المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نظمك من شعرك أحبولة…لا غرو أن صيد بها شاعرلا حكم للنادر لكنما حسنك والحكم له نادر - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة - جـ ٥

[ابن حجر العسقلاني]

الفصل: ‌نظمك من شعرك أحبولة…لا غرو أن صيد بها شاعرلا حكم للنادر لكنما حسنك والحكم له نادر

كَانَ وَالِدي يَدْعُو الله أَن يرزقه ولدا نجيبا فَقَالَ لَهُ فِي الْحَال قد اسْتَجَابَ الله دَعوته فَجئْت أَنْت كَذَلِك وَكَانَ الْمَذْكُور أحدب وقرأت هَذِه النادرة بِخَط الْكَمَال جَعْفَر فَقَالَ فَجئْت أَنْت نجيبا قلت وَقد نظم صباحبنا الْوَزير فَخر الدّين ابْن مكانس ببيتين هَذَا ثَانِيهمَا

(دَعَوْت الله يَأْتِي نجيبا

أُجِيب دعَاك فِيهِ فصرت بخْتِي) قَالَ القليوني كنت أَجْلِس عِنْد ابْن مخلوف القَاضِي فيجلس الصَّدْر سُلَيْمَان دوني فجَاء مرّة فَجَلَسَ فَوقِي فشكوت ذَلِك للْقَاضِي فَقَالَ ابْن شَاس كَانَ مَالك يكره طول اللِّحْيَة جدا وَكَانَ الصَّدْر طَوِيل اللِّحْيَة فَقَالَ ذَاهِبًا قَالَ وَقَالَ لَهُ مرّة من أَي بلد أَنْت قَالَ من شبر امريق قَالَ مَا حَالهَا قَالَ مَا فِيهَا أَكثر من الشّعير فَقلت لأجل ذَا علقت فِي وَجهك مخلاة وأرسلوه مرّة رَسُولا إِلَى الْعرَاق فَقَالَ لَهُ القليوبي مَا غنمت فِي سفرتك قَالَ كَبرت لحيتي فَقَالَ لَهُ هَذِه الْغَنِيمَة الْبَارِدَة وَله كتاب نتف الْفَضِيلَة فِي نتف اللِّحْيَة الطَّوِيلَة وَمن نظمه قَالَ أَبُو حَيَّان أَنْشدني لنَفسِهِ

(تظافر الْمَوْت والغلاء

هَذَا لعمري هُوَ الْبلَاء)

(وَالنَّاس فِي غَفلَة وَجَهل

لَو فطن النَّاس مَا أساؤا) وَله

(علقته مُحدثا

شرد عَن عَيْني الوسن)

(حَدِيثه وَوَجهه

كِلَاهُمَا عندى حسن

‌نظمك من شعرك أحبولة

لَا غرو أَن صيد بهَا شَاعِر

لَا حكم للنادر لكنما حسنك وَالْحكم لَهُ نَادِر

كَانَت وَفَاته فِي جماى الأول سنة 725

919 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن عبد الْكَرِيم بن عَسَاكِر بن سعد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليم بن مَكْتُوم الْقَيْسِي بدر الدّين السويدي الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد بعد الْأَرْبَعين وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ الحادى وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير ولازم قِرَاءَة البُخَارِيّ بالجامع بعد الظّهْر فِي رَمَضَان ولازم الْعِمَاد الحسباني فتفقه بِهِ وَأخذ النَّحْو عَن العنبي وبرع فِيهِ وتصدر بالجامع مُدَّة وَأفْتى وَأعَاد وَكَانَ دينا خيرا عابدا كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة والمؤاساة للْفُقَرَاء وَالْبر والصلة لأقاربه مَعَ نزاهة النَّفس والتواضع والاجماع مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 7 // 7

920 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عيسون فتلخمى المرسى الأَصْل الغرناطى قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ سخيا وقورا مليح الشكل وَولي الْأَعْمَال وَسعد الْمُلُوك وَله حَظّ من الْأَدَب وَنظر فِي الطِّبّ وَكَانَت وَفَاته بالمرية فِي جُمَادَى الأول سنة 723

921 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن فتوح الصغوني بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة أَبُو الْفضل

ص: 78

وَله

(نظمك من شعرك أحبولة

لَا غرو أَن صيد بهَا شَاعِر)

(لَا حكم للنادر لكنما حسنك وَالْحكم لَهُ نَادِر

) كَانَت وَفَاته فِي جماى الأول سنة 725

919 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن عبد الْكَرِيم بن عَسَاكِر بن سعد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليم بن مَكْتُوم الْقَيْسِي بدر الدّين السويدي الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد بعد الْأَرْبَعين وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ الْحَادِي وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير ولازم قِرَاءَة البُخَارِيّ بالجامع بعد الظّهْر فِي رَمَضَان ولازم الْعِمَاد الحسباني فتفقه بِهِ وَأخذ النَّحْو عَن العنابي وبرع فِيهِ وتصدر بالجامع مُدَّة وَأفْتى وَأعَاد وَكَانَ دينا خيرا عابدا كثير الْإِحْسَان الى الطّلبَة والمؤاساة للْفُقَرَاء وَالْبر والصلة لأقاربه مَعَ نزاهة النَّفس والتواضع والانجماع مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 797

920 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عيسون اللَّخْمِيّ المرسى الأَصْل الغرناطى قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ سخيا وقورا مليح الشكل وَولي الْأَعْمَال وَسعد الْمُلُوك وَله حَظّ من الْأَدَب وَنظر فِي الطِّبّ وَكَانَت وَفَاته بالمرية فِي جُمَادَى الأولى سنة 723

921 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن فتوح الصغوني بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة أَبُو الْفضل

ص: 79

معِين الدّين الاسكندراني قدم دمشق وَطلب الحَدِيث سنة 13 وهلم جرا وَسمع من التقي سُلَيْمَان وَمن بعده وَكَانَ دينا عَاقِلا فَاضلا حدث بِدِمَشْق عَن التَّاج الغرافي بِمَجْلِس أبي المظفر ابْن السَّمْعَانِيّ وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 740 وَزَاد على السِّتين - ذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته

922 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْعمريّ تَقِيّ الدّين الْحرَازِي ثمَّ الْمَكِّيّ ولد سنة 706 وَسمع الْكثير من جده لأمه الرضى الطَّبَرِيّ وأخيه الصفي وَالْفَخْر التوزري وَغَيرهم وتفقه على وَالِده وعَلى القَاضِي شرف الدّين الْبَارِزِيّ بحماة وَأَجَازَ لَهُ أَن يُفْتِي ويدرس وَحدث ودرس وَأفْتى فَكَانَ فَرد زَمَانه بِبَلَدِهِ ثمَّ ولي الْقَضَاء بعد وَفَاة القَاضِي شهَاب الدّين الطَّبَرِيّ والخطابة بعد الضياء الْحَمَوِيّ ثمَّ سعى عَلَيْهِ أَبُو الْفضل النويري فولي عوضه الْقَضَاء والخطابة فِي سنة 63 وَلزِمَ الْحرَازِي بَيته حَتَّى مَاتَ لَا يخرج إِلَّا إِلَى الصَّلَاة وَكَانَ فِي أَحْكَامه عفيفا نزها وَمَات بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة 765 رَحمَه الله تَعَالَى

923 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم الْقطَّان أَبُو عبد الله المالقي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَالما فَقِيها قَرَأَ وَعقد الشُّرُوط ثمَّ تجرد وَصدق فِي مُعَامَلَته ونفض يَده من الدُّنْيَا وَصَارَ يشار إِلَيْهِ فِي الزّهْد والورع وَاسْتمرّ على مُلَازمَة الدّين والتواضع والإفادة وَكَانَ يعظ النَّاس وَيتَكَلَّم فِي عدَّة فنون وَيحمل النَّاس على الزّهْد والإيثار وَتَابَ على يَده خلق كثير وَمَات فِي الطَّاعُون فِي صفر سنة 750

ص: 80

924 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْقَاسِم بن سيدهم بن أبي الْخَيْر الدِّمَشْقِي نَاصِر الدّين الدجاجية ولد سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة وَسمع من الابرقوهي جُزْء ابْن الطلابة وتعانى الشَّهَادَات وَصَارَ يشْهد فِي الْقيمَة وتمول سمعُوا مِنْهُ وَمَات فِي شَوَّال سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة

925 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمَقْدِسِي ولد قبل الْأَرْبَعين وسِتمِائَة وَمَات فِي صفر سنة 714 ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه

926 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَاتِم الْأنْصَارِيّ أَبُو الْبَقَاء تَقِيّ الدّين ولد فِي رَجَب سنة 718 وَسمع بافادة وَالِده من الحجار والواني والدبوسي والختني وَأبي بكر الصنهاجي والحافظين القطب الْحلَبِي وَأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي وَالْقَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن الْعَلامَة تَاج الدّين التبريزي وَغَيره وخطب بعد أَبِيه بِجَامِع ابْن الرّفْعَة ودرس بدرس الحَدِيث بالقبة البيبرسية وبدرس الْفِقْه بالشريفية وَغَيرهَا مُدَّة طَوِيلَة وَمَات فِي أول ذِي الْقعدَة سنة 793 بِالْقَاهِرَةِ وَلم يقدر لي السماع مِنْهُ مَعَ إِمْكَان ذَلِك وَقد أجَاز لمن أدْرك حَيَاته

927 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَليّ بن شبرين الجذامي أَبُو بكر أَصله من إشبيلية وَولى جده قضاءها وانتقل أَبوهُ عِنْد تغلب الْعَدو سنة 36 عَلَيْهَا فسكن رندة ثمَّ غرناطة

ص: 81

ثمَّ سبتة وَبهَا ولد أَبُو بكر ثمَّ انْتقل إِلَى غرناطة فَكتب للسُّلْطَان وَولي الْقَضَاء بعدة جِهَات وَصَارَ من أعيانها وَكَانَ حسن الْخط حسن الشارة طيب المجالسة وقورا عَظِيم الأبهة دينا فَاضلا أديبا مُنْقَطِعًا مقتدرا على النّظم حَتَّى تعدّدت أسفار ديوانه وَكَانَ يستكثر مِنْهُ وَلَا ينقحه ذكره بذلك وَأكْثر مِنْهُ ابْن الْخَطِيب وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ قَرَأَ على جده لأمه أبي بكر ابْن عُبَيْدَة الاشبيلي وَسمع من أبي إِسْحَاق الغافقي وَأبي عبد الله بن حُرَيْث وَأبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَأبي عبد الله بن ربيع وَأبي عَليّ المشدالي وَأبي إِسْحَاق بن عبد الرفيع وَأَجَازَهُ ابْن دَقِيق الْعِيد وزين الدّين ابْن النّحاس وَشرف الدّين الدمياطي والابرقوهي وَخلق كثير من مصر والحجاز وتونس وَغَيرهَا وَأورد من شعره كثيرا وَقيد وَفَاته فِي ثَالِث شعْبَان سنة 747

928 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد العزفي أَبُو عبد الله الشيبي من نسل أَمِير شيبَة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا على سنَن سلفه وَمَات ببر العدوة فِي ذِي الْقعدَة سنة 709 وَله خمس وَأَرْبَعُونَ سنة

929 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْوَلِيد مُحَمَّد بن أبي عَمْرو أَحْمد بن قَاضِي الْجَمَاعَة أبي الْوَلِيد مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي جَعْفَر بن الْحَاج أَبُو الْوَلِيد التجِيبِي الأندلسي نزيل دمشق ولد سنة 638 وَمَات أَبوهُ وجده مَعًا فِي سنة 641 وَنَشَأ يَتِيما وَكَانَ لَهُ مَال جزيل إِلَى الْغَايَة فتمزق بأيدى

ص: 82

الظلمَة حَتَّى يُقَال إِن ابْن الْأَحْمَر أَخذ مِنْهُ فِي دفْعَة وَاحِدَة عشْرين ألف دِينَار وعدمت لَهُ كتب جليلة وَسكن شريش ثمَّ غرناطة ثمَّ تونس ثمَّ رَحل إِلَى الْمشرق فسكن دمشق وَأم بمحراب الْمَالِكِيَّة وَسمع من الْفَخر وَغَيره وَكَانَ وقورا دينا منقبضا منور الشيبة كتب بِخَطِّهِ كثيرا من كتب الْفِقْه واللغة والْحَدِيث وَعرض عَلَيْهِ نِيَابَة الحكم فَامْتنعَ وَكَانَت لَهُ عدَّة كَامِلَة من السِّلَاح وَالْخَيْل أعدهَا للغزاة من مَاله قَالَ الذَّهَبِيّ فِي ذيل العبر كَانَ نبيلا من بَيت علم وَكتب تصانيف نافعة بالمغرب ومحاسنه جمة وَقَالَ فِي سير النبلاء كَانَ وقورا منور الشيبة حسن الْفَضِيلَة متين الدّيانَة والتاله منقبضا مَاتَ فِي ثامن عشر رَجَب سنة 718

930 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن سحمان أَبُو بكر بن الشريشي الأَصْل نزيل دمشق جمال الدّين بن كَمَال الدّين الْبكْرِيّ الوابلي ولد سنة أَربع أَو خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة واحضر على ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَسمع من جمَاعَة وَحصل لَهُ أَبوهُ إجازات واشتغل فِي صباه وتفنن فِي الْعُلُوم واشتهر بالفضيلة وَيُقَال إِن ابْن تَيْمِية حضر درسه وفضله على أَبِيه وَله يَوْمئِذٍ اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سنة ثمَّ درس فِي عدَّة أَمَاكِن وَأفْتى وولاه الْعَلَاء القونوي قَضَاء حمص ثمَّ قدم دمشق بعد مُدَّة فولي تدريس البادرائية وَغَيرهَا ثمَّ صَار يلازم شغل النَّاس بالجامع تدريسا وإفتاء إِلَى ان ولى تدريس الشامية البرانية عقب عزل القَاضِي تَاج الدّين

ص: 83

وناب فِي الحكم عَن البُلْقِينِيّ وَمَات عَن قرب فِي شَوَّال سنة 769 وَكَانَ حسن المحاضرة دمث الْأَخْلَاق وَله زَوَائِد الْحَاوِي الصَّغِير على الْمِنْهَاج ومختصر الرَّوْضَة وَشرح الْمِنْهَاج من الصَّغِير للرافعي وَله خطب ونظم وَقد حدث بِمصْر سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَله شعر حسن فَمِنْهُ

(ومذ رأى أَلا بدان فِي شركَة

أبطلها من بعد أَخذ العينان)

(وَقَالَ إِن كنت تكفلتني

فمت غراما وَعلي الضَّمَان) وَله ونقلته من خطّ الشَّيْخ بدر الدّين الزر كشي

(يَا من إِذا بالمرد ذالوعة

مَا أَنْت فِي حبهم بالمصيب)

(فِي الخرد الْعين الَّذِي تستهي

مِنْهُم ويفضلن نَحْو الحبيب) وَقَالَ

وباتت تناجيني بدر حَدِيثهَا

فكاد جفاها أَن يذكرنِي حيني

وادركها غنج الدَّلال فاعرضت

وَقَالَت حَدِيثي رده قلت من عَيْني

931 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَسْقَلَانِي أَبُو الْفَتْح الطولوني إِمَام الْجَامِع الطولوني ولد سنة 704 وَقَرَأَ على التقي الصَّائِغ وَسمع مِنْهُ الشاطبية وَعمر حَتَّى صَارَت إِلَيْهِ الرحلة وَهُوَ آخر من حدث بِالسَّمَاعِ

ص: 84

عَن التقي الصَّائِغ وَمَات فِي الْمحرم سنة 793

932 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف الْهَاشِمِي الطنجالي المالقي ولد سنة 13 وَكَانَ غلى سنَن سلفه فِي الْوَقار والاحتشام والورع تقدم خَطِيبًا ثمَّ قَاضِيا بِبَلَدِهِ فَكَانَ غَايَة فِي النزاهة وَالْعَدَالَة وَكَانَ عَارِفًا بالفرائض والحساب واستعفى من الْقَضَاء فأعفي وَمَات فِي رَجَب سنة 752 وَأَبوهُ فِي قيد الْحَيَاة

933 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نَاصِر بن حيدرة بن الْقَاسِم بن الْحسن ابْن الْحُسَيْن بن إِدْرِيس بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب الشريف أَبُو عبد الله الحسني الاشبيلي ولد سنة 697 وَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي عبد الله بن هاني وَأخذ عَن أبي إِسْحَاق الغافقي وَأبي عبد الله بن رشيد وَأبي عبد الله بن حُرَيْث وَغَيرهم وتعانى الْأَدَب ونظم الشّعْر ورتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء بغرناطة ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء مالقة ثمَّ جمع لَهُ الْقَضَاء والخطابة بغرناطة فِي ربيع الآخر سنة 743 فباشره بالمهابة والصدع بِالْحَقِّ وَلم يزل إِلَى أَن صرف فِي رَمَضَان سنة 747 وَأَقْبل على التدريس فِي الْفِقْه والعربية ثمَّ ولي قَضَاء وَادي آش ثمَّ أُعِيد إِلَى قَضَاء الْجَمَاعَة بغرناطة إِلَى يَوْم عيد الْفطر سنة 755 فأصابته محنة يَوْم هَلَاك

ص: 85

السُّلْطَان ثمَّ خلص وَبَقِي على الْقَضَاء إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 760 بَالغ ابْن الْخَطِيب فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَمن جملَة مَا قَالَ فِيهِ إِنَّه كَانَ بارعا فِي الحكم والتدريس والتصنيف غزير الْحِفْظ حَاضر الذّكر فصيح اللِّسَان

934 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْكحل أَبُو يحيى قَالَ ابْن الْخَطِيب شيخ حسن الشيبة رَاكب فِي متن دَعْوَى عريضة فِي مقَام التصوف والتوحيد يكذبها أَحْوَاله لاستيلاء الشره عَلَيْهِ واستغراق وقته فِي القواطع عَن الله وَقد أَدَّاهُ ذَلِك إِلَى محنة واعتقال ثمَّ من الله بخلاصه وَله شعر وسط وَكَانَ قد ولي خططا نبيهة مِنْهَا خطة الِاشْتِغَال مَعَ رداءة خطه قلت رَأَيْت ولد هَذَا بِالْقَاهِرَةِ شامخ الْأنف عريض الدَّعْوَى فِي الطِّبّ تقدم عِنْد يشبك المتحدث فِي الدولة الناصرية فراج ثمَّ خمل بعد ذَلِك وَمَات بعد الْعشْرين

935 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سَالم بن إِبْرَاهِيم الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الْقَزاز شمس الدّين أَبُو عبد الله ابْن أُخْت سراج الدّين ابْن شحانة ولد سنة 618 وَسمع من ابْن روزبة القلانسي وَابْن الْخَيْر

ص: 86

والمؤتمن بن القميرة وَمن ابْن بنت الجميزي وَصَالح المدلجي والضياء الْمَقْدِسِي وَأبي الْمَعَالِي ويوسف بن خَلِيل وَغَيرهم وَكَانَ عابدا زاهدا كثير التِّلَاوَة صَاحب نَوَادِر ودعابة وَحدث بِدِمَشْق والحجاز قَالَ الذَّهَبِيّ أَخْبرنِي أَنه تَلا بِمَكَّة زيد من ألف ختمة وَأَنه اتكأ فِي الْحجر من جِهَة الْمِيزَاب فَتلا فِيهِ ختمة قَالَ الذَّهَبِيّ لَعَلَّه قَرَأَ سُورَة الْإِخْلَاص ثَلَاثًا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة رَاجعا من مَكَّة سنة 705

936 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن دَاوُد الغساني أَبُو يحيى كَانَ خيرا مرضيا ذكره ابْن الْخَطِيب وَأنْشد لَهُ

(إِذا الأقوام خصوا بالعطاء

وفازوا بالهبات وبالثراء)

(وأضحى حظنا منعا لِمَعْنى

فَمنع للرضا عين الْعَطاء) وَقَالَ مَاتَ سنة 749 وَلم يبلغ الْأَرْبَعين

937 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن شُعَيْب بن عبد الْملك بن سُهَيْل الْقَيْسِي قَالَ ابْن الْخَطِيب لَقِي أَبَا الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع وَأَبا الْقَاسِم الْعرفِيّ وَأَبا عَليّ ابْن أبي الْأَحْوَص وَغَيرهم وَكَانَ مولده سنة 625 وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 701

938 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن العسجدي أَبُو الْمَعَالِي ولد بِالْقَاهِرَةِ وَسمع بهَا من عبد الْقَادِر بن الْمُلُوك وَأحمد بن كشتغدي وَغَيرهمَا وَحدث مَاتَ فِي رَجَب سنة 777

ص: 87

939 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن سعيد ابْن فائد الْهِلَالِي الاسكندري الْمَالِكِي كَمَال الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الربعِي قَاضِي الْإسْكَنْدَريَّة ولد بهَا فِي ربيع الأول سنة 703 وَسمع من عبد الرَّحْمَن ابْن مخلوف والخطيب أبي الْحُسَيْن السفاقسي وَسمع بِمَكَّة من عِيسَى الحجي وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل وَغَيره وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 767

940 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْحسن الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الدجاجية نَاصِر الدّين سمع من الابرقوهي وَحدث روى عَنهُ الْحُسَيْنِي فِي مُعْجَمه وَقَالَ تغير بآخرة وَمَات فِي رَجَب سنة 761 وجده عبد الْعَزِيز كَانَ من الروَاة عَن الْحَافِظ أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر

941 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن النصيبي تَاج الدّين أَبُو المكارم ولد فِي رَمَضَان سنة 41 وَسمع من يُوسُف بن خَلِيل الْكثير وَمن أبي طَالب بن العجمي وَجَمَاعَة وتفقه للشَّافِعِيّ ودرس بالعصرونية وَولي وكَالَة بَيت المَال بحلب وَكِتَابَة الدرج وَكَانَ قد احضر وَهُوَ صَغِير على المؤتمن ابْن القميرة وَحدث واتفقت لَهُ مصادرة فِي أَيَّام الْمَنْصُور وسجن بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ أطلق وَكَانَ من الرؤساء الْمَشْهُورين مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 715

944 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف ابْن جزي الْكَلْبِيّ الغرناطي يكنى أَبَا الْقَاسِم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ على

ص: 88

طَريقَة مثلي من العكوف على الْعلم والاشتغال بِالنّظرِ وَالتَّقْيِيد مشاركا فِي فنون من عَرَبِيَّة وَفقه وأصول وأدب وَحَدِيث تقدم خَطِيبًا بِبَلَدِهِ على حَدَاثَة سنة فاتفقوا على فَضله وَكَانَ قد قَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي الْحسن بن سمعون وَقَرَأَ على أبي عبد الله بن الْعِمَاد ولازم الْحَافِظ ابْن رشيد وروى أَيْضا عَن أبي عبد الله بن أبي عَامر بن ربيع وَأبي الْمجد بن أبي عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَله تصانيف مِنْهَا وَسِيلَة الْمُسلم فِي تَهْذِيب مُسلم والبارع فِي قِرَاءَة نَافِع والفوائد الْعَامَّة فِي لحن الْعَامَّة وَمن شعره

(لكل بني الدُّنْيَا مُرَاد ومقصد

وَإِن مرادي صِحَة وفراغ)

(لأبلغ فِي علم الشَّرِيعَة مبلغا

يكون بِهِ لي فِي الْحَيَاة بَلَاغ)

(فَفِي مثل هَذَا فلينافس أولو النهى

وحسبي من الدُّنْيَا الْغرُور بَلَاغ)

(فَمَا الْعَيْش إِلَّا فِي نعيم مؤبد

بِهِ الْعَيْش رغد وَالشرَاب يساغ) قتل فِي الكائنة بطريف فِي سَابِع جُمَادَى الأولى سنة 741

943 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن خَمِيس الْأنْصَارِيّ قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على أَبِيه وَابْن الزبير وَابْن رشيد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْمجد بن أبي الْأَحْوَص وَمُحَمّد بن أبي عَامر ابْن ربيع وَغَيرهم وَكَانَ أحد بلغاء عصره وصنف النفحة الأرضية

ص: 89

فِي العروة المرضية وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 750

944 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد بن أبي الْفضل بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن عبد الْبَاقِي بن زيد الْأنْصَارِيّ الخزرجي البعلبكي الْفَقِيه الشَّافِعِي أَبُو عبد الله بن زيد تفقه على ودرس وَأفْتى وَكَانَ فَقِيها عَالما مفتيا وَحدث بِصَحِيح البُخَارِيّ عَن الحجار سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَمَات سنة

945 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم السَّعْدِيّ أَبُو الْيُسْر ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 719

946 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجا التنوخي عز الدّين ابْن الشَّيْخ وجيه الدّين ولد فِي أول سنة 88 وأحضر على زَيْنَب بنت مكي وَالْفَخْر وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ ذكيا مخالطا للشَّافِعِيَّة جماعا للكتب وَولي حسبَة دمشق وَنظر الْجَامِع ودرس فِي أَمَاكِن وَكَانَ صَدرا رَئِيسا كثير الحشمة والمروءة حسن الشكل محبا لأهل الْعلم وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 746 قلت وَهُوَ وَالِد الشيخة أم الْحسن فَاطِمَة الَّتِي أكثرت عَنْهَا فِي رحلتي إِلَى دمشق

947 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سرُور التَّمِيمِي التّونسِيّ أَصله من غرناطة قَالَ ابْن الْخَطِيب حمل عَن ابْن هَارُون وَابْني الخباز وَابْن عبد السَّلَام وَله شعر جيد وَمَات سنة 751

948 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم شرف الدّين ابو السُّعُود

ص: 90

ابْن الصاحب زين الدّين ابْن الصاحب فَخر الدّين بن الصاحب بهاء الدّين الشهير بِابْن حنا ولد سنة وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وغازي الحلاوي وَغَيرهمَا وَحدث قَالَ ابْن رَافع درس بالشريفية بِمصْر وَكَانَ آخر من بَقِي من رُؤَسَاء مصر ومدرسيها مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 747 وَهُوَ وَالِد شَيخنَا بدر الدّين

949 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن الصاحب شمس الدّين الْمصْرِيّ تفقه وَولي الْحِسْبَة بِالْقَاهِرَةِ وَنظر الأحباس وَمَات فجاءة وَهُوَ بَين القصرين رَاكِبًا على بغلته وَذَلِكَ فِي آخر سنة 748 أَو أول سنة 749

950 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الغساني المالقي ابْن ابْن عَم مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عَليّ الْمَاضِي يكنى أَبَا الْقَاسِم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل الْفضل وَالْعلم استظهر جَوَاهِر ابْن شَاس وَكَانَ من حفاظ الْمَذْهَب وَكَانَ معيلا فَقِيرا كَأَنَّهُ على زِيّ الصَّالِحين مَعَ سذاجة وَشدَّة إِنْكَار على الْبدع تصدر للإقراء بالجامع وَمن شُيُوخه أَبُو عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَأَبُو جَعْفَر بن الزبير وَأَبُو مُحَمَّد بن الرداد وَله تَقْيِيد حسن فِي الْفَرَائِض وجزء فِي تَفْضِيل التِّين على التَّمْر وَكَلَام على نَوَازِل من الْفِقْه وفقد فِي الكائنة العظمي بطريف قلت وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 741 وَأَخُوهُ أَبُو الحكم

ص: 91

951 -

مُحَمَّد قَرَأَ على أبي مُحَمَّد الْبَاهِلِيّ وروى عَن الْخَطِيب أبي عبد الله الطنجالي وَكَانَ من أهل الدّين المتين عقد الشُّرُوط بمالقة مُدَّة وتصدر بالجامع وَلم يزل على حَاله من الْعِبَادَة وَالْخَيْر إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 749

952 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيَاض الْيحصبِي من ذُرِّيَّة القَاضِي عِيَاض السبتي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل الحشمة والعفاف وَاسْتظْهر كتبا كَثِيرَة وَكَانَ آيَة فِي الْحِفْظ ثمَّ مَاتَ شَابًّا سنة 750

953 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن فَرح اللَّخْمِيّ الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ قيمًا بِالْعَرَبِيَّةِ مشاركا فِي الْأَصْلَيْنِ أَخذ القراآت عَن الْأُسْتَاذ أبي الْحسن ابْن أبي العنبس وَقَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله ابْن رشيد وَأبي جَعْفَر بن الزيات وَغَيرهم وَوَقعت لَهُ محنة مَعَ بعض الوزراء فَأخْرجهُ إِلَى إفريقية فَأَقَامَ بهَا ثمَّ أَرَادَ الرُّجُوع فوصل إِلَى بِلَاد الْعنَّاب فَمَاتَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة

954 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بت المتأهل العذري قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ حسن الْخط ولي الأشغال السُّلْطَانِيَّة فَلم تحمد سيرته وَكثر ذاموه حَتَّى يرصد بِهِ لَيْلًا فأصيب بجراحة ثمَّ مَاتَ فِي حُدُود سنة 743 وَكَانَ لَهُ شعر نَازل

955 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عَمْرو مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سيد النَّاس

ص: 92

الْيَعْمرِي صَلَاح الدّين ابْن أخي الْحَافِظ فتح الدّين سمع بإفادة عَمه من حسن الْكرْدِي والحجار سمع مِنْهُ شَيخنَا وأرخه فِي صفر سنة 763

956 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الطَّبَرِيّ نجم الدّين الشَّافِعِي اشْتغل كثيرا وَكَانَ ذكيا نجيبا صينا عفيفا ذكر لقَضَاء الشَّافِعِيَّة بِمَكَّة فَلم يتَّفق ذَلِك وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 765

957 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَرْزُوق العجيسي التلمساني شمس الدّين أَبُو عبد الله ولد بتلمسان سنة 711 وَسمع بهَا من أبي بدر بن أبي عبد الله بن الإِمَام وأخيه أبي مُوسَى ورحل قَدِيما وَحج سنة 36 فلقي بِالْمَدِينَةِ جمَاعَة وَحمل عَنْهُم مِنْهُم الزبير بن عَليّ الاسواني وَعبد الله بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ والخطيب بهَا الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الوَاسِطِيّ وجمال الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف المطري وَهُوَ يَوْمئِذٍ مُؤذن الْمَسْجِد الْحَرَام وَأحمد بن مُحَمَّد الصَّنْعَانِيّ نَائِب الحكم وَشرف الدّين مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد الاميوطي الْحَاكِم بهَا ومثقال بن عبد الله المغيثي ومُوسَى بن سَلامَة الشَّافِعِي الْمصْرِيّ الْخَطِيب وأيمن التّونسِيّ الشَّاعِر يكنى أَبَا البركات وَعبد الْوَارِث بن عبد الْوَاحِد بن أبي زكنون التّونسِيّ يكنى أَبَا فَارس وَغَيرهم وَأخذ بِمَكَّة عَن عِيسَى بن عبد الله الحجي والزين أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عبد الله الطَّبَرِيّ وَالْفَخْر عُثْمَان التوزرى وَنجم الدّين مُحَمَّد بن

ص: 93

الْكَمَال عبد الله بن الْمُحب الطَّبَرِيّ والجلال مُحَمَّد بن أَحْمد بن الاقشهري وَغَيرهم وبمصر من يُونُس الدبوسي وَصَالح الاسنوي والقطب الْحلَبِي والبدر الفارقي والجلال الْقزْوِينِي وَأحمد بن مَنْصُور الجوهرى ويحي ابْن الْمصْرِيّ وَأحمد بن مُحَمَّد الْحلَبِي والحافظ فتح الدّين الْيَعْمرِي وَالشَّيْخ أثير الدّين وتقي الدّين الأكفانى وَأحمد بن بكر ابْن طى وَمُحَمّد بن كشتغدي وَمُحَمّد بن غالي وَأحمد بن عبيد الأشعردى والوادي آشي والتاج التبريزي وَعبد الْقَادِر بن الْمُلُوك وَغَيرهم وبالقدس من الشَّيْخ عَليّ بن أَيُّوب بن مَنْصُور الْقُدسِي وبالخليل من إِبْرَاهِيم بن عمر الجعبري وبدمشق من شمس الدّين ابْن الْمُسلم قَاضِي الْحَنَابِلَة وبرهان الدّين الرَّازِيّ وبالإسكندرية من أَحْمد بن مُحَمَّد الْمرَادِي العشاب وَعز الْقُضَاة ابْن الْمُنِير وبطرابلس الْمغرب من الْخَطِيب الزندى وَأبي عبد الرفيع وبتونس من ابْن عبد السَّلَام وَالْإِمَام بِجَامِع الزيتونة هَارُون بن التلمساني والحافظ يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن عُصْفُور وببجاية والزاب وبلاد الجريد وتلمسان وَقد جمع أَسمَاء شُيُوخه فِي تصنيف مُفْرد سَمَّاهُ عجالة المستوفي قَالَ ابْن الْخَطِيب بعد أَن وَصفه باللطف والنزاهة وَالْوَقار مَعَ الدعابة والتعصب لأَصْحَابه وإخوانه وَمَعْرِفَة الصُّحْبَة للملوك والتهدي إِلَى أَخْلَاقهم واستجلاب مَوَدَّتهمْ أَنه مشارك فِي فنون كَثِيرَة من أصُول وفروع متسع الرِّوَايَة كثير

ص: 94

السداد فَارس الْمِنْبَر وَكَانَت رحلته مَعَ أَبِيه وَلما عَاد إِلَى الْمغرب فَاشْتَمَلَ على السُّلْطَان أبي الْحسن فخلطه بِنَفسِهِ وَترسل لَهُ فِي سنة 748 فَلَمَّا نكب أَبُو الْحسن انْتقل ابْن مَرْزُوق من الْبَلَد فَأَقَامَ بالأندلس بعد أَن كَانَ مُقيما بتلمسان وسجن بالمطبق مُدَّة فَأكْرمه سلطانها وَذَلِكَ فِي سنة 752 فقلده الْخطْبَة واقعده للإقراء بِالْمَدْرَسَةِ ثمَّ توجه فِي سنة 754 إِلَى فاس فاستقر بِبَاب أبي عنان وَأنْشد لَهُ من شعره يُخَاطب بعض الْمُلُوك

(انْظُر إِلَى النوار فِي أغصانه

يَحْكِي النُّجُوم إِذا تلفت فِي الحلك)

(حَيّ أَمِير الْمُسلمين وَقَالَ قد

عميت بَصِيرَة من بغيرك مثلك)

(يَا يوسفا حزت الْجمال بأسره

فمحاسن الْأَيَّام تؤتي هيت لَك)

(أَنْت الَّذِي صعدت بِهِ أَوْصَافه

فَيُقَال فِيهِ إِذا مليك أَو ملك) قَالَ فَلم يزل عِنْد أبي عنان إِلَى أَن نكب مرّة ثَانِيَة ثمَّ خلص فَتوجه إِلَى الشرق وَذَلِكَ فِي سنة 765 فوصل فِيهَا إِلَى تونس فَقَرَأت بِخَط ابْن مَرْزُوق فِي هَامِش تَارِيخ غرناطة أَنه وصل إِلَى تونس فِي سنة 765 فقرر فِي الخطابة والتدريس ومجالسة السُّلْطَان إِلَى ربيع الأول سنة 773 قَالَ ثمَّ تَوَجَّهت فِي الْبَحْر إِلَى الْقَاهِرَة فحللت بهَا وَلَقِيت من ملكهَا الَّذِي لم أر من الْمُلُوك مثله الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن حلما وفضلا وجودا وتلطفاً ورحمى وأجرى عَليّ وعَلى وَلَدي مَا قَامَ بِهِ الْحَال وقلدني دروسا ومدارس وأهلني بقول بِحَضْرَتِهِ وَكتب ذَلِك فِي سنة 75 قلت وَاسْتمرّ على حَاله على أَن مَاتَ فِي سنة 781 وَله سَبْعُونَ سنة وَقد أجَاز لمن

ص: 95

أدْرك حَيَاته وَقدم علينا حفيده مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله بن مَرْزُوق الْقَاهِرَة وَحج بعد الْعشْرين وَكَانَ قد وَقع لي شرح الشِّفَاء بِخَط جده فاتحفته بِهِ وسر بِهِ سُرُورًا كثيرا وَنعم الرجل هُوَ معرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ والفنون وَحسن الْخط والخلق وَالْوَقار والمعرفة وَالْأَدب التَّام وَرجع إِلَى بِلَاده بعد أَن حدث وشغل وَظَهَرت فضائله - حفظه الله تَعَالَى

958 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المظفر بن أسعد بن حَمْزَة بن أَسد بن عَليّ بن مُحَمَّد التَّمِيمِي أَمِين الدّين بن جمال الدّين بن شرف الدّين ابْن جمال الدّين ابْن أبي الْفَتْح ابْن أبي غَالب بن مؤيد الدّين ابْن أبي الْمَعَالِي الْوَزير ابْن العميد بن أبي يعلى الدِّمَشْقِي الرئيس الْمَعْرُوف بِابْن القلانسي ولد سنة 701 وَأَجَازَ لَهُ الدمياطي وَغَيره وَسمع من ابْن مَكْتُوم والمطعم وَغَيرهم واعتنى بالآداب وَقَرَأَ على الشهَاب مَحْمُود وَوَقع فِي الدست فِي أَوَاخِر دولة تنكز وَكَانَ يسد الْغَيْبَة فِي كِتَابَة السِّرّ وَولي وكَالَة بَيت المَال مُدَّة وَولي قَضَاء الْعَسْكَر مُدَّة ودرس

ص: 96

بالعصرونية وَغَيرهَا ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ سنة سِتِّينَ بِدِمَشْق عوضا عَن نَاصِر الدّين وانتقل نَاصِر الدّين إِلَى كِتَابَة السِّرّ بحلب عوضا عَن الصَّفَدِي وانتقل الصَّفَدِي إِلَى دمشق وَكيل بَيت المَال وموقع الدست فَلَمَّا كَانَ فِي أثْنَاء سنة 62 أُعِيد نَاصِر الدّين الْمَذْكُور إِلَى كِتَابَة السِّرّ وأهين أَمِين الدّين الْمَذْكُور وصودر على نَحْو ثَمَانِيَة آلَاف دِينَار بَاعَ فِيهَا جَمِيع مَا يملكهُ حَتَّى الْوَظَائِف ثمَّ افرج عَنهُ فَطرح الرِّئَاسَة وَصَارَ يمشي بِغَيْر أبهة ودام على ذَلِك سَبْعَة أشهر ثمَّ ضعف يَوْمَيْنِ وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 763 قَالَ ابْن كثير كَانَ آخر من بَقِي من رُؤَسَاء دمشق

959 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن رَاشد المرداوي الصحراوي ولد سنة 658 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم من صَحِيح مُسلم وَعلي الْكرْمَانِي مجَالِس المخلدي الثَّلَاثَة وعَلى عبد الْوَاحِد بن الناصح جُزْء المؤمل ابْن اهاب وَغَيره ومجلس أبي مُسلم الْكَاتِب وَسمع أَيْضا على الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عَمْرو أَخِيه عز الدّين وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَابْن الْكَمَال مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 743

960 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْعقيلِيّ عز الدّين بن القلانسي ولد سنة 793 وَسمع من الْفَخر وَغَيره بَاشر الْحِسْبَة وَكَانَ مهابا مُطَاعًا مَعَ أَنه لم يضْرب أحدا ضربا مبرحا وَلَا زَاد على الْعشْر تأديبا وَولى نظر الخزانة بِدِمَشْق وَكَانَ كَافِيا فِيمَا يَتَوَلَّاهُ متثبتا فِي أمره لما صودر الشَّمْس غبريال الْوَزير طلب مِنْهُ أَن يحل أوقافه بِحكم أَنه لما وَقفهَا كَانَ فَقِيرا فَشهد بعض

ص: 97

النَّاس بذلك وَالْتمس من عز الدّين هَذَا أَن يشْهد فَقَالَ كَيفَ أشهد وَهُوَ كَانَ يصرف لَهُ فِي كل شهر عشرَة آلَاف دِرْهَم مُدَّة طَوِيلَة يَتَنَاوَلهَا غير مَقْطُوعَة فَكيف يكون مثل هَذَا فَقِيرا فَبلغ السُّلْطَان النَّاصِر ذَلِك فأعجبه وَأثْنى على دينه وثباته مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 726

961 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُسلم الْحَرَّانِي أَبُو عبد الله ابْن الْبناء مُؤذن اليغمورية بِدِمَشْق سمع من

962 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الوهراني المغربي ولد بالأندلس سنة 715 وَكتب خطه فِي استدعاء بِخَط ابْن سكر سنة 780 بِمَكَّة

963 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الاسعردي أَبُو عبد الله الغرناطي الْمَعْرُوف بِابْن المحروق وَكيل السُّلْطَان ولد سنة 672 وَنَشَأ محيا فِي الْفَضَائِل وَأخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وشارك فِي الْفَضَائِل وَكَانَ شَاهدا ثمَّ ترقى إِلَى أَن صَار منشئا ثمَّ صَار وَكيل ابْن الْأَحْمَر أبي الجيوش ثمَّ أبي الْوَلِيد فَلَمَّا مَاتَ أَبُو الْحسن مَسْعُود الْوَزير بعد مصرع أبي الْوَلِيد وَاسْتقر المحروف وزيرا فَتمكن فِي دولة مُحَمَّد بن أبي الْوَلِيد وَأخذ فِي إبعاد الْكِبَار بِحَيْثُ أَنه عمد إِلَى قَائِد الجيوش عُثْمَان بن أبي الْعَلَاء فَعمل عَلَيْهِ حَتَّى أخرجه من غرناطة فغلب ابْن أبي الْعَلَاء على اندرش برغبة أَهلهَا وَكثر عسكره فَلَمَّا كَانَ وسط أول سنة 29 تنمر مُحَمَّد بن أبي الْوَلِيد وهيأ للمحروق من قَتله وَرجع ابْن أبي الْعَلَاء إِلَى غرناطة وَتمكن إِلَى أَن كَانَ قتل مُحَمَّد بن

ص: 98

أبي الْوَلِيد على يَد وَلَده إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن أبي الْعَلَاء سنة 731 قبل أَن يفعل وَلَده مَا فعل

964 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ عماد الدّين ابْن تَاج الدّين ولد سنة ولى عدَّة ولايات مِنْهَا الْحِسْبَة وَنظر الْجَامِع وَغير ذَلِك وَكَانَ من رُؤَسَاء الدمشقيين مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي شعْبَان سنة 749

965 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الإسْكَنْدراني شمس الدّين ابْن القوية كَانَ أديبا ظريفا تعانى الْآدَاب فمهر فِيهَا وأجاد النّظم مَعَ حسن المحاضرة وجودة المذاكرة ثمَّ تنسك وتزهد وَهُوَ الْقَائِل

(أعجامنا قد أَصبَحت قُلُوبهم

وجدا بحب الخانقاه حانقة)

(لَا تعجبوا فَالْكل كلب نابح

وَلَا يحب الْكَلْب إِلَّا خانقه) وَله فِي نجم الدّين وَكيل الْفَخر وَكَانَ أَعور

(يَا رَبنَا لي صَاحب

بالذنب مدحو شقي)

(غطيت مِنْهُ عَورَة

يَا خير بر مُشفق)

(وسترت مِنْهُ مَا مضى

يَا رب فاستر مَا بَقِي) مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام بِمصْر سنة 749 وَهُوَ الَّذِي طارحه ابْن نباتة بالموشح الَّذِي أَوله

(أجرنا من سوالف الخشف

والنواعس الوطف) فَأَجَابَهُ ابْن الفوية بموشح أَوله

(زهر أم الزهر يَانِع القطف

من كمائم السجف) وَوَقع لَهُ فِي خرجتها

ص: 99

(وغادة دون حسنها الْوَصْف

يثقلها عِنْد خطوها الردف)

(قَالَت وأمواج ردفها تطفو

هَذَا الثقيل ردفي)

(يعْتَمد خَلْفي

أَمْسَى يَنْقَطِع خَلْفي) قلت وَهَذِه الخرجة استلبها السديد ابْن كَاتب المرج فعملها خرجَة موشحة لَهُ يَقُول فِي آخرهَا

(هَذَا الثقيل فأعيت

على انقطاعو خَلْفي)

966 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد العذري المالقي أَبُو الْقَاسِم الْمَعْرُوف بالوادي آشي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل الْوَرع والزهد كثير التِّلَاوَة ظريف المجالسة لَقِي جملَة من الصَّالِحين وَحدث عَن أبي عبد الله بن لب بنوادر وَأقَام بمنارة الْمَسْجِد خمسين سنة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 748

967 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد التلمساني الأَصْل نزيل سبتة أَبُو الْحُسَيْن قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة 679 وَأخذ عَن أَبِيه وَأبي حَاتِم بن أبي الْقَاسِم العزفي وَأبي عبد الله بن حَدِيث وَأبي عبد الله بن الْحصار وَابْن رشيد وَأبي جَعْفَر ابْن الزيات وَأبي عبد الله بن ربيع وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ خَال أَبِيه مَالك بن المرحل وَابْن الزبير وَابْن سمعون وَابْن الغماز وَابْن هَارُون وَمن مصر الدمياطي وَابْن النّحاس وَابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهم وَولي الْحِسْبَة بغرناطة قَالَ ثمَّ نَاب عني فِي مجْلِس السُّلْطَان فِي الْعرض وَالْجَوَاب

ص: 100

أحسن مناب وَكَانَ مشاركا فِي الحَدِيث وَالْأَدب قَائِما على حفظ كتاب الله طيب النغمة بِهِ حَتَّى يُقَال إِن رجلا فاظت نَفسه لشجو نغمه وَلم يُؤثر عَنهُ فِي أحد وقيعة مَعَ اتِّصَاله بالسلطان وَكَانَت وَفَاته فِي الْمحرم سنة 762 وَقد أسن

968 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد النبهاوي سمع من ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَغَيره

969 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الدوسي أَبُو عبد الله بن قُطْبَة ولد سنة 669 قَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَسمع من عبد الْمُنعم بن سماك وَابْن رشيد وَغَيرهم قَالَ ابْن الْخَطِيب وَكَانَ مقدما فِي صناعَة التوثيق كثير الحض على الصَّدَقَة مَقْصُودا بهَا لفكاك الأسرى نفع الله بِهِ خلقا كثيرا فِي ذَلِك مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 793

970 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أَسد بن سَلامَة بن سلمَان بن قتيان الدِّمَشْقِي بدر الدّين بن كَمَال الدّين بن الْعَطَّار ولد سنة 670 واحضر على إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَسمع من ابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَابْن علاق وَغَيرهم وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وشارك فِي الْآدَاب وَولي نظر الْجَيْش عِنْد الافرم وحظي لَدَيْهِ ثمَّ صودر بعده وَكَانَ حسن الْمُبَاشرَة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 725

971 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أبي الْقَاسِم بن الزقاق وَيعرف بِابْن الجوخي

ص: 101

الْمُقْرِئ جده جمال الدّين سمع من ابْن طَلْحَة وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا قَالَ البرزالي كَانَ من أَصْحَاب الْمُرُوءَة وَله صَدَقَة ومعروف وَكَانَ الثَّنَاء عَلَيْهِ جميلا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 707 وَهُوَ وَالِد أَحْمد ابْن الزقاق الْمسند شيخ شُيُوخنَا

972 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مفضل بن فضل الله الْمصْرِيّ الْكَاتِب علم الدّين ابْن قطب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن القطب نَاظر الْجَيْش بِالشَّام ولد قبل الْقرن اسْمَع على التقي سُلَيْمَان وَعِيسَى الْمطعم وَطَائِفَة وَحدث وَنَشَأ فِي خدمَة عَمه محيى الدّين كَاتب قبجق وناب عَنهُ فِي ديوَان تنكز وَاسْتقر فِي ديوَان الْأَشْرَاف وَغير ذَلِك وَكَانَ عَارِفًا دربا واستخص أخيرا بتنكز وَكَانَ يستكتبه فِي الْأُمُور الَّتِي لَا يحب أَن يطلع كَاتب السِّرّ عَلَيْهَا فَيَأْتِي بمراده غَالِبا فاعجب بِهِ إِلَى أَن سعى لَهُ فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق فقرر فِيهَا فِي شعْبَان سنة 736 عوضا عَن جمال الدّين ابْن الْأَثِير فباشر الْمَذْكُور أعظم مُبَاشرَة وَتمكن من تنكز جدا وَتوجه مَعَه إِلَى مصر فشكره السُّلْطَان واطنب فِيهِ فَخلع السُّلْطَان عَلَيْهِ تَشْرِيفًا بطرحة فَعظم ذَلِك على شهَاب الدّين ابْن فضل الله وَتكلم فِيهِ حَتَّى رَاجع السُّلْطَان وَقَالَ لَهُ فِيمَا قَالَ يَلِيق أَن يَلِي كِتَابَة السِّرّ شخص قبْطِي فَلم يسعف لَهُ النَّاصِر طلبا بل كَانَ ذَلِك من أعظم الْأَسْبَاب فِي حنق السُّلْطَان على شهَاب الدّين ثمَّ تغير عَلَيْهِ تنكز فِي سنة 738 وضربه بالعصى ضربا مؤلما واحتاط على موجوده واعتقله مُدَّة ثمَّ افرج عَنهُ وَأمره بِأَن لَا يجْتَمع بِأحد فَأَقَامَ قَلِيلا إِلَى أَن امسك تنكز وَحضر بشتاك للحوطة عَلَيْهِ فاستعان بِهِ بِإِشَارَة السُّلْطَان لَهُ حَتَّى أطلعهم

ص: 102

على جَمِيع مَا يتَعَلَّق بتنكز وَبَالغ فِي ذَلِك وَدخل مَعَ بشتاك إِلَى مصر فقرره فِي اسْتِيفَاء الصُّحْبَة فعاشر الكتبة أحسن معاشرة ثمَّ ولي وزارة الشَّام بعد النَّاصِر فِي سنة 44 فباشرها بِحرْمَة ومهابة وَتمكن غَايَة التَّمَكُّن وتقلبت الدولة وَهُوَ مُسْتَمر فِي عزة ووجاهة قَالَ ابْن رَافع كَانَ كريم النَّفس كثير الْمُرُوءَة وَقَالَ ابْن كثير كَانَ حسن السياسة وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ وجيه الشَّام فِي وقته وَكَانَ جميل الصُّورَة أنيق الشكل حسن البزة عطر الرَّائِحَة نظيف اللبَاس كثير التأنق فِي المأكل وَالْمشْرَب والملبس وَمَات وَهُوَ فِي وَظِيفَة نظر الْجَيْش مستهل جُمَادَى الأولى سنة 760

973 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور الْجَوْهَرِي ولد فِي سنة 689 وَمَات فِي ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة 736

974 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْعَة بن مطرف بن طريف بن منيع القنوي بقاف وَنون الصَّالِحِي ولد سنة 35 وَسمع من ابْن عبد الْحق بن خلف حضورا وَابْن قميرة والمرسي واليلداني وَأَجَازَ لَهُ الضياء وَإِبْرَاهِيم بن الخشوعي ويعيش ابْن على النَّحْوِيّ وَغَيرهم وَكَانَ خيرا وَحدث بالكثير مَاتَ فِي الْمحرم سنة 727

975 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُنِير بن سُلَيْمَان الذَّهَبِيّ أَبُو عبد الله بن أبي الْفضل الْمَعْرُوف بالشاطر ولد سنة وأسمع على الْكرْمَانِي وَابْن أبي عمر وَغَيرهمَا وَحدث مَاتَ سنة

ص: 103

976 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن عِيسَى بن أبي الْفَتْح البطرني أَبُو الْحسن الغربي نزيل الأندلس آخر من حدث عَن أبي جَعْفَر بن الزبير الثَّقَفِيّ بِالْإِجَازَةِ وقرأت بِخَط أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الغرياني أَنه ولد بِمَدِينَة تونس سنة 703 وخطب بِجَامِع الزيتونة وَحدث بالكثير قَالَ وَله رحْلَة إِلَى الْمغرب ورحلة إِلَى الْمشرق صُحْبَة أَخِيه يحيى قَالَ وَحدث عَن أَبِيه بِالْإِجَازَةِ لِأَن أَبَاهُ مَاتَ سنة 707 وَمن شُيُوخه أَبُو الْعِزّ ماضي بن سُلْطَان التَّمِيمِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن السقاء اللَّخْمِيّ وَمُحَمّد بن عبد السَّيِّد التَّمِيمِي وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرفيع الربعِي قَاضِي الْجَمَاعَة وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْبَراء التنوخي وَإِسْمَاعِيل بن مُنْقد الاصبحي وَإِسْمَاعِيل بن عبد الله الغرياني وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد بن الْحسن بن حُبَيْش اللَّخْمِيّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مسلمة الْأنْصَارِيّ وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن الْقرشِي الزبيرِي وَمُحَمّد بن عبد الْعَزِيز الْقرشِي الزبيرِي وَعلي بن منتصر الصَّدَفِي وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن منتصر المومناني وَأَبُو جَعْفَر أَحْمد بن ابراهيم بن كرْدُوس المنتصفي وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي طَالب الحجار والرضي الطَّبَرِيّ إِمَام الْمقَام أجَاز لَهُ وَلم يلقه لِأَنَّهُ رَحل بعد مَوته وَالْقَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كَثِيرَة نقلته من خطه وَأَكْثَره مُخْتَلف سأبينه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَالَ

ص: 104

إِنَّه مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس الْعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة 793 عَن تسعين سنة وَأشهر

977 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله الْأمَوِي الاسكندراني ابْن البوري جمال الدّين ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 79 وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق ابْن طرخان جَامع التِّرْمِذِيّ حَدثنَا عَنهُ شَيخا الْعِرَاقِيّ وَمَات سنة 767 بالإسكندرية

978 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى الدَّاعِي بدر الدّين سمع على الدمياطي وَأبي الْحسن الْعِرَاقِيّ جُزْء ابْن زنبور قَرَأَهُ عَلَيْهِ أَبُو مَحْمُود الْمَقْدِسِي سنة 739 نقلته من خطه

979 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى الْمُقْرِئ الاسكندراني فَخر الدّين الموقت ابْن السيوري سمع من مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن طرخان الاسكندراني وَحدث وَهُوَ من مشيخة الْبَدْر النابلسي وَسمع مِنْهُ تَقِيّ الدّين بن عرام

980 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن فضل بن طرخان بن الْمسيب الزَّيْنَبِي الشريف كَمَال الدّين الْجَعْفَرِي الدِّمَشْقِي كَانَ ينْسب إِلَى جَعْفَر الصَّادِق ولد سنة بضع وَسَبْعمائة وَسمع من الْعَفِيف إِسْحَاق الْآمِدِيّ وست الوزراء وَابْن الشّحْنَة فِي آخَرين وَأكْثر السماع وَكتب الطباق وَذكره

ص: 105

الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص قَالَ وَله محفوظات وَله فَضِيلَة وَقَالَ ابْن رَافع ولي كِتَابَة السِّرّ بالرحبة ووكالة بَيت المَال بعد الثَّلَاثِينَ ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق ثمَّ وَقع بدار السَّعَادَة بِدِمَشْق وباشر ديوَان تنكز وَحج ثمَّ نقل إِلَى غَزَّة فولي كِتَابَة السِّرّ بهَا ثمَّ إِلَى مصر فَمَاتَ بهَا فِي صفر سنة 766

981 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن يمن الْحَنَفِيّ ولد سنة وَولى قَضَاء طرابلس فَكَانَ أول من اسْتَقر بهَا من الْحَنَفِيَّة وَلم يكن بهَا قبل ذَلِك إِلَّا قَاض وَاحِد شَافِعِيّ وَكَانَت ولَايَة هَذَا فِي حُدُود سنة 744 وَوجد فِي بَيته مذبوحا فِي جُمَادَى الأولى سنة 755

982 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عمر الطنجالي الْهَاشِمِي نزيل مالقة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا سهل اللِّقَاء عطوفا على الضُّعَفَاء حسن السمت كثير الصمت شَدِيد الْوَرع أَخذ عَن أبي عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَأبي جَعْفَر بن الطباع وَأبي الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع وَأَجَازَهُ الْمُحب الطَّبَرِيّ وَأَبُو الْيمن بن عَسَاكِر وَابْن دَقِيق الْعِيد وَجَمَاعَة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 724 وَله ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة

983 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْحسن شمس الدّين الزرندي الْمدنِي نزيل كازرون من بِلَاد الْعَجم يكنى أَبَا الْخَيْر كَأَنَّهُ كَانَ مَعَ عَمه مُحَمَّد بن يُوسُف لما أَقَامَ بشيراز وَمَات بهَا فتحول إِلَى شيراز إِلَى أَن مَاتَ بعد الثَّمَانِينَ وسِتمِائَة لخصته من مشيخة الْجُنَيْد الكازروني تَخْرِيج الْجَزرِي وَمَات أَبوهُ بِالشَّام هُوَ وَولده عبد الله بن أَحْمد

ص: 106

سنة 49 فبرع هُوَ بعده فِي الْفَرَائِض ودرس بِالْمَدِينَةِ

984 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْبَقَاء الْحُسَيْنِي السبتي أَبُو عبد الله أَصله من صقلية من بَيت علم وأدب ونالته محنة من صَاحب سبتة يحيى بن أبي طَالب أخرجه إِلَى الأندلس فأسرته الفرنج فافتداه أَبُو سعيد يَعْقُوب بن عُثْمَان ابْن عبد الْحق المريني هُوَ وولداه أَحْمد ورفيع بِسِتَّة آلَاف وَخَمْسمِائة مِثْقَال وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة 720 فَأَقَامَ بغرناطة ثمَّ انْصَرف إِلَى العدوة ثمَّ رَجَعَ إِلَى سبتة لما مَاتَ يحيى بن أبي طَالب الْمَذْكُور فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن أسن وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 752

985 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الصَّمد بن مرجان الصَّالِحِي الْمُقْرِئ الْحَنْبَلِيّ أَبُو عبد الله ولد سنة 705 وَسمع من التقي سُلَيْمَان جُزْء أبي الجهم والمنتقى من الرَّابِع من حَدِيث سَعْدَان وَمن الْمطعم مشيخته وجزء بيبي والمبعث وَمن ابْن سعد وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو الْحسن الفوي وَآخَرُونَ وَمَات فِي سنة 774

986 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عرام بن إِبْرَاهِيم بن ياسين بن أبي الْقَاسِم ابْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الربعِي الشَّيْبَانِيّ الاسواني الأَصْل الاسكندراني الشَّافِعِي تَقِيّ الدّين أَبُو عبد الله الإِمَام الْمُحدث الْفَقِيه الْمُفْتِي ولد فِي ثامن عشر شَوَّال سنة 703 وَسمع من الْعَلامَة رشيد الدّين إِسْمَاعِيل بن الْمعلم وَالْحسن بن عمر الْكرْدِي والحجار والشريف مُوسَى بن أبي طَالب وَالْعلم

ص: 107

ابْن درادة والتاج ابْن دَقِيق الْعِيد وَأحمد بن مُحَمَّد بن الْكَمَال والشريف عَليّ الزيني وَعمر الْعُتْبِي وَزَيْنَب بنت شكر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الْمطعم وَابْن عبد الدَّائِم وَابْن النّحاس وَيحيى بن سعد وَمن مَكَّة الرضى الطَّبَرِيّ وَغَيرهم وَحدث وَأفْتى ودرس وصنف وَخرج وَتفرد بأَشْيَاء من مسموعاته وَكَانَت وَفَاته فِي سنة 777

987 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْمُقْرِئ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الحسام الصَّابُونِي رَأَيْت بِخَطِّهِ فِي استدعاء لِابْنِ سكر مؤرخ بِسنة ثَمَانِينَ وَكتب مولدِي بِدِمَشْق سنة 715

988 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن مكي بن عبد الصَّمد بن عَطِيَّة العثماني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي سمع من ابْن أبي عصرون واشتغل بِالْعلمِ وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق متوددا وَهُوَ ابْن عَم صدر الدّين ابْن الْوَكِيل مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 753

989 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن يُوسُف الْمزي شرف الدّين الحريري الدِّمَشْقِي ولد سنة 701 وَسمع من التقي سُلَيْمَان والمطعم وَابْن سعد وَابْن الشِّيرَازِيّ فَمن بعدهمْ وَسمع بِمصْر وَغَيرهَا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ حصل وَقَرَأَ وَنسخ وَقَالَ ابْن رَافع قَرَأَ بِنَفسِهِ وَحصل الْأَجْزَاء ودرس بالقليجية وَقَرَأَ بالسبع وَكتب الْخط الْحسن وَمَات فِي شعْبَان سنة 766

ص: 108

990 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن أبي الْفَتْح بن أَحْمد بن رسْلَان البعلبكي شمس الدّين بن أَمِين الدّين بن بدر الدّين بن مجد الدّين سمع بِالشَّام من عبد الرَّحْمَن بن الزين أَحْمد بن عبد الْملك السّنَن الصُّغْرَى للنسائي رِوَايَة ابْن السّني وَحدث بِهِ بِالشَّام وَقدم مصر سنة أَرْبَعِينَ وَسمع مِنْهُ بعض شُيُوخنَا وَرجع إِلَى الشَّام فَمَاتَ بهَا

991 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر الْحَرَّانِي كَانَ شَيخا حسنا كثير التِّلَاوَة وَالْحج سمع الْكثير وَحدث وَمَات بِالْمَدِينَةِ قبل أَن يصل إِلَى الْحَج فِي آخر سنة خمس أَو أَوَائِل سنة سِتّ

992 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر الرقوطي المرسي أَبُو بكر قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَارِفًا بالفنون الْقَدِيمَة من الْمنطق والهندسة والطب والموسيقى وَلما تغلب الرّوم على مرسية أكْرمه ملكهم وَبنى لَهُ مدرسة وَكَانَ يقرئ بهَا الْمُسلمين وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى جَمِيع مَا يرغبون فِيهِ بألسنتهم وَيُقَال إِن الْملك أدنى مَجْلِسه ونوه بِهِ وَعرض عَلَيْهِ التنصر فَقَالَ أَنا أعبد وَاحِدًا وَقد عجزت عَمَّا يجب لَهُ عَليّ من الْحق فَكيف حَالي لَو عبدت ثَلَاثَة ثمَّ استنقذه ثَانِي الْمُلُوك من بني نصر وأشاد بِذكرِهِ وَأخذ عَنهُ الجم الْغَفِير وَكَانَ يعده لمن يفد عَلَيْهِ من أَصْحَاب الْفُنُون فيجاريهم فيغلبهم غَالِبا وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ

993 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْعِزّ الْحَرَّانِي شمس الدّين ابْن الصَّاد ولد سنة واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث وَمَات سنة

ص: 109

994 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عَليّ العباسي يلقب المستمسك بِاللَّه كَانَ أكبر من أَخِيه المستكفي مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه الْحَاكِم مسجونا بالبرج من القلعة سنة 736 وَقد ولي وَلَده الْخلَافَة بعد المستكفي

995 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْقَاسِم بن سَيّده ثمَّ ابْن أبي الْخَيْر الدِّمَشْقِي نَاصِر الدّين ابْن الدجاجية ولد سنة 674 وَسمع من الابرقوهي جُزْء ابْن الطلابة وتعانى الشَّهَادَات وَكَانَ يشْهد فِي الْقيمَة وتمول سمعُوا مِنْهُ وَمَات فِي شَوَّال سنة 757

996 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي نصر الدباهي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ كَانَ تَاجِرًا ثمَّ ترك وتزهد وَلَقي الْمَشَايِخ وَتكلم على النَّاس وَقدم دمشق فلازم ابْن تَيْمِية قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا صدق وتأله وَأَمَانَة جاور مُدَّة وَلَقي الْمَشَايِخ وَله مواعظ نافعة قَالَ وَكَانَ مِمَّن يَقُول الْحق وَإِن كَانَ مرا وَفِيه صِفَات حميدة حدث عَن النشتبري بِالْإِجَازَةِ وَمَات فِي ربيع الأولى سنة 711

997 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الهيجاء ابْن الزراد الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الحريري ولد سنة 646 وَسمع بعد الْخمسين من الْبَلْخِي وَابْن عبد الْهَادِي والعماد ابْن النّحاس واليلداني والصدر الْبكْرِيّ وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل والفقيه اليونيني وَغَيرهم وَسمع الْكتب الْكِبَار وَتفرد وروى الْكثير وَكَانَ خيرا متواضعا يتجر ويرتفق وَكَانَ لَهُ نظم وسط وَفهم ثمَّ سَاءَ ذهنه قبل مَوته وَضعف حَاله واملق وَمَات فِي شَوَّال سنة 726

ص: 110

998 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي يحيى بن أَرقم النميري الْوَادي آشي أَبُو يحيى قَالَ ابْن الْخَطِيب أَخذ عَن أبي مُحَمَّد بن هَارُون وَغَيره وَكَانَ أحد الْوُجُوه حسنا وفضلا خطب بِبَلَدِهِ وَولي الْقَضَاء بِبَعْض الْجِهَات فَحَمدَ وَمَات عَام 720

999 -

مُحَمَّد بن أَحْمد المراكشي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مَسْتُورا على الْكَلَام فِي الصَّنَائِع من غير تدرب وَلَا حِيلَة انتحل الطِّبّ وتصدر للعلاج ثمَّ اخْرُج أخلوطة زعم أَنه يسْتَخْرج مِنْهَا الخبايا والأنذار بالكوائن وسماها الزايرجة تشْتَمل على أعداد وخطوط ومدارك واصطلاحات يسْتَخْرج مِنْهَا بِالْقِسْمَةِ وَالضَّرْب حروفا إِذا اجْتمعت خرج مِنْهَا شعر وأولها

(يَقُول سبيتني وبحمد رَبِّي

مضل على هاد إِلَى النَّاس أرسلا) وَصَارَ يتحدى بالإعلام بالكائنات فَأقبل النَّاس عَلَيْهِ إقبالهم على الممخرقين وَاتفقَ أَنه أصَاب فِي بعض القضايا فازدحموا عَلَيْهِ حَتَّى سُئِلَ مرّة فِي مَسْأَلَة فقهية فَزعم أَنَّهَا يُوجد فِيهَا نَص فِي كتاب فِي مالقة فَكَانَ كَذَلِك وَكَانَ أَبُو الْحسن بن الْجبَاب يظْهر زيغه وَينْهى عَن تَصْدِيقه وَقَامَت لَهُ سوق بغرناطة وتلمسان وَمَات فِي أول سنة 737 قلت ووقفت على الزايرجة عِنْد شَيخنَا القَاضِي ولي الدّين ابْن خلدون وَكَانَ يُوهم أَنه يعرفهَا وَلَا يعْتَرف بهَا صَرِيحًا وانتسخها مِنْهُ جمَاعَة وذهبوا بهَا واطلعت على أَن بَعضهم ينظم الْبَيْت الشّعْر فِي الْحَال وَيَدعِي أَنه من استخراجه وَالْعلم عِنْد الله تَعَالَى

ص: 111

1000 -

مُحَمَّد بن أَحْمد البصال اليمني جمال الدّين أَبُو عبد الله ولد بِالْيمن وتفقه على عبد الرَّحْمَن بن شعْبَان وَصَحب الشَّيْخ عمر الصفار وَشرح التَّنْبِيه وَعين لقَضَاء عدن فَامْتنعَ أَخذ عَنهُ الشَّيْخ عبد الله اليافعي وَلبس مِنْهُ خرقَة التصوف وَذكره الاسنوي فِي الطَّبَقَات وَقَالَ مَاتَ فِي سنة 748 وَكَانَ صَاحب كشف وكرامات

1001 -

مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد الْقَمُولِيّ نجم الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي أحد الْفُضَلَاء النبلاء كَانَ يستحضر الرَّوْضَة وَأكْثر شرح مُسلم وَالْوَجِيز لِلْوَاحِدِيِّ مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول والحساب وَكَانَ لَا يستغيب أحدا وَلَا يُمكن أحدا يستغيب بِحَضْرَتِهِ مَعَ مُلَازمَة الِاشْتِغَال وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ والتقلل من الدُّنْيَا حج وزار وَعَاد إِلَى قوص فَتوفي بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة 709

1002 -

مُحَمَّد باك بن ارتنا صَاحب الرّوم اسْتَقر فِي مملكة الرّوم بعد موت أَبِيه سنة 753 وَهُوَ صَغِير وَقَامَ بتدبير دولته على شاه الْكرْدِي وَكَانَ جَعْفَر بن أرتنا توجه إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا واستبد أَخُوهُ مُحَمَّد وَفِي سنة 765 ثار عَلَيْهِ خواجا على شاه أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بالروم فَوَقع بَينهمَا فضعف أَمر مُحَمَّد باك فكاتب الاشرف صَاحب مصر فأنجده بعسكر كَبِير بعناية يلبغا مُدبر المملكة إِذْ ذَاك فوصل الْعَسْكَر إِلَى قيسارية فقوي بهم مُحَمَّد باك وأوقعوا بخواجا عَليّ فكسروه فَقتل عَليّ شاه وَرَجَعُوا فتعرض

ص: 112

لَهُم بعض التتار ونهبوا بعض أثقالهم وَرَجَعُوا سَالِمين وَمَات مُحَمَّد باك سنة ثَمَانِينَ أَو بعْدهَا وَاسْتقر وَلَده وَهُوَ صَغِير وكفله بعض الْأُمَرَاء حَتَّى قتل سنة 792 وَملك بعده أَبُو يزِيد بن عُثْمَان

1003 -

مُحَمَّد بن ارغون بن ابغا بن هلاكو بن تولى بن جنكز خَان المغلي السُّلْطَان غياث الدّين القان الْمَعْرُوف بخدا بندا وعَلى أَلْسِنَة الْعَامَّة خربندا وَمَعْنَاهُ بِالْعَرَبِيَّةِ عبد الله ملك الْعرَاق وخراسان وآذربيجان بعد أَخِيه غازان ولد سنة نَيف وَسبعين وَكَانَ جميل الْوَجْه إِلَّا أَنه أَعور وَكَانَ حسن الْإِسْلَام لَكِن لعبت بعقله الإمامية فترفض واسقط من الْخطْبَة فِي بِلَاده ذكر الْأَئِمَّة إِلَّا عليا وَكَانَ جوادا سَمحا يُؤثر اللّعب وَيُحب الْعِمَارَة أنشأ مَدِينَة جَدِيدَة بِأَذربِيجَان سَمَّاهَا السُّلْطَانِيَّة وَقد حاصر الرحبة فِي سنة 712 وَأَخذهَا بالأمان وَعَفا عَن أَهلهَا وَلم يسفك فِيهَا دَمًا ثمَّ رَحل عَنْهَا بَغْتَة بِغَيْر سَبَب ظَاهر وَكَانَ مَعَه فِي حصارها الافرم وَغَيره من الْأُمَرَاء الَّذين فروا إِلَيْهِ من النَّاصِر وَكَانَ فِيمَا يُقَال قد رَجَعَ عَن الرَّفْض واظهر شعار أهل السّنة فَقَالَ بَعضهم فِي ذَلِك

(رَأَيْت لخربندا اللعين دراهما

يشابهها فِي خفَّة الْوَزْن عقله)

(عَلَيْهَا اسْم خير الْمُرْسلين وَصَحبه

لقد رَابَنِي هَذَا التسنن كُله)

ص: 113

وَفِي رحلته عَن الرحبة يَقُول الوداعي

(مَا فر خربندا عَن الرحبة الْعُظْمَى إِلَى أوطانه شوقا

بل خَافَ من مَالِكهَا أَنه يلْبسهُ من سَيْفه طوقا) وَلما ترحل عَن الرحبة التمس القَاضِي والأمير وَطَائِفَة أَصْحَاب الْوَظَائِف من النَّاصِر عزلهم لأجل الْيَمين فَفعل مَاتَ خربندا فِي شهر رَمَضَان سنة 716 وَقد ذكرنَا سَبَب مَوته فِي تَرْجَمَة رشيد الدولة فضل الله الطَّبِيب

1004 -

مُحَمَّد بن ارغون نَاصِر الدّين ابْن النَّائِب كَانَ أحد الْأُمَرَاء الطبلخاناة بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ حسن الصُّورَة جوادا قَرَأَ على أبي حَيَّان فِي الْعَرَبيَّة وَسكن حلب لما توجه إِلَيْهَا نَائِبا فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 727

1005 -

مُحَمَّد بن أزبك البدري الخزنداري نَاصِر الدّين الدِّمَشْقِي يُقَال لَهُ ابْن الدقاق أَيْضا وَابْن الصارم ولد فِي حُدُود سنة 680 واسمع على مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الصُّورِي وَحدث وَكَانَ قد حفظ كتبا للحنفية وَنزل فِي الْمدَارِس وَجلسَ مَعَ الْعُدُول وَكَانَ حسن الْخلق ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة من الْمَغَازِي وَكتب بِخَطِّهِ جُزْءا من ذَلِك وَنسخ تَفْسِير الْفَخر الرَّازِيّ مرَّتَيْنِ وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 765 أَو 766 حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَغَيره وأرخ أَبُو جَعْفَر بن الكويك وَفَاته فِي سنة سِتّ فِي رَجَب

ص: 114

1006 -

مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ الشَّافِعِي تَاج الدّين ولد سنة وَسمع من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهمَا وتفقه ودرس بالمشهد الْحُسَيْنِي وَالشَّافِعِيّ وَغَيرهمَا وَحدث وناب فِي الحكم وَولى قَضَاء الْعَسْكَر ووكالة الْخَاص وَكَانَ قَائِما بأعباء الحكم فِي غَالب ولَايَة القَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة قد ألقِي إِلَيْهِ مقاليد الْأُمُور كلهَا حَتَّى فِي الأقاليم قَالَ الاسنوي فِي الطَّبَقَات كَانَ على نمط أَخِيه وبهجته وَزَاد عَلَيْهِ بولايات واشتغل بِالْقضَاءِ يَوْمًا وَاحِدًا بسؤال ابْن جمَاعَة بعد استعفائه فأعفي وَولي هَذَا ثمَّ قَامَ جمَاعَة من الدولة حَتَّى أُعِيد عز الدّين وَصَارَ تَاج الدّين على حَاله وَكَانَ مَحْمُود الْخِصَال مشكور السِّيرَة مهابا صَارِمًا لكنه قَلِيل البضاعة فِي الْعُلُوم مَعَ صرامته فِي القضايا وَالْعَمَل بِالْحَقِّ والنصرة للعدل والدربة بِالْأَحْكَامِ والاعتناء بالمستحقين من أهل الْعلم وَغَيرهم وَكَانَ ابْن عَمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم لما مَاتَ وَبِيَدِهِ تدريس الشَّافِعِي قرر مَكَانَهُ بعناية القَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة فَقَامَ عَلَيْهِ ابْن اللبان وتعصب مَعَه جنكلي ابْن البابا وَغَيره من الْأُمَرَاء إِلَى أَن عزل السُّلْطَان تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ وَقرر ابْن اللبان عوضه فاستمر بِيَدِهِ وَكَانَ ابْن جمَاعَة يعْتَمد عَلَيْهِ فِي جَمِيع أُمُور الْقَضَاء بِحَيْثُ كَانَ الِاسْم لعز الدّين وَأُمُور الْقَضَاء بأسرها بيد تَاج الدّين وتصريفه فَلَمَّا مَاتَ اخْتَلَّ على عز الدّين أمره وَطلب الإعفاء مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 765

ص: 115

1007 -

مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن عمر السرُوجِي الْحَنَفِيّ العديمي الْعدْل شمس الدّين سمع من أبي مُحَمَّد بن علاق الْمعِين وَحدث وتفقه وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود بميدان الْقَمْح وَمَات فِي شعْبَان سنة 733 من مشيخة الْبَدْر النابلسي

1008 -

مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر بن صقر الْحلَبِي شمس الدّين نَاظر الْأَوْقَاف ولد سنة 633 كَانَ يذكر أَنه سمع من قرَابَته الضياء صقر وَمن يُوسُف بن خليلي وَغَيرهمَا وَلم يُوجد لَهُ إِلَّا عَن النجيب سمع مِنْهُ بِالْقَاهِرَةِ مشيخة ابْن كُلَيْب وَكَانَ شَيخا أَبيض أَحْمَر الْوَجْه نقي الشيبة نظيف الثِّيَاب وَكَانَ يلبس لبس الْفُقَرَاء وهمته همة الْأُمَرَاء يقوم بِحُقُوق الواردين إِلَى حلب ويمدحه الشُّعَرَاء فيجيزهم أحسن الجوائز وَكَانَ يَأْخُذ قصيدة من ناظمها فَيكْتب فِيهَا اسْم شاعرها وتاريخ وصولها إِلَيْهِ وَمِقْدَار الْجَائِزَة فَإِذا تقدم ذَلِك الشَّاعِر أَو صَارَت لَهُ دولة أَو صُورَة أخرج تِلْكَ الورقة وَكَانَ أهل حلب يَشكونَ فِي شهاداته مَاتَ فِي شعْبَان سنة 726 وَقد جَاوز التسعين وَفِيه يَقُول ابْن نباتة

(أَقُول لساكني حلب جَمِيعًا

يعزونني دمشق وَأهل مصر)

(دعوا صيد المحامد والمعالي

فقد صَاد الْجَمِيع ندى ابْن صقر) وَله فِيهِ

(يَا سائلي عَن حلب لَا تطل

وَالله لَوْلَا شمسها المجتبي)

(لم يلق راجي طيب زبدة

وَلم يُصَادف لَبَنًا طيبا)

ص: 116

وَله فِيهِ أَيْضا

(حمى الله شمس المكرمات من الْأَذَى

وَلَا نظرت عَيْنَاك يَوْم مغيبه)

(لقد أبقت الْأَيَّام فِيهِ لأَهْلهَا

بَقِيَّة صافي المزن غير مشوبه)

(كَأَن سجاياه اللطيفة قهوة

حباب حمياها يُنَاجِي مشيبه)

1009 -

مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن مرتضي البلبيسي عماد الدّين تفقه على ابْن الرّفْعَة وَالْجمال الوجيزي من قبله وبرع ودرس وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَولي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ امتحن فعزل ودرس بالملكية والاقسنقرية وَكَانَ صبورا على الِاشْتِغَال مُولَعا بالألغاز الْفِقْهِيَّة وَكَانَ يحث على الِاشْتِغَال بالحاوي وَيكثر الْمحبَّة للْفُقَرَاء والأيتام وَكَانَت دروسه لاتمل لِكَثْرَة تفننه وَكَانَ مقلا من الدُّنْيَا قَالَ شَيخنَا فِي الوفيات انْتفع بِهِ خلق كثير من المصريين وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام فِي رَمَضَان سنة 749

1010 -

مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يحيى الْآمِدِيّ تقدم فِي أَحْمد بن إِسْحَاق

1011 -

مُحَمَّد بن إِسْحَاق جلال الدّين بن الْمُجَاهِد بن السُّلْطَان عز الدّين لُؤْلُؤ الْموصِلِي نزيل مصر سمع من النجيب وَابْن علاق وَمَات سنة عشْرين وَسَبْعمائة وأرخه شَيخنَا فِي الرّبيع الآخر مِنْهَا

ص: 117

1012 -

مُحَمَّد بن أَسد بن النجار كَاتب الْمَنْسُوب كتب عَلَيْهِ جمع بمدرسة القليجية بِدِمَشْق وَانْقطع فِي آخر عمره بداره مُدَّة وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 726

1013 -

مُحَمَّد بن أسعد بن حَمْزَة القلانسي التَّمِيمِي نجم الدّين كَانَ كتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء ثمَّ بَاشر صحابة ديوَان الْجَيْش مُدَّة وَكَانَت بِيَدِهِ أوقاف وأنظار وَكَانَ لَا يَأْكُل إِلَّا من وقف والدته وَلَا يَأْكُل من وقف وَالِده وجده شَيْئا وَكَانَ مؤتمنا بَالغ السُّبْكِيّ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ فِي مباشراته وَكَانَ لَا ينظم وَلَا ينثر فَإِذا عوتب فِي ذَلِك يَقُول لَا أحب أَن أضْحك النَّاس عَليّ وقف لنائب الشَّام يَوْمًا وَرفع لَهُ قصَّة يسْأَله الإعفاء عَن الجامكية إِلَّا من الْكسْوَة لَا غير فتعجبوا من ذَلِك وَرجع هُوَ فَمَرض فَمَا جَاءَ مثل ذَلِك الْيَوْم إِلَّا وَقد مَاتَ وَذَلِكَ فِي خَامِس شَوَّال سنة 748

1014 -

مُحَمَّد بن أسعد بن عبد الْكَرِيم بن سُلَيْمَان بن طحا القاياتي الثَّقَفِيّ كَمَال الدّين أَبُو بكر ولد سنة 650 فِيمَا كتب بِخَطِّهِ فِيمَا رَأَيْت بِخَط شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَسمع من النجيب والعز الحرانيين وَمن مَحْفُوظ بن الحامض وَغَيرهم وَأعَاد بزاوية الشَّافِعِي بالجامع وبالمجدية وناب فِي الحكم وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ قَالَ ابْن رَافع كَانَ إِمَامًا مُحدثا مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 730

ص: 118

1015 -

مُحَمَّد بن أسعد التسترِي بدر الدّين ذكره الشَّيْخ جمال الدّين الاسنوي واطراه فِي الْعلم والفهم ثمَّ ضعفه بقلة الدّين والرفض وَترك الصَّلَاة قَالَ وَلذَلِك لم يكن عَلَيْهِ نور أهل الْعلم وَلَا حسن هيئتهم مَعَ الْمُرُوءَة الزَّائِدَة وَحسن الشكالة قَالَ وَكَانَ فَقِيها فائقا فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَالْحكمَة وَله شرح ابْن الْحَاجِب والبيضاوي والطوالع والمطالع والغاية القصوى وَقدم الديار المصرية سنة 27 فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا ثمَّ رَجَعَ فَكَانَ يصيف بهمذان ويشتي بِبَغْدَاد وَمَات بهمذان سنة نَيف وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة

1016 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سَالم بن بَرَكَات بن سعد بن بَرَكَات الدِّمَشْقِي الْأنْصَارِيّ الْعَبَّادِيّ من ولد عبَادَة بن الصَّامِت الْمَعْرُوف بِابْن الخباز ولد فِي رَجَب سنة 667 وَبكر بِهِ أَبوهُ فاحضره على أَحْمد بن عبد الدَّائِم والكمال بن عبد وَإِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَغَيرهم فتفرد بالرواية عَن أَكْثَرهم وأسمعه الْكثير من الْمُسلم ابْن عَلان وَعِنْده الْمسند بِكَمَالِهِ وَمن الْقَاسِم الاربلي عِنْده عَنهُ صَحِيح مُسلم وَمن ابْن أبي الْخَيْر وَابْن الصَّابُونِي وَابْن الصَّيْرَفِي وَجمع جم من أَصْحَاب الْكِنْدِيّ وحنبل وَابْن طبرزذ أجَاز لَهُ عمر الْكرْمَانِي وَالنَّوَوِيّ وَغَيرهمَا وَخرج لَهُ البرزالي إِلَى مشيخة

ص: 119

وَسمع عَلَيْهِ هُوَ والمزي والذهبي والسبكي وَابْن رَافع والعلائي وَابْن جمَاعَة والحسيني والعراقي وَقَالَ كَانَ مُسْند الْآفَاق فِي زَمَانه وَتفرد بِرِوَايَة مُسلم بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل وَكَانَ صَدُوقًا مَأْمُونا محبا للْحَدِيث وَأَهله وَحدث قَدِيما مَعَ أَبِيه وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وَاسْتمرّ يحدث نَحوا من سبعين سنة وَتَأَخر إِلَى أَن صَار مُسْند دمشق فِي عصره أَكثر عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَذكر لي أَنه كَانَ صبورا على السماع وَكَانَ يكْتب بالنسج قَالَ فَكُنَّا نَقْرَأ عَلَيْهِ وَهُوَ يعْمل فِي منزله من بكرَة إِلَى الْعَصْر مَاتَ فِي ثَالِث شهر رَمَضَان سنة 756 عَن تسعين سنة إِلَّا عشرَة أشهر وَمن مسموعاته صَحِيح مُسلم على الْقَاسِم الاربلي واحضر فِي الأولى على أَحْمد بن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن عَرَفَة وعَلى يحيى بن الْحَنْبَلِيّ الرحلة للخطيب وعَلى النَّجْم بن النشبي الْعلم لأبي خَيْثَمَة وعَلى الْكَمَال ابْن عبد جُزْء ابْن جوصا وَفضل الْخَيل وعَلى ابْن أبي الْيُسْر القناعة للخرائطي وجزء المؤمل وَثَانِي الْجَصَّاص وَالْجَامِع للخطيب وَالثَّانِي وَالْخَامِس وَالتَّاسِع من الحنائيات

1017 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي سَالم دَاوُد بن أَحْمد بن غَنَائِم الْحلَبِي ولد فِي شعْبَان سنة 646 وَسمع من طغربل المحسني أَجزَاء من سنَن أبي دَاوُد وَمن فَاطِمَة بنت الْملك الْحسن وَأَجَازَ

ص: 120

لَهُ جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن طبرزد وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَولي ديوَان الصَّدقَات بِالْقَاهِرَةِ وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي شهر ربيع الآخر سنة 733

1018 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عشائر الْحلَبِي الْكَاتِب سمع من طغربل المحسني سنة 55

1019 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن نَاصح نَاصِر الدّين ابْن القواس الْخَطِيب نَشأ بِدِمَشْق وَأخذ عَن علمائها ثمَّ انْتقل إِلَى حلب فولي الخطابة بِجَامِع الطنبغا وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 725 وَله إِحْدَى وَخَمْسُونَ سنة أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب

1020 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن سعيد بن الْأَثِير كَمَال الدّين موقع الدست بالديار المصرية كَانَ فَاضلا فِي صناعته حسن الْخط والإنشاء مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 721

1021 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أسعد بن أَحْمد بن عَليّ بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الشَّيْبَانِيّ شمس الدّين ابْن الصاحب شرف الدّين الْآمِدِيّ الْمَعْرُوف بِابْن التيتي بمثناتين الأولى مَكْسُورَة بَينهمَا تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ولد سنة 637 وَكَانَ وزيرا بماردين وَحضر فِي الرسلية صُحْبَة الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الطواشي وَمَات الَّذِي أرْسلهُ وَحبس الرُّسُل فَمَاتَ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن وَطلب

ص: 121

شمس الدّين هَذَا إِلَى مصر وترقى إِلَى أَن صَار نَائِب دَار الْعدْل فِي أَيَّام لاجين وَكَانَ فَاضلا مشاركا فِي نَحْو ولغة سمع من ابْن بنت الجميزي وَابْن المقير وَغَيرهمَا وَحدث روى عَنهُ ابْن سيد النَّاس والقطب الْحلَبِي وَغَيرهمَا وَمن شعره فِي أَبْيَات

(وَلَا تركن إِلَى الدُّنْيَا وبادر

بِفعل الْخَيْر واغتنم البدارا)

(فَإِن أَخا الْجَهَالَة من تولى

وَلم ينظر إِلَى الدُّنْيَا اعْتِبَارا) مَاتَ فِي ثامن جُمَادَى الْآخِرَة سنة 704 جفل بِهِ فرس فَوَقع فَمَاتَ

1022 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أَمِين الدولة بن الرغباني الْحَنَفِيّ الْحلَبِي ولد بحلب سنة ثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا واشتغل وَمهر وَسمع الحَدِيث ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وناب فِي الحكم وَمَات بِحَضْرَة الْجَامِع الطولوني سنة 764

1023 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن بَرَكَات بن عبد الله الاخميمي فَخر الدّين عرف بِابْن بَيَاض موقع الحكم للشَّافِعِيَّة بِالْقَاهِرَةِ شهد على القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة فِي شهور سنة 706

1024 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سود كين بن عبد الله السوري الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ أَبُو عبد الله بن أبي الطَّاهِر الجندي ولد سنة 644 بجبل الصالحية وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وَكَانَ يذكر أَنه سمع من الْحَافِظ يُوسُف بن الْخَلِيل وَمَات بصفد سنة 727 أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ وَأنْشد عَنهُ عَن أَبِيه

ص: 122

(وَفِي كل شئ لنا عِبْرَة

وَلكنه أَيْن من يعبر)

(وكل يحث على ذكره

وَذكر الْإِلَه لنا أكبر) وَبِه

(أَتَانِي من أحب وَقد قضينا

من الهجران عَاما ثمَّ عَاما)

(وَحل لثامه فَرَأَيْت بَدْرًا

تبدى عِنْد مَا شقّ الغماما)

(وَقَالَ تمن بِي يَا من تعنى

وذاق لهجري الْمَوْت الزؤاما)

(فَلَمَّا أَن مددت إِلَيْهِ كفي

لوى عني واظهر لي احتشاما)

(وَولى وَهُوَ يمجن من دلال

فأرجفني وأعدمني المناما)

1025 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْعَزِيز بن عِيسَى بن أبي بكر بن أَيُّوب بن شادي ابْن مَرْوَان نَاصِر الدّين بن الْعَادِل بن الْعَزِيز بن الْمُعظم بن الْعَادِل الأيوبي الْمَعْرُوف بِابْن الْمُلُوك ولد سنة 674 وَسمع جده لأمه الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وَابْن الانماطي وَغَيرهم وَحدث وَتفرد قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كَانَ مولده فِي سنة 647 وَحدث بالكثير وَكَانَ صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء قَالَ لي شَيخنَا الْعِرَاقِيّ سمعنَا عَلَيْهِ جُزْءا فَكتب الْقَارئ الطَّبَقَة فَنظر الشَّيْخ فِيهَا يعرف بِابْن الْمُلُوك فَغَضب وَقَالَ مَا مَعْنَاهُ كَأَنِّي مَا أَنا مِنْهُم وَلَكِن أعرف بهم فَقَط وَحلف أَن لَا يُحَدِّثهُمْ قلت وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَقد حدث قَدِيما وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الأولى سنة 756 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وجمال الدّين الرَّشِيدِيّ وَآخَرُونَ

ص: 123

1026 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة بن الْمُسلم بن رجا التنوخي الْمَالِكِي جمال الدّين شرف الْقُضَاة أَبُو عبد الله ابْن المكين أبي الطَّاهِر الاسكندراني سمع من ابْن الفوي كرامات الْأَوْلِيَاء وَمن ابْن رواج وَمن غَيرهمَا سمع مِنْهُ أَبُو الْعَلَاء الفرضي وَأَبُو الْفَتْح ابْن سيد النَّاس وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ من أَعْيَان أهل الاسكندرية وَمَات فِي أول يَوْم من شهر رَمَضَان سنة 707

1027 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر بن شاهنشاه ابْن أَيُّوب الْملك الْأَفْضَل بن الْمُؤَيد بن الْأَفْضَل بن المظفر بن الْمَنْصُور بن المظفر تولى سلطنة حماة بعد أَبِيه سنة 732 وَكَانَ أَبوهُ لقبه الْمَنْصُور فَغَيره هُوَ لما ولي السلطنة وَكَانَ النَّاصِر قَرَّرَهُ فِي مَكَان أَبِيه وَأمر النواب أَن يكاتبوه بالسلطنة ويجروه على عَادَة أَبِيه وَقدم هُوَ على السُّلْطَان النَّاصِر وافدا فَأكْرم وفادته وخلع عَلَيْهِ التشاريف الفاخرة وَكَانَ كثير الاستحضار للأمثال والأشعار جوادا على الشُّعَرَاء وَغَيرهم إِلَّا أَنه لم يزل مروعا فِي مَمْلَكَته تَارَة من جِهَة السُّلْطَان وَتارَة من جِهَة نَائِب الشَّام بِسَبَب أَقَاربه حَيْثُ يَشكونَ عَلَيْهِ وَمن جِهَة العربان حَيْثُ يَأْخُذُونَ من إقطاعاته وَلما ولي الْأَشْرَف كجك نقل الْأَفْضَل إِلَى دمشق أَمِيرا وَقرر فِي نِيَابَة حماة طقزدمر الْمَذْكُور مَمْلُوك الْمُؤَيد وَالِد الْأَفْضَل وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة 742 فَأَقَامَ بِدِمَشْق يَسِيرا وَمَات فِي ربيع الآخر من السّنة الْمَذْكُورَة وَمن الْعَجَائِب أَن زَوجته كَانَت مَرضت واشفت

ص: 124

على الْمَوْت فَعمل لَهَا تابوتا ليضعها فِيهِ ويحملها إِلَى حماة لتدفن عِنْد أقاربها فَمَاتَ هُوَ قبلهَا فَوَضَعته والدته فِي ذَلِك التابوت بِعَيْنِه وتوجهت بِهِ إِلَى حماة وَمَاتَتْ زَوجته أَيْضا فِي نَهَار مَوته ثمَّ توجه وَلَده إِلَى مصر فَأعْطِي إمرة سبعين فَمَاتَ قبل خُرُوجه من مصر وَإِلَى ذَلِك يُشِير ابْن نباتة بقوله

(تغرب عَن مغنى حماة مليكها

وأودى بهَا من بعد ذَاك مماته)

(وَمَا مَاتَ حَتَّى مَاتَ بعض نِسَائِهِ

بهم وكادت أَن تَمُوت حماته)

1028 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن الْمُسلم بن حسن بن نصر بن يحيى الدِّمَشْقِي عز الدّين ابْن ضِيَاء الدّين ابْن الْحَمَوِيّ ولد سنة 680 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَجَمَاعَة فَوق الْمِائَة الْكثير وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن أبي عَمْرو أحضر على الرشيد العامري وَالْحق الْكِبَار بالصغار قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه مكثر جدا عَن الْفَخر وَغَيره وَقَالَ ابْن رَافع عني بِهِ أَبوهُ فاسمعه كثيرا وَقَالَ ابْن رَجَب تفرد بِسَمَاع السّنَن الْكَبِير وَله مسموعات فِي مجلدين قلت أَكثر عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ

1029 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن فرج بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن نصر بن أَحْمد بن خَمِيس بن عقيل الْأنْصَارِيّ الخزرجي ولد فِي ثامن الْمحرم سنة 715 وَقرر فِي السلطنة بالأندلس يَوْم مهلك أَبِيه فِي سَابِع عشري رَجَب سنة 727 وَقَامَ فِي تَدْبِير دولته وزيره المتغلب

ص: 125

عَلَيْهِ عُثْمَان بن أبي الْعَلَاء إِلَى أَن فتك بِهِ وَهُوَ بعد فِي سنّ الشَّبَاب لم يبقل خَدّه وَكَانَ من نبلاء الْمُلُوك صرامة وَعزة وشهامة وجمالا وخصالا وشجاعة مغرما بالصيد يحب الْأَدَب ويرتاح إِلَى الشّعْر وينبه على عَيبه وعيوبه ويلم بالمنادرة وَكَانَت لَهُ فِي الْكفَّار وقائع وَفتح الله عَلَيْهِ مَدِينَة باغة وحصن قشتال وَغير ذَلِك وَلم يزل فِي عزة وعزمة إِلَى أَن كَانَ فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة 733 عزم على ركُوب الْبَحْر بِظَاهِر جبل الْفَتْح فثار بِهِ الْجند وَكَلمه بعتاب لطيف ثمَّ أتبعه بِكَلَام غليظ وبادر بَعضهم فطعنه فَقضى لحينه وَبَايَعُوا أَخَاهُ أَبَا الْحجَّاج يُوسُف ورثاه الشُّعَرَاء فَأَكْثرُوا فَمن ذَلِك قَول الشَّاعِر أبي بكر بن شيرين

(عين بَكَى لمَيت غادروه

فِي ثراه ملقى وَقد غذروه)

(دفنوه وَلم يصل عَلَيْهِ

أحد مِنْهُم وَلَا غسلوه)

(إِنَّمَا مَاتَ يَوْم مَاتَ شَهِيدا

فأقاموا رسما وَلم يقصدوه)

1030 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن فرج بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن نصر الْأنْصَارِيّ الخزرجي وَبَاقِي نسبه فِي الَّذِي قبله أَبُو عبد الله ولد فِي رَجَب سنة 732 وَنَشَأ دميم الْخلق لئيم الْخلق كلفا بالأحداث يتخطفهم من الطّرق ومولعا بالصيد بالكلاب على أظهر مهنة وَكَانَ السُّلْطَان أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن أبي الْوَلِيد بن نصر زوجه ابْنَته فَلَمَّا مَاتَ سنة وَولي بعده قَامَ أهل الدولة على هَذَا والزموه أَن لَا يدْخل القلعة لسوء سيرته

ص: 126

فَصَارَ يتَصَرَّف على عَادَته السَّيئَة فِي الْبَلَد وضواحيها ثمَّ راسل أم زَوجته فأمدته بِالْمَالِ وسعى فِي تصيير الْملك لولدها شَقِيق زَوجته فثار مَعَه الْجُهَّال والدعار فَهَجَمُوا على القلعة فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة 761 فَقتلُوا نَائِب السلطنة الْمَعْرُوف برضوان وَجَمَاعَة من الشُّيُوخ ونصبوا الْوَلَد الْمَذْكُور وَقَامَ هَذَا فِي خدمته وبذل نَفسه وتبذل حَتَّى كَانَ يمشي بَين يَدَيْهِ فِي زِيّ الشَّرْط ثمَّ حسن لَهُ التبسط فِي اللَّذَّات فانصاع لَهُ وانهمك وَصَارَ هُوَ يظْهر للنَّاس الْإِنْكَار لصنعه واستكثر من ضم الرِّجَال إِلَى نَفسه موهما للْمُبَالَغَة فِي الِاسْتِظْهَار على حفظ صهره إِلَى أَن كَانَ فِي رَابِع شعْبَان سنة 761 فثار بالسلطان الْمَذْكُور وَقَتله وَاسْتولى على المملكة وَسَار السِّيرَة السَّيئَة وتطور فَتَارَة يلبس الصُّوف وَيظْهر التَّوْبَة ونازله ملك الفرنج فَضَاقَ بِهِ الْحَال وَاحْتَاجَ إِلَى المَال حَتَّى كسر الْآنِية والحلية وَبَاعَ الْعقار ثمَّ توجه السُّلْطَان إِلَى جِهَته فَانْهَزَمَ بعد أَن استولى على الذَّخَائِر وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 763 واستمرت بِهِ الْهَزِيمَة إِلَى صَاحب قشتالة الفرنجي متذمما بِهِ ضَامِنا لَهُ إِتْلَاف الإٍسلام واستباحة الْبِلَاد والعباد فغدر بِهِ وَقبض عَلَيْهِ وعَلى من مَعَه وهم زهاء ثَلَاثمِائَة نفس مِنْهُم شيخ الْجند المغربي إِدْرِيس بن عُثْمَان بن إِدْرِيس بن عبد الله بن عبد الْحق وَاسْتولى على مَا مَعَهم من النفائس ثمَّ أَمر بهم فَأَخَذتهم السيوف جَمِيعًا وَذَلِكَ فِي ثَانِي شهر رَجَب سنة 763 وَمن عجائب مَا يحْكى عَنهُ أَن امْرَأَة رفعت إِلَيْهِ أَن دارها سرقت فَقَالَ إِن كَانَ ذَلِك لَيْلًا بعد مَا قفل

ص: 127

بَاب الْحَمْرَاء عَليّ وعَلى حاشيتي فَهِيَ وَالله كَاذِبَة إِذْ لم يبْق هُنَاكَ سَارِق وَكَانَ استوزر على طَرِيقَته مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْفَتْح فقاسى النَّاس مِنْهُ شدَّة شَدِيدَة فِي أبدانهم وَأَمْوَالهمْ ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَأعْرض فِي شهر رَمَضَان ثمَّ اسْتَقر مُحَمَّد بن عَليّ بن مَسْعُود فَكَانَ أدهى وَأمر وأسوأ مُعَاملَة

1031 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُوسَى الْحُسَيْنِي الشريف تَقِيّ الدّين الْأَشْقَر الْوَكِيل ذكره الصَّفَدِي فَقَالَ ركبته الدُّيُون فشنق نَفسه وَكتب فِي عُنُقه ورقة بِخَطِّهِ ان الْحَامِل لَهُ على ذَلِك خشيَة من ضرب المقارع بِسَبَب أَصْحَاب الدُّيُون لأَنهم كَانُوا هددوه بذلك وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 731 بِدِمَشْق وَكتبه أَبُو جَعْفَر ابْن الكويك فِي مشايخه فَكَانَ أجَاز لَهُ

1032 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن طَاهِر بن نصر الله بن جهبل الْكلابِي الْحلَبِي الأَصْل صَلَاح الدّين الدِّمَشْقِي سمع مُعْجم ابْن جَمِيع من ابْن القواس وَسمع من ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرخه فِي رَمَضَان سنة 764 بِالْقَاهِرَةِ

1033 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر الزنكلوني محب الدّين حفيد الشَّيْخ مجد الدّين تفقه وَسمع من الدبوسي وَغَيره وَحدث وَكَانَ متواضعا وَله معرفَة جَيِّدَة بِالْحِسَابِ مَاتَ فِي شَوَّال سنة 776

1034 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الصَّفَدِي نَاظر الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَغير ذَلِك وَهُوَ أَخُو صارم الدّين حَاجِب صفد وَكَانَ بِيَدِهِ إمرة عشرَة بِدِمَشْق وَكَانَ تنكز يَثِق بِهِ ويكرمه وَمَات فِي شعْبَان سنة 744

ص: 128

1035 -

مُحَمَّد بن اسندمر الجوكندار أحد الْأُمَرَاء العشراوات بِدِمَشْق مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 755

1036 -

مُحَمَّد بن أضحى الْهَمدَانِي أَبُو عبد الله الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ خَاتِمَة أهل بَيته فضلا وتواضعا قَرَأَ وتأدب وَقفا أثر سلفه فِي الوزارة ومجالسة السُّلْطَان وَتَوَلَّى الولايات السُّلْطَانِيَّة وَمَات فِي ربيع الأول سنة 709

1037 -

مُحَمَّد بن افتكين مدرس الإقبالية مَاتَ فِي سلخ صفر سنة 750 لقبه نَاصِر الدّين قَرَأت ذَلِك بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ

1038 -

مُحَمَّد بن آقوش المطروحي قَالَ البرزالي مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 735

1039 -

مُحَمَّد بن آقوش تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن ولي إمرة عشرَة بحلب ثمَّ ولي نِيَابَة بعلبك ثمَّ حمص ثمَّ ولي إمرة طبلخاناة بِدِمَشْق وَمَات بهَا فِي شَوَّال سنة 762

1040 -

مُحَمَّد بن ايبك الطَّوِيل ولي شدّ السَّاحِل فِي أَيَّام تنكز وَغير ذَلِك وَولي فِي آخر الْأَمر إمرة بصفد وَمَات بهَا فِي ربيع الآخر سنة 749

1041 -

مُحَمَّد بن ايبك السكرِي الْمَعْرُوف بالمشطوب حدث عَن

1042 -

مُحَمَّد بن أيدغدي بن عبد الله الْحلَبِي اليزيدي سمع من ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَحدث

ص: 129

1043 -

مُحَمَّد بن ايدمر الدوا دَار بدر الدّين ابْن خَالَة القلانسي مَاتَ فِي حادى عشرى شَوَّال سنة 761 بالعقيبة

1044 -

مُحَمَّد بن أَيُّوب بن إِسْمَاعِيل الزرعي قَالَ البرزالي طلب الحَدِيث مُدَّة وَنسخ الْكثير وَجمع مجاميع وفوائد وَله شعر كَانَ فَقِيرا ضَعِيف الْحَال مرض مرضة طَوِيلَة إِلَى أَن توفّي بالمرستان فِي الثَّامِن من شهر ربيع الآخر سنة 711 بِدِمَشْق

1045 -

مُحَمَّد بن أَيُّوب بن عبد القاهر التادفي الْحَنَفِيّ الْحلَبِي ولد سنة 628 وَسمع من ابْن علاق وَابْن العديم وتلا على الفاسي وَتقدم فِي القرا آتٍ واقرأ بالروايات وَكَانَ عَارِفًا بهَا حسن المناظرة والبحث واقرأ النَّاس زَمَانا بِدِمَشْق وَأعَاد بمدارس الحنفيه واقرا الْعَرَبيَّة وَشرح قصيدة الصرصري الطَّوِيلَة فِي مجلدين وَكَانَ ينْسَخ الْمَصَاحِف على الرَّسْم وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 705

1046 -

مُحَمَّد بن أَيُّوب بن عَليّ بن حَازِم الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نقيب السَّبع الْمَعْرُوف بِابْن الطَّحَّان ولد فِي ربيع الأول سنة 652 وَسمع من عُثْمَان خطيب القرافة جُزْءا وَمن الزين خَالِد ويوسف الاربلي وَغَيرهم وَكَانَ فَاضلا حسن الْخلق لَكِن فِيهِ وَسْوَسَة فِي الْمِيَاه وَكَانَ تفقه وَقَرَأَ بالروايات ثمَّ عجز وَانْقطع بالشامية وَذكره الذَّهَبِيّ فِي سير النبلاء وَمَات فِي رَجَب سنة 735 وَرَأَيْت فِي مشيخة أبي جَعْفَر ابْن الكويك أَنه

ص: 130

مَاتَ فِي سنة 737

1047 -

مُحَمَّد بن أَيُّوب شمس الدّين أَبُو عبد الله الْأَشْقَر الزرعي سمع الْكثير وَدَار على الشُّيُوخ وَله نظم وَمَات فِي سنة 711 وَقد جَاوز الْخمسين

1048 -

مُحَمَّد بن بَادِي بن أبي بكر بن عُثْمَان بن بَادِي الطَّيِّبِيّ بِكَسْر الْمُهْملَة وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة ولد سنة 688 واشتغل فِي فنون وأدب الْأَطْفَال مُدَّة وَكَانَ يحل التَّقْوِيم ونظم الشّعْر وَكَانَ تَارَة يُقيم بِدِمَشْق وَتارَة ببيروت وَتارَة بطرابلس وَيقْرَأ الحَدِيث بالجامع وَلَا تمل محاضرته وَمن نظمه

(قَالُوا أتبكيى والديار قريبَة

والكأس تجلى والشباب تجمعَا)

(فأجبتهم نيران قلبِي صعدت

كأسي فتقطر من جفوني أدمعا) مَاتَ ببيروت فِي رَمَضَان سنة 756

1049 -

مُحَمَّد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسْلَان البعلي ولد سنة 678 وَسمع من التَّاج عبد الْخَالِق والزكي الْمصْرِيّ وَغَيرهمَا وَكَانَ أحد الْعُدُول ببعلبك وَيقْرَأ على كرْسِي بالجامع لَدَيْهِ فَضَائِل وَمَات فِي أَوَاخِر شهر رَمَضَان سنة 745 وَهُوَ أَخُو الْمجد إِسْمَاعِيل

1050 -

مُحَمَّد بن بكتاش وَالِي دمشق كَانَ مهيبا عَارِفًا تنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَمَات فِي الطَّاعُون فِي ربيع الآخر سنة 749

1051 -

مُحَمَّد بن بكتاش كَانَ أَبوهُ أَمِير سلَاح وَمَات هَذَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 724

1052 -

مُحَمَّد بن بكتمر بن الجوكندار انْتَهَت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة فِي لعب الكرة

ص: 131

فَلم يكن فِي زَمَانه من يجاريه إِلَّا عَلَاء الدّين قطليجا فَكَانَا إِذا اجْتمعَا رأى النَّاس مِنْهُمَا الْعَجَائِب وَكَانَ النَّاصِر يكرم مُحَمَّدًا هَذَا ويدعوه أخى وَمَات عقب مجىء النَّاصِر من الكرك فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 710

1053 -

مُحَمَّد بن عبد الله الْقرشِي الناصري سمع من ابْن علاق والنجيب وَغَيرهمَا ذكره ابْن رَافع فِي شُيُوخ مصر سنة عشْرين

1054 -

مُحَمَّد بن بكتوت بدر الدّين القرندلي الْكَاتِب المجود كتب على ابْن خطيب بعلبك وَنسخ من الْمَصَاحِف وَكتب الْعلم الْكثير وَكَانَ يضع المحبرة فِي يَده الشمَال والمجلد من الْكَشَّاف على يَده وَيكْتب وَهُوَ يُغني وَلَا يغلط وَإِنَّمَا قيل لَهُ القرندلي لِأَنَّهُ تزيا بزيهم وَدخل إِلَيْهِم وَجلسَ ينْسَخ فَقَالُوا لَهُ مَا هَذَا طريقنا فَقَالَ فَقلت لَهُم أَنْتُم تعلمُونَ قلائد الصُّوف فَمَا الْفرق فاقترح عَلَيْهِ بَعضهم أَن ينزل هُوَ وإياه فِي بركَة مَاء قَالَ فنزلنا فِي يَوْم بَارِد فبقينا نغطس إِلَى أَن عجز هُوَ ثمَّ تغلبُوا عَلَيْهِ وأخرجوه من بَينهم فَبَقيَ عَلَيْهِ هَذَا اللقب وَكَانَ قد أَقَامَ عِنْد الْمُؤَيد بحماة يكْتب لَهُ فَأحب امْرَأَة نَصْرَانِيَّة فَكَانَ ينْفق عَلَيْهَا مَا يُمكنهُ وهام بهَا إِلَى أَن أَمرته أَن يكوي فِي رَأسه صليبا فَفعل وَكَانَ رُبمَا التهى بهَا عَن كِتَابَة مَا يُريدهُ السُّلْطَان فَبَلغهُ خَبَرهَا فَأمر بنفيها إِلَى شيزر فَكَانَ الْمَذْكُور يُقيم بحماة إِلَى الْمغرب وَيَمْشي من حماة إِلَى شيزر فيبيت عِنْدهَا وَيقوم من الْفجْر يمشي إِلَى حماة فلازم على ذَلِك سنة وَكَانَت وَفَاته فِي ربيع الأول سنة 735

ص: 132

1055 -

مُحَمَّد بن بكرون بن حرز الله المالقي قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ القراآت على عبد الْوَاحِد بن أبي الشداد وَأخذ عَن أبي عبد الله بن برطال وَيَعْقُوب ابْن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن الزبير وَغَيره وَعمر إِلَى أَن صَار فِي نمط من يستجاز وَهُوَ حسن اللِّقَاء قويم الطَّرِيقَة على سنَن الْفُضَلَاء

1056 -

مُحَمَّد بن بلبان البدري أحد الْأُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق ولي الحجوبية وَمَات فِي سنة

1057 -

مُحَمَّد بن بلبان نَاصِر الدّين ابْن المهمندار أحد الْأُمَرَاء بحلب ونائب القلعة بهَا ثمَّ كَانَ مِمَّن عصى مَعَ يلبغا الناصري على برقوق فَلَمَّا خرج من الكرك وظفر طلبه من حلب وصادره على مَال كثير وَكَانَ وَاسع الثروة جدا وَقَتله منطاش بِدِمَشْق سنة 792

1058 -

مُحَمَّد بن بلبان القاهري الْخياط سبط الشَّيْخ شمس الدّين بن زين الدّين ولد سنة واسمع على جده لأمه وعَلى أَحْمد بن شَيبَان وَزَيْنَب بنت مكي وَحدث وَمَات سنة

1059 -

مُحَمَّد بن بهادر بن عبد الله التركي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّيْخ بدر الدّين

ص: 133

الزَّرْكَشِيّ ولد سنة 745 وعني بالاشتغال من صغره فحفظ كتبا وَأخذ عَن الشَّيْخ جمال الدّين الاسنوي وَالشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ ولازمه وَلما ولي قَضَاء الشَّام اسْتعَار مِنْهُ نسخته من الرَّوْضَة مجلدا بعد مُجَلد فعلقها على الهوامش من الْفَوَائِد فَهُوَ أول من جمع حَوَاشِي الرَّوْضَة للبلقيني وَذَلِكَ فِي سنة 69 وملكتها بِخَطِّهِ ثمَّ جمعهَا القَاضِي ولي الدّين ابْن شَيخنَا الْعِرَاقِيّ قبل أَن يقف على الزركشية فَلَمَّا أعرتها لَهُ انْتفع بهَا فِيمَا كَانَ قد خَفِي من أَطْرَاف الهوامش فِي نُسْخَة الشَّيْخ وَجعل لكل مَا زَاد على نُسْخَة الزَّرْكَشِيّ زايا وعني الزَّرْكَشِيّ بالفقه وَالْأُصُول والْحَدِيث فأكمل شرح الْمِنْهَاج واستمد فِيهِ من الاذرعي كثيرا وَكَانَ رَحل إِلَى دمشق فَأخذ عَن ابْن كثير فِي الحَدِيث وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصره ومدحه ببيتين ثمَّ توجه إِلَى حلب فَأخذ عَن الاذرعي ثمَّ جمع الْخَادِم على طَرِيق الْمُهِمَّات فاستمد من التَّوَسُّط للاذرعي كثيرا لكنه شحنه بالفوائد الزَّوَائِد من الْمطلب وَغَيره وَجمع فِي الْأُصُول كتابا سَمَّاهُ الْبَحْر فِي ثَلَاثَة أسفار وَشرح عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَجمع الْجَوَامِع للسبكي وَشرع فِي شرح البُخَارِيّ فَتَركه مسودة وقفت على بَعْضهَا ولخص مِنْهُ التَّنْقِيح فِي مُجَلد وَشرح الْأَرْبَعين للنووي وَولي مشيخة كريم الدّين وَكَانَ مُنْقَطِعًا فِي منزله لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد إِلَّا إِلَى سوق الْكتب وَإِذا حَضَره لَا يَشْتَرِي شَيْئا وَإِنَّمَا يطالع فِي حَانُوت الكتبي طول نَهَاره وَمَعَهُ ظُهُور أوراق يعلق فِيهَا مَا يُعجبهُ ثمَّ يرجع فينقله إِلَى تصانيفه وَخرج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ وَمَشى

ص: 134

فِيهِ على جمع ابْن الملقن لكنه سلك طَرِيق الزَّيْلَعِيّ فِي سوق الْأَحَادِيث بأسانيد خرجها فطال الْكتاب بذلك وَمَات فِي ثَالِث رَجَب سنة 794 بِالْقَاهِرَةِ

1060 -

مُحَمَّد بن بهادر الشجاعي نَاصِر الدّين كَانَ رجلا حسنا كثير التِّلَاوَة وَنسخ بِخَطِّهِ تَفْسِير ابْن كثير وَمَات فِي شعْبَان سنة عَن نَحْو سبعين سنة

1061 -

مُحَمَّد بن أبي البركات بن أبي الْفضل بن أبي عَليّ تَقِيّ الدّين البعلي الْمَعْرُوف بِابْن القرشية ولد سنة 645 وَسمع من الْفَقِيه أبي عبد الله اليونيني وَشَيخ الشُّيُوخ بحماة وَابْن النشبي وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهم وَولى مشيخة الخانقاه الشبلية وَمَات فِي رَمَضَان سنة 724

1062 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن نجدة بن حمدَان الدِّمَشْقِي القَاضِي شمس الدّين ابْن النَّقِيب الشَّافِعِي ولد سنة إِحْدَى أَو 662 وَسمع من الْفجْر ابْن البُخَارِيّ وَأحمد بن شَيبَان وَأبي حَامِد بن الصَّابُونِي وَزَيْنَب بنت مكي وَغَيرهم ولازم الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ حَتَّى حفظ عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ يَوْمًا يَا قَاضِي شمس الدّين لَا بُد أَن تلِي درس الشامية فوليها بعد مُدَّة وَكَانَ يظنّ أَنه يَلِي قَضَاء الشَّام فولي قَضَاء حمص ثمَّ طرابلس ثمَّ حلب ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فولي الشامية وَحدث وَخرجت لَهُ مشيخة سمع مِنْهُ البرزالي وَجَمَاعَة غَيره وَقَالَ الْعِمَاد ابْن كثير كَانَ شَيخا عَالما

ص: 135

دينا قَلِيل الشَّرّ والغيبة وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ كريم النَّفس محبا فِي الصَّالِحين وَقد أفتى ودرس وَكَانَ قد تفقه بالشيخ شرف الدّين الْمَقْدِسِي وَكَانَ لَهُ ذكر قبل السبعمائة أَخذ عَنهُ جمال الدّين ابْن جملَة قَدِيما وَتفرد وَتقدم أهل طبقته بِالْمَوْتِ وَكَانَ يعرف شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد ويقرئه جيدا وَولي قَضَاء حمص فِي سنة 718 ثمَّ قَضَاء طرابلس ثمَّ قَضَاء حلب ثمَّ لما رَجَعَ مِنْهَا ولي تدريس الشامية وَكَانَ من قُضَاة الْعدْل وبقايا السّلف مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة 745 قلت أَخذ عَنهُ شَيخنَا برهَان الدّين البعلي بحلب وَأذن لَهُ

1063 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن طَارق الْأَسدي الْحلَبِي نزيل دمشق الصفار أَمِين الدّين أَخُو إِسْحَاق بن النّحاس ولد فِي حُدُود سنة 635 وَسمع من صَفِيَّة القرشية وَشُعَيْب الزَّعْفَرَانِي ويوسف الساوي وَابْن الجميزي ويوسف بن خَلِيل فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الكاشغري وَطَائِفَة وَبَطل حانوته قبل مَوته وَحدث بالكثير وَتفرد بِبَعْض مروياته وَكَانَ سَاكِنا خيرا دينا وَلم يتَزَوَّج طول عمره وَلَا احْتَلَمَ وَكَانَ أضرّ ثمَّ قدح فابصر مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة 720 أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ

1064 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم الْمَقْدِسِي ولد سنة ثَمَان أَو 649 وَسمع من جده السراجيات الْخَمْسَة وَالْمِائَة الفراوية واربعين

ص: 136

الْآجُرِيّ وجزء ابْن جوصا وجزء ابْن الْفُرَات وجزء أَيُّوب وجزء ابْن عَرَفَة والمبعث وصحيح مُسلم واقتضاء الْعلم للْعَمَل ومشيخته تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ وعوالي قَاضِي المرستان وَالتَّرْغِيب والعمدة وجزء البرقفي وانتخاب الطَّبَرَانِيّ وجزء بكر وَسمع أَيْضا من خطيب مردا والرضي ابْن الْبُرْهَان وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهم قَالَ الذَّهَبِيّ حَدثنَا بمشيخة جده وَحدث بالكثير وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 743

1065 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن هَارُون بن أسعد السّلمِيّ ابْن الساوجى سبط الش يخ شرف الدّين ابْن حمويه سمع جَامع التِّرْمِذِيّ على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث

1066 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد الزعبي الملقب نميلَة ولد سنة وَسمع على ابْن علاق والنجيب وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ يتعانى تجليد الْكتب

1067 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعد بن حريز الزرعي الدِّمَشْقِي شمس الدّين ابْن قيم الجوزية الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 691 وَسمع على التقي سُلَيْمَان وَأبي بكر بن عبد الدَّائِم والمطعم وَابْن الشيرازى وَإِسْمَاعِيل بن مَكْتُوم والطبقة وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على ابْن أبي الْفَتْح وَالْمجد التّونسِيّ وَقَرَأَ الْفِقْه على الْمجد الْحَرَّانِي وَابْن تَيْمِية ودرس بالصدرية وَأم بالجوزية وَكَانَ لِأَبِيهِ فِي الْفَرَائِض يَد فَأَخذهَا عَنهُ وَقَرَأَ فِي الْأُصُول على الصفي الْهِنْدِيّ وَابْن تَيْمِية

ص: 137

وَكَانَ جرئ الْجنان وَاسع الْعلم عَارِفًا بِالْخِلَافِ ومذاهب السّلف وَغلب عَلَيْهِ حب ابْن تَيْمِية حَتَّى كَانَ لَا يخرج عَن شئ من أَقْوَاله بل ينتصر لَهُ فِي جَمِيع ذَلِك وَهُوَ الَّذِي هذب كتبه وَنشر علمه وَكَانَ لَهُ حَظّ عِنْد الْأُمَرَاء المصريين واعتقل مَعَ ابْن تَيْمِية بالقلعة بعد أَن أهين وطيف بِهِ على جمل مَضْرُوبا بِالدرةِ فَلَمَّا مَاتَ افرج عَنهُ وامتحن مرّة أُخْرَى بِسَبَب فتاوي ابْن تَيْمِية وَكَانَ ينَال من عُلَمَاء عصره وينالون مِنْهُ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُخْتَص حبس مرّة لإنكاره شدّ الرحل لزيارة قبر الْخَلِيل ثمَّ تصدر للأشغال وَنشر الْعلم وَلكنه معجب بِرَأْيهِ جرئ على الْأُمُور وَكَانَت مُدَّة ملازمته لِابْنِ تَيْمِية مُنْذُ عَاد من مصر سنة 712 إِلَى أَن مَاتَ وَقَالَ ابْن كثير كَانَ ملازما للاشتغال لَيْلًا وَنَهَارًا كثير الصَّلَاة والتلاوة حسن الْخلق كثير التودد لَا يحْسد وَلَا يحقد ثمَّ قَالَ لَا أعرف فِي زَمَاننَا من أهل العل أَكثر عبَادَة مِنْهُ وَكَانَ يُطِيل الصَّلَاة جدا ويمد ركوعها وسجودها إِلَى أَن قَالَ كَانَ يقْصد للإفتاء بِمَسْأَلَة الطَّلَاق حَتَّى جرت لَهُ بِسَبَبِهَا أُمُور يطول بسطها مَعَ ابْن السُّبْكِيّ وَغَيره وَكَانَ إِذا صلى الصُّبْح جلس مَكَانَهُ يذكر الله حَتَّى يتعالى النَّهَار وَيَقُول هَذِه غدوتي لَو لم أقعدها سَقَطت قواي وَكَانَ يَقُول بِالصبرِ والفقر ينَال الْإِمَامَة فِي الدّين وَكَانَ يَقُول لَا بُد للسالك من همة تسيره وترقيه وَعلم يبصره ويهديه وَكَانَ مغرى بِجمع الْكتب فَحصل مِنْهَا مَا لَا يحصر حَتَّى كَانَ أَوْلَاده يبيعون مِنْهَا بعد مَوته دهرا طَويلا سوى مَا اصطفوه مِنْهَا لأَنْفُسِهِمْ

ص: 138

وَله من التصانيف الْهَدْي وأعلام الموقعين وبدائع الْفَوَائِد وطرق السعادتين وَشرح منَازِل السائرين وَالْقَضَاء وَالْقدر وجلاء الأفهام فِي الصَّلَاة وَالسَّلَام على خير الْأَنَام ومصايد الشَّيْطَان ومفتاح دَار السَّعَادَة وَالروح وحادي الْأَرْوَاح وَرفع الْيَدَيْنِ وَالصَّوَاعِق الْمُرْسلَة على الْجَهْمِية والمعطلة وتصانيف أُخْرَى وكل تصانيفه مَرْغُوب فِيهَا بَين الطوائف وَهُوَ طَوِيل النَّفس فِيهَا يتعانى الْإِيضَاح جهده فيسهب جدا ومعظمها من كَلَام شَيْخه يتَصَرَّف فِي ذَلِك وَله فِي ذَلِك ملكة قَوِيَّة وَلَا يزَال يدندن حول مفرداته وينصرها ويحتج لَهَا وَمن نظمه قصيدة تبلغ سِتَّة آلَاف بَيت سَمَّاهَا الكافية فِي الِانْتِصَار للفرقة النَّاجِية وَهُوَ الْقَائِل

ص: 139

(بني أبي بكر كثير ذنُوبه

فَلَيْسَ على من نَالَ من عرضه إِثْم)

(بني أبي بكر غَدا متصدرا

يعلم علما وَهُوَ لَيْسَ لَهُ علم)

(بني أبي بكر جهول بِنَفسِهِ

جهول بِأَمْر الله أَنى لَهُ الْعلم)

(بني أبي بكر يروم ترقيا

إِلَى جنَّة المأوى وَلَيْسَ لَهُ عزم)

(بني أبي بكر لقد خَابَ سَعْيه

إِذا لم يكن فِي الصَّالِحَات لَهُ سهم)

(بني أبي بكر كَمَا قَالَ ربه

هلوع كنُود وَصفه الْجَهْل وَالظُّلم)

(بني أبي بكر وَأَمْثَاله غَدَتْ

بفتواهم هذى الخليقة تأتم)

(وَلَيْسَ لَهُم فِي الْعلم بَاعَ وَلَا التقى

وَلَا الزّهْد وَالدُّنْيَا لديهم هِيَ الْهم)

(بني أبي بكر غَدا متمنيا

وصال الْمَعَالِي والذنُوب لَهُ هم) وَجَرت لَهُ مِمَّن مَعَ الْقُضَاة مِنْهَا فِي ربيع الأول طلبه السُّبْكِيّ بِسَبَب فتواه بِجَوَاز الْمُسَابقَة بِغَيْر مُحَلل فَأنْكر عَلَيْهِ وَآل الْأَمر إِلَى أَنه رَجَعَ عَمَّا كَانَ يُفْتى بِهِ من ذَلِك وَمَات فِي ثَالِث عشر شهر رَجَب سنة 751 وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا ورئيت لَهُ منامات حَسَنَة وَكَانَ هُوَ ذكر قبل مَوته بِمدَّة أَنه رأى شَيْخه ابْن تَيْمِية فِي الْمَنَام وَأَنه سَأَلَهُ عَن مَنْزِلَته فَقَالَ إِنَّه أنزل منزلَة فَوق فلَان وسمى بعض الأكابر قَالَ لَهُ وَأَنت كدت تلْحق بِهِ وَلَكِن أَنْت فِي طبقَة ابْن خُزَيْمَة

1068 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي البركات بن الأكرم بن أبي الْفرج المعري فَخر الذوات الْكَاتِب سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وشامية بنت الْبكْرِيّ وَأبي صَادِق بن الرشيد العلائي وَغَيرهم وأجازله النَّوَوِيّ وَالْقَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 755 عَن بضع وَثَمَانِينَ سنة

ص: 140

1069 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل بن مُحَمَّد الاعزازي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ ولد فِي الْمحرم سنة 676 واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ والعز بن الْفراء وَمُحَمّد بن عبد الْمُؤمن وَآخَرين وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَحج فِي آخر عمره قَالَ شَيخنَا سَمِعت مِنْهُ وأرخ وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 761 وأرخه غَيره فِي ثَانِي عشري الْمحرم سنة 762

1070 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن شَجَرَة بن أبي بكر التدمري الأَصْل الدِّمَشْقِي بدر الدّين بن شَجَرَة اشْتغل بالفقه فأتقنه وناب فِي الحكم فِي الْبِلَاد فَلم يحمد وَآخر مَا ولي قَضَاء الْقُدس عَن الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ فَجَاءَت كتب أعيانهم مشحونة بالحط عَلَيْهِ فصرف وَرجع إِلَى دمشق فدرس بِبَعْض الْمدَارِس وتصدر بالجامع قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي كَانَ يُعجبنِي فهمه واستنباطه فِي الْفِقْه وغوصه على اسْتِخْرَاج الْمسَائِل الْحَوَادِث من أُصُولهَا وردهَا إِلَى قواعدها إِلَّا أَنه كَانَ سيئ السِّيرَة فِي حكمه وَفِي فَتَاوِيهِ واشتهر عَنهُ أَنه كَانَ يتحيل للمستفتي بِمَا يُوَافق هَوَاهُ ويستعجل على ذَلِك وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 787 عَن نَحْو سِتِّينَ سنة

1071 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن ظافر بن عبد الْوَهَّاب الْهَمدَانِي بِسُكُون الْمِيم شرف الدّين بن معِين الدّين نَشأ بالديار المصرية واشتغل ثمَّ قدم الْقَاهِرَة

ص: 141

فقطنها وَولي قضاءها وَكَانَ تنكز يُحِبهُ ويعظمه وَكَانَ وقورا نظيف الثِّيَاب طيب الرّيح كثير التجمل والصمت قَلِيل الْأَذَى مَاتَ فِي ثَالِث الْمحرم سنة 748

1072 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد السَّلَام بن إِبْرَاهِيم الصَّالِحِي الْمُقْرِئ الحفار الْمَعْرُوف بِابْن الطبيل كَانَ شَيخا معمرا ذَا همة وجلادة وملازمة للْجَمَاعَة سمع الصَّحِيح من ابْن الزبيدِيّ وَحدث قَدِيما مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 701 وَكَانَ الْوَجِيه نقل عَنهُ أَنه قَالَ ولدت فِي سنة 611 ثمَّ فِي الآخر صَار يَقُول جزت الْمِائَة وَهُوَ مِمَّن عذب فِي وقْعَة غازان وأوذي

1073 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْمُنعم بن ظافر بن مبادر اللَّخْمِيّ نَاصِر الدّين الدمنهوري ثمَّ الفاقوسي ثمَّ الاسكندراني ولد سنة 611 وَسمع من مَنْصُور ابْن سليم وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان الْمعَافِرِي وَغَيرهمَا وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 718 حَدثنِي عَنهُ ابْن البوري بالإسكندرية وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ

1074 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان بن مشرف الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الْكِنَانِي ثمَّ الخشاب وَكَانَ يُقَال لَهُ ابْن رزين ولد فِي رَمَضَان سنة 731 وَسمع عدَّة أَجزَاء من تَقِيّ الدّين أَحْمد بن الْعِزّ تفرد بهَا وَأَجَازَ لَهُ ابْن اللتي وَابْن المقير وَابْن الصفراوي وجعفر وَآخَرُونَ وَحدث بالكثير حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة بِالْإِجَازَةِ وَحدثنَا عَنهُ بِالسَّمَاعِ أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد وَكَانَ منور الشيبة حسن السمت سهل القياد وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 721

ص: 142

وَقد جَاوز التسعين دفن بقاسيون

1075 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي مُحَمَّد بن عبد الله بن طَارق الابلي بِكَسْر الْهمزَة والموح دة نِسْبَة إِلَى إبل السُّوق بوادي بردا - الأَصْل ثمَّ الصَّالِحِي عز الدّين الْمَعْرُوف بالسوقي ولد سنة أَو يُقَال سنة 82 وَكَانَ بحارا ثمَّ حجارا بالقلعة ثمَّ عمل قطانا وَتزَوج عدَّة نسْوَة وَتفرد بِالسَّمَاعِ من ابْن القواس والعز الْفراء وَأحمد بن مُؤمن وَعلي بن مُحَمَّد بن بَقَاء وَطَائِفَة وَحدث بمعجم ابْن جَمِيع وجزء مُحَمَّد بن يزِيد بن عبد الصَّمد عَن ابْن القواس وَقطعَة من سنَن ابْن مَاجَه عَن الْفراء وَغير ذَلِك وَله إجَازَة من عمر العقيمى وَأبي الْفَصْل بن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ نور الدّين الفوي بإجازته من الْفَخر فغلطوه فِي ذَلِك وَهُوَ من بَيت رِوَايَة مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 773 وَقد أجَاز لعبد الله بن عمر بن الْعِزّ ابْن جمَاعَة

1076 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي النوجا باذي الْحَنَفِيّ قَاضِي الْمغل برهَان الدّين ولد سنة 643 وتفقه ببلاده وَقدم بَغْدَاد مرار وروى عَن سيف الدّين الفاخوري بِالْإِجَازَةِ قَالَ الذَّهَبِيّ لم يَصح سَمَاعه مِنْهُ وَكَانَ صَدرا مُعظما كثير اللطائف حسن المذاكرة اتّفق أَنه لما أكمل ثَمَانِينَ سنة عمل وَلِيمَة حافلة فَمَاتَ بعْدهَا بجمعة فِي شهر رَمَضَان

ص: 143

سنة 723 وَقد سمع من مُحَمَّد بن يُوسُف الزرندي والسراج الْقزْوِينِي وَأَجَازَ للذهبي وَأَوْلَاده ونوجاباذ - بِضَم النُّون وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا جِيم وَبعد الْألف مُوَحدَة وَبعد الْألف الثَّانِيَة ذال مُعْجمَة - من بخارا

1077 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر الدينَوَرِي العجمي الصَّالِحِي ولد سنة واسمع على مُحَمَّد بن بدر بن يعِيش الْجَزرِي الأول من أَفْرَاد ابْن شاهين وَحدث بِهِ مَعَ الْمزي وَمَات سنة

1078 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَيَّاش بن عَسْكَر الخابوري صدر الدّين ولد فِي حُدُود السبعمائة واعتنى بالفقه فَحمل عَن الشَّيْخ كَمَال الدّين الزملكاني وَالشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الفركاح وَالشَّيْخ زين الدّين الكتناني وَغَيرهم ودرس وَأفَاد وَولي قَضَاء صفد وطرابلس وَبهَا مَاتَ وَسمع بِمصْر من يُوسُف الختى وَغَيره سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَغَيره وَيُقَال إِن رجلا جَاءَ إِلَى الْفَخر الْمصْرِيّ بِفُتْيَا فَقَالَ من أَيْن قَالَ من صفد قَالَ أَلَيْسَ عنْدكُمْ الشَّيْخ صفى الدّين الخابوري هُوَ أعلم مني فسله ورد عَلَيْهِ الْفتيا حَكَاهَا العثماني قَاضِي صفد وَكَانَ مشاركا فِي عدَّة عُلُوم وَكَانَ الطّلبَة يقصدونه ليأذن لَهُم فِي الافتاء وَقد أذن لجمع كثير وَمَات

ص: 144

وَهُوَ عَالم طرابلس ومفتيها بعد الْوَقْعَة الكائنة بهَا مَعَ الفرنج فِي سَابِع عشري الْمحرم سنة 769

1079 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن بدران بن رَحْمَة الاخنائي السَّعْدِيّ الشَّافِعِي علم الدّين ولد فِي رَجَب سنة 664 وَسمع من أبي بكر الانماطي والابرقوهي وَغَيرهمَا ولازم الدمياطي ثمَّ شهد بالخزانة السُّلْطَانِيَّة وَولي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام بعد موت عَلَاء الدّين القونوي وَكَانَ عَالما دينا وافر الْجَلالَة مَحْمُود السِّيرَة مَاتَ فِي ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة سنة 732 فَلم تطل مدَّته فِي قَضَاء دمشق قَالَ الذَّهَبِيّ تفقه وشارك فِي الْفَضَائِل وَكَانَ عَالما ذكيا صينا نزها وافر الْجَلالَة حميد السِّيرَة متوسطا فِي الْعلم محبا فِي الرِّوَايَة

1080 -

مُحَمَّد بن أبي بكر الإخنائي الْمَالِكِي تَقِيّ الدّين أَخُو الَّذِي قبله ولد سنة 660 تَقْرِيبًا وَسمع من الْحَافِظ شرف الدّين الدمياطي الْكثير وَمن شرف الدّين الْحسن بن عَليّ الصَّيْرَفِي وَمن الشَّيْخ نصر بن سُلَيْمَان بن عمر المنبجي وَغَيرهم واشتغل بالفقه على مَذْهَب مَالك وَغَيره وَتقدم وتميز ثمَّ ولي قَضَاء الديار المصرية للمالكية وَكَانَ النَّاصِر يُحِبهُ وَيرجع إِلَيْهِ فِي أَشْيَاء وَحضر مرّة فِي دَار الْعدْل فَنظر إِلَيْهِ السُّلْطَان فتفرس فِيهِ أَنه أشرف على الْعَمى فَكَانَ كَذَلِك فالتمس من السُّلْطَان أَن يُمْهل عَلَيْهِ إِلَى أَن يعالج نَفسه فأمهل عَلَيْهِ سِتَّة أشهر فقدح عَيْنَيْهِ فأبصر قَرَأت ذَلِك بِخَط

ص: 145

الْبَدْر النابلسي وَذكر فِي تَرْجَمته أَنه قَرَأَ صَحِيح البُخَارِيّ فِي مِائَتي وَعشرَة مجَالِس فِي مُدَّة سنتَيْن قِرَاءَة بحث وَنظر وَتَأمل وَكَانَ ذَلِك سنة 732 وَاسْتمرّ فِي وَظِيفَة الْقَضَاء يُقَال إِنَّه قَالَ لَا أعزله أبدا وَلَو اسْتمرّ أعمى حَتَّى يَمُوت وَمِمَّا اتّفق من سعادته لما ولي الْقَضَاء أَن القَاضِي شمس الدّين الحريري الْحَنَفِيّ استصغره لِأَنَّهُ كَانَ أَصْغَر نواب الْمَالِكِيَّة فَأنْكر ولَايَته واستكتب فِيهِ محضرا بخطوط وُجُوه الْمَالِكِيَّة بِعَدَمِ أَهْلِيَّته وأكمله وَأَخذه فِي كمه وَتوجه إِلَى القلعة فَلَمَّا قرب من بَابهَا ألقته بغلته فتهشمت عِظَامه وَحمل على الْأَعْنَاق إِلَى منزله فَأَقَامَ مُدَّة معطلا من الرّكُوب وَالْحَرَكَة مشتغلا بِنَفسِهِ عَن الاخنائي وَغَيره فتمت ولَايَته وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي إِن السُّلْطَان كَانَ يَقُول لَهُ إِذا انْقَطع عَن الموكب لعذر الْمجْلس لَا يحسن إِلَّا بك وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام فِي أول سنة 750

1081 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن مجلي البطرني قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ جم الْفَضَائِل حسن الْعشْرَة وزر لبَعض مُلُوك بني مرين ثمَّ دخل غرناطة وحمدت سيرته وَكَانَ كثير المَال جدا مَاتَ فِي صفر سنة 718

1082 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المَخْزُومِي الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بِابْن الدماميني سمع من الْجلَال ابْن عبد السَّلَام وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ بالإسكندرية وَمَات سنة 760 أرخه شَيخنَا

1083 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن طرخان بن أبي الْحسن شمس الدّين ولد سنة 655 واحضر على إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَأبي طَالب بن السروري

ص: 146

وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَابْن الناصح وَكتب الْمَنْسُوب وتأدب وَقَالَ الشّعْر وَحدث وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب الطباق حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا بِالسَّمَاعِ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 735 بسفح قاسيون وَبِه دفن)

1084 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق الْقزْوِينِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ سمع قِطْعَة من مُسْند إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه على وَحدث بِبَغْدَاد مَاتَ فِي شعْبَان سنة 708 أرخه البرزالي

1085 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن قوام بن عَليّ بن قوام بن مَنْصُور بن مُعلى البالسي ثمَّ الصَّالِحِي نور الدّين بن نجم الدّين ولد سنة 717 وَسمع من ابْن الشّحْنَة والعفيف إِسْحَاق وَغَيرهَا وتفقه ودرس وَحدث سمع مِنْهُ ابْن سَنَد وَشَيخنَا أَبُو الْيُسْر ابْن الصَّائِغ وَغَيرهمَا ودرس بالناصرية وَغَيرهَا قَالَ ابْن كثير كَانَ من الْفُضَلَاء فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ يحب السّنة وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ حسن الْخلق وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ لَهُ ورع وديانة ومناقبه جمة مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الآخر أَو أول جُمَادَى الأولى سنة 765

1086 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَحْمُود الدقاق سمع من مُحَمَّد بن انجب والزكي الْمُنْذِرِيّ وَغَيرهمَا

1087 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن معالي بن زيد الْأنْصَارِيّ الهيثمي ثمَّ الدِّمَشْقِي

ص: 147

الْحَنْبَلِيّ سمع من الْفَخر عَليّ وَابْن الْكَمَال والتقي الوَاسِطِيّ وَغَيرهم وَحدث قَالَ ابْن رَافع كَانَ حسن الشكل بشوش الْوَجْه كثير التودد قَالَ ابْن رَجَب صحب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَمَات فِي الْمحرم سنة 755

1088 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي الْقَاسِم الهمذاني ثمَّ الدِّمَشْقِي السكاكيني الشيعي ولد سنة 635 بِدِمَشْق وَطلب الحَدِيث وتأدب وَسمع وَهُوَ شَاب من إِسْمَاعِيل ابْن الْعِرَاقِيّ والرشيد بن مسلمة ومكي بن عَلان فِي آخَرين وتلا بالسبع وَمن مسموعاته مُسْند أنس للحنيني على إِسْمَاعِيل عَن السلفى وَمن فَوَائِد أبي النَّرْسِي بالسند عَنهُ روى عَنهُ البرزالي والذهبي وَآخَرُونَ من آخِرهم ابو بكر بن الْمُحب وبالاجازة شَيخنَا برهَان الدّين التنوخي وأقعد فِي صناعَة السكاكين عِنْد شيخ رَافِضِي فافسد عقيدته فَأخذ عَن جمَاعَة من الامامية وَله نظم وفضائل ورد على الْعَفِيف التلمساني فِي الِاتِّحَاد وَأم بقرية جسرين مُدَّة وَأقَام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة عِنْد أميرها مَنْصُور ابْن جماز مُدَّة طَوِيلَة وَلم يحفظ لَهُ سبّ فِي الصَّحَابَة بل لَهُ نظم فِي فضائلهم إِلَّا أَنه كَانَ يناظر على الْقدر وينكر الْجَبْر وَعِنْده تعبد وسعة علم قَالَ ابْن تَيْمِية هُوَ مِمَّن يتسنن بِهِ الشيعي ويتشيع بِهِ السّني وَقَالَ الذَّهَبِيّ

ص: 148

كَانَ حُلْو المجالسة ذكيا عَالما فِيهِ اعتزال وينطوي على دين وَإِسْلَام وَتعبد سمعنَا مِنْهُ وَكَانَ صديقا لأبي وَكَانَ يُنكر الْجَبْر ويناظر على الْقدر وَيُقَال إِنَّه رَجَعَ فِي آخر عمره وَنسخ صَحِيح البُخَارِيّ وَوجد بعد مَوته بِمدَّة سنة فِي سنه 750 بِخَط يشبه خطه كتاب يُسمى الطرائف فِي معرفَة الطوائف يتَضَمَّن الطعْن على دين الْإِسْلَام وَأورد فِيهِ أَحَادِيث مشكلة وَتكلم على متونها بِكَلَام عَارِف بِمَا يَقُول إِلَّا أَن وضع الْكتاب يدل على زندقة فِيهِ وَقَالَ فِي آخِره وَكتبه مُصَنفه عبد الحميد بن دَاوُد الْمصْرِيّ وَهَذَا الِاسْم لَا وجود لَهُ وَشهد جمَاعَة من أهل دمشق أَنه خطه فَأَخذه تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ عِنْده وقطعه فِي اللَّيْل وغسله بِالْمَاءِ وَنسب إِلَيْهِ عماد الدّين ابْن كثير الأبيات الَّتِي أَولهَا يَا معشر الْإِسْلَام ذمِّي دينكُمْ الأبيات وَمَات هَذَا السكاكيني فِي صفر سنة 721

1089 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي الْوَقار بن أبي الْفضل شمس الدّين ابْن الرقاقي سمع من سمع مِنْهُ بعض شُيُوخنَا وَتُوفِّي سنة 749

1090 -

مُحَمَّد بن أبي بكر السنجاري محيى الدّين الْمُؤَذّن بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ كَانَ يدْرِي الْفِقْه على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة ودرس وَكَانَ حسن الصَّوْت بِالتَّأْذِينِ كثير السَّعْي فِي قَضَاء حوائج النَّاس مكينا عَنهُ أُمَرَاء الْمَدِينَة حسن الْأَخْلَاق مَعَ دين وورع كَمَا ذكره ابْن فَرِحُونَ وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 751

1091 -

مُحَمَّد بن بيليك المحسني نَاصِر الدّين الْجَزرِي ولد بِمصْر وَخرج

ص: 149

مَعَ أَبِيه وَهُوَ صَغِير إِلَى طرابلس وَقدم مَعَه فِي الْمحرم سنة 42 ثمَّ ولي نَاصِر الدّين ولَايَة الْقَاهِرَة ثمَّ عزل وَأخرج إِلَى الشَّام وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال ثمَّ اسْتَقر مشير الدولة فِي سنة 54 بِمصْر وَقعد مَعَ الْوَزير موفق الدّين هبة الله بن إِبْرَاهِيم فِي قاعة الصاحب فِي شباك الوزارة وَتصرف ثمَّ انْقَطع فِي دَاره فَمَاتَ فِي سنة

1092 -

مُحَمَّد بن بيليك السدوي صَاحب الْجَامِع بالبياضة دَاخل بَاب الْقَنَاة بحلب أَنْشَأَهَا بهَا وَكَانَ محبا لأهل الْخَيْر وَمَات سنة بضع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة

1903 -

مُحَمَّد بن تازمرت المغربي شمس الدّين أحد الْفُضَلَاء قدم لِلْحَجِّ فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ صَاحب فنون فَتكلم على النَّاس بالجامع الْأَزْهَر وَصَارَ مَشْهُورا كثير المحبين وَلما منع النَّاصِر الوعاظ وَالْقصاص من الْولَايَة فِي الْمجَالِس توصل ابْن تازمرت بالجاي الدوادار الْكَبِير إِلَى أَن أذن لَهُ بمفرده فَصَارَت لَهُ سوق كَبِيرَة بِسَبَب ذَلِك وَذَلِكَ فِي سنة 738

1094 -

مُحَمَّد بن تمر الساقي كَانَ دينا خيرا مَاتَ فِي صفر سنة 728 وَله خمس وَثَمَانُونَ سنة

1095 -

مُحَمَّد بن تَمِيم الاسكندراني تولع بالأدب ثمَّ دخل الْيمن ثمَّ الْهِنْد وَأقَام بالمعبر مِنْهَا وَكتب لصَاحِبهَا تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد السواملي ثمَّ وَفد بعد مَوته على الْمُؤَيد دَاوُد صَاحب الْيمن فاستكتبه وَعمل مقامات

ص: 150

جَيِّدَة وَكَانَ يسميها تواضعا القمامات وَمن نظمه

(أَتَذكر ليلى عهدنا المتقدما

أم الْبَين أَنْسَاهَا عهودا على الْحمى) وَهِي قصيدة جَيِّدَة قَالَ التَّاج عبد الْبَاقِي كنت مَعَه على بَاب الْبَحْر بعدن فَمر خَادِم هندي اسْمه جَوْهَر فَذكر أَنه أنْشد فِي نَظِيره وَهُوَ بِالْهِنْدِ فَذكر أبياتا فِيهَا مجون مَاتَ سنة 715

1096 -

مُحَمَّد بن ثَابت الحبشي الْحَنْبَلِيّ طلب الحَدِيث وَلكنه مَاتَ شَابًّا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 727

1097 -

مُحَمَّد بن ثَعْلَب الْمصْرِيّ الْمَالِكِي تفقه ودرس بالقمحية بِمصْر وَمَات فِي رَابِع شَوَّال سنة 776

1098 -

مُحَمَّد بن أبي الثَّنَاء بن ماضي قطب الدّين الْقُدسِي الْمَعْرُوف بالهرماس ولد قبل التسعين فِيمَا كَانَ يذكر وَكَانَ يَقُول أَنه سمع فِي سنة 694 عَن أَبى الْعَبَّاس بن مرى وَولى الْإِمَامَة بالجامع الحاكمي ثمَّ اتَّصل بالناصر حسن وحظي عِنْده وَكَانَ يعرف أَشْيَاء من السيمياء وَرُبمَا أخبر عَن شئ من المغيبات فَيَقَع لكنه كَانَ مُتَّهمًا بالتحيل فِي ذَلِك وَرُبمَا حدث عَن سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة ثمَّ غضب عَلَيْهِ النَّاصِر حسن وطرده وَذَلِكَ أَنه غضب من السراج الْهِنْدِيّ فِي شئ فَأمر مستنيبه بعزله من نِيَابَة الحكم على لِسَان السُّلْطَان ثمَّ وَقع بَينه وَبَين أبي أُمَامَة بن النقاش وسعى فِي مَنعه من الْإِفْتَاء فتوصل الْهِنْدِيّ والنقاش حَتَّى صحبا السُّلْطَان وحظيا عِنْده

ص: 151

وسعيا فِي إبعاد الهرماس واستفتيا عَلَيْهِ وَلم يَزَالَا بِهِ حَتَّى أبعده بعد أَن ضربه بالمقارع ونفاه إِلَى مصياف وَكَانَ شهما مقداما قوى النَّفس وَلما وصل دمشق مُتَوَجها الى مصياف لقِيه الْعِمَاد ابْن كثير فَأثْنى عَلَيْهِ وَذَلِكَ فِي سنة 761 ثمَّ إِنَّه رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة بعد النَّاصِر حسن وَأقَام بهَا وَكَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن خَلِيل يكثر الْحَط عَلَيْهِ يعلن بذلك إِلَى أَن اتّفق لَهُ مَا اتّفق وَمَات فِي أثْنَاء شهور سنة 769 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ

1099 -

مُحَمَّد بن جَابر بن مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حسان الْقَيْسِي الْوَادي آشي الأندلسي شمس الدّين ثمَّ التّونسِيّ الْمَالِكِي ولد سنة 673 فِي جُمَادَى الْآخِرَة بتونس وتفقه على مَذْهَب الْمَالِكِيَّة وَسمع من أَبِيه وَابْن الغماز وَأبي إِسْحَاق بن عبد الرفيع وَخلف بن عبد الْعَزِيز وَيُونُس بن إِبْرَاهِيم بن عَفَّان الجذامي وَأبي مُحَمَّد بن هَارُون وَقَرَأَ السَّبع على أبي الْقَاسِم بن أبي عِيسَى الالبيري وَأحمد بن مُوسَى بن عِيسَى الطبرني وَغَيرهمَا ورحل فَسمع من الْبَهَاء ابْن عَسَاكِر بِدِمَشْق والرضى الطبرى بِمَكَّة والجعبري بالخليل وعَلى عَليّ بن عمر الواني بِمصْر وَعبد الرَّحْمَن بن مخلوف بالإسكندرية وَقَرَأَ على أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبد الْحق الدلاصى بِمَكَّة وَكتب بِخَطِّهِ كثير وَخرج التخاريج وَقَرَأَ الحَدِيث بفصاحة وَكَانَت رحلته إِلَى الْمشرق مرَّتَيْنِ الأولى فِي حُدُود الْعشْرين ثمَّ رَجَعَ

ص: 152

فجال فِي بِلَاد الْمغرب حَتَّى وصل إِلَى طنجة وَالثَّانيَِة سنة 34 وَكَانَ حسن الْمُشَاركَة عَارِفًا بالنحو واللغة والْحَدِيث وَالْقِرَاءَة سمع مِنْهُ شَيخنَا أَبُو إِسْحَاق التنوخي كثيرا وَحدثنَا عَنهُ جمَاعَة بِمصْر وَالشَّام والإسكندرية قَالَ ابْن الْخَطِيب نَشأ بتونس وجال فِي الْبِلَاد المشرقية والمغربية واستكثر من الرِّوَايَة وَأكْثر من ذَلِك حَتَّى صَار راوية الْوَقْت وَكَانَ عَظِيم الْوَقار يتَصَرَّف فِي شئ يسير من المَال فِي التِّجَارَة واسمع فِي الرحلة الثَّانِيَة الْكثير وَخرج الْأَرْبَعين البلدانية وَحدث بهَا وَحدث بالموطأ مرَارًا عَن ابْن الغماز وَغَيره وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق لطيف الذَّات قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي بلغنَا أَنه قتل شَهِيدا كَذَا قَالَ وَالِدي وَقَالَ غَيره إِنَّه مَاتَ مطعونا فَكَأَنَّهُ رأى من وَصفه بِالشَّهَادَةِ فَظَنهُ قتل قَالَ الْبَدْر وَكَانَ من الْعلمَاء العاملين وَرجع إِلَى بِلَاده فَمَاتَ فِي تونس فِي شهر ربيع الأول سنة 749 فِي الطَّاعُون الْعَام وَكَانَ لَهُ ولد اسْمه مُحَمَّد ولي قَضَاء بسطة فحسنت سيرته ذكره ابْن الْخَطِيب وَقَالَ مَاتَ سنة 752

1100 -

مُحَمَّد بن جَامع السلَامِي التَّاجِر الْكَبِير مَاتَ بِدِمَشْق سنة 733 وَهُوَ أَخُو الزَّاهِد عمر بن جَامع الْمَاضِي ذكره

1101 -

مُحَمَّد بن جِبْرِيل الْقطَّان الْأمَوِي مَاتَ سنة 703 فِي 13 صفر

1102 -

مُحَمَّد بن جَعْفَر بن إِسْمَاعِيل البالسي الْمَعْرُوف بالزجاج سمع من مُحَمَّد وَإِسْمَاعِيل وَلَدي عبد الْمُنعم بن الخيمي وَأحمد بن عبد الْكَرِيم الوَاسِطِيّ وَمُحَمّد بن عبد الْقوي ابْن عزون وَغَيرهم من السّنَن للنسائي وَحدث وَمَات فِي شؤال سنة 740 ومولده ببالس سنة 656

ص: 153

1103 -

مُحَمَّد بن جَعْفَر بن ضوء البعلبكي الْفَقِيه شمس الدّين الشَّافِعِي كَانَ أحد المتفقهة بالقيمرية حسن الشكل وَالصُّورَة والتودد مَاتَ فِي شعْبَان سنة 725

1104 -

مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن أَحْمد بن حجون القنائي الشريف تَقِيّ الدّين الشَّافِعِي ولد سنة نَيف وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع من عبد الْغَنِيّ ابْن بَنِينَ وَإِبْرَاهِيم بن مُضر وَغَيرهمَا وَحدث بِالْقَاهِرَةِ ودرس بالمسرورية وَقَالَ الشّعْر الْحسن وَولي مشيخة خانقاه رسْلَان وَكَانَ أَبوهُ صاهر وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد تزوج أُخْته علما ورزق مِنْهَا ابْنَيْنِ جَاءَا عَالمين وَهُوَ الْقَائِل فِي الزلزلة الَّتِي وَقعت سنة 702

(مجَاز حَقِيقَتهَا فاعبروا

وَلَا تعمروا هونوها تهن)

(وَمَا حسن بَيت لَهُ زخرف

ترَاهُ إِذا زلزلت لم يكن) قَالَ التَّاج البارنباري عَنهُ أَنه قَالَ لما نظمتها بَقِي فِي نَفسِي شئ لكوني ذكرت أَسمَاء سور من الْقُرْآن فِي نظمي فَأتيت ابْن دَقِيق الْعِيد فَقلت يَا سَيِّدي نظمت بَيْتَيْنِ فاسمعهما فَقَالَ قل فأنشدتهما فَقَالَ لي لَو قلت وَمَا حسن كَهْف لَكَانَ أحسن فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي أفدتني وأفتيتني ولتقي الدّين أَيْضا لغز فِي الْعين

(ومحبوبة عِنْد الْمَنَام ضممتها

أحس بهَا لكنني مَا نظرتها)

(لذيذة ضم لَا أُطِيق فراقها

وَرب لَيَال فِي هَواهَا سهرتها)

ص: 154

وَله فِي شيخ منحن مطيلس وَهُوَ تَشْبِيه لطيف وتخيل غَرِيب

(كَالْعَيْنِ شيخ منحن

مطيلس أعرفهُ)

(تقويسها كظهره

ورأسها رفرفة) مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 727 وَهُوَ الَّذِي سمى شَيخنَا زين الدّين الْعِرَاقِيّ لِأَن وَالِد شَيخنَا كَانَ يَخْدمه كثيرا فَلَمَّا ولد أحضرهُ لَهُ فَبَارك فِيهِ وَسَماهُ باسم جده الْأَعْلَى فَعَادَت عَلَيْهِ بركَة ذَلِك

1105 -

مُحَمَّد بن جنكلي بن مُحَمَّد بن البابا بن خَلِيل بن جنكلي بن عبد الله ولد سنة 697 بديار بكر وَقدم مَعَ وَالِده الْقَاهِرَة سنة 703 وتفقه للحنفية ثمَّ تحول حنبليا وَسمع من الحجار والواني وَآخَرين وَحدث واشتغل فِي عدَّة فنون وَتخرج بِابْن سيد النَّاس وَصَارَ عَلامَة فِي معرفَة فقه السّلف وَنقل مذاهبهم مَعَ مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة والطب والموسيقى ونظم نظما متوسطا كتب على طبقَة بِخَطِّهِ الْمَنْسُوب

(بك استجار الْحَنْبَلِيّ

مُحَمَّد بن جنكلي)

(فَاغْفِر لَهُ ذنُوبه

فَأَنت ذُو التفضل) وَكَانَ لَهُ ذوق وَفهم جيد فِي الْأَدَب ويهتز للفظ السهل ويطرب للنكت الَّتِى للمتأخرين كالولااق والجزار وَابْن دانيال وَابْن النَّقِيب وَابْن الْعَفِيف ويستحضر من مجون ابْن حجاج جملَة وَكَانَ عَارِفًا بالشطرنج والنرد وَكَانَ كثير الْبر والإيثار لأهل الْعلم والفقراء حسن الْخلق والخلق والمحاضرة كثير التَّوَاضُع رَقِيق الْقلب وخالط الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس وتأدب بِهِ وَتخرج فِي معرفَة أَسمَاء الرِّجَال ومذاهب السّلف

ص: 155

لَا يزَال متيما بِمن يهواه يذوب صبَابَة ويفنى وجدا مَعَ الْعِفَّة والصيانة وَخرج لَهُ أَبُو الْحُسَيْن الدمياطي أَرْبَعِينَ حَدِيثا حدث بهَا قبل مَوته وَكَانَت وَفَاته فِي شهر رَجَب سنة 741 قَرَأت بِخَط الْكَمَال جَعْفَر جمع بَين فضيلتي السَّيْف والقلم وَكَانَ يجمل الْمجَالِس ويزين الدُّرُوس ويفرج الكروب ويقيل العثرة قَرَأَ فِي الْأُصُول على التَّاج التبريزي إِلَى أَن مَاتَ وَلم يزل متصفا بِكُل جميل

1106 -

مُحَمَّد بن حَازِم بن عبد الْغَنِيّ بن حَازِم الْمَقْدِسِي سبط تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان سمع من الْفَخر وَغَيره وَحدث بِجُزْء الْأنْصَارِيّ ذكره الذَّهَبِيّ وَقَالَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة 745

1107 -

مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حميد بن بدران الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي ولد بِبَيْت الْمُقَدّس سنة 702 أَو 703 سمع من مُحَمَّد بن يَعْقُوب الجرائدي السَّفِينَة الْمُشْتَملَة على سَبْعَة أَجزَاء من حَدِيث السلَفِي وتفقه وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَحدث بهَا وَمَات فِي شعْبَان سنة 782

1108 -

مُحَمَّد بن أبي حَامِد بن هَاشم بن نصار بتَشْديد الصَّاد الْمُهْملَة الْحَكِيم بدر الدّين كَانَ فائقا فِي فنه أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَقَالَ كَانَ قدوة الْأَطِبَّاء فِي معالجة الْأَبدَان ورحلة الْأَوْلِيَاء المعروفين بالعرفان مَاتَ بحلب فِي سنة 732 عَن نَيف وَثَمَانِينَ سنة

1109 -

مُحَمَّد بن أبي الْحرم بن نَبهَان النيرباني ابْن الرداد ولد

ص: 156

سنة وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم مشيخته تَخْرِيج ابْن الخباز وَحدث

1110 -

مُحَمَّد بن الحسام الاستادار فِي مُحَمَّد بن لاجين

1111 -

مُحَمَّد بن حسب الله بن خَلِيل بن حَمْزَة الْخَثْعَمِي الْحَنْبَلِيّ بدر الدّين ولد سنة 699 وَسمع من أبي الْحسن بن هَارُون والسراج القوصي وَعمر ابْن عبد النصير وَالْحسن بن عمر الْكرْدِي وَغَيرهم سمع مِنْهُ القَاضِي جمال الدّين ابْن ظهيرة برهَان الدّين الْحلَبِي وَابْن الفاقوسي وَغَيرهم وَمَات قبل التسعين وَسَبْعمائة

1112 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ القمني شرف الدّين سبط الرضى أبي بكر بن أبي عمر القسنطيني سمع من النجيب الْحَرَّانِي وَيحيى ابْن تامتيت والعز بن عبد السَّلَام والكمال بن شُجَاع والقطب الْقُسْطَلَانِيّ وَغَيرهم وأجيز بالفتوى من جده لأمه وَمن شرف الدّين السنجاري خطيب الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ودرس بِمصْر والقاهرة وبالثغر وَانْقطع أخيرا وسلك طَرِيق التصوف وَحدث بالإسكندرية سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة

1113 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحُسَيْنِي الشريف عز الدّين نقيب الْأَشْرَف ابْن نقيب الْأَشْرَاف ابْن الشريف عز الدّين ولد سنة 710 وَسمع من ابْنة الْكَمَال جُزْء الذهلي وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَذكره أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة فِي مُعْجَمه وَلم يؤرخ وَفَاته وَكَانَت ولَايَته نقابة الْأَشْرَاف بعد وَفَاة وَالِده فِي الْمحرم سنة 761 أرخه البرزالي

ص: 157

158

- 1114 مُحَمَّد بن الْحسن بن إِسْرَائِيل بن أَحْمد بن أبي الْحُسَيْن الْقرشِي الشهير بِابْن الْحَكِيم نَاصِر الدّين الشَّافِعِي ورد مَعَ أَبِيه إِلَى طرابلس وَسمع من الْفَخر بن البُخَارِيّ بِقِرَاءَة البرزالى جُزْء الْأنْصَارِيّ وَكَانَ كَاتبا فِي الشُّرُوط عِنْد الْحُكَّام وَحدث وَمَات سنة 733

1115 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن بلبان بن عبد الله نَاصِر الدّين نقيب الْملك الظَّاهِر وَيعرف بِابْن النَّقِيب ولد سنة 692 بقاسيون وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ مشيخته وَحدث بهَا مَرَّات بالقدس والمعرة وَغَيرهمَا وَأقَام بحماة مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَمَاتَ فِي سنة 749 وَدفن هُنَاكَ من تَارِيخ حلب

1116 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن الْحَارِث بن الْحسن بن خَليفَة بن نجاء بن الْحسن ابْن مُحَمَّد بن مِسْكين زين الدّين أَبُو حَامِد ابْن مِسْكين الشَّافِعِي ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 682 بِمصْر وتفقه إِلَى أَن برع ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم بِمصْر وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749

1117 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن دَاوُد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَيُّوب صَلَاح الدّين ابْن الأمجد بن الْمُعظم ولد سنة 664 وَسمع من ابْن البخارى والفاروثي وَجَمَاعَة وَحضر على أَبِيه وَمَات فِي رَمَضَان سنة 726

1118 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن سِبَاع الدِّمَشْقِي الأديب شمس الدّين ابْن الصَّائِغ ولد فِي صفر سنة 645 وتعانى الْآدَاب وَشرح الدريدية والملحة وَاخْتصرَ صِحَاح الْجَوْهَرِي فجرده من الشواهد وَمن نظمه

ص: 158

(مَا اسْم إِذا عكسته

رَأَيْته فِي نَفسه)

(كَذَاك إِن ضاعفته

لم يخْتَلف بعكسه) قَالَ الذَّهَبِيّ برع فِي النّظم والنثر واقرأ الطّلبَة وَكَانَ لَهُ حَانُوت بالصاغة وَفِيه ود وتواضع وَله فَضَائِل وَله قصيدة فِي نَحْو ألفي بَيت فِي الصَّنَائِع والفنون وَكَانَ يقرئى فِي حانوته اقْرَأ ديوَان المتنبي والمقامات والحماسة وَغير ذَلِك وَلَو أنصف لَكَانَ من كبار الموقعين لِاجْتِمَاع الْآلَات فِيهِ مَاتَ فِي شعْبَان أَو رَمَضَان سنة 720

1119 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن طَلْحَة الْمصْرِيّ مَاتَ فِي شَوَّال سنة 776

1120 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن عبد السَّيِّد بن محَاسِن الصرصري الْحَنْبَلِيّ ظهير الدّين كَانَ رَئِيس الْعرَاق فِي دولة ابغا وَمن بعده وافر الْجَلالَة مُحْتَرم الجناب ولد سنة 652 وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وجود وَمَكَارِم وجاه وَله مطالعة فِي الْعلم ومشاركة كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ حكام الْبَلَد فيتحفهم ويتفضل وَكَانَ يفْطر فِي رَمَضَان كل لَيْلَة مائَة فَقير وفقيرة وَكَانَت لَهُ نَحْو عشْرين ضَيْعَة لَا يُؤَدِّي عَنْهَا شَيْئا وَكَانَ على بَابه نَحْو عشرَة خدام وَبلغ من رئاسته أَنه تزوج زبيدة بنت هَارُون بن الْوَزير الْجُوَيْنِيّ فَأَصْدقهَا اثْنَي عشر ألف مِثْقَال ذَهَبا وَاتفقَ أَنه كَانَ وعد غُلَاما لَهُ بزواج بنت جَارِيَة لَهُ ثمَّ بدا لَهُ فَزَوجهَا لغيره فبادر الْمَذْكُور وَقتل الزَّوْج فَبلغ ذَلِك ظهير الدّين فَخرج فَضَربهُ الْقَاتِل بسكين فِي خاصرته فَعَاشَ بعْدهَا لَيْلَة وَاحِدَة وَمَات

ص: 159

عَن تَوْبَة وإنابة فِي شَوَّال سنة 706

1121 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله الْحُسَيْنِي الوَاسِطِيّ نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة 717 واشتغل ببلاده ثمَّ قدم فَسمع الحَدِيث بِمصْر وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي ثَلَاث مجلدات جمعه من شرح الْأَصْبَهَانِيّ وَمن شرح تَاج الدّين السبكى وَله كتاب الرَّد على التَّنَاقُض للاسنوى وَجمع تَفْسِيرا كَبِيرا مَاتَ سنة 776

1122 -

مُحَمَّد بن الْحسن عَليّ بن الْحسن بن زهرَة بن الْحسن بن زهرَة الحسني الْحلَبِي نقيب الْأَشْرَاف بحلب يلقب بدر الدّين أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَكَانَ أَيْضا وَكيل بَيت المَال بهَا وَمَات بهَا سنة 733 عَن نَيف وَسِتِّينَ سنة

1123 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن خَليفَة بن يخلف بن عبدون التّونسِيّ الأَصْل نزيل مصر أَبُو عبد الله عرف بِابْن الإِمَام الجزائري وَكَانَ يعرف أَيْضا بالرصدي ولد فِي صفر سنة 635 وَسمع الْمُنْذِرِيّ والمرسي وَابْن العديم ولاحق الأرتاحى سمع عَلَيْهِ الدَّلَائِل للبيهقى وَغَيرهم أَخذ عَنهُ

ص: 160

السبكى وَمَات بِمصْر فِي 16 وَدفن بالقرافة

1124 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن عمر الاسنائي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي عماد الدّين أَخُو الشَّيْخ جمال الدّين ولد فِي حُدُود سنة 695 واشتغل بالفقه وَغَيره على وَالِده وَأخذ عَن شُيُوخ الْقَاهِرَة وَالشَّام وَلَقي الشّرف البارزى بحماة وَسمع الحَدِيث من التَّاج ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيره قَالَ أَخُوهُ فِي الطَّبَقَات كَانَ فَقِيها إِمَامًا فِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا نظارا بحاثا فصيحا حسن التَّعْبِير عَن الْأَشْيَاء الدقيقة بالعبارات الرشيقة دينا خيرا كثير الصَّدَقَة وَالْبر رَقِيق الْقلب مطرحا للتكلف مؤثرا للتقشف كثير التخيل من النَّاس وَلم يفتح عَلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة مَعَ ذَلِك وَكَانَ قد استوطن حماة مُدَّة ودرس بهَا ثمَّ عَاد إِلَى الديار المصرية وَله الْمُعْتَبر فِي علم النّظر وَشَرحه وحياة الْقُلُوب فِي التصوف وَشرع فِي شرح الْمِنْهَاج للبيضاوي وَيُقَال إِنَّه الَّذِي أكمله أَخُوهُ ودرس فِي الخشابية وَغَيرهَا وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ ومنوف مُدَّة قَليلَة مَاتَ فِي رَجَب سنة 764

1125 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن قَتَادَة بن إِدْرِيس بن مطاعن بن عبد الْكَرِيم بن عِيسَى بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن

ص: 161

مُوسَى بن عبد الله بن مُوسَى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ الحسني أَبُو عَليّ بن أبي سعيد أَمِير مَكَّة وثب على عَم أَبِيه إِدْرِيس بن قَتَادَة فِي سنة سبعين فَقتله واستقل بالإمرة وَكَانَ شجاعا تَامّ الْقَامَة حسن الصُّورَة مهيبا كَرِيمًا عَاقِلا جدا ذَا رَأْي صائب ومروءة وَكَانَ شجاعا يُقَال إِنَّه لم يكن فِي بدنه مِقْدَار شبر إِلَّا وَفِيه جرح وَمَا قَصده أحد فؤجع خائبا وَكَانَ يخفر الْحَاج بِنَفسِهِ وَأَهله وَلم يحفظ أَنه نهب أحدا قطّ وَكَانَ الْحَاج والمجاورون يدعونَ بحياته لشفقته عَلَيْهِم وَله شعر جيد وأنجب أَوْلَادًا يُقَال إِن عدتهمْ كَانَت أَرْبَعِينَ نفسا ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ ذُكُورا والبقية إناث قَالَ ابْن فضل الله كَانَ مَعَه جرءة ومفرج كرب والملوك ترَاهُ بِعَين الإجلال وتتراآه كرأي الْهلَال هُوَ يبعد عَنْهُم بعد الصَّائِد من فحه وينفر نفرة الْغُرَاب من فرخه إِلَى أَن أدْركهُ أَجله وخانه أمله وَأنْشد لَهُ مَا كتب بِهِ إِلَى بعض الْمُلُوك

(أَرَاك طَبِيب المستغرقين وإنني

لمن بَيت أهل الْخَيْر بَيت مُحَمَّد)

(وهاد أرى الْبَطْحَاء فِي بطن مَكَّة

وفيهَا مماتي إِذْ أَمُوت ومولدي)

(وَمن زَمْزَم الفيحاء وردي على الظمى

فَهَل ثمَّ مَاء فِي الْمِيَاه كموردي)

ص: 162

مَاتَ بِمَكَّة فِي 14 شهر ربيع الأول سنة 701 وَصلي عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بِالْقَاهِرَةِ

1126 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن عِيسَى اللَّخْمِيّ تَقِيّ الدّين ابْن الصَّيْرَفِي ولد فِي سنة وَسمع من أَبِيه والعز الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وغازي والابرقوهي وَابْن الصَّواف واحضر على ابْن الانماطي وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب وَخرج وَألف وَأخذ علم الحَدِيث عَن الدمياطي وَغَيره وَولي مشيخة الحَدِيث بالفارقانية مَاتَ فِي نصف ذِي الْحجَّة سنة 738

1127 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْرَائِيل الخبري عرف بِابْن النَّقِيب ولد بعد السبعمائة وَسمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب الطباق بِدِمَشْق وَغَيرهَا فَأخذ عَن أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم وَأكْثر عَن الْمزي والذهبي وَسمع من ابْن الشّحْنَة وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ كَانَ على ذهنه متون ومسائل وعلق كثيرا وقراءته جَيِّدَة

1128 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عمار بن متوج بن جرير الْحَارِثِيّ جمال الدّين أَبُو عبد الله ابْن محيى الدّين ابْن قَاضِي الزبداني الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 688 وَسمع من ابْن مَكْتُوم وَابْن الجرائدي وست الوزراء وَغَيرهم وَكتب الطباق بِخَطِّهِ وَمن مروياته مُسْند الشَّافِعِي

ص: 163

سَمعه على سِتّ الوزراء والبسملة لأبي شامة سَمعه على عَليّ بن يحيى الشاطبي بِسَمَاعِهِ من مُؤَلفه وَكَانَ الْبُرْهَان ابْن الفركاح شَيْخه يثني على فهمه وعَلى فَتَاوِيهِ المحررة وَيُقَال إِنَّه لم يضْبط عَلَيْهِ فَتْوَى أَخطَأ فِيهَا وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة مَقْبُول القَوْل عِنْد الأكابر كثير التَّوَاضُع مَعْرُوفا بِقَضَاء حوائج النَّاس وَأَجَازَ لعبد الله بن عمر بن الْعِزّ ابْن جمَاعَة وقرأت بِخَط الشّرف الْقُدسِي سَمِعت عَلَيْهِ من مُسْند الشَّافِعِي وَقَالَ لَيْسَ فِي الْفُقَهَاء من يكْتب على الفتاوي مثله وتفقه على الْبُرْهَان ابْن الفركاح والكمال الزملكاني وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَتقدم فِي الْفِقْه وَغَيره وبرع وَصَارَ مشارا إِلَيْهِ فِي الْفَتْوَى ودرس وَحدث وَمَات فِي أول يَوْم من الْمحرم سنة 776

1129 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد العثماني الصَّفَدِي كَمَال الدّين ابْن نجم الدّين الْقُرْطُبِيّ الأَصْل الْخَطِيب ولد سنة بضع وَسَبْعمائة وتأدب وَكتب الْخط الْحسن وخطب فِي حَيَاة وَالِده وَهُوَ أَمْرَد ثمَّ اجْتهد بعد موت أَبِيه فِي الِاشْتِغَال إِلَى أَن مهر فِي الْآدَاب ونظم ونثر وَكتب وَأقَام فِي الخطابة سِتا وَثَلَاثِينَ سنة وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 759 فجاءة

1130 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد المالقي الْمَالِكِي نزيل دمشق كَانَ من أَئِمَّة الْمَالِكِيَّة وشيوخ الْعَرَبيَّة وَكَانَ حسن التَّعْلِيم شرح التسهيل وَشرع فِي شرح الْمُخْتَصر الفقهي وانتفع بِهِ الطّلبَة وَولي مشيخة النجيبية ودرس وَكَانَ متواضعا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 771

ص: 164

1131 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد الْيحصبِي أَبُو عبد الله الباروني نزيل تلمسان قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من صُدُور الْفُقَهَاء حسن التَّعْلِيم أَخذ عَن القَاضِي أبي الْحسن الصَّغِير وَأبي زيد الْجُزُولِيّ وَغَيرهمَا ودرس بغرناطة وسبتة وَغَيرهمَا وَكَانَت فِيهِ خدمَة وَجَرت عَلَيْهِ بِسَبَبِهَا محنة وَمَات بتلمسان 13 شَوَّال سنة 734

1132 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن هِلَال النقاش أحد أَصْحَاب القطب الْقُسْطَلَانِيّ سمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ صَالحا مَاتَ فِي صفر سنة 701

1133 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي الْحسن الْغَزِّي الشَّافِعِي الضَّرِير بدر الدّين ابْن شمس الدّين إِمَام الْجَامِع الْأَقْمَر ولد سنة 655 واسمع على النجيب وَابْن علاق وَعبد الْملك بن أبي حَامِد بن العجمي حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا برهَان الدّين الشَّامي بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَمَات سنة

1134 -

مُحَمَّد بن الْحسن النسابي أحد الْأُمَرَاء العشرات بِدِمَشْق وَكَانَ أحد الحجبة وحكام البندق وَمَات فِي رَمَضَان سنة 711

1135 -

مُحَمَّد بن حسن العثماني الشريف الفاسي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ حسن البزة ساذجا ينظم الشّعْر وَيذكر كثيرا من الْمسَائِل الفروعية والفرضية مَعَ حسن الْعَهْد وَقلة التصنع وَله شعر حسن وَكَانَت وَفَاته فِي شهر رَمَضَان سنة 738

1136 -

مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن إِسْمَاعِيل بن أبي المحاسن بن عبد الله بن حَرْب ابْن طلائع الْكِنَانِي شمس الدّين البهنسي نزيل حلب سمع من سنقر

ص: 165

الصَّحِيح بفوت وعَلى ابْن السكرِي المسلسل عَن ابْن الجميزي بطريقته

1137 -

مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن خلف الْكِنَانِي الاسكندراني الْمَعْرُوف بِابْن الصفي أَخُو شيخ الثغر شرف الدّين أَحْمد تقدم ذكره وَكَانَ يُقَال لَهُ ابْن الْمُصَفّى ولد سنة 646 وَسمع من مَنْصُور ابْن سليم وَحدث وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ من الصَّالِحين المنقطعين

1138 -

مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن مُحَمَّد بن عوض أَبُو عبد الله الْحَارِثِيّ الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد بِبَغْدَاد وَقدم الديار المصرية ورافق مَسْعُود الْحَارِثِيّ فِي السماع بِدِمَشْق ومصر وَحدث وَكَانَ صَالحا مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 724

1139 -

مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن أبي بكر بن ورد الغساني اللوشي أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ شَيخا من ذَوي الْبيُوت بلَى بنظم الشّعْر وبلى الشّعْر بِهِ فَكَانَ ينظم مَا يغلب عَلَيْهِ فِيهِ السَّلامَة المفضية إِلَى الثول والغفلة ثمَّ ولي الْقَضَاء أَيَّامًا قَليلَة ثمَّ صرف فاستمر يكْتَسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَت وَفَاته بالمرية سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة

1140 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور شمس الدّين الْحلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن النِّعَال ولد بالحلة فِي جُمَادَى الأولى سنة 708 وتعانى الْآدَاب فمهر وَقدم حلب ومدح أعيانها كتب عَنهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر من نظمه مَا كتب بِهِ إِلَى الشريف عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي يعاتبه من أَبْيَات

ص: 166

(قل للشريف المرتضى علم الْهدى

وَابْن الغطارف من ذؤابه هَاشم)

(أيضيع حقى عنْدكُمْ وولاءكم

ديني وَلم احلل عُقُود تمائمي) وَمن نظمه

(يَا صَاحِبي بِأَرْض النّيل لي قمر

جمال بهجته أبهى من الْقَمَر)

(ورد الخدود ورمان النهود على

بَان القدود بِهِ قد عيل مصطبري) وَكَانَ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ 1141 مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن سَمُرَة البهنسي يكنى أَبَا النَّجَاء سمع من ابْن الصَّواف وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرخه فِي رَمَضَان سنة 764 1142 مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن حسون بن أبي مُحَمَّد بن حسون بن مُوسَى الْقرشِي الفوي سمع الخلعيات من ابْن عماد وَكَانَ أَبوهُ قَاضِي دمياط وَولد هُوَ بِمصْر سنة 614 وَكَانَ عدلا خيرا عمر وَتفرد مَاتَ فِي الْمحرم سنة 703 وَله تسع وَثَمَانُونَ سنة

1143 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الْوَلِيّ الْبكْرِيّ جمال الدّين الدهروطى ولد سنة 666 وَلم يسمع على قدر سنه وَإِنَّمَا سمع هُوَ وَهُوَ كهل من سِتّ الوزراء وَمن ابْن الشّحْنَة وَحدث عَنْهَا وَكَانَ يذكر أَنه سمع من ابْن دَقِيق الْعِيد لَكِن قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ لم أَقف على ذَلِك مَاتَ فِي نصف الْمحرم سنة 761

ص: 167

1144 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَتيق بن رَشِيق الْمَالِكِي علم الدّين سمع من ابْن الجميزي وَابْن مُضر وَمهر فِي الْفِقْه وناب فِي الْقَضَاء بالإسكندرية وَأفْتى ودرس وعينه بدر الدّين ابْن جمَاعَة لقَضَاء دمشق وَمَات فِي الْمحرم سنة 720

1145 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن بِشَارَة بن عبد الله الشبلي عز الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة 684 واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ مشيخته والجزء الَّذِي أخرجه لَهُ الضياء وَحدث وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 768 وَله أَربع وَثَمَانُونَ سنة

1146 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن رستم الْأنْصَارِيّ الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْمدنِي شمس الدّين نَشأ بِالْمَدِينَةِ ثمَّ قدم حلب فَأَقَامَ بهَا وَحدث بتلخيص الْمِفْتَاح بِسَمَاعِهِ من مُؤَلفه وبتاريخ الْمَدِينَة للمطري بِسَمَاعِهِ من مُؤَلفه قرأهما عَلَيْهِ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر ثمَّ ضرب على ذَلِك فِي ثبته وَكتب مُقَابل التَّارِيخ أَخْبرنِي الْعَفِيف عبد الله ابْن الْمصْرِيّ الْمُؤلف أَن مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْن الْمَذْكُور لم يسمع التَّارِيخ من أَبِيه وَشك ابْن عشائر بعد ذَلِك فِي سَمَاعه للتلخيص فَضرب عَلَيْهِ أَيْضا وَذكر أَنه يحْتَاج إِلَى تَحْرِير وَأَوْمَأَ إِلَى أَنه لَا يوثق بقوله

1147 -

مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن سَلام الدِّمَشْقِي كَمَال الدّين كَانَ فَاضلا أَخذ عَن تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَغَيره وَمَات فِي شَوَّال سنة 763 وَهُوَ جد صاحبنا الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن سَلام

ص: 168

1148 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْحُسَيْن بن زيد الْحُسَيْنِي شمس الدّين قَاضِي الْعَسْكَر نقيب الْأَشْرَاف صَاحب الشريفية بحارة بهاء الدّين وَكَانَ قد عَملهَا قبل مَوته مدرسة ودرس فِيهَا الشَّيْخ جمال الدّين الاسنوي وَمَات سنة 762 وَمَات أَبوهُ السَّيِّد شهَاب الدّين حُسَيْن قبله بِسنة

1149 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن عَليّ بن الْحسن بن هبة الله بن عَسَاكِر بدر الدّين ابْن الْعِمَاد بن الْبَهَاء روى عَن إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَغَيره وَكَانَ يشْهد على الْحُكَّام بِدِمَشْق وَحج وَدخل الْيمن فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 712

1150 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن يحيى الارمنتي أَخذ عَن بهاء الدّين القفطي وجلال الدّين الدشناوي والشهاب الْقَرَافِيّ وشمس الدّين الْجَزرِي الْخَطِيب وَكَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد يثنى عَلَيْهِ وَيَقُول ذكي جدا فَاضل ولي الحكم بادفو وَكَانَ ناظما ناثرا وَبنى بارمنت مدرسة ودرس بهَا وَمن نظمه

(غَرِيب النقا قلبِي بِنَار الجوى يكوى

وجيدي عَنْكُم دَائِم الدَّهْر لَا يلوى)

ص: 169

مَاتَ بارمنت سنة 711

1151 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مَحْمُود بن أبي الْفَتْح بن الكويك الربعِي التكريتي ثمَّ الْمصْرِيّ شرف الدّين كَانَ من أَعْيَان التُّجَّار الكارمية وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة الْكَبِيرَة بِمصْر وَجعلهَا دَار حَدِيث وَجعل لَهَا أوقافا كَثِيرَة وَمَات هُوَ مجاورا بِمَكَّة سنة 764 وَترك مَالا كثيرا جدا فأفسده وَلَده تَاج الدّين مُحَمَّد فِي سنة وَاحِدَة فَيُقَال إِنَّه أتلف فِيهَا سبعين ألف مِثْقَال ذَهَبا

1152 -

مُحَمَّد بن حُسَيْن بن يُوسُف بن يحيى الْحُسَيْنِي الشريف أَبُو الْقَاسِم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ نَسِيج وَحده وسامة وصرامة وفصاحة وظرفا وجمال صُورَة وفصاحة لِسَان مليح الْخط ولي الْقَضَاء بمكناسة وَدخل غرناطة رَسُولا عَن أبي عنان سنة 754 وَأورد بَينه وَبَين ابْن الْخَطِيب مُخَاطبا أَخذ عَن أبي زيد عبد الرَّحْمَن وَأبي مُوسَى عِيسَى ابْني مُحَمَّد بن عبد الله بن الامام وَعَن عمرَان بن مُوسَى بن يُوسُف المشدالي وَعبد الله ابْن عبد الْوَاحِد المجاصي وَغَيرهم وَأورد ابْن الْخَطِيب من أشعاره كثيرا فَمن ذَلِك قَوْله من أَبْيَات

(لَا تعجبن لظبي قد دها أسدا

فقد دها أغيد من قبل سَحْنُون) وَقَالَ فِي آخر تَرْجَمته مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 758 واتصل بِنَا ذَلِك فِي الْمحرم سنة تسع

1153 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن النوري الْمدرس كَانَ فِي لِسَانه عجمة وَكتب

ص: 170

بِخَطِّهِ كتبا فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ الْفَخر عُثْمَان النصيبي يُؤْذِيه ويختلق عَنهُ حكايات مضحكة مَاتَ فِي سنة 721

1154 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن البالسي أحد كبار التُّجَّار مَاتَ سنة 748 مُحَمَّد بن الْحُسَيْنِي الشريف ولي توقيع الدست بِمصْر لما ولي أَبوهُ كِتَابَة السِّرّ بحلب وَكَانَ يكْتب من إنْشَاء أَبِيه وَلم يسمع لَهُ هُوَ بنظم وَلَا نثر وَكَانَت وَفَاته فِي شهر ربيع الأول سنة 763

1156 -

مُحَمَّد بن حسنون الْحِمْيَرِي الغرناطي أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا صَالحا مَشْهُورا ابالكرامات يَقْصِدهُ النَّاس فِي الشدائد لبركة دُعَائِهِ وَكَانَ أَصله من بياسة وَقَرَأَ على أشياخها وَمن محفوظاته التحبير فِي شرح الْأَسْمَاء الْحسنى لأبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَكَانَ يتقوت من عمل يَدَيْهِ فِي الحلفاء وَهُوَ من غرر الزهاد وَيُقَال إِنَّه سمع صَبيا يَقُول لآخر اذْهَبْ إِلَى الْحَبْس فَقَالَ الْخطاب لي وَذهب إِلَى الْحَبْس فَبلغ السُّلْطَان فَأمر بِإِخْرَاج المحابيس فَكَانَ ذَلِك ببركته وَمَات سنة 705

1157 -

مُحَمَّد بن حمد بن عبد الْمُنعم بن حمد بن منيع بن أبي الْفَتْح الْحَرَّانِي التَّاجِر الْمَعْرُوف بِابْن البيع ولد سنة 681 وَسمع جُزْء البانياسي بِقِرَاءَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية على عمته سِتّ الدَّار بنت مجد الدّين ابْن تَيْمِية حَاضرا فِي سنة 683 وَسمع بقرَاءَته أَيْضا على عبد الْوَاسِع الابهري شَيْئا من الْمَغَازِي لِابْنِ إِسْحَاق رِوَايَة يُونُس بن بكير وَسمع ثلاثيات البُخَارِيّ

ص: 171

على ابْن قوام الرصافي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفضل ابْن عَسَاكِر وَابْن القواس والعقيمي وَآخَرُونَ وَذكر البرزالي فِيمَن سمع سنَن أبي دَاوُد على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم ابْن البيع الْحَرَّانِي فَيحْتَمل أَنه سقط اسْم أَبِيه وَكَانَ يُمكنهُ ذَلِك أَو هُوَ عَمه وَهُوَ آخر من حدث عَن عبد الْوَاسِع وست الدَّار وَعَائِشَة بنت الْمجد عِيسَى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 772 وَقد جَاوز التسعين وَقد أجَاز لعبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز ابْن جمَاعَة

1158 -

مُحَمَّد بن حمد بن أبي الْفَتْح الْحلَبِي شمس الدّين بن شرف الدّين حضر فِي الرَّابِعَة على بيبرس العديمي جُزْء البانياسي أَنا الكاشغري وَذَلِكَ فِي سنة 685 وَحدث بِهِ فِي سنة 760 سَمعه مِنْهُ ابْن عشائر وقرأت اسْمه فِي أَسمَاء شُيُوخ حلب بِخَط مُحَمَّد بن يحيى بن سعد الدّين كَانُوا بعد الْأَرْبَعين

1159 -

مُحَمَّد بن حَمْزَة بن عبد الْمُؤمن الأصفوني أَمِين الدّين الشَّافِعِي كَانَ فَقِيها فَاضلا متدينا ولي الحكم بأماكن من الصَّعِيد وَمَات سنة 722

1160 -

مُحَمَّد بن حَمْزَة بن معد الفرجوطي مجد الدّين كَانَ فَاضلا دينا من نظمه

(يَا سيد أسندنى جاهه

بِجَانِب عز بِهِ جَانِبي)

(عساك أَن تنظر فِي قصَّة

وَاجِبَة تطلق لي واجبي) مَاتَ بفرجوط سنة 713

1161 -

مُحَمَّد بن الْخضر بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عَليّ تَاج الدّين

ص: 172

ابْن الزين خضر كَانَ فِي ابْتِدَاء أمره كَاتب درج بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نقل إِلَى كِتَابَة سر حلب فباشرها من أَوَائِل سنة 33 إِلَى سنة 39 فصرف وَأقَام بِمصْر بطالا إِلَى أَن رتب فِي موقعي الدست بعناية الْأَمِير طاجار ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق سنة 46 فِي شعْبَان فِي سلطنة الْملك الْكَامِل فباشرها إِلَى شهر ربيع الآخر سنة 747 وَمَات وَقد جَاوز السِّتين وَكَانَ مشكور السِّيرَة متواضعا محبا لأهل الْخَيْر قَالَ غَيره وَكَانَ يحب قَضَاء حوائج النَّاس وَلَا ينظر إِلَى الْبَذْل

1162 -

مُحَمَّد بن خلف بن كَامِل بن عَطاء الله الشَّيْخ شمس الدّين الْغَزِّي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد سنة 716 بغزة ثمَّ قدم دمشق وَسمع من أبي الْحسن الْبَنْدَنِيجِيّ وشمس الدّين ابْن النَّقِيب واشتغل وتميز وبرع فِي الْفِقْه وَأفْتى ودرس وَجمع وَألف كتاب ميدان الفرسان وناب فِي الحكم عَن القَاضِي تَاج الدّين السُّبْكِيّ وَقَامَ مَعَه فِي محنته قيَاما عَظِيما وحاقق عَنهُ وَغَضب مِنْهُ البُلْقِينِيّ فَانْتزع مِنْهُ الناصرية ثمَّ استعادها الغزى بمرسوم سلطاني وَلما عَاد تَاج الدّين استنابه وعظمه وَكَانَ قد جمع زَوَائِد الْمطلب على الرَّافِعِيّ فِي عدَّة مجلدات وَكَانَ يديم الِاشْتِغَال ويستحضر الْمَذْهَب مَعَ الْإِحْسَان للطلبة وَيُقَال إِنَّه كَانَ يستحضر الرَّافِعِيّ وغالب مَا فِي الْمطلب مَعَ مُشَاركَة فِي الْفُنُون وَدين وَعبادَة ولين جَانب رَحمَه الله

ص: 173

مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 770

1163 -

مُحَمَّد بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن شاهنشاه بن حبيب بن سرُور بن عَليّ ابْن شاد بن خَلِيل بن عبد الله الاربلي الصُّوفِي سمع من غَازِي الحلاوي وَأبي بكر الْمَقْدِسِي وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ يَدعِي أَن جده الْأَعْلَى شاهين وَكَانَ كثير التِّلَاوَة مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 732 وَله سبع وَسِتُّونَ سنة

1164 -

مُحَمَّد بن خَلِيل بن عَليّ الارمنتي الاوسي الطودي كَمَال الدّين ابْن علم الدّين قَرَأَ على جمال الدّين مُحَمَّد بن سراج الدّين بن أبي الْوَفَاء وَعبد الله ابْن يحيى بن عراق بن عبد الْمُنعم بن أبي الْحرم بن عَليّ بن شبْل بن حُسَيْن ابْن الْهَيْثَم الشَّافِعِي الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الاقصري كَانَ من جملَة أَصْحَاب التقى الصَّائِغ قَرَأت إِجَازَته للشَّيْخ زكي الدّين أبي بكر بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى القوصي بقوص فِي سنة 775 وَوَصفه بالفقيه الْفَاضِل وفيهَا شَهَادَة عبد الله بن التَّاج وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن النظام وَمُحَمّد بن حَمْزَة ابْن مُحَمَّد بن عَليّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَقِيق الْعِيد ويوسف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن دَقِيق الْعِيد وَعبد الْغفار بن مُحَمَّد بن عبد الْغفار وَجَمَاعَة لقِيه بعض أَصْحَابنَا بقوص بعد الْأَرْبَعين وَقد عمي وَقَرَأَ عَلَيْهِ بالسبع وَأَجَازَهُ وَمَات بعد ذَلِك فِي أول سنة 744

1165 -

مُحَمَّد بن خَلِيل بن أبي بكر بن مُحَمَّد المراغي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَذّن بالخانقاه الصلاحية شرف الدّين بن صفي الدّين سمع من أَبِيه وَغَيره وَحدث

ص: 174

1166 -

مُحَمَّد بن دانيال بن يُوسُف المراغي الْموصِلِي الْحَكِيم شمس الدّين الكحال الْفَاضِل الأديب تعانى الْآدَاب ففاق فِي النّظم وسلك طَرِيق ابْن حجاج ومزجها بطريقة متأخري المصريين يَأْتِي بأَشْيَاء مخترعة وصنف طيف الخيال الشَّاهِد لَهُ بالمهارة فِي الْفَنّ وَله أرجوزة سَمَّاهَا عُقُود النظام فِيمَن ولي مصر من الْحُكَّام وَكَانَ كثير النَّوَادِر وَالرِّوَايَة توجه مرّة صُحْبَة الْأَمِير سلار إِلَى قوص فاتفق أَن بعض الخصيان الَّذين فِي خدمَة الْأَمِير توجه إِلَى النزهة فِي بُسْتَان مَعَ شخص من أَتبَاع الْأَمِير يُقَال لَهُ الحليق فبحث الْأَمِير عَنْهُمَا إِلَى أَن وجدهما فَأَرَادَ معاقبتهما فَنَهَضَ ابْن دانيال فَقَالَ يَا خوند احْلق ذقن هَذَا القواد وَأَشَارَ إِلَى الحليق واخص هَذَا الْخَادِم وَأَشَارَ إِلَى الْخصي فَضَحِك الْأَمِير سلار وَسكن غَضَبه وَأَعْطَاهُ الْأَشْرَف فرسا ليركبه إِذا طلع القلعة للْخدمَة فَرَآهُ على حمَار أعرج فاستدعاه وَسَأَلَهُ فَقَالَ يَا خوند بِعْت الْفرس وزدت عَلَيْهِ واشتريت هَذَا فَضَحِك مِنْهُ وَدخل على سلار وَقد قطع الْوَزير راتبه من اللَّحْم فتعارج فَقَالَ مَا لَك قَالَ لي قطع لحم فَضَحِك وَأمر برده عَلَيْهِ وَحكى ابْن سيد النَّاس قَالَ أجتزت بِهِ فِي جمَاعَة فَقَالُوا تَعَالَوْا نتمازح مَعَه فنهيتهم فَأَبَوا فَقَالُوا لَهُ وَهُوَ يكحل فِي حانوته يَا حَكِيم تحْتَاج إِلَى عصيات فَقَالَ لَا إِلَّا إِن كَانَ مِنْكُم من يَشْتَهِي أَن يَقُود طلبا للثَّواب فليجىء قَالَ فَقلت لَهُم أَنْتُم ظلمتم أَنفسكُم هَكَذَا ذكر الصَّفَدِي عَن ابْن

ص: 175