الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإذا كان عليه دين ، أو عنده وديعة ، أو عليه حقوق يخشى أن تضيع على أصحابها بموته يجب عليه أن يوصي بذلك حتى لا يؤاخذه الله بها ، وكذا له أن يوصي بالعهد إلى من ينظر في شأن أولاده الصغار إلى بلوغهم.
العاشر:
أن يستحضر أن هذا اليوم أو هذه الليلة قد يكون آخر عهده بالحياة ، لقوله تعالى:{وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ} (185) سورة الأعراف ، وقد رُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أكثروا ذِكْرَ هادِمِ اللذات الموت ، فإنه لم يذكره أحدٌ في ضِيق من العيش إلا وسَّعه عليه ، ولا ذكره في سَعَةٍ إلا ضَيَّقَها عليه ".
وقال صلى الله عليه وسلم: ((أتاني جبريل ، فقال: يا محمد عش ما شئت ، فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مَجْزِيٌ به)) الحديث.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي ، فقال: " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ، وعُدَّ نفسك في أصحاب القبور ")، وكان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك.
نموتُ ونحيا كلَّ يوم وليلة
…
ولا بد من يوم نموتُ ولا نحيا.
وسُئل بعض الصالحين: كيف أصبحت؟ فقال: " أصبحت وبنا من نعم الله ما لا يُحصى ، مع كثير ما يُعْصَى ، فلا ندري على ما نشكر:
على جميل ما نَشَر ، أو على قبيح ما ستَر ".
وقال آخر: " أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتهما أعظم: ذنوب سترها الله عليَّ ، فلا يقدر أن يُعَيِّرَني بها أحد ، ومحبة قذفها الله في قلوب الخلق ، لا يبلغها عملي ".
وقال ثالث: " أصبحنا أضيافاً منحين بأرض غربة ننتظر متى نُدعى فنجيب؟ ".
وقال المزني: " دخلتُ على الشافعي في عِلَّته التِي مات فيها، فقلتُ: كيف أصبحتَ؟ فقال: أصبحتُ من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقًا، ولكأس المنية شاربًا، ولسوء الأعمال ملاقيًا، وعلى الله واردً، فلا أدري: أروحي تصير إلى الجنة فأحيِّيها؟! أم إلى النار فأُعَزِّيها؟! ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.