المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[أقوال الصحابة] ذكر ما حفظ عن الصحابة رضي الله عنهم من - العرش للذهبي - جـ ٢

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌ ‌[أقوال الصحابة] ذكر ما حفظ عن الصحابة رضي الله عنهم من

[أقوال الصحابة]

ذكر ما حفظ عن الصحابة رضي الله عنهم من أقوالهم بأن الله في السماء على العرش، وذلك في حكم الأحاديث المرفوعة، لأنهم رضي الله عنهم لم يقولوا شيئًا من ذلك إلا وقد أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنهم لا مساغ لهم في الاجتهاد في ذلك، ولا أن يقولوه بآرائهم، وإنما تلقوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنه:

[أبو بكر الصديق1 رضي الله عنه]

101-

قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يعبد محمدًا فإنه قد مات، ومن كان يعبد الذي في السماء فإنه حي لا يموت".

أخرجه هكذا الدارمي2 بإسناد صحيح3، والبخاري في

1 عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب التيمي، أبو بكر بن أبي قحافة، الصديق الأكبر، وقيل اسمه (عتيق) ، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وله ثلاث وستون سنة. الإصابة (برقم4817) .

2 عثمان بن سعيد بن خالد، أبو سعيد، التميمي السجستاني، الدارمي نسبة إلى بني دارم، إمام علامة حافظ، مات سنة (280هـ) وقد جاوز الثمانين. طبقات الحنابلة (1/221) ، السير (13/319) .

3 أخرجه الدارمي في الرد على المريسي (ص463 -ضمن عقائد السلف) .وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص101-102، برقم70) .وأورده الذهبي في العلو (ص62) وعزاه لابن قدامة في العلو، وأورده أيضًا في الأربعين (ص56-57، برقم33) .وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص119) وعزاه للبخاري في تاريخه. وأصله في صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت (ح1242، ص244)، ط: دار السلام، وفيه "ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت".

ص: 159

تاريخه من حديث نافع1، عن ابن عمر.

[عمر بن الخطاب رضي الله عنه]

102-

وعن عبد الرحمن بن غُنْم2 قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "ويل لديان من في الأرض، من ديان من في السماء يوم يلقونه، إلا من أمر بالعدل، وقضى بالحق، ولم يقض على هوى، ولا على قرابة، ولا على رغب، ولا رهب، وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه"3.

1 نافع، أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور، من الثالثة، مات سنة (117هـ) أو بعد ذلك، من رجال الجماعة. التقريب (ص996) .

2 في (ب) و (ج)(غانم) ، وهو عبد الرحمن بن غنم الأشعري، مختلف في صحبته، وذكره العجلي في كبار ثقات التابعين، مات سنة (78هـ) . الإصابة (رقم 5183) .

3 أخرجه الدارمي في الرد على المريسي (ص462، -ضمن عقائد السلف) ، وفي الرد على الجهمية (ص104) .وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص120) ، وعزاه إلى أبي نعيم. وأورده الذهبي في العلو (ص63) ، وعزاه إلى سمويه في فوائده، من طريق الحافظ أبي نعيم بسنده الذي ذكره هنا، وقال أيضًا:"رواه بنحوه عقبة بن علقة البيروتي، عن سعيد بن عبد العزيز عالم أهل دمشق في عصر مالك، والليث، والحمادين".وقال الألباني: "إسناده صحيح". انظر مختصر العلو (ص103) .

ص: 160

قال ابن غنم: "فحدثت (ق39/أ) بهذا الحديث عثمان1، ومعاوية2، ويزيد3، وعبد الملك4".

1 عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي، أبو ليلى، أمير المؤمنين، ذو النورين، أحد السابقين الأولين والخلفاء الأربعة، والعشرة المبشرة، استشهد في ذي الحجة بعد عيد الأضحى سنة (35هـ) ، وكانت خلافته 12 سنة وعمره 80 سنة، وقيل أكثر من ذلك، وقيل أقل. الإصابة (برقم5450) .

2 معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب، بن أمية الأموي، أبو عبد الرحمن الخليفة، صحابي جليل، أسلم قبل الفتح وكتب الوحي ومات في رجب سنة (60هـ) وقد قارب الثمانين. الإصابة (رقم8070) .

3 يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي، أبو خالد، ولي الخلافة سنة ستين، ومات قبل المائة، سنة أربع وستين ولم يكمل الأربعين. الكامل لابن الأثير (4/49) ، الأعلام (8/189) .

4 عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي، أبو الوليد المدني ثم الدمشقي، كان طالب علم قبل الخلافة ثم اشتغل بها فتغير حاله، ملك ثلاث عشرة سنة استقلالا، وقبلها منازعا لابن الزبير تسع سنين، مات دون المائة وقد جاوز الستين. تاريخ بغداد (10/388) ، الأعلام (4/165) .

ص: 161

أخرجه أبو نعيم الحافظ1، عن ابن فارس2، عن سمويه3، عن أبي مسهر4، عن سعيد بن عبد العزيز5، عن إسماعيل بن عبيد الله6، [عن] 7 ابن غنم.

1 تقدمت ترجمته.

2 عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، أبو محمد، الأصبهاني، الشيخ، الإمام، المحدث، الصالح، مسند أصبهان، انتهى إليه علو الإسناد، ولد سنة (248هـ) ، توفي سنة (346هـ) ، السير (15/535) ، شذرات الذهب (2/372) .

3 إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، العبدي، أبو بشر، الأصبهاني المعروف بسمويه، الحافظ المتقن الطواف، صاحب الفوائد، توفي سنة (297هـ) ، تذكرة الحفاظ (ص566) .

4 عبد الأعلى بن مسهر الغساني، أبو مسهر الدمشقي، ثقة فاضل، من كبار العاشرة، مات سنة (218هـ) وله ثمان وسبعون سنة، من رجال الجماعة، التقريب (ص 562) .

5 سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحي التنوخي، أبو محمد ويقال أبو عبد العزيز، الدمشقي، ثقة إمام سواه أحمد بالأوزاعي، وقدمه أبو مسهر، لكنه اختلط في آخر عمره، من السابعة، مات سنة (167هـ) وقيل بعدها، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، والأربعة. التقريب (ص383) .

6 إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي مولاهم، الدمشقي أبو عبد الحميد، ثقة، من الرابعة، مات سنة (131هـ) وله سبعون سنة، أخرج له الجماعة إلا الترمذي. التقريب (ص142) .

7 ساقطة من (أ) و (ب) وما أثبته من (ج) .

ص: 162

103-

وعن عمر أيضًا أنه مر بعجوز1 فاستوقفته فوقف يحدثها فقال له رجل: "يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز" فقال: "ويلك أتدري ما هي؟، هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات، هذه خولة2 التي أنزل الله فيها {قَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ اَلتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} 3 ".

أخرجه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي"4.

1 في (ب)"بعجرور".

2 خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أسرم الأنصارية الخزرجية، صحابية مشهورة، هي التي ظاهر منها زوجها فنزلت فيها سورة {قَدْ سَمِعَ} ، ويقال لها خويلة، وزوجها هو أوس بن الصامت. الإصابة (4/282) .

3 الآية 1 من سورة المجادلة.

4 أخرجه البخاري في التاريخ (7/245) .وأخرجه عمر بن شبه في أخبار المدينة (2/394-395، 773-774) .وأخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (ص274 -ضمن عقائد السلف) .وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/322، رقم886) .وأورده ابن عبد البر في الاستيعاب (4/291 بهامش الإصابة) .وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص102-103، برقم 72) .وأورده الذهبي في العلو (ص63) وقال: "هذا إسناد صالح فيه انقطاع، أبو زيد لم يلق عمر".وأورده ابن كثير في التفسير (8/60-61) وعزاه لابن أبي حاتم وقال: "هذا منقطع بين أبي زيد وعمر، وقد روي من غير هذا الوجه".وأوردهما ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص120-121) .وله طريق آخر عن قتادة.

ص: 163

[عثمان بن عفان رضي الله عنه]

104-

وعن عبد الرحمن بن عوف1 رضي الله أنه لما أخذ البيعة لعثمان رضي الله عنه وبايعه الناس، رفع رأسه إلى سقف المسجد وقال:"اللهم اشهد".

رويناه في جزء فيه مقتل عمر رضي الله عنه2.

[عبد الله بن مسعود رضي الله عنه]

105-

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم".

1 عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة القرشي، الزهري، أحد العشرة المبشرين، أسلم قديما ومناقبه شهيرة، مات سنة (32هـ) وقيل غير ذلك. الإصابة (رقم5181) .

2 أورده الذهبي في العلو (ص63)، وقال قبله:"حديث في شأن بيعة عثمان، لا يصح إسناده وقال بعده رواه علماؤنا في جزء فيه مقتل عمر".

ص: 164

رواه اللالكائي1 2، والبيهقي3، بإسناد صحيح عنه4.

1 هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، أبو القاسم اللالكائي، نسبته إلى بيع اللوالك -وهي التي تلبس في الأرجل-، الشافعي، إمام حافظ، مجود، صاحب شرح أصول اعتقاد أهل السنة، توفي سنة (418هـ) . تاريخ بغداد (14/70) ، السير (17/419) .

2 أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/395-396، ح659) .

3 الأسماء والصفات (2/186-187، برقم751) .

4 أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (ص275 -ضمن عقائد السلف) .وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/242-243، ح149) .وأخرجه الطبراني في الكبير (9/228) .وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/688-689، ح279) .وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (7/139) .وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص104-105، ح75) .وأورده الذهبي في العلو (ص64) ، وعزاه لعبد الله بن الإمام أحمد في السنة، وأبو بكر بن المنذر، وأبو أحمد العسال، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ، واللالكائي، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر، وقال:"وإسناده صحيح".

وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص122) ، وفي مختصر الصواعق (2/210) .

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/86)، وعزاه للطبراني وقال:"رجاله رجال الصحيح".

ص: 165

ورواه أيضا (ق39/ب) أبو بكر بن المنذر1، وعبد الله بن أحمد بن حنبل2، وأبو القاسم الطبراني3، وأبو عمر بن عبد البر4، وأبو عمر الطلمنكي5، وغيرهم، وأبو أحمد العسال6.

106-

وعن ابن مسعود أنه قال: "من قال: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، تلقاهن ملك فعرج بهن إلى الله تعالى، فلا يمر بملأ من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن، حتى يجيء بهن وجه الرحمن".أخرجه العسال، وإسناده كلهم ثقات7.

1 محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، أبو بكر المكي، فقيه مجتهد، من الحفاظ، صاحب الكتب التي لم يصنف مثلها، توفي بمكة سنة (319هـ) . السير (14/490) ، طبقات الشافعية (2/126) .

2 تقدمت ترجمته.

3 سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير، أبو القاسم اللخمي الشامي، الحافظ، صاحب المعاجم الثلاثة، توفي سنة (360هـ) . السير (16/119) ، تهذيب ابن عساكر (6/240) .

4 تقدمت ترجمته.

5 أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو عمر المعافري الأندلسي الطلمنكي، بحر من بحور العلم، إمام مقرئ محدث مفسر، مات سنة (429هـ) وقد قارب التسعين. السير (17/566) ، طبقات المفسرين للداودي (1/77) .

6 تقدمت ترجمته.

7 أورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص252) ، وقال أخرجه العسال بإسناد كلهم ثقات.

ص: 166

107-

وعنه أنه قال: "إن العبد ليهمُّ بالأمر من التجارة والإمارة، حتى إذا تيسر له، نظر الله إليه من فوق سبع سموات، فيقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإنه إن يسرته له أدخله النار".

رواه أبو القاسم اللالكائي الشافعي، وغيره بإسناد صحيح عن خيثمة1 عنه2.

108-

وعنه قال3: "إن الله يبرز لأهل جنته في كل جمعة في كثيب من كافور أبيض، فيحدث لهم من الكرامة ما لم يروا مثله، ويكونوا في الدنو منه كمسارعتهم إلى الجمع".

1 خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي الكوفي، ثقة، وكان يرسل، من الثالثة، مات دون المائة بعد سنة ثمانين، من رجال الجماعة. التقريب (ص304) .

2 أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (-ضمن عقائد السلف- ص274- 275) .وأخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/668، ح1219) . وأورده الذهبي في العلو (ص64) وعزاه للالكائي وقال: "أخرجه اللالكائي بإسناد قوي، رواه الثوري عن الأعمش عن خيثمة". وأورده ابن القيم كما في مختصر الصواعق وقال: (إسناده صحيح) ، (2/210) ، وأورده أيضا في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص122-و254) .

(قال) ساقطة من (ب) .

ص: 167

أخرجه ابن بطة1 بإسناد صحيح، عن عمرو بن قيس2، عن ابن مسعود3.

1 عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري أبو عبد الله، ابن بطة الحنبلي مصنف كتاب الإبانة المشهور، إمام قدوة عابد، فقيه محدث، مات سنة (387هـ) وله أربع وثمانون سنة. طبقات الحنابلة (2/114) ، السير (16/529) .

2 لم أقف على من اسمه عمرو بن قيس في طبقة من يروي عن ابن مسعود إلا عمرو ابن قيس الذي ترجم له الذهبي في الميزان (3/285)، قال:"تابعي قديم، ذكره ابن المديني في المجاهيل". وقال ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (2/231) في ترجمة عمرو بن قيس الكندي: "وجملة من يأتي في الحديث (عمرو بن قيس) خمسة ليس فيهم من طعن فيه غير هذا"، أي عمرو بن قيس الكندي.

3 أخرجه ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الجهمية) ، (3/42، ح31) .

والدارقطني (ح165) ، من طريق ابن المبارك، أخبرنا المسعودي به، وهو حديث حسن لغيره و (ح166) ، من طريق الحسن بن عرفة حدثني شبابة بن سوار، عن المسعودي عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال:"قال عبد الله بن مسعود." فذكره. وعبد الله بن أحمد في السنة (1/259، ح476) . والطبراني في الكبير (9/273، ح9169) ، من طريق أبي نعيم ثنا المسعودي به. وأبو يعلى في إبطال التأويلات (2/287، برقم285) . قال الهيثمي:"رواه الطبراني في الكبير، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه". المجمع (2/178) . والمسعودي كان قد اختلط، إلا أن رواية أبي نعيم عنه صحيحة، لأنها قديمة قبل الاختلاط. وقد روي مرفوعا بلفظ:"إن الناس يجلسون من الله يوم القيامة على قدر رواحهم إلى الجمعات". رواه ابن ماجه (1094) بسند فيه مقال. وقد ضعفه الألباني في ظلال الجنة (620) . وللحديث شواهد من حديث أنس وحذيفة وابن عباس عند ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الجهمية)(برقم24، 26، 30) . وأورده الذهبي في العلو (ص65) وعزاه لابن بطة في الإبانة الكبرى. ولم أقف عليه بالإسناد الذي ذكره الذهبي (عمرو بن قيس عن ابن مسعود) .

ص: 168

[عبد الله بن عمرو1 رضي الله عنهما]

109-

وعن عبد الله بن عمرو أنه قال: "إذا مكثت النطفة في رحم المرأة أربعين ليلة، جاءها ملك فاختلجها، ثم عرج بها إلى الرحمن عز وجل، فيقول: اخلق يا أحسن الخالقين، فيقضي الله فيها ما يشاء، فيقطع رزقه وخلقه، فيهبط الملك بهما جميعا".

رواه أبو بكر النجاد2 من حديث ابن لهيعة3 وحديثه فوق (ق40/أ)

1 تقدمت ترجمته.

2 في (ج)(النجادي) .

وهو أحمد بن سليمان بن الحسن بن إسرائيل، أبو بكر النجاد، شيخ العلماء ببغداد في عصره، حنبلي من حفاظ الحديث، كُف بصره في آخر عمره، توفي سنة (348هـ) . تاريخ بغداد (4/189) ،طبقات الحنابلة (2/7) .

3 عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، أبو عبد الرحمن المصري القاضي، قال الذهبي:"العمل على تضعيف حديثه"، وقال ابن حجر:"صدوق اختلط بعد احتراق كتبه"، مات سنة (174هـ) وقد ناف الثمانين. الكاشف (2/122) ، التقريب (ص538) .

ص: 169

الضعيف ودون الحسن، ولهذا الحديث1 شواهد في الصحيح2.

[أبو هريرة رضي الله عنه]

110-

عن أبي هريرة قال: "يحشر الناس حفاة، عراة، مشاة، قياما، أربعين سنة، شاخصة أبصارهم إلى السماء ينظرون فصل القضاء، وقد ألجمهم العرق من شدة الكرب، وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي3".

1 في (ج)"دون الحسن، وللحديث".

2 أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/674-675، ح1236) . وإسناده ضعيف لأن فيه جعفر بن محمد الخراساني وهو مجهول، انظر الميزان (1/415) .

3 أورده الذهبي في العلو (ص65) وعزاه للعسال في كتاب المعرفة. وأورده ابن كثير في النهاية (2/205) ، بتحقيق محمد عبد العزيز. وأورده السيوطي في البدور السافرة في أمور الآخرة (ص90، باب29، ح6) وعزاه للبيهقي.

ص: 170

أخرجه أبو أحمد العسال من حديث المنهال بن عمرو1، عن عبد الله بن الحارث2، عن أبي هريرة.

[عبد الله بن عباس رضي الله عنهما]

111-

وعن عبد الله بن عباس قال: "فكروا3 في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله، فإن بين السموات إلى كرسيه سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك سبحانه وتعالى".

رواه البيهقي في "الصفات" وأبو الشيخ الأصبهاني4 في كتاب "العظمة" وغيرهما بإسناد حسن عنه5.

1 جاء في (أ) و (ب) و (ج)"المنهال عن بن عمرو عن عبد الله بن الحارث"، والتصويب من العلو للذهبي (ص65) . وهو المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم، الكوفي، قال الذهبي:"وثقه ابن معين"، وقال ابن حجر:"صدوق ربما وهم"، من الخامسة، أخرج له البخاري والأربعة. الكاشف (1/177) ، التقريب (ص974) .

2 عبد الله بن الحارث الأنصاري البصري، أبو الوليد، نسيب ابن سرين، ثقة من الثالثة، من رجال الجماعة. التقريب (ص498) .

3 في (ج)"تفكروا".

4 في (ج)"الأصفهاني" وهو خطأ. وهو عبد الله بن محمد، تقدمت ترجمته.

5 أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب العرش (برقم16) . والأصبهاني في الترعيب والترهيب (2/173) . وأبو الشيخ في العظمة (1/212) . والبيهقي في الأسماء والصفات (2/323، رقم887) .

وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص106-107) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص123)، وعزاه لعبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة وأورده ابن حجر في فتح الباري (13/383) وقال:"موقوف وإسناده جيد". وقال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص159) بعد أن ذكر من أخرج الحديث: "وأسانيدها ضعيفة ولكن باجتماعها تكتسب قوة، والمعنى صحيح". وأورده السيوطي في الجامع الصغير (1/132) ، وسكت عنه، كما سكت عنه المناوي في فيض القدير (3/292) . وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/396) ، وضعيف الجامع (3/39) .

ص: 171

112-

وعنه أنه جاءه رجل فقال: "إني أجد شيئا يختلف، أسمع الله يقول {أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا} 1 إلى قوله {بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} 2 فذكر الله تعالى خلق السماء قبل الأرض ثم قال في آية أخرى {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} 3 إلى قوله {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} 4 فذكر هنا خلق

(2) من الآية 27 إلى الآية 30 من سورة النازعات.

(4)

من الآية 9 إلى الآية 10 من سورة فصلت.

ص: 172

الأرض قبل السماء. فقال ابن عباس: أما قوله {أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا} فإنه خلق الأرض قبل السماء ثم (0ق40/ب) استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ثم نزل إلى الأرض فدحاها".

أخرجه البخاري في صحيحه1.

113-

وعن عبد الله بن أبي سلمة2 "أن ابن عمر بعث إلى ابن عباس يسأله: هل رأى محمد ربه؟ فبعث إليه أن نعم، فأرسل إليه ابن عمر: كيف رآه؟ فقال: رآه على كرسي من ذهب تحمله أربعة من الملائكة3".

1 أخرجه البخاري في صحيحيه كتاب التفسير باب تفسير سورة حم السجدة (ص1028-1029) ط: دار السلام. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص249-250) وقال: "وهذه الزيادة وهي قوله -ثم نزل إلى الأرض- ليست عند البخاري وهي صحيحة".

2 عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، التيمي مولاهم، ثقة، من الثالثة، مات سنة (106) ، أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي. التقريب (ص512) .

3 أخرجه ابن أبي شيبة في العرش (ح38) . وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/175-176، ح217) . وابن خزيمة في التوحيد (1/483-484، رقم275) . والآجري في الشريعة (3/1543 برقم 1034، و1035) . والبيهقي في الأسماء والصفات (2/361-362، رقم934) وقال: "هذا حديث تفرد به محمد بن إسحاق بن يسار، وقد مضى الكلام في ضعف ما يرويه إذا لم يبين سماعه فيه، وفي هذه الرواية انقطاع بين ابن عباس وبين الراوي عنه، وليس بشيء من هذه الألفاظ في الروايات الصحيحة عن ابن عباس". وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/24) . وأورده السيوطي في الدر المنثور (7/648) وعزاه لابن إسحاق.

ص: 173

أخرجه أبو عبد الله بن بطة1 في كتاب "الإبانة"، من حديث محمد ابن إسحاق2، وهو [على] 3 شرط أبي داود والنسائي وغيرهما.

114-

وصح عن جويبر4، عن الضحاك5، عن ابن عباس قال: "قالت امرأة العزيز ليوسف: إني كثيرة الدر والياقوت، فأعطيك ذلك

1 تقدمت ترجمته.

2 تقدمت ترجمته.

3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، والصواب ما أثبته.

4 جويبر بن سعيد يقال اسمه جابر وجويبر لقب، الأزدي، أبو القاسم البلخي نزيل الكوفة، راوي التفسير ضعيف جدًا، من الخامسة، مات بعد الأربعين ومائة. التقريب (ص205) .

5 جاء في (أ)(ب)"عن الضحاك وعن ابن عباس" والتصويب من العلو للذهبي (ص88) . أما الضحاك فهو ابن مزاحم الهلالي، أبو القاسم أو أبو محمد الخراساني، صدوق كثير الإرسال، من الخامسة، مات بعد المائة، وهو مفسر، ولم يثبت له سماع من أحد من الصحابة. التقريب (ص459) .

ص: 174

حتى تنفق في مرضاة سيدك الذي في السماء"1.

115-

وعنه أنه قيل له إن ناساً يقولون بالقدر فقال: "يكذبون بالكتاب، لئن [أخذت] 2 شعر أحدهم لأنصُوَنَّه3، إن الله كان على عرشه، وكتب ما هو كائن، وإنما يجري الناس على أمر قد [قضي] 4 [و] 5 فرغ6 منه"7.

1 أخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص96، 97) بسنده عن ابن عباس. وأورده الذهبي في العلو (ص88) وقال: (حديث جويبر بن سعيد -وهو واه- عن الضحاك عن ابن عباس) وذكره وقال بعده: "إسناده قوي عن جويبر". وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص250) .

2 في (أ) و (ب)"أحدث" وما أثبته من (ج) .

3 يقال نَصَوْتُ الرَّجُلَ أنْصُوهُ نَصْوًا، إذا مددت ناصيته، والمراد هنا أي أخذت بناصيته، وهي مقدمة رأسه. انظر النهاية (5/68) ، واللسان (15/327) .

4 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .

5 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) ، والتصويب من المصادر الأخرى.

6 في (ج)"على أمر قد فرغ".

7 أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب العرش (ح5) . والدارمي في الرد على الجهمية (ص266) . وابن جرير في تفسيره (29/17) . والآجري في الشريعة (2/770، برقم351) . وابن بطة في الإبانة الكبرى (2/106، ح98) . واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/396،ح660) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص105-106 برقم77) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص124) .

ص: 175

رواه سفيان الثوري وغيره، عن أبي هاشم1، عن مجاهد2 عنه.

116-

وروى عكرمة3 في قوله {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ} 4 عن ابن عباس قال: "لم يستطع (ق41/أ) أن يقول من فوقهم، علم أن الله من فوقهم"5.

رواه إبراهيم بن الحكم بن أبان6 وهو ضعيف، عن أبيه7،

1 إسماعيل بن كثير الحجازي، أبو هاشم المكي، ثقة من السادسة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد والأربعة. التقريب (ص143) .

2 تقدمة ترجمته في الفقرة (1) .

3 تقدمت ترجمته.

4 الآية 17 من سورة الأعراف.

5 أخرجه ابن جرير (8/137) من طريق حفص، عن عمر بن الحكم بن أبان بلفظ "لم يقل من فوقهم، لأن الرحمة تنزل من فوقهم". واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/396-397،ح661) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص106، ح78) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص124) . وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/73) وعزاه إلى عبد بن حميد.

6 إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني، ضعيف، وصل مراسيل، من التاسعة. التقريب (ص106) .

7 الحكم بن أبان العدني، أبو عيسى، صدوق عابد، له أوهام، من السادسة، مات سنة (154هـ) وكان مولده سنة ثمانين، روى له البخاري في جزء القراءة والأربعة. التقريب (ص261) .

ص: 176

عن عكرمة.

[أم سلمة1 رضي الله عنها]

117-

وعن محمد بن أشرس الكوفي2، حدثنا أبو المغيرة النضر بن

1 أم سلمة هند بنت أبي أمية، أم المؤمنين وكانت قبل النبي عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد، توفيت سنة (62هـ) ودفنت بالبقيع، وهي آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم موتا وقيل ميمونة. الإصابة (4/407-408) .

2 محمد بن أشرس الكوفي. وقع في الإبانة أبو كنانة محمد بن الأشرس. وفي التوحيد لابن منده محمد بن أشرس الكوفي. وفي شرح أصول اعتقاد أهل السنة أبو كنانة محمد بن الأشرس الأنصاري. وعند ابن قدامة في إثبات صفة العلو أبو كنانة محمد بن أشرس الأنصاري. وهو ضعيف، ضعفه الذهبي كما جاء في تعليقه على هذا الأثر، ولم أقف له على ترجمة. أما من أحال على الميزان (3/485) ، أو لسان الميزان (5/49) فذاك رجل آخر، نيسابوري سلمي، كناه ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (3/43) بأبي عبد الله. ولم يذكر أحد ممن ترجم له أنه يروي عن أبي المغيرة النضر بن إسماعيل الحنفي. والله أعلم.

ص: 177

إسماعيل الحنفي1، حدثنا قرة2، عن الحسن3، عن [أمه] 4، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت:"الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان واجب5، والجحود به كفر".

رواه ابن منده6 واللالكائي وغيرهما بأسانيد صحاح عن محمد بن

1 وقع في الإبانة (3/162، رقم120) عمير بن عبد الحميد الثقفي. وفي شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/397، برقم663) ، أبو عمير الحنفي. وكذا في العلو للذهبي (ص65) . وفي إثبات صفة العلو لابن قدامة (ص109، برقم82) . وأما في التوحيد لابن منده (3/302، برقم887) فسماه أبو المغيرة كما وقع هنا. وهو النضر بن إسماعيل بن حازم البجلي، أبو المغيرة الكوفي القاصّ، ليس بالقوي، من صغار الثامنة، مات سنة (182هـ) ، أخرج له الترمذي والنسائي. التقريب (1001) .

2 قرة بن خالد السدوسي البصري، ثقة ضابط، من السادسة، مات سنة (155هـ) ، من رجال الجماعة. التقريب (ص800) .

3 الحسن هو البصري، تقدمت ترجمته.

4 في (أ) و (ب)(عن أبيه) ، وما أثبته من (ج) وهو الصواب كما في مصادر التخريج الآتية. وأمه هي خيرة أم الحسن البصري مولاة أم سلمة، مقبولة، من الثانية، أخرج لها مسلم والأربعة. التقريب (ص1352) .

(واجب) ساقطة من (أ) و (ب) .

6 محمد بن إسحاق بن محمد بن يحي بن منده، أبو عبد الله العبدي الأصبهاني الحنبلي، الحافظ، الإمام، الجوال، المحدث، مات سنة (395هـ) وله خمس وثمانون سنة. طبقات الحنابلة (2/167) ، السير (17/28)

ص: 178

أشرس أبي كنانة الكوفي وهو رواه1.

[أنس بن مالك رضي الله عنه]

118-

وعن أنس بن مالك قال: "قال أبو بكر لعمر بعد وفاة

1 أخرجه ابن بطة في الإبانة في تتمة الرد على الجهمية (3/162-163 برقم120) . وابن منده في كتاب التوحيد (3/302-303، برقم 887) . واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/397، ح663) . وأورده أبو يعلى في إبطال التأويلات، (1/71، برقم51) ، و (ق150/أ-ب) ، وعزاه في الموضعين للخلال. وأبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف (ص179) . وأورده الحافظ عبد الغني المقدسي في عقيدته (ص42-43، برقم 16) . وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص109، برقم82) . وقال ابن تيمية رحمه الله بعد ذكر قول مالك في الاستواء: "وقد روي هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفا ومرفوعاً، ولكن ليس له إسناد يعتمد عليه". الفتاوى (5/365) . وأخرجه الذهبي في العلو (ص65) وقال: "هذا القول محفوظ عن جماعة كربيعة الرأي، ومالك الإمام، وأبي جعفر الترمذي، فأما عن أم سلمة فلا يصح، لأن أبا كنانة ليس بثقة وأبو عمير لا أعرفه" اهـ. وأورده ابن حجر في الفتح (13/406) .

ص: 179

رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق بنا إلى أم أيمن1 [نزورها] 2 كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقلنا ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله، فقالت: صدقتما ولكن أبكي أن الوحي انقطع عنا من [السماء] 3، فهيجتهما4 على البكاء".

رواه مسلم5.

119-

وعن أبي مالك6، وأبي صالح7، عن ابن عباس، وعن مرة8

1 أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وحاضنته واسمها بركة بنت ثعلبة وهي أم أسامة بن زيد بن حارثة. الإصابة (4/415-416) .

2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .

3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) ، وفي (ب)"من به"، وما أثبته من (ج) .

4 في (ب)"فهيجتها".

5 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أم أيمن رضي الله عنها (7/144، 145) . وأخرجه ابن ماجة في سننه، أبواب ما جاء في الجنائز (65) ، باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم (1/300، ح1636) .

6 غزوان الغفاري، أبو مالك الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة، من الثالثة، أخرج له البخاري تعليقا وأبو داود والترمذي والنسائي. التقريب (ص776) .

7 باذام بالذال المعجمة ويقال آخره نون، أبو صالح مولى أم هانئ، ضعيف مدلس، من الثالثة، أخرج له الأربعة. التقريب (ص163) .

8 مرة بن شراحيل الهمْداني، أبو إسماعيل الكوفي هو الذي يقال له مرة الطيب، ثقة عابد، من الثانية، مات سنة ست وسبعين وقيل بعد ذلك، من رجال الجماعة. التقريب (ص930) .

ص: 180

[عن ابن مسعود و] 1 عن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} : "إن الله كان على عرشه على الماء، ولم يخلق شيئاً قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق، أخرج من الماء دخاناً فارتفع [فوق الماء فسما عليه، فسماه سماء] 2، ثم أيبس الماء فجعله أرضاً، ثم فتقها فجعلها سبع أراضين" إلى أن قال "فلما فرغ الله من خلق ما أحب استوى على العرش"3.

1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) والتصويب من تفسير الطبري، انظر (1/435) .

2 ما بين المعكوفتين سقط من (أ) و (ب) و (ج) ، والتصويب من مصادر التخريج.

3 أخرحه الطبري في تفسيره (1/435-436) ، وقد تكلم الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على هذا السند مطولاً، انظر (1/156-160) . وابن خزيمة في التوحيد (2/886-888) . والبيهقي في الأسماء والصفات (2/243-244، برقم807) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص252-253) . وأورده ابن كثير في تفسيره (1/67-68) . وأورده السيوطي في الدر المنثور (1/42-43) ، وعزاه لابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الأسماء والصفات.

ص: 181

أخرجه محمد بن جرير الطبري (ق41/ب) في تفسيره، عن موسى بن هارون1، حدثنا عمرو بن حماد2، حدثنا أسباط3، عن السدي4.

فبين فيه أن خلق العرش قبل سائر الخلق، وأن استواءه عز وجل عليه كان بعد ذلك، ومن ذلك: قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} 5.

120-

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كان الله ولا شيء معه، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السموات والأرض6".

1 موسى بن هارون الهمداني، قال الشيخ أحمد شاكر: "رحمه الله ما وجدت له ترجمة ولا ذكرا فيما بين يدي من المراجع إلا ما يرويه عنه الطبري أيضاً في تاريخه

وما بنا حاجة لترجمته من جهة الجرح والتعديل، فإن هذا التفسير الذي يرويه عن عمرو بن حماد معروف عند أهل العلم بالحديث وما هو إلا رواية كتاب لا رواية حديث بعينه" اهـ. تفسير الطبري (1/153، في الهامش) .

2 عمرو بن حماد بن طلحة القناد، أبو محمد، الكوفي، وقد ينسب إلى جده، صدوق رمي بالرفض، من العاشرة، مات سنة (222هـ) . التقريب (ص733) .

3 أسباط بن نصر الهمداني، أبو يوسف ويقال أبو نصر، صدوق كثير الخطأ، يغرب، من الثامنة، أخرج له البخاري تعليقا ومسلم والأربعة. التقريب (ص124) .

4 إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي، أبو محمد الكوفي، صدوق يهم رمي بالتشيع، من الرابعة، مات سنة (127هـ) .التقريب (ص141) .

5 الآية 7 من سورة هود.

6 عبارة "ثم خلق السموات والأرض" ساقطة من (ب) و (ج) .

ص: 182

أخرجه البخاري1.

فخلق العرش قبل خلق السموات والأرض، [ثم خلق السموات والأرض] 2 بنص الكتاب والسنة، هذا لاشك فيه.

وقد قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فلو كان الاستواء هنا بمعنى الاستيلاء أو القهر، ونحو ذلك، على ما حرفته الجهمية والمعتزلة، لكان الله تعالى غير مستول على العرش ولا قاهر له قبل خلق السموات والأرض، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

فتدبر ذلك، وحاسب نفسك، واتق الله فيما تقوله، ودع الهوى واتبع الإنصاف وقول الحق، جعلنا الله3 ممن استمع القول فاتبع أحسنه.

1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتب التوحيد، باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ} (ح7418) ، وقد تقدم تخريجه برقم (89) .

2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .

3 لفظة "الله" ساقطة من (ب) و (ج) .

ص: 183