنها، وكان عليه نورٌ، وقال ابن قاضى شُهبة: الخطيب الإمام الفَرضىّ شمس الدين أبي الفرج. وقال بعضهم: كان صالحًا خيّرًا، أوقاته معمورة بالعبادة. توفى يوم الأربعاء مستهل شهر حمادى الأولى سنة ثلاثٍ وسبعين وسبعمائة بالصَّالحية عن خمس وسبعين سنة، ودفن بقاسيون. ووالده توفى فى شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين.

65 -

عبد الرحمن بن الشّرابي البعلبكى الفقيه، اشتغل وأفتى

64 - عبد الرحمن الخطيب: (؟ - 773 هـ).

من آل قدامة.

أخباره فى: ذيل العبر لأبي زرعة: 66، تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 211، الوفيات لابن رافع: 2/ 386، وإنباء الغمر: 1/ 26، الدرر الكامنة: 2/ 448، القلائد الجوهرية: 2/ 308، والشذرات: 6/ 258.

(1)

فى الأصل: "القارى".

65 -

عبد الرحمن الشرابي: (؟ - 865 هـ).

(لم أعثر على أخباره).

ص: 58

ودرس بها ودرس بها وأثنى عليه خير، توفى بها سنة خمس وستين وثمانمائة عن شهر ربيع الأول - رحمه الله تعالى.

66 -

عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم "أبو شَعَرٍ"

66 - عبد الرحمن أبو شعر: (780 - 845 هـ).

من آل قدامة. ومن كبار علماء المذهب.

أخباره فى: الضوء اللامع: 4/ 82، 83، ومعجم شيوخ ابن فهد: 126 والمنهج الأحمد: 2/ 142، ومختصره: 183 وطبقات المفسرين: 1/ 266، وشذرات الذهب: 25397، والسحب الوابلة:125.

قال السّخاوي: علامة الزمان وترجمان القرآن وناصح الإخوان

. وقرأ القرآن على ابن الموصلى، وحفظ الخرقى

. وغيره.

وتفقه بجماعة منهم الزين بن رجب، قرأ عليه من أول "المقنع" إلى أثناء البيع، وكذلك انتفع بالشهاب بن حِجّى، وسمع من عبد القادر بن إبراهيم الأرموى والجمال بن الشرائحى وعائشة ابنة عبد الهادى فى آخرين.

وسمع هو وابنه إبراهيم

من شيخنا ابن حجر فى رجوعه من حلب سنة آمد بالعادلية المسلسل والقول المسدَّد واغتبط شيخنا بقدومه عليه وبرز لتلقيه حافيا.

وكان إماما علَّامة متقدمًا فى استحضار الفقه، واسع الاطلاع فى مذاهب السلف ومعرفة أحوال القوم، ذاكرًا لنبذه من الجرح والتعديل، عفيفًا نزهًا ورعًا متقشفًا منعزلًا عن الناس، معظمًا للسنة وأهلها، بارعًا فى التفسير

وقال: وصار عديم النظير فى معناه، حسنة من حسنات الدهر

وأحبه الناس وكثُر أتباعه واشتهر ذكره وبعد صيته، ومع ذلك فعودى وأوذى، ولم تُسمع منه كلمة سوءٍ فى جدّ ولا هزلٍ، وجاور بمكة عودًا على بدءٍ فأخذ عنه الأكابر من أهلها، ووعظ فيها حتى فى جوف البيت الحرام، وكان يزدحم عليه الخلق هناك، وقال عنه تلميذه العلاء المرداوى

وله مقالبات مع المبتدعين بسبب أصول الدين. ثم قال السخاوى: وترجمته قابلة للبسط. ولصاحب الترجمة ابنُ من=

ص: 59

الشيخُ الِإمامُ العالمُ الفقيهُ المحدِّثُ المفسر النَّحوىُّ العابدُ الزاهدُ المحققُ القدوةُ البركةُ شيخُ الحنابلة ذو العارف، أبو الفرج عبد الرحمن أبو شعر. أخذ عن جماعة وسمع كثيرًا من الكتب الكبار والصغار، وتفقه بابن رَجب، وابن اللَّحَّام

وغيرهما. قال ابن قاضى شُهبة: عبد الرحمن الصالحى الحنبلى اشتغل على القاضى علاء الدين بن اللحام. قلت: كان إمامًا فى الزهد، إمامًا فى الورع، إمامًا فى الفقه، إمامًا فى الحديث، إمامًا فى التفسير والوعظ وكلام السلف، انتفع به الخلق الكثير والجم الغفير من جماعة أعيان شيوخنا، كالشيخ تقى الدين والشيخ حسن، والشيخ زين الدين بن الحبَّال، والشيخ شهاب الدين بن زيد، والشيخ صفيّ الدين

وغيرهم من الأعيان. أخبرنى شيخنا القاضى علاء الدين قال: حضرنا مجلسه فلما خَرجنا من عنده وجدنا صُرَّةً فلم يأخذها منا أحد، قال: وكأنَّ من حضر مجلسه نزعت الدنيا من قلبه. وأخبرنى بعض من قدم علينا أنه سنة جاور بمكة كان يقرئ البخارى ويشرح أحاديثه فكان يحضره خلق كثير، قال: وكان يتكلم على الحديث كلامًا كثيرًا، قال: فحضرت عنده فرأيته كأن بين يديه كتابٌ مفتوحٌ يقرأ فيه يقول: قال أحمد، قال فلان، كأنه يقرأ ذلك حاضرًا، وكان له بالصالحية ميعاد معلوم يحضره الناس يقرأ القرآن حتى

= أهل العلم اسمه إبراهيم بن عبد الرحمن، قال السَّخاوى: توفى فى حياة أبيه سنة 841 هـ، وقال: حج مع أبيه سنة 839 هـ وسمع على التقى بن فهد وأبي الفتح المراغى (الضوء اللامع: 1/ 59).

ص: 60

أن العوام يتفهَّمون من ذلك، وصار غالب من يحضر مجلسه من أعيان الزُّهاد، وأكابر العُبَّاد حتى السُّوقة والعوام وغيرهم. وكانت به نزلة حادة فكان لا يضع على رأسه إلا شاشا خفيفا، وربما بلّ الخرقة ووضعها على رأسه من غير عمامة. أخبرني بعض أصحابنا (1) أن رجلًا كان مجاورًا بمكة وقد كان عزم على النزول لبَلده، قال: فبينما هو نائم إذ رأى النبي صلى الله عليه وسلم ووراءه رجلٌ كلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم قدمه، وضع قدمه ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليّ عند البيت وأسند ظهره إلى البيت، وطلع ذلك الرجل على كرسى وشرع فى تفسير سورة {لِإيلف قريش} قال: ثم إن الرجل بينا هو يريد الخروج، وإذا الرجل الذى رآه مع النبي صلى الله عليه وسلم فعرفه فتبعه فجاء إليّ عند البيت وطلع على كرسى وجلس يفسر فى سورة {لِإيلف قريش} قال فلمَّا نزل قام إليه وقال: أترضاني خادِمًا؟ وقصَّ عليه الرؤيا. فقال: يا شيخ الرُّؤيا الصالحة تسرُّ ولا تضرُّ، وصحبه ذلك الرجل وقدم معه الشام. وسرق بعض اللُّصوص داره فلما أقام ثلاثة أيام وَقع وافتُضح وقُتل، وقد وُجِدَتْ له مكاشفات، قال وكان كلُّ من يحضر مجلسه له نصيب منه وكلام بما فى نفسه. له حواشى على كتب من كتب الفقه منها على كتاب "الوَجِيْز" على المسائل التى ليست فى المذهب.

(1) فى المعجم ابن فهد المكى رحمه الله: ولما كان مجاورا بمكة فى سنة أربعين وثمانمائة رأى بعض أهل الخير من أهل اليمن النبي صلى الله عليه وسلم فى المنام بالمسجد الحرام والشيخ عبد الرحمن يمشى خلفه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطا خطوة يمشى الشيخ عبد الرحمن ويضع قدمه موضع قدم النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يكمل القصة.

ص: 61

قال ابن قاضى شُهبة: وبعد الفتنة انقطع عن الناس، وتردَّد إليه الحنابلة وعظَّموه لمبالغته فى إطراء ابن تَيْمِيَّة واعتقاد ما كان يعتقده، وصارَ يعملُ يومَ الجُمُعة ومعه جماعة من أتباعهِ، ويجتمع الناس إليه عند بابَ المقصورة الشَّمالى، وعنده تَزَهُّدٌ كثيرٌ قال: لكن عليه نور، ولا يقبل هذا القول منه بل كان عليه غايةُ النُّورِ، وإنما حمله على ذلك الضغائن التى فى قلبه، قال: وقال لى قاضى القضَاة نجم الدينٍ بن حِجّى: كنت أحضر بالجامع أتأمل الناس فما رأيت أشدُّ خشوعًا من المذكور (1 ولا أجرم منه، ووالله لقد كنا والهما أجرم منه 1)، قال: وفى آخر عمره انقطع عن النزول إلى الجامع وحصَّل كتبا كثيرة حصل له ابن أخيه، وكان لا يحلق رأسه فلقب بـ "ـأبي شعر"، قال (2: كنتُ ممن يكرهه فى الله - ووالله وأنا لا أكرهه فيه حيث كرهه - ولما ينقل عندى من الأخبار الرديئة من أكثر أن يُحصى 2) فيالله العجب كيف يتكلّمُ الخائض لجج الحرام فى العفيف المتعفّف؟

وله أخبارٌ وحكايات مشهورة لا يتسع هذا المكان لحصرها. توفى رحمه الله فى شوال سنة خمسين وثمانمائة ودفن بالسفح عن نحو من خمسٍ وستّين سنة - رحمه الله تعالى (3).

(1 - 1) كذا فى الأصل ولم أتُبَينها.

(2 - 2) كلام قلق مضطرب.

(3)

قال ابن حميد فى السحب الوابلة: 121، 122.

ورثاه جمع من العلماء والأفاضل على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم منهم قُطب الدين أبو الخَير محمد بن عبد القَوى المكى المالكى بقصيدة بديعة رواها الشمس بن طولون فى سكردانه عن الشهاب أحمد بن زيد الجُراعى عن الزّين عمر بن فهد عن ناظمها وهى هذه:

أبو الفَرَجِ المَرْحُومُ أوْدَى حِمَامُهُ

بِهِ وَقَضَى نَحبًا وذَا العَامُ عَامُهُ

فيا قَاسِيُونَ الشام مالَكَ لم تَصِحْ

وصِنْوُكَ طَوْدُ الفِقْهِ هد لِسَانُهُ

وأورد القصيدة.

ص: 62

67 -

عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن الفَخر البَعْلَبَكِيُّ الحَنبلي. قال ابن قاضى شُهبة: العدل زين الدين عبد الرحمن بن تقىِّ الدين عبد الله بن شمس الدين محمد، أحد العدول بدمشق، توفى فى شهر رجب سنة ثلاثٍ وثمانمائة، ووالده توفى فى رجب سنة أربع وأربعين.

68 -

عبد الرحمن بن أبي بكر بن داود شيخ زاوية جَدّه، وزاد فيها زيادة كثيرة، ورأس وتفاخَم أمره، وكبُرت كلمتُهُ، وكان مُعظَّمًا عند الخاصَّةِ والعامَّة وله حرمة قاطعة فى غالبِ البلاد، ولا تردُّ كلمتُهُ، له فهم حَسن، وصنَّف كتابا فى "الوَعْظِ" بخطه فى مُجلدين (1)، وكتابًا فى "الأشجار والنَّبات والأحْجَار" مُجلدين (2) و"الأوراد" و "شَرحها" فى مجلّدين (3). توفى بعد الخمسين وثمانمائة بالصَّالحية، ودفن بالزَّاوية، وكانت وفاتُه على التَّحقيق فى تاسع عشر ربيع الأول من شهور سنةِ ست وخمسين وثمانمائة.

67 - عبد الرحمن بن عبد الله البعلبكى: (؟ - 803 هـ).

أخباره في: الضوء اللامع: 4/ 89، إنباء الغمر: 2/ 167 رقم: 58 وسماه: عبد الرحمن بن على بن محمد وقال: حدثنا عن المزى، والسحب الوابلة: 125 عن الضوء فقط.

68 -

عبد الرحمن بن أبي بكر بن داود: (782 - 856 هـ).

أخباره فى: الضوء اللامع: 4/ 62، والتبر المسبوك: 401 ومعجم ابن فهد: 124، والمنهج الأحمد: 2/ 144، ومختصره: 185، 186، حوادث الزمان: 2/ 21 والدارس: 2/ 202، والشذرات: 7/ 289 والسحب الوابلة: 118، 119.

(1)

لعلّه يعنى كتابه فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، منه نسخة مصورة فى مركز البحث العلمى بكلية الشريعة بجامعة أم القرى.

(2)

رأيته فى دار الكتب المصرية.

(3)

رأيته فى دار الكتب المصرية أيضًا.

ص: 63

69 -

عبد الرّحمن بن إبراهيم بن يُوسف بن الحَبَّال، الشيخُ الِإمام العالمُ العلامةُ الزَّاهدُ العابدُ الورعُ القدوةُ الحجةُ ذو الفضل زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الحبَّال، الحَنبلى الفقيهُ المقرئُ المحدث المتقنُ. كان يقرئ بمدرسة شيخ الِإسلام فى العلم والقرآن وغيرهما، أخذ عن (1 ابن الحبال 1)، وابن ناصر الدين وغيرهما، وعن الخلق الكثير والجم الغفير، قرأتُ عليه فى القرآن وجميع "المُقنع" و "البخارى" و "مسلم" و "أربعين ابن الجزرى"، وغير ذلك. حفظَ "الخِرَقىّ" و "المُلحة" وغيرهما، وقرأ عليه خلقٌ القرآن وغيره، وكان يشتغل فى جميع الكتب "كالخرقى" و "المُقنع" و "المحرر" و "العمدة" وغير ذلك للحنابلة، ويَشتغل لغيرهم كالشَّافعية فى "المنهاج" وغيره والحنفية والمالكية وولى القَضاء، وكان صاحبَ زُهدٍ ورضًا وورعِ ودين ونفسِ رضيَّةٍ طيِّبةٍ وكلامٍ حسن تابعًا للسُّنة والآثار، يقوم كثيرًا، ويصومُ غالبَ أيَّامه، رفيقٌ بالطَّلبة شفيقٌ عليهم، له معرفة بالتَّفسير، وكلام السَّلف. أبيض ليس بالطَّويل ولا الرَّقيق ولا الغَلِيْظ، حسن الوجه، بشوش الصورة متواضعا لم ير فى التَّواضع مثله، حتى أنه يحدّث الصِّغار بكلامهم، وأىُّ صغير رآه باس (2) يده ولكثرة تقبيل وجوههم لا يَغضبُ على أحد ولو آذاه، كتب القرآن مرارًا عديدة حتى أنه كتب أكثر من مائة مصحف، ولم

69 - الحبّال: (؟ - 866 هـ).

الضوء اللامع: 4/ 43، والسحب الوابلة: 116، الشذرات: 7/ 318 جعل وفاته سنة: (874 هـ) المنهج الأحمد: 2/ 149، ومختصره: 191 ولم يؤرخ وفاته فيهما.

(1 - 1) كذا فى الأصل.

(2)

فى لسان العرب: (بوس) البَوْسُ: التقبيل، فارسيّ معرب.

ص: 64

يره أحد قط غَضِبَ على أحدٍ، ولقد خرج هو وأخوه إلى بعض البساتين فعرَّوهم ثيابهم وأخذوا ما كان معهم، ثم قالَ لى بعد ذلك عرفت منهم واحدًا. قلتُ: ما قلت له؟ قال: قلت له لا تعد إلى مثل ذلك. قلت: من هو؟ قال: لا أفضحه ولا أعلمُ به أحدًا. وكان يقضى حوائج الإخوان ويهتم لهم ما يهتم لنفسه، ويلتقط المنبوذات ويقول: الأصل فى جميع الأشياء الطهارة حتى فى الأرواث، وكانت معه مشيخة الضِّيائية، وكان كثير الذّكر والتلاوة، لا يَظُنُّ فى أحدٍ بشر ولا بنجس، وإذا رأى من أحدٍ شرًّا وجه له وجهًا حسنًا، يلبس الأشياء الحقيرة، قليل أكل الفاكهة، يأكل فى السَّنة المشمشة الواحدة، ويأكل بالحكمة، ولا يأكل الملح، ويذكر أنه وقع فى البَحر فامتلأ جوفه منه فلا يقدر على أكله، لا يسمع دعاءً إلا حَفظه ولا حديثًا ولا أثرًا إلا عَمِلَ به وأمر به أصحابه وانتفع به خلقٌ كثيرٌ، لو حَلَفَ الحالفُ أنه لم يرَ مِثْلَه دينًا وزهدًا وتواضعًا لا فى الحنابلة ولا فى غيرهم لم يَحْنَث. سمعتُهُ يقولُ: حَصَلَ لى ما لا يحصل لأحد صعدت على ظهرِ بيتِ الله كتبت عليه جزءًا من القرآن ابتداء مصحف. قلت: وهذا المصحف قرأت فيه، وسمعته يقول، قال لى الشيخ عبد الرحمن أبو شَعَرٍ، وافقنى فى أربع: اسمى عبد الرحمن واسمك عبد الرحمن، ومذهبك حنبلى ومذهبى حنبلى، ودين الِإسلام دينُك، وأنا آكل بالحكمة وأنت تأكل بالحكمة، وإذا متُّ لا ينوحُ على أحدٌ وإذا متّ لم يَنُحْ عليك أحدٌ. قال: فلما مات لم يَنُحْ عليه أحدٌ، وأنا ليسَ لى من يَنُحْ على. دخلتُ عليه فى مرض الموت فقيلَ له: ما تشكو؟ قال: لا أشكو وإنما أشكر [(1)] دخل ذو النون على

(1) بياض فى الأصل بمقدار كلمتين لعلهما: "ثم قال:".

ص: 65

مريض يعوده فوجد زوجتَه مريضةً، وابنَته كذلك، فقال: كيفَ تجدُك؟ فقال: ليس بصادقٍ فى حبّه من لم يَصبر على ضَربه. قال فقالت المرأة: ليس كما قلتَ، بل ليس بصادقٍ فى حبّه من لم يرضَ بضربِهِ. فقالت البنت: ليس كما قلتما، بل ليس بصادقٍ فى حبّهِ من لم يَتَلَذَّذْ بِضَرْبِهِ. فخرج ذو النون يَبكى، وكُنّا نَدخلُ عليه وهو فى حال المرض فيقول: من معه قرآن يقرأ فلم يزل يُقرأ القرآن، إلى أن ماتَ. توفى يوم الجمعة، وكانت جنازتُه مشهودةً لم أرَ قبلَها - فيما أظُنُّ - أكثرَ جمعًا منها، وحُمِلَ على أطرافِ الأصابع، وازدَحَمَ الناسُ ازدحامًا بالغًا عند جنازته على حمله، وتقدَّم فى الصلاة عليه الشيخ عُمر اللُّؤْلؤى (1)، ودفن فى أسفل الروضة عند صُفَّة الدعاء، ودعا له الشيخُ عُمر المذكور بعد دفنه، فقالَ فى دعائه إلى صحائف شيخنا هذا وهو من أقرانه، وتأسَّف الناسُ عليه تأسفًا بالغًا، ومات شهيدًا مبطونًا فإنه استُسقى، وكان ابتداء مرضه أول رجب واستمر به إلى العشرين من شهر رمضان سنة ستٍّ وستين وثمانمائة، ورأيت له منامات حسنة رحمه الله.

70 -

عبدُ الرحمن بن يَعقوب البَعْلِيُّ، الشيخُ جمالُ الدين أبو الفرج الوَرِعُ الزاهدُ، ناب فى القضاءِ لابن الحبَّال.

(1) الترجمة رقم: (116).

70 -

عبد الرحمن البعلى: (لم أعثر عليه).

ص: 66

71 -

عبد الصَّادق الحَنبلى، قال ابنُ قاضى شُهبة: القاضى زين الدين عبد الصَّادق كان شابًا سكن بركن مسماريّة (1)، ويأوى إلى بنى مُنَجَّى، وصار من شهودِ الحكم، ثم صارَ بعد الفتنة أو قبلها إلى طَرَابْلُس فولى قضاء الحنابلة بها، وشُكرت سيرته، ثم عُزل وقَدِمَ دمشق وتزوَّج بزوجةِ القاضى تقى الدّين بن مُنَجَّى السَّلاوى فى العام الماضى، وصار يتكلَّم فى السَّعْى فى قضاءِ دمشق فأدركه أجلُه، سقط عليه سقف خزانة القاعدة بالسَّلَارِيَّة آخر ليلةِ الاثنين ثالثة من المحرم سنة ستٍّ وثمانمائة، فماتَ تحتَ الرَّدم، وسلِمَتْ امرأتهُ، ثم ماتت بعد أيامٍ قليلة - رحمه الله تعالى.

72 -

عبد العزيز البَغْدادِىّ، الشيخُ الإمام العلامةُ قاضى

71 - عبد الصَّادق: (؟ - 806 هـ).

أخباره فى: إنباء الغمر: 2/ 280، والضَّوء اللامع: 4/ 208 والشذرات: 7/ 58، والسُّحب الوابلة:133.

(1)

مدرسة من مدارس دمشق واقفها الشيخ مسمار الهلالى ت 546 (الدارس: 2/ 114).

72 -

عبد العزيز البغدادى: (770 - 846 هـ).

أخباره فى: إنباء الغمر: 9/ 194 والضوء اللامع: 4/ 222، والمقصد الأرشد: 95 والأنس الجليل 2/ 261، والمنهج الأحمد: 2/ 242، ومختصره: 183، 184، والشَّذرات 7/ 259، والسُّحب الوابلة: 134 وذكره ابن حجر العسقلاني فى قضاة مصر كما ذكره المقريزى فى عقوده، وذُكر عرضا فى معجم ابن فهد: 97، 188.

القاضى عز الدين من كبار علماء المذهب ترجمته فى الكتب مطوله وأخباره كثيرة وفوائده عديدة، يلقب بـ "قاضى الأقاليم"؛ لأنَّه ولىَ قضاء العراق والشام وبيت المقدس ومصر على فترات مختلفة مفصَّلة فى مصادر ترجمته. =

ص: 67

القضاة عزّ الدين عبد العزيز الحَنبلى البَغْدَادِيّ. ولى قضاءَ دمشق مدة، وكان فقيرًا لا يحكم إلا بأجرة، وبنى مدرسة أثنى عليه الخير. واختصر "المغني" فى مجلدين، و "شرح الخِرَقِىّ" شرحًا آخر فى مجلدين، وقد ابتعتهما من تركة شيخنا الشيخ تقى الدين، توفى بعد الثلاثين وثمانمائة.

= وقد اقتضب المؤلف هنا ترجمته فلا بأس أن يلقى الضوء على نبذٍ من حياته لعلها تتضح معالم شخصيته.

قال السَّخاوى: عبد العزيز بن على بن أبي العز بن عبد العزيز بن عبد المحمود العز البكرى التيمى القرضى البغدادى ثم المقدسى الحنبلى. وقال العُلَيْمِى: مولده ببغداد سنة 770 هـ واشتغل بها، ثم قدم دمشق وأخذ الفقه عن علاء الدين بن اللَّحام شيخ الحنابلة فى وقته، وعرض عليه "الخرقى" واعتنى بالوعظ، وكان يستحضر كثيرًا من "تفسير البَغَوِي" واعتنى بحلم الحديث، وله مشاركة فى الفقه والأصول.

وقال: ولى قضاءَ بيت المقدس بعد فتنة تَيمورلنك سنة أربع وثمانمائة، ولم يُحلم أن حنبليًا قبله ولى القدس، وطالت مدته واستمر مدة تبلغ عشرين سنة. ثم ولى قضاء دمشق

ثم ولى قضاءَ الديارِ المصريّة، وكانت جميع والايته من غير سَعْى. وكان فقيهًا دينًا متقشفًا عديمَ التَّكَلف فى مركَبهْ وملبسه، ولى القضاء بالديار المصرية وكان يمشى لحاجته فى الأسواق ويُردف عبدَه على بغلته.

ألف: مختصر "المغنى" لابن قُدامة أربع مجلدات وضمّ إليه مسائل من "المنتقى" لابن تيميّة

وغيره وسماه "الخُلاصة". وشرحَ الخِرَقىَ "فى مجلدين" وكذا اختصر "الطوفى" فى الأصول. وعمل "عمدة الناسك فى معرفة المناسك" و "مَسْلَكِ البَرَرَة فى معرفة القراءات العشرة" و"بديع المغانى فى علم البيان والمعانى". و"جَنة السائرين الأبرار وجُنة المتوكلين الأخيار" يَشتمل على تفسير آيات الصبر والتَّوَكلِ فى مجلد. و"القَمَر المنير فى أحاديث البَشير النَّذير". و"شرح الجُرجانية" فى النحو

وغير ذلك.

ص: 68

73 -

عبد الرزاق الحَنْبَلِى، الشيخُ الفقيهُ والدُ شهابِ الدّين، اشتغل على القاضى علاء الدين بن اللحَّام فى الفقه والحديثَ، وباشر عند الأمير محمد وأخوه. وكان عنده دين، وعمل وسكون، يقتصد فى أموره، وكان هو وأخوه يتيمين (1) قلت: حفظ "مُحرر" الشيخ شمس الدين [بن] عبد الهادى، وصنف عليه كتابًا - وهو عندى - واختصر "قواعد الشيخ زَين الدّين بن رَجَب". قال ابنُ قاضى شُهبة: توفى بمرض الاستسقاء - بعد ما تعلَّل مدةً - يوَم الأحد سابع عشر شهر ربيع الأول سنة تِسعَ عشرةَ وثَمانمائة، وقد قاربَ الخمسين.

74 -

عبد القادر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرزاق ابن الشيخ محيى الدين أبي محمد بن عبد القادر الكِيلانى الأصل الحَمَوِي. توجه للحجّ سنة سبع وثمانين وسبعمائة، وتوفى فيها فى شهر ذى الحجة عن ست وعشرين سنة.

75 -

عبد القادر بن أخينا، (2 وصاحب البارعُ 2) الفاضلُ زينُ الدّين قاضى مكةَ المُشَرَّفة، زين الدين (3) الشريف الأصل.

73 - عبد الرازق الحنبلى (؟ - 819 هـ).

(لم أعثر على أخباره).

(1)

فى الأصل "يتيمان" وقال الناسخ فى هامش الأصل: كذا ولعله: يتِيْمَيْنِ.

74 -

عبد القادر الحموى: (؟ - 787 هـ).

(لم أعثر على أخباره).

75 -

عبد القادر الفاسي: (842 - 898 هـ).

لم يذكر المؤلف طرفًا من أخباره: وقال: "ابن أخينا" ووالده كان من العلماء الأفاضل - وكان حنبليًا - ولم يذكره ولم يترجم له مع أنه صاحبه وداخل فى شرطه. أى: بعد ابن رجب وإمام الحرمين فهو صاحبُ منزلة عالية فلعل هناك أسبابًا لا نعلمها أخفت ترجمته؟!

ص: 69

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أمَّا عبدُ القَادِر فأخبارُه فى: الضوء اللامع: 4/ 272 - 275، والمنهج الأحمد: 2/ 155، 156، ومختصره: 196، وشذرات الذهب: 7/ 361، والسحب الوابلة:137.

وقد أطال السخاوى فى ترجمته وأثنى عليه وذكر مناقبه وفضائله ونبذًا من أخباره.

وأما والده: (779 - 853 هـ) فهو: عبد اللطيف بن أبي الفتح الفاسي، سراج الدين، أبو المكارم قاضى الحَرمين الحَنبلى المكى.

أخباره فى الضوء اللامع: 4/ 333، والتّبر المَسبوك: 281، ومعجم ابن فهد: 144، والمنهج الأحمد: 2/ 143، ومختصره: 184، 185، والعنوان للبقاعى: 160، وحوادث الزمان: 2/ 13، والشَّذرات: 7/ 277، 278، والسُّحب الوابلة:150. وخرّج له التَّقى بن فهدٍ مشيخة حافلة سماها: (المنهاج الجليّ. .) رأيت نسخة منها فى مكتبة رئيس الكتاب رقم: (269) فى 367 ورقة أفدت منها كثيرًا.

وقد ساق ابن فهد نسبه هكذا: عبد اللطيف بن أبي الفتح بن محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن على بن عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الملك بن سعيد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن صور بن ميمون بن إبراهيم بن على بن عبد الله بن إدريس بن إدريس أيضًا بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

وعند ذكر (عبد اللطيف) مما يستدرك على المؤلف أيضًا من آل الفاسى الحنابلة - وهذا إنما أتى عرضا وإلا فإننى لم أحاول الاستقصاء لما أخل به المؤلف. فالمؤلف رحمه الله وسامحه - أحلّ بعدد كثير جدًا.

عبد اللطيف بن أبي المكارم أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن المتوفى سنة 772 هـ.

قال تقيّ الدين الفاسى فى العقد الثمين: 5/ 487: أخو الشريف أبو الفتح السابق.

ولى الإمامة بعد صهره الجمال محمد بن القاضى جمال الدين بن الحنبلى فى سنة 795 هـ. ومحمد بن جمال الدين الحنبلى قاضى مكة هذا مما يستدرك على المؤلف أيضًا

وهكذا وقد جمعتُ أسماء العلماء الذين أخلّ بهم المؤلف فى كتابه هذا فى كتاب سميته: (المستدرك على ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب لابن عبد الهادى) أعان الله على إتمامه.

(2 - 2) قول المؤلف هنا: "وصاحب البارع" لعل صوابها: وصاحبنا البارع الفاضل.

(3)

كذا تكررت فى الأصل ولا فائدة من تكرارها فلعلها من زيادة النسّاخ.

ص: 70

76 -

عبدُ القادر بن الشَّيخ أبي الحسين على بن الشيخ تقى الدين بن الشيخ الِإمام العالم الحافظ القدوة اليُونينى الحنبلى العابد الورع الشيخ مُحيى الدّين بن اليُوْنِيْنِىّ الحَسَنِيُّ الحَنْبَلِيُّ. توفى سنة سبع وأربعين وسبعمائة ببعلبك، ودفن بها جانب مقبرة باب سَطْحَا.

77 -

عبدُ المُنعم بن سُليمان بن داود، البَغْدَادِىُّ الأصل، الدِّمَشْقِىُّ المِصرِيُّ الحَنْبَلِىُّ. قالَ [ابنُ] قاضى شُهبة: الشَّيخُ المدرسُ شرفُ الدِّين زار بغداد، وقدم القاهرة وهو كبير، فحجَّ وصحب القاضى

76 - عبد القادر البعلى: (682 - 747).

أخباره فى معجم الذهبى: 1/ 98، والعجم المختصّ: 47 وذيل العبر للحسينى: 256، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 82، والدرر الكامنة: 3/ 3، والوفيات لابن رافع: 2/ 28.

قال الذهبى: عبد القادر بن شيخنا أبي الحسين على بن الشيخ الفقيه محمد بن أبي الحسين اليونينى البعلى الحنبلى

ولد سنة 682 هـ. وسمع من والده ومن الفخرين البخارى وابن الكمال وجماعته. انتقيت له جزءا. وهو فقيه عالم خيّر بارك الله فيه. سمع معى الكثير ببعلبك.

وقال فى معجم المختص: وله إلمام بالفن ومعرفة بالفقه

ثم قال: وبلغنى عنه أمور فالله يصلحه وإيانا ويحسن إليه.

قال ابن رافع: خرج له الذهبى جزءا، وكان صدر بعلبك وقورا محتشما كريم النفس جميل الهيئة. ذكر أنه توفى عاشر ربيع الآخر.

77 -

عبد المنعم البغدادى: (؟ - 807 هـ).

أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 307، وعنوان الزَّمان: والضوء اللامع: 5/ 88، والمقصد الأرشد: 88 والمنهج الأحمد: 2/ 136، ومختصره: 176، وشذرات الذهب: 7/ 68، والسحب الوابلة:169.

قال السَّخاوى: عبدُ المُنعم بن سُليمان الشرف أبو المكارم. قال ذكر شيخنا فى "إنبائه" ووقع سليمان قبل داود وأظنّه انقلب.

قال البقاعى: الذى أملانيه ابنه البدر محمد بن محمد بن عبد المنعم تقديم داود على سليمان.

ص: 71

تاج الدين السُّبكى، وأخذ اللغة عن القاضى موفَّق الدين وغيره، وعين لقضاء الحنابلة فلم يَهَيَّأ لذلك، وولى تَدريس مدرسة أم الأشرف بعد حسن النَّابُلْسِيّ سنة اثنتين وسبعين، ودرس أيضًا بالمنصورية. قال ابنُ حجّى: وكان عاقِلًا وانقطع بالجامع الأزهر عدة سنين يدرس ويفتى. توفى ثامن عشر شوال سنة سبع وثمانمائة.

78 -

عبد الله بن محمد بن مُفْلِح بن محمد بن مُفَرِّج المَقْدِسيّ الأصل الدمشقى الصَّالحى، الشَّيخُ الإمامُ العلامةُ شيخُ الحنابلة بالشام كذا ذكره ابنُ قاضى شُهبة. شرف الدين بن محمد الإمام العالم العلامة صاحب التصانيف النفيسة شمس الدين أبي عبد الله الحنبلى الشهير بـ "ابن مُفْلِح"، مولده على ما أخبر سنة ثمانٍ وخمسين، وقال مرةً: سنة ستٍّ أو سبعٍ وخمسين، وقال غيره: ولد سنة أربعٍ وخمسين وسبعمائة، أجازه قديمًا

78 - عبد الله بن مفلح: (757 - 834 هـ).

أخباره فى: إنباء الغمر: 3/ 463، والضوء اللامع: 5/ 239، والمقصد الأرشد: 75، والمنهج الأحمد: 2/ 139، ومختصره: 180، وشذرات الذهب: 7/ 208، والسحب الوابلة: 166، وتوجد ترجمته فى أوراق فى تراجم الحنابلة مجهولة المؤلف بخط الشيخ الحلامة إبراهيم بن صالح بن عيسى رحمه الله فى المكتبة السعودية بالرياض وهى فى الغالب منقولة من هنا.

قال السخاوى: أخذ عن بعض مشايخ أخيه. وسمع من جده لأمه، والشرف بن قاضى الجبل وغيرهما، وأجاز له العزُّ بن جَمَاعة والجمالُ بن هشام، والموفقُ الحنبلى، والقلانسى، ومحمودُ المنيحى، وابنُ كثير، وابنُ أميلة والصفديُّ. بل وأجاز له قديما أبو العباس المرداوى خاتمة أصحاب ابن عبد الدايم بالحضور وسمع على أبي محمد بن القَيم وستّ العرب حفيدة الفَخر وغيرهما وأفتى ودرس واشتغل وناظر وناب فى القَضاء دهرًا طويلًا وصار كثيرَ المحفوظِ جدًّا. وأما استحضار فروع الفقه فكان فيه عجبًا مع استحضار كثير من العلوم بحيث انتهت إليه رئاسة الحنابلة فى زمانه.

ص: 72

أبو العباس المِرداوى خاتمة أصحاب بن عبد الدايم. وقال ابن قاضى شُهبة: توفى والده فى رَجب سنة ثلاثٍ وستين، فحفظ "المُقنع"، و "مختصر ابن الحاجب" وغيرهما واشتغل فى العلمِ، وتأدَّبَ فى القَضاء قبل الفتنة وبعدها مدة طويلة، وكان كثير الاستحضار، يستحضر كثيرًا من الحديث والفقه لا سيما فى فروع والده ومن الأصول، ويستحضر "مختصر ابن الحاجب" وحفظه أجود من نقله، وكان شيخ الحنابلة بالشَّام، كذا ذكره. قلت، أخبرفى بعض أقاربه أنه كان يتعاطى الحشيشة، فالله أعلم، وسمعت والدى يخبر أنه ولى القضاء لعز الدين وأنه حضر مرة عنده فى درسه، فقال القاضى عز الدين أين مسألة كذا؟ فقال: قال القاضى فى الكتاب الفلانى، فى الموضع الفلانى قولًا أو كذا وكذا، فقال: والله يا شرف الدين تَكذِبُ، البارحة كنت أطالع فى هذا الكتاب، فى هذا الموضع ليس فيه هذا، فلما انصرف القاضى عزّ الدين إلى بيته ذهب إليه فقال: يا سيدى قاضى القضاة [تشمت بنا](1) هكذا قُدَّامَ النَّاس، من كان يروح ينظر فى كتاب القاضى، كنت غفرت لى هذا. وسمعته يحدث أن القاضى علاء الدين بن مغلى (2) لما قدم دمشق حضر عنده فقال ابن مغلى: ذكره ابن الحاجب فى "المختصر" كذا وكذا، فقال هو: ما هو فى المختصر، قال: فغضب، ثم قام فجاء "بالمختصر"، ثم قلب أو فتحه ثم قلب الورقه وأراه إيّاه وقال خذ فانظر! الكاذب أنتَ، وأبوك يكذب على مسند الِإمام أحمد ويقول رواه أحمد فى المسند، أين المسند؟ لما عُدم المسند كل من كذب شيئا عزاه إلى المسند أو ما هذا معناه، وكان جهور الصوت. توفى بالصّالحية فى ذى القعدة سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، ودفن بالروضة عند

(1) فى الأصل: "لا تبقى سيك".

(2)

سيذكره المؤلف ترجمة رقم: (100).

ص: 73

والده وأخويه رحمهم الله تعالى. وذكره ابن ناصر الدين فى "المجموع" فقال: عبد الله بن محمد بن مفلح بن مفرج المقدسى شرف الدين الِإمام العالم العلامة، ولد سنة سبع وخمسين وسبعمائة، أجاز له أبو العباس أحمد بن المرداوى خاصة أصحاب أحمد بن عبد الدايم الحضور، وأجاز له أيضًا عبد الله بن قيّم الضّيائية (1)، وست العرب بنت محمد بن الفخر بن البخارى وغيرهم.

79 -

عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن عبد الباقى

(1) ابن قيم الضيائية: (؟ - 761 هـ).

عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن نصر بن فهد الصالحى المقدسى الحنبلى العطار. (أخباره فى المنهج الأحمد: 2/ 122، ومختصره: 158، والشذرات: 6/ 191).

79 -

عبد الله الحجازى المقدسى (691 - 769 هـ).

أخباره فى الدرر الكامنة: 2/ 403، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 193 والمعجم المختص: 40، ودرة الأسلاك: 167، والمقصد الأرشد: 75 والمنهج الأحمد: 2/ 125، ومختصره: 161، وشذرات الذهب: 6/ 215، والسُّحب الوابلة:167.

قال الذَّهَبِيُّ فى المعجم المختص. الِإمام المفتى الكبير قاضي القضاة موفق الدين أبو محمد المقدسي ثم المصرى الحنبلى.

وقال الذَّهَبِى في معجمه الصغير: عالم ذكي خيّر، صاحب مروءة وديانة وأوصاف حميدة، قدم علينا سنة سبع عشرة طالب حديث وعمن أبي بكر بن عبد الدايم وعيسى المُطعم وغيرهما وعنى بالرواية وسمع معي وهو ممن أحبه فى الله، ولى القضاء فحمدت سيرته والله يسدده.

وقالَ ابنُ حَجَر: ولد في أوائل سنة 691 أو فى أواخر التى قبلها كذا كتب بخطه. ولى قضاء الديار المصرية للحنابلة سنة 38 هـ فى جمادى الآخرة واستمر إلى أن مات.

وقال: وكان واسع المعرفة بالفقه، وفى زمنه انتشر مذهب الحنابلة بالديار المصرية، وكان يتعبَّد ويتهجَّد ويحبُّ الصُّلحاء ويُصمِّمُ فى الأمور الشرعية، وكان محبَّبًا فى الناس معظَّمًا عند الخاص والعام.

وقال ابنُ حَبيبٍ: إمامٌ قرن علمه بعمله

وحاكم قام بنصرة الشرع، وآثر ما طوى من صحف مذهبه من أصل وفرع.

ص: 74

الحِجَازِىّ المَقْدِسِىُّ الحَنْبَلى. قال ابن قاضى شُهبة (1): الشيخ الِإمام قاضى القضاة موفق الدين أبو محمد عبد الله قاضى الحنابلة بالدّيار المصرية أكثر من ثلاثين سنة، مولده فى أوائل سنة تسعين وستمائة، وقال بعضهم: سنة ست وسبعين، وتفقَّه وسمع الحديث وأفتى وحدَّث ودرَس، وحدث (2) سمع منه الحافظان زين الدين العراقى، ونور الدين الهيثمى (3) وناب فى القضاء بالديار المصرية من جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين إلى أن توفى. باشر مع أحد عشر سُلطانًا، ذكره الذهبى فى المُعجم المُختصّ (4) وقال: عالمٌ زكىٌّ خيَر صاحبُ مروءةٍ وديانةٍ وأوصافٍ حميدةٍ، وله يد طولى فى المذهب، حُمدت سيرته فى القضاء [مات] سنة تسعٍ وستين وسبعمائة فى شهر الله المحرم.

80 -

عبدُ الله بن قاضى القضاة شمس الدين محمّد بن التَّقِىِّ، الحنبلىُّ القاضى تقىُّ الدّين، كان حصل له ضعف فى حياة والده ثقل منه لسانه، وكان أبوه يحبه ولم يكن مُحَصّلًا لشئ من العلم، ولى قضاء طرابلس، وكان له أخٌ أصغرُ مشتغلًا بالعلم، توفى عبد الله فى شهر رمضان سنة خمس عشرةَ وثمانمائة - رحمه الله تعالى.

(1) تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 193.

(2)

فى ابن قاضى شهبة: من أبي الحسن الصواف وطبقه.

(3)

فى الأصل: (اليمي) وطائفة ذكرهم الذهبى فى معجمه.

(4)

فى الأصل: "المختصر".

80 -

عبد الله بن التَّقِى: (؟ - 815 هـ).

أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 350، والضوء اللامع: 5/ 68، والدارس 2: 77، السُّحب الوابلة:167.

ص: 75

81 -

عبد الله بن صلاح الدين محمد بن قاضى القضاة شَرَف الدين أحمد بن قاضى الجَبَل جمال الدّين. توفى فى أوائل شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وسبعمائة - رحمه الله تعالى.

82 -

عبد الله بن قاضى القضاة علاء الدين بن محمد بن على ابن عبد الله بن أبي الفتح الكِنَانىّ العَسْقَلَاني الحَنْبَلِىُّ المعروف بـ "ابن الجُنْدِىِّ"؛ لأنه كان بزىِّ الجُند منذ نشأ إلى أن شاخَ، المحدّثُ الفاضلُ جمالُ الدين. ولد سنة خمسين وسبعمائة وحضرَ على أبي الفتح القَلانِسِىِّ، وعلى بن أبي الحسن الفَرَضِىّ، ومحمد بن إسماعيل الأمَوِىُّ وغيرهم. قال ابن حِجّى: وتصدَّى فى آخر عمره للتَّحديث فأكثروا عنه وكان مشاركًا، على ذهنه مسائل حسنة وفوائد نفيسة مع الدّين والعبادة والقناعة، وهو قريبُ ناصر الدّين نَصرِ الله الحَنبلى (1) يجمعهما أبو الفتح الجدّ الأعلى. مات فى نصفِ شهرِ شَعبان سنةَ سبعَ عشرةَ وثمانمائة.

81 - عبد الله حفيد قاضى الجبل: (؟ - 790 هـ).

لم أعثر عليه.

82 -

ابن الجندى: (750 - 817 هـ).

أخباره فى إنباء الغمر: 3/ 44، والضوء اللامع: 5/ 34، 35، والمنهج الأحمد: 2/ 137، ومختصره: 177، وشذرات الذهب: 7/ 125، والسحب الوابلة:161.

عبد الله بن على بن محمد بن على بن عبد الله بن أبي الفتح الكنانى العسقلانى الحنبلى بن هاشم بن إسماعيل بن نصر الله، جمال الدين، سبط ابن القلانسى.

(1)

ذكره المؤلف ترجمه رقم: (200).

ص: 76

83 -

عبد الله بن يوسف بن هِشام، الشَّيخُ الإمامُ جمالُ الدِّين أبو محمد عبد الله بن جمال الدين يُوسف بن هِشام، النَّحوى الأنصارِيّ، فصيحُ زمانه، وسيبويه أيامه، صاحب المعرفة التامة فى النحو واللغة والِإعراب والقراءات والحديث والفقه وغير ذلك، وكان إمامًا فى العربية، لم يُر مثله، وصنَّف كتاب "المغنى (1) " لم يصنَّف فى النحو

83 - ابن هشام الأنصارى: (؟ - 761 هـ).

أخباره فى: أعيان العصر للصفدى: 5/ 68، وذيل العبر للحسينى: 336، عقود الجمان: 158، ووفيات ابن قُنفذ: 361، ووفيات ابن رافع: 2/ 234 والسُّلوك: 3/ 1 / 55، وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 156، الدُرر الكامنة: 2/ 415، والمنهل الصافى: 2/ 427، والنُّجوم الزَّاهرة: 10/ 336، بغية الوعاة: 2/ 68، وإشارة التَّعيين، وحُسن المحاضرة: 1/ 536، والبدر الطالع 10/ 400 وشذرات الذَّهب: 6/ 191، وروضات الجنات: 346، وطبقات الشَّافعية: 6/ 33، 296، مفتاح السعادة: 1/ 198، ومعجم شيوخ القبابى: 10، والمنهج الأحمد: 123، ومختصره: 158، والمقصد الأرشد: 56، والسحب الوابلة:167.

وتذكر بعض المصادر أن ابن هشام كان شافعيَّ المذهب وأنه كان يدرس الفقه الشافعى وعلم التَّفسير بالقبّة المنصورية بالقاهرة. وأنه كان يقرئ "الحاوى الصغير" للشيخ نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم الرافعى القِزْوِيني الشَّافعى ثم طلب منه الشيخ الإمام القاضى موفق الدين الحجازى أن ينتقل إلى مذهب الِإمام أحمد فأجابه إلى ذلك وتقلد مذهب الِإمام أحمد وحفظ "مختصر الخرقى" دون أربعة شهرر ودرّس فى مدرسة الحنابلة بالقاهرة.

والقاضى الموفق الحجازى عبد الله بن محمد بن عبد الملك تقدّم ذكره وهو الذى قيل: "وفى زمنه انتشر المذهب الحنبلى بالديار المصرية".

(1)

كتاب "المغنى" مشهور وعليه شروح وحواش كثيرة جدًّا. وقد وقفت على نسخة منه بخط مؤلِّفه.

ص: 77

مثله، وهو كتاب جليل لم يُرَ مثله ولم يصنَّف مثله أبدًا، ترجمه فى أوله وادعى فيه - ووالله إنه لكما قال وفوق ذلك - ثم قال (1):

ومَنْ ذَا الّذى تُرضَى سَجَايَاهُ كلّها

كَفَى المَرْءُ نُبْلًا أنْ تُعدَّ مَعَايِبُهْ

وصنَّف "التَّوضيح" على ألفية ابن مالك، وهو كتاب جليل لم يحل الأبيات لكنّه يتكلم عليها فيه (2) من غير تعرُّض إليها، وله "شرح بانت سعاد"، وله "شرح الدُّريدية"، و "شرح شذور الذهب" وله "المغنى" القديم وذلك أنه صنَّفه أولًا فلما حَجَّ أُصيب به وبغيره كذا ذكره فى "المغنى" فلما أصيب به عمل هذا المغنى الثاني وهو أحسن لم من الأول، وله كُتُبٌ أُخَر غير ما ذكرنا.

وكلامه فى النحو فى غاية الجودة، وأعلى المراتب يدلُّ على تمكنٌ فيه، ويدٌ عُليا، وقد رتَّب المغنى على بابين، ذكر فى الأول المفردات فأجاد فيها وأفاد، وذكر فى الثاني الجمل، وله "مقدمة فى النحو" وغير ذلك. أظن أنه توفى قريبا من رأس القرن الثامن (3). والله أعلم.

84 -

عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله المَقْدِسِىّ

(1) البيتُ ليزيد بن محمّد المُهَلَّبى، من أبيات أولها:

وخِلّ لنا كُنَّا قديمًا نَصاحِبُهْ

تأمّرَ فاعتاصت عَلَيْنا مَطَالِبُهْ

إذا نحنٍّ غِبْنا عنه لم يَجْرِ ذكرُنا

وإنْ نحنُ جِئْنا صدَّنا عنه حَاجِبُهْ

وما الثكلُ إلا حُسْنُ ظن بصَاحبٍ

خذولٍ إذا ما الدّهرُ نابت نوائِبُه

(زهر الآداب: 1/ 61).

وربما أُلحق البيت المذكور هُنا بقصيدة بشار بن برد التى على وزنه وقافيته.

(2)

فى الأصل: "فيها".

(3)

الصحيح أنه توفى سنة 761 هـ والحديث عن أبناء "ابن هشامٍ" وأحفاده فى ذكر ابنه محمد ترجمه رقم: (192).

84 -

ابن عبيد الله المقدسى: (؟ - 803 هـ).

أخباره فى: إنباء الغمر: 2/ 65، والضوء اللامع: 5/ 45، وتاريخ ابن =

ص: 78

الصالحى المعروف بـ "ابن عُبيد الله"(1)، سمع من الحجّار، وأبي بكر ابن الرّضى، وزَينب بنت الكَمال، وأحمد بن على الحرِيرى، ومحمد بن يوسف الجُراعى. ذكره ابن ناصر الدين فى "المجموع" وقال: توفى فى ذى القعدة سنة ثلاثٍ وثمانمائة.

85 -

عبدُ الله بن مُحمد بن أحمد بن عبد البارِى بن عُمر. أحضره والده على جماعةٍ، وسمع من خَلْقٍ، وكان عندَه دينٌ وورعٌ، وسعتُ القاضى ناصر الدين بن زُرَيْقٍ يقول فى جنازته: كانَ الشَّيخُ عبد الله رجلًا لك به حاجة والله أنا كنت أعرفه، وكان يعرف السَّواد من البَياض، كان يعرفُ الأسود فيجتنبه، ويعرف الأبيض فيأتيه، يشير بذلك إلى أنه كان يَعْرِفُ الجيِّد والخَيْر من الأمور من الشَّر فيأتى الخيرَ ويجتنب الشَّرَّ. توفى يوم الثلاثاء العشرين من جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وثمانمائة بالصَّالحية، ودفن بالرَّوضة عند قبرِ الشَّيخِ موفَّق الدّين. ذُكر لى أنه تُوفى شَهيدًا مبطونًا.

86 -

عُثمان الخطيب، فخر الدين. كذا ذكر لى.

= قاضى شهبة: 1/ 187 والمنهاج الجلى: 119، والمقصد الأرشد: 75، والمنهج الأحمد: 2/ 135، 136، ومختصره: 175، والشذرات: 7/ 29، والسحب الوابلة:163.

وهو عبد الله بن محمد بن أحمد. قال ابن حَجر: قرأتُ عليه الكثيرَ بالصَّالحية. وقالَ السّخاوى: أكثرَ عنه شيخُنا، وقال فى معجمه: كان شيخًا حسنَ الهيئةِ طويلَ القامةِ.

(1)

فى الأصل: "عبد الله".

85 -

ابن عبد البارى: (؟ - 879 هـ).

لم أقف على أخباره.

86 -

عثمان الخطيب. (؟).

لعله عثمان بن فضل الله بن نصر الله الفخر بن الرزين البغدادى الأصل الحنبلى، شيخ الخَرُوبِية بالجِيْزَة. ولد فى صفر سنة 813 هـ وتوفى سنة 894 هـ.

الضوء اللامع: 5/ 135، والسُّحب الوابلة:177.

ص: 79

87 -

عُثمان التَّلِيْلِيُّ الشيخُ الِإمام الزاهدُ البركةُ القدوةُ أبو النور، خَطيبُ جامع المُظفّرِى عن الشيخ على بن عُروة، وابنُ الطَّحان، والشيخُ عبد الرحمن وغيره، وعنه جماعة، كان يقيمُ بالجامع ويخطبُ به وكانت القلوب ترقّ عند سماعِ خُطبه وتَبكى الخَلقُ طقًّا. ويحصل منها للخلق ما لا يحصل من غيره. أبيض اللّون، ليس بالطويلِ ولا بالقصيرِ، ليس بالرقيقِ ولا بالغليظِ، صاحب دِيْن وورع وزهدٍ، لين فى كلامه، ساكن فى مِشيته وهيئته، لم يَسمع منه أحد كلامًا ساقطًا، معظم عند الناس، لم يُرَ من ذى شيبة أجلَّ منه ولا أجمل كأنَّه القَمر، وجلس للإِقراء بمدرسة شيخ الِإسلام بمكانِ الشَّيخ زِين الدين بعدَ وفاته. وكان فى حالِ حياتِهِ ربما جلس معه فأقرأ، وكان يقرئ بالجامع قرأت عليه جزء المنتقى من "مسند الِإمام أحمدَ"، ومواضع من كتاب "المُقنع" وكان معظمها عند المشايخ مهابًا، تأخذ قراءته بالقُلوب، قال لى بعضُ أصحابِنا: أشبهه فى المِحْراب إلى الأسد، قليلُ الضَّحك بشوشَ الفَمِ. توفى سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة، توفى بالصَّالحية ودفن بالروضة.

87 - عمان التليلى: (800 - 892 هـ).

أخباره فى الضوء اللامع: 5/ 133، والمنهج الأحمد: 2/ 55، ومختصره:195.

قال السَّخاويُّ فى الضَّوء: ولد على رأس القرن. . وقال: وحج وجاور بمكة وكان غاية فى الورع والزهد، ودرس وأفاد مع التَّجرد للعبادة من تلاوة وقيام حتى فاق فى ذلك وتجلد له مع كبر سنه حتى مات سنة 93. إما فى رجبها أو فى غيره.

قال السَّخاوى والتليلى نسبة لتليل: قرية من البقاع من ضواحى دمشق من جملة أوقاف مدرسة أبِى عمر.

ص: 80

88 -

علىُّ بن محمّد بن عبّاس، عرف بـ "ابنِ اللَّحَّام" الشيخُ الِإمامُ العالمُ العلّامةُ أقضى القُضاة، علاءُ الدين بركةُ المسلمين، أبو الحسن على بن محمد بن عبّاس البَعلى الحَنبلى، نزيلُ دمشق، الفقيه الزَّاهد الوَاعِظ الأصولى القُدوة. ترحمه الشَّيخ [ابن] ناصر الدين (1) وغيره. قرأ على (2) الشَّيخ زين الدين بن رَجَب، وولى القضاء نيابة، وكان حسن الكتابة، وجدت أكثر كُتُبِ ابن رَجَبٍ بخطه كـ "شرح البُخارى" و "القَوَاعِدُ" وسائر كتبه الصِّغار، وقال ابنُ ناصر الدّين: وكان مُحِبًّا للشَّيخ تقىّ الدّين ابن تيمية. وترجمه (3) ابن رَجَب بترجمة حسنة فيما وجدته بخطِّه، وكان شَكْلًا حَسَنًا. قال ابنُ قاضى شُهبة (4): الشَّيخُ الإمامُ العالمُ العلّامةُ الفقيهُ المحدِثُ المُفتى الصَّالِحُ

88 - ابن اللحام البعلى: (بعد 550 - 803 هـ).

أخباره فى الرد الوافر 185 وإنباء الغمر 2/ 174، والضوء اللامع: 5/ 320، 321 والمنهج الأحمد: 2/ 135، ومختصره: 175، والمقصد الأرشد: 104، وقضاة دمشق: 288، والشذرات: 7/ 31، والسُّحب الوابلة: 194، والمدخل:238.

وهو على بن محمد بن على بن عباس بن فتيان البعلى ثم الدمشقى الحنبلى علاء الدين. وكانت وفاته يوم عيد الأضحى. وقال المقريزى: إن وفاته كان يوم عيد الفطر.

وتردد ابن العماد فى أيهما؟ (1) قال ابن ناصر الدين فى الرَدّ الوافر: وكان للشيخ تقى الدين من المعظمين وبشيخ الإسلام له من المترجمين وجمع فى مصنف "اختياراته" من مسائل الفروع ورتبها على أبواب الفقه.

(2)

فى الأصل: "عليه".

(3)

تكررت كلمة "ترجمه".

(4)

تاريخ ابن قاضى شهبة: 217.

ص: 81

الخير علاء الدين أبو الحسن عل بن أبي عبد الله محمد بن عباس البَعلى الأصل، الدِّمشقى الحَنبلى، شيخُ الحنابلة بالشَّام مع القاضى تقى الدين ابن مفلح، مولده ببعلبك بعد الخمسين، قال:"وأظُنُّ" واشتغل ببعلبك وفضل، ثم قدم [دمشق] ولازم الشَّيخ زين الدين بن رَجَبٍ، والشيخ شهاب الدين بن الزُّهرى، وأخذ عن الشيخ زين ابدين القُرشى وغيرهم. وأفتى وناظر ودَّرس وصنَّف، واشتغلَ وشاعَ اسمه واشتهر ذِكره. ناب فى القضاء عن القاضى الأكبر ابن منجّى وغيره وولى بعد ابن رَجَبٍ حلقة المسار بالجامع الأُموى، وكان يعمل فيها مواعيد نافعة [ينقل] مذهب المخالفين عن كُتُبِهِم ويحبر ذلك، وهو حسن المجالسة كثير الِإيضاح يندب على نفسه، ثم ترك نيابة القضاء فى آخر عمره، وأجمع على الاشتغال والتَّصنيف، فلما وقعت الفتنة ذهب مع الناس إلى مصر، فلما توفى قاضى القضاة موفَّق الدين (1) عُرِضَ عليه القضاء بالديار المصرية وسئل فى ذلك مرارًا، فامتنع، واستقر فى تدريس المنصورية (2) فلم يلبث أن توفى فى عيد الأضحى، وكان له جنازة عظيمة رحمه الله قال ابنُ قاضى شُهبة (3): رأيت شيخَنا، قالَ: إنَّه بلغه أن مولده سنة اثنين وخمسين وسبعمائة، واشتغل ببلده على الشَّيخ شمس الدين ابن اليُونَانِيَّة، ثم انتقل إلى دمشق واشتغلَ بها فى الفقه والأصول على الشَّافعية، قال: وكان رجلًا جيدًا كبيرًا محبًّا فى

(1) فى إنباء الغمر وغيره: "موفق الدين بن نصر الله".

(2)

فى الأصل: "المنصور".

(3)

تاريخ ابن قاضى شهبة: 217.

ص: 82

الناس سمع "صحيح مسلم" ببَعْلَبَكَّ من ابن عبد الدّايم وسمع من جماعة بها وماتَ والده وهو رضيعٌ - وكان لحّامًّا - فربّاه خالُه شمس الدين بن النّيْحاني - بالياء المثناة من تحت بعد النون - وعملَ صنعة الكتاب مدَّةً، ثم حُبِّبَ إليه طلب العلم، وفضُلَ بنفسه وأنجَبَ وصارَ مشارًا إليه مقصودًا بالقضاء والفَتوى، ثم إنه ترك القَضاء وتابَ منه، ولما رَحَلَ إلى القاهرة ولى بها تدريس المَنْصُوِرّية لمَّا توفى موفق الدين، فلما تُوفى نزل عنها لمن دفع إليه ما غرم ثم قال: وهذا الثاني أخبر به شيخُنا، قلت وله تصانيف مفيدة منها "تَجْرِيْدُ العِنَاية فى تَحْرِيْرِ أحكَام النِّهايَة (1) "، وهو كتاب جليلٌ بيَّض فيه كِفاية ابن رَزِيْن حين مات ولم يُحَرِّرْها، وقد كان بَيَّضها قبله الشيخ عبدُ المؤمِنْ ولم يطلع على ذلك فلما رآهُ واطلَّع عليها قالَ: لو رأينا هذا ما تَعِبْنا. وأُخبرتُ أنه لما صَنَّفَهُ أَراهُ ابنَ رَجَب فرمى به وقالَ: لقد قَرْطَمْتَ العلم ومنها كتاب "اختيارات الشيخ تقىّ الدّين بن تَيْمِيَّة". وصنَّف فى الأصول كتابه المُختصر المُسمّى "بإِحْكامِ الأحكَام الفَرعْيَّة"(2) وأظنُّه تَبعِ فى ذلك الأسنوى وله تَعاليق أُخر. قَال لى شهابُ الدين [ابن] هِلالٍ الأزْدِىُّ: توفى بعد الشَّيخ زَين الدّين ابن رَجَب سنة سبع وستين (3) أو قريبًا من ذلك، وقد قدمنا وفاة ابن رجب سنة خمس وتسعين. وذكر ابنُ قاضى شُهبة (4): أنه توفى فى شهر شَّوالٍ سنة ثلاثٍ وثمانمائة.

(1) منه نسخة فى المكتبة الأزهريَة.

(2)

طبعه مركز البحث العلمى بجامعة أم القرى باسم "المختصر فى أصول الفقه".

(3)

فى الأصل: "سنة سبع وستين أو عشرة. . ".

(4)

تاريخ ابن قاضى شهبة: 217.

ص: 83

89 -

على بن الحُسين بن على بن عبد الله الكَلَائيُّ (1) البَغْدادِىُّ المقُرئ الحَنبلى سبطُ كمال الدين عبد الحق، ولد صفى الدين ابن عبد المؤمن البغدادى، الشيخ زين الدين، مولده فى أواخر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وستمائة، أجاز له عبد المؤمن بن خلف الدُّمياطى، والقاضى سعد الدين الحارِثي، وابنُ القَيِّمِ، وابن الصَّوَّاف وابن الصَّابوني، وأبو الفتح موسى بن على بن أبي طالب الحَسَنىّ وغيره. ذكره شهاب الدين بن رَجب (2) من "مشيخته"، وقال: رجل صالحٌ كثير الخير والتّلاوة والذكر، حجَّ مرارًا وجاورَ. توفي في ذى الحجة سنة أربع وسَبعين وسبعمائة.

90 -

على بن القاضى الصدر المدرّس عزّ الدين محمد بن شمس

89 - على الكَلَائي: (693 - 775 هـ).

أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 67. وشذرات الذهب: 6/ 238، والسحب الوابلة: 183. وقد أوردا ما قاله ابن حجر دون زيادة.

وورد فى الشَّذرات: على بن الحسن، وذكر أن مولده سنة 98.

(1)

فى الأصل: "الكناني" والتصحيح عن الإنباء.

(2)

المنتقى من مشيخة ابن رَجَب: 45.

90 -

على بن محمد التنوخى: (710 - 778 هـ).

أخباره في إنباء الغمر: 1/ 142، والمقصد الأرشد: 108، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 241 والمنهج الأحمد: 2/ 128، ومختصره 165، 166، وشذرات الذهب 6/ 557، تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 241، وأكمل نسبه هكذا: على بن محمد بن أحمد ابن عثمان بن السعد بن المنجا التنوخى الحنبلى الشيخ الأصيل

=

ص: 84

الدين التَّنوْخِىُّ الحَنبلىُّ. قال ابن قاضى شُهبة: الشَّيخُ الأصيلُ علاءُ الدين أبو الحسن، مولده سنة عشر وسبعمائة، سمع "صحيح البخارى" من وَزِيْرةَ (1)، وسمع ابن عيسى المطعم وغيره، وكان يحضر بالجامع الأُموى فى رمضان بعد الظهر مع الشُّيوخ فى قراءة البخارى. توفى فى شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وسبعين وسبعمائة.

91 -

على بن عُبْيدٍ المَرْداوِىُّ. قال ابن قاضى شُهبة: العدلُ علاءُ الدين سمع من أحمد بن عبد الرحمن المَرداوى وحدَّث وكان يكتب خَطًّا حَسَنًا ويُعْتَمَدُ عليه فى الشَّهادة بالصَّالحية. توفى يوم الأربعاء لعشرين فى شهرِ جمادى الآخرة من سنة أربعٍ وثمانمائة بالصَّالحية.

= وقال: سمع منه ابن محى وغيره "الصحيح" بفوت يسير.

وقال: وهو من بيت كبير ورجلٌ خير توفى فى ربيع الآخر.

وقال ابن العماد: الشيخ الكبير الصالح.

(1)

وَزِيْرَةُ: هى ستُّ الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المُنَجّى التنوخية الدمشقية الحنبلية المتوفاه سنة 716 هـ.

أخبارها فى ذيل العبر الذهبى: 88، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2/ 469، والدرر الكامنة: 2/ 223.

91 -

ابن عُبَيْدٍ المَرْدَاوِىُّ: (739 - 804 هـ).

أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 216، ورفع الأصر، والضوء اللامع 5/ 258، والسحب الوابلة:189.

قال ابن حجر: على بن عبيد بن داود بن يوسف بن مُجَلّى المَردَاوِيُّ ثم الصالحى الحنبلى

وهو أخو الثقة شمس الدين بن عبيد =

ص: 85

92 -

على بن خَليل بن على بن أحمد الحِكْرِيُّ. قال ابن قاضى شُهبة: قاضى القضاة نور الدين أبو الحسن، اشتغل فى الحديث والفقه، وولى قضاء الحنابلة بالدّيار المصرية بعد عزل القاضى موفق الدّين بن القاضى ناصر الدين العسقلاني فى جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانمائة، وقَدم مع السُّلطان إلى دِمشق، وكان يجلسُ بمحرابِ الحنابلة ويَعِظُ، ثم عُزل بعد رجوعه إلى القاهرة فى آخر السنة المذكورة. وقال ابن حِجِّى: كان من الفُضلاء درَّس وأفاد وذكَّر الناس بالجامع الأزهر وغيره، وكانت ولايته القَضاء ستة أشهرٍ [وبقى] معزولًا إلى أن مات فى تاسع المحرم. وذكر ابن قاضى شُهبة أنه مات فى صَفر سنة ست وثمانمائة رحمه الله.

93 -

على بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمود المَرْدَاوِيّ

= قال السِّخاوى: ولد سنة تسع وثلاثين وسبعماية.

92 -

ابنُ خَليل الحِكْرِيُّ: (729 - 806 هـ).

أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 280، ورفع الإصر: 399، والضوء اللامع 5/ 216، والمقصد الأرشد: 101، والمنهج الأحمد: 2/ 136، ومختصره: 176، وشذرات الذهب 7/ 59، والسحب الوابلة:185.

الحِكرِيُّ: نسبة إلى الحِكرِ قرب القاهرة.

93 -

على بن أحمد المَردَاوِىّ (730 - 803 هـ).

أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 171، والضوء اللامع: 5/ 187، والمنهج الأحمد 2/ 135، ومختصره: 174، والمقصد الأرشد: 100، وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 217 وشَذرات الذهب: 7/ 31، والسحب الوابلة 179.

ص: 86

الحنبلى. ذكره ابن قاضى شُهبة فى تاريخه وترجمه بالشيخ على قال: وقال شيخُنا (1): وكان من أقدم من بَقيَ من شُهود الحكم بدمشق شهد على المَرداوى وغيره، وكان رجلًا جيدًا، روى الحديث، عمن ابن الرّضى و [رينب] بنت الكمال. توفى فى شهر رمضان سنة ثلاث وثمانمائة.

94 -

عِلى بن موسى بن اللَّبّوْدِىُّ، الشّيخُ المحدثُ النبيلُ المتقنُ، برعَ وصنَّف، وله كتاب "المُغِيْث فى شرحِ غريبِ الحَدِيْث" فى مُجلَّدين. لم اطّلع على وقتِ وفاته، رحمه الله تعالى.

95 -

على بن أحمد بن محمد بن سُليمان الخَطيب، محب الدّين بن الخَطيب نجمِ الدّين بن القاضى عزّ الدّين بن القاضى تقى الدّين بن سُليمان المقدسى، خَطِب جامع الحنابلة.

(1) فى تاريخ ابن قاضى شهبة: قال: قال الحافظ شهاب الدين بن حجى تغمده الله برحمته.

94 -

على بن موسى اللّبودى: (لم أعثر على أخباره).

وكتابه "المغيث" غير كتاب أبي موسى المدينى الأصفهانى عمر بن محمد توفى 581 هـ " المجموع المغيث فى غريبى القرآن والحديث" وهذا الأخير من الكتب التى سيطبعها مركز البحث العلمى للعام 1405 - 1406 هـ إن شاء الله. ويبدو أن المؤلف رحمه الله لا يعرف الرجل إلا عن طريق كتابه فقط لذا لم ينقل أخباره. وانظر الترجمة رقم: (171).

95 -

على بن أحمد الخطيب: (740 - 791 هـ).

من آل قدامة.

أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 387، والشذرات 6/ 318، والسحب الوابلة:178.

قال ابن حجر:

فخر الدين، ولد سنة أربعين، وسمع الكثير، ولازم ابن مُفلح وتفقه عنده، وخطب بالجامع المظفرى، وكان أديبًا ناظمًا ناثرًا منشئًا، له خُطب حسان ونظمٌ كثير، وتعاليق فى فنون. وكان حسن المعاشرة لطف الشمائل. وهو القائل:

حَمَاةُ حَمَاها الله من كل آفةٍ

وحيّا بها قومًا هُمُوا بُغْيَةُ القاصى

لَقَدْ لَطُفَتْ ذاتًا وَوَصْفًا ألَا تَرَى

دَوَالِيبَها خشْبًا وتَبكِى على العاصى

مات فى جمادى الآخرة.

ص: 87

96 -

على بن محمد بن عبد المُؤمِن بن عبد الرحيم الحَنْبلى، الشَّيخ على علاءُ الدّين أبو الحسن سِبْط عبد الرحمن بن صَوْمَع المعروف ب "الحموى"، حدث عن ابن الشَّحنة وغيره. توفى ليلة الإثنين ثامن عشر جادى الأولى سنة خمس وثمانين وسبعمائة وصُلّىَ عليه من الغد بعد الظُّهر.

97 -

على بن شهاب الدين المقدسى الأصل ثم الصَّالحى الحنبلى الفقيه والد القاضى عز الدين الآتى ذكره.

98 -

على بن محمد بن على بن مُنْجى التَّنوخى، قاضى القضاة علاءُ الدين، كذلك وجدتُ على قبره بالروضة، وسألتُ عنه فقيل: القاضى علاء الدين بن مُنَجَّى الحَنبلى، توفى فى الصَّالحية ودفن هنا.

99 -

على بن المُنَجَّى بن عُثمان بن أسعد بن المُنْجيّ الحنبلى أبو الحَسَن علاء الدين قاضى القضاة، التنوخى الدّمشقى، ولد سنة سبعٍ وسبعين وستمائة. روى عن أبيه وابن البخارى، وابن سُفيان، وتفقَّه بأبيه

96 - ابن عبد المؤمن: (؟ - 785 هـ).

المقصد الأرشد: 108 ويبدو أنه مصدر المؤلف. لأن الترجمة بحروفها هناك.

97 -

ابن شهاب المقدسى: (لم أعثر على أخباره).

98 -

المُنَجّى: (لم أعثر على أخباره).

99 -

على بن المُنَجّى: (677 - 750 هـ).

أخباره فى الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب: 2/ 447، ومعجم شيوخ الذهبي: 2/ 123، وأعيان العصر: 7/ 41، ودرة الأسلاك: 169 والوفيات لابن رافع: 2/ 125، وذيل العبر للحسينى: 281، وتاريخ ابن قاضي شهبة: 1/ 117،=

ص: 88

وغيره، وأفتى ودرّس وَولِىَ بعد ابن الحافظ فشُكرت سيرته، وكان وافرَ العقل، حسنَ الخلقِ كثيرَ النوادرِ. مات خمسين وسبعمائة، وولى بعده جمالَ الدين المَرْدَاوِىُّ. وهذا القاضى علاء الدّين ابن مُنجا المتقدم.

100 -

على بن محمّد بن محمد بن المُنَجَّى. قالَ ابنُ قاضى شُهبة: قاضى القُضاة علاءُ الدّين على بن صَلاح الدّين محمد بن الإمام شَرف الدين محمّد بن الشَّيخ العلامة زينُ الدّين المُنَجَّى بن القاضى الشيخ عز الدين أبو عمرو بن عثمان بن الإمام الكبير العلامة القاضى وجيه الدين أسعد بن المُنَجَّى بن أبي البركات ويقال بركات - ابن المؤمّل السَّرخْسِىُّ المَعَرِىُّ الأصلِ الدّمشقى قاضى القُضاة الحَنبلى. مولده فى سنة خمسين بعد وفاة عمّ والده قاضى القضاة علاء الدين بسبعةِ أيامٍ، وكانت وفاته فى ثامن شعبان. وولى بعد والده تَدريس المِسْمَاريّة (1) وغيرها من الوظائف، واستنابةً بعد ابن قاضى الجبل فى الحكم بَإشارة قاضى القضاة تاج الدين السبكى إلى أن توفى ابن قاضى الجبل، فانجمع فى بيته

= والسلوك 2/ 3 / 813، والدرر الكامنة: 3/ 209، والدارس 2/ 41، وقضاة دمشق 281، والقلائد الجوهرية: 2/ 367، والمقصد الأرشد: 110 والشذرات 6/ 176 وذكر المؤلف له هنا سهوٌ منه رحمه الله لأن كتابَه هذا ذيل علل كتاب ابن رجب. فلعل المترجم لم يرد فى نسخة ابن عبد الهادى من كتاب ابن رجب.

100 -

على بن محمد بن المُنَجى: (750 - 800 هـ).

أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 27، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 679، والمقصد الأرشد: 108، والدارس فى تاريخ المدارس: 2/ 46، والمنهج الأحمد: 2/ 134، ومختصره: 172، 173، وقضاة دمشق: 286، والشذرات: 6/ 365، والسحب الوابلة:196.

(1)

المدرسة المسمارية: إحدى المدارس الحنابلة بدمشق. الدارس: 2/ 114.

ص: 89

تارة بالمِسْمَارِية، وتارةً ببستانه بالرّبَوة إلى أن توفى القاضى شمس الدين ابن التَّقِىّ فولى بعده القَضاء فى شوال سنة ثمانٍ وثمانين إلى أن عزل فى جمادى الآخرة سنة اثنتين وتِسعين بالقاضى شرف الدين بن عبد القادر (1)، ثم اعيد فى ذى الحجّة سنة ثلاثٍ وتسعين إلى أن عُزل بالقاضى شهاب الدّين النابلسى (2) واستمر به [حتى] ربيع الآخر سنة ستٍ وتسعين، ثم أُعيد فى المحرم سنة السّبع والتسعين، وعُزل فى آخر السنة، ثم أُعيد فى رجب سنة ثمانٍ وتسعين، وعُزل فى صفر سنة تسع وتسعين، ودرّس بالحَنْبلية وغيرها، وكان رأسًا نبيلًا، لم يُرَ فى الحنابلة أنبلَ منه [قالَ](3) ابن حِجّى، [و] قالَ ابنُ قاضى شُهبة: وكان حسن الشَّكلِ كثيرَ التَّواضُع والحيَاءِ، لا يَمُرُّ بأحدٍ إلا سَلَّمَ عليه، وكان قليلَ المداخلة لأمورِ الدُّنيا، وأخوه القاضى تقى الدين هو القائم بأمره. توفى يوم الاثنين ثالث عشر شهر رجب سنة ثمانمائة بالصالحية، غربي المدرسة الناصرية أول النهار مطعونًا، انقطع ستة أيام وصُلّىَ عليه بالغد بعد صلاة الظهر بالجامع الأموى (4) تقدَّم فى الصلاة عليه الشيخ علىُّ بن أيُّوب، ودفن بداره عند الباب وشيَّعه [جماعة] كثيرون، وقد كمّل خمسين سنة إلا شهرًا. (5)

(1) فى الأصل: "عبد العادل".

(2)

محمد بن أحمد بن محمود ت 805 هـ الترجمة رقم (178) من هذا الكتاب.

(3)

فى الأصل "قال" وفى تاريخ ابن قاضى شهبة: قال ابن حجّى: - تغمده الله تعالى برحمته -: نشأ فى صيانة وديانة، وقرأ واشتغل وسمع شيئا من الحديث ومات معزولا وقد درس بالحنبلية وغيرها وكان رئيسا نبيلا لم يبق بالحنابلة أنبل منه. هذا كلام الشيخ. وكان شكلا حسنًا.

(4)

فى المقصد الأرشد، والدارس: بجامع الأفرم.

(5)

فى المقصد الأرشد: إلا شهرا ويومين. . والترجمة هنا منقولة بتمامها عن ابن مفلح.

ص: 90

101 -

على بن مُغْلِى الشيخ الِإمام البارع المحصل قاضى القضاة علاء الدين أبو الحسن بن مُغْلى الحَمَوِىُّ الأصل، المِصْرِىُّ الحَنْبَلِىُّ، كان بارعًا فى المذهب له المحفوظ الزَّائد، حفظ "الفروع" و "الخلاصة"، وغير ذلك.

ويقال أنه لما اشتَغل بالفقه هَرَبَ أهل بلده إلى النَّحو فحفظ فيه كتابًا كبيرًا، فهرب أهلُ بلده إلى الطّب فحفظ "القانون". ويحكى أنه قرأ للسلطان البُخارى غائبًا مدة

الثلاثة أشهر، ويأتى يوم بخطبته فى أول القراءة غير التى خَطَب بها قبل ذلك، ولى قَضاء الحنابلة بالدّيار المصرية، وبرع فى المذهب، واستدرك على صاحب "الفُروع" وأخبرت أنه اجتمع مرة بالقاضى تقى الدين

101 - ابن مُغْلِى: (771 - 828 هـ).

أخباره فى إنباء الغمر: 3/ 357، والضوء اللامع: 6/ 34 وذيل رفع الأصر 189 والمقصد الأرشد: 108، والمنهج الأحمد: 2/ 138، ومختصره: 179، وشذرات الذهب: 7/ 185، والسُّحب الوابلة 198 وترجم له ابن خطب الناصرية فى تاريخ حلب، والمقريزى فى العقود

وابن تغرى بردى فى المنهل الصافى.

وهو على بن محمود بن أبي بكر بن أبي الجود السَّلَمَاني، ويقال: السَّلَمِىُّ الحَمَوِيُّ العِرَاقِىُّ الأصلِ المِصْرِىّ الوفاة الحنبلىّ المعروف بـ "ابن المغلى" كان أبوه تاجرا من العراق، سكن سَلَمِيَّة، ولد له ولد فنشأ على طريقته، ثم ولد له هذا سنة إحدى وسبعين بحماه.

قال ابنُ العِماد: "أعجوبة الزَّمان الحافظ. قال فى المَنْهل: ولد فى حماة وقيل: بسلمية

وقال: وكان سريع الحفظ إلى الغاية ويحكى عنه فى ذلك غرائب".

وله ابن اسمه عبد القادر المدعو محمد توفى فى حياة أبيه سنة 826 هـ.

من أهل العلم والفضل.

ترجمته فى إنباء الغمر: 3/ 317، والضوء اللامع: والشذرات: 7/ 175، والسحب الوابلة:140.

قال ابن حجر: وأسف عليه أبوه جدًّا، ولم يكن له ولد غيره.

ص: 91

ابن مفلح، فقال ابن مفلح كلامًا. فقال: اسكُتْ أنتم لما عدم "مسند الإمام أحمد" صِرتم كلّما اختلقتُم شيئًا أو كذَبتموه قلتم فى "مسند الإمام أحمد" وما هذا معناه، وأنه ذكر له جدَّه صاحب "الفروع"، فقال له: جدكم أخطأ فى "الفروع" فى ثلاثمائة موضع كتبتُ عليها. (1) وهو الذى أرسلَ للقاضى ناصر الدين بن زُريق يطلبُ منه خلافة القاضى من الضّيائية فأرسله له ومن ثم انفرط نظامها (2). وأخباره (3) كثيرة وآثاره مسطورة. توفى بعد الثمانمائة - رحمه الله تعالى.

102 -

على بن محمد بن على بن عُمر بن أبي الفَتح بن هاشم الكِنانى العَسْقَلاني المِصرى ثم الدِّمَشْقِىّ الحَنبلى نائبُ الحُكم بالقاهرة، قاضى القضاة، علاء الدين أبو الحَسَن. ناب للقاضى موفَّق الدين، ثم على القاضى ناصِر الدّين، ثم قَدِمَ دمشق قاضيًا بعدَ وفاةِ ابن قاضى الجَبَل فى ذى القعدة سنة إحدى وسبعين، وانجمع عن الناس وصار نائبه هو الذى يَتَصَدّى للحكم حتى قيل أنه لا يُعرف له حكمٍ مسجل عليه. قالَ بعضهم -: وكان من خيارِ النَّاس، وأشدَّهم تواضعًا، ولما ولى القَضاء

(1) قال حفيد ابن مفلح المذكور فى كتابه المقصد الأرشد: 108 - مشيرا إلى هذه القصة - وجرى له مع جدى الشيخ شرف الدين مناظرات والزامات فكأن فى النفس شئ فالله يسامح. رأيتُ نسخته من "تحرير المقرر على أبواب المحرر" لأبي الفضائل عبد المؤمن بن عبد الحق. الظاهرية رقم 2751.

(2)

العقود الجوهريّة: 38.

(3)

أغلب أخباره فى الضوء اللامع، وذيل رفع الأصر.

102 -

على بن محمد الكناني: (؟ - 776 هـ).

أخباره فى إنباه الغمر: 1/ 88، والسلوك: 3/ 1 / 245 والمنهل الصافى: والدليل الشافى: / 477، ودرة الأسلاك: ورقة: 242، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 225، والمنهج الأحمد 2/ 128، ومختصره: 165، السحب الوابلة:194.

ص: 92

وكُتب توقيعه إن وضائفه بالقاهرة مستمرة عليه إلى سنة [](1) وقرئ التَّوقيعات بالجَوْزِيَّة. وقد سمع فى دمشق من الحَريرى وغيره، وأجازَ له ابن الشَّحنة، وحدَّث عنه "بالثُّلاثيات" سمعها منه بالكسوة مع قاضى القضاة.

قال ابنُ حَبِيْبٍ (2): قاضى دينُه وافر، وعَلَمٌ علمه سافِرٌ، وحقبه مقرونة بالفريضة، وسيرته كأخلاقه جَميلة، وسمتُه حَسَنٌ، وهديه واضحُ السَّنَنَ، عليه وقارٌ وسكون، وله إلى الجهات الحرَّانيَّ (3) ركونٌ. ولى دمشق وأخذ إليها من القاهرة واستمرّ إلى أن غابَت - بعد خمسين سنين - أنواره الباهرة. وقالَ ابنُ قاضى شهبة: توفى فى دمشق يوم الاثنين خامس عشر شهر شوال سنة ستٍّ وسبعين وسَبْعمائة، ودُفن بسفحِ قاسيون. قالَ ابنُ حَبِيْب عن بضع وستين - رحمه الله تعالى.

103 -

على بن المُسند أبي العباس أحمد بن أبي بكر بن محمد بن طُرْخان، المَقدسىُّ الصَّالحىُّ العَدلُ الأصيلُ علاء الدين، سمع من القاضى تقى الدين بن سُليمان، وعيسى المطعم، ويحيى بن سعد وغيرهم - قال ابن رافع: وحدَّث هو وأبوه وجده وعمه. توفى ليلة سابع عشرين المحرم سنة سبعين وسبعمائة بكُوْنِيْنَ من عَمَلِ صَفَدَ ودُفن هناك.

(1) لم يكتب فى الأصل شئ ولعلها: "وفاته".

(2)

درة الأسلاك: ورقة: 242.

(3)

يقصد بـ "الحراني" شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومعنى قوله: "وله إلى جهات الحراني ركون" أنه يوافق شيخ الإسلام بأقواله وآرائه.

103 -

ابن طوخان المقدسى: (؟ - 770 هـ).

أخباره فى ذيل العبر لأبي زرعة: 53، والدرر الكامنة: 3/ 91 والوفيات لابن رافع: 2/ 340.

ص: 93

104 -

على بن شهاب الدّين عبد الرحمن بن قاضى القُضاة عز الدين محمد بن قاضى القضاة تقى الدين سُليمان بن حمزة بن أحمد ابن عُمر بن الشيخ أبي عُمر المقدسىّ الأصل، الدّمشقى الصَّالحى الحَنبلى، الشيخُ علاءُ الدّين أبو الحسن. مولده سنة بضعَ عشرةَ وسبعمائة، حضر على جدِّ والده التَّقى سليمان، وسمع جماعة.

قال ابنُ قاضى شُهبة: قال شيخنا: سعت منه قديمًا وكان رجلًا حسنًا، وكان عنده كَرَمٌ وسخاء، كثيرُ الضِّيافة للنَّاس، وكان شيخَ دارِ الحَديث [النَّفِيْسِيَّة](1) وناظرها. توفى ليلة السبت الحادى والعشرين فى شهر رمضان سنة أربع وتسعين وسبعمائة.

105 -

على العَسْقَلانيُّ، جدُّ قاضى القضاة عز الدين، ولى القضاء، وله "مسّودة شرح الطوفى" وتعاليق على "المُحرر" وتعاليق على "مختصر ابن الحاجب".

106 -

على بن نجم الدين أحمد بن قاضى القضاة عز الدين

104 - على بن عبد الرحمن المقدسى: (بعد 710 - 794 هـ).

من آل قدامة.

أخباره فى الدُّرر الكامنة: 3/ 130، وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 3 / 446 المقصد الأرشد: 104، والمنهج الأحمد: 2/ 131، 132، ومختصره: 169، وشذرات الذهب: 6/ 334، والسُّحب الوابلة:187.

(1)

عن تاريخ ابن قاضى شُهبة.

105 -

على العَسْقَلَانيُّ: (لم أعثر على أخباره).

106 -

على بن أحمد المقدسى: (740 - 791 هـ).

من آل قدامة. =

ص: 94

محمد بن قاضى القضاة تقى الدين سليمان بن أبي حمزة المقدسى الخطيب فخر الدين خطيب جامع المُظَفَّرِىِّ بالصالحية. توفى فى شهر جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.

107 -

على بن أيْدُغْدِىّ البَعلى الحَنبلى المحدِّثُ، نور الدين. قال ابن قاضى شُهبة: ذكره شيخنا، وقال: صاحبنا المحدث، وكان يلقب بـ "حنبل"، سمع ورحل، وجمع شيوخه الذين سمع منهم وكتب عنهم. قال ابن قاضى شُهبة (1): ولا يُعتَمَدُ عليه. لعله توفى فى شهر رجب سنة خمس وتسعين وسبعمائة.

108 -

علىُّ بن حُسين بن عُرْوَةَ الحَنْبَلِىُّ، الشيخُ الِإمامُ العالمُ العلامةُ القدوةُ البركةُ المحدِّثُ الفقيهُ أبو الحسن علىُّ بن عُرْوَةَ المَوْصِلِىّ الحَنْبَلَىُّ، عن ابن الرّضى، وابن الشَّرايحى، وأبو عبد الله المُنْعَتِقِىّ، وابن حِجّى، وجماعة. وعنه الخلق الكثير والجم الغفير كالشيخ عبد الرحمن، وشهاب الدّين بن زَيد، والشيخ رين الدين، والشيخ عثمان، والشيخ عمر اللؤلؤى، وعمّى ووالِدِىّ وابن قُندس وخلقٌ.

= أخباره فى إنباء الغُمر: 1/ 388، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 387، وشذرات الذهب: 6/ 318، والضوء اللامع: 5/ 214، والسحب الوابلة:178.

107 -

ابن أيْدُغْدِيّ البَعلى: (؟ - 795 هـ).

أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 461، وتاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 3 / 489، والشذرات: 6/ 340.

(1)

القول لابن حِجّى.

108 -

ابن عُرْوَةَ المَشْرِقِىُّ: (قبل 760 - 837 هـ).

يعرف بـ "ابن زَكْنُون" على بن الحسين. =

ص: 95

كان ردئ اللباس، يلبَس الصُّوف والشعر، متواضعًا لا يأكلُ إلا من عَمَلِ يده ويصنع العباء ويتقوّت منها. برع وصنَّف، اختصر "طبقات القاضى أبي الحسين" و "طبقات ابن رجب" وصنف "الكوكب السَّارى فى تَرتيب المسند على أبواب البخارى" رتبه على ترتيب حسن، وهو كتاب مفيد قريبًا من أربعة عشر مجلدًا ثم أنه بعد ذلك أدخل فيه أشياء، وروى فيه أشياء وبلغ به إلى مائة وعشرين مجلّدًا، وهذا الثاني فيه عفاشة وسمع هذا الكتاب عليه جماعة بقراءةِ الشَّيخ شهاب الدين بن زيدٍ، وكان له ميعادٌ وله فَرَاسَة كثيرةٌ. أخبرت أن إنسانًا كان قد عزم على الشهادة فدخل ميعاده فلما دخل قال الشيخ: تكتب ورقة تساوى كتابتها بقدر درهم فيأخذ عليها العشرة أو الخمسة وذم الشهود. وقال شيخُنا الشيخُ شهابُ الدين بن زيد: ما دخل مجلسه أحد وفى قلبه شيء إلا وتكلمَ فى ذلك بأمرٍ. وحكى أن شخصا كان فى جَنَابَةٍ قد نَسِيَهَا

= أخباره فى: إنباء الغمر: 3/ 527، ومعجم ابن فهد: 370، والمقصد الأرشد: 104، والضوء اللامع: 5/ 214، والمنهج الأحمد: 2/ 139، ومختصره: 181، وشذرات الذهب: 7/ 222 والسحب الوابلة: 183.

قالَ ابنُ فَهْدٍ فى معجمه: على بن حُسين بن عُرْوَةَ المَشْرِقِىُّ الحَنْبِلِىُّ الشهير بـ "ابن زَكْنُون" - بفتح الزاى وسكون الكاف - العلامة الزاهد الورع، ولى الله - تعالى - مرفق الدّين أبو الحسن.

ولد قبيل الستّين. كان فى ابتداء أمره جَمالا - بالجيم - ثم أقبل على الاشتغال

وذكر عددا من شيوخه ومروياته عنهما وقال: كان إماما علامة ورعا زاهدا عابدا غاية فى الزهد والورع. قانتا، خيّرا، منقطع القرين، قدوة، متبتلًا للعبادة، متقللًا من الدنيا لا يزيدُ عن لبس العباءة، وحصلت له شدائد فى الله ومحن فى الله - تعالى - كثيرة فصبر واحتسب. قال الحافظ ابن حَجَرٍ: وثار بينه وبين الشافعية شرّ كبير بسبب الاعتقاد. =

ص: 96

فدخل مجلسه، فنادى الشيخ رجلا فقال له: قل لهذا يذهب ويغتسل ثم يأتى. وسمعتُ أنه كان أولا يناجى من رأى منه أمرًا ويقول: أنت تَصنعُ كذا، أنت فى عَيْنَيْكَ كذا (1)، أنت فى عَيْنَيْكَ كذا. فلامه أصحابه، وقالوا: أنت تهرِّبُ الناس منك. فقال: ما أصنعُ؟ أرى ذلك فى أعينهم. فقالوا: ولو رأيت ذلك، لا يَنبغى، هذا ينفرُ الناس منك وتفضحهم. فكان بعد إذا رأى أحدا - وكان ثمّ أحد يَراه - يزجره ولا يواجهه بذلك إنما يقول بعضُ لم الناس يرى كذا وكذا أو يفعل كذا وكذا، ويذمُّ ذلك الفعل. ونُقل عنه أنه كان يَتمَنَّى إدراك عيسى بن مريم عليه السلام ويقول: أدركه إن شاء الله. وكان يكرَهُ أن

= وقال ابنُ مُفْلح: وكان ممن جبله الله على حبّ تقى الدين بن تيمية وكان الناس يعظمونه ويعتقدون فيه الصلاح والخير

وهو على طريق السلف الصالح.

وأورد ابن حُمَيْدٍ النَّجدىُّ ترجمته فى السُّحب الوابلة ناقلا كلام السخاوى، ثم عقب عليه بكلام ابن فهد فى معجمه. وقال - حاكيا كلام ابن فهد -: حضرت جنازته والصلاة عليه ودفنه. وكان يدعو لى كثيرا وزرته يوم الخميس خامس جمادى الأولى فى جماعة من أصحابه الحنابلة وكنت انقطعت عنه مدة فأنشدنى:

وَلَيْسَ خَلِيْلِىْ بالمَلُوْلِ وَلَا الذىْ

إذَا غِبْتُ عنه باعَنِى بِخَلِيْلِ

ولكنْ خَلِيْلَى مَنْ يَدُوْمُ وِصَالُهُ

ويَحْفَظُ سِرى عندَ كُل خَلِيْلِ

وهذا كله لم يرد فى معجم ابن فهد المطبوع والله المستعان.

ثم اجتمعت بعد ذلك بالأخ الفاضل الشيخ نظام اليعقوبي من البحرين اجتمعت به فى مكة فأخبرني أن عنده نسخة من الهند من معجم ابن فهد المخطوط، ثم أرسلها إليّ بعد ذلك - أحسن الله إليه - فوجدتها أكبر وأوفى بكثير من المطبوع وفيها النص الذى نقله ابن حميد.

(1)

هذه مبالغة فلعل فى نقلها عن المذكور فيه تجوّز.

قال ابن حميد: وقد رأيت فى رحلتى 1281 هـ فى مدرسة شيخ الِإسلام أبي=

ص: 97

يدعى بـ "ابن زَكْنُون"، ونُقل عنه أنه لم يُبَرأ ذمَّة من قالَها وأنه كان يَقول:"زَكْنُون" شَيْطَانٌ. وأوقَفَ كتبه وجعل نظرها لشيخنا الشيخ تقى الدِّين، وحُكى أن نائب الشام دخل عليه مرة وهو يَخيط فى عباءَةٍ ورجله ممدوة فلم يضم رجله ولم يتغّير عن حاله، ولا تركَ الخياطة، فقبل يده وجلس بين يديه، فقال: من هذا؟ فقالوا: نائب الشام. فقال: اعلم أن الله تعالى قد استرعاكَ رعيَّتَه، وأنت مسئول عنها، ونهاك عن الظلم، ثم ذَكَرَ له زواجرَ الظُّلم فى الكتاب والسُّنة ووعظه فجعل يَبْكى، ثم قامَ عنه وخرج. فلما خرج قالَ بعضُ الجماعة فى نَفْسه لو وضع الشيخ بين يديه زُبْدِيَّةً من اللَّبن - فإن لَبَنَ القُبيبات مشهورة - وأربعة أرغفة. فقال الشيخ: لا أريد أصاحبه حتى أطعمه، أو كما قال. وسمعتُ بعضُهم يقولُ: كان الشيخُ عبد (1) الرَّحمن إذا حضر عنده كأنه ولدٌ، مع جلالة قدرِه كثيرِ علمِه. قال ابنُ قاضى شُهبة: على بن حسين بن عُروة بن زَكْنون الحَنبلى، سمع الحديث، وتعبَّد وهو منجمع

= عمر منها الكثير الطيب منها شرحه المذكور للمسند فى مائة وعشرين مجلَّدا مكتوب عليه: وقف شيخنا المؤلف فى مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر رحمهما الله تعالى.

ونقلت هذه المجلدات إلى المكتبة الظاهرية الآن، وقد صورتُ الموجود من الكتاب - ولله الحمد - هو موجود الآن فى مكتبة مركز البحث العلمى بكلية الشريعة بجامعة أم القرى. ثم وجدت بعض أجزائه بدار الكتب المصرية وجزء منه فى مكتبة جستريتى

وغير ذلك. أسأل الله - جلت قدرته - أن يوفق لطبعه ليتمكن العلماء من الإفادة منه ولينشر أثرا نفيسا من آثار سلفنا الصَّالح رحمهم الله.

(1)

هو الشيخ عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم المشهور بـ (أبو شعر) تقدم ذكره ترجمة: 66.

ص: 98

عن الناس بالقبيبات ويَعملُ بيده ويأكلُ، وهو على هيئةِ جمَّالٍ أو ملَّاح، وكان يَعْتَقِدُ مذاهب ابن تيمَّية فى الأصول والفُروع، ورَتَّب مسند الِإمام أحمد وأدخل فيه أشياء ترتيبها على وجه لا يفعله عاقل، وكان فى آخر عُمره منقطعًا عند الحنابلة يعظّمونه ويجتمعون إليه بالجامع الأموى يوم الجمعة، ويجلِسُ تحت قبَّة النَّسر، وكان لكثير من الناس فيه اعتقاد زائد، توفى فى مسكنه بالقُبَيْبات، وحضَرَتْ جنازَتَهُ الحنابلةُ. وخلقٌ من العامَّة وحُمِل إلى الصَّالحية ودفن بسفح قاسيون. قلتُ: ليس الأمر كما قالَ، بل دفن بالقُبيبات (1). توفى فى جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وثمانمائة - رحمه الله تعالى.

109 -

على بن سُليمان المَرْدَاوِىُّ، الشيخُ الِإمام العلامةُ أقضى القُضاة، مُفتى الفرق أبو الحسن، علاء الدين على المَرْدَاوِىُّ الأصلِ،

(1) ما قاله المؤلف هنا هو الصَّحيح الذى يؤيّده كلام تلميذ ابن عُروة نجم الدين ابن فَهد فى معجمه قال:

. لحق بربه فى ضُحى الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة سنة 837 هـ بمنزله بمسجد القَدَم لِي صُلَى عليه هناك ودُفِنَ هناك، وكان أوصى أن يُدفن بالرَّوضة بسفح قاسيون عند الموفق بن قُدامة، فلما عَلِمَ أهلُ القُبَيْبَات ذلك لبسوا السّلاح وقالوا: نقاتلُ من يَخْرُجُ به من أرضِنا، ضت رَضينا به حيًّا عندنا فكيفَ نُخرجه بعد مَوته من أرضنا؟! وقامت فتنة كبيرة فلما رأى ذلك شيخنا عبد الرحمن بن سليمان

وكان وصيُّه أمرَ بدفنه بالقُبَيْبات وكانت جنازتُه حافلةً وحُملت على الرؤوس وكثرُ الأسُّف عليه

انتهى.

109 -

على بن سليمان المَرْدَاوِيُّ: (817 - 885 هـ).

محرر المذهب ومنقحه الإمام العلَامة، اسمه كاملا: على بن سليمان بن أحمد بن محمد المَرْدَاوِيُّ السَّعدِىُّ ثم الصَّالِحِيُّ، علاءُ الدّين أبو الحسن.

أخباره فى: الضوء اللامع: 5/ 225، والمنهج الأحمد: 2/ 151، وأطال=

ص: 99

الصَّالحى الحنبلى، الِإمام الفقيه الأصولى النَّحوى الفَرضى المحدِّثُ المُقرئ عن ابن الطَّحَّان، وابن ناصر الدّين وابن عُروة وغيرهم، وتفقه "بابن يُوسف"، والشَّيخ تقى الدّين بن قنْدُس، والشيخ عبد الرحمن وغيرهم، وأخذ الفرائض عن الشيخ محمد السُّبكى وغيره، واشتغل وحصَّل وبرعَ وأفتى ودرس فى المدرسة الضِّيَائية مشاركة، وناب فى القَضاء، وقرأ (1)"المُقنع"، و "الطُّوفى" و "الخُلاصة" وصنّف فمن تَصانيفه:"الِإنصاف تصحيح المقنع" و "تصحيح الفروع"، وكتاب "التَّنقيح فى تصحيح المقنع"، و "اختصار الِإنصاف" وكتاب "التَّحرير فى الأصول" و "شرحه" وغير ذلك، وله "مَولدٌ (2) "

= فى ذكر فوائده، ومختصره: 193، حوادث الزمان: 2/ 81، وشذرات الذهب: 7/ 340، (أطال فى ترجمته)، والسحب الوابلة: 185، والبدر الطالع: 1/ 446، ومختصر طبقات الحنابلة للشطى: 68 وعنه فوائد فى الدارس للنعيمى: 2/ 108، 126، أثنى عليه العليمى بقوله: "الشيخ الإمام العالم العامل العلامة المحقق المتقن، أعجوبة الدهر، شيخ المذهب وإمامه ومصححه ومنقحه، شيخ الإسلام على الإطلاق، بحر العلوم بالاتفاق، فقيه عصرنا وعمدته

. ذو الدين الشامخ والعلم الراسخ، صاحب التصانيف الفائقة

."

ثم قال: "وصار قوله حجة فى المذهب يعمل به ويعوّل عليه فى الفتوى والأحكام فى جميع مملكة الِإسلام وتنزه عن مباشرة القضاء فى آخر عمره

".

وغمزه السخاوى بقوله: وأعانه على تصانيفه فى المذهب ما اجتمع عنده من الكتب مما لعله انفرد به ملكا ووقفا.

وقال: "وكان حافظا لفروع المذهب، مُشاركًا فى الأصول متأخرًا فى المناظرة والمباحثة ووفرة الذكاء والتفنن عن رفيقه الجراعى".

ورد عليه الشيخ ابن حميد النجدى الحنبلى فى السحب الوابلة بقوله: ولا يخفى ما فى قوله: "مشاركا فى الأصول" وقوله: "متأخرا فى المناظرة

الخ" وكأن فى نفسه منه شيئا خفا وإلا فالمترجم مؤلف فى علم الأصول محقق وافر الذكاء مشهور بذلك.

(1)

على التقى ابن قندس.

(2)

اسمه: "المورد العذب الغزير فى مولد الهادى البشير النذير".

ص: 100

و "كتاب فى الأدعية (1) "، وشرع فى "شرح الطوفى"، وكان يقرئ بالّروايات بمدرسة شيخ الإسلام، عالمًا باللغة والتَّصريف والمنطق والمعانى وغير ذلك، له حظٌّ من العبادة والدِّين والوَرَع، طويلَ القامةِ ليس بالرَّقيق ولا بالغَليظ، يميلُ إلى سُمرةٍ وصوته حَسَنٌ كثيرُ الصَّدقة وتفقُّد الِإخوان، مليحُ المعاشرة بشوش الوجه، فتح الله له بالعلمِ والعملِ والدِّين والآخرة وحصَّلَ كتبًا كثيرةً، وتحت يَدهِ خزانةُ كتب الوقفِ بمدرسة شيخ الإسلام. قرأتُ عليه غالب "المُقنع" بحلّهَ وغالب "الطوفى". وتفقَّه به جماعةٌ من أصحابِنا، وكان معظّمًا عند الجماعة وأذن له ابنُ يوسف بالإفتاء قديمًا، وولى نيابة القضاء قديمًا وحجَّ مرتين وجاوَرَ. توفى ليلة الجمعة سادس شهر جمادى الأولى سنة خممسٍ وثمانين بالصالحية

وصُلّى عليه بعد صلاة الظهر، ودفن على حافةِ الطريق تحت مسطبة الدُّعاء تحتَ الرَّوضة (2) - رحمه الله تعالى.

110 -

على الدَّوَالِيْبِىُّ البَغدادى الحَنبلى، الشَّيخُ علاءُ الدّين أبو الحسن. عن والده وابن رَسْلان الذَّهَبى وابن الكركى وغيرهم، خرَّجَ "مشيخة" لنفسه وغيره وجماعة، ولي منه إجازة اشتغل وبرع

(1) اسمه: "الحُصُون المُعدّة الواقية من كلّ شدّة" على منوال عمل اليوم والليلة.

(2)

قبره من أرض اشتراها.

110 -

الدوَالِيْبِى: (779 - 862 هـ).

أخباره فى عنوان الزمان: 179، ومعجم ابن فهد: 174 والضوء اللامع: 5/ 255، حوادث الزمان: 2/ 35، والسُّحب الوابلة: 189 وأورد له البقاعى أخبارا وأشعارًا.

اسمه كاملا: على بن عبد المحسن بن عبد الله بن عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الغفار البَغدادى ثم الصَّالِحِى الشهير بـ "ابن الدوَالِيْبِى" عفيفُ الدين أبو المعالي. =

ص: 101

وحصَّل، صاحب لسانٍ فصيح وحَنْجَرَةٍ هائلةٍ. وكان واعظا أديبًا، ذكيًا لبيبًا، أفتى ودرَّس، وولى مشيخة شيخ الإسلام، وكان حسنَ النظرِ والسمعِ، صنَّف كتابًا فى "الكيات الخمس"، وصنَّفَ "مولدًا". واختصر "سيرة ابن هشام" وغير ذلك (1)، وكان يقول: إنَّ الطَّلاق الثلاث واحدة على مذهب الشيخ تقى الدين وأُوذى بسبب ذلك. وتفقه على الشَّيخ علاء الدين بن اللَّحام وغيره، وكان فى آخر عمره على رؤية من الأوساخ والعفاشة. وذكر أنه ترك الصلاة والله أعلم بذلك، ونقل عنه أنه كان يبلع الحشيشة وكان معظَّمًا عند السلطان الأشرف، وهو الذى رتّب لمدرسة شيخ الِإسلام قمحَ داريّا. توفى يوم السبت فى شهر رجب سنة اثنتين وستين وثمانمائة بالصّالحية ودفن بالسَّفْحِ - رحمه الله تعالى.

111 -

على بن أبي بكر بن إبراهيم بن مُفْلِح قاضى القُضاة

= وساق السَّخاوى نسبه هكذا: على بن عبد المحسن بن عبد الدائم بن عبد المحسن.

ونقل ابن حُميد النَّجدى فى السُّحب الوابلة عن معجم ابن فهد المكى قوله: هكذا أملانى نسبه، وقال: ورأيت بخط ولدى عبد العزيز عن خط صاحبنا ابن ذران والده (عبد المحسن) بن نجم الدين عبد الدايم بن عبد المحسن بن محمد بن حسن بن عبد المحسن بن عبد الغفار. - انتهى -.

وهذا النص لا يوجد فى معجم شيوخ ابن فهد المطبوع سنة 1402 هـ وهو موجود فى نسخة الهند التى أشرت إليها فيما مضى وجاء فيها: ولد فى الساعة السابعة من يوم الأربعاء حادى عشر من شهر المحرم سنة 779 هـ.

(1)

ورأيت من مؤلفاته:

1 -

ترجمة البخارى وطرق روايته للصحيح عن مشايخه ولعلها هى مشيخته المذكوره (الظاهريّة: 285 (157)) حديث وهى بخطّه.

2 -

فضل العلم وفضل حملته فى الظاهرية أيضًا (561 م 53).

111 -

علاء الدين بن مفلح: (815 - 882 هـ).

أخباره فى الضوء اللامع: 5/ 198، وقضاة دمشق: 301، حوادث الزمان: 2/ 65،=

ص: 102

علاء الدين بن مُفلح، المَقدسى الأصل الصَّالِحى. ولى قضاء حلب مرارًا، وقضاء دمشق مرارًا، وكتابة السرّ مدّةً، وعُزل من قضاء دمشق ثم عاد إلى حَلب بقضاءِ القضاء ونظرَ الجيش وغير ذلك [كان] سمحًا جوادًا، وولده صدر الدين عبد المنعم طلب وحصّل. وتوفى بحلب فى طاعون سنة إحدى وثمانين وثمانمائة (1) ودفن هناك.

112 -

على بن محمد بن إبراهيم، المعروف بـ "ابن الخَازِنِ" على بن محمد بن شرف الدين قاسم المغربي أصلًا، الحنبلى الدِّمشقى مولدًا، وجدتُ بخطّ والدى: الفقيه الفاضل البارع علاء الدين، قال موسى بن اليُونينى: أذن له أن يُفتى ويَشتغل فى مذهب أحمد فى سادس عشر شهر ذى القعدة سنة تسع، وثلاثين وثمانمائة، وجدتُ الإذن له بخطّ والدى، وأنه شهد على الِإذن، ووجدتُ ذلك بخطّ الآذن أَيضًا، قال: أذنت للفقيه المشتغل المحصل

113 -

على الجُرَاعِىّ، أخو الشيخ زيد، وعمُّ تَقِىِّ الدِّين، كان رجلًا صالحًا يُقرئ بمدرسة شيخ الِإسلام. وحكى عنه أنه فارق زوجته

= والسحب الوابلة: 181، وهو على بن أبي بكر بن محمد بن مُفلح بن محمد بن مُفرج، العلاء حفيد التقى أبي عبد الله بن الشمس صاحب "الفروع" والد صدر الدين عبد المنعم

ولد سنة 815 هـ بصالحية دمشق. رأيت خطه، نسخ تفسير الحدادي اليمنى سنة 859 (التيمورية تفسير 279).

(1)

فى الضوء:

فى عشية ليلة السبت عاشر صفر سنة 882 هـ وصُلّى عليه من الغد بالجامع الكبير فى محفل تقدّمهم أبو ذر بن البرهان بوصيةٍ منه، ودفن فى ظاهر باب المقام. وقفت له على رسالة فى ثبوت الشهادة على الخط فى الظاهرية:2759.

112 -

ابن الخازن: (لم أعثر على أخباره).

113 -

على الجراعى: (لم أعثر على أخباره).

ص: 103

فأقام مدّة فراقها يسردُ الصّومَ، وكان مطيعًا لوالدته أمرًا بليغًا لا يفعلُ شيئًا - وهو بالسّتين سنة - حتى يُشاورها، ولا يَروح مَوْضِعًا إلا بإذنها ويخدمها خدمةً بليغةً، وقيلَ إنه مات وهو يُصلّى ليلةَ السبتِ شهرَ جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وثمانمائة، رحمه الله تعالى وإيّانا.

114 -

على بن البَهَاء البغَدادى الحَنبلى، الشيخ علاء الدين على بن البهاء. عن ابن الطَحَّان، وابن عُروة، والنّظام، وابنُ زُريق وغيرهم. برعَ وأفتى ودرس واشتغل وشَغَلَ، وحَفِظَ "الوَجيز" وشرح منه قطعةً، صاحبُ دينٍ وورع. ليس بالطَّويل ولا بالقَصير أسمرُ، ولد ببغداد ثم رحلَ إلى دمشق وحصَّل بها ونابَ فى القَضاء سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة.

114 - ابن البهاء البغدادى: (ت بعد سنة 890 هـ).

أخباره فى الضوء اللامع: 5/ 207، والقلائد الجوهرية: 1/ 139.

قال السَّخاوى: على بن البهاء بن عبد الحميد بن البهاء بن إبراهيم بن محمد بن العلاء الزُّرَيْرَانِيّ - بالنون - البغدادى الأصل العراقى المولد ثم الدمشقى الصالحى الحنبلى ويعرف بـ "العلاء بن البهاء". ولد - تقريبا - سنة ثمان عشرة وثمانماية وقدم الشام سنة 837 هـ

وحج وزار بيت المقدس مرارًا. وقدم القاهرة سبع 877 هـ.

وقال السَّخاوى: لقيته بصالحية دمشق فسمع معنا على كثيرين

وحضر عندى فى مجالس الإملاء وسمع منى

قال: وكان مجاورا فى مكة سنة 890 هـ واقرأ هناك الفقه.

ولم أعثر على وفاته.

وله ابن اسمه شهاب الدين أحمد بن على بن البهاء

توفى سنة 929 هـ ترجمته في متعة الأذهان: 9، الكواكب السائرة: 1/ 140، والشذرات: 8/ 149.

ص: 104

115 -

علي بن عُبَادَةَ. بن أبي بكر بن زَيْد. أخو شيخنا شهاب الدين المتقدّم ذكره، ذا زُهدٍ وَوَرَعٍ وتقشُّفٍ، وتخَلَّ عن الدنيا وأهلها، ومعرفةٍ بالتَّواريخ وأيامِ النّاس. توفى سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة ودفن بالحمريّة عند أخيه.

116 -

عُمر البَعلبكى. قال ابن قاضى شُهبة: العَدل زين الدّين البَعلبكى أحد شهود الحنبَلى القُدماء. توفى فى شهر شعبان سنة ثلاث وثمانمائة.

117 -

عُمر اللُّؤْلؤِىُّ، الصالح المقرىُ العيدُ المجوّدُ الديَنُ الورعُ زينُ الدين. عن عائشةِ بنتِ عبد الهادى (1)، وابن عُروةَ وغيرهما. قرأتُ عليه "ثلاثيات البُخارى" و"الزُّهد" للإمام أَحمد، و"مُسند عَبْد بن حُمَيْد" وغير ذلك. كان يُقرى القرآن بمدرسة شيخِ الإسلام، وهو الجامع لشملها ونظامهِا يتألف الفُقراء ويُحسن إليهم، وهو

115 - علي بن عبادة: (؟ - 882 هـ).

لم أقف على أخباره. وأسرته شهيره من الناس العلميّة. تقدّم ذكر بعض أفرادها.

116 -

عمر البعلبكى: (؟ - 803 هـ).

أخباره فى الضوء اللامع: 6/ 119. والسحب الوابلة: 204.

117 -

عمر اللؤلؤئ: (؟ - 873 هـ).

أخباره فى الضوء اللامع: 6/ 147، والسحب الوابلة:205.

(1)

هى صاحبة الترجمة رقم: (124) من هذا الكتاب.

ص: 105

من جماعة الشَّيخ على (1)، والشيخ عبدَ الرحمن (2)، والشيخ أحمد (3) - بَوَّاب الكامِلِيَّة. وذكر أنَّه كان أولًا على طريق الصُّوفية، ثم رجع عن ذلك. وكان محبًّا لشيخ الإسلام ابن تيمية مُعظِّمًا له مبالغًا فيه، ليّنٌ للأمر بالمعروف والنَّهى عن المنكر، لينٌ للصلاة والعبادة، مجانبًا لأبناء الدُّنيا ذامًّا لهم، قليل الحظ من الدُّنيا. قلتُ: وهو الذى كنا نتأدب به، ولا يؤدبنا من الجماعة غيره، لا يُراعى فى الله أحد، ولا يخاف فى الله لومة لائم، وربما كرهه أبناء الدنيا؛ لأنه كان يصدَعُهم بالحق صَدعًا. توفى ليلة الاثنين مستهل شهر ربيع الأول سنة ثلاثٍ وسبعين وثمانمائة، وكانت له جنازة مشهورة، وحُمل على أطراف الأيدى وصَلَّى عليه الشيخ عُثمان (4) بالجامع المظفرى، ودفن بسفح قاسيون بأسفل الرَّوضة، عند الشيخ زين الدين تحت مَسْطَبَةِ الدُّعاء.

118 -

عمر بن إبراهيم بن محمد بن مُفلح الحنبلى، الشيخ الرُّحلة قاضى القضاة نظام الدّين أبو حَفص عُمر بن شيخ الِإسلام تقى

(1) هو ابن عروة المشرقي ترجمه رقم: 108.

(2)

هو أبو شعر المقدسيّ ترجمه رقم: 66.

(3)

أحمد بن علي بن أبي بكر الشهير بـ "بوّاب الكاملية" المتوفى سنة 835 هـ. فى المنهج الأحمد: 2/ 139، ومختصره: 180، والشذرات: 7/ 212، والسحب الوابلة:29.

(4)

لعلّه الشيخ عثمان التَّلِيْليُّ ترجمه رقم: (86).

118 -

عمر بن إبراهيم مُفلح: (783 - 872 هـ).

أخباره فى الضوء اللامع: 9/ 66، ومعجم ابن فهد: 187، والمقصد الأرشد: 113 والدَّارس: 2/ 55، والمنهج الأحمد: 2/ 146، ومختصره: 189، وقضاة دمشق: 296، حوادث الزَّمان: 2/ 51، 52، والشَّذرات: 7/ 311، والسُّحب=

ص: 106

الدين بن إبراهيم بن مُفلح الصَّالحى المقدسى الأصل الحنبلى. عن أبي بكر ابن المُحبّ، وقاضى حماة وغيرهما، وعنه الخلق الكثير والجمّ الغَفير. قرأتُ عليه كثيرًا وسمعتُ منه ما لا يحصى. ولد سنة ثلاثٍ وثمانين وسبعمائة، وأسمعه أبوه، ثم سَمِعَ بنفسه واشتَغَلَ وولى قضاء الحنابلة بدمشق، وصار فى آخر أمره رحلة وقته؛ لأنه لم يبق من أصحاب ابن المحبّ غيره، وكان ربّما تعزّز بنفسه، وقد ألحق الأحفاد بالأجداد وُجد سماعه من ابن المحب "بالمنتقى" فى مسند الحارث بن أبي أسامة، ومشيخة "المُطعم"(1)، وأربعين قاضى جماعة وغير ذلك، وربما درّس ببعض مدارس الحنابلة، وكان له ميعادٌ بجامع الأُموى، ولم يكن يداهن، وكان محبًّا لشيخ الِإسلام ابن تيمية معظّمًا له يذكر الأمور عنه فى ميعاده والأمالى ويقول بجامع الأُموى:"قال شيخ الِإسلام ابن تيمية". توفى بالصَّالحية ليلة السبت، وصلى عليه من الغد بجامع المُظَفَّرى ورفع ولد ولده ومن يلوذ بهم على الأيدى ودفن بالرَّوضة عند أبيه وجدّه، وكانت جنازته مشهودة - رحمه الله تعالى.

119 -

عُمر السُّجاعِىّ الفقيه المفتى.

120 -

عُمر الغبْسَاوِىّ الشَّيخُ الفاضلُ البارعُ المُفْتِىْ.

= الوابلة: 1/ 19. وصاحب الترجمة هذه لقبه: "نظام الدين" وهو غير "نجم الدين ابن مُفلح" الذى يشاركه فى اسمه واسم أبيه وجده ولقبه ويخالفه فى الكُنية وهو معاصره ونجم الدين عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح مذكور فى مُتعة الأذهان: ورقة: 76 نقل أخباره عن جمال الدين بن المِبْرد مؤلف كتابنا هذا إلا أنه ذكره فى غير هذا الكتاب توفى نجم الدين سنة 919 هـ. وله معجم شيوخ فى إحدى المكتبات التُّركية. أخباره فى الكواكب السائرة: 1/ 285، وقضاة دمشق 303. . . وغيرهما.

119 -

عمر السجاعى: (لم أعثر على أخباره).

120 -

عمر الغبساوى: لم أعثر على أخباره).

(1)

منها نسخة فى مكتبة البلدية بالأسكندرية (1963).

ص: 107

121 -

عمر بن الشَّيخ محبّ الدين عبد الله بن الشيخ المحدث أبي العباس أحمد ابن العلامة محبّ الدين عبد الله بن أحمد بن أبي بكر السَّعْدِىّ المقَدسى الصَّالحى الحَنبلى، الشَّيخ زين الدّين. ولد سنة ثمان وعشرين، واعتنى به أبوه فأسمَعَهُ الكثير من شيوخ عصره، وجمع له ثبتًا، وقد حدَّث عن ابن الرّضى، وحَبِيْبة بنت الزّين، وزينب [بنت] الكمال وغيرهم، وكان خازنَ كتبِ خزانةِ الضِّيائِيَّة. توفى فى شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.

122 -

عُمر بن عُجَيْمَةَ المَرْداوِىّ الحَنْبَلِىّ، الشيخ زين الدين الفقيه. حفظ "المُقنع" وغيره، وبرع وأَفتى ورَحل إلى دمشق ومصر وغيرهما.

121 - عمر بن محبَ الدين الصامت: (728 - 781 هـ).

أخباره فى الدرر الكامنة: 3/ 249، وتاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 3 / 17، والترجمة منقولة عنه، والسحب الوابلة:302. عن الدرر، وهو أخو الإمام ابن الصامت المتقدم ذكره.

122 -

عمر بن عجيمة: (؟ - 874 هـ).

فى الأصل: (عجمة) والتصحيح من مصادر الترجة باتفاق.

أخباره فى المنهج الأحمد: 2/ 148، ومختصره: 190، وشذرات الذهب: 7/ 318، والسحب الوابلة:204.

قال العُليمى فى مختصر المنهج: عمر بن محمد بن أحمد بن عجيمة، الفقيه الصالح الشيخ زين الدين شيخ المسلمين توفى بمَردا فى شهور سنة 874 هـ. ولم يزد فى الأصل على ما جاء فى المختصر وقد رجعت إلى ثلاثٍ من نسخ الأصل فلم أظفر بزيادة.

قال ابنُ العماد: الإمامُ العالمُ الفقيهُ الصالحُ توفى بمردا فى ذى الحجة.

ص: 108

123 -

عمر بن عبد الله العَسْكَرِىُّ، الفقيهُ الدينُ الوَرعُ زينُ الدين. حفظ "الخِرقى"، و"المُلحةَ"، وقرأ فى كتاب "غاية المَطْلَب" بعد ذلك، وأذن له بالِإفتاء. طويلٌ أبيضُ رقيقٌ، ولد بعسكر من قرى بيت المقدس، ورحل إلى دمشق، وتفقه بالشيخ تقيّ الدين وغيره، وكان يقرئ بمدرسة شيخ الِإسلام. توفى يوم الجمعة من العشر الأوسط فى شهر جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وثمانمائة، ودفن بعد الصَّلاة عند مقابر الشيخ أبي عمر وكانت جنازته مشهودة.

124 -

عيسى بن الحجّاج السَّعْدِيُّ المِصْرِى الحَنبلى. قال ابن

123 - عمر العسكرى: (؟ - 881 هـ).

لم أعثر على أخباره، له ذكر فى القلائد الجوهريّة: 594، والشيخ عمر معدودٌ فى شيوخ ابن عبد الهادى. انظر:"المقدمة".

124 -

عيسى السَّعديّ: (733 - 807 هـ).

أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 310، والمنهج الأحمد: 2/ 136، والمختصر: 176، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 261، وشذرات الذهب: 7317، والسحب الوابلة:205.

قال ابنُ حجر: عيسى بن حجاج بن عيسى بن شداد السَّعدى العَالِيَة الشاعر الشَّطرنجى، كان يذكرُ أنه من ذرية شاور بن مُجير وزير مصر مهر فى الأدب وقال الشعر فأجاد، ورحل إلى الشام فلقى الصَّفَدِىَّ وغيره. .

وأطال السخاوى فى ترجمته وقال: كان يتمذهب للشافعى فلما أنشأ الظاهر برقوق مدرسته سأل فى وظيفة فقيل له: إنَّ عدةَ الشافعية تكمَّلت فتحول حَنبليًا لعدم تكملة الحنابلة وقال: يُلقب عُوَيْسًا تصغير اسمه.

قال العُليمىُّ فى المنهج الأحمد: كان فاضلا فى النحو واللغة وله النظم الرائق، وله قصيدة بديعة فى مدح النبي صلى الله عليه وسلم مطلعها:

سَلْ ما حَوى القَلبُ فى سَلْمى من العِبَرِ

فكلَّما خَطَرَتْ أمْسَى على خَطَرِ=

ص: 109

قاضى شُهبة: الأديب الفاضل شرف الدين الشّاعر المَعروف، كان يلعبُ بالشّطرنج استدبارًا، وكان فاضلًا يعرفُ العربية والنَّحو واللغة والمعاني والبيان وينظم، قوى الشعر جيّد، ولد بعد العشرين، ويعرف معاني الأدَب. قال ابن حِجّى: وكان يجيدُ النظم ويَستحضر كثيرًا من اللغة، وكان يَعرف لِسَان التُّركى. ومن مقاطعة النابغة، وأبياته الرائعه يمدح القاضى أوحد الدين كاتِبُ السِرّ:

يا كاتبَ السَّرِّ الشّريـ

ـف ومَنْ حَكى فى الجُودِ حاتِمْ

التاجُ والدُكَ الرَّئِيْـ

ـس وابن الرؤساء حاتم؟ [كذا]

وقال فيه أيضًا:

لَعَمْرُكَ ما أَسْنَى الجَوَائِزَ كُلَّها

قَبولكَ مَدْحِى وَهو يُتْلَى ويُنْشَدُ

وله أشياءٌ كثيرةٌ من الشِّعر. توفى فى شهرِ المحرَّمِ سنةِ سبعٍ وثمانمائة رحمهُ الله تَعالى.

125 -

عائشة بنت محمد بن عبد الهادى. قال ابن قاضى شُهبة: المُسندة المعُمَرة الرحَلَةُ، لها المسموعاتُ الكثيرةُ، وانفردت بالرِّواية عن الحَجَّار وغيره وأمرُها مشهورٌ، توفيت بالصَّالحية سنة [ستَّ] عشرةَ فى شهر جمادى الأولى ودُفنت بقرب الرَّوضة.

= وله أشياء كثيرة، وسمى عُوَيْسَ العالية؛ لأنه كان عاليةً فى لعب الشَطرنج، وكان يَلعبُ به استدبارا.

مولده على الأرجح سنة 733 هـ. وقال السخاوى سنة 730 هـ واتفقوا على أن مولده بالقاهرة.

125 -

عائشة ابنة بن عبد الهادى: (724 - 816).

أخبارها فى إنباء الغمر: 3/ 25، الضَّوء اللامع: 12/ 81، والمنهج الأحمد=

ص: 110