الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحيوان " للدميري، أو " ثمار القلوب " للثعالبي أو " مقامات " بديع الزمان للفصل في قضايا السُنَّة فذلك هو التزييف الشديد.
ولقد كانت ظاهرة تسجيل أحاديث القُصَّاصِ ونوادر المجالس من السموم الناقعات التي أفسدت العلم الصحيح واعتمد عليها أهل الباطل، حتى قال ابن الجوزي:«ما أمات العلم إلا القصاص» . وللسيوطي كتابه " تحذير الخواص من أكاذيب القُصاص "، وقد أورد فيه فصلاً في إنكار العلماء على القُصاص ما أورده من أباطيل.
وحين تراجع تلك الشبهات المثارة حول السُنَّة فيما أورده محمود أبو رية، أو حول الشريعة الإسلامية فيما أورده علي عبد الرازق، نجد واضحًا أَنَّ النصوص كلها المعتمد عليها مستمدة من كتب الروايات، ونوادر المجالس، لا من كتب السُنَّة أو الفقه، وذلك هو المنهج العلمي الذي قدمه المستشرقون وأتباعهم لتزييف المفاهيم الأساسية والأصيلة بالاعتماد على كتب " ألف ليلة وليلة " و " الأغاني " وغيرها من كتب الشُعُوبِيِّينَ واعتبارها مراجع لمُضاهات العلم الصحيح، وإثارة الشُبُهات في وجه الحقائق العلمية الأصلية. ونحن نجد أَنَّ كل الذين حملوا لواء الشُبُهات حول السُنَّة النبوية قد اعتمدوا على مصدر أساس هو
كتاب جولدتسيهر " العقيدة والشريعة
" الذي ترجم وطبع بتوجيه
الدكتور طه حسين إبان إشرافه على «دار الكاتب المصري» اليهودية، وقد نقل أحمد أمين كثيرًا من الشبهات عن الحديث النبوي في كتابيه " فجر الإسلام " و " ضُحَاهُ " كما نقل عنه الدكتور علي حسن عبد القادر في كتابه " نظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي ".
وقد رَدَّدَتْ هذه الشبهات كُتُبٌ عِدَّةٌ: منها جورجي زيدان في كتابه " تاريخ التمدن الإسلام "، وإبراهيم اليازجي في كتابه " حضارة الإسلام في السلام " وفليب حتي في كتابه " تاريخ العرب المطول "، وَرَدَّدَ هذه الأفكار: كُتَّاب " دائرة المعارف الإسلامية "، وكارل بروكلمان في كتابه " تاريخ الشعوب الإسلامية " ومؤلف كتاب " السيادة العربية "(1) وكريمر في كتابه " الحضارة الإسلامية ".
ولا ريب أَنَّ هذه المؤلفات كلها تحمل أهواء الاستشراق والغزو الفكري في محاولة انتقاص السُنَّة النبوية، إلى جانب الشريعة والقرآن وتاريخ الرسول والفكر الإسلامي كله، ولا ريب أَنَّ دعوتها إلى إثارة الشبهات حول الحديث النبوي والدعوة إلى الاكتفاء بالنص القرآني عمل خطير، هو محاولة للفصل بين النص والتطبيق في الإسلام، وهو أخطر الجوانب وأهمها: هذا التطبيق المتمثل في «الأسلوب» الذي اتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم في تنفيذ النص القرآني، ومن هنا فإنَّ النص القرآني وحده لا يكفي المسلمين اليوم، ولا يحقق لهم إسلامًا
(1)[هو المستشرق فان فلوتن].