الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الأدلة من السنة]
وأما الأحاديث المتواترة المتوافرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكثر من أن تستوعب، فمنها:
13-
حديث معاوية بن الحكم السلمي1 قال: "كانت لي غنم بين أُحُد2 والجَوَّانِيَّةِ3، فيها جارية لي، فأطلعتها ذات يوم، فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة فصككتها، (ق21/ب) فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فعظم ذلك عليّ4، فقلت: "يا رسول الله أفلا أعتقها؟ "، قال: "ادعها"، فدعوتها، فقال لها: "أين الله؟ " قالت: "في السماء". قال: " من أنا؟ "، قالت: "رسول الله". قال: "أعتقها فإنها مؤمنة".
ذا حديث صحيح؛ رواه مسلم5،6
1 معاوية بن الحكم السلمي، صحابي سكن المدينة. أسد الغابة (5/95) .
2 أُحُدٌ: جبل معروف شمال المدينة. معجم البلدان (1/109) . ووفاء الوفاء للسمهودي (3/937) .
3 الجَوَّانِيَّةِ: بالفتح وتشديد الواو وكسر النون وياء مشددة، وحكي تخفيفها. موضع قرب أحد في شمال المدينة النبوية بطرق الحرة الشرقية مما يلي الشام. انظر وفاء الوفاء للسمهودي (4/1180) .
4 في (ج)"عليه".
5 مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، أبو الحسين النيسابوري، حافظ، من أئمة المحدثين، صاحب الصحيح المشهور، توفي بنيسابور سنة (261هـ) .
تذكرة الحفاظ (2/150) ، تهذيب التهذيب (10/126) .
6 أخرجه في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (1/382) .
وأبو داود1،2 والنسائي3،4 ومالك5 في الموطأ6.
4-
وفي السنن عن محمد بن الشريد7 أن أمه أوصته أن يعتق
1 سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد الأزدي السجستاني، ثقة حافظ، مصنف السنن وغيرها، من كبار العلماء، من الحادية عشرة، مات سنة (275هـ) . تذكرة الحفاظ (2/152) ، تاريخ بغداد (9/55) .
2 سنن أبي داود (1/572) كتاب الصلاة، "باب 171 تشميت العاطس في الصلاة" رقم (930) .
3 أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن، النسائي، الحافظ، صاحب السنن وغيرها، مات سنة (303هـ) وله ثمان وثمانون سنة. تذكرة الحفاظ (2/241) ، وفيات الأعيان (1/21) .
4 سنن النسائي (3/14-18) .
5 مالك بن أنس إمام دار الهجرة، وأحد أئمة السنة المشهورين، وإليه تنسب المالكية، له مؤلفات عدة، على رأسها "الموطأ" الكتاب المشهور، ولد بالمدينة وتوفي بها عام (179هـ) . الديباج المذهب (1/82-135) ، البداية (10/174) .
6 كتاب العتق، باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة (ص552-553، ح1464) .وأخرجه الإمام أحمد في المسند (5/447) .وابن أبي عاصم في السنة (1/215) .وابن خزيمة في التوحيد (1/278-280، ح178) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/392) .والذهبي في العلو (ص16) ، وانظر مختصر العلو للذهبي (ص81) .
7 محمد بن شريد بن سويد الثقفي. صحابي على رأي ابن الأثير انظر أسد الغابة (5/95) . وذكره ابن حجر فيمن هو مختلف في صحبته انظر الإصابة (رقم8426) .
عنها رقبة مؤمنة، فقال:"يا رسول الله، إن أمي أوصت بكذا1، وهذه جارية سوداء نوبيّة أتجزئُ عني، قال: "إيتني بها" فقال لها: "أين الله؟ " قالت: "في السماء"، قال: "من أنا؟ " قالت: "أنت2 رسول الله"، قال: "أعتقها فإنها مؤمنة"3.
وهذه الجارية، غير جارية معاوية بن الحكم4.
15-
وعن أبي رزين العقيلي5 قال: "قلت يا رسول الله: أين كان
1 في (ب) و (ج)"بهذا".
2 "أنت" ساقطة من (ب) و (ج) .
3 أخرجه أبو داود (3/558) ، (في الإيمان والنذور، باب 19،في الرقبة المؤمنة) .والنسائي (6/252) ، في الوصايا، (باب8) ، فضل الصدقة على الميت. وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/238،ح181) .وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/388-389) بسنده عن الشريد بن سويد الثقفي. وأورده الذهبي في العلو (ص18) وقال: "كذا روي هذا الحديث، وليس إسناده بالقائم، ويروى نحوه عن محمد بن الشريد بن سويد الثقفي عن أبي هريرة مرفوعاً، وقيل: صوابه عمر بن الرشيد. فالله أعلم" اهـ. وقال ابن حجر في الإصابة في ترجمة سويد (رقم8426) بعد ذكر بعض طرق هذا الحديث غير هذه الطريق: "وكل ذلك غير محفوظ، والمحفوظ (هذه الطريق") .
4 سبقت ترجمته في ص (21) .
5 لقيط بن عامر بن المنتفق، أبو رزين، العقيلي، وافد بني المنتفق، وقيل اسمه لقيط بن صبرة، ويقال إنه جده واسم أبيه عامر، صحابي مشهور. انظر الإصابة (رقم7557) .
ربنا قبل أن يخلق السماء والأرض؟ " قال: "كان في عما1 ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق العرش ثم استوى عليه".
وفي لفظ آخر "ثم كان على العرش فارتفع على عرشه".
وهذا حديث حسن (ق22/ب) رواه [الترمذي] 23 وغيره4.
1 العما: السحاب الأبيض، كذا فسره الأصمعي. انظر كتاب العظمة لأبي الشيخ (1/365-366) ، والعرش لابن أبي شيبة (رقم8) ، والحد للدشتي (ق15/ب) .
2 في (أ) و (ب) و (ج)"أبو داود"، وهو تحريف، والصواب ما أثبته.
3 محمد بن عيس بن سورة بن موسى السلمي، البوغي الترمذي، من أئمة علماء الحديث، وحفاظه، ولد سنة (209هـ) ، تلميذ البخاري، وله رحلات عديدة، وكان يضرب به المثل في الحفظ، من تصانيفه الجامع الذي يعرف "بسنن الترمذي"، و"الشمائل المحمدية"، توفي بترمذ سنة (279هـ) . تذكرة الحفاظ (2/187) .
4 أخرجه الترمذي في سننه، كتاب التفسير، باب سورة هود (5/288،رقم3109) .والإمام أحمد في مسنده (4/11-12) .وابن أبي شيبة في العرش (ح7) . وابن ماجه في سننه، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (1/64) .وابن أبي عاصم في السنة (1/271) .وابن جرير الطبري في تفسيره (12/4) وفي تاريخه (1/19) .والحكيم الترمذي في الرد على المعطلة (ق106/ أ) .وأبو الشيخ في كتاب العظمة (1/363-364، ح83)
_________
ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الجهمية، 3/168، ح125) .وابن أبي زمنين في أصول السنة (ص89، ح31) .والبيهقي في الأسماء والصفات (2/235-236، ح801 و2/303، ح864) .قال الترمذي: حديث حسن. وقال الذهبي في العلو (ص19) إسناده حسن. وقال الألباني: "في تصحيحه نظر، فإن مداره على وكيع بن عدس ويقال حدس، وهو مجهول، لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء، ولا وثقه غير ابن حبان".
التعليق: اختلف في لفظة "عما" من حيث الشكل ومن حيث المعنى المراد بها.
فالأصمعي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، والأزهري وغيرهم يرون أن لفظة "عما" هي من حيث الشكل بالمد، وليست بالقصر، وأن معناها المراد في الحديث السحاب الأبيض، لأنه هذا هو معنى الكلمة في كلام العرب المنقول عنهم. ومما يشهد لذلك قول الحارث بن حلزة اليشكري:
وكأن المنون تردى بنا
أعصم ينجاب عنه العما
ومعنى البيت: أن الشاعر يقول هو في ارتفاعه، قد بلغ السحاب ينشق عنه، ويقول نحن في عزنا مثل الأعصم، فالمنون إذا أرادتنا فكأنما تريد أعصم (أي الجبل الشاهق) .
وقال الأزهري: "ولا يدرى كيف ذلك العما بصفة تحصره ولا نعت يحده، ويقوي هذا القول قول الله تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَاّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ} الآية 210 من سورة البقرة، فالغمام معروف في كلام العرب، إلا أنا لا ندري كيف الغمام الذي يأتي الله عز وجل يوم القيامة في ظلل منه، فنحن نؤمن به ولا نكيف صفته، وكذلك سائر صفات الله عز وجل". تهذيب اللغة (3/246) .
وهذا القول ليس فيه دليل، على قول الفلاسفة الدهرية القائلين بقدم العالم، وأن مادة السموات والأرض ليست
16-
وعن أبي هريرة1، أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء، أعجمية فقال:"يا رسول الله إن عليّ عِتْقَ رقبة مؤمنة فقال لها: "أين الله؟ "، فأشارت بالسبابة إلى السماء، فقال لها: "من أنا؟ " فأشارت
على قول الفلاسفة الدهرية القائلين بقدم العالم، وأن مادة السموات والأرض ليست مبتدعة، وذلك أن الله سبحانه أخبرنا في كتابه بابتداء الخلق الذي يعيده، وأخبر بخلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام في غير موضع، وجاءت بذلك الأحاديث الكثيرة، وأخبر أيضاً أنه يغير هذه المخلوقات.
ويرى يزيد بن هارون، وأقره على ذلك الترمذي أن لفظة "عما" هي من حيث الشكل بالمد، ولكن معناها في هذه الحديث هو:"أي ليس مع الله شيء" وعلى هذا يكون معنى الحديث أن الله كان ولم يكن شيء معه، ويشهد لهذا المعنى ما جاء في حديث عمران بن حصين من قوله صلى الله عليه وسلم:"كان الله ولم يكن شيء معه".
وهناك رأي ثالث في المسألة، يخالف القولين الأولين من حيث الشكل والمعنى: فمن حيث اللفظ يرى أنه بالقصر، وليس بالمد.
وعلى هذا يكون المعنى: أنه كان حيث لا تدركه عقول بني آدم، ولا يبلغ كنهه وصف، وذلك لأن كل أمر لا يدركه القلوب بالعقول فهو عمى.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/8-9) ، تهذيب اللغة (3/246) ، نقص تأسيس الجهمية (1/591) .
1 أبو هريرة، الدوسي الصحابي الجليل، أحفظ الصحابة، اختلف في اسمه واسم أبيه، والأشهر أنه عبد الرحمن بن صخر، أسلم عام خيبر، ولزم النبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة، فكان أكثر الصحابة حفظاً للحديث، ورواية له، توفي في المدينة سنة (59هـ) وهو ابن ثمان وسبعين سنة. الإصابة الكنى ترجمة رقم (1791) .
بإصبعها إليه، وإلى السماء، أي أنت رسول الله، فقال:"أعتقها"1.
هذا حديث حسن، رواه القاضي أبو أحمد العسال2 في كتاب المعرفة له، عن محمد بن عمرو3، عن أبي سلمة4، عن أبي هريرة.
1 أخرجه أحمد في المسند (2/291) .وأبو داود في سننه (3/588) كتاب الأيمان والنذور. وابن خزيمة في التوحيد (1/284-285، ح182) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/392) .والبيهقي في دلائل النبوة (7/388) وفي السنن الكبرى (7/388) .وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص47-48 برقم 17) .
2 محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو أحمد، الأصبهاني، الحافظ، المعروف بالعسال، صاحب التصانيف، إمام، ثقة، حافظ، متقن، مات سنة (349هـ) وله ثمانون سنة. تاريخ بغداد (1/270) ، السير (16/6) .
3 محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة (145هـ) على الصحيح، أخرج له الجماعة. التقريب (ص884) .
4 أبو سلمة، بن عبد الرحمن بن عوف، الزهري المدني، قيل اسمه عبد الله وقيل إسماعيل، ثقة، مكثر، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومائة، وكان مولده سنة بضع وعشرين، من رواة الجماعة. التقريب (ص1155) .
ورواه أحمد1، والبرتي2، في مسنديهما3، من حديث المسعودي4.
17-
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتعاقبون5 فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر، والفجر، ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم الله ـ وهو أعلم بهم ـ كيف تركتم عبادي؟، فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون".
1 أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، أبو عبد الله، المروزي، الإمام المشهور في الفقه، والحديث، ونصرة الإسلام، إمام أهل السنة، والجماعة، أعز الله به السنة وقمع به البدعة، وفضائله أكثر من أن تحصر، توفي سنة (241هـ) . تاريخ بغداد (4/312) ، طبقات الحنابلة (1/4، وما بعدها) .
2 في (أ)"البوني" وفي (ب) و (ج)"اليوني" وهو تحريف، والصواب ما أثبته. وهو القاضي أبو العباس، أحمد بن محمد بن عيسى، الفقيه الحافظ، ولي قضاء بغداد، وكان ثقة، ثبتاً، حجة، يذكر بالصلاح والعبادة، مات سنة (280هـ)، وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ:"قلت سمعت مسند أبي هريرة للبرتي بسند عالٍ". انظر تذكرة الحفاظ (2/596) ، والأنساب (2/135) .
3 كذا عزاه أيضاً ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص48) .
4 عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، الكوفي، المسعودي، صدوق، اختلط قبل موته، مات سنة (165هـ) . التهذيب (11/366) .
5 أي أن كل طائفة منهم تأتي عقب الأخرى، فتحل محلها بحيث لا تترك المكان خالياً. انظر النهاية لابن الأثير (3/268) .
متفق على صحته1.
18-
وعن عبد الله بن عمرو2 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ارحموا من في (ق22/ب) الأرض يرحمكم من في السماء".
رواه الترمذي وصححه3.
1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة العصر، (ح555 ص114) ط: دار السلام. وأخرجه مسلم في صحيحه (1/439) كتاب المساجد.
2 عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي أبو محمد، وقيل أبو عبد الرحمن، القرشي أحد السابقين المكثرين من الصحابة، وأحد العبادلة الفقهاء، مات في ذي الحجة ليال الحرة على الأصح بالطائف على الراجح. الإصابة (رقم4847) .
3 أخرجه الحميدي في مسنده (برقم 591) .وأحمد في مسنده (2/160) .والبخاريخ في التاريخ / الكنى (ص64) .وأبو داود في سننه (5/231، ح 4941) .الترمذي في سننه (4/323-324، ح1924) وقال حديث حسن صحيح. والدارمي في الرد على المريسي (ص104) ، والرد على الجهمية برقم (69) .والرامهرمزي في المحدث الفاصل (برقم 775) .والحاكم في المستدرك (4/159) وصححه. والبيهقي في الأسماء والصفات (2/328، ح893) .والخطيب في تاريخ بغداد (3/160) .وابن قدامة في العلو (ص45) .وأورده الذهبي في العلو (ص19-20) وقال: "أخرجه أبو داود والترمذي وصححه، تفرد به سفيان".وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني برقم (925) .
19-
وعن جبير بن مطعم1، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي في حديث الاستسقاء:"ويحك أتدري2 ما الله؟ إن شأنه أعظم من أن يستشفع به3 على أحد، إنه لفوق عرشه على سمواته".
رواه أبو داود، وغيره، في الرد على الجهمية4، بإسناد حسن عنده من حديث محمد بن إسحاق بن يسار56.
1 جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، القرشي، النوفلي، صحابي عارف بالأنساب، مات سنة ثمان أو تسع وخمسين. الإصابة (رقم1091) .
2 "أتدري" ساقطة من (ب) .
3 "به" ساقطة من (ب) و (ج) .
4 سنن أبي داود (5/94-96، ح4726) .
5 عبارة "محمد بن إسحاق بن يسار" غير واضحة في (ج) ، وهو محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار نزيل العراق، إمام المغازي، مات سنة خمسين ومائة. انظر تهذيب التهذيب (9/38) .
6 الحديث أخرجه كذلك الدارمي في الرد على بشر المريسي (ص447) . وابن أبي عاصم في السنة (1/252) .وابن خزيمة في التوحيد (1/239-240، ح147) .والطبراني في المعجم الكبير (2/132، برقم 1547) .وأبو الشيخ في العظمة (2/554-556، ح198) .والدراقطني في الصفات (ص51، ح38) .
20-
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه [أتاه] 1 رجل، فقال: على أمه رقبة، وقد ماتت، وأتاه بجارية أعجمية فقال لها:"من أنا؟ " قالت: رسول الله، قال:"فأين الله؟ " فأشارت إلى السماء، فقال: "أعتقها فإنها
وابن منده في التوحيد (1/188، برقم 643) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/394) .والبيهقي في الأسماء والصفات (2/317-318، ح883) .وقد تكلم بعض الأئمة على هذا الحديث: فقال الذهبي في العلو (ص39) : "هذا الحديث غريب جداً فرد، وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند، وله مناكير وعجائب، فالله أعلم أقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أم لا؟ وأما الله فليس كمثله شيء جل جلاله، وتقدست أسماؤه ولا إله غيره" انتهى كلامه. واستغربه الحافظ ابن كثير في تفسير آية الكرسي من تفسيره (1/310) .ثم إن في إسناده اختلافاً. هذا وقد تكلم ابن القيم في تهذيب السنن (7/95-117) بكلام طويل نصر فيه تصحيح الحديث، ورد المطاعن التي طعن بها هذا الحديث، وبخاصة عن ابن إسحاق. والصواب أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، ولا سيما أن جبير بن محمد قال فيه الحافظ ابن حجر:"مقبول" يعني إذا توبع ولم يتابع هنا.
التعليق: منهج السلف في إيراد مثل هذه الأحاديث التي في إسنادها مقال إنما هو من باب التأكيد لا من باب التأييد، وهذا الحديث إنما ساقه الكثير من السلف لما فيه من تواتر علو الله تعالى فوق عرشه مما يوافق آيات القرآن والأحاديث الصحيحة. 1في (أ)"أتا" والتصويب من (ب) .
مؤمنة"12.
أخرجه العسال بإسناد صحيح، عن أبي سعد3 البقال4، عن عكرمة5، عن ابن عباس.
1-
وقال يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب6: جاء حاطب7 إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجارية له، فقال: "يا رسول الله إن [عليّ] 8 رقبة فهل
1 أخرجه الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد (ص53) وقال: "حديث معاوية بن الحكم أصح إسناداً من هذا".
2 هكذا جاء الحديث في (أ) .
وجاء في (ب) و (ج)"فقال لها: "أين الله؟ " فأشارت بيدها إلى السماء، وقال لها: "من أنا؟ " قالت: رسول الله، فقال: "أعتقها فإنها مؤمنة".
3 في (أ) و (ب) و (ج)"سعيد" وهو تحريف.
4 سعيد بن المرزبان العبسي، أبو سعد، البقال، الكوفي الأعور، مولى حذيفة، ضعيف، مدلس، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين ومائة. انظر التهذيب (4/79-80) .
5 عكرمة أبو عبد الله، مولى ابن عباس، أصله بربري، ثقة ثبت، عالم بالتفسير. تقريب التهذيب ص (687) .
6 يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، أبو محمد، أو أبو بكر المدني ثقة، من الثالثة، مات سنة (104هـ) . التقريب ص (1060) .
7 حاطب بن أبي بلتعة بن عمرو بن سلمة بن صعب بن سهل اللخمي، حليف بني أسد بن عبد العزى، صحابي بدري، جاء ذكره في "الصحيحين" دون رواية، مات سنة ثلاثين، وله سبعون سنة. الإصابة (رقم1538) .
8 في (أ)"عليه".
تجزيء هذه عني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله، قال:"أين ربك؟ " فأشارت إلى السماء. قال: (ق23/ب)"أعتقها فإنها مؤمنة"12.
تفرد به أسامة بن زيد3 عن يحيى بن عبد الرحمن.
أخرجه أبو أحمد الحافظ4 بإسناد صحيح عنه.
22-
وقال سمحج5 الجني6: "قلت يا رسول الله: أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: "على حوت من نور".
1 أورده الذهبي في العلو (ص18-19) وعزاه للعسال في كتاب المعرفة. وفي النسخة الخطية للعلو (ق69-70) زيادة "وهو مرسل".وللحديث علة أخرى، وهي أن يحيى بن عبد الرحمن لم يدرك جده.
2 هكذا جاء الحديث بهذه الصيغة في (أ) وجاء في (ب) و (ج)"فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين ربك؟ " قالت: "في السماء"، فقال: "ومن أنا؟ " قالت: "أنت رسول الله" قال: "أعتقها فإنها مؤمنة".
3 أسامة بن زيد الليثي مولاهم، أبو زيد المدني، صدوق يهم من السابعة، مات سنة (153هـ) وهو ابن بضع وسبعين. انظر التقريب (ص124) .
4 محمد بن أحمد العسال. تقدمت ترجمته ص (26) .
5 في (ب)"سمج"، وفي (ج)"سميح".
(سمحج) ويقال بالهاء بدل الحاء، الجني. انظر الإصابة (برقم 3472) .
هذا الحديث1 في "الغيلانيات"2، وسنذكره فيما بعد.
هذه سبعة أحاديث تدل على جواز السؤال [بأين] 3 الله4،
1 كلمة "الحديث" ساقطة من (ب) .
2 أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (2/219، برقم 689)، بتحقيق الدكتور مرزوق بن هياس الزهراني. ط: دار المأمون للتراث. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص327، 328) .وأورده ابن حجر في الإصابة (2/77) وعزاه للشيرازي في الألقاب وللطبراني في الكبير وقال: "وعبد الله بن الحسين من شيوخ الطبراني، وقد ذكره ابن حبان في كتاب الضعفاء فقال: يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".وأورده الدميري في حياة الحيوان (1/295) .وأورده القاضي في إبطال التأويلات (1/237 برقم 228) .
3 في (أ) و (ب)"أين"، وما أثبته من (ج) .
4 من المعلوم أن مذهب عامة أهل السنة، وسلف الأمة، وأئمتها أنهم يرون إثبات السؤال عن الله تعالى (بأين) ، ولا ينفون ذلك عنه مطلقاً، وذلك لثبوت النصوص الصريحة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك سؤالاً وجواباً. وقد ذكر المصنف هنا جملة منها.
والسلف يقولون: إن من نفى السؤال بأين، لا بد له من دليل يستدل به على انتفاء ذلك، ولا دليل لهم، ذلك لأنها مسألة إثبات الشرع، فمن أنكرها فإنما ينكر المصطفى".
وقد خالف السلف في قولهم هذا الجهمية، والمعتزلة، ومتأخرة الأشاعرة، الذين يزعمون أنه لا يجوز السؤال عن الله تعالى بأين؛ لأن في ذلك سؤالاً عن المكان، وهم
وجواز الإخبار بأنه في السماء سبحانه وتعالى.
23-
وعن جابر1 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم عرفات:
1 جابر بن عبد الله الأنصاري، شهد العقبة الثانية وهو صغير، وشهد المشاهد كلها بعد أحد، وكان من المكثرين الحفاظ للسنة، توفي سنة (74هـ) وقيل غير ذلك. الإصابة (رقم1026) .
يزعمون أن الله ليس في مكان، لأن المكان لا يكون إلا للجسم، والله ليس بجسم، لأن الجسم لا يكون إلا محدثاً ممكناً ويظهر توضيح هذا الرأي في قول ابن الأثير في النهاية (3/304)"ولا بد في قوله "أين كان ربنا؟ " من تقدير مضاف محذوف، كما حدث في قوله تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَاّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ} ونحوه فيكون التقدير: أين كان عرش ربنا؟ يدل عليه قوله {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ} ".
فقول ابن الأثير "أنه لا بد من تقدير مضاف محذوف" الذي دفعه إليه هو اعتقاده بأنه لا يجوز السؤال عن الله تعالى بأين، لأنه يترتب على ذلك إثبات الجهة والمكان لله تعالى، وهي منفية عنه كما هو مذهب الأشاعرة المتأخرين الذين يعد ابن الأثير واحداً منهم. ومما يجدر ذكره أن ما هرب إليه ابن الأثير من تقدير المضاف لا ينجيه مما هرب منه، لأنه إذا أثبت الجهة لعرشه سبحانه وتعالى ثبتت له أيضاً لكونه مستوياً عليه". انظر الاستقامة لابن تيمية (1/126-127) .
وقال الذهبي في العلو (ص26) بعد ذكر حديث الجارية: "وهكذا رأينا في كل من يُسأل أين الله، يبادر بفطرته ويقول في السماء. في الخبر مسألتان إحداهما: شرعية قول المسلم (أين الله) ؟ وثانيهما: قول المسؤول (في السماء) فمن أنكر هاتين المسألتين فإنما ينكر على المصطفى صلى الله عليه وسلم" ا. هـ.
وانظر كلام القاضي أبي يعلى الحنبلي الذي أورده المصنف برقم (275) .
"ألا هل بلغت؟ فقالوا: نعم، فجعل يرفع أصبعه إلى السماء وينكبها إليهم ويقول: "اللهم اشهد".
رواه مسلم1.
24-
وعن العباس2 بن عبد المطلب3 قال: كنا بالبطحاء4 فمرت سحابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هل تدرون بعد ما بين السماء والأرض؟ " قالوا: لا، قال:"إما واحدة، وإما [اثنتان] 5 أو ثلاث وسبعون سنة " ثم عد سبع سموات، ثم قال:"فوق السابعة بحر بين أسفله، وأعلاه كما بين السماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال6 بين أظلافهم، وركبهم كما بين سماء، إلى سماء ثم7 على ظهورهم العرش، ثم الله فوق ذلك، وهو يعلم ما أنتم عليه".
1 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم (4/41) .
2 في (ب) و (ج)"عن ابن العباس" وهو تحريف.
3 العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، عم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم بسنتين، يقال إنه أسلم وكتم إسلامه، هاجر إلى المدينة قبل الفتح بقليل، وشهد حنين، وثبت يوم حنين، مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. الإصابة (رقم4507) .
4 البطحاء: هو مسيل واسع فيه دقاق الحصى، وهو موضع معروف بمكة، انظر لسان العرب (1/299) .
5 في (أ) و (ب) و (ج)"اثنان"، وهو تحريف والصواب ما أثبته.
6 الأوعال جمع وعل بكسر العين، وهو تيس الجبل. النهاية (5/207) .
7 "ثم" ساقطة من (ج) .
رواه أبو داود بإسناد حسن وفوق الحسن1.
1 أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/207) .وأبو داود في سننه، كتاب السنة، باب في الجهمية (5/93، برقم 4723) .وأخرجه ابن ماجه في سننه، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (1/69) .وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب التفسير، باب سورة الحاقة (5/424-425، برقم3320) .والدارمي في الرد على بشر المريسي (ص448) .وابن أبي عاصم في السنة (1/253) .وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/234-235، ح144) .والآجري في الشريعة (3/1089-1090، ح665) .وابن منده في التوحيد (1/117) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/390) .والذهبي في العلو (ص49) .ومدار الحديث من جميع طرقه على "عبد الله بن عميرة" وعبد الله فيه جهالة، ولذلك قال الألباني في تخريج السنة (1/254) :"إسناده ضعيف، وعبد الله بن عميرة، قال الذهبي: فيه جهالة، وقال البخاري: لا نعلم له سماعاً من الأحنف بن قيس". انتهى كلامه. ولكن الجوزقاني صرح في الأباطيل (1/79) بصحة الحديث. وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (3/192) حيث قال: "إن هذا الحديث قد رواه إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد الذي اشترط فيه أنه لا يحتج فيه إلا بما نقله العدل عن العدل موصولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإثبات مقدم على النفي، والبخاري إنما نفى معرفة سماعه من الأحنف، ولم ينف معرفة الناس بهذا، فإذا عرف غيره كإمام الأئمة ابن خزيمة ما ثبت به الإسناد، كانت معرفته وإثباته مقدماً على نفي غيره وعدم معرفته". انتهى كلامه. وكذلك مال تلميذه ابن القيم إلى تصحيحه. انظر تهذيب السنن (7/92-93) .
25-
وروى الترمذي نحوه من حديث (ق23/ب) أبي هريرة وفيه "بعد ما بين سماء إلى سماء خمسمائة عام"1.
ولا منافاة بينهما؛ لأن تقدير ذلك بخمسمائة عام هو على سير [العادة] 2 مثلاً، ونيف وسبعون سنة، على سير البريد، لأنه يصح أن يقال: بيننا وبين مصر عشرون يوماً، باعتبار سير العادة، وثلاثة أيام باعتبار سير البريد3.
1 أخرجه الإمام أحمد في المسند (2/370) .والترمذي في سننه، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة الحديد (5/403-404، ح3298) وقال: "هذا حديث غريب من هذا الوجه. قال: ويروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة".وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/287-288، ح849) .وأورده الذهبي في العلو (ص60) وعزاه للبيهقي وقال: "رواته ثقات، وقد رواه أحمد في مسنده عن سريج بن النعمان عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة، وهو في جامع الترمذي، لكن الحسن مدلس والمتن منكر".
2 في (أ) و (ب)"الجادة" وما أثبته من (ج) .
3 انظر كذلك في هذه المسألة (تهذيب السنن لابن القيم 7/94) .
26-
وعن زينب بنت جحش1 أنها كانت تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: "زوجنيك الرحمن من فوق عرشه"2.
وفي لفظ للبخاري كانت تقول: "إن الله أنكحني من فوق سبع سموات"3.
27-
وعن أبي سعيد الخدري4 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا
1 زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب، توفيت بالمدينة. الإصابة (4/307-308) .
2 رواه الطبري بلفظ مقارب في التفسير (22/14) .وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/25) .وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص61، برقم31) .وابن كثير في تفسيره (3/492) .والذهبي في العلو (ص40) و (ص20) .وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (1/125) .وابن حجر في الفتح (13/412) وقال: "وفي مرسل الشعبي قالت زينب
…
فذكره، ثم قال: أخرجه الطبري وأبو القاسم الطحاوي في كتاب الحجة والتبيان له".وقال الذهبي: "وهذا مرسل" أي أنه منقطع بين الشعبي وزينب.
3 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب (22){وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ} (ح7421، ص1555) ولفظه "إن الله أنكحني في السماء".
4 سعد بن مالك بن سنان الأنصاري، أبو سعيد الخدري، شهد الغزوات بعد أحد، وكان من أفاضل الصحابة، وحفظ حديثاً كثيراً، توفي سنة (74هـ) وقيل غير ذلك. انظر الإصابة (رقم3196) .
تأمنوني، وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً".
متفق عليه1.
28-
وعن أبي هريرة2 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها، حتى يرضى عنها".
رواه مسلم3.
29-
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل الصاح قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة كنتِ في الجسد الطيب، أبشري برَوْحٍ ورَيْحَان وربٍ (ق24/أ) غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك، حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح، فيقال: من؟ فيقال: فلان، فيقال: مرحباً بالنفس الطيبة، فلا يزال يقال لها ذلك، حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله تعالى" وذكر الحديث.
1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازيي (5/326) .وأخرجه مسلم في صحيحه (2/742) كتاب الزكاة.
2 سبقت ترجمته ص (25) .
3 أخرجه مسلم في صحيحه (2/1436) كتاب النكاح.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم، رواه أحمد في مسنده1 والحاكم2 في مستدركه3.
30-
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان ملك الموت
1 مسند الإمام أحمد (2/364، 6/140)
2 محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي، الطهماني النيسابوري، الشهير بالحاكم ويعرف بابن البيع، أبو عبد الله، من أكابر حفاظ الحديث، والمصنفين فيه، صاحب "المستدرك على الصحيحين" توفي سنة (405هـ) . طبقات الشافعية (3/64) ، تاريخ بغداد (5/473) .
3 أخرجه الحاكم في المستدرك (1/37-40) وقال بعد أن ساقه بعدة أسانيد: "هذه الأسانيد التي ذكرتها كلها صحيحة على شرط الشيخين"، والحديث أخرجه كذلك عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (ص254-257، 261) .وابن خزيمة في التوحيد (1/276-277، ح18) .والآجري في الشريعة (3/1354، ح 923) .والبيهقي في إثبات عذاب القبر (ص35) .وابن قدامة في العلو (ص54-55، برقم 24) .وقال أبو نعيم فيما نقله عنه شيخ الإسلام في شرح حديث النزول (ص87) : "هذا حديث متفق على عدالة ناقليه"، وعنه ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص36) "صحيح صححه جماعة من الحفاظ".وأورده الذهبي في العلو وعزاه للإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه وقال:"هو على شرط البخاري ومسلم، ورواه أئمة عن ابن أبي ذئب" العلو (ص22) .وقال البوصيري في الزوائد (4/250) : "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات".
يأتي الناس عياناً، فأتى موسى عليه السلام، فلطمه [موسى] 1 فذهب بعينه، فعرج إلى ربه، فقال: بعثتني إلى موسى، فلطمني فذهب بعيني، ولولا كرامته عليك، لشققت عليه، قال: ارجع إلى عبدي، فقل له: فليضع يده على ثور فله بكل شعرة وارت كفه سنة يعيشها، فأتاه فبلغه ما أمره به ربه فقال: ما بعد ذلك، قال: الموت. قال: الآن، [فأتاه بشيء من الجنة] 2 فشمه شمة قبض فيها روحه، ورد الله على ملك الموت بصره".
هذا حديث صحيح3.
31-
وروي عن عبد الله بن بكر4 السهمي5، حدثنا يزيد بن
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .
2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .
3 أخرجه أحمد في المسند (2/533) .والبخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة، (ص263، ح1339) . ط: دار السلام بنحوه. ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل باب فضائل موسى". انظر صحيح مسلم بشرح النووي (15/127-128) بنحوه. وعند البخاري ومسسلم بلفظ "فرجع إلى ربه".وأورده الذهبي في العلو (ص22) .
4 في (ب)"بكري" وهو تحريف.
5 عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي الباهلي، أبو وهب، البصري، نزيل بغداد، امتنع من القضاء، ثقة حافظ، من التاسعة، مات في المحرم سنة (208هـ) . التقريب (ص494) .
عوانة1، عن محمد بن ذكوان2، عن عمرو بن دينار3 عن ابن عمر4 قال:"كنا جلوساً ذات يوم بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو سفيان5: "ما مثل محمد في بني هاشم (ق24/ب) إلا كمثل الريحانة في وسط الزبل"، فسمعت، فأبلغته رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج فصعد على6 منبره وقال: "ما بال أقوال تبلغني عن أقوام، إن الله خلق
1 يزيد بن عوانة الكلبي، عن محمد بن ذكوان، قال العقيلي:" لا يتابع عليه"، ثم ساق له هذا الحديث. لسان الميزان (6/292) .
2 محمد بن ذكوان البصري الأزدي الجهضمي مولاهم، ضعيف، من السابعة. تقريب التهذيب (ص843) .
3 عمرو بن دينار المكي، أبو محمد، الأثرم الجمحي مولاهم، ثقة ثبت، من الرابعة، مات سنة (126هـ) . الكاشف (2/328) ، التقريب (ص734) .
4 عبد الله بن عمر بن الخطاب، ولد بعد البعثة بثلاث سنوات، وهاجر وهو ابن عشر سنين، وقد كان من أشد الصحابة تتبعاً للسنن، ومن أكثرهم عبادة مع زهد وورع، توفي سنة (84هـ) . الإصابة (2/338-341) .
5 صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، صحابي، من سادات قريش في الجاهلية، أسلم يوم فتح مكة، وأبلي بعد إسلامه البلاء الحسن، شهد حنيناً والطائف، توفي بالمدينة وقيل بالشام سنة (31هـ) . الإصابة (ت رقم4041) .
6 في (ب)"وصعد إلى".
سموات سبع1 فاختار العليا، فسكنها، وأسكن سماواته من شاء من خلقه، ثم اختار خلقه، فاختار بني آدم فاختار العرب، فاختار مضر، فاختار قريشاً، فاختار بني هاشم، فاختارني، فلم أزل خياراً من خيار، فمن أحب قريشاً فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم"2.
1 في (ب) و (ج)" سبع سموات".
2 أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/388) .والطبراني في الكبير (12/455) .وابن عدي في الكامل (6/2207) .والحاكم في المستدرك بروايات مختلفة (4/73، 86، 87) .وابو نعيم في الدلائل (1/67) .والبيهقي في مناقب الشافعي (1/29-40) ، وفي شعب الإيمان كما في الجامع الكبير للسيوطي (1/168) .وابن قدامة في العلو (ص74-75، ح43) .وأورده الذهبي في الأربعين في صفات رب العالمين (ص57، برقم 34)، وقال:"تفرد به محمد بن ذكوان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، رواه عنه غير واحد من أهل العلم، وهو مقال الأنبياء والأمم الماضية".وقد ضعفه الألباني، انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة (ص344-345)، ودلائل النبوة (ص25) .وقال الذهبي في العلو (ص22-23) :"حديث منكر".وقال أبو حاتم الرازي في علل الحديث (2/368) : "حديث منكر".
تفرد به محمد بن ذكوان، وهو ضعيف، ورواه عنه حماد بن واقد1، وغيره، أخرجه أبو أحمد العسال2 في "المعرفة" له.
32-
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه3 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد ـ يعني ابن معاذ ـ4: "لقد حكمت فيهم ـ يعني بني قريظة ـ5 بحكم الملك من فوق سبع سموات".
هذا حديث صحيح6.
1 حماد بن واقد العيشي "بالتحتانية والمعجمة"، أبو عمر، الصفار البصري، ضعيف، من الثامنة. تقريب التهذيب (ص269) .
2 في (ب) و (ج)"محمد بن العسال".
3 سعد بن أبي وقاص واسم أبيه مالك بن أهيب، وكان سابع من أسلم، وقد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، وأحد العشرة، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، توفي سنة (54هـ) . الإصابة (رقم3194) .
4 سعد بن معاذ بن النعمان، الأنصاري الأشهلي، أبو عمرو، سيد الأوس، شهد بدراً، واستشهد من سهم أصابه بالخندق، ومناقبه كثيرة. الإصابة (رقم3197) .
5 هم من اليهود الذين كانوا بالمدينة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت اليهود في المدينة ثلاثة (قريظة، والنضير، وقينقاع) . انظر فتح الباري (7/330) .
6 أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (3/293) وفي فضائل الصحابة (ص36 ح رقم119) .والبيهقي في الأسماء والصفات (2/321، ح885) .وأورده الذهبي في العلو (ص32) من طريق عن محمد بن صالح التمار عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد مرفوعاً به وإسناده لا بأس به. وقال الذهبي في العلو: "هذا حديث صحيح أخرجه النسائي من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمر العقدي عن محمد بن صالح التمار وهو صدوق".
33-
وقد رواه الأموي1 في المغازي عن ابن إسحاق2 عن معبد ابن كعب بن مالك3 " أن سعد بن معاذ لما حكم في بني قريظة، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع4 أرقعة5"6.
1 يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي، أبو أيوب، الكوفي، نزيل بغداد، لقبه الجمل، صدوق يغرب، من كبار التاسعة، مات سنة (194هـ) وله ثمانون سنة، من رجال الجماعة. تاريخ بغداد (14/132) ، التقريب (ص1055) .
2 في (ب)"ابن عباس" وهو خطأ، وابن إسحاق سبقت ترجمته ص (28) .
3 معبد بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي المدني، مقبول من الثالثة. تقريب التهذيب (ص958) .
4 معنى (سبع أرقعة) أي سبع سموات، وكل سماء يقال لها رقيع والجمع أرقعة، وقيل: الرقيع اسم السماء الدنيا، فأعطى كل سماء اسمها". النهاية لابن الأثير (2/251) ، وقيل سميت رقيع لأنها رقعت بالنجوم، كذا في فتح الباري لابن حجر (7/412) .
5 جاء في أصل المخطوط "سبعة" والصواب ما أثبته.
6 أخرجه ابن إسحاق في مغازيه، كما في سيرة ابن هشام (3/146) .وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص69، برقم39) .وأورده الذهبي في العلو (ص32) وقال: "هذا مرسل"، يعني لانقطاعه بين معبد وبين سعد بن معاذ، فسعد توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم، والراوي عنه لم يدرك القصة لأنه تابعي، ولكنه يتقوى بالذي قبله. وأورده ابن حجر في الفتح (7/412) وعزاه لابن إسحاق.
وحديث [سعد] 1 بن أبي وقاص أصح.
34-
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أهل الجنة في نعيمهم (ق25/أ) إذ سطع لهم نور، فرفعوا رؤوسهم، فإذا الرب2 قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: "السلام عليكم [يا أهل الجنة وقال] 3، وذلك قوله تعالى {سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} 4".
رواه ابن ماجه5 في سننه في باب ما6 أنكرت الجهمية7 عن ابن
1 في (ب)"سعيد" تحريف.
2 في (ب) و (ج)"الرب تعالى".
3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، والتصويب من سنن ابن ماجه.
4 الآية 58 من سورة يس.
5 محمد بن يزيد الربعي القزويني، أبو عبد الله، ابن ماجه، الحافظ، صاحب السنن، أحد الأئمة، حافظ، صنف "السنن" و"التفسير" و"التاريخ"، مات سنة (273هـ) وله أربع وستون سنة. تهذيب التهذيب (9/530) ، تذكرة الحفاظ (2/189) .
6 "ما" ساقطة من (ب) و (ج) .
7 انظر سنن ابن ماجه (1/36، ح172) .وأخرجه البزار (4/2253ـ زوائد) .والعقيلي في الضعفاء (2/274-275) .والآجري في الشريعة (2/1027-1028، ح615) .والدارقطني في الرؤية (ص71-72، برقم 61) .وأبو نعيم في الحلية (6/208-209)، وفي صفة الجنة (91) .وابن عدي في الكامل (6/2039-2040) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/482) .وابن الجوزي في الموضوعات (3/261-262) .وأورده الذهبي في العلو (ص32) وعزاه لابن ماجه وقال:"إسناده ضعيف".وأورده القاضي في إبطال التأويلات (2/365، برقم344)، وعزاه لابن المنذر. وقال الألباني:"ضعيف"، انظر شرح الطحاوية بتحقيق الألباني (ص316) ، ومختصر العلو (ص219) ، وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع. وأورده السيوطي في الدر (7/65) وعزاه لابن أبي الدنيا في صفة الجنة، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
أبي الشوارب1 عن أبي2 عاصم العبَّادي3، عن4 الفضل الرقاشي5،
1 في (ب)"عن أبي الشوارب" وهو تحريف، وهو محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، الأموي
البصري، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومائتين. تقريب التهذيب (ص873) .
2 "أبي" ساقطة من (ب) و (ج) .
3 في (ب) و (ج)"العبداني". واسمه عبد الله بن عبيد الله أو بالعكس، ويقال ابن عبد، بغير إضافة، لين الحديث، من الثامنة. تقريب التهذيب (ص1168) .
4 "عن" ساقطة من (ج) .
5 الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي، أبو عيسى البصري، الواعظ، منكر الحديث، رمي بالقدر، من السادسة. تقريب التهذيب (ص783) .
عن ابن المنكدر1، عن جابر.
35-
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ـ ولا يصعد إلى الله إلا الطيب ـ فإنه يقبلها بيمينه، ويربيها لصاحبه حتى تكون مثل الجبال".
متفق على صحته2.
36-
وعن أبي موسى الأشعري3 رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النار والنور لو كشفه، لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره".
1 محمد بن المنكدر بن عبد الله التيمي المدني، ثقة فاضل، من الثالثة. تقريب التهذيب (ص899) .
2 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب (23) قول الله تعالى:{تََعْرُجُ اَلمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إلَيْه} . (ص1556-1557، ح7430) ط: دار السلام. وأخرجه مسسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، انظر صحيح مسلم بشرح النووي (7/99) .وأورده الذهبي في العلو (ص23) وقال: أخرجه الشيخان.
3 عبد الله بن قيس بن سليم بن حضّار، أبو موسى، الأشعري، صحابي مشهور، أمّره عمر ثم عثمان، وهو أحد الحكمين بصفين، مات سنة (50هـ) وقيل بعدها. الإصابة (رقم 4899) .
متفق عليه1.
37-
وعن أبي هريرة [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما قال عبد مخلصاً: لا إله إلا الله، إلا صعدت لا يردها حجاب، فإذا وصلت إلى الله (ق25/ب) نظر إلى قائلها، وحق على الله لا ينظر إلى مُوَحِّد إلا رحمه".
رواه ابن قدامة2، في صفة العلو3، من حديث يزيد بن
1 كذا في الأصل، والحديث جاء في صحيح مسلم، كتاب الإيمان (1/162، باب 79، ح293) .
2 عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي، ثم الدمشقي، أبو محمد الصالحي الحنبلي، شيخ الإسلام، صاحب المغني، إمام ثقة، حجة، قدوة، ورع عابد، مات سنة (620هـ) وقد قارب الثمانين. السير (22/165) ، طبقات الحنابلة (2/123) .
3 انظر كتاب صفة العلو (ص84، برقم48) .والحديث أخرجه الذهبي في العلو (ص36) من طريق ابن قدامة به وقال: "هذا حديث غريب وراه الترمذي بنحوه من طريق الوليد بن القاسم وحسنه". انتهى كلامه. وأخرجه الخطيب في تاريخه (11/394) من طريق علي بن الفضل به.
وقد خالف الترمذي والنسائي على بن الحسين الصدائي فروياه عن أبيه بلفظ "ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش، ما اجتنبت الكبائر "، أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (833) والترمذي (3590) وقال: حسن غريب.
كيسان1، عن أبي حازم2 عن أبي هريرة.
38-
وعن أنس3 رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن يوم الجمعة: "هو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش".
رواه الشافعي4 في مسنده5.
1 يزيد بن كيسان اليشكري أبو إسماعيل، أو أبو مُنَين الكوفي، صدوق يخطئ، من السادسة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد ومسلم والأربعة. التقريب (ص1081) .
2 اسمه سلمان الأشجعي، أبو حازم، الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات على رأس المائة، أخرج له الجماعة. التقريب (ص398) .
3 أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمه عشر سنين، صحابي مشهور، مات سنة اثنتين وقيل ثلاث وتسعين وقد جاوز المائة. الإصابة (رقم277) .
4 محمد بن إدريس الشافعي، الإمام المشهور، أحد الأئمة الأربعة، ولد بغزة بفلسطين ثم سافرت به أمه إلى مكة، كان ذكياً، فطناً، برع في الأدب واللغة، ثم أقبل على الحديث والفقه، له مصنفات عدة من أشهرها "الأم" و"الرسالة" توفي بمصر سنة (204هـ) . تاريخ بغداد (2/56) ، تذكرة الحفاظ (367) .
5 أخرجه الشافعي في مسنده (ص70) وفي الأم (1/208-209) .وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة (ص56) .والبزار كما في كشف الأستار (4/194) .والآجري في الشريعة (2/1022-1026، ح612) .والدارقطني في كتاب الرؤية له (ص76-85) رقم (69، 70، 71، 72، 73،74، 75، 76) .
39-
عن أبي كعب1 مولى علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنه [عن
وابن منده في الرد على الجهمية (ص101) .والدارمي في الرد على الجهمية (145) .وابن قدامة في العلو (ص70-71، ح40) .والذهبي في العلو (ص29)، وفي الأربعين في صفات رب العالمين (ص35) .وقال الذهبي في العلو (ص30) :"إبراهيم وموسى ضعفاء، أخرجه محمد بن إدريس في مسنده".وقال بعد أن ذكر إخراج الداقطني والعسال له: "وهذه الطرق يعضد بعضها بعضاً، رزقنا الله وإياكم لذة النظر إلى وجهه الكريم " اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/421)، وقال:" رواه البزار والطبراني في الأوسط بنحوه، وأبو يعلى باختصار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح".وانظر في المسألة كتاب "التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة" لأبي بكر محمد بن الحسين الآجري، وكتاب "رؤية الله جل وعلا" للدارقطني، وكتاب "أحاديث الجمعة" لعبد القدوس محمد نذير، و"صحيح الترغيب" (ح691) .وقال ابن القيم:"هذا حديث كبير عظيم الشأن، رواه أئمة السنة، وتلقوه بالقبول، وجمل الشافعي به مسنده"، حادي الأرواح (ص391) .وقد جمع شيخ الإسلام ابن تيمية طرق الحديث، ومال إلى تقويتها، انظر مجموع الفتاوى (6/410-416) .
1 أبو كعب، عن مولاه علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وعنه ثعلبة بن مسلم الخثعمي وغيره، فيه جهالة، قال أبو زرعة:"لا يسمى ولا يعرف إلا في هذا الحديث". انظر تعجيل المنفعة (ص338، برقم 384) .
مولاه؟ 1 عن ابن عباس2] 3 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، إلا خرقت السموات حتى تفضي إلى الله عز وجل"4.
أخرجه أبو أحمد العسال5 عن ابن صاعد6، عن بكر بن أخت
1 علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي، أبو محمد، ثقة عابد، من الثالثة، مات سنة (118هـ) على الصحيح. التقريب (ص247) .
2 تقدمت ترجمته.
3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، والتصويب من العلو للذهبي.
4 أورده الذهبي في العلو (ص32) وقال: "ليس إسناده بقوي من قبل إسماعيل بن قيس بن عد بن زيد بن ثابت فإنه ضعيف" والحديث له شاهد تقدم. وله شاهد آخر عند النسائي في عمل اليوم والليلة (ص150، ح28) ولفظه: "ما قال عبد قط لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مخلصاً بها روحه، مصدقاً بها قلبه لسانه، إلا فتق له أبواب السماء حتى ينظر الله إلى قائلها، وحق لعبد نظر الله إليه أن يعطيه سؤله".
5 تقدمت ترجمته.
6 يحيى بن محمد بن صاعد، أبو محمد الهاشمي مولاهم، البغدادي الحافظ، له كتاب "السنن" عارف بالعلل والرجال، توفي سنة (318هـ) . تذكرة الحفاظ (776) ، تاريخ بغداد (14/231) .
الواقدي1، عن إسماعيل بن قيس2، عن أبي كعب.
40-
وبإسناد صح عن زائدة بن أبي الرقاد3 وهو رواه [عن] 4 زياد النميري5 عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة قال: "فأدخل على ربي عزل وجل، وهو على عرشه". وذكر الحديث6.
41-
أخرجه البخاري في الصحيح من حديث قتادة7 عن أنس
1 بكر بن عبد الوهاب بن محمد بن الوليد بن نجيح المدني، ابن أخت الواقدي، صدوق، من الحادية عشر، مات سنة بضع وخمسين ومائتين، أخرج له ابن ماجه. التقريب (ص176) .
2 إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري، أبو مصعب، قال البخاري والدارقطني:"منكر الحديث"، وقال النسائي وغيره:"ضعيف". انظر: اللسان (1/429-430) ، والكامل لابن عدي (1/296-297) .
3 زائدة بن أبي الرقاد الباهلي، أبو معاذ البصري، الصيرفي، منكر الحديث، من الثمانية. التقريب (ص333) .
4 "عن" ساقطة من (أ) و (ب) و (ج) .
5 زياد بن عبد الله النميري البصري، ضعيف من الخامسة. التقريب ص (110) .
6 أخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص71-72، برقم 41) .وأخرجه الذهبي في العلو (ص32) وقال: " زائدة ضعيف، والمتن بنحوه في صحيح البخاري".
7 قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري، ثقة ثبت، يقال ولد أكمه، وهو رأس الطبقة الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومائة، أخرج له الجماعة. التقريب (ص798) .
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي".
متفق عليه1.
42-
وأخرجه العسال من حديث ثابت البناني2 بإسناد صحيح وفيه: "فآتي باب الجنة فيفتح لي، فآتي ربي تبارك وتعالى وهو على كرسيه (ق26/أ) أو سريره، فأخر له ساجدا". الحديث3.
43-
وعن ابن عباس حدثني رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهم بينما4 هم جلوس ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ رمي بنجم فاستنار، فقال:"ما كنتم تقولون إذ رمي مثله؟ " قالوا: كنا نقول: ولد الليلة عظيم، أو5 مات عظيم. فقال: "إنها لم ترم لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا إذا قضى أمراً سبحت حملة العرش، حتى يسبحوا أهل السماء الذين
1 كذا جاء في المخطوط عبارة "متفق عليه" والحديث أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب (24) ، (ص1560-1561، ح7440) . ط: دار السلام. وأخرجه أحمد في مسنده (3/244) .وابن خزيمة في التوحيد (2/605-606، ح353) .
2 ثابت بن أسلم البناني، أبو محمد، البصري، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة بضع وعشرين ومائة. تقريب التهذيب (ص185) .
3 أورده الذهبي في العلو (ص32-33)، وقال:"وأخرجه أبو أحمد العسال في كتاب المعرفة بإسناد قوي عن ثابت عن أنس".
4 في (ب) و (ج)"أنه بينما هم".
5 في (ب) و (ج)"وإما".
يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا، فيقول الذين يلون حملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيستخبر أهل السموات بعضهم بعضاً، حتى يبلغ الخبر أهل الدنيا، فيخطف الجن السمع فيلقونه1 إلى أوليائهم، فما جاءوا به على وجهه، فهو الحق، ولكنهم2 يفرقون ويزيدون".
رواه مسلم3.
44-
وعن أبي هريرة أن رسول الله4 صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أحب الله عبداً نادى جبريل فقال: إني أحب عبدي فأحبوه، فينوه بها جبريل في حملة العرش فيسمع أهل السماء لفظ حملة5
1 في (ب)"فيلقون".
2 في (ب) و (ج)"ولكن".
3 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان. انظر شرح النووي (14/225) .والإمام أحمد في المسند (1/218) .والترمذي في سننه، كتاب التفسير، باب سورة سبأ (5/362، برقم 2324) .والدارمي في الرد على الجهمية (ص78) .والطحاوي في المشكل (3/113) .والبيهقي في الأسماء والصفات (1/512-513، ح436) .وأبو نعيم في الحلية (3/143) .
4 في (ب) و (ج)"أن النبي".
5 في (أ)"حملة"، وفي (ب)"الحملة".
العرش1، فيحبه أهل السماء السابعة، ثم سماءٍ سماءٍ2، حتى ينزل إلى السماء الدنيا، ثم يهبط إلى الأرض، فيحبه أهل الأرض"3 (ق26/ب) .
وهذا صحيح كالذي قبله.
45-
وعن أنس، وغيره، في حديث الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل، فذكر الحديث، وقال فيه: "فانطلق بي جبريل حتى أتى بي السماء الدنيا فاستفتح، فقيل من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟
1 "العرش" ساقطة من (ب) و (ج) .
2 في (ج)"ثم سماء إلى سماء".
3 أخرجه بنحوه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل، (ص1570، ح7485) ط: دار السلام. ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة، باب إذا أحب الله عبداً حببه إلى عباده (4/2030، ح157) .وأخرجه الترمذي بنحوه في سننه، كتاب تفسير القرآن، باب (20) ومن سورة مريم (5/317-318، ح3161)، وقال:"حديث حسن صحيح، وقد روى عبد الرحمن ابن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه".وصححه الألباني، انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة (2207) ، وصحيح سنن الترمذي (3/76، 2528-3384) .وأورده الذهبي في العلو (ص37) وقال: "هذا حديث محفوظ ثابت لا استحضر إسناده".
قال: محمد. قيل: مرحباً به1، ونعم المجيء جاء، ففتح فإذا فيها آدم ثم صعد حتى أتى السماء الثانية" إلى أن قال:"ثم صعد حتى أتى السماء السابعة فإذا إبراهيم، ثم رفعت إلى سدرة المنتهى"2.
46-
ولفظ البخاري: "ثم دنا فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى" كما في القرآن. قال3: "ففرض عليّ الصلاة خمسين، فرجعت، فمررت على موسى، فقال: إن أمتك4 لا تطيق ذلك، ورجعت5 إلى ربي، فوضع عني عشراً"6.
1 "به" ساقطة من (ب) و (ج) .
2 أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/208، 210) .والبخاري في صحيحه، كتاب مناقب الأنصار، باب المعراج (ص794-796، ح3887) ، وكتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة (ص656-657، ح3207) .ط: دار السلام. وأخرجه مسلم في صحيحه (1/145-147) .وأورده الذهبي في العلو (ص33-35) .
3 "قال" ساقطة من (ج) .
4 في (ب) و (ج)" إني أشك".
5 في (ب) و (ج)"فرجعت".
6 انظر صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب ما جاء في قول الله عز وجل {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً} ، (ص1576-1578، ح5716) ط: دار السلام.
47-
وفي لفظ آخر للبخاري "فالتفت إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك، فأشار نعم إن شئت، فَعَلا به جبريل حتى أتى به الجبار تبارك وتعالى وهو في مكانه"1 وذكر الحديث بطوله.
متفق على صحته2.
48-
وثبت عن ابن عباس في قوله {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} 3. قال: "دنا4 ربه فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى".
أخرجه البيهقي في كتاب الأسماء، والصفات5.
1 انظر المصدر السابق.
2 وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب (74) الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات (1/148) .
3 الآيتان (13-14) من سورة النجم.
4 في (ب) و (ج)"رأى".
5 كتاب الأسماء والصفات للبيهقي (2/360، ح933) .وأخرجه الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب (54)(5/395، ح3280) ، وقال حديث حسن، وابن أبي عاصم في السنة (1/191) .وأخرجه ابن جرير في تفسيره (27/52) .وابن حبان في صحيحه (1/253-254، برقم57) .والطبراني في الكبير (10/363) .والآجري في الشريعة (3/1541-1542، ح1032) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/518) .
وأكثر الصحابة على أنه صلى الله عليه وسلم رأى (ق27/أ) ربه1.
1 قال المصنف في كتابه العلو (ص81) : "في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلتئذ اختلاف:
1-
فذهب جماعة من السلف إلى أنه رأى ربه عز وجل.
2-
وذهب آخرون كأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وغيرها إلى أنه لم يره بعد.
3-
وذهب طائفة إلى السكوت والوقف.
4-
وقال قوم: رآه بعين قلبه".
ولمسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا عدة جوانب:
1.
مسألة رؤيته في الأرض بعينه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد اتفق المسلمون على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعينيه في الأرض وكل حديث فيه "أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه في الأرض" فهذا كذب باتفاق المسلمين وعلمائهم، وهذا شيء لم يقله أحد من علماء المسلمين ولا رواه واحد منهم". انظر مجموع الفتاوى (3/386-389) .
2.
مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة الإسراء عندما عرج به إلى السماء. وهذه المسألة التي وقع فيها النزاع بين الصحابة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وإنما كان النزاع بين الصحابة أن محمداً "هل رأى ربه ليلة المعراج"؟. مجموع الفتاوى (3/386) .
القول الأول: صح عن عائشة وابن مسعود وأبي هريرة في أحد قوليه أنهم أنكروا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة المعراج.
القول الثاني: صح عن ابن عباس وعن أبي ذر وأبي هريرة في رواية عنهما أنهم أثبتوا رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه. ولكن الرواية عن ابن عباس جاءت مطلقة، ولم يثبت عنه لفظ صريح بأنه رآه بعينه.
_________
انظر مجموع الفتاوى (6/509) .
القول الثالث: صح عن ابن عباس أنه قال: رآه بفؤاده. وبناءً على ذلك حصل الاختلاف بين العلماء في إثبات ذلك، ونفيه، وقد انقسم العلماء بعد ذلك إلى ثلاث طوائف:
الطائفة الأولى: أثبتت الرؤية البصرية، ومن هؤلاء ابن خزيمة، وقد أطنب في الاستدلال لها.
الطائفة الثانية: توقفت بحجة أنه ليس في الباب دليل قطعي، وأن غاية ما استدل به للطائفتين ظواهر متعارضة قابلة للتأويل، لأنها من المسائل الاعتقادية التي لا بد فيها من الدليل القطعي، وإلى هذا القول، ذهب القرطبي وعزاه إلى جماعة من المحققين.
الطائفة الثالثة: نفت الرؤية البصرية وأثبتت الرؤية القلبية، وهذا القول هو إحدى الروايتين عن أحمد، وقد ذهب إليه ابن حجر للجمع بين القولين، حيث قال:"وقد جاءت عن ابن عباس أخبار مطلقة، وأخرى مقيدة، فيجب حمل مطلقها على مقيدها". وعلى هذا يمكن الجمع بين إثبات ابن عباس، ونفي عائشة لأن يحمل نفيها على رؤية البصر، وإثبات رؤية القلب. ثم إن المراد برؤية الفؤاد: رؤية القلب، لا مجرد حصول العلم لأنه "كان عالماً بالله على الدوام، بل مراد من أثبت له أنه رآه بقلبه أن الرؤية التي حصلت له خلقت في قلبه كما يخلق الرؤية بالعين لغيره، والرؤية لا يشترط فيها شيء مخصوص عقلاً ولو جرت العادة بخلقها بالعين. وانظر تفاصيل هذه المسألة في مجموع الفتاوى (3/386) و (6/509-511) .والبداية والنهاية (3/112) .وكتاب التوحيد لابن خزيمة (1/477-547) .
49-
قال ابن عباس: "أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى، والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم"1.
1 أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/192)، وقال الألباني:"إسناده صحيح على شرط البخاري".وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/299) .والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 5/165) .وابن خزيمة في التوحيد (1/479، ح272) .والآجري في الشريعة (3/1541، ح1031) .وأخرجه الدارقطني في الرؤية (ص85، ح77) بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جعل الله الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم".وابن منده في الإيمان (3/740) ، وفي التوحيد (3/146-147، برقم 581) .والحاكم في المستدرك (1/65) وصححه ووافقه الذهبي. واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/515) .وأورده الهندي في كنز العمال (14/447) وعزاه السيوطي لابن عساكر. وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/45) .وأورده ابن حجر في الفتح (7/218) وعزاه للطبراني في الأوسط، وقال في (8/608) :"أخرجه النسائي بسند صحيح" ا. هـ.
قلت: لأنه رآه في عالم البقاء، حين1 خرج من عالم الفناء، وارتقى فوق السموات السبع.
هذا الحديث أيضاً دال على أنه سبحانه وتعالى فوق السموات، وفوق جميع المخلوقات، لولا ذلك لكان معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى فوق السماء السابعة إلى سدرة المنتهى، ودنو الجبار منه، وتدليه سبحانه وتعالى بلا كيف، حتى كان من النبي صلى الله عليه وسلم قاب قوسين أو أدنى، وأنه رآه تلك الليلة، وأن جبريل علا به، حتى أتى به إلى الله تعالى، وهذه المقتضيات كلها التي أفادتنا أنه فوق السماء، باطلة لا تفيد شيئاً، على زعم من قال: إنه في كل مكان بذاته، الذين يلزم من دعواهم أنه في الكنف2، والبطون،
1 في (ب) و (ج)"حتى".
2 الكَنَف بالتحريك: الجانب والناحية. النهاية (4/205)، قال الحافظ في الفتح (8/320) : والكُنُف بضمتين جمع كنيف وهو السائر، والمراد هنا المكان المتخذ لقضاء الحاجة" ا. هـ.
والأرحام، وغير ذلك مما طبع الله بني آدم على خلافه، بل إنما فطرهم على أنه فوق العرش، فوق السماء السابعة، وأرسل رسله بتقرير ذلك، ولم يرسلهم بأنه ليس على العرش، ولا بأنه داخل العالم، ولا خارجه، وسنوضح هذا فيما بعد إن شاء الله تعالى، ونجيب عن المعارضات والشبه التي توردها الجهمية، لأنا الآن في معرض نقل النصوص.
50-
(ق27/ب) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما ألقي إبراهيم في النار، قال: اللهم إنك واحد في السماء، وأنا واحد في الأرض أعبدك"1.
1 أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (75) .والبزار كما في كشف الأستار (3/103) .وأبو نعيم في الحلية (1/19) .والخطيب في تاريخه (10/346) .وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص93، برقم56) .وأورده ابن كثير في تفسيره (5/345) وعزاه لأبي يعلى. وأورده الذهبي في العلو (ص21) وقال: "هذا حديث حسن الإسناد، رواه جماعة عن إسحاق"، وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص55، برقم29)، وقال:"إسناده حسن".اهـ. وأورده الهيثمي في المجمع (2/202) وعزاه إلى البزار، وحسنه المناوي في التيسير (2/302) .
هذا حديث حسن، من حديث أبي جعفر الرازي1، عن عاصم2، عن أبي صالح3 عن أبي هريرة.
51-
وعن أبي الحجاج الثمالي4 قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وضع الميت في قبره، يقول له القبر: ابن آدم ما غرك بي إذ تمر بي، أما علمت أني بيت الوحدة، والوحشة؟ فإن كان مصلحاً أجاب عنه مجيب القبر، أرأيت إن كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فيقول القبر: إذاً أعود عليه خضراًَ، ويعود جسده نوراً، ويصعد [بروحه] 5 إلى رب
1 أبو جعفر، الرازي، التيمي، مولاهم، مشهور بكنيته، واسمه عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان وأصله من مرو، وكان يتجر إلى الري، صدوق، سيء الحفظ، من كبار السابعة، مات في حدود الستين والمائة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد والأربعة. التقريب (1126) .
2 عاصم بن بهدلة بن أبي النجود الأسدي مولاهم، الكوفي، أبو بكر، المقريء، صدوق، له أوهام حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون، مات سنة (128هـ) ، من السادسة، أخرج له الجماعة. التقريب (ص471) .
3 ذكوان أبو صالح، السمّان، الزيات، المدني، ثقة، ثبت، وكان يجلب الزيت إلى الكوفة، من الثالثة، مات سنة (101هـ) ، من رجال الجماعة. التقريب (ص313) .
4 أبو الحجاج، الثمالي، عبد بن عوف، ويقال عبد الله بن عبد، له صحبة، يعد في الشاميين، وقيل اسمه عبد الله بن عائذ الأزدي. الاستيعاب (4/47-48بحاشية الإصابة) .
5 في (أ) و (ب) و (ج)"بنوره"، والصواب ما أثبته.
العالمين"1.
1 الحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير (22/377، رقم942) ، وفي مسند الشاميين (1499) .وأبو أحمد الحاكم في الكنى (4/86-87) .وابن مندة في معرفة الصحابة (ق191) نقلاً عن كتاب الأيمان لابن مندة (1/67) .وأبو نعيم في الحلية (6/90) .وأبو يعلى في مسنده (12/285، رقم6870) .والهيثمي في مجمع الزوائد (3/45-46) ، وفي المقصد العلي رقم (471) .وذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4/364، رقم4609) .وقال الهيثمي: وفيه "أبو بكر بن أبي مريم" وفيه ضعف لاختلاطه. وقال البوصيري في مختصر إتحاف المهرة (3/169، برقم2391) : "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لتدليس بقية بن الوليد".والحق إعلال الحديث بأبي بكر وتدليس بقية. وأورده ابن عبد البر في الاستيعاب (4/47-48) .والقرطبي في التذكرة (ص98-99) .وأخرجه الذهبي في العلو (ص26-27) وقال: "هذا حديث غريب، وابن أبي مريم ضعيف من قبل حفظه"اهـ. وذكره كذلك ابن رجب في أهوال القبور (ص18) .والحديث أورده السيوطي في شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (ص47-48)، باب مخاطبة القبر للميت وقال: "وأخرج ابن أبي الدنيا، والحكيم الترمذي، وأبو يعلى، وأبو أحمد الحاكم في الكنى، والطبراني في الكبير، وأبو نعيم عن أبي الحجاج الثمالي،
…
" وذكره.
رواه "بقية"1، عن أبي بكر بن أبي مريم2، عن الهيثم بن مالك3، عن عبد الرحمن بن عائذ4، عن أبي الحجاج.
وهو حديث شامي تفرد به "بقية" فيما أعلم، ويصلح للإعتبار، والإستشهاد.
52-
وعن أبي الدرداء5 رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اشتكى منكم فليقل: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء، اغفر لنا حوبنا6 وخطايانا،
1 بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي أبو يُحْمِد، الميتمي، صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء، من الثامنة، مات سنة (197هـ) وله سبع وثمانون، أخرج له البخاري تعليقاً ومسلم والأربعة. التقريب (ص174) .
2 أبو بكر، بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي، وقد ينسب إلى جده، وقيل اسمه بكير وقيل عبد السلام، ضعيف، وكان قد سُرق بيته فاختلط، من السابعة مات سنة (156هـ) . أخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه. التقريب (ص396) .
3 الهيثم بن مالك الطائي، أبو محمد، الشامي الأعمى، ثقة، من الخامسة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد. التقريب (ص1031) .
4 عبد الرحمن بن عائذ ويقال الكندي، الحمصي، ثقة، من الثالثة، ووهم من ذكره في الصحابة قال أبو زرعة:"لم يدرك معاذاً"، أخرج له الأربعة. التقريب (ص584) .
5 صحابي من الأنصار مختلف في اسمه واسم أبيه، مات بعد الثلاثين. الاستيعاب (4/1646) .
6 في (ب) و (ج)"ذنوبنا".
أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك، وشفاء من شفائك على هذا الوجع، فيبرأ".
رواه أبو داود وغيره1.
53-
وأخبرنا بإسناد / صحيح ثابت، عن حبيب بن أبي ثابت2،
1 أخرجه أحمد في مسنده (6/21) .وأبو داود في سننه، كتاب الطب (4/218) .والدارمي في الرد على الجهمية (ص18) .والنسائي في عمل اليوم والليلة (1038) .وابن حبان في الضعفاء (1/108) .وابن عدي في الكامل (3/1054) .والحاكم في المستدرك (1/343-344) ، وصححه. واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/389) .وأبو يعلى في إبطال التأويلات (ق153/ب) .والبيهقي في الأسماء والصفات (2/327، ح892) .وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص48، برقم 18) .وأخرجه قوام السنة الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (2/105، برقم 59) ، و (2/111-112، برقم 65) .وأورده الذهبي في العلو (ص27)، وقال:"وزيادة لين الحديث".ورد الذهبي تصحيح الحاكم له بقوله: "زيادة، قال البخاري وغيره منكر الحديث"، وذكر في ترجمته في الميزان (2/98) أنه انفرد بهذا الحديث فالإسناد ضعيف.
2 حبيب بن أبي ثابت، أبو يحيى الكوفي، ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس، مات سنة (119هـ) . التقريب (ص218) .
أن حسان بن ثابت1 أنشد للنبي صلى الله عليه وسلم:
شهدت بإذن الله أن محمداً
…
رسول الذي فوق السموات من عَلُ
وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما
…
له عمل من ربه متقبل
وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم
…
يقوم بذات الله فيهم ويعدل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وأنا"2.
1 حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد، الصحابي، شاعر النبي صلى الله عليه وسلم أحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، توفي بالمدينة سنة (54هـ) وبها كان مسكنه. الإصابة (رقم1704) .
2 أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (8/507) .وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص67-68 برقم37) ، و (ص100 برقم68) . وابن عساكر في تاريخ ابن عساكر (4/129) .والذهبي في العلو (ص40)، وقال:"هذا مرسل".وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص307) .وابن أبي العز في شرح الطحاوية بتحقيق الألباني (ص315-316)، وقال الألباني:" ضعيف، رواه ابن سعد في الطبقات بسند ضعيف ومنقطع ".وأورده الهيثمي في المجمع (1/24)، وقال:" رواه أبو يعلى، وهو مرسل ".وانظر: ديوان حسان (ص186) .
54-
وقد أنشد شعر أمية بن أبي الصلت1 عند2 النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "آمن شعره وكفر قلبه ". وهو:
مجدوا الله فهو للمجد أهل
…
ربنا في السماء أمسى كبيرا
بالبناء الأعلى الذي سبق الخلق
…
وسوى فوق السماء سريرا
شرجعا ما يناله بصر العين
…
ترى دونه الملائك صورا3
1 أمية بن عبد الله، أبي الصلت، بن ربيعة بن عوف الثقفي، شاعر جاهلي حكيم، من أهل الطائف، أدرك الإسلام ولم يسلم، مات سنة خمس من الهجرة. انظر: تهذيب ابن عساكر (3/118-131) .
2 في الأصل: "عن" والصواب ما أثبته.
3 أورده ابن قتيبة في الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة (ص240) .وأبو يعلى في إبطال التأويلات (ق154/أ) .وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص100-101، برقم69) .والذهبي في العلو (ص42-43)، قال:"إسناده منقطع".وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص310) .وعزاه السيوطي في الجامع الصغير (1/57بشرح الفيض) إلى أبي بكر الأنباري في المصاحف، والخطيب في تاريخه وابن عساكر. وذكر المناوي في الفيض (1/59) إسناد الأنباري وقال:"فيه أبو بكر الهذلي وهو متروك الحديث كما في التقريب لابن حجر، ثم ذكر إخراج الخطيب وابن عساكر وقال: "بإسناد ضعيف وعزا الحديث ابن حجر في الإصابة (4/376) إلى الفاكهي بإسناد فيه الكلبي، وهو متهم بالكذب، ورمي بالرفض".
قوله: "شرجعاً": أي طويلاً.
و"صوراً": جمع أصور، وهو المائل العنق.
55-
وعن عمران بن حصين1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي2: "كم تعبد اليوم إلهاً؟ "، قال:" ستة في الأرض، وواحد في السماء " قال: "فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك"، قل:"الذي في السماء"3 قال: "أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك". فلما أسلم قال: "يا رسول الله، علمني الكلمتين اللتين4 وعدتني" قال: "قل اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي"
رواه الترمذي وحسنه5 من حديث
1 عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي، أبو نُجَيْد، أسلم عام خيبر وصحب، وكان فاضلاً مات سنة (52هـ) بالبصرة. الإصابة (برقم6012) .
2 حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي، والد الصحابي عمران بن حصين، اختلف في إسلامه. الإصابة (رقم1735) .
3 قوله: "قال فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك قال: الذي في السماء: ساقطة من (ب)
4 من (ج) وفي الأصل: ((التي)) .
5 أخرجه أحمد في مسنده (2/160) . والبخاري في خلق أغعال العباد (134) . وأبو داود في سننه (5/231) كتاب الأدب والترمذي في سننه (4/323) كتاب البر، وقال:"هذا حديث حسن صحيح" والدارمي في الرد على المريسي (ص104) والحاكم في المستدرك (4/159) وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات (2/329، ح894) وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص66-67) وقوام السنة للأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (2/111، برقم 64) والذهبي في الأربعين (ص56، برقم31) ، وفي العلو (ص24)، وقال:"شبيب ضعيف"
الحسن عن عمران بن حصين
56-
ورواه خالد بن طليق1، عن أبيه2، أتم من هذا فيما أخبرنا عبد الخالق بن عبد السلام3
1 خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين، قال الدرقطني:"ليس بالقوي"، وذكره ابن أبي حاتم ولم يذكره بشيء، وقال الساجي:"صدوق يهم"، وعده ابن حبان في الثقات. الميزان (1/633) ، لسان الميزان (2/379) .
2 طليق بالتصغير بن محمد بن عمران بن حصين، قال الذهبي:"طليق بن محمد بن عمران بن حصين، وقال الدارقطني: لا يحتج به"، ووثقه ابن حبان. الميزان (2/345) .
3 عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان، أبو محمد، البعلبكي، القاضي الفقيه، عالم جيد المشاركة في الفنون، ذو حظ من عبادة وتواضع، توفي سنة (696هـ) . العبر (3/387) ، شذرات الذهب (5/435) .
ببعلبك1، أنا عبد [الله] 2 بن أحمد الفقيه3 سنة إحدى عشر وستمائة، أنا محمد بن عبد الباقي4، أنا أبو الفضل (ق28/ب) بن خيرون5، أخبرنا ابن شاذان6، أنا أبو سهل القطان7، أخبرنا عبد الكريم
1 مدينة قديمة شامية، تقع في شمال غرب دمشق، وتبعد عنها مسيرة ثلاثة أيام، وهي اليوم إحدى مدن الجمهورية اللبنانية. معجم البلدان (1/453) ، أطلس التاريخ الإسلامي (ص9) .
2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) .
3 المراد به ابن قدامة المقدسي، وقد سبقت ترجمته.
4 محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان أبو الفتح، الحاجب، ابن البطي، مسند العراق، الحافظ الشيخ الجليل العالم الصدوق، توفي سنة (564هـ) . السير (20/481) ، شذرات الذهب (4/213-214) .
5 أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون البغدادي بن الباقلاني، أبو الفضل، الحافظ العالم الناقد، توفي سنة (488هـ) عن أربع وثمانين سنة وشهر. تذكرة الحفاظ (ص1207) .
6 الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي أبو علي، البزار، مسند العراق، ولد سنة (339هـ) قال الخطيب:"كتبنا عنه وكان صحيح السماع، صدوقاً، يفهم الكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري" توفي سنة (425هـ) وله سبع وثمانون سنة. تاريخ بغداد (7/279) ، تذكرة الحفاظ (ص1075) ، السير (17/415) .
7 أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد القطان، أبو سهل، البغدادي، الإمام المحدث الثقة، توفي في شعبان سنة (350هـ) . السير (15/521) ، تاريخ بغداد (5/45-46) .
الديرعاقولي1، ثنا رجاء بن محمد البصري2، ثنا عمران بن خالد بن طليق3، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده4 قال:"اختلفت قريش إلى حصين، والد عمران فقالوا: إن هذا الرجل يذكر آلهتنا، فنحب أن تكلمه، وتعظه، فمشوا معه إلى قريب من باب النبي صلى الله عليه وسلم، فجلسوا، ودخل حصين، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوسعوا للشيخ" فقال: "ما هذا الذي يبلغنا عنك أنك تشتم آلهتنا، وتذكرهم؟ وقد كان أبوك جفنة5 وخبزاً6" فقال: "إن أبي وأباك في النار يا حصين، كم تعبد إلهاً [في] 7
1 عبد الكريم بن الهيثم بن زياد الدير عاقولي، أبويحيى، البغدادي القطان، الحافظ، الصدوق، مات سنة (278هـ)، قال الخطيب:"ثقة ثبت". تاريخ بغداد (11/78) ، تذكرة الحفاظ (2/602) .
2 رجاء بن محمد بن رجاء العُذري، أبو الحسن البصري السَّقطي، ثقة، من الحادية عشر، مات بعد سنة أربعين ومائتين. التقريب (ص324) .
3 عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين، قال أحمد:"متروك الحديث"، وقال أبو حاتم:"ضعيف"، وقال أبو حبان:"لا يجوز الاحتجاج به". الميزان (3/236) ، لسان الميزان (4/345) .
4 عمران بن حصين، تقدمت ترجمته.
5 قال ابن الأثير: كانت العرب تدعو السيد المِطعام جَفْنَة، لأنه يضعها ويطعم الناس فيها، فسمي باسمها. النهاية (1/280) .
6 في (ج)"وخيراً".
7 من (ج) .
اليوم؟ " قال: "[ستة] 1 في الأرض، وإله في السماء" قال:"فإذا أصابك الضيق بمن تدعو؟ " قال: "الذي في السماء" وذكر باقي الحديث وإسلامه.
أخرجه إمام الأئمة ابن خزيمة في التوحيد2 له بهذا الإسناد، وطليق هو ابن محمد بن عمران بن حصين.
57-
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: "فآتي باب الجنة، فأقرع الباب، فيقال: من أنت؟ فأقول: محمد، فإذا ربي على كرسيه، فيتجلى لي فأخر ساجداًَ"3.
1 في (أ)(ب)"سبعة"، وما أثبته من (ج) .
2 التوحيد لابن خزيمة (1/278، ح177) .وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب الدعوات، باب (70) . انظر (5/519-520، ح3483)، وقال: هذا حديث غريب، وقد روي هذا الحديث عن عمران بن حصين من غير هذا الوجه. والدارمي في الرد على المريسي (ص383، ضمن عقائد السلف) .والبيهقي في الأسماء والصفات (2/329، ح849) .والطبراني في الكبير (8/174) .وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص49-50، ح19) .والذهبي في العلو (ص23-23، وقال:"عمران ضعيف".
3 أخرجه أحمد في المسند (1/281-282، 295-296) ، مطولاً. والدارمي في الرد على بشر المريسي (ص371 ضمن عقائد السلف) .وابن ابي شيبة في كتاب العرش (رقم46) .جميعهم من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن ابن عباس مرفوعاً. ورجاله ثقات إلى علي بن زيد ففيه ضعف، ولكن الحديث له شواهد ذكرتها في تعليقي على كتاب العرش لابن أبي شيبة.
وهذا حديث صحيح.
58-
وعن ابن مسعود1 قال: "كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً فتبسم، (ق29/أ) ثم قال: "عجباً للمؤمن، وجزعه من السقم، ولو كان يعلم ما له في2 السقم أحب أن يكون سقيماً حتى يلقى ربه، وعجبت من ملكين، نزلا يلتمسان عبداً في مصلاه، كان3 يصلي فيه فلم يجداه، فعرجا إلى الله فقالا4: يا رب، عبدك فلان، كنا نكتب له من العمل فوجدناه قد حبسته في حبالك، فقال اكتبوا لعبدي عمله الذي كان يعمل5، في يومه وليلته، ولا تنقصوا منه شيئاً، فعلي أجر ما حبسته، وله أجر ما كان
1 عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، من السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، وشهد بدراً وما بعدها، وكان أول من جهر بالقرآن بمكة، وكان من كبار فقهاء الصحابة، توفي سنة (32هـ) . الإصابة (رقم4954) .
2 في (ج)"ما في".
3 في (ج)"وكان".
4 في (ج)"فقال".
5 في (ج)"يعمله".
يعمل1"2.
أخرجه أبو بكر بن أبي الدنيا3، في كتاب "المرض والكفارات" عن محمد بن يوسف4، عن ابن وهب5، عن محمد بن أبي حميد6، عن عون
1 في (ب) و (ج)"يعمل لي".
2 أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (4/266) .والطيالسي في مسنده (برقم 348) .وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص114)، وعزاه لابن أبي الدنيا وقال:"له شاهد في البخاري" ا. هـ. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (2/204) وعزاه للطبراني والبزار. وابن حجر في المطالب العالية (برقم531) .والزبيدي في كتابه إتحاف السادة المتقين (9/141) .والسيوطي في الحبائك في أخبار الملائك (ص102 رقم375) ، وعزاه للطيالسي والبيهقي. وصاحب كنز العمال (برقم6665) ، وانظر الأحكام النبوية (1/131) .وله شاهد في مسند الإمام أحمد (2/159، 194، 198) .
3 عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن أبي الدنيا، حافظ للحديث، مكثر من التصنيف، ولد سنة (208هـ) وتوفي سنة (281هـ) . تذكرة الحفاظ (2/224) .
4 محمد بن يوسف بن الصباح الغضيضي، قال عنه الخطيب:"كان ثقة"، توفي سنة (239هـ) . تاريخ بغداد (3/392) .
5 عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم، أبو محمد المصري، الفقيه، ثقة حافظ عابد، من التاسعة، مات سنة (197هـ) وله اثنتان وسبعون سنة. التقريب (ص556) .
6 محمد بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي، أبو إبراهيم المدني، لقبه حمّاد، ضعيف من السابعة، أخرج له الترمذي وابن ماجه. التقريب (ص839) .
ابن عبد الله1، عن أبيه2، عن ابن مسعود.
ومحمد بن أبي حميد ضعيف.
59-
وعن سلمان الفارسي3 رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه يدعوه أن يردهما صفراً ليس فيهما شيء".
وهذا حديث صحيح، رواه جماعة من الصحابة، علي بن أبي طالب4 وعبد الله بن عمر5، وسلمان الفارسي وأنس بن مالك6،
1 عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله الكوفي، ثقة عابد، من الرابعة، مات قبل سنة عشرين ومائة، أخرج له مسلم والأربعة. التقريب (ص758) .
2 عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي ابن أخي عبد الله بن مسعود، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ووثقه العجلي وجماعة، وهو من كبار الثانية، مات بعد السبعين، أخرج له الجماعة إلا الترمذي. التقريب (ص525) .
3 سلمان، أبو عبد الله الفارسي رضى الله عنه ويقال له سلمان بن الإسلام، وسلمان الخير، أصله من أصبهان، وقيل رامهرمز، أول مشاهده الخندق، مات سنة (24هـ) . الإصابة (رقم3357) .
4 علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي (حيدرة، أبو تراب، أبو الحسنين) ، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته، من السابقين الأولين، وهو أحد العشرة، مات سنة (40هـ) وله ثلاث وستون سنة على الأرجح. الإصابة (رقم5690) .
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
وغيرهم1.
1 حديث: "إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً".
روي من:
أ- حديث سلمان الفارسي رضى الله عنه.
أخرجه الإمام أحمد (5/438) .وابن ماجه (رقم3865) .والترمذي (رقم 3556) .والطبراني في الكبير (6/314 رقم6184) ، وفي كتاب الدعاء (رقم203) .وابن حبان في صحيحه (رقم2400) - موارد. وابن عدي في الكامل (2/562) .والحاكم في المستدرك (1/497) .والقضاعي في مسند الشهاب (2/165) .والبيهقي في الأسماء والصفات (2/434، ح1014) .والخطيب في تاريخ بغداد (3/235-236) .كلهم من طريق جعفر بن ميمون به، وقال الترمذي: حسن غريب ورواه بعضهم ولم يرفعه اهـ. وقد اختلف فيه على أبي عثمان، فرواه جعفر بن ميمون الأنماطي عن أبي عثمان عن سلمان مرفوعاً، وتابعه أبو المعلى يحيى بن ميمون العطار، عن أبي عثمان. أخرجه الخطيب في التاريخ (8/317) ، والبغوي في شرح السنة (5/185) .وخالفهما حميد الطويل، وثابت البناني، وسعيد بن إياس الجريري، فرووه عن أبي عثمان، عن سلمان أنه قال: أجد في التوراة
…
الخ.
_________
وتابعهم على ذلك يزيد بن أبي صالح، حدثني أبو عثمان، عن سلمان موقوفاً. أخرجه وكيع في كتاب الزهد (رقم504) ، وهناد بن السري في الزهد أيضاً (رقم1361) . ويزيد بن أبي صالح هو الدباغ، ثقة مترجم في الجرح والتعديل (9/272) ، وتعجيل المنفعة (2/372) .ورواه سليمان التيمي عن أبي عثمان وقد اختلف فيه، فرواه يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان قوله. أخرجه أحمد (5/438) .والحاكم (1/497) .والبيهقي في الأسماء والصفات (برقم1013) .وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي. وخالفه محمد بن الزبرقان أبو همام الأهوازي، فرواه عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان مرفوعاً. أخرجه الطبراني في الكبير (6/309) ، وفي الدعاء (رقم202) .وابن حبان (برقم2399) - موارد. والحاكم (1/535) .والقضاعي في مسند الشهاب (2/165) ، من طرق عن جميل بن الحسن، عن محمد ابن الزبرقان به، وقال الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"اهـ. ولكن يزيد بن هارون قد خالف محمد الزبرقان، فرواه عن سليمان التيمي موقوفاً، موافقاً لرواية الجماعة.
_________
و"يزيد" ثقة حافظ متقن، وابن الزبرقان قال فيه الحافظ في التقريب:"صدوق ربما وهم". فعلى هذا فرواية سليمان التيمي الموافقة لرواية الجماعة هي الأرجح. وبعد هذا كله يتبين لنا مما تقدم أن حميداً الطويل وثابتاً البناني وسعيداً الجريري ويزيد بن أبي صالح وسليمان التيمي رووه عن أبي عثمان عن سلمان موقوفاً، وخالفه جعفر بن ميمون الأنماطي وأبو المعلى العطار فروياه عن أبي عثمان عن سلمان مرفوعاً، وجعفر ضعيف وأبو المعلى ثقة وأولئك أحفظ وأكثر عدداً فروايتهم هي المحفوظة ورواية هذين تعتبر شاذة، والله أعلم. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/143) بعد أن ذكره من حديث سلمان:"وسنده جيد"اهـ. وهذا الكلام فيه نظر لما سبق بيانه، والحديث صححه الألباني كما في صحيح الجامع (رقم1757) .
ب- حديث أنس بن مالك رضى الله عنه.
روي الحديث مرفوعاً من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه بسند حسن. قال الحاكم في المستدرك (1/497) بعد أن ذكر حديث سلمان من رواية جعفر بن ميمون: "وله شاهد بإسناد صحيح من حديث أنس أخبرناه أبو عبد الله الصفار، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا بشر بن الوليد القاضي، حدثنا عامر بن يساف، عن حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري قال: حدثني أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله رحيم حيي كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيراً" اهـ. وهذا حديث إسناده حسن. أبو عبد الله الصفار، شيخ الحاكم، الإمام المحدث، القدوة، محمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني الزاهد، ترجمته في سير أعلام النبلاء (15/437، 438) ، وطبقات
_________
الشافعية (3/178، 179) .وابن أبي الدنيا تقدمت ترجمته قريباً فلا داعي للإعادة. وبشر بن الوليد القاضي هو الكندي، حسن الحديث، مترجم في تاريخ بغداد (7/80-84) .وعامر بن يساف، هو ابن عبد الله بن يساف، حسن الحديث أيضاً، ترجمته في لسان الميزان (3/224 رقم 1001) .وحفص بن عمر الأنصاري قال الدرقطني:"ثقة"، وقال أبو حاتم:"صالح الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات كما في تهذيب التهذيب، والحديث صححه الألباني كما في صحيح الجامع (رقم1768) .وللحديث طرق أخرى عن أنس: فأخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/251) وفي الجامع بآخر المصنف (10/443) ، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (5/186) عن معمر عن أبان عن أنس مرفوعاً. وأبان هو ابن أبي عياش، متروك الحديث. وأخرجه أيضاً أبو نعيم في الحلية (8/131) من طريق فضيل بن عياض عن أبان به وقال:"كذا رواه فضيل عن أبان وهو غريب مشهور من حديث أبي عثمان الهندي عن سلمان" ا. هـ. وأخرجه أيضاً الطبراني في كتاب الدعاء (رقم204و205) من طريق حبيب كاتب مالك عن هشام بن سعيد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بنحوه. وحبيب متروك، كذبه أبو داود وجماعة.
ج- حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه.
وللحديث شاهد من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه.
_________
أخرجه أبو يعلى في مسنده (3/391) وعنه ابن عدي في الكامل (7/2613) قال: "حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: ذكر أبي عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله مرفوعاً به قال عبيد الله: ولم أسمعه من أبي" ا. هـ. ويوسف بن محمد بن المنكدر، ضعيف كما في التقريب. وبقية رجاله ثقات، فهو شاهد لا بأس به.
د- حديث عبد الله بن عمر.
وروي من حديث ابن عمر مرفوعاً، ولكنه مما لا يفرح به لشدة ضعف إسناده. أخرجه الطبراني في الكبير (12/423 رقم 13557) .وابن عدي في الكامل (2/595) .من طريق الجارود بن يزيد، عن عمر بن ذر، عن مجاهد، عن ابن عمر. والجارود بن زيد متروك متهم بالكذب كما في ميزان الاعتدال (1/384 برقم1428) وقد ساق له هذا الحديث وعده من بلاياه. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/169) :"رواه الطبراني وفيه الجارود بن يزيد وهو متروك".
هـ- حديث علي بن أبي طالب رضى الله عنه.
وأما حديث علي بن أبي طالب رضى الله عنه، فقد عزاه الهندي في كنز العمال (2/87) إلى الدارقطني في الأفراد وهو بلفظ:"إن ربكم عز وجل كريم يستحيي إذا رفع العبد يديه أن يردهما صفراً لا خير فيهما فليعط الله العبدُ من نفسه الجهدة وإذا حزبه أمر فليقل: حسبي الله ونعم الوكيل".
والخلاصة أن الحديث بمجموع طرقي أنس وجابر حسناً على أقل الأحوال، والله أعلم.
60-
وعن أبي هريرة قال: أخبرنا1 رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن أهل الجنة إذا دخلوها [نزلوا فيها] 2 بفضل أعمالهم، فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة، [فيزورون] 3 الله، فيبرز لهم عرشه، ويتبدى لهم في روضة (ق29/ب) من رياض الجنة، فيوضع4 لهم منابر من ذهب، ويجلس أدناهم، وما فيهم دني على كثبان المسك ما يرون بأن أصحاب الكراسي بأفضل5 منهم مجلساً". فذكره إلى أن قال فيه: "فننصرف إلى منازلنا، فتتلقانا أزواجنا ويقلن: مرحباًَ وأهلاً لقد جئت وإن بك من الجمال أفضل مما فارقتنا، فنقول6: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار، ويحق لنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا".
رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما7.
1 في (ب)"خبرنا".
2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، والتصويب من سنن الترمذي وابن ماجه.
3 في (أ) و (ب) و (ج)"فيرون"، والتصويب من سنن الترمذي وابن ماجه.
4 في (ب) و (ج)"فيضع".
5 في (ب) و (ج)"بفضل".
6 كذا في (ج) .
7 أخرجه ابن ماجه في سننه، أبواب الزهد، باب صفة الجنة (2/456-457، ح4392) . والترمذي في سننه، كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في سوق الجنة (4/685-686، ح2549) وقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد روى سويد ابن عمرو عن الأوزاعي شيئاً من هذا الحديث"اهـ.
61-
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكة سيارة يتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلس ذكر جلسوا معهم، فإذا تفرقوا صعدوا إلى ربهم"1.
رواه [سهيل] 2 ابن أبي صالح3 عن أبيه4 عن أبي هريرة.
62-
وعن قتادة بن النعمان5 قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه".
1 أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الذكر والدعاء، باب فضل مجالس الذكر (ح2689) . والذهبي في العلو (ص35) بنحوه.
2 في (أ) و (ب) و (ج)"سهل" والصواب ما أثبته.
3 سهيل بن أبي صالح ذكوان السّمان، أبو يزيد، المدني، تغير حفظه بآخره، روه له البخاري مقروناً وتعليقاً، من السادسة، مات في خلافة المنصور، من رجال الجماعة. التقريب (ص421) .
4 تقدمت ترجمته.
5 قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر الأنصاري الظَّفري، يقال له ذو العينين، صحابي جليل، شهد بدراً، وهو أخو أبي سعيد لأمه، مات سنة (23هـ) على الصحيح. الإصابة (رقم7078) .
رواه الخلال1 في السنة2 بإسناد صحيح على شرط الصحيحين.
63-
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك، لا يصعد إليَّ من الرياء شيء"3.
محفوظ من حديث قيس بن الربيع، عن أبي حَصين4، عن أبي
1 أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد البغدادي الخلال، أبو بكر، العلامة الحافظ، الفقيه، شيخ الحنابلة وعالمهم، مات سنة (311هـ) وله كتاب السنة المشهور. السير (14/297) ، طبقات الحنابلة (2/12) .
2 أورده الذهبي في العلو (52) وقال: "رواته ثقات، رواه أبو بكر الخلال في كتاب السنة له".وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص108)، وعزاه للخلال وقال:"وروى الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح على شرط البخاري".
(3 (رواه تمام في فوائده باب تحريم الرياء، (ح1671) .وفي إسناده قيس بن الربيع، وهو رديء الحفظ وكذا أبو قلابة، قال الحافظ في التقريب (ص804) :"قيس بن الربيع الأسدي، أبو محمد الكوفي، صدوق يخطئ، تغير حفظه لما سكن بغداد وهذا مما حدث به فيها".وأورده الذهبي في العلو (ص52) وقال: "حديث قيس بن الربيع وهو رديء الحفظ"، وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص48، برقم22) .والحديث أصله في صحيح مسلم، كتاب الزهد، (4/2289) دون قوله:" لا يصعد إليَّ من الرياء شيء ".
4 عثمان بن عاصم بن حَصين الأسدي الكوفي، أبو حَصين، ثقة ثبت، سني، وربما دلس، من الرابعة، مات سنة (127هـ) ويقال بعدها، من رجال الجماعة. التقريب (ص664) .
صالح1، عن أبي هريرة. (ق30/أ) 64- وعنه قال سمعت2 النبي صلى الله عليه وسلم يقول3:"رب يمين لا تصعد إلى الله في هذه البقعة، فرأيت فيها النجاسة"4.
واه الثوري5، عن عاصم بن عبيد الله بن حفص6، عن عبيد بن
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (50) .
(سمعت) ساقطة من (ب) و (ج) .
(يقول) ساقطة من (ج) .
4 أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/303) بلفظ "رُب يمين لا تصعد إلى الله عز وجل بهذه البقعة، فرأيت فيها النخاسين بعد".والديلمي في الفردوس (2/270، ح 3254) .أورده الذهبي في العلو (ص52) وقال: "هذا حديث منكر".وقال الحافظ ابن حجر كما في مختصر إتحاف المهرة (7/115، 5515) : "رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله".
5 سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله، أمير المؤمنين في الحديث، كان سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى، من رؤوس الطبقة السابعة، وكان ربما دلس، مات سنة (161هـ) وله أربع وستون سنة، من رجال الجماعة. تاريخ بغداد (9/151) ، التقريب (ص394) .
6 عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، العدوي، المدني، ضعيف، من الرابعة، مات في أول دولة بني العباس، سنة (132هـ) ، أخرج له البخاري تعليقا وأبو داود والترمذي والنسائي في عمل اليوم والليلة وابن ماجة. التقريب (ص472) .
أبي عبيد1، عن أبي هريرة وهو غريب.
65-
وخرج عبد أسود لبعض أهل خيبر في غنم له حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"من هذا؟ قالوا: رسول الله، قال: الذي في السماء؟ قالوا: نعم. فقال: أنت رسول الله؟ قال: "نعم" قال: الذي في السماء؟ قال: "نعم" فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهادة، فتشهد فقاتل حتى استشهد".
أخرجه الأموي2 في "المغازي" عن محمد بن إسحاق3.
1 عبيد بن أبي عبيد، واسم أبي عبيد كثير، مولى أبي رُهْم، -بضم الراء وسكون الهاء-، لقبه (أشياخ كوثا) ، مقبول من الثالثة، روى له أبو داود وابن ماجة. التقريب (ص651) .
2 تقدمت ترجمته.
3 أخرجه ابن إسحاق في مغازيه كما في كل من سيرة ابن هشام (3 (ق30/ب) 397-398) .
وإثبات صفة العلو لابن قدامة (ص50-51، برقم20) .والاستيعاب لابن عبد البر (1/87) .وابن حجر في الإصابة (1/38) .واسم العبد: أسلم الراعي، كما في الاستيعاب والإصابة والعلو لابن قدامة. وقال محقق إثبات صفة العلو لابن قدامة:"والحديث إسناده ضعيف لإعضاله، فإن محمد بن إسحاق لم يذكر واسطته في هذه القصة، فهي على الأقل اثنان من الرواة، والله أعلم" ا. هـ. وأورده الذهبي في العلو (ص53)، وقال قبله:"حديث في المغازي لابن إسحاق بلا إسناد" وذكره.
66-
وعن عدي بن عميرة الكندي1 قال: "كان بأرضنا حبر من اليهود يقال له [ابن الشهلاء] 2، فالتقيت أنا وهو، فقال: إني أجد في كتاب الله أن أصحاب الفردوس قوم يعبدون ربهم على وجوههم، لا والله، ما أعلم هذه الصفة إلا فينا معشر اليهود، وأجد نبيها3 يخرج من اليمن، لا نراه يخرج إلا منا4، قال عدي: فوالله ما لبثت حتى بلغنا أن رجلا من بني هاشم قد تنبأ فذكرت حديث [ابن الشهلاء] 5 فخرجت إليه صلى الله عليه وسلم فإذا هو ومن معه يسجدون على وجوههم ويزعمون أن إلههم في السماء" /.
رواه الأموي في المغازي6 من حديث محمد بن إسحاق، حدثني
1 في (أ) و (ب) و (ج)"عدي بن أبي عميرة العدوي". والصواب عدي بن عميرة بفتح أوله، ابن فروة بن زرارة الكندي، صحابي معروف يكنى أبا زرارة، مات سنة أربعين. الإصابة (رقم5489) .
2 في (أ) و (ب) و (ج)"ابن سهلاء". والتصويب من مصادر التخريج.
3 في (ب) و (ج)(نبياً) .
4 في (ج)"لانراه إلا أن يخرج منا".
5 في (أ) و (ب) و (ج)"ابن سهلاء". والتصويب من مصارد التخريج.
6 أخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص51-52، برقم21) .وأخرجه الذهبي في العلو (ص25،31)، وقال:"هذا حديث غريب".وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص127) وعزاه ليحي بن سعيد الأموي في مغازيه. وأورده ابن حجر في الإصابة (2/463) في ترجمة عدي بن عميرة، وعزاه لابن إسحاق.
يزيد بن سنان1، عن سعيد بن الأجيرد2، عن العرس بن قيس الكندي3، عن عدي بن عميرة.
67-
وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله4 صلى الله عليه وسلم حدثني عن ربه عز وجل قال: "وعزتي وجلالي، وارتفاعي فوق عرشي، ما من أهل قرية ولا بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما كرهت من معصيتي، فتحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي، إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي، إلى ما يحبون من رحمتي".
أخرجه ابن أبي شيبة5 في كتاب "العرش"6، عن الحسن بن
1 يزيد بن سنان، لم أقف على ترجمته.
2 سعيد بن الأجيرد، لم أقف على ترجمته.
3 العرس بن قيس بن سعيد بن الأرقم، بن النعمان، الكندي، ذكره ابن عبد البر فقال:"مذكور في الصحابة ولا أعرفه"، وقال أبو حاتم:"لأهل الشام عرسان، عرس بن عميرة له صحبة، وعرس بن قيس لا صحبة له، وزعم العسكري أنهما واحد وأن عميرة أمه وقيسا أبوه، وزعم ابن قانع أن قيساً أبوه وعميرة جده، فالله أعلم". الإصابة (رقم5507)، وقال في التقريب (ص673) :(صحابي مُقِلٌّ) .
(ب) و (ج)"النبي".
5 محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي مولاهم، الكوفي، الإمام الحافظ، محدث الكوفة، مات سنة (297هـ) . تاريخ بغداد (3/42-47)
6 أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب العرش (ح19) .وابن بطة في الإبانة، كتاب الرد على الجهمية (3/177-178، ح134) .وأورده الذهبي في العلو (ص53) .وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص106) .وأورده ابن كثير في تفسيره (2/504) .وأورده السيوطي في الدر المنثور (4/48) وعزاه لابن أبي شيبة في كتاب العرش، وأبو الشيخ وابن مردويه. وقال الذهبي في العلو:"إسناده ضعيف".وعلة ضعفه جهالة ابن الأشعث وأبي حنيفة اليمامي.
علي1، حدثنا الهيثم2 بن الأشعث السلمي3، حدثنا أبو حنيفة [اليمامي] 4،
1 الحسن بن علي بن محمد الهذلي، أبو علي، الخلال الحُلواني، نزيل مكة، ثقة، حافظ، له تصانيف، مات سنة (242هـ) . تهذيب التهذيب (2/302) .
2 في (أ)(ج)"القاسم".والتصويب من (ب) .
3 الهيثم بن الأشعث أبو محمد، السلمي، روى عنه الحسن بن علي الحلواني، وعثمان ابن الهيثم، مجهول، وقال العقيلي في الضعفاء:"يخالف حديثه ولا يصح إسناده". ميزان الاعتدال (4/319) ، لسان الميزان (6/203) .
4 في (أ) و (ب)(ج)"اليماني".والصواب ما أثبته، وأبو حنيفة، اليمامي لم يذكروا فيه سوى أن ابن المبارك وعبد الحكم بن أعين المصري رويا عنه. الاستغناء (ت 1531) .وسماه الحافظ ناشرة بن عبد الله، يروي عن ابن طاووس، وقال:"يخطئ في روايته، قاله ابن حبان في الثقات". اللسان (6/144) .وقال البخاري في التاريخ -الكنى- (ص25) : "أبو حنيفة اليمامي روى عنه ابن المبارك وابنه إبراهيم بن أبي حنيفة اليمامي" ا. هـ
عن عمر بن عبد الملك1 قال: "خطبنا علي." فذكره.
ورواه أبو أحمد العسال في كتاب "المعرفة" له، عن أحمد بن حسن [الطائي] 2، عن الحلواني3 به4.
68-
وروى مالك بن دينار5 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخبرني جبرائيل عن الله عز وجل أنه يقول: وعزتي وجلالي واستوائي على عرشي وارتفاع مكاني إني لأستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في
1 كذا في (أ) و (ب) و (ج) .وفي الإبانة لابن بطة "عمر بن عبد الملك"، وكذا في العلو للذهبي.
وفي العرش لابن أبي شيبة "عمير بن عبد الله".وفي اجتماع الجيوش الإسلامية (ص106)"عدي بن عميرة الكندي".وفي تفسير ابن كثير "عمير بن عبد الملك".ولعل ما ذكره ابن القيم هو الصواب وقد تقدمت ترجمته قريباً.
2 في (أ) و (ب) و (ج)"الطاري". والتصويب من العلو للذهبي، ولم أقف له على ترجمة.
3 الحسن بن علي بن محمد الهذلي المتقدم قريباً.
4 انظر العلو للذهبي (ص53) .
5 مالك بن دينار، البصري، كان عالما زاهدًا كثير الورع، معدود في ثقات التابعين. توفي سنة (127هـ) .انظر سير أعلام النبلاء (5/363-364) ،التقريب (ص915) .
الإسلام أن أعذبهما".
رواه الحافظ أبو نعيم1 في كتبه2، عن أبي بكر ابن السندي3، (ق31/أ) حدثنا جعفر بن محمد بن الصياح4، حدثنا يحي بن خذام5، حدثنا محمد
1 أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني المهراني الصوفي، صاحب الحلية، إمام حافظ، ثقة علامة، محدث عصره، مات سنة (430هـ) . السير (17/453) ، طبقات الحفاظ (1/423) .
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/387)، وقال:"لم يروه عن مالك إلا أبو سلمة الأنصاري، تفرد به عنه يحي بن خذام" اهـ. وأخرجه ابن حبان في المجروحين (2/267) عن محمد بن المسيب، عن يحي بن خذام به. وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص65، برقم35) .وأخرجه الذهبي في الميزان (3/600) من طريق ابن قدامة، وقال:"رواه جماعة عن يحي بن خذام".
وأورده الذهبي في العلو (ص43) وقال: "أخرجه أبو نعيم الحافظ في "الحلية"، وعداده في الموضوعات، وهذا الأنصاري ليس بثقة".
3 أحمد بن سندي بن الحسن بن بحر أبو بكر، الحدّاد، قال الخطيب:"حدث عنه أبو نعيم الأصبهاني وكان ثقة، صادقاً، خيراً، فاضلاً" ووثقه غيره، مات سنة (359هـ) . تاريخ بغداد (4/187) .
4 جعفر بن أحمد بن محمد بن الصياح، أبو الفضل، الجرجاني، قال عنه الدارقطني:(ثقة) . سؤالات السهمي للدارقطني (ص191) .
5 يحي بن خذام -بكسر المعجمة- ابن منصور السقطي، البصري، مقبول، من التاسعة، مات سنة (252هـ) ، أخرج له ابن ماجه. التقريب (ص1053) .
ابن عبد الله بن زياد الأنصاري1، عن مالك بن دينار.
69-
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جمع الله الخلائق حاسبهم، فميز بين أهل الجنة والنار، وهو في جنته على عرشه"2.
هذا حديث محفوظ عن نوح بن قيس3، عن يزيد الرقاشي4، رواه يزيد بن هارون5 وغيره عنه.
70-
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مررت ليلة أسري بي
1 محمد بن عبد الله بن زياد، الأنصاري، أبو سلمة، البصري، مشهور بكنيته، ومنهم من سماه محمد بن عمر بن عبد الله، كَذَّبوهُ، من الثامنة، جاوز المائة، أخرج له ابن ماجة في التفسير. التقريب (ص861) .
2 أورده ابن القيم في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية (ص109-110) وقال: "قال محمد بن عثمان الحافظ: هذا حديث صحيح".
3 نوح بن قيس بن رباح الأزدي أبو روح، أخو خالد، صدوق، رمي بالتشيع، من الثامنة، مات سنة (184هـ) . التقريب (ص1010) .
4 يزيد بن أبان الرقاشي، أبو عمرو البصري، القاص الزاهد، ضعيف، من الخامسة، مات قبل العشرين ومائة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن ماجة. التقريب (ص1071) .
5 يزيد بن هارون بن وادي، ويقال زاذان بن ثابت السلمي، مولاهم، أبو خالد، الواسطي، أحد الأعلام الحفاظ المشاهير، ثقة متقن، عابد، من التاسعة، مات سنة (206هـ) ، وقد قارب التسعين، أخرج له الجماعة. تاريخ بغداد (14/337) ، التقريب (ص1084) .
برائحة طيبة، فقلت لجبريل ما هذه [الرائحة الطيبة] 1؟. فقال: ماشطة بنت فرعون، كانت تمشطها فوقع المشط من يدها، فقالت: باسم الله، فقالت ابنة فرعون: أبي، قالت: ربي ورب أبيك، قالت: أقول له إذاً، قالت: قولي له، فقال لها: أولك رب غيري، قالت: ربي وربك الله الذي في السماء. فأحمي لها [بنقرة] 2 من نحاس، فألقى ولدها واحدًا واحدًا، فكان آخرهم صبي، فقال: يا أماه اصبري فإنك على الحق"3.
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .
2 في (أ)(بقرة)، والنقرة: قدر يسخن فيه الماء وغيره، ويقال (النقرة) . النهاية (5/105) .
3 أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/309) وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند. والدارمي في الرد على الجهمية (ص25) .وابن حبان في صحيحه (رقم36 -موارد) .والطبراني في الكبير (450-451، رقم12279) .وأورده الذهبي في العلو (ص45-46) .وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/65) وعزاه لأحمد والبزار والطبراني في الأوسط والكبير، وقال:"فيه عطاء بن السائب، وهو ثقة ولكنه اختلط".وقال الألباني: "رجاله ثقات إلا أن عطاء بن السائب كان اختلط وقد روى عنه حماد في حال الاختلاط". وانظر الرد على الجهمية للدارمي (ص25) .وقال الذهبي في العلو (ص46) : "هذا حديث حسن".وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص113) ، وعزاه للدارمي.
هذا حديث حسن من حديث عطاء بن [السائب] 1، عن سعيد بن جبير2.
رواه أبو يعلى الموصلي3 في مسنده4، عن هدبة5، عن حماد بن سلمة6 عنه.
1 في (أ) و (ب) و (ج)"عطاء بن يسار" وهو خطأ، والصواب ما أثبته.
وهو عطاء بن السائب أبو محمد، ويقال أبو السائب الثقفي، الكوفي، صدوق قد اختلط، من الخامسة، مات سنة (136هـ) . التقريب (ص678) .
2 سعيد بن جبير الأسدي، مولاهم، الكوفي، ثقة ثبت فقيه، من الثالثة، قتل بين يدي الحجاج سنة (95هـ) ولم يكمل الخمسين. تهذيب الكمال (10/358) ، التقريب (ص374) .
3 أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي، إمام، حافظ، مشهور، مجمع على ثقته وإمامته وعدله، صاحب المسند، مات سنة (307) . السير (14/174) .
4 المسند لأبي يعلى (4/294-295، رقم2517) .
5 في (ب)"هذابة".
وهو هدبة بن خالد بن الأسود القيسي، أبو خالد، البصري، ويقال له هدّاب، ثقة عابد، تفرد النسائي بتليينه، من صغار التاسعة، مات سنة (241هـ) ، أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود. التقريب (ص1018) .
6 في (ب)"مسلمة".وهو حمّاد بن سلمة بن دينار البصري، أبو سلمة، مولى تميم، ويقال مولى قريش، وقيل غير ذلك، ثقة عابد تغير حفظه بآخره، من كبار الثامنة مات سنة (167هـ) ، أخرج له البخاري تعليقاً ومسلم والأربعة. التقريب (ص268) .
71-
وعن عبادة بن الصامت1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فينزل الله كل ليلة إلى سماء2 الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: ألا عبد من عبادي يدعوني، (ق31/ب) فأستجيب له، ألا ظالم لنفسه يدعوني فأفكه3، فيكون كذلك إلى مطلع الصبح ويعلو على كرسيه"4.
1 عبادة بن الصامت بن قيس، الأنصاري، الخزرجي، أبو الوليد، المدني، أحد النقباء، بدري، مشهور، مات سنة (34هـ) وقيل عاش إلى خلافة معاوية. الإصابة (رقم4497) .
2 في (ج)"السماء".
3 في (ج)"فأكفيه".
4 أخرجه الطبراني في الأوسط (6/159، رقم6079) .والآجري في الشريعة (3/1143-1144، برقم717) .وأورده الذهبي في العلو (ص53) وقال: "إسحاق ضعيف لم يدرك جد أبيه" ا. هـ. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص107) .وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/154) وقال: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ويحي ابن إسحاق لم يسمع عبادة ولم يرو عنه غير موسى بن عقبة، وبقية رجال الكبير رجال الصحيح" اهـ. وقوله: (يحي بن إسحاق) كذا في المجمع المطبوع، وهو تصحيف، والصواب (إسحاق بن يحي بن الوليد بن عبادة بن الصامت) .وأورده ابن حجر في فتح الباري (13/468) وقال:"ومن حديث عبادة بن عاصم وفي آخره "ثم يعلو ربنا على كرسيه" وهو من رواية إسحاق بن يحي عن عبادة ولم يسمع منه" اهـ.
72-
وفي صحيح مسلم "لا أسأل عن عبادي غيري"1، تفرد به موسى ابن عقبة2، عن إسحاق بن يحي3، عن عبادة.
والحجة فيه قوله "يعلو على كرسيه".
1 لم أقف عليه في صحيح مسلم. وأخرجه أحمد في مسنده (4/16) .وابن ماجة في سننه، كتاب إقامة الصلاة (1/435) .وعثمان الدارمي في الرد على المريسي (19-20) .وابن خزيمة في التوحيد (1/312-314، ح37، 195) .والآجري في الشريعة (3/1138، ح710) .والدارقطني في النزول (ص145، 149) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/440-441) .وأورده الذهبي في الأربعين في صفات رب العالمين (ص70) ، وعزاه لمسلم كما جاء هنا.
2 موسى بن عقبة أبي عياش، (بتحتانية ومعجمة) ، الأسدي، مولى آل الزبير، ثقة، فقيه، من الخامسة، لم يصح أن ابن معين لينه، مات سنة (141هـ) وقيل بعد ذلك. انظر التهذيب (10/360) ، التقريب (ص983) .
3 إسحاق بن يحي بن الوليد بن عبادة بن الصامت، أرسل عن عبادة، وهو مجهول الحال، من الخامسة، قتل سنة (131هـ) . انظر التهذيب (1/257) ، التقريب (ص133) .
وأما قوله "ينزل الله إلى سماء الدنيا1" فقد رواه نيِّف وعشرون من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أفردت لذلك جزءاً2.
1 في (ب) و (ج)"ينزل إلى السماء الدنيا".
2 أشار المصنف إلى ذلك أيضًا في كتابه الأربعين في صفات رب العالمين (ص70) .أما الصحابة الذين رووا الحديث فهم:
1ـ أبو بكر الصديق رضي الله عنه
رواه الدارمي في الرد على الجهمية (ص44) .وابن أبي عاصم في السنة (1/222، ح509) .والبزار كما في كشف الأستار (2/435) .وابن خزيمة في التوحيد (1/325، 626، ح48-200) .والعقيلي في الضعفاء (3/29) .وابن عدي في الكامل (5/1946) .والدارقطني في النزول (ص155-157، ح75) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/438-439، ح750) .والهيثمي في مجمع الزوائد (8/65) من طرق متعددة. ولفظه: "إذا كان ليلة النصف من شعبان نزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا". الحديث.
2ـ حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
رواه الإمام أحمد في المسند (1/120) .والدارمي في سننه (1/87) .والدارمي (عثمان بن سعيد) في الرد على الجهمية (ص40) .والدارقطني في النزول (89-90، برقم1)
_________
.وأخرجه أبو يعلى في المسند (11/447-448) .والخطيب في تاريخ بغداد (4/255، رقم6576) .والهيثمي في مجمع الزوائد (10/154) وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، وزاد "ألا تائب" ورجالهما ثقات، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع".وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (2/203) : "إسناده صحيح، ولفظه "إذا مضى ثلث الليل الأول، أو نصف الليل، هبط الله - تعالى - إلى السماء الدنيا"
…
الحديث".
3ـ حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
رواه أحمد في المسند (1/388-403) و (1/446) .والدارمي في الرد على الجهمية (ص40) .وابن خزيمة في التوحيد (1/319-320، ح42-198) .والآجري في الشريعة (3/1140، ح713) و (3/1141-1142، ح714) .والدارقطني في النزول (ص98-100، ح8،9،10، 11، 12) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/443، ح757) .وأبو يعلى في المسند (9/219، رقم5319) .وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/153) وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح".وقال ابن القيم كما في مختصر الصواعق (ص374) : "هذا حديث حسن ورجاله أئمة) ، ولفظه "إن الله عزوجل يفتح أبواب السماء ثلث الليل الباقي، ثم يهبط إلى السماء الدنيا
…
" الحديث".
_________
4ـ حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
رواه الدارمي في الرد على الجهمية (ص41) .وابن أبي عاصم في السنة (1/224، برقم513) .وقال الألباني في تخريج السنة: "إسناده صحيح".ولفظه عند الدارمي "إن الله يمهل حتى إذا مضى ثلث الليل هبط إلى سماء الدنيا
…
" الحديث. ولفظه عند ابن أبي عاصم "إن الله ليمهل في شهر رمضان كل ليلة حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول هبط إلى السماء
…
" الحديث.
5-
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
رواه عبد الرزاق (5/15-16، رقم8830) .والطبراني في الكبير (12/425-426، برقم13566) .رواه البزار كما في كشف الأستار (2/8-9) .وابن حبان في صحيحه -موارد- (ص239-240) .والهيثمي في مجمع الزوائد (3/274) وعزاه للطبراني في الكبير والبزار، ولفظه "فإن الله تبارك وتعالى يهبط إلى سماء الدنيا
…
".وقال الهيثمي: "رجال البزار موثوقون".
6ـ حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه:
رواه أحمد في المسند (4/22) .وابن أبي عاصم في السنة (1/222 ح508) .وابن خزيمة في التوحيد (1/321 برقم43) .والطبراني في المعجم الكبير (9/45)
_________
رواه البزار في مسنده (6/308، رقم2320) .والدارقطني في النزول (ص150 ح72) .وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/153) وعزاه لأحمد والبزار والطبراني. ولفظه عند ابن خزيمة والطبراني "ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا كل ليلة
…
" الحديث. وعند أحمد والباقين "يناد مناد كل ليلة
…
" الحديث. وقال الهيثمي: "ورجالهما أي أحمد والبزار رجال الصحيح، غير علي بن زيد، وقد وثق وفيه ضعف".
7ـ حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه:
رواه ابن أبي عاصم في السنة (1/224 ح512) .وابن حبان في صحيحه -موارد- (ص488) .والطبراني في المعجم الكبير (20/108) ، وفي الأوسط (7/36، برقم6776) .والدارقطني في النزول (ص158 برقم77) .وأبو نعيم في الحلية (5/1901) .وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8/65)، وقال:"رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات".وقال الألباني في تخريج كتاب السنة: "حديث صحيح، ورجاله موثقون، لكنه مقطوع بين مكحول ومالك بن يخامر، ولولا ذلك لكان حسنًا ولكنه صحيح بشواهده المتقدمة" اهـ. ولفظه "يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا مشركًا ومشاحناً".
_________
8ـ أبو أمامة صدي بن عجلان رضي الله عنه:
أخرجه الشجري الشيعي في كتاب الأمالي (2/100) .وذكره ابن القيم كما في مختصر الصواعق (ص382) ، من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة ولفظه "إذا كان ليلة النصف من شعبان، هبط الله إلى سماء الدنيا فيغفر لأهل الأرض إلا لكافر أو مشاحن".والقاسم هو ابن عبد الرحمن الدمشقي، صدوق يرسل كثيرًا، كما في التقريب (ص792) .وجعفر بن الزبير: متروك الحديث، كما في التقريب (ص199) .فالحديث ضعيف جدًا بهذا الإسناد لأجله.
9ـ حديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه:
أخرجه الدارقطني في كتاب النزول (ص140-141، ح65)، وقال: فيه نظر. ولفظه "إذا مضى ثلث الليل، أو قال نصف الليل ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا
…
" الحديث. وأخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/446 ح762) .
10ـ حديث أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه:
رواه ابن أبي عاصم في السنة (1/223-224 برقم511) .والدارقطني في النزول (ص160 ح80) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/445 برقم760) .وقال الألباني في ظلال الجنة: "حديث صحيح رجاله ثقات غير الأحوص بن حكيم فإنه ضعيف الحفظ، كما في التقريب، فمثله يستشهد به فيتقوى بالطرق التي بعده وبالشواهد المتقدمة". -يعني ما ورد في كتاب السنة لابن أبي عاصم.
_________
11ـ حديث رفاعة بن عرابة الجهني رضي الله عنه:
وقد تقدم تخريج حديثه برقم (72) .
12ـ حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه:
وقد تقدم تخريج حديثه برقم (71) .
13ـ حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه:
رواه الإمام أحمد في المسند (4/385) .والدارقطني في النزول (ص142-144 برقم66-67) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/445-446 برقم761) .جميعهم من طريق سليم بن عامر عن عمرو بن عبسة. وفيه "إن الله عز وجل يتدلى من جوف الليل الآخر
…
".وفي سنده انقطاع لأن سليم بن عامر لم يدرك عمرو بن عبسة.
14ـ حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
أخرجه مالك في الموطأ (1/214) .والإمام أحمد في المسند (2/264) .ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر (1/521، ح758) .وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب أي الليل أفضل (2/76 ح135) .والترمذي في سننه، كتاب الدعوات (5/526 ح3498) .والدارمي في سننه (1/286) .والآجري في الشريعة (3/1129-1132 ح 699، 700، 701، 702) .وأبو نعيم في كتاب أخبار أصبهان (4/254)
_________
.جميعهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التهجد، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل (3/59 ح1145) .وابن ماجة في سننه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في أي ساعات الليل أفضل (1/435 ح1366) .وابن أبي عاصم في السنة (1/217 ح493) .وابن خزيمة في التوحيد (1/290-309) .والدارقطني في النزول (ص102 برقم13) .واللالكائي في شرح السنة (3/435-436 ح742-745) .والبيهقي في السنن الكبرى (3/2) ، وفي الأسماء والصفات (2/372، ح946) .جميعهم من طريق سلمة بن عبد الرحمن وأبي عبد الله الأغر. ولفظه "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر" الحديث.
15ـ حديث أبي الدرداء رضي الله عنه:
رواه الدارمي في الرد على الجهمية (ص39) .وابن خزيمة في التوحيد (1/322-324 ح199) .والعقيلي في الضعفاء الكبير (2/93) .والدارقطني في النزول (ص151-152) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/442 ح756) .وفيه زياد بن محمد "منكر الحديث".قال الذهبي في الميزان (2/98) : "فهذه ألفاظ منكرة لم يأت بها غير زياد"
_________
.ولفظه "إن الله ينزل في ثلاث ساعات من الليل
…
" الحديث.
16ـ حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:
رواه ابن ماجة في سننه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان (1/445 ح1390) .وابن أبي عاصم في السنة (1/223) .والدارقطني في النزول (ص173) .
واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/447) .جميعهم من طريق الضحاك بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي موسى. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/10) : "إسناد حديث أبي موسى ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة وتدليس الوليد بن مسلم".وقال الألباني في ظلال الجنة: "إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن وهو ابن عزوب، وضعف ابن لهيعة".ولفظه "ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان" الحديث.
17ـ حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/28) من طريق أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر. وابن حبان في صحيحه (248) -موارد. وأخرجه أبو يعلى في المسند (4/69-70) ، كلاهما من طريق هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر. وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح (4/263) .والبغوي في شرح السنة (7/159)
_________
.واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/439 برقم751-752) .وابن عبد البر في التمهيد (1/120) .جميعهم من طريق مرزوق الباهلي، عن أبي الزبير عن جابر. ولفظه "إذا كان يوم عرفة إن الله ينزل إلى سماء الدنيا
…
" الحديث.
وقال الألباني: "إسناده ضعيف لعنعنة أبي الزبير"، انظر: صحيح ابن خزيمة (4/263) .
18ـ حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه:
أخرجه أحمد في المسند (4/81) .والدارمي في سننه (1/221) .وابن أبي عاصم في السنة (1/221-222 ح507) .والنسائي في عمل اليوم الليلة (ص342) .وابن خزيمة في التوحيد (1/315-316 برقم39) .والطبراني في المعجم الكبير (2/134، برقم1566) .والآجري في الشريعة (3/1142-1143 برقم715-716) .ورواه البزار في مسنده (8/361، برقم3439) .والدارقطني في النزول (ص93 ح4-5) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/443 برقم758-759) .وأبو يعلى في مسنده (13/404-405، برقم7408) .والبيهقي في الأسماء والصفات (2/196) .وأورده ابن القيم كما في مختصر الصواعق (ص374) وقال: "هذا حديث صحيح رواه النسائي".
وأما قوله "ينزل الله إلى سماء الدنيا1" فقد رواه نيِّف وعشرون من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أفردت لذلك جزءاً2.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/154) وقال: "رواه أحمد، والبزار، وأبو يعلى، ورجالهم رجال الصحيح ورواه الطبراني".ولفظه "ينزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا"
19ـ حديث أنس بن مالك:
رواه البزار كما في كشف الأستار (2/9-10) من طريق إسماعيل بن رافع، عن أنس، وفيه "وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله تبارك وتعالى يهبط إلى السماء الدنيا.." الحديث. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/276) وقال: (رواه البزار وفيه إسماعيل بن رافع وهو ضعيف) .
20ـ حديث عائشة رضي الله عنها:
أخرجه مسلم في صحيحه، باب فضل الحج والعمرة يوم عرفة (2/982ح1348) .وابن ماجة في سننه، كتاب المناسك، باب الدعاء في عرفة (2/1003 ح3014) .والنسائي في سننه، كتاب مناسك الحج، باب ما ذكر في عرفة (5/251-252) .وابن خزيمة في صحيحه (4/259) .والبيهقي في السنن (5/118) .جميعهم من طريق ابن المسيب عن عائشة. ولفظه "وإنه عز وجل ليدنو ثم يباهي
…
" الحديث.
21ـ حديث أم سلمة رضي الله عنها:
أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/450 ح767-768) .ولفظه "إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل عرفة ملائكته " الحديث. وفي إسناده ضعف. أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (287 -ضمن عقائد السلف) .وانظر في مسألة النزول شرح حديث النزول لابن تيمية، ومختصر الصواعق المرسلة للموصلي.
73-
وروى شعبة1، عن الحكم2، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليشرف على حاجة من حاجات الدنيا، فيذكره الله فوق سبع سموات، فيقول: ملائكتي، إن عبدي قد أشرف على حاجة من حوائج3 الدنيا، فإن فتحتها له فتحت بابا من أبواب النار، ولكن أزوها عنه، فيصبح العبد عاضاً على أنامله يقول من دهاني؟، ما هي إلا رحمة رحمه الله بها"4.
1 شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، مولاهم، أبو بسطام، الواسطي ثم المصري، ثقة حافظ متقن كان الثوري يقول:"هو أمير المؤمنين في الحديث" وكان عابدًا، من السابعة، مات سنة (160هـ) . التقريب (ص436) .
2 الحكم بن عتيبة، أبو محمد، الكندي الكوفي، ثقة ثبت فقيه، إلا أنه ربما دلس، من الخامسة مات سنة ثلاث عشرة ومائة أو بعدها، من رجال الجماعة. التقريب (ص263) .
3 في (ب) و (ج)"من حاجات".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/305، 7/208) .
وقال في الموضع الأول: "هذا حديث غريب من حديث شعبة عن الحكم عن مجاهد، لم نكتبه إلا من حديث علي بن معبد عن صالح".وقال في الموضع الثاني: "غريب من حديث شعبة، تفرد به صالح".وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص63، برقم33) وقال: "هذا حديث غريب من حديث شعبة عن الحكم عن مجاهد، قال أبو نعيم: لم نكتبه إلا من حديث علي بن معبد عن صالح" اهـ. وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/317) .وأورده الذهبي في العلو (ص44) وقال: "صالح تالف ولا يحتمل شعبة هذا".
تفرد به علي بن [معبد] 1 أحد شيوخ النسائي، عن صالح بن بيان2 وليس بعمدة عن شعبة.
74-
وروى شهر بن حوشب3، عن يزيد4 قال: سمعت
1 في (أ) و (ب) و (ج)"سعيد" والصواب ما أثبته. وهو علي بن معبد بن نوح البغدادي، نزيل مصر، وهو الصغير، ثقة، من الحادية عشر، مات سنة (259هـ) ، أخرج له النسائي فقط. التقريب (ص705) .
2 صالح بن بيان الثقفي، ويقال العبدي، ويعرف بالساحلي، ولي قضاء سيراف، ضعيف، يروي المناكير عن الشيوخ الثقات، وقال الدارقطني: صالح بن بيان: متروك. تاريخ بغداد (9/310) .
3 شهر بن حوشب الأشعري، أبو سعيد، الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، صدوق، كثير الإرسال والأوهام، من الثالثة، مات سنة (112هـ) ، أخرج له البخاري في الأدب المفرد ومسلم والأربعة. التقريب (ص441) .
4 هكذا في الأصل، ولعل الصواب: أسماء بنت يزيد بن السكن، وهي أسماء بنت يزيد ابن السكن الأنصارية، أم سلمة الأوسية، الأشهلية، من المبايعات، روى عنها شهر ابن حوشب، قال ابن السكن:"وهو أروى الناس عنها". الإصابة (4/229) .
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يهبط الرب تبارك وتعالى من السماء السابعة (ق32/أ) إلى المقام الذي هو قائمه، ثم يخرج عنق من النار فيظل الخلائق كلهم، فيقول أمرت بكل جبار عنيد، ومن زعم أنه عزيز كريم، ومن دعى مع الله إلها آخر"1.
أخرجه أبو أحمد العسال من حديث أبان2 وهو ضعيف عن شهر.
75-
وعن ابن المنكدر3، عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الملك يرفع العمل للعبد يرى أن في يديه4 منه سرورًا، حتى ينتهي إلى الميقات الذي وصف الله فيضع العمل فيه، فيناديه الجبار من فوقه: ارم بما معك في سجين فيقول ما رفعت إليك إلا حقًا5، فيقول: صدقت ارم بما معك في سجين".
1 أخرجه بنحوه أحمد في مسنده (2/326، 3/40، 6/110) .
والترمذي في سننه في كتاب صفة جهنم، باب ما جاء في صفة النار (4/701 ح2572) .
2 أبان بن صالح بن عمير بن عبيد القرشي مولاهم، ثقة، من الأئمة ووهم ابن حزم فجهله، وابن عبد البر فضعفه، من الخامسة، مات سنة بضع عشرة ومائة، وهو ابن خمس وخمسين، أخرج له البخاري تعليقا والأربعة. التقريب (ص103) .
3 محمد بن المنكدر، تقدمت ترجمته.
4 في (ب) و (ج)(يديه) .
5 عبارة (فيقول ما رفعت إليك إلا حقاً) ساقطة من (ب) و (ج) .
أخرجه أبو أحمد العسال، [من حديث أبي العسال] 1، من حديث أبي الخطاب النجم بن إبراهيم2، عن ابن المنكدر3.
76-
وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم أربعين سنة، شاخصة أبصارهم إلى السماء، ينظرون [إلى] 4 فصل القضاء، فينزل الله من العرش إلى الكرسي في ظلل من الغمام".
هذا حديث حسن تفرد به أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود5،
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) ، وما أثبته من (ب) و (ج) .وفي العلو (لأبي حميد العسال) ، ولم أقف له على ترجمة.
2 النجم بن إبراهيم، أبو الخطاب، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وقال:"روى عن محمد بن المنكدر، روى عنه عبد الجبار بن عاصم". الجرح والتعديل (8/501) .
3 أورده الذهبي في العلو (ص53، 54)،وقال:"حديث منكر لا يثبت مثله، ونجم لا أعرفه".وجاء بنحو عن يحي بن أبي كثير قال: "إن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً حتى إذا انتهى إلى ربه قال اجعلوه في سجين -أي لم أرد بهذا".أخرجه ابن المبارك في الزهد زوائد نعيم بن حماد (ص17، برقم71) .وأبو نعيم في الحلية (3/70) ط: دار الكتب العلمية، بيروت. وابن الضراب في ذم الرياء (ص108، برقم13) .
4 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .
5 أبو عبيدة، بن عبد الله بن مسعود، مشهور بكنيته، والأشهر أنه لا اسم له غيرها، ويقال اسمه عامر، كوفي، ثقة من كبار الثالثة، والراجح أنه لا يصح سماعه من أبيه، مات قبل المائة، من رجال الجماعة. التقريب (ص1174) .
فرواه مسروق1، (ق32/ب) عن ابن مسعود2.
77-
وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه، إن رحمتي سبقت غضبي" متفق عليه3.
أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الرد على الجهمية.
78-
ورواه أبو4 أحمد العسال من حديث النعمان بن
1 مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني، الوادعي، أبو عائشة، الكوفي، ثقة فقيه عابد، مات سنة اثنتين، وقيل ثلاث وستين، أخرج له الجماعة. التقريب (ص935) .
2 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (206) .وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/215-217، ح123) .والآجري في الشريعة (2/1019-1022، ح610) .والحاكم في المستدرك (4/589-590)، وقال:(صحيح ولم يخرجاه) .واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/485) .وأورده الذهبي في العلو (ص54)، وقال:"فيه انقطاع محتمل"، وأورده في الأربعين (ص135-137 ح131) .
3 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب (15)(ح7404) . وانظر (ح 3194، 7453، 7553، 7554) .وأخرجه مسلم في صحيحه، التوبة، باب في سعة رحمة الله وأنها سبقت غضبه (8/95) .
4 لفظة (أبو) ساقطة من (ب) و (ج) .
بشير1 موقوفا عليه قال: "إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض فهو معه على العرش فأنزل منه آيتين فختم بهما سورة البقرة، وإن الشيطان لا يدخل بيتاً قرءتا فيه"2.
79-
وأخرج البخاري في باب قوله {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} عن ابن عباس قال: بلغ أبا ذر3 مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأخيه: "اعلم لي علم هذا
1 النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة، الأنصاري، الخزرجي، له ولأبويه صحبة، ثم سكن الشام، ثم ولي إمرة الكوفة، ثم قتل بحمص سنة (65هـ) ، وله أربع وستون سنة. الإصابة (رقم8730) .
2 أخرجه أحمد في المسند (4/274) .وأخرجه الترمذي مرفوعا، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في آخر سورة البقرة، وقال:"هذا حديث حسن غريب". (5/159-160، ح2882) .والدارمي (3390) .والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص536، 537، ح966، 967) .وابن حبان في صحيحه -موارد- (1726) .والحاكم في المستدرك (2/260) مرفوعاً. والبيهقي في الأسماء والصفات (1/564-565، برقم490) .وأورده السيوطي في الدر المنثور (1/378) وعزاه لأبي عبيد، والدارمي، والترمذي، والنسائي، وابن الضريس، ومحمد بن نصر، والحاكم وصححه، والبيهقي في الأسماء والصفات.
3 أبو ذر الغفاري، الصحابي المشهور، اسمه جندب بن جنادة على الأصح، تقدم إسلامه وتأخرت هجرته، فلم يشهد بدرًا، ومناقبه كثيرة جدًا، مات سنة (32هـ) في خلافة عثمان. الإصابة (4/63) .
الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء".
هكذا أخرجه في كتاب الرد على الجهمية من صحيحه1.
80-
وعن جابر بن عبد الله قال: بلغني حديث في القصاص بمصر فقلت لراويه: بلغني عنك في القصاص، قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يبعثكم يوم القيامة حفاة عراة غرلاً بهماً، [ثم يجمعكم] 2، ثم ينادي وهو قائم على عرشه بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، أنا الملك أنا الديان (ق33/أ) "3.
1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، قول الله تعالى:{تَعْرُجُ اَلملَائِكَةُ وَالرُوحُ إِلَيْهِ} ، وقوله جل ذكره:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ اَلكِلِمُ اَلطِّيبُ} (ص1556)، ط: دار السلام.
2 ساقطة من (أ) و (ب) و (ج) ، والتصويب من مصادر التخريج.
3 أخرجه الخطيب البغدادي في الرحلة في طلب الحديث (33)، وقال الحافظ في الفتح (1/174) عن سند الخطيب:"وفي إسناده ضعف"، لأن فيه عمر بن الصبح وهو كذاب، متهم بالوضع. انظر الميزان (3/206) .وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص72، 73، برقم42) .وفي إسناده إسحاق بن بشر وهو وضاع كما في الميزان (1/186) .وأورده أبو يعلى الحنبلي في إبطال التأويلات (ق152/ب - 153/أ) .وأورده الذهبي في العلو (ص56) وقال: "حديث المبتدأ لإسحاق بن بشر وهو كذاب -كما قدمنا-" ثم ذكره وقال: "فهذا شبه موضوع".وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص114،115) وقال: "احتج به أئمة السنة أحمد بن حنبل وغيره".وأورده الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (10/479) .وأما رحلة جابر بن عبد الله فهي ثابتة، والشطر المرفوع الذي رواه ليس فيه ذكر العرش، وقد أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/495) ، والبخاري في الأدب المفرد (970) ، وغيرهما بإسناد حسن.
هذا حديث محفوظ عن جابر بن عبد الله، رواه عنه عبد الله بن محمد بن عقيل1، ومحمد بن المنكدر2، وأبو الجارود العبدي3، وله
1 عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي، أبو محمد، المدني، أمه زينب بنت علي، صدوق، في حديثه لين ويقال تغير بآخره، من الرابعة، مات بعد الأربعين ومائة. التقريب (ص542) .
2 تقدمت ترجمته.
3 قال صاحب الفهرست (ص253) : "أبو الجارود، ويكنى أبا النجم، زياد بن المنذر، العبدي، من علماء الزيدية".وجاء في الميزان (2/93) وتهذيب الكمال (9/517) : "زياد بن المنذر الهمداني، ويقال النهدي، ويقال الثقفي، أبو الجارود الكوفي الأعمى".وهو مترجم في التقريب (ص348) وقال عنه: "رافضي كذبه يحي بن معين، من السابعة، مات بعد الخمسين ومائة".وجاء في كتاب الرحلة في طلب الحديث (ص115)، العبسي (بالسين) .وقال المحقق نورالدين عتر: "أبو الجارود العبسي بالباء واضح جداً في المخطوطتين وضبطه ابن حجر في الفتح (1/127-128) فقال: (وهو بالنون الساكنة) ، وأياً ما كان فإن أبا جارود هذا ليس في رأينا هو زياد بن المنذر الأعمى المترجم في التقريب والتهذيب وغيرهما، وذلك لأسباب منها:
1-
أن أبا جارود الذي في هذا الحديث تابعي متقدم يروي عن جابر ويروي عنه مقاتل بن حيان، أما زياد بن المنذر فمتأخر لا رواية له عن الصحابة.
2-
أن أبا جارود نسب هنا عبسياً، وأما زياد بن المنذر فإنه نهدي أو همداني.
3-
أن الحافظ قال: "في سند هذا الحديث الذي من طريق أبي جارود وفيه ضعف" أما زياد بن المنذر فكذاب وضاع لا يصلح أبداً أن يقال في إسناده فيه ضعف، بل يقال واهٍ أو ما في هذا المعنى مما يفيد الوهن الشديد".انظر هامش كتاب الرحلة في طلب الحديث (ص115-116) .
طرق يصدق بعضها بعضاً.
81-
وأخرج البخاري تعليقًا منه قوله: "ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان" في كتاب الرد على الجهمية من صحيحه1 في إذا تكلم الله بالوحي، وقد جمع ألفاظ أحاديث
1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى:{وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَن أَذِنَ لَه} . انظر فتح الباري (13/452، 453) .وقد أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/495) .والحاكم في المستدرك، كتاب الأهوال (4/574) ، وصححه ووافقه الذهبي. وابن أبي عاصم في السنة (1/225 ح514)، وقال الألباني في تخريجه:"صحيح".
الصوت، وقد ورد في ذلك بضعة عشر حديثاً مرفوعة1 من سوى أقوال الصحابة والتابعين، وقد تتبعتها وجمعتها في جزء أصحها ما أورده البخاري بعد هذا الحديث فقال:
82-
حدثني عمر بن حفص2، ثنا أبي3، ثنا الأعمش4 حدثناأبو صالح5، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك، فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار"6.
1 في (ب)"مرفوعاً".
2 عمر بن حفص بن غياث بن الطلق، الكوفي ثقة ربما وهم، من العاشرة، مات سنة (222هـ) ، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبوداود، والترمذي، والنسائي. التقريب (ص716) .
3 حفص بن غياث بن الطلق بن معاوية النخعي، أبو عمر الكوفي، القاضي، ثقة فقيه، تغير حفظه قليلا في الآخر، من الثامنة، مات سنة أربع أو خمس وتسعين ومائة. التقريب (ص260) .
4 سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبو محمد، الكوفي، الملقب بالأعمش، ثقة حافظ، مات سنة (148هـ) ، وله ثمانون سنة، من رجال الجماعة. التقريب (ص414) .
5 تقدمت ترجمته.
6 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب (32)(ص1570، ح748)، ط: دار السلام.
83-
وما رواه أحمد بن حنبل لما سأله ابنه عبد الله1 عن قوم يقولون: إن الله لم يتكلم بصوت، فقال:"بلى تكلم بصوت".
[حدثنا المحاربي2، عن الأعمش] 3، عن أبي الضحى4، عن مسروق5، عن عبد الله6 قال:"إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السموات".
وقال أحمد: "هذه (ق33/ب) الجهمية تنكره، وهؤلاء كفار يريدون أن
1 عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، أبو عبد الرحمن، ولد الإمام، ثقة، من الثانية عشر، مات سنة تسعين ومائتين وله بضع وسبعون، أخرج له النسائي. التقريب (ص490) .
2 في (أ) و (ب)"البخاري". والتصويب من السنة لعبد الله بن أحمد. وهو عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي، أبو محمد الكوفي، لا بأس به، وكان يدلس، قاله أحمد، من التاسعة، مات سنة (195هـ) ، من رجال الجماعة. التقريب (ص598) .
3 في (أ) و (ب) و (ج)"عن الأعمش حدثنا البخاري عن أبي الضحى".والتصويب من كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد (1/281)، حيث قال:"حدثني أبي، نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الأعمش عن مسلم".
4 مسلم بن الصبيح أبو الضحى الهمداني الكوفي، العطار، مشهور بكنيته، ثقة، فاضل، من الرابعة، مات سنة مائة، من رجال الحماعة. التقريب (ص939) .
5 تقدمت ترجمته.
6 هو عبد الله بن مسعود.
يموهوا على الناس".
رواه عبد الله بن أحمد في كتاب "السنة"1 الذي أجازه لي غير واحد منهم ابن أبي الخير2، عن أبي زرعة الكفتواني 3، أنبأنا أبو عبد الله
1 انظر كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد (1/280-281) برقم (533، 534،536، 537) .والرد على من يقول بخلق القرآن لابن النجاد (ص31) .وابن مندة كما في ذيل طبقات الحنابلة (1/133) .والحديث أخرجه البخاري تعليقًا في صحيحه، كتاب التوحيد، باب (32) قول الله تعالى:{وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَن أَذِنَ لَه} (ص1569) ط: دار السلام. ووصله مرفوعا أبو داود في السنة باب في القرآن (5/105، ح4738) .والبيهقي في الأسماء والصفات (1/506-511، 432، 433، 434) .وقال الألباني في الصحيحة (برقم1293) : (إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه ابن أبي حاتم وابن مردوية، ذكر ذلك في الدر المنثور (6/697) .
2 أحمد بن أبي الخير، سلامة بن إبراهيم الدمشقي، الحداد، الحنبلي، ولد سنة (589هـ) ، وتوفي سنة (678هـ) . شذرات الذهب (5/360) .
3 هكذا في (أ) و (ب) و (ج) .ولم أقف له على ترجمته، والذي وقفت عليه في شيوخ أحمد بن أبي الخير هو محمد ابن أبي نصر شجاع بن أحمد بن علي اللَّفتُواني، أبو بكر الأصبهاني، الإمام المحدث المفيد، ولد سنة (467هـ) وتوفي سنة (533هـ) . الأنساب (11/218) ، تاريخ الإسلام (36/334) . والله أعلم.
الخلال1، أنبأنا أبو المظفر بن شبيب2، أنبأنا أبو عمر السلمي3، أنبأنا أحمد بن محمد اللنباني4 عنه.
وهذا الحديث على شرط الصحيحين.
رجعنا إلى ما وضع الكتاب له.
84-
فعن جابر بن سليم5 قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن
1 الحسين بن عبد الملك بن الحسين بن محمد بن علي، أبو عبد الله الأصبهاني، الخلال، الأديب، النحوي، البارع، المحدث، الأثري، توفي سنة (532هـ) . الوافي بالوفيات (12/420) .
2 عبد الله بن شبيب بن عبد الله الضبي، أبو المظفر، الأصبهاني المقرىء، مقرىء أصبهان وخطيبها وواعظها وشيخها وزاهدها، توفي سنة (451هـ) . شذرات الذهب (3/288) .
3 عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب السلمي، أبو عمر، الأصبهاني، المقريء، الوراق، توفي سنة (394هـ) . تاريخ الإسلام (27/302) ، شذرات الذهب (3/144) .
4 في (ب) و (ج)(البناني) .وهو أحمد بن محمد بن عمر بن أبان، أبو الحسن العبدي اللنباني، الأصبهاني، سمع المسند كله من عبد الله بن الإمام أحمد، توفي سنة (332هـ) . تاريخ الإسلام (25/71) ، ذكر أخبار أصبهان (1/137) .
5 جابر بن سليم، أبو جُرَيْ، (بالتصغير) ، الهجيمي، وقيل اسمه سليم بن جابر، وقال البخاري: الأول أصح، له صحبة، وهو من بني أنمار بن الهجيم بن عمرو بن تميم. الإصابة، (4/32) ، تهذيب الكمال (33/188) .
رجلا ممن كان قبلكم لبس بردين [فتبختر] 1، فنظر الله إليه من فوق عرشه فمقته، فأمر الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها ".2
رواه سهل بن بكار شيخ البخاري3، عن عبد السلام بن
1 في (أ) و (ب) و (ج)(فتختر) والصواب ما أتبته. والتبختر: هي مشية المتكبر المعجب بنفسه. النهاية (1/101) .
2 أخرجه الدارمي في الرد على المريسي (ص407 -ضمن عقائد السلف-) .وأخرجه قوام السنة في الحجة في بيان المحجة (2/123) .وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص66، 67 برقم36) .وأورده الذهبي في العلو (ص36) وقال: (إسناده لين) .وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص107) .وهو عند ابن قدامة والذهبي بتمامه، وإنما أورد المصنف هنا الشطر الأخير منه، وأما أصل الحديث -بدون ما ذكر هنا- فقد رواه: أحمد (5/63، 64) وأبو داود برقم (4084) .والترمذي (2722) .وابن حبان -موارد- (866) .والحاكم (4/186) .وابن الأثير في أسد الغابة (1/303) .من طرق عن جابر بن سليم، دون ذكر الشطر المذكور.
3 سهل بن بكار بن بشر، الدارمي، البصري، أبو بشر، المكفوف، ثقة ربما وهم، من العاشرة، مات سنة (227هـ) أو (228هـ) ، أخرج له البخاري، وأبو داود، والنسائي. التقريب (ص418) .
عجلان1، عن عبيدة [الهجيمي] 2 قال: قال أبو جُرَيْ جابر بن سليم فذكره3.
85-
وعن تميم الداري4 قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معانقة الرجل للرجل إذا لقيه؟ فقال: "إن أول من عانق إبراهيم، وذلك أنه خرج يرتاد لماشيته في جبل من جبال بيت المقدس، فسمع صوتا يقدس الله، فذهل عما كان يطلب، وقصد الصوت فإذا هو برجل أهلب5 طوله [ثمانية عشر] 6 ذراعاً يقدس الله؛ فقال له إبراهيم: يا شيخ من ربك؟
1 عبد السلام بن عجلان، ويقال ابن غالب، صاحب الطعام، كناه مسلم أبا الخليل، وكناه غيره أبا الجليل، قال أبو حاتم:(يكتب حديثه) ، وتوقف غيره في الاحتجاج به، وذكره ابن حبان في الثقات فقال:"يروي عن أبي عثمان النهدي، وعبيدة الهجيمي" ثم قال: "يخطىء ويخالف". لسان الميزان (4/16) .
2 في (أ)(المجيمي) والصواب ما أثبته. وهو عبيدة أبو خداش الهجيمي، البصري، مجهول، من السادسة، أخرج له أبو داود والنسائي. التقريب (ص655)، وقال في تعجيل المنفعة (1/785-786) :"وليس هو بمجهول فقد أخرج له أبو داود، والنسائي، وروى عنه أيضا عبد السلام أبو الخليل" انتهى كلام الحافظ.
3 هذا سند الدارمي في الرد على بشر المريسي (ص407) .
4 تميم بن أوس بن خارجة الداري، أبو رقية، صحابي جليل أسلم سنة (9هـ) ، نزل بيت المقدس، وتوفي بها سنة (40هـ) ، وله أخبار عديدة في الزهد. الإصابة (رقم837) .
5 أي كثير الشعر، والهُلْبُ: الشَّعَرُ.
6 في (أ) و (ب) و (ج)"ثماني عشرة" والصواب ما أثبته.
قال: الذي (ق34/أ) في السماء" وذكر الحديث1.
تفرد به عثمان بن عطاء الخراساني2، عن أبيه3، عن أبي سفيان الألهاني4، عن تميم.
86-
وعن أبي وائل5، عن ابن مسعود قال: قال رجل: يا رسول الله ما المقام المحمود؟ قال: "يوم ينزل الله على عرشه".
1 أورده ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص93، 95 برقم57) ، وعزاه لكتاب العروس.
وأورده الذهبي في العلو (ص56)، وقال قبله:"حديث باطل طويل.".وعلته كما أشار المصنف هنا هو عثمان بن عطاء الخراساني، فقد ضعفه جماعة من العلماء، قال النسائي وابن البرقى:"ليس بثقة"، وقال الحاكم أبو عبد الله:"يروي عن أبيه أحاديث موضوعة". انظر التهذييب لابن حجر (7/138) .
2 عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، أبو مسعود الدمشقي، ضعيف، من السابعة، مات سنة خمس وخمسين وقيل إحدى وخمسين ومائة. التقريب (ص666) .
3 عطاء بن أبي مسلم الخراساني، واسم أبيه ميسرة، وقيل عبد الله، صدوق يهم كثيرًا، ويرسل، ويدلس، من الخامسة، مات سنة (135هـ) ، لم يصح أن البخاري أخرج له. التقريب (679) .
4 محمد بن زياد الألهاني، أبو سفيان الحمصي، ثقة، من الرابعة، أخرج له البخاري والأربعة. التقريب (845) .
5 شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل، الكوفي، ثقة، من الثانية، مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة، من رجال الجماعة. التقريب (ص439) .
رواه ابن حيان1 في كتاب "العظمة" له2.
87-
وعن عوانة بن الحكم3 قال: "لما استخلف عمر بن عبد العزيز4 وفد إليه الشعراء، فأقاموا ببابه أياماً لا يؤذن لهم، فبينا هم
1 عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الحافظ، كنيته أبو محمد، ولقبه أبو الشيخ، ولد سنة (274هـ) ، وتوفي سنة (369هـ) . ذكر أخبار أصبهان (2/90) ، السير (16/276) .
2 أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/594، 595، ح225) .وأخرجه أبو محمد الدارمي في سننه، كتاب الرقاق، باب في شأن الساعة ونزول الرب (2/325) .وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/364) وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وخالفه الذهبي فقال:"لا والله فعثمان ضعفه الدارقطني والباقون ثقات".وأورده الذهبي في العلو (ص54) وعزاه لأبي الشيخ في كتاب العظمة وقال: "وعثمان ضعيف".وأورده السيوطي في الدر المنثور (4/198) وعزاه للديلمي، وعزاه مطولاً (5/326) لابن المنذر، وابن مردوية. وأخرجه بنحوه أحمد في المسند (1/398) .وابن جرير في تفسيره (15/146) .والآجري في الشريعة (4/1607-1608، برقم1096) .
3 عوانة بن الحكم بن عوانة بن عياض، الأخباري، المشهور، الكوفي، وهو كثير الرواية عن التابعين، قل أن روى حديثا مسندا وأكثر المدائني عنه، وكان عثمانيًا يضع الأخبار لبني أمية، مات سنة (158هـ) ، لسان الميزان (4/386) .
4 عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، الأموي، أمير المؤمنين، ولي إمرة المدينة للوليد، وكان مع سليمان كالوزير، وولي الخلافة بعده، فعدّ من الخلفاء الراشدين، مات في رجب سنة (101هـ) ، وله أربعون سنة، ومدة خلافته سنتان ونصف. السير (5/114) .
كذلك مر بهم عدي بن أرطأة1، فدخل على عمر فقال: الشعراء ببابك يا أمير المؤمنين وسهامهم مسمومة، فقال: ويحك مالي وللشعراء. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد امتدح فأعطاه، امتدحه العباس بن مرداس السلمي2 فأعطاه حلة3. قال: أو تروي من شعره4 شيئاً. قال: نعم. فأنشده [عدي] 5 بن أرطأة قوله في النبي صلى الله عليه وسلم:
رأيتك يا خير البرية كلها
…
نشرت كتابا جاء بالحق معلما
شرعت لنا دين الهدى بعد جورنا
…
عن الحق لما أصبح الحق مظلمًا 6
تعالى علوًا فوق عرش إلهنا
…
وكان مكان الله أعلى وأعظما
1 عدي بن أرطأة الفزاري، الدمشقي، أمير البصرة لعمر بن عبد العزيز، مقبول، من الرابعة، قتل سنة (102هـ) . السير (5/53) ، التقريب (ص671) .
2 العباس بن مرداس بن أبي عامر السلمي، صحابي، مشهور، أسلم بعد يوم الأحزاب، وسكن البصرة بعد ذلك. الإصابة (رقم4511) .
3 في (ب)"حلته".
4 في (ب)"شعر".
5 في (أ) و (ب) و (ج)"علي" والصواب ما أثبته.
6 في (ب) أسقط عجز البيت الأول وكذا البيت الثاني.
رواه الهيثم بن عدي1 عن عوانة بن الحكم2.
88-
وعن سهل بن سعد3 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة، ما [تسمع] 4 من نفس (ق34/ب) شيئًا من حس5 تلك الحجب إلا زهقت6 نفسه".
تفرد به موسى بن عبيدة7، عن أبي حازم8، عن سهل.
1 الهيثم بن عدي الطائي، أبو عبد الرحمن المنبجي، ثم الكوفي، قال البخاري:"ليس بثقة كان يكذب"، وقال أبو داود:"كذاب"، وضعفه غيرهما. مات سنة (207هـ) ، وله 93 سنة. لسان الميزان (6/209-211) .
2 أخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص68، 69، برقم38) .وأورده الذهبي في العلو (ص42) ، وعزاه لابن قدامة، وقال في أوله:(قال الهيثم بن عدي وهو إخباري، ضعيف) .
3 سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة، الأنصاري، الساعدي، من مشاهير الصحابة، وهو آخر من مات من الصحابة في المدينة، مات سنة إحدى وتسعين، وقيل قبل ذلك. انظر الإصابة (رقم3533) .
4 في (أ)(سمع) ، وفي (ب) و (ج)"نسمع" والصواب ما أثبته.
5 في (ب) و (ج)"حسن".
و (الحس) ، هو الصوت الخفي،. لسان العرب (6/49، مادة -حسس) .
(زهقت) ، هلكت وماتت. النهاية (2/322) .
7 موسى بن عبيدة بن نشيط، الربذي أبو عبد العزيز المدني، ضعيف، وكان عابداً، من صغار السادسة، مات سنة (153هـ) ، أخرج له الترمذي، وابن ماجة. التقريب (ص983) .
رواه البيهقي في كتاب "الصفات"1.
1 أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/292-293، ح854)، وقال:"تفرد به موسى بن عبيدة الربذي، وهو عند أهل العلم بالحديث ضعيف".وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (2/367 برقم788) .وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/152) .وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/182 برقم5802) .وأخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (2/667-668 ح263) .وأخرجه أبو يعلى في مسنده (693) .وأورده الذهبي في العلو (ص54)، وعزاه للبيهقي. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/116) وقال:"هذا حديث لا أصل له، فأما موسى بن عبيدة، فقال أحمد بن حنبل: لايحل عندي الرواية عنه، وقال يحيى: ليس بشيء، وأما عمر بن الحكم فقال البخاري: هو ذاهب الحديث".وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/79) : "رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمرو وسهل أيضًا، وفيه موسى بن عبيدة لايحتج به".وتعقب السيوطي على ابن الجوزي في حكمه على هذا الحديث بالوضع، ودافع عن موسى بن عبيدة الربذي، وذكر أن للحديث شواهد كثيرة تقضي أن له أصلاً، فإن أبا الشيخ في العظمة ذكر حجب ربنا تبارك وتعالى، وبدأ بهذا الحديث. ثم سرد من رواية أبي الشيخ حوالي خمسة عشر حديثًا وأثراً وقال في آخره:(فهذه الطرق تقوي الحديث ويتعذر معها الحكم عليه بالوضع) . انظر اللآلي المصنوعة (1/15-18) .وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/142) : "سبق الذهبي إلى تعقبه، فقال في تلخيص الموضوعات للجوزقاني: ينبغي أن يحول من الموضعات إلى الواهية" والله أعلم. وقال الألباني في تخريج السنة: "إسناده ضعيف، موسى بن عبيدة هو الربذي، ضعيف، وسائر رواته ثقات" اهـ. هذا وقد رواه حبيب بن أبي حبيب، قال: حدثنا هشام بن سعد وعبد العزيزبن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا. أخرجه الدارقطني في الأفراد (ق131/أ) تفرد به حبيب بن أبي حبيب: قال أحمد بن حنبل ليس بثقة كان يكذب، وقال ابن عدي: كان يضع
89-
وعن عمران بن حصين1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا: قد بشرتنا فاقض لنا2 هذا الأمر كيف كان؟ فقال: كان الله على العرش وكان قبل كل شيء، وكتب في اللوح كل شيء يكون"3.
هذا حديث صحيح أخرجه البخاري بغير هذا اللفظ4.
1 تقدمت ترجمته.
2 في (أ)(فاقض لنا على) .
3 وأورده الذهبي في العلو (ص54)، وقال:(هذا حديث صحيح قد خرجه البخاري في مواضع) .
أورده بهذا اللفظ ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص107)، وقال:"حديث صحيح أصله في صحيح البخاري".
4 لفظ البخاري "كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء"، كتاب التوحيد، باب وكان عرشه الماء، (ح7418) ، وانظر (3190، 3191، 4365، 4386) .
وانظر تعليقي على كتاب العرش لابن أبي شيبة (ح رقم 1) .
90-
أخبرنا أحمد بن عبد الحميد المقدسي1، أنبأنا أبو محمد بن قدامة2 سنة سبع عشرة وستمائة، أخبرتنا شهدة3، أنبأنا أبو عبد الله النعالي4، أنبأنا أبو الحسين5 بن بشران6، أنبأنا ابن البختري7، حدثنا
1 أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة عز الدين بن العماد، المقدسي، أبو العباس، الصالحي المسند الكبير، توفي سنة (700هـ) . الوافي بالوفيات (7/33) ، شذرات الذهب (5/455) .
2 تقدمت ترجمته.
3 شهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج بن عمر الأبري، فقيهة، محدثة، أصلها من الدينور، ومولدها، ووفاتها ببغداد سنة (574هـ) ، سمع عليها خلق كثير وتعرف بالكتابة لجودة خطها. السير (20/541) ، وفيات الأعيان (1/226) .
4 الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة، أبو عبد الله، البغدادي الحمَّامي، النعالي، الشيخ المعمر مسند العراق، مات سنة (493هـ) عن أرجح من تسعين سنة. السير (19/101) ، شذرات الذهب (3/399) .
5 في (ج)(أبو الحسن) .
6 علي بن محمد بن عبد الله، أبو الحسين، الأموي البغدادي المعدل، قال عنه الخطيب:"وكان صدوقاً ثقة ثبتا حسن الأخلاق"، ولد سنة (328هـ) ببغداد وتوفي بها سنة (415هـ) ". تاريخ بغداد (12/98-99) ، السير (17/311) .
7 محمد بن عمرو بن البختري بن مدرك بن أبي سليمان أبو جعفر، الرزاز، ولد سنة (251هـ) قال عنه الخطيب:(ثقة ثبت) ، مات سنة (339هـ) . تاريخ بغداد (3/132) ، السير (15/385) .
الدقيقي1، حدثنا أبو علي الحنفي2، حدثنا فرقد بن الحجاج3، سمعت عقبة بن أبي الحسناء4 قال: سمعت أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا جمع الأولين والأخرين يوم القيامة جاء الرب إلى المؤمنين فوقف عليهم على كور".
فقالوا لعقبة5: ما الكور؟ قال: المكان المرتفع، فيقول:"هل تعرفون ربكم؟ قالوا: إن عرفنا نفسه عرفناه، فيتجلى لهم ضاحكاً في وجوههم، فيخرون له سجداً".
1 محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي، أبو جعفر، الدقيقي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة (266هـ) . انظر التقريب (ص873) ، التهذيب (9/317) .
2 عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، أبو علي، البصري، صدوق، لم يثبت أن يحيى بن معين ضعفه، مات سنة (209هـ) ، روى له الجماعة. التهذيب (7/34) ، التقريب (ص642) .
3 فرقد بن الحجاج، قال أبو حاتم:(مجهول)، وقال عنه الذهبي:"وأما فرقد فقد حدث عنه ثلاثة من الثقات، وما علمت فيه قدحًا". الميزان (3/84) .
4 عقبة بن أبي الحسناء، مجهول، قاله الكتاني، وكذا قال ابن المديني:"عقبة مجهول" ووثقه ابن حبان. انظر الميزان (3/84) .
5 عقبة بن أبي الحسناء.
أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" له عن عمرو بن علي1، عن الحنفي وفيه "فتوقف (ق35/أ) على كوم"2.
91-
وعن عبد الله بن رواحة3 أنه مشى ليلة إلى أمة له [فنالها] 4، فرأته امرأته فلامته، فجحدها، فقالت: له إن كنت صادقاً فاقرأ القرآن5 فإن الجنب لا يقرأ القرآن فقال: (شعر)
شهدت بأن وعد الله حق
…
وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف
…
وفوق العرش رب العالمينا
فقالت امرأته: صدق الله وكذبت عيني، وكانت لا تحفظ القرآن، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم [بذلك] 6 فضحك وقال: "غفر لك كذبك بتمجيدك
1 عمرو بن علي بن بحر بن كنيز، (بنون وزاي) أبو حفص، الفلاس، السيرفي، الباهلي، البصري، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة (249هـ) . انظر التقريب (ص741) .
2 أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/575، برقم 13-338) .وأخرجه الذهبي في العلو (ص25) بالسند المذكور هنا.
3 عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس الخزرجي، الأنصاري، الشاعر، أحد السابقين، شهد بدرًا واستشهد بمؤتة وكان ثالث الأمراء بها في جمادى الأولى سنة ثمان. الإصابة (رقم4676) .
4 في (أ)(ب)(فناله) وما أثبته من (ج) .
5 في (ب) و (ج)"اقرأ القرآن إن كنت صادقا".
6 ساقطة من (أ) و (ب) ، وما أثبته من (ج) .
ربك".
روي من وجوه صحاح مرسلة عن عبد الله بن رواحة، أخرجه أبو عمر بن عبد البر في كتاب "الاستيعاب" له1.
92-
قرأت على عبد الحافظ بن بدران2 بنابلس، أنبأنا موسى بن
1 الاستيعاب (1/296) بهامش الإصابة وقال: "روينا من وجوه صحاح.".وأسنده ابن عساكر في تاريخه (9/109/ب) ، (جزء عبد الله بن جابر - عبد الله بن زيد) .وأورده ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص99 برقم 67) ، وعزاه لابن عبد البر. وأورده الذهبي في العلو (ص41، 42)، وعزاه لابن عبد البر وقال:"قلت: روي من وجوه مرسلة منها يحيى بن أيوب المصري، حدثنا عمارة بن غزية عن قدامة بن محمد ابن إبراهيم الحاطبي فذكره، فهو منقطع"، وفي السير (1/238) .وأورده السبكي في طبقات الشافعية (1/264، 265) ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عمن حدثه عن عبد الله بن رواحة، وإسناده ضعيف لجهالة من حدثه ولإعضاله لأن عبد العزيز من أتباع التابعين. وقال النووي في المجموع (2/163) :) (إسناد هذه القصة ضعيف ومنقطع)(.ورواه الدارمي في الرد على الجهمية (82) من طريق آخر، وفيه يحيى بن أيوب صدوق ربما أخطأ، وقدامة بن إبراهيم مقبول كما في التقريب يعني حيث يتابع وإلا فلين، وفيه انقطاع بين قدامة وابن رواحة.
2 عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان، الإمام عماد الدين أبو محمد النابلسي، الحنبلي، الزاهد، ولد سنة (610هـ) ، وتوفي سنة (698هـ) ، بدمشق. معجم الشيوخ للذهبي (1/347) .
عبد القادر الجيلي1، أنبأنا سعيد بن أحمد البنا2، أنبأنا أبوالقاسم علي بن أحمد البسرى3، أنبأنا المخلِّص4، حدثنا البغوي5، حدثنا عبد الجبار بن
1 في (ب)(موسى بن أبي عبد القادر الجيلي) ، وهو موسى بن عبد القادر بن أبي صالح البغدادي الجيلي الحنبلي، شيخ أجلٌّ، أصيل، مات سنة (618هـ) ، وله تسع وتسعون. السير (22/150) .
2 سعيد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن البنا، أبو القاسم، البغدادي الحنبلي، الشيخ الصالح الخير الصدوق، مسند بغداد، توفي سنة (550هـ) . السير (20/264) ، شذرات الذهب (4/455) .
3 في (ب)(البشرى) ، وهو علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسرى، أبو القاسم البغدادي البندار، العالم الصدوق، مسند العراق، قال الخطيب:"كتبت عنه وكان صدوقا"، توفي سنة (474هـ) . تاريخ بغداد (11/335) ، السير (18/402) .
4 محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن، أبو طاهر، المخلِّص، قال الخطيب:(ثقة) ، ولد سنة (305هـ) ، ومات سنة (393هـ) . تاريخ بغداد (2/322-323) ، السير (16/418) .
5 عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، المرزبان، أبو القاسم، البغوي الأصل، البغدادي، الحافظ، الثقة الكبير، مسند العالم، توفي ليلة عيد الفطر سنة (317هـ) . تذكرة الحفاظ (ص737) .
عاصم1، حدثنا مبشِّر بن إسماعيل الحلبي2، حدثنا تمام بن نجيح3، عن الحسن4، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من حافظين يرفعان إلى الله ما حفظا5، (ق35/ب) يرى في أول الصحيفة خيراً، وفي آخرها خيراً، إلا قال الله لملائكته أشهدكم أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة"6.
93-
وعن ابن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء"7.
1 عبد الحبار بن عاصم أبو طالب النسائي، قال ابن أبي حاتم:"روى عن عبيد الله بن عمرو، وموسى بن أعين، ومحمد بن سلمة الحراني، وإسماعيل بن عياش، وبقية، روى عنه أبوزرعة، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وذكر أنه كان جلاداً فتاب الله عليه". الجرح والتعديل (6/33) ، السير (11/95) .
2 مبشِّر بن إسماعيل الحلبي، أبو إسماعيل الكلبي، مولاهم، صدوق، من التاسعة، مات سنة (200هـ) ، من رجال الجماعة. التقريب (ص919) .
3 تمام بن نجيح الأسدي الدمشقي، نزيل حلب، ضعيف، من السابعة، أخرج له البخاري في رفع اليدين، وأبو داود، والترمذي. التقريب (ص181) .
4 الحسن هو البصري، تقدمت ترجمته.
5 في (ب) و (ج)(ما حفظ) .
6 أخرجه الذهبي في العلو (ص24، 25)، وقال:"تفرد به تمام أحد الضعفاء".
7 أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (ص273) موقوفاً. وأخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/394 ح655، وموقوفا 3/395 ح657) .وأورده الذهبي في العلو (ص20) وقال: "رواه عمار بن رزيق عن أبي إسحاق مرفوعا، والوقف أصح، مع أن رواية أبي عبيدة عن والده فيها إرسال" وذكره في (ص64) وقال: "وقد ذكرنا هذا بإسناد آخر" اهـ. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص254) .
هذا حديث حسن الإسناد رواه جرير بن عبد الله1، وعبد الله بن عمرو، وابن مسعود رضي الله عنهم، وحديث عبد الله بن عمرو2 أصح الثلاثة وقد تقدم3.
94-
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو4، أنبأنا الحسين بن هبة الله البلدي5، أنبأنا علي بن عساكر6، أنبأنا
1 جرير بن عبد الله البجلي، صحابي جليل، اختلف في وقت إسلامه، وكان له بلاء حسن في الفتوحات، مات سنة (51هـ) ، وقيل (54هـ) . الإصابة رقم 1136) .
2 في (ج)"وحديث ابن عمرو".
3 تقدم برقم (18) .
4 إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو بن موسى، العدل المعمر، عز الدين أبو الفداء، المرداوي، ثم الصالحي، الحنبلي، الفرّاء والده، ويعرف بابن المنادي، ولد سنة (610هـ) ، وتوفي سنة (700هـ) ، معجم الشيوخ للذهبي (1/175) .
5 الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن أبو القاسم البلدي، الدمشقي، ابن صَصْرى، الشيخ الجليل القاضي، مسند الشام، توفي سنة (626هـ) .
السير (22/282) ، النجوم الزاهرة (6/272) .
6 علي بن الحسن بن هبة الله بن الحسين الدمشقي، الشافعي، أبو القاسم، بن عساكر، الإمام الكبير حافظ الشام، الثقة، الثبت، الحجة، صاحب تاريخ دمشق ولد سنة (499هـ) ، ومات سنة (571هـ) . تذكرة الحفاظ (4/1328) ، طبقات الشافعية (7/215) .
[الحسن] 1 بن أبي الحديد سنة ثمانين وأربعمائة2، أنبأنا المسدد بن علي الأملوكي3، أنبأنا إسماعيل بن القاسم الحلبي4 بحمص، حدثنا يعقوب بن إسحاق5 بعسقلان، حدثنا جعفر بن هارون الفراء6، حدثنا محمد بن
1 في (أ) و (ب) و (ج)"الحسين" وهو خطأ، انظر العلو (ص27) .وهو الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد أبو عبد الله، بن أبي الحسن ابن أبي الحديد السلمي الخطيب المعدَّل، ولد سنة (416هـ) ، وتوفي ستة (482هـ) . تاريخ دمشق (13/19) .
2 يظهر والله أعلم أن هناك سقط في السند لأن ابن عساكر ولد سنة (499هـ) .
3 المسدد بن علي أبو المعتمر الأملوكي الحمصي، أبو معمر، خطيب حمص، قال الكتاني:"كان فيه تساهل"، مات سنة (431هـ) . السير (17/518) ، شذرات الذهب (3/249) .
4 إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل، الإمام أبو القاسم الحلبي، الخياط، المؤذن، وبعضهم ينسبه المصري، توفي سنة (370هـ) . بغية الطلب في تاريخ حلب (4/1746) .
5 يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، النيسابوري الأصل، أبو عوانة الأسفراييني، صاحب المسند الصحيح، الإمام الحافظ الكبير، الجوَّال، توفي سنة (316هـ) . السير (14/417) ، وفيات الأعيان (6/393) .
6 جعفر بن هارون الفراء، قال الذهبي في الميزان:"جعفر بن هارون عن محمد بن كثير الصنعاني أتى بخبر موضوع" اهـ. الميزان (1/420) .
كثير1، عن الأوزاعي2، عن يحي3، عن أبي سلمة4، عن أبي هريرة قال:"لما خطب عليُّ فاطمة5 رضي الله عنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل عليها فقال:" أي بنيَّة إن ابن عمك قد خطبك فما تقولين"؟ فبكت ثم قالت: يا أباه6 كأنك إنما ادخرتني لفقير قريش، فقال: "والذي بعثني بالحق ما تكلمت في هذا حتى أذن الله فيه (ق36/أ) من السماء" فقالت: رضيت بما رضي الله لي منه7") 8.
1 محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي، مولاهم، أبو أيوب، الصنعاني، نزيل المصيصة، يقال هو من صنعاء دمشق، صدوق كثير الغلط من صغار التاسعة، مات سنة بضع عشرة ومائتين، روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي. التقريب (ص891) .
2 عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الأوزاعي أبو عمرو، الفقيه، ثقة، جليل، من السابعة، مات سنة (157هـ) ، من رجال الجماعة. التقريب (ص593) .
3 يحي بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل مات سنة (132هـ) التقريب (ص 1065) .
4 أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، تقدمت ترجمته.
5 فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم الحسنين، تزوجها علي في السنة الثانية من الهجرة، وماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر وقد جاوزت العشرين بقليل. الإصابة (4/365) .
6 في (ج)(يا أبت) .
(منه) ساقطة من (ج) .
8 أخرجه الذهبي في العلو (ص27، 28) وقال: "هذا حديث منكر، لعل محمد بن كثير افتراه فإنه متهم، فإن الأوزاعي ما نطق به قط، ولم أرو هذا إلا للتزييف والكشف، والفراء ليس بثقة". وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص108) .
95-
قرأت على عمر بن عبد المنعم1، عن أبي [اليمن] 2 الكندي3، أنبأنا أبو الفتح البيضاوي4، أنبأنا ابن النقور5، أنبأنا أبو القاسم بن الجراح6، حدثنا البغوي7، حدثنا أبو كامل
1 عمر بن عبد المنعم بن عمر الطائي، الدمشقي، أبو حفص القوَّاس، مسند الوقت، كان خيرًا دينًا متواضعًا، مات سنة (698هـ) وله ثلاث وتسعون سنة. معجم الشيوخ (2/74) ، شذرات الذهب (5/442) .
2 في (ب) و (ج)(اليمين) .
3 زيد بن الحسن بن زيد الكندي البغدادي، أبو اليمن، المقرىء النحوي الحنفي، شيخ، إمام، علامة، مفتي، مات سنة (613هـ) وله ثلاث وتسعون سنة. السير (22/34) ، بغية الوعاة (1/570) .
4 عبد الله بن محمد بن محمد أبو الفتح، الفارسي، البغدادي، البيضاوي، الحنفي، الإمام القاضي، شيخ صالح متواضع، توفي سنة (537هـ) . السير (20/182) ، الأنساب (2/368) .
5 في (ب)(المنقور) ، وهو أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور، أبو الحسين البغدادي البزاز، مسند العراق، قال الخطيب:"كان صدوقاً، ووثقه ابن خيرون"، توفي سنة (471هـ) عن تسعين سنة. تاريخ بغداد (4/381-382) ، السير (18/372) .
6 عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح، أبو القاسم البغدادي، ولد سنة (302هـ)، قال الخطيب:"كان ثبت السماع صحيح الكتاب"، توفي سنة (391هـ) . تاريخ بغداد (11/179-180) ، السير (16/549) .
7 عبد الله بن محمد البغوي، صاحب معجم الصحابة، تقدمت ترجمته.
الجحدري1، حدثنا جعفر بن سليمان2، عن ثابت3، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر ويقول:"إنه حديث عهد بربه".
هذا حديث صحيح4.
96-
وعن عثمان بن عمير5، [عن] 6 أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم الجمعة نزل الله عز وجل من عليين على كرسيه، ثم
1 الفضيل بن الحسين بن طلحة، أبو كامل، الجحدري البصري، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة (237هـ) ، وله أكثر من ثمانين سنة، أخرج له البخاري تعليقًا، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. التقريب (ص785) .
2 جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان، البصري، صدوق زاهد، لكنه كان يتشيع، من الثامنة مات سنة (178هـ) ، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، والأربعة. التقريب (ص199) .
3 ثابت بن أسلم البناني، تقدمت ترجمته.
4 أحرجه مسلم في صحيحه، كتاب الاستسقاء، (3/26) .وأورده الذهبي في العلو (ص46) وعزاه لمسلم.
5 عثمان بن عمير بالتصغير ويقال: ابن قيس، والصواب أن قيسًا جد أبيه، وهو عثمان بن أبي حميد أيضا، البجلي، أبو يقظان، الكوفي الأعمى، ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع، من السادسة، مات في حدود (150هـ) . التقريب (ص667) .
6 في (أ) و (ب)(عند) وما أثبته من (ج) .
حف الكرسي بمنابر من نور، ثم جاء النبيون حتى يجلسوا عليها، ثم حفها بكراسي من ذهب، ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها، ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب، فيتجلى لهم ربهم عز وجل حتى ينظروا إلى وجهه وهو يقول: أنا الذي صدقتكم وعدي فسلوني، فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم، فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت، ولا (ق37/أ) أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة، ثم يصعد على كرسيه، فيصعد معه الصديقون والشهداء". وذكر الحديث.
هذا حديث محفوظ له شواهد في السنن1، أخرجه عبد الله بن أحمد ابن حنبل في كتاب "الرد على الجهمية" له2، عن عبد الأعلى بن
1 رواه عن أنس كل من:
1-
عثمان بن عمير وسيأتي تخريجه.
2-
عمر بن عبد الله مولى غفرة. انظر الرد على الجهمية للدارمي (ص44) ، والرد على بشر المريسي (ص431) ، والعلو للذهبي (ص30) .
3-
عبد الله بن عبيد بن عمر، العلو لابن قدامة (ص70، ح40) ، والعلو للذهبي (ص29، 30) .والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور (6/108) وعزاه للشافعي في الأم، وابن أبي شيبة، والبزار، وأبي يعلى، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة، وابن جرير،، وابن المنذر، والطبراني في الأوسط، وابن مردوية والآجري في الشريعة، والبيهقي في الرؤية، والسجزي في الإبانة) .والحديث تقدم تخريجه برقم (38) .
2 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (1/250، ح460) .وأخرجه الذهبي في العلو (ص28، 29)، وقال: "هذا حديث مشهور وافر الطرق، أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب السنة له
…
" اهـ. وقال ابن القيم: "هذا حديث كبير عظيم الشأن، رواه أئمة السنة، وتلقوه بالقبول، وجمَّل الشافعي به مسنده". حادي الأرواح (ص391
حماد1، حدثنا عمر بن يونس2، عن جهضم بن عبد الله القيسي3، حدثنا أبو طيبة4، عن عثمان بن عمير.
97-
ورواه ليث بن أبي سليم5، عن عثمان بن عمير وفيه "ثم يرتفع تبارك وتعالى على كرسيه ويرتفع معه النبيون".
أخرجه الحافظ أبو أحمد العسال، عن موسى بن إسحاق6، عن
1 عبد الأعلى بن حماد النرسي، نسبة إلى نرس نهر بالكوفة، الباهلي البصري، أبو يحي، لا بأس به، مات سنة (237هـ) . انظر التقريب (ص561) ، التهذيب (6/93) .
2 عمر بن يونس بن قاسم اليمامي، ثقة، مات سنة (206هـ) . التقريب (ص729) ، التهذيب (7/506) .
3 جهضم بن عبد الله القيسي اليماني، صدوق يكثر عن المجاهيل، من الثامنة. التقريب (ص204) ، التهذيب (2/120) .
4 أبو ظبية، ويقال أبو طيبة السُّلفي الحمصي، نزل حمص، مقبول من الثانية، قال الأنصاري: ثقة، وقال الدارقطني: لا بأس به. التهذيب (12/157) .
5 ليث بن أبي سليم، زنيم، (مصغرًا) ، القرشي مولاهم، صدوق، اختلط أخيراً، ولم يتميز حديثه فترك، من السادسة، مات سنة (148هـ) . التقريب (ص817) .
6 موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري، الخطمي، قاضي الري، قال عنه ابن أبي حاتم:"كتبت عنه وهو ثقة صدوق"، مات سنة (297هـ) . الجرح والتعديل (8/135) ، تاريخ بغداد (13/52-54) .
عثمان بن أبي شيبة1، عن جرير2، عن ليث به3
98-
وروى العباس بن عبد العظيم العنبري4، عن أبي أحمد الزبيري5، عن إسرائيل6، عن أبي
1 تقدمت ترجمته.
2 جرير بن عبد الحميد بن قُرْط الضبي الكوفي، نزيل الري وقاضيها، ثقة صحيح الكتاب، قيل كان في آخر عمره يهم من حفظه، مات سنة (188هـ) ، من رجال الجماعة. التقريب (ص196) .
3 أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب العرش (ح88) .وأخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (ص45) .وأورده الذهبي في العلو (ص30) ، وعزاه للعسال في المعرفة. وإسناده ضعيف، لأن فيه ليث بن أبي سليم، وهو صدوق اختلط ولم يتميز حديثه فترك، وفيه عثمان بن أبي حميد، وهو ضعيف، وقد تقدم تخريجه برقم (38) ، (96) .
4 العباس بن عبد العظيم بن إسماعيل العنبري، أبو الفضل البصري، ثقة حافظ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة (240هـ) ، وأخرج له البخاري تعليقًا، ومسلم والأربعة. التقريب (ص487) .
5 محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي، أبوأحمد الزبيري، الكوفي، ثقة ثبت إلا أنه يخطىء في حديث الثوري، من التاسعة مات سنة (203هـ) . التقريب (ص861) .
6 إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، السبيعي الهمداني، أبو يوسف، الكوفي، ثقة، تكلم فيه بلا حجة، مات سنة (160هـ) وقيل بعدها، وروى له الجماعة. التهذيب (1/261) .
إسحاق1، عن عبد الله بن خليفة2، عن عمر3 قال:"أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: ادعُ الله أن يدخلني الجنة. فعظم الرب، فقال: "إن كرسيه (ق37/ب) فوق السموات، وإنه يقعد عليه فما يفضل منه إلا أربع أصابع"4.
1 عمر بن عبد الله بن عبيد، ويقال علي، ويقال بن أبي شعيرة الهمداني، أبو إسحاق السبيعي، ثقة مكثر عابد، من الثالثة، اختلط بآخره، مات سنة (129هـ) وقيل قبل ذلك، أخرج له الجماعة. التقريب (739) .
2 عبد الله بن خليفة، هو الهمداني الكوفي، لم يوثقه غير ابن حبان، قال الحافظ ابن كثير في التفسير (1/310) :"وليس بذاك المشهور، وفي سماعه من عمر نظر"، وقال الذهبي في الميزان (2/414) :"لا يكاد يعرف".
3 عمر بن الخطاب بن عبد العزى بن رياح، القرشي، العدوي، يقال له الفاروق أمير المؤمنين، مشهور، جمّ المناقب، استشهد في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وولي الخلافة عشر سنين ونصفا. الإصابة (رقم5738) .
4 أخرجه الدارمي في الرد على المريسي (ص74) ، مرسلا. وابن أبي عاصم في السنة (1/251-252، برقم574) .وعبد الله بن أحمد في السنة (1/301، ح585) موقوفا من قول عمر. وابن جرير في تفسيره (3/11) من طريق عبد الله بن أبي الزناد، قال: ثنا يحي بن أبي بكير، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة الهمداني، عن عمر. وقد أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/244، 245 برقم150)
_________
وقال: "وقد روى إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة أظنه عن عمر "- وذكره. وقال: حدثنا، يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال حدثنا يحي بن أبي بكير، قال: ثنا إسرائيل، قال أبو بكر: ما أدري، الشك والظن أنه عن عمر، هو من يحي بن أبي بكير، أم من إسرائيل. قد رواه وكيع بن الجراح مرسلاً ليس فيه ذكر عمر لا بيقين ولا ظن، وليس هذا الخبر من شرطنا، لأنه غير متصل الإسناد، لسنا نحتج في هذا الجنس من العلم بالمراسيل المنقطعات" اهـ. والبزار في مسنده (1/457، برقم325) .وأخرجه الدارقطني في الصفات (ص48) موقوفا. وابن بطة في الإبانة (كتاب الرد على الجهمية) (3/178-180) .والخطيب في تاريخه (8/52) مرسلا. وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/5) وقال بعد سياقه للحديث: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسناده مضطرب جدًا، وعبد الله بن خليفة ليس من الصحابة، فتارة يرويه ابن خليفة عن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتارة يقفه على عمر، وتارة يوقف على ابن خليفة" اهـ. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/84) وقال:"رواه البزار ورجاله رجال الصحيح".وأورده ابن كثير في تفسيره (1/310) وعزاه للبزار في مسنده، وعبد بن حميد، وابن جرير في تفسيرهما، والطبراني، وابن أبي عاصم في كتاب السنة لهما، والحافظ الضياء في كتاب المختارة. وقال ابن كثير: "من حديث أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن خليفة وليس بذاك المشهور، وفي سماعه من عمر نظر، ثم منهم من يرويه عن عمر موقوفاً، ومنهم
_________
من يرويه عن عمر مرسلاً، ومنهم من يزيد في متنه زيادة غريبة ومنهم من يحذفها" اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "حديث عبد الله بن خليفة المشهور الذي يروى عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في "مختاره". وطائفة من أهل الحديث ترده لاضطرابه، كما فعل ذلك أبو بكر الإسماعيلي، وابن الجوزي، وغيرهم. لكن أكثر أهل السنة قبلوه. وفيه قال "إن عرشه" أو "كرسيه" "وسع السموات والأرض، وإنه يجلس عليه فما يفضل منه قدر أربع أصابع" أو "فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع" "وإنه ليئط به أطيط الرحل الجديد براكبه".ولفظ (الأطيط) قد جاء في حديث جبير بن مطعم. الذي رواه أبو داود في السنن. وابن عساكر عمل فيه جزءاً، وجعل عمدة الطعن في ابن إسحاق. والحديث قد رواه علماء السنة كأحمد، وأبي داود، وغيرهما، وليس فيه إلا ما له شاهد من رواية أخرى. ولفظ "الأطيط" قد جاء في غيره. وحديث ابن خليفة رواه الإمام أحمد وغيره مختصراً، وذكر أنه حدث به وكيع. لكن كثيراً ممن رواه رووه بقوله: "إنه ما يفضل منه إلا أربع أصابع"، فجعل العرش يفضل منه أربعة أصابع. واعتقد القاضي، وابن الزاغوني، ونحوهما، صحة هذا اللفظ، فأمروه وتكلموا على معناه بأن ذلك القدر لا يحصل عليه الاستواء. وذكر عن ابن العايذ أنه قال: "هو موضع جلوس محمد صلى الله عليه وسلم". والحديث قد رواه ابن جرير الطبري في تفسيره وغيره، ولفظه "وإنه ليجلس عليه، فما يفضل منه قدر أربع أصابع" بالنفي. فلو لم يكن في الحديث إلا اختلاف الروايتين -هذه تنفي ما أثبتت هذه-. ولا يمكن
_________
مع ذلك الجزم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الإثبات، وأنه يفضل من العرش أربع أصابع لا يستوي عليها الرب. وهذا معنى غريب ليس له قط شاهد في شيء من الروايات. بل هو يقتضي أن يكون العرش أعظم من الرب وأكبر. وهذا باطل، مخالف للكتاب والسنة، وللعقل. ويقتضي أيضاً أنه إنما عرف عظمة الرب بتعظيم العرش المخلوق وقد جعل العرش أعظم منه. فما عظم الرب إلا بالمقايسة بمخلوق وهو أعظم من الرب. وهذا معنى فاسد، مخالف لما علم من الكتاب والسنة والعقل. فإن طريقة القرآن في ذلك أن يبين عظمة الرب، فإنه أعظم من كل ما يعلم عظمته. فيذكر عظمة المخلوقات ويبين أن الرب أعظم منها. كما في الحديث الآخر الذي في سنن أبي داود، والترمذي، وغيرهما (حديث الأطيط) لما قال الأعرابي:"إنا نستشفع بالله عليك، ونستشفع بك على الله تعالى، فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال: "ويحك! أتدري ما تقول؟ أتدري ما الله؟ شأن الله أعظم من ذلك. إن عرشه على سمواته هكذا" -وقال بيده مثل القبة- "وإنه ليأط به أطيط الرحل الجديد براكبه".فبين عظمة العرش، وأنه فوق السموات مثل القبة. ثم بين تصاغره لعظمة الله، وأنه يأط به أطيط الرحل الجديد براكبه، فهذا فيه تعظيم العرش، وفيه أن الرب أعظم من ذلك كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتعجبون من غيرة سعد! لأنا أغير منه، والله أغير مني". وقال:"لا أحد أغير من الله. من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن". ومثل هذا كثير. وهذا وغيره يدل على أن الصواب في روايته النفي، وأنه ذكر عظمة العرش، وأنه مع هذه العظمة فالرب مستوٍ عليه كله لا يفضل منه قدر أربعة أصابع. وهذه غاية
_________
ما يقدر به في المساحة من أعضاء الإنسان، كما يقدر في الميزان قدره فيقال:(ما في السماء قدر كف سحاباً) . فإن الناس يقدرون الممسوح بالباع والذراع، وأصغر ما عندهم الكف. فإذا أرادوا نفي القليل والكثير قدروا به، فقالوا:(ما في السماء قدر كف سحاباً) ، كما يقولون في النفي العام {إِنَّ الله لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَةٍ} و {لَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير} ، ونحو ذلك. فبين الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا يفضل من العرش شيء ولا هذا القدر اليسير الذي هو أيسر ما يقدر به وهو أربعة أصابع. وهذا معنى صحيح موافق للغة العرب، وموافق لما دل عليه الكتاب والسنة، موافق لطريقة بيان الرسول صلى الله عليه وسلم، له شواهد. فهو الذي يجزم بأنه في الحديث. ومن قال:(ما يفضل إلا مقدار أربع أصابع) فما فهموا هذا المعنى، فظنوا أنه استثنى، فاستثنوا، فغلطوا. وإنما هو توكيد للنفي وتحقيق للنفي العام. وإلا فأي حكمة في كون العرش يبقى منه قدر أربع أصابع خالية، وتلك الأصابع أصابع من الناس، والمفهوم من هذا أصابع الإنسان. فما بال هذا القدر اليسير لم يستو الرب عليه؟.والعرش صغير في عظمة الله تعالى. وقد جاء حديث رواه ابن أبي حاتم في قوله {لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارَُ} لمعناه شواهد تدل على هذا فينبغي أن نعتبر الحديث، فنطابق بين الكتاب والسنة. فهذا هذا والله أعلم. قال حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} ، قال:"لو أن الجن والإنس والشياطين والملائكة منذ خلقوا إلى أن فنوا، صفوا صفاً واحداً ما أحاطوا بالله أبداً".وهذا له شواهد، مثل ما في الصحاح في تفسير قوله تعالى {وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ، قال ابن عباس:"ما السموات السبع والأراضون السبع ومن فيهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم".ومعلوم أن العرش لا يبلغ هذا، فإن له حملة وله حول. قال تعالى {اَلذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} ".اهـ. مجموع الفتاوى (16/434-439) . وانظر المسألة كذلك في منهاج السنة (2/628-631) .
هذا حديث محفوظ من1 حديث2 أبي إسحاق السبيعي إمام الكوفيين في وقته، سمع من غير واحد من الصحابة، وأخرجا حديثه في الصحيحين، وتوفي سنة سبع وعشرين ومائة.
تفرد بهذا الحديث عن عبد الله بن خليفة من قدماء التابعين، لا نعلم حاله بجرح ولا تعديل، لكن هذا الحديث حدث به أبو إسحاق السبيعي مقرًا له كغيره من أحاديث الصفات، وحدث به كذلك سفيان الثوري وحدث به أبو أحمد الزبيري، ويحي بن أبي بكير3،
1 في (ج)(عن) .
(حديث) ساقطة من (ب) و (ج) .
3 يحي بن أبي بكير، واسمه نسر الكرماني، كوفي الأصل، نزل ببغداد، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثمان أو تسع ومائتين، من رجال الجماعة. التقريب (ص1050) .
ووكيع1، عن إسرائيل.
99-
وأخرجه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب "السنة والرد على الجهمية" له، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي2، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي3، عن عبد الله ابن خليفة4، عن عمر رضي الله عنه، ولفظه "إذا جلس الرب على الكرسي، سمع له أطيط5 كأطيط الرحل6 الجديد"7.
1 وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، أبو سفيان، الكوفي، ثقة حافظ عابد، من كبار التاسعة، مات في آخر سنة أو أول سنة (197هـ) ، وله سبعون سنة، من رجال الجماعة التقريب (1037) .
2 عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري مولاهم، أبو سعيد البصري، ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث، من التاسعة، مات سنة (198هـ) وهو ابن ثلاث وستين سنة، من رجال الجماعة. التقريب (ص601) .
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 الأطيط: نقيض صوت المحامل والرحال إذا ثقل عليها الركبان. وأط الرحل والنسع يئط أطاً وأطيطاً: صَوَّتَ، وكذلك كل شيء أشبه صوت الرحل الجديد. لسان العرب (1/92) -مادة أطط.
قال الذهبي في العلو (ص39) : "الأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل، فذاك صفة للرحل والعرش، ومعاذ الله أن نعده صفة لله عز وجل".
6 الرَّحْل: الكُورُ، وهو سَرْجُ الناقة. منال الطالب لابن الأثير (ص168) .
7 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (1/301 ح585) .
ورواه أيضا عن أبيه، حدثنا وكيع (ق38/أ) بحديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر "إذا جلس الرب على الكرسي" فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع، فغضب وكيع، وقال: أدركنا الأعمش1 وسفيان يحدثون [بهذه الأحاديث] 2 ولا ينكرونها3.
قلت: وهذا الحديث صحيح عند جماعة من المحدثين، أخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي4 في صحيحه، وهو من شرط ابن حبان5 فلا أدري أخرجه أم لا؟، فإن عنده أن العدل الحافظ إذا حدث عن رجل لم يعرف بجرح، فإن ذلك إسناد صحيح.
فإذا كان هؤلاء6 الأئمة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري،
1 تقدمت ترجمته.
2 في (أ) و (ب) و (ج)(بهذا الحديث) ، والتصويب من كتاب السنة.
3 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (1/302، ح587) .
4 محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي، المقدسي الأصل، الصالحي، الحنبلي، أبو عبد الله ضياء الدين، عالم بالحديث، مؤرخ، من أهل دمشق، ولد بها سنة (569هـ) ، وتوفي بها سنة (643هـ) . ذيل طبقات الحنابة (2/236) ، شذرات الذهب (5/224) .
5 محمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، أبوحاتم البستي، مؤرخ، علامة جغرافي، محدث، كثير الرحلة والتصنيف، توفي سنة (354هـ) ، وله كتاب الصحيح، والثقات وغيرهما كثير. تذكرة الحفاظ (ص920) ، شذرات الذهب (3/16) .
6 في (ب) و (ج)(هذه) .
والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم الذين هم سُرُج الهدى ومصابيح الدجى قد تلقوا هذا الحديث بالقبول وحدثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره ونتحذلق عليهم؟، بل نؤمن به ونكل علمه إلى الله عز وجل.
قال الإمام أحمد: "لا نزيل عن ربنا صفة من صفاته لشناعة شنِّعت وإن نَبَت عن الأسماع"1.
فانظر إلى وكيع بن الجراح الذي خلف سفيان الثوري في علمه وفضله، وكان يشبه (ق38/ب) به في سمته وهديه، كيف أنكر على ذلك الرجل، وغضب لما رآه قد تلون لهذا الحديث.
1 أخرجه ابن بطة في الإبانة (كتاب الرد على الجهمية) ، (3/326-327، برقم252) .والخلال في السنة (ق157/أ) .والقاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/44، برقم6) .وأورده شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تليبس الجهمية (1/431) ، ودرء تعارض العقل والنقل (2/31، 32) .وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص212) من رواية حنبل بن إسحاق. وانظر كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (1/277، 278) .