المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وصية أبي الدرداء بالحلم - الحلم لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

فهرس الكتاب

- ‌ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالصَّبْرُ عَلَيْهِ

- ‌طَلَبُ الرِّفْعَةَ عِنْدَ اللَّهِ بالْحِلْمُ

- ‌شَرَفُ الْحِلْمِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌الْحَلِيمُ وَأَعْوَانُهُ

- ‌خَصْلَتَانِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ

- ‌فَضِيلَةُ السُّكُوتُ عَنِ السَّفِيهِ

- ‌النَّاسُ رَجُلَانِ. . . . عَاقِلٌ وَجَاهِلٌ

- ‌ أَشْعَرُ النَّاسِ

- ‌أَجْمَلُ الْحِكَمِ وَالْأَشْعَارِ فِي ذِكْرِ الْحِلْمِ

- ‌مِنْ حِكَمِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ

- ‌وَصِيَّةُ لُقْمَانَ لِابْنِهِ عَنِ الْحِلْمِ

- ‌مَحَبَّةُ اللَّهِ لِلْحَلِيمِ

- ‌فَضْلُ أَهْلِ الْحِلْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌فَضْلُ مُجَالَسَةِ الْحُلَمَاءِ

- ‌وَصِيَّةُ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِالْحِلْمِ

- ‌الصَّبْرُ عَلَى الْمَكْرُوهِ مِنْ عَلَامَةِ الْحُلَمَاءِ

- ‌زِينَةُ الْمَرْءِ فِي الْحِلْمِ

- ‌مِنْ وَصَايَا لُقْمَانَ

- ‌السِّيَادَةُ لِأَهْلِ الْحِلْمِ

- ‌النَّاسُ مَعَادِنُ

- ‌سِتْرُ زَلَّةِ الْكَرِيمِ مِنَ الْحِلْمِ

- ‌ثَوَابُ الْحِلْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

الفصل: ‌وصية أبي الدرداء بالحلم

59 -

أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ بَشِيرٍ - رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ - أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ " كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ: إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ أَهْلِ الْعِرَاقِ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ:

[البحر الطويل]

فَإِنِّي وَإِيَّاهُمْ كَمَنْ نَبَّهَ الْقَطَا

وَلَوْ لَمْ تُنَبَّهْ بَاتَتِ الطَّيْرُ لَا تَسْرِي

أَنَاةً وَحِلْمًا وَانْتِظَارًا بِهِمْ غَدًا

فَمَا أَنَا بِالْوَانِي وَلَا الضَّرِعِ الْغَمْرِ

أَظُنُّ صُرُوفَ الدَّهْرِ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ

سَتَحْمِلُهُمْ مِنِّي عَلَى مَرْكَبٍ عَسِرِ

أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنِّي تُخَافُ عُرَامَتِي

وَأَنَّ قَنَاتِي لَا تَلِينُ عَلَى الْقَسْرِ

فَمَا بَالُ مَنْ أَسْعَى لِأَجْبُرَ عَظْمَهُ

حِفَاظًا وَيَنْوِي مِنْ سَفَاهَتِهِ كِسْرَى

أَعُودُ عَلَى ذِي الْجَهْلِ وَالذَّنْبِ مِنْهُمْ

بِحِلْمِي وَلَوْ عَاقَبْتُ غَرَّقَهُمْ بَحْرِي "

ص: 52

‌وَصِيَّةُ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِالْحِلْمِ

ص: 52

60 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءٍ: «لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ وَلَكِنِ الْخَيْرُ أَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ وَيَكْثُرَ عِلْمُكَ وَأَنْ تُنَادِي النَّاسَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ فَإِذَا أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللَّهَ وَإِذَا أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللَّهَ»

ص: 53

61 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، نا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:«الْمُؤْمِنُ حَلِيمٌ لَا يَجْهَلُ وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ حَلِيمٌ لَا يَظْلِمُ وَإِنْ ظُلِمَ غَفَرَ لَا يَقْطَعُ وَإِنْ قُطِعَ وَصَلَ لَا يَبْخَلُ وَإِنْ بُخِلَ عَلَيْهِ صَبَرَ»

ص: 53

62 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ النَّجْلِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ، عَنْ عُمَرَ، مَوْلَى عُفْرَةَ قَالَ:«الْمُتَذَلِّلُ لِلْحَقِّ أَقْرَبُ إِلَى الْعِزِّ مِنَ الْمُعْتَزِّ بِالْبَاطِلِ مَنْ يَبْغِ عِزًّا بِغَيْرِ حَقٍّ يَجْزِهِ اللَّهُ الذُّلَّ جَزَاءً بِغَيْرِ ظُلْمٍ»

ص: 53

63 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: «مَا يَسُرُّنِي بِنَصِيبِي مِنَ الذُّلِّ حُمْرُ النَّعَمِ»

ص: 54

64 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنِي ابْنُ عَائِشَةَ:

لَا يَبْلُغُ الْمَجْدَ أَقْوَامٌ وَإِنْ كَرُمُوا

حَتَّى يَذِلُّوا وَإِنْ عَزُّوا لِأَقْوَامِ

وَيُشْتَمُوا فَتَرَى الْأَلْوَانَ مُسْفِرَةً

لَا عَفْوَ ذُلٍّ وَلَكِنْ عَفْوُ أَحْلَامِ

وَإِنْ دَعَا الْجَارُ لَبَّوْا عِنْدَ دَعْوَتِهِ

فِي النَّائِبَاتِ بَأَسْرَاجٍ وَأَلْجَامِ

مُلَثَّمِينَ لَهُمْ عِنْدَ الْوَغَى رَجُلٌ

كَأَنَّ أَسْيَافَهُمْ أُغْرِيْنَ بِالْهَامِ

ص: 54

65 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ، أنا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، ذَكَرَ عَمْرُو بْنُ يُوسُفَ، مَوْلًى لِعُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلِأَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ وَقَدْ ذَكَرُوا بَنِي أُمَيَّةَ فَقَالَ: لَا يَكُونُ هَلَاكُهُمْ إِلَّا مِنْهُمْ، قَالُوا: كَيْفَ؟ قَالَ: يَهْلِكُ حُلَمَاؤُهُمْ وَيَبْقَى سُفَهَاؤُهُمْ فَيَتَنَافَسُونَهَا ثُمَّ تَكْثُرُ النَّاسُ عَلَيْهِمْ فَيُهْلِكُونَهُمْ "

ص: 54

66 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ، يَقُولُ: " مَا أَعْرَفَنِي بِجَيِّدِ الشِّعْرِ، حَيْثُ يَقُولُ:

[البحر الطويل]

أُولَئِكَ قَوْمٌ إِنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا الْبِنَا

وَإِنْ عَاهَدُوا أَوْفُوا وَإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا

وَإِنْ كَانَتِ النَّعْمَاءُ فِيهِمْ جَزَوْا بِهَا

وَإِنْ أَنْعَمُوا لَا كَدَّرُوهَا وَلَا كَدُّوا

وَإِنْ قَالَ مَوْلَاهُمْ عَلَى جُلِّ حَادِثٍ

مِنَ الْأَمْرِ رُدُّوا فَضْلَ أَحْلَامُكُمْ رَدُّوا "

ص: 55

67 -

وَأَنْشَدَنِي الثَّقَفِيُّ:

وَلَيْسَ يَتِمُّ الْحِلْمُ لِلْمَرْءِ رَاضِيًا

إِذَا هُوَ عِنْدَ السُّخْطِ لَمْ يَتَحَلَّمِ

كَمَا لَا يَتِمُّ الْجُودُ لِلْمَرْءِ مُثْرِيًا

إِذَا هُوَ لَاقَى الْعُسْرَ لَمْ يَتَجَشَّمِ

ص: 55

68 -

وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ:

[البحر البسيط]

إِنِّي لَيَمْنَعُنِي مِنْ ظُلْمِ ذِي رَحِمٍ

أَبٌ أَصِيلٌ وَحِلْمٌ غَيْرُ ذِي وَصُمِ

إِنْ لَانَ لِنْتُ وَإِنْ دَبَّتْ عَقَارِبُهُ

مَلَأْتُ كَفَّيْهِ مِنْ صَفْحٍ وَمِنْ كَرَمِ

ص: 55

69 -

وَأَنْشَدَنِي لِيَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ الثَّقَفِيِّ:

[البحر الطويل]

سَرَيْتَ الصَّبَى وَالْجَهْلَ بِالْحِلْمِ وَالتُّقَى

... وَرَاجَعْتُ عَقْلِي وَالْحَلِيمُ الْمُرَاجِعُ

⦗ص: 56⦘

أَبَى الشَّيْبُ وَالْإِسْلَامُ أَنْ أَتْبَعَ الْهَوَى

وَفِي الشَّيْبِ وَالْإِسْلَام لِلْمَرْءِ وَازِعُ

وَإِنِّي امْرُؤٌ لَا أَزْعُمُ الْبُخْلَ قُوَّةً

وَلَكِنَّنِي لِلْمَالِ بِالْحَمْدِ بَائِعُ

وأَعْلَمُ أَنَّ الْجُودَ مَجْدٌ لِأَهْلِهِ

وَأَنَّ الَّذِي لَا يَتَّقِي الذَّمَّ وَاضِعُ

ص: 55

70 -

وَأَنْشَدَنِي لِيَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ أَيْضًا:

[البحر الطويل]

وَإِنِّي لَأَرْعَى الْمَرْءَ لَوْ يَسْتَطِعيُنِي

أَصَابَ دَمِي يَوْمًا بِغَيْرِ قَتِيلِ

وَأُعْرِضُ عَمَّا سَاءَهُ وَكَأَنَّمَا

يُقَادُ إِلَى مَا سَاءَنِي بِدَلِيلِ

مُجَامَلَةً مِنِّي وَإِحْسَانَ صُحْبَةٍ

بِلَا حِسٍّ مِنْهُ وَلَا بِجَمِيلِ

أَصَالَةُ حِلْمٍ مِنْ حُلُومٍ أَصِيلَةٍ

وَلَا حِلْمَ إِلَّا حِلْمُ كُلِّ أَصِيلِ

وَلَوْ شِئْتُ لَوْلَا الْحِلْمُ جَدَّعْتُ أَنْفَهُ

بِإِيعَابِ جَدْعٍ بَادِئٍ وَعَلِيلِ

حِفَاظًا عَلَى أَحْلَامِ قُوَّةٍ رَزَيْتُهُمْ

رَزَانٍ يَزِينُوَنَ النَّدَى كُهُولِ

ص: 56

71 -

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ الْجُمَحِيِّ، ذَكَرَ يُوسُفُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ:" لَاحَى رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَجُوسِيًّا فَسَفِهَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْمَجُوسِيُّ: إِنَّ الْحَلِيمَ لَيَقْصُرُ لِسَانَهُ عِنْدَمَا يَتَذَكَّرُ مِنَ اخْتِرَاقِ الدُّودِ مِنْهُ قَالَ: فَأَبْكَى وَاللَّهِ مَنْ حَضَرَ "

ص: 56