الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهذه النصوص وأمثالها في القرآن تبين أنهم خالدون في جهنم لا يموتون ولا يحيون (4) ، وأنهم (5) يسألون هذا وهذا فلا يجابون.
وهذا يقتضي خلودهم في جهنم - دار العذاب - مادام ذلك العذاب باقيا ولا يخرجون منها مع بقائها وبقاء عذابها، كما يخرج أهل التوحيد، فإن هؤلاء يخرجون منها بالشفاعة، وغير الشفاعة مع بقائها، كما يخرج ناس من الحبس الذي فيه العذاب مع بقاء الحبس والعذاب لذي فيه على من لم يخرج.
أحاديث الشفاعة
وهكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "صحيح مسلم"(6) :
عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم، فأماتهم الله
(1) في الأصل هكذا" يجزي" وما أثبته هو قراءة حفص، كما في رسم المصحف.
(2)
سورة فاطر، الآيتان: 36-37.
(3)
سورة الأنعام، الآيتان: 27-28.
(4)
كتب فوقها في الصلب ط يخرجون" مع الإشارة إلى كونها جاءت هكذا في نسخة أخرى.
(5)
في الصلب "فإنهم" ومصوبة بالهامش كما أثبتها.
(6)
الحديث سبق تخريجه ص 56.
إماتة حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر (1) ، ضمائر فبثوا (2) على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل" (3) .
وفي "الصحيحين"(4) عن أبي هريرة في الحديث الطويل الذي فيه المرور على الصراط، والشفاعة، وقال فيه:"حتى إذا فرغ الله من القصاص بين العباد، فأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله ممن أراد الله أن يرحمه، ممن يقول: لا إله إلا الله فيعرفونهم بأثر السجود، وتأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم يفرغ الله من القصاص بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار"، وذكر صرفه عن النار، ثم تقدمه إلى الجنة، ثم إلى بابها، ثم إدخاله (5) الجنة، وانه يعطيه ما تناه، مثله معه (6) .
ورواه أبو سعيد، وقال:"وعشرة أمثاله"(7) .
(1) هم الجماعات في تفرقة" النهاية لابن الأثير" 3/71.
(2)
في الصلب" فيبثون" ومصوبة بالهامش كما أثبتها، وهي الموافقة للفظ الحديث في مسلم.
(3)
قوله "حميل السيل" هو ما يجيء به السيل من طين أو غثاء أو غيره" "النهاية" لابن الأثير 1/442.
(4)
في الصلب" الصحيح" كتب فوقها "الصحيحين" مع الإشارة لكونها جاءت هكذا في نسخة أخرى، وأثبتها لمطابقتها لورود الحديث في الصحيحين، كما سيأتي تخريجه هامش 5-6 في نفس الصفحة.
(5)
في صلب الأصل "يدخله" ومصوبة بالهامش كما أثبتها.
(6)
"صحيح البخاري" مع شرحه "فتح الباري""كتاب الرقاق" - باب: الصراط جسر جهنم "13/453 حديث رقم 6573 "وصحيح مسلم" "كتاب الإيمان" باب معرفة طريق الرؤية 10/163، حديث رقم 299 ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي.
(7)
"صحيح مسلم" - المصدر السابق 1/167.
وكذلك في "الصحيحين" من حديث أبي سعيد قال: "حتى إذا خلص المؤمن من النار، فو الذي نفي بيده، من أحد بأشد منا شدة لله في استيفاء (1) الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون: ربنا كانوا يصمون معنا، ويصلون ويحجّون، فيقول (2) : أخرجوا من عرفتوهم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا، وقد أخذت النار إلى نصف ساقيه، وإلى ركبتيه، فيقولون: ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به، فيقول: ارجعوا، فمن وجدتهم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقا كثيرا، إلى أن قال: ثم يقول: ارجعوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقا كثيرا".
وكان أبو سعيد الخدري يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث، فاقرءوا إن شئتم:{إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} (3) .
فيقول الله: شفعت الملائكة، وشفعت النبيون وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة، يقال له: نهر الحياة، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السبيل، قال: فيخرجون كالؤلؤ في قاربهم الخواتيم، يعرفهم أهل الجنة، هؤلاء عتقاء الله، الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه، ثم يقدموه، ثم يقول: ادخلوا الجنة، فما رأيتموه فهو لكم، فيقولون: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين، فيقول: لكم عندي أفضل من هذا،
(1) لفظ مسلم "استقصاء" أي تحصليه من خصمه.
(2)
في الهامش بالأصل مقابله "فيقال" مع الإشارة لكونها جاءت في نسخة أخرى.
(3)
سورة النساء الآية:40.
فيقولون: يا ربنا، وأي شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضاي، فلا أسخط عليكم بعده أبدا" (1) .
وفي رواية: "من إيمان" بدل قوله: "من خير"، قال فيه: "فيقول الجبار: قد بقيت شفاعتي، فيقبض قبضة من النار، فيخرج أقواما قد امتشحوا فليقيهم في نهر بأفواه الجنة
…
" الحديث (2) .
ولم يقل: "لم يعملوا خيرا قط".
وفي "الصحيحين" عن ابن (3) مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها، وآخر الجنة دخولا الجنة: رجل يخرج من النار حبوا، فيقول الله له: اذهب: فادخل الجنة، فيأتيها، فتخيل إليه أنها ملآى - إلى أن قال -: فيقول الله له: اذهب، فإن لك عشرة أمثال الدنيا - أو - إن لك الدنيا، وعشرة أمثالها"(4) .
وفي رواية لمسلم: فيقول له: "تمن، فتمنى، فيقال له: لك الذي تمنيت، وعشرة أضعافه"(5) .
(1)"صحيح البخاري" مع شرحه "فتح الباري" - كتاب التوحيد - باب: قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} 13/439 وصحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب طريق معرفة الرؤية 1/167 واللفظ له.
(2)
كما في رواية الإمام البخاري - المصدر السابق نفسه.
(3)
كذا في صلب الأصل ومقابلته بالهامش "أبي" مع الإشارة" لكونها جاءت هكذا في نسخة أخرى، وما أثبته هو الموافق لما في "الصحيحين" كما سيأتي تخريجه.
(4)
" صحيح البخاري" مع شرحه "فتح الباري" - كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار 11/426، "صحيح مسلم" كتاب الإيمان - باب آخر أهل النار خروجا 1/173 رقم الحديث:308.
(5)
المصدر السابق نفسه 1/174.
وهذا يوافق حديث أبي سعيد من وجهين:
وكذلك لمسلم من حديث جابر: "مثل الدنيا وعشرة أمثالها"(1) ، كما في اللفظ الأول في حديث ابن مسعود.
وفي حديث جابر في "الصحيحين" أن رسول الله صلى لله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى يخرج ناسا من النار، فيدخلهم الجنة"(2) .
وفي رواية: "إن الله يخرج قوما من النار بالشفاعة"(3)، ولمسلم من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم، حتى يدخلون الجنة"(4) .
وللبخاري عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج قوم النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة، فيسمون الجهنميين".
وللبخاري، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يخرج قوم من النار بعد ما "مسهم" (5) منها سفع (6) ، فيدخلون الجنة، فيسمون الجهنميين"(7) .
(1) المصدر السابق نفسه 1/178.
(2)
" صحيح البخاري" مع شرحه "فتح الباري" كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار 11/424-425، صحيح مسلم "واللفظ له - كتاب الإيمان - باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها 1/178، حديث رقم 317.
(3)
نفس المصدرين السابقين، واللفظ لمسلم والحديث برقم 318.
(4)
"صحيح مسلم"- الإيمان حديث رقم 308- باب آخر أهل النار خروجا 1/173.
(5)
كذا في البخاري، والذي في صلب الأصل هكذا" بعد مفاهم منها" عليها علامة صح ومقابلتها بالهامش كتب هكذا، "ما يسمهم منها" عليها أيضا علامة صح، وقد أثبت لفظ البخاري، لأنه مصدر الرواية الذي عزاها المؤلف إليه، وفي الرواية الثانية له "ليصبن أقواما سفع من النار ثم يدخلهم الله الجنة" البخاري مع الفتح 13/434 حديث رقم 7450.
(6)
أي أثر من النار "النهاية" 2/374.
(7)
المصدر السابق نفسه حديث رقم 6559.
وأحاديث الشفاعة فيمن يخرج من النار كثيرة فيخرج من النار كثير منها عدة أحاديث "9/ب" في "الصحيحين".
وفي حديث أنس: ذكر فيه الشفاعة مرة بعد مرة، وأنه صلى لله عليه وسلم قال في الآخرة، "فأقول: أي رب، ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله فيقول الله عز وجل وعزني وجلالي، وعظمتي وكبريائي، لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله" (1) .
وفي رواية لمسلم: "ليس ذلك لك، أو إليك"(2) .
(1) الحديث أخرجه البخاري ومسلم، وقد تقدم العزو إليهما "ص61".
(2)
"صحيح مسلم" كتاب الإيمان - باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها 1/182 حديث رقم 336.