المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أدلة خلود النار من الكتاب - الرد على من قال بفناء الجنة والنار

[ابن تيمية]

الفصل: ‌أدلة خلود النار من الكتاب

وحديثا، بل إلى الساعة لم أعلم أحدا من الصحابة قال: إنها لا تفنى، وإنما المنقول عنهم ضد ذلك ولكن التابعون نقل عنهم هذا وهذا.

‌أدلة خلود النار من الكتاب

وأما القرآن، فالذي دل عليه وليس في القرآن ما يدل على أنها لا تفنى، بل الذي يدل عليه ظاهر القرآن أنهم خالدون فيها أبدا، كما أخبر الله عز وجل (1) في غير موضع، وأخبر أنهم يطلبون الموت (2) ، والخروج منها (3) ويطلبون تخفيف العذاب (4)، فلا يجابون: لا إلى هذا ولا على هذا، وأخبر أنهم ماكثون فيها (5) ، وأخبر أنهم {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} (6) .

وقال تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا} (7) ، {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ} (8) .

وقال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} (9) .

(1) بالأصل "ذلك" وما أثبته هو الموافق للسياق.

(2)

كما في قوله تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} سورة الزخرف، الآية: 77 وسيأتي ذكر المؤلف لها، قريبا.

(3)

سيأتي ذكر المؤلف للآية قريبا.

(4)

الآيتان 49-50 من سورة غافر، وسيأتي ذكر المؤلف لهما قريبا.

(5)

كما في آية الزخرف 77.

(6)

سورة فاطر، الآية 36.

(7)

سورة فاطر، الآية 37.

(8)

سورة المؤمنون الآيتان: 107-108.

(9)

سورة الزخرف، الآيات: 74-78.

ص: 72

وقوله: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} أي: يميتنا، وهكذا قال المفسرون مثل: السدي وابن زيد وغيرهما.

قال السدي: يقضي علينا بالموت، وقال ابن زيد: القضاء هاهنا: الموت (1) . وكذلك قال سائر المفسرون (2)، وهذا كقوله تعالى:{لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} (3) .

وعن الفراء في قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} إلى قوله تعالى (4) . {يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} (5) . وذلك أن القضاء هو الإكمال والإتمام، والأمر المقتضى (6) هو الذي قد مضى وفرغ.

وبالموت تنقضي حياة الإنسان، فقال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} (7) .

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} (8) .

(1) تفسير الطبري- جامع البيان- 25/99.

(2)

انظر: "معالم التنزيل للبغوي" 4/146، "وزاد لابن الجوزي" 7/330، و" تفسير القرآن العظيم" لابن بن كثير 4/135.

(3)

سورة فاطر، الآية:36.

(4)

ليست بالأصل وأثبتها من عندي للتوضيح.

(5)

سورة الحاقة، الآيات: 25-27.

(6)

في صلب النص هكذا "المقضى" ومصوبة بالأصل كما أثبتها.

(7)

سورة غافر، الآيتان: 49-50.

(8)

سورة البقرة، الآيتان: 161-162.

ص: 73