المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر الجن وخلقهن - العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني - جـ ٥

[أبو الشيخ الأصبهاني]

الفصل: ‌ذكر الجن وخلقهن

‌ذِكْرُ الْجِنِّ وَخَلْقِهِنَّ

ص: 1639

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الرَّهَاوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُنِيبِ الْحِمْصِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى عز وجل الْجِنَّ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ صِنْفٌ حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ وَخَشَاشُ الْأَرْضِ، وَصِنْفٌ كَالرِّيحِ فِي الْهَوَاءِ، وَصِنْفٌ عَلَيْهِمُ الْحِسَابُ وَالْعِقَابُ، وَخَلَقَ اللَّهُ عز وجل الْإِنْسَ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ صِنْفٌ كَالْبَهَائِمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} [الأعراف: 179]

⦗ص: 1640⦘

، وَصِنْفٌ أَجْسَادُهُمْ أَجْسَادُ بَنِي آدَمَ وَأَرْوَاحُهُمْ أَرْوَاحُ الشَّيَاطِينِ، وَصِنْفٌ فِي ظِلِّ اللَّهِ عز وجل يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ "

ص: 1639

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:«الْجِنُّ لَا يَرَوْنَ الشَّيَاطِينَ بِمَنْزِلَةِ الْإِنْسِ»

ص: 1640

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا

⦗ص: 1641⦘

رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: " وَسُئِلَ عَنِ الْجِنِّ مَا هُمْ؟ وَهَلْ يَأَكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَمُوتُونَ وَيَتَنَاكَحُونَ؟ قَالَ: هُمْ أَجْنَاسٌ أَمَّا خَالِصُ الْجِنِّ الَّذِينَ هُمْ خَالِصُ الْجِنِّ فَهُمْ رِيحٌ لَا يَأَكُلُونَ وَلَا يَشْرَبُونَ وَلَا يَمُوتُونَ وَلَا يَتَوَالَدُونَ، وَمِنْهُمْ أَجْنَاسٌ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَنَاكَحُونَ وَيَمُوتُونَ وَهِيَ هَذِهِ السَّعَالَى، وَالْغُولُ وَأَشْبَاهُ ذَلِكَ "

ص: 1640

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي عِصْمَةَ الْعُكْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِرَاسَةَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ

⦗ص: 1642⦘

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْغِيلَانِ، فَقَالَ:«سَحَرَةُ الْجِنِّ»

ص: 1641

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْحَيَّاتُ مَسْخُ الْجِنِّ كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ»

ص: 1642

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَصْبَغِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:«إِنَّ عَلَى الْأَرْضِ الرَّابِعَةِ وَتَحْتَ الْأَرْضِ الثَّالِثَةِ مِنَ الْجِنِّ مَا لَوْ أَنَّهُمْ ظَهَرُوا لَكُمْ، لَمْ تَرَوْا مَعَهُمْ نُورَ الشَّمْسِ، عَلَى كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا خَاتَمٌ مِنْ خَوَاتِيمِ اللَّهِ تبارك وتعالى، عَلَى كُلِّ خَاتَمٍ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَبْعَثُ اللَّهُ عز وجل إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مَلَكًا مِنْ عِنْدِهِ أَنِ احْتَفِظْ بِمَا عِنْدَكَ»

ص: 1643

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أُسَيْدٍ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْجِنُّ ثَلَاثَةُ أَثْلَاثٍ فَثُلُثٌ لَهُمْ أَجْنِحَةٌ يَطِيرُونَ بِهَا فِي الْهَوَاءِ، وَثُلُثٌ حَيَّاتٌ وِكِلَابٌ، وَثُلُثٌ يَحِلُّونَ وَيَظْعَنُونَ»

ص: 1644

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ إِمْلَاءً، حَدَّثَنَا سَلَامَةُ، عَنْ عُقَيْلٍ

⦗ص: 1645⦘

، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل " {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} [الكهف: 50] ، فَإِبْلِيسُ أَبُو الْجِنِّ كَمَا أَنَّ آدَمَ أَبُو الْإِنْسِ وَآدَمُ مِنَ الْإِنْسِ وَهُوَ أَبُوهُمْ، وَإِبْلِيسُ مِنَ الْجِنِّ وَهُوَ أَبُوهُمْ، وَقَدْ تَبَيَّنَ لِلنَّاسِ ذَلِكَ حِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِلَّا إِبْلِيسَ. . . . . . {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي} [الكهف: 50] "

ص: 1644

أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَرِيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي

⦗ص: 1646⦘

قَوْلِهِ تَعَالَى {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60] قَالَ: «هُمُ الْجِنُّ وَلَنْ يَخْبِلَ الشَّيْطَانُ إِنْسَانًا فِي دَارِهِ فَرَسٌ عَتِيقٌ»

ص: 1645

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُنَيْنِ، حَدَّثَنَا مُخَوَّلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ: " وَاللَّهِ لَقَدْ قَاتَلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجِنَّ وَالْإِنْسَ فَقُلْنَا هَذَا الْإِنْسُ قَدْ قَاتَلَ فَكَيْفَ الْجِنُّ؟ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَقَالَ لِعَمَّارٍ انْطَلِقْ فَاسْتَقِ لَنَا مِنَ الْمَاءِ فَانْطَلَقَ فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ فِي صُورَةِ عَبْدٍ أَسْوَدَ فَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَاءِ قَاعِدًا فَصَرَعَهُ عَمَّارٌ، فَقَالَ لَهُ: دَعْنِي وَأُخَلِّي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْمَاءِ، فَفَعَلَ، ثُمَّ أَبَى فَأَخَذَهُ عَمَّارٌ الثَّانِيَةَ فَصَرَعَهُ، فَقَالَ: دَعْنِي وَأُخَلِّي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْمَاءِ، فَفَعَلَ، ثُمَّ أَبَى فَأخَذَهُ عَمَّارٌ الثَّالِثَةَ فَصَرَعَهُ، فَقَالَ: دَعْنِي وَأُخَلِّي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْمَاءِ، فَتَرَكَهُ فَأَبَى فَصَرَعَهُ، فَقَالَ لَهُ

ص: 1647

مِثْلَ ذَلِكَ فَتَرَكَهُ فَوَفَّى لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنَ عَمَّارٍ وَبَيْنَ الْمَاءِ فِي صُورَةِ عَبْدٍ أَسْوَدَ وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل أَظْفَرَ عَمَّارًا بِهِ» ، قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: فَتَلَقَّيْنَا عَمَّارًا رضي الله عنه نَقُولُ: ظَفِرَتْ يَدُكَ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَذَا وكَذَا، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شَعَرْتُ أَنَّهُ شَيْطَانٌ لَقَتَلْتُهُ وَلَكِنْ كُنْتُ هَمَمْتُ أَنْ أَعَضَّ بِأَنْفِهِ لَوْلَا نَتَنُ رِيحِهِ

ص: 1648

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ

⦗ص: 1649⦘

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ سَهْوَةٌ فَكَانَتْ تَجِيءُ الْغُولُ فَتَأْخُذُ مِنْهُ فَشَكَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اذْهَبْ فَإِذَا رَأَيْتَهَا، فَقُلْ: «بِسْمِ اللَّهِ أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» قَالَ: فَأَخَذَهَا فَحَلَفَتْ لَهُ أَنْ لَا تَعُودَ فَأَرْسَلَهَا، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟» ، فَقَالَ: حَلَفَتْ أَنْ لَا تَعُودَ قَالَ: كَذَبَتْ وَهِيَ مُعَاوِدَةٌ لِلْكَذِبِ فَأَخَذَهَا مَرَّتَيْنِ، فَأَخَذَهَا فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ: " مَا أَنَا بِتَارِكِكِ حَتَّى أَذْهَبَ بِكِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنِّي ذَاكِرَةٌ لَكَ شَيْئًا، آيَةُ الْكُرْسِيِّ اقْرَأْهَا فِي بَيْتِكِ فَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ وَلَا غَيْرُهُ فَأَرْسَلَهَا، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتْ، فَقَالَ:«صَدَقَتْ وَهِيَ كَاذِبَةٌ»

ص: 1648

حَدَّثَنَا ابْنُ مَعْدَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ لَهُمْ جُرْنٌ فِيهِ تَمْرٌ قَالَ: فَكُنْتُ أَتَعَاهَدُهُ فَأَجِدُهُ يَنْقُصُ قَالَ: فَحَرَسْتُهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا أَنَا بِدَابَّةٍ كَهَيْئَةِ الْغُلَامِ الْمُحْتَلِمِ فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ أَجِنِّيٌّ أَمْ إِنْسِيٌّ؟ فَقَالَ: جِنِّيٌّ، فَقُلْتُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ فَنَاوَلَنِي فَإِذَا يَدُ كَلْبٍ وَشَعْرُ كَلْبٍ، فَقُلْتُ: هَكَذَا خُلِقَ الْجِنُّ؟ قَالَ: لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ أَنَّهُ مَا فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَشَدُّ أَسْرًا مِنِّي، فَقُلْتُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِكَ، قُلْتُ: فَمَا الَّذِي يُجِيرُنَا مِنْكُمْ؟ قَالَ: هَذِهِ الْآيَةُ آيَةُ الْكُرْسِيِّ قَالَ: فَتَرَكْتُهُ، ثُمَّ غَدَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ:«صَدَقَ الْخَبِيثُ»

ص: 1650

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَعْدٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: كَانَ لِي تَمْرٌ فِي سَهْوَةٍ لِي فَجَعَلْتُ أَرَاهُ يَنْقُصُ مِنْهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنَّكَ سَتَجِدُ

⦗ص: 1652⦘

فِيهِ غَدًا هِرَّةً، فَقُلْ: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ وَجَدْتُ فِيهِ هِرَّةً، فَقُلْتُ: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَحَوَّلَتْ عَجُوزًا " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ

ص: 1651

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الدَّبَّاغُ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَلَكَ طَرِيقًا فِيهِ غُولٌ وَقَدْ كَانَ نُهِيَ أَنْ يَسْلُكَ ذَلِكَ الطَّرِيقَ قَالَ: " فَسَلَكْتُهَا فَإِذَا امْرَأَةٌ عَلَيْهَا ثِيَابٌ مُعَصْفَرَةٌ عَلَى سَرِيرٍ وَقَنَادِيلَ وَهِيَ تَدْعُونِي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَخَذْتُ فِي قِرَاءَةِ يس فَطُفِئَتْ قَنَادِيلُهَا وَهِيَ تَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَا صَنَعْتَ بِي؟ فَسَلِمْتُ مِنْهَا، قَالَ الْمُقْرِئُ:«فَلَا يُصِيبُكُمْ شَيْءٌ مِنْ خَوْفٍ أَوْ مُطَالَبَةٍ مِنْ سُلْطَانٍ أَوْ عَدُوٍّ إِلَّا قَرَأْتُمْ يس فَإِنَّهُ يُدْفَعُ عَنْكُمْ بِهَا»

ص: 1652

1095151515 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ شَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ جَدِّي يَقُولُ: قَالَ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ: " خَرَجْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ أُرِيدُ الْكُوفَةَ فَآوَانِي اللَّيْلُ إِلَى خَرِبَةٍ، فَدَخَلْتُهَا فَبَيْنَا أَنَا فِيهَا إِذْ دَخَلَ عَلَيَّ عِفْرِيتَانِ مِنَ الْجِنِّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: هَذَا حَمْزَةُ بْنُ حَبِيبٍ الزَّيَّاتُ الَّذِي غَرَّ النَّاسَ بِالْكُوفَةِ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ فَلَمَّا أَزْمَعَ عَلَى قَتْلِي، قُلْتُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} {وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [الأنبياء: 56] ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: دُونَكَ الْآنَ فَاحْفَظْهُ رَاغِمًا إِلَى الصَّبَاحِ "

ص: 1653

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَمَاهِرِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ

⦗ص: 1654⦘

أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«كَانَ أَحَدُ أَبَوَيْهَا جِنِّبًّا يَعْنِي مَلِكَةَ سَبَأٍ»

ص: 1653

حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، مَوْلَى قُرَيْشٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ " أَنَّ جَانًّا كَانَ لَا يَزَالُ يَطَّلِعُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَأَمَرَتْ بِهِ فَقُتِلَ فَأُتِيَتْ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ: قَتَلْتِ عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ، فَقَالَتْ: لَوْ كَانَ مُسْلِمًا لَمْ يَطَّلِعْ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى

⦗ص: 1655⦘

الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهَا: مَا كَانَ يَطَّلِعُ حَتَّى تَجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكَ، وَمَا كَانَ يَجِيءُ إِلَّا يَسْتَمِعُ، فَلَمَّا أَصْبَحَتْ أَمَرَتْ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَقُسِمَتْ فِي الْمَسَاكِينِ "

ص: 1654

حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرُّخَامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ طَلْقٍ قَالَ

⦗ص: 1656⦘

: " كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبَّاسٍ رضي الله عنهما وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ زَمْزَمَ إِذْ أَقْبَلَتْ حَيَّةٌ ذَاتُ طُفْيَتَيْنِ وَطَافَتْ حَوْلَ الْبَيْتِ سُبُوعًا، ثُمَّ أَتَتِ الْمَقَامَ فَصَلَّتْ رَكْعَتَيْنِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ قَضَى نُسُكَكِ، وَإِنَّ لَنَا أَعْبُدًا لَا نَأمَنُهُمْ عَلَيْكِ قَالَ: فَتَلَوَّنَتْ، ثُمَّ طَعَنَتْ فِي السَّمَاءِ "

ص: 1655

حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدٌ الْمُكْتِبُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " خَرَجَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه يُرِيدُونَ الْحَجَّ حَتَّى إِذَا كَانُوا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ إِذَا هُمْ بِحَيَّةٍ تَتَثَنَّى عَلَى الطَّرِيقِ أَبْيَضَ يُنْفَخُ مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: امْضُوا فَلَسْتُ بِبَارِحٍ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى مَا يَصِيرُ أَمْرُ هَذِهِ الْحَيَّةِ قَالَ: فَمَا لَبِثَتْ أَنْ مَاتَتْ فَعَمَدْتُ إِلَى خِرْقَةٍ بَيْضَاءَ فَلَفَفْتُهَا فِيهَا، ثُمَّ نَحَيَّتُهَا عَنِ الطَّرِيقِ فَدَفَنْتُهَا وَأَدْرَكْتُ أَصْحَابِي فِي الْمُتَعَشَّى، قَالَ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَقُعُودٌ إِذْ أَقْبَلَ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ فَقَالَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ: أَيُّكُمْ دَفَنَ

ص: 1656

عَمْرًا؟ قُلْنَا: وَمَنْ عَمْرٌو؟ قَالَتْ: أَيُّكُمْ دَفَنَ الْحَيَّةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا، قَالَتْ: أَمَا وَاللَّهُ لَقَدْ دَفَنْتَهُ صَوَّامًا قَوَّامًا يَأْمُرُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل وَلَقَدْ آمَنَ بِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم وَسَمِعَ صِفَتَهُ فِي السَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ بِأَرْبَعِمِائَةِ سَنَةٍ، قَالَ الرَّجُلُ: فَحَمِدْنَا اللَّهَ تَعَالَى ثُمَّ قَضَيْنَا حَجَّنَا، ثُمَّ مَرَرْتُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِالْمَدِينَةِ فَأَنْبَأْتُهُ بِأَمْرِ الْحَيَّةِ، فَقَالَ: صَدَقَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَقَدْ آمَنَ بِي قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ بِأَرْبَعِمِائَةِ سَنَةٍ»

ص: 1657

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونِ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانَ رضي الله عنه، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ

⦗ص: 1658⦘

: " أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِشَيْءٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: بَيْنَا أَنَا بِفَلَاةِ كَذَا إِذَا عَصَاوَانِ قَدْ أَقْبَلَتَا فَالْتَقَتَا فَاعْتَرَكَتَا، ثُمَّ تَفَرَّقَتَا قَالَ: فَذَهَبْتُ حَتَّى جِئْتُ مُعْتَرَكَهُمَا، فَإِذَا مِنَ الْحَيَّاتِ شَيْءٌ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ وَإِذَا رِيحُ الْمِسْكِ مِنْ بَعْضِهَا فَجَعَلْتُ أُقَلِّبُ الْحَيَّاتِ مِنْ أَيِّهَا تِلْكَ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ؟ وَإِذَا ذَلِكَ مِنْ حَيَّةٍ صَفْرَاءَ دَقِيقَةٍ فَظَنَنْتُ أَنَّ ذَاكَ لِخَيْرٍ فِيهَا فَأَخَذْتُهَا فَلَفَفْتُهَا فِي عِمَامَتِي ثُمَّ دَفَنْتُهَا فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ نَادَانِي مُنَادٍ، فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ هُدِيتَ هَذَانِ حَيَّانِ مِنَ الْجِنِّ الْتَقَوْا فَاسْتُشْهِدَ الَّذِي أَخَذْتَ وَكَانَ مِنَ الَّذِينَ اسْتَمَعُوا الْوَحْيَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "

ص: 1657

1101212121 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّاجِيُّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ وَجَاءَ ابْنُ سِيرِينَ فَسَلَّمَ وَجَلَسَ فَجَاءَهُ رَجُلَانِ، فَقَالَا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: سَلَانِي عَمَّا بَدَا لَكُمَا، فَقَالَا: " عِنْدَكُمْ عِلْمٌ مِنَ الْجِنِّ مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسُ وَلَكِنِ اذْهَبَا إِلَى أَبِي رَجَاءٍ لِأَنَّهُ أَكْبَرُ مِنِّي سِنًّا لَعَلَّهُ يُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي رَأَى وَبِالَّذِي سَمِعَ فَانْطَلَقَ الرَّجُلَانِ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي رَجَاءٍ فَإِذَا هُوَ فِي جَوْفِ الدَّارِ وَالدَّارُ مَمْلُوءَةٌ رَمْلًا وَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَاقَةٌ تُحْلَبُ فَسَلَّمْنَا وَجَلَسْنَا فَقُلْنَا: جِئْنَا نَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: سَلَا عَمَّا شِئْتُمْ فَقَالَا: أَعِنْدَكَ عِلْمٌ مِنَ الْجِنِّ مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ فَتَبَسَّمَ مِثْلَ مَا تَبَسَّمَ الْحَسَنُ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي رَأَيْتُ وَبِالَّذِي سَمِعْتُ، كُنَّا فِي سَفَرٍ حَتَّى نَزَلْنَا عَلَى الْمَاءِ فَضَرَبْنَا أَخْبِيَتَنَا وَذَهَبْتُ أَقِيلُ، فَإِذَا أَنَا بِحَيَّةٍ دَخَلَتِ الْخِبَاءَ وَهِيَ تَضْطَرِبُ فَمَدَدْتُ إِدَاوَتِي فَنَضَحْتُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ، كُلَّمَا نَضَحْتُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ سَكَنَتْ، وَكُلَّمَا حَبَسْتُ عَنْهَا اضْطَرَبَتْ، حَتَّى أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ بِالرَّحِيلِ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: أَنْتَظِرُ حَتَّى أَعْلَمَ عِلْمَ هَذِهِ الْحَيَّةِ إِلَى

⦗ص: 1660⦘

مَا يَصِيرُ فَلَمَّا صَلَّيْنَا الْعَصْرَ مَاتَتِ الْحَيَّةُ، فَعَمَدْتُ إِلَى عَيْبَتِي فَأَخْرَجْتُ مِنْهَا خِرْقَةً بَيْضَاءَ فَلَفَفْتُهَا وَكَفَّنْتُهَا وَحَفَرْتُ لَهَا وَدَفَنْتُهَا، ثُمَّ سِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ وَلَيْلَتَنَا حَتَّى إِذَا أَصْبَحْتُ وَنَزَلْنَا عَلَى الْمَاءِ وَضَرَبْنَا أَخْبِيَتَنَا، فَذَهَبْتُ أَقِيلُ، فَإِذَا أَنَا بِأَصْوَاتٍ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ مَرَّتَيْنِ لَا وَاحِدٌ وَلَا عَشَرَةٌ وَلَا مِائَةٌ وَلَا أَلْفٌ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قُلْتُ: مَا أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْجِنُّ بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ قَدْ صَنَعْتَ إِلَيْنَا مَا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُجَازِيَكَ، فَقُلْتُ: مَاذَا صَنَعْتُ إِلَيْكُمْ؟ قَالُوا: إِنَّ الْحَيَّةَ الَّتِي مَاتَتْ عِنْدَكَ كَانَتْ آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجِنِّ "

ص: 1659

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ، حَدَّثَنَا سَلَامَةُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ بْنُ سَنَّةَ الْخُزَاعِيُّ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ وَهُوَ بِمَكَّةَ: " مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَحْضُرَ اللَّيْلَةَ أَمْرَ الْجِنِّ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّةَ خَطَّ

⦗ص: 1662⦘

لِي خَطًّا، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى قَامَ فَافْتَتَحَ الْقُرْآنَ، فَغَشِيَتْهُ أَسْوِدَةٌ كَثِيرَةٌ حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ حَتَّى مَا أَسْمَعُ صَوْتَهُ، ثُمَّ انْطَلَقُوا يَتَقَطَّعُونَ مِثْلَ قِطَعِ السَّحَابِ ذَاهِبِينَ حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ رَهْطٌ، وَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى اللُّجَّةِ وَانْطَلَقَ، ثُمَّ أَتَانِي، فَقَالَ:«مَا فَعَلَ الرَّهْطُ؟» ، قُلْتُ: هُمْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَأَخَذَ عَظْمًا وَرَوْثًا فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهُ، ثُمَّ نَهَى أَنْ يَسْتَطِيبَ أَحَدٌ بِعَظْمٍ أَوْ رَوْثٍ»

ص: 1661

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «جَعَلَ الرَّوْثَ وَالرِّمَّةَ زَادَ الْجِنِّ»

ص: 1663

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ، حَدَّثَنَا سَلَامَةُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بِتُّ اللَّيْلَةَ أَقْرَأُ عَلَى الْجِنِّ رِفْقًا بِالْحُجُونِ»

ص: 1664

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، حَدَّثَنَا

⦗ص: 1665⦘

الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَطَّارُ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَرْدَمَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الْمَدِينَةِ فِي حَاجَةٍ وَذَلِكَ أَوَّلُ مَا ذُكِرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَآوَانَا الْمَبِيتُ إِلَى رَاعِي الْغَنَمِ، فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّيْلُ جَاءَ الذِّئْبُ فَأَخَذَ حَمَلًا مِنْ غَنَمِهِ، فَقَالَ الرَّاعِي: يَا عَامِرَ الْوَادِي أَنَا جَارُكَ قَالَ: فَسَمِعْنَا قَائِلًا يَقُولُ: يَا سَرْحَانُ، أَرْسِلْهُ قَالَ: فَجَاءَ الْحَمَلُ حَتَّى دَخَلَ الْغَنَمَ وَلَمْ يُصِبْهُ كَدْمَةٌ قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 1666⦘

{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 6] "

ص: 1664

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُورَةَ الرَّحْمَنِ حَتَّى خَتَمَهَا فَقَالَ: " مَا لِي أَرَاكُمْ سُكُوتًا؟ لَلْجِنُّ كَانُوا أَحْسَنَ مِنْكُمْ رَدًّا مَا قَرَأتُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13] إِلَّا قَالُوا: وَلَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعْمَةِ رَبِّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الْحَمْدُ "

ص: 1666

1107272727 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ هَارُونَ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه

⦗ص: 1668⦘

وسلم: " سَتْرٌ بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا وَضَعَ ثَوْبَهُ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ " حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ

ص: 1667

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خَلَّادٍ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَكَمِ النَّصْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «سَتْرُ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْجِنِّ بِسْمِ اللَّهِ»

ص: 1669

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:«سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ بِسْمِ اللَّهِ إِذَا وَضَعَ ثِيَابَهُ»

ص: 1670

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، وَنَافِعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ

⦗ص: 1671⦘

عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: الْجِنُّ يَسْتَمْتِعُونَ بِمَتَاعِ الْإِنْسِ، وَثِيَابِهِمْ فَمَنْ أَخَذَ مِنْكُمْ ثَوْبًا أَوْ وَضَعَهُ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ فَإِنَّ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى طَابَعٌ "

ص: 1670

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: رَجُلَانِ مِنْ أَشْجَعَ أَتَيَا عَرُوسًا لَهُمَا حَتَّى إِذَا كَانَا مِنْ نَاحِيَةٍ إِذَا بِامْرَأَةٍ، فَقَالَتْ: مَا تُرِيدُونَ؟ قَالَا عَرُوسًا لَنَا نُجَهِّزُهَا، قَالَتْ: إِنَّ لِي بِذَلِكَ عِلْمًا بِأَمْرِهَا كُلِّهِ فَإِذَا فَرَغْتُمَا فَمُرَّا عَلَيَّ فَلَمَّا فَرَغَا مَرَّا عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي مُتَّبِعَتُكُمَا فَحَمَلَاهَا عَلَى أَحَدِ بَعِيرَيْهِمَا وَجَعلًا يَعْتَقِبَانِ حَتَّى إِذَا أَتَوْا كُثْبًا مِنْ رَمْلٍ، قَالَتْ: إِنَّ لِي حَاجَةً فَأَنَاخَا لَهَا فَانْتَظَرَاهَا سَاعَةً وَأَبْطَأَتْ فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا فِي أَثَرِهَا

ص: 1671

فَأَبْطَأَ فَخَرَجْتُ أَنْظُرُهُمَا فَإِذَا أَنَا بِهَا عَلَى بَطْنِهِ تَأكُلُ كَبِدَهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَجَعْتُ فَرَكِبْتُ فَأَخَذْتُ الطَّرِيقَ وَأَسْرَعْتُ فَاعْتَرَضَتْنِي فَقَالَتْ لَقَدْ أَسْرَعْتَ قَالَ: رَأَيْتُكِ أَبْطَاتِ قَالَ: فَرَأَتْنِي أَنْقَبِضُ، فَقَالَتْ: مَا لَكَ؟ قُلْتُ: إِنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا شَيْطَانًا ظَالِمًا جَائِرًا قَالَتْ: أَفَلَا أُخْبِرُكَ بِدُعَاءٍ إِنْ أَنْتَ دَعَوْتَ بِهِ عَلَيْهِ أَهْلَكْتَهُ وَأَخَذَ لَكَ حَقَّكَ مِنْهُ قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَتْ: قُلُ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، أَنْتَ الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ تَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ حَقَّهُ خُذْ لِي حَقِّي مِنْ فُلَانٍ فَإِنَّهُ ظَلَمَنِي فَقُلْتُ: رُدِّيهَا عَلَيَّ، فَجَعَلَتْ تُرَدِّدُ فَقُلْتُهَا، وَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا ظَلَمَتْنِي وَأَكَلَتْ أَخِي فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فِي سَوْأَتِهَا فَشَقَّتْهَا اثْنَتَيْنِ فَوَقَعَتْ شِقَّةٌ مِنْ هَاهُنَا وَشِقَّةٌ هَاهُنَا هِيَ السَّعَلَا مِنَ الْجِنِّ الَّذِينَ يَأَكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ "

ص: 1672

1113333333 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

⦗ص: 1673⦘

السِّيرِينِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رضي الله عنه، «أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا فَخَرَّ مَيِّتًا» فَقَالَتِ الْجِنُّ:

نَحْنُ قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ

سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ

رَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْن

فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادَهُ"

ص: 1672

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: خَرَجَ ابْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه لَيْلًا إِلَى حَائِطٍ لَهُ فَسَمِعَ فِيهِ جَلَبَةً، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْجَانِّ: أَصَابَتْنَا السَّنَةُ فَأَرَدْتُ أَنْ أُصِيبَ مِنْ ثِمَارِكُمْ فَطَيِّبُوهُ لَنَا قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ خَرَجَ لَيْلَةً أُخْرَى فَسَمِعَ أَيْضًا جَلَبَةً، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْجَانِّ: أَصَابَتْنَا السَّنَةُ فَأَرَدْنَا أَنْ نَصِيبَ مِنْ ثِمَارِكُمْ هَذِهِ فَطَيِّبُوهُ لَنَا قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ، قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه: أَلَا تُخْبِرُنَا بِالَّذِي يُجِيرُنَا وَيُعْيذُنَا مِنْكُمْ؟ قَالَ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ "

ص: 1674

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَرْشُ إِبْلِيسَ عَلَى الْمَاءِ

⦗ص: 1675⦘

فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً»

ص: 1674

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ فِي الْمَاءِ وَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ»

ص: 1675

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَةَ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ سَاجِدًا بِمَكَّةَ فَجَاءَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَأَرَادَ أَنْ يَطَأَ عُنُقَهُ فَنَفَخَهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام نَفْخَةً فَمَا اسْتَقَرَّتْ قَدَمَاهُ حَتَّى بَلَغَ الْأُرْدُنَّ "

ص: 1675

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو بِسْطَامٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: اخْتَلَفَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم فِي إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى، فَقَالَ أَحَدُهُمَا:«كَانَ سِبْطًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُقَالُ لَهُمُ الْجِنُّ»

ص: 1676

1119393939 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَشْمُودَانَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «إِنَّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَبِيلَةً يُقَالُ لَهَا الْجِنُّ، وَكَانَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا، وَكَانَ

⦗ص: 1677⦘

إِبْلِيسُ يُوَسْوِسُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَعَصَى فَسَخِطَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ فَمَسَخَهُ شَيْطَانًا رَجِيمًا»

ص: 1676

رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ:«إِنَّمَا سُمِّيَ إِبْلِيسَ لِأَنَّ اللَّهَ عز وجل أَبْلَسَهُ وَغَيَّرَهُ»

ص: 1677

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلَامِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ رحمه الله

⦗ص: 1678⦘

تَعَالَى {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ} [الكهف: 50] قَالَ: أَجَنَّ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى "

ص: 1677

حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه قَالَ:«لَمَّا لُعِنَ إِبْلِيسُ تَغَيَّرَتْ صُورَتُهُ عَنْ صُورَةِ الْمَلَائِكَةِ، فَجَزِعَ لِذَلِكَ فَرَنَّ رَنَّةً فَكُلُّ رَنَّةٍ فِي الدُّنْيَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْهَا»

ص: 1678

حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه قَالَ:«كَانَ إِبْلِيسُ مِنْ خَزَنَةِ الْجِنَانِ»

ص: 1678

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: رَنَّ إِبْلِيسُ أَرْبَعًا حِينَ لُعِنَ، وَحِينَ أُهْبِطَ، وَحِينَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَبُعِثَ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَحِينَ أُنْزِلَتِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ يُقَالُ الرَّنَّةُ وَالنَّخِرَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ رَنَّ أَوْ نَخَرَ "

ص: 1679

1125454545 -

وَرَوَى جَرِيرٌ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} [الكهف: 50] قَالَ: «هُمْ حَرَسُ الْمَلَائِكَةِ لَمْ يَزَالُوا يَصُوغُونَ حُلِيَّ أَهْلِ الْجَنَّةِ»

ص: 1679

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:«الْجِنُّ الْمُؤْمِنُونَ، وَالْكُفَّارُ مِنَ الشَّيَاطِينِ وَأَصْلُهُمْ وَاحِدٌ»

ص: 1679

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاذٍ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} [الكهف: 50] قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} [الكهف: 50] لِأَنَّهُ كَانَ خَازِنًا عَلَى الْجِنَّانِ، كَمَا تَقُولُ لِلرَّجُلِ: مَكِّيٌّ وَمَدَنِيٌّ وَكُوفِيٌّ وَبَصَرِيٌّ، وَقَالَ آخَرُونَ: كَانَ لَهُمْ قَبِيلَةُ إِبْلِيسِ الْجِنِّ وَهُمْ سِبْطٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُقَالُ لَهُمُ الْجِنُّ فَبِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عز وجل {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} [الكهف: 50] نَسَبَهُ إِلَى قَبِيلَتِهِ "

ص: 1680

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سَلَامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَوْفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:«كَانَ إِبْلِيسُ يَعِيشُ سَمَاءَ الدُّنْيَا»

ص: 1680

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:«وَاللَّهِ مَا كَانَ إِبْلِيسُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ طَرَفَةَ عَيْنٍ كَمَا أَنَّ آدَمَ أَصْلُ الْإِنْسِ، كَذَلِكَ إِبْلِيسُ أَصْلُ الْجِنَّةِ»

ص: 1681

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرَّاحٌ، عَنْ أَبِي وَلَّادٍ، قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: الْأَكْرَاؤُحِيُّ «مِنَ الْجِنِّ كُشِفَ عَنْهُمُ الْغِطَاءُ»

ص: 1681

1131515151 -

وَرَوَى وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ:«كَانَ إِبْلِيسُ مِنْ خُزَّانِ الْجَنَّةِ كَانَ يُدَبِّرُ أَمْرَ سَمَاءِ الدُّنْيَا»

ص: 1681

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ قَالَ:«إِنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَلَمَّا عَصَى غَضِبَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ فَصَارَ شَيْطَانًا رَجِيمًا»

ص: 1682

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ لَيْثٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ عز وجل {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} [الكهف: 50] قَالَ: بَاضَ إِبْلِيسُ خَمْسَ بَيْضَاتٍ زَلَنْبُورُ وَدَاسِمُ وَثَبْرُ وَمِسْوَطُ وَالْأَعْوَرُ، فَأَمَّا الْأَعْوَرُ فَصَاحِبُ الزِّنَا، وَأَمَّا ثَبْرُ فَصَاحِبُ الْمَصَائِبِ، وَأَمَّا مِسْوَطُ فَصَاحِبُ أَخْبَارِ الْكَذِبِ يُلْقِيهَا عَلَى أَفْوَاهِ النَّاسِ وَلَا يَجِدُونَ لَهَا أَصْلًا وَأَمَّا دَاسِمُ فَهُوَ صَاحِبُ

⦗ص: 1683⦘

الْبُيُوتِ إِذَا دَخَلَ الْوَاحِدُ بَيْتَهُ وَلَمْ يُسَلِّمْ دَخَلَ مَعَهُ، وَإِذَا أَكَلَ وَلَمْ يُسَمِّ أَكَلَ مَعَهُ وَيُرِيهِ مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ مَا لَا يُحْصَى مَوْضِعُهُ وَأَمَّا زَلَنْبُورُ فَصَاحِبُ الْأَسْوَاقِ يَضَعُ رَايَتَهُ فِي كُلِّ سُوقٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "

ص: 1682

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَمَّالُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ أَيُّوبَ الطَّالْقَانِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ كُلُّ خَلْقِكِ قَدْ سَبَّبْتَ أَرْزَاقَهُمْ فَمَا رِزْقِي؟ قَالَ: كُلُّ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمِي عَلَيْهِ "

ص: 1683

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْجَوْهَرِيُّ

⦗ص: 1684⦘

، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثُمَّ الزُّرَقِيُّ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ رضي الله عنه: قَالَ " نَزَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ الْعَرْجَ، فَلَمَّا قَارَبْتُهُ سَمِعْتُ لَغَطًا وَخُصُومَةَ رِجَالٍ لَمْ أَرَ أَحَدَّ مِنْ ألسِنَتِهِمْ قَطُّ فَوَقَفْتُ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ: «اخْتَصَمَ عِنْدِي الْجِنُّ الْمُسْلِمُونَ وَالْجِنُّ الْمُشْرِكُونَ فَسَأَلُونِي أَنْ أُسْكِنَهُمْ فَأَسْكَنْتُ الْمُسْلِمِينَ الْجَلْسَ وَأَسْكَنْتُ الْمُشْرِكِينَ الْغَوْرَ» قُلْتُ لَكَثِيرٍ: مَا الْجَلْسُ؟ وَمَا الْغَوْرُ؟ قَالَ: الْجَلْسُ الْقُرَى وَالْجِبَالُ وَالْغَوْرُ مَا بَيْنَ الْجِبَالِ وَالْبِحَارِ وَهِيَ يُقَالُ لَهَا الْجَنُوبُ قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أُصِيبَ بِالْجَلْسِ إِلَّا سَلِمَ وَلَا أُصِيبَ بِالْغَوْرِ إِلَّا لَمْ يَكَدْ يَسْلَمُ "

ص: 1683

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَوْنٌ يَعْنِي ابْنَ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} [الكهف: 50] قَالَ: «هُمْ حَيٌّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَمْ يَزَالُوا يَصُوغُونَ حُلِيَّ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»

ص: 1685

1137575757 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي} [الكهف: 50] وَهُمْ أَوْلَادُهُ

⦗ص: 1686⦘

، يَتَوَالَدُونَ كَمَا يَتَوَالَدُ بَنُو آدَمَ وَهُمْ أَكْثَرُ عَدَدًا "

ص: 1685

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهَ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: الْجِنُّ يَمُوتُونَ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ بِكْرُ الْبِكْرَيْنِ لَا تَمُوتُ، قَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: أَبُوهُ بِكْرٌ وَأُمُّهُ بِكْرٌ، وَهُوَ بِكْرُهُمَا "

ص: 1686

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَيْثَمُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حُدِّثْتُ، عَنْ مَخْرَمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: " أَيُّمَا رَجُلٍ مِنْكُمْ تَخَيَّلَ

⦗ص: 1687⦘

لَهُ الشَّيْطَانُ حَتَّى يَرَاهُ، فَلَا يَصُدَّنَّ عَنْهُ وَلْيَمْضِ قُدُمًا فَإِنَّهُمْ مِنْكُمْ أَشَدُّ فَرَقًا مِنْكُمْ مِنْهُمْ، فَإِنَّهُ إِنْ صَدَّ عَنْهُ رَكِبَهُ وَإِنْ مَضَى هَرَبَ مِنْهُ، قَالَ مُجَاهِدٌ: أَنَا ابْتُلِيتُ بِهِ حَتَّى رَأَيْتُهُ فَذَكَرْتُ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَمَضَيْتُ قُدُمًا فَهَرَبَ مِنِّي "

ص: 1686

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ سَهْلُ بْنُ الْفَرْخَانِ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«دَخَلَ إِبْلِيسُ الْعِرَاقَ فَقَضَى بِهَا حَاجَتَهُ، ثُمَّ جَاءَ الشَّامَ فَطَرَدَهُ حَتَّى بَلَغَ سَبَاقَ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ فِيهَا وَفَرَّخَ وَبَسَطَ عَبْقَرِيَّهُ»

ص: 1687

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ السُّدِّيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:«الْجِنُّ أَهْوَاءٌ مِثْلُكُمْ شِيعَةٌ، وَرَافِضَةٌ، وَمُرْجِئَةٌ، وَقَدَرِيَّةٌ»

ص: 1688

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} [الجن: 11] قَالَ: «يَعْنِي الْجِنَّ هُمْ مِثْلُكُمْ مِنْهُمْ قَدَرِيَّةٌ، وَمُرْجِئَةٌ، وَرَافِضَةٌ، وَشَيِعَةٌ»

ص: 1689

1143636363 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيِّ بْنُ لَيْثٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ:" حَاصَرْتُ شَيْطَانًا مَرَّةً، فَأَرَدْتُ قَتْلَهُ فَقَالَ: لَا تَقْتُلْنِي فَإِنِّي مِنَ الشِّيعَةِ قُلْتُ: مَنْ تَعْرِفُ مِنْهُمْ؟ قَالَ: الْأَعْمَشَ، وَيَزِيدَ بْنَ أَبِي يَزِيدَ "

ص: 1689

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْفَيْضِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: عَلِقَ رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ جَارِيَةً لَنَا فَخَطَبَهَا إِلَيْنَا، وَقَالَ: إِنِّي مِنْ

⦗ص: 1690⦘

مُسْلِمِي الْجِنِّ وَقَدْ هَوَيْتُ جَارِيَتَكُمْ هَذِهِ فَزَوِّجُونِي بِهَا، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَنَالَ مِنْهَا مُحَرَّمًا فَزَوَّجْنَاهُ وَكَانَ يُحَدِّثُنَا بَعْدُ فَقُلْنَا لَهُ: كَيْفَ أَنْتُمْ؟ قَالَ: أُمَمٌ كَأُمَمِكُمْ وَقَبَائِلُ كَقَبَائِلُكُمْ قُلْنَا: فَهَلْ فِيكُمْ هَذِهِ الْأَهْوَاءُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْنَا: فَمِنْ أَيِّهَا أَنْتَ؟ أَوْ أَيُّهَا أَعْجَبُ إِلَيْكُمْ؟ قَالَ: الْمُرْجِئَةُ "

ص: 1689

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي هُمَيْمُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:«لَمْ يَكُنْ إِبْلِيسُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَكَانَ أَبَا الْجِنِّ كَمَا أَنَّ آدَمَ أَبُو الْإِنْسِ»

ص: 1690

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: " أَتَمُوتُ الْجِنُّ؟ قَالَ: نَعَمْ غَيْرَ إِبْلِيسَ قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْحَيَّةُ الَّتِي تُدْعَى الْجَانَّ؟ قَالَ: هِيَ صِغَارُ الْجِنِّ "

ص: 1691

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَلَحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ شَيْخٌ يَقْدُمُ عَلَيْنَا فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ فَكَانَ صَدِيقًا لِبَشِيرٍ يَزْعُمُ أَنَّ سُوقًا كَانَتْ تَكُونُ بِالْمَوْصِلِ فِي السَّنَةِ مَرَّةً يَوْمًا وَاحِدًا، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ الْكُوفَةِ وَالْجَزِيرَةِ

ص: 1691

وَغَيْرِ ذَلِكَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: أَدْرَكْتُ ذَلِكَ السُّوقَ، وَقَالَ الشَّيْخُ صِدِّيقُ بَشِيرٍ: فَكَانَ لِي أَخٌ لَهُ قَلْبٌ وَشَجَاعَةٌ فَقَالَ: لَأَخْرُجَنَّ إِلَيْهَا لِمَا وُصِفَ مِنْهَا قَالَ: فَاشْتَرَى بَغْلًا وَتِينًا، وَخَرَجَ فَإِذَا نَاسٌ وَأَمْرٌ وَأَشْيَاءُ فَلَمَّا كَانَ الْعَصْرُ جَعَلَ النَّاسُ يَتَقَلَّعُونَ يَمُرُّونَ، قَالَ فَمَرُّوا بِي فَقَالُوا: مَا يُقِيمُكَ؟ وَجَعَلْتُ أَحْتَبِسُ لَعَجِبِي بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَكَثْرَةِ أَهْلِهِ قَالَ: فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا وَقَدْ مَرَّ النَّاسُ وَبَقِيَتُ وَحْدِي قَالَ: فَرَكِبْتُ وَجِئْتُ فَأَمْسَيْتُ فِي تِلْكَ الْبَرِيَّةِ وَحْدِي وَإِذَا الْغِيلَانُ، قَدْ أَقْبَلَتْ نَحْوِي قَالَ: فَالْتَجَأْتُ إِلَى حَائِطٍ وَجَعَلْتُ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَحِينَ أَقْرَأُ يَمُرُّونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ حَتَّى كَلَّ لِسَانِي وَأَيْقَنْتُ بِالْهَلَكَةِ قَالَ: فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَائِمٍ فَقَالَ: بِاللَّهِ مَا رَأَيْتُ إِنْسِيًّا أَثْبَتَ قَلْبًا مِنْكَ قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِكَ مِنَ الْجِنِّ قَالَ: قُلْتُ: فَأَنْتَ هَاهُنَا وَيُصْنَعُ بِي هَذَا؟ قَالَ: فَطَرَدَهُمْ عَنِّي قَالَ: فَوَاخَيْتُهُ فَكَانَ يَجِيئُنِي بَعْدُ قَالَ: فَعَرَضَ عَلَيَّ نِكَاحَ أُخْتٍ لَهُ قَالَ: فَقَبِلْتُ فَتَزَوَّجْتُهَا فَكُنْتُ إِذَا خَلَوْتُ بِهَا اسْتَوْحَشْتُ مِنْهَا قَالَ: فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى أَخِيهَا فَقَالَ لِي: تُرِيدُ

ص: 1692

مُفَارَقَتَهَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَقُلْ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّهَا فِرْقَةٌ قَالَ: فَتَحَنَّيْتُ عَلَيْهَا فَقُلْتُ: مَا قَالَ لِي أَخُوهَا فَذَهَبَتْ عَنِّي فَلَمْ أَرَهَا قَالَ الشَّيْخُ فَلَمَّا: كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ افْتَقَدْنَا أَخَاهَا فَلَمْ نَرَهُ بَعْدُ "

ص: 1693

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّنِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثُمَامَةَ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: " أَصَابَ جَارِيَةً عَجَمِيَّةً شَيْءٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَكَانَتْ تَسْقُطُ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا هَذَا عَمَدْتَ إِلَى جَارِيَةٍ لَنَا فَآذَيْتَنَا بَأَذَاكَ إِيَّاهَا قَالَ: فَتَكَلَّمَتِ الْجَارِيَةُ بِكَلَامٍ فَصِيحٍ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ: إِنَّمَا أَرَادَ سَفِيهٌ مِنْ سُفَهَائِنَا أَنْ يَدْخُلَ فِيهَا فَمَنَعْتُهُ بِدُخُولِي وَأَنَا خَارِجٌ عَنْهَا وَلَسْتُ أَعُودُ وَلَكِنْ يَا أَحْمَدُ إِذَا قُمْتَ بِاللَّيْلِ تُرِيدُ الْوُضُوءَ لِلصَّلَاةِ، فَلَا تَضَعْ يَدَكَ عَلَى الْحَائِطِ، فَإِنَّكَ تَضَعُهَا عَلَى بَعْضِنَا فَتُؤْذِينَا وَمُرْ أُخْتَكَ فُلَانَةً لَا تَنْكَشِفْ بِاللَّيْلِ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَوْلَيْتَنَا مَعْرُوفًا فَعَلِّمْنَا شَيْئًا نَحْتَرِزُ بِهِ مِنْكُمْ قَالَ: ائْتُونِي بِدَاوَةٍ وَقِرْطَاسٍ، فَقَالَ: عَلَيَّ بِدَاوَةٍ وَقِرْطَاسٍ قَالَ: اكْتُبْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَفَعَ

ص: 1693

السَّمَاءَ، وَوَضَعَ الْأَرْضَ وَنَصَبَ الْجِبَالَ، وَأَجْرَى الْبِحَارَ، وَأَظْلَمَ اللَّيْلَ، وَأَضَاءَ النَّهَارَ وَخَلَقَ مَا يُرَى، وَمَا لَا يُرَى لَمْ يَحْتَجْ فِيهِ إِلَى عَوْنِ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ وَفَرَّقَ الْأَدْيَانَ، فَجَعَلَ أَخَصَّ الْأَدْيَانِ الْإِسْلَامَ، فَسُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأنَكَ لِمَنْ تَفَكَّرَ فِي قُدْرَتِكَ، عَلَوْتَ بِعُلَوِّكَ، وَدَنَوْتَ بْدُنُوِّكَ، وَقَهَرْتَ خَلْقَكَ بِسُلْطَانِكَ، فَالْمُعَادِي لَكَ مِنْهُمْ فِي النَّارِ، وَالْمُذَلِّلُ لَكَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ فِي الْجَنَّةِ، أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ، وَضَمِنْتَ الْإِجَابَةَ، أَنْتَ الْقَوِيُّ فَلَا أَحَدَ أَقْوَى مِنْكَ، وَأَنْتَ الرَّحِيمُ فَلَيْسَ أَحَدٌ أَرْحَمَ مِنْكَ، رَحِمْتَ يُوسُفَ فَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْجُبِّ، وَرَحِمْتَ يَعْقُوبَ، فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ، وَرَحِمْتَ أَيُّوبَ فَكَشَفْتَ عَنْهُ بَلَاءَهُ، وَرَحِمْتَ يُونُسَ فَنَجَّيْتَهُ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ، أَسْأَلُكَ وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ فَإِنَّكَ مَسْئُولٌ، لَمْ يُسْأَلْ مِثْلُكَ، يَا قَاصِمَ الْجَبَابِرَةِ وَيَا دَيَّانَ الدِّينِ الَّذِي يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ وَيَا مُجِيبَ الْمُضْطَرِّينَ قَضَيْتَ لِخَلْقِكَ عَلَى أَنْ يَمُرُّوا عَلَى أَدَقِّ مِنَ الشَّعْرِ، وَأَحَدِّ مِنَ السَّيْفِ عَلَى وَادِي جَهَنَّمَ، فَأَنَقَذْتَ مَنْ شِئْتَ، وَأَغْرَقْتَ مَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، أَنْتَ ابْتَلَيْتَ فُلَانَ ابْنَ فُلَانَةَ بِهَذِهِ الْأَوْجَاعِ وَالْأَسْقَامِ وَالرِّيَاحِ، وَأَنْتَ الْقَادِرُ عَلَى الذَّهَابِ بِهِ فَاذْهَبْ بِهِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ " ثُمَّ يَقْرَأُ بَعْدَمَا تَكَلَّمَ بِهَذَا الدُّعَاءِ {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} [البقرة: 171] إِلَى قَوْلِهِ {فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة: 171]، {اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} [المائدة: 114] إِلَى قَوْلِهِ {الرَّازِقِينَ} [المائدة: 114]، {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيَّامَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} إِلَى قَوْلِهِ {سَبِيلًا} [آل عمران: 97] ، {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} [الإسراء

ص: 1694

: 111] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} [مريم: 22] إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 47] ثُمَّ يَقْرَأُ {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ} إِلَى قَوْلِهِ {مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] ثُمَّ تَعْمِدُ إِلَى كُوزِ حَدِيدٍ فِيهِ مَاءٌ عَذْبٌ، وَتَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ، وَتَقْرَأُ هَذَا الْقُرْآنَ فِي الْكُوزِ وَتَسْتَأمِنُ بِهِ النَّظَرَ وَالْجُنُونَ، وَمَنْ كَانَ بِهِ شَيْءٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَتَسْقِيهِ جَرْعَةً وَجَرْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَأْخُذُ كَفًّا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، فَتَنْضَحَ بِهِ وَجْهَهُ، فَإِنَّهُ يَذْهَبُ مَا بِهِ عَنْهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى عز وجل إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى "

ص: 1695

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «الْخَلْقُ أَرْبَعَةٌ، فَخَلْقٌ فِي الْجَنَّةِ كُلُّهُمْ، وَخَلْقٌ فِي النَّارُ كُلُّهُمْ، وَخْلَقْانِ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَأَمَّا الَّذِينَ فِي

⦗ص: 1696⦘

الْجَنَّةِ كُلُّهُمْ فَالْمَلَائِكَةُ، وَأَمَّا الَّذِينَ فِي النَّارِ كُلُّهُمْ فَالشَّيَاطِينُ، وَأَمَّا الَّذِينَ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ لَهُمْ الثَّوَابُ، وَعَلَيْهِمُ الْعِقَابُ»

ص: 1695

1150707070 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الدُّورِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:«الْجِنُّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَيَأَكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ»

ص: 1696

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، حَدَّثَنَا أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ:" تَذَاكَرْنَا عِنْدَ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ هَلْ تَدْخُلُ الْجِنُّ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عز وجل {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 56] قَالَ: لِلْجِنِّ جِنِّيَّاتٌ وَلِلْإِنْسِ إِنْسِيَّاتٌ "

ص: 1696

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي هُمَيْمٌ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ وَهْبٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، " هَلْ لِلْجِنِّ ثَوَابٌ وَعِقَابٌ؟ فَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قَالَ اللَّهُ: {حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} [الأحقاف: 18] إِلَى قَوْلِهِ {مِمَّا عَمِلُوا} [الأنعام: 132] "

ص: 1697

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ لَيْثٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، أَظُنُّهُ قَالَ: عَنْ لَيْثِ بْنِ أُبَي سُلَيْمٍ قَالَ: «مُسْلِمُو الْجِنِّ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَلَا النَّارَ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ أَخْرَجَ أَبَاهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَا يُعِيدُهُ وَلَا يُعِيدُ بَنِيهِ»

ص: 1697

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثَنَا ابْنُ الْبَرْقِيِّ

⦗ص: 1698⦘

، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: «مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا وَفِي سَقْفِ بَيْتِهِمْ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الْجِنِّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، إِذَا وُضِعَ غَدَاؤُهُمْ نَزَلُوا يَتَغَدُّونَ مَعَهُمْ، وَإِذَا وُضِعَ عَشَاؤُهُمْ نَزَلُوا فَيَتَعَشُّونَ مَعَهُمْ»

ص: 1697