الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما سعود فعنده حقيقة إن الإسلام موجود في سائر المشارق والمغارب لكن لا يمكنه نفوذ أوامره في طلب الملك إلا بعد عودة إبائه، ففعل فعلهم في الدعوة التي هم أسسوها، وبعده أبنه عبد الله بن سعود الذي ختمت به دولتهم بقهر عزيز مصر، محمد علي باشا وجميع ملكهم ما عدا مائة سنة. وفي قول آخر ثمانون، والأصح أنه مائة، فسبحان من أوجد وأعدم، وتفرد بالبقاء الأدوم منشييء الملوك ومملكها ومنظرها ومهلكها ذو الحكمة البالغة والقدرة البارعة والأخذ الشديد لكل جبار عنيد، ذو المن والكرم، والعفو للعظم ومهلك عاد وأرم، كم أوجد وأفنى، وأغنى وأقفى، خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى فحتم على نفسه بالدوام، وعلى سائر خلقه بالفناء وجعلهم ما بينهم مختلفين إلا من رحم، ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك فسبحانه من عزيز لا يرام، ومنيع لا يضام ومقتدر لا يعجزه الانتقام قلله الحمد إلا وجد والبقاء السرمد.
الفصل السابع
في قبائل العراق
أما العراق من البصرة إلى عانة طولاً فمن بواديه المعروفون " المنتفق " الذين شيخهم الآن " حمود الثامر على الإطلاق، هم قبائل متعددة فمنهم " الشبيب " زبدتهم في المهمات نجدتهم ذوو الأنفس الأبية والشيم العربية، الكماة المشهورين والحماة المذكورين، باعهم في المجد طويل وطباعهم إلى طلب الحمد تميل، هباتهم متواصلة وأكفهم لنيل ما راحته من المحامد وأصلة يكرمون النزيل ولا كلل، ويطفئون الليل مما أشتعل بأياد تمكن الغوادي وسوادي من تغيث الصوادي، شادوا المكارم وأبادوا المحارم، يُقتدى بهم في الفضائل ويهتدي بأواخرهم كالأوائل سنوا مكارم الأخلاق وبنو للحرب.
أرفع رواق، والشبيب المذكورون أربع فرق كلهم مشهورون. وهم " آل محمد " الذين منهم الشيخ، والصقر والراشد والمغامس وهذه الأربع فرق، ألفا خيال وثلاثة آلاف سقماني، وأتباعهم من القرى المتعلقة بهم كثيرة.
منهم " بنو منصور " و " بنو خيقان " و " وأهل الجزائر " قيمة ثمانية آلاف.
ومنهم المنتفق - بنو مالك - خيلهم ألف وخمسمائة وسقمانهم خمسة آلاف وجملة أموالهم البقر والغنم ولم يكن لهم إبلاً.
ومن المنتفق - الأجود - عدد خيلهم ألفي خيال وأربعة آلاف سقماني ذات بقر وغنم أموالهم.
ومنهم - بنو سعيد - عدد خيلهم ألف، وسقمانهم ألفان، هؤلاء المذكورين كلهم أسم المنتفق، فأما جانب البصرة الشرقي منهم " الباوية " ألف خيال تتبع شيخ كعب. ومنهم " كعب " ذوو الطعن والضرب سماح النفوس جمال الطروس ذو الجاه العريض وأساة المريض والكرم ألجم والحلم الأتم.
ومنهم وهم قبائل العراق " بنو حكيم " المؤملين ولا تأميل طالب القيم وهم ساكنين بين السماوة وديرة المنتفق. فرسانهم خمسمائة خيال وألفا سقماني.
ومنهم " الخزاعل " نازلين غربي السماوة القول فيهم أنهم السحاب إذ انهالت والأسود إذا صالت كرام شجعان، وشجعانهم أكرم من كان، نفوسهم على الكرام محافظة ولا مخازي فيهم إلا إنهم رافضة، شرقوا في العلى واتهموا وغربوا في نيلها، وأشأموا بحمدهم طارقهم، ويشتغل بذكراهم مفارقهم والمذكورون تنقسم أربع قبائل كل منهم الحمد نائل أبناء رجل واحد وهم: الشبيب والصقر والحاج عبد الله، وآل غانم يقال لهم " السلمان " عددهم ستة آلاف سقماني وأربعة آلاف من الفرسان ومن الخزاعل " المذكورين "، " عفك " والأقرع وجليحة.
" الفتلة " كل قبيلة من هؤلاء ألفين سقماني، وأما مكاسبهم الحراثات في الشلب على الأنهار المتصلة ليلاً ونهاراً، ومنهم " آل بعيج " ومنزلهم من الخزاعل إلى المشهد " النجف " وهؤلاء أقدم الناس إلى الجود وإغاثة المنجود وأسرع إلى داعي القتال من دفع القوس للنبال خبزهم متصل وشرهم منفصل ورملتهم لا تخطيء وجفناتهم لا تبطئ نجدة الظلاحات وجذوة الظلمات، وعمدة الكرامات، تخشاهم الهيجاء وتقصدهم العلياء، ذوو طباع لينة، ومحامد بينه، أما فرسانهم ثمانية عددهما، وسقمانها ألفان مددها، أموالهم الإبل للنجاب ليس لبقر والغنم لهم بباب.
ومنهم " آل واوي " مائتان خيال وخمسمائة سقماني ومنهم " آل قشعم " ذوو السنان الأغشم والعطر لمن سم حماة الظعون وما آل الظنون، الحائزون الفضل عن أقرانهم، والشاقة البيضاء في غرة زمانهم، أزمة الحرب ومداتها ورؤسائها وكماتها، أعجز سعيهم غيرهم أن يناله وأنجز وعدهم من بارق الوسم من خياله، حلوم ولا جهل، وممد الكرمات، والأهل أرديتهم العجاج، وأسلحتهم الرماج، ما قاموا فخاموا ولا أنعلوا جيادهم إلا وأعدائهم كالجهام، سقمانهم ألفان، وفرسانهم خمسمائة ولم يتعاطوا الرمي والبنادق.
ومنهم " الزقاريط "، بالقرب من سيدنا الحسين وهؤلاء أظرف الفرسان مجاولة، وأمنعهم محاولة وأكرم الحواضر والبوادي وأنطلق لساناً في اجتماع النادي وأقدم في عزائمهم وأصدم.
لمقاومهم عددهم ثلاثمائة فارس وخمسمائة مداعس ومنهم " زبيد " بين الحلة والخزاعل وهم ثلاث قبائل " آل جحيش والسلطان والسعيد " شيخهم يعرف " شفلح " القول فيهم إنهم آمال الطالب وعجالة الراكب، والبحر العذب للمسالم والحرب العطب للمقاوم، ضدهم محزون وعرضهم مخزون، لا تتبع أحلامهم الأهواء، ولا ثميل سفؤهم للأدنى كلهم أبناء كرام جرم، إنهم أزكى فعالا وأصدق أقوالا وأقوى للحرب إذا نزلت عليهم والمانعيها غير تائبة إليهم.
فرسانهم ألف خمسمائة وسقمانهم ستة آلاف بلا كفاية.
ومنهم " الرفيع " ذوو الإبل النجاب والخيل العراب، والمن الوافر بلا حجاب تشهد لهم أعداؤهم بالفضل وتستنجد بهم العلياء في السهل والجبل، غابتهم قصوى، وقناعتهم لا تلوى.
ومنهم " ربيعة " كرام الطبيعة ذوو القباب الرفيعة والأكف المنيعة، منازلهم من واسط إلى بغداد، قد عمرها السخاء، وأشادوا وافتخروا على أمثالهم، وقصر كل نوال عن نوالهم.
سقمانهم ألفان وفرسانهم مائة وعشرون.
ومنهم " زوبع " المعروفون والكرام المألوفون السالكون مسالك الحمد والمالكون أزمة المجد ذوو العفو عند المقدرة والسخاء بلا معذرة.
سقمانهم ألفان وفرسانهم المعدودة مائتان.
ومنهم " شمر " الجانب الشرقي من الدجلة المسخرة، كبيرهم محمد البردي ومشكور الزوين، وهؤلاء لم يجد اللؤم عليهم مدخل، ولم يذكر في أحدهم قول إنه جبان أو يبخل بخيلين إلا في النوال، وجبن إلا في النزال، سادتهم أحلامهم فأعلت أعلامهم، وتشابهت لياليهم بأيامهم، كلهم طالب فخر وقد خره ذخر، ومع هذا كله لم يعرفوا الرمي بالبنادق ولكن سقمانهم بالرماح المعدودة للكفاح ألفا سقماني، وألف فارس لا كثر ولا واني.
ومنهم " بنو لام " ذوو القدرة والتحام والإكرام لنزيلهم والإنعام، وهذه القبيلة السامية الجليلة، تنقسم فرقتان وهم " البلاسم " وآل عبد الخان وشيوخهم " عرار وعلي خان " عددهم ثلاثة آلاف سقماني، وأما الخيل فألفان كلهم فرسان.
ومنهم " آل كثير " ضد المتقدم ذكرهم وهم شجرة الكرم وإساءة العدم وحماة الحرم يولون جميلهم، ولا يهبون قليلهم، خصالهم أشرف خصال وأفعالهم أكرم الفعال، ورثوا المكارم والمفاخر كابوا عن كابر، وما ونوا ولا آبوا بصفقة الخاسر، هم سواة الفضل ونجله، نزلوا بين الحويزة ودجلة فأصفت لهم هبوبها الأجسام، وملكهم أقدامهم أقصى غاية المرام، حتى انقلوا المشترى بأقدامهم، وصلوا ذروة المجد بأعلامهم وأفاضوا على العائل من فيضهم، وألغوا بذكائهم بين مشتاهم وقيضهم، ذوو جرد سلاهب وبيض قواضب، طوبى لمواليهم، والويل كل الويل لمعاويهم، وهؤلاء المشار إليهم، سقمانهم ألفان وفرسانهم ألف ومائتان.
ومنهم بنو " تميم " غير الماضي ذكرهم ذوو غبطة ومال وخيل ورجال ومسكنهم المعروف باسم ديالى ذات نعم وأرزاق وكرم وأخلاق أسوة للمتكرم وقدوة للمتعلم، ونجدة للمتظلم يحمدهم الطارق ويستغيث بهم الفارق، قسمهم أو من قسم، ومروقهم في الحرب أدهى من مروق السهم، أقدم من الأسود، وأعد في تحكيم الأعداء معه ثمود، وأكرم من حاتم طي، وأحلم قبائل الحي سقمانهم ألفان، وفرسانهم سبعمائة.
ومنهم " الدليم " وهم غربي الفرات، ينقسمون أربع فرق وهم " آل بورديني، وآل بو فهد، وآل بو علوان، والمحامد " كل قبيلة من هؤلاء مائتان وخمسون فارس، وألف سقماني لكنهم أبطال إذا صالوا كرام إذا نالوا، يحمون الحي ينجيع الدم ويمطون الظهور ويحلون الصدور.
ومنهم " الجنابيون " شيوخهم " فدعم، ومرشد " وهم ذوو سطوة مهلكة وهبة مملكة، وكفاح بالسيوف وانشراح للضيوف، ومؤاساة للغائل وإدراك للجمائل، خير مكتسب للثناء، ومشيد البناء، وهادي لطريق المحامد والمنى. وأما عددهم سقماناً، فألف، وأما فرساناً فمائتان.
ومنهم سكان جانب دجلة الشرقي بين بغداد وكركوك " العزة " ذوو المجد والعزة، والشوق للمكرمات ولا شوق كثير عزة، القول فيهم أنهم أمام المكرمات وغمام المعصرات، والأخذ الوبيل لمن نازأهم، والركن المنيع لمن والأهم، وما آل المؤمل رفدهم وزاد المتحمل من عندهم وقرة عين الخائف، وقال المستنطق والعائف. فرسانهم خمسمائة لم يعرفوا الرمي.
ومنهم " العنبقية " ذو الأعراض النقية، القول فيهم إن أكفهم ضمرات السحاب وحماة النجائب، وأفضل أقرانهم وأجمل من طلب المدح من أهل زمانهم، كم أتاقوا من واحد وايتموا ولد على فراق والد، وما سلكوا طريقة حمد الألم يهيأ لهم من طلبها زنداً ولا احجبوا ناراً للقتال إلا وجعلوا وقودها صناديد الرجال، ولا طرقهم طارق بحشاشة إلا وبثادر. وقيل زادهم البشاشة، ومع هذا المجد الوافر والجود المتكاثر ينام أحدهم جائع مخافة من الطارقين بالليل الخاشع، ولم يتعاطوا الرمي بالبنادق سوى إنهم إذا نادى، منادي الويل، أجابته الجرد السوابق، وأما عددها في الحساب لا في الكفاية فالمعروف منها ثلاثمائة.
ومنهم " الكروية " ذو المجد والأرومة وأكرم أقرانهم خوولة وعمومة وهم خلف جبل حمرين المخصوص بالبركات في سائر السنين.
السنين، ولو أردت تبيان مفاخرة لورطني ذلك وأوهمني إنه من أشجار الآخرة مما لا يدرك عدة ولا وقف أحد على منتهى حدة من العنب والتبن والرومان والزيتون، والمتشابه من أشجاره البالغة وأقماره الطالعة، ذو التشاكل والألوان صنوان وغير صنوان، فاكتفيت بالأقتطار مخافة الاختصار، وأما المشار إليهم والمسند الثناء عليهم منهم إغراس عربة، والمنشئين بربرية أكرم من ثلوجة وأبها من أثماره في برجه، وأنفع من الزلال للظمآن، وأنجح من هلاك الضد من النعمان، فرسانهم ثمانمائة فارس، وأما الرماة فما عندهم مورد ولا حارس.
ومنهم " آل بيات " ذوو قرى وبوادي وفضائل سابقة وبوادي وجيادها باب الأغادي، سموا إلى الذروة العليا، وجنوا المكارم الأحلام في الدنيا، وهؤلاء المذكورين والكماة المشهورين بين كركوك إلى بغداد في أطيب الأرض أرضاً، وأنعم الناس زاداً وأقرب مصادفة للأهوال وأعذب مشرباً للطارق في سود الليالي فاقوا لمحامدهم الأوائل، وورثوا السماح والجرأة فما بكر بن وائل لو شبهتهم بحاتم في الجود لأصبت أوقستهم بابن الزبيبة في الهيجاء لما كذبت.
وأما فرسان البيات من البيات من هذه القبائل المذكورات فستمائة فارس. وأما عن عرب الجزيرة ما بين بغداد إلى أورفا طولاً وعرضاً من البيرة إلى ماردين وممشاة طولاً أثنى عشر يوماً وممشاة عرضاً ستة أيام، ومن الموصل إلى عانه عرضها ستة أيام شرقها وبوسط الجزيرة المذكورة " جبل سنجار " المشهور، وبه جملة قرى متعددة.
وهو جبل منيع وأهله عصاة للحكم خارجين عن جملة الأديان ليس لهم معتمد وقال بعض العارفين بهم أنهم يعبدون الشيطان لعنهم الله وأيان - ولم يقدر عليهم أحد من وزراء بغداد إلا الوزير الأفخم المغفور له ما تأخر من ذنبه وما تقدم " علي باشا " أعلى الله تعالى منازله بالجنان وتغمده بالرحمة والرضوان، فإنه الذي سار عليهم بعساكره، وحكم السيوف فيهم وقتل منهم جمل عديدة وأسر منهم أسرى ولم يتمكن من ولايته استئصالاً، وأما ما في هذه الجزيرة من المدن المشهورة، فالموصل وأورفا وعانة وقرى لا تعد، وأما عربانهم الموجودين منهم: - " آل عبيد " وهم ينقسمون إلى أربع فرق منهم " آل بو شاهر، وآل بو حمد وآل بو علقي وآل بو هيازة " مساكنهم بين بغداد والموصل، وهم ألفا فارس ولم يتعاطوا الرمي بالبنادق.
ومنهم " طي " وهم ذرية حاتم الطائي الذي هو أشهر من دبر السماء لم يعارضه أحد بالكرم ممن خلق الله من العرب والعجم، وأخباره ليست مجهولة ولا مكذوبة، سانيدها المنقولة، وماذا أقول فيهم ولم يتركوا مقالاً لقائل، القول فيهم أنهم درة القبائل لم يدرك المادح حصر فضائلهم ولم يقف العائم بحر مكارمهم على ساحلهم، فاقوا الأمم باكتساب الشيم، وأعلوا نيران القرى على البقاع فأخبارهم نار على علم، أشجع لدى القراع، وأرفع أقرانهم بقاع، وأطولهم في طلب العلياء باع، وأما مساكنهم بين الموصل وماردين، وهم لا يستعملون البنادق، وأما فرسانهم فألفا فارس.
ومنهم " شمر " وهم من ذرية حاتم المذكور من سكان الجزيرة وهم أكرم العشائر عشيرة وأرفعهم عماداً وأكرمهم أخوالاً وأجداداً وأصحهم من ذكر المكارم أسناداً وأقدم في الحرب وإن جردت سنانها الغضب ولو أجهدت أقلامي في لغتهم، وساعدت أيامي كما أدركتهم، ولكن الكثير على القليل يحمل ويكفي اللبيب عن المفصل مجمل، وشيخ هؤلاء المشهورين سلماً وحرباً يقال له " الجرباء "، وأما سقمانهم فألفا، وفرسانهم ألف ومائتان.
ومن شمر قبيلة يقال لها " الصليح " وما شبه آخر هؤلاء، المرموقين بأولهم، وفي الحقيقة هم في السبق لاستدراك الجميل فضلهم كرام بأموالهم وأسود عند استبسالهم، يقتحمون الواهي ويجنبون النواهي، ولم يخب لمؤملهم أمل، ولم يبطلوا لعاملهم على هذه الطريقة، منشغلين زحل، عددهم ألف سقماني وستمائة من الفرسان، وهم تبع أيوب بن تمر باشا ومنهم " الملية " وهم تحت حكم تيمور باشا والآن تحت حكم أبيه أيوب ومسكنهم أرض الرها، القول فيهم أنهم أولوا النهى والمعتلين قدراً والمنتعلين السهى ذوو هبات زاهيات وجياد عاديات ونفوس أبيات لم يسمح الدهر بأمثالهم ولم يسر في ضرب الجميل سوى أمثالهم، يسبق أقوالهم فعلهم ويلحق جواد غيرهم بفلهم، وهم أسوة المتآسين، ونجدة الطارق المرسى.
عددهم أربعة آلاف سقماني وألف وخمسمائة فارس.
ومنهم " الخضر " ذوو العيش النضر والجيش المضر القامعين المعادين مسكنهم بين نصيبين وماردين لم يبق لغيرهم مطعماً إلا من خيرهم ولم تعارضهم السحب الروائح إلا بتكرار حمدهم والمدائح فاقوا من قبلهم فاشتاقوا أهل زمانهم بعض فضلهم، ولم يدرك لهم غاية ولا وقف على نهاية، وأما الحرب منهم ولدها والبالغوا شدهما والمعجلى قراها ببيض قواضب وجرد سلاهب.
وأما خيلهم فما تجاريها الرياح، ولا تباريها خطوات البارق إن لاح، عددها سبعمائة سابق وألف من الرماة الحواذق.
ومنهم على ساحل الفرات بالجزيرة من الخابور إلى البيرة، " الجبور " غير الماضي ذكرهم، والمشاد فخرهم، وهؤلاء أشبه ممن قبلهم وفد يدركوا فضائل غيرهم، ولم يدركوا من فضلهم سقمانهم ألفان وخيالتهم ألف.
ومنهم " العقيدات " بجانب الشامية القول فيهم أنهم ذهاب المحن وأرباب المدن وبدر الليل، وإن أجن، عوايدهم جميلة، وفوائدهم جليلة سقمانهم ألفان، وفرسانهم ثمانمائة.
ومنهم " البقارة " ذوو الهبات السارة والكتائب المارة الذين هم مآل النجا وساق الرجا ورواق الخائف وقوام المتجانف، سيوفهم أطول من ظلال الرمح، وأكفهم ابيض من نوالها وجه الصبح، ولو لم يكن لهم إلا إكرام ضيفهم الطارق لكفاهم هذا المجد الخارق.
وأما فرسانهم خمسمائة وسقمانهم ألف.
ومنهم " ألبو شعبان " السالكون في أفعالهم مسالك أكرم العربان القول فيهم قول المتبع آثارهم، العارف بأسرارهم، إنهم عماد المكرمات " وحياة الرفاه " وقصب دائرة الحروب والشهب المنيرة، ونعم العشيرة لتنفيس الكروب، صريعهم لا يرجى قيامه إلى يوم القيامة.
فنعم الطاغين وأكرم، وبئس لمطاعنيهم وأشام. خمسمائة سقمانهم، ومائتان فرسانهم ومنهم بجانب الشامية " العفادلة " و " الولدة " ذوو البأس والشدة والغياب والنجدة، الذين هم يفاع المكرمات وبقاع الرياض الناظرات بجهدهم النزيل ويستقلون له الجزيل، ولو يتركوا لسواهم مسلكاً من مسالك الجميل.
عددهم سقماناً ألفان وفرساناً ألف ومائتان.
ومنهم " آل بو محمد " وهم أشبه بالماضين في المكرمات ونيلها وخوض بحورها المهلكات بليلها، والفضل يدل نشره عليه وشبيه الشيء منجذ إليه. وأما فرسانهم مائتان وسقمانهم خمسمائة.
ومنهم " بنو سعيد " ذوو البأس الشديد والسنان الحديد السابقون في المجد والمدركون الحمد في هزلهم والجد.