الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الأدلة من القرآن]
أما الكتاب:
فقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 1.
وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 2 في ستة مواضع3.
1-
قال البخاري4 في صحيحه: قال مجاهد5:
"استوى: علا على العرش"6.
1 الآية 5 من سورة طه.
2 الآية 54 من سورة الأعراف.
3 المواضع هي: الأعراف (54) ، يونس (3) ، الرعد (2) ، الفرقان (59) ، السجدة (4) ، الحديد (4) .
4 أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري، كان مولده سنة (194هـ) ، صاحب الصحيح، كان يقول:"أحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح"، توفي سنة (256هـ) انظر تذكرة الحفاظ (2/122) .
5 مجاهد بن جبر المكي، تابعي إمام في التفسير، مات في السجود عام (104هـ) وقيل (103هـ) . انظر التذكرة (92) ، والتهذيب (10/42) .
6 انظر صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب {وَكَاَنَ عَرْشُهُ عَلَى المَاَءِ} (ص 1554) ط: دار السلام.
2-
وقال إسحاق بن راهويه1: [2 سمعت بشر3 بن عمر] قال4: سمعت غير واحد من المفسرين يقول: " {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} أي ارتفع"5.
3-
وقال محمد بن جرير الطبري6 في قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
1 إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، المعروف بابن راهويه المروزي.
قال عنه الخطيب البغدادي:"كان أحد أئمة المسلمين، وعلماً من أعلام الدين، اجتمع له الحديث، والفقه، والحفظ، والصدق، والورع، والزهد" توفي سنة (238هـ) . انظر تاريخ بغداد (6/345) .
2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، والتصويب من شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي.
3 بشر بن عمر بن الحكم الزهرانب الأزدي، ثقة، مات سنة نيف ومائتين. انظر الكاشف (1/156) ، وتقريب التهذيب (ص45) .
4 ساقطة من (ب) .
5 أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/397 برقم662) وأورده الذهبي في الأربعين في صفات رب العالمين (ص36، برقم3) .
6 في (ب)"الطبراني" وهو تحريف.
وهو محمد بن جرير الطبري، المؤرخ، المفسر، الإمام، كان مولده سنة أربع وعشرين ومائتين، روى الكثير عن الجم الغفير، صنف التاريخ الحافل، وله التفسير الكامل الذي لا يوجد له نظير، توفي سنة عشر وثلاثمائة للهجرة.
انظر البداية (11/145-147) .
الرَّحْمَن} 1:"أي علا وارتفع"2.
4-
وقال أبو عبيدة3: "أي صعد".
ذكره البغوي4 في تفسيره5.
(ق 2/ب) 5- وقال الفراء6: {ثُمَّ اسْتَوَى} أي صعد7، قاله ابن عباس8
1 الآية 59 من سورة الفرقان.
2 تفسير الطبري (1/192، 13/94، 19/28) .
3 معمر بن المثنى التيمي بالولاء، البصري، أبو عبيدة النحوي، من أئمة العلم بالأدب واللغة ولد سنة (110هـ) بالبصرة وتوفي بها سنة (209هـ)، له مصنفات منها: معاني القرآن وإعراب القرآن، والأمثال، وغيرها. انظر وفيات الأعيان (5/235-243) ، الأعلام (7/272) .
4 أبو محمد، الحسين بن مسعود بن محمد البغوي، الفقيه، الشافعي، المحدث، المفسر، كان بحراّ في العلوم، من مصنفاته "معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم"، و"التهذيب"، و"شرح السنة"، وغير ذلك توفي سنة (510هـ) . الوفيات (2/136-137) ، طبقات السبكي (4/214) .
5 انظر تفسير البغوي (2/165) ط: دار المعرفة.
6 أبو زكريا، يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسلمي المعروف بالفراء، الديلمي، الكوفي، كان أبرع الكوفيين وأعلمهم بالنحو واللغة والفنون والأدب، ولد سنة (144هـ) وتوفي سنة (207هـ) . انظر تاريخ بغداد (14/149) ، تهذيب التهذيب (11/212) .
7 في (ب)(قعد) .
8 عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات في الشعب، أثناء الحصار، وكان رضي الله عنه ترجمان القرآن وحبر الأمة لعلمه وفهمه، توفي سنة (84هـ) . الإصابة (رقم 4781) .
وهو كقولك: الرجل كان قاعداً ثم استوى قائما".
رواه عنه البيهقي1 في الصفات له2.
6-
وروى الدارقطني3، عن إسحاق الكاذي4 قال: سمعت أبا العباس ثعلبا5 يقول في {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} : "علا، واستوى الوجه:
1 أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي النيسابوري، حافظ علامة ثبت فقيه، من قدماء الأشاعرة، مات سنة ثمان وحمسين وأربعمائة.
انظر تذكرة الحفاظ (3/1132) ، وسير أعلام النبلاء (18/163) .
2 الأسماء والصفات للبيهقي (2/310) .
وذكره ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص264) وقال: "قلت: مراد الفراء اعتدال القائم والقاعد في صعوده عن الأرض".
3 علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي الدارقطني الشافعي، محدث، فقيه، مقرئ أخباري، لغوي، ولد سنة (306هـ) وتوفي في بغداد سنة (385هـ)
من مصنفاته: "السنن"، و "المعرفة بمذهاب الفقهاء". سير أعلام النبلاء (10/259-262) .
4 إسحاق بن أحمد بن إبراهيم الكاذي ـ نسبة إلى قرية من قرى بغداد يقال لها كاذة ـ ثقة، زاهد، توفي سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
انظر تاريخ بغداد (6/399) ، الأنساب (10/312) ، ومعجم البلدان (4/428) .
5 كتب في هامش الصفحة من (أ) و (ب)"هو أحمد بن يحيى الشيباني إمام الكوفيين في النحو واللغة، كان حجة، ثقة، [ديناً] ، صالحاً، مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة، [مقدماً عند الشيوخ مُذْ هو حدث] توفي في سنة إحدى وتسعين ومائتين".
وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (5/204) . وما بين المعكوفتين من تاريخ بغداد.
اتصل، واستوى القمر: امتلأ، واستوى زيد وعمرو: تشابها، واستوى إلى السماء: أقبل. هذا الذي نعرف من كلام العرب"1.
1 انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (3/399-400) .
والعلو للذهبي (ص155) ، والأربعين في صفات رب العالمين (ص37) برقم (5) .
واجتماع الجيوش الإسلامية (ص264-265) .
التعليق: قال ابن القيم رحمه الله: "إن لفظ (الاستواء) في كلام العرب الذي خاطبنا الله بلغتهم، وأنزل به كلامه نوعان: مطلق، ومقيد.
أ- فالمطلق: ما لم يوصل معناه بحرف مثل قوله تعالى: {وَلَمَابَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} الآية 14 من سورة القصص. وهذا معناه: كمل وتم، يقال استوى النبات، واستوى الطعام.
ب – وأما المقيد فثلاثة أضرب:
أحدها: مقيد بإلى كقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} الآية (29) من سورة البقرة، واستوى فلان إلى السطخ وإلى الغرفة، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى المعدى بإلى في موضعين من كتابه:
الأول: في سورة البقرة في قوله: {هُوَ اَلّذِيِ خَلَقَ لَكُم مَا ِفي اَلأرضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} .
الثاني: في سورة فصلت (الآية11){ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} وهذا بمعنى العلو والارتفاع بإجماع السلف.
والثاني: المقيد بعلى، كقوله تعالى:{لِتَسْتَوا عَلَى ظُهُورِهِ} (الآية13 من سورة الزخرف)، وقوله:{وَاسْتَوَت عَلَى الجُودِيّ} (الآية 44 من سورة هود)، وقوله:{فَاسْتَوَى، عَلَى سُوقِهِ} (الآية29 من سورة الفتح) وهذا أيضاً معناه العلو والارتفاع والاعتدال بإجماع أهل اللغة.
الثالث: المقرون بواو "مع" التي تعدي الفعل إلى المفعول معه، نحو استوى الماء والخشبة، بمعنى ساواها.
وهذه معاني الاستواء المعقولة في كلامهم". انظر مختصر الصواعق المرسلة (2/126-127) .
7-
وقال داود بن علي1: كنا عند ابن الأعرابي2 فأتاه رجل فقال: "ما معنى قوله: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} "؟. قال: "هو على عرشه كما أخبر. فقال: با أبا عبد الله إنما معناه استولى. فقال: "اسكت لا يقال
1 داود بن علي بن خلف الأصبهاني، الملقب بالظاهري، أبو سليمان، أحد الأئمة المجتهدين، ولد بالكوفة (201هـ) وتوفي ببغداد سنة (270هـ) .
انظر وفيات الأعيان (2/255) ، تاريخ بغداد (8/369) .
2 أبو عبد الله، محمد بن زياد ـ المعروف بابن الأعرابي ـ الكوفي، صاحب اللغة، كان أحد العالمين باللغة المشهورين بمعرفتها. ولد سنة (150هـ) وتوفي سنة (231هـ) على القول الصحيح. انظر وفيات الأعيان (4/309) .
استولى على الشيء [حتى] 1 يكون له مضاد فإذا غلب أحدهما قيل: استولى"2.
8-
وقال محمد بن أحمد بن [النضر] 3 سمعت ابن4 الأعرابي5
1 في (أ)(ب)"أو"، وما أثبته من (ج) .
2 أخرجه من هذا الطريق اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/399) رقم (666) .
والبيهقي في الأسماء والصفات (2/314) برقم (879) .
والخطيب في تاريخ بغداد (5/283-284) .
وابن قدامة في إثبات صفات العلو (ص119-120 برقم105) .
والعلو للذهبي (ص133) . وقال الألباني في المختصر (ص196) : "هذا إسناد صحيح".
والأربعين في صفات رب العالمين للذهبي (ص38برقم 7) .
وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص265) .
وأورده ابن حجر في فتح الباري (13/406) وعزاه إلى كتاب الفاروق للهروي.
3 في (أ) و (ب) و (ج)"النصر"، والصواب ما أثبته.
وهو محمد بن أحمد بن النضر الأزدي، ذكره ابن حبان في الثقات (9/152) وقال:"كتب عنه أصحابنا". ونقل الخطيب عن عبد الله بن أحمد ومحمد بن عبدوس يقولان: "ثقة لا بأس به" تاريخ بغداد (1/364) .
4 سبقت ترجمته في الفقرة (2) .
5 جاء في هامش (أ) "ابن الأعرابي كان رأساً في علم الغريب
…
".
صاحب اللغة يقول: أرادني ابن أبي [دؤاد] 12 أن أطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بمعنى استولى. فقلت: "والله ما يكون هذا ولا أصبته"3.
1 في (أ) و (ب) و (ج)"داود"، والصواب ما أثبته.
وهو أبو عبد الله أحمد بن أبي دؤاد فرج بن جرير بن مالك القاضي، كان من أصحاب واصل بن عطاء، فصار إلى الاعتزال، واتصل بالمأمون، فأصبح من جلسائه ومستشاريه، وهو ممن قاد فتنة القول بخلق القرآن وحسنها للمأمون ثم المعتصم من بعده ثم الواثق، وبعد وفاة المأمون تولى رئاسة القضاء إلى نهاية خلافة الواثق ثم عزل في أول خلافة المتوكل، وكانت وفاته سنة (240هـ) .
انظر تاريخ الطبري (11/49) ، الوفيات (1/81-91) .
2 جاء في هامش (أ)"ابن أبي دؤاد أحمد القاضي المشهور بالقيام على الإمام أحمد بن حنبل في المحنة، وكان في جماعة من موافقيه، فدعى كل منهم على نفسه بشيء عينه [] قولهم بخلق القرآن، ومامنهم من أحد إلا وأصابه [] ما دعى على نفسه، وكان هذا القاضي دعى على نفسه بالفالج، فمات بعد أن أسخط الله عليه الخليفة المتوكل الذي أظهر السنة ونصرها" ما بين المعكوفتين لم أستطع قراءته.
3 أورده ابن بطة في الإبانة "تتمة كتاب الرد على الجهمية"(3/166-167) رقم (124) .
والخطيب في تاريخ بغداد (5/283) .
وأخرجه من هذا الطريق اللالكائي في شرح أول الاعتقاد (3/399) برقم (667) .
وأخرجه الذهبي في العلو (ص133) من طريق الخطيب.
وقال الألباني في المختصر (ص195) : "إسناده حسن".
وأورده ابن حجر في فتح الباري (13/406) وعزاه لأبي إسماعيل الهروي في كتاب الفاروق.
وله طريق ثالث عن صالح بن محمد أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/314، برقم879) وإسناده صحيح.
التعليق: انظر مسألة إبطال التأويل الاستواء بالاستيلاء كتاب مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/144-149) ، ومختصر الصواعق المرسلة (2/126-152) .
9-
وقال أبو العالية الرياحي1: " {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} 2 أي ارتفع".
نقله البخاري عنه في صحيحه3.
10-
ورواه محمد بن جرير الطبري4 في تفسيره عن الربيع بن أنس5 عنه6.
1 أبو العالية، رفيع ـ بضم الراء - الرياحي، مولى امرأة من بني رياح، قال أبو بكر ابن أبي داود:"ليس أحد أعلم بالقرآن بعد الصحابة من أبي العالية"، توفي عام (93هـ) . انظر التذكرة (61) ، طبقات ابن سعد (7/112) ، واللباب (2/46) .
2 الآية 29 من سورة البقرة.
3 انظر صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب "وكان عرشه على الماء"(ص1554) .
4 في (ب)"الطبراني" تحريف.
5 الربيع بن أنس البكري أو الحنفي، بصري نزيل خراسان، صدوق له أوهام، رمي بالتشيع، مات سنة أربعين ومائة أو قبلها. انظر الكاشف (1/303) ، تقريب التهذيب (ص318) .
6 "عنه" ساقطة من (ب) . وانظر تفسير الطبري (1/191) .
11-
وقال البغوي فيه: قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف1: ارتفع إلى السماء2.
12-
وقال الخليل بن أحمد3 في {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} : "ارتفع إلى السماء4". رواه (ق21/أ) أبو عمر5 بن عبد البر6 في شرح الموطأ له7.
1 لفظة "السلف" ساقطة من (ب) . وفي (ج)"القرآن".
2 تفسير البغوي المسمى "معالم التنزيل"(1/59) عند تفسير قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنُ سَبْعَ سَمَواتٍ} الآية 29 من سورة البقرة.
3 أبو عبد الرحمن، الخليل بن حمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي، من أئمة اللغة، وهو أستاذ سيبويه، وأول من استخرج العروض وحصّن به أشعار العرب، ولد سنة (100هـ) وتوفي سنة (170هـ) له من الكتب المصنفة كتاب العين. انظر وفيات الأعيان (2/244-248) ، والفهرست للنديم (ص63-64) .
4 عبارة "إلى السماء" ساقطة من (ب) .
5 في (ج)"أبو عمرو". وهو تحريف.
6 أبو عمر، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي، إمام عصره في الحديث والأثر وما يتعلق بهما، قال الباجي:"أبو عمر أحفظ أهل المغرب"، من مؤلفاته:"التمهيد"، و"الاستيعاب"، و"جامع بيان العلم وفضله"، ولد سنة (368هـ) وتوفي سنة (463هـ) . انظر الوفيات (7/66-72) وتذكرة الحفاظ (1128) .
7 التمهيد (7/132) .
وقال تعالى: {إِلِيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيّبُ} 1.
{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} 2.
{بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ} 3.
{يَخَافُونَ رَبَّهُم مِنْ فَوْقِهِم} 4.
{يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيهِ} 5.
{أَأَمِنتُمْ مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأّرضَ} 6الآية7.
{ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} 8.
وَقَالَ فِرْعَوْنُ {اهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أَسْبَابَ
1 الآية 10 من سورة فاطر.
2 الآية 55 من سورة آل عمران.
3 الآية 158 من سورة النساء.
4 الآية 50 من سورة النحل.
5 الآية 5 من سورة السجدة.
6 الآية 16 من سورة الملك.
7 "الآية" ساقطة من (ب) .
8 الآيتان 3-4 من سورة المعارج.
السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا} 1.
يعني: أظن موسى كاذباًَ أن إلهه2 في السماء، ولو لم يكن موسى عليه السلام يدعوه إلى إله في السماء لما قال هذا؛ إذ لو كان موسى قال له: إن الإله3 الذي أدعوك إليه، ليس في السماء، لكان هذا القول من فروعون عبثاً، ولكان بناؤه القصر جنوناً4.5
1 الآيتان 36-37 من سورة غافر.
2 في (ج)"الله".
3 في (ب)"إلا إله"، وفي (ج)"الله".
4 انظر في هذه المسألة مجموع الفتاوى (5/172-173) .وأعلام الموقعين لابن القيم (2/302) .
5 التعليق: ما ذكره المصنف هنا من الآيات الدالة على إثبات العلو هو بمثابة الإرشادات وإلا فالقرآن مليء بالأدلة على إثبات صفة العلو.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وصف الله نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، بالعلو والاستيلاء على العرش والفوقية في كتابه في آيات كثيرة، حتى قال بعض أكابر أصحاب الشافعي: "في القرآن ألف دليل أو أزيد تدل على أن الله عال على الخلق، وأنه فوق عباده"، وقال غيره: "فيه ثلاثمائة دليل تدل على ذلك" اهـ. مجموع الفتاوى (5/226) .
فالقرآن الكريم من أوله إلى آخره مليء بما هو إما نص ظاهر في أن الله فوق كل شيء، وأنه عال على خلقه ومستو على عرشه، وقد تنوعت تلك الدلالات، فوردت بأصناف من العبارات.
_________
وقد أشار العلماء إلى ذلك التنوع في العبارة، ومن ذلك:
1-
التصريح بالفوقية مقرونة بأداة (من) المعينة لفوقية الذات نحو: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} [النحل:50] .
2-
ذكرها مجردة عن الأداة، كقوله:{وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام:18] .
3-
التصريح بالعروج إليه، نحو {تَعْرُجُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوُحُ إِلَيْهِ} [المعارج:4] .
4-
التصريح بالصعود إليه، كقوله:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ اَلكَلِمُ الطّيّبُ} [فاطر:10] .
5-
التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه، كقوله:{بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ} [النساء:158]، وقوله:{إِنّي مُتَوفَيّكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران:55] .
6-
التصريح بالعلو المطلق الدال على جميع مراتب العلو، ذاتاً، وقدراً، وشرفاً، كقوله:{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} {إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} .
7-
التصريح بتنزيل الكتاب منه كقوله: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الزمر: 1]، {تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:42] ، {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ} [النحل: 102] .
8-
التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده، وأن بعضها أقرب إليه من بعض، كقوله:{فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ} [فصلت:38]، وقوله {وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} [الأنبياء:19] .