المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم الدعوة الفردية وأهميتها في تربية الأجيال بقلم عقيل - الدعوة الفردية وأهميتها في تربية الأجيال

[عقيل المقطري]

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم الدعوة الفردية وأهميتها في تربية الأجيال بقلم عقيل

بسم الله الرحمن الرحيم

الدعوة الفردية وأهميتها في تربية الأجيال

بقلم عقيل بن محمد بن زيد المقطري

‌مقدمة

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

فإن الدعوة إلى الله عز وجل من أفضل القربات إليه، قال تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ويقول نبينا محمد عليه الصلاة والسلام: «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»

والدعوة إلى الله عز وجل تنقسم بالنسبة إلى المدعو إلى قسمين:

الأول: دعوة جماعية وتتمثل بالخطب والمواعظ والدروس.

الثاني: دعوة فردية وهي التي تهتم بتربية الفرد المسلم التربية السليمة مع المتابعة.

والناظر إلى واقع الدعاة إلى الله يجد أنهم في الغالب يقومون بنوع واحد من الدعوة - وهي الدعوة الجماعية - والقليل من يهتم بالدعوة الفردية والتي هي في الواقع لا تقل أهمية عن الدعوة الجماعية بل قد تكون أهم.

إن الدعوة الفردية يمكن أن يقوم بها طلبة العلم المبتدئين لأنها لا تحتاج إلى مثير علم.

ص: 1

لذا رغبت أن أكتب في هذا الموضوع رسالة صغيرة الحجم لتكون نبراسًا يستضيء بها الدعاة إلى الله ولتكون حافزًا لإحياء هذا النوع من أنواع الدعوة خاصة في قلوب الشباب الذين لا يتحملون قسطًا من أعباء الدعوة فلا يدعون غيرهم ولا يجهدون أنفسهم في سبيل الله عز وجل بل يكتفي أحدهم بنفسه فتراه يتبع الدروس والمحاضرات ولا يدعو غيره ولا يرغب في أن يكون سببًا لهداية غيره والله المستعان.

أسأل الله عز وجل أن ينفع بهذه الرسالة إنه سميع مجيب.

وكتب:

أبو عبد الرحمن عقيل المقطري

تعز / اليمن

ص: 2

* ما المراد بالدعوة الفردية؟

المراد بالدعوة الفردية: (دعوة الأفراد) أي دعوة الناس منفردين فالفردية هنا من حيث المدعو، ويقابل هذا: دعوة الناس مجتمعين من خلال الدروس والمحاضرات؛ ولا نريد به (العمل الفردي) الذي يقابله (العمل الجماعي) فالفردية في هذا النوع من حيث الداعي منفردًا بعمله مستقلًا بآرائه.

* أهمية الدعوة الفردية:

إن أهمية هذا النوع من أنواع الدعوة تنبثق من أهمية الدعوة إلى الله من حيث هي فالدعوة إلى الله تعالى على بصيرة واجبة على المسلمين قال تعالى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} سورة آل عمران: آية 104

ويقول {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} سورة النحل: آية 125

ص: 3