الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمِائَة الأولى من الْهِجْرَة
1 -
عَمْرو بن العاصى أَبُو عبد الله
قَرَأت بِخَط أَحْمد بن يحيى بن جَابر البلاذرى فِي كتاب أَنْسَاب الْأَشْرَاف من تأليفه قَالَ مُحَمَّد بن سعد قَالَ الْوَاقِدِيّ من خبر عَمْرو ابْن العاصى إِنَّه قدم على النَّبِي صلى الله عليه وسلم مُسلما فِي صفر سنة ثَمَان قبل فتح مَكَّة بأشهر وَكَانَ الْفَتْح فِي شهر رَمَضَان فوجهه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان إِلَى ذَات السلَاسِل فِي سَرِيَّة وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح رضى الله عَن جَمِيعهم قَالَ ثمَّ بعث بِهِ إِلَى ابْني الجلندى بعمان فَأَسْلمَا وَكَانَ أَمِيرا عَلَيْهَا فَلم يزل عَمْرو بعمان حَتَّى قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
قَالَ وَعَمْرو بن العاصى هُوَ الَّذِي فتح مصر ونواحيها فِي خلَافَة عمر وعزله عُثْمَان عَنْهَا
وَقَالَ غير البلاذرى ثمَّ صَار من مصر حَتَّى قدم برقة فَصَالح أَهلهَا على ثَلَاثَة عشر ألف دِينَار يؤدونها إِلَيْهِ جِزْيَة على أَن يبيعوا من أبنائهم
فِي [جزيتهم مَا أَحبُّوا بَيْعه][وعَلى يَدَيْهِ تمّ فتح الْمُسلمين] لبرقة ثمَّ غزا فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين إطرابلس فحاصرها شهرا لَا يقدر مِنْهَا على شَيْء ثمَّ أفتتحها فِي قصَّة غَرِيبَة ذكرهَا أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الحكم فِي تَارِيخه وغنم مَا فِيهَا وَلم يفلت الرّوم إِلَّا بِمَا خف لَهُم فِي مراكبهم وَأَرَادَ أَن يُوَجه إِلَى الْمغرب فَكتب إِلَى عمر رضى الله عَنهُ إِن الله عز وجل فتح علينا إطرابلس وَلَيْسَ بَينهَا وَبَين إفريقية إِلَّا تِسْعَة أَيَّام فَإِن رأى أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن يغزوها ويفتحها الله على يَدَيْهِ فعل فَكتب إِلَيْهِ عمر ينهاه عَن ذَلِك
الظَّاهِر من هَذَا الْخَبَر تحيز إطرابلس من إفريقية وَلم تزل من أَعمالهَا قَدِيما وحديثاً قَالَ ابْن عبد الحكم كَانَ سُلْطَان جرجير من إطرابلس إِلَى طنجة وَبِهَذَا الأعتبار سَاغَ لي ذكر عَمْرو رضى الله عَنهُ فِي هَذَا الْكتاب
وَمن شعره يُخَاطب عمَارَة بن الْوَلِيد أَخا خَالِد بن الْوَلِيد عِنْد النَّجَاشِيّ
وَكَانَت قُرَيْش بعثتهما إِلَيْهِ يكلمانه فِي من قدم عَلَيْهِ من الْمُهَاجِرين رضى الله عَنْهُم
(تعلم عمار أَن من شَرّ شُبْهَة
…
لمثلك أَن يدعى ابْن عَم لَهُ أنتمى)
(لَئِن كنت ذَا بردين أحوى مرجلاً
…
فلست برَاء لِابْنِ عمك محرما)
(إِذا الْمَرْء لم يتْرك طَعَاما يُحِبهُ
…
وَلم ينْه قلباً هائماً حَيْثُ يمما)
(قضى وطراً مِنْهُ وغادر سبة
…
إِذا ذكرت أَمْثَالهَا تملأ الفما)
وَقَالَ أَيْضا فِي حروب صفّين
(شبت الْحَرْب فأعددت لَهَا
…
مفرغ الحارك محبوك السبج)
(يصل الشد بشد فَإِذا
…
ونت الْخَيل من الشد معج)
(جرشع أعظمه جفرته
…
فَإِذا ابتل من المَاء حدج)
وَقَالَ يُخَاطب مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان رضى الله عَنهُ
(معاوى إِنِّي بِعْت ديني وَلم أنل
…
بِهِ مِنْك دنيا فأنظرن كَيفَ تصنع)
(وَمَا الدّين وَالدُّنْيَا سَوَاء وإنني
…
لآخذ مَا تُعْطى ورأسي مقنع)
(فَإِن تعطنى مصرا فأربح بصفقة
…
أخذت بهَا شَيخا يضر وينفع)
قَالَ عَمْرو وَهَذَا لِأَنَّهُ شَرط على مُعَاوِيَة لما تحير إِلَيْهِ وَكَانَ مَعَه فِي حروبه لعَلي رضى الله عَنْهُم أَن يوليه إِذا ظهر مصر طعمة فوفى لَهُ بذلك
وروى أَن عتبَة بن أبي سُفْيَان دخل على مُعَاوِيَة أَخِيه وَهُوَ يكلم عمرا فِي مصر وَعَمْرو يَقُول لَهُ إِنَّمَا بِعْتُك بهَا ديني فَقَالَ لَهُ عتبَة أثمن الرجل بِدِينِهِ فَإِنَّهُ صَاحب من أَصْحَاب مُحَمَّد
فَأَقَامَ على مصر إِلَى أَن توفى فِي خلَافَة مُعَاوِيَة وَمِمَّا يعزى إِلَيْهِ
(وأغضى على أَشْيَاء لَو شِئْت قلتهَا
…
وَلَو قلتهَا لم أبق للصلح موضعا)
(فَإِن كَانَ عودي من نضار فإنني
…
لأكْره يَوْمًا أَن أحطم خروعا)
وَأنْشد لَهُ ابْن إِسْحَاق صَاحب الْمَغَازِي فِي يَوْم أحد مالم أر وَجها لذكره
2 -
ابْنه عبد الله بن عَمْرو بن االعاصي أَبُو مُحَمَّد
ذكره أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد الْمَالِكِي فِي الداخلين إفريقية من الصَّحَابَة رضي الله عنهم وهم قريب من ثَلَاثِينَ رجلا وَكَانَ يخلف أَبَاهُ على إِمَارَة مصر إِذْ وَليهَا عَمْرو فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب وَفِي خلَافَة مُعَاوِيَة وَهُوَ صلى على أَبِيه عِنْد وَفَاته ثمَّ صلى بِالنَّاسِ يَوْم الْفطر وَلم يكن بَينه وَبَين أَبِيه فِي السن إِلَّا أثنتا عشرَة سنة وَأسلم قبله وَكَانَ أحد فُقَهَاء الصَّحَابَة وفضلائهم والمكثرين من الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن حزم الْفَقِيه روى عبد الله بن عَمْرو بن العاصى سَبْعمِائة حَدِيث
وَفِي تَارِيخ ابْن عبد الحكم أَن عُثْمَان رضي الله عنه كتب إِلَى عبد الله بن سعد بن أبي سرح يؤمره على مصر سنة خمس وَعشْرين فَجَاءَهُ االكتاب بالفيوم بقرية مِنْهَا تدعى دموشة فَجعل لأهل الْجَواب جعلا على أَن يصبحوا بِهِ الْفسْطَاط فِي موكبه فقدموا بِهِ الْفسْطَاط قبل أَن يصبح الصُّبْح فَأَشَارَ إِلَى الْمُؤَذّن فَأَقَامَ الصَّلَاة حِين طلع الْفجْر وَعبد الله بن عَمْرو بن العاصى ينْتَظر الْمُؤَذّن يَدعُوهُ إِلَى الصَّلَاة لِأَنَّهُ كَانَ خَليفَة أَبِيه فأستنكر الْإِقَامَة فَقيل لَهُ صلى عبد الله بن سعد بِالنَّاسِ
قَالَ ابْن عبد الحكم يَزْعمُونَ أَن عبد الله بن سعد أقبل من غربي الْمَسْجِد بَين يَدَيْهِ شمعة وَأَقْبل عبد الله بن عَمْرو من نَحْو دَاره بَين يَدَيْهِ شمعة فألتفت عِنْد الْقبْلَة فَأقبل عبد الله بن عَمْرو حَتَّى وقف على عبد الله بن سعد فَقَالَ هَذَا بغيك ودسك فَقَالَ عبد الله بن سعد مَا فعلت وَقد كنت أَنْت وَأَبُوك تحسداني على الصَّعِيد فتعال حَتَّى أوليك الصَّعِيد وَأولى أَبَاك أَسْفَل الأَرْض وَلَا أحسدكما عَلَيْهِ
وَكَانَ عزل عَمْرو بن العاصى عَن مصر وتولية عبد الله بن سعد فِي سنة خمس وَعشْرين صدر خلَافَة عُثْمَان رضي الله عنه وَمن شعر عبد الله بن عَمْرو فِي صفّين
(فَلَو شهِدت جمل مقَامي ومشهدي
…
بصفين يَوْمًا شَاب مِنْهُ الذوائب)
(عَشِيَّة حبا أهل الْعرَاق كَأَنَّهُمْ
…
سَحَاب ربيع دَفعته الجنائب)
(وجئناهم نردى كَأَن صُفُوفنَا
…
من الْبَحْر مد موجه متراكب)
(إِذا قلت قد ولوا سرَاعًا بَدَت لنا
…
كتائب مِنْهُم فأرجحنت كتائب)
(فدارت رحانا وأستدارت رحاهم
…
سراة النَّهَار مَا تولى المناكب)
(وَقَالُوا لنا إِنَّا نرى أَن تبايعوا
…
عليا فَقُلْنَا بل نرى أَن تضاربوا)
هَكَذَا وجدت هَذَا الشّعْر مَنْسُوبا إِلَيْهِ وَخلاف هَذِه الْحَال كَانَ على أَن أَبَا الْفتُوح الطَّائِي الْبَغْدَادِيّ قد حكى فِي كِتَابه الْأَرْبَعين حَدِيثا من جمعه أَن عبد الله بن عَمْرو شهد مَعَ أَبِيه صفّين وَكَانَ يضْرب بسيفين وَالأَصَح هُوَ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو عمر بن عبد الْبر فِي خبر يسْندهُ إِلَى ابْن
أبي مليكَة أَن عبد الله بن عَمْرو بن العاصى كَانَ يَقُول مَالِي ولصفين مَالِي ولقتال الْمُسلمين وَالله لَوَدِدْت أَنِّي مت قبل هَذَا بِعشر سِنِين ثمَّ يَقُول أما وَالله مَا ضربت فِيهَا بِسيف وَلَا طعنت بِرُمْح وَلَا رميت بِسَهْم ولوددت أَنِّي لم أحضر شَيْئا مِنْهَا وَأَسْتَغْفِر الله عز وجل من ذَلِك وَأَتُوب إِلَيْهِ قَالَ أَبُو عمر إِلَّا أَنه ذكر أَنه كَانَت بِيَدِهِ الرَّايَة يَوْمئِذٍ فندم ندامة شَدِيدَة على قِتَاله مَعَ مُعَاوِيَة قَالَ أقسم أَنه إِنَّمَا شَهِدَهَا لعزمة أَبِيه عَلَيْهِ فِي ذَلِك وَأَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ أطع أَبَاك ذكر أَبُو عمر هَذَا فِي كتاب الأستيعاب فِي الصَّحَابَة من تأليفه وَلَكِن الشّعْر مَعَ هَذَا مَذْكُور لَهُ فِي مُصَنف أبي بكر بن أبي شيبَة وَغَيره
3 -
عبد الله بن عَبَّاس أَبُو الْعَبَّاس
غزا إفريقية مَعَ عبد الله بن سعد بن أبي سرح فِي خلَافَة عُثْمَان سنة سبع وَعشْرين وَشهد فتحهَا ذكر ذَلِك أَبُو سعيد بن يُونُس فِي تَارِيخه ثمَّ ولى إِمَارَة الْبَصْرَة فِي خلَافَة عَليّ رضي الله عنه حِين أسْتَعْمل أَخَوَيْهِ عبيد الله على الْيمن ومعبداً على مَكَّة وَكَانَ لعبد الله بن الْعَبَّاس من عمر بن الْخطاب مَكَان وَقَالَ لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَقد كَلمه فِي حظوته لَدَيْهِ إِنَّه من حَيْثُ علمت
وَكَانَ يَقُول ابْن عَبَّاس فَتى الكهول لَهُ لِسَان سؤول وقلب عقول وَيَقُول إِذا سَأَلَ ابْن عَبَّاس فِي الْأَمر يعرض مَعَ جلة أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَيفَ تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بعد مَا ترَوْنَ
وَفِي كتاب الأغاني لأبي الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ أَن عُيَيْنَة بن مرداس ابْن فسوة الشَّاعِر وَهُوَ الْمَعْرُوف بِأبي فسوة أَتَى عبد الله بن الْعَبَّاس وَهُوَ عَامل لعَلي بن أبي طَالب على الْبَصْرَة وَتَحْته يَوْمئِذٍ شميلة بنت جُنَادَة بن أبي أزيهر الزهرانية وَكَانَت قبْلَة تحلت مجاشع بن مَسْعُود السلمى فَأَسْتَأْذِن عَلَيْهِ فَأذن لَهُ وَكَانَ لَا يزَال يأتى أُمَرَاء الْبَصْرَة فيمدحهم فيعطونه وَيَخَافُونَ لِسَانه فَلَمَّا دخل على ابْن عَبَّاس قَالَ لَهُ مَا جَاءَ بك إِلَى يَا ابْن فسوة فَقَالَ لَهُ وَهل دُونك مقصداً أَو وَرَاءَك معدى جئْتُك لتعينني على مروءتي وَتصل قَرَابَتي فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس وَمَا مُرُوءَة من يعْصى الرَّحْمَن وَيَقُول الْبُهْتَان وَيقطع مَا أَمر الله بن أَن يُوصل وَالله لَئِن أَعطيتك لأعيننك على الْكفْر والعصيان أَنطلق فَأَنا أقسم بِاللَّه لَئِن بَلغنِي أَنَّك هجوت أحدا من الْعَرَب لأقطعن لسَانك فَأَرَادَ الْكَلَام فَمَنعه من حضر وحبسه يَوْمه ذَلِك ثمَّ أخرجه عَن الْبَصْرَة فوفد إِلَى الْمَدِينَة بعد مقتل عَليّ عليه السلام فلقى الْحسن بن عَليّ عليه السلام وَعبد الله بن جَعْفَر عليهما السلام فَسَأَلَاهُ عَن خَبره مَعَ ابْن عَبَّاس فَأَخْبرهُمَا فأشتريا عرضه بِمَا أرضاه فَقَالَ يمدحهما وَيَلُوم ابْن عَبَّاس من
أَبْيَات
(لقِيت ابْن عَبَّاس فَلم يقْض حَاجَتي
…
وَلم يرج معروفي وَلم يخْش منكري)
(فَلَو كنت من زهران لم ينس حَاجَتي
…
ولكنني مولى جميل بن معمر)
(فليت قلوصي أغربت أَو رحلتها
…
إِلَى حسن فِي دَاره وَابْن جَعْفَر)
(إِلَى ابْن رَسُول الله يَأْمر بالتقى
…
وللدين يَدْعُو وَالْكتاب المطهر)
(إِلَى معشر لَا يخصفون نعَالهمْ
…
وَلَا يلبسُونَ السبت مالم يخصر)
(فَلَمَّا عرفت الْيَأْس مِنْهُ وَقد بَدَت
…
أيادي سبا الْحَاجَات للمتذكر)
(تسنمت حرجوجاً كَأَن بغامها
…
أجيج ابْن مَاء فِي يراع مفجر)
(فَمَا زلت فِي التسيار حَتَّى أنختها
…
إِلَى ابْن رَسُول الْأمة المتخير)
(فَلَا تدعني إِذْ رحلت إِلَيْكُم
…
بنى هَاشم أَن تصدروني بمصدر)
قَالَ أَبُو الْفرج كَانَ عُيَيْنَة هَذَا شَاعِرًا خَبِيث اللِّسَان مخوف المعرة فِي جاهليته وإسلامه وَكَانَ يقدم على أُمَرَاء الْعرَاق وأشراف النَّاس فَيُصِيب مِنْهُم بِشعرِهِ قَالَ وَكَانَ حليفاً لجميل بن معمر الْقرشِي وَمن شعر عبد الله بن الْعَبَّاس وَكَانَ أَبوهُ الْعَبَّاس أَيْضا شَاعِرًا
(إِذا طارقات الْهم ضاجعت الْفَتى
…
وأعمل فكر اللَّيْل وَاللَّيْل عاكر)
(وباكرني فِي حَاجَة لم يجد لَهَا
…
سواى وَلَا من نكبة الدَّهْر نَاصِر)
(فرجت بِمَالي همه من مقَامه
…
وزايله هم طروق مسامر)
(وَكَانَ لَهُ فضل على بظنه
…
بِي الْخَيْر إِنِّي للَّذي ظن شَاكر)
وَقَالَ أَيْضا وَقد عمى فِي آخر عمره وروى عَنهُ من وُجُوه قَالَه أَبُو عمر ابْن عبد الْبر وَغَيره
(إِن يَأْخُذ الله من عَيْني نورهما
…
فَفِي لساني وقلبي مِنْهُمَا نور)
(قلبِي ذكي وعقلي غير ذِي دخل
…
وَفِي فمي صارم كالسيف مأثور)
وَهَذَا من أحسن مَا قيل فِي هَذَا الْمَعْنى وَهُوَ دَاخل فِي بَاب تَحْسِين مَا يقبح وَقد جمعت قِطْعَة من ذَلِك فِي تأليفى للخزانة الْعَالِيَة الإمامية الموسوم ب قطع الرياض فِي بدع الْأَغْرَاض وَمن ذَلِك قَول بشار بن برد
(عميت جَنِينا والذكاء من الْعَمى
…
فَجئْت مُصِيب الظَّن للْعلم موئلا)
(وغاض صفاء الْعين لِلْعَقْلِ رافدا
…
بقلب إِذا ماضيع النَّاس حصلا)
(وَشعر كنور الرَّوْض لامست نظمه
…
بقول إِذا مَا أَحْزَن الشّعْر أسهلا)
وَقَالَ آخر ويروى لأبي الْعَلَاء وَالصَّحِيح أَنه لأبي الْحسن الحصري
(وَقَالُوا قد عميت فَقلت كلا
…
وَإِنِّي الْيَوْم أبْصر من بَصِير)
(سَواد الْعين زار سَواد قلبِي
…
ليجتمعا على فهم الْأُمُور)
وَقَالَ عبد الله بن سُلَيْمَان الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بدرود وَيُقَال دريود وَكَانَ أعمى
(تَقول من للعمى بالْحسنِ قلت لَهَا
…
كفى عَن الله فِي تَصْدِيقه الْخَبَر)
(الْقلب يدْرك مَالا عين تُدْرِكهُ
…
وَالْحسن مَا أستحسنته النَّفس لَا الْبَصَر)
(وَمَا الْعُيُون الَّتِي تعمى إِذا نظرت
…
بل الْقُلُوب الَّتِي يعمى بهَا النّظر)
وَمن جيد الْعذر لَوْلَا شوبه بالهجر قَول الآخر
(قَالُوا الْعَمى منظر قَبِيح
…
قلت بفقدي لَهُم يهون)
(تالله مَا فِي الْأَنَام شَيْء
…
تأسى على فَقده الْعُيُون)
كَأَنَّهُ أَخذه من قَول بن سعيد الْمسيب وَقد نزل المَاء فِي عَيْنَيْهِ فَقيل لَهُ لوقدحتهما فَقَالَ وعَلى من أفتحهما وَمثل هَذَا قَول المعرى وَهُوَ عِنْدِي من المنشد
(أَبَا الْعَلَاء بن سليمانا
…
إِن الْعَمى أولاك إحساناً)
(لَو أَبْصرت عَيْنَاك هَذَا الورى
…
لم ير إنسانك إنْسَانا)
4 -
عبد الله بن الزبير أَبُو بكر وَأَبُو خبيب
غزا إفريقية مَعَ ابْن أبي سرح فِي خلَافَة عُثْمَان وَهُوَ الَّذِي ولى قتل جرجير ملكهَا وأحتز رَأسه وَجعله فِي رمحه وَكبر فإنهزم الرّوم فِي خبر طَوِيل ذكره مُصعب بن الزبير فِي كتاب قُرَيْش من تأليفه فَوجه بِهِ ابْن
أبي سرح بشيراً إِلَى عُثْمَان فَقدم عَلَيْهِ فَأخْبرهُ بِفَتْح الله وَنَصره وخطب يَوْمئِذٍ بذلك فِي مَسْجِد الْمَدِينَة على الْمِنْبَر قَالَ مُصعب وَبشر عبد الله مقدمه من إفريقية بِابْنِهِ خبيب بن عبد الله وَهُوَ أكبر وَلَده
وَقَالَ ابْن عبد الحكم بعث عبد الله بن سعد بِالْفَتْح عقبَة بن نَافِع وَيُقَال بل عبد الله بن الزبير وَذَلِكَ أصح فَيُقَال إِنَّه سَار على رَاحِلَته إِلَى الْمَدِينَة من إفريقية فِي عشْرين لَيْلَة قَالَ وَقد قيل إِن عبد الله بن سعد كَانَ قد وَجه مَرْوَان بن الحكم إِلَى عُثْمَان من إفريقية فَلَا أَدْرِي أَفِي الْفَتْح أم بعده وَالله أعلم
ثمَّ ولى ابْن الزبير الْخلَافَة بالحجاز وَالْعراق وَأكْثر الشَّام بعد موت مُعَاوِيَة ابْن يزِيد بن مُعَاوِيَة وَكَانَ قد خرج من الْمَدِينَة مَعَ الْحُسَيْن بن عَليّ إثرموت مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان مُمْتَنعا من بيعَة ابْنه يزِيد وَأقَام يسلم عَلَيْهِ بالخلافة تسع سِنِين ثمَّ قَتله عبد الْملك بن مَرْوَان على يَد الْحجَّاج سنة ثَلَاث وَسبعين من الْهِجْرَة
وَحكى الزبير بن بكار فِي كتاب نسب قُرَيْش لَهُ عَن هِشَام بن
عُرْوَة قَالَ كَانَ أول مَا أفْصح بِهِ عمى عبد الله بن الزبير وَهُوَ صبي السَّيْف وَكَانَ لَا يَضَعهُ من فَمه فَكَانَ الزبير بن الْعَوام إِذا سمع ذَلِك مِنْهُ يَقُول أما وَالله لَيَكُونن لَهُ مِنْهُ يَوْم وَيَوْم وَأَيَّام
وَمن شعره الْمَشْهُور عَنهُ
(وَكم من عَدو قد أَرَادَ مساءتي
…
بِغَيْب وَلَو لاقيته لتندما)
(كثير الْخَنَا حَتَّى إِذا مَا لَقيته
…
أصر على إِثْم وَإِن كَانَ أقسما)
وَقَالَ أَيْضا أنْشدهُ لَهُ أَبُو على الْحسن بن رَشِيق فِي كتاب الْعُمْدَة من تأليفه قَالَ غَيره ويروى لعبد الله بن الزبير بِفَتْح الزَّاي وَكسر الْبَاء
(لَا أَحسب الشَّرّ جاراً لَا يفارقني
…
وَلَا أحز على مَا فَاتَنِي الودجا)
(وَمَا لقِيت من الْمَكْرُوه منزلَة
…
إِلَّا وثقت بِأَن ألْقى لَهَا فرجا)
ويروى أَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان كتب إِلَيْهِ
(رَأَيْت كرام النَّاس إِن كف عَنْهُم
…
بحلم رَأَوْا فضلا لمن قد تحلما)
(وَلَا سِيمَا إِن كَانَ عفوا بقدرة
…
فَذَلِك أَحْرَى أَن يجل ويعظما)
(وَلست بِذِي لؤم فَتعذر بِالَّذِي
…
أتيت من الْأَخْلَاق مَا كَانَ ألأما)
(وإبي لأخشى أَن أنالك بِالَّتِي
…
كرهت فيخزى الله من كَانَ أظلما)
فَرَاجعه ابْن الزبير
(أَلا سمع الله الَّذِي أَنا عَبده
…
وأخزى إِلَه النَّاس من كَانَ أظلما)
(وأحرا على الله الْعَظِيم بجرمه
…
وأسرعه فِي الموبقات تقحما)
(أغرك أَن قَالُوا حَلِيم بقدرة
…
وَلَيْسَ بِذِي حلم وَلَكِن تحلما)
(وَأقسم لَوْلَا بيعَة لَك لم أكن
…
لأنقضها لم تنج منى مُسلما)
وَمِمَّا رويته من طَرِيق ابْن أبي الْحسن بن صَخْر فِي فَوَائده وقرأته على الْحَافِظ أبي الرّبيع سُلَيْمَان بن مُوسَى بن سَالم الكلَاعِي بِإِسْنَادِهِ إِلَى عبد الله بن الْمُبَارك قَالَ حَدثنِي يُونُس عَن الزُّهْرِيّ قَالَ أجتمع مَرْوَان وَابْن الزبير عِنْد عَائِشَة رضي الله عنها قَالَ فَذكر مَرْوَان بَيْتا من شعر لبيد
(وَمَا الْمَرْء إِلَّا كالشهاب وضوئِهِ
…
يعود رَمَادا بعد إِذْ هُوَ سَاطِع)
فتعجب مِنْهُ قَالَ ابْن الزبير وَمَا تعجبك لَو شِئْت قلت مَا هُوَ أفضل مِنْهُ
(ففوض إِلَى الله الْأُمُور إِذا اعترت
…
فبالله لَا بالأقربين تدافع)
قَالَ مَرْوَان
(وداو ضمير الْقلب بِالْبرِّ وألتقى
…
وَلَا يستوى قلبان قَاس وخاشع)
وَقَالَ ابْن الزبير
(وَلَا يستوى عَبْدَانِ عبد مصلم
…
عتل لأرحام الْأَقَارِب قَاطع)
قَالَ مَرْوَان
(وَعبد تجافى جنبه عَن فرَاشه
…
يبيت يُنَاجِي ربه وَهُوَ رَاكِع)
قَالَ ابْن الزبير
(وللخير أهل يعْرفُونَ بهديهم
…
إِذا جمعتهم فِي الخطوب المجامع)
قَالَ مَرْوَان
(وللشر أهل يعْرفُونَ بشكلهم
…
تُشِير إِلَيْهِم بِالْفُجُورِ الْأَصَابِع)
فَسكت ابْن الزبير فَقَالَت لَهُ عَائِشَة مَا سَمِعت مجادلة قطّ أحسن من هَذِه وَلَكِن لمروان إِرْث فِي الشّعْر لَيْسَ لَك
5 -
مَرْوَان بن الحكم أَبُو عبد الْملك
غزا إفريقية مَعَ ابْن أبي سرح وَوَجهه إِلَى عُثْمَان رضي الله عنه على مَا ذكره ابْن عبد الحكم حَسْبَمَا تقدم وَكَانَ ابْن أبي سرح قد كتب إِلَى عُثْمَان يَسْتَأْذِنهُ فِي غَزْو إفريقية فندب عُثْمَان النَّاس بعد المشورة فِي ذَلِك فَلَمَّا اجْتَمعُوا أَمر عَلَيْهِم الْحَرْث بن الحكم أَخا مَرْوَان إِلَى أَن يقدموا على عبد الله بن سعد بن أبي سرح بِمصْر فَيكون الْأَمر إِلَيْهِ
وَمن شعر مَرْوَان
(أعمل وَأَنت من الدُّنْيَا على حذر
…
وَأعلم بأنك بعد الْمَوْت مَبْعُوث)
(وَأعلم بأنك مَا قدمت من عمل
…
محصى عَلَيْك وَمَا خلفت موروث)
وَقد أوردت مَا دَار بَينه وَبَين عبد الله بن الزبير قبل هَذَا وَهُوَ الْقَائِل أَيْضا بَين يَدي خِلَافَته عِنْد موت مُعَاوِيَة بن يزِيد بن مُعَاوِيَة وأضطراب الْأُمُور بِالشَّام
(إِنِّي أرى فتْنَة تغلى مراجلها
…
وَالْملك بعد أبي ليلى لمن غلبا)
وَذكر لَهُ الزبير بن بكار وَغَيره رجزاً فِي قتل الْحُسَيْن بن عَليّ حِين قدم بِرَأْسِهِ على الْمَدِينَة تركت ذكره وَكَانَ أَخُوهُ عبد الرَّحْمَن بن الحكم من فحول الشُّعَرَاء
6 -
ابْنه عبد الْملك بن مَرْوَان أَبُو الْوَلِيد
غزا إفريقية مَعَ مُعَاوِيَة بن حديج سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فِي آخر خلَافَة عُثْمَان وَبَعثه مُعَاوِيَة هَذَا إِلَى مَدِينَة يُقَال لَهَا جلولا فِي ألف رجل فحاصرها
عبد الْملك أَيَّامًا فَلم يصنع شَيْئا فأنصرف رَاجعا فَلم يسر إِلَّا يَسِيرا حَتَّى رأى فِي ساقة النَّاس غباراً شَدِيدا فَظن أَن الْعَدو قد طَلَبهمْ فكر بِجَمَاعَة من النَّاس لذَلِك وَبَقِي من بَقِي على مَصَافهمْ وتسرع سرعَان النَّاس فَإِذا مَدِينَة جلولا قد قوع حائطها فَدَخلَهَا الْمُسلمُونَ وغنموا مَا فِيهَا وأنصرف عبد الْملك إِلَى مُعَاوِيَة بن حديج
ولعَبْد الْملك فِي تمنيه الْخلَافَة وَإجَابَة دُعَائِهِ بذلك خبر غَرِيب يدْخل فِي بَاب الْأَمَانِي الصادقة وَقد رويته عَن الْحَافِظ أبي الرّبيع بن سَالم بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ من طَرِيق أبي على بن سكرة الصَّدَفِي بِإِسْنَادِهِ إِلَى الشّعبِيّ قَالَ لقد رَأَيْت عجبا كُنَّا بِفنَاء الْكَعْبَة وَعبد الله بن عمر وَعبد الله بن الزبير وَمصْعَب بن الزبير وَعبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَ الْقَوْم بعد أَن فرغوا من حَدِيثهمْ ليقمْ كل رجل مِنْكُم فليأخذ بالركن الْيَمَانِيّ وَيسْأل الله حَاجته فَإِنَّهُ يعْطى من سَعَة قُم يَا عبد الله ابْن الزبير فَإنَّك أول مَوْلُود ولد فِي الْهِجْرَة فَقَامَ فَأخذ بالركن الْيَمَانِيّ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّك عَظِيم ترجى لكل عَظِيم أَسأَلك بحركة وَجهك وبحرمة عرشك وَحُرْمَة نبيك أَلا تميتنى من الدُّنْيَا حَتَّى توليني الْحجاز وَيسلم عَليّ بالخلافة وَجَاء حَتَّى جلس فَقَالُوا قُم يَا مُصعب بن الزبير فَقَامَ حَتَّى أَخذ بالركن الْيَمَانِيّ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّك رب كل شَيْء وَإِلَيْك يصير كل شَيْء أَسأَلك بقدرتك على كل شَيْء أَلا تميتني من الدنياحتى توليني الْعرَاق وَتَزَوَّجنِي سكينَة بنت الْحُسَيْن وَجَاء حَتَّى جلس وَقَالُوا قُم يَا عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَامَ وَأخذ بالركن الْيَمَانِيّ فَقَالَ اللَّهُمَّ رب السَّمَاوَات السَّبع وَرب الْأَرْضين ذَات النبت بعد القفر أَسأَلك بِمَا سَأَلَك
عِبَادك المطيعون لأمرك وَأَسْأَلك بِحرْمَة وَجهك وَأَسْأَلك بحقك على جَمِيع خلقك وبحق الطائفين حول بَيْتك أَلا تميتني من الدُّنْيَا حَتَّى توليني مشرق الأَرْض وَمَغْرِبهَا وَلَا يُنَازعنِي أحد إِلَّا أتيت بِرَأْسِهِ ثمَّ جَاءَ حَتَّى جلس ثمَّ قَالُوا قُم يَا عبد الله بن عمر فَقَامَ حَتَّى أَخذ بالركن الْيَمَانِيّ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّك رحمان رَحِيم أَسأَلك بِرَحْمَتك الَّتِي سبقت غضبك وَأَسْأَلك بقدرتك على جَمِيع خلقك أَلا تميتني من الدُّنْيَا حَتَّى توجب لي الْجنَّة قَالَ الشّعبِيّ فَمَا ذهبت عَيْنَايَ من الدنياحتى رَأَيْت كل وَاحِد مِنْهُم أعْطى مَا سَأَلَ وَبشر عبد الله بِالْجنَّةِ ورؤيت لَهُ وَمن شعر عبد الْملك وَقد هم بقتل بعض أَهله ثمَّ صفح عَنهُ
(هَمَمْت بنفسي همة لَو فعلتها
…
لَكَانَ كثيرا بعْدهَا مَا ألومها)
(ولكنني من أسرة عبشمية
…
إِذا هِيَ هَمت أدركتها حلومها)
ويروى أَنه لما بلغه إِسْرَاف الْحجَّاج بن يُوسُف فِي الْقَتْل وتبذيره الْأَمْوَال بعد ظُهُوره على عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْأَشْعَث كتب إِلَيْهِ ينهاه ويتوعده وَكتب فِي أَسْفَل كِتَابه
(إِذا أَنْت لم تتْرك أموراً كرهتها
…
وتطلب رضاي بِالَّذِي أَنْت طَالبه)
(وتخش الَّذِي لم يخْش مثلك لم تكن
…
كذي الدّرّ رد الدّرّ فِي الضَّرع حالبه)
(فَإِن تَرَ مني وثبة أموية
…
فَهَذَا وَهَذَا كل ذَا أَنا صَاحبه)
(وَإِن تَرَ مني غَفلَة قرشية
…
فياربما قد غص بِالْمَاءِ شَاربه)
(فَلَا تأمنني والحوادث جمة
…
فَإنَّك مَجْزِي بِمَا أَنْت كاسبه)
(وَإِنِّي لأغضى جفن عَيْني على القذى
…
وأزور بِالْأَمر الَّذِي أَنا رَاكِبه)
(وأملي لذِي الذَّنب الْعَظِيم كأنني
…
أَخُو غَفلَة عَنهُ وَقد جب غاربه)
(فَإِن آب لم أعجل عَلَيْهِ وَإِن أَبى
…
وَثَبت عَلَيْهِ وثبة لَا أراقبه)
فجاوبه الْحجَّاج برسالة وَكتب مَعهَا
(إِذا أَنا لم أطلب رضاك وَأتقى
…
أذاك فيومى لَا توارى كواكبه)
(وَمَا لامرئ يعْصى الْخَلِيفَة جنَّة
…
تقيه من الْأَمر الَّذِي هُوَ رَاكِبه)
(أسالم من سالمت من ذِي مَوَدَّة
…
وَمن لم تسالمه فَإِنِّي محاربه)
(إِذا قارف الْحجَّاج فِيك خَطِيئَة
…
فَقَامَتْ عَلَيْهِ بالصياح نوادبه)
(وَإِن أَنا لم أدن النصيح لنصحه
…
وأقص الَّذِي دبت على عقاربه)
(وَأعْطِ المواسى
…
ترد الَّذِي ضَاقَتْ على مذاهبه)
(فَمن يتقى بوسى ويرعى مودتي
…
ويخشى الردى والدهر جم عجائبه)
(فأمري إِلَيْك الْيَوْم مَا قلت قلته
…
ومالم تقله لم أقل مَا يُقَارِبه)
(وَمهما ترد مني فَإِنِّي أريده
…
وَمَا لم ترد مني فَإِنِّي مجانبه)
(بِي على الرِّضَا
…
مدى الدَّهْر حَتَّى يرجع الدّرّ حالبه)
وَالَّذِي أوردته من أَبْيَات فمنقول عَن إِثْبَات ومجموع من تصنيفات أشتات وَمَا كَانَ مقولا عَلَيْهِم ومنحولا إِلَيْهِم فَأَنا برِئ من عهدته