المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الأخلاق الفاضلة: - الدعوة الفردية وأهميتها في تربية الأجيال

[عقيل المقطري]

الفصل: ‌ الأخلاق الفاضلة:

17 -

‌ الأخلاق الفاضلة:

يقول الله عز وجل مادحًا نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم: آية 4

فالأخلاق الفاضلة من أجمل ما يتحلى به الداعية فبها يستطيع الداعية أن يكسب الكثير من المدعوين. ونظرًا لأنه كان إذا أمر بشيء بدأ بنفسه فقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن. رواه مسلم رقم (746) .

ومن أهم هذه الأخلاق:

أ - التواضع: «ومن تواضع لله رفعه الله» . النووي على مسلم 16 / 141.

ومن تواضعه عليه الصلاة والسلام:أنه كان يقضي للناس حوائجهم حتى كانت الجارية لتأخذ بيده عليه الصلاة والسلام فتطوف به في المدينة.وكان عليه الصلاة والسلام يسلم على الصبيان.

وقد وصف الله المؤمنين أنهم {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} المائدة:آية 54.

فيجب على الداعية أن لا يغفل عن هذا الخلق العظيم، إلا أن بعض الدعاة لكثرة مشاغلهم يصدر منهم تصرف يبدو للمدعوين أنه متكبر فلا يفتح الداعية هذا الباب على نفسه وعليه بالصبر.

ص: 42

ب - الحلم: وهو أمر مهم للداعية وله أسوة حسنة بخيرة خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال:«كنت ماشيًا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة قال أنس: فنظرت إلى صفحة عاتق النبي وقد أثرت فيها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال الأعرابي: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمر له بعطاء» . الفتح 10 / 503.

فانظر إلى حلمه وتواضعه عليه الصلاة والسلام على هذا الأعرابي.

فيلزم الداعية التخلق بهذا الخلق الحسن ولكن لا يصل به الحال إلى درجة الذل فأحيانًا يصفح عمن أساء إليه لأنها من صفات المؤمنين وأحيانًا أخرى ينتصر لنفسه لتظهر قوته ومكانته ويرهبه أعداء الله عز وجل. قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} سورة الشورى: آية 39.

ص: 43