المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر ساعات الليل والنهار وعبادة الخلائق في كل ساعة منها - العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني - جـ ٥

[أبو الشيخ الأصبهاني]

الفصل: ‌ذكر ساعات الليل والنهار وعبادة الخلائق في كل ساعة منها

‌ذِكْرُ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَعِبَادَةِ الْخَلَائِقِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْهَا

ص: 1716

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ آدَمَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْوَفَاةُ فِيمَا يَذْكُرُونَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ دَعَا ابْنَهُ شِيثَ عليه السلام فَعَهِدَ إِلَيْهِ وَعَلَّمَهُ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَعْلَمَهُ عِبَادَةَ الْخَلَائِقِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْهُنَّ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّ لِكُلِّ سَاعَةٍ مِنْهُنَّ صِنْفًا مِنَ الْخَلْقِ فِيهِ عِبَادَتُهُ، فَقَالَ: السَّاعَةُ الْأولَى حِينَ يَسْجُدُ بَنُو آدَمَ مِنَ الضُّحَى، وَالسَّاعَةُ الثَّانِيَةُ صَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ، وَالسَّاعَةُ الثَّالِثَةُ صَلَاةُ الطَّيْرِ، وَالسَّاعَةُ الرَّابِعَةُ صَلَاةُ الْهَوَامِّ، وَالسَّاعَةُ الْخَامِسَةُ صَلَاةُ الْحَيَوَانِ، وَالسَّاعَةُ السَّادِسَةُ صَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ فَذَلِكَ حِينَ يَسْتَغْفِرُونَ لِبَنِي آدَمَ، وَالسَّاعَةُ السَّابِعَةُ حِينَ تَلِجُ الْمَلَائِكَةُ وَيَلِجُونَ فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا بِأَسْمَائِهِ وَالسَّاعَةُ الثَّامِنَةُ صَلَاةُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِينَ، وَالسَّاعَةُ التَّاسِعَةُ صَلَاةُ الَّذِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ، وَالسَّاعَةُ الْعَاشِرَةُ حِينَ تَنْزِلُ الرِّيحُ عَلَى الْمَاءِ وَتَفِرُّ الْجِنُّ مِنْ حَوْلِ الْمَاءِ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأَفْسَدَتِ الشَّيَاطِينُ عَلَى بَنِي آدَمَ الْمَاءَ، وَالسَّاعَةُ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ حِينَ تَعْرُجُ أَرْوَاحُ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَالسَّاعَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ

ص: 1716

حِينَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ فَتِلْكَ سَاعَاتُ النَّهَارِ وَهِيَ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، وَالسَّاعَةُ الْأُولَى مِنَ اللَّيْلِ صَلَاةُ الْجِنِّ وَذَلِكَ حِينَ يُصَلُّونَ فَلَا يُضَارُّونَ أَحَدًا مِنْ بَنِي آدَمَ حَتَّى يَقْضُوا صَلَاتَهُمْ، وَالسَّاعَةُ الثَّانِيَةُ صَلَاةُ كُلِّ دَابَّةٍ فِي الْبَحْرِ، وَالسَّاعَةُ الثَّالِثَةُ صَلَاةُ مَنْ تَحْتَ الْأَرْضِ مِنَ الْخَلْقِ، وَالسَّاعَةُ الرَّابِعَةُ صَلَاةُ الصَّابِرِينَ، وَالسَّاعَةُ الْخَامِسَةُ صَلَاةُ الَّذِينَ فَوْقَ السَّمَاءِ مِنَ الْخَلْقِ، وَالسَّاعَةُ السَّادِسَةُ صَلَاةُ الْغَمَامِ، وَالسَّاعَةُ السَّابِعَةُ حِينَ تَهْدَأُ الْعَيْنُ وَيُنْقَلُ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ، وَالسَّاعَةُ الثَّامِنَةُ صَلَاةُ السَّحَرِ، وَالسَّاعَةُ التَّاسِعَةُ صَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ هُمْ فِي السَّمَاءِ، وَالسَّاعَةُ الْعَاشِرَةُ حِينَ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَتَنْفِضُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا وَيَصِيحُ الدَّجَاجُ فِي الْأَرْضِ وَحِينَئِذٍ مَنْ سَأَلَ الرَّحْمَنَ شَيْئًا آتَاهُ إِيَّاهُ، وَالسَّاعَةُ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ حِينَ يَخْرُجُ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ أَهْلِهَا، وَالسَّاعَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ عِنْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ لِلرَّحْمَنِ تبارك وتعالى "

ص: 1717

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: " إِنَّ الْجَبَلَ لَيُنَادِي الْجَبَلَ بِاسْمِهِ يَا فُلَانُ هَلْ مَرَّ بِكَ الْيَوْمَ لِلَّهِ ذَاكِرٌ فَإِنْ قَالَ: نَعَمِ اسْتَبْشَرَ، ثُمَّ قَرَأَ {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} لَتَسْمَعَنَّ الزُّورَ وَلَتَسْمَعَنَّ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: بَلْ هُوَ لِلْخَيْرِ أَسْمَعُ

ص: 1717

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ الْجَبَلَيْنِ إِذَا أَصْبَحَا

⦗ص: 1719⦘

نَادَى أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ يُنَادِيهِ بِاسْمِهِ فَيَقُولُ أَيْ فُلَانُ، هَلْ مَرَّ بِكَ الْيَوْمَ ذَاكِرٌ لِلَّهِ عز وجل؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ فَيَقُولُ: لَقَدْ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكَ لَكِنْ مَا مَرَّ بِي ذَاكِرٌ لِلَّهِ عز وجل الْيَوْمَ "

ص: 1718

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ نَوْفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:" أَوْحَى اللَّهُ عز وجل إِلَى الْجِبَالِ أَنِّي نَازِلٌ عَلَى جَبَلٍ مِنْكُمْ فَتَشَمَّخْتِ الْجِبَالُ كُلُّهَا إِلَّا جَبَلَ الطُّورِ فَإِنَّهُ تَوَاضَعَ وَقَالَ: أَرْضَى بِمَا قَسَمَ اللَّهُ عز وجل لِي فَكَانَ الْأَمْرُ عَلَيْهِ "

ص: 1719

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:{وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: 44] قَالَ: «جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ، تَشَامَخَتِ

⦗ص: 1720⦘

الْجِبَالُ مِنَ الْغَرَقِ وَتَوَاضَعَ هُوَ لِلَّهِ عز وجل فَلَمْ يَغْرَقْ وَأَرْسَتْ عَلَيْهِ»

ص: 1719

حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلٌ، عَنْ مَحْبُوبٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَطَاءٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْجَبَلَ تَشَامَخَ فِي السَّمَاءِ إِلَّا الْجُودِيَّ فَعَرَفَ أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ عز وجل سَيُدْرِكُهُ فَسَكَنَ، قَالَ عَطَاءٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَبَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى اسْتَخْبَأَ أَبَا قُبَيْسٍ الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ "

ص: 1720

حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: «مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَّا فَزِعَ لِمَطْلَعِهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَكُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ»

ص: 1720

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا مِنْ سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا رِيَاحٍ وَلَا جِبَالٍ وَلَا بَحْرٍ إِلَّا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ»

ص: 1721

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ فُورَكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْجَلِيلِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ كَعْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِمُوسَى صلى الله عليه وسلم: «يَا مُوسَى إِنِّي أُلْهِمُ فِي رَمَضَانَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالطَّيْرَ وَالْجِبَالَ وَالدَّوَابَّ أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِصَائِمِ رَمَضَانَ أَخْبَرَنَا بَهْلُولٌ الْأَنْبَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» . . . . . عَلَيْكَ فَمِنْ قَائِلَةٍ: نَعَمْ وَمِنْ قَائِلَةٍ: لَا فَإِذَا قَالَتْ نَعَمْ: رَأَتْ بِذَلِكَ عَلَيْهَا فَضْلًا "

ص: 1722

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ فَصِيحٍ الشَّامِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: «لَا تَلْطُمُوا وُجُوهَ الدَّوَابِّ فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ»

ص: 1723

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَكْثَرَ تَسْبِيحًا مِنْ هَذِهِ الدُّودَةِ الْحَمْرَاءِ

ص: 1723

1187131313 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا خَلَّادٌ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ

⦗ص: 1724⦘

عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " أَنَّ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَالَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ فَأَمَرَ أَنْ يُحْرَقَ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: «هَلَّا نَمْلَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِنَّهُنَّ يُسَبِّحْنَ»

ص: 1723

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَحَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ:«نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَلَسَعْتُهُ نَمْلَةٌ فَأَمَرَ بِرَحْلِهِ فَحُوِّلَ، ثُمَّ أَحْرَقَ الشَّجَرَةَ بِمَا فِيهَا فَأَوْحَى اللَّهُ عز وجل، أَلَا نَمْلَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِنَّهُنَّ جَمِيعًا يُسَبِّحْنَ»

ص: 1724

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:«كُنَّا نَأْكُلُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ»

ص: 1725

حَدَّثَنَا الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ:«كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ»

ص: 1725

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:«الطَّعَامُ يُسَبِّحُ»

ص: 1726

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِطَعَامِ ثَرِيدٍ فَقَالَ: «إِنَّ هَذَا الطَّعَامَ يُسَبِّحُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَتَفْقَهُ تَسْبِيحَهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ: «أَدْنِ هَذِهِ الْقَصْعَةَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ» فَأَدْنَاهَا فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الطَّعَامُ يُسَبِّحُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَدْنِهَا مِنْ آخَرَ» فَأَدْنَاهَا مِنْهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الطَّعَامُ يُسَبِّحُ فَقَالَ: «أَدْنِهَا مِنْ آخَرَ»

ص: 1726

، فَأَدْنَاهَا مِنْهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الطَّعَامُ يُسَبِّحُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«رُدَّهَا» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَوْ أَمَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ جَمِيعًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنَّهَا لَوْ سَكَنَتْ عِنْدَ رَجُلٍ لَقَالُوا مِنْ ذَنْبٍ رُدَّهَا» فَرَدَّهَا

ص: 1727

1193191919 -

حَدَّثَنَا الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الزَّرْدِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:«التُّرَابُ يُسَبِّحُ، فَإِذَا بُنِيَ بِهِ الْحَائِطُ سَبَّحَ»

ص: 1727

أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى

⦗ص: 1728⦘

، حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا مُجَاشِعٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ فِي قَوْلِهِ عز وجل {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44] قَالَ: الزَّرْعُ يُسَبِّحُ وَيُكْتَبُ الْأَجْرُ لِصَاحِبِهِ

ص: 1727

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44] قَالَ: الزَّرْعُ يُسَبِّحُ وَالثَّوْبُ يُسَبِّحُ وَيَقُولُ

⦗ص: 1729⦘

الْوَسَخُ: إِنْ كُنْتُ مُؤْمِنًا فَاغْسِلْنِي إِذًا

ص: 1728

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى {يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ} [النحل: 48] قَالَ: إِذَا فَاءَ الْفَيْءُ لَمْ تَبْقَ دَابَّةٌ وَلَا طَائِرٌ إِلَّا سَجَدَ

ص: 1729

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: إِذَا سَمِعْتَ نَقِيضًا مِنَ الْبَيْتِ أَوِ الْخَشَبِ أَوِ الْجِدَارِ فَهُوَ تَسْبِيحٌ

ص: 1729

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ

⦗ص: 1730⦘

آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رحمه الله وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَطْبُخُ قِدْرًا فَوَقَعَتْ عَلَى وَجْهِهَا فَجَعَلَتْ تُسَبِّحُ فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ تَعَالَ إِلَى مَا لَمْ يَسْمَعْ أَبُوكَ مِثْلَهُ قَطُّ فَجَاءَ سَلْمَانُ وَسَكَنَ الصَّوْتُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ لَوْ لَمْ نَصُحُ لَرَأَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ الْكُبْرَى

ص: 1729

1199252525 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَرِيرٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ عَمْرٌو قَالَ: كَانَ بِيَدِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ سُبْحَةٌ يُسَبِّحُ بِهَا فَنَامَ وَالسُّبْحَةُ فِي يَدِهِ فَاسْتَدَارَتِ السُّبْحَةُ فَالْتَفَّتْ عَلَى ذِرَاعِهِ وَجَعَلَتْ تُسَبِّحُ فَاسْتَيْقَظَ أَبُو مُسْلِمٍ وَالسُّبْحَةُ تَدُورُ فِي يَدِهِ وَإِذَا هِيَ تَقُولُ

⦗ص: 1731⦘

: " سُبْحَانَكَ يَا مُنْبِتَ الْبَنَانِ وَيَا دَائِمَ الشَّأْنِ فَقَالَ: هَلُمِّي يَا أمَّ مُسْلِمٍ فَانْظُرِي إِلَى عَجَبِ الْعَجَائِبِ فَجَاءَتْ أمُّ مُسْلِمٍ وَالسُّبْحَةُ تَدُورُ وَتُسَبِّحُ فَلَمَّا جَلَسَتْ سَكَنَتْ أَوْ قَالَ سَكَتَتْ

ص: 1730

حَدَّثَنَا جَعْفَرٍ يَعْنِي أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:«الثَّوْبُ يَسْجُدُ»

ص: 1731

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ:«كَانَ مُطَرِّفٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَبَّحَ سَبَّحَتْ مَعَهُ آنِيَةُ بَيْتِهِ»

ص: 1731

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا

⦗ص: 1732⦘

إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى مُصْعَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:«لَوْلَا مَا غُمِّيَ عَلَيْكُمْ مِنْ تَسْبِيحِ مَا مَعَكُمْ فِي الْبُيُوتِ مَا تَقَارَرْتُمْ»

ص: 1731

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: لَوْلَا مَا غَمَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ تَسْبِيحِ خَلْقِهِ مَا تَقَارَرْتُمْ "، قِيلَ لِسُفْيَانَ: مَنْ ذَكَرَهُ؟ قَالَ: مِسْعَرٌ

ص: 1732

حَدَّثَنَا الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ:«صَرِيرُ الْبَابِ تَسْبِيحُهُ»

ص: 1732

1205313131 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: سَمِعَ رَجُلٌ، نَقِيضَ الْبَابِ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا تَسْبِيحٌ

ص: 1733

حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، حَدَّثَنَا مِنْهَالٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا:{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} [الرحمن: 6] قَالَ: النَّجْمُ مَا أَنْجَمَتِ الْأَرْضُ وَالشَّجَرُ مَا كَانَ عَلَى سَاقٍ "

ص: 1733

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا

⦗ص: 1734⦘

يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} [الرحمن: 6] قَالَ: " {النَّجْمُ} [الرحمن: 6] كُلُّ شَيْءٍ ذَهَبَ مَعَ الْأَرْضِ فَرْشًا قَالَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الثَّيْلَ النَّجْمَةَ، {وَالشَّجَرُ} [الرحمن: 6] كُلُّ شَيْءٍ قَامَ عَلَى سَاقٍ {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانِ} [الرحمن: 12] إِذَا صَارَ عَلَى سَاقِهِ

ص: 1733

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، حَدَّثَنَا الزِّبْرِقَانُ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: النَّجْمُ مَا ذَهَبَ فَرْشًا عَلَى الْأَرْضِ لَيْسَ لَهُ سَاقٌ، وَالشَّجَرُ مَا كَانَ لَهُ سَاقٌ وَقَالَ:{يَسْجُدَانِ} [الرحمن: 6] سُجُودُهُمَا ظِلُّهُمَا

ص: 1734

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا أُخِذَ طَائِرٌ وَلَا حُوتٌ إِلَّا بِتَضْيِيعِ التَّسْبِيحِ»

ص: 1735

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا

⦗ص: 1736⦘

أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«آجَالُ الْبَهَائِمِ كُلِّهَا وَخَشَاشِ الْأَرْضِ وَالْقُمَّلِ وَالْبَرَاغِيثِ وَالْجَرَادِ وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالدَّوَابِّ كُلِّهَا وَالْبَقَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ آجَالُهَا فِي التَّسْبِيحِ فَإِذَا انْقَضَى تَسْبِيحُهَا قَبَضَ اللَّهُ تَعَالَى أَرْوَاحَهَا وَلَيْسَ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ مِنْهَا شَيْءٌ»

ص: 1735

1211373737 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْمُكْتِبُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ الرَّقِّيُّ

⦗ص: 1737⦘

، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُصَادُ شَيْءٌ مِنَ الطَّيْرِ وَالْحِيتَانِ إِلَّا لِمَا يُضَيِّعُ مِنْ تَسْبِيحِ اللَّهِ تَعَالَى»

ص: 1736

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو يَزِيدَ الرَّقِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: أتِيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه بِغُرَابٍ وَافِرِ الْجَنَاحَيْنِ فَجَعَلَ يَنْشُرُ جَنَاحَهُ وَيَقُولَ: «مَا صِيدَ مِنْ مَصِيدٍ وَلَا عُضِّدَتْ مِنْ شَجَرَةٍ إِلَّا بِمَا ضَيَّعَتْ مِنَ التَّسْبِيحِ»

ص: 1737

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [النور: 41] قَالَ: الصَّلَاةُ لِلْإِنْسِ وَالتَّسْبِيحُ لِمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ خَلْقِهِ "

ص: 1738

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، وَيُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44] قَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ فِيهِ الرُّوحُ»

ص: 1738

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ رحمه الله

⦗ص: 1739⦘

تَعَالَى قَالَ: تَدْرُونَ مَا تَقُولُ الْعَصَافِيرُ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ؟ تُسَبِّحُ رَبَّهَا وَتَسْأَلُ قُوتَ يَوْمِهَا

ص: 1738

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَذَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ قَالَ: مَرَّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليهما السلام بِبُلْبُلٍ سَاقِطٍ عَلَى شَجَرَةٍ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ وَيَمِيلُ بِذَنَبِهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: تَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَنَبِيُّهُ أَعْلَمُ

⦗ص: 1740⦘

قَالَ: يَقُولُ: أَكَلْتُ نِصْفَ تَمْرَةٍ وَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَا " وَمَرَّ بِدِيكٍ يَسْقَعُ فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ؟ يَقُولُ: «اذْكُرُوا اللَّهَ يَا غَافِلِينَ»

ص: 1739

1217434343 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اقْتَمَرَا فَأَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِالدِّيَكَةِ أَنْ تُذْبَحَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَقْتُلُ أُمَّةً تُسَبِّحُ اللَّهَ عز وجل؟ قَالَ: فَتَرَكَهَا "

ص: 1740

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: حِينَ يَقُولُ الْمَلَكُ: سَبِّحُوا

⦗ص: 1741⦘

الْقُدُّوسَ فَحِينَئِذٍ تُحَرِّكُ الطَّيْرُ أَجْنِحَتَهَا "

ص: 1740

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زَيْدٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَضْرِبُوا وُجُوهَ الدَّوَابِّ فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ»

ص: 1741

وَأَخْبَرَنَا الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ بَعْدَ زَوَالٍ قَبْلَ الظُّهْرِ يَعْدِلْنَ بِصَلَاةِ السَّحَرِ» وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ولَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا وَهُوَ يُسَبِّحُ اللَّهَ

⦗ص: 1742⦘

تَعَالَى تِلْكَ السَّاعَةَ» حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا حَمْدُونُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى الْبَكَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ

ص: 1741

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُرَيْشِ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ

⦗ص: 1743⦘

مُوسَى الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى السُّلَمِيُّ، عَنْ مُوسَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ نُوحٌ لِابْنِهِ: آمُرُكَ أَنْ تَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فَإِنَّهَا تَسْبِيحُ الْخَلْقِ وَصَلَاةُ الْخَلْقِ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44] "

ص: 1742

1223494949 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ:«كَانَ أَبِي إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ دَخَلَ الْبَحْرَ يُسَبِّحُ فَتَجْتَمِعُ إِلَيْهِ حِيتَانُ الْبَحْرِ يُسَبِّحُونَ مَعَهُ»

ص: 1743

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ:«بَلَغَنِي أَنَّ الْحَكَمَ بْنَ أَبَانَ الْعَدَنِيَّ كَانَ يَرْكَبُ الْبَحْرَ غَازِيًا فَإِذَا سَبَّحَ وَكَبَّرَ جَاوَبَهُ هَوَامُّ الْبَحْرِ»

ص: 1743

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْمُكْتِبِ قَالَ: لَمَّا الْتَقَمَ الْحُوتُ يُونُسَ عليه السلام فَتَصَدَّى بِهِ إِلَى الْأَرْضِ سَمِعَهَا تُسَبِّحُ فَقَالَ: أَرَى رَبِّي يُسَبَّحُ بِكُلِّ مَكَانٍ فَقَالَ: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]

ص: 1744

أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 1745⦘

: «لَا تَقْتُلُوا الضَّفَادِعَ فَإِنَّ نَقِيقَهُنَّ تَسْبِيحٌ» حَدَّثَنَا الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ

ص: 1744

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَعْبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

⦗ص: 1746⦘

الْمُزَنِيِّ: قَالَ دَاوُدُ عليه السلام: " يَا رَبِّ اغْفِرْ لِي فَمَنْ أَكْثَرُ لِذِكْرِكَ مِنِّي؟ فَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ إِلَى جَنْبِ نَهْرٍ حَتَّى أَصْبَحَ فَنَادَاهُ ضِفْدَعٌ يَا دَاوُدُ، تَمُنُّ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَأَنَا ضِفْدَعٌ أُسَبِّحُ اللَّهَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ مِنْ خَشْيَتِهِ فَنَظَرَ فَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ عَلَى الْمَاءِ فَقَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي فَإِنَّ نِعَمَكَ عَلَيَّ أَفْضَلُ مِنْ ذِكْرِكَ "

ص: 1745

1229555555 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ دَاوُدَ عليه الصلاة والسلام عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ فَحَدَّثَ نَفْسَهُ فَأَوْحَى اللَّهُ عز وجل إِلَى ضِفْدَعٍ إِلَى جَانِبِهِ أَنْ أَجِيبِيهِ فَقَالَتْ: يَا دَاوُدُ عَجِبْتَ بِلَيْلَتِكَ هَذِهِ وَأَنَا فِي مَكَانِي هَذَا مُنْذُ ثَمَانِمِائَةِ سَنَةٍ أَعْبُدُ اللَّهَ وَأَشْكُرُهُ؟

ص: 1746

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَحْدُوجٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّ دَاوُدَ عليه السلام ظَنَّ فِي نَفْسِهِ أَنَّ أَحَدًا لَمْ يَمْدَحْ خَالِقَهُ أَفْضَلَ مِمَّا مَدَحَهُ وَأَنَّ مَلَكًا نَزَلَ وَهُوَ فِي الْمِحْرَابِ وَالْبَرَكَةُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: يَا دَاوُدُ افْهَمْ إِلَى مَا صَوَّتَ بِهِ الضِّفْدَعُ فَصَمَتَ دَاوُدُ عَلَيْهِ

⦗ص: 1747⦘

السَّلَامُ فَإِذَا الضِّفْدَعُ يَمْدَحُهُ بِمُدْحَةٍ لَمْ يَمْدَحْهُ بِهَا دَاوُدُ عليه السلام لَهُ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: كَيْفَ تَرَى يَا دَاوُدُ أَفَهِمْتَ مَا قَالَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: مَاذَا قَالَ؟ قَالَ: «سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ مُنْتَهَى عِلْمِكَ، يَا رَبِّ » فَقَالَ: «لَا، وَالَّذِي جَعَلَنِي نَبِيَّهُ مَا مَدَحْتُهُ بِمِثْلِ هَذَا»

ص: 1746

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ:" تَسْبِيحُ الضَّفَادِعِ: سُبْحَانَ الْمَعْبُودِ بِكُلِّ مَكَانٍ، سُبْحَانَ الْمَحْمُودِ بِكُلِّ مَكَانٍ، سُبْحَانَ الْمَذْكُورِ بِكُلِّ لِسَانٍ "

ص: 1747

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ قَالَ: «كَانَ دَاوُدُ عليه السلام يُسَمَّى النَّوَّاحَ، وَأَنَّهُ خَرَجَ حَتَّى أَتَى الْبَحْرَ فِي سَاعَةٍ يُصَلِّي فِيهَا فَنَادَتْهُ ضِفْدَعٌ يَا دَاوُدَ، إِنَّكَ حَدَّثْتَ نَفْسَكَ أَنَّكَ قُمْتَ فِي سَاعَةٍ لَيْسَ أَحَدٌ

⦗ص: 1748⦘

يَذْكُرُ اللَّهَ عز وجل فِيهَا غَيْرُكَ وَأَنَا فِي سَبْعِينَ أَلْفَ ضِفْدَعٍ كُلِّهَا قَائِمَةً عَلَى رِجْلٍ تُسَبِّحُ اللَّهَ وَتُقَدِّسُهُ»

ص: 1747

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَحَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عُتَيْبَةَ قَالَ: " قَالَ دَاوُدُ: يَا رَبِّ هَلْ بَاتَ أَحَدٌ مِنْ خَلِقِكَ اللَّيْلَةَ أَطْوَلَ ذِكْرًا لَكَ مِنِّي؟ فَأَوْحَى اللَّهُ عز وجل إِلَيْهِ «نَعَمُ، الضِّفْدَعُ»

ص: 1748

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا «أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، صَلَّى لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ فَدَخَلَهُ سُرُورٌ فَنَادَتْهُ ضِفْدَعٌ حَلًّا يَا دَاوُدُ كُنْتُ أَدْأَبَ مِنْكَ قَدْ أَغْفَيْتَ إِغَفَاءً»

ص: 1748

1235616161 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: لَمَّا الْتَقَمَ الْحُوتُ يُونُسَ عليه السلام أَلْزَقَهُ بِالطِّينِ فَإِذَا الطِّينُ يُسَبِّحُ، فَإِذَا الْمَاءُ يُسَبِّحُ، وَإِذَا كُلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ يُسَبِّحُ فَذَاكَ الَّذِي هَاجَهُ عَلَى التَّسْبِيحِ "

ص: 1749

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44] قَالَ: صَلَاةُ الْخَلْقِ وَتَسْبِيحُهُمْ «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ»

ص: 1749

أَخْبَرَنَا هَيْثَمٌ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا

⦗ص: 1750⦘

حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل {يُسَبِّحُ لِلَّهِ} [الجمعة: 1] قَالَ: «يُسَبِّحُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَالْجِنِّ، وَالْإِنْسِ، وَالْأَنْعَامِ، وَالنَّبَاتِ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى»

ص: 1749

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: «الدَّابَّةُ وَالثَّوْبُ يُسَبِّحُ وَأَنْتَ غَافِلٌ»

ص: 1750

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ:«تَسْبِيحُ خَلْقِ اللَّهِ عز وجل إِذَا اسْتَقَلَّتِ الشَّمْسُ»

ص: 1750

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا رُسْتَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:«كُلُّ شَيْءٍ يُسَبِّحُ إِلَّا الْحِمَارَ وَالْكَلْبَ»

ص: 1750

1241676767 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: " بَيْنَمَا دَاوُدُ عليه السلام جَالِسٌ يَوْمًا إِذْ مَرَّتْ بِهِ دُودَةٌ حَمْرَاءُ رَافِعَةً رَأْسَهَا فَتَفَكَّرَ دَاوُدُ عليه السلام فِي نَفْسِهِ وَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الْخَبِيثُ فَقَالَ: مَا احْتِيَاجُ الرَّبِّ إِلَى خَلْقِ هَذِهِ؟ فَنَطَقَتِ الدُّودَةُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى عز وجل وَقَالَتْ: يَا دَاوُدُ أَعْجَبَتْكَ نَفْسُكَ فَتَفَكَّرْتَ، تَسْبِيحَةٌ وَاحِدَةٌ أُسَبِّحُهَا خَيْرٌ مِنْ عِبَادَتِكَ "

ص: 1751

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَاهَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:" أَمَا يَسْتَحِي أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ دَابَّتُهُ أَوْ ثَوْبُهُ أَكْثَرَ تَسْبِيحًا مِنْهُ؟ قَالَ: فَكَانَ لَا يَفْتُرُ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عز وجل "

ص: 1751

حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه قَالَ:«مَا مِنْ شَيْءٍ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى عز وجل إِلَّا وَهُوَ يَبِيتُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ مُقْشَعِرًّا حَتَّى طُلُوعِ الشَّمْسِ مَخَافَةَ قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ»

ص: 1752

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عليهما السلام خَرَجَ يَسْتَسْقِي، فَمَرَّ عَلَى نَمْلَةٍ مُسْتَلْقِيَةٍ عَلَى ظَهْرِهَا رَافِعَةٍ قَوَائِمَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ تَقُولُ: " اللَّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ لَيْسَ بِنَا غِنًى عَنْ سُقْيَاكَ وَرِزْقِكَ فَإِنْ لَمْ تِسْقِنَا وَتَرْزُقْنَا تُهْلِكْنَا، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: ارْجِعُوا فَقَدْ سُقِيتُمْ بِدَعْوَةِ غَيْرِكُمْ

ص: 1752

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ، حَدَّثَنَا سَلَامَةُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" خَرَجَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ بِالنَّاسِ يَسْتَسْقُونَ اللَّهَ عز وجل فَإِذَا هُمْ بَنْمِلَةٍ رَافِعَةٍ بَعْضَ قَوَامِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ارْجِعُوا قَدِ اسْتُجِيبَ لَكُمْ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ النَّمْلَةِ "

ص: 1753

1247737373 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ سَبِّ الدِّيكِ وَقَالَ: «إِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاةِ»

ص: 1754

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الْأَعْرَجُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ دِيكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ، وَعُنُقُهُ مَثْنِيَّةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَكَ " فَيَرُدُّ عَلَيْهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: «لَا يَعْلَمُ ذَاكَ مَنْ حَلَفَ بِي كَاذِبًا؟»

ص: 1755

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ إِدْرِيسَ يَعْنِي الْأَوْدِيَّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلَّهِ عز وجل دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى وَعُنُقُهُ مَثْنِيٌّ تَحْتَ الْعَرْشِ وَجَنَاحَاهُ فِي الْهَوَاءِ يَخْفُقُ بِهِمَا سَحَرَ كُلِّ لَيْلَةٍ يَقُولُ: سَبِّحُوا الْقُدُّوسَ رَبَّنَا الرَّحْمَنَ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ "

ص: 1755

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَبُو شُرَحْبِيلَ عِيسَى بْنُ خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عز وجل دِيكًا فَذَكَرَ مِنْ عِظَمِ خَلْقِهِ أَمْرًا عَظِيمًا يُسَبِّحُ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ: سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ الرَّحْمَنِ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِذَا انْتَفَضَ صَرَخَتِ الدُّيُوكُ فِي الْأَرْضِ

ص: 1756

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ الشَّعَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، وَعَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلَّهِ عز وجل دِيكًا جَنَاحَاهُ مُوَشَّيَانِ بِالزَّبَرْجَدِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ، جَنَاحٌ لَهُ فِي الْمَشْرِقِ، وَجَنَاحٌ لَهُ فِي الْمَغْرِبِ، وَقَوائِمُهُ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى، وَرَأْسُهُ مَثْنِيٌّ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا كَانَ فِي السَّحَرِ الْأَعْلَى خَفْقَ بِجَنَاحِهِ، ثُمَّ قَالَ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَضْرِبُ الدِّيَكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا وَتَصِيحُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «ضُمَّ جَنَاحَكَ

⦗ص: 1757⦘

وَغُضَّ صَوْتَكَ فَيَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّ السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ»

ص: 1756

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيَّ يَقُولُ: «فِي الدِّيكِ عَشْرُ خِصَالٍ، وَهُوَ أَحَبُّ الطَّيْرِ إِلَى اللَّهِ عز وجل، وَأَبْعَدُ الطَّيْرِ صَوْتًا، وَأَشَدُّهُ غَيْرَةً، وَأَشَدُّهُ قِتَالًا، وَأَسْخَاهُ نَفْسًا، وَأَعْلَمُهُ بِأَوْقَاتِ الصَّلَاةِ، وَيُؤْنِسُ الْجِيرَانَ، وَهُوَ أَحْسَنُ الطَّيْرِ وَأَكْثَرُهُ سِفَادًا، يَعْنِي جِمَاعًا»

ص: 1757

1253797979 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُتَطَبِّبُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ

⦗ص: 1758⦘

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الدِّيكُ الْأَبْيَضُ حَبِيبِي وَحَبِيبُ حَبِيبِي جَبْرَئِيلَ عليه السلام يَحْرُسُ بَيْتَهُ وَسِتَّةَ عَشَرَ بَيْتًا مِنْ جِيرَانِهِ أَرْبَعَةً عَنِ الْيَمِينِ وَأَرْبَعَةً عَنِ الشِّمَالِ وَأَرْبَعَةً مِنْ قُدَّامٍ وَأَرْبَعَةً مِنْ خَلْفٍ»

ص: 1757

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ الْأَبْيَضَ فَإِنَّهُ صَدِيقِي وَأَنَا صَدِيقُهُ، وَعَدُوُّهُ عَدُوِّي، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ يَعْلَمُ بَنُو آدَمَ مَا فِي قُرْبِهِ لَاشْتَرَوْا رِيشَهُ وَلَحْمَهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَإِنَّهُ لَيَطْرُدُ مَدَى صَوْتِهِ مِنَ الْجِنِّ»

ص: 1758

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ قَالَ:«سَمِعْتُ دِيكًا يُسَبِّحُ»

ص: 1759

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زَاطْيَا، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَمِيعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ

⦗ص: 1760⦘

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «صَوْتُ الدِّيكِ وَضَرْبُهُ بِجَنَاحِهِ رُكُوعُهُ وَسُجُودُهُ»

ص: 1759

حَدَّثَنَا ابْنُ رُسْتَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَبُو خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنَ دِيكًا صَرَخَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَبَّهُ رَجُلٌ وَلَعَنَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَا تَلْعَنْهُ وَلَا تَسُبَّهُ فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاةِ»

ص: 1760

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:«مَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ قَيْدَ رُمْحٍ إِلَى السَّمَاءِ فَبَقِيَ لِلَّهِ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ إِلَّا سَبَّحَ لِلَّهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ وَأَعْتَى بَنِي آدَمَ»

ص: 1761

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ رَوْحٍ الْبَرْذَعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:{إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19] قَالَ: صَوْتُ كُلِّ شَيْءٍ يُسَبِّحُ إِلَّا صَوْتَ الْحِمَارِ

ص: 1762

1260868686 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: " مَا أَحَدٌ سَبَّ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا دَابَّةً وَلَا غَيْرَهَا وَيَقُولُ: خَزَاكَ اللَّهُ أَوْ لَعَنَكَ اللَّهُ إِلَّا قَالَتْ: بَلْ أَخْزَى اللَّهُ تَعَالَى أَعْصَانَا لِلَّهِ تَعَالَى " قَالَ فُضَيْلٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: «فَابْنُ آدَمَ أَعْصَى وَأَظْلَمُ»

ص: 1762

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَارِئُّ، حَدَّثَنِي حَمْدَوَيْهِ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: بِتُّ لَيْلَةً فِي بَعْضِ أَسْوَاقِ الْقُرَى وَبَاتَ مَعَنَا فَتًى عَلَيْهِ. . . . . وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَنْتَبِهُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَرْفَعُ صَوْتَهُ فَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، حَتَّى أَصْبَحْنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا آنَسْتُ بِهِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ فَعْلِهِ ذَلِكَ فَقَالَ: كُنْتُ أَرْعَى

ص: 1762

غَنَمًا لِأَبَوَيَّ - أَوْ قَالَ: لِأَهْلِ الْقَرْيَةِ - فَبِتُّ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي مَوْضِعٍ وَهِيَ مَعِي فَانْتَبَهْتُ عَلَى أَصْوَاتِهَا وَهِيَ رَافِعَةٌ رَأْسَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ تَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» ، فَقُلْتُ مَعَهَا:«لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْقَرْيَةِ رَدَدْتُ الْغَنَمَ عَلَى أَصْحَابِهَا، وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْخَيْرِ، وَحُبِّبَ إِلَيَّ، فَلَمَّا رَأَتْ أُمِّي مَحَبَّتِي لِلْخَيْرِ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ اذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ، وَنَغْزِلُ لَكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ كِسَاءَيْنِ فَتَقْطَعُ أَحَدَهَمَا جُبَّةً، وَالْآخَرَ تَرْتَدِي بِهِ، وَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ "

ص: 1763

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى قَالَ: أُنْبِئْتُ أَنَّ عَبْدًا صَائِدًا قَالَ: إِنَّ عَيْنًا كَانَ فِي شَطِّ مَفَازَةٍ قَالَ: فَقَطَعْتُ مِنْ هَذَا اللَّوْزِ الْمُرِّ فَأَلْقَيْتُهُ فِي الْعَيْنِ فَإِذَا شَرِبَهُ الْوَحْشُ أَخَذَ فِي قَوَائِمِهِنَّ فَلَا يَسْتَطِعْنَ أَنْ يَبْرَحْنَ، وَبَنَيْتُ شَيْئًا مِنَ الشَّجَرِ وَكُنْتُ فِيهِ فَجَاءَتِ الْحُمُرُ فَوَرَدَتْهُ قَالَ: فَشَمَّتِ الْمَاءَ فَلَمْ تَذُقْهُ فَرَجَعَتْ حَتَّى فَعَلْتُ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ قَالَ: ثُمَّ أَتَتْ رَابِيَةً فَصَعِدَتْهَا، ثُمَّ رَفَعْنَ رُءُوسَهُنَّ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ لَهُنَّ جُؤَارٌ فَأَقْبَلَتْ سَحَابَةٌ فَصَبَّتْ حَتَّى اطَّرَدَ مَا حَوْلَهُنَّ فَشَرِبْنَ حَتَّى رَوِينَ، ثُمَّ انْطَلَقْنَ وَلَهُنَّ قُمَاصٌ فَوَاللَّهِ لَا أَصِيدُ بَعْدَمَا رَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ مَا سَقَاهُنَّ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنَ الْمَاءِ أَبَدًا

ص: 1763

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ رُسْتُمَ، حَدَّثَنَا شَازَوَيْهِ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْعِجْلِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا بَصْرِيٌّ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْغُبَرِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَخْتَانِهِ قَالَ: " أَتَيْتُ الْبَادِيَةَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَإِذَا هُمْ يَذْبَحُونَ جَدَايَا وِحِمْلَانَ، فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: وَمَا عَلِمْتَ أَيَّ يَوْمٍ هَذَا؟ قُلْتُ: يَوْمُ عَاشُورَاءَ قَالَ: وَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْوُحُوشَ تَصُومُهُ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: مُرَّ بِنَا نُرِيكَ قَالَ: فَذَهَبُوا إِلَى رَوْضَةٍ مُغِنَّةٍ قَالُوا: قِفْ هَاهُنَا قَالَ: فَوَقَفْتُ يَوْمِي ذَلِكَ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا يَدْنُو مِنْهَا حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ جَاءَتِ الْوَحْشُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ حَتَّى أَحْدَقَتْ

⦗ص: 1765⦘

بِالرَّوْضَةِ رَافِعَةً رَأْسَهَا إِلَى السَّمَاءِ لَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ يُسْرِعُ حَتَّى إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ أَسْرَعَتْ جَمِيعًا تَأْكُلُ "

ص: 1764

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ وَهْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ فَتًى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ بَارًّا بِأُمِّهِ فَقَالَتْ لَهُ: يَا بُنَيَّ اعْلَمْ أَنِّي قَدْ وَرِثْتُ مِنْ أَبِيكَ بَقَرَةً، ثُمَّ تَرَكْتُهَا فِي الْبَقَرِ عَلَى اسْمِ إِلَهِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَإِنَّهَا تَفْعَلُ كَمَا وَعَدَنِي، فَانْطَلَقَ الْفَتَى وَحَفِظَ وَصِيَّةَ أُمِّهِ وَسَارَ فِي الْبَرِيَّةِ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً حَتَّى إِذَا كَانَ صَبِيحَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ انْصَرَفَتْ فَصَاحَ بِهَا فَأَقْبَلَتِ الْبَقَرَةُ إِلَيْهِ وَتَرَكَتِ الرَّاعِيَ فَقَامَتْ بَيْنَ يَدَيِ الْفَتَى فَأَخَذَ بِعُنُقِهَا فَتَكَلَّمَتِ الْبَقَرَةُ وَقَالَتْ: أَيُّهَا الْفَتَى الْبَارُّ بِوَالِدَيْهِ ارْكَبْنِي فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكَ فَقَالَ الْفَتَى: لَمْ تَأْمُرْنِي وَالِدَتِي أَنْ أَرْكَبَكِ وَإِنَّهَا أَمَرْتَنِي أَنْ أَسُوقَكَ سَوْقًا، وَأُحِبُّ أَنْ أَبْلُغَ قَوْلَهَا فَقَالَتْ: بِإِلَهِ مُوسَى لَوْ رَكِبْتَنِي مَا كُنْتَ لِتَقْدِرَ عَلَيَّ فَانْطَلِقْ أَيُّهَا الْفَتَى الْبَارُّ بِوَالِدَيْهِ فَلَوْ أَنَّكَ أَمَرْتَ هَذَا الْجَبَلَ أَنْ يَنْقَلِعَ مِنْ أَصْلِهِ لَانَقْلَعَ لِبِرِّكَ بِوَالِدَتِكِ وَبِطَاعَتِكَ إِلَهَكَ

ص: 1765

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَتْ بَقَرَةٌ إِلَى سَبَبٍ كَانَ إِلَى مَجْلِسِ دَاوُدَ عليه السلام مِنْ ظَاهِرِ الْبَابِ فَحَرَّكَتْهُ فَقَالَ دَاوُدُ عليه السلام لِوَصِيفٍ عِنْدَهُ: انْظُرْ مَنْ بِالْبَابِ فَأَدْخِلْهَ فَخَرَجَ فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا فَقَالَ

⦗ص: 1766⦘

: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا بِالْبَابِ أَحَدٌ فَعَادَتِ الْبَقَرَةُ فَحَرَّكَتِ السَّبَبَ فَقَالَ: اخْرُجْ فَمَا وَجَدْتَ بِالْبَابِ مِنْ شَيْءٍ فَأَدْخِلْهُ فَخَرَجَ فَوَجَدَ الْبَقَرَةَ فَأَدْخَلَهَا فَخَرَّتْ لَهُ سَاجِدَةً، ثُمَّ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ وَضَعْتُ عِنْدَ أَهْلِي كَذَا وَكَذَا بَطْنًا وَانْتَفَعُوا بِلَبَنِي وَقَدِ ائْتَمَرُوا أَنْ يَذْبَحُونِي فَبَعَثَ إِلَى أَهْلِهَا فَذَكَرَ لَهُمُ الذِي قَالَتْ فَقَالُوا: صَدَقَتْ وَلَحْمُهَا عَلَيْنَا حَرَامٌ

ص: 1765

1266929292 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ فَقَالَ:" مَرَّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليهما السلام عَلَى حَمَامٍ يَهْدِرُ عَلَى أُنْثَاهُ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: تَدْرُونَ مَا يَقُولُ لِأُنْثَاهُ؟ تَابِعِينِي عَلَى مَا أُرِيدُ مِنْكِ فَوَاللَّهِ لَمُتَابَعَتُكِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ قَالَ: وَمَرَّ بِعُصْفُورٍ وَهُوَ يَسْفِدُ أُنْثَاهُ وَهُوَ يَقُولُ: يَصِيحِ ذَلِكَ الصِّيَاحَ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا الْعُصْفُورُ لِأُنْثَاهُ؟ قُلْنَا: لَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: يَقُولُ: تَابِعِينِي عَلَى مَا أُرِيدُ مِنْكِ فَوَاللَّهِ مَا أُرْيدُكِ تَلَذُّذًا وَمَا أُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَنَا خَلْقًا يُسَبِّحُهُ "

ص: 1766

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ

⦗ص: 1767⦘

الصَّمَدِ، عَنِ مَعْقِلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:" بَنَى سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليهما السلام قُبَّةً أَرْبَعِينَ فِي أَرْبَعِينَ وَقَعَدَ فِيهَا مَعَ أَصْحَابِهِ وَأَظَلَّتْهُ الطَّيْرُ، فَرَاوَدَ عُصْفُورٌ عُصْفُورَةً فَقَالَتْ: أَمَا تَسْتَحْي تُرَاوِدُنِي وَسُلَيْمَانُ يَسْمَعُنَا؟ فَقَالَ لِي: تَقُولِينَ ذَاكَ وَلَوْ أَمَرْتِنِي أَنْ أَقْتَلِعَ الْقُبَّةَ مِنْ أَسْفَلِهَا لَاقْتَلَعْتُهَا قَالَ: فَسَمِعَ سُلَيْمَانُ عليه السلام كَلَامَهُمَا فَدَعَا بِهِمَا فَقَالَ: مَنِ الْقَائِلُ مِنْكُمْ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: أَنَا قَالَ: وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ الِمُحِبَّ لَا يُلَامُ فَخَلَّى سَبِيلَهُ "

ص: 1766

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: لَمَّا جِيءَ بِالذِّئْبِ إِلَى يَعْقُوبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا قَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: أَكَلْتَ قُرَّةَ عَيْنِي وَثَمَرَةَ فُؤَادِي قَالَ: لَمْ أَفْعَلْ قَالَ: فَمِنْ

⦗ص: 1768⦘

أَيْنَ جِئْتَ؟ وَإِلَى أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: جِئْتُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَأُرِيدُ أَرْضَ جُرْجَانَ قَالَ: فَمَا بُغْيَتُكَ بِهَا؟ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَنْبِيَاءَ قَبْلَكَ يَقُولُونَ: مَنْ زَارَ حَمِيمًا أَوْ قَرِيبًا كَتَبَ اللَّهُ عز وجل لَهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَى عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ فَدَعَا يَعْقُوبُ عليه السلام بَنِيهِ فَقَالَ لَهُمُ: اكْتُبُوا هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ الذِّئْبُ: إِنِّي لَا أُحَدِّثُهُمْ قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمْ عُصَاةٌ

ص: 1767

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَقُولُ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاقِفٌ إِذَا ظَبْيَةٌ جَاءَتْ حَتَّى صَارَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَتْ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَؤُلَاءِ أَخَذُونِي لِيَذْبَحُونِي وَإِنَّ لِي خَشَفَيْنِ فِي هَذَا الْوَادِي فَاطْلُبْ إِلَيْهِمْ أَنْ يُخَلُّوا عَنِّي حَتَّى آتِيَ خَشَفَيَّ فَأَرْوِيَهُمَا ثُمَّ أَرْجِعَ يَقْضِ اللَّهُ عز وجل فِيمَا بَيْنَنَا فَطَلَبَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَخَلَّوْهَا، ثُمَّ مَضَتْ ثُمَّ لَمْ تَلْبَثْ أَنْ رَجَعَتْ

⦗ص: 1769⦘

فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا قَدْ وَفَّتْ فَهَبُوهَا لِي» فَقَالُوا: هِيَ لَكَ، فَقَالَ:«اذْهَبِي»

ص: 1768

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي

⦗ص: 1770⦘

نَضْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: " مَا سَمِعْتُ بِمَنْ كَانَ أَعْبَدَ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عليهما السلام كَانَ يَوْمَ نَشَاطِهِ يَرْكَبُ وَتَرْكَبُ مَعَهُ جُنُودُ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ فَيَقُولُ: تَرَوْنَ ذَلِكَ الْعَلَمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ فَيَقُولُ: سَبِّحُوا اللَّهَ فَتَرْتَجُّ الْجُنُودُ بِالتَّسْبِيحِ حَتَّى يَبْلُغَهُ، فَيَنْزِلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَرْكَبُ فَيَقُولُ: تَرَوْنَ ذَلِكَ الْعَلَمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: سَبِّحُوا اللَّهَ فَتَرْتَجُّ الْجُنُودُ بِالتَّسْبِيحِ حَتَّى يَبْلُغَهُ فَيَنْزِلَ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَكَانَ كَذَلِكَ كُلَّ يَوْمٍ نَشَاطُهُ

ص: 1769

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليها السلام إِذَا رَكِبَ فَسَارَ فِي مُلْكِهِ فَالْجِنُّ عَنْ يَمِينِهِ، وَالْإِنْسُ عَنْ يَسَارِهِ، وَالشَّيَاطِينُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْوَحْشُ خَلْفَهُ، وَالطَّيْرُ مُظِلُّهُ، وَالرِّيحُ تَحْمِلُهُ قَالَ: وَدَلِيلُ الْجُنُودِ عَلَى الْمَاءِ الْهُدْهُدُ، فَغَابَ وَعَطِشَ الْجُنُودُ فَشَكَوْا إِلَى سُلَيْمَانَ فَغَضِبَ وَقَالَ: يَغِيبُ عَنِّي فِي مَفَازَةٍ وَمَعِي الْجُنُودُ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا، فَلَمَّا سَمِعَ الطَّيْرُ بِذَلِكَ اسْتَقْبَلُوهُ فَأَخْبَرُوهُ بِغَضَبِ سُلَيْمَانَ فَرَجَعَ ثُمَّ جَاءَ فَوَقَعَ بَيْنَ يَدَيْ سُلَيْمَانَ

⦗ص: 1771⦘

فَسَجَدَ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: مَا لَكَ وَمَا عِنْدَكَ؟ وَأَيْنَ غِبْتَ؟ فَقَالَ: {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} [النمل: 22] الْآيَةَ

ص: 1770

1272989898 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: مَا صَرَفَ اللَّهُ عز وجل سُلَيْمَانَ عليه السلام أَنْ يَذْبَحَ الْهُدْهُدَ إِلَّا لِبِرِّهِ بِأُمِّهِ

ص: 1771

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاذَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«بَيْنَمَا سُلَيْمَانُ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا»

ص: 1772

قَالَ: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا زَافِرٌ، حَدَّثَنَا سَلَامٌ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَيْنَمَا سُلَيْمَانُ عليه السلام يَسِيرُ فِي الْمَوْكِبِ إِذْ عَرَضَ فِي الْفَيَافِي فَلَمَّا أَنْ نَزَلَ مَنْزِلَهُ جَاءَتْ خُطَّافَةٌ فِي مِنْقَارِهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ فَرَشَّتْ بِهِ مَكَانَهُ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: أَتَدْرُونَ لِمَ عَدَلْتُ بِهِ؟ قَالُوا: لَا قَالَ: جَاءَتْنِي هَذِهِ فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا قَدْ فَرَّخَتْ فُرُوخَهَا فَهُنَّ وُقَّعٌ عَلَى الطَّرِيقِ وَإِنَّكَ إِنْ أَخَذْتَ الطَّرِيقَ حَطَّمْتَهُنَّ فَجَاءَتْ فَرَشَّتْ هَذَا الْمَكَانَ شُكْرًا لِمَا كَانَ

ص: 1772

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: " كَانَتِ امْرَأَةٌ تَأْتِينَا فَتَذْكُرُ هَذَا الْكَلَامَ:

[البحر الطويل]

وَيَوْمُ الْوِشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا

أَلَّا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ نَجَّانِي

فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: أَخَذُونِي مَرَّةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِحُلِيٍّ كَانَ لِعَرُوسٍ كُنْتُ مَعَهَا فَفَتَّشُونِي حَتَّى فَتَّشُوا قُبُلِي، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَتْ حُدَيَّا وَالْحُلِيُّ فِي مِنْقَارِهَا أَوْ مَخَالِيبِهَا فَأَلْقَتْهُ بَيْنَهُمْ فَفَرَّجَ اللَّهُ تَعَالَى عَنِّي"

ص: 1773

حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحُصَيْنِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ بَيَانٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا

⦗ص: 1774⦘

أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:«كَانَ عَابِدٌ يَتَعَبَّدُ فِي غَارٍ فَكَانَ غُرَابٌ يَأْتِيهِ كُلَّ يَوْمٍ بِرَغِيفٍ حَتَّى مَاتَ الْعَابِدُ»

ص: 1773

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمِّهِ يَعْنِي الْمَاجِشُونَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ، عُثْمَانَ رضي الله عنه إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا أُحَدِّثُكَ عَجَبًا؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَإِنِّي أَقْبَلْتُ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا خَلَّفْتُ الْبَيْتَ فَيْئًا بِمِيلَيْنِ أَوْ نَحْوِهِ عَطَفْتُ إِلَى النَّبْقِ، فَنَزَلْتُ تَحْتَهُ، وَحَلَلْتُ عَلَى رَاحِلَتِي، فَسَمِعْتُ صَوْتَ عُقَابٍ عَلَى رَأْسِ النَّبْقِ كَأَنَّهُ يَسْتَغِيثُ فَرَقِيتُ، فَإِذَا حَيَّتَانِ تُزْعِجَانِهَا عَنْ فِرَاشٍ فَرَمَيْتُ إِحْدَاهُمَا فَقَتَلْتُهَا، وَأَفْلَتَتْنِي الْأُخْرَى فَنَزَلْتُ فَذَهَبْتُ لِأَضْطَجِعَ وَأَنَامَ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظْتُ وَجَدْتُ وَحْشًا وَرَوْعًا فَشَدَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي رَحْلَهَا، وَمَضَيْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ بِالرَّوْحَاءِ فَحَلَلْتُ عَنْ رَاحِلَتِي، فَجَاءَنِي أَهْلُ الرَّوْحَاءِ فَعَلَفُوهَا، ثُمَّ جَاءُونِي بِهَا، فَلَبِسْتُ ثِيَابِي ثُمَّ ذَهَبْتُ أَتَنَاوَلُ خُفِّي، فَصَاحَتِ الْعُقَابُ عَلَى رَأْسِي

ص: 1774

أَعْرِفُ صَوْتَهَا، فَانْحَابِتِ الْعُقَابُ، فَأَخَذَتِ الْخُفَّ، فَذَهَبَتْ بِهِ ثُمَّ أَرْسَلَتْهُ ثُمَّ أَخَذَتْهُ فَأَرْسَلَتْهُ فَفَعَلَتْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَسَقَطَتْ مِنْهُ الْحَيَّةُ، قَدْ صَارَ بَطْنُهَا لَحْمًا مِنْ الطَّلَبِ فَسَأَلَ عُثْمَانُ أَهْلَ الرَّوْحَاءِ، فَصَدَّقُوهُ، وَبَيْنَ الرَّوْحَاءِ وَالسُّقْيَا بَضْعَةٌ وَخَمْسُونَ مِيلًا "

ص: 1775