الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أقوال التابعين]
ومما حفظ عن التابعين رضي الله عنهم في أن الله على عرشه:
[كعب الأحبار]
121-
ما رواه يونس1 عن الزهري2 عن ابن المسيب3 عن كعب الأحبار4 قال: "قال الله في التوراة: أنا الله فوق عبادي، وعرشي فوق خلقي، وأنا على عرشي، أدبر أمر عبادي، (ق42/أ) ولا يخفى عليَّ شيء في السماء، ولا في الأرض"5.
1 يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهمًا قليلاً، وفي غير الزهري خطأ، من كبار السابعة، مات سنة (159هـ) على الصحيح، أخرج له الجماعة. انظر تهذيب التهذيب (11/450) .
2 محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، الفقيه الحافظ المدني، متفق على جلالته وإتقانه، مات سنة (125هـ) . انظر تهذيب التهذيب (9/445) .
3 سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي، المخزومي، أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار، من كبار الثانية، اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل، وقال ابن المديني:"لا أعلم في التابعين أوسع علمًا منه"، مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين، أخرج له الجماعة. التقريب (ص388) ، تهذيب التهذيب (4/84) .
4 كعب بن مانع الحِميري، أبو إسحاق، أسلم في خلافة الصديق رضي الله عنه، ومات في خلافة عثمان رضي الله عنه، وقد جاوز المائة. انظر الكاشف (3/9) ، التقريب (ص812) .
5 أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/625-626، ح244) . وابن بطة في الإبانة -الرد على الجهمية-، (3/185-186، برقم137) .
رواه أبو الشيخ الأصبهاني، وابن بطة العكبري، وغيرهما، بإسناد صحيح من حديث أبي صفوان الأموي1 أحد رجال مسلم، واسمه عبد الله بن سعد بن عبد الملك بن مروان، عن يونس بن زيد، فذكره.
[الحسن البصري 110هـ) ]
122-
عن الحسن البصري2 قال سمع يونس عليه السلام تسبيح
وأبو نعيم في الحلية (6/7) . وأورده القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (ق149/ب) وعزاه لابن بطة في الإبانة. وأورده الجيلاني في الغنية لطالبي طريق الحق (1/57) . وأورده الذهبي في العلو (ص92)، وقال:"رواته ثقات"، وفي الأربعين (ص45) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص129، و260)، وقال قبله:"وروى أبو نعيم بإسناد صحيح عن كعب" وذكره. وأورده ابن القيم كذلك في مختصر الصواعق (2/373) وعزاه لأبي الشيخ وابن بطة وغيرهما بإسناد صحيح. وصححه الألباني في مختصر العلو (ص128) . 1 عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي، الدمشقي، أبو صفوان، نزيل مكة، ثقة، من التاسعة، مات على رأس المائين، وروى له البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة والنسائي. تهذيب التهذيب (5/238) ، والتقريب (ص511) .
2 تقدمت ترجمته.
الحصا والحيتان، فجعل يسبح، وكان يقول في دعائه: سيدي1 في السماء مسكنك، وفي الأرض قدرتك" وذكر الحديث.
رواه ابن قدامة في "صفة العلو"2 بإسناد صحيح.
123-
وعنه قال: ليس شيء عند ربك أقرب إليه من إسرافيل، وبينه وبينه سبع حجب، كل حجاب خمسمائة عام، وهو دون هؤلاء الحجب، ورجلاه في تخوم الثرى، ورأسه من تحت العرش"3.
رويناه بإسناد صحيح عن أبي بكر الهذلي4 عن الحسن.
1 في (ب)(سيد) .
2 أخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص96، برقم59) . وأورده الذهبي في العلو (ص55-56) وقال قبله: "حديث أبي حذيفة البخاري" وذكره، ثم قال بعده:(أبو حذيفة كذاب) . وأورده الذهبي في الأربعين في صفات رب العالمين (ص57-58، برقم35)، وقال:"إسناده صحيح".
3 أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (2/686-687، برقم278) عن أبي بكر الهذلي مطولاً. وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص111-112، برقم85) عن أبي بكر الهذلي عن الحسن. وأورده الذهبي في العلو (ص93) وقال قبله: "روينا بإسناد حسن عن أبي بكر الهذلي عن الحسن البصري" ثم ذكره، وقال بعده:"أبو بكر واه". وأورده السيوطي في اللآلي المصنوعة (1/18) .
4 أبو بكر الهذلي اسمه سُلْمى وقيل روح بن عبد الله بن بنت حميد الحميري، ضعفه أبو زرعة وابن المديني والجوزجاني وابن عمار، وقال الدارقطني:"متروك". تهذيب التهذيب (12/45) ، التقريب (ص1120) .
[كعب الأحبار]
124-
وعن كعب الأحبار أنه [أتاه] 1 رجل وهو في نفر فقال كعب: دعوا الرجل، فإنه إن كان جاهلا تعلم، وإن كان عالمًا ازداد علماً، ثم قال كعب: أخبرك أن الله خلق سبع سموات، ومن الأرض مثلهن، ثم جعل ما بين كل سماءين2 كما بين السماء والأرض، وجعل كثفها مثل ذلك، ثم رفع العرش فاستوى عليه".
رواه أبو الشيخ في كتاب "العظمة" بإسناد صحيح3.
1 في (أ) و (ب)"أتا" وما أثبته من (ج) .
2 في (ب)"سماء بين".
3 أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (2/610-611، ح234) . والدارمي في الرد على الجهمية (ص276-277 -ضمن عقائد السلف) . وابن جرير الطبري في تفسيره (25/7) . وأورده الذهبي في العلو (ص92) وقال: "وذكر -أي كعب- كلمة منكرة لا تسوغ لنا، والإسناد نظيف، وأبو صالح لينوه وما هو بمتهم، بل سيئ الإتقان" ا. هـ. ولعل مقصوده (بكلمة منكرة) ما قاله كعب (من ثقل الجبار تبارك وتعالى فوقهن) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص129، وص259-260) .
[مسروق بن الأجدع الهمداني 62هـ) ]
125-
وثبت عن مسروق1 (ق42/ب) أنه كان إذا حدث عن عائشة2 رضي الله عنها قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سموات"3.
126-
وقد قال لها ابن عباس رضي الله عنهم، وقد دخل عليها يعودها. في حديث طويل: وكان من أمر مسطح4 ما كان فأنزل الله
1 تقدمت ترجمته.
2 عائشة بنت أبي بكر الصديق، أم المؤمنين، الحميراء، أفقه النساء مطلقًا، وأفضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلا خديجة ففيها خلاف شهير ماتت سنة (57هـ) على الصحيح. الإصابة (4/348) .
3 وأخرجه ابن سعد في الطبقات (8/66) . والآجري في الشريعة (5/2404، برقم1886) . وأبو نعيم في الحلية (2/44) من طريقين أحدهما صحيح. وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص110، برقم83) . وأورده الذهبي في العلو (ص92) وقال: "إسناده صحيح"، وفي السير (2/181) عن ابن قدامة. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص127، وص259) ، وأورده أيضا كما في مختصر الصواعق (2/210) .
4 مِسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلبي، اسمه عوف، وأما مسطح فهو لقبه، كان رضي الله عنه ممن خاض في الإفك فجلده النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة (34هـ) ويقال عاش إلى خلافة علي. الإصابة (رقم7937) .
براءتك من فوق سبع سموات"1.
[سالم بن أبي الجعد الأشجعي 97هـ تقريباً) ]
127-
وعن سالم بن أبي الجعد2 {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَاَدِ} 3 قال: ومن وراء4 الصراط ثلاثة جسور، جسر عليه الأمانة، وجسر عليه
1 وأخرجه ابن سعد في الطبقات (8/75) . وأحمد في المسند (1/276، 349) ، وفي فضائل الصحابة (1639) . والبخاري مختصرا (8/482-483) . والدارمي في الرد على الجهمية (ص275-276 -ضمن عقائد السلف) ، وكذلك في الرد على المريسي (ص105) . والحاكم في المستدرك (4/8) وصححه ووافقه الذهبي. وأبو نعيم في الحلية (2/45) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (107-108، برقم80) . وأورده الذهبي في العلو (ص 96) وعزاه للدارمي في الرد على بشر المريسي. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص123-124) .
2 سالم بن أبي الجعد رافع الأشجعي مولاهم، الكوفي الغطفاني، ثقة كان يرسل كثيرًا، من الثالثة، مات سنة (97، أو98هـ) وقيل مائة أو بعد ذلك ولم يثبت أنه جاوز المائة، وهو من رجال الجماعة. تهذيب التهذيب (3/432) ، التقريب (ص359) .
3 الآية 14 من سورة الفجر.
4 جاء في (ب)(ج)"قال ومن وراي قال ومن وراء".
الرحم، وجسر عليه الرب عز وجل"1.
رواه أبو أحمد العسال بإسناد صحيح من رواية الأعمش2، عن سالم بن أبي3 الجعد.
وصح عن إبراهيم بن الحكم4، عن أبيه5، وكلاهما ضعيف.
1 ذكره البيهقي مرسلاً وموقوفًا.
فقد أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/344-345، برقم914) عن عبد الله، وقال البيهقي:"هذا موقوف على عبد الله، قيل هو ابن مسعود رضي الله عنه، ومرسل بينه وبين سالم بن أبي الجعد، ورواه أبو زفرة عن سالم بن أبي الجعد من قوله غير مرفوع إلى عبد الله" اهـ. وأخرجه موقوفا الحاكم في المستدرك (2/523) وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. وأورده الذهبي في العلو (ص96)، وقال:"رواه العسال بإسناد صحيح". وقال الألباني في مختصر العلو (ص131) : "قلت: فهو ضعيف عن ابن مسعود وصحيح عن سالم، والعهدة فيه على المصنف".
2 تقدمت ترجمته.
(أبي) ساقطة من (ب) و (ج) .
4 إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني، ضعيف وصل مراسيل، من التاسعة، أخرج له ابن ماجة في التفسير. التقريب (ص106) .
5 الحكم بن أبان العدني، أبو عيسى، صدوق عابد وله أوهام، من السادسة، مات سنة (154هـ) ، أخرج له البخاري في جزء القراءة والأربعة. التقريب (ص261) .
[عكرمة بن عبد الله مولى ابن عباس 106هـ) ]
128-
وعن عكرمة1 قال: بينما رجل في الجنة، فقال في نفسه: لو أن الله يأذن لي لزرعت، فلا يعلم إلا والملائكة على أبوابه، فيقولون: سلام عليك، يقول لك ربك تمنيت في نفسك شيئًا فقد عَلِمْتُه، وقد بعث معنا البذر2؛ فيقول: ابذروا، فيخرج أمثال الجبال، فيقول له الرب من فوق عرشه: كل ابن آدم فإن ابن آدم لا يشبع"3.
[مجاهد بن جبر المكي 104هـ) ]
129-
وعن مجاهد 4 في قوله تعالى: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} 5 قال: يجلسه معه على العرش"6.
1 تقدمت ترجمته.
(البذر) ساقطة من (ج) .
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/334) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص110-111، رقم84) . وأورده الذهبي في العلو (ص96) وقال: "إسناده ليس بذاك". وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف، وأبوه صدوق له أوهام.
4 تقدمت ترجمته.
5 الآية 79 من سورة الإسراء.
6 أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/436، ح11698) . وابن جرير الطبري في تفسيره (15/145) . وأبو بكر الخلال في السنة (ص213، ح241، 242، 243، 244) . والآجري في الشريعة (4/1614-1615، برقم1101، 1102، 1103، 1104، 1105) . وأورده الذهبي في العلو (ص94، وص125) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص194)، وعزاه للطبري. وقال الذهبي في العلو (ص94) :"ولهذا القول طرق خمسة، وأخرجه ابن جرير في تفسيره، وعمل فيه المروزي مصنفًا"، وقال في (ص99) :"وهذا مشهور من قول مجاهد".
رواه إسحاق بن راهويه1، [وابن نمير] 2، عن ابن فضيل3، عن ليث4 عنه.
1 تقدمت ترجمته.
2 في (أ) و (ب) و (ج)(ابن تميم) وهو خطأ، والصواب ما أثبته.
وهو محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي، أبو عبد الرحمن، لقبه درة العراق، ثقة حافظ فاضل، من العاشرة، توفي سنة (234هـ) ، من رجال الجماعة. التقريب (ص866) .
3 محمد بن فضيل بن غزوان الضبي مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق عارف، رمي بالتشيع، من التاسعة، مات سنة (195هـ) من رجال الجماعة. التقريب (ص889) .
4 ليث بن أبي سليم، تقدمت ترجمته.
وسيأتي [قول الأئمة] 1 فيه في آخر هذا الجزء إن شاء الله تعالى2.
وعنه3 في قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِم خَلْفٌ} 4. قال: هم في هذه الأمة يتراكبون كما تراكب5 الحمر والأنعام في الطرق، (ق43/أ) ولا يستحيون الناس في الأرض، ولا يخافون الله في السماء"6.
أخرجه الهيثم بن خلف الدوري7 في أول كتاب "ذم اللواط".
[سعيد بن جبير 95هـ) ]
131-
وعن سعيد بن جبير8 قال: قحط الناس في زمن ملك من
1 في (أ)"قول الآية"، وفي (ب)"قوله الآية" وما أثبته من (ج) .
2 انظر (188-إلى-198) .
3 أي عن مجاهد بن جبر المكي-رحمه الله.
4 الآية 59 من سورة مريم.
5 في (ج)"يتراكب".
6 أخرجه الطبري في تفسيره (16/75) . وانظر تفسير مجاهد (ص387) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص256) وعزاه لهيثم بن خلف الدوري في كتاب تحريم اللواط.
7 الهيثم بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن مجاهد، أبو محمد الدوري، الحافظ الثقة، توفي سنة (307هـ) . تاريخ بغداد (14/63) ، تذكرة الحفاظ (ص765) .
8 تقدمت ترجمته.
ملوك بني إسرائيل سنين، فقال الملك: ليرسلن علينا السماء أو لنؤذينه. فقال جلساؤه: وكيف تقدر وهو في السماء؟ فقال: أقتل أولياءه، فأرسل الله عليهم السماء"1.
[قتادة بن دعامة السدوسي 113هـ تقريبًا) ]
132-
وصح عن قتادة2 قال: قالت بنو إسرائيل يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض، فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك؟ قال: إذا رضيت عليكم استعملت عليكم3 خياركم، وإذا غضبت عليكم استعملت عليكم شراركم".
أخرجه عثمان4 بن سعيد الدارمي من كتاب "النقض على
1 أخرجه أبو نعيم (4/282) . وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص97، برقم61) . وأورده الذهبي في العلو (ص92) وقال قبله: "حديث نسيت إسناده". وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص257) . وقال محقق العلو لابن قدامة: "إسناده ضعيف، لضعف محمد بن حميد، وهو الرازي، كما في التهذيب والتقريب لابن حجر" انظر التقريب (ص839) .
2 تقدمت ترجمته.
3 في (ج)(عليه) وهو خطأ.
4 في (أ)"أخرجه عثمان عثمان"، وفي (ب) و (ج)"أخرجه عثمان عن عثمان"، ولعل الصواب ما أثبته.
المريسي" له1.
[ثابت بن أسلم البناني 123هـ تقريبًا) ]
133-
وصح عن ثابت البناني2 قال: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة، ثم يركع، ثم يرفع رأسه إلى السماء، ثم يقول: إليك رفعت رأسي [يا عامر السماء] 3، نظر العبيد إلى أربابها يا ساكن السماء".
رواه اللالكائي بإسناد صحيح عن ثابت4.
1 وأخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (ص276) . وأحمد في الزهد (ص337) وفيه: "قال موسى بن عمران". وأورده الذهبي في العلو (ص96) وقال: "هذا ثابت عن قتادة أحد الحفاظ الكبار"، وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص58، برقم36) وقال قبله: "وصح عن قتادة". وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص256) .
2 تقدمت ترجمته.
3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، وأثبته لوروده في المصادر الأخرى.
4 أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/400، ح669) . وأحمد في الزهد (ص111) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص95-96، برقم58) . وأورده الذهبي في العلو (ص55، وص96) وقال في الموضع الأول: "إسناده صالح" وقال في الموضع الثاني:"حديث صح في السنة للالكائي". وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص58، برقم37) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص268) وعزاه للالكائي، وأحمد في الزهد.
[مالك بن دينار البصري 127هـ) ]
134-
وعن مالك بن دينار1 أنه كان يقول: جُدُّوا، ويقرأ ويقول:[اسمعوا] 2 إلى قول الصادق من فوق عرشه".
رواه أبو نعيم في "الحلية" بإسناد صحيح عنه3.
1 تقدمت ترجمته في الصفحة (72) .
2 في (أ) و (ب)"اسعوا" وما أثبته من (ج) .
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/358) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص97، برقم 86) . وأورده الذهبي في العلو (ص97) وعزاه للحلية، وقال:"إسناده صحيح"، وأورده في السير (3/363) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص268)، وقال:"رواه أبو نعيم في الحلية بإسناد صحيح عنه"، وأورده في (ص132-133)، وأورده أيضاً كما في مختصر الصواعق (2/211) وقال:"ذكره أبونعيم في الحلية بإسناد صحيح".
وقال الألباني في مختصر العلو (ص131، برقم109) معقبا على تصحيح الذهبي: "كذا قال، ووافقه ابن القيم، وفيه نظر، فإنه في الحلية (2/358) من طريقين عن سيار، ثنا جعفر، قال سمعت مالك بن دينار به قلت: وسيار الراوي عن جعفر -وهو ابن سليمان الضبعي- هو ابن حاتم العنزي أبو سلمة البصري، وهو كما قال الحافظ في التقريب: "صدوق له أوهام"، وقد أورده المصنف في الميزان وقال: "صالح الحديث، وثقه ابن حبان". إلى أن قال:"فمثله لايصح إسناده، بل لعل القول بتحسينه لا يخلو من تسامح، ولا بأس منه إن شاء الله في غير الأحاديث المرفوعة والله أعلم" ا. هـ.
135-
وعنه أيضاً قال: قرأت في بعض الكتب أن الله يقول يا ابن آدم خيري ينزل عليك، وشرك (ق43/ب) يصعد إليَّ، وأتحبب إليك بالنعم، وتتبغض إلي بالمعاصي، ولا يزال ملك كريم قد عرج منك إليَّ1 بعمل قبيح".
رواه ابن أبي الدنيا2 في تصانيفه3، عن أبي علي المدائني4، حدثنا
1 في (ب) و (ج)"إليَّ منك".
2 تقدمت ترجمته.
3 أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر (43) . وأبو نعيم في الحلية (2/378) . والبيهقي في الشعب (2/1/140) . وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/194) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص112-113، برقم87) . وأورده الذهبي في العلو (ص97)، وعزاه لابن أبي الدنيا وقال:"إسناده مظلم"، وأورده في الأربعين (ص48-49، ح23) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص133، وص268) وقال: "وكان مالك بن دينار وغيره من السلف يذكرون هذا الأثر".
4 في (ج)"المديني" وهو خطأ. وهو زكريا بن يحي بن أيوب، أبو علي المدائني المكفوف، توفي سنة (257هـ) ، محله الصدق. تاريخ بغداد (8/457) ، تاريخ الإسلام (19/143) .
إبراهيم بن الحسن1، عن أبي جعفر2 شيخ من قريش، عن مالك.
[الضحاك بن مزاحم الهلالي بعد المائة) ]
136-
وعن الضحاك3، من رواية مقاتل بن حيان4 عنه، في قوله:{مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} الآية5. قال: هو على عرشه وعلمه معهم".
137-
رواه أبو عمر بن عبد البر6 وأبو عبد الله بن بطة بأسانيد جيدة7.
وأخرجه أبو أحمد العسال ولفظه قال: هو فوق العرش وعلمه
1 لم أقف له على ترجمته.
2 لم أقف له على ترجمته.
3 الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو محمد، أو أبو القاسم، الخراساني، من أئمة المفسرين، صدوق كثير الإرسال، من الخامسة، مات بعد المائة، أخرج له أصحاب السنن الأربعة. التقريب (ص459) .
4 مقاتل بن حيان النبطي، أبو بسطام البلخي الخزاز، مولى بكر بن وائل، صدوق فاضل، أخطأ الأزدي في زعمه أن وكيعاً كذبه، وإنما كذب مقاتل بن سليمان الأزدي، من السادسة، مات قبل الخمسين ومائة بأرض الهند، أخرج له مسلم، والأربعة. تهذيب التهذيب (10/277) ، التقريب (968) .
5 الآية 7 من سورة المجادلة.
6 انظر التمهيد (7/139) .
7 أخرجه ابن بطة في الإبانة -تتمة الرد على الجهمية- (3/152-153، برقم109) .
معهم أينما كانوا"1.
[سليمان بن طرخان التيمي 143هـ) ]
138-
ورُوِّينا بإسناد صحيح عن صدقة2 عن سليمان التيمي3 قال
1 ووصله كل من: أحمد في السنة (ص71) . وعنه أبو داود في المسائل (ص263) . وابن أبي حاتم كما في مجموع الفتاوى (5/495) . وابن جرير في تفسيره (28/12-13) . والآجري في الشريعة (3/1079، رقم655) . واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/400، برقم670) عن مقاتل. وابن أبي يعلى في الطبقات (1/252) . والبيهقي في الأسماء والصفات (2/341-342، رقم909) . وأورده ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص113) . وابن تيمية في شرح حديث النزول (ص126) . وأورده الذهبي في العلو (ص98-99) وقال: "أخرجه أبو أحمد العسال، وأبو عبد الله بن بطة، وأبو عمر بن عبد البر بإسناد جيد، ومقاتل ثقة إمام" ا. هـ.
وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص131، وص257)، وأورده أيضاً كما في مختصر الصواعق (2/112) وقال:"وصح عن الضحاك".
2 صدقة بن المنتصر أبو شعبة الشعباني، قال أبو زرعة:"لا بأس به". انظر الجرح والتعديل (2/1/434) .
3 سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري، ولم يكن من بني تيم وإنما نزل فيهم، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة (143هـ) ، وهو ابن سبع وتسعين سنة، أخرج له الجماعة. تهذيب التهذيب (4/201) ، التقريب (ص409) .
سمعته يقول: لو سئلت أين الله؟ لقلت في السماء"1.
139-
وعن شريح بن عبيد2 أنه كان يقول: ارتفع إليك ثغاء3 التسبيح، وصعد إليك وقار التقديس، سبحانك ذا4 الجبروت، بيدك الملك، والملكوت، والمفاتيح، والمقادير"5.
1 أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/401، ح671) .
والبخاري في خلق أفعال العباد (ص11) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص114، برقم91) . وأورده الذهبي في العلو (ص99) . وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص269) ، وعزاه للبخاري في خلق أفعال العباد. وانظر مختصر العلو للألباني (ص133، برقم114)
2 شريح بن عبيد بن شريح بن عبد بن عريب الحضرمي المقرائي، أبو الطيب وأبو الصواب، الحمصي، ثقة، من الثالثة، وكان يرسل كثيرا، مات بعد المائة، أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجة. التقريب (ص434) .
3 الثغاء: صوت الغنم. النهاية (1/214) .
4 في (ب) و (ج)"ذو".
5 أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (1/397، برقم107) . وأورده الذهبي في العلو (ص93) وقال: "إسناده صحيح". وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص269) وقال:"بإسناد صحيح".
رواه أبو الشيخ بإسناد صحيح، من رواية صفوان بن عمرو1، عن شريح بن عبيد.
[عبيد بن عمير الليثي 68هـ) ]
140-
وعن عبيد بن عمير2 قال: ينزل الرب عز وجل شطر الليل إلى السماء الدنيا فيقول: من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى إذا كان الفجر صعد الرب عز وجل".
رواه حجاج3، عن ابن جريج4، عن عطاء5، عن عبيد بن
1 صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي، ثقة، من الخامسة، مات سنة خمسين ومائة أو بعدها. التهذيب (4/428) ، التقريب (ص454) .
2 عبيد بن عمير الليثي، قاص مكة، توفي سنة (68هـ) ، مجمع على ثقته. انظر الكاشف (2/209) ، تقريب التهذيب (ص651) .
3 حجاج بن محمد المصيصي الأعور، أبو محمد، ترمذي الأصل نزل بغداد ثم المصيصة، ثقة ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته، من التاسعة، مات سنة (206هـ) ببغداد، من رجال الجماعة. التقريب (ص224) .
4 عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي، أبو الوليد، وأبو خالد الفقيه، ثقة فاضل، كان يدلس ويرسل، مات سنة (150هـ) أو بعدها وقد جاوز التسعين، من رجال الجماعة. التقريب (ص624) .
5 عطاء بن أبي رباح أسلم القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل، لكنه كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة (114هـ) على المشهور، وقيل إنه تغير بآخره ولم يكثر ذلك منه، من رجال الجماعة. التقريب (ص677-678) .
عمير.
أخرجه عبد الله بن أحمد (ق44/أ) في كتاب "الرد على الجهمية"1.
[وهب بن منبه اليماني 113هـ تقريبًا) ]
141-
وعن وهب بن منبه2 قال: وجدت في التوراة، كان الله ولم يكن شيء قبله، ولا يقال كيف كان، وأين كان، وحيث كان، لمن كيَّف الكيف، وأيَّن الأين، وحيَّث الحيث، فأول شيء خلق من الأشياء، أنه قال له كن [فيكون]3. الكرسي، ثم استوى على العرش على مقدار ما أراد، ثم قال تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 4 والكيف مجهول، والجواب فيه بدعة، والسؤال فيه تكلف"5. وذكر الحديث بطوله.
1 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/272، ح507) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص259) .وأورده الذهبي في العلو (ص93) وعزاه لعبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الرد على الجهمية.
2 وهب بن منبه بن كامل بن شيخ اليماني الذماري، ثقة، من الثالثة، مات سنة بضع عشرة ومائة، أخرج له الجماعة، اشتهر برواية الإسرائيليات. تهذيب التهذيب (11/166) ، التقريب (ص1045) .
3 في (أ) و (ب)"فكون"، وما أثبته من (ج) .
4 الآية 5 من سورة طه.
5 أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (2/705-708، ح294) . وأورده الذهبي في العلو (ص95) وقال: "هذا أحسبه من وضع غلام الخليل، وهو كلام ركيك، نعم لا يقال أين كان الله قبل أن يخلق شيئًا؟ أما قول الإنسان أين الله؟ فهو حق، قد سأل النبي صلى الله عليه وسلم الجارية أين الله؟ فقالت في السماء، فحكم بأنها مؤمنة" اهـ.
فهو موضوع لأن في إسناده أحمد بن محمد بن غالب
أخرجه أبو الشيخ فقال حدثنا عبد الله بن [سلم] 1، عن أحمد بن محمد بن غالب2، حدثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء3، حدثنا إسماعيل
1 في (أ) و (ب) و (ج)"عبد الله بن سليم" وهو خطأ، والصواب ما أثبته.
وهو عبد الله بن محمد بن سلم الهَمَذاني -بالهاء والميم المفتوحتين والذال المنقوطة بعدها نون، وهي مدينة بالجبال، مشهورة على طريق الحاج والقوافل، أبو محمد، ثقة. انظر: الأنساب (13/424) وطبقات المحدثين (ص273) ، وأخبار أصبهان (2/59) .
2 أحمد بن محمد بن غالب بن خالد بن مرداس، أبو عبد الله الزاهد، الباهلي، البصري، المعروف بغلام خليل، سكن بغداد وحدث بها، قال ابن أبي حاتم:"سئل أبي عنه فقال: روى أحاديث مناكير عن شيوخ مجهولين، ولم يكن محله عندي ممن يفتعل الحديث، كان رجلاً صالحًا".
وقال أبو داود: "أخشى أن يكون هذا -يعني غلام خليل- دجال بغداد". انظر الجرح والتعديل (2/73) ، الكامل (1/198) ، ميزان الاعتدال (1/141) .
3 محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي الدمشقي، منكر الحديث، من التاسعة، روى عنه ابن ماجة. تهذيب التهذيب (9/14) ، تقريب التهذيب (ص820) .
ابن عبد الكريم الصنعاني1، حدثني عبد الصمد بن معقل2، عن وهب.
وهو خبر غريب عجيب، وفيه دليل إن صح أنه لا يجوز أن يُقال: أين كان الله قبل أن يخلق العرش والعما المذكور في حديث أبي رزين3 حيث قال: يا4 رسول الله صلى الله عليه وسلم أين كان ربنا؟ قال: "كان في عما ثم خلق العرش فارتفع عليه"5.
فقبل خلق العماء لا يقال أين كان الله توفيقا بين هذا الأثر وبين حديث أبي رزين.
وأما أن يقال:6 أين الله؟ فقد تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، وأجيب أنه في السماء عز وجل في عدة أحاديث7.
1 إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه، أبو هشام الصنعاني، صدوق، من التاسعة، أخرج له أبو داود وابن ماجة في التفسير. التقريب (ص141) .
2 عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني ابن أخي وهب، صدوق معمر، من السابعة، مات سنة (183هـ) ، أخرج له ابن ماجة في التفسير. التقريب (ص610) .
3 تقدمت ترجمته.
4 " يا " ساقطة من (ب) و (ج) .
5 تقدم تخريجه في الفقرة (15) .
6 "أن يقال" ساقطة من (ب) و (ج) .
7 انظر ما تقدم برقم (13، 14، 16، 20، 21) .
[جرير بن عطية الخطفَى 110هـ) ]
142-
وعن جرير بن الخَطَفى1 أنه لما قصد عبد الملك2 ليمدحه قال: ما (ق44/ب) جاء بك يا جرير؟ فقال في أبيات أُخر:
[أتاكبِيَ الله الذي فوق عرشه
ونور إسلام عليك دليل] 3
هذه رواية صحيحة عن حميد4 [و] 5 عن جرير، وهي6 في نسخة قديمة في كتاب "إصلاح المنطق"7.
1 جرير بن عطية بن حذيفة الخطفى بن بدر الكلبي اليربوعي من تميم، أشعر أهل عصره، ولد باليمامة عام (28هـ) وتوفي بها عام (110هـ) له نقائض مع الفرزدق والأخطل مشهورة وكان يكنى بأبي حَزَرة. الشعر والشعراء (179) ، وفيات الأعيان (1/102) .
2 عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي، تقدمت ترجمته في الصفحة (123) .
3 ما بين معكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) والإكمال من العلو (ص98) .
4 حميد بن ثور بن حزن الهلالي العامري أبوالمثنى، شاعر مخضرم عاش زمنًا في الجاهلية وشهد حنين مع المشركين وأسلم ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم، ومات في خلافة عثمان وقيل أدرك زمن عبد الملك بن مروان. الإصابة (رقم1834) .
5 ساقطة من (أ) و (ب) و (ج) .
(وهي) ساقطة من (ج) .
7 أورده الذهبي في العلو (ص98) وعزاه إلى كتاب إصلاح المنطق.
وأورده ابن القيم كما في مختصر الصواعق (2/211) .
وقد بحثت عن البيت في كتاب إصلاح المنطق لأبي يوسف يعقوب بن السكيت ولم أقف عليه.
[أبو عيسى يحي بن رافع الثقفي]
143-
وقال أبو الشيخ في كتاب "العظمة"، حدثنا الوليد ابن أبان1، حدثنا أبو حاتم2، حدثنا نعيم بن حماد3،
والذي وقفت عليه في تهذيب إصلاح المنطق (1/64) لأبي زكريا التبريزي: "أن البيت لحميد بن ثور يمدح عبد الله بن جعفر ويقال: إنه قال ذلك لعبد الملك بن مروان، وذلك أنه دخل عليه فقال له: ما أتى بك؟ فقال:
أَتَاكَ بِيَ اللهُ الذِي نَوَّر الهُدَى ونورٌ وإِسلامٌ عليكَ دَليلُ"
انظر تهذيب إصلاح المنطق، لأبي زكريا التبريزي، بتحقيق د/ فوزي عبد العزيز مسعود، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة (1986م) .
والبيت كذلك في ديوان حميد بن ثور الهلالي، بتحقيق عبد العزيز الميمني، القاهرة (1951م) .
وشرح أبيات إصلاح المنطق، لابن السيرافي، بتحقيق: ياسين محمد السواس، الناشر: مركز جمعة الماجد، دبي (1412هـ، 1992م) .
1 الوليد بن أبان بن بونة، الحافظ المجوّد، العلامة، أبو العباس الأصبهاني، صاحب المسند الكبير والتفسير، توفي سنة (310هـ) . السير (14/288) ، شذرات الذهب (2/261) .
2 محمد بن إدريس بن المنذر بن داود الحنظلي الرازي، أحد الأئمة الحفاظ، قال الخطيب: كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات مشهور بالعلم، مذكور بالفضل، وثقه النسائي وغيره، مات بالري سنة (277هـ) .
تاريخ بغداد (3/73) ، تذكرة الحفاظ (2/567) .
3 نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي، أبو عبد الله المروزي، نزيل مصر، صدوق يخطىء كثيرًا، فقيه عارف بالفرائض، من العاشرة، مات سنة (228هـ) على الصحيح، أخرج له البخاري مقرونا، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة. التقريب (1006) .
[حدثنا] 1 ابن المبارك2، حدثنا سفيان3، عن إسماعيل بن أبي خالد4، عن أبي عيسى5، رحمه الله6 قال:[إن] 7 ملكاً لما استوى الرب على كرسيه سجد، فلم يرفع رأسه ولا يرفعه8 حتى تقوم الساعة، فيقول يوم القيامة: لم أعبدك حق عبادتك".
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) .
2 عبد الله بن المبارك المروزي الحنظلي مولاهم، أبو عبد الرحمن، التميمي، الحافظ، شيخ الإسلام، المجاهد، صاحب التصانيف والرحلات، ولد سنة (118هـ) وتوفي سنة (181هـ) . تذكرة الحفاظ (1/253) ، التقريب (ص540) .
3 سفيان، هو سفيان بن سعيد الثوري.
4 إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي، ثقة من الرابعة، مات سنة (146هـ) ، أخرج له الجماعة. التقريب (ص138) .
5 يحي بن رافع أبو عيسى الثقفي، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/143) وسكت عنه، وذكره ابن حبان في الثقات (5/526-527) . وانظر المعرفة والتاريخ (3/235) .
6 "رحمه الله" ساقطة من (ج) .
7 في (أ) و (ب) و (ج)"إن كان" والتصويب من كتاب العظمة.
8 "ولا يرفعه" ساقطة من (ب) و (ج) .
وهذا إسناد كلهم أئمة1.
144-
وأخرجه أبو2 أحمد العسال، ولفظه لما علا الكرسيَ الربُ عز وجل".
وأبو عيسى هو يحيى بن رافع من قدماء التابعين، سمع من3 عثمان ابن عفان4 رضي الله عنه.
[مجاهد بن جبر المكي]
145-
وعن مجاهد5 في قوله تعالى {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّا} 6 قال: بين
1 أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (2/639، ح254، وح516) . وأخرجه ابن المبارك في الزهد (ص75، برقم224) . وأورده الذهبي في العلو (ص95) وقال: "أبو عيسى هو يحيى بن رافع أدرك عثمان رضي الله عنه". وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص261) وعزاه لأبي الشيخ في العظمة، والعسال في المعرفة. وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/96) وعزاه لعبد بن حميد.
2 "أبو" ساقطة من (ج) .
3 في (ب)"عن".
4 ما بين المعكوفيتن ساقط من (ب) ، وما أثبته من (ج)
5 تقدمت ترجمته.
6 الآية 52 من سورة مريم.
السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب، فما زال يقرب موسى عليه السلام حتى كان بينه وبينه حجاب1 [واحد] 2، فلما رأى مكانه وسمع3 صريف [القلم] 4 قال: رب أرني أنظر إليك".
أخرجه البيهقي من رواية شبل5 عن ابن6 أبي نجيح7 8.
1 عبارة "فما زال يقرب موسى عليه السلام حتى كان بينه وبينه حجاب" ساقطة من (ب) و (ج) .
2 ما بين المعكوفتين ساقطة من (أ) و (ب) و (ج) ، والتصويب من المصادر الأخرى.
3 في (أ) و (ب)"وسمع وسمع" تكررت مرتين.
4 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) ، وما أثبته من (ج) .
5 شبل بن عباد المكي القارىء، ثقة رمي بالقدر، من الخامسة، قيل مات سنة (148هـ) وقيل بعد ذلك، أخرج له البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة في التفسير. التقريب (ص430) .
6 "ابن" ساقطة من (ج) .
7 عبد الله بن أبي نجيح يسار المكي، أبو يسار الثقفي مولاهم، ثقة رمي بالقدر، وربما دلس، من السادسة، مات سنة (131هـ) أو بعدها، من رجال الجماعة. التقريب (ص552) .
8 أخرجه ابن جرير في تفسيره (16/71) . وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/690، ح280) .
وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/294، رقم855) . وأورده الذهبي في العلو (ص97-98) وقال: "هذا ثابت عن مجاهد إمام التفسير، أخرجه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات". وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص255-256) . وأورده السيوطي في الدر المنثور (4/373) ، وعزاه لابن أبي حاتم، وأبو الشيخ في العظمة، والبيهقي في الأسماء والصفات. وصححه الألباني في مختصر العلو (ص132) .
[ربيعة بن أبي عبد الرحمن 136هـ) ]
146-
وثبت عن سفيان بن عيينة1 قال: لما سئل ربيعة بن أبي2 عبد الرحمن3 كيف استوى؟ قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق"4.
1 سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبومحمد الكوفي، ثم المكي، ثقة، حافظ، فقيه، إمام، حجة، إلا أنه تغير حفظه بآخره، وكان ربما دلس لكن عن الثقات، من رؤوس الطبقة الثامنة، مات في رجب سنة (195هـ) ، أخرج له الجماعة. السير (8/454) ، التقريب (ص395) .
2 مابين المعكوفتين ساقط من (ب) .
3 ربيعة بن أبي عبد الرحمن التيمي، أبو عثمان، المدني، ثقة، فقيه، مشهور، مات سنة ست وثلاثين ومائة. سير أعلام النبلاء (6/90) ، الكاشف (1/307) ، تقريب التهذيب (ص322) .
4 أخرجه ابن بطة في الإبانة -تتمة كتاب الرد على الجهمية- (3/163-164، برقم121) . واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/398، ح665) . والبيهقي في الأسماء والصفات (2/306، رقم868) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص114، برقم90) . وأورده شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية. وانظر مجموع الفتاوى (5/40) وقال: "وروى الخلال بإسناد كلهم أئمة ثقات عن سفيان بن عيينة قال: سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن
…
" ثم ذكره.
وأخرجه الذهبي في العلو (ص98) ، وصححه الألباني، انظر مختصر العلو (ص132ح 111) . وأورده في سير أعلام النبلاء (6/90) وعزاه للعجلي في تاريخه. وفي كتاب الأربعين في صفات رب العالمين (ص39، رقم9) . وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/91) وعزاه للالكائي.
[عباس القمى]
147-
(ق45/أ) وعن عباس القُمِّي1 قال: بلغني أن داود عليه السلام كان يقول في دعائه: سبحانك اللهم أنت ربي، تعاليت فوق عرشك، وجعلت خشيتك على من في السموات2 والأرض".
رواه ابن أبي شيبة في كتاب "العرش" له بإسناد صحيح3.
1 هكذا في (أ) و (ب) و (ج)"القمي" وكذا في كتاب العرش لابن أبي شيبة، وفي اجتماع الجيوش الإسلامية. وجاء في المصنف لابن أبي شيبة وفي الدر المنثور للسيوطي "العمِّى" بالعين. قال يحي بن معين:"قد روى عوف عن شيخ بصري يقال له عباس العمِّى: وليس به بأس"، انظر التاريخ لابن معين (4602) ، وثقات ابن شاهين (ص149) .
2 في (ج)"السماء".
3 أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب العرش (برقم20) . وفي المصنف، كتاب الدعاء، باب دعاء داود عليه السلام (10/277،برقم9430) . وأخرجه الدارمي في مسنده (1/97) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص261-262) وقال: "قول عباس العمى وإن لم يكن من المشهورين بالتفسير، روى ابن أبي شيبة في كتاب العرش بإسناد صحيح عنه
…
" وذكره. وأورده أيضاً في الصواعق كما في مختصر الصواعق (2/211) . وأورده السيوطي في الدر المنثور (5/250) ، وعزاه لابن أبي شيبة، وأحمد في الزهد.
[عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي 123هـ) ]
148-
وقرأ بن محيصن1 {وَفِي السَّمَاءِ [رَازِقُكُمْ] 2وَمَا تُوعَدُون} 34.
قلت: محمد بن عبد الرحمن بن محيصن في طبقة ابن كثير5 بالمدينة،
1 عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي، قارىء أهل مكة، ويقال اسمه محمد، مات سنة (123هـ) ، مقبول من الخامسة، أخرج له مسلم والترمذي والنسائي. انظر الكاشف (2/317) ، التفريب (ص723) .
2 في (أ) و (ب)"رزقكم" وما أثبته من (ج) . وقال أحمد بن محمد البنا في كتاب إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر (2/492) : "وعن ابن محيصن من المبهج من رواية البزي {وَفِي اَلسَّمَاءِ رَازِقُكُم} اسم فاعل، وعنه من رواية غير البزي من المفردة {أَرْزَاقُكُم} جمع رزق" اهـ. وقال الشوكاني في فتح القدير (5/85) : "قرأ الجمهور {رِزْقُكُم} بالإفراد، وقرأ يعقوب، وابن محيصن، ومجاهد {أَرْزَاقُكُم} بالجمع" ا. هـ. ط: عالم الكتب، بتحقيق: شعبان محمد إسماعيل.
3 الآية 22 من سورة الذاريات.
4 وذكره الذهبي في العلو (ص98) ، وفي الأربعين (ص50) . وانظر كتاب إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر (2/492) ، وكتاب القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب (ص84) ، تأليف عبد الفتاح القاضي.
5 عبد الله بن كثير بن المطلب، أبو معبد مولى عمرو بن علقمة الكتاني، الداري، المكي، إمام المكيين في القراءة، ثقة، أحد الأئمة، مات سنة (120هـ) ، أخرج له الجماعة، السير (5/318) ، التقريب (ص537) .
قرأ على مجاهد1، وسعيد بن جبر2، وله رواية حسنة نقلها سبط الخياط3 في "المبهج"4، والهذلي5 قبله في "الكامل".
قال ابن مجاهد6: كان عالمًا بالأثر والعربية
قال ابن شبل7: قرأت على ابن محيصن وابن كثير فقالا لي: رب
1 تقدمت ترجمته.
2 تقدمت ترجمته.
3 عبد بن علي بن أحمد، أبو محمد سبط الإمام أبي منصور الخياط، الشيخ الإمام العلامة، مقرئ العراق، شيخ النحاة، ولد سنة (464هـ) ، وتوفي سنة (541هـ) . السير (20/120) .
4 "المبهج في القراءات السبع"، قال بشار عواد في مقدمة السير (1/21) :"يوجد له نسخة في معهد إحياء المخطوطات برقم (75 قراءات وتجويد) وهو كتاب نفيس للغاية" ا. هـ
5 يوسف بن علي بن حبادة بن محمد الهذلي البسكري، أبو القاسم المغربي، المقرئ صاحب الكامل في القراءات، توفي سنة (465هـ) ، تاريخ الإسلام (30/503) ، شذرات الذهب (3/324) .
6 أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي الإمام المقرئ المحدث النحوي، مصنف كتاب "السبعة"، ولد سنة (245هـ) ، وتوفي سنة (324هـ) . تاريخ بغداد (5/144) ، السير (15/272) .
7 هكذا في (أ) وفي (ب)"ابن سند" وفي (ج)"ابن سيد".
احكم، فقلت [له] 1: إن أهل العربية لا يعرفون ذلك، فقالا: مالنا وللعربية، هكذا سمعنا أئمتنا2) .
[أيوب بن أبي تميمة السختياني 131هـ) ]
149-
أنبأنا أحمد بن أبي الخير3، عن محمد بن أبي4 زيد5، أنا محمود6 ابن الصيرفي7، [أخبرنا ابن فاذشاة8، أخبرنا أبو القاسم
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .
2 في (ب) و (ج)"مشايخنا".
3 تقدمت ترجمته.
4 "أبي" ساقطة في (ج)
5 محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني، أبو عبد الله الخباز الأصبهاني المسند، شيخ معمِّر، عالي الإسناد، ولد سنة (497هـ) وتوفي سنة (597هـ) . تاريخ الإسلام (42/314-315) ، شذرات الذهب (4/332) .
6 في (ج)"محمد" وهو خطأ.
7 محمود بن إسماعيل بن محمد الأصبهاني، أبو منصور الصيرفي الأشقر، روى كتاب المعجم الكبير عن ابن فاذشاة ولد سنة (421هـ) وتوفي سنة (514هـ) قال عنه السِّلفي:(كان رجلاً صالحاً) . السير (19/428) ، شذرات الذهب (5/221) .
8 أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاة، أبو الحسين الأصبهاني التاني، راوي معجم الطبراني الكبير وغيره من كتبه، كان يرمى بالاعتزال والتشيع، مات سنة (433هـ) . السير (17/515) ، شذرات الذهب (3/250) .
الطبراني1،حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي2] 3، أنبأنا سليمان بن حرب4،
سمعت حماد بن زيد5، سمعت أيوب السختياني6، وذكر المعتزلة وقال: إنما مدار القوم على أن يقولوا ليس في السماء شيء".
أخرجه الطبراني في كتاب "السنة"7 له8.
1 تقدمت ترجمته.
2 العباس بن الفضل الأسفاطي، أبو الفضل البصري، قال الصفدي:(كان صدوقًا حسن الحديث) جاور بمكة، توفي سنة (283هـ) . الوافي بالوفيات (16/658) ، تهذيب ابن عساكر (7/255) .
3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) والزيادة من العلو (ص98) ، والسير (6/24) .
4 سليمان بن حرب الأزدي الواشحي البصري، قاضي مكة، ثقة إمام حافظ، من التاسعة، مات سنة (224هـ) وله ثمانون سنة، أخرج له الجماعة. التقريب (ص406) .
5 حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي، أبو إسماعيل البصري الأزرق، ثقة ثبت فقيه، من كبار الثامنة، مات سنة (179هـ) ، أخرج له الجماعة. التقريب (ص268) .
6 أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني، أبو بكر البصري، ثقة ثبت حجة، من كبار الفقهاء العباد، من الخامسة، مات سنة (131هـ) وله خمس وستون، من رجال الجماعة. التقريب (ص158) .
7 في (ج)"الصفة".
8 أخرجه الذهبي في العلو (ص98) وقال: "هذا إسناد كالشمس وضوحا، والاسطوانة ثبوتا عن سيد أهل البصرة وعالمهم".وكذلك أخرجه في السير (6/24) .
[فصل]
وهذه جملة من أقوال التابعين، وهو أول وقت سمعت مقالة من أنكر أن الله تعالى فوق العرش، هو الجعد بن درهم1 وكذلك أنكر جميع الصفات لله تعالى، من السمع، والبصر، والكلام، واليد، والوجه، وغير ذلك فقتله خالد بن عبد الله القسري2، وقصته مشهورة3.
1 الجعد بن درهم، من الموالي، وهو أول من أنكر الصفات وأظهر مقالة التعطيل، وقد قتل بسبب ذلك على يد خالد القسري بأمر من هشام بن عبد الملك، وكان قتله قبل سنة (120هـ) .
وقد كتبت بحثاً عن الجعد بن درهم وبدعه، وهو بعنوان "مقالة التعطيل والجعد بن درهم" نشرته مكتبة أضواء السلف بالرياض.
وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال (1/185) ، والكامل لابن الأثير (5/160) .
2 خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز البجلي، القسري، الدمشقي، أمير العراقين لهشام بن عبد الملك، كان جواداً ممدحاً معظماً، عالي الرتبة من نبلاء الرجال. انظر سير أعلام النبلاء (5/425-432) .
3 انظر في قصة قتل الجعد الكتب التالية:
خلق أفعال العباد للبخاري (ص7) ، التاريخ الكبير للبخاري (1/1/64 ت143، و1/2/158 ت542) . والرد على الجهمية للدارمي (ص7) ، والرد على بشر المريسي (ص118) . السنة للخلال (5/87-88، برقم169) . والرد على من يقول القرآن مخلوق للنجاد (ص54) . الشريعة للآجري (3/1122، رقم694) ، و (5/2560-2561، رقم2072) والإبانة لابن بطة (الكتاب الثالث الرد على الجهمية)(2/120 برقم386) . وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (2/319 برقم512) . والأسماء والصفات للبيهقي (1/617-618، رقم563) ، والسنن الكبرى له (10/205) . وتاريخ بغداد للخطيب (12/425) . تاريخ دمشق لابن عساكر (5/487) . واللباب لابن الأثير (3/392) . ومنهاج السنة لابن تيمية (3/165-166) . وتهذيب الكمال للمزي (8/118) . الصواعق المرسلة لابن القيم (3/1071) . والبداية والنهاية لابن كثير (10/21) وعزاه لابن أبي حاتم في السنة. شذرات الذهب لابن العماد (1/169) .
وأخذ هذه المقالة عنه الجهم1 بن صفوان2 إمام الجهمية ومنتسبهم، فأظهرها، واحتج لها بالشبهات العقلية وأوَّل (ق45/ب) قول الله تعالى
1 في (ب)"الجمعه".
2 الجهم بن صفوان، أبو محرز الراسبي مولاهم، السمرقندي، المتكلم الضال، رأس الجهمية، وأساس البدعة، وكان جهم ينكر صفات الرب عزوجل، ويقول بخلق القرآن، ويزعم أن الله ليس على العرش بل في كل مكان، وقيل كان يبطن الزندقة. قتله سلم بن أحوز عام (128هـ) . انظر تاريخ الإسلام، حوادث ووفيات (121-140) .
أنه استوى على العرش بمعنى استولى، وكان ذلك في آخر عصر التابعين، فأنكر مقالته أئمة ذلك العصر مثل الأوزاعي1، وأبي حنيفة2، ومالك3، والليث بن سعد4، والثوري5، وحماد بن زيد6، وحماد بن سلمة7، وابن المبارك8، ومن بعدهم من أئمة الهدى.
[عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (157هـ) ]
150-
فقال الأوزاعي9 إمام أهل الشام على رأس الخمسين ومائة
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (94) .
2 الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي مولاهم، الكوفي، فقيه العراق، وأحد أئمة الإسلام، والسادة الأعلام، وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتنوعة، أدرك عصر الصحابة ورأى أنس وغيره، وروى عن جماعة من التابعين.
قال الثوري وابن المبارك: "كان أبو حنيفة أفقه أهل الأرض في زمانه". ولد سنة (80 هـ) ، وتوفي سنة (150 هـ) على القول الصحيح. تاريخ بغداد 13/323، سير أعلام النبلاء 6/390.
3 تقدمت ترجمته في الفقرة (13) .
4 تقدمت ترجمته في الفقرة (182) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (64) .
6 تقدمت ترجمته في الفقرة (149) .
7 تقدمت ترجمته في الفقرة (70) .
8 تقدمت ترجمته في الفقرة (143) .
9 تقدمت ترجمته في الفقرة (94) .
عند ظهور هذه المقالة، ما أخبرناه1 عبد الواسع الأبهري2 وغيره كتابة عن أبي الفتح المندائي3، أنا عبيد الله بن محمد بن الإمام أبي بكر البيهقي4، أخبرنا جدي5، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ6، أخبرني محمد ابن علي الجوهري7 ببغداد، ثنا إبراهيم بن الهيثم8، ثنا محمد بن كثير
1 في (ب) و (ج)[أخبرنا] .
2 عبد الواسع بن عبد الكافي، أبو محمد الأبهري شمس الدين الشافعي، القاضي الأوحد، نزيل دمشق، ولد سنة (599هـ) وتوفي سنة (690هـ) . معجم الشيوخ للذهبي (1/426) ، شذرات الذهب (5/414) .
3 محمد بن أحمد بن بختيار بن علي بن محمد، أبو الفتح المندائي الواسطي، الإمام القاضي، مسند العراق، ولد سنة (517هـ) وتوفي سنة (605هـ) . السير (21/438) ، شذرات الذهب (5/17) .
4 عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، أبو الحسن الخسروجردي، ولد سنة (449هـ) ، وتوفي سنة (523هـ) ، روى عن جده كتبا. السير (19/503) ، الميزان (3/15) .
5 الإمام أبو بكر البيهقي، تقدمت ترجمته في الفقرة (5) .
6 أبو عبد الله الحاكم، صاحب المستدرك، تقدمت ترجمته في الفقرة (29) .
7 محمد بن أحمد بن علي بن مخلد البغدادي، أبو عبد الله الجوهري المحتسب، عرف بابن محرم، إمام مفتي، من تلاميذ ابن جرير الطبري، عمَّر طويلاً، قال الدارقطني:"لا بأس به"، مات سنة (357هـ) . تاريخ بغداد (1/320) ، تاريخ الإسلام (26/167) .
8 إبراهيم بن الهيثم بن المهلب، أبو إسحاق البلدي البغدادي، قال عنه الخطيب:"ثقة ثبت"، توفي سنة (277هـ) . تاريخ بغداد (6/206) ، السير (13/411) .
المصيصي1، سمعت الأوزاعي يقول:"كنا والتابعون متوافرون، نقول: إن الله فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته".
أخرجه البيهقي في "الصفات"2، ورواته أئمة ثقات.
[الإمام أبو حنيفة (150هـ) ]
151-
وبه قال البيهقي أنا أبو بكر بن الحارث3، أخبرنا ابن
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (94) .
2 أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/304، رقم865) . وأخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة (ص229) . وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية، انظر مجموع الفتوى (5/39) ، وصحح إسناده.
وقال: "وإنما قال الأوزاعي هذا بعد ظهور جهم المنكر لكون الله فوق عرشه، والنافي لصفاته، ليعرف الناس أن مذهب السلف خلاف ذلك". وأخرجه الذهبي في السير (7/120-121، 8/402) . وأورده في تذكرة الحفاظ (1/179-180) ، وفي الأربعين (ص42، برقم13) . وفي العلو (ص102) ، وعزاه للبيهقي في الأسماء والصفات. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص131، 135) وصحح إسناده. وأورده ابن حجر في فتح الباري (13/406) .
3 أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه، هو التميمي الأصبهاني المقرئ، المحدث، الدين، الزاهد، كان عارفًا بالحديث كثير السماع، صحيح الأصول، سكن نيسابور، وروى عن الدارقطني كتاب السنن. انظر: العبر (3/170) ، وشذرات الذهب (3/245) .
حيان1، أنا أحمد بن جعفر بن نصر2، ثنا يحيى بن يعلى3، سمعت نعيم ابن حماد4 يقول: سمعت نوح بن أبي مريم5 يقول: "كنا عند أبي حنيفة رحمه الله أول ما ظهر، إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهما6، فدخلت الكوفة، فأظنني أقل ما رأيت عليها عشرة آلاف من الناس، تدعو إلى رأيها، فقيل لها: إن ههنا رجلا7 قد نظر في المعقول يقال له أبو حنيفة، فأتته وقالت: أنت الذي تعلم الناس المسائل / وقد تركت دينك، أين إلهك الذي تعبده؟ فسكت عنها، ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها، ثم
1 عبد الله بن محمد الأصبهاني، أبو الشيخ، تقدمت ترجمته في الفقرة (86) .
2 أحمد بن جعفر بن نصر الجمال الرازي، أبو العباس، كذا ذكره في اللباب في تهذيب الأنساب (1/291) .
3 لم أقف عل ترجمته.
4 تقدمت ترجمته في الفقرة (143) .
5 نوح بن أبي مريم، أبو عصمة المروزي القرشي مولاهم، مشهور بكنيته ويعرف بالجامع، لجمعه العلوم، لكن كذبوه في الحديث، وقال ابن المبارك:(كان يضع) ، من السابعة، مات سنة (173هـ) ، أخرج له الترمذي وابن ماجة في التفسير، التقريب (ص1010) .
6 تقدمت ترجمته في الفقرة (149) .
7 في (ب) و (ج)[إن رجلاً ههنا] .
خرج إلينا وقد وضع كتابا أن الله في السماء دون الأرض، فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى {وَهُوَ مَعَكُم} 1 قال: هو كما تكتب إلى الرجل2 إني معك وأنت غائب عنه"3.
قال البيهقي: لقد أصاب أبو حنيفة رحمه الله فيما نفى عن الرب من الكون في الأرض، وأصاب فيما ذكر من تأويل الآية، وتبع مطلق السمع بأن الله تعالى في السماء4.
152-
وروى أبو مطيع الحكم5 بن عبد الله البلخي6 في الفقه الأكبر فقال: " [سألت أبا حنيفة عمن يقول: لا أعرف ربي في السماء
1 الآية 4 من سورة الحديد.
2 في (ب)"هو كما يكتب الرجل".
3 أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/383) . وأورده الذهبي في العلو (ص101) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص137-138) ، وإسناده ضعيف جدا لأن نوح بن أبي مريم كذاب وضاع.
4 الأسماء والصفات للبيهقي (ص539-540) .
5 في (ب)"عبد الحكم" وهو خطأ.
6 الحكم بن عبد الله بن مسلم، أبو مطيع البلخي الخراساني، الفقيه، صاحب أبي حنيفة، قال الذهبي:"كان بصيرا بالرأي علامة كبير الشأن ولكنه واه في ضبط الأثر". الميزان (1/574) .
أو في الأرض] 1 فقال: [من لم يقر أن الله على العرش] 2 قد كفر لأن الله تعالى يقول {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 3 وعرشه فوق سبع سموات، فقلت: إنه يقول {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، ولكن لايدري العرش في السماء أم في الأرض. فقال: إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر"4.
153-
وسمعت القاضي أبا محمد المعري5 ببعلبك، يقول: سمعت
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) ، والتصويب من المصادر الأخرى.
2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) ، وما أثبته من (ب) .
3 الآية 5 من سورة طه.
4 الفقه الأبسط (ص49) رواية أبي مطيع البلخي. وشرح الفقه الأبسط لأبي الليث السمرقندي (ص17) . ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (5/48) وقال: "وروى هذا اللفظ بإسناد عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي في كتاب الفاروق". العلو للذهبي (101) وعزاه لصاحب الفاروق. وانظر اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (ص139) ، ومختصر الصواعق (2/213) . وشرح العقيدة الطحاوية (ص322-323) . ولوائح الأنوار السنية للسفاريني (1/356) . وروح المعاني للألوسي (7/115) ، وجلاء العينين (ص356) . وغاية الأماني في الرد على النبهاني (444-449) .
5 عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان القاضي، تاج الدين أبو محمد، المعري ثم البعلبكي الشافعي الأديب، وكان خيرا صالحاً متواضعا، زاهداً، توفي سنة (696هـ) ، معجم الشيوخ للذهبي (1/351) ، شذرات الذهب (5/435) .
الإمام أبا محمد بن قدامة المقدسي1 سنة إحدى عشر وستمائة، يقول: بلغني عن أبي حنيفة أنه قال: "من أنكر أن الله في السماء فقد كفر"2.
[عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (157هـ) ]
154-
وروى أبو إسحاق الثعلبي3 قال: سئل الأوزاعي4 عن قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ} 5؟ فقال: "هو على العرش كما وصف
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (37) .
2 أورده ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص116-117) . وأورده الذهبي في العلو (ص101-102) وعزاه لابن قدامة. وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص59، برقم38) . وأورده السفاريني في لوائح الأنوار السنية (1/357)، وعزاه للذهبي في كتاب العرش حيث قال: "قال الإمام الحافظ الذهبي في كتاب العرش
…
" وذكره.
3 أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو إسحاق النيسابوري الثعلبي، صاحب التفسير المشهور وعالم بالعربية، حافظ ثقة، مات سنة (427هـ) . الأنساب (3/129) ، السير (17/435) .
4 تقدمت ترجمته في الفقرة (94) .
5 الآية 54 من سورة الأعراف.
نفسه"1.
[الإمام مالك بن أنس (179هـ) ]
155-
وروى عبد الله بن نافع2 قال: قال مالك بن أنس: "الله في السماء وعلمه في كل مكان".
هذا حديث ثابت عن مالك رحمه الله، أخرجه عبد الله بنأحمد بن حنبل في كتاب "الرد على الجهمية"3 عن أبيه، عن سريج بن
1 أورده الثعلبي في تفسيره عند تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ} من سورة الأعراف. والكتاب مخطوط وله مصورات في قسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية.
وأورده الذهبي في العلو (ص102) .
2 عبد الله بن نافع الصائغ المدني، روى عن مالك، ثقة صحيح الكتاب، في حفظه لين، مات سنة (206هـ) . التقريب (ص552) .
3 أخرجه أبو داود في مسائل الإمام أحمد (ص263)، ط: دار المعرفة.
وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/106-107، برقم11، و1/280، برقم532) . والآجري في الشريعة (3/1076-1077، برقم652-653) . وابن بطة في الإبانة (-تتمة الرد على الجهمية-) ، (3/153، ح110) . وابن مندة في التوحيد (3/307، برقم893) . واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/401) . وابن عبد البر في التمهيد (7/138) . والقاضي عياض في ترتيب المدارك (2/43) . وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/53) ، وفي درء تعارض العقل والنقل (6/262)، وقال:"كل هذه الأسانيد صحيحة". وأورده الذهبي في العلو (ص103) ، وفي سير أعلام النبلاء (8/101) ، وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص59، برقم39) و (ص63، برقم45) . وأورده ابن القيم كما في مختصر الصواعق (2/213) وقال: "ذكره الطلمنكي وابن عبد البر وعبد الله بن أحمد وغيرهم". وصححه الألباني في مختصر العلو (ص140) .
النعمان1، عن عبد الله بن نافع تلميذ مالك وخصيصه.
156-
(ق46/ب) وقال ابن وهب2: "كنا عند مالك، فدخل رجل فقال: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 3 كيف استوى؟ فأطرق مالك وأخذته الرحضاء4، ثم رفع رأسه وقال:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
1 سريج بن النعمان (بسين مهملة بعدها جيم) ابن مروان الجوهري، البغدادي، روى عنه أحمد بن حنبل، ثقة يهم قليلا، مات سنة (217هـ) . التقريب (ص366) ، الميزان (2/116) .
2 عبد الله بن وهب بن مسلم المصري القرشي، ثقة حافظ عابد، مات سنة سبع وتسعين ومائة. ميزان الاعتدال (2/521) ، التقريب (ص556) .
3 الآية 5 من سورة طه.
4 الرحضاء: عرق يغسل الجلد لكثرته، النهاية (2/208) .
كما وصف نفسه، ولا يقال كيف؟ وكيف عنه مرفوع، وأنت [رجل سوء] 1 صاحب بدعة، أخرجوه".
رواه البيهقي بإسناد صحيح عن ابن وهب2.
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) ، والتصويب من المصادر الأخرى.
2 هذا الأثر رواه عن مالك غير واحد منهم:
1ـ عبد الله بن وهب
وهو الأثر المذكور هنا وقد أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/304-305، رقم866) . وأورده الذهبي في العلو (ص103) وحكم بصحته. وكذلك في الأربعين في صفات رب العالمين (ص80، رقم7) . ونقله عنه ابن عبد الهادي في إرشاد السالك (ص56) . والحافظ ابن حجر في الفتح (13/406-407) . وانظر مختصر العلو للألباني (ص141) .
2ـ يحيى بن يحيى الليثي، وهي التي ذكرها المصنف بعد هذا الأثر
3ـ عبد الله بن نافع ونصها:
"قيل لمالك: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فقال مالك رحمه الله: استواؤه معقول، وكيفيته مجهولة، وسؤالك عن هذا بدعة، وأراك رجل سوء".
ذكره ابن عبد البر في التمهيد (7/138) .
4ـ مهدي بن جعفر ونصها:
عن مالك بن أنس، أنه سأله عن قول الله عز وجل {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
_________
كيف استوى؟ فقال مالك رحمه الله: استواؤه معقول، وكيفيته مجهولة، وسؤالك عن هذا بدعة، وأراك رجل سوء".
ذكره ابن عبد البر في التمهيد (7/138) .
4ـ مهدي بن جعفر ونصها:
عن مالك بن أنس، أنه سأله عن قول الله عز وجل {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ قال: فأطرق مالك، ثم قال:"استواؤه غير مجهول، والفعل منه غير معقول، والمسألة عن هذا بدعة"
ذكره ابن عبد البر في التمهيد (7/151) .
5ـ أيوب بن صالح المخزومي
قال: "كنا عند مالك إذ جاءه عراقي فقال له: يا أبا عبد الله، مسألة أريد أن أسألك عنها؟ فطأطأ مالك رأسه، فقال يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ قال: سألت عن غير مجهول، وتكلمت في غير معقول، إنك امرؤ سوء، أخرجوه، فأخذوا بضبعيه فأخرجوه"
ذكره ابن عبد البر في التمهيد (7/151) .
6ـ سفيان بن عيينة
قال سأل رجل مالكًا فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى يا أبا عبد الله؟ فسكت مالك مليًا حتى علاه الرحضاء، وما رأينا مالكاً وجد من شيء وجده من تلك المقالة، وجعل الناس ينظرون ما يأمر به، ثم سري عنه، فقال:"الاستواء منه معلوم، والكيف منه غير معقول، والسؤال عن هذا بدعة، والإيمان به واجب، وإني لأظنك ضالا، أخرجوه. فناداه الرجل: يا أبا عبد الله، والله الذي لا إله إلا هو لقد سألت عن هذه المسألة أهل البصرة، والكوفة، والعراق، فلم أجد أحدا وفق لما وفقت إليه"
ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك (2/39) ونقله عنه الذهبي في السير (8/106-107) .
وابن عبد الهادي في إرشاد السالك (ص51-52) .
_________
7ـ عن جعفر بن ميمون
قال: "سئل مالك بن أنس عن قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا ضالاً وأمر به أن يخرج من مجلسه"
رواه الصابوني في عقيدة السلف (ص180-181) . وذكره في العتبية كما في البيان والتحصيل، (11/367-368) .
8 ـ جعفر بن عبد الله
قال: "جاء رجل إلى مالك بن أنس، يعني يسأله عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَ} قال: فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته، علاه الرحضاء، وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر فيه، ثم سري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وإني لأخاف أن تكون ضالا، ثم أمر به فأخرج".
رواه الدارمي في الرد على الجهمية (ص55-56، برقم104) . رواه ابن أبي زيد القيرواني في كتاب الحامع (ص123) . واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/398، برقم664) . رواه الصابوني في عقيدة السلف (ص17-19، برقم25-26) . وأبو نعيم في الحلية (6/326) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص172، برقم88) .
9ـ سحنون
قال: "أخبرني بعض أصحاب مالك أنه كان قاعدا عند مالك، فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله مسألة، فسكت عنه، ثم قال له: مسألة، فسكت عنه، ثم عاد، فرفع إليه مالك رأسه كالمجيب له، فقال له السائل: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف كان استواؤه؟ فقال: فطأطأ مالك رأسه ساعة ثم رفعه فقال: سألت عن غير مجهول، وتكلمت في غير معقول، ولا أراك إلا امرأ سوء، أخرجوه".
ذكره في البيان والتحصيل (16/367-368) .
157-
ورواه عن يحيى بن يحيى1 أيضا، ولفظه فقال:"الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"2.
1 يحيى بن يحيى بن كثير الليثي، صدوق فقيه، قليل الحديث، له أوهام، من رواة الموطأ، مات سنة (226هـ) . التقريب (ص1069) ، إتحاف السالك (ق65/ب) .
2 أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/305-306، رقم867) .
وأورده الذهبي في العلو (ص104) وقال: "هذا ثابت عن مالك، وتقدم نحوه عن ربيعة شيخ مالك، وهو قول أهل السنة قاطبة أن كيفية الاستواء لا نعقلها، بل نجهلها، وأن الاستواء معلوم كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به، لا نتعمق، ولا نتحذلق، ولا نخوض في لوازم ذلك نفيا ولا إثباتا، بل نسكت ونقف كما وقف السلف، ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه، ونعلم يقينا مع ذلك أن الله جل جلاله لا مثل له في صفاته، ولا في استوائه، ولا في نزوله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا" اهـ.
وقد تقدم تخريج الأثر في الذي قبله (برقم156) .
وقد تقدم نحوه عن أم سلمة1، ووهب بن منبه2، وربيعة الرأي3.
فانظر إليهم كيف أثبتوا الاستواء لله، وأخبروا أنه معلوم لا يحتاج لفظه إلى تفسير، ونفوا الكيفية عنه، وأخبروا أنها مجهولة.
[سفيان الثوري (161هـ) ]
158-
وعن معدان4 قال: "سألت سفيان الثوري 5 عن قوله {وَهُوَ مَعَكُم أَيْنَمَا كُنْتُم} 6 قال: علمه"7.
1 تقدمت برقم (117) .
2 تقدمت برقم (141) .
3 تقدمت برقم (146) .
4 ورد في السنة لعبد الله بن الإمام أحمد (1/307) قال عبد الله بن المبارك: (إن كان بخراسان أحد من الأبدال فمعدان) اهـ.
وقال الألباني في مختصر العلو (ص139) : "ومعدان هذا لم أعرفه".
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (64) .
6 الآية 4 من سورة الحديد.
7 أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص8) . وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/306-307، ح597) . والآجري في الشريعة (3/1078، برقم654) . وأخرجه ابن بطة في الإبانة -تتمة الرد على الجهمية-، (3/154-155، ح111) . واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/401، ح672) . والبيهقي في الأسماء والصفات (2/341، رقم908) . وابن عبد البر في التمهيد (7/139) و (7/142) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص115-116، برقم94) ، و (ص113،برقم89) . وأورده الذهبي في العلو (ص103) ، وفي الأربعين (ص63-64، برقم46) ، وفي سير أعلام النبلاء (7/274) .
ومعدان هذا قال فيه ابن المبارك: "هو أحد الأبدال"1.
1 قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتوى (11/433-434) : "أما الأسماء الدائرة على ألسنة كثير من النساك والعامة مثل "الغوث" الذي بمكة، و "الأوتاد الأربعة"، و"الأقطاب السبعة"، و"والأبدال الأربعين"، و"النجباء الثلاثمائة"، فهذه أسماء ليست موجودة في كتاب الله تعالى، ولاهي أيضا مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح ولا ضعيف يحمل عليه ألفاظ الأبدال. فقد روي فيهم حديث شامي منقطع الإسناد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن فيهم -يعني أهل الشام- الأبدال الأربعين رجلا كلما مات رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلاً".
ولا توجد هذه الأسماء في كلام السلف، كما هي على هذا الترتيب، ولا هي مأثورة على هذا الترتيب والمعاني عن المشايخ المقبولين عند الأمة قبولا عاما، إنما توجد على هذه الصورة عن بعض المتوسطين من المشايخ، وقد قالها إما آثرا لها عن غيره أو ذاكرا" اهـ.
وقال أيضاً: "ولم ينطق السلف بشيء من هذه الألفاظ إلا بلفظ "الأبدال" وروى فيهم حديث "أنهم أربعون رجلاً، وأنهم بالشام". وهو في المسند من حديث علي رضي الله عنه، وهو حديث منقطع ليس بثابت". الفتاوى (11/167) .
والحديث الذي ذكره ابن تيمية هنا أخرجه أحمد في المسند (2/171، ح896) بتحقيق أحمد شاكر، وقال:(إسناده ضعيف لانقطاعه،.شريح بن عبيد الحمصي لم يدرك عليا، بل لم يدرك إلا بعض متأخري الوفاة من الصحابة) ، ثم ذكر بعض الروايات وضعفها.
وقال ابن الجوزي في الموضوعات (3/400) بعد أن أورد جملة من الأحاديث الواردة في الأبدال: "وليس في هذه الأحاديث شيء يصح".
وهذا الأثر ثابت عن معدان رواه غير واحد عنه.
[مقاتل بن حيان (قبل 150هـ) ]
159-
وعن مقاتل بن حيان1 في قوله تعالى {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} 2 قال:"هو على عرشه وعلمه معهم"3.
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (136) .
2 الآية 7 من سورة المجادلة.
3 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/304، برقم592) . والطبري في تفسيره (28/12) . والآجري في الشريعة (3/1078-1079، برقم655) . وابن بطة في الإبانة (-تتمة الرد على الجهمية-)(3/152-153، برقم109) . واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/400، برقم670) . والبيهقي في الأسماء والصفات (2/341-342، رقم909) . وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/253) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (118، برقم103) . وأورده الذهبي في العلو (ص102) ، وفي الأربعين (ص64، برقم47) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص131) .
وهذا ثابت عن مقاتل، (ق47/أ) رواه عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن نافع ابن ميمون1، عن بكير بن معروف2، عنه3.
[حماد بن زيد الأزدي (179هـ) ]
160-
وقال ابن أبي حاتم 4، حدثنا أبي5، حدثنا سليمان بن
1 هكذا في (أ) و (ب) ، وفي السنة (نوح) بدل نافع.
ونوح هو بن ميمون بن عبد الحميد العجلي المضروب، ثقة ثقة، من كبار العاشرة، مات سنة (218هـ) . التقريب (ص1011) .
2 بكير بن معروف الأسدي، أبو معاذ النيسابوري، صاحب التفسير، روى عن مقاتل وغيره، صدوق فيه لين، مات سنة (163هـ) . التقريب (ص178) .
3 في هامش (أ) كتبت الأبيات التالية:
عن بعض أهل العلم والإيمان [وكذاك قال الترمذي بجامعه
مع خلقه تفسير ذي إيمان الله فوق العرش لكن علمه
كذا في النونية لابن القيم] . وانظر الأبيات في شرح النونية للهراس (1/234) .
4 عبد الرحمن بن إدريس (أبو حاتم) بن المنذر التميمي الحنظلي، أبو محمد الرازي، ولد سنة (240هـ) ، إمام حافظ ناقد شيخ الإسلام، توفي سنة (327هـ) .
تذكرة الخفاظ (3/829) ، طبقات الحنابلة (9/55) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (143) .
حرب 1، سمعت حماد بن زيد 2 يقول:"إنما يريدون يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله"3.
[عبد الله بن المبارك (181هـ) ]
161-
وثبت عن علي بن الحسن بن شقيق4، شيخ البخاري، قال:
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (149) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (149) .
3 أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص119 -ضمن عقائد السلف) . أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/117-118، ح41) . وأخرجه الخلال في السنة (5/91، برقم1695، 1696) ،و (5/127،برقم1781) . وأخرجه ابن بطة في الإبانة (كتاب الرد على الجهمية)(2/95، برقم329) ، و (3/194، برقم148) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص118،برقم102) . وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/52) وقال: "روي بإسناد صحيح"، وكذلك (5/138، و183-184) ، وكذلك في درء تعارض العقل والنقل (6/261-262) ، وفي بيان تلبيس الجهمبة (2/42) ، وفي المراكشية (ص64) . وأورده الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/229) ، وكذلك في سير أعلام النبلاء (7/164) ، وكذلك في العلو (ص106-107) وعزاه لابن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص136) وعزاه لابن خزيمة، وفي الصواعق المرسلة (4/1296، 1397) .
وقال الألباني في مختصر العلو (ص147) : "إسناده صحيح".
4 علي بن الحسن بن شقيق بن دينار، أبو عبد الرحمن العبدي المروزي، إمام حافظ، ثقة، مات سنة خمس عشرة ومائتين. السير (10/349) ، التقريب (692) .
"قلت لعبد الله بن المبارك1 كيف نعرف ربنا؟ قال: في السماء السابعة على عرشه".
وفي لفظ "على السماء السابعة على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية إنه ها هنا في الأرض"2 فقيل لأحمد بن حنبل، فقال: "هكذا هو
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (143) .
2 أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص8) . والدارمي في الرد على المريسي (ص103) ، والرد على الجهمية (ص50) . وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/111،ح22) ، و (1/174-175، ح216) . وابن بطة في الإبانة (3/155-156، ح112) . وابن منده في التوحيد (3/308، برقم899) . والصابوني في عقيدة السلف (ص20، برقم28) . والبيهقي في الأسماء والصفات (2/336، رقم903) . وابن عبد البر في التمهيد (7/142) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص117-118،ح99،100) . وابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/264)، وعزاه للبخاري في خلق أفعال العباد. وأورده كذلك في الفتوى الحموية (ص91) وقال:"وروى عبد الله بن الإمام أحمد وغيره بأسانيد صحيحة عن ابن المبارك" وذكره، وأورده في نقض تأسيس الجهمية (2/525) . وأورده الذهبي في العلو (ص110) ، وفي سير أعلام النبلاء (8/402) ، وفي الأربعين في صفات رب العالمين (ص40، برقم10) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص134-135) وقال: "روى الدارمي، والحاكم والبيهقي، وغيرهم، بأصح إسناد إلى علي بن الحسين بن شقيق" وذكره، وفي (ص213-214) وقال:"وقد صح عنه صحة قريبة من التواتر"، وعزاه للبيهقي، والحاكم، والدارمي. وأورده أيضاً في الصواعق كما في مختصر الصواعق (2/212) .
عندنا"1.
هذا صحيح ثابت عن ابن المبارك، وأحمد رضي الله عنهما.
وقوله "في السماء" رواية أخرى توضح لك أن مقصوده بقوله "في السماء" أي: على السماء، كالرواية الأخرى الصحيحة التي كتب بها
إلى يحيى بن منصور الفقيه2.
1 روى ذلك عنه تلميذه أبو بكر بن الأثرم. ونقله ابن أبي يعلى في الطبقات عن الأثرم (1/267) . والعلو لابن قدامة (ص117) . انظر مجموع الفتوى (5/52) ، ودرء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (2/34) .
2 يحيى بن منصور بن الحسن السلمي، أبو سعد الهروي، وصفه الذهبي بالإمام الحافظ، الثقة، الزاهد، القدوة، محدث هراة، توفي سنة (292هـ) . تاريخ بغداد (14/225) ، السير (13/570) .
162-
أخبرنا الحافظ عبد القادر الرُّهاوي1، أنبأنا محمد بن أبي نصر بأصبهان2، أنبأنا الحسين بن عبد الملك الخلال3، أنبأنا عبد الله بن شعيب4، أنبأنا أبو عمر السلمي5 أنبأنا أبو الحسين اللنباني6، حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب "الرد على الجهمية"، حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي7، حدثنا علي بن الحسين بن شقيق، سألت ابن المبارك:" (ق47/ب) كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا؟. قال: على السماء السابعة، على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية إنه ها هنا في الأرض"8.
1 عبد القادر بن عبد الله الرُّهاوي، أبو محمد الحنبلي السفار، إمام حافظ، محدث، رحال، جوّال، محدث الجزيرة، ولد سنة (536هـ) ، وتوفي سنة (612هـ) . السير (22/71) ، ذيل طبقات الحنابلة (2/82) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (83) .
3 تقدمت ترجمته في الفقرة (83) .
4 تقدمت ترجمته في الفقرة (83) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (83) .
6 تقدمت ترجمته في الفقرة (83) .
7 أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد الدورقي النكري البغدادي، ثقة، حافظ، من العاشرة، مات سنة (246هـ) ، أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة. التقريب (ص85) .
8 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (1/111، ح22) . وأورده الذهبي في العلو (ص110) ، والسير (8/402-403) . وقد تقدم تخريجه في الذي قبله.
163-
وروى عبد الله بن أحمد أيضًا في الرد على الجهمية بإسناده، عن عبد الله بن المبارك أن رجلاً قال له: "يا أبا عبد الرحمن قد خفت الله
من كثرة ما أدعو على الجهمية قال: لا تخف، فإنهم1 يزعمون أن إلهك الذي في السماء ليس بشيء"2.
[جرير بن عبد الحميد الضبي (188هـ) ]
164-
وقال جرير3 بن عبد الحميد: "كلام الجهمية أوله عسل
1 في (ب) و (ج)[إنهم] .
2 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل في كتاب السنة (1/110، ح18) . وأخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية)(2/95، برقم328) ، وفي -تتمة كتاب الرد على الجهمية- (3/195، برقم149) . وابن تيمية في الفتاوى (5/184) . وأورده الذهبي في العلو (ص11) ، وفي سير أعلام النبلاء (8/403) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص135) ، وعزاه لابن خزيمة.
وقال الألباني في مختصر العلو (ص152، ح152) :"ورجاله ثقات إلا الرجل الذي لم يسم". والرجل الذي لم يسم هو يحيى بن إبراهيم، أبو سهل راهوية، كما في السنة لعبد الله ابن أحمد (1/110) .
3 في (ب) و (ج)(الحريري) وهو خطأ.
وهو جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي، نزيل الري وقاضيها، ثقة، مات سنة ثمان وثمانين ومائة، وله إحدى وسبعون سنة، من رجال الجماعة. تاريخ بغداد (7/253) ، التقريب (ص196) .
وآخره سم، وإنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله"1.
أخرجه عبد الرحمن بن أبي حاتم، في كتاب "الرد على الجهمية"، عن أبي هارون محمد بن خالد2،عن يحيى بن المغيرة3، سمعت جريراً يقول، فذكره.
[مقاتل بن حيان (150هـ) ]
165-
وروى 4 بكير بن معروف5، عن مقاتل بن
1 ذكره ابن تيمية في المراكشية (ص65-66) ، ودرء تعارض العقل والنقل (6/ 265) .
وأورده الذهبي في العلو (ص110) ، وعزاه لابن أبي حاتم، وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص60، برقم41) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص220) وعزاه لابن أبي حاتم.
2 محمد بن خالد أبو هارون الخراز الرازي، قال عنه ابن أبي حاتم:"صدوق"، كان يختم القرآن في يوم وليلة. الجرح والتعديل (7/245) .
3 يحيى بن المغيرة السعدي الرازي، قال يحيى بن معين:"لم أر أحدًا آثر عند جرير منه، كان يقربه ويدنيه" وقال أبو حاتم: "رازي صدوق". الجرح والتعديل (9/191) .
4 في (ب) و (ج)"ورواه".
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (159) .
حيان1 قال: "بلغنا -والله أعلم- في قوله {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ} 2 هو الأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء، والظاهر فوق كل شيء، والباطن أقرب من كل شيء، وإنما يعني بالقرب بعلمه3 وقدرته وهو فوق عرشه، وهو بكل شيء عليم".
رواه البيهقي بإسناده (ق48/أ) عنه4.
[محمد بن إسحاق (150هـ) ]
166-
وقال محمد بن إسحاق5: "بعث الله ملكًا من الملائكة -يعني إلى بختنصر6 - فقال: هل تعلم يا عدو الله كم بين السماء
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (136) .
2 الآية 3 من سورة الحديد.
3 في (ج)"علمه".
4 أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/342، رقم910) . وأورده الذهبي في العلو (ص102-103) وعزاه للبيهقي وقال: "مقاتل هذا ثقة، إمام، معاصر للأوزاعي، وماهو بابن سليمان، ذاك مبتدع ليس بثقة". وأورده كذلك في الأربعين في صفات رب العالمين (ص64، برقم47) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (130) . وأخرجه بنحوه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص118-119) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (19) .
6 بختنصر، أحد القادة البابليين الذي خرَّب بيت المقدس بعد موسى عليه السلام زمن النبي أرميا أحد أنبياء بني إسرائيل. انظر خبره في البداية والنهاية (2/41 وما بعدها) .
إلى1 الأرض؟ قال: لا، فقال له: إن بين الأرض إلى السماء الدنيا مسيرة خمسمائة سنة2، وغلظها مثل ذلك" وذكر الحديث إلى أن ذكر حملة العرش فقال:"وفوقهم يبدو العرش، عليه ملك الملوك تبارك وتعالى؛ أي عدو الله فأنت تطلع إلى ذلك؟ ثم بعث الله عليه البعوضة فقتلته".
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب "العظمة"، فقال: حدثنا إسحاق بن أحمد3، حدثنا ابن حميد4، حدثنا [سلمة] بن الفضل5،
1 في (ب) و (ج)[والأرض] .
2 في (ب) و (ج)[عام] .
3 إسحاق بن أحمد بن زيرك الفارسي، أبو يعقوب، توفي في رجب سنة (309هـ) . تاريخ الإسلام (23/249) .
4 محمد بن حميد بن حيان الرازي، أبو عبد الله التميمي، حافظ، ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه، من العاشرة، مات سنة (248هـ) . التقريب (ص839) .
5 في (أ) و (ب) و (ج)(مسلمة) وهو خطأ والتصويب من العظمة.
وهو سلمة بن الفضل الأبرش الأنصاري مولاهم، أبو عبد الله الأزرق، قاضي الري، صدوق، كثير الخطأ، مات بعد التسعين ومائة، وقد جاوز المائة. التقريب (ص401) .
حدثني [محمد بن] 1 إسحاق فذكره2.
وهذا إسناد جيد.
[حماد بن سلمة (167هـ) ]
167-
وقال عبد العزيز بن المغيرة3، حدثنا حماد بن سلمة4 بحديث "ينزل الله إلى السماء الدنيا"5 فقال:"من رأيتموه ينكر هذا فاتهموه".
1 ما بين المعكوفتين ساقطة من (أ) و (ب) و (ج)
2 أخرجه أبو الشيخ في العظمة (3/1054-1055، برقم571) . وأورده الذهبي في العلو (ص108)،وقال:(كذا قال بختنصر، والمحفوظ أن صاحب القصة نمرذ) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص262)، وقال:"رواه أبو الشيخ في كتاب العظمة بإسناد جيد إلى ابن إسحاق"، وقال محقق كتاب العظمة:"لكن في هذا الإسناد محمد بن حميد الرازي، ضعيف، وسلمة بن الفضل، صدوق كثير الخطأ، فكيف يكون إسناده جيدًا، بل هو ضعيف".
3 عبد العزيز بن المغيرة بن أمَيَّ المنقري، أبو عبد الرحمن الصفّار البصري، نزيل الري، صدوق، من صغار التاسعة، أخرج له ابن ماجة فقط. التقريب (ص616) .
4 تقدمت ترجمته في الفقرة (70) .
5 تقدم تخريجه في الفقرة (71) .
رواه أبو أحمد العسال في كتاب "المعرفة"1.
[أبو يوسف صاحب أبي حنيفة (182هـ) ]
168-
وقصة أبي يوسف2 صاحب أبي حنيفة، مشهورة في استتابته لبشر المريسي، لما أنكر أن يكون الله فوق العرش.
رواها عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره في كتبهم3.
1 أورده الذهبي في العلو (ص105) . وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص70، برقم55) . وأورده في سير أعلام النبلاء (7/451) .
2 يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري، القاضي، أبو يوسف الكوفي، صاحب الإمام أبي حنيفة، المجتهد، العلامة، المحدث، أفقه أهل الرأي بعد أبي حنيفة، ولد سنة (113هـ) ، وتوفي سنة (182هـ) . تاريخ بغداد (14/242) ، السير (8/535) .
3 أوردها ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/45) ، وفي نقض تأسيس الجهمية (2/525-526) ، وعزاها لابن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية، وساق الأثر بسنده. وأوردها الذهبي في العلو (ص112) . وأوردها ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص222)، وقال:"وهي قصة مشهورة ذكرها عبد الرحمن بن أبي حاتم". وأوردها أيضاً كما في مختصر الصواعق (2/212) وقال: "وبشر لم ينكر أن الله أفضل من العرش، وإنما أنكر ما أنكرته المعطلة أن ذاته تعالى فوق العرش". وأوردها شارح الطحاوية (ص323) . والقصة سيذكرها المصنف برقم (177) .
169-
وصح وثبت عن أبي يوسف رحمه الله أنه قال: "من طلبالدين1 بالكلام تزندق2، ومن طلب المال بالكمياء3 أفلس، ومن تتبع
غريب الحديث كذب"4.
1 في (ب) و (ج)(الدنيا)
2 الزنديق: القائل ببقاء الدهر، فارسي معرب.
وزندقة الزنديق: عدم إيمانه بالآخرة ولا وحدانية الخالق، وليس في كلام العرب زنديق، وإنما تقول العرب: زندق، وزندقي، إذا كان شديد البخل.
والمشهور على ألسنة الناس أن الزنديق هو الذي لا يتمسك بشريعة الله، ويقول بدوام الدهر، والعرب تعبر عن هذا بقولهم: ملحد أي طاعن في الأديان.
انظر لسان العرب (1/51) ، والمصباح المنير (1/256) .
3 في (ب)"الكيمان".
والكمياء: الحيلة والحذق، وكان يراد بها عند القدماء: تحويل بعض المعادن إلى بعض، وعلم الكمياء عندهم علم يعرف من طرق سلب الخواص من الجواهر المعدنية وجلب خاصة جديدة إليها، ولا سيما تحويلها إلى ذهب، وعند المحدثين علم يبحث عن خواص العناصر المادية والقوانين التي تخضع لها في الظروف المختلفة، وخاصة عند اتحاد بعضها ببعض، أو تخليص بعضها من بعض.
انظر القاموس المحيط -بترتيب الزاوي- (4/108) ، والمعجم الوسيط (2/814) .
4 أخرجه ابن بطة في الإبانة (2/537-538) . وأخرجه بنحوه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/147، برقم305) . وأخرجه أبو بكر الخطيب البغدادي في كتاب شرف أصحاب الحديث (ص5) . وابن عساكر في تبين كذب المفتري (ص334) . وأورده قوام السنة الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (1/106) . وأورده الذهبي في العلو (ص112) وقال قبله: "وثبت عن أبي يوسف أنه قال
…
" وذكره. وأورده في السير أيضا (8/537) قال: "قال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف
…
" وذكره. وقال الألباني في مختصر العلو: "أخرجه الهروي في -ذم الكلام- (6/104/1) من طريقين عن أبي يوسف. وقد جزم بنسبته إليه ابن تيمية في -الجواب الفاصل. ثم أخرجه الهروي (5/94/2) عن مالك مثله.
[محمد بن الحسن الشيباني (189هـ) ]
170-
روى عبد الله بن أبي حنيفة الدبوسي1، قال سمعت2 محمد ابن الحسن3 يقول: "اتفق الفقهاء كلهم، من المشرق إلى المغرب (ق48/ب) ، على الإيمان بالقرآن، والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تفسير4، ولا وصف، ولا تشبيه، فمن فسر
1 لم أقف له على ترجمته.
2 [سمعت] ساقطة من (ب) و (ج) .
3 محمد بن الحسن بن فرقد، أبو عبد الله الشيباني، الكوفي، الفقيه، صاحب أبي حنيفة، الإمام المجتهد، من كبار أئمة أهل الرأي، ولد سنة (131هـ) ، وتوفي سنة (189هـ) . تاريخ بغداد (2/172) ، السير (9/134) .
4 أراد به تفسير الجهمية المعطلة، الذين ابتدعوا تفسير الصفات، بخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون من الإثبات. انظر مجموع الفتاوى (5/50) .
شيئاً من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا، ولم يفسروا، ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة، ثم سكتوا، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة، لأنه1 وصفه بصفة لا شيء"2.
171-
وقال محمد بن الحسن في الأحاديث التي جاءت "أن الله يهبط إلي السماء الدنيا"، ونحو هذا:"إن3 هذه الأحاديث قد روتها الثقات، فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها"4.
1 في (ب) و (ج)[فإنه] .
2 أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/432-433، برقم740) .
وأورده الحافظ عبد الغني في عقيدته (ص109-110، برقم217) . وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص117، برقم98) . وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/4-5) ، وحكم بثبوته، و (5/50) ، وضمن مجموعة الرسائل الكبرى (1/446-447) . وأورده الذهبي في العلو (ص113) ، وفي الأربعين في صفات رب العالمين (ص82-83، برقم83) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص222) . وأورده ابن حجر في فتح الباري (13/407) . والسيوطي في الإتقان (3/13) .
3 في (ب) و (ج)[وأن]
4 أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/433، برقم741) . وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص117، برقم98) . وأورده الذهبي في العلو (ص113) ، وفي الأربعين في صفات رب العالمين (ص70، برقم56) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص223) وعزاه لللالكائي.
روى هذا الإجماع عن محمد بن الحسن، أبو القاسم اللالكائي، وأبو محمد بن قدامة في كتابيهما.
[الوليد بن مسلم القرشي (194هـ) ]
172-
وقال الوليد بن مسلم1: "سألت الأوزاعي2، ومالك بن أنس3، وسفيان الثوري4، والليث بن سعد5، عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة؟ فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف"6.
1 الوليد بن مسلم القرشي، مولاهم، أبو العباس الدمشقي، الحافظ، عالم أهل دمشق، ثقة، مات آخر سنة أربعين وتسعين ومائة. انظر الكاشف (3/242) ، التقريب (ص1041) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (94) .
3 تقدمت ترجمته في الفقرة (13) .
4 تقدمت ترجمته في الفقرة (64) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (149) .
6 أخرجه أبو بكر الخلال في السنة (1/259، برقم313) . وأخرجه الآجري في الشريعة (3/1146، رقم720) . وأخرجه الدارقطني في الصفات (ص44، برقم67) . وأخرجه ابن بطة في الإبانة (تتمة كتاب الرد على الجهمية) ، (3/241-242، برقم183) . وأخرجه ابن مندة في التوحيد (3/307، برقم894) . وأخرجه اللالكائي في السنة (930) . والصابوني في عقيدة السلف (ص70، برقم90) . وأورده أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/47، برقم16) . وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/377) ، وفي الإعتقاد (ص118) ، وسننه (3/2) . وابن عبد البر في التمهيد (7/149، 158) . وأورده الذهبي في العلو (ص104، و105) ، بسنده من طريق الدارقطني، وأورده في سير أعلام النبلاء (8/105) ، وتذكرة الحفاظ (1/304) ، وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص82، برقم82) . وقال قبله: "صح عن الوليد"، وعلق بعده بقوله:"قلت: مالك في وقته إمام أهل المدينة، والثوري إمام أهل الكوفة، والأوزاعي إمام أهل دمشق، والليث إمام أهل مصر، وهم من كبار أتباع التابعين". وأورده السيوطي في الأمر بالإتباع والنهي عن الإبتداع (ص206، برقم326) .
رواه أبو أحمد العسال، عن محمد بن أيوب1، عن الهيثم بن
1 محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي، أبو عبد الله البجلي، صاحب فضائل القرآن ثقة حافظ محدث، مصنف، عمَّر طويلاً، توفي سنة (304هـ) . الجرح والتعديل (7/198) ، السير (13/449) .
خارجة1، حدثنا الوليد بن مسلم.
[وكيع بن الجراح الرؤاسي (197هـ) ]
173-
وقال أحمد بن حنبل، حدثنا وكيع2، عن إسرائيل3 بحديث:"إذا جلس الرب على الكرسي"، فاقشعر رجل عند وكيع، فغضب وكيع وقال:"أدركنا الأعمش4، وسفيان5، يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها".
أخرجه عبد الله في كتاب "الرد على الجهمية" عن أبيه6.
[عبد الرحمن بن مهدي العنبري (198هـ) ]
وعن عبد الرحمن بن مهدي7 قال: (ق49/أ) "إن الجهمية أرادوا أن
1 الهيثم بن خارجة المروذي، أبو أحمد أو أبو يحيى، نزيل بغداد، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة (227هـ) في آخر يوم منها. أخرج له البخاري والنسائي وابن ماجة. التقريب (ص1030) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (98) .
3 تقدمت ترجمته في الفقرة (98) .
4 تقدمت ترجمته في الفقرة (64) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (82) .
6 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (1/302، برقم 587) . وأورده الذهبي في العلو (ص117) ، وأورده كذلك في السير (9/165) .
7 تقدمت ترجمته في الفقرة (99) .
ينفوا أن يكون الله كلم موسى، وأن يكون على العرش، نرى أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم"1.
رواه غير واحد بإسناد صحيح عن عبد الرحمن قال: "الذي قال فيه ابن المديني2: لو حلفت بين الركن والمقام، لحلفت أني ما رأيت أعلم منه"3.
1 أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص17) . وعبد الله بن أحمد في السنة (1/121، برقم48) بلفظ مقارب. وابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الجهمية)(2/94-95، برقم327) بنحوه، وأيضا (برقم255) . وأبو نعيم في الحلية (9/7-8) . والبيهقي في الأسماء والصفات (1/546، 608) .
وأورده ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/261-262) وصحح إسناده، وأورده أيضا في الفتوى الحموية (ص84) . وأورده الذهبي في العلو (ص118) ، وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص41، برقم11) . وأورده في سير أعلام النبلاء (9/199-200) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (214-215) .
2 علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم، أبو الحسن بن المديني البصري، ثقة ثبت، إمام، أعلم أهل عصره بالحديث وعلله، عابوا عليه إجابته في المحنة، لكنه تنصل وتاب واعتذر بأنه كان خاف على نفسه، مات سنة (234هـ) على الصحيح. تاريخ بغداد (11/458) ، السير (11/41) .
3 ذكره الخطيب في التاريخ بنحوه. تاريخ بغداد (10/244-245) .
[خالد بن سليمان البلخي (؟؟) ]
175-
قال ابن أبي حاتم، حدثنا زكريا بن داود1 بن بكر2 3، سمعت أبا قدامة السرخسي4، سمعت أبا معاذ البلخي5 رحمه الله -يعني خالد بن سليمان- بفرغانة يقول: "كان جهم6 على معبر ترمذ، وكان فصيح اللسان، [و] 7 لم يكن له علم ولا مجالسة أهل العلم، فكلم السُمَنية8، فقالوا له: صف لنا ربك الذي تعبده. فدخل البيت لا يخرج،
1 في (ج)"اين أبي داود" وهو خطأ.
2 في (ب)"بكير".
3 زكريا بن داود بن بكر أبو يحيى، النيسابوري، الخفاف، الحافظ الكبير، قال الحاكم:"هو المقدم في عصره، صاحب التفسير الكبير"، توفي سنة (286هـ) . تاريخ بغداد (8/462) ، تذكرة الحفاظ (2/676) .
4 عبيد الله بن سعيد بن يحيى اليشكري، أبو قدامة السرخسي، نزيل نيسابور، ثقة مأمون سنّي، من العاشرة، مات سنة (241هـ) ، أخرج له البخاري ومسلم والنسائي. التقريب (ص639) .
5 خالد بن سليمان، أبو معاذ البلخي، ضعفه ابن معين، ومشاه غيره، روى عن الثوري ومالك. الميزان (1/631) .
6 الجهم بن صفوان، تقدمت ترجمته في الفقرة (149) .
7 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب)(ج) ، والتصويب من المصادر الأخرى.
8 السمنية: ديانة بوذية، كانت منتشرة في بلاد ما وراء النهر. انظر الفهرست للنديم (ص532) .
ثم خرج إليهم بعد أيام فقال: هو هذا الهواء مع كل شيء، وفي كل شيء، ولا يخلو منه شيء1". قال أبو معاذ:"كذب عدو الله، إن2 الله في السماء على العرش كما وصف نفسه"3.
وهذا ثابت عن أبي معاذ أحد الأئمة رحمه الله.
[شجاع بن أبي نصر البلخي (؟؟) ]
176-
وقال ابن أبي حاتم، حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي4، ثنا يحيى5 بن أيوب6، حدثنا أبو نعيم
1 في (ج)"كل شيء".
2 "إن" مكررة في (ب) .
3 ساق الإمام أحمد القصة في كتاب الرد على الجهمية (ص65-66-ضمن عقائد السلف) . أخرجها البيهقي في الأسماء والصفات (2/337، رقم904) . وأوردها ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص224) . وأخرجها ابن بطة في الإبانة (كتاب الرد على الجهمية)(2/76-79، برقم317) ، ولكن بطريق آخر عن مقاتل بن سليمان.
4 عبد الله بن محمد بن الفضل بن الشيخ بن عميرة الأسدي، أبو بكر، قال عنه أبو حاتم:(صدوق) ،. الجرح والتعديل (5/163) .
5 [يحيى] ساقطة من (ب) و (ج) .
6 يحيى بن أيوب المقابري البغدادي، العابد، ثقة، من العاشرة، مات سنة (234هـ) ، وله سبع وسبعون سنة. التقريب (ص1050) .
البلخي1 -وكان قد أدرك جهما- قال: "كان لجهم صاحب يكرمه ويقدمه2 على غيره، فإذا هو قد صَيَّح به، وبدر به، ووقع فيه، قال أبو نعيم: فقلت له: لقد كان يكرمك. فقال إنه قد جاء منه ما لا يحتمل، بينا هو يقرأ طه، والمصحف في حجره، فلما أتى على هذه الآية: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال: لو3 وجدت السبيل إلى أن أحكها من المصاحف. فاحتملت هذه، ثم إنه بينا هو (ق49/ب) يقرأ آية إذ قال: ما أظرف محمداً حين قالها. ثم إنه بينا هو يقرأ طسم -[سورة] 4 القصص- والمصحف في حجره إذ مر بذكر موسى عليه السلام، فدفع المصحف بيده ورجله، وقال: أي شيء هذا ذكره هنا، فلم يتم ذكره".
هكذا5 أخرجه ابن أبي حاتم، وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "الرد على الجهمية"، عن [الصاغاني] 6، عن يحيى بن أيوب، واسم
1 شجاع بن أبي نصر البلخي، أبو نعيم المقرئ صدوق، من التاسعة، أخرج له البخاري تعليقا. التقريب (ص431) .
2 في (ب) و (ج)"ويدمه".
3 كلمة [لو] ساقطة في (ب)(ج) .
4 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ)
5 [هكذا] ساقطة من (ب) و (ج)
6 في (أ) الصنعاني وهو خطأ.
وهو محمد بن إسحاق بن جعفر وقيل بن محمد، أبو بكر الصاغاني، قال الخطيب:"كان أحد الأثبات المتقنين مع صلابة في الدين، واشتهار بالسنة، واتباع في الرواية"، توفي سنة (270هـ) ، تاريخ بغداد (1/240) ، السير (12/592) .
أبي نعيم شجاع بن أبي نصر1.
[أبو يوسف صاحب أبي حنيفة (182هـ) ]
177-
وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن [الحسين] 2 بن مهران3،
حدثنا بشار4 بن موسى الخفاف5، قال جاء بشر بن الوليد6 إلى أبي
1 أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص20، برقم55) . وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (1/167، برقم190) . وأخرجه ابن بطة في الإبانة (كتاب الرد على الجهمية)(2/92-93،برقم322-323) . وأورده الذهبي في العلو (ص114) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص224-225) .
وقال الألباني في مختصر العلو (ص163) : "سنده صحيح".
2 في (أ) و (ب) و (ج)" الحسن " والتصويب من مصادر ترجمته.
3 علي بن الحسين بن مهران، أبو الحسن النيسابوري الصفار، أثنى عليه إبراهيم بن أبي طالب، توفي سنة (295هـ) . تاريخ الإسلام (22/209) .
4 في (ج)"بشر" وهو خطأ.
5 بشار بن موسى الخفاف الشيباني عجلي بصري، نزل بغداد، ضعيف، كثير الغلط، كثير الحديث، من العاشرة أخرج له ابن ماجة في التفسير. التقريب (ص167) .
6 بشر بن الوليد بن خالد، أبو الوليد الكندي القاضي، الفقيه، صاحب أبي يوسف، وكان عالما دينًا، توفي ببغداد سنة (238هـ) ، تاريخ بغداد (7/80) ، السير (10/673) .
يوسف1 فقال له: "تنهاني عن الكلام وبشر المريسي2، وعلي الأحول3، وفلان يتكلمون، فقال: وما يقولون؟ قال: يقولون [إن] 4 الله في كل مكان. فبعث أبو يوسف فقال: علي بهم، فانتهوا إليهم، وقد قام بشر، فجيء بعلي الأحول والشيخ -يعني الآخر-، فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال: لو أن فيك موضع أدب لأوجعتك، فأمر به إلى الحبس، وضرب عليا الأحول وطوف به"5.
[سلام بن أبي مطيع الخزاعي (164هـ) ]
178-
وقال ابن أبي حاتم6، حدثنا أبو زرعة7، حدثنا هدبة بن
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (168) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (103) .
3 لم أقف له على ترجمة.
4 ما بين المعكوفتين ساقط من (ا) و (ب) ، وما أثبته من (ج) .
5 تقدم تخريجها برقم (168) .
6 تقدمت ترجمته في الفقرة (160) .
7 عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ، أبو زرعة الرازي، كان إماما ربانيا، متقنا، حافظا، مكثرا، صادقا، توفي سنة (264هـ) ، وولد سنة (200هـ) . تاريخ بغداد (10/326) ، السير (13/65) .
خالد1، سمعت سلام بن أبي مطيع2 يقول:"ويلهم ما ينكرون من هذا الأمر؟ والله ما في الحديث شيء إلا وفي القرآن أثبت منه يقول الله تعالى {إِنَّ الله سَمِيعٌ بَصِير} 3 {وَيُحَذِّرُكُم الله نَفْسَهُ} 4 {وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} 5 {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} 6 / {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} 7 {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 8 فما زال في ذا من العصر إلي المغرب"9.
1 هدبة بن خالد بن الأسود القيسي، الثوباني، أبو خالد البصري، يقال له هدَّاب، ثقة، عابد، تفرد النسائي بتليينه، من صغار التاسعة، مات سنة بضع وثلاثين ومائتين. التقريب (ص1018) .
2 سلام بن أبي مطيع، أبو سعيد الخزاعي مولاهم، البصري، ثقة، صاحب سنة، من التاسعة، مات سنة (164هـ) وقيل بعدها. التقريب (ص426) .
3 الآية 1 من سورة المجادلة.
4 الآية 28 من سورة آل عمران.
5 الآية 67 من سورة الزمر.
6 الآية 75 من سورة ص.
7 الآية 164 من سورة النساء.
8 الآية 54 من سورة الأعراف.
9 أخرجه ابن منده في كتاب التوحيد (3/308، برقم898) . وأورده الذهبي في العلو (ص105) .
وقال الألباني في مختصر العلو (ص144) : "هذا إسناد صحيح".
[يزيد بن هارون الواسطي (206هـ) ]
179-
وقال شاذ بن يحيى1 سمعت يزيد بن هارون2 يقول: "من زعم أن الرحمن على العرش على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي"
رواها عبد الله في كتاب "السنة" له، عن عباس العنبري3، عن شاذ ابن يحيى4.
1 شاذ بن يحيى الواسطي، مقبول، من العاشرة. التقريب (ص429) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (69) .
3 في (ب) و (ج)"ابن عباس العنبري" وهو خطأ.
وهو العباس بن عبد العظيم العنبري تقدمت ترجمته في الفقرة (98) .
4 أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص11) . وأبو داود في المسائل (ص268) . وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (1/123، برقم54) ، و (2/482، برقم1110) . وابن بطة في الإبانة (تتمة كتاب الرد على الجهمية)(3/164-165، برقم122) . وأورده أبو يعلى في إبطال التأويلات (ق149/ب) . وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/184) . وأورده الذهبي في العلو (ص116-117) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص214) وقال عقبه: "قال شيخ الإسلام -يعني ابن تيمية- والذي تقرر في قلوب العامة هو ما فطر الله تعالى عليه الخليقة من توجهها إلى ربها تعالى عند النوازل والشدائد والدعاء والرغبات إليه تعالى نحو العلو، لا يلتفت يمنة ولا يسرة من غير موقف وقفهم عليه، ولكن فطرة الله التي فطر الناس عليها، وما من مولود إلا هو يولد على هذه الفطرة يجهمه وينقله إلى التعطيل من يقيض له" اهـ.
وقال الألباني في المختصر (ص168) : "إسناده جيد".
ويزيد بن هارون شيخ أهل واسط، وأجلهم علماً وزهداً على رأس المائتين، وله مناقب كثيرة رحمه الله.
وهذا الذي قاله هو الحق، لأنه لو كان معناه على خلاف ما يقر1 في القلوب السليمة2 [من] 3 الأهواء، والفطرة الصحيحة من الأدواء، لوجب على الصحابة والتابعين أن يبينوا أن استواء الله على عرشه على خلاف ما فطر الله عليه خلقه، وجبلهم على اعتقاده؛ اللهم إلا أن يكون في بعض الأغبياء من يفهم من أن الله في السماء أو على العرش [أنه محيز
1 جاء في هامش (ا) العبارة التالية: "بالتخفيف من وقر وقاراً إذا سكن وثبت، معناه من النهاية".
2 في (ب)"السلمة".
3 مابين المعكوفتين ساقط من (أ)
وأنهما حيز له] 1، وأن العرش محيط به2، فكيَّف ذلك في ذهنه وبفهمه، كما بَدَر في الشاهد3 من أي جسم كان، على أي جسم4، فهذا حال جاهل، و [ما] 5 أظن أن أحدا اعتقد ذلك من العامة ولا قاله، وحاشا يزيد بن هارون أن يكون مراده هذا، وإنما مراده ما تقدم، وقد قال مثل قوله عبد الله بن [مسلمة] القعنبي6، شيخ البخاري ومسلم، وغيره، وسيأتي إن شاء الله فيما بعد7.
[سعيد بن عامر الضبعي (208هـ) ]
180-
وعن سعيد بن عامر الضبعي8 -إمام أهل البصرة على رأس
1 في (أ) و (ب) و (ج)"أنه ماحيز وإن حيز له" ولعل الصواب ما أثبته.
2 "به" ساقطة من (ب) .
3 في (ب)"الشهادة".
4 عبارة [على أي جسم] ساقطة من (ب) و (ج)
5 في (ب) و (ج)"من".
6 في (أ) و (ب)"مسلم"، وما أثبته من (ج) . وستأتي ترجمته في الفقرة (213) .
7 قول القعنبي سيأتي برقم (213) .
8 سعيد بن عامر الضبعي -نسبة إلي قبيلة ضبيعة-، ثقة، صالح، مات سنة (208هـ) وله ثمانون سنة، إمام أهل البصرة على رأس المائتين. انظر الكاشف (2/179) ، التقريب (381) .
المائتين- أنه ذكر عنده الجهمية، قال:"هم شَرٌّ قولاً من اليهود والنصارى، اجتمع أهل الأديان مع المسلمين أن الله على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء". (ق50/ب)
رواه ابن أبي حاتم في كتابه1.
[عباد بن العوام الكلابي (185هـ) ]
181-
وقال عباد بن العوام2 -أحد الأئمة بواسط-: "كلَّمت بِشْراً المريسي وأصحابه، فرأيت آخر كلامهم ينتهي أن يقولوا ليس في السماء شيء، أرى -والله أعلم- أن لا يناكحوا، ولا يورثوا"3.
1 أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص9) . وأورده ابن تيمية في الفتاوى (5/52) .
ودرء تعارض العقل والنقل (6/261) . وأورده الذهبي في العلو (ص117) . وكذلك في الأربعين في صفات رب العالمين (ص42، برقم14) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص215) ، وعزاه لابن أبي حاتم، وأورده أيضاً في الصواعق كما في مختصر الصواعق (2/213-214) .
2 عباد بن العوام بن عمر الكلابي، أبو سهل الواسطي، ثقة، مات سنة (185هـ) . التقريب (ص482) ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (8/511) .
3 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (1/126-127، برقم65) و (1/170، برقم199) و (1/275، برقم516) . وأخرجه الخلال في السنة (5/113، برقم1753) و (5/115، برقم1756) . وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/185) ، ودرء تعارض العقل والنقل (6/261) . وأورده الذهبي في العلو (ص112) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص215-216) .
وقد تقدم نحوه عن جرير1، وحماد بن زيد2.
[عبد الملك بن قُريب الأصمعي (215هـ) ]
182-
وعن الأصمعي3 قال: "قدمت امرأة جهم، وقال رجل عندها الله على عرشه، فقالت: محدود على محدود. قال الأصمعي: هي كافرة بهذه المقالة"4.
1 تقدم برقم (164) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (149) ، وتقدم قوله في الفقرة (160) .
3 أبوسعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع، المعروف بالأصمعي، الباهلي، كان صاحب لغة ونحو، وإماما في الأخبار والنوادر والملح والغرائب، توفي سنة (215هـ) . انظر (وفيات الأعيان (3/170-176) ، الكاشف (2/213) .
4 وأورده ابن تيمية في الفتاوى (5/53) . أورده الذهبي في العلو (ص118) ، وكذلك في الأربعين في صفات رب العالمين (ص41) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص225) وعزاه لابن أبي حاتم.
[علي بن عاصم الواسطي (201هـ) ]
183-
وقال يحيى بن علي بن عاصم1: "كنت عند أبي2، فاستأذن عليه المريسي، فقلت له: يأبه مثل هذا يدخل عليك! فقال3: وماله؟؛ قلت: إنه يقول: إن القرآن مخلوق، ويزعم أن الله معه في الأرض، وكلاما ذكرته، فما رأيته اشتد عليه مثل ما اشتد عليه في القرآن أنه مخلوق، وأنه معه في الأرض"4.
أخرجها واللتين قبلها ابن أبي حاتم في كتابه في "الرد على الجهمية".
وعلي بن عاصم أحد الأئمة في طبقة يزيد بن هارون، ووكيع5 توفي سنة إحدى و [مائتين] 6، وله أربع وتسعون سنة.
1 يحيى بن علي بن عاصم الواسطي، روى عن أبيه. انظر الثقات لابن حبان (9/ 258) .
2 علي بن عاصم بن صهيب الواسطي التيمي مولاهم، صدوق يخطىء ويصر، رمي بالتشيع، من التاسعة، مات سنة إحدى ومائتين، وقد جاوز التسعين. التقريب (ص699) ، تاريخ بغداد (11/446) .
3 في (ب)"فقلت".
4 أورده الذهبي في العلو (ص116) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص216-217) وعزاه لابن أبي حاتم.
5 [وكيع] ساقطة من (ب) و (ج)
6 في (أ) و (ب) و (ج)"ثمانين" وهو خطأ. والتصويب من مصادر ترجمته.
وقال: "أعطاني أبي مائة ألف درهم، فرجعت من رحلتي وقد كتبت مائة ألف حديث"1.
[وهب بن جرير الأزدي (206هـ) ]
184-
أخبرنا بلال المغيثي2 بمصر، أنبأنا عبد الوهاب بن رواج3، أنبأنا أبو طاهر السِّلفي4، أنبأنا مكي بن منصور5، أنبأنا
1 انظر تاريخ بغداد (11/447) .
2 الأمير الكبير، أبو الخير بلال المغيثي الطواشي الحبشي الصالحي، ذكره ابن العماد في وفيات (699هـ) وقال:"روى عن عبد الوهاب بن رواج، توفي بعد الهزيمة بالرملة، وهو في عشر المائة". شذرات الذهب (5/446) .
3 المحدث رشيد الدين، أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن فتوح الإسكندراني المالكي، ولد سنة (554هـ) ، وسمع الكثير من السلفي وطائفة، ونسخ الكثير، وخرج الأربعين، وكان ذا فقه وتواضع، توفي سنة (648هـ) . انظر الشذرات (5/242) .
4 أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني، أبو طاهر صدر الدين السِّلفي، حافظ مكثر، من أهل أصبهان، رحل وصنف كثيرا، له معجم شيوخ أصبهان، ومعجم شيوخ بغداد، توفي بالأسكندرية سنة (576هـ) . السير (21/5) ، وفيات الأعيان (1/31) .
5 مكي بن محمد بن علَاّن، أبو الحسن الكرجي، المعتمد، المعروف بالسّلاّر، الشيخ الجليل، المسند، المعمر، مات بأصبهان سنة (491هـ) . السير (19/71) ، شذرات الذهب (3/397) .
أبو بكر الحيري1، حدثنا حاجب الطوسي2، حدثنا محمد بن حماد3، سمعت وهب بن4 جرير5 يقول:"إياكم ورأي جهم6، فإنهم يجادلون أنه ليس في السماء شيء، وما هو إلا من وحي إبليس، وما هو إلا الكفر"7.
1 أبو بكر الحيري، هو القاضي أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي، قاضي نيسابور، وكان فاضلا غزير العلم، من شيوخ الحاكم والبيهقي، مات سنة (421هـ) . السير (17/356) .
2 حاجب بن أحمد بن يرحم بن سفيان، أبو محمد النيسابوري الطوسي، وثقه ابن منده واتهمه الحاكم، مات سنة (336هـ) . الميزان (1/429) ، السير (15/336) .
3 محمد بن حماد الأبيوردي الزاهد، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثمان أو تسع وأربعين ومائتين. التقريب (ص838) .
4 [بن] ساقطة من (ب) .
5 هو وهب بن جرير بن حازم بن زيد الأزدي، أبو العباس البصري، الحافظ، ثقة، من التاسعة، مات سنة (206هـ) ، من رواة الجماعة. التقريب (ص1043) .
6 تقدمت ترجمته في الفقرة (149) .
7 علقه البخاري في خلق أفعال العباد (ص9، برقم6) . وأورده ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص118، برقم101) . وأورده الذهبي في العلو (ص118) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص217) ، وصححه وعزاه للذهبي. وانظر مختصر العلو (ص170) .
[محمد بن مصعب العابد (228هـ) ]
185-
وقال أبو الحسن بن العطار1، (ق51/أ) سمعت محمد بن مصعب العابد2، يقول:"من زعم أنك لا تتكلم ولا تُرى في الآخرة، فهو كافر بوجهك، [ولا يعرفك] 3، أشهد أنك فوق العرش".
رواه الدارقطني في "الصفات"، وعبد الله بن أحمد في "السنة"، بإسناد صحيح4.
1 في (ج)"عطار".
وهو محمد بن محمد بن عمر بن الحكم، أبو الحسن بن العطار، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل:"كان ثقة أمينا"، توفي سنة (268هـ) . تاريخ بغداد (3/203-204) .
2 محمد بن مصعب أبو جعفر الدعاء، أحد العباد المشهورين، وهو من القراء المعروفين، توفي في بغداد سنة ثمان وعشرين ومائتين. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (3/279) .
3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، وأثبتها من مصادر التخريج.
4 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/173، برقم210) . وأخرجه الدارقطني في الصفات (ص72-73، برقم64) . والخطيب في تاريخ بغداد (3/280) . وأورده الذهبي في العلو (ص124) . وأورده ابن القيم كما في مختصر الصواعق (2/212) .
[يحيى بن زياد الفراء (207هـ) ]
186-
وقال محمد بن الجهم1، حدثنا يحيى بن زياد الفراء2 قال:"وقد قال عبد الله بن عباس: {ثُمّ اسْتَوَى} صعد، وهو كقولك للرجل كان قاعدا فاستوى قائماً، وكان قائمًا فاستوى قاعدًا، وكل في كلام العرب جائز".
أخرجه البيهقي في "الصفات"3، فقال: أنبأنا الحاكم4،حدثنا الأصم5، حدثنا محمد بن الجهم، فذكره.
[نوح بن أبي مريم المروزي (173هـ) ]
187-
وقال أحمد بن سعيد الدارمي6 -أحد شيوخ مسلم-، سمعت
1 محمد بن الجهم بن هارون، أبو عبد الله، الكاتب السمري، راوي كتب الفراء، وثقه الدارقطني، وقال عبد الله بن أحمد:"صدوق ما أعلم إلا خيرا"، توفي في رجب سنة (277هـ) . تاريخ بغداد (2/161) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (5) .
3 أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/310 رقم871) . وأورده الذهبي في العلو (ص118-119) .
4 تقدمت ترجمته في الفقرة (29) .
5 محمد بن يعقوب بن يوسف النيسابوري، أحد الأعلام، توفي سنة (346هـ) . تذكرة الحفاظ (3/860) ، السير (15/452) .
6 أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، أبو جعفر، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين. انظر تهذيب التقريب (ص89) .
أبي1، يقول: سمعت أبا عصمة نوح بن أبي مريم2، وسأله رجل عن الله عز وجل في السماء هو؟، فحدث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين سأل الأمة "أين الله؟ قالت: في السماء، قال: اعتقها فإنها مؤمنة"3. قال: "سماها رسول صلى الله عليه وسلم مؤمنة أن عرفت أن الله في السماء".
رواه عبد الله بن أحمد في كتاب "السنة" عن أحمد بن سعيد4.
[محمد بن مصعب العابد (228هـ) ]
188-
وقال المروزي5، [سمعت أبا عبد الله الخفاف6] 7، سمعت
1 سعيد بن صخر الدارمي، روى عن حماد بن سلمة قال أبو حاتم:(مجهول) . الجرح والتعديل (4/34) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (151) .
3 تقدم تخريجه في (13) .
4 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (1/306، برقم596) .
وأورده الذهبي في العلو (ص111) .
5 أحمد بن محمد بن الحجاج المروزي، شيخ الإسلام، وصاحب الإمام أحمد، إمام فقيه، قدوة، مات سنة (275هـ) . السير (13/73) ، طبقات الحنابلة (1/56) .
6 لم أقف له على ترجمة.
7 في (أ) و (ب) و (ج)"وقال المروزي الخفاف"، والتصويب من السنة للخلال (1/218) .
ابن مصعب1 وقرأ {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} 2 فقال: "نعم يقعده معه على العرش".
قال أحمد بن حنبل -وذكر ابن مصعب-، فقال:"قد كتبت عنه وأي رجل"3.
هكذا (ق51/ب) أخرجه أبو بكر المروزي صاحب الإمام أحمد، وهو من أجل من أخذ الفقه عنه، ألف هذا الكتاب في حدود السبعين ومائتين، لما أنكر بعض الجهمية أن الله يقعد محمداً صلى الله عليه وسلم على العرش، واستفتى من كان في عصره في ذلك.
وهذا حديث ثابت عن مجاهد4، رواه عنه ليث بن أبي5 سليم6،
1 محمد بن مصعب العابد تقدمت ترجمته في الفقرة (185) .
2 الآية 79 من سورة الإسراء.
3 أخرجه أبو بكر الخلال في السنة (1/218، برقم250-251) . وأورده الذهبي في العلو (ص124) وقال: "فأما قضية قعود نبينا على العرش، فلم يثبت في ذلك نص، بل في الباب حديث واه، وما فسر به مجاهد الآية كما ذكرنا، فقد أنكره بعض أهل الكلام، فقام المروزي وقعد، وبالغ في الانتصار لذلك وجمع فيه كتاباً
…
".
4 تقدمت ترجمته في الفقرة (1) .
5 "أبي" ساقطة من (ب)(ج) .
6 انظر السنة للخلال (1/251، برقم297) ،وقد تقدمت ترجمة ليث في الفقرة (97) .
وعطاء بن السائب1، وجابر بن يزيد2، وأبو يحيى القتات3، وغيرهم4.
ورواه عن ليث5، محمد بن فضيل6، وعبد الله بن إدريس الأودي7، واشتهر عن محمد بن فضيل، عن ليث، فرواه أبو بكر بن أبي
1 انظر السنة للخلال (1/251، برقم294) ، و (1/252، برقم297) ، وقد تقدمت ترجمة عطاء في الفقرة (70) .
2 انظر السنة للخلال (1/251، برقم297) ، وجابر هو جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي، أبو عبد الله الكوفي، ضعيف، رافضي، من الخامسة، مات سنة (127هـ) ، وقيل سنة (132هـ) . التقريب (192) .
3 انظر السنة للخلال (1/252، برقم296) .
وأبو يحيى القتات، اسمه زاذان، وقيل دينار وقيل مسلم وقيل يزيد وقيل زبّان، وقيل عبد الرحمن، لين الحديث، من السادسة. التقريب (ص1224) .
4 أشار إلى هذه الطرق الذهبي في العلو (ص125) . وكذلك الخلال في السنة وانظر (ص296، إلى 301) .
5 في (أ) و (ب) و (ج)"ليث بن محمد بن فضيل" وهو خطأ والصواب ما أثبته.
6 محمد بن فضيل بن غزوان الضبي مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق عارف، رمي بالتشيع، من التاسعة، مات سنة (195هـ) ، أخرج له الجماعة. التقريب (889) .
7 عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، أبو محمد الكوفي، ثقة فقيه، عابد، من الثامنة، مات سنة (192هـ) ، وله بضع وسبعون سنة. التقريب (ص491) .
شيبة1، وأخوه عثمان2، وحدثا به على رؤوس الناس ببغداد3.
وحدث به عنه أيضا4 إسحاق بن راهوية5، ومحمد بن عبد الله بن نمير6، وخلاد بن أسلم7، وإسماعيل بن حفص
1 عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، إبراهيم بن عثمان الواسطي الأصل، ثقة، حافظ، صاحب تصانيف، توفي سنة (235هـ) ، أخرج له الجماعة إلا الترمذي. تهذيب التهذيب (6/2) ، السير (11/122) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (67) .
3 انظر السنة للخلال (1/219، برقم254) ، وانظر الأرقام التالية (215-242-243-246-282) .
4 في (ب) و (ج)[وحدث به أيضاً عنه]
5 انظر السنة للخلال (1/248، برقم287) ، وتقدمت ترجمة إسحاق في الفقرة رقم (2) .
6 انظر السنة للخلال (1/246، برقم282) .
ومحمد بن عبد الله بن نمير، هو الهمداني، أبو عبد الرحمن الكوفي، ثقة حافظ، فاضل، من العاشرة، مات سنة (234هـ) ، أخرج له الجماعة. التقريب (ص866) .
7 انظر السنة للخلال (1/255، برقم304) . والشريعة للآجري (4/1615، برقم1104) .
وخلاد بن أسلم، هو البغدادي، أبو بكر الصفار، يقال أصله مروزي، ثقة، من العاشرة، مات سنة (249هـ) ، أخرج له الترمذي. التقريب (ص303) .
الأيلي1، وسفيان بن وكيع2، ومحمد بن حسان3، والحسن بن الزبرقان أبو الخزرج4، والحارث بن شريح5، وعلي بن حرب6،
1 إسماعيل بن حفص بن عمر بن دينار الأبلي، أبو بكر الأودي، صدوق، من العاشرة، مات سنة نيف وخمسين ومائتين. التقريب (ص138) .
2 سفيان بن وكيع، أبو محمد الرؤاسي الكوفي، كان صدوقا إلا أنه ابتلي بوراقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه، من العاشرة. التقريب (ص395) .
3 جاء في السنة للخلال (1/248) ، يحيى بن حسان، انظر رقم (288) ، وفي (أ) و (ب)"محمد ابن حسان" ولعله خطأ.
ويحيى بن حسان، هو التنيسي، أصله من البصرة، ثقة، من التاسعة، مات سنة (208) ، وله أربع وستون سنة. التقريب (ص1051) .
4 في (أ) و (ب)"الحسن بن الزبرقاني أبو الخنرحي" وهو خطأ.
وهو الحسن بن الزبرقان الكوفي تيمي، سكن قزوين، ويكنى بأبي الخزرج، سئل عنه أبو حاتم فقال:"هو شيخ". الجرح والتعديل (3/15) .
5 الذي في الميزان (1/433) : الحارث بن سريج النقال، أحد الفقهاء، ضعفه غير واحد، توفي سنة (236هـ) . تاريخ بغداد (8/209) .
6 علي بن حرب بن محمد بن علي الطائي، صدوق، فاضل، من صغار العاشرة، مات سنة (265هـ) وقد جاوز التسعين. أخرج له النسائي فقط. التقريب (ص691) .
وعلي بن المنذر الطريقي1، والعباس بن يزيد البحراني2، ولفظهم3 "يجلسه معه على العرش".
ولفظ الباقين، أخبرني ابني أبي شيبة4، وعبد الرحمن بن صالح5، وهارون بن معروف6، وإبراهيم بن موسى الرازي7،
1 في (أ) و (ب)"الضريفي" وهو خطأ.
وهو علي بن المنذر الطريقي، صدوق، يتشيع، من العاشرة، مات سنة (256هـ) ، أخرج له الترمذي والنسائي وابن ماجة. التقريب (ص705) .
2 العباس بن يزيد أبي حبيب البحراني البصري، يلقب عباسويه ويعرف بالعبدي، كان قاضي همذان، صدوق يخطىء من صغار العاشرة، أخرج له ابن ماجة فقط. التقريب (ص489) .
3 في (ب)"ولفظهم".
4 هما أبو بكر وعثمان، أبو بكر تقدم قريبا، وعثمان في الفقرة (67) . انظر السنة للخلال (1/245-246، برقم282) .
5 الشريعة للآجري (4/1615، برقم1105) . وعبد الرحمن بن صالح، هو الأزدي العتكي الكوفي، نزيل بغداد، صدوق يتشيع، من العاشرة، مات سنة (235هـ) . التقريب (ص582) .
6 انظر السنة للخلال (1/232-233،برقم267) ، و (1/235، برقم270، وبرقم314) .
وهارون بن معروف هو المروزي، أبو علي الخزاز الضرير، نزيل بغداد، ثقة، مات سنة (231هـ) ، من العاشرة. التقريب (ص1015) .
7 انظر السنة للخلال (1/214، برقم244) .
وإبراهيم بن موسى، هو ابن يزيد التميمي، أبو إسحاق الفراء الرازي، يلقب بالصغير، ثقة حافظ، من العاشرة، مات بعد العشرين ومائتين. التقريب (ص117) .
وواصل (ق52/أ) بن عبد الأعلى1، ويحيى بن عبد المجيد الحماني2، وعبيد بن يعيش3، وجعفر بن محمد بن الحداد4، "يجلسه على العرش".
والزيادة صحيحة مقبولة.
ورفعه بعضهم من حديث ابن عمر وإسناده واه لا يثبت5، وأما
1 انظر السنة للخلال (1/246، برقم282) .
واصل بن عبد الأعلى، هو ابن هلال الأسدي، أبو القاسم أو أبو محمد الكوفي، ثقة من العاشرة، مات سنة (244هـ) . التقريب (ص1032) .
2 انظر السنة للخلال (1/246، برقم282) .
يحيى بن عبد المجيد، هو أبو عبد الرحمن بن بشمين الحمّاني الكوفي، حافظ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث، من صغار التاسعة، مات سنة (228هـ) . التقريب (ص1060) .
3 انظر السنة للخلال (1/246، برقم282) .
عبيد بن يعيش، هو المحاملي، أبو محمد الكوفي العطار، ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة (228هـ) أو بعدها بسنة. التقريب (ص653) .
4 انظر السنة للخلال (1/246، برقم282) .
وجعفر بن محمد بن الحداد، لم أقف له على ترجمة.
5 أورده ابن بطة في الشرح والإبانة (ص250، برقم278) .
وأخرجه القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (2/476، برقم440) و (1/266، برقم264) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "حديث قعود الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش، رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة، وهي كلها موضوعة، وإنما الثابت أنه عن مجاهد، وغيره من السلف، وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول"، درء تعارض العقل والنقل (5/237) . وعزاه السيوطي في الدر المنثور (5/326-328) إلى ابن مردوية والديلمي.
عن مجاهد فلا شك في ثبوته.
وممن أفتى المروزي1 بأن الخبر يسلم كما جاء ولا يعارض: أبو داود صاحب السنن2، وعبد الله بن الإمام أحمد3، وإبراهيم الحربي4، ويحيى بن أبي طالب5، وأبو جعفر
1 ذكر ابن القيم في بدائع الفوائد (4/39) أسماء من ذكرهم المروزي.
2 انظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/236، برقم271) .
3 انظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/244، برقم279) .
4 انظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/235، برقم270) .
وهو إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم أبو إسحاق البغدادي الحربي، ولد سنة (198هـ) ، وكان إماما في العلم، رأسا في الزهد، حافظا للحديث، جماعا للغة، توفي سنة (285هـ) . تاريخ بغداد (6/27) ، السير (13/356) .
5 انظر الأثر الوارد عنه في السنة (1/233، برقم268) .
ويحيى بن أبي طالب، هو يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان، أبو بكر، أصله من واسط، قال عنه أبو حاتم:"محله الصدق"، وقال موسى بن هارون:"أشهد على يحيى بن أبي طالب أنه يكذب"، وقال الدارقطني:"لا بأس به عندي ولم يطعن فيه أحد بحجة". الجرح والتعديل (9/134) ، تاريخ بغداد (14/220) .
إلى القدرة، فلو كان كما قالوا، كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة، لأن الله قادر على كل شيء، فالأرض [شيء] 1، فالله قادر عليها وعلى الحشوش، وكذا لو كان مستوياً على العرش بمعنى الاستيلاء، لجاز أن2 يقال: مستو على الأشياء كلها، ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول: إن الله مستو على الحشوش والأخلية، فبطل أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء"3.
وذكر أدلة من الكتاب، والسنة، والعقل، وغير ذلك.
5-
ونقل الإمام أبو بكر بن فورك4 المقالة التي تقدمت عن أصحاب الحديث، عن الإمام أبي الحسن الأشعري، في كتاب "المقالات والخلاف بين الأشعري وأبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب"5 تأليفه.
1 ما بين اامعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، وما أثبته من الإبانة.
2 في (أ)"من" وهو خطأ.
3 انظر الإبانة عن أصول الديانة (ص85-87) ط: مكتبة دار البيان.
4 أحمد بن موسى بن مردوية بن فورك الأصبهاني، صاحب التفسير الكبير، حافظ، مجود، علامة، من قدماء الأشاعرة، توفي سنة (410هـ) . تاريخ أصبهان (1/168) ، سير أعلام النبلاء (17/308) .
5 عبد الله بن سعيد بن كلاب بن القطان البصري، رأس الكلابية، صنف كتباً في الرد على المعتزلة، وكان رأس المتكلمين بالبصرة، توفي بعد المائتين وخمسين. سير أعلام النبلاء (20/554) ، منهاج السنة (1/312) .
[عباد] 1 بن أبي روق، سمعت أبي2 يحدث عن الضحاك3، عن ابن عباس في قوله {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} . قال:"يقعده على العرش"4.
190-
حتى إن عبد الله بن الإمام أحمد قال عقيب حديث مجاهد: "وأنا منكر على من رد هذا الحديث، وهو عندي رجل سوء، متهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت هذا الحديث من جماعة، وما رأيت أحداً من المحدثين ينكره، وكان عندنا وقت ما سمعناه من المشايخ أنه إنما ينكره
1 في (أ) و (ب)(ج)"عبادة" والتصويب من السنة للخلال (1/251) .
عباد بن أبي روق، قال يحيى بن معين:"قد رأيته وليس بثقة"، وقال ابن عدي:"له أحاديث، وما يرويه لا يتابع عليه". الميزان (2/365) .
2 اسمه عطية بن الحارث، أبو روق الهمداني، صاحب التفسير، صدوق. التقريب (680) .
3 تقدمت ترجمته في الفقرة (114) .
4 أخرجه الخلال في السنة (1/251-252، برقم295) . وذكره القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (2/494، برقم469) . أخرجه الذهبي في العلو (ص99) وقال: "إسناده ساقط، وعمر هذا الرازي متروك، وفيه جويبر قال: متكلم، اللام في العرش ليست للمعهود بل للجنس، قلت: هذا مشهور من قول مجاهد، ويروى مرفوعا وهو باطل" اهـ.
الجهمية"1.
191-
وحدثنا هارون بن معروف2، حدثنا ابن فضيل3، عن ليث4، عن مجاهد5 في قوله {عَسَى (ق52/ب) أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} قال:"يقعده على العرش".
فحدث به أبي رحمه الله فقال: كان ابن فضيل يحدث به فلم يُقدَّر لي أن أسمعه منه6.
192-
وقال المروزي7: وحدثني إبراهيم بن عرفة8، سمعت أبا عمير9 يقول: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن حديث مجاهد "يقعد
1 أورده الخلال في السنة (1/244، برقم279) . وأورده الذهبي في العلو (ص125) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (188) .
3 محمد بن فضيل بن غزوان، تقدمت ترجمته في الفقرة (129) .
4 ليث بن أبي سليم، تقدمت ترجمته في الفقرة (97) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (1) .
6 أورده الخلال في السنة (1/244، برقم277) . وأورده بنحوه القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (2/479، برقم445) .
7 تقدمت ترجمته في الفقرة (188) .
8 لعله إبرهيم بن محمد بن عرفة، المعروف بنفطويه، ترجمته في السير (13/73) ، وإن كان غيره فلم أهتد إليه.
9 في (أ) و (ب)"أبي عمير" والتصويب من إبطال التأويلات. وأبو عمير هذا لم أقف له على ترجمة.
محمدًا صلى الله عليه وسلم على العرش" فقال: قد تلقته1 العلماء بالقبول2.
193-
قال المروزي: وقال أبو داود -يعني صاحب السنن- فيما احتج به، حدثنا [محمد] 3 بن أبي صفوان الثقفي4، حدثنا يحيى بن كثير5، [قال ثنا سلم بن جعفر6، ثنا سعيد
1 في (ب) و (ج)[قال تلقته] .
2 أورده الخلال في السنة (1/246-247، برقم283) . وأخرجه القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (2/480، برقم448) . وانظر طبقات الحنابلة (1/56) .
3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) وما أثبته من (ج) .
4 محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، وقد ينسب إلي جده، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة (252هـ) ، أخرج له أبو داود والنسائي. التقريب (ص877) .
5 في (ب) و (ج)"يحيى بن أبي كثير" وهو خطأ.
وهو يحيى بن كثير بن درهم العنبري مولاهم، البصري، أبو غسّان، ثقة، من التاسعة، مات سنة (206هـ) ، أخرج له الجماعة. التقريب (ص1064) .
6 سلم بن جعفر البكراوي، أبو جعفر الأعمى، قال ابن المديني:"من أهل اليمن، صدوق، تكلم فيه الأزدي بغير حجة"، من الثامنة، أخرج له أبو داود والترمذي. التقريب (ص396) .
الجريري1] 2، حدثنا سيف [السدوسي] 3، عن عبد الله بن سلام4 رضي الله عنه قال: "إذا كان يوم القيامة5 جيء بنبيكم صلى الله عليه وسلم حتى يجلس بين يدي الله على كرسيه، فقلت يا أبا مسعود: إذا كان على كرسيه أليس هو معه؟، قال: ويلك6 هذا أقر حديث في الدنيا لعينيّ.
1 سعيد بن إياس الجريري، أبو مسعود البصري، ثقة، من الخامسة، اختلط قبل موته بثلاث سنين، مات سنة (144هـ) . أخرج له الجماعة. التقريب (ص374) .
2 ما بين المعكوفتين سقط من (أ) و (ب) و (ج) .
والتصويب من السنة للخلال (1/211) ، والسنة لابن أبي عاصم (2/365) .
3 في (أ)"السدسوي" وفي (ب)"السدودي"، وفي (ج)"السددوي"، ولعل الصواب ما أثبته.
وذكره المزي في تهذيب الكمال (15/75) في الرواة عن عبد الله بن سلام، لكن لم أقف له على ترجمة.
4 عبد الله بن سلام الإسرائيلي، أبو يوسف حليف بن الخزرج، قيل كان اسمه الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، صحابي مشهور، له أحاديث وفضل، مات بالمدينة سنة (43هـ) . الإصابة (رقم4725) .
5 "يوم القيامة" ساقطة من (ج) .
6 في (ج)"ويحك".
أبو مسعود1 هو2 سعيد [بن] 3 إياس الجريري راوي4 الحديث من التابعين، سمع أبا الطفيل5، وروى عنه
1 أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/365، برقم365) .
وقال الألباني في تخريجه: "رجال إسناده ثقات غير سيف السدوسي، فلم أجده." إلى أن قال: "وقد وجدت لهذا الحديث طريقا آخر عن عبد الله بن سلام، يرويه عنه بشر بن شغاف في حديث له طويل موقوف وفيه "حتى ينتهي إلى ربه عزوجل، فيلقى له كرسي عن يمين الله عزوجل" الحديث، أخرجه الحاكم (4/568-569) وقال: "صحيح الإسناد، وليس بموقوف، فإن عبد الله بن سلام من الصحابة، وقد أسنده بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موضع" اهـ.
وأخرجه ابن جرير في تفسيره (15/148) . وأورده الخلال في كتاب السنة له (1/233، برقم267) ، (1/211-212، برقم237-238) . وأخرجه الآجري في الشريعة (4/1609، برقم1097) . وأخرجه أبو يعلى في إبطال التأويلات (2/477، برقم444) ، (1/72، برقم52) .
2 في (ب) و (ج)"فهو".
3 في (أ)(ب)"سعيد بن إبي إياس"، والتصويب من مصادر ترجمته.
4 في (ب)"روى" وهو خطأ.
5 عامر بن وائلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثي، أبو الطفيل، وربما سمي عمرا، ولد عام أُحد، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبي بكر فمن بعده، وعمّر إلى أن مات سنة (110هـ) على الصحيح، وهو آخر من مات من الصحابة، قاله مسلم وغيره. الإصابة (4/113) .
شعبة1، والثوري2.
194-
قال أبو داود: وما ظننت أن أحدًا يذكر بالسنة يتكلم3 في هذا الحديث، إلا أنا علمنا أن الجهمية تنكره4.
195-
وقد رواه محمد بن جرير الطبري5 في تفسيره لهذه الآية عن مجاهد وغيره، وقال:"ليس في فرق المسلمين من ينكر هذا، لا6 من يقر7 أن الله فوق العرش ولا من ينكره"8.
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (73) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (64) .
3 في (ب) و (ج)"تكلم".
4 السنة للخلال (1/214) ، وفتح الباري (11/267) .
5 في (أ)"الطبراني" وهو خطأ والتصويب من (ب) .
وهو محمد بن جرير تقدمت ترجمته في الفقرة (3) .
6 في (ب) و (ج)(إلا) .
7 في (ب)(يقول) .
8 تفسير الطبري (15/147-148) .
وقال الطبري بعد أن رجح تفسير الآية بأن المقام المحمود هو الشفاعة: "وهذا وإن كان الصحيح من القول في تأويل قوله {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامَاً مَحْمُودًا} لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، فإن ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمداً صلى الله عليه وسلم على عرشه، قول غير مرفوض صحته، لا من جهة خبر ولا نظر، وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا من التابعين بإحالة ذلك
…
" إلى أن قال: "فقد تبين إذا بما قلنا أنه غير محال في قول أحد ممن ينتحل الإسلام ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمدًا على عرشه" اهـ.
وأورده الذهبي في العلو (ص125) .
وكذلك1 أخرجه أبو بكر النقاش2 في تفسيره لها.
وكذلك رد3 الخلال4 وأبو العباس بن سريج5 الفقيهان (ق53/أ) المتعاصران على من أنكره.
196-
حتى قال أبو بكر النجاد6 الفقيه -صاحب أبي داود-: "لو
1 في (ب) و (ج)"وهكذا".
2 محمد بن الحسن بن محمد الموصلي البغدادي أبو بكر النقاش، مقرئ، مفسر، مات سنة (351هـ) وله خمس وثمانون سنة.
تذكرة الحفاظ (3/908) ، طبقات المفسرين للداودي (2/131) .
3 "رد" ساقطة من (ب) .
4 أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد البغدادي الخلال توفي سنة (311هـ) ، تقدمت ترجمته في الفقرة (62) وكتابه السنة مطبوع وقد عقد فصلاً لهذه المسألة في كتابه هذا. انظر (1/209-268) .
5 أحمد بن عمر بن سريج، أبو العباس البغدادي، فقيه الشافعية في عصره، ولد سنة (249هـ) وتوفي سنة (306هـ) ببغداد له نحو 400 مصنف، كان يلقب بالباز الأشهب نصر المذهب الشافعي، ونشره في أكثر الأفاق. تاريخ بغداد (4/287) ، طبقات الشافعية (2/87) .
6 تقدمت ترجمته في الفقرة (109) .
أن حالفًا حلف بالطلاق ثلاثًا أن الله يقعد محمدًا معه على العرش، واستفتاني، لقلت له: صدقت وبررت".
وذكره عند1 القاضي أبي يعلى الفراء2.
197-
وروى أبو بكر الخلال في "السنة" له، أخبرني الحسن3 بن صالح العطار4، عن محمد بن علي السراج5، قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله إني أريد أن أقول شيئا، فأقبل علي وقال: قل؛ فقلت: إن الترمذي يقول: إن الله لا يقعدك معه على العرش، ونحن نقول إن الله يقعدك معه على العرش فكيف نقول6، فأقبل عليَّ شبيه المغضب7 وهو يشير بيده اليمنى عاقدًا بها أربعين، وهو يقول: بلى والله
1 في (ج)"عنه".
2 أورده في كتاب إبطال التأويلات لأخبار الصفات (2/485، برقم457) وعزاه لابن بطة في الإبانة.
وأورده الذهبي في العلو (ص126) .
3 جاء في (ب) و (ج)"أبو الحسن"، ولم أقف له على ترجمة.
4 لم أقف له على ترجمة.
5 لم أقف له على ترجمة.
6 عبارة "ونحن نقول إن الله يقعدك معه على العرش فكيف نقول" ساقطة من (ب) و (ج) .
7 في (ب)"الغضب".
بلى والله بلى والله1 يقعدني معه على العرش. فانتبهت"2.
الترمذي ليس هو أبو عيسى صاحب "الجامع" أحد الكتب الستة، وإنما هو رجل في عصره من الجهمية ليس بمشهور اسمه.
198-
وقال محمد بن [عمران] 3 الفارسي4، عقيب حديث مجاهد:"بلغني أن مسلوبا من الجهال أنكر ذلك، فنظرت في إنكاره، فإن كان قصد مجاهداً رحمه الله، فابن عباس رضي الله عنهما قصد، وإن كان لابن5 عباس قصد فعلى [قول] 6 رسول الله صلى الله عليه وسلم رد"7.
199-
وروى شعبة، عن [عبيد الله بن عمران] 8 قال: "سمعت
1 في (ب) وردت "بلى والله" مرتين، وفي (ج) مرة واحدة.
2 انظر كتاب السنة لأبي بكر الخلال (1/221، برقم257) . وأورده أبو يعلى في إبطال التأويلات (2/485، برقم458) .
أورده الذهبي في العلو (ص125) .
3 في (أ) و (ب) و (ج)"عمر" والتصويب من السنة للخلال (1/239) .
4 محمد بن عمران الفارسي، الخياط، أبو جعفر، كان من خيار الناس. طبقات الحنابلة (1/314) .
5 في (ب)"ابن".
6 ما بين المعكوفتين من (ج) ، وجاء في (أ) و (ب)"فعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رد قول محمد بن".
7 أورده الخلال في السنة (1/239، برقم275) .
8 في (أ) و (ب) و (ج)"عبد الله بن عمر" والتصويب من السنة للخلال (1/222) .
وهو عبيد الله بن عمران القريعي، قال أبو حاتم:(شيخ) وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل (5/329) ، الثقات (7/148) ، تعجيل المنفعة (1/844) .
مجاهدا يقول: صحبت ابن عمر1 لأخدمه فكان هو يخدمني"2.
وسنذكر من أفتى المروزي3 بأن الخبر يمر كما جاء، وأنه متلقى بالقبول (ق53/ب) ، في موضع طبقاتهم إن شاء الله تعالى.
[الإمام الشافعي (204هـ) ]
200-
وروى الحافظ عبد الغني المقدسي4، وشيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري5 رحمه الله، وغيرهما، في جمعهم عقيدة الشافعي6
1 في (أ) و (ب)"أبا عمر" والتصويب من (ج) .
2 أخرجه الخلال في السنة (1/222، برقم262) .
3 تقدمت ترجمته في الفقرة (188) .
4 عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي، الفقيه الحافظ، صاحب التصانيف المشهورة، ولد سنة (541هـ) وتوفي سنة (600هـ) .
تذكرة الحفاظ (4/1372) ، سير أعلام النبلاء (21/443-471) .
5 في (ب) و (ج)"الشافعي" بدل "الهكاري".
وهو علي بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة الأموي، أبو الحسن الهكاري، شيخ الإسلام، العالم الزاهد، عرف بكثرة العبادة، توفي سنة (486هـ) وله سبع وسبعون سنة، السير (19/67) ، شذرات الذهب (3/378) .
6 تقدم ترجمته في الفقرة (38) .
بأسانيدهم إلى أبي ثور1، وأبي شعيب، كلاهما عن الإمام2 أبي عبد الله الشافعي رحمه الله3 قال:"القول في السنة التي أنا عليها، رأيت4 أهل الحديث عليها، الذين رأيتهم، مثل سفيان5، ومالك، وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله -وذكر أشياء- ثم قال: "وأن6 الله على عرشه في سمائه7، يقرب من خلقه كيف شاء، وينزل إلى سماء8 الدنيا كيف شاء" وذكر سائر الاعتقاد9.
1 أبو ثور، هو إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي، أبو عبد الله البغدادي، الفقيه، مفتي العراق، أحد الثقات المأمونين، ومن الأئمة الأعلام في الدين، له تصانيف كثيرة، توفي سنة (240هـ) . تاريخ بغداد (6/65) ، السير (12/72) .
2 "الإمام" ساقطة من (ب) و (ج) .
3 عبارة "بأسانيدهم إلى أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن أبي عبد الله الشافعي رحمه الله" ساقطة من (ج) .
4 في (ج)"ورأيت".
5 في (أ) و (ب)"سفيان سفين" وما أثبته من (ج) .
6 في (ج)"فإن".
7 في (ب) و (ج)"في عرشه على سمائه".
8 في (ب) و (ج)"السماء".
9 أورده ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص123-124، برقم108) . وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/182-183) . وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (10/79) وجزم بعدم صحتها، وفي العلو (ص120) وقال:"إسناده واه". وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص165)، وأوردها أيضا كما في مختصر الصواعق (2/213) وقال:"ذكره الحافظ عبد الغني في كتاب اعتقاد الشافعي". وأورده السيوطي في كتاب الأمر بالإتباع والنهي عن الابتداع (ص207-210، برقم 328-329) .
201-
وروى الحسن بن هشام البلدي1 قال: "هذه وصية محمد بن إدريس الشافعي، أوصى أنه2 يشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له" -وذكر الوصية- إلى أن قال فيها "والقرآن كلام الله غير مخلوق، وأن الله يرى في الآخرة عيانًا، ينظر [إليه] 3 المؤمنون، ويسمعون كلامه، وأنه تعالى فوق العرش"4 وذكر سائر الوصية.
1 في (ب)"البدر" وفي (ج)"البدري".
وهو الحسن بن هشام بن عمرو، أبو علي البلدي، ذكره ابن العديم في من روى عن أبي جعفر أحمد بن النضر بن بحر السكري، العسكري، المقرئ. انظر بغية الطلب في تاريخ حلب (3/1184) .
وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (6/56)، وقال فيه:"الحسن بن هاشم".
2 في (ج)"أن".
3 في (ب)"إلي".
4 أخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص121-123، برقم107) .
وأورده الذهبي في العلو (ص120) وقال عنه وعن الذي قبله: "إسنادهما واه".
وقال في سير أعلام النبلاء (10/79) : "وكذا وصية الشافعي من رواية الحسين بن هشام البلدي غير صحيحة".
وأورده ابن القيم كما في مختصر الصواعق (2/212-213) ، وقال ذكره الحاكم والبيهقي في مناقب الشافعي.
رواها الهكاري، والحافظ عبد الغني في العقيدة له.
202-
قال أبو عبد الله الحاكم1، سمعت الأصم2 يقول: سمعت الربيع3 يقول: "سمعت الشافعي، وقد روى حديثا صحيحا، [فقال له رجل: أتأخذ بهذا يا أبا عبد الله؟. فقال: إذا رويت حديثا] 4 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أخذ به، فأشهدكم أن عقلي قد ذهب"5.
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (29) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (186) .
3 الربيع بن سليمان، أبو محمد المرادي، صاحب الشافعي، ومحدث الديار المصرية، توفي سنة (270هـ) . انظر الجرح والتعديل (1/2/464) ، وتذكرة الحفاظ (2/586) .
4 ما بين المعكوفتين سقط من (أ) و (ب) و (ج) ، والتصويب من العلو للذهبي وغيره.
5 أخرجه ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه (ص67) عن الربيع. وأبو نعيم في الحلية (9/106) ، من طريق إبراهيم بن ميمون الصواف عن الربيع. والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (ص205، برقم250) من طريق الحاكم بسنده عن الربيع، وفي مناقب الشافعي (1/474) . والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/150) من طريق محمد بن إسماعيل البرقي، عن الربيع. وأورده الذهبي في العلو (ص121) .
203-
وعن [ابن] 1 أبي حاتم سمعت يونس2، قال:(ق54/أ) سمعت الشافعي يقول: "لله أسماء وصفات لا يسع أحدا قامت عليه الحجة ردها، فإن خالف بعد ثبوت الحجة عليه3 فهو كافر، فأما قبل ثبوت الحجة عليه فمعذور بالجهل، لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل، ولا بالروية والفكر، ونثبت هذه الصفات وننفي عنها التشبيه، كما نفى عن نفسه، قال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} "4.
رواه شيخ الإسلام في [عقيدة] 5 الشافعي، وغيره، بإسناد كلهم ثقات.
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، والصواب ما أثبته.
2 يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة الصدقي، أبو موسى البصري، ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة (264هـ) ، وله ست وتسعون سنة. التقريب (ص1098) ، السير (12/348) .
3 في (ج)(عليها) وهو خطأ.
4 وأورده بن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/283-284) . أخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (123-125، برقم 108-109) . وأورده الذهبي في العلو (ص121) ، وفي الأربعين (ص84، برقم86) ، وفي السير (10/79-80) من طريق الهكاري. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص165) .
5 في (أ)"العقيدة"، وما أثبته من (ب) و (ج) .
والكلام في مثل هذا كثير من الشافعي، فقد جمع شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري، والحافظ أبو محمد عبد الغني، وأبو الحسن بن شكر1 وغير واحد أقوال الشافعي في أصول الاعتقاد، وذلك موجود بأيدي الناس.
[عاصم بن علي الواسطي (221هـ) ]
204-
وعن عاصم بن علي2 -شيخ البخاري- قال: "ناظرت جهمياً، فتبين من كلامه [أنه] 3 لا يؤمن أن في السماء ربّاً"4.
عاصم بن علي، إمام، حافظ، ثقة، حدث عن شعبة5، وابن أبي ذئب6،
1 لم أقف له على ترجمته.
2 عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، أبو الحسن التيمي مولاهم، إمام حافظ، ثقة، مات سنة (221هـ) ، أخرجه له البخاري والترمذي وابن ماجة،. التقريب (472) ، تاريخ بغداد (12/247) .
3 في (ب) و (ج)"أن".
4 أورده ابن تيمية في مجموع الرسائل الكبرى (1/449) . أورده الذهبي في العلو (ص122) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص217-218) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (73) .
6 محمد بن عبد الرحمن بن الغيرة بن الحارث، ابن أبي ذئب، أبو الحارث القرشي المدني، ثقة فقيه فاضل، من السابعة، رمي بالقدر، فهجره مالك لأجله، مات سنة (158هـ) وقيل (159هـ) ، من رواة الجماعة. التقريب (ص871) .
والليث1، ونحوهم، توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وروى الخطيب2 في ترجمته قال: " [وجه] 3 المعتصم4من يحزر5 مجلسه، في رحبة النخل، في جامع الرصافة، وكان عاصم يجلس على سطح الرحبة، ويجلس الناس في الرحبة وما يليها، فعظم الجمع مرة جدًا، حتى قال أربع عشرة مرة حدثنا الليث بن سعد، والناس لا يسمعون لكثرتهم، وكان هارون المستملي6 يركب نخلة يستملي عليها،
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (149) .
2 أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد البغدادي، المعروف بأبي بكر الخطيب، صاحب التاريخ، والتصانيف الكثيرة، إمام أوحد، ثقة، علامة، حافظ متقن، توفي سنة (463هـ) . السير (18/284) ، وفيات الأعيان (1/92) .
3 في (أ)(ب)"وحّب" وفي (ج)"وجب" والتصويب من تاريخ بغداد.
4 محمد بن هارون الرشيد بن المهدي بن منصور، أبو إسحاق المعتصم بالله، العباسي خليفة، من أعظم خلفاء بني العباس، بويع له سنة (218هـ) ، باني مدينة سامراء، امتحن الناس في فتنة القول بخلق القرآن، مات سنة (227هـ) .
تاريخ بغداد (3/342) ، السير (10/290) .
5 في (ج)"يحري".
6 جاء في ترجمة عاصم بن علي من تاريخ بغداد (12/248) : "قال ابن المنادي
…
كان يستملي عليه هارون الديك وهارون مكحلة"، فهارون المستملي هنا يحتملهما الاثنين.
فأما الأول: هارون الديك، فاسمه هارون بن سفيان بن بشير، أبو سفيان، توفي سنة (251هـ) . انظر ترجمته في تاريخ بغداد (14/25) .
أما هارون مكحلة، فاسمه هارون بن سفيان بن راشد، أبو سفيان، توفي سنة (247هـ) . انظر ترجمته في تاريخ بغداد (14/24-25) .
فحزروا المجلس، فكان عشرين ومائة ألف"1.
وقال يحيى بن معين2 فيه3: (ق54/ب) عاصم بن علي، سيدالمسلمين4.
[عبد العزيز بن يحيى الكناني (240هـ) ]
205-
وقال عبد العزيز بن يحيى الكناني5 -صاحب الحيدة6،
1 تاريخ بغداد (12/248) .
2 يحيى بن معين بن عون الغطفاني مولاهم، أبو زكريا البغدادي، ثقة حافظ مشهور، إمام الجرح والتعديل، مات سنة (233هـ) بالمدينة النبوية وله بضع وسبعون سنة. تاريخ بغداد (14/177) ، السير 11/71)
3 في (ج)"في".
4 انظر تاريخ بغداد (12/248) .
5 عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم الكناني المكي، كان من أهل العلم والفضل، وله مصنفات عدة، وكان ممن تفقه بالشافعي واشتهر بصحبته، وكانت وفاته سنة (240هـ) . تاريخ بغداد (10/449) ، شذرات الذهب (2/95) .
6 كتاب الحيدة والاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن، طبع عدة طبعات منها طبعة بتحقيق الدكتور علي بن محمد بن ناصر فقيهي، وقد قدم له بمقدمة تؤيد صحة نسبة الكتاب للكناني.
وقد طبع الكتاب مركز شؤون الدعوة بالجامعة الإسلامية.
والمناظرة في خلق القرآن مع بشر المريسي1، بين يدي المأمون بن هارون الرشيد2، وينبغي أن يكون ذلك [-يعني المناظرة-] 3 في سنة ثمان عشرة ومائتين، فإن فيها أحدث المأمون امتحان الناس في القرآن، وفي أواخرها توفي المريسي- قال في كتاب "الرد على الجهمية" له: "باب [قول] 4 الجهمي في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} زعمت الجهمية أنما معنى استوى: استولى، من قول العرب: استوى فلان على مصر، يريد استولى عليها. والبيان لذلك يقال له: هل يكون خلق من خلق الله أتت عليه مدة ليس [الله] 5 بمستول6 عليه؟، فإذا قال: لا، قيل له: فمن زعم ذلك فمن قوله، فمن زعم ذلك فهو كافر، فيقال له: يلزمك أن تقول إن العرش قد
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (103) .
2 عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، أبو العباس، سابع الخلفاء العباسيين، وأحد أعظم الملوك، كان مقربا للعلماء والأدباء والشعراء، وامتحن الناس على خلق القرآن في آخر حياته، توفي سنة (218هـ) . تاريخ بغداد (10/183) ، السير (10/272) .
3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) ، وجاء في (ج)"مناظرته"، وما أثبته من (ب) .
4 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) .
5 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) وأثبته من النسخ الأخرى.
6 في (ج)"بمستو".
أتت عليه مدة ليس الله بمستول عليه، وذلك لأنه أخبر سبحانه وتعالى أنه خلق العرش قبل خلق السموات والأرض ثم استوى عليه بعد خلقهن، فيلزمك أن تقول المدة التي كان العرش قبل خلق السموات والأرض ليس الله بمستول عليه1".
ثم ذكر كلاماً طويلاً في تقرير ذلك والاحتجاج له بالكتاب والسنة2.
قلت: وكذلك يلزم من قال إنه بمعنى ملك وقهر، أن يكون الله غير مالك ولا قاهر للعرش قبل خلق السموات والأرض3.
1 عبارة "فإذا قال: لا، قيل له: فمن زعم ذلك فمن قوله، فمن زعم ذلك فهو كافر، فيقال له: يلزمك أن تقول إن العرش قد أتت عليه مدة ليس الله بمستول عليه، وذلك لأنه أخبر سبحانه وتعالى أنه خلق العرش قبل خلق السموات والأرض ثم استوى عليه بعد خلقهن، فيلزمك أن تقول المدة التي كان العرش قبل خلق السموات والأرض ليس الله بمستول عليه" ساقطة من (ب) و (ج) .
2 أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/115-119) وقال: "قال في الرد على الزنادقة والجهمية
…
" وذكره. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص219-220) . وكذلك أورده القاسمي في محاسن التأويل (7/279) . وهذا الكتاب ليس هو كتاب الحيدة وإنما هو كتاب آخر.
3 "والأرض" ساقطة من (ج) .
[عبد العزيز بن الزبير الحميدي (219هـ) ]
206-
أخبرنا إسماعيل بن الفراء1، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد2بن قدامة3 سنة سبعة عشر وستمائة، أنبأنا سعد الله بن نصر الدجاجي4، أنبأنا [أبو] 5 منصور الخياط6، حدثنا أبو طاهر عبد الغفار
1 إسماعيل بن محمد بن إسماعيل مجد الدين، أبو محمد الفراء الحنبلي، ولد سنة (645هـ) بحرّان، محاسنه كثيرة، توفي سنة (729هـ) .
معجم الشيوخ للذهبي 1/179) ، ذيل طبقات الحنابلة (2/408) .
2 "محمد" ساقطة من (ب) .
3 محمد بن أحمد بن محمد أبو عمر بن قدامة الجماعيلي الأصل، الدمشقي، الفقيه الحنبلي، كان قدوة صالحاً عابداً قانتاً، كبير القدر، توفي سنة (607هـ) .
السير (22/5) ، شذرات الذهب (4/212) .
4 سعد الله بن نصر بن سعيد، المعروف بابن الدجاجي، وبابن الحيواني، الفقيه الحنبلي، المقريء، الواعظ الصوفي، الأديب، أبو الحسن، ولد سنة (482هـ) وتوفي سنة (564هـ) . ذيل طبقات الحنابلة (1/302) ، شذرات الذهب (4/212) .
5 في (ب) و (ج)"ابن".
6 محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرزاق البغدادي، أبو منصور الخياط، الزاهد، المقريء، القدوة، ولد سنة (401هـ) وتوفي سنة (499هـ) .
السير (19/222) ، شذرات الذهب (3/406) .
ابن محمد1، / أنبأنا أبو علي بن الصواف2، أنبأنا بشر بن موسى3، أنبأنا الحميدي4، قال:"أصول السنة -فذكر أشياء- ثم قال: "وما نطق به القرآن والحديث مثل {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} 5، ومثل {السَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} 6، وما أشبه هذا من القرآن والحديث لا نزيد
1 عبد الغفار بن محمد بن جعفر بن زيد البغدادي، أبو طاهر المؤدب قال عنه الخطيب:"كتبت عنه وسمعت أبا عبد الله الصوري يغمزه ويذكره بما يوجب ضعفه"، ولد سنة (345هـ) وتوفي سنة (42هـ) وقال الذهبي:"ضعفه أبو عبد الله الصوري بشيء ما".
تاريخ بغداد (11/116-117) ، تاريخ الإسلام (29/238) .
2 محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق البغدادي، أبو علي الصوّاف، الشيخ الإمام المحدث، الثقة الحجة، وثقه الدارقطني وغيره، مات سنة (350هـ) .
تاريخ بغداد (1/289) ، السير (16/184) .
3 بشر بن موسى بن صالح، أبو علي الأسدي، قال الخطيب:"كان ثقة أمينا، عاقلاً ركيناً"، توفي سنة (288هـ) .
تاريخ بغداد (7/86) ، السير (13/352) .
4 عبد الله بن الزبير الحميدي الأسدي، أبو بكر، أحد الأئمة في الحديث، من أهل مكة، لزم الشافعي إلى أن مات، وهو أجل أصحاب ابن عيينة، توفي بمكة سنة (219هـ) وله "المسند" مطبوع. تهذيب التهذيب (5/215) ، السير (10/616) .
5 الآية 64 من سورة المائدة.
6 الآية 67 من سورة الزمر.
فيه، ولا نفسره، ونقف عند ما وقف عليه القرآن والسنة، ونقول:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 1 ومن زعم غير هذا فهو مبطل جهمي"2.
هذا حديث ثابت عن الحميدي أبي بكر3 عبد الله بن الزبير، إمام أهل مكة في الفقه والحديث توفي4 على رأس العشرين ومائتين رحمه الله5، أخذ عن سفيان بن عيينة، والشافعي وغيرهما، وصدَّر البخاري صحيحه بروايته عنه.
[أبو عبيد القاسم بن سلاّم (224هـ) ]
207-
أخبرنا القاضي أبو محمد بن علوان6 ببعلبك، أنبأنا
1 الآية 5 من سورة طه.
2 ذكر الحميدي هذا الكلام في نهاية كتابه المسند (2/457) ، حيث كتب رسالة سماها "أصول السنة" ضمنها عقيدته.
وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/6) .
وأورده الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/414) ، وفي العلو (ص122-123) ، وفي الأربعين (ص84-85، برقم87) .
وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص220-221) .
3 في (أ) و (ب) و (ج)"أبي بكر بن عبد الله" والصواب ما أثبته.
4 "توفي" ساقطو من (ب) و (ج) .
5 "رحمه الله" ساقطة من (ب) و (ج) .
6 عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان، تقدمت ترجمته في الفقرة (56) .
عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي1، أنبأنا عبد المغيث بن زهير الحافظ2، أنبأنا أحمد بن عبيد الله بن كادش3، أنبأنا محمد بن علي الحربي4،أنبأنا الحافظ أبو الحسن الدارقطني5، حدثنا محمد بن مخلد6، حدثنا العباس الدوري7، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم8 -وذكر الباب
1 عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي، أبو محمد الحنبلي، شارح المقنع، ولد سنة (555هـ) كان فقيها إماما مناظرًا، توفي سنة (624هـ) .
السير (22/269) ، شذرات الذهب (5/114) .
2 عبد المغيث بن زهير بن علوى، أبو العز البغدادي الحربي، ولد سنة (500هـ) محدّث، صالح، متبع، بقية السلف، متمسك بالسنن، توفي سنة (583هـ) .
السير (21/159) ، شذرات الذهب (4/275) .
3 أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله، أبو العز المعروف بابن كادش، ولد سنة (432هـ) اتهموه بالكذب والتخليط، توفي سنة (526هـ) .
الميزان (1/118) ، السير 19/558) .
4 محمد بن علي بن الفتح الحربي، أبو طالب العشاري الحنبلي، قال الخطيب:"كتبت عنه وكان ثقة صالحا"، ولد سنة (360هـ) ، وتوفي سنة (451هـ) . تاريخ بغداد (3/107) ، السير (18/48) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (6) .
6 محمد بن مخلد العطار الخطيب، محدث بغداد، مات سنة (331هـ) وله سبع وتسعون سنة. انظر ترجمته في دول الإسلام للذهبي (ص204) .
7 تقدمت ترجمته في الفقرة (188) .
8 أبو عبيد القاسم بن سلاّم -بالتشديد-، الإمام المشهور، ثقة، فاضل، مصنف، علامة، مات (224) . تاريخ بغداد (12/403-416) ، تقريب التهذيب (278) .
الذي1 يروي فيه الرؤية، والكرسي موضع القدمين، وضحك ربنا، وأين كان ربنا- فقال:"هذه أحاديث صحاح، حملها أهل الحديث، والفقهاء، بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق، لا شك فيها؛ ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه؟ وكيف يضحك؟ قلنا لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره".
هكذا أخرجه الدارقطني في "الصفات" له2.
وأبو عبيد من أخيار3 هذه الأمة، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين، وولد والشافعي سنة خمسين ومائة، وإسناده (ق55/ب) صحيح عنه.
ومن جلالته في العلم قال فيه إسحاق بن راهويه: "الله يحب الإنصاف، أبو عبيد أعلم مني، ومن الشافعي، ومن أحمد بن حنبل".
1 جاء في (ب) و (ج) زيادة "فيه" بعد "الذي".
2 أخرجه الدارقطني في الصفات (ص68-69، برقم57) .
وأورده القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/48، برقم17) .
وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/198 رقم760) .
وأورده ابن تيمية في الفتوى الحموية (ص89) وعزاه للبيهقي في الأسماء والصفات وصحح إسناده.
وأخرجه الذهبي في العلو (ص127) وفي الأربعين (ص85، برقم88) ، وفي سير أعلام النبلاء (10/505) .
3 في (ب) و (ج)"أحبار".
[نعيم بن حماد الخزاعي (228هـ) ]
208-
قال ابن بطة1، حدثنا ابن مخلد2، حدثنا الرمادي3، سمعت نعيم بن حماد4 في قوله {وَهُوَ مَعَكُم} 5:"أنه لا يخفى عليه خافية بعلمه6، ألا ترى قوله {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} 7 الآية، أراد: أنه لا يخفى عليه خافية"8.
نعيم بن حماد نزيل مصر، أحد شيوخ البخاري، من كبار أئمة
1 تقدمت ترجمته في الفقرة (108) .
2 محمد بن مخلد العطار، تقدمت ترجمته في الفقرة (207) .
3 أحمد بن منصور الرمادي، أبو بكر البغدادي، حافظ، ثقة، رحل في طلب الحديث، وأكثر الكتابة والسماع، وصنف المسند، توفي سنة (265هـ) .السير (12/389) .
4 تقدمت ترجمته في الفقرة (143) .
5 الآية 4 من سورة الحديد.
6 في (ب) و (ج)"يعلمه".
7 الآية 7 من سورة المجادلة.
8 أخرجه ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الجهمية) ، (3/146، برقم106) .
وأورده الذهبي في العلو (ص126) ، وفي سير أعلام النبلاء (10/611) ، وفي الأربعين في صفات رب العالمين (ص64، برقم48) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص221) . وقال الألباني في مختصر العلو (ص184) : (السند صحيح) .
الحديث، توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين.
209-
وهو القائل ما1 أخبرنا ابن الفراء2، أنبأنا ابن قدامة3، انبأنا ابن البطي4، أنبأنا ابن خيرون5، أنبأنا ابن شاذان6، أنبأنا ابن زياد7، حدثنا محمد بن إسماعيل8، سمعت نعيم بن حماد9، يقول:"من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله10 تشبيها"11.
1 "ما" ساقطة من (ج) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (206) .
3 محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة، تقدمت ترجمته في الفقرة (206) .
4 محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، تقدمت ترجمته في الفقرة (56) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (56) .
6 تقدمت ترجمته في الفقرة (56) .
7 أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد، أبو سهل القطان، تقدمت ترجمته في الفقرة (56) .
8 محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، أبو إسماعيل الترمذي، نزيل بغداد، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، توفي سنة (280هـ) ، أخرج له الترمذي والنسائي. التقريب (826) .
9 تقدمت ترجمته في الفقرة (143) .
10 "ولا رسوله" ساقطة من (ب) و (ج) .
11 أورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/196) . وأورده الذهبي في العلو (ص126) . وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص221) .
وكلا القولين صحيح عنه.
[عبد الله بن أبي جعفر الرازي (مات بعد المائتين) ]
210-
وقال صالح بن [الضريس] 1: جعل عبد الله بن أبي جعفر الرازي2 يضرب قرابة له بالنعل على رأسه، يرمى برأي جهم3 ويقول:"لا حتى تقول {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ [اسْتَوَى] 4} بائن من خلقه"5.
1 في (أ) و (ب)(الضرلين) وفي (ج)"الضرا ـن" وهوخطأ.
وهو صالح بن الضريس، أخو يحيى بن الضريس، عم أبي محمد بن أيوب، روى عن الفضيل بن عياض، ويحيى بن الضريس، وروى عنه محمد بن أيوب، ولم يذكر ابن أبي حاتم تاريخ وفاته. الجرح والتعديل (4/406-407) .
2 عبد الله بن أبي جعفر الرازي، وثقه الذهبي وقال فيه شيء، وقال ابن حجر:"صدوق يخطىء"، وعده ابن حجر من الطبقة التاسعة، وهو من مات بعد المائتين. التقريب (ص497) ، والكاشف (2/70) .
3 جهم بن صفوان، تقدمت ترجمته في الصفحة (163) .
4 ما بين المعكوفتيبن ساقط من (أ) .
5 أورده ابن تيمية في درء تعارض العقل والتقل (6/265) . وأورده الذهبي في العلو (ص119) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص221) .
رواه ابن أبي حاتم في كتاب "الرد على الجهمية"، عن محمد بن يحيى1 عن صالح.
[هشام بن عبد الله الرازي (بعد المائتين) ]
211-
وقال حدثنا علي بن الحسن بن يزيد السلمي2، سمعت أبي3 يقول: سمعت هشام بن عبد الله الرازي4، يقول: حُبس رجل5 في التجهم، فتاب، فجيء به إلى هشام ليمتحنه- فقال له:"أتشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه؟. قال: لا أدري ما بائن من خلقه. فقال: رُدَّه فإنه لم يتب6 بعد"7.
1 محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي النيسابوري الزهري، ثقة، حافظ، جليل، من الحادية عشرة، مات ستة (258هـ) على الصحيح وله ست وثمانون سنة. التقريب (ص907) ، السير (12/273) .
2 لم أقف له على ترجمة.
3 ما بين المعكوفتين ساقط من (ب) و (ج) .
4 هشام بن عبد الله الرازي، فقيه حنفي، من أهل الرأي، أخذ عن أبي يوسف ومحمد ابن الحسن صاحبي أبي حنيفة. قال الذهبي:"كان داعية إلى السنة ومحطاً على الجهمية". تذكرة الحفاظ (1/387-388) ، ميزان الاعتدال (3/254) .
5 في (ب)"الرجل".
6 في (ب)"يثبت".
7 أورده ابن تيمية في الحموية (ص88) ، وعزاه لابن أبي حاتم، وفي درء تعارض العقل والنقل (6/265) ، وفي نقض تأسيس الجهمية (2/526) . وأورده الذهبي في العلو (ص123) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص140-141) .
هشام بن [عبد الله] 1 من أئمة الفقه على مذهب أبي حنيفة، (ق56/أ) أخذ عن محمد بن الحسن2 وغيره وهو معروف عند الفقهاء، ذكره أبو إسحاق في طبقات الفقهاء. توفى محمد بن الحسن3 في منزله.
[يزيد بن هارون الواسطي (206هـ) ]
212-
وعن يزيد بن هارون4، وسأله رجل من أهل بغداد فقال:"سمعت المريسي5 يقول في سجوده: سبحان ربي الأسفل. فقال يزيد: إن كنت صادقاً إنه كافر بالله العظيم".
أخرجها ابن أبي حاتم في كتابه.
1 في (أ) و (ب)"عبيد الله" وما أثبته من (ب) .
2 تقدمت ترجمته في الفقرة (170) .
3 عبارة "وغيره وهو معروف عند الفقهاء، ذكره أبو إسحاق في طبقات الفقهاء. توفى محمد بن الحسن" ساقطة من (ب) و (ج) .
4 تقدمت ترجمته في الفقرة (69) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (103) .
[عبد الله بن مسلمة القعنبي (221هـ) ]
213-
وقال بيان بن أحمد1، كنا عند القعنبي2 فسمع رجلاً من الجهمية يقول: الرحمن على العرش استولى، فقال القعنبي3:"من لا يؤمن أن الرحمن على العرش استوى، كما تقرر في قلوب العامة، فهو جهمي"4.
أخرجها عبد العزيز القحيطي5 في تصانيفه.
1 بيان بن أحمد بن خفاف، من الطبقة الأولى من الحنابلة، ذكره أبو بكر الخلال مع من روى عن أحمد.
طبقات الحنابلة (1/119، برقم139) .
2 عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي، من رجال الحديث الثقات، من أهل المدينة، سكن البصرة وتوفي بها، روى عنه البخاري 123 حديثًا، ومسلم 70 حديثًا، قال عنه الذهبي:"كان القعنبي من أئمة الهدى، حتى لقد تغالى فيه بعض الحفاظ وفضله على مالك الإمام، توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين، عن بضع وثمانين سنة، وهو أكبر شيخ لمسلم مطلقا".
العلو (ص121) ، تهذيب التهذيب (6/31) .
3 عبارة "فسمع رجلاً من الجهمية يقول: الرحمن على العرش استولى، فقال القعنبي" ساقطة من (ب) و (ج) .
4 أورده الذهبي في العلو (ص121) وقال: المراد بالعامة عامة أهل العلم. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص216) .
5 لم أقف له على ترجمته.
[أبو معمر إسماعيل القطيعي (236هـ) ]
214-
وقال أبو معمر القطيعي1: "آخر كلام الجهمية أنه ليس في السماء إله"2.
ذكره ابن أبي حاتم في كتابه.
[الإمام يحيى بن معين (233هـ) ]
215-
وقال يحيى بن معين3: "إذا قال لك الجهمي: كيف ينزل؟ فقل: كيف صعد؟ ".
أخرجه ابن بطة في "الإبانة"4 عن
1 إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهروي القطيعي، من أهل بغداد، عالم بالحديث، وكان مسند العراق في عصره، قال عنه الذهبي: أبو معمر من شيوخ البخاري ومسلم، مات سنة (236) ، وكان من أئمة السنة. انظر العلو (ص129) ، تاريخ بغداد (6/266) ، تذكرة الحفاظ (2/471) .
2 أورده الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/472) ، وأورده في سير أعلام النبلاء (11/70)، وفي العلو (ص129) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص222) . وقال الألباني في مختصر العلو (ص188) :"وسائر الرجال ثقات".
3 تقدمت ترجمته في الفقرة (204) .
4 أخرجه ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الجهمية) ، (3/206، برقم161) . وأورده القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/51، برقم23) . وأخرجه اللالكائي في السنة (3/453، برقم776) بلفظ: "إذا سمعت الجهمي يقول: أنا كفرت برب ينزل، فقل: أنا أومن برب يفعل ما يشاء". وعنه أورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/378) . وأورده الذهبي في الأربعين في صفات رب العالمين (ص701، برقم58) . وأورده أيضا في العلو (ص129)، وعلق بعده بقوله:"قلت: الكيف في الحالين منفي عن الله تعالى لا مجال للعقل فيه". وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص228-229) . وانظر غنية الطالبين للجيلاني (ص28-ف89- الإمام) .
النجاد1، عن جعفر بن أبي عثمان الطيالسي2 عن يحيى بن معين رحمه الله.
[بشر بن الحارث الحافي (227هـ) ]
216-
وقال بشر بن الحارث الحافي3 في عقيدته -وذكر أشياء- فيها: "والإيمان بأن الله على عرشه استوى4 كما شاء، وأنه عالم بكل
1 أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، تقدمت ترجمته في الفقرة (109) .
2 جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي، أبو الفضل، قال عنه الخطيب:"ثقة ثبت". تاريخ بغداد (7/188) .
3 بشر بن الحارث بن عبد الرحمن، أبو نصر المروزي البغدادي الحافي، إمام، ورع، زاهد، مات سنة سبع وعشرين ومائتين، وله خمس وسبعون سنة. تاريخ بغداد (7/67) ، السير (10/469) .
4 "استوى" ساقطة من (ب) و (ج) .
مكان، وأن الله يقول، ويخلق، فقوله كن ليس بمخلوق"1.
رواها ابن بطة في "الإبانة" وغيره.
[حرب بن إسماعيل الكرماني (280هـ) ]
217-
و [قال] 2 حرب بن إسماعيل3: "قلت لإسحاق بن راهويه4 في قول الله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} 5: كيفتقول6 فيه؟ قال: حيث ما / كنت7 فهو أقرب إليك من حبل الوريد، وهو بائن من خلقه" ثم ذكر عن ابن المبارك8: "هو على عرشه بائن من خلقه" ثم قال: وأعلى شيء من ذلك وأثبته قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ
1 أوردها الذهبي في العلو (ص127) ، وفي الأربعين (ص43) .
2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) ، وما أثبته من (ب) .
3 حرب بن إسماعيل بن خلف الحنظلي الكرماني، صاحب الإمام أحمد، ومن أئمة الحنابلة، توفي سنة (280هـ) . طبقات الحنابلة (1/145-146) ، شذرات الذهب (2/176) .
4 تقدمت ترجمته في الفقرة (2) .
5 الآية 7 من سورة المجادلة.
6 في (ب)"يقول".
7 في (ج)"حيث ما كنت فيه".
8 تقدمت ترجمته في الفقرة (143) .
اسْتَوَى} "1.
رواه الخلال في "السنة" له عن حرب2.
[الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (241هـ) ]
218-
وقال أبو طالب3 سألت أحمد بن حنبل عن رجل قال: إن الله معنا، وتلا: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى
ثَلَاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} 4. قال: "قد تجهم هذا، يأخذون بآخر الآية، ويدعون أولها [هلا] 5 قرأت عليه: {أَلَمْ
1 الآية 5 من سورة طه.
2 أورده ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الجهمية) ، (3/161، برقم118) . أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/370) . وأورده في العلو (ص131) وعزاه للخلال في السنة. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص226) . وقال الألباني في مختصر العلو (191، ح233) : "قلت: وأخرجه الهروي أيضا في ذم الكلام (6/120/1) عن حرب به نحوه".
3 أبو طالب، هو أحمد بن حميد المشكاني، كان الإمام أحمد يكرمه ويعظمه. طبقات الحنابلة (1/39) .
4 الآية 7 من سورة المجادلة.
5 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ)(ب) و (ج) ، وما أثبته من اجتماع الجيوش الإسلامية.
تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} 1 فالعلم معهم، وقال في [سورة] 2 (ق) :{وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} 3 فعلمه معهم".
رواه ابن بطة في "الإبانة"4.
219-
وقال المروزي5: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، إن رجلاً قال: أقول كما قال الله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} 6، أقول هذا ولا أجاوزه إلى غيره. فقال أبو عبد الله:"هذا كلام الجهمية". قلت: فكيف نقول؟ قال: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَاّ هُوَ سَادِسُهُم} علمه في كل مكان وعلمه معهم" ثم قال: "أول الآية يدل على أنه علمه".
1 الآية 7 من سورة المجادلة.
2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .
3 الآية 16 من سورة ق.
4 رواه ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الجهمية) ، (3/159-160، برقم116) . وأورده بنحوه القاضي في إبطال التأويلات (2/289، برقم286) . وأورده الذهبي في العلو (ص130) ، وفي الأربعين (ص64-65، برقم49) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص200-201) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (188) .
6 الآية 7 من سورة المجادلة.
رواه ابن بطة عن عمر بن محمد1 حدثنا محمد بن داود2 عن المروزي3.
220-
قال حنبل4: "قلت لأبي عبد الله5: ما معنى قوله {وَهُوَ مَعَكُم} ، و {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَاّ (ق57/أ) هُوَ رَابِعُهُمْ} ؟. قال: علمه محيط بـ"الكل"، وربنا على العرش بلا حد ولا صفة".
أخرجه اللالكائي في "السنة"6.
1 عمر بن محمد بن رجاء، أبو حفص العكبري، قال الخطيب:"روى عنه ابن بطة العكبري، وكان عبداً صالحاً، ديناً، صدوقاً"، توفي سنة (329هـ) . تاريخ بغداد (11/239) .
2 لم يتبين لي من هو.
3 رواه ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الجهمية) ، (3/160-161، برقم117) . وأورده الذهبي في العلو (ص130) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (201) .
4 "حنبل" ساقطة من (ب) . وهو حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال الشيباني، أبو علي البغدادي، ابن عم الإمام أحمد، إمام حافظ ثقة، له كتاب التاريخ والفتن ومحنة الإمام أحمد، توفي بواسط سنة (273هـ) . تاريخ بغداد (8/286-287) ، تذكرة الحفاظ (2/600) .
5 في (ب)"لأبي عبد الله أحمد بن حنبل".
6 أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/402، برقم675) . وأورده ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص116، برقم95) . وأورده الذهبي في العلو (ص130) ، وفي الأربعين في صفات رب العالمين (ص65، برقم 50) . وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/496) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (200) وعزاه للالكائي. وانظر مختصر الصواعق (2/213)، وقال ابن القيم:"أراد أحمد بنفي الصفة نفي الكيفية والتشبيه، وبنفي الحد حد يدركه العباد ويحدونه". وانظر في مسألة الحد نقض تأسيس الجهمية (2/162) .
221-
وقال يوسف بن موسى القطان1: "وقيل لأبي عبد الله2: الله3 فوق السماء السابعة على عرشه، بائن من خلقه، وعلمه وقدرته بكل مكان؟ قال: نعم".
رواه الخلال، عن يوسف4.
1 يوسف بن موسى بن راشد بن بلال القطان، أبو يعقوب الكوفي، سكن الري ثم انتقل إلى بغداد ومات بها، صدوق من العاشرة، مات سنة (253هـ) . التقريب (ص1096) .
2 في (ب)"لأبي عبد الله أحمد بن حنبل".
3 "الله" ساقطة من (ج) .
4 أخرجه ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الجهمية) ، (3/159، ح115) . أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/401-402، برقم674) . وأورده ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/421) . وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص116، برقم96) . وأورده الذهبي في العلو (130) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص200) وعزاه للخلال في كتاب السنة له.
222-
وقال سلمة بن شبيب1: "كنت عند أحمد بن حنبل، فدخل رجل عليه أثر السفر، فقال: من فيكم أحمد بن حنبل؟ فأشاروا إليه، فقال: إني ضربت2 البر والبحر3 من أربعمائة فرسخ4، أتاني الخضر عليه السلام فقال: إيت أحمد بن حنبل، فقل له5: إن ساكن السماء راض عنك لما بذلت نفسك في هذا الأمر"6.
1 سلمة بن شبيب النيسابوري، أبو عبد الرحمن الحجري المسمعي، نزيل مكة، ثقة من كبار الحادية عشرة، مات سنة بضع وأربعين ومائتين، أخرج له مسلم والأربعة. التقريب (ص400) .
2 في (ب)"خربت".
3 في (ج)"البحر والبر".
4 في (ج)"فراسخ".
5 في (ج)"فقلت له".
6 ذكرها ابن أبي حاتم في تقدمة كتاب الجرح والتعديل (1/309-310) . وذكر هذه الحكاية القاضي ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/18) . وأوردها الذهبي في العلو (ص130-131) .
أما مسألة حياة الخضر فقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والصواب الذي عليه المحققون أنه ميت، وأنه لم يدرك الإسلام"، مجموع الفتاوى (27/100) .
وقال أيضاً عندما سئل عن الخضر وإلياس هل هما معمران؟ فأجاب: "إنهما ليسا في الأحياء ولا معمران، وقد سأل إبراهيم الحربي أحمد بن حنبل عن تعمير الخضر وإلياس وأنهما باقيان يريان ويروى عنهما، فقال الإمام أحمد: من أحال على غائب لم ينصف منه؛ وما ألقى هذا إلا شيطان.
وسئل البخاري عن الخضر وإلياس هل هما في الأحياء؟ فقال: كيف يكون هذا؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو على وجه الأرض أحد.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي قوله تعالى {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ} ليسا هما في الأحياء والله أعلم". مجموع الفتاوى (4/337) .
وقد أفرده ابن حجر في رسالة سماها "الزهر النضر في نبأ الخضر". وهي مطبوعة ضمن مجموعة الرسائل المنيرية (2/195-234) .
رواه ابن أبي حاتم في مناقب أحمد عن محمد بن مسلم1 عن سلمة.
[ذو النون المصري (245هـ) ]
223-
وقال عمر بن بحر الأسدي2: "سمعت ذا النون المصري3
1 محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله الرازي، المعروف بابن وارة، ثقة، حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة (270هـ) وقيل قبلها. الجرح والتعديل (8/79) ، التقريب (ص897) .
2 قال الألباني في مختصر العلو (ص198) : "عمر بن بحر الأسدي لم أعرفه".
3 في (ب)"المصر". وذكره الذهبي في الميزان فقال: "ذو النون المصري الزاهد العارف، قال الدارقطني: روى عن مالك أحاديث فيها نظر، قلت: اسمه ثوبان بن إبراهيم، ويقال: الفيض بن أحمد، ويقال كنيته أبو الفيض، ويقال أبو الفياض". مات سنة (245هـ) . ميزان الاعتدال (2/33) .
يقول: أشرقت لنوره السموات، وأنار لوجهه الظلمات، وحُجِبَ جلالُه عن العيون، وناجاه على عرشه ألسنة الصدور".
أخرجها أبو الشيخ في كتاب "العظمة"1.
[أحمد بن حنبل]
224-
وقال الإمام2 أحمد بن حنبل رحمه الله في كتاب الرد على الجهمية مما جمعه3 ورواه عبد الله ابنه عنه:
"باب بيان ما أنكرت الجهمية أن يكون الله على العرش"، قلت لهم: أنكرتم أن يكون الله على العرش، وقد قال:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 4؟
1 أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (1/398) . وأورده الذهبي في العلو (ص134) . وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص271) .
2 "الإمام" ساقطة من (ب) و (ج) .
3 "مما جمعه" ساقطة من (ب) .
4 الآية 5 من سورة طه.
فقالوا: هو تحت الأرض السابعة، كما هو على العرش، وفي1 السموات وفي2 الأرض.
فقلنا: قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها (ق57/ب) منعظمة الرب شيء، أجسامكم وأجوافكم والحشوش3 والأماكنالقذرة ليس فيها من عظمته شيء، وقد أخبرنا عز وجل أنه فيالسماء فقال تعالى:{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَفَإِذَا هِيَ تَمُورُ. أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} 4، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ] 5} 6، {إِنِّي مُتَوَفِّيكَوَرَافِعُكَ إِلَيّ} 7، {بَلْ رَفَعَهُ الله إِلَيْهِ} 8، {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِنْ فَوْقِهِم} 9 فقد
1 في (ج)"وفوق".
2 "في" ساقطة من (ب) و (ج) .
3 "والحشوش" ساقطة من (ب) و (ج) .
4 الآيتان 16-17 من سورة الملك.
5 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .
6 الآية 10 من سورة فاطر.
7 الآية 55 من سورة آل عمران.
8 الآية 158 من سورة النساء.
9 الآية 50 من سورة النحل.
أخبر1 سبحانه أنه في السماء"2.
أخرجه كله أبو بكر الخلال في "السنة"، وخرج أكثره مفرقا في غير موضع القاضي أبو يعلى الفراء في كتاب "إبطال التأويل" له.
[إسحاق بن راهويه (256هـ) ]
225-
وقال أحمد بن سلمة3: "سمعت إسحاق بن راهويه يقول: جمعني وهذا المبتدع -يعني إبراهيم بن أبي صالح-4 مجلس الأمير عبد الله ابن طاهر5، فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها. قال6 ابن أبي
1 في (ب) و (ج)"أخبرنا".
2 انظر الرد على الجهمية للإمام أحمد بن حنبل (ص92-93، -ضمن عقائد السلف) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص201-202) .
3 أحمد بن سلمة النيسابوري، البزار، أبو الفضل، الحافظ، الحجة، العدل، المأمون، المجود، رفيق مسلم في الرحلة، سمع خلقا كثيرا، وجمع وصنف. السير (13/373) ، تاريخ بغداد (4/186) .
4 إبراهيم بن أبي صالح، قال عنه مسلم بن الحجاج:"جهمي لا يكتب حديثه"، وقال الحاكم:"كذبه إسحاق بن راهويه في مجلس عبد الله بن طاهر"، واسم أبي صالح: هاشم. المغني في الضعفاء (ص17) ، لسان الميزان (1/96) .
5 عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب، أبو العباس، الأمير العادل، حاكم خراسان وما وراء النهر، مات سنة ثلاثين ومائتين وله ثمان وأربعون سنة. تاريخ بغداد (9/452) ، السير (10/684) .
6 في (ج)"فقال".
صالح: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء. فقال: آمنت برب يفعل ما يشاء"1.
رواه البيهقي عن الحاكم سمعت محمد بن صالح بن هاني2 سمعت أحمد بن سلمة فذكره.
[عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق (251هـ) ]
226-
وقال عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق3 لما روى حديث
1 أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/452) برقم (774) .
والبيهقي في الأسماء والصفات (2/375-376، برقم951) . وأورده الذهبي في العلو (ص131) ، وفي السير (11/376) ، وفي تاريخ الإسلام في حوادث وفيات (231-240، ص89) ، وأورده في الأربعين (ص71، برقم59) وقال: "رواها الحاكم بإسناد صحيح عنه".
2 "هاني" ساقطة من (ب) و (ج) .
وهو محمد بن صالح بن هاني، أبو جعفر الوراق، ثقة، حافظ، زاهد، كان لا يأكل إلا من كسب يده، ولا يقطع صلاة الليل. البداية (11/225) ، طبقات الشافعية (3/174) .
3 عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع النسائي، ثم البغدادي، أبو الحسن الوراق، صحب الإمام أحمد وسمع منه، وكان صالحاً، ورعاً، زاهداً، توفي سنة (251هـ) على القول الراجح. طبقات الحنابلة (1/209-212) ، التقريب (ص633) .
ابن عباس "ما بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف1 نور، وهو فوق ذلك"2 قال: "من زعم أن الله هاهنا فهو جهمي خبيث، إن الله فوق العرش، وعلمه محيط بالدنيا والآخرة"3.
عبد الوهاب هذا، ثقة، حافظ، روى عنه أبو داود، والترمذي، والنسائي، مات سنة خمسين ومائتين.
وقيل للإمام أحمد من (ق58/أ) نسأل بعدك؟. فقال4: "سلوا عبد الوهاب". وأثنى عليه في غير موضع.
1 في (ب)"الألفاف".
2 تقدم تخريجه برقم (111) .
3 أورده الذهبي في العلو (ص142) ، وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص232)، وقال:"صح ذلك عنه، حكاه عنه محمد بن أحمد بن عثمان -يعني الذهبي- في رسالته الفوقية وقال: ثقة حافظ، روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي، مات سنة خمسين ومائتين" اهـ.
قلت: هذا النص يؤكد أن ابن القيم استفاد كثيراً من كتاب العرش وكان يعتمده، فالعبارة كما ترى مطابقة لما في النص، وأما عبارة العلو فهي "كان عبد الوهاب ثقة حافظاً، كبير القدر، حدث عنه أبو داود والنسائي والترمذي، توفي سنة ".
4 في (ب) و (ج)"قال".
[المزني (264هـ) ]
227-
حدثنا أبو الحسين اليونيني1 الحافظ، عن جعفر الهمداني2، أنبأنا السلفي3، أنبأنا عبد الملك بن الحسن4 الأنصاري5 بمكة، أنبأنا الحسين بن علي الفقيه النسوي6، أنبأنا إسماعيل بن رجاء العسقلاني7 بها، أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد
1 علي بن محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله، الحافظ، أبو الحسين الحنبلي، الفقيه البعلبكي اليونيني، الإمام المحدث الفقيه الأوحد، شيخ الذهبي، ولد سنة (621هـ) وتوفي سنة (701هـ) . معجم شيوخ الذهبي (2/40) ، شذرات الذهب (6/3) .
2 جعفر بن علي بن هبة الله بن جعفر بن يحيى الهمداني، أبو الفضل الأسكندراني المالكي، إمام مقرئ مجود، محدث، فقيه، بقية السلف، ولد سنة (546هـ) وتوفي سنة (636هـ) . السير (23/36) ، شذرات الذهب (5/180) .
3 تقدمت ترجمته في الصفحة (210) .
4 في (ب)"الحسين" وهو خطأ.
5 عبد الملك بن الحسن بن بتنة، أبو محمد الأنصاري، شيخ صالح، مجاور بمكة، توفي في حدود الخمسمائة. معجم السفر للسلفي (ص200) ، تاريخ الإسلام (34/349-350) .
6 الحسين بن علي، أبو عبد الله النسوي، الفقيه، توفي سنة (444هـ) أو بعدها. تاريخ دمشق (14/283) ، بغية الطلب في تاريخ حلب (6/2723) .
7 إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد الله، أبو محمد العسقلاني، الأديب، توفي في رمضان سنة (423هـ) .
تاريخ دمشق (8/403) ، تاريخ الإسلام (29/103-104) .
الملطي1، وأبو أحمد محمد بن محمد القيسراني2، قالا: أنبأنا أحمد بن بكر3 اليازوري4 الفقيه، [حدثنا الحسن بن علي اليازوري] 5، حدثني
1 محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، أبو الحسين الملطي العسقلاني، عالم بالقراءات، من فقهاء الشافعية، توفي بعسقلان سنة (377هـ) صاحب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع. طبقات الشافعية (2/112) ، الأعلام (5/311) .
2 محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أبي ربيعة، أبو أحمد القيساراني، توفي بعد الثمانين وثلاثمائة. تاريخ دمشق (55/183) ، معجم البلدان (4/422) .
3 في (ب)"ابن أبي بكر".
4 أحمد بن محمد بن بكر الرملي، القاضي أبو بكر اليازوري، الفقيه. يروي عن الحسن ابن علي اليازوري، وحكى عنه أسود بن الحسن البرذعي، وأبو القاسم علي بن محمد بن زكريا الصقلي، الرملي، أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الحافظ. معجم البلدان (5/425) ، تاريخ دمشق (5/226) ، وجاء فيه "الباروذي" وهو خطأ.
قال أحمد تيمور باشا في كتابه "ضبط الأعلام"(ص164) : "الغالب في كتب التاريخ المطبوعة تصحيفه بالبازوري (بالموحدة) ، فالينتبه له".
5 ساقط من (أ) و (ب)، وأثبته من رسالة "شرح السنة" للمزني (ص72) . قال محقق الرسالة (ص53-54) :"ولم أجد عنه شيئاً سوى ما ذكره ابن عساكر وياقوت قالا: أحمد بن محمد بن بكر، أبو بكر القاضي اليازوري الفقيه، حدث عن الحسن بن علي اليازوري".كما وصف في السند أنه: "الحسن بن علي اليازوري الفقيه".
على بن عبد الله الحلواني1 قال: كنت بطرابلس المغرب، فذكرت أنا وأصحاب لنا السنة، إلى أن ذكرنا المزني2 رحمه الله، فقال بعض أصحابنا: بلغني أنه يتكلم في القرآن ويقف عنده، وذكر [آخر] 3 أنه يقوله4، إلى أن اجتمع منا قوم آخر فكتبنا إليه كتاباً نريد أن نستعلم منه، فكتب إلينا شرح السنة، فكتب إلينا: "عصمنا الله وإياكم بالتقوى، ووفقنا وإياكم لموافقة الهدى، أما بعد: فإنك سألتني أن أوضح لك من السنة أمراً تصبر نفسك على التمسك به، وتدرأ عنك به شبه الأقاويل، وزيغ محدثات الضالين، فقد شرحت لك منها ما جاء موضحا5 لم آل نفسي وإياك [فيه] 6 نصحا، بدأت فيه بحمد ذي الرشد والتسديد.
الحمد لله أحق ما بدىء، وأولى من شكر، و [عليه] 7 أثني، الواحد
1 لم أقف له على ترجمة.
2 إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني، أبو إبراهيم المصري، تلميذ الشافعي، إمام علامة فقيه، كان زاهدا عالما مجتهدا، قوي الحجة، توفي سنة (264هـ) .السير (12/492)
3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) ، والتصويب من شرح السنة للمزني.
4 في (أ)" من أنه يقوله " وفي (ب)"أنه يقول" والتصويب من المصدر السابق.
5 جاء في (ب) و (ج)"فقد شرحت لك منهاجا موضحاً".
6 ما بين المعكوفتين غير واضح في (أ) .
7 في (أ) و (ب) و (ج)"وعلى" والتصويب من شرح السنة للمزني.
الصمد، ليس له صاحبة ولا ولد، جل عن المثل فلا شبيه له ولا عديل، السميع البصير العليم الخبير المنيع الرفيع، عالٍ على عرشه1، (58/ب) فهو دان بعلمه من خلقه" -إلى أن قال-:"والقرآن كلام الله ومن الله، ليس بمخلوق فيبيد، وقدرة الله، ونعته2 وصفاته [كاملات] 3 غير مخلوقات، دائمات أزليات ليست محدثات فتبيد، ولا كان ربنا ناقصاً فيزيد، جلت صفاته عن شبه المخلوقين، عالٍ على العرش4، بائن من خلقه". وذكر باقي الاعتقاد5.
[أبو زرعة الرازي (264هـ) ]
228-
أجاز لنا أحمد بن سلامة6، عن أبي القاسم بن بَوْش7، أنبأنا
1 في (ج)"العرش".
2 في (ب)"بعثه".
3 في (أ) و (ب) و (ج)"كلمات" والتصويب من شرح السنة للمزني.
4 في (ب)"العر".
5 أورده الذهبي في العلو (ص135) ، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص166-170) .
6 أحمد بن أبي الخير سلامة الدمشقي الحداد، تقدمت ترجمته في الصفحة (93) .
7 يحيى بن أسعد بن يحيى بن محمد بن بَوْش، أبو القاسم البغدادي الأزجي الخبّاز، صحيح السماع ولم يكن عنده علم، توفي سنة (593هـ) . السير (21/243) ، شذرات الذهب (4/315) .
أبو طالب اليوسفي1، أنبأنا [أبو] 2 إسحاق البرمكي3، أنبأنا علي بن عبد العزيز4، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم5 قال: "سألت أبا حاتم6 وأبا زرعة7 الرازيين رحمهما الله عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين،
1 في (ب) و (ج)"السيوفي" وهو خطأ، والصواب ما أثبته.
وهو عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد، أبو طالب اليوسفي البغدادي، ولد سنة نيف وثلاثين وأربعمائة، قال السمعاني:"شيخ صالح، ثقة، ديّن" توفي سنة (516هـ) . السير (19/386) ، شذرات الذهب (4/49) .
2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، والتصويب من روائع التراث.
3 إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم البرمكي، أبو إسحاق، البغدادي، الحنبلي، ولد سنة (361هـ) قال الخطيب:"كتبت عنه وكان صدوقا ديّنا فقيها على مذهب أحمد وله حلقة للفتوى"، توفي سنة (445هـ) . تاريخ بغداد (6/139) ، السير (17/605) .
4 علي بن عبد العزيز بن مردك بن أحمد بن سندوية، أبو الحسن، البرذعي، البزار، البغدادي، قال عنه الخطيب:"ثقة"، توفي في المحرم سنة (387هـ) . تاريخ بغداد (12/30-31) .
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
7 تقدمت ترجمته.
وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك، فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازاً، وعراقاً، ومصراً، وشاماً، ويمناً، وكان من مذهبهم أن الله على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه بلا كيف، أحاط بكل شيء علماً"1.
أبو حاتم هو محمد بن إدريس2 الحنظلي، إمام أهل الري3 في الحفظ والإتقان، وممن طاف العراق والشام والحجاز وخراسان في طلب العلم، وشهرتهما عند أهل العلم تغني عن التعريف بحالهما.
1 أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/176-179، برقم321) ، وقد ذكر الاعتقاد بتمامه والنص المذكور هنا تجده في (ص177) . وأخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء (13/84) بالسند المذكور هنا، وأخرجه في العلو (ص137-138) وقد ساقها بأسانيد ثلاثة. وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص125، برقم110) . وأورده ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/257) .
قال الألباني في مختصر العلو (ص204-205) : "قلت: هذا صحيح ثابت عن أبي زرعة وإبي حاتم رحمة الله عليهما
…
" إلى أن قال: "ورسالة ابن أبي حاتم محفوظة في المجموع (11) في الظاهرية في آخر كتاب (زهد الثمانية من التابعين") .
وقد طبعت ضمن " روائع التراث " تحقيق محمد عزيز شمس، ونشرته الدار السلفية بالهند. انظر (ص19-26)
2 "إدريس" ساقطة م (ب) و (ج) .
3 في (ب)"الرأي".
وروى عن أبي حاتم من الأئمة، أبو داود، والنسائي، وابن ماجة.
وروى عن أبي زرعة، مسلم، والترمذي، والنسائي.
[الإمام أبو عبد الله البخاري (256هـ) ]
229-
(ق59/أ) وقال أبو1 عبد الله البخاري2، في كتاب الرد على الجهمية، الذي في آخر الصحيح في باب قوله تعالى:{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ} 3: "قال أبو العالية4: استوى إلى السماء: ارتفع، وقال مجاهد5: علا على العرش، وقالت زينب6 زوج النبي صلى الله عليه وسلم: زوجني الله من فوق سبع سموات"7.
وَبَوَّبَ على أكثر ما ينكر الجهمية وتناوله، من العلو، والكلام، واليدين، والعين، ونحو ذلك محتجاً بآيات الصفات وأحاديثها، فمن
1 "أبو" ساقطة من (ج) .
2 تقدمت ترجمته.
3 الآية 7 من سورة هود.
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمتها.
7 انظر صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب (22) ، (ص1554-1555)، ط: دار السلام.
تبويبه:
باب قوله {إِلَيْهِ يَصْعَدُ اَلكَلِمُ اَلطَّيِّب} 1.
وباب قوله {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} 2.
وباب قوله {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} 3.
وباب كلام الرب مع الأنبياء وغيرهم4.
ونحو ذلك مما إذا تدبره اللبيب، علم بتبويبه رحمه الله وذكره لمثل تلك [الآيات] 5 والأحاديث أن الجهمية تنكر ذلك وتحرفه.
[عثمان بن سعيد الدارمي (280هـ) ]
230-
قال عثمان بن سعيد الدارمي6 أحد الأئمة، وحفاظ أهل
1 الآية 10 من سورة فاطر، وانظر صحيح البخاري كتاب التوحيد، باب (23) ، (ص1556) .
2 الآية 75 من سورة ص، وانظر صحيح البخاري كتاب التوحيد، باب (19) ، (ص1552) .
3 الآية 39 من سورة طه، وانظر صحيح البخاري كتاب التوحيد، باب (17) ، (ص1551) .
4 انظر صحيح البخاري كتاب التوحيد، باب (36) ، (ص1574) .
5 في (ب)(ج)"الآية".
6 تقدمت ترجمته.
المشرق، توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وسمع سعيد بن أبي مريم1، ونعيم بن حماد2، وموسى بن إسماعيل3، وفروة بن أبي المغراء4، وعبد الله بن رجاء5، ومسلم بن إبراهيم6، وغيرهم من الأئمة.
الذي قال فيه البخاري: "ما رأيت مثل عثمان بن سعيد، ولا (ق59/ب) رأى
1 سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي بالولاء، أبو محمد المصري، ثقة ثبت فقيه، من كبار العاشرة، مات سنة (224هـ) وله ثمانون سنة، أخرج له الجماعة. التقريب (ص375) .
2 تقدمت ترجمته.
3 موسى بن إسماعيل المنقري مولاهم، أبو سلمة التبوذكي، مشهور بكنيته واسمه، ثقة ثبت، من صغار التاسعة، ولا التفات إلى قول خراش:(تكلم فيه الناس) ، مات سنة (223هـ) ، أخرج له الجماعة. التقريب (ص977) .
4 فروة بن أبي المغراء، واسم أبيه معدي كرب الكندي، يكنى أبا القاسم، كوفي صدوق، من العاشرة، مات سنة (225هـ) ، أخرج له البخاري والترمذي. التقريب (ص780-781)
5 عبد الله بن رجاء بن عمر الغُداني، بصري، صدوق يهم قليلا، من التاسعة، مات سنة (220هـ) وقيل قبلها، أخرج له البخاري والنسائي وابن ماجة. التقريب (ص505) .
6 مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي مولاهم، أبو عمرو البصري، ثقة مأمون مكثر، عمي بآخره، من صغار التاسعة، مات سنة (222هـ) ، أخرج له الجماعة. التقريب (ص937) .
عثمان مثل نفسه"1؛ أخذ الأدب عن ابن الأعرابي2، والفقه عنالبويطي3،والحديث عن يحيى بن معين4، وعلي بن المديني5، فتقدم في هذه العلوم، وقد أثنى عليه غير واحد من أهل العلم، وألف كتاب "النقض على بشر المريسي" مجلداً مما فيه:
1-
"قد اتفقت الكلمة من المسلمين، أن الله بكماله فوق عرشه، فوق سمواته"6.
2-
وقال أيضاً في موضع آخر من الكتاب: " [و] 7 قال أهل السنة: إن الله بكماله فوق عرشه، يعلم ويسمع من فوق العرش، لا يخفى
1 في تذكرة الحفاظ (2/622) عزا القول إلى أبي الفضل يعقوب بن إسحاق القراب.
2 تقدمت ترجمته.
3 أبو يعقوب يوسف بن يحيى المصري البويطي، صاحب الشافعي، امتحن مع من امتحن في فتنة خلق القرآن، وتوفي سنة (231هـ) في القيد. تاريخ بغداد (14/299) ، تهذيب التهذيب (11/427) .
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 انظر الرد على بشر المريسي (ص408 -ضمن عقائد السلف) . وأورده الذهبي في السير (13/325) . وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص228) . وانظر مختصر الصواعق (2/213) .
7 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .
عليه خافية من خلقه، ولا يحجبهم عنه شيء"1.
[أبو عيسى الترمذي (279هـ) ]
231-
وقال [الترمذي] 2 لما روى حديث أبي هريرة "إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه فيربيها"3: "هذا حديث صحيح روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث، وما يشبهه من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا: قد4 ثبتت الروايات في هذا، ونؤمن به، ولا نتوهم، ولا يقال كيف هذا.
وروي عن مالك، وابن عيينة، وابن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف.
وهكذا قول أهل العلم، من أهل السنة والجماعة.
1 انظر الرد على بشر المريسي (ص438 -ضمن عقائد السلف) مع تقديم وتأخير.
2 ما بين المعكوفتين سقط من (أ) و (ب) وجاء مكانه (أيضاً) وما أثبته من (ج) ، وقد تقدمت ترجمة الترمذي.
3 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب (23) ، (ح7430، ص1556-1557)، ط: دار السلام،
وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب (19) ، قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها (2/702) .
4 "قد" ساقطة من (ج) .
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه، (60/أ) وفسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وإنما معنى اليد ها هنا النعمة، وقال إسحاق بن راهويه: إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد، أو1 مثل يد، وسمع كسمع".
هكذا قال رحمه الله في باب أفضل2 الصدقة من جامعه3.
وروى أيضا حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يمين الله ملأى سحاء4، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات، فإنه لم ينقص ما في يمينه، وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع"5.
قال هذا في تفسير {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} 6 الآية، "وهذا الحديث قالت الأئمة: نؤمن به كما جاء من غير تفسير، قاله غير واحد، منهم سفيان الثوري، ومالك، وابن عيينة، وابن المبارك، أنه تروى
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (ب) .
2 في (ب)"فضل".
3 انظر سنن الترمذي، كتاب الزكاة، باب فضل الصدقة، (3/50-51) .
4 "سحاء": أي دائمة الصب والهطل والعطاء. النهاية (2/345) .
5 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب (22) ، (ح7419، ص1554-1555) . وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب (12) الحث على النفقة (2/362) .
6 الآية 64 من سورة المائدة.
هذه الأشياء ونؤمن بها ولا يقال كيف".
ذكر هذا في تفسير سورة المائدة1.
[حرب بن إسماعيل الكرماني (280هـ) ]
232-
وقال حرب بن إسماعيل الكرماني2 -من أصحاب أحمد- من3 طبقة المروزي4 والأثرم5: "الجهمية أعداء الله، وهم الذين يزعمون أن القرآن مخلوق6، وأنه لايعرف لله مكان، وليس على عرش ولا كرسي، وهم كفار فاحذروهم".
رواه عنه ابن أبي حاتم في كتابه7.
1 سنن الترمذي، كتاب التفسير، باب ومن سورة المائدة (5/251) .
2 تقدمت ترجمته.
3 في (ب)"بن".
4 تقدمت ترجمته.
5 أحمد بن محمد بن هانىء، أبو بكر الطائي البغدادي الإسكافي الأثرم، فقيه حافظ ثقة، صاحب الإمام أحمد، مات سنة (273هـ) وله عدة تصانيف. الأنساب (1/134) ، التقريب (98) .
6 جاء في النسخ الأخرى "أن كلام الله مخلوق".
7 أورده الذهبي في العلو (ص143) .
[محمد بن عثمان بن أبي شيبة (297هـ) ]
233-
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة1، في كتاب "العرش"2 له:"ذكروا أن الجهمية يقولون: ليس بين الله وبين (60/ب) خلقه حجاب، وأنكروا العرش، وأن يكون الله فوقه، وقالوا إنه في كل مكان".
وذكر أشياء إلى أن قال: "فسرت العلماء {هُوَ مَعَكُم} يعني بعلمه".
" [توافرت] 3 الأخبار أن الله خلق العرش فاستوى عليه بذاته، فهو فوق العرش بذاته، متخلصا من خلقه بائنا منهم"4.
محمد بن عثمان هذا، حافظ أهل الكوفة، توفي على رأس الثمانين ومائتين5، سمع عامة شيوخ الأئمة، وهذا كتاب مروي عنه بإسناد صحيح.
1 أبو جعفر محمد بن عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي، العبسي مولاهم، الكوفي، الحافظ المسند البارع، محدث الكوفة، جمع وصنف وكان من أوعية العلم، بصيرا بالحديث والرجال، توفي سنة (297هـ) . تاريخ بغداد (3/42-47) ، سير أعلام النبلاء (14/21) .
2 كتاب العرش وما روى فيه، قمت بتحقيقه، وقام بنشره مكتبة الرشد بالرياض.
وقد قمت بدراسة شاملة عن موضع الكتاب، وعن مؤلفه.
3 في (أ) و (ب) و (ج)"تواترت"، وما أثبته من كتاب العرش لابن أبي شيبة.
4 كتاب العرش ص 276- 292.
5 الصواب أن وفاته سنة (297هـ) . انظر: تاريخ بغداد (3/47) ، السير (14/21) .
[ابن ماجة (273هـ) ]
234-
وقال أبو عبد الله بن ماجة1 الحافظ المشهور، في سننه، في أول كتاب السنة، فذكر أشياء منها:
قال رحمه الله: "باب فيما أنكرت الجهمية"2.
فروى في ذلك3 حديث أبي رزين "أين كان ربنا يا رسول الله؟ "4.
وحديث جابر "بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤسهم، فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم"5.
وحديث "يطوي السموات بيمينه"6.
وحديث "الأوعال وعلى ظهورهن العرش ثم الله فوق ذلك"7.
1 تقدمت ترجمته.
2 انظر سنن ابن ماجة (1/34) ، المقدمة، باب (13) .
3 "ذلك" ساقطة من (أ)(ب) .
4 انظر سنن ابن ماجة (1/35، ح170) ، وقد تقدم تخريج الحديث برقم (15) .
5 انظر سنن ابن ماجة (1/36، ح172) ، وقد تقدم تخريج الحديث برقم (34) .
6 انظر سنن ابن ماجة (1/37، ح180) ، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (8/126) .
7 انظر سنن ابن ماجة (1/37-38، ح181) ، وقد تقدم تخريج الحديث برقم (24) .
وحديث "إن الله يضحك إلى ثلاثة"1.
وحديث "ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن"2.
وحديث "أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم ينقص ما في يده"3 ونحو ذلك من الصفات.
[عبد الله بن أحمد بن حنبل (290هـ) ]
235-
1ـ وقد تقدم4 (ق61/أ) قول أبي عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد5 في حديث مجاهد "أن الله يقعد محمداً معه على العرش" وأنه قال: "أنا منكر على من رد هذا الحديث، وما رأيت أحدا من المحدثين ينكره، وكان عندنا وقت ما سمعناه من المشايخ أنه إنما ينكره الجهمية".
وقد تقدم غير حديث وأثر، معزو إلى كتاب عبد الله بن أحمد رحمهما الله في الرد على الجهمية أخرجه أبو بكر المروزي صاحب الإمام
1 انظر سنن ابن ماجة (1/39، ح188) ، وفي الزوائد في إسناده مقال.
2 انظر سنن ابن ماجة (1/39، ح187) ، وفي الزوائد إسناده صحيح. وأخرجه أحمد في المسند (4/182) .
3 انظر سنن ابن ماجة (1/38، ح185) . وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب الحث على النفقة (3/78) .
4 تقدم برقم (190) .
5 تقدمت ترجمته.
أحمد، ومن أجلِّ ما رووا عنه في كتاب فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم تأليفه1.
2ـ ونقل في هذا الكتاب نحواً من هذا القول عن الإمام أبي داود السجستاني2 مؤلف السنن، استفتاه المروزي، فأفتاه أن الخبر يسلم كما جاء ولا يعارض3.
3ـ وكذا أفتاه عباس الدوري4 الحافظ أحد الشيوخ الأئمة5 روى عنه الترمذي، وأبوداود، والنسائي، وابن ماجة.
4ـ وكذا أفتاه إبراهيم الحربي6، أحد الفقهاء والأئمة ببغداد في هذا العصر، ذكره أبو إسحاق الشيرازي7، في طبقات أصحاب الإمام
1 أشار ابن القيم إلى هذا الكتاب في بدائع الفوائد (4/39) حيث قال: "قال القاضي: صنف المروذي كتابا في فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فيه إقعاده على العرش".
2 تقدمت ترجمته.
3 انظر الأثر في السنة للخلال (1/244، برقم279) .
4 تقدمت ترجمته.
5 انظر الأثر في السنة للخلال (1/258، برقم311) ، و (1/217، برقم250) .
6 إبراهيم بن إسحاق الحربي، تقدمت ترجمته. انظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/235، برقم270) ، و (1/219، برقم254) .
7 إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزأبادي الشيرازي، أبو إسحاق الشافعي، العلامة، المناظر، الفقيه، الأصولي، مات ببغداد سنة (476هـ) له "المهذب في الفقه" الذي شرحه النووي في المجموع وغيره كثير. طبقات الشافعية (3/88) ، السير (18/452) .
أحمد بن حنبل، وقال فيه: إمام في1 الحديث وله مصنفات كثيرة، مات سنة خمس2 وثمانين ومائتين3.
5ـ وممن أفتاه من الأئمة بنحو ذلك يحيى بن أبي طالب4، وهو محدث، حافظ، سمع يزيد بن هارون5 وطبقته.
6ـ ومحمد بن إسماعيل السلمي6 الحافظ، أحد (ق61/ب) أئمة الحديث، والمكثرين منه، روى عنه الترمذي، والنسائي، توفي سنة ثمانين7.
7ـ وأبو جعفر محمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطي8، ثقة
1 "في" ساقطة من (ب) .
2 في (ب) و (ج)"خمسين".
3 انظر طبقات الفقهاء للشيرازي (ص171) .
4 تقدمت ترجمته. وانظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/233، برقم268) ، و (1/215، برقم247) .
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته. وانظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/236، برقم272) ، و (1/218، برقم250) .
7 يعني ومائتين.
8 تقدمت ترجمته. وانظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/217، برقم250) .
روى عنه أبو داود، وابن ماجة.
8ـ وأبو عبد الله محمد بن بشر بن شريك بن عبد الله القاضي1، وأبو قلابة عبد الملك بن محمد2 الرقاشي، وأبو بكر بن حماد المقري3، وعلي بن داود القنطري4، ومحمد بن عمران الفارسي الزاهد5،
1 تقدمت ترجمته. وانظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال 1/250، برقم311) ، وميزان الاعتدال (3/491) .
2 في (ب) و (ج)"محمد بن عبد الملك". وانظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/254-255) .
واسمه عبد الملك بن محمد الرقاشي، أبو قلابة، صدوق يخطيء، تغير حفظه لما سكن بغداد، من الحادية عشرة، مات سنة (276هـ) . التقريب (ص626) .
3 انظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/217، برقم250) . واسمه محمد بن حماد، ذكره الخلال فقال:"كان جميل الوجه في وجهه النور، عالما بالقرآن وأسبابه، وكان أحمد يصلي خلفه".طبقات الحنابلة (1/292) ، تاريخ بغداد (4/9) .
4 انظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/234، برقم269) . وهو علي بن داود بن يزيد القنطري الأدمي، صدوق، توفي سنة (272هـ) . التقريب (ص695) .
5 في (أ) و (ب)(ج)"بن أبي عمران" تقدمت ترجمته. وانظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/239، برقم275) .
وإسماعيل بن إبراهيم الهاشمي1، ومحمد بن يونس البصري2، وأحمد ابن أصرم المزني3، وحمدان بن علي4، وأبو بكر بن صدقة5، وعلي بن [سهل] 6، والحسن بن الفضل7، وهارون بن العباس
1 انظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/237، برقم274) ، وأبو علي إسماعيل ابن إبراهيم الهاشمي، لم أقف له على ترجمته.
2 انظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/243، برقم276) . وهو محمد بن يونس بن موسى بن سليمان الكنديمي، أبو العباس السامي البصري، ضعيف، من الحادية عشرة، مات سنة (286هـ) .التقريب (ص912) .
3 انظر السنة للخلال (1/215، برقم247) . وهو محمد بن أصرم بن خزيمة، أبو العباس المزني، قال عنه الخلال:"رجل ثقة"، توفي سنة (285هـ) . تاريخ بغداد (4/44-45) .
4 انظر السنة للخلال (1/218) . وهو محمد بن علي المعروف بحمدان، أبو جعفر الوراق، كان فاضلا ثقة. طبقات الحنابلة (1/308) ، تاريخ بغداد (3/61) .
5 انظر السنة للخلال (1/220) . واسمه أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، أبو بكر الحافظ، قال عنه الدارقطني:"ثقة ثقة" توفي سنة (293هـ) . تاريخ بغداد (5/40-41) .
6 انظر السنة للخلال (1/255، برقم304) . في (أ)"سهيل" وما أثبته من (ب) و (ج) ، واسمه علي بن سهل بن المغيرة البزار، ثقة، من الحادية عشرة. التقريب (ص697) .
7 انظر السنة للخلال (1/259، برقم314) . وهو الحسن بن الفضل بن السمح، أبو علي الزعفراني، ذكره الخطيب فقال:"أكثر الناس عنه، ثم انكشف ستره فتركوه". تاريخ بغداد (7/204) .
الهاشمي1، وأبو عبد الله بن عبد النور2، وإبراهيم الأصبهاني3.
9ـ وكذلك أفتى من الأئمة قبل هذه الطبقة إسحاق بن راهويه4،
وأبو عبيد القاسم بن سلَاّم5، ومحمد بن مصعب العابد6، وبشر الحافي7، وهارون بن معروف8، وجماعة غيرهم من أئمة الحديث والفقه
1 انظر الأثر الوارد عنه في السنة للخلال (1/237، برقم273) ، و (1/243، برقم277) . وهو أبو العباس هارون بن العباس الهاشمي، ثقة، توفي سنة (276هـ) . تاريخ بغداد (14/27) .
2 في (ب) و (ج)"أبو عبد الله بن عبد الثوري"، ولم أقف على ترجمته.
3 انظر السنة للخلال (1/217، برقم250) .في (ج)"الأصفهاني".واسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني، لم تذكر حالته. طبقات الحنابلة (1/96) ، والمنهج الأحمد (1/373) .
4 انظر السنة للخلال (1/217، برقم250) .
5 تقدمت ترجمته في الفقرة (207) .
6 انظر السنة للخلال (1/218) . وقد تقدمت ترجمة محمد بن مصعب في الفقرة (185) .
7 تقدمت ترجمته.
8 انظر السنة للخلال (1/218، برقم253) . وقد تقدمت ترجمة هارون بن معروف في الفقرة (188) .
يطول ذكرهم، اختصرت نصوص قولهم، لكنهم يقولون ما معناه أن هذا الخبر يسلم كما جاء ولا يعارض -يعني خبر مجاهد.
[عبد الله بن مسلم بن قتيبة (276هـ) ]
236-
1ـ وقال الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة1 في كتاب "مختلف الحديث"2 له: "نحن نقول في قوله {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} 3 إنه معهم يعلم ما هم عليه، كما تقول للرجل وجّهته إلى بلد شاسع، احذر التقصير فإني معك، تريد أنه لا يخفى عليَّ [تقصيرك]4. (62/أ)
1 عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو محمد، الإمام الحافظ الأديب، من المصنفين المكثرين، ولد ببغداد سنة (213هـ) ، وتوفي بها سنة (276هـ)، من كتبه: المعارف، وأدب الكاتب، وتأويل مختلف الحديث، وغيرها. تاريخ بغداد (10/170) ، السير (13/296) .
2 كتاب تأويل مختلف الحديث في الرد على أعداء أهل الحديث، والجمع بين الأخبار التي ادعوا عليها التناقض والاختلاف، والجواب عما أوردوه من الشبه على بعض الأخبار المتشابهة أو المشكلة بادي الرأي. وقد طبع الكتاب عدة طبعات.
3 الآية 7 من سورة المجادلة.
4 في (ب) و (ج)"تقصيري".
وكيف يسوغ لأحد أن يقول: إنه سبحانه بكل مكان على الحلول فيه مع قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 1 ومع قوله {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} 2؟ و3 كيف يصعد إليه شيء هو معه؟ وكيف تعرج الملائكة إليه وهي معه؟
ولولا4 أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم، وما ركبت عليه خِلَقُهم5 من معرفة الخالق لعلموا أن الله هو العلي وهو الأعلى، وأن الأيدي ترتفع بالدعاء إليه، والأمم كلها أعجميها6 وعربيها، تقول: إن الله في السماء. ما تركت على فطرها7"8.
2ـ وفي الإنجيل أن المسيح قال للحواريين: "إن أنتم غفرتم للناس فإن أباكم الذي في السماء يغفر لكم ظلمكم، انظروا إلى طير السماء
1 الآية 5 من سورة طه.
2 الآية 10 من سورة فاطر.
3 "و" ساقطة من (ب) و (ج) .
4 في (ج)"ولو".
5 في (ج)"خلقتهم".
6 في (ب)"عجميها".
7 في (ج)"فطرتها".
8 انظر كتاب تأويل مختلف الحديث (ص182-183) .
فإنهن لا يزرعن ولا يحصدن، وأبوكم الذي في السماء هو يرزقهن".
ومثل1 هذا في الشواهد كثير2.
[عمرو بن عثمان المكي (297هـ) ]
237-
وقال الإمام العارف أبو عبد الله عمرو3 بن عثمان4 [في كتاب] 5 "آداب المريدين والتعرف لأحوال العبَّاد" في باب ما يجيء به الشيطان للتائبين إذا هم امتنعوا عليه واعتصموا بالله، فإنه يوسوس لهم في أمر [الخالق] 6 ليفسد عليهم أحوال7 التوحيد، وذكر كلاما طويلا إلى أن قال: "وهذا من أعظم ما يوسوس به في التوحيد بالتشكيل8، أو في
1 في (ب) و (ج)"ومن مثل".
2 المصدر السابق (ص184) . وأورده الذهبي في العلو (ص145) .
3 في (ب) و (ج)"عمر".
4 أبو عبد الله عمرو بن عثمان المكي، صوفي، عالم بالأصول، من أهل مكة، له مصنفات في التصوف، زار أصبهان، ومات ببغداد سنة (297هـ) وقيل بمكة. تاريخ بغداد (12/223) ، الحلية (10/291) .
5 في (ب)"في كتابه في كتاب".
6 في (أ) و (ب)"الخلائق"، وما أثبته من (ج) .
7 كذا في الأصل، وفي نقض تأسيس الجهمية "أصول".
8 هكذا في (أ) و (ب) و (ج) ، وفي اجتماع الجيوش (بالتشكيك) .
صفات الرب بالتمثيل والتشبيه، أو بالجحد لها والتعطيل، وأن يدخل عليهم مقاييس عظمة الرب بقدر عقولهم فيهلكوا (ق62/ب) إن قبلوا، أو [يضعضع] 1 أركانهم إن لم يلجؤوا بذلك إلى العلم، وتحقيق المعرفة لله عز وجل من حيث أخبر عن نفسه ووصف به نفسه، وما وصف2 رسوله".
إلى أن قال: "فهو تعالى القائل {أَنَا الله} لا الشجرة؛ الجائي قبل أن يكون جائياً لا أمره، المستوي3 على عرشه بعظمة جلاله دون كل مكان، الذي كلم موسى تكليماً، وأراه من آياته عظيما، فسمع موسى كلام4 الله الوارث لخلقه، السميع لأصواتهم، الناظر بعينه إلى أجسامهم، يداه مبسوطتان، وهما غير نعمته وقدرته، خلق آدم بيده".
وذكر أشياء أخر5.
1 في (أ) و (ب) و (ج)"يتضعضع" وما أثبته من اجتماع الجيوش الإسلامية.
2 في (ج)"وصف به".
3 في (ب) و (ج)"لا مرة أن يستوي".
4 في (ب)"كلا".
5 وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/62-65) . وفي نقض تأسيس الجهمية (2/527) . أورده الذهبي في العلو (ص155) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص274-275) .
عمرو المكي1 هذا من2 نظراء الجنيد3، ومن كبار الصوفية وأعيانهم، توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد، وشهرته عند مشايخ الطرق تغني عن التعريف بحاله رضي الله عنه.
[ابن أبي عاصم النبيل (287هـ) ]
238-
وقال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل4-أحد الأئمة والحفاظ و5 المصنفين بأصبهان، على رأس التسعين ومائتين-:
1 انظر ترجمته في طبقات الصوفية (200-205) ، تاريخ بغداد (12/223- 225) ، حلية الأولياء (10/291) ، الأعلام (5/252-253) .
2 "من" ساقطة من (ج) .
3 الجنيد بن محمد الجنيد البغدادي الخزاز، أبو القاسم صوفي مشهور، وعده العلماء شيخ مذهب التصوف مع تمسك بالكتاب والسنة، توفي ببغداد سنة (297هـ) ، الحلية (10/255) ، تاريخ بغداد (7/241) .
4 في (ب)(ج)"النبيلي" وهو خطأ.
وهو أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، أبو بكر الشيباني، قال فيه أبو الشيخ الأصبهاني:"كان من الصيانة والعفة بمحل عجيب"، وقال ابن مردوية:"حافظ كثير الحديث صنف المسند والكتب"، توفي سنة (287هـ) . طبقات المحدثين بأصبهان (ص214) ، السير (13/430) .
5 "و" ساقطة من (ب) و (ج) .
" [وجميع ما في] 1 كتابنا "كتاب السنة الكبير"2 الذي فيه الأبواب من الأخبار التي ذكرنا أنها توجب العلم، فنحن نؤمن بها لصحتها، وعدالة ناقليها، ويجب التسليم لها على ظاهرها، وترك تكلف الكلام في كيفيتها".
فذكر في ذلك النزول إلى سماء3 الدنيا4، والاستواء على العرش5، وغير ذلك.
أخرجه6 (ق63/أ) ابن بطة في "الإبانة"، فقال: حدثتنا عاتكة بنت أحمدابن [عمرو] 7 بن [أبي] 8 عاصم9، قالت: حدثنا أبي رحمه الله.
1 في (أ)"وجمع في كتابنا"، و (ب)(ج)"وجمع ما في كتابنا" والتصويب من العلو للذهبي.
2 كتاب السنة مطبوع بتحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ونشره المكتب الإسلامي.
3 في (ب) و (ج)"السماء".
4 انظر كتاب السنة (1/216) ، باب (105) ، (ذكر نزول ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا
…
)
5 انظر كتاب السنة (1/215) ، باب (104) ، (ما ذكر أن الله تعالى في سمائه دون أرضه) . وأورده الذهبي في العلو (ص146) .
6 في (ج)"خرجه".
7 في (أ)"عمر".
8 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) .
9 أم الضحاك، عاتكة بنت أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيبانية، تروي عن أبيها وعنها ابن بطة وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري وغيرهما. السير (16/437) ، بغية الطلب في تاريخ حلب (4/1406) ، (10/4337) .
[أحمد بن عمر بن سريج (306هـ) ]
239-
وقال أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني1 الإمام المشهور: سألت أيدك الله بيان ما صح لدي من مذهب السلف، وصالح الخلف، في الصفات، فاستخرت الله، وأجبت بجواب بعض الفقهاء.
وهو أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج2.
وقد سأل ابن سريج عن صفات الله فقال: "حرام3 على العقول أن تمثل الله، وعلى الأوهام أن تحده، وعلى الألباب أن تصف، إلا ما وصف به نفسه في كتابه، أو على4 لسان رسوله؛ وصح عند جميع أهل
1 سعيد بن علي بن محمد بن الحسين، -أبو القاسم- الزنجاني، رحل إلى الآفاق، وسمع الكثير، وكان إماماً حافظاً متعبداً، ثم انقطع في آخر عمره بمكة، وكان من دعاة السنة وأعداء البدعة، ولد سنة (381هـ) ، وتوفي سنة (471هـ) . البداية (12/120) ، سير أعلام النبلاء (18/385-389) .
2 أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج، الفقيه الشافعي، كان من عظماء الشافعيين، وأئمة المسلمين، توفي سنة (306هـ) . تاريخ بغداد (4/287) ، طبقات السبكي (2/87) .
3 في (ب) و (ج)"حراماً".
4 في (ج)"وعلى".
الديانة والسنة إلى زماننا أن جميع الآي والأخبار الصادقة عن1 رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب على المسلم الإيمان بكل واحد منه كما ورد، وأن السؤال2 عن معانيها بدعة، والجواب كفر وزندقة، مثل قوله تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَاّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ} 3 وقوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 4 {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} 5 ونظائرها مما نطق بها القرآن كالفوقية، والنفس، واليدين، والسمع، والبصر، وصعود الكلام الطيب إليه، والضحك، والتعجب، والنزول كل (ق/63 ب) ليلة" إلى أن قال:"اعتقادنا فيه وفي الآي6 المتشابهة في القرآن، أن نقبلها ولا نردها، ولا نتأولها بتأويل المخالفين، ولا نحملها على تشبيه المشبهين، ولا نترجم عن صفاته بلغة7 غير العربية، ونسلم الخبر لظاهره والآية لظاهر تنزيلها".
1 في (ب) و (ج)"قال".
2 في (ب)"السأل".
3 الآية 210 من سورة البقرة.
4 الآية 5 من سورة طه.
5 الآية 22 من سورة الفجر.
6 في (ب) و (ج)"الآية".
7 في (ب) و (ج)"بلفظ".
وذكر أشياء اختصرتها1.
توفي ابن سريج سنة ست وثلاثمائة ببغداد. ذكره أبو إسحاق2 في طبقات الفقهاء فقال: كان من عظماء الشافعيين وأئمة المسلمين، وكان يفضل على جميع أصحاب الشافعي حتى على المزني3.
وسمعت أبا الحسن الشيرجي4 يقول: إن فهرست5 كتب أبي العباس تشتمل على أربعمائة مصنف، وكان أبو حامد الإسفرائيني6، يقول: نحن نجري مع أبي العباس في ظواهر الفقه دون الدقائق7.
1 أورده الذهبي في العلو (152-153) ، وفي الأربعين (ص90-91، برقم95) ، وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص171-173) .
2 انظر طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي (ص109) .
3 تقدمت ترجمته.
4 ذكره الشيرازي في طبقات الفقهاء (ص118) في ترجمة أبي العباس بن سريج فقال: "أبو الحسن الشيرجي صاحب أبي الحسين بن اللبان"، وذكره في (ص128) في ترجمة أبي الحسين بن اللبان الفرضي فقال:"وممن أخذ عنه شيخنا أبو الحسن الشيرجي" اهـ. ولم أجد عنه غير هذا.
5 في (ج)"فهرس".
6 أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الإسفراييني، أبو حامد البغدادي، شيخ الشافعية، إمام ثقة، مات سنة (406هـ) وله (62 سنة) . تاريخ بغداد (4/368) ، السير (17/193) .
7 انظر السير (14/202) .
أخذ عن أبي القاسم الأنماطي1، وعنه انتشر فقه الشافعي في أكثر الآفاق. رحمه الله.
[زكريا بن يحيى الساجي (307هـ) ]
240-
وقال ابن بطة حدثنا أبو الحسن أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي2، قال: قال أبي3: "القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث، أن الله تعالى على عرشه، في سمائه، يقرب من خلقه كيف شاء" وذكر سائر الاعتقاد4.
توفي زكريا (ق64/أ) بن يحيى الساجي شيخ أبي الحسن الأشعري5 في الفقه
1 عثمان بن سعيد بن بشار البغدادي، الفقيه، الأنماطي، أبو القاسم الأحول، الإمام العلامة، شيخ الشافعية، توفي سنة (288هـ) . تاريخ بغداد (11/292) ، السير (13/429) .
2 قال عنه الألباني في مختصر العلو (ص223) : "لم يعرف أحمد هذا ولا ذكر في الرواة عن أبيه".
3 زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن مجمد بن عدي الضبي البصري الساجي، أبو يحيى، محدث البصرة في عصره، وكان من الحفاظ الثقات، كان مولده (220هـ) وتوفي سنة (307هـ) . طبقات الشافعية (2/226) ، البداية (11/131) .
4 أورده ابن تيمية في نقض تأسيس الجهمية (2/527-528) . وأورده الذهبي في العلو (ص150) ، وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص245-246) .
5 ستأتي ترجمته عند ذكر قوله، انظر الفقرة (248) .
والحديث، وإمام أهل البصرة في وقته سنة سبع وثلاثمائة. ذكره أبو إسحاق1 فقال: أخذ عن الربيع2 والمزني3، وله كتاب "اختلاف الفقهاء"، وكتاب "علل الحديث".
[محمد بن إسحاق بن خزيمة (311هـ) ]
241-
وقال الحاكم4 سمعت محمد بن صالح بن هانيء5 يقول: سمعت إمام الأئمة أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول6: "من لم يقر أن الله على عرشه، استوى فوق سبع7 سمواته، بائن من خلقه، فهو كافر يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على8 مزبلة لئلا يتأذى برائحته أهل القبلة وأهل الذمة"9.
1 انظر طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي (ص173) .
2 الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي، أبو محمد المصري المؤذن، صاحب الشافعي ورواي كتبه، ثقة، مولده ووفاته بمصر، توفي سنة (270هـ) . السير (12/587) ، تهذيب التهذيب (3/245) .
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
7 "سبع" ساقطة من (ج) .
8 في (ج)"في".
9 أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص84) . وعنه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف (ص29) وعزاه للحاكم في التاريخ. وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص127، برقم112) . وأورده ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/264) وقال: "وهذا معرف عنه، رواه الحاكم في تاريخ نيسابور وأبو عثمان النيسابوري في رسالته المشهورة"، وفي نقض تأسيس الجهمية (2/528) ، وفي الفتوى الحموية (ص35) وصححه. وأورده الذهبي في العلو (ص152) . وأورده ابن القيم في الصواعق. انظر مختصر الصواعق (2/212) ، وعزاه للحاكم في علوم الحديث والتاريخ.
توفي [ابن] 1 خزيمة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
ذكره أبو إسحاق فقال: حكى عنه أبو بكر النقاش2، أنه قال:"ما قلدت أحداً منذ بلغت ست عشرة سنة".
أخذ الفقه عن المزني، وقال فيه المزني:"هو أعلم بالحديث مني"3.
قلت: ولا أعلم في وقته مثله في معرفته بالفقه والحديث4، وربما في وقته أفقه منه من غير علم بالحديث، أو بالعكس، أما من جمع بينهما في
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .
2 تقدمت ترجمته.
3 انظر طبقات الفقهاء للشيرازي (ص105-106) .
4 في (ج)"ولا أعلم في وقته مثله بالفقه والحديث مثله في معرفته".
زمانه مثله فلا أعلم، فرضي الله عنه وعن جميع أئمة المسلمين.
[محمد بن جرير الطبري (310هـ) ]
242-
1ـ أخبرنا1 أحمد بن هبة الله بن عساكر2، أنبأنا زين الأمناء الحسن بن محمد3، أنبأنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي4 سنة ثمان وأربعين (ق64/ب) وخمسمائة، أنبأنا ابن [أبي] العلاء5، أنبأنا ابن
1 في (ب) و (ج)"أخرجه".
2 أحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر، أبو الفضل، شيخ، مسند، أجل، مات سنة (699هـ) وله خمس وثمانون سنة. تذكرة الحفاظ (4/1487) ، شذرات الذهب (5/395) .
3 الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله، أبو البركات الدمشقي الشافعي، الشيخ العالم الجليل، المسند، العابد، الخير، ولد سنة (544هـ) وتوفي سنة (627هـ) . السير (22/284) ، شذرات الذهب (5/123) .
4 الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي الدمشقي، أبو القاسم، الشافعي، المعروف بابن البن، شيخ فقيه، مسند، صدوق، كثير الرواية، ولد سنة (466هـ) وتوفي سنة (551هـ) . طبقات الشافعية للأسنوي (1/255) ، السير (20/246) .
5 في (أ) و (ب) و (ج)"بن العلاء".
وهو علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي العلاء المصيصي، أبو القاسم، الشافعي، الفرضي، الإمام المفتي، مسند دمشق، ولد سنة (400هـ) وتوفي سنة (487هـ) . السير (19/12) ، شذرات الذهب (3/381) .
أبي نصر1، أنبأنا أبو سعيد الدينوري2 مستملي محمد بن جرير قال: قريء على أبي جعفر محمد بن جرير الطبري3 وأنا أسمع بعقيدته منها "وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى، فمن يجاوز4 غير ذلك فقد خاب وخسر"5.
محمد بن جرير، هو أحد الأئمة الكبار في وقته، في التفسير، والحديث والفقه، والتاريخ، وأحد المجتهدين، توفي بغداد سنة عشر وثلاثمائة، وله التفسير والتاريخ6، والمصنفات الكثيرة.
1 عبد الرحمن بن أبي نصر عثمان بن القاسم بن معروف التميمي، أبو محمد الدمشقي الملقب بالشيخ العفيف، الإمام المعدّل، مسند الشام، ولد سنة (327هـ) وتوفي سنة (420هـ) . السير (17/366) ، شذرات الذهب (3/215) .
2 عمرو بن محمد بن يحيى، أبو سعيد، الدينوري، وراق محمد بن جرير الطبري، توفي في ربيع الأول سنة (341هـ)، قال عنه الكتاني:"وهو ثقة مأمون". تاريخ دمشق (46/326) ، تاريخ الإسلام (25/247) .
3 تقدمت ترجمته.
4 في (ب) و (ج)"تجاوز".
5 انظر صريح السنة للطبري (ص27) بتحقيق بدر بن يوسف المعتوق. وأخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/186،برقم325) . وأخرجها الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/280) بالسند المذكور هنا، وكذلك في العلو (ص150) .
6 عبارة "وأحد المجتهدين، توفي بغداد سنة عشر وثلاثمائة، وله التفسير والتاريخ" ساقطة من (ب) و (ج) .
ذكره أبو إسحاق فقال: كان على [مذهبه] 1 القاضي أبي الفرج المعافى بن زكريا النهرواني2، ويعرف بابن [الطرار] 3، قال: وكان أبو الفرج هذا فقيهاً أديباً شاعراً عالماً بكل علم4.
وذكره الخطيب -أعني الطبري- فقال5: كان أحد العلماء يُحكم بقوله، ويُرجع إلى رأيه، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان عارفاً بالقرآن، بصيراً بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطرقها، وصحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين في الأحكام، والحلال والحرام6.
1 في (أ) و (ب)(ج)"مذهب" وهو خطأ، لأن المعافى هذا من أتباعه.
2 المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد، أبو الفرج النهرواني الجريري نسبة إلى رأي ابن جرير، ويقال له ابن الطرار، الفقيه الحافظ، عالم عصره، توفي سنة (390هـ) . تاريخ بغداد (13/230) ، السير (16/544) .
3 في (أ)"طرارا"، وفي (ب) و (ج)(ظرار) والصواب ما أثبته.
4 انظر طبقات الفقهاء (ص93) .
5 في (ب) و (ج)"وقال".
6 انظر تاريخ بغداد (2/163) .
سمعت علي بن عبد الله [اللغوي] 1، يحكي أن محمداً بن جرير مكث أربعين سنة (ق65/أ) ، يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة2.
وقال أبو حامد الأسفراييني3 الفقيه: لو سافر رجل إلى الصين، حتى يحصل له كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيراً، أو كلاماً هذا معناه4.
وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: "ما على أديم الأرض أعلم من محمد ابن جرير".
قلت: فمن أراد الإنصاف فليطالع تفسيره في آيات الصفات والعلو، في مواردها. فمن ذلك:
قوله {ُثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} 5، نقل فيه عن الربيع بن أنس6 أنه
1 في (ب)(الكفوسي) ، وفي (أ) و (ج)(الكفوي) والتصويب من تاريخ بغداد (2/163) .
وهو علي بن عبد الله بن عبد الغفار أبو الحسن اللغوي، المعروف بالسمسماني، قال الخطيب:"كتبت عنه وكان صدوقاً"، توفي سنة (415هـ) .تاريخ بغداد (12/10) .
2 انظر تاريخ بغداد (2/163) .
3 تقدمت ترجمته.
4 انظر تاريخ بغداد (2/163) .
5 الآية 29 من سورة البقرة.
6 تقدمت ترجمته.
"بمعنى: ارتفع"1.
وقال في تفسير قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 2 في كل مواضعه3 "أي علا وارتفع"4.
وقال في قوله {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} 5 قال: "يجلسه معه على العرش". رواه عن مجاهد من غير وجه6.
ثم قال: "ليس في فرق الإسلام من ينكر هذا، لا7 من يقر أن الله فوق العرش، ولا من8 ينكره من الجهمية وغيرهم9"10.
1 انظر تفسير الطبري (1/191) ، وقد تقدم برقم (10) .
2 الآية 59 من سورة الفرقان.
3 انظر تفسير الطبري (1/192، 13/94، 19/28) .
4 عبارة "وقال في تفسير قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} في كل مواضعه أي علا وارتفع" ساقطة من (ب) .
5 الآية 79 من سورة الإسراء.
6 تقد تخريجه برقم (129) .
7في (ب)"إلا".
8 ما بين المعكوفتين ساقط من (ب) و (ج) .
9 في (ب) و (ج)"وغيره".
10 وانظر تفسير الطبري (15/147-148) ، وقد تقدم برقم (195) .
2ـ وقال في كتاب "التبصرة1 في معالم الدين" له: "القول فيما أدرك علمه من الصفات [خبراً] 2، وذلك نحو إخباره تعالى أنه سميع بصير، وأن له يدين بقوله {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} 3، وأن له وجهاً بقوله {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} 4، (65/ب) وأن له قدماً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "حتى يضع الرب فيها قدمه"5، وأنه يضحك بقوله: "لقي الله وهو يضحك إليه"6،
1 كذا في الأصل، وطبع الكتاب باسم "التبصير" وهو كذلك في العلو (ص150-151) .
2 في (ب) و (ج)"خبر".
3 الآية 64 من سورة المائدة.
4 الآية 27 من سورة الرحمن.
5 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب قوله {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيد} ، (6/245) . وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة، باب النار يدخلها الجبارون، (4/2187-2188) .
6 قطعة من حديث أخرجه سعيد بن منصور في سننه برقم (2566) . والإمام أحمد في مسنده (5/287) . والدارمي في الرد على الجهمية (ص535) . وابن أبي عاصم في كتاب الجهاد (برقم228) . وأبو يعلى الموصلي في مسنده (6/219) . والبيهقي في الأسماء والصفات (برقم986) ،
وللاستزادة، انظر حاشية كتاب التبصرة (ص134-136) .
وأنه1 يهبط إلى سماء2 الدنيا لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وأن له أصبعاً بقول رسوله:"ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن"3.
فإن هذه المعاني التي وُصِفَتْ ونظائرَهَا، كما4 وصف الله به نفسه، مما [لا تدرك] 5 حقيقة علمه بالفكر والرَّوِيَّةِ، لا نكفر6 بالجهل بها أحداً إلا بعد انتهائها إليه"7.
1 في (ب)"وأن" وهو خطأ.
2 في (ب) و (ج)"السماء".
3 أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/183) . وابن ماجة في السنة (1/39) ، المقدمة، باب ما أنكرت الجهمية (ح187) .
4 في التبصير "مما".
5 في (أ) و (ب) و (ج)"مما أثبتت" والتصويب من التبصير.
6 في (ج)"ولا نكفر".
7 التبصرة في معالم الدين للطبري (132-138، فقرة رقم15) ، مع تقديم وتأخير وتصرف في العبارة. طبع الكتاب بتحقيق علي بن عبد العزيز الشبل، طبعته دار العاصمة. وأورده الذهبي في العلو (ص150-151) ، وكذلك في الأربعين في صفات رب العالمين (ص91-92) ، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص195) وعزاه إلى القاضي أبي يعلى في إبطال التأويلات.
أخرج هذا الكلام عنه القاضي أبو يعلى الفراء في "إبطال التأويل" له1.
[أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي (292هـ) ]
243-
وقال أبو محمد بن ماسي2، حدثني أبو مسلم الكجي3، قال: خرجت يوماً، فإذا بحمَّام4 قد فتح سَحَراً، فقلت للحمامي: أدخل أحد الحمام؟ فقال: لا، فدخلت، فساعة فَتَحْتُ الباب5 قال قائل: أبو مسلم، أسلم تسلم، ثم أنشأ6 يقول:
1 انظر كتاب إبطال التأويلات (1/48-49) .
2 عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، أبو محمد البزار، قال عنه الخطيب:(وكان ثقة ثبتاً) ولد سنة (369هـ) وله نيف وتسعين سنة. تاريخ بغداد (9/408) ، السير (16/252) .
3 أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري، ولد حوالي سنة (200هـ) ، وروى عن الأصمعي وغيره، ويوصف بأنه صاحب السنة، وقد امتدحه البحتري بقصيدته، توفي ببغداد سنة (292هـ) . تاريخ بغداد (6/120-124) ، شذرات الذهب (2/210) .
4 في (ب) و (ج)"الحمام".
5 في (ب)"الأبواب".
6 في (ب)"أنشد".
لك الحمد إما على نعمة
…
وإما على نقمة تدفع
تشاء فتفعل ما شئته
…
وتسمع من حيث لا يسمع
قال: فبادرت فخرجت وأنا جزع، فقلت للحمامي: أليس زعمت أنه ليس بالحمام أحد؟. فقال لي: هل سمعت شيئا؟، فأخبرته بما (ق66/أ) كان، فقال لي: ذلك جني يترايا لنا في كل حين ينشدنا الشعر. قال: فقلت هل عندك من شعره؟ قال: نعم، أنشد يقول:
أيها المذنب المفرِّط مهلاً
…
كم تمادى وتكسب الذنب جهلاً
كم وكم تسخط الجليل بفعل1
…
سمج وهو يحسن الصنع فضلاً
كيف تهدا جفون من ليس يدري
…
أرضي عنه من على العرش أم لا؟
رواه الخطيب في "التاريخ"، عن عبد الله [بن علي] 2 بن محمد القرشي3 عن ابن ماسي4.
1 في (ب)"بقول".
2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، وأثبته من تاريخ بغداد (6/122) .
3 عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أبو محمد الشاهد، ولد سنة (355هـ)، قال الخطيب:"كتبت عنه وكان سماعه صحيحاً" توفي سنة (429هـ) . تاريخ بغداد (10/14) .
4 أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (6/122) ، وأورده الذهبي في العلو (ص148-149) ،
وقال الألباني في مختصر العلو (ص222) : "إسناد هذه القصة إلي الكجي صحيح، رجاله ثقات".
وأوردها ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص326-327) .
[أبو جعفر أحمد بن سلامة الطحاوي (321هـ) ]
244-
قال أبو جعفر أحمد بن سلامة الطحاوي1 رحمه الله في العقيدة التي له: "ذكر بيان السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة2، وأبي يوسف3، ومحمد بن الحسن4، رضي الله عنهم5 نقول في توحيد الله معتقدين، أن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، مازال بصفاته قديماً قبل خلقه، وأن القرآن كلام الله، منه بدأ بلا كيفية قولاً، وأنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم وحياً، وصدقت المؤمنون على ذلك حقاً، وأيقنوا أنه كلام الله بالحقيقة ليس بمخلوق ومن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية، وكل ما في ذلك من الصحيح عن رسول الله (66/ب) صلى الله عليه وسلم فهو كما قال، ومعناه على ما أراد، لا
1 أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك الأزدي الطحاوي الحجري، ولد سنة (239هـ) ، وكان رحمه الله عالماً بالفقه والحديث، توفي سنة (321هـ) . البداية (11/174) ، السير (15/27) .
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته في الفقرة (168) .
4 تقدمت ترجمته.
5 في (ب)"رحمهم الله تعالى".
ندخل في ذلك متأولين بآرائنا، ولا يثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام، فمن رام ما حظر عنه علمه، ولم يقنع بالتسليم فهمه، حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصحيح الإيمان، ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه". إلى أن قال:"والعرش والكرسي حق كما بين في كتابه، وهو مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه". وذكر سائر الاعتقاد1.
وذكر الطحاوي، أبو إسحاق2 في طبقات الفقهاء فقال: "إليه انتهت رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر، أخذ العلم عن أبي جعفر بن أبي عمران3، وعن أبي خازم4 وغيرهما5 وكان شافعياً يقرأ على
1 انظر بيان أهل السنة والجماعة (وتعرف باسم عقيدة الطحاوي) ، (ص2-6) .
وقد شرحت هذه العقيدة عدة شروح أفضلها شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي.
وقد أوردها الذهبي في العلو (ص157-158) . وأوردها ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص247-248) .
2 تقدمت ترجمته.
3 أحمد بن موسى بن عيسى، أبو جعفر الفقيه المصري الضرير، قال عنه الخطيب:"كان ثقة"، توفي بمصر سنة (280هـ) .تاريخ بغداد (5/141) ، السير (13/334) .
4 عبد الحميد بن عبد العزيز السكوني البصري، أبو خازم الحنفي القاضي، الفقيه العلامة، وكان ثقة ديناً، ورعاً، كامل العقل مع الذكاء، بارعاً في المذهب، توفي سنة (292هـ) . طبقات الفقهاء (141) ، السير (13/539) .
5 في (ب)"وغيره".
المزني1، فقال له يوما والله لا جاء منك شيء، فغضب وانتقل إلى [ابن] 2 أبي عمران فلما صنف مختصره قال: " [رحم] 3 الله المزني لو
كان حياً لكفر عن يمينه".
وصنف اختلاف العلماء. مات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، و [له] 4ثمانون سنة5.
[أبو بكر بن أبي داود السجستاني (316هـ) ]
245-
وقال الحافظ ابن الحافظ6 أبو بكر بن أبي داود سليمان (ق67/أ) بن الأشعث السجستاني رحمه الله7 شعراً:
1 تقدمت ترجمته.
2 ساقط من (أ) و (ب) و (ج)
3 في (ب)"رحمه".
4 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج)
5 انظر طبقات الفقهاء (ص142) . والعلو للذهبي (ص157-158) .
6 "ابن الحافظ" ساقطة من (ب) و (ج) .
7 أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني، ابن أبي داود، الإمام الحافظ الكبير، صاحب سنة، توفي سنة (316هـ) .
تاريخ بغداد (5/141) ، السير (13/334) .
تمسك بحبل الله واتبع الهدى
…
ولا تك بدعيا لعلك تفلح
ودن بكتاب الله والسنن التيي
…
أتت عن رسول الله تنجو تربح
وقل غير مخلوق كلام مليكنا
…
بذلك دان الأتقياء وأفصحوا
ولا تك في القرآن بالوقف قائلاً
…
كما قال1 أتباع لجهم وأسمجوا
ولا تقل القرآن خلق [قراءة] 2
…
فإن كلام الله باللفظ يوضح
وقد أنكر الجهمي أيضا يمينه
…
وكلتا يديه بالفواضل تنفح
وقل ينزل الجبار في كل ليلة
…
بلا كيف جل الواحد المتمدح
إلى طبق الدنيا يمن بفضله
…
فتفرج أبواب السماء وتفتح
روى ذلك قوم لا يرد حديثهم
…
ألا خاب قوم كذبوهموقبحوا3
في أبيات أخر اختصرتها.
قال ابن أبي داود: "هذا قولي، وقول أبي، وقول شيوخنا، وقول من لقيناهم من أهل العلم، وقول العلماء ممن لم نرهم كما بلغنا عنهم، فمن قال غير ذلك فقد كذب".
روى هذا الاعتقاد والإجماع عنه غير واحد، منهم ابن بطة في
1 في (ب)"قا".
2 جاء في (أ)"قرانه"
"الإبانة"، والآجري1، وصنف كذلك شرحاً2.
وأبو بكر هذا من كبار أئمة المحدثين، وهو مثل والده في الحفظ ومعرفة (ق67/ب) الحديث، وله كتاب "المصاحف"، وكتاب "شريعة المقاري"، أتى فيه بآثار وغرائب تدل على اتساع روايته وفضيلته رحمه الله، توفي سنة ست عشرة وثلاثمائة.
[إبراهيم بن محمد بن عرفة (323هـ) ]
1-
وقال الإمام أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة
1 محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو بكر الآجري، فقيه، شافعي، محدث، بغدادي، توفي سنة (306هـ) وله تصانيف كثيرة منها: أخلاق حملة القرآن، وأخلاق العلماء، وكتاب الشريعة، وغيرها. تاريخ بغداد (2/243) ، السير (16/133) .
2 ذكرها الذهبي في العلو (ص153-154) وقال: "هذه القصيدة متواترة عن ناظمها، رواها الآجري وصنف فيها شرحاً، وأبو عبد الله بن بطة في الإبانة". وذكرها الذهبي في سير أعلام النبلاء (13/233-236) . وذكرها ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (2/53) . وابن شاهين في الكتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة (254-257) ،. وشرحها السفاريني واسم كتابه (لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية شرح قصيدة ابن أبي داود الحائية في عقيدة أهل الأثر السلفية) ، وقام بتحقيق هذا الكتاب الدكتور عبد الله بن محمد بن سليمان البيصري، -رسالة دكتوراة-، وطبعته مكتبة الرشد. وسيورد المصنف القصيدة بكاملها برقم (249) .
246-
النحوي نفطويه1، في كتاب "الرد على الجهمية" تأليفه: حدثنا داود بن علي2 قال: "كنا عند ابن الأعرابي3 فأتاه رجل فقال: ما معنى قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، قال: هو على عرشه استوى، كما أخبر. فقال: هو ليس كذلك، إنما معناه استولى. قال ابن الأعرابي: اسكت ما يدريك ما هذا، العرب لا تقول للرجل استولى على الشيء حتى يكون له فيه4 مضاد، فأيهما غلب قيل استولى عليه، والله لا مضاد له، هو على عرشه كما أخبر"5.
2-
[وذكر محمد بن أحمد بن النضر6، عن ابن أبي
1 أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي، الملقب: نفطويه النحوي الواسطي، له التصانيف الحسان في الآدب، وكان عالماً بارعاً، ولد سنة (244هـ) وقيل سنة (250هـ) ، توفي سنة (323هـ) وقيل (324هـ) . السير (15/75) ، تاريخ بغداد (6/159) .
2 داود بن علي بن خلف الأصبهاني، وقد تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
4 "فيه" ساقطة من (ج) .
5 سبق تخريجه في (7) . وانظر العلو للذهبي (ص133) . واجتماع الجيوش الإسلامية (ص265-266) .
6 هذا النص ليس هذا موضعه في (أ)(ب)(ج) فقد جاء ذكره في معرض ذكر قول أبي الحسن الأشعري وليس له علاقة هناك فنقلته إلى هذا الموضع. وما بين المعكوفتين أضفته لمجيئه في رقم (8) حتى يستقيم الكلام. وقد تقدم تخريجه في رقم (8)
دؤاد1] أنه طلب من ابن الأعرابي أن يطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها، أن الاستواء في حق الله بمعنى الاستيلاء، فذكر ابن الأعرابي أن ذلك لا يجده2.
3-
وسمعت داود بن علي يقول: كان المريسي3 يقول: سبحان ربي الأسفل، وهذا جهل من قائله، ورد لنص كتاب الله إذ يقول:{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} 4.
أبو عبد الله هذا من أئمة العربية واللغة المعروفين، وهو معاصر لابن أبي دؤاد5 وذويه.
1 تقدمت ترجمته.
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته في الفقرة (103) .
4 أورده الذهبي في العلو (ص158) ، وعزاه لابن عرفة في كتاب الرد على الجهمية.
وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص266-267) ، وعزاه لابن عرفة وعقب على قول ابن عرفة بقوله "ورحمه الله لقد لين القول في المريسي صاحب هذا التسبيح، ولقد كان جديرا بما هو أليق به من الجهل".
وقد تقدم في رقم (212) عن يزيد بن هارون بنحوه.
5 في (ب) و (ج)"داود".
[يحيى بن محمد بن صاعد (318هـ) ]
246-
وقال أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد1 الحافظ: "هذه الفضيلة في القعود على العرش (ق68/أ) لا ندفعها، ولا نماري فيها، ولا نتكلم في حديث فيه فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم بشيء".
روى هذا الكلام عنه الآجري في كتاب "الشريعة" في باب ما خص الله به محمداً صلى الله عليه وسلم من المقام المحمود، بعد حديث مجاهد هذا الذي تقدم2.
وابن صاعد هذا من كبار حفاظ الحديث المشهورين، توفي سنة ثماني عشرة وثلاثمائة رحمه الله.
[أبو الحسن الأشعري (324هـ) ]
1- وقال أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رحمه الله3 في
1 يحيى بن محمد بن صاعد، أبو محمد مولى أبي جعفر المنصور، كان أحد حفاظ الحديث، وممن عني به ورحل في طلبه، ولد سنة (228هـ) وتوفي سنة (318هـ) . تاريخ بغداد (4/231) ، السير (14/501) .
2 انظر الشريعة للآجري (4/1616-1617، برقم1106) .
3 في (ب)"ابن الحسن" وهو أبو الحسن، علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري، كان في أول أمره معتزلياً، ثم تاب من الاعتزال، وأخذ بقول الكلابية، ثم رجع إلى معتقد أهل السنة في مجمل المسائل، توفي سنة (324هـ) . انظر تاريخ بغداد (11/346) ، سير أعلام النبلاء (15/85) .
كتابه الذي صنفه، في "اختلاف المصلين ومقالات الإسلاميين"1، بعد أن ذكر فيه فرق الروافض، والخوارج، والجهمية، وغيرهم -إلى أن قال-:"ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث، وجملة قولهم: الإقرار بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبما جاء عن الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ " لا يردون من ذلك شيئاً ". إلى أن قال: "وأن الله على عرشه، كما قال:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 2، وأن له يدين بلا كيف، كما قال تعالى:{لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} 3، وأن أسماء الله لا يقال إنها غير الله، كما قالت المعتزلة والخوارج، وأقروا أن لله علماً كما قال:{أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ} 4، {وَمَا (ق68/ ب) تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَاّ بِعِلْمِهِ} 5، وأثبتوا السمع والبصر، ولم ينفوا ذلك عن الله كما نفته المعتزلة، وقالوا إنه لا يكون في
1 جاء في (أ) و (ب) و (ج) في هذا الموطن الكلام التالي "أنه طلب من ابن الأعرابي أن يطلب له بعض لغات العرب ومعانيها أن الاستواء في حق الله بمعنى الاستيلاء، فذكر ابن الأعرابي أن ذلك لا يجده"، وواضح أن العبارة ليس لها علاقة بالسياق الوارد هنا وهي مقحمة فنقلتها إلى الموضع المناسب لها في قول ابن الأعرابي السابق ذكره. انظر الفقرة (246) .
2 الآية 5 من سورة طه.
3 الآية 75 من سورة ص.
4 الآية 166 من سورة النساء.
5 الآية 47 من سورة فصلت وهي ساقطة من (ب) .
246-
الأرض من خير ولا شر إلا ما شاء الله، وأن الأشياء تكون بمشيئة الله، كما قال ربنا:{وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَاّ أَن يَشَاء اللَّهُ} 1".
إلى أن قال: "ويقولون إن القرآن كلام الله غير مخلوق، ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن الله ينزل إلى سماء2 الدنيا فيقول: "هل من مستغفر "3، كما جاء الحديث، ويقرون أن الله يجيء يوم القيامة كما قال:{وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} 4، وأن الله يقرب من خلقه كيف شاء5، كما قال:{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} 6".
وذكر أشياء كثيرة من أصول السنة -إلى أن قال-: "فهذه7 جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه، وأنه لا يجوز الاستواء بمعنى الاستيلاء. وبكل ما ذكرنا8 من قولهم نقول، وإليه نذهب، وما
1 الآية 30 من سورة الإنسان.
2 في (ب) و (ج)"السماء".
3 أخرجه مسلم في صحيحه، القدر، باب تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء، (ح2654) .
4 الآية 22 من سورة الفجر.
5 في (ب) و (ج)"يشاء".
6 الآية 16 من سورة ق.
7 في (ب) و (ج)"وهذه".
8 في (ب)"ذكرناه".
توفيقنا إلا بالله"1.
2-
وذكر رحمه الله في هذا الكتاب في باب هل الباري عز وجل في مكان دون مكان أم لا في مكان؟ أم في كل مكان؟ 2 قال: اختلفوا في ذلك على3 سبع عشرة مقالة4:
منها قال5 أهل السنة وأصحاب الحديث: ليس بجسم6، ولا يشبه الأشياء، وأنه على العرش، كما قال:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 7 ولا نتقدم بين يدي الله (ق69/أ) بالقول، بل نقول استوى بلا كيف، وأن الله له يدين كما قال {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} 8 وأنه ينزل إلى سماء9 الدنيا كما جاء في الحديث10.
1 انظر مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري (ص290-297) .
2 جاء في (ب) و (ج)"هل الباري عز وجل في كل مكان؟ ".
3 "على" ساقطة من (ب) و (ج) .
4 انظر مقالات الإسلاميين (ص210) .
5 "قال" ساقطة من (ب) و (ج) .
6 انظر: قسم الدراسة، فقد خصصنا مطلباً في بيان حكم مثل هذا الألفاظ المجملة.
7 الآية 5 من سورة طه.
8 الآية 75 من سورة ص.
9 في (ب) و (ج)"السماء".
10 تقدم تخريجه
وقال المعتزلة: استوى على العرش بمعنى: استولى.
وقالت المعتزلة: اليد بمعنى: النعمة، وقوله {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} 1 أي بعلمنا2.
3-
وقال أبو الحسن الأشعري في كتاب "جمل المقالات"، رأيته بخط [أبي] 3 علي بن شاذان4، وقد كتبه5 في سنة نيف وسبعين وثلاثمائة، نحو هذا الكلام ومعناه في مقالة أصحاب الحديث تركته خوف الإطالة.
4-
وقال رحمه الله في كتاب "الإبانة في أصول الديانة"، في باب الاستواء، إن قائلاً قال: ما تقولون في الاستواء؟ قيل نقول: إن الله مستو على العرش، كما قال {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 6 وقال {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} 7، وقال {بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ} 8، وقال حكاية عن
1 الآية 14 من سورة القمر.
2 انظر مقالات الإسلاميين (ص211)
3 "أبي" ساقطة من (أ) و (ب) و (ج) .
4 تقدمت ترجمته.
5 في (ب) و (ج)"كتب".
6 الآية 5 من سورة طه.
7 الآية 10من سورة فاطر.
8 الآية 158 من سورة النساء.
فرعون {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا} 1، كذَّب موسى في قوله إن الله في السموات.
وقال عز وجل {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} 2 فالسموات فوقها العرش، فلما كان العرش فوق السموات، وكل ما علا فهو سماء، يعني جميع السموات، وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات، ألا ترى أنه ذكر السموات فقال {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} 3، ولم (ق69/ب) يرد أنه يملأهن جميعاً.
ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم -إذا دعوا- نحو السماء، لأن الله مستو على العرش الذي هو فوق السموات، فلولا أن الله على العرش، لم يرفعوا أيديهم نحو العرش، وقد قال قائلون4 من المعتزلة، والجهمية، والحرورية، إن معنى استوى: استولى وملك وقهر، وأن الله في كل مكان وجحدوا أن يكون على العرش كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء
1 الآية 36-37 من سورة غافر
2 الآية من 16 سورة الملك.
3 الآية 16 من سورة نوح.
4 في (ب) و (ج)"وقد قالت القائلون".
إلى القدرة، فلو كان كما قالوا، كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة، لأن الله قادر على كل شيء1، فالله قادر عليها وعلى الحشوش، وكذا لو كان مسشتويا على العرش بمعنى الإستيلاء، لجاز أن2 يقال: مستو على الأشياء كلها، ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول:"إن الله مستو على الحشوش والأخلية، فبطل أن يكون الإستواء على العرش الإستيلاء"3.
وذكر أدلة من الكتاب، والسنة، والعقل، وغير ذلك.
5-
ونقل الإمام أبو بكر بن فورك4 المقالة التي تقدمت عن أصحاب الحديث، عن الإمام أبي الحسن الأشعري، في كتاب "المقالات والخلاف بين الأشعري وأبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب"5 تأليفه
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، وما أثبته من الإبانة.
2 في (أ)"من" وهو خطأ.
3 انظر الإبانة عن أصول الديانة (ص85-87) ط: مكتبة دار البيان.
4 أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني، صاحب التفسير الكبير، حافظ، مجود، علامة، منقدماء الأشاعرة، توفي سنة (410هـ) .
تاريخ أصبهان (1/168) ، سير أعلام النبلاء (17/308) .
5 عبد الله بن سعيد بن كلاب بن القطان البصري، رأس الكلابية، صنف كتبا في الرد على المعتزلة، وكان رأس المتكلمين بالبصرة، توفي بعد المئتين والخمسين.
سير أعلام النبلاء (20/554) ، منهاج السنة (1/312) .
فقال: "الفصل الأول؛ في ذكر ما حكى شيخنا أبو الحسن رحمه الله، في كتاب "المقالات" في جمل مذاهب أصحاب الحديث، وما أبان في آخره أنه يقول بجميع ذلك".ثم سرد ابن فورك المقالة بعينها. (ق70/أ)
ثم قال في آخرها: "فهذا تحقيق لك من ألفاظه، أنه معتقد لهذه الأصول، التي هي قواعد أصحاب الحديث وأساس توحيدهم"1.
6-
وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي2: قرأت في كتاب أبي الحسن الأشعري، [الموسوم] 3 "بالإبانة":" [أدلة] 4 على إثبات الاستواء، قال في جملة ذلك: ومن دعاء أهل الإسلام إذا هم رغبوا إلى الله يقولون: يا ساكن العرش، ومن حلفهم: لا والذي احتجب بسبع سموات"5.
قال الطرقي: و6 هذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق سبع
1 أورده الذهبي في العلو (ص161) . وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص89، برقم94) .
2 أحمد بن ثابت بن محمد الأصبهاني، أبو العباس الطرقي، كان يقول بقدم الروح، وله تصانيف، توفي سنة (521هـ) . الأنساب (8/235) ، السير (19/528) .
3 في (أ) و (ب)"المسوم" وهو خطأ وما أثبته من (ج) .
4 في (أ)(ب)"أوله" وما أثبته من (ج) .
5 انظر الإبانة (ص91) .
6 "و" ساقطة من (ب) و (ج) .
سموات ثم اختار العليا فسكنها" 1.
7-
وقال أبو القاسم القشيري2 رحمه الله في شكاية3 أهل السنة: "وما نقموا من أبي الحسن الأشعري إلا أنه قال بإثبات القدر لله، وإثبات صفات الجلال، من قدرته، وعلمه، وحياته، وسمعه، وبصره، ووجهه، ويده، وأن القرآن كلامه غير مخلوق"4.
رواه عنه الفراوي5.
8-
وروى عنه قال: سمعت أبا علي الدقاق6، يقول: سمعت زاهر
1 سبق تخريجه في الفقرة (31) .
2 عبد الكريم بن هوزان بن عبد الملك بن طلحة القشيري، أبو القاسم، الخراساني، الشافعي، الصوفي، المفسر، صاحب "الرسالة"، ولد سنة (375هـ) ، وتوفي سنة (465هـ) . تاريخ بغداد (11/83) ، السير (18/227) .
3 في (ج)"حكاية".
4 انظر تبيين كذب المفتري (ص111) .
5 في (ب)"الفراء" وهو خطأ.
أما الفراوي فهو محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد الصاعدي، أبو عبد الله، الفراوي، النيسابوري، الشافعي، مسند خراسان، وفقيه الحرم، ولد سنة (441هـ) وتوفي سنة (530هـ) . السير (19/615) ، وفيات الأعيان (4/290) .
6 الحسن بن علي بن محمد بن إسحاق، أبو علي الدقاق النيسابوري، متصوف على مذهب الأشعري، توفي سنة (405هـ) وقيل (406هـ) . الوافي بالوفيات (12/165) ، تبيين كذب المفتري (226) .
ابن أحمد الفقيه1، يقول: مات الأشعري ورأسه في حجري وكان يقول شيئاً في حال نزعه "لعن الله المعتزلة [موهوا ومخرقوا] 2"3.
9-
وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر4 في تبيين كذب المفتري5 -تأليفه-: "فإذا كان أبو الحسن (ق70/ب) كما ذكر عنه من حسن الاعتقاد، مصوب المذهب عند أهل المعرفة والانتقاد، يوافقه أكثر ما يذهب إليه أكابر أكثر6 العباد، ولا يقدح في مذهبه غير أهل الجهل والعناد، فلابد أن يحكى عنه معتقده على وجهه بالأمانة، ليعلم حاله في صحة عقيدته في الديانة، فاسمع ما ذكره في كتاب الإبانة فإنه قال: "الحمد لله الواحد، العزيز، الماجد، المتفرد بالتوحيد، المتمجد بالتمجيد، الذي لا يبلغه7 صفات العبيد، وليس له مثل، ولا نديد، -وذكر أشياء-
1 زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى، أبو علي السرخسي، العلامة، فقيه خراسان، شيخ القراء والمحدثين، ولد سنة (304هـ) وتوفي سنة (389هـ) . السير (16/476) ، شذرات الذهب (3/131) .
2 في (أ) و (ب)"موحوا وحرفوا" وفي (ج)"موجوا وحرفوا" والتصويب من تبين كذب المفتري.
3 انظر تبيين كذب المفتري (ص148) . ط: دار الكتاب العربي.
4 تقدمت ترجمته.
5 انظر النص في تبيين كذب المفتري (ص152-163) .
6 "أكثر" ساقطة من (ج) .
7 في (ب) و (ج)"تبلغه".
إلى أن قال بعد أن رد في الخطبة على المعتزلة والقدرية والجهمية والرافضة1: "فإن2 قال قائل: قد3 أنكرتم قول المعتزلة، والقدرية، والجهمية، والحرورية، والرافضة4، والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون5.
قيل له: قولنا الذي به نقول، وديانتنا التي بها ندين، التمسك بكتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة، والتابعين، وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل -نضَّر الله وجهه- قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون، لأنه الإمام الفاضل، والرئيس (ق71/أ) الكامل، الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وكبير [مفخَّم] 6، وعلى جميع أئمة المسلمين.
وجملة قولنا: إنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما جاء من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نرد من ذلك شيئاً، وأن الله
1 في (ب)"والروافضة".
2 في (ب) و (ج)"فإنه".
3 في (ب) و (ج)"قيل".
4 في (ب) و (ج)"والروافض".
5 في (ب)"تدينوان".
6 في (أ) و (ب)"فقهم" وفي (ج)(فقيه) والتصويب من الإبانة (ص17) .
إله واحد أحد، فرد صمد، لا إله غيره، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة [حق] 1، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن الله تعالى مستو على عرشه كما قال:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 2، وأن لله وجهاً كما قال:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ [ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ] 3} 4، وأن له يدين كما قال:{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} 5 وقال: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} 6، وأن له عينين بلا كيف كما قال:{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} 7، وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالاً8، وأن لله علماً كما قال:{أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ} 9".
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .
2 الآية 5 من سورة طه.
3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) .
4 الآية 27 من سورة الرحمن.
5 الآية 64 من سورة المائدة.
6 الآية 75 من سورة ص.
7 الآية 14 من سورة القمر.
8 في (ب) و (ج)"فهو ضال".
9 الآية 166 من سورة النساء.
إلى أن قال: "وندين بأن الله يُرى بالأبصار يوم القيامة، كما يُرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون1".
إلى أن قال: "وندين بأنه يقلب القلوب، وأن القلوب بين أصبعين من أصابعه2، وأنه يضع السموات على أصبع، والأراضين على أصبع، كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"3.
إلى أن قال: (ق71/ب)"ونصدق بجميع4 الرواية التي يثتبها5 أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا، وأن الرب يقول "هل من سائل، هل من مستغفر" 6 خلافا لما قال أهل الزيغ والتضليل،
1 انظر الحديث في صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} (ح7434، ص1557) .
2 تقدم تخريجه.
3 انظر الحديث في صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} (ص1563-1564، ح7451) . وصحيح مسلم، كتاب صفة المنافقين، باب صفة القيامة والجنة والنار، برقم (2786) .
4 في (ج)"جميع".
5 في (ب) و (ج)"يكتبها".
6 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في الدعاء والذكر آخر الليل، (ح158-170-172)
ونُعَّول1 فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا عز وجل، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وإجماع المسلمين2، وما كان في معناه، ونقول إن الله يجيء يوم القيامة3، كما قال:{وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ً} 4، وأنه يقرب من عباده كيف يشاء، كما قال:{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} 5 وكما قال: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} 6.
ونرى مفارقة كل داعية لبدعة، ومجانبة أهل الأهواء7، وسنحتج8 لما ذكرناه من قولنا، وما بقي منه، [مما لم نذكره] 9 باباً باباً، وشيئاً شيئاً"10.
قال ابن عساكر: فتأملوا رحمكم الله هذا الاعتقاد ما أوضحه
1 في (ب) و (ج)"نقول".
2 في (ب)"المسلمون".
3 "القيامة" ساقطة من (ب) و (ج) .
4 الآية 22 من سورة الفجر.
5 الآية 16 من سورة ق.
6 الآيتان 8-9 من سورة النجم.
7 "أهل الأهواء"ساقط من (ب) و (ج) .
8 في (ب)(ج)"ومن احتج".
9 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) وما أثبته من الإبانة.
10 انظر الإبانة (ص17-29) .
وأبينه، واعترفوا بفضل هذا الإمام الذي شرحه وبينه1.
10-
وقال الحافظ ابن عساكر: قال أبو الحسن في كتابه الذي سماه "العمد في الرؤية": "ألفنا كتاباً كبيراً في الصفات، تكلمنا فيه على أصناف المعتزلة والجهمية وفيه فنون كثيرة من الصفات في إثبات الوجه لله، واليدين، وفي استوائه على العرش"2.
) ق72/أ) ولد الأشعري سنة ستين ومائتين3، ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، بالبصرة رحمه الله، وكان معتزلياً ثم تاب، ووافق أصحاب الحديث في أشياء يخالفون فيها المعتزلة، ثم وافق أصحاب الحديث في أكثر ما يقولونه، وهو ما [ذكرناه] 4، عنه من أنه نقل إجماعهم على ذلك، وأنه موافق لهم في جميع ذلك.
فله ثلاثة أحوال: حال كان معتزلياً، وحال كان سنياً في بعض5 دون البعض، وكان في غالب الأصول سنياً، وهو الذي علمناه من حاله، فرحمه الله وغفر له ولسائر المسلمين.
1 تبيين كذب المفتري (ص152-163) .
2 انظر تبيين كذب المفتري (ص129) . ونقض تأسيس الجهمية لابن تيمية (2/335) .
3 في (ب) و (ج)"ست وثمانين".
4 في (أ)"ذناه" وفي (ب)"دناه" وهو خطأ، وما أثبته من (ج) .
5 في (ب) و (ج)"البعض".
[ابن غانم المقدسي]
246-
قال القاضي أبو أحمد العسال (شعر) من1 كلام ابن غانم المقدسي رحمه الله:
قل لمن يفهم عني ما أقولل
…
أقصر القول فذا شرح يطول
ثَمَّ سر غامض من دونه
…
ضربت والله أعناق الفحول
أنت لا تعرف إياك ولا
…
تَدَّرِي من أنت ولا كيف الوصول
لا ولا تدري صفات رُكِّبت
…
فيك حارت في خفاياها العقول
أين منك الروح في جوهرها
…
هل تراها فترى كيف تجول؟
هذه الأنفاس هل تحصرها
…
لا ولا تدْري متى عنك تزول
أين منك العقل والفهم إذا
…
غلب النوم فقل لي يا جهول (ق72/ب)
أنت أكل الخبز ما تعرفه
…
كيف يجري منك أو كيف تبول
فإذا كانت طواياك التي
…
بين جنبيك كذا فيها ضلول
كيف تدري من على العرش استوى
…
لا تقل كيف استوى كيف النزول
كيف تحكي أم ترى كيف ترى2
…
ولعمري ليس ذا إلا فضول
1 في (ج)"ومن".
2كذا في (أ) و (ب) و (ج)، وجاء في شرح جوهرة التوحيد: كيف يحكي الرب أم كيف يرى
هو لا أين ولا كيف له
…
وهو رب الكيف والأين يحول
هو فوق الفوق لا فوق له
…
وهو في كل النواحي لا يزول1
جل ذاتاً وصفاتٍ وسما
…
فتعالى قدره عما أقول2
[أبو بكر بن أبي داود (316 هـ) ]
250-
أخبرنا الشيخ أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد المعروف بابن رزقويه3، في4 يوم الاثنين، سلخ صفر،
1 إذا كان قصده أن الله تعالى مع خلقه بذاته فهذا قول حلولية الجهمية وهو قول باطل، وقد تقدم الرد عليه مفصلاً في القسم الدراسي.
2 في هامش الصفحة من النسخة (ب) العبارة التالية "حديث الجارية يرده حيث قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ قالت: في السماء، فقال:"اعتقها فإنها مؤمنة، وأثبت إيمان الجارية التي بأصبعها نحو السماء تشير" اهـ.
والمقصود هنا الرد على قول الشاعر في القصيدة "وهو لا أين"، وقد أوضح المصنف في بداية الكتاب صحة السؤال عن الله بأين.
والأبيات ذكرها صاحب الكتاب تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد ص 92، 93 وعزاها للغزالي.
3 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق البغدادي، أبو الحسن البزار، المعروف بابن رزقويه، ولد سنة (325هـ) قال الخطيب: "كان ثقة صدوقاً، كثير السماع والكتابة، حسن الاعتقاد، توفي سنة (412هـ) . تاريخ بغداد (1/351) ، السير (17/258) .
4 "في" ساقطة من (ب) و (ج) .
سنة سبع وأربعمائة، قرئ عليه في مسجده ببغداد وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد العسكري الصفار1، قال: أنشدنا أبو بكر عبد الله بن أبي2 داود سليمان بن الأشعث السجستاني3 لنفسه رحمه الله في السنة: "شعر".
1.
تمسك بحبل الله واتبع الهدى
…
ولا تك بدعيا لعلك تفلح
2.
ودن بكتاب الله والسنن التي
…
أتت عن رسول الله تنجو وتربح
3.
وقل: غير مخلوق كلام مليكنا
…
بذلك دان الأتقياء وأفصحوا
4.
ولا تك في القرآن بالوقف قائلاً
…
كما قال أتباع جهم4 وأسمجوا (ق73/أ)
5.
ولا تقل القرآن خلق قراءة
…
فإن كلام الله باللفظ يوضح 5
6.
فقل يتجلى الله للخلق6 جهرةً
…
كما البدر لا يخفى وربك أوضح
7.
وليس بمولود وليس بوالد
…
وليس له مثل تعالى المسبح
8.
وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا
…
بمصداق ما قلنا حديث مصرح
1 أبو بكر محمد بن أحمد بن محموية العسكري الصفّار، ترجمته في تاريخ دمشق (51/153) .
2 "أبي" ساقطة من (ب) .
3 أبو بكر عبد الله بن أبي داود، تقدمت ترجمته في الفقرة (289) .
4 في (ب) و (ج)"لجهم".
5 الأبيات الخمسة السابقة ساقطة من (ج) .
6 في (ب) و (ج)"للحق".
9.
رواه جرير عن مقال محمد
…
فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح
10.
وقد ينكر الجهمي أيضا يمينه
…
وكلتا يديه بالفواضل تنفح
11.
وقل: ينزل الجبار في كل ليلة
…
بلا كيف جل الواحد المتمدح
12.
إلى طبق الدنيا يمن بفضله
…
فتفرج أبواب السماء وتفتح
13.
يقول ألا مستغفر يلق غافراً
…
ومستمنح خيراً ورزقاً فيمنح
14.
روى ذاك قوم لا يرد حديثهم
…
ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا
15.
وقل إن خير الناس بعد محمد
…
وزيراه قدماً ثم عثمان الأرجح
16.
ورابعهم خير البرية بعدهم
…
عليّ حليف الخير بالخير منجح
17.
وإنهم للرهط لا ريب فيهم
…
على نجب الفردوس في الخلد يسرح1
18.
سعيد وسعد وابن عوف وطلحة
…
وعامر فهر والزبير الممدح
19.
وقل خير قول في الصحابة كلهم
…
ولا تك طعاناً تعيب وتجرح
20.
فقد نطق الوحي المبين بفضلهم
…
وفي الفتح آي للصحابة تمدَحُ (ق73/ب)
21.
وبالقدر المقدور أيقن فإنه
…
دعامة عقد الدين والدين أفيح
22.
ولا تنكرن2جهلا نكيراً ومنكراً
…
ولا الحوض والميزان إنك تنصح
1في (ب) و (ج)"تسرح".
2 في (ب) و (ج)"ولا تنكر".
23.
وقل يخرج الله العظيم بفضله
…
من النار أجساداً من الفحم1تطرح
24.
على النهر في الفردوس تحيا بمائه
…
كحبة حمل السيل إذ جاء يطفح
25.
وأن رسول الله للخلق شافع
…
وقل في عذاب القبر قول موضح 2
26.
ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا
…
فكلهم يعصي وذو العرش يصفح
27.
ولا تعتقد رأي الخوارج إنه
…
مقال لمن يهواه يردي ويفضح
28.
ولا تك مرجياً لعوباً بدينه
…
ألا إنما المرجي بالدين يمزح3
29.
وقل إنما الإيمان قول ونية
…
وفعل على قول الرسول مصرح
30.
وينقص طوراً بالمعاصي وتارة
…
بطاعته ينمو وفي الوزن يرجح
31.
ودع عنك أراء الرجال وقولهم
…
فقول رسول الله أزكى وأشرح
32.
ولا تك من قوم تَلَهَّوْا بدينهم
…
فتطعن في أهل الحديث وتقدح
33.
إذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه
…
فأنت على خير تبيت وتصبح 4
قال الإمام أبو بكر بن [أبي] 5 داود رحمه الله: "هذا قولي وقول
1 في (ب)"الحم".
2 الأبيات من (10-25) ساقطة من (ج) .
3 البيتان (27-28) ساقطان من (ج) .
4 الأبيات من (30-33) ساقطة من (ج) .
5 "أبي" ساقطة من (أ) و (ب) والصواب ما أثبته.
أبي وقول أحمد بن حنبل، وقول من أدركنا من أهل العلم، وقول من لم ندرك ممن بلغنا عنه، فمن قال غير هذا فقد كذب. آخرها والحمد لله (ق74/أ) أولا وآخراً، وباطناً وظاهراً1، وصلى الله على سيدنا محمد النبي المصطفى، وأصحابه الأزكياء الأتقياء، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، وحسبنا الله ونعم الوكيل"2 3.
[أبو أحمد العسال (349هـ) ]
251-
وقال القاضي أبو أحمد العسال الحافظ الأصبهاني4، في كتاب "المعرفة" -تأليفه- في الصفات، في تفسير قوله تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 5 فنقل ما فيه من أقوال الأئمة مثل قول ربيعة6، ومالك7، والضحاك8، وأبي عيسى يحيى بن
1 في (ب) و (ج)"وظاهراً وباطناً".
2 تقدم عزو القصيدة في الفقرة (244) .
3 من قوله "قال الإمام أبو بكر بن أبي داود
…
" إلى هنا، ساقط من (ج) .
4 تقدمت ترجمته.
5 الآية 5 من سورة طه.
6 تقدم برقم (146) .
7 تقدم بالأرقام (155-156-157) .
8 تقدم بالأرقام (136-137) .
رافع1، وعبد الله بن المبارك2، وكعب الأحبار3.
وحديث ابن مسعود الذي فيه "ما بين الكرسي إلى الماء خمسمائة عام والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم".
وإسناده صحيح4، وقد5 تقدم جميع ذلك عنهم على طبقاتهم.
وهذا الكتاب "كتاب المعرفة" من أجل كتاب صنف في صفات الرب عز وجل، إذا نظر فيه البصير بهذا الشأن6، علم منزلة مصنفه، وجلالته رحمه الله، وقد توفي7 سنة نيف وأربعين وثلاثمائة، وطاف البلاد، وسمع الكثير من مثل أبي مسلم الكجي8، ومحمد بن أيوب الرازي9، وابن أبي عاصم10.
1 تقدم بالأرقام (143-144) .
2 تقدم بالأرقام (161-162-163) .
3 تقدم بالأرقام (161-164) .
4 تقدم تخريجه برقم (105) .
5 "قد" ساقطة من (ج) .
6 في (ب)"اللسان".
7 في (ج)"توفي في".
8 تقدمت ترجمته.
9 محمد بن أيوب بن يحيى الضريس الرازي، الحافظ، أبو عبد الله، مصنف فضائل القرآن، ولد على رأس المائتين، وثقه ابن أبي حاتم والخليلي، مات يوم عاشوراء سنة (294هـ) . الجرح والتعديل (7/198) ، تذكرة الحفاظ (2/643) .
10 تقدمت ترجمته.
[أبو بكر الآجري (360هـ) ]
252-
وقال الإمام أبو بكر الآجري1 الحافظ، في كتاب الشريعة2 له:"باب في التحذير من مذهب الحلولية" الذي يذهب إليه أهل (ق74/ب) العلم، أن الله عز وجل على عرشه، فوق سمواته، وعلمه محيط بكل شيء، قد أحاط [علمه] 3 بجميع ما خلق في4 السموات العلى، وبجميع ما في سبع أراضين، يرفع إليه أعمال العباد.
فإن قال قائل: إيش يكون معنى قوله {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} الآية التي [احتجوا] 5 بها؟. قيل له: علمه، والله عز وجل على عرشه، وعلمه محيط بهم، كذا فسره أهل العلم، والآية يدل أولها وآخرها على أنه العلم، وهو على عرشه، فهذا قول المسلمين6.
1 تقدمت ترجمته.
2 كتاب الشريعة للآجري، طبع بتحقيق الدكتور عبد الله الدميجي، وقام بنشره دار الوطن، في ستة مجلدات.
3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، والتصويب من الشريعة للآجري.
4 "في" ساقطة من (ب) و (ج) .
5 في (أ)(ب)"يحتجوا" وما أثبته من (ج) .
6 انظر الشريعة للآجري (3/1075-1076) وقد نقله الذهبي هنا باختصار. وانظر مختصر الصواعق (2/214) .
حدثنا ابن مخلد1، [حدثنا أبو داود] 2، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا [سُرَيْج] 3 بن النعمان4، حدثنا عبد الله بن نافع5 قال: قال مالك6: الله في السماء، وعلمه في كل مكان، لا يخلو من علمه مكان.
ثم ذكر بأسانيده قطعة من أحاديث العلو7.
توفي سنة نيف وخمسين وثلاثمائة، وبقي8 مجاورا بمكة مدة [سنين] 9، وكان كبير الشأن، فقيهاً، مفتياً، عالماً باختلاف العلماء، خبيراً بالأحاديث وطرقها، مكثراً من الرواية، سمع أبا مسلم10
1 تقدمت ترجمته.
2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، وأثبته من الشريعة، وأبو داود تقدمت ترجمته.
3 في (أ) و (ب) و (ج)"شريح"، والتصويب من الشريعة.
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
7 انظر الشريعة (3/1076-1106) .
8 في (ب) و (ج)"وتوفي".
9 في (ب)"سنتين"، ذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة (2/470) :"أنه جاور في مكة مدة ثلاثين سنة".
10 في (ب) و (ج)"أبا أحمد".
الكجي1، وابن [زنجويه] 2 القطان3، وأبا شعيب4 الحراني5، وجعفر الفريابي6 فأكثر عنه.
وله التصانيف الحسنة منها: "كتاب الشريعة"، و"كتاب الغرباء"، و"كتاب النصيحة"، و"كتاب [أخلاق] 7 العلماء"، وكتاب "زكاة الفطر"، وكتاب "الرسالة إلى أهل بغداد (ق75/أ) في الربا"، وكتاب "تحريم إتيان النساء في أعجازهن"، وكتاب "المعزي والمعزى"، وكتاب "النصيحة في الفقه" وكتاب "الفتن"، وكتاب "الطب"، وكتاب "عقوبات الذنوب"،
1 تقدمت ترجمته.
2 في (أ) و (ب) و (ج)"علوية" والصواب ما أثبته.
3 أحمد بن زنجويه بن موسى، أبو العباس، المحدث، المتقن، وكان موثوقا معروفا، توفي سنة (304هـ) . تاريخ بغداد (4/164) ، السير (14/246) .
4 في (ج)"أبا سعيد".
5 عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، أبو شعيب، ولد سنة (206هـ)، وقال عنه الدارقطني:"ثقة مأمون"، مات سنة (295هـ) . تاريخ بغداد (9/435) ، السير (13/536) .
6 جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض، الإمام الحافظ، الثبت، شيخ الوقت، أبو بكر الفريابي، القاضي، ولد سنة (207هـ) ، وتوفي سنة (301هـ) . تاريخ بغداد (7/199) ، السير (14/96) .
7 في (أ) و (ب)(ج)"اختلاف" والصواب ما أثبته.
وكتاب "الشبهات"1، وكتاب "إثبات رؤية الله عز وجل"، وكتاب "غض الطرف"، وكتاب "دخول الحمام"، وكتاب "تأديب الزوجات".
وانتشرت تصانيفه في بلاد المغرب، ومصر، والشام، والعراق، وخراسان، وأصبهان، لأنه كان يسمع منه كل من حج من سائر الأقطار من أهل العلم.
[الإمام أبو بكر الإسماعيلي (371هـ) ]
253-
وقال الإمام أبو بكر الإسماعيلي2: اعتقاد أهل السنة3 الذي أخبرناه إسماعيل بن4 الفراء5، أنبأنا أبو6 محمد بن قدامة7، أنبأنا أبو
1 في (ب)"الشباهات" وفي (ج) عبارة "كتاب الشبهات" ساقطة.
2 أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني، أبو بكر الإسماعيلي -نسبة إلى جده إسماعيل- الشافعي، شيخ الشافعية، وصاحب الصحيح، إمام جليل، حافظ، حجة، فقيه، مات سنة (371هـ) . تذكرة الحفاظ (3/947) ، سير أعلام النبلاء (16/292) .
3 الأثر الذي سيورده المصنف موجود في كتاب (اعتقاد أئمة الحديث) للإمام أبي بكر الإسماعيلي، وقد قام بتحقيقه الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس، وطبعته دار العاصمة بالرياض، وصدرت الطبعة الأولى منه سنة (1412هـ) .
4 "بن" ساقطة من (ج) .
5 تقدمت ترجمته.
6 في (ج)"أبي".
7 تقدمت ترجمته.
العباس مسعود بن عبد الواحد الهاشمي1، أنبأنا صاعد بن [سيار] 2 الحافظ، أنبأنا علي بن محمد الجرجاني3، أنبأنا حمزة بن يوسف السهمي4، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي رحمه الله قال: "اعلموا رحمنا الله وإياكم5، أن مذاهب أهل السنة6 ومذاهب أهل الحديث والجماعة، الإقرار بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وقبول ما نطق به كتاب الله، وما صحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا معدل عما وردا7 به8،
1 لم أقف له على ترجمته.
2 في (أ)"يسار".
وهو صاعد بن سيّار بن محمد بن عبد الله، المحدّث، الحافظ، أبو العلاء الإسكافي الهروي، الدهان، قال السمعاني:"كان حافظاً، متقناً، واسع الرواية"، مات سنة (520هـ) . الأنساب (1/209)
3 علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن زكريا الزبحي، أبو الحسن الجرجاني، قال عنه السمعاني:"حافظ، ثقة، صدوق"، توفي رحمه الله سنة (468هـ) . الأنساب (6/254) .
4 حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى القرشي، أبو القاسم السهمي، محدّث جرجان، صاحب التصانيف، ولد سنة نيف وأربعين وثلاثمائة، وتوفي سنة (428هـ) . السير (17/469) ، شذرات الذهب (3/231) .
5 في (ج)"رحمكم الله وإيانا".
6 في (ج)"مذهب السنة".
7 في (ب) و (ج)"ورد".
8 "به" ساقطة من (ج) .
ويعتقدون1 أن الله مدعو بأسمائه الحسنى (ق75/ب) ، وموصوف بصفاته التي وصف بها نفسه، ووصفه2 بها نبيه، خلق آدم بيده، ويداه مبسوطتان بلا اعتقاد كيف، استوى على العرش بلا كيف، فإنه انتهى إلى أنه استوى على3 العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه"4.
وسرد الاعتقاد الذي قال إنه مذهب أهل السنة جميعه.
وأبو بكر الإسماعيلي من كبار الأئمة الأعلام، ذكره أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الشافعية فقال:"مات سنة نيف وسبعين وثلاثمائة، وجمع بين الفقه والحديث ورئاسة الدين والدنيا، وصنف الصحيح وأخذ عنه فقهاء جرجان".
1 في (ج)"ونعتقد".
2 في (ج)"ووصف".
3 "على" ساقطة من (ب) و (ج) .
4 انظر اعتقاد أئمة الحديث لأبي بكر الإسماعيلي (ص49-51) مع اختلاف يسير في الألفاظ. وأخرجه الذهبي في السير (16/295) ، وفي تذكرة الحفاظ (3/949) ، وفي العلو (ص167) ، وفي الأربعين (ص94-95، برقم98) .
وقال الألباني في المختصر (ص249) : "أخرجه المصنف بإسناده، ورجاله كلهم ثقات معروفون، غير مسعود بن عبد الواحد الهاشمي فلم أجد له ترجمة" اهـ.
حدثنا بذلك عمر بن القوّاس1 عن أبي اليمن الكندي2، أنبأنا أبو الحسن بن عبد السلام3، أنبأنا أبو إسحاق فذكره4، وقال حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ5 جرجان: توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وله أربع وتسعون6.
وسمعت الدارقطني يقول: كنت قد عزمت7 غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي، فلم أرزق8.
1عمر بن عبد المنعم بن عمر بن عبد الله، أبو القاسم، وأبو حفص الطائي الدمشقي، ابن القوّاس، شيخ الذهبي، قال عنه: "الثقة المعمّر، مسند وقته، ولد سنة (605هـ) ، وتوفي سنة (698هـ) . معجم الشيوخ للذهبي (2/74) ، شذرات الذهب (5/442) .
2 تقدمت ترجمته.
3 علي بن هبة الله بن عبد السلام بن عبد الله بن يحيى البغدادي، أبو الحسن، الكاتب، ولد سنة (452هـ)، قال السمعاني:"شيخ كبير واسع الرواية، صاحب أصول حسنة مليحة"، توفي سنة (539هـ) . السير (20/147) ، شذرات الذهب (4/122) .
4 انظر كلام الشيرازي في طبقات الفقهاء (ص116)، ط: دار الرائد العربي.
5 في (ب)(ج)"رياح".
6 انظر تاريخ جرجان للسهمي (ص109)، ط: دار الكتب.
7 في (ج)"أردت".
8 تاريخ جرجان (ص110) .
وذكره1 الحافظ ابن عساكر في طبقات أصحاب الأشعري، في كتاب "تبين كذب المفتري فيما نسبه إلى الأشعري"2.
[الحافظ أبو الشيخ الأصبهاني (369هـ) ]
254-
وقال الحافظ أبو محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني3 -[شيخ الحافظ أبي نعيم]-4 في كتاب "العظمة" له5: "ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم (ق76/أ) خلقهما، وعلو الرب فوق عرشه6".
ثم أسند قطعة من الأحاديث في الدليل على ذلك7، وقد تقدمت.
توفي أبو الشيخ في حدود سنة ثمان أو تسع وستين وثلاثمائة،
1 في (ب) و (ج)"وذكر".
2 انظر تبيين كذب المفتري (ص207-211) .
3 تقدمت ترجمته.
4 في (أ) و (ب) و (ج)"الشيخ الحافظ أبي نعيم" والصواب ما أثبته، فإن أبا نعيم صاحب الحلية معدود في تلاميذ أبي الشيخ، ومن المكثرين في الرواية عنه انظر الأنساب (4/322) .
5 كتاب العظمة حقق في رسالة علمية بالجامعة الإسلامية، قام بتحقيقه الأخ رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري، وطبعته دار العاصمة.
6 في (ب) و (ج)"العرش".
7 انظر العظمة (2/543-666) .
وكان محدثاً حافظاً، مسنداً مكثراً، فقيهاً عالماً بالأبواب، من طبقة الطبراني1، والعسال2، سمع أبا بكر بن أبي3 عاصم4، ومحمد بن يحيى المروزي5، والوليد بن أبان6، وأبا عمر القتات7 -صاحب أبي نعيم- وطبقتهم، وألف كتباً مفيدة منها كتاب "السنة"، ومنها كتاب "العظمة"، ومنها كتاب "التوبيخ"، ومنها كتاب "درر الأثر".
[الحافظ أبو القاسم الطبراني (360هـ) ]
255-
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني سليمان بن أحمد بن أيوب8
1 تقدمت ترجمته.
2 تقدمت ترجمته.
3 ساقطة من (ب) و (ج) .
4 تقدمت ترجمته.
5 محمد بن يحيى بن سليمان المروزي ثم البغدادي، وثقه الخطيب، ونقل عن الداقطني أنه قال:"صدوق"، مات في شوال سنة (298هـ) . تاريخ بغداد (3/422) ، السير (14/48) .
6 تقدمت ترجمته.
7 محمد بن جعفر بن محمد بن حبيب بن أزهر الكوفي، أبو عمر القتات، قال الخطيب:"كان ضعيفاً"، توفي سنة (300هـ) . تاريخ بغداد (2/129) ، السير (13/567) .
8 تقدمت ترجمته.
نزيل أصبهان، في كتاب "السنة" له1:"باب ما جاء في استواء الله تعالى على عرشه، [وأنه] 2 بائن من خلقه".
ثم روى حديث [أبي] 3 رزين "قلت: يا رسول الله أين كا ربنا؟ "4. وحديث عبد الله بن خليفة عن عمر5. وحديث الأوعال وأن العرش على ظهورهن والله فوقه6. وغير ذلك، إلى أن قال: حدثنا محمد بن يحيى بن المنذر7، حدثنا
عمران بن ميسرة8، حدثنا عبد الله بن إدريس9، عن ليث10، عن
1 "له" ساقطة من (ب) و (ج) .
2 ما ببن المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) وما أثبته من (ج) .
3 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) وما أثبته من (ج) .
4 تقدم تخريجه برقم (15) .
5 هو عمر بن الخطاب وقد تقدمت ترجمته.
6 تقدمت تخريجه برقم (24) .
7 في (أ) و (ب) و (ج)"ابن المنكدر"، وهو خطأ.
وهو محمد بن يحيى بن المنذر، أبو سليمان البصري القزاز، المحدث، المعمّر، قال الذهبي:"ما علمت بعد فيه جرحا"، مات سنة (290هـ) . السير (13/418) .
8 عمران بن ميسرة، أبو الحسن البصري، المنقري، الأدمي، ثقة، من العاشرة، مات سنة (223هـ) . التقريب (ص752) .
9 عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، أبو محمد الكوفي، ثقة، فقيه، عابد، من الثامنة، مات سنة (192هـ) وله بضع وسبعون سنة، من رجال الجماعة. التقريب (ص491) .
10 ليث بن أبي سليم، تقدمت ترجمته.
مجاهد1، في قوله {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} 2، قال:"يجلسه معه على العرش"3.
وقد تقدم الكلام على هذا الحديث وأنه ثابت عن مجاهد (ق76/ب) أحد أعيان التابعين.
وأبو القاسم الطبراني هو الإمام المشهور ألف المعجم الصغير عن ألف شيخ له، والمعجم الأوسط4 تتبع [فيه] 5 الغرائب6، وأتى فيه بأحاديث وبما لم يسبقه إليه الحفاظ7، والمعجم الكبير وهو نحو ستين ألف حديث، وألف كتباً كثيرة في السنن والآداب نحو مائتي مصنف، وعاش
1 تقدمت ترجمته.
2 الآية 79 من سورة الإسراء.
3 تقدم تخريجه برقم (129) ، و (190) ، و (234) .
4 في (ب)"الوسط".
5 في (أ) و (ب)"في" ولعل الصواب ما أثبته.
6 في (ج)"المعجم الأوسط في الغرائب".
7 في (ج)"الحافظ".
مائة سنة، وكان موته سنة ستين وثلاثمائة، حتى سمع منه المحدثون1، ثم أولادهم، ثم أولاد أولادهم، وسمع منه بعض شيوخه، فمنهم أبو خليفة الفضل بن الحباب2، الذي مات سنة خمس وثلاثمائة بالبصرة، وأبو بكر ابن [ريذة] 3، ومات سنة أربعين وأربعمائة وهو آخر من روى عنه رحمه الله.
[أبو الحسن علي بن مهدي الطبري]
1 في (ب)"المحدثين".
2 في (ب)"الحسين" وفي (ج)"حيان".
وهو الفضل بن الحباب، واسم الحباب عمرو بن محمد بن شعيب الجمحي ثم البصري، أبو خليفة الأعمى، الإمام العلامة، المحدث، الأديب، الأخباري، شيخ الوقت، ولد سنة (206هـ) ، تفرد بالرواية وكتب حتى روى عن أبي القاسم الطبراني تلميذه، توفي سنة (305هـ) بالبصرة. ذكر أخبار أصبهان (2/151) ، السير (14/7) .
3 في (أ)"زيدة".
وهو محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني، أبو بكر التاني، التاجر المشهور بابن ريذة، قال الذهبي:"سمع من أبي القاسم الطبراني، وما أظنه سمع من غيره" ولد سنة (346هـ) وكان أحد الوجوه، ثقة، أميناً، وافر العقل، توفي سنة (440هـ) .الإكمال لابن ماكولا (4/175) ، السير (17/595) .
مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} 1، وقوله {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} 2، وقوله {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} 3.
وزعم [البلخي] 4 أن استواء الله على العرش هو الاستيلاء عليه، مأخوذ من كلام العرب "ثم استوى بشر على العراق"5، أي: استولى عليها، وقال: إن العرش يكون الملك.
فيقال له: ما أنكرت أن يكون عرش الله جسماً خلقه، وأمر ملائكته بحمله، قال {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ} وأمية يقول:
1 الآية 55 من سورة آل عمران.
2 الآية 10 من سورة فاطر.
3 الآية 5 من سورة السجدة.
4 في (أ)"الثلجي".
5 هذا شطر بيت وتمامه
ثم استوى بشر على العراق
من غير سيف ولا دم مهراق
قال ابن الجوزي في زاد المسير (3/212) : "قال ابن فارس: هذا البيت لا يعرف قائله"؟
وقال ابن القيم: "هذا البيت ليس من شعر العرب"، مختصر الصواعق (3/127)، وقال أيضاً:"هو غير معروف في شيء من دواوين العرب وأشعارهم التي يرجع إليها"، مختصر الصواعق (2/136) .
مجدوا الله فهو للمجد أهل
…
ربنا في السماء أمسى كبيرا
بالبناء الأعلى الذي سبق النا
…
س وسوى فوق السماء سريرا1
ومما يدل على أن الاستواء ها هنا ليس بالاستيلاء، أنه لو كان كذلك لم يكن ينبغي أن يخص العرش بالاستيلاء عليه دون سائر خلقه، إذ هو مستول على العرش، وعلى سائر خلقه، وليس للعرش مزية على ما وصفته، فبان بذلك فساد قوله.
ثم يقال له أيضاً: إن الاستواء ليس هو الاستيلاء الذي من قول العرب: استوى فلان على كذا، أي استولى إذا تمكن منه بعد أن لم يكن متمكناً لم2 يصرف معنى الاستواء إلى الاستيلاء.
ثم قال: حدثنا أبو عبد الله نفطويه3، حدثنا أبو سليمان4، قال: كنا عند ابن الأعرابي5 فأتاه رجل، فقال: ما معنى قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 6 (ق77/ب) . فذكر القصة التي تقدمت7.
1 تقدم تخريجه في الفقرة (54) .
2 في (ب) و (ج)"فلما".
3 تقدمت ترجمته.
4 داود بن علي الظاهري، تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 الآية 5 من سورة طه.
7 تقدم تخريجه في الفقرة (7)
ثم قال: فإن قيل فما تقولون في قوله: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} 1؟ [قيل] 2: معنى ذلك أنه فوق السماء على العرش، كما قال:{فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ} 3 بمعنى على الأرض، وقال:{وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} 4، وكذلك قوله {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} .
فإن قيل: فما تقولون في قوله {وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ} 5؟ قيل له: إن بعض القراء يجعل الوقف {فِي السَّمَاوَاتِ} ، ثم يبتدئ {وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ} ، وكيف ما كان، فلو6 أن قائلاً قال: فلان بالشام والعراق ملك، لدل7 على أن
1 الآية 16 من سورة الملك.
2 ما بين المعكوفتين ساقطة من (أ) و (ب) وما أثبته من (ج) .
3 الآية 2 من سورة التوبة.
4 الآية 71 من سورة طه.
5 الآية 3 من سورة الأنعام.
6 في (ب) و (ج)"ولو".
7 في (ب) و (ج)"يدل".
[ملكه] 1 بالشام والعراق [لا أن] 2 ذاته فيهما.
فإن قيل: فما تقول في قوله تعالى {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} 3 الآية؟
قيل له: كون الشيء مع الشيء على وجوه، منها بالنصرة، ومنها بالصحبة، ومنها بالمماسة، ومنها بالعلم، فمعنى هذا عندنا أنه تعالى مع كل الخلق بالعلم.
قال البلخي4: فإن قيل لنا: ما معنى رفع أيدينا إلى السماء؟ وقوله: {وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} 5؟
قلنا: تأويل ذلك أن أرزاق العباد لما كانت تأتي من السماء، جاز أن نرفع أيدينا إلى السماء عند الدعاء، وجاز أن يقال أعمالنا ترفع إلى الله،
1 في (أ)"الملك".
2 في (أ)"لأن".
3 الآية 7 من سورة المجادلة.
4 لعله عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي، أبو القاسم الكعبي الخراساني، صاحب التصانيف، شيخ المعتزلة، توفي سنة (329هـ) ببلخ على قول الذهبي. تاريخ بغداد (9/384) ، السير (15/255) .
5 الآية 10 من سورة فاطر.
لما (ق78/أ) كانت حفظة الأعمال إنما مساكنهم في السماء.
قيل له: إن كانت العلة في رفع أيدينا1 إلى السماء أن الأرزاق فيها، وأن الحفظة مساكنهم فيها2، جاز أن نخفض أيدينا في الدعاء نحو الأرض، من أجل أن الله يحدث فيها النبات، والأقوات، والمعايش، وأنها قرارهم، ومنها خلقوا، ولأن الملائكة معهم في الأرض.
فلم تكن العلة في رفع أيدينا إلى السماء ما وصفه، وإنما أمرنا الله تعالى أن نرفع أيدينا قاصدين إليه رفعها نحو العرش الذي هو مستو عليه"3.
أبو الحسن الطبري4 إمام جليل، صحب الأشعري، وأخذ عنه5 علم الكلام، وصنف تصانيف جليلة عديدة، تدل علىعلم واسع، ذكره ابن عساكر في طبقات أبي الحسن في "تبيين كذب المفتري"، وأثنى عليه، ولا أعلم أي وقت توفي6.
1 في (ب) و (ج)"اليدين".
2 في (ب) و (ج)"فيه".
3 أورد هذا الكلام ابن تيمية في نقض تأسيس الجهمية (2/335-337) .
4 في (ب) و (ج)"الطبراني".
5 في (ج)"منه".
6 انظر تبيين كذب المفتري (ص195-196) .
[أبو بكر بن إبراهيم بن شاذان (383هـ) ]
257-
وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان1، حدثني من أثق به وسمع ذلك معي ولدي أبو علي2، قال: كنا نغسل ميتاً وهو على سريره، فكشفنا عنه الثوب، فسمعناه يقول:[هو على عرشه وحده، هو على عرشه وحده]3. فتفرقنا من عظم ما سمعنا، ثم رجعنا فغسلناه رحمه الله (ق78/ب) .
أخرج هذه الحكاية الشيخ موفق الدين المقدسي في كتاب "صفة4 العلو" له5.
توفي أبو بكر بن شاذان بعد الثمانين، سمع البغوي6 وذويه، توفي ابنه سنة ست وعشرين وأربعمائة، وكان من المتكلمين ممن هو على طريقة الأشعري، وكان مكثراً من الحديث.
1 أبو بكر، أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن شاذان البغدادي البزاز، محدث بغداد، الحجة، المأمون، توفي سنة (383هـ) . انظر تذكرة الحفاظ (ص1017) .
2 تقدمت ترجمته.
3 في (أ) و (ب) و (ج)"هو على عرشه هو وحده على عرشه وحده" والتصويب من المصادر الأخرى.
4 في (ب) و (ج)"صفات".
5 انظر كتاب إثبات صفة العلو لابن قدامة (ص130، برقم117) . وأورده الذهبي في العلو (ص168) .
6 عبد الله بن محمد البغوي تقدمت ترجمته.
[الإمام أبو الحسن الدارقطني (385هـ) ]
258-
أنبأنا أحمد بن سلامة1، عن أبي القاسم بن بوش2، أنبأنا
أبو العز بن كادش3، أنشدنا أبو طالب العشاري4، أنشدنا الإمام أبو الحسن الدارقطني5 رحمه الله.
حديث الشفاعة في أحمد
…
إلى أحمد المصطفي نسنده
فأما الحديث بإقعاده
…
على العرش أيضاً فلا نجحده
أمروا الحديث على وجهه
…
ولا تدخلوا فيه ما يفسده
ولا تنكروا أنه قاعد
…
ولا تجحدوا أنه يقعده6
1 تقدمت ترجمته.
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
4 محمد بن علي بن الفتح الحربي، أبو طالب العشاري الحنبلي، قال الخطيب:"كتبت عنه وكان ثقة، صالحاً"، ولد سنة (366هـ) وتوفي سنة (451هـ) . تاريخ بغداد (3/107) ، السير (18/48) .
5 تقدمت ترجمته.
6 أورده القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (2/492) في رقم (466) وعزاه إلى ابن العلاف الضرير.
وأورده الذهبي في العلو (ص171) ، وأشار الألباني في السلسلة الضعيفة (2/256) أن الدشتي ذكرها في كتاب إثبات الحد.
[الإمام أبو عبد الله بن بطة العكبري (387هـ) ]
259-
وقال الإمام الزاهد أبو عبد الله بن بطة العكبري، في "كتاب الإبانة" تأليفه:"باب الإيمان بأن الله على عرشه، بائن من خلقه، وعلمه محيط بخلقه". أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين، أن الله على عرشه، فوق سمواته، بائن من خلقه1.
فأما قوله {وَهُوَ مَعَكُم} 2، فهو كما قالت العلماء: علمه.
وأما قوله {وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} 3 معناه: أنه هو الله في السموات، وهو الله في الأرض4، وتصديقه في كتاب الله {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} 5.
واحتج الجهمي بقوله {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} 6،
1 انظر الإبانة (تتمة الرد على الجهمية) ، (3/136) ،
وانظر مختصر الصواعق (2/214) .
2 الآية 4 من سورة الحديد.
3 الآية 3 من سورة الأنعام.
4 في (ج)"معناه أنه إله في السموات وهو إله في الأرض".
5 الآية 84 من سورة الزخرف.
6 الآية 7 من سورة المجادلة.
فقال: إن الله معنا وفينا، وقد فسر العلماء أن ذلك علمه، ثم قال في آخرها {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} .
فلو كان إنما عَلِمَ ذلك بالمشاهدة، لم يكن له فضل على الخلائق، وبطل فضل علمه بعلم الغيب1.
ثم ذكر رحمه الله قول من قال: إنه علمه، فذكر ما تقدم عن نعيم بن حماد2، (ق79 /ب) والضحاك بن مزاحم3، وسفيان الثوري4، وأحمد بن حنبل5، وإسحاق بن راهويه6، بأسانيده إليهم.
ابن بطة من كبار الأئمة و7 الزهاد والحفاظ، ألف كتاب الإبانة المذكور -أربع مجلدات-8، أتى فيه بمذاهب أهل السنة، التي يخالفون
1 انظر كتاب الإبانة (تتمة الرد على الجهمية) ، (3/143-145) ، وقد نقله المصنف هنا بشيء من الاختصار.
2 المصدر السابق (3/146، برقم106) .
3 المصدر السابق (3/146، برقم109) .
4 المصدر السابق (3/146، برقم111) .
5 المصدر السابق (3/146، برقم113، و114، و115، و116، و117) .
6 المصدر السابق (3/146، برقم118) .
7 "و" ساقطة من (ب) و (ج) .
8كتاب الإبانة طبع منه:
1ـ الكتاب الأول: كتاب الإيمان، وهو المجلد الأول، ويضم الأجزاء السبعة الأولى من الكتاب، وقد قام الدكتور رضا نعسان معطي بتحقيقه.
2ـ الكتاب الثاني: كتاب القدر، وهو من المجلد الثاني، ويضم الأجزاء من الثامن إلى الحادي عشر، وقد قام الدكتور عثمان آدم بتحقيقه.
3ـ الكتاب الثالث: الرد على الجهمية، وهو المجلد الثاني، ويضم الأجزاء من الثاني عشر إلى الرابع عشر، وقد قام الدكتور يوسف الوابل بتحقيقه.
وقد ذكر الدكتور يوسف الوابل في مقدمته (1/179) أن الكتاب لا يوجد منه إلا المجلد الأول والثاني.
وذكر أن الكتاب يتكون من ثلاثة مجلدات، وهذه المعلومة تتعارض مع ما ذكره المصنف هنا أن الكتاب أربع مجلدات، ولم يذكر الوابل مصدره في تلك المعلومة، والله أعلم بالصواب.
وطبع جزء من المختار من الإبانة بتحقيق الوليد بن محمد نبيه، وهناك الإبانة الصغرى أو ما يسمى الشرح الإبانة وقد طبع بتحقيق د/ رضا بن نعسان معطي.
فيها المبتدعة من الجهمية، والحرورية، والقدرية، والرافضة، والمرجئة، والمعتزلة، دل على علم واسع، وكثرة من الحديث والآثار، توفي بعد الثمانين وثلاثمائة، سمع البغوي1 وذويه.
[الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده (395هـ) ]
260-
وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ2، في "كتاب الصفات" له3 بعد أن قال: روى أبو نعيم4،
1 عبد الله بن محمد البغوي، تقدمت ترجمته.
2 تقدمت ترجمته.
3 ذكر الدكتور علي بن محمد ناصر الفقيهي -محقق كتاب الإيمان، وكتاب التوحيد، وكتاب الرد على الجهمية لابن منده-، أن كتاب الصفات لابن منده في حكم المفقود. انظر كتاب الإيمان (1/73) .
4 الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، صاحب الحلية، تقدمت ترجمته.
[عن] 1 حماد، عن جرير بن عبد الحميد2، عن ليث3، عن بشر4، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أراد الله أن ينزل عن عرشه نزل بذاته"5.
1 في (أ)"بن".
2 تقدمت ترجمته.
3 ليث بن أبي سليم، تقدمت ترجمته.
4 بشر، صاحب أنس، قيل هو ابن دينار، مجهول، من الخامسة. التقريب (ص171) .
5 أخرجه بنحو هذا اللفظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "ذكر أخبار أصبهان"(2/197) من طريق البشر عن أنس.
وأورده القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/265، برقم263) ، وعزاه لإبراهيم بن الجنيد الختلي في كتاب العظمة.
وأورده شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول (ص196) وقال: "ضَعَّف أبو القاسم إسماعيل التيمي، وغيره من الحفاظ هذا اللفظ مرفوعاً، ورواه ابن الجوزي في الموضوعات. وقال أبو القاسم التيمي: "ينزل"، معناه صحيح أنا أقر به، لكن لم يثبت مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يكون المعنى صحيحاً، وإن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور، كما لو قيل إن الله هو بنفسه وبذاتِه خلق السموات والأرض، وهو بنفسه وذاته كلم موسى تكليماً، وهو بنفسه وذاته استوى على العرش، ونحو ذلك من أفعاله التي فعلها هو بنفسه، وهو نَفْسُهُ فعلها، فالمعنى صحيح، وليس كل ما بُيِّنَ به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون في القرآن ومرفوعاً" اهـ.
وأورده ابن القيم كما في مختصر الصواعق (ص366) وقال: "هذا اللفظ لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يحتاج إثبات هذا المعنى إليه، فالأحاديث الصحيحة صريحة وإن لم يذكر فيها لفظ الذات" اهـ.
قال رحمه الله: "فهو عز وجل موصوف غير مجهول، وهو موجود غير مدرك، ومرئي غير محاط به لقربه كأنك تراه، غير ملاصق، وبعيد غير منقطع، يسمع، ويرى، وهو بالمنظر الأعلى، وعلى العرش استوى، فالقلوب تعرفه، والعقول لا تكيفه، وهو بكل شيء محيط".
قلت: والحديث المذكور 1، عن بشر، عن أنس لا يثبت2.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني (ق80/أ) جبريل بمثل المرآة، فقلت ما هذه؟ قال: الجمعة، وهو يوم المزيد، إن ربك اتخذ في الجنة وادياً أفيح من3 مسك أبيض4، فإذا كان يوم الجمعة نزل عن كرسيه".
1 في (ب)"المذكور المشهور" وفي (ج)"المشهور المذكور".
2 مقصود المؤلف حديث "إذا أراد الله أن ينزل عن عرشه نزل بذاته" الذي تقدم.
3 "من" تكررت مرتين في (ج) .
4 "أبيض" ساقطة من (ج) .
وذكر الحديث بطوله، وقد تقدم1.
قلت: هذا حديث محفوظ عن أنس رضي الله عنه من غير وجه.
أخرجه الإمام عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل في كتاب "الرد على الجهمية"2، عن عبد الأعلى [النرسي] 3، عن عمر بن يونس4، وأبو بكر النجاد 5 في أماليه، عن الحسن بن مكرم6، عن عمر بن يونس
ووقع7 لنا بعلو، عن جهضم [بن] 8 عبد الله9، حدثني أبو
1 تقدم برقم (38) .
2 انظر السنة لعبد الله بن الإمام أحمد (1/250-251، برقم460) ، والرد على الجهمية لابن منده (ص101، ح92) .
3 في (أ) و (ب) و (ج)"القرشي" والصواب ما أثبته، وهو عبد الأعلى بن حماد النرسي، تقدمت ترجمته.
4 في (ب) و (ج)"عن يونس" واسمه عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، ثقة، مات سنة (206هـ) . التقريب (ص729) ، التهذيب (7/506) .
5 في (ب) و (ج)"الوخاد". واسمه أحمد بن سليمان النجاد، تقدمت ترجمته.
6 الحسن بن مكرم بن حسان، أبو علي البزار، قال الخطيب البغدادي:"وكان ثقة" ولد سنة (182هـ) وتوفي سنة (274هـ) . تاريخ بغداد (7/432) ، السير (13/192) .
7 في (ب) و (ج)"ووضع" وهو خطأ.
8 جاء في (أ)"عن" وهو خطأ
9 تقدمت ترجمته.
طيبة1، عن عثمان بن عمير2، عن أنس3.
وأخرجه الحافظ أبو أحمد العسال، عن محمد بن العباس بن أبي أيوب4، عن محمد بن المثنى5، عن عمر بن يونس وهو ابن القاسم الحنفي به.
وعن موسى بن إسحاق الأنصاري6، عن عثمان بن أبي شيبة7،
1 تقدمت ترجمته.
2 تقدمت ترجمته.
3 أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/250-251، ح460) ، وابن منده في الرد على الجهمية (ص101، ح92) ، وأورده الذهبي في العلو (ص28) .
4 محمد بن العباس بن أيوب بن الأخرم، الحافظ الأصبهاني، توفي سنة (301هـ) ، واختلط قبل موته بسنة، كان أحد الفقهاء بأصبهان وله وصية أكثرها على قواعد السلف، ذكر أخبار أصبهان (2/224) ، السير (14/144) .
5 محمد بن المثنى بن عبيد العنزي، أبو موسى البصري، المعروف بالزمن، مشهور بكنيته وباسمه، ثقة، ثبت، من العاشرة، مات سنة (252هـ) . روى له الجماعة. التقريب (ص892) .
6 موسى بن إسحاق بن موسى بن عبد الله أبو بكر الأنصاري، قاضي الري والأهواز، وكان عفيفاً، ديناً، فاضلاً، ثبتاً في الحديث، توفي سنة (297هـ) ، تاريخ بغداد (13/52) ، السير (13/579.
7 تقدمت ترجمته.
حدثنا جرير، عن ليث، عن عثمان بن أبي حميد -وهو ابن عمير- عن أنس.
ورواه عن العباس بن علي النسائي1، حدثنا الحسين بن نصر2، حدثنا سلام بن [سليمان] 3 المدائني4، حدثنا شعبة5، وورقاء6، وإسرائيل7، وجرير8، عن ليث9، عن عثمان بن عمير، عن
1 العباس بن علي بن العباس بن واضع، يعرف بالنسائي، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد (12/154) وقال:"وكان ثقة".
2 الحسين بن نصر المؤدب، يعرف بالخرسي، حدث عن سلام بن سليمان المدائني، وغيره، روى عنه العباس بن علي النسائي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي. تاريخ بغداد (8/143) .
3 في (أ) و (ب) و (ج)"سليم" والصواب ما أثبته.
4 سلام بن سليمان بن سوار المدائني، ابن أخي شبابة، نزيل دمشق، وقد ينسب إلى جده، ضعيف، من صغار التاسعة، مات سنة (210هـ) أو بعدها، أخرج له ابن ماجة. التقريب (ص425) .
5 "شعبة" ساقطة من (ج) ، وقد تقدمت ترجمته.
6 ورقاء بن عمر اليشكري، أبوبشر الكوفي، نزيل المدائن، صدوق، في حديثه عن منصور لين، من السابعة، وقال وكيع:"ثقة"، التقريب (1036) ، التهذيب (11/100) .
7 تقدمت ترجمته.
8 جرير بن عبد الحميد الضبي، الكوفي، تقدم قريباً.
9 ليث بن أبي سليم، تقدم قريباً
أنس1.
ورواه أيضاً عن محمد بن العباس (ق80/ب) بن أيوب، عن ابن المثنى2، حدثنا يعمر بن بشر3، أخبرني الفضل بن موسى السيناني4، حدثنا محمد
ابن أبي مريم5، عن عثمان بن أبي [حميد] 6، عن أنس.
وهذه الطرق كلها في كتاب "المعرفة في صفات الله تعالى"، له.
وأخرجه الحافظ أبو الحسن الدارقطني في كتاب "الرؤية" له، من
1 أخرجه من طريق سلام بن سليمان: الدارقطني في الرؤية (ص76-77، برقم69) ، وأورده الذهبي في العلو (ص30) وعزاه للعسال في كتاب المعرفة.
2 محمد بن المثنى، تقدم قريباً.
3 يعمر بن بشر الخراساني، أبو عمرو المروزي، من كبار أصحاب ابن المبارك، ذكر ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل (9/313) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال الدارقطني:"ثقة ثقة". تاريخ بغداد (14/457-458) .
4 الفضل بن موسى السيناني، أبو عبد الله المروزي، ثقة ثبت، وربما أغرب، من كبار التاسعة، مات سنة (192هـ) ، من رجال الجماعة. التقريب (ص784) .
5 محمد بن أبي مريم الطائطي، روى عن الزهري، وروى عنه الفضل بن موسى، قال ابن أبي حاتم الجرح والتعديل (8/107) :"سمعت أبي يقول: هو مجهول"، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (1/1/248) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
6 في (أ)"الحرار" وفي (ب)"الحداد" وفي (ج)"الحوراء" وهو خطأ، والصواب ما أثبته.
رواية شجاع بن الوليد1، عن زياد بن خيثمة2، عن عثمان بن أبي سليم3، عن أنس4.
ومن رواية حمزة بن واصل5، عن قتادة6، عن أنس7.
1 شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، أبو بدر الكوفي، صدوق، ورع، له أوهام، من التاسعة، مات سنة (204هـ) . التقريب (ص432) .
2 في (ب)"خشيمة" وهو زياد بن خيثمة الجعفي الكوفي، ثقة، من السابعة، أخرج له مسلم والأربعة. التقريب (ص344) .
3 في التوحيد لابن منده (2/40، ح397) : "وعثمان بن أبي مسلم هو ابن عمير"، ولعل الصواب: عن ليث بن أبي سليم، عن عثمان بن عمير، كما هو في الروايات الأخرى، فحصل تقديم وتأخير وتداخل في السند، والله أعلم.
أما عثمان بن أبي سليم أو عثمان بن أبي مسلم، فلم أقف على ترجمتهما.
4 لم أجد هذه الرواية في كتاب الرؤية للدارقطني، وإنما هي موجودة في كتاب التوحيد لابن منده (2/40، ح397) .
5 حمزة بن واصل البصري، ذكره العقيلي في الضعفاء، وقال:"حديثه غير محفوظ". الضعفاء للعقيلي (1/292) ، الميزان (1/608) .
6 تقدمت ترجمته.
7 انظر كتاب الرؤية للدارقطني (ص82، برقم75) ،
وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال (10/608-609) في ترجمة حمزة بن واصل: "وقال العقيلي ليس له أصل من حديث قتادة، بل هو حديث أبي اليقظان عثمان بن عمير، عن أنس، بأنقص من هذا".
ومن رواية عنبسة الرازي1، عن عثمان بن عمير، عن أنس2.
وأخرجه الحافظ بن مندة المذكور، من رواية البخاري، حدثنا ليث ابن3 أبي سليم، عن عثمان بن عمير4 عن أنس5.
ومن رواية أبي يوسف6 -صاحب أبي حنيفة-، [عن صالح] 7 بن حيان، عن [عبد الله] 8 بن بريدة، عن أنس9.
1 عنبسة بن سعيد بن الضريس، الأسدي، أبو بكر، الكوفي، سكن الري وتولى قضاءها فقيل له الرازي، ثقة، من الثامنة، تهذيب الكمال (22/406) ، تقريب التهذيب (ص756) .
2 انظر كتاب الرؤية للدارقطني (ص80، برقم72) .
3 في (ب) و (ج)"عن" وهو خطأ.
4 أخرجه ابن منده في الرد على الجهمية (ص101، ح92) .
5 "عن أنس" ساقطة من (ب) و (ج) .
6 أبو يوسف، تقدمت ترجمته.
7 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، والتصويب من التوحيد لابن منده، وصالح بن حيان هو القرشي الكوفي، ضعيف، من السادسة. التقريب (ص444) .
8 في (أ)"عن بن بريدة" وفي (ب)"عن أبي بريدة" وفي (ج)"عن أبي هريرة"، والتصويب من التوحيد لابن منده. عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي، أبو سهل المروزي، قاضيها، ثقة، من الثالثة، مات سنة (105هـ) وقيل بل (115هـ) وله مائة سنة، أخرج له الجماعة. التقريب (ص493) .
9 أخرجه ابن منده في التوحيد (2/40-41، ح398)، وأورده الذهبي في العلو (ص29) وقال:"صالح ضعيف، تفرد به عن القاضي أبي يوسف".
ومن رواية الوليد بن مسلم1 عن ابن ثوبان2، عن سالم بن عبد الله3، عن أنس4.
ومن رواية الصعق بن حزن5، حدثنا علي بن الحكم6، عن
1 تقدمت ترجمته.
2 عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي، الدمشقي، الزاهد، صدوق، يخطئ، ورمي بالقدر، وتغير بآخره، من السابعة، مات سنة (165هـ) وهو ابن تسعين سنة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، والأربعة. التقريب (ص572) .
3 سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، العدوي القرشي، أبو عبد الله المدني، أحد الفقهاء السبعة، وكان ثقة، ثبتاً، مات آخر سنة (106هـ) ، السير (4/457) ، تهذيب التهذيب (3/436) .
4 أخرجه الطبراني في الأوسط (ح945، 4880) قال: "حدثنا محمد بن أبي زرعة الدمشقي، ثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن سالم بن عبد الله، أنه سمع أنس بن مالك، فذكره مرفوعاً" اهـ.
وقال أبو حاتم في العلل (1/206) : "سالم بن عبد الله ليس ابن عبد الله بن عمر" اهـ.
وقال الذهبي في العلو (ص31) : "غريب تفرد به الوليد".
5 الصعق بن حزن بن قيس البكري، أبو عبد الله البصري، صدوق يهم، وكان زاهداً، من السابعة. التقريب (ص453) .
6 علي بن الحكم البناني، أبو الحكم البصري، ثقة، ضعفه الأزدي بلا حجة، من الخامسة، مات سنة (131هـ) ، أخرج له البخاري والأربعة. التقريب (ص694) .
عبد الملك بن عمير1 عن أنس2.
ورواه الدارقطني من رواية محمد بن شعيب بن [شابور] 3، حدثنا
1 عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي، الكوفي، ثقة، فصيح، عالم، تغير حفظه وربما دلس، مات سنة (130هـ) . التقريب (ص625) .
2 أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/228، ح4228) ، والبزار، انظر كشف الأستار (رقم3519) .
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/421)، وقال:"رجال أبي يعلى رجال الصحيح".
وقد صحح البوصيري إسناده وقال الحافظ: "إسناده أجود من الأول" يعني حديث أبي بكر. انظر المطالب العالية (1/159) .
ولكن يلاحظ أن رواية أبي يعلى معلولة، حيث رواها شيبان بن فروخ، فأسقط الواسطة وهي هنا (عثمان بن عمير) بين علي بن الحكم وأنس، وأثبتها محمد بن الفضل عارم، وهو أوثق من شيبان، والراوي عنه هنا هو الإمام البخاري رحمه الله، وتابع عارم على هذا النحو سعيد بن زيد أيضاً، عند ابن أبي حاتم في العلل (1/199) وقال:"قال أبو زرعة عن رواية الصعق: "هذا خطأ".
3 في (أ) و (ب) و (ج)"سابور" وهو خطأ.
وهو محمد بن شعيب بن شابور، الأموي، نزيل بيروت، صدوق صحيح الكتاب، من كبار التاسعة، مات سنة (197هـ) وقيل (198هـ) . التقريب (ص854) .
عمر بن عبد الله مولى غفرة1، عن أنس2.
وهذا الحديث يحسنه الترمذي، وغيره، لكثرة طرقه3.
وأما ابن منده، فهو حافظ زمانه، طاف البلاد، وسمع بأصبهان، والشام، (ق81/أ) والعراق، ومصر، والثغور، والحجاز، وجمع ما لم يجمع غيره، وشيوخه نحو ألف وسبعمائة شيخ، كتب عن4 خيثمة5 الأطرابلسي6
1 عمر بن عبد الله المدني، مولى غفرة، ضعف، وكان كثير الإرسال، من الخامسة، مات سنة (146هـ) . انظر التقريب (723) .
2 الرؤية للدارقطني (ص84، برقم76) . والتوحيد لابن منده (2/41، برقم399) .
3 جمع شيخ الإسلام ابن تيمية طرق الحديث ومال إلى تقويتها. انظر مجموع الفتاوى (6/410-416) .
وقال ابن القيم في حادي الأرواح (ص391) : "هذا حديث كبير الشأن، رواه أئمة السنة وتلقوه بالقبول، وجمل به الشافعي مسنده"، وقد تتبع طرقه وتكلم عليها طويلاً.
وقال الحافظ ابن كثير في النهاية (2/485) بعد أن ذكر طرق هذا الحديث: "فهذه طرق جيدة عن أنس، شاهد لرواية عثمان بن عمير".
4 في (ب) و (ج)"على".
5 خيثمة بن سليمان بن حيدرة، أبو الحسن القرشي الطرابلسي، الإمام، محدث الشام، أحد الثقات، قال عنه الخطيب:"ثقة ثقة"، مات سنة (343هـ) ، تذكرة الحفاظ (3/858-859) ، شذرات الذهب (2/365) .
6 في (ب)"الأطرابلس" وفي (ج)"طرابلس".
ألف جزء، وعن الأصم1 ألف جزء، وعن ابن الأعربي ألف جزء، وعن إسماعيل الصفار أو ابن البختري -أشك- ألف جزء2 وعن الهيثم بن [كليب] 3 بشاش4 ألف جزء، ومات بأصبهان سنة خمس وتسعين5 وثلاثمائة، وألف كتاب "معرفة الصحابة وكتاب6 التوحيد"7، وكتاب "الكنى"8، وكتاب "الصفات"، وأشياء كثيرة، رحمه الله ورضي عنه.
1 تقدمت ترجمته.
2 قوله "وعن الأصم ألف جزء، وعن ابن الأعربي ألف جزء، وعن إسماعيل الصفار أو ابن البختري ـ أشك ـ ألف جزء" ساقط من (ب) و (ج)
3 في (أ) و (ب) و (ج)"خالد" والصواب ما أثبته.
وهو أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل المعقلي، الشاشي، الحافظ، المحدث، الثقة، محدث ما وراء النهر، ومؤلف المسند الكبير، مات سنة (335هـ) . تذكرة الحفاظ (3/848-849) .
4 في (ج)"البشاش".
5 في (ب) و (ج)"خمس وسبعين".
6 جاء في (ب) و (ج)"وألف كتاب معرفة التوحيد".
7 كتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد، طبع بتحقيق الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، ونشرته الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
8 كتاب الكنى، ذكر الدكتور علي الفقيهي أن لابن منده كتاب فتح الباب في الكنى والألقاب، وأن له نسخة مخطوطة في برلين برقم (9917. -299 ق-) ، ولم يجزم هل هو كتاب الكنى المذكور أم أنه كتاب آخر، انظر الإيمان لابن منده (1/66-67) .
[أبو بكر الباقلاني (403هـ) ]
261-
وقال أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني1 الذي ليس في متكلمي2 الأشاعرة أفضل منه، لا قبله ولا بعده في كتاب
"الإبانة"3 -تأليفه-: "فإن قيل فما الدليل على أن لله وجهاً ويداً؟
قيل له: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} 4، وقوله {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} 5، فأثبت لنفسه وجهاً ويداً.
فإن قيل: فما أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة، إذا كنتم لا تعقلون وجهاً ويداً6 إلا جارحة؟
1 محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم، البصري، ثم البغدادي، أبو بكر ابن الباقلاني، صاحب التصانيف، مات سنة (403هـ) ، تاريخ بغداد (5/379) ، السير (17/190) .
2 في (ب)(ج)"متكلم".
3 كتاب الإبانة غير مطبوع، وقد ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (5/98) ، وابن كثير في البداية (11/350) .
4 الآية 27 من سورة الرحمن.
5 الآية 75 من سورة ص.
6 في (ج)"ولا يداً".
قلنا: لا يجب هذا، كما لا يجب [إذا لم نعقل] 1 حياً، عالماً، قادراً إلا جسماً، أن نقضي نحن وأنتم على الله سبحانه وتعالى؛ وكما لا يجب في كل شيء كان قائماً بذاته، أن يكون جوهراً، لأنا وإياكم لم نجده قائماً بنفسه في شاهدنا إلا كذلك. وكذلك الجواب لهم إن قالوا فيجب2 أن (ق81/ب) يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفات ذاته عرضاً، واعتلوا بالوجود.
فإن قيل: هل تقولون إنه في كل مكان؟
قيل له: معاذ الله، بل هو مستو على عرشه، كما أخبر في كتابه فقال:3 {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 4، وقال:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} 5، وقال:{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} 6، ولو كان في كل مكان، لكان في بطن الإنسان، وفمه، والحشوش، ولوجب أن يزيد بزيادة7
1 في (أ) و (ب) و (ج)"أن لا يعقل" وما أثبته من مجموع الفتاوى (5/98) .
2 في (ج)"يلزم".
3 "فقال" ساقطة من (ج) .
4 الآية 5 من سورة طه.
5 الآية 10من سورة فاطر.
6 الآية 16 من سورة الملك.
7 في (ب) و (ج)"بزيادات".
الأماكن، إذا خلق منها ما لم يكن، ولصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى خلفنا، وإلى يميننا، وشمالنا1، وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله.
ثم قال بعد ذلك: وصفات ذاته لم تزل ولا يزال موصوفاً بها، وهي: الحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام، والإرادة، والوجه، واليدان، والعينان، والغضب، والرضا2.
وقال رحمه الله في كتاب "التمهيد"3 مثل هذا القول وأكثر.
وشهرته تغني عن التعريف به، وهو بصري سكن بغداد، وسمع بها من القطيعي4، وابن ماسي5، وكان أعرف الناس بالكلام، وله التصانيف الكثيرة في الرد على المخالفين، من الرافضة، والمعتزلة،
1 في (ج)"إلى شمالنا".
2 هذا الكلام ذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/98-99) ، وقد نقله الذهبي هنا بنصه، ونقله مختصراً في سير أعلام النبلاء (17/558-559) .
3 الكتاب مطبوع باسم (تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل) .
4 أحمد بن حعفر بن حمدان بن مالك البغدادي، أبو بكر القطيعي الحنبلي، راوي مسند الإمام أحمد، العالم، المحدث، ولد سنة (274هـ) ، وتوفي سنة (368هـ) . تاريخ بغداد (4/73) ، السير (16/210) .
5 تقدمت ترجمته.
والجهمية، وغيرهم. قاله1 الخطيب.2
توفي سنة (ق82/أ) ثلاث وأربعمائة، كما أن أبا3 العباس بن سريج4 عُدَّ على رأس الثلاثمائة، والشافعي على رأس المائتين، وعمر بن عبد العزيز على رأس المائة رحمة الله عليهم5. [هذا تكرار]
[أبو بكر بن فورك (410هـ) ]
وقال الإمام أبو بكر بن فورك6، المتكلم، فيما حكاه7 عنه البيهقي في "الصفات" له، أنه قال: "استوى بمعنى علا، وقال في قوله {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} 8 أي: فوق السماء9.
ثم احتج البيهقي كذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ حين حكم في بني قريظة "لقد حكمت فيهم بحكم الله الذي حكم به من10 فوق سبع سموات" 11، [وقول] 12 ابن عباس الذي تقدم "أن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك"13.
1 انظر تاريخ بغداد (5/379) .
2 تقدمت ترجمته.
3 "أبا" ساقطة من (ب) و (ج) .
4 في (ب) و (ج)"شريح" وقد تقدمت ترجمته.
5 في (ج)"رحمهم الله".
6 تقدمت ترجمته.
7 في (ج)"حكى".
8 الآية 16 من سورة الملك.
9 انظر الأسماء والصفات للبيهقي (2/309) .
10 "من" ساقطة من (ب) و (ج)
11 تقدم تخريجه في الفقرة (32) .
12 في (أ) و (ب) و (ج)"وقال" ولعل الصواب ما أثبته.
13 تقدم تخريجه في الفقرة (111) .
وأما الأستاذ ابن فورك فإنه أفضل المتكلمين بعد القاضي أبي بكر، ألف في أصول الدين، والفقه، ومعاني القرآن قريباً من مائة مصنف.
[ابن أبي زيد القيرواني (386هـ) ]
264-
1- وقال الإمام أبو محمد بن أبي زيد المالكي المغربي1 في رسالته2 في مذهب مالك3، أولها:"وأنه فوق عرشه المجيد بذاته4، وأنه في كل مكان بعلمه"5.
1 أبو محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن النفزي، القيرواني، المالكي، فقيه، فسر، مشارك، له مصنفات كثيرة منها، كتاب النوادر والزيادات، ومختصر المدونة، وكتاب الرسالة، وإعجاز القرآن، توفي سنة (386هـ) . السير (17/10) ، شذرات الذهب (3/131) .
2 كتاب الرسالة طبع عدة طبعات.
3 "مذهب مالك" ساقطة من (ج) .
4 في (ج)"أنه فوق العرش بذاته".
5 انظر رسالة القيرواني (ص4) ، باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات، ط: مطبعة مصطفى الحلبي، الطبعة الثانية (1368هـ) ، وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/189) . أورده الذهبي في العلو (ص171)، وأورده ابن القيم كما في مختصر الصواعق (2/134) وقال:"فصرح به أبو محمد ابن أبي زيد في ثلاثة مواضع من كتبه أشهرها الرسالة، وفي كتاب جامع النوادر، وفي كتاب الآداب".
وقد تقدم هذا القول، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، إمام أهل الكوفة في وقته1 ومحدثها2.
2-
وممن قال إن الله على عرشه بذاته، يحيى بن عمار3، شيخ أبي4 إسماعيل الأنصاري5 شيخ الإسلام، قال ذلك في رسالته6.
3-
وكذلك الإمام أبو (ق82/ب) نصر السجزي7 الحافظ، في كتاب "الإبانة"8 له، فإنه قال: "وأئمتنا الثوري، ومالك، وابن عيينة، وحماد بن
1 انظر الفقرة رقم (233) .
2 "ومحدثها" ساقطة من (ب) و (ج) .
3 أبو زكريا يحيى بن عمار الشيباني السجستاني، الواعظ، نزيل هراة، كان بارعاً في التفسير والسنة، توفي رحمه الله سنة (422هـ) . العبر (3/151) ، شذرات الذهب (2/226) .
4 في (ب) و (ج)"بني".
5 هو أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري ستأتي ترجمته في الفقرة (279) .
6 سيأتي كلامه في الفقرة (266) .
7 عبيد الله بن سعيد بن حاتم السجزي الوائلي، أبو نصر، محدث، حافظ، صنف، وخرج، وعالماً بالأصول والفروع، توفي في الحرم سنة (444هـ) . تذكرة الحفاظ (3/1118) ، السير (17/654)
8 اسم الكتاب كاملاً (الإبانة في الرد على الزائغين في مسألة القرآن) ، والكتاب في عداد الكتب المفقودة. انظر مقدمة محقق كتاب (الرد على من أنكر الحرف والصوت) للسجزي (ص38-39) ، بتحقيق الدكتور محمد باكريم باعبد الله.
سلمة، وحماد بن زيد، وابن المبارك، وفضيل بن عياض1، وأحمد، وإسحاق، متفقون 2 على أن الله فوق عرشه بذاته، وأن علمه بكل مكان"3.
4-
وكذلك قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، فإنه قال:"في أخبار شتى إن الله في السماء السابعة، على العرش بنفسه"4.
5-
وكذلك قال [صاحبه] 5 الكرجي6 في عقيدة أصحاب
1 الفضيل بن عياض بن مسعود التميمي، أبو علي الزاهد، المشهور، أصله من خراسان، وسكن مكة، ثقة، عابد، إمام، مات سنة (187هـ) وقيل بعدها.
السير (8/421) .
2 في (ب)"متفرقون".
3 أورده ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/250) ،
وكذلك في نقض تأسيس الجهمية (2/38، 416-417) ، ومجموع الفتاوى (5/190) . وأورده الذهبي في العلو (ص172) ، وفي سير أعلام النبلاء (17/656) ، وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص246) ، وأورده أيضاً كما في مختصر الصواعق (2/214) .
4 سيأتي الكلام في الفقرة (279) .
5 في (أ) و (ب) و (ج)"صاحب" والصواب ما أثبته. والكرجي صاحب شيخ الإسلام الهروي.
6 أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي، الفقيه، الشافعي، شيخ الكرج، وعالمها، ومفتيها، ولد سنة (458هـ) وتوفي سنة (532هـ) . طبقات الشافعية لابن شهبة (1/310) ، شذرات الذهب (4/100) .
الحديث، فإنه قال فيها:
عقائدهم أن الإله بذاته
…
على عرشه مَعْ علمه بالغوائب1
وموجود بها الآن نسخ من بعضها نسخة بخط الشيخ2 تقي الدين ابن الصلاح3، على أولها مكتوب: هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث، بخطه4 رحمه الله.
6-
وكذلك قال الحافظ أحمد الطرقي5، وشيخ الإسلام المتفق على هدايته وتواتر كرامته الشيخ عبد القادر الجيلي6، وعبد العزيز
1 سيأتي ذكرها في فقرة رقم (282) .
2 عبارة "نسخ من بعضها نسخة بخط الشيخ" ساقطة من (ب) و (ج) .
3 عثمان بن صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي، الشهرزوري، أبو عمرو الموصلي، الشافعي، ولد سنة (577هـ) ، الإمام الحافظ، العلامة، شيخ الإسلام، صاحب التصانيف البديعة، ومنها "علوم الحديث"، توفي سنة (643هـ) . طبقات الشافعية (8/326) ، السير (23/140) .
4 في (ب)"بحفظ".
5 تقدمت ترجمته.
6 عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست الجيلي، أبو محمد الحنبلي، شيخ بغداد، الإمام، الزاهد، العارف، القدوة، ولد سنة (471هـ) ، وتوفي سنة (561هـ) . ذيل طبقات الحنابلة (1/290) ، السير (20/439) .
ا [بن] 1 محمد القحيطي2، وغيرهم. كما سيأتي إن شاء الله.
وأما ابن أبي زيد، فإنه من كبار الأئمة [بالمغرب] 3، وشهرته تغني عن ذكر فضله، وكان يلقب مالكاً الصغير4، واجتمع [فيه] 5 العقل والدين والورع والعلم، وكان نهاية في علم الأصول.
ذكره ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" فيما نسبه إلى الأشعري، ولم يذكر له وفاة، ثم وجدته قد توفي سنة ست وثمانين وثلاثمائة بالقيروان.
[الإمام أبو القاسم هبة الله اللالكائي (418هـ) ]
264-
وقال (ق83/أ) الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن6 اللالكائي الشافعي، في كتاب "شرح أصول السنة"7 له: "سياق ما روي في قوله:
1 "بن" ساقطة من (أ) و (ب) و (ج) والصواب ما أثبته.
2 لم أقف له على ترجمة.
3 في (أ) و (ب)"بالغرب" وما أثبته من (ج) .
4 في (ب) و (ج)"يقلب مالكاً الصغيرة".
5 في (أ) و (ب) و (ج)"في" والصواب ما أثبته.
6 في (ب) و (ج)"حسين".
7 الكتاب مطبوع باسم (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم) بتحقيق د/ أحمد بن سعد الغامدي.
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 1، و [أن] 2 الله على عرشه في السماء، قال عز وجل:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} 3، وقال:{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} 4، وقال {وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} 5، قال: فدلت هذه الآيات أنه في السماء وعلمه محيط بكل مكان، وروي ذلك عن عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وأم سلمة، ومن التابعين ربيعة، وسليمان التيمي، ومقاتل [بن] حيان6، وبه قال مالك، والثوري، وأحمد بن حنبل7.
قلت: توفي اللالكائي8 سنة ثمان عشرة وأربعمائة، وكان إماماً، حافظاً، ذكره النواوي9، في طبقات الفقهاء الشافعية، وألف كتاباً في
1 الآية 5 من سورة طه.
2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، وأثبته من شرح السنة للالكائي.
3 الآية 10 من سورة فاطر.
4 الآية 16 من سورة الملك.
5 الآية 61 من سورة الأنعام.
6 في (أ) و (ب) و (ج)"مقاتل وبن حيان"، والصواب ما أثبته، وقد تقدمت ترجمته.
7 انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/387-388) .
8 "اللالكائي" ساقطة من (ج) .
9 يحيى بن شرف بن مرِّي بن حسن الحزامي، الحوراني، النووي الشافعي، أبو زكريا، علامة بالفقه والحديث، من أشهر مصنفاته شرحه على صحيح مسلم والمجموع شرح المهذب، توفي سنة (676هـ) . تذكرة الحفاظ (4/1470) ، طبقات الشافعية (8/385) .
"السنن"1، وكتاباً في "معرفة أسماء من في الصحيحين"2، وكتاب "كرمات الأولياء"3، وغير ذلك.
أثنى عليه الخطيب في تاريخه4 والذهلي5 وغيرهما.
[أبو نعيم الأصبهاني (430هـ) ]
265-
وقال الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني6، في مصنف7 "حلية الأولياء"، في الاعتقاد الذي جمعه: "طريقنا طريق السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة، ومما اعتقدوه: أن الله لم يزل كاملاً بجميع صفاته القديمة، لا يزول ولا يحول8، لم9 يزل عالماً بعلم، بصيراً ببصر، سميعاً بسمع، متكلماً بكلام، ثم أحدث الأشياء (ق83/ب) من غير شيء، وأن
1 ذكره الخطيب في تاريخه (14/70) ، والكتاني في الرسالة المستطرفة (25-29) ومعجم المؤلفين (13/136) .
2 ذكره الخطيب في تاريخه (14/70) ، والزركلي في الأعلام (9/57) .
3 طبع بتحقيق الدكتور أحمد بن سعد الغامدي.
4 انظر تاريخ بغداد (14/70) .
5 في (ب)"الذهني" وفي (ج)"الذهبي".
6 تقدمت ترجمته.
7 في (ج)"مصنفه".
8 في (ب) و (ج)"لا يحول ولا يزول".
9 في (ج)"ولم".
القرآن كلامه، وكذلك سائر كتبه المنزلة، كلامه غير مخلوق، وأن القرآن في جميع الجهات مقروءاً، ومتلواً، ومحفوظاً، ومسموعاً، ومكتوباً، وملفوظاً، كلام الله حقيقة، لا حكاية، ولا ترجمة، وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق، وأن الواقفة، واللفظية1، من الجهمية، وأن من2 قصد القرآن بوجه3 من الوجوه [يريد به] 4 خلق كلام الله، فهو عندهم من الجهمية5، وأن الجهمي عندهم كافر".
وذكر أشياء إلى أن قال: "إن الأحاديث التي ثبتت6 عن النبي صلى الله عليه وسلم في العرش، واستواء الله عليه، يثبتونها، من غير تكييف، ولا تمثيل، وأن الله تعالى7 بائن من خلقه، والخلق بائنون منه، لا يحل فيهم ولا يمتزج [بهم] 8، وهو مستو على عرشه في سمائه دون أرضه"9.
1 في (ب) و (ج)"الوقفه واللفظه".
2 "من" ساقطة من (ب) و (ج)
3 في (ب) و (ج)"وجه".
4 في (أ)"وبدنه و" والتصويب من مصادر التخريج
5 عبارة "يريد به خلق كلام الله، فهو عندهم من الجهمية" ساقطة من (ب) و (ج) .
6 في (ج)"تثبت".
7 "تعالى" ساقطة من (ج) .
8 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) ، وأثبته من المصدر السابق.
9 أوردها ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/252) ، وفي الفتوى الحموية (ص100-101) ، وفي مجموع الفتاوى (5/190-191) . وأوردها ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص279) ، وانظر مختصر الصواعق (2/214) .
وذكر سائر اعتقاد السلف1 وإجماعهم على ذلك.
وأبو نعيم هذا سبط2 محمد بن يوسف البنا3 الزاهد، شيخ أصبهان بلا مدافعة4، جمع الله له بين العلو في الرواية والحفظ5 والدراية، فكان يشد إليه الرحال ويهاجرُ إلى بابه6 الأئمة والحفاظ.
ذكره ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" في أصحاب أبي الحسن الأشعري، فقال: كتب إلي عبد الغافر بن إسماعيل7
1 في (ب) و (ج)"وذكر السلف واعتمادهم".
2 عبارة "هذا سبط" ساقطة من (ب) و (ج) .
3 محمد بن يوسف بن معدان، أبو عبد الله الأصبهاني، المعروف بالبناء، كان رئيساً في التصوف ولقي أكثر من ستمائة شيخ كما كان راوية، حافظاً، توفي سنة (286هـ) تاريخ أصبهان (2/220) ،حلية الأولياء (10/402) ،صفة الصفوة (4/63) .
4 في (ب)"مزاحمة".
5 "والحفظ" ساقطة من (ب) و (ج) .
6 في (ج)"باب".
7 في (ب) و (ج)"عبد الغفار".
وهو عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد، الفارسي، أبو الحسن النيسابوري، صاحب "المفهم لشرح مسلم"، ولد سنة (451هـ) وتوفي سنة (529هـ) . السير (20/16) ، شذرات الذهب (4/93) .
يذكر1، قال أحمد بن عبد الله بن أحمد بن [إسحاق] 2 بن3 موسى بن مهران، الإمام أبو نعيم الحافظ، واحد4 عصره، (ق84/أ) في فضله، وجمعه، ومعرفته، صنف التصانيف المشهورة5.
كحلية الأولياء، وغير ذلك من الكتب الكثيرة في أنواع علوم الحديث والحقائق وشاع ذكره في الآفاق، واستفاد الناس من تصانيفه، توفي في صفر سنة ثلاثين وأربعمائة وله أربع وتسعون سنة إلا شهرا.
وسمعت من يحكي عن ألفاظ أبي بكر الخطيب قال: لم ألق من شيوخي أحفظ من أبي نعيم وأبي حازم العبدوي، كتب إلي عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، سمعت أبا صالح المؤذن6 يقول: كتبت عن عشرة من
1 في (ج)"يذكره".
2 في (أ) و (ب) و (ج)"إسماعيل" والتصويب من مصادر ترجمته.
3 "بن" ساقطة من (ج) .
4 في (ج)"واحد في عصره".
5 تبيين كذب المفتري (ص246) .
6 قوله: "كحلية الأولياء، وغير ذلك من الكتب الكثيرة في أنواع علوم الحديث والحقائق وشاع ذكره في الآفاق، واستفاد الناس من تصانيفه، توفي في صفر سنة ثلاثين وأربعمائة وله أربع وتسعون سنة إلا شهرا، وسمعت من يحكي عن ألفاظ أبي بكر الخطيب قال: لم ألق من شيوخي أحفظ من أبي نعيم وأبي حازم العبدوي، كتب إلي عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، سمعت أبا صالح المؤذن" ساقط من (ب) و (ج) .
شيوخي عشرة آلاف جزء، سوى ما اشتريته، فذكر منهم أبا بكر
[الإسماعيلي] 1، وأبا أحمد الحاكم2، قال عبد الغفار: وانتخب عليه أبو عبد الله الحاكم3، وحدث عنه، وتوفي في ثاني شوال4 سنة سبع عشرة فجأة رحمه الله.
[الإمام أبو زكريا يحيى بن عمار السجستاني (442هـ) ]
266-
وقال الإمام الأوحد أبو زكريا يحيى بن عمار السجستاني5، في رسالته: "لا نقول كما قال الجهمية، إنه مداخل للأمكنة، وممازج لكل شيء ولا نعلم أين هو، بل هو بذاته على العرش، وعلمه محيط بكل شيء، و [علمه] 6، وسمعه، وبصره، وقدرته، مدركة لكل شيء، وهو معنى قوله {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ، وهو بذاته على
1 في (ب)"إسماعيل" وفي (ج)"ابن إسماعيل"، وقد تقدمت ترجمته.
2 محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبو أحمد النيسابوري الكرابيسي، المعروف بالحاكم الكبير، ولد سنة (285هـ) وتوفي سنة (378هـ) ، وهو محدث خراسان في عصره، من كتبه الأسماء والكنى. السير (16/370) ، شذرات الذهب (3/93) .
3 صاحب المستدرك تقدمت ترجمته.
4 "في ثاني شوال" ساقطة من (ب) و (ج) .
5 تقدمت ترجمته.
6 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) وأثبته من العلو للذهبي (ص178) .
شيخ الصوفية في عصر يحيى بن عمار، وأبي نعيم، وقبيل ذلك:"أحببت أن أوصي أصحابي بوصية من السنة، وأجمع ما كان عليه1 أهل الحديث، وأهل المعرفة والتصوف، من المتقدمين والمتأخرين".
فذكر أشياء في الوصية، إلى2 أن قال فيها:"وإن الله استوى على3 عرشه، بلا كيف، ولا تشبيه، ولا تأويل، والاستواء معقول، والكيف مجهول، وأنه مستو على عرشه، بائن من خلقه، والخلق بائنون منه، بلا حلول، ولا ممازجة، ولا ملاصقة، وأنه سبحانه سميع، بصير، عليم، خبير، يتكلم، ويرضى، ويسخط، ويضحك، ويتعجب، ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكاً، وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا4 كيف شاء بلا كيف5 ولا تأويل، فمن أنكر النزول أو تأول فهو ضال مبتدع"6.
1 بعده في (ب) و (ج) كلمة "من" زائدة. انظر مجموع الفتاوى (5/191)
2 في (ب) و (ج)"إلا".
3 "على" ساقطة من (ب) .
4 "الدنبا" ساقطة من (ب) و (ج)
5 "بلا كيف" ساقطة من (ب) و (ج)
6 أوردها ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/256-257) ، وفي الفتوى الحموية (ص101-102) ، وفي مجموع الفتاوى (5/191) .
[أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (449هـ) ]
268-
وقال الإمام أبو عثمان إسماعيل (ق85/أ) بن عبد الرحمن الصابوني النيسابوري 1، في كتاب "الرسالة في السنة" له: "ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون، أن الله فوق سبع سمواته، على عرشه2 كما نطق به كتابه3 وعلماء الأمة، وأعيان الأئمة من السلف، لم يختلفوا أن الله عز وجل على عرشه، فوق سمواته.
وإمامنا4 أبو عبد الله محمد5 بن إدريس الشافعي احتج في كتابه المبسوط6، في مسألة إعتاق7 الرقبة المؤمنة في الكفارة، وأن الرقبة الكافرة
1 في (ب)"البناوي".
وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري الصابوني، إمام، علامة، قدوة، مفسر، محدث، مات سنة (449هـ) . سير أعلام النبلاء (18/40) ، طبقات المفسرين للداودي (1/107) .
2 "على عرشه" ساقطة من (ب) و (ج) .
3 انظر كتاب عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص175) . وانظر مجموع الفتاوى (5/192) .
4 في (ب) و (ج)"وأما".
5 في (ب) و (ج)"أحمد".
6 ما بين المعكوفتين ساقط من (ب) و (ج) . وانظر في هذه المسألة الأم للشافعي (5/266-267) .
7 ما بين المعكوفتين ساقط من (ب) و (ج) .
لا يصح التكفير بها بخبر معاوية بن الحكم، فإنه أراد أن يعتق الجارية السوداء عن الكفارة، فسأل رسول1 صلى الله عليه وسلم عن إعتاقه إياها2، فامتحنها ليعرف3 أنها مؤمنة أم لا، فقال لها أين ربك؟، فأشارت إلى السماء، فقال اعتقها فإنها مؤمنة، فحكم بإيمانها لما أقرت4 بأن ربها في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية5.
وأبو عثمان الصابوني هذا من كبار الأئمة، كان فقيهاً، محدثاً حافظاً، صوفياً، واعظاً، شيخ نيسابور في وقته6، توفي سنة بضع وأربعين وأربعمائة رحمه الله، وله تصانيف حسنة.
[أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي (447هـ) ]
269-
وقال7 الإمام الفقيه أبو الفتح8 سليم بن أيوب الرازي9،
1 في (ب) و (ج)"النبي".
2 في (ب) و (ج)"لها".
3 في (ب) و (ج)"حتى يعرف".
4 "لما أقرت" ساقطة من (ب) و (ج) .
5 انظر عقيدة السلف للصابوني (ص188) ، مع ملاحظة أن هناك اختلافاً يسيراً في العبارة.
6 في (ج)"وأعظم شيخ بنيسابور في وقته".
7 في (ج)"قال".
8 "أبو الفتح" ساقطة من (ج) .
9 سليم بن أيوب بن سليم، أبو الفتح الرازي الشافعي، إمام، ثقة، فقيه، مقريء، محدث، مفسر، مات سنة (447هـ) . سير أعلام النبلاء (17/645) ، طبقات المفسرين للداودي (1/196) ، طبقات الشافعية للسبكي (4/388) .
صاحب الشيخ أبي حامد الإسفراييني1، في تفسير القرآن له2 في قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 3:"قال أبو عبيدة4: علا، وقال غيره استقر".
وقال في قوله {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 5: "عن6 قتادة7 قال: اليوم السابع8".
وقال في (ق85/ب) قوله {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} 9: "أي ربكم الذي في
1 تقدمت ترجمته.
2 "له" ساقطة من (ب) و (ج) .
3 الآية 5 من سورة طه.
4 تقدمت ترجمته.
5 الآية 4 من سورة الحديد.
6 "عن" ساقطة من (ب) و (ج) .
7 تقدمت ترجمته.
8 تفسير ابن أبي حاتم (5/1497، رقم8576) . وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/91) ، وعزاه لابن أبي حاتم.
9 الآية 16 من سورة الملك.
السماء إن عصيتموه أن يخسف بكم الأرض". وذكر1 مثل هذا القول في باقي الآيات الدالة على أن الله فوق العرش2.
وأبو الفتح سليم3 هذا إمام كبير عالم بالتفسير، والحديث، والفقه، وغير ذلك، شيخ أبي الفتح نصر4 المقدسي5، توفي في حدود الأربعين وأربعمائة.
[أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي (444هـ) ]
270-
وقال الإمام أبو نصر [عبيد الله بن سعيد] 6 السجزي7، في كتابه "الإبانة" الذي ألفه في السنة: "أئمتنا كسفيان الثوري، ومالك، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وعبد الله بن المبارك، والفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، متفقون على أن الله سبحانه وتعالى بذاته فوق العرش، وأن علمه بكل مكان، وأنه يُرَى8 يوم
1 "وذكر" مكررة في (ب) .
2 أورده الذهبي في العلو (ص1870) .
3 "سليم" ساقطة من (ب) و (ج) .
4 في (ج)"النصر".
5 نصر بن إبراهيم بن نصر بن اٍبراهيم بن داود النابلسي، أبو الفتح المقدسي، الفقيه الشافعي، الإمام العلامة القدوة، المحدث، صاحب التصانيف والأمالي، توفي سنة (490هـ) . طبقات الشافعية (5/351) ، السير (19/136) .
6 في (أ) و (ب) و (ج)"عبد الله بن سعد" وهو خطأ، والصواب ما أثبته.
7 تقدمت ترجمته.
8 في (ب)"ويرضى" وفي (ج)"ويرى".
القيامة بالأبصار، وأنه ينزل إلى سماء1 الدنيا، وأنه2 يغضب ويرضى، ويتكلم بما شاء3"4.
وأبو النصر هذا إمام5، حافظ، فقيه جليل، أقام6 بمكة مدة، روى عن شيخ الإسلام وغيره، توفي في حدود الأربعين وأربعمائة رحمه الله.
[الحافظ البيهقي (458هـ) ]
271-
وقال الإمام أبو بكر بن الحسين البيهقي7 -صاحب السنن الكبير، وغيره- في كتاب "الاعتقاد"8:"في باب القول في الاستواء"
1 في (ج)"إلى السماء".
2 في (ب)"وأن".
3 "بما شاء" ساقطة من (ج) .
4 أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/250) ، وفي مجموع الفتاوى (5/190) ، وفي نقض تأسيس الجهمية (2/38،416-417) .
وأورده الذهبي في العلو (ص180) ، وفي سير أعلام النبلاء (17/656) .
وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص246) ، ومختصر الصواعق (2/214) .
5 "هذا إمام" غير واضحة في (ب) .
6 في (ج)"قام".
7 تقدمت ترجمته.
8 كتاب الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، طبع بتحقيق أحمد عصام الكاتب، ونشرته دار الأفاق الجديدة.
قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 1، {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 2 {وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} 3، {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِنْ فَوْقِهِم} 4، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} 5، {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} 6، وأراد من فوق السماء، كما قال {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ (ق86/أ) فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} 7 بمعنى على جذوع النخل، وقال:{فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} 8 بمعنى على الأرض9 وكل ما علا فهو سماء، والعرش على السموات، فمعنى الآية أأمنتم من على العرش، كما صرح [به] 10 في سائر الآيات.
1 الآية 5 من سورة طه.
2 الآية 59 من سورة الفرقان.
3 الآية 18 من سورة الأنعام
4 الآية 50 من سورة النحل.
5 الآية 10 من سورة فاطر.
6 الآية 16 من سورة الملك.
7 الآية 71 من سورة طه.
8 الآية 2 من سورة التوبة.
9 "بمعنى على الأرض" ساقطة من (ب) و (ج) .
10 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) وأثبته من الاعتقاد للبيهقي.
وفيما كتبنا1 من الآيات دلالة على إبطال [قول] 2 من زعم من الجهمية أن الله بذاته في كل مكان.
وقوله3 {وَهُوَ مَعَكُم أَيْنَمَا كُنْتُم} إنما أراد [به] 4 بعلمه لا بذاته"5.
شهرة البيهقي تغني عن التعريف به، توفي في6 سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وله أربع وثمانون سنة رحمه الله.
[الإمام أبو عمر بن عبد البر (463هـ) ]
272-
1- وقال الإمام، حافظ المغرب، أبو عمر بن عبد البر7، صاحب "الإستيعاب"، و"التمهيد"، والمصنفات النفيسة، لما شرح "ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا
…
" الذي8 في الموطأ قال: "هذا الحديث لم
1 في (ب)"وفيه كتبنا" وفي (ج)"في كثير".
2 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) وأثبته من الاعتقاد للبيهقي.
3 في (ب) و (ج)"وهو قوله" ولعل الصواب ما أثبته.
4 ما بين المعكوفتين ساقط من (ب) و (ج) وأثبته من الاعتقاد للبيهقي.
5 الاعتقاد للبيهقي (ص112-115) . وأورده الذهبي في العلو (ص 184ـ185) .
6 "في" ساقطة من (ج) .
7 تقدمت ترجمته.
8 "الذي" ساقطة من (ج) .
يختلف أهل الحديث في صحته، وفيه دليل على أن الله في السماء على العرش من فوق سبع سموات، كما قالت الجماعة، وهو [من] 1 حجتهم على المعتزلة2، وهذا أشهر عند العامة وأعرف من أن يحتاج إلى أكثر من حكايته، لأنه اضطرار لم [يؤنبهم] 3 عليه أحد، ولا أنكره عليهم مسلم"4.
وقال أيضاً: "أجمع5 علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل، قالوا في تأويل قوله {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} هو على العرش، وعلمه بكل مكان، وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله"6 (ق86/ب) .
2-
وقال أيضاً: "أهل السنة [مجمعون] 7 على الإقرار بالصفات الواردة في الكتاب والسنة، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لم
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) وأثبته من التمهيد (7/129) .
2 التمهيد (7/129) .
3 في (أ) و (ب) و (ج)"لم يوافقهم" والتصويب من التمهيد (7/134) .
4 التمهيد (7/134) .
5 في (ب) و (ج)"أحمد".
6 التمهيد (7/138-139) .
7 في (أ)"مجتمعون" وفي (ب) و (ج)"يجتمعون". والتصويب من التمهيد (7/145) .
يكيفوا شيئاً من ذلك. وأما الجهمية والمعتزلة والخوارج فكلهم ينكرها، ولا يحمل منها شيء على الحقيقة، [ويزعمون] 1 أن من أقر بها مشبه، وهم2 عند من أقر بها نافون للمعبود"3.
أبو عمر هذا إمام أهل المغرب، من أعيان الحفاظ والأئمة القائمين بمذهب مالك رحمه الله، توفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
[أبو بكر الخطيب (463هـ) ]
273-
وفيها توفي حافظ المشرق أبو بكر الخطيب4، وهو القائل ما أخبرناه إسماعيل بن عبد الرحمن5، أنبأنا عبد الله بن أحمد المقدسي6 سنة سبع عشرة وستمائة، عن المبارك بن علي الصيرفي7، أنبأنا أبو الحسن
1 في (أ) و (ب) و (ج)"يزعم" والتصويب من التمهيد.
2 في (ج)"فهم".
3 التمهيد (7/145) وأورده الذهبي في العلو (ص 181ـ182) .
4 تقدمت ترجمته.
5 إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو، أبو الفداء المرداوي ثم الصالحي الحنبلي الفراء المعروف بابن المنادي، شيخ صالح، ولد سنة (610هـ) وتوفي سنة (700هـ) . معجم شيوخ الذهبي (1/175) ، ذيل طبقات الحنابلة (2/465) .
6 عبد الله بن أحمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم السعدي المقدسي، أبو محمد الصالحي الحنبلي، المحدث، الرحال، مفيد الطلبة، توفي سنة (658هـ) وله أربعون سنة. السير (23/375) ، ذيل طبقات الحنابلة (2/268) .
7 أبو طالب المبارك بن علي الصيرفي، وفي ذيل تاريخ بغداد (15/337، ت1239) : "وكان ثقة، توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمسمائة فجأة".
وانظر السير (21/487) ، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (24/82) .
محمد بن مرزوق الزعفراني1، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: " [أما] 2 الكلام في الصفات، فأما ما روي منها في السنن الصحاح، فمذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيف والتشبيه عنها3، والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، ونحتذي في ذلك حذوه ومثاله، وإذا كان معلوماً أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات4 تحديد وتكييف، فكذلك إثبات صفاته فإنما هو إثبات وجود (ق87/أ) لا إثبات تحديد وتكييف، فإذا قلنا: يد وسمع وبصر، فإنما هو إثبات صفات أثبتها الله لنفسه، ولا نقول إن معنى اليد: القدرة، ولا نقول: إن معنى السمع والبصر: العلم، ولا نقول: إنها جوارح وأدوات الفعل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها، ووجب
1 محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق بن محمد البغدادي، أبو الحسن الزعفراني، الحلاّب، الشافعي، ولد سنة (442هـ) وكان تاجراً، جوّالاً، فقيهاً، محدثاً، ثبتاً، صالحاً، مات ببغداد سنة (517هـ) . السير (19/471) ، شذرات الذهب (4/57) .
2 في (أ) و (ب) و (ج)"إمام" والصواب ما أثبته.
3 في (ج)"عنه".
4 في (ب)"ثبات".
نفي التشبيه عنها، لقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} 1، وقوله {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} 2"3.
[أبو سليمان الخطابي (388هـ) ]
274-
وقال مثل هذا القول4 قبله5 الإمام أبو سليمان الخطابي6 في "الغنية عن الكلام" له، وهو: "فأما7 ما سألت
1 الآية 11 من سورة الشورى.
2 الآية 4 من سورة الإخلاص.
3 هذا النص ورد في جواب أبي بكر الخطيب البغدادي عن سؤال أهل دمشق في الصفات، وقد طبع بذيل كتاب اعتقاد أهل السنة للإسماعيلي، انظر:(ص64-65) بتحقيق: جمال عزون، الناشر: دار الريان. وأخرجها الذهبي في سير أعلام النبلاء (18/283-284) ، وفي تذكرة الحفاظ (3/1142-1143) ، وفي العلو (ص185) .
4 "القول" ساقطة من (ج) .
5 في (ج)"مثله".
6 حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي -نسبة إلى عمر، أو زيد بن الخطاب رضي الله عنهما الشافعي، صاحب التصانيف، إمام علامة، لغوي، توفي سنة (388هـ) . سير أعلام النبلاء (17/23) ، طبقات الشافعية (3/282) .
7 "فأما" ساقطة من (ج) .
عنه من1 الكلام في الصفات، وما جاء2 منها في الكتاب وروي في السنن الصحاح".
وقال: "مذاهب3 السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها"4.
[الإمام أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي (535هـ) ]
275-
وقال مثل هذا القول بعدهما، الإمام أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي5، صاحب "الترغيب والترهيب"، وقد سئل عن صفات الرب تعالى فقال: "مذهب مالك، والثوري، والأوزاعي، والشافعي، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن سعيد6،
1 في (ب) و (ج)"في".
2 في (ب) و (ج)"كان".
3 في (ج)"مذهب".
4 أورده ابن تيمية في الحموية (ص99-100) بأطول مما هنا. أورده الذهبي في العلو (ص172-173) ، وفي الأربعين في صفات رب العالمين (ص93-94، برقم97) وبلفظ أتم مما ههنا.
5 إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي، أبو القاسم التيمي، ثم الطلحي، الأصبهاني، الملقب بقوام السنة، صاحب كتاب الترغيب والترهيب، إمام علامة، حافظ، شيخ الإسلام، ولد سنة (457هـ) وتوفي سنة (535هـ) . السير (20/80) ، طبقات المفسرين للداودي (1/112) .
6 يحيى بن سعيد بن فرّوخ التميمي، أبو سعيد القطان البصري، ثقة، متقن، حافظ، إمام قدوة، توفي سنة (198هـ) وله ثمان وسبعون سنة. السير (9/175) .
وعبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن راهويه، أن صفات الله التي وصف بها نفسه، أو وصفه1 بها رسوله، من السمع، والبصر، والوجه، واليدين، وسائر أوصافه، إنما هي على ظاهرها المعروف المشهور، من غير كيف يتوهم فيه، ولا تشبيه ولا تأويل، قال (ق87/ب) سفيان بن عيينة:"كل شيء وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره"2 أي على ظاهره، لا يجوز صرفه إلى المجاز بنوع من التأويل"3.
[القاضي أبو يعلى الفراء (458هـ) ]
276-
1- وقال القاضي أبو يعلى الفراء4 في كتاب "إبطال التأويل" له: "لا يجوز [رد] 5 هذه الأخبار، ولا التشاغل بتأويلها،
1 في (ج)(وصف) .
2 أخرجه الدارقطني في الصفات (ص70 برقم61) . وابن منده في كتاب التوحيد (3/307، برقم895) . واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/431، برقم736) . والصابوني في عقيدة أهل الحديث، (ص 248) . والبيهقي في الأسماء والصفات (2/307، برقم869) ، وفي الاعتقاد (ص118) .
3 أورده الذهبي في العلو (ص192) .
4 تقدمت ترجمته.
5 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) وفي (ج)(تأويل) ، وما أثبته من إبطال التأويلات (1/43) .
والواجب حملها على ظاهرها، وأنها صفات لله لا تُشبَّه بسائر صفات الموصوفين بها من الخلق1. ويدل على إبطال التأويل، لأن 2 الصحابة و3 من بعدهم من التابعين حملوها على [ظاهرها] 4، ولم يتعرضوا لتأويلها، ولا صرفها عن ظاهرها، فلو كان التأويل سائغاً لكانوا إليه أسبق لما فيه من إزالة التشبيه"5
يعني على زعم من قال إن ظاهرها التشبيه6.
2-
وقال بعد أن ذكر حديث الجارية: "اعلم أن الكلام في هذا الخبر في فصلين: أحدهما: في جواز السؤال عنه سبحانه بأين هو؟، وجواز الإخبار عنه بأنه في السماء"7.
وذكر أشياء، إلى أن قال:"وقد أطلق أحمد بذلك فيما أخرجه في "الرد على الجهمية" فقال8: فقد أخبرنا
1 انظر إبطال التأويلات (1/43) .
2 في (ج)"أن".
3 "و" ساقطة من (ب)
4 في (أ) و (ب)"ظواهرا" وما أثبته من (ج) .
5 انظر إبطال التأويلات (1/71) ، وأورده الذهبي في العلو (ص 183)
6 عبارة "يعني على زعم من قال إن ظاهرها التشبيه" ساقطة من (ج) .
7 إبطال التأويلات (1/232) .
بأنه1 في السماء فقال {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} 2، وقال {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} 3، وقال {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} 4 فقد أخبر الله عز وجل أنه في السماء وهو على عرشه"5.
وذكر كلاماً طويلاً ليس هذا موضعه.
وأما (ق88/أ) القاضي هذا فهو أجل الحنابلة في وقته، وأعلم بمذهب أحمد، وباختلاف العلماء، صنف كتباً كثيرة في المذهب، والخلاف، والأصول، رحمه الله، توفي قبل الستين وأربعمائة.
[أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني (471هـ) ]
277-
وقد تقدمت فتيا الإمام أبي القاسم سعد بن علي الزنجاني6،
1 في (ج)"أنه".
2 الآية 16 من سورة الملك.
3 الآية 10 من سورة فاطر.
4 الآية 55 من سورة آل عمران.
5 انظر إبطال التأويلات (1/233) .
6 تقدمت ترجمته.
وأنه أجاب بنص قول الإمام أبي العباس بن سريج1.
أبو القاسم هذا إمام كبير، حافظ، فقيه، صوفي، ذكره ابن الجوزي2 في "صفة الصفوة" فقال:"سعد بن علي، طاف الآفاق، ورأى المشايخ، وسكن مكة فصار شيخ الحرم، وكان إذا خرج إلى الحرم يترك الناس الطواف ويقبلون يده أكثر من تقبيل الحجر، وكانت له كرامات، وتوفي سنة سبعين وأربعمائة"3.
لكن في النفس شيء من عزو الفتيا التي ذكرها إلى ابن سريج، فإني لا أرى عليها لوائح صحة الإسناد والله أعلم، على4 أنني أجزم أن ابن سريج لم يكن يخالف تيك5 الأصول.
[أبو المعالي الجويني (478هـ) ]
278-
وقال الإمام أبو المعالي الجويني6 في كتاب "رسالة النظامية":
1 تقدمت ترجمته. أما كلامه فقد تقدم في الفقرة (239) .
2 عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي القرشي البغدادي، أبو الفرج، علاّمة عصره في التاريخ والحديث، كثير التصانيف، ولد سنة (508هـ) وتوفي سنة (597هـ) ، له نحو ثلاثمائة مصنف. السير (21/365) ، فوات الوفيات (1/271) .
3 انظر صفة الصفوة (2/266-267، ت224)، الناشر: دار الوعي بحلب، الطبعة الأولى (1390هـ) .
4 "على" ساقطة من (ب) و (ج) .
5 في (ب) و (ج)"تلك".
6 عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله الجويني، أبو المعالي النيسابوري، الشافعي، الملقب بإمام الحرمين، صاحب التصانيف في علم الكلام وغيره، وهو من متأخري الأشاعرة ولد سنة (419هـ) وتوفي سنة (478هـ) . طبقات الشافعية (5/165) ، السير (18/617) .
"اختلف مسالك العلماء في هذه الظواهر، فرأى بعضهم تأويلها، والتزم ذلك في [آي] 1 الكتاب وما يصح من السنن، وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب عز وجل2.
والذي نرتضيه رأياً، وندين الله به (ق88/ب) عقيدةً، اتباع سلف الأمة، والدليل القاطع السمعي في ذلك أن إجماع الأمة حجة متبعة، فلو كان تأويل هذه الظواهر مسوغاً أو محتوماً، لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشرع، وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الإضراب عن التأويل، كان ذلك هو الوجه3 المتبع"4.
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) و (ج) وما أثبته من العقيدة النظامية
2 "عز وجل" ساقطة من (ج) .
3 "الوجه" ساقطة من (ج) .
4 انظر العقيدة النظامية (ص32-33) ، بتحقيق د/ أحمد حجازي السقا. وانظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/100-101) . وانظر سير أعلام النبلاء (18/473-474) . والعلو (ص187-188) .
انتهت معرفة مذهب الشافعي إلى أبي المعالي هذا، وصنف كتباً كثيرة وكان بحراً في دقائق الفقه وفروعه، ومعرفة أصوله، توفي سنة تسع وسبعين وأربعمائة رحمه الله تعالى.
[الإمام أبو إسماعيل الأنصاري (481هـ) ]
279-
و [قال] 1 الإمام العارف شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله ابن محمد الأنصاري2 في كتاب "الصفات" له: "باب إثبات استواء الله على عرشه فوق السماء السابعة، بائناً من خلقه، من الكتاب والسنة".
فذكر رحمه الله دلالات ذلك من الكتاب والسنة، إلى أن قال:"في أخبار شتى أن الله عز وجل في السماء السابعة على العرش بنفسه، وهو ينظر كيف تعملون، علمه، وقدرته، واستماعه، ونظره، ورحمته، في كل مكان"3.
أبو إسماعيل الأنصاري هذا معروف عند مشايخ الطريق، مصنف4
1 ما بين المعكوفتين ساقط من (أ)
2 عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري، أبو إسماعيل الهروي، شيخ خراسان، إمام قدوة، حافظ كبير، توفي سنة (481هـ) وله أربع وثمانون سنة ونيف. الأنساب (1/367) ، السير (18/503) .
3 أورده الذهبي في العلو (ص189) .
4 "مصنف" ساقطة من (ب) و (ج) .
"منازل السائرين (ق89/أ) إلى الله"، كان عالماً بالحديث صحيحه وسقيمه، وآثار السلف، وبلغات العرب واختلافها، وتفسير الكتاب ومعانيه، وأقوال المفسرين، وبأحوال القلوب، وكان له كرامات معروفة، وقد جمع عبد القادر الرهاوي كتاباً سماه "المادح والممدوح" لعل معظم الكتاب1 في ترجمته، فمن طالع ذلك عرف منزلته وجلالته في الأمة، افتتح القرآن يفسره إلى قوله {يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} 2 فافتتح تجريد المجالس في الحقيقة والمحبة وأنفق على هذه الآية مدة طويلة من عمره، وكذا في قوله عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى} 3 بقي يفسر فيها ثلاثمائة وستين مجلساً، وقد كان في وقته، مثل الجنيد4 في وقته، وبشر الحافي5 في وقته، توفي رحمه الله تعالى سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وله خمس وثمانون سنة.
[الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (510هـ) ]
280-
1- وقال الإمام محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود
1 في (ب) و (ج)"الكتابة".
2 الآية 165 من سورة البقرة.
3 الآية 101 من سورة الأنبياء.
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
البغوي1 في تفسيره "معالم التنزيل"، عند قوله تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 2: "قال الكلبي3، ومقاتل4: استقر. وقال أبو عبيدة5: صعد. وأولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء، وأما أهل السنة فيقولون: الاستواء (ق89/ب) على العرش صفة لله، بلا كيف، يجب الإيمان به"6.
2-
وقال رحمه الله تعالى في قوله تعالى {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِي َدُخَانٌ} 7 قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: ارتفع إلى السماء8.
3-
وقال في قوله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَاّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ} 9:"الأولى10 في هذه الآية وما شاكلها أن يؤمن الإنسان بظاهرها، ويكل
1 تقدمت ترجمته.
2 الآية 54 من سورة الأعراف.
3 محمد بن السائب بن بشر بن عمرو، أبو النضر الكوفي النسابة، المفسر، متهم بالكذب ورمي بالرفض، مات سنة (146هـ) . التقريب (ص847) .
4 مقاتل بن حيان، تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 انظر تفسير البغوي (2/165) في تفسير الآية 54 من سورة الأعراف.
7 الآية 11 من سورة فصلت.
8 انظر تفسير البغوي (1/59) في تفسير الآية 29 من سورة البقرة.
9 الآية 210 من سورة البقرة.
10 "الأولى" ساقطة من (ج) .
علمها إلى الله تعالى ويعتقد أن الله منزه عن سمات الحدث، على ذلك مضت أئمة السلف وعلماء السنة"1.
4-
وقال في قوله {وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} 2: "يعني وهو إله في السموات والأرض، قال الزجاج3: فيه تقديم وتأخير تقديره، وهو الله يعلم سركم وجهركم في السموات والأرض4"5.
5-
وقال في قوله {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} 6: " [في العلم] 7"8.
أبو محمد البغوي هذا من كبار الأئمة والفقهاء الشافعية، مصنف "شرح السنة"، وكتاب "التفسير" وغير ذلك، شهرته تغني عن التعريف
1 تفسير البغوي (1/184) عند تفسير الآية (210) من سورة البقرة.
2 الآية 3 من سورة الأنعام.
3 إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج، عالم بالنحو واللغة، مات ببغداد سنة (311هـ) ، من مصنفاته (معاني القرآن) و (الاشتقاق) ، وغيرهما. تاريخ بغداد (6/89) ، السير (14/360) .
4 في (ج)"وفي الأرض".
5 تفسير البغوي (2/84-85) عند تفسير الآية (3) من سورة الأنعام.
6 الآية 7 من سورة المجادلة.
7 في (ب)"في بالعلم" وفي (أ) و (ج)(بالعلم) ، وما أثبته من تفسير البغوي.
8 تفسير البغوي (4/307) .
به، توفي رحمه الله سنة خمس عشرة وخمسمائة.
[أبو إسحاق الثعلبي (427هـ) ]
281-
وقال أبو إسحاق الثعلبي1 في تفسيره2 لهذا الموضع نحواً من هذا القول.
[الإمام أبو الحسن الكرجي (532هـ) ]
282-
وقال الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك [الكرجي] 3 صاحب (90/أ) شيخ الإسلام4 في عقيدته المعروفة التي أولها:
محاسن جسمي بدلت بالمعايب
…
وشيب [فَوْدي] 5شيب وصل
إلى أن قال:
وأفضل زاد في المعاد عقيدة
…
على منهج في الصدق
[عقيدة أصحاب الحديث فقد
…
بأرباب دين الله أسنى المراتب] 6
1 تقدمت ترجمته.
2 تفسيره المسمى "الكشف والبيان في تفسير القرآن" وهو مخطوط وتوجد منه نسخة مصورة في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
3 في (أ) و (ب) و (ج)"الكرخي" وهو خطأ، وقد تقدمت ترجمته.
4 أبو إسماعيل الأنصاري الهروي، تقدمت ترجمته.
5 في (أ) و (ب)(ج)"فؤادي" والصواب ما أثبته، والفود: ناحيتي الرأس، وقيل: معظم الرأس. النهاية (3/478) .
6 ما بين المعكوفتين ساقط من (ب) و (ج)
عقائدهم أن الإ له بذاته
…
على عرشه مع علمه بالغوائب
وأن استواء الرب يعقل كونه
…
ويجهل فيه الكيف جهل
من مائتي بيت.
وكان أبو الحسن هذا إماماً، زاهداً1، شافعي المذهب، معاصراً للشيخ أبي محمد البغوي2 وذويه، وهذه القصيدة مشهورة عند الخاصة والعامة في بلاد المشرق.
[الإمام عبد القادر الجيلي (561هـ) ]
283-
وقال الإمام شيخ الإسلام صفوة العارفين، أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي3 الحنبلي4، في كتاب "الغنية" له، الموجود بأيدي الناس:"أما معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار فهو أن [يعرف ويتيقن] 5 أن الله واحد أحد". إلى أن قال: "وهو بجهة العلو مستو على العرش، محتو على الملك، محيط علمه
1في (ب)(ج)"زاي هدا".
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
4 "الحنبلي" ساقطة من (ب) و (ج)
5 في (أ) و (ب) و (ج)"تعرف وتيقن" وما أثبته من العلو للذهبي.
بالأشياء، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} 1، {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ (ق90/ب) مِّمَّا تَعُدُّونَ} 2، ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان، بل يقال إنه في السماء على العرش كما قال {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 3، وينبغي إطلاق صفة الاستواء4 من غير تأويل، وأنه استواء5 الذات على العرش، وكونه سبحانه وتعالى على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف"6.
وذكر كلاماً طويلاً اختصرته. رحمة الله عليه.
1 الآية 10 من سورة فاطر.
2 الآية 5 من سورة السجدة.
3 الآية 5 من سورة طه.
4 في (ب) و (ج)"الأشياء" وهو خطأ.
5 في (ج)"استوى".
6 انظر كتاب الغنية لطالبي طريق الحق لعبد القادر الجيلاني (1/54-57)، ط: الحلبي. وطبقات الحنابلة (1/296) . ومجموع الفتاوى (5/85) . والعلو للذهبي (ص193) . واجتماع الجيوش الإسلامية (ص277) .
سمعت شيخنا أبا الحسن اليونيني1 يقول سمعت الشيخ عز الدين بن عبد السلام2 بمصر يقول: ما نعرف أحداً كراماته متواترة إلا الشيخ3 عبد القادر، وقد صنف العلماء كتباً في كراماته وفضائله ومكاشفاته المدهشة، مات سنة4 إحدى وستين وخمسمائة رضي الله عنه.
1 علي بن محمد بن أحمد الحنبلي. تقدمت ترجمته.
2 عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي، عز الدين، الملقب بسلطان العلماء، فقيه شافعي، بلغ رتبة الإجتهاد، ولد بدمشق سنة (577هـ) وتوفي بها سنة (660هـ) ، من مصنفاته "قواعد الأحكام"، "وبداية السول"، وغيرها. طبقات الشافعية (5/80) ، فوات الوفيات (1/287) .
3 في (ج)"للشيخ".
4 "سنة" ساقط من (ب) و (ج) .
256-
وقول الإمام أبو الحسن علي بن مهدي الطبري المتكلم1 -صاحب أبي الحسن الأشعري- في كتاب "مشكل الآيات" تأليفه في2 باب قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 3: "اعلم أن الله سبحانه في السماء، فوق كل شيء، مستو على عرشه، بمعنى أنه عالٍ عليه، ومعنى الاستواء: الاعتلاء، كما تقول العرب: استويت على ظهر الدابة، واستويت على السطح، بمعنى علوته، واستوت الشمس على رأسي، واستوى الطير4 على قمة رأسي، بمعنى علا في الجو، فوجد فوق رأسي، فالقديم5 جل جلاله عالٍ على عرشه.
قوله {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} 6، وقوله {يَا عِيسَى إِني (ق77/أ)
1 علي بن محمد بن مهدي الطبري، أبو الحسن، صحب أبا الحسن الأشعري بالبصرة، ألف كتاب (تأويل الأحاديث المشكلات الواردة في الصفات) . انظر تبيين كذب المفتري (ص195-196) .
2 في (ب)"من".
3 الآية 5 من سورة طه.
4 في (ب)"الطيراني".
5 قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن لفظ القديم: "هذا لفظ لا يوجد في كتاب الله ولا سنة نبيه، بل ولا جاء اسم القديم في أسماء الله تعالى، وإن كان في أسمائه الأول". انظر منهاج السنة (2/123) ، ومجموع الفتاوى (1/245) ، (9/300-301) .
6 الآية 16 من سورة الملك.
شهرة الدارقطني تغني عن التعريف، ألف كتاب السنن فانتفع به الموافق والمخالف، كان من نظراء البخاري وذويه في الإتقان، وإن تأخر في الزمان، توفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وله ثمانون سنة.
سمع البغوي1، وابن صاعد2 (ق79/أ) ، وابن أبي داود3، والخلائق بعدهم، وطاف البلاد، وحَصَّل ما لم يُحَصِّل غيره، وله جزء في الصفات4، وكتاب "الرؤية"5، وكتاب "الأفراد"6، وكتاب في "القراءات"7، مبوباً ولم يبوب أحد قبله الأبواب في القراءات8، وله كتب كثيرة لا يحضرني الآن ذكرها.
1 عبد الله بن محمد البغوي، تقدمت ترجمته.
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
(كتاب الصفات) ، طبع بتحقيق الدكتور علي بن محمد ناصر الفقيهي. وكذلك طبع بتحقيق وتعليق الشيخ عبد الله الغنيمان، ونشرته مكتبة الدار.
5 كتاب (رؤية الله جل وعلا) ، طبع بتحقيق مبروك إسماعيل مبروك، ونشرته مكتبة القرآن. وكذلك طبع بتحقيق إبراهيم محمد علي.
6 كتاب (الغرائب والأفراد) ، مخطوط.
(القراءات) ، مخطوط.
8 عبارة "مبوباً ولم يبوب أحد قبله الأبواب في القراءات" ساقطة من (ب) و (ج) .