المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

(فَلَقَد ملكت من البلاغة سرها … وحويت من فن البديع - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة - جـ ٣

[ابن حجر العسقلاني]

الفصل: (فَلَقَد ملكت من البلاغة سرها … وحويت من فن البديع

(فَلَقَد ملكت من البلاغة سرها

وحويت من فن البديع غَرِيبا) (ونصبت من بيض الطروس منابراً

أضحى يراعك فوقهن خَطِيبًا) تبدي ضروب محَاسِن لسنا نرى

بَين الوري يَوْمًا لَهُنَّ ضريبا)

‌وَله

(وَروض حللنا من حماه خمائلاً

يُنَبه مِنْهَا النشر غير نبيه) وأضحى

(لِسَان الزهر فَوق غصونها

يخبر بالسر الَّذِي هُوَ فِيهِ) وَله

(كَأَنَّمَا الْبَحْر إِذْ مر النسيم بِهِ

والموج يصعد فِيهِ وَهُوَ منحدر) بَيْضَاء فى أَزْرَق تمشى على عجل

وطى أعطاتها يَبْدُو ويستتر) مَاتَ بسمهود فِي شهور سنة 720

2411 -

عبد الرَّحِيم بن مَحْمُود بن أبي النُّور بن مَحْمُود الْأنْصَارِيّ الصَّالِحِي الْخياط ولد سنة 47 واسمع على أَحْمد بن عبد الدَّائِم جُزْء الترقفي وثالث عَليّ بن حجر وَحدث بهما وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 739

2412 -

عبد الرَّحِيم بن يحيى بن عبد الرَّحِيم بن المفرج بن مسلمة الْأمَوِي الدِّمَشْقِي أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي ولد سنة 642 فِي رَمَضَان وأحضر على السخاوي وعتيق السَّلمَانِي وَعمر بن البراذعي وَسمع الْكثير من عَم أَبِيه أَحْمد ابْن المفرج ومكي بن عَلان وعدة وَحدث وَكتب فِي الاجازات قَدِيما

ص: 158

من زمن ابْن أبي الْيُسْر وَكَانَ يعْمل الكوافي وَيقْرَأ على الترب وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة وَمَات فِي سنة 719 قلت آخر من حَدثنَا عَنهُ فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن المنجا

2413 -

عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن عبد الله بن الزبير بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ الخابوري تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد الشَّافِعِي خطيب جَامع حلب مَاتَ سنة 701 بحلب ذكره ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ

2414 -

عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبن الْمَعَالِي مُحَمَّد ابْن مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي الْمفضل بن عَبَّاس بن عبد الله ابْن معن بن زَائِدَة الشَّيْبَانِيّ ابْن الصَّابُونِي الْمَعْرُوف بِابْن الفوطي وَهُوَ جده لأمه كَمَال الدّين أَبُو الْفضل الْمروزِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ كَانَ يَقُول أَنه من ذريه معن بن زَائِدَة ولد فِي الْمحرم سنة 642 وَأسر فى كائنة بَغْدَاد فاتصل بالنصير الطوسى فخدمه ستغل عَلَيْهِ وَسمع من مُحي الدّين ابْن الْجَوْزِيّ وباشر كتب خزانَة الرصد بمراغة وَهُوَ على مَا نقل أَرْبَعمِائَة ألف مُصَنف أَو مُجَلد واطلع على نفائس الْكتب فَعمل تَارِيخا حافلا

ص: 159

جدا ثمَّ أَخْتَصِرهُ فِي آخر سَمَّاهُ مجمع الْآدَاب ومعجم الْأَسْمَاء على الألقاب فِي خمسين مجلداً وَله دُرَر الأصداف فِي بحور الْأَوْصَاف وَله الدُّرَر الناصعة فِي شعراء الْمِائَة السَّابِعَة وَولي خزن كتب المستنصرية إِلَى أَن مَاتَ وعنى بِالْحَدِيثِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ الْمليح كثيرا جدا وَذكر أَنه سمع من مُحي الدّين ابْن الْجَوْزِيّ ومبارك بن المستعصم فِي آخَرين قَالَ إِنَّهُم يبلغون خَمْسمِائَة إِنْسَان وَكَانَ لَهُ نظم حسن وَخط بديع جدا قلت ملكت بِخَطِّهِ خريدة الْقصر للعماد الْكَاتِب فِي أَربع مجلدات فِي قطع الْكَبِير وقدمتها لصَاحب الْيمن فأثابني عَلَيْهَا ثَوابًا جزيلاً جدا وَكَانَ لَهُ نظر فِي عُلُوم الْأَوَائِل وَكَانَ مَعَ حسن خطه يكْتب فِي الْيَوْم أَربع كراريس قَالَ الصَّفَدِي أَخْبرنِي من رَآهُ ينَام وَيَضَع ظَهره إِلَى الأَرْض وَيكْتب ويداه إِلَى جِهَة السّقف وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَت لَهُ يَد بَيْضَاء فِي النّظم وترصيع التراجم وَله ذهن سيال وقلم سريع وَخط بديع وبصر بالْمَنْطق وَالْحكمَة وَيُقَال أَنه كَانَ يتَنَاوَل الْمُسكر ثمَّ تَابَ وَصلح حَاله فِي الآخر وَكَانَ رَوْضَة معارف وبحر أَخْبَار وَقد ذكر فِي بعض تواليفه أَنه طالع تواريخ الْإِسْلَام فسردها فَمن المستغرب تَارِيخ خوارزم تَارِيخ أَصْبَهَان لِحَمْزَة وَلابْن مرْدَوَيْه وَلابْن مَنْدَه تَارِيخ قزوين للرافعي تَارِيخ الرّيّ للابي تَارِيخ مراغة تَارِيخ آران تَارِيخ الْبَصْرَة لِابْنِ دهجان تَارِيخ الْكُوفَة لِابْنِ مجَالد تَارِيخ وَاسِط للدبيثي تَارِيخ سامرا تَارِيخ تكريت تَارِيخ الْموصل تَارِيخ ميافارقين تَارِيخ العميد ابْن القلانسي تَارِيخ صقلية تَارِيخ

ص: 160

الْيمن وسرد شَيْئا كثيرا جدا قَالَ ابْن رَجَب تكلم فِي عقيدته وَفِي عَدَالَته سَمِعت من شُيُوخنَا بِبَغْدَاد شَيْئا من ذَلِك روى عَنهُ وَلَده بِبَغْدَاد وَسمع مِنْهُ مَحْمُود بن خَليفَة وَمَات فِي ثَالِث الْمحرم سنة 723

2415 -

عبد الرَّزَّاق بن عبد الله بن الزبير الخابوري الْحلَبِي الْخَطِيب بحلب مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 701

2416 -

عبد الرَّزَّاق بن عَليّ بن سليم بن ربيعَة الْمَعْرُوف بِابْن الضياء الدِّمَشْقِي اشْتغل كثيرا وَحفظ الْوَجِيز وكتابين فِي الطِّبّ وَأقَام مُدَّة بالبادرانية وَمَات فِي ثَالِث عشر رَمَضَان سنة 736

2417 -

عبد السَّلَام بن سعيد بن غَالب أَبُو عبد الْغَالِب الْقَرَوِي الْمَالِكِي قَالَ ابْن فَرِحُونَ كَانَ من عُلَمَاء الْمَالِكِيَّة وَجمع إِلَى الْعلم الْكثير الدّين المتين وَالْعقل الرَّاجِح وَحفظ فى الْفِقْه وَغَيره كتبا وأقرأ التَّهْذِيب وَابْن الْحَاجِب وَكَانَ من كبار أَصْحَاب الشَّيْخ هادي مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس أَو 766

2418 -

عبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم ابْن العجمي شهَاب الدّين سمع على سنقر صَحِيح البُخَارِيّ بفوت ومشيخته الصُّغْرَى تَخْرِيج الذَّهَبِيّ ومشيخته الْكُبْرَى تَخْرِيج المقاتلى بفوت وعَلى أبي بكر ابْن العجمي ثَمَانِينَ الْآجُرِيّ وَأَرْبَعَة مجَالِس ابْن عبد كويه وسَمعه مَعَه أَخُوهُ عبد الْعَزِيز نقلت ذَلِك من خطّ مُحَمَّد بن يحيى بن سعد فِي شُيُوخ حلب سنة 748

ص: 161

2419 -

عبد السَّيِّد بن اسحاق بن يحيى الاسرائيلي الْحَكِيم الْفَاضِل بهاء الدّين ابْن الْمُهَذّب كَانَ ديان الْيَهُود وَكَانَ يحب الْمُسلمين ويحضر مجَالِس الحَدِيث وسَمعه الْمزي ثمَّ هداه الله تَعَالَى وَأسلم وَتعلم الْقُرْآن وجالس الْعلمَاء وَكَانَ ماهراً فِي صناعَة الطِّبّ والكحل قَالَ ابْن كثير كَانَ إِسْلَامه يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع ذى الْحجَّة سنة 701 وَحضر هُوَ وَأَوْلَاده إِلَى دَار الْعدْل فاسلموا جَمِيعًا فاكرموا اكراماً زَائِدا لأَنهم أَسْلمُوا طائعين على بَصِيرَة وَعمل فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فِي دَاره ختمة ووليمة عَظِيمَة حضرها الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء وَأسلم على يَده جمَاعَة من الْيَهُود من أَقَاربه وَخَرجُوا يَوْم عيد الْأَضْحَى يكبرُونَ مَعَ الْمُسلمين وَفَرح النَّاس بهم فَرحا زَائِدا وأكرموهم إِكْرَاما عَظِيما وَمَات فِي جُمَادَى الاخرة سنة 715

2420 -

عبد الصَّمد بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل الْبَغْدَادِيّ جمال الدّين أَبُو أَحْمد يعرف بِابْن الحصري كَانَ حنبلياً طلب الحَدِيث فَسمع الْكثير وَأخذ عَن ابْن الدواليبي وَابْن عبد الصَّمد والدقوقي وطبقتهم وَمهر فِي الْوَعْظ وصنف الْخطب ومجالس الْوَعْظ ونظم الشّعْر وَجمع ديوَان مدائح نبوية من نظمه وأختصر تَفْسِير الرَّسْعَنِي بعد أَن أَلْقَاهُ دروساً من لَفظه بِمَسْجِد بالس بَغْدَاد قَالَ ابْن كثير كَانَ مُحدث بِبَغْدَاد وواعظها وَكَانَ من أهل السّنة وَقَالَ ابْن رَجَب فِي الطَّبَقَات لَازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الزربراتى ومدحه ورثاه بعد أَن مَاتَ وَله مرثيه فِي ابْن تَيْمِية وَكَانَ مُحدثا بِمَسْجِد بالس وَله ديوَان شعر وخطب ومواعظ وَمَات فِي

ص: 162

رَمَضَان سنة 765 بِبَغْدَاد

2421 -

عبد الصَّمد بن الْحُسَيْن بن على بن مُحَمَّد بن عَزِيز الدّين أبي حَامِد ابْن الْعِمَاد الْكَاتِب وَهُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن ألّه بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد اللَّام بعْدهَا هَاء وَهُوَ اسْم أعجمي مَعْنَاهُ الْعقَاب القرشى الأصبهانى الأَصْل الدمشقى أَمِين الدّين ابْن شرف الدّين حضر على ابْن القواس وَسمع من أبي الْفضل بن عَسَاكِر وَهُوَ من بَيت مَشْهُور مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 743

2422 -

عبد الصَّمد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المغيزل الْحَمَوِيّ بهاء الدّين أَبُو الْقَاسِم بن بدر الدّين ولد سنة

. وَسمع من أَصْحَاب طبرزذ شَيْئا كثيرا وَحدث وَكَانَ قد ولي الوزارة بحماة فِي سنة 708 عوضا عَن شرف الدّين ابْن صصرى ثمَّ تَركهَا وَولى الخطابة بعد أَخِيه معِين الدّين سنة وَاحِدَة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 725

2423 -

عبد العالى بن عبد الْملك بن عبد الكافى بن عَليّ الربعِي ولد سنة 623 وَسمع من ابْن اللتي والسخاوي ومكرم وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ يشْهد على الْقُضَاة وَمَات هُوَ وَزَوجته فِي يَوْم وَاحِد تَاسِع الْمحرم سنة 702

2424 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْجَزرِي الْمَعْرُوف بِابْن الذّكر كَانَ أحد المتمولين بِدِمَشْق وَأوصى حِين مَاتَ بأموال كَثِيرَة فِي الْبر والقربات مَاتَ فِي الْمحرم سنة 702

ص: 163

2425 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الرَّجَاء بن أبي الزهر بن أبي الْقَاسِم التنوخي الدِّمَشْقِي عز الدّين أَبُو مُحَمَّد بن السلعوس ولد فِي ربيع الأول سنة 92 وأسمع على عمر بن القواس والأبرقوهى وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَغَيره وَمَات فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة 760

2426 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عُثْمَان الهكاري ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي عماد الدّين أَبُو الْعِزّ بن تَقِيّ الدّين يعرف بِابْن خطيب الأشمونين سمع من عبد الصَّمد ابْن عَسَاكِر بِمَكَّة وَغير وَاحِد وَسمع بِدِمَشْق سنة 705 وتفقه تعانى الْفُنُون وفَاق الأقران وَمن تصانيفه الْكَلَام على حَدِيث المجامع فِي مجلدين أبدى فِيهِ ألف فَائِدَة وَفَائِدَة وَكَانَ قد عين لقَضَاء الشَّام بعد ابْن صصرى فَلم يتَّفق وَعين لقَضَاء الْقُضَاة بعد أَن صرف القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة بِسَبَب عماه وَذَلِكَ فِي سنة 27 فَطلب من الْمحلة وَكَانَ يَنُوب عَن الْبَدْر بهَا فَدخل الْقَاهِرَة وَهُوَ مَرِيض فَمَاتَ بعد قَلِيل فِي ثامن شهر رَمَضَان سنة 727 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا فهم وَمَعْرِفَة وتواضع وسودد قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي أَنه سمع عَلَيْهِ الْأَرْبَعين البلدانية لأبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر

2427 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن شيخ السلامية فَخر الدّين الدمشقى ولى

ص: 164

الْحِسْبَة بِدِمَشْق

2428 -

عبد الْعَزِيز بن ادريس بن مُحَمَّد بن أَبى الْفرج مفرج بن إِدْرِيس ابْن مزيز الْحَمَوِيّ عز الدّين ولد سنة 48 وَسمع من ابْن عزون وَشَيخ الشُّيُوخ وَحدث وَمَات فِي سلخ الْمحرم سنة 732

2429 -

عبد الْعَزِيز بن حَمْزَة بن أسعد بن المظفر التَّمِيمِي القلانسي عماد الدّين ابْن الصاحب عز الدّين ولد سنة

. واسمع على زَيْنَب بنت مكي وَحدث وَمَات سنة

2430 -

عبد الْعَزِيز بن زكنون التّونسِيّ نزيل الْمَدِينَة وَشَيخ الْقِرَاءَة بهَا أَقرَأ بالروايات وَكَانَ يستحضر التَّارِيخ مَاتَ فِي سنة 746

2431 -

عبد الْعَزِيز بن سَرَايَا بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن أَحْمد بن نصر ابْن أبي الْعِزّ بن سَرَايَا بن بَاقِي بن عبد الله بن العريض السنبسي الطَّائِي الْحلِيّ صفي الدّين ولد فِي شهر ربيع الآخر سنة 677 وتعانى الأداب فمهر فِي فنون الشّعْر كلهَا وَتعلم الْمعَانِي وَالْبَيَان وصنف فِيهَا وتعاني التِّجَارَة فَكَانَ يرحل إِلَى الشَّام ومصر وماردين وَغَيرهَا فى التِّجَارَة ثمَّ يرجع إِلَى بِلَاده

ص: 165

وفى غُضُون ذَلِك يمدح الْمُلُوك والأعيان وأنقطع مُدَّة إِلَى مُلُوك ماردين وَله فِي مدائحهم الْغرَر وأمتدح النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون والمؤيد إِسْمَاعِيل بحماة وَكَانَ يتهم بالرفض وَفِي شعره مَا يشْعر بِهِ وَكَانَ مَعَ ذَلِك يتنصل بِلِسَان قَالَه وَهُوَ فِي أشعاره مَوْجُود وَأَن كَانَ فِيهَا مَا يُنَاقض ذَلِك وَأول مَا دخل الْقَاهِرَة سنة بضع وَعشْرين فمدح عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير فاقبل عَلَيْهِ وأوصله إِلَى السُّلْطَان وأجتمع بِابْن سيد النَّاس وابي حَيَّان وفضلاء ذَلِك الْعَصْر فَاعْتَرفُوا بفضائله وَكَانَ الصَّدْر شمس الدّين عبد اللَّطِيف

. يعْتَقد أَنه مَا نظم الشّعْر أحد مثله مُطلقًا وديوان شعره مَشْهُور يشْتَمل على فنون كَثِيرَة وبديعيته مَشْهُورَة وَكَذَا شرحها وَذكر فِيهِ أَنه استعد من مائَة وَأَرْبَعين كتابا وَمن محَاسِن شعره (إِذا لم أبرقع بالحيا وَجه عفتى

فَلَا أشبهته راحتي فِي التكرم)

(وَلَا أَنا مِمَّن يكسر الجفن فى الوغى

إِذا أَنا لم أغضضه عَن فعل محرم) وَله

(لَا يسمع الْعود منا غير خاضبه

من لبة الشوس يَوْم الروع بالعلق)

(وَلَا يعاطى كميتاً غيرٍ مصدرها

يَوْم الصدام بلَيْل الْعَطف بالعرق) وَمِنْه يَسْتَدْعِي مشمشاً (يَا جوادا أكفه فى مجَال الْحَرْب

حتف وفى النوال غمامه)

ص: 166

(جد بِتَضْعِيف عكس مشطور تَصْحِيف مثنى ترخيم مثل عَلامَة) وَكَأَنَّهُ نسج على منوال الْقَائِل (تصدق عَليّ بمعكوس ضد

مصحف قولي خبت تاره) وللحلى فى نَحْو ذَلِك يستهدي فلفلا

(أعوزتنا إِحْدَى العقاقير فِي الدّرّ

ياق أتحف بهَا تكن خير تحفه)

(ضعف تَصْحِيف ضد مشطور مثل

لمثنى معكوس ترخيم دفه) وَمن مستغرباته

(تَقول بسك منى لقَوْل صدك عَنى بالخنى والغدر) يَا شَقِيق الْبَدْر

(وَكَانَ ظَنك أَنى يكون ذَلِك فنى عِنْد ضيق الصَّدْر) يَا جليل الْقدر

ص: 167

فان هذَيْن الْبَيْتَيْنِ إِذا قرئا بالهجاء حرفا حرفا خرج مِنْهُمَا موالياً موزونة مَاتَ سنة 752 قَالَ الصَّفَدِي تخميناً وَأما زين الدّين ابْن حبيب فأرخه سنة خمسين

2432 -

عبد الْعَزِيز بن عبد الْجَلِيل النمراوي عز الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي قَالَ الْكَمَال جَعْفَر الأدفوي كَانَ من فضلاء الشَّافِعِيَّة المتقنين مشاركاً فِي فنون من الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية مَعَ ذكاء الْفطْرَة وَقُوَّة الحافظة وَكَانَ قد قَرَأَ على عبد الْكَرِيم ابْن بنت الْعِرَاقِيّ وَغَيره وَسمع من ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيره أَخذ عَن الْبَهَاء ابْن النّحاس وَغَيره وَولي تدريس النابلسية ودرس فِي التَّفْسِير بالمنصورية وَكَانَ ابْن الْوَكِيل لما قدم الْقَاهِرَة وَعقد لَهُ مجْلِس المناظرة انتدب عز الدّين هَذَا للبحث مَعَه فصوب ابْن دَقِيق الْعِيد كَلَام النمراوي فَصَارَت لَهُ بذلك صُورَة عِنْد الدولة وَصَحب الامير سلار وَكَذَا اتَّصل ببيروس وتسلطن وَهُوَ يلازمه وَقَالَ البرزالي هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه كَانَ من فُقَهَاء الْقَاهِرَة الْمَشْهُورين أفتى ودرس وَصَحب سلار وترقى بجاهه وَمَات فِي تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة 710

2433 -

عبد الْعَزِيز بن عبد الْحق بن شعْبَان بن عَليّ ابْن الشياح بمعجمه وَآخره مُهْملَة الْأنْصَارِيّ عز الدّين الدِّمَشْقِي سمع من عبد الله بن الخشوعي

ص: 168

وَابْن عبد الدَّائِم وَكتب فِي الدِّيوَان وتعانى التِّجَارَة وَولي عمَارَة جَامع تنكز ثمَّ الإشراف عَلَيْهِ ثمَّ مشارفة يبرود وَغير ذَلِك وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 724

2434 -

عبد الْعَزِيز بن الشّرف بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم ابْن العجمي تقدم ذكره قَرِيبا فِي تَرْجَمَة أَخِيه عبد السَّلَام يلقب عز الدّين سمع من أبي بكر بن العجمي ثَلَاثَة مجَالِس ابْن عبد كويه وَكَانَ خيرا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس يرتزق من مَكَان موقوق عَلَيْهِ وَحدث سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي سبط ابْن العجمي وَمَات رَاجعا من الْحَج فِي ثَالِث الْمحرم سنة 780

2435 -

عبد الْعَزِيز بن عمر بن أبي بكر بن مُوسَى الْحَمَوِيّ الْمَعْرُوف بسبط غازى ولد بحماة سنة 644 وَسمع من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن قَاضِي الْقُضَاة الدِّمَشْقِي والنجيب عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي والتاج الْقُسْطَلَانِيّ وَسمع بِدِمَشْق من أَصْحَاب ابْن طبرزذ وبمكة من الْمُحب الطَّبَرِيّ وَحدث بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وَمَات سنة 721 قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن ايبك الْحَافِظ الدمياطي كَانَ شَيخا صَالحا عفيفاً خيرا وَله نظم وخطب وَكَانَ على طَريقَة حَسَنَة عَزِيز النَّفس كثير الْعِبَادَة سَمِعت مِنْهُ سداسيات الرَّازِيّ

ص: 169

2436 -

عبد الْعَزِيز بن أبي فَارس عبد الْغَنِيّ بن أَبى الأفراح سرُور ابْن أبي الرَّجَاء سَلامَة بن أبي الْيمن بَرَكَات بن أبي الْحَمد دَاوُد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا ابْن الْقَاسِم ابْن أبي عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن طَبَاطَبَا بن أسعد بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن ابْن الْحسن بن عَليّ المنوفي الحسني أَصله من الينبع وانتقل سلفه إِلَى الأسكندرية وَسكن الصَّعِيد مُدَّة وتعانى التصوف فَتقدم فِيهِ ورى عَن الْمَشَايِخ الَّذين لَقِيَهُمْ وَأخذ عَن أبي الْحجَّاج الأقصري ومحي الدّين ابْن الْعَرَبِيّ وَالشَّيْخ فتح الوَاسِطِيّ وَغَيرهم وَنقل عَن عبد الْغفار كرامات كَثِيرَة جدا وَلم يزل على طَرِيقَته حَاضر الْحسن سليم الْحَواس حَتَّى مَاتَ قَالَ الْجَزرِي فِي تَارِيخه ذكر لي أَن لَهُ اسمعة كَثِيرَة وَله ديوَان شعر نقلت مِنْهُ نَحْو أَرْبَعِينَ قصيدة وقرأت عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْئا وَأَجَازَ لي قَالَ وَرَأَيْت فِي ديوانه مَا ملخصه أَن الأقطاب سَبْعَة والابدال والأعين وهم النجباء كَذَلِك والأديان أَرْبَعَة والغوث يجمعهُمْ وَهُوَ مُقيم بِمَكَّة وَالْخضر يجول وَلَا حكم لَهُ إِلَّا على أَرْبَعَة أَشْيَاء إغاثة ملهوف أَو إرشاد ضال أَو بسط سجادة شيخ أَو تَوْلِيَة الْغَوْث إِذا مَاتَ والغوث يحكم على الأقطاب والأقطاب على الأبدال والأبدال على الْأَوْتَاد فَإِذا مَاتَ الْغَوْث ولي الْخضر من يكون قطباً بِمَكَّة غوثاً وَجعل بدل مَكَّة قطباً وَعين مَكَّة بَدَلا وَبدل مَكَّة رشيدا وَهَكَذَا أبدا فَإِن مَاتَ الْخضر صلى الْغَوْث فى

ص: 170

حجر إِسْمَاعِيل تَحت الْمِيزَاب فَتسقط عَلَيْهِ ورقة باسمه فَيصير خضرًا وَيصير قطب مَكَّة غوثاً وَهَكَذَا قَالَ وَالْخضر فى هَذَا الزَّمَان هُوَ حسن ابْن يُوسُف الزبيدِيّ من أهل زبيد الْيمن وَقد أَكثر عَنهُ عبد الْغفار بن نوح القوصي النَّقْل فِي كِتَابه الوحيد فِي سلوك أهل التَّوْحِيد ولازمه كثيرا وَبَالغ فِي تَعْظِيمه وَأما أَبُو حَيَّان فَنقل عَن الرضي الشاطبي أَن عبد الْعَزِيز هَذَا كَانَ من أَتبَاع ابْن عَرَبِيّ وَأنْشد عَنهُ أَبُو حَيَّان أَنه أنْشدهُ لنَفسِهِ بِجَامِع عَمْرو فِي رَجَب سنة 680 (وجدت بقائي عِنْد فقد وجودي

فَلم يبْق حد جَامع لحدودى)

(وألفيت سرى عَن ضميرى ملوحا

برمز إشاراتي وَفك قيودي) (فَأَصْبَحت مني دانياً بمعارفى

وَقد كنت غنى نَائِيا بحمودى) وَهَذَا نفس الاتحادية لَا شكّ فِيهِ وَمن شعره

(وَمن يدعى فِي هَذِه الدَّار أَنه

يرى الْمُصْطَفى جَهرا فقد كَانَ مشتطى)

(وَلَكِن بَين النّوم واليقظة الَّتِي

تعاين هَذَا الْأَمر مرتبَة وسطى)

وَله قصيدة تسمى اليعسوبة طَوِيلَة جدا قَالَ الْجَزرِي فِي تَارِيخه الشَّيْخ عبد الْعَزِيز هَذَا من أَصْحَاب الشَّيْخ أبي الْحجَّاج الأقصري فحكي لَهُ من اجْتمع بِهِ بقوص سنة 76 أَنه توجه لزيارة شَيْخه فَمَرض فزاره بعض

ص: 171