الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخامس:
أن يستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان ، تقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك ، فإن استقمتَ استقمنا ، وإن اعوججتَ اعوججنا)، وقوله صلى الله عليه وسلم:((أكثر خطايا ابن آدم لسانه)).
السادس:
أن يمكث في مصلاه بعد صلاة الصبح يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم يصلي ركعتين ، وأن يمكث كذلك بعد صلاة العصر ، فإنه من أشرف أوقات الذكر.
واعلم - رحمك الله - أن السلف كانوا يكرهون الكلام - في المسجد - بعد ركعتي الفجر، حتى تطلع الشمس:
- فعن عطاء قال: خرج ابن مسعود رضي الله عنه على قوم يتحدثون بعد ركعتي الفجر، فنهاهم عن الحديث، وقال:" إنما جئتم للصلاة، إما أن تصلوا، وإما أن تسكتوا ".
- وعن أبي عبيدة قال: " كان عزيزًا على ابن مسعود أن يتكلم بعد طلوع الفجر إلا بذكر الله ".
- وعن حصيف قال: سألت سعيد بن جبير عن آية بعد الركعتين فلم يجبني، قال فلما صلَّى قال:" إنه ليكره الكلام بعد الركعتين "، قلت: يقول الرجل لأهله: الصلاةَ، قال: لا بأس.
- وعن عثمان بن أبي سليمان قال: " إذا طلع الفجر فليسكتوا وإن كانوا ركبانًا ".
- وذكر أن ابن المسيب كان يقول: " أنا إذًا أحمقُ مِنَ الذي يتكلم بعدما يطلع الفجر ".
- وقال الأوزاعي رحمه الله: " كان السلف إذا صدع الفجر كأنما على رؤوسهم الطير، مقبلين على أنفسهم، حتى لو أن حميمًا لأحدهم غاب عنه حينًا ثم قدم ما التفت إليه، فلا يزالون كذلك حتى يكون قريبًا من طلوع الشمس ".
- وقال الوليد بن مسلم: " كان الأوزاعي يبيت في مصلاه يذكر الله حتى تطلع
الشمس، ويخبرنا عن السلف أن ذلك كان هديهم ".
- وعن إبراهيم: أنهم كرهوا الكلام بعد ركعتي الفجر.
- وعن مالك قال: كان سعيد بن أبي هند، ونافع مولى ابن عمر، وموسى بن ميسرة، يجلسون بعد صلاة الصبح حتى يرتفع النهار، ثم يتفرقون، ما يكلم بعضهم بعضًا، فقلنا له: اشتغالاً بذكر الله؟ قال: " كل ذلك ".
- وعن مجاهد قال: رأيت ابن عمر رضي الله عنهما صلى ركعتي الفجر ثم احتبى، فلم يتكلم حتى صلى الغداة.