المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث إعداد الدكتور: د. عبد - الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث

[عبد الله بن عمر با موسى]

الفصل: الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث إعداد الدكتور: د. عبد

الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث

إعداد الدكتور: د. عبد الله بن عمر باموسى

بسم الله الرحمن الرحيم

ال‌

‌مقدمة:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

إن من دلائل النبوة المحمدية الباقية والمتزايدة مع الوقت ما تضمنته نصوص القرآن والسنة من إشارات وإيماءات متعلقة بآيات الله في الأنفس والآفاق، بعضها عرف مدلوله ومعناه على وجه الحقيقة مؤخرا، وبعضها لم يتوصل إليه العلم حتى الآن، وقد يعرف فيما بعد. ومن هذا الإعجاز النصوص الواردة في الطب، وقد جمعها عدد من العلماء في مصنفات سميت بالطب النبوي، ومنها ما نحن بصدده في هذا البحث من نصوص واردة في الحبة السوداء التي قال عنها مَنْ لا ينطق عن الهوى: إنها شفاء من كل داء إلا السام. وقد يستغرب بعضهم من ورود هذه النصوص المتعلقة بالطب في القرآن والسنة، وهذا يزيل استغرابه ابن القيم رحمه الله حيث قال "ولعل قائلا يقول: ما لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وما لهذا (الباب) وذكر قوى الأدوية وقوانين العلاج، وتدبير أمر الصحة؟.

وهذا من تقصير هذا القائل، في فهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

فإن هذا وأضعافه، وأضعاف أضعافه من فهم بعض ما جاء به، وإرشاده إليه، ودلالته عليه. وحسن الفهم عن الله ورسوله: من يمن الله به على من يشاء من عباده. فقد أوجدناك أصول الطب الثلاثة في القرآن. وكيف تنكر أن تكون شريعة المبعوث بصلاح الدنيا والآخرة، مشتملة على صلاح الأبدان، كاشتمالها على صلاح القلوب، وأنها مرشدة إلى حفظ

ص: 1

صحتها، ودفع آفاتها، بطرق كلية، وقد وكل تفصيلها إلى العقل الصحيح، والفطرة السليمة بطريق القياس والتنبيه والإيماء، كما هو في كثير من مسائل فروع الفقه. ولا تكن ممن إذا جهل شيئا عاداه.

ولو رزق العبد تضلعاً من كتاب الله وسنة رسوله، وفهماً تاماً في النصوص ولوازمها لاستغنى بذلك عن كل كلام سواه، ولاستنبط جميع العلوم الصحيحة منه، فمدار العلوم كلها على معرفة الله وأمره وخلقه. وذلك مُسَلَّمٌ إلى الرسل صلوات الله عليهم وسلامه: فهم أعلم الخلق بالله وأمره وخلقه، وحكمته في خلقه وأمره. (1)

وقد طلب مني القائمون على هذه الندوة المباركة جزاهم الله خيراً، الكتابة في موضوع يتعلق بالإعجاز العلمي أو الطبي، فاخترت موضوع الحبة السوداء لاهتمامي منذ ما يقرب من عشر سنوات بهذا الموضوع مع زملائي في القسم، وأخص منهم الدكتور باسل الشيخ، الذي كان له الفضل بعد الله بالعناية بالحبة السوداء في قسمنا. وبحوث الحبة السوداء على كثرتها (أكثر من مائة بحث) تعد قليلة في حق هذا العلاج العجيب، ولا نزال حتى الآن نجهل الكثير عن إمكانات هذه النبتة المباركة. وقد اخترت أن تكون الكتابة في الجانب العلمي مجملة ومبسطة لغرض تسهيل الفهم على العامة وغير المتخصصين.

وإن مما ينبغي الإشارة إليه أننا معشر الأطباء والباحثين المسلمين مقصرون في العناية بنصوص الشريعة المتعلقة بالطب. ولعل طرح مثل هذا

(1) الطب النبوي لابن القيم صفحة 324 - 325

ص: 2

البحث يبعث فينا العزيمة ويشحذ الهمم على إعطاء هذه النصوص حقها من الدراسة والبحث والتطبيق. وإننا بحاجة إلى وضع خطط لهذه البحوث، ومراكز للعناية ببحوث الطب النبوي، لكي نصل إلى بعض ما دلنا عليه المصطفى من كنوز في هذا الميدان. فعلى سبيل المثال دلنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام، ومع ذلك نجد أن البحوث التي أجريت على هذا الدواء قليلة، بل حتى الآن لم تحدد طريقة علمية موثقة لاستخدام الحبة السوداء علاجاً ولو لمرض واحد.

وقد قسمت البحث إلى فصلين في كل منهما ثلاثة مباحث:

الفصل الأول: متعلق بالحبة السوداء في الحديث النبوي وفيه ثلاثة مباحث.

المبحث الأول: استقصاء الأحاديث الواردة في الحبة السوداء مع تخريجها.

المبحث الثاني: كلام العلماء في شرح هذه الأحاديث.

المبحث الثالث: بعض التجارب في الاستشفاء بالحبة السوداء في القديم والحديث.

الفصل الثاني: متعلق بالحبة السوداء في الطب الحديث وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: مكونات الحبة السوداء.

المبحث الثاني: مسح عام للبحوث المتعلقة بالحبة السوداء في الطب الحديث.

المبحث الثالث: هل للحبة السوداء تأثيرات سلبية؟

ص: 3

ثم خاتمة وتوصيات.

أسأل الله أن ينفع بهذا البحث، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يجزي كل من أعان على إخراجه خير الجزاء.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم.

ص: 4