المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ما أميلك! فجاء النرجس المبهوت طرفه، وكتم الآس عبير أنفاسه - الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر

[محمد بن حمد البسام]

الفصل: ما أميلك! فجاء النرجس المبهوت طرفه، وكتم الآس عبير أنفاسه

ما أميلك! فجاء النرجس المبهوت طرفه، وكتم الآس عبير أنفاسه وعرفه، وجاءت شجرة الرمان برمانها الأكبر فقالت: هي أغنى أهل زمانها وأفخر، وأقبلت رايات الكروم بخمرها فابتسمت، فإذا العتيق بثغرها وجاءت التفاحة من جنتها إليها فأقسمت أنما سرقت من وجنتيها، فلما أخجلت الأشجار بغنائها، واستنطقت الأطيار بلغاتها نظرت للجميع نظرة المزدري، فقالت: أين رضوى من المشترى! وأخجلتا من جنب الجلال والتبديل بالهداية سبل الظلالة عرضتهم على روح القدس وصياً، وجلبتهم إلى صنعاء اليمن وشياً وما أراكم إلا كحامل الكمون إلى كرمان أو النبطي تفاصيح على معد بن عدنان. ويحكم والله ما أرضى مثلكم لي شبيه ولواحدكم أبن أم المجد وأبيه، ولكن ينظر الناظرون، ويشهد الحاضرون أني أرفع البلاد عماداً، وأنفع للعباد نيل المراد، أليس الزخارف لي فرس.

والرفاف لي عرش، والجنان بحوزتي والدنان بكوزتي وأن العنب ليشبه الرطب وأن الخوخ والرمان لذو نسب، ولو علمتم معرفة فواكهي لحكيتم العجب، وها أنا تزخرفت وأزيت وأتيت جوامع الفضل، وبنيت من أسواقي بواعث الأشواقي وأرزاقي حوادث، الآفاقي، فلو أعربت عن خزاعبي لقضيم العطر من عجائبي ما هن سوى لؤلؤ مكنون عجين ليوم ضحكت ثغور سعدة فأبرزت البراقع ما لا تعلمون، أما الشعر فداجى، وأما الرف فساجى، والحكمة في الثغور فدعوا الشعور لكن الوجنات جنات وأنتم يا جنات موكلون بالأقراط، وذلك صراط ما يتجاوزه المربد إلا بشفاءة الجيد، وذلك الوساوس، فدعوا الوساوس واقرؤوا هود فتلك النهواد، وأحذر الشيح فإنما الكسح من أعظم الأخطار وأما الزنار فدونه السيد المنصور المؤيد ودعو الأوراك فما أدراك يا طالب الجم أن يغشك اليم، فأعرضه عن هذا وأنت يا ذا طلبت النفوذ بين الفخوذ مواصل السيد وكم شيد ذلك الغارز حرب مبارز، وقد قدم ساق على قدم يريد الوصول لتلك الفضول، فكيف يدري، تساوي وتلك الفتاوى. أدنى بصناعتي وبصنع استطاعتي، وأني لغرة الدهر لا حر ولا قر، وكلي خير ولا شر ولو كشفت سرى الغامض ولاح برقى الوامض بحرت الأذقان جميع الممالك بالحصر، واستغفر الله عن بلاد مصر، فلما علمت الأشجار بفخرها، وأعيت المعاول نحت صخرها تابوا توبة الناصح وأبو أوبة المعترف بلثاغته للمتفاصح قال المؤلف أيد الله سعودة وأنجز له بالصالحات وعوده، قد عزمت على تكميل هذه الكراريس بالإبداع في صحائفها بالأراجيز والتجنيس، فأعترض على صاحبها الأجل، وقال: أمتنع عن الخمر بالخل ودع الميل للأسجاع والتطبع بهذه الطباع فأغضض من جهرك وأعرف قيمة دهرك وهلبك انتقلت المشتري هل تجد لجواهرك مشتري فوالله لقد أيقظني من سنة وأحسن إلي أي حسنة وندمت على تقصيري إذا عرفت مصيري.

‌الفصل الثاني

‌أولاً:

في معرفة عرب تهامة

هم طوائف متعددة وتحت حكم السيد الأعظم والهمام الأقدم السيد الشريف حمود بن محمد أبو مسمار الحسني.

منهم " عدوان " المعروف من خيلهم ألفي خيال وأربعة آلاف سقماني وهم أهل شجاعة وحمية وإكرام للضيوف وأرضهم لا حارة ولا باردة ولبسهم من أكسف الملابس وهم أكثر صولاتهم على حربهم في الليل ومنهم " الزرانيق " خيالهم ألف وسقمانهم خمسة آلاف وأفعالهم تجانس من قبلهم. ومنهم " آل مغيد " ألف خيال وألفا سقماني، وادي نجران على ما يتعلق به خمسة آلاف خيال وعشرون ألف سقماني ومنهم " ذوو رشيد " من وراء " جبل الطور " ألفا خيال وعشرة آلاف سقماني، ومنهم " عبيدة " أكبرهم أبن حرملة - تسعة آلاف خيال وعشرون ألف سقماني.

ومنهم " المع " خمسمائة خيال وألفا سقماني.

" وعسير " خمسة آلاف خيال وثلاثون ألف سقماني، وإنما هم سميوا عسير على أسم جبل هم ساكنية، وهم أعظم أجناسهم بالرمي بالبنادق وكانوا حين تغلب عليهم " الوهابي " يكرههم في غزواته حتى أنهم يمشون على أرجلهم طال الميسر أو قصر وكبيرهم اسمه " طامي "

ص: 3