الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثاني
في فوائد التاريخ
منها: معرفة الآجال وحلولها وانقضاء العدد1 وأوقات التاليف ووفات الشيوخ ومواليدهم والرواة عنهم فيعرف بذلك كذب الكذابين وصدق الصادقين.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ} 2.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد والحاكم عن ميمون بن مهران قال رفع إلى عمر صك3 محله شعبان فقال: أي شعبان؟ الذي نحن فيه أو الذي مضى أو الذي هو آت؟
ثم قال لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: "ضعوا للناس شيئا يعرفونه من التاريخ فقال بعضهم: اكتبوا على تاريخ الروم.
فقال: إن الروم يطول تاريخهم يكتبون من ذي القرنين.
فقال: اكتبوا على تاريخ فارس.
فقال: إن فارس كلما قام ملك طرح من كان قبله.
1 جمع عدة وهي المدة بعد الطلاق أو الوفاة وغير ذلك.
2 سورة البقرة الآية: 282.
3 أي كتاب "خطاب" أو وثيقة بيع.
فاجتمع رأيهم على أن الهجرة كانت عشر سنين1 فكتبوا التاريخ من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن عدي: ثنا عبد الوهاب بن عصام أنبأنا إبراهيم ابن الجنيد أنبأنا موسى بن حميد أنبأنا أبو بكر الخرساني قال قال سفيان الثوري: "لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ".
وقال حفص بن غياث: "إذا اتهمتم2 فحاسبوه بالسنين" يعني سنة وسن من كتب عنه.
وقال حماد بن زيد:
"لم يستعن على الكذابين بمثل التاريخ".
1 أي مدة مكث النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين.
2 أي إذا اتهمتم راويا من الرواة.