الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
صلة الداعية بالله تعالى:
إن صلة الداعية بالله تعالى من أهم الأسباب لنجاح الداعية في عمله وهذه الصلة تكون بالتقرب إلى الله تعالى بجميع أصناف العبادة وخاصة الدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى. ففي الحديث الصحيح «الدعاء هو العبادة» رواه أبو داود 2 / 76-77 والترمذي 5 / 211، 5 / 374-375،5 / 456 وابن ماجه 2 / 1258
فالداعية إلى الله يخوض في معارك كلما انتهت معركة نشبت أخرى ولا يمكن أن ينتصر ما لم يكن ناصرًا لشرع الله. قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} سورة محمد: آية 7
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله عز وجل: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه» الفتح 11 / 34. .
فلاح الداعية هو الصلة بالله عز وجل خاصة في هذه الأزمنة التي تتحالف فيها قوى الشر على الإسلام والمسلمين. ولهذا كانت وصية الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة أن يكثر من الاتصال به ومن التقرب إليه فقال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} سورة المزمل: آية 1-2
وهكذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس فقال له: «احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك» تحفة الأحوذي 7 / 219. وهذه الوصية ليست خاصة بابن عباس وإنما هي للأمة كلها إلى قيام الساعة.
ينبغي للداعية أن يحافظ على السنن ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وأن يحرص على إحيائها ولا يستهين بسنة من هذه السنن وإنه من جملة الفواقر التي أصيب بها المسلمون وجود فئة منهم يقسمون الدين إلى قشور ولباب ويعنون بالقشور تلك السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وليت الأمر يتوقف عن ذلك بل الأدهى من ذلك هو أنهم يحتقرون من طبق تلك السنن.