الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-6 -
الترغيب في الجهاد في سبيل الله وبيان فضله
-----
"
كتاب الجهاد
"
(أبواب فضل الجهاد والرباط والمجاهدين)(باب فضل الجهاد والترغيب فيه)
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال الإيمان بالله، قال ثم ماذا؟ قال الجهاد في سبيل الله، قال ثم ماذا؟ قال حج مبرور (عن أبي ذر) رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال إيمان بالله تعالى: وجهاد في سبيله (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المؤمنين (وفي لفظ على أمتي) ما قعدت خلف سريته تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة فيتبعوني، ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدي (وعنه أيضا) قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عملا يعدل الجهاد؟ قال لا أجده، قال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدا فتقوم لا تفتر، وتصوم لا تفطر؟ قال لا أستطيع، قال: قال أبو هريرة إن فرس المجاهد يستن في طوله فيكتب له حسنات وعنه أيضا قال قالوا يا رسول الله أخبرنا بعمل يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال لا تطيقونه مرتين أو ثلاثا، قال قالوا أخبرنا فلعلنا نطيقه؟ قال مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد إلى أهله (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي رهبانية، ورهبانية هذه الأمة الجهاد في
باب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرازق أنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال سأل رجل الخ (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح عن أبي ذر الخ (تخريجه)(ق نس جه) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث: منها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(ق لك نس)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا همام ثنا محمد بن جحادة أن أبا حصين حدثه أن ذكر أن حدثه أن أبا هريرة حدثه قال جاء رجل الخ (غريبه) أي يجري ويمرح بنشاط (في طوله) بكسر الطاء المهملة وفتح الواو وهو الحبل الذي يشد به الدابة ويمسك طرفه ويرسل في المرعى (تخريجه)(خ نس)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية قال ثنا سهيلا عن أبيه عن أبي هريرة قال قلوا يا رسول الله الخ (غريبة) بفتح أوله وضم التاء يبينهما فاء ساكنة من باب قعد أي لا ينقطع ولا تنكسر حدته (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معمر ثنا عبد الله أنا سفيان عن زيد
-7 -
وجوب الجهاد في سبيل الله وبيان فضله
-----
سبيل الله عز وجل (عن أيوب الأنصاري) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت (عن أبي هريرة) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها (عن جابر ابن عبد الله) رضي الله عنهما قالوا يا رسول الله أي الجهاد أفضل؟ قال من عقر جواده وأهريق دمه (عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قفلة كغزوة (عن عائشة) رضي الله عنها أن مكاتبا لها دخل عليها ببقية مكاتبه فقالت له أنت غير داخل على غير مرتك هذه فعليك بالجهاد في سبيل الله: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما خالط قلب امرئ مسلم رهج في سبيل الله إلا حرام الله عليه النار (باب وجوب الجهاد والحث عليه)(عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل، ثم قرأ (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهدوا المشركين
العمي عن أبي إياس عن أنس بن مالك الخ (تخريجه)(عل والديلمي) قال الهيثمي وفي إسناده زيد العمي وثقه أحمد وغيره، وضعفه أبو زراعة وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عبد الرحمن ثنا بن سعيد يعني ابن أبي أيوب حدثني شر حبيل بن شريك المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلى قال سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول الخ (تخريجه)(م نس د)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن الحارث ثنا الضحاك بن عثمان عن أبي الحكم بن مينا عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(ق نس وغيرهم)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا الأعمش عن أبي سعيد عن جابر الخ (تخريجه)(م. وغيره)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق حدثني ليث بن سعد حدثني حبوة ابن شريح عن ابن شفي الأصبحي عن أبيه عن عبد الله ابن عمرو الخ (غريبه) القفلة هي المرة من القفول وهو الرجوع من السفر، والمراد هنا الرجوع من سفر الغزو كالذهاب إليه في الثواب (تخريجه)(د ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبي اليمان قال ثنا إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة الخ (غريبة) الرهج بفتحتين الغبار أو المراد غبار القتال في سبيل الله (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد ثقات (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن سفيان ح وعبد الرحمن ثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر الخ (تخريجه)(م نس مذ)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد
-8 -
الحث على الجهاد وأنه عمود الإسلام وذروة سنامه
-----
بأموالهم وأنفسهم وألسنتهم (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية: وإن استنفرتم فانفروا (عن معاذ ابن جبل) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجهاد عموما الإسلام وذروة سنامه (عن أبي إسحاق) قال قلت للبراء بن عازب رضي الله عنه الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة؟ قال لا، لأن الله عز وجل بعث رسوله صلى الله عليه وسلم فقال (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) إنما ذاك في النفقة (عن عمرو بن مرداس) قال أتيت الشام إتية فإذا رجل غليظ الشفتين أو قال ضخم الشفتين الأنف إذا به بين يديه سلاح: فسألوه وهو يقول يا أيها الناس خذوا من هذا السلاح واستصلحوه وجاهدوا في سبيل الله عز وجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت من هذا؟ قالوا بلال رضي الله عنه (عن عائشة أم المؤمنين) رضي الله عنها قالت يا رسول الله ألا نخرج نجاهد معكم؟ قال لا، جهادكن الحج المبرور، وهو لكن جهاد (عن عبادة بن الصامت) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
عليكم بالجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى فإنه باب من أبواب الجنة (باب ما جاء في فضل الرباط والحرس في سبيل الله تعالى)(عن مصعب بن ثابت) بن عبد الله بن الزبير رضي الله
أنا حماد عن عبد الحميد عن أنس (تخريجه)(د نس حب) وصححه النسائي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زياد بن عبد الله قال ثنا منصور عن مجاهد عن ابن عباس الخ (تخريجه)(ق وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا أبو بكر حدثني عطية بن قيس عن معاذ ابن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد وأخرجه الحاكم مطولا وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رأس الأمر الإسلام، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان ابن داود الهاشمي قال أنا أبو بكر عن أبي إسحاق الخ (غريبة) يعني الإلقاء باليد إلى التهلكة هو ترك النفقة في الجهاد في سبيل الله وفي سبل الخير لقوله تعالى (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة (تخريجه)(مذك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل عن الجريري عن أبي الورد بن ثمامة عن عمرو بن مرداس الخ (تخريجه) رواه البخاري في تاريخه وابن حبان وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد اله حدثني أبي ثنا حسين ثنا يزيد يعني ابن عطاء عن حبيب يعني ابن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين الخ (تخريجه)(خ نس جه)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية (يعني ابن عمرو) ثنا أبو إسحاق عن عبد الرحمن ابن عياش عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي أمامة عن عبادة بن الصامت الخ (تخريجه)(طب طس ك) وصححه الحاكم واقره الذهبي (باب)(سنده)
-9 -
فضل الرباط في سبيل الله عز وجل وهو الحرس
-----
عنهما قال: قال عثمان بن عفان رضي الله عن وهو يخطب على منبره إني محدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يمنعني أن أحدثكم إلا الضن عليكم، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حرس ليلة في سبيل الله تعالى أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها (عن أبي صالح) مولى عثمان بن عفان قال سمعت عثمان رضي الله عنه بمنى يقول يا أيها الناس إني أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم في سبيل الله تعالى أفضل من ألف فيما سواه فليرابط امرؤ كيف شاء هل بلغت؟ قالوا نعم قال اللهم اشهد (عن عبد الله ابن عمرو) بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط يوم خير من صيام شهر وقيامه (عن ابن أبي زكريا الخزاعي) عن سلمان الخير (يعني الفارسي) رضي الله عنه أنه سمعه وهو يحدث شر حبيل بن السمط وهو مرابط على الساحل يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من رابط يوما أو ليلة كان له صيام كصيام شهر للقاعد، ومن مات مرابطا في سبيل الله أجرى الله أجره الذي كان يعمل أجر صلاته وصيامه ونفقته، ووقي من فتان القبر وأمن من الفزع الأكبر (وعنه من طريق ثان) عن سلمان أيضا أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
يقول رباط يوم وليلة في سبيل الله كصيام شهر وقيامه (زاد في رواية صائما لا يفطر، وقائما لا يفتر) وإن مات جرى عليه أجر المرابط حتى يبعث ويؤمن الفتان (فضالة بن عبيد) رضي الله عنه
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا كهمس عن مصعب بن ثابت الخ (غريبة) الضن بكسر الضاد المعجمة مشددة أي البخل، والمعنى أن عثمان رضي الله عنه كان يبخل بتبليغ هذا الحديث لأصحابه خشية فراقهم، ولكن لما كان تبليغ العلم مطلوبا شرعا آثر تبليغ ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان فيه مفارقة الأصحاب (تخريجه)(مذ جه طب هق ك) وصححه وأقره الذهبي، وقال الحافظ إسناده حسن (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا ابن الهيعة ثنا زهرة بن معبد عن أبي صالح الخ (غريبة) الرباط بكسر ففتح مخففا: ملازمة المكان الذي بين المسلمين والكفار لحراسة المسلمين (تخريجه)(نس مذ ك) وصححه وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ابن لهيعة ثنا يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن عبد الله بن عمرو الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد من حديث عبد الله بنم عمرو وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا ابن أبي جعفر عن أبان بن صالح عن ابن أبي زكريا الخزاعي الخ (غريبة) أي يكون أجره مستمرا إلى يوم القيامة كما يستفاد من الطريق الثانية (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية ثنا أبو إسحاق عن زائدة عن محمد بن إسحاق عن جميل بن أبي ميمونة عن أبي زكريا الخزاعي عن سلمان أيضا أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
(تخريجه)(م نس)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا ابن مالك ابن المبارك عن حيوة
-10 -
فضل الرباط في سبيل الله عز وجل وهو الحرس
-----
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة (قال حيوة) يقول رباط أو حج أو نحو ذلك (عن إسحاق بن عبد الله) عن أم الدرداء ترفع الحديث قالي من رابط في شيء من سواحل المسلمين ثلاث أيام أجزأت عنه رباط سنة (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
من مات مرابطا وقي فتنة القبر وأمن من الفزع الأكبر وغدق عليه ريح برزقه من الجنة وكتب له أجر الرابط إلى يوم القيامة (عن سهل بن معاذ) عن أبيه رضي الله عبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله تبارك وتعالى متطوعا لا يأخذه سلطان لم ير النار بعينه إلا تحلة القسم: فإن الله تبارك وتعالى يقول (وإن منكم إلا واردها)(عن فضالة بن عبيد) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله فإنه ينمو عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر، قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
ابن شريح قال أخبرني أبو هانئ الخولاني أن عمرو بن مالك الجني أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) معناه إن كان مرابطا بعث مرابطا، وإن كان حاجا بعث محرما ملبيا (تخريجه) ولفظه عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل الميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتان القبر، قال المنذري وأخرجه الترمذي وقال حسن صحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن عيسى قال ثنا إسماعيل ابن عياش عن محمد بن عمرو بن طلحة الدؤلى عن إسحاق بن عبد الله الخ (غريبة) معناه أن الله عز وجل يضاعف له فيها الحسنات إلى مائة وعشرين ضعفا، فيكون اليوم الواحد كثواب مائة وعشرين يوما، وذلك بإخلاص النية وصدق العزيمة (تخريجه) أورده الهيثمي، وقال رواه أحمد والطبراني من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين وبقية رجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى بن داود قال ثنا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة الخ (غريبة) معناه أنه يرزق في الجنة كالشهداء (تخريجه) (جه حب) وقال البوصيري في زوائد ابن ماجة إسناده صحيح (قلت) ليس في إسناده عند ابن ماجة ابن لهيعة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا ذبان وثنا يحيى بن غيلان ثنا رشيدين عن سهل بن معاذ عن أبيه رضي الله عنه الخ (غريبة) أي لا يكرهه على ذلك سلطان أو أمير بل خرج طائعا مختارا ابتغاء مرضاة الله تعالى (تخريجه) رواه الإمام أحمد هما بإسنادين أحدهما فيه ابن لهيعة والثاني فيه رشيدين وكلاهما متكلم فيه: وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفي أحد إسنادي أحمد ابن لهيعة وهو أحسن حالا من رشيدين (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا ابن المبارك عن حيوة بن شريح قال أخبرني أبو هاني الخولاني أن عمرو بن مالك الجني أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد رضي الله عنه
-11 -
فضل المرابط في سبيل الله عز وجل
-----
المجاهد من جاهد عن نفسه لله أو قال في الله عز وجل (وعن عقبة بن عامر) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن أبي ريحانة) رضي الله عنه قال كنا في غزوة فأتينا ذات ليلة إلى شرف فبتنا عليه فأصابنا برد شديد حتى رأيت من يحفر في الأرض حفرة يدخل فيها ويلقى عليه الحجفة يعني الترس، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس نادى من يحرسنا الليلة وادعوا له بدعاء يكون فيه فضل؟ فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله، فقال أدنه، فدنا فقال من أنت فتسمى له الأنصاري ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء فأكثر منه، قال أبو ريحانة فلما سمعت ما دعى به رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أنا رجل آخر، فقال أدنه، فدنوت، فقال من أنت؟ فقلت أنا أبو ريحانة، فدعا هو دون ما دعا للأنصاري، ثم قال حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله، وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله، أو قال حرمت النار على عين أخرى ثالثة لم يسمعها محمد بن سيرين (باب ما جاء في فضل المجاهدين في سبيل الله)(عن ابن عباس) رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
خرج عليهم وهم جلوس فقال ألا أحدثكم بخير الناس منزلة؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل، أفأ خبركم بالذي يليه؟ قالوا نعم يا رسول الله، قال امرؤ معتزلة في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس، أفأ خبركم بشر الناس منزلة؟ قالوا نعم، قال الذي يسأل بالله ولا يعطى به (وعنه أيضا) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
يوم خطب الناس بتبوك، ما في
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الخ (تخريجه)(د مذ) وقال حسن صحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن يزيد ثنا ابن لهيعة ثنا مشرح (بوزن منبر) قال سمعت عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر نحو الحديث المتقدم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن اهـ (فائدة) قال الحافظ ابن كثير إذا قال ابن لهيعة في حديثه حدثنا فحديثه حسن، وقد قال في هذا الحديث حدثنا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زيد ابن الحباب قال حدثني عبد الرحمن بن شريح قال سمعت محمد بت سمير الرعيني يقول سمعت أبا عامرا التجيني: قال أبي وقال غيره الجني يعني غير زيد أبو علي الجني يقول سمعت أبا ريحانة يقول كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الخ (قلت) ومعنى قوله قال أبي الخ. أن غير زيد بن الحباب روى هذا الحديث فقال في رواته سمعت أبا علي للجني يدل أبي عامر التجيني (غريبة) أي مكان مرتفع وهو أحد رجال السند (تخريجه)(طب طس ك) وصححه الحاكم: وقال الهيثمي رجال أحمد ثقات.
باب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب عن عطاء بن يسار مرسلا (سنده)
-12 -
مباهاة الله عز وجل ملائكته بالمجاهدين في سبيل الله
-----
الناس مثل رجل آخذ برأس فرسه يجاهد في سبيل الله عز وجل ويجتنب شرور الناس، ومثل آخر باد في نعمة يقري ضيفه ويعطي حقه (عن مالك ابن يخامر) أن معاذ ابن جبل رضي الله عنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة (وفي لفظ) وفواق ناقة قدر ما تدر لبنها لمن حلبها، ومن سأل الله القتل من عند نفسه صادقا ثم مات أو قتل فله أجر شهيد، ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغذ ما كانت: لونها كالزعفران وريحها كالمسك، ومن جرح جرحا في سبيل الله فعليه طابع الشهداء (عن ابن مسعود) رضي الله عنه عن النبي قال عجب ربنا عز وجل من رجلين، رجل ثار عن وطائه ولحافه بين أهله وحيه إلى صلاته، فيقول ربنا يا ملائكتي انظروا إلى عبدي ثار من فراشه ووطائه ومن بين حيه وأهله إلى صلاته رغبة فيها عندي وشفقة مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله عز وجل فانهزموا فعلم ما عليه من القرار وماله من الرجوع، فرجع حتى أهريق دمه رغبة فيما عنيد وشفقة مما عندي، فيقول الله عز وجل لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي ورهبة مما عندي حتى أهريق دمه (عن النعمان ابن البشير) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم نهاره القائم ليله حتى يرجع متى يرجع (عن عمروا بن عبسة) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن حبيب ابن شهاب حدثني أبي قال سمعت ابن عباس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد ورجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج قال سليمان بن موسى ثنا مالك ابن يخامر الخ (غريبة) النكبة المصيبة والجمع نكبات مثل سجدة وسجدات، والمراد هنا ما يصيب الإنسان من الحوادث التي فيها جراح من غير العدو كوقوعه من على دابته، أو وقوع سلاح عليه أو نحو ذلك معناه أكثر دما بفتح الباء الموحدة الخاتم يختم به على الشيء يعني ليعلم أنه شهيد (تخريجه) (د مذ) وقال حديث حسن صحيح: وأخرجه أيضا الحاكم وقال صحيح على شرطهما (قلت) وأقره الذهبي (سنده) وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح عفان قالا ثنا حماد بن سلمة قال عفان أنا عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن ابن مسعود الخ (غريبة) أي خوفا من شدة العقاب (تخريجه)(د ك) وحسنه الحافظ السيوطي وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين بن علي عن زائدة عن سماك عن النعمان بن بشير الخ (تخريجه)(بز طب) وقال الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح
(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحكم بن نافع ثنا جرير عن سليم يعني ابن عامر أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن
- 13 -
من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار
-----
يقول من رمى بسهم في سبيل الله، فبلغ فأصاب أو أخطأ كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل (عن شرحبيل بن السمط) أنه قال لكعب بن مرة رضي الله عنه يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ارموا أهل صنع من بلغ العدو بسهم رفعه الله به درجة، قال فقال عبد الرحمن ابن أبي النحام يا رسول الله وما الدرجة؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنها ليست بعتبة أمك، ولكنها بين الدرجتين مائة عام (عن ابن عمر) رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكى عن ربه تبارك وتعالى. قال أيما عبد من عبادي خرج مجاهدا في سبيل الله ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه بما أصاب من أجر وغنيمة، وإن قبضته أن غفر له وأرحمه وأدخله الجنة (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام من النار (عن عمرو بن عبسة) السلمى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قاتل في سبيل الله عز وجل فواق ناقة حرم الله على وجهه النار (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه قال: قال رسول الله
عبسة حدثنا حديثا ليس فيه ترديد ولا نسيان قال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار عضوا بعضو، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة: ومن رمى بسهم في سبيل الله الخ (تخريجه)(ك والأربعة) وقال الترمذي حسن صحيح، وصححه أيضا الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن عمرو ابن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط الخ (غريبة) بضم الصاد المهملة وفتحها أي يا أهل الصناعة لأنهم كانوا يتقنون صنعة السيوف والسهام وكانوا يحسنون الرمي فخاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك تشجيعا لهم معناه ليس ارتفاع الدرجة العالية من الدرجة السافلة مثل ارتفاع درجة بيتكم (تخريجه)(نس حب) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبيس ثنا روح ثنا حماد ابن سلمة عن يونس عن الحسن عن ابن عمر الخ (تخريجه)(ص مذ) وقال حسن صحيح غريب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن الربيع ثنا ابن مبارك عن عتبة بن أبي الحكم عن حصين عن أبي المصبح عن جابر بن عبد الله الخ (تخريجه)(حب عل) وسنده جيد وله شاهد من حديث أبي عبس عند (خ مذ نس)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحكم بن ابن عبسة الخ (غريبة) بضم الفاء وفتحها أي قدر ما تدر لبنها لمن حلبها (تخريجه) لم أقف عليه الإمام أحمد وفيه عبد العزيز بن عبد العزيز بن عبيد الله ضعيف ولكن حسنة الحافظ السيوطي والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا محمد بن طلحة عن حميد عن أنس الخ
-14 -
ما أعده الله للمجاهدين في فضل الكرامة
-----
صلى الله عليه وسلم لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم أو موضع قده يعني سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو طلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولطاب ما بينهما ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها (عن سهل بن سعد الساعدي) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (عن أبي هريرة) رضي الله عنه أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مر بشعب فيه عين عذبة قال فأعجبته يعني طيب الشعب فقال لو أقمت هاهنا وخلوت: ثم قال لا حتى أسال النبي صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال مقام أحدكم يعني في سبيل الله خير من عبادة أحدكم في أهله ستين سنة، أما تحبون أن يغفر الله لكم وتدخلون الجنة؟ جاهدوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة (وعنه أيضا) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يلج النار أحد بكى من خشية الله عز وجل حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري امرئ أبدا (وفي لفظ) ف منخري مسلم أبدا (عن أبي صالح) عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع في النار من قتل كافرا ثم سدد بعده (ومن طريق ثاني) عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي (قال لا يجتمع الكافر وقاتله من المسلمين في النار أبدا (عب أبي بكر بن عبد الله بن قيس) قال سمعت أبي "يعني أبنا موسى الأشعري" وهو العدو يقول
(غريبه) ألقاب وألقيب بمعنى القدر يقال بيني وبينه قاب رمح وقاب قوس أي مقدارهما لفظ البخاري لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا أي ذكية طيبة أي خمارها التي تغطى به رأسها (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عصام بن خالد وأبو النضر قالا ثنا العطاف ابن خالد عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول غدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، وروحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، وموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، (تخريجه)(خ مذ حه)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع قال ثنا هشم بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي ذباب عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(مذ ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وحسنه الترمذي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد وأبو عبد الرحمن قال يزيد أنا المسعودي عن محمد مولى آل طلحة عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(نس مذ ك هق) وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب صحيح (قلت) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو كامل ثنا حماد عن سهيل عن أبي صالح عن أبيه الخ (غريبة) أي لازم الاستقامة وطاعة الله عز وجل بعد قتله إلى أن مات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم أنا حفص بن ميسرة عن العلاء عن أبيه الخ (تخريجه)(م نس هق ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني
-15 -
أبواب الجنة تحت ضلال السيوف
-----
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن أبواب الجنة تحت ضلال السيوف، قال فقام رجل من القوم رث الهيئة، فقال يا أبا موسى أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم. قال فرجع إلى أصحابه، فقال أقرأ عليكم السلام ثم كسر جفن سيفه فألقاه ثم مشى بسيفه فضرب به حتى قتل (عن أبي الدرداء) رضي الله عنه يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجمع الله في جوف رجل غبار في سبيل الله ودخان نار جهنم، ومن اغبرت قدماه في سبيل الله حرم الله سائر جسده على النار، ومن صام يوما في سبيل الله باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل، ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء وله نور يوم القيامة: لونها مثل لون الزعفران وريحها مثل ريح المسك، يعرفه بها الأولون والآخرون: يقولون فلان عليه طابع الشهداء، ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة (عن أبي المصبح الأوزاعي) حدثهم قال بينهما نسير في درب قلمية إذ نادى الأمير مالك بن عبد الله الخثعمي رجلا يقود فرسه في عراض الجبل يا أبا عبد الله ألا تركب؟ قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل ساعة من نهار فهما حرام على النار (عن مالك بن عبد الله الخثعمي) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار (عن سهل عن أبيه) رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر أصحابه
أبي ثنا بهز ثنا جعفر بن سليمان ثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس الخ (غريبة) بفتح الجيم وإسكان الفاء وبالنون يعني غمد سيفه الذي يوضع فيه: وإنما فعل ذلك لأنه عزم على الاستماتة في القتال وعدم الرجوع ورغبة في الجنة، ولذلك ودع أصحابه رضي الله عنه (تخريجه)(م مذ ك)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد قال ثنا أبو يعقوب يعني إسحاق بن عثمان الكلابي قال سمعت خالد بن دريك يحدث عن أبي الدرداء الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن خالد بن ديريك لم يدرك أبا الدرداء (قلت) وكذلك قال المنذري إلا أنه قال وقيل سمع منه والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر أن أبن المصبح الأوزاعي حدثهم قال بينما نسير الخ (غريبة) المصبح بضم الميم وفتح الصاد المهملة وكسر الموحدة مشددة (وقوله الأوزاعي) هكذا بالأصل وجاء في الترغيب والترهيب للمندزي المقراني بكسر الميم وسكون القاف بدل الأوزاعي وكذلك جاء في التقريب والله أعلم هو جابر بن عبد الله كما صرح بذلك في رواية ابن جبان (تخريجه)(طب عل حب) ورجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا محمد بن عبد الله الشعبي عن ليث بن المتوكل عن مالك بن عبد الله الخ (سنده) حدثنا عبد الله حدثني
-16 -
المبالغة في فضل المجاهدين في سبيل الله عز وجل
-----
بالغزو وأن رجلا تخلف وقال لأهله أتخلف حتى أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ثم أسلم عليه وأودعه فيدعو لي بدعوة تكون شافعة يوم القيامة، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم أقبل الرجل مسلما عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدري بكم سبقك أصحابك؟ قال نعم سبقوني بغدوتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد سبقوك بأبعد ما بين المشرقين والمغربين في الفضيلة (وعنه أيضا عن أبيه) عن النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة أتته فقالت يا رسول الله انطلق زوجي غازيا وكنت أقتدي بصلاته إذا صلى وبفعله كله، فأخبرني بعمل يبلغني عمله حتى يرجه، فقال لها أتستطيعين أن تقومي ولا تقعدي؟ وتصومي ولا تفطري؟ وتذكري الله تبارك وتعالى ولا تفتري حتى يرجع؟ قالت ما أطيق هذا يا رسول الله، فقال والذي نفسي بيده لو طوقتيه ما بلغت العشر من عمله حتى يرجع (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن رواحة في سرية فوافق ذلك يوم الجمعة: فقال فقدم أصحابه وقال أتخلف فأصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم ألحقهم، قال فلما رآه صلى الله عليه وسلم قال ما منعك أن تغدو مع أصحابك؟ قال أردت أن أصلي معك الجمعة، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت غدوتهم (عن جبير ابن النفير) أن سلمة بن النفيل أخبرهم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني سئمت الخيل وألقيت السلاح ووضعت الحرب أوزارها. قلت لأقاتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن جاء القتال، لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس: يزيغ الله قلوب أقوام فيقاتلونهم ويرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك، ألا إن عقر دار المؤمنين الشام، والخيل معقود بنواصيها الخير.
أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا ذبان ثنا سهل عن أبيه يعني معاذ بن أنس الجهني (غريبة) يعني مشرق الشتاء ومشرق الصيف والمغربين كذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ذبان بن فايد وثقه أبو حاتم وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن غيلان ثنا رشيدين عن ذبان عن سهل عن أبيه الخ (غريبة) بضم التاء الفوقية أي لا تنقطعي عن الذكر (تخريجه)(طب) وأورده المنذري وقال رواه أحمد من رواية رشيدين بن سعد وهو ثقة عنده ولا بأس بحديثه في المتابعات والرقائق اهـ (قلت) وفيه ذبان بن فايد وثقه أبو حاتم وضعفه جماعة كما قال الهيثمي لكن لهذا الحديث في الصحيحين وغيرهما شواهد تعضده وقد تقدمت (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي نافع قال ثنا إسماعيل بن عياش عن إبراهيم ابن سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير الخ (تخريجه)(نس) وسنده جيد
- 17 -
رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في فضل المجاهدين في البحر
-----
إلى يوم القيامة (باب فضل المجاهدين في البحر)(عن أنس بن مالك) عن أم حرام رضي الله عنهما أنها قالت، بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا في بيتي إذا استيقظ وهو يضحك، فقلت بأبي وأمي أنت ما يضحكك؟ فقال عرض على ناس من أمتي يركبون ظهر هذا البحر كالملوك على الأسرة فقلت ادع الله أن يجعلني منهم، قال اللهم اجعلها منهم، ثم نام أيضا فاستيقظ وهو يضحك، فقلت بأبي وأمي ما يضحكك؟ قال عرض على الناس من أمتي يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرة، فقلت ادع الله أن يجعلني منهم، فقال أنت من الأولين فغزت مع عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان زوجها فوقصتها بغلة شبهاء فوقعت فماتت (عن عبد الله) بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري قال سمعت أنس بن مالك يقول اتكأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ابنة ملحان قال فرفع رأسه فضحك، فقالت مم ضحكت يا رسول الله؟ فقال من أناس من أمتي يركبون هذا البحر الأخضر غزاة في سبيل الله: مثلهم كمثل الملول على الأسرة، قالت ادع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم، فقال الله اجعلها منهم، فنكحت عبادة بن الصامت قال فركبت في البحر مع ابنها قرظة حتى هي قفلت ركبت دابة لها بالساحل.
ورجاله كلهم ثقات ولهم شواهد كثير عند الشيخين وغيرهما تعضده (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح قال ثنا حماد يعني ابن سلمة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك الخ (غريبة) بفتح الحاء المهملة هي بنت ملحان بكسر الميم وسكون اللام أخت أم سليم كما صرح بذلك في رواية أبي داود وهي خالة أنس بن مالك أي نائما في بيتها وقت القيلولة لأنها كانت محرما له كما ذكره النووي وغيره أي البحر الأخضر كما صرح بذلك في رواية أنس من مسنده وستأتي بعد هذا (وهو بحر الإسكندرية) قال الحافظ موقع التشبيه أنهم فيما هم فيه من النعيم الذي أثيبوا به على جهادهم مثل ملوك الدنيا على أسرتهم: والتشبيه بالمحسوسات أبلغ في نفس السامع اهـ زاد في رواية عند البخاري ولست من الآخرين، وفيه دلالة على أن رؤياه الثانية غير الأولى وأنه عرض فيها غير الأولين تزوجها عبادة بعد قصة الرؤيا وقبل الغزو كما يستفاد من رواية مسلم (فتزوجها عبادة بن الصامت بعد فغزا في البحر فحملها معه، فلما جاءت قربت لها بغلة فركبتها فصرعتها فاندلقت عنقها) وهذا معنى قوله قنا فوقصتها لأن الوقص بفتح الواو وكسر العنق (تخريجه)(ق لك. د وغيرهم) وهذا الحديث جاء عند الإمام أحمد في مسند أم حرام (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري الخ (غريبة) هي أم حرام المذكورة في الحديث السابق، وهذا الحديث من مسند أنس: والذي قبله من مسند أم حرام أي رجعت من الغزو (وقوله بالساحل) أي ساحل الشام، ويؤيد ذلك ما جاء في رواية
-18 -
رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في فضل المجاهدين في البحر
-----
فوقصت بها فسقطت فماتت (عن زيد بن أسلم) عن عطاء بن يسار أن امرأة حدثته قالت نام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت تضحك مني يا رسول الله؟ قال لا ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم مثل الملوك على الأسرة، فقالت ثم نام استيقظ أيضا يضحك فقلت تضحك يا رسول الله مني قال لا: ولكن من قوم يخرجون غزاة في البحر فيرجعون قليلة غنائمهم مغفورا لهم: قالت ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها: قال فأخبرني عطاء بن يسار قال فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم معنا فماتت بأرض الروم (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه إذ وضع رأسه فنام فضحك في منامه، فلما استيقظ قالت له امرأة من نسائه لقد ضحكت في منامك، فما أحكك؟ قال أعجب من ناس من أمتي يركبون هذا البحر حول العدو يجاهدون في سبيل الله فذكر لهم خيرا كثيرا
البخاري من طريق الليث بلفظ، فخرجت مع زوجها عبادة غازيا ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوهم قافلين نزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت، فهو صريح في أن أم حرام ماتت بساحل الشام، وحكى الحافظ عن هشام بن عمار قال رأيت قبرها بساحل حمص (تخريجه)(خ وغيره)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار الخ (غريبة) لم يصرح باسم المرأة في هذه الرواية والظاهر أنها غير إم حرام التي مر ذكرها، وأن هذه قصة أخرى غير تلك، لأن عطاه ذكرانها حدثته (قال الحافظ) وهو يصغر عن إدراك إم حرام وعن أن يغزو في سنة ثمان وعشرين بل وفي سنة ثلاث وثلاثين، لأن مولده على ما جزم به عمرو بن علي وغيره كان في سنة تسع عشرة، وعلى هذا فقد تعددت القصة اهـ (قلت) جاء في سنن أبي داود عن عطاء بن يسار عن أخت سليم الرميصاء قالت نام النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث: وقد صرح فيه باسمها وأنها الرميصاء أخت أم سليم، قال الحافظ لعلها أختها أم عبد الله بنت ملحان، فيحتمل أن تكون هي صاحبة القصة التي ذكرها عطاء بن يسار، وتكون تأخرت حتى أدركها عطاء والله أعلم ثبت في حديث أم حرام عند الشيخين أن أمير الغزوة كان معاوية، وفي هذه القصة أن أميرها كان المنذر بن الزبير وهذا أيضا دليل على تعدد القصة تقدم أن أم حرام ماتت بساحل الشام ودفنت هناك بساحل حمص وهذه ماتت بأرض الروم قاله الحافظ، وعلى هذا فقد تعددت القصة لأم حرام ولأختها أم عبد الله فلعل إحداهما دفنت بساحل قبرص والأخرى بساحل حمص والله أعلم (تخريجه)(مذ نس) بألفاظ مختلفة وقال الترمذي حسن صحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي إسحاق حدثني محمد بن ثابت العبدي عن جبلة بن عطية عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس الخ (غريبة) أي أجرا عظيما وثوابا جزيلا وهذه قصة ثالثة وقعت في بيت بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم غير قصة أم حرام وقصة أختها الرميصاء، لا مانع من تعدد القصة على هذا النحو لأهمية الغزو في البحر والله أعلم
-19 -
يثاب المجاهد على قدر نيته
-----
(باب إخلاص النية في الجهاد، وما جاء في أخذ الأجرة عليه)(عن عبد الله بن عتيك) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوا من خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله عز وجل ثم قال بأصابعه هؤلاء الثلاث، الوسطى والسبابة والإبهام فجمعهن، وقال وأين المجاهدون فخر عن دابته ومات فقد وقع أجره على الله تعالى، أو لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله تعالى أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله عز وجل، والله أنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم (فمات فقد وقع أجره على الله تعالى) ومن مات قعصا فقد استوجب المآب (عن معاذ بن جبل) رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الغزو غزوان، فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد
(تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد: وأورده الهيثمي وعزاه للإمام أحمد فقط وقال فيه محمد بن ثابت العبدي وثقه ابن معين في رواية وكذلك النسائي وبقية رجاله ثقات (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون قال أنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن محمد بن عبد الله بن عتيك أحد بني سلمة عن أبيه عبد الله بن عتيك الخ (غريبة) القول هنا بمعنى الفعل أي أشار بأصابعه الخ، والظاهر والله أعلم أن معنى الإشارة بالثلاثة الأصابع النفس والسلاح والفرس القائل وأين المجاهدون هو الرجل الذي خرج من بيته مجاهدا يعني أنه يستفهم عن مكان المجاهدين ليلتحق بهم فخر عن دابته قبل الوصول إليهم فمات فهذا يكتب له ثواب المجاهد لنيته وإخلاصه الحتف بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة من فوق الهلاك، والمراد به هنا الموت على فراشه من غير قتل بل كان مع المجاهدين فمات كذلك لعله يعني قوله صلى الله عليه وسلم (أو مات حتف أنفه) هذه الجملة التي بين دائرتين وهي قوله (فمات فقد وقع أجره على الله) جاءت في الأصل في هذا الموضع في الحديث ولا معنى لها فيه، والظاهر أنها كررت من الناسخ: ويؤيد ما ذكرنا أن الحافظ ابن كثير أتى بهذا الحديث نفسه في تفسيره عاريا منها، وكذلك الحاكم في المستدرك والله أعلم القعص بتقديم القاف على العين أن يضرب الإنسان فيموت: يقال قعصته إذا قتلته قتلا سريعا (وقوله فقد استوجب المآب) معناه حسن المرجع بعد الموت، وفي بعض الروايات فقد استوجب الجنة (تخريجه)(طب) والبخاري في التاريخ والحاكم وصححه وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثنا عبد الله حدثنا أبي ثنا حيوة بن شريح ويزيد ابن عبد ربه قالا ثنا بقية وهو ابن الوليد حدثني بجيرة بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي بحيرة عن معاذ بن جبل الخ (غريبة) أي الناقة العزيزة عليه المختارة عنده وقيل نفسه (وياسر الشريك) أي أخذ باليسر والسهولة مع الرفيق نفعا بالمعونة أي بأن لم يتجاوز الحد المشروع في نحو قتل ونهب وتخريب نبهه بضه النون وسكون الباء الموحدة وفتح الهاء الأولى أي يقظته وانتباهه من نومه
-20 -
حكم من أخذ الأجرة على الجهاد
-----
في الأرض فإنه لم يرجع بالكفاف (عن عبادة بن الصامت) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من غزا في سبيل الله وهو لا ينوي في غزاته إلا عقالا فله ما نوى (عن أبي موسى الأشعري) رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل (عن أبي هريرة) رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الرجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرض الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أجر له، ثم عاد الثالثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أجر له (عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون غنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الأخرى ويبقى لهم الثلث فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فقال لرجل يعني يدعي الإسلام هذا من أهل النار، فلما حضر القاتل قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة: فقيل يا رسول الله أن الرجل الذي قد قلت له إنه من أهل النار فإنه
المراد بالكفاف هنا الثواب أي لم يرجع بخير أو بثواب يغنيه يوم القيامة (تخريجه)(د مذ هق ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن جبلة بن عطية عن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جده عبادة بن الصامت الخ (غريبة) بكسر العين المهملة هو ما يربط به ركبة البعير، والمعنى أن من غزا الأجل شيء من الغنيمة ولو تافها كعقال البعير فليس له إلا ما نوى (تخريجه)(نس ك حب) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن شقيق عن أبي موسى الخ (تخريجه)(ق والأربعة)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا ابن أبي ذئب عن القاسم بن عياش عن بكيرة بن عبد الله بن الأشج عن ابن مكرزعن أبي هريرة الخ (تخريجه)(د حب ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي يزيد أنا ابن أبي ذئب عن القاسم بن عياش عن بكيرة بن عبد الله بن الأشج عن ابن مكرز عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(د حب ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة وابن العاص يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) أي من الآخرة أي يستوفوه كاملا في الآخرة (تخريجه)(م د نس جه)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني
أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن ابن عباس ابن المسيب عن أبي هريرة الخ (غريبة) أي لأنه منافق غير مؤمن وقد أعلمه الله عز وجل
-21 -
إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر
-----
قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى النار: فكاد بعض الناس أن يرتاب: فبينما هم على ذلك إذ قيل فإنه لم يمت ولكن به جراح شديدة، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال الله أكبر أشهد أن لا أني عبد الله ورسوله ثم أمر بلالا فنادى في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، إن الله يؤيد هذا الذين بالرجل الفاجر (عن سهل بن سعد) الساعدي رضي الله عنه قال كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل في بعض مغازيه فأبلى بلاء حسنا، فعجب المسلمون من بلائه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنه من أهل النار قلنا في سبيل الله مع رسول الله، الله ورسوله أعلم، قال فخرج الرجل فلما اشتد به الجراح وضع ذبابة سيفه بين ثدييه ثم اتكأ عليه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له الرجل الذي قلت له ما قلت قد رأيته يتضرب والسيف والسيف بين أضعافه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى يبدو للناس وإنه لمن أهل النار، وإنه ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل الجنة (زاد في رواية) وإنما الأعمال بالخواتيم (عن يعلى بن أمية) رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثني في سرايا فبعثني ذات يوم في سرية وكان رجل يركب ثقلي فقلت له ارحل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعثني في سرية: فقال ما أنا بخارج معك: قلت ولم؟ قال حتى تجعل لي ثلاثة دنانير، فلما رجعت من غزاتي ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له ليس من غزاة هذه ومن دنياه
بحال الرجل عن طريق الوحي (وما ينطق عن الهوى) إنما كبر صلى الله عليه وسلم ونشهد شكرا لله على إظهار صدقة ودفع الريبة عن بعض الناس الفاجر له معان كثيرة والمراد هنا الكافر، والمعنى أن الله عز وجل يقوي الدين ويشيد أركانه ويرفع شأنه بمؤازرة الرجل الكافر ومظاهرته لأهل الدين ورجال اليقين وليس منهم في شيء والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا عبد الرحمن يعني ابن عبد الله بن دينار عن أبي حازم عن سهل بن سعد الخ (غريبة) أي يضرب ويتحرك (وقوله والسيف بين أضعافه) أي عظامه وهو جمع ضعف بالكسر، قال في القاموس أضعاف الكتاب أي أثناء سطوره وحواشيه، ومن الجسد أعضاؤه أو عظامه، الواحدة ضعف بالكسر اهـ (تخريجه)(ق وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الهيثم بن خارجة قال ثنا بشير ابن طلحة أبو نصر الحضرمي أو الخشنى عن خالد بن دريك عن يعلى بن أمية الخ (غريبة) بضم أوله ثم راء مفتوحة بعدها كاف مشددة مكسورة قال في القاموس ركبه تركيبا وضع على بعض فتركب وتراكب (والثقل) محركة متاع المسافر وحشمه وكل شيء نفيس مصون اهـ ومعناه أن رجلا كان يعاونني في وضع أمتعتي وتحميلها على البعير بفتح الحاء المهملة يقال رحل البعير شد على ظهره
-22 -
من جاهد لأجل حطام الدنيا فحظه ما أخذ منها
-----
ومن آخرته إلا ثلاثة الدنانير (عن أيوب) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنها ستفتح عليكم الأمصار، وسيضربون عليكم بعوثا ينكر الرجل منكم البعث فيتخلص من قومه ويعرض نفسه على القبائل، يقول من أكفيه بعث كذا وكذا: ألا وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه (عن رويفع بن ثابت) أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكان أحدنا يأخذ الناقة على النصف مما يغنم حتى أن لأحدنا القدح وللآخر النصل والريش (عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للغازي أجره: وللجاعل أجره وأجر الغازي (باب فضل إعانة المجاهد وتجهيزه وخلفه في أهله والنفقة في سبيل الله عز وجل (عن زيد بن خالد الجهني) رضي الله عنه قال: قال رسول
الرحل وبابه قطع، ومعناه أنه يأمره بالخروج وشد الرحل على البعير يعني أنه لا ثواب له عند الله في الآخرة ولا شيء له في الدنيا من الغنيمة إلا ثلاثة الدنانير التي اختارها لنفسه (تخريجه)(د) وسنده جد وسكت عنه أبو داود والمنذري (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن عبد ربه ثنا محمد بن حرب حدثني أبو سلمة عن يحيى بن جابر قال سمعت ابن أخي أيوب الأنصاري يذكر عن أبي أيوب الخ (غريبة) معنى الحديث إذا بلغ الإسلام في كل ناحية يحتاج الإمام وامراؤه أن يرسلوا إلى ناحية بعثا أي طائفة من كل قبيلة لجهاد الكفار في تلك الناحية حتى لا يغلبوا على من فيها من المسلمين (وقوله ينكر الرجل منكم البعث) أي لا يرضى بالخروج معه ويتخلص من قومه بأي حيلة ثم يذهب يعرض نفسه على غير قومه ممن طلبوا إلى الغزو ليكون عوضا عن أحدهم بالأجرة، فإن من فعل ذلك كان خروجه للدنيا لا دين: ولهذا قال وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه، أي لا يكون في سبيل الله من دمه شيء بل في سبيل ما أخذه من الأجر والله أعلم (تخريجه) وسكت عنه أبو داود والمنذري فهو صالح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن إسحاق من كتابه قال أنا ابن لهيعة عن عياش بن عباس عن شييم بن بيتان عن أبي سالم عن شيبان بن أمية عن رويفع بن ثابت الخ (غريبة) معناه أن الرجلين كانا يقتسمان السهم فيقع لأحدهما نصله وللآخر قدحه بكسر فسكون أي خشبة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده ابن لهيعة فيه كلام وبقية رجاله ثقات (ينده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى ثنا ليث حدثني حيوة يعني ابن شريح عن ابن شفي الأصبحي عن أبيه عن عبد الله بن عمرو الخ (غريبة) معنى الحديث أن للغازي أجره الذي شرط له الجاعل أي المستأجر من المال أو نحوه وليس له اجر المجاهد في سبيل الله، ولا يخفى أن الجهاد بالنفس أفضل امن أمكنه ذلك والله اعلم (تخريجه) وسكت عنه أبو داود والمنذري وصححه الحافظ السيوطي (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الملك عن عطاء
-23 -
من جهز غازيا أو خلفه في أهله له مثل أجره
-----
الله صلى الله عليه وسلم من جهز غازيا أو خلفه في أهله كتب له مثل أجره إلا أنه لا يقص من أجر الغازي شيء (عن بسعر بن سعيد) حدثني ابن خالد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا (معاذ بن جيل) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهز غازيا أو خلفه في أهله بخير فإنه معنا (عن أبي ذر) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله عز وجل إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما عنده، قلت وكيف ذاك؟ قال إن كانت رجالا فرجلين وإن كانت إبلا فبعيرين، وإن كانت بقرا فبقرتين (عن عمر بن الخطاب) رصي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة، ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت: قال: قال يونس أو يرجع، ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله تعالى بنى الله له بيتا في الجنة (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه أن فتى من الأنصار (وفي لفظ من أسلم) قال يا رسول الله إني أريد الجهاد وليس لي مال أتجهز به، فقال اذهب إلى فلان الأنصاري فإنه قد كان تجهز ومرض فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويقول لك ادفع إلى ما تجهزت به، فقال له ذلك، فقال يا فلانة ادفعي إليه ما جهزتني ولا تحبسي
عن زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فطر صائما كتب له مثل أجره إلا أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ومن جهز غازيا الخ (تخريجه)(نس جه حب خز) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد حمد حرب ثنا يحيى حدثني أبو سلمة حدثني يسر بن سعيد الخ (تخريجه)(ق، والثلاثة، وغيرهم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن مصعب ثنا أبو بكر ابن أبي مريم عن يحيى بن جابر عن رجل عن معاذ بن جبل الخ (تخريجه)(طب) وفيه أبو بكر بن أبي مريم ضعيف، وفيه أيضا رجل لم يسم ويؤيده ما قبله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن عن صعصعة بن معاوية قال أتيت أبا ذر قلت ما مالك؟ قال مالي عملي، قلت حدثني، قال نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من أولادهما لم يبلغوا الحنث إلا غفر الله لهما، قلت حدثني قال نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم ينفق من كل مال له الخ (تخريجه)(نس حب ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال في الصحيحين من حديث أبي هريرة نحوه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سلمة الخزاعي أنبأنا ليث ويونس ثنا ليث عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله يعني ابن سراقة عن عمر بن الخطاب الخ (غريبة) معناه أن يونس زاد في رواته بعد قوله أو يموت زاد (أو يرجع)(تخريجه)(جه عل بز هق حب ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله
-24 -
فضل الصدقة في سبيل الله وإعانة المجاهدين
-----
عنه شيئا فإنك والله إن حبست عنه شيئا لا يبارك الله لك فيه (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني لحيان ليخرج من كل رجلين رجل، ثم قال للقاعد أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مث 3 ل نصف أجر الخارج (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم لو كان أحد عندي ذهبا لسرني أن أنفقه في سبيل الله وأن لا يأتي عليه ثلاثة وعندي منه دينار ولا درهم إلا شيء أرصده في دين يكون على (عن أبي مسعود الأنصاري) رضي الله عنه أن رجلا تصدق بناقة مخطومة في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأتين يوم القيامة بسبعمائة ناقة مخطومة (عن أبي الدرداء) عن ابن الحنظلية رضي الله عنهما قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المنفق على الخيل في سبيل الله كباسط يديه بالصدقة لا يقبضها (عن جابر بن عبد الله) الأنصاري رضي الله عنهما حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أراد الغزو فقال يا معشر المهاجرين والأنصار إن من إخوانكم قوما ليس
حدثني أبي ثنا روح وعفان المعنى قالا ثنا حماد عن ثابت عن أنس بن الخ (تخريجه)(م. وغيره)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هارون بن معروف ثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو عن يزيد بن أبي الحبيب عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه)(م. د. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا محمد بن اسحاق عن موسى ابن يسار عن أبي هريرة الخ (غريبة) بضم الهزة وكسر الصاد المهملة أي أعده وأحفظه الأداء دين لأنه مقدم على الصدقة: وما بقى بعد الدين ونفقته الخاصة ينفقه في سبيل الله، هذا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة أصحابه رضي الله عنهم (تخريجه)(خ) ومسلم بمعناه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان قال سمعت أبا عمرو الشيباني عن أبي مسعود الخ (غريبة) أي فيها خطام وهو الحبل الذي يقاد به البعير، وأما الذي يجعل في الأنف دقيقا فهو الزمام، ووصفها بطونها مخطومة لأن الإبل لا يوضع فيها الخطام إلا إذا قويت واشتدت وصارت صالحة لحل الأثقال وغيرها (تخريجه
(م. د وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الملك ابن عمرو وأبو عامر قال ثنا هشام بن سعد قال ثنا قيس بن بشر التغلبي قال أخبرني أبي وكان جليسا لأبي الدرداء قال كان بدمشق رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ابن الحنظلية وكان رجلا متوحد أقلما يجالس الناس: إنما هو في صلاته فإذا فرغ فإنما يسبح ويكبر حتى يأتي أهله: فمر بنا يوما ونحن عند أبي الدرداء فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، فذكر بهذا السند أحاديث ستأتي في مواضعها (منها) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المنفق على الخبل الخ (تخريجه)(د) وابن سعد في الطبقات وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبيدة ثنا الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر الخ (غريبه)
-25 -
فضل نساء المجاهدين على القاعدين- ووعيد من خان المجاهد في أهله
-----
لهم مال ولا عشيرة فليضم أحدكم إليه الرجلين أو الثلاثة فما لأحد من ظهر جملة إلا عقبة كعقبة أحدهم، قال فضممت اثنين أو ثلاثة إلي وما لي إلا عقبة كعقبة أحدهم (عن رويفع بن ثابت) الأنصاري رضي الله عنه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكان أحدنا يأخذ الناقة على النصف مما يغنم حتى إن لأحدنا القدح وللآخر النصل والريش (باب في حرمة نساء المجاهدين ووعيد من خان المجاهد في أهله) (عن ابن بريدة) عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل نساء المجاهدين على القاعدين في الحرمة كفضل أمهاتهم وما من قاعد يخلف مجاهدا في أهله فخبب في أهله (وفي لفظ فيخون فيها) إلا وقف له يوم القيامة فقيل له إن هذا خانك في أهلك فخذ من عمله ما شئت: قال فما ظنكم (باب وعيد من ترك الجهاد في سبيل الله عز)(عن ابن عمر) رضي الله عنه قال سمعت
العقبة بضم العين المهملة وسكون القاف ركوب جماعة مركبا واحدا على التعاقب واحدا بعد واحد سواء في ذلك المالك للجمل وغيره، وذلك لقلة الظهر، وفي هذا إعانة للمجاهد الفقير الذي لا يملك ظهرا: وهذا موضع الدلالة من الحديث ومناسبته للترجمة (تخريجه)(د ك) وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن اسحاق في كتابه قال أنا ابن لهيعة عن عياش بن عباس عن شييم بن بيتان عن أبي سالم عن شيبان بن أمية عن رويفع بن ثابت الخ (غريبة) المعنى أن المجاهد الذي لا يملك ظهرا كان يأخذ الناقة أو البعير من مالكه على أن يعطيه نصف نصيبه من الغنيمة القدح بكسر القاف وسكون الدال المهملة خشب السهم، ويقال للسهم أول ما يقطع قطع بكسر القاف: ثم ينحت ويبري فيسمى قدحا، ثم براش ويركب نصله فيسمى سهما (والنصل) بفتح فسكون حديدة السهم والربح والسيف ما لم يكن له مقبض والريش بكسر الراء من السهم يركب في النصل: يقال راش السهم بريشه ريشا إذا ركب عليه الريش وريشت السهم الزقت عليه الريش فهو مريش كبيع: والمعنى أنه كان يقتسم الرجلان السهم فيقع لأحدهما نصله وريشه وللآخر قدحه (تخريجه)(د نس هق) قال في المرقاة سنده حسن (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية عن ليث عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه الخ (غريبة) قال النووي هذا في شيئين (أحدهما) تحريم التعرض لهن بريبة من نظر محرم وخلوة وحديث محرم وغير ذلك (والثاني) في برهن والإحسان إليهن وقضاء حوائجهن التي لا يترتب عليها مفسدة، ولا يتوصل بها إلى ريبة ونحوها اهـ أي يفسد المرأة على زوجها بخيانة ونحوها معناه أن الملائكة توقف الخائن عن المرور على الصراط بأمر الله عز وجل ثم تقول للمجاهد إن هذا خانك الخ في رواية للنسائي فقال ما ظنكم؟ ترون بدع له من حسناته شيئا (تخريجه)(م د نس)(باب (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا الأسود بن عامر أنا أبو بكر عن الأعمش
-26 -
وعيد من ترك الجهاد في سبيل الله - وحكم من تخلف عنه العذر
-----
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا يعني ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة واتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله أنزل الله بهم بلاء فلم يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم بغزو دينهم (عن أبي هريرة) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات ولم يغزو لم يحدث نفسه بغزو مات على شعبه نفاق (وعنه أيضا) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لثوبان كيف أنت يا ثوبان إذا تداعت عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة الطعام تصيبون منه؟ قال ثوبان بأبي وأمي يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال لا، أنتم يومئذ كثير، ولكم يلقى في قلوبكم الوهن، قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال حبكم الدنيا وكراهيتكم للقتال (باب في حكم من تخلف عن القتال لعذر)(عن أنس) رضي الله عنه قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فدنا من المدينة قال إن بالمدينة لقوما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم فيه، قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال وهم بالمدينة حبسهم العذر
عن عطاء بن أبي ابن عمر الخ (غريبة) بفتح الضاد المعجمة والنون المشددة أي بخلوا بالدينار والدرهم فلم ينفقوها في وجوه الخير بكسر العين المهملة ثم ياء تحتية ساكنة ثم نون، قال الجوهري العينة بالكسر السلف اهـ قال الرافعي وبيع العينة أن بيع شيئا من غيره بثمن مؤجل ويسلمه إلى المشتري ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن نقد أقل من ذلك القدر اهـ هو كناية عن أشغلهم بالزرع وإهمالهم أمر الجهاد في سبيل الله أي حتى يرجعوا عن ارتكاب هذه الخصال المذمومة (تخريجه)(د طب) ورجال الإمام أحمد ثقات وصححه ابن القطان أيضا، وللحديث شواهد وطرق مختلفة تعضده والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إبراهيم حدثنا ابن مبارك عن وهيب أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (م د ك) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو جعفر المدائي أنا عبد الصمد بن حبيب الأزدي عن أبيه بن عبد الله عن شبيل بن عوف عن أبي هريرة الخ (غريبة) تداعي الأسهم اجتماعها ودعاء بعضها بعضا حتى تصير العرب بين الأمم كقصعة بين الأكلة محاطا بها من كل جانب: وقد تحقق ذلك الآن ووقع المسلمون فيما حذرهم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فصاروا غنيمة للأجانب أعني الكفار، فكل جولة أخذت نصيبها منهم تسخرهم كيف شاءت: وذلك بسبب حبهم الدنيا وتركهم للقتال والاستعداد له فلا حول ولا قوة إلا بالله (تخريجه)(د) وفي إسناده من لا يعرف (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن أبي عدي ثنا حميد عن أنس الخ (غريبة) أي في ثوابه، وفي رواية لابن حبان وأبي عوانة من حديث جابر إلا شركوكم في الأجر بدل قوله إلا كانوا معكم جاء في رواية لمسلم من حديث جابر بلفظ حبسهم المرض، وكأنه محمول على الأغلب وقد يكون عذر المرض مثله (تخريجه)(خ د) و (م حب) وأبو عوانة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
-27 -
فضل الشهداء في سبيل الله وما أعده الله عز وجل لهم من الكرامة
-----
(أبوب فضل الشهادة والشهداء)(باب فضل الشهادة في سبيل الله عز وجل (عن أنس ابن مالك) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالرجل من أهل الجنة يوم القيامة فيقول الله عز وجل يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول يا رب خير منزل، فيقول سل وثمنه، فيقول ما أسأل وأتمنى إلا أن تردني إلى الدنيا فاقتل في سبيلك عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة (عن عبد الرحمن ابن أبي عميرة) الأزدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من الناس نفس مسلم يقبضها الله عز وجل تحب أن تعود إليكم وأن لها الدنيا وما فيها غير الشهيد (وقال ابن أبي عميرة) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أقتل في سبيل الله أحب إلى من أن يكون لي المدر والوبر (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يخرج منها وأن له ما على الأرض من شيء غير الشهيد يحب أن يخرج فيقتل لما يرى من الكرامة أو معناه (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتدب الله عز وجل لمن خرج في سبيل الله لا يخرج إلا جهادا في سبيلي وإيمانا بي وتصديقا برسولي فهو على ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم لونه لون دم وريحه
(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس الخ (تخريجه)(نس ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حيوة بن شريح قال ثنا بقية قال حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الخ (غريبة) لفظ اللساني أحب إلى من أن يكون لي أهل الوبر والمدر وأهل الوبر هم سكان البوادي من الأعراب الذين لا يأوون إلى جدار: لأن بيوتهم من وبر الإبل، وأهل المدر أهل القرى والأمصار، والمدر محركا هو الطين الصلب المتحجر: والمراد والله أعلم أن يكون لي هؤلاء عبيدا فأعتقهم أو ملك ما يمتلكون (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد بإسناد حسن والنسائي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عمرو بن الهشيم أبو قطن ثنا شعبة عن قتادة عن أنس الخ (غريبة) يعني أو معنى لفظ الكرامة كالفضل مثلا، وإنما قال ذلك الراوي لأنه يشك هل سمعه بلفظ الكرامة أو بلفظ آخر فيه معنى الكرامة (تخريجه)(ق مذ)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة الخ (غريبة معناه تكفل كما جاء في رواية للبخاري بفتح الهمزة من رجع وأن مصدرية والأصل بان أرجعه أي يرجعه إلى بلده الكلم بفتح الكاف وسكون ألام الجرح ويقال رجل كليم أي جريح)(وقوله يكلم) بضم أوله مبني للمفعول أي يجرح (تخريجه)(ق لك. والثلاثة وغيرهم)
- 28 -
أرواح الشهداء في طير خضر تأكل من ثمر الجنة
-----
ريح مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا، ولكنني لا أجد سعة فيتبعوني، ولا تطيب أنفسهم فيختلفون بعدي، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزوا فأقتل (عن جابر ابن عبد الله) رضي الله عنه قال: قال رجل يوم أحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن قتلت فأين أنا؟ قال الجنة؟ فألقى تمرات كن في يده، فقاتل حتى قتل (وقال غير عمرو) وتخلى من طعام الدنيا (باب ما جاء في فضل الشهداء) (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء على بارق نهر باب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا (عن ابن كعب بن مالك) عن أبيه رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم يعني أن أرواح الشهداء في طير خضر تعلق من ثمر الجنة، وقرئ على سفيان نسمة تعلق في ثمرة أو شجرة الجنة (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الهند فإن استشهدت كنت من خير الشهداء وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحررة
(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن عمرو سمعت جابرا يقول قال رجل يوم أحد الخ (غريبة) هذه الجملة وهي قوله (وتخلى عن طعام الدنيا) ليست عند مسلم ولا النسائي (تخريجه)(م نس وغيرهما)(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن اسحاق قال حدثني الحارث بن فضيل الأنصاري عن محمود بن لبيد الأنصاري عن ابن عباس الخ (غريبة) أي جانب نهر، قال العلماء هذا في شهداء عليهم ذنوب منعتهم من دخول الجنة مع السابقين، فلا ينافي ما ورد من أن أرواح الشهداء في أجواف طيور تسرح في الجنة لأن ذاك في حق من ذنوب عليهم (تخريجه) (طب طس حب ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي: وقال الهيثمي رجال أحمد ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن ابن كعب ابن مالك الخ (غريبة) بضم اللام من باب قتل أي تأكل وهو في الأصل للإبل إذا أكلت العضاة يقال علقت تعلق علوقا فنقل الطير (نه)(تخريجه)(لك نس مذ جه) وقال الترمذي حديث حسن صحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم عن سيار عن جبر بن عبيدة عن أبي هريرة الخ (غريبة) معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم وعد المؤمنين بغزوهم الهند بعد وفاته، وفي رواية النسائي قال أبو هريرة فغن أدركتها أنفق فيها ومالي، فإن أقتل كنت من أفضل الشهداء: وإنما قال ذلك لأنه واثق من نفسه أنه يجاهد امتثالا لأمر الله ولإعلاء كلمة الله، ومن كانت هذه نيته كان من أفضل الشهداء هكذا في الأصل المحررة بزيادة هاء في آخره، وفي النهاية المحرر أي المعتق اهـ قلت وعند النسائي بغير هاء: فإن صح لفظ الهاء فيكون معناه المعتقة رقبته من النار والله أعلم (تخريجه)(نس) وسنده جيد
-29 -
تخفيف ألم القتل على الشهيد ورضا الله عز وجل عنه
-----
(وعنه أيضا) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة (وعنه أيضا) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله تكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تتفجر دما اللون لون الدم والعرف عرف المسك قال الإمام احمد يعني العرف الريح (وعنه أيضا) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك الله لرجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة، قالوا كيف يا رسول الله؟ قال يقتل هذا فيلج الجنة: ثم يتوب الله على الآخر فيهديه إلى الإسلام ثم يجاهد في سبيل الله فيستشهد (طلحة بن عبيد الله) قال خرجنا مع رسول الله قبور إخواننا (عن البراء بن عازب)
(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا صفوان أنا ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(نس جه حب مى مذ) وقال الترمذي حديث حسن صحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل كلم الخ (تخريجه)(ق. وغيرها)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق بالسند المتقدم عن أبي هريرة قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه يضحك الله الخ (غريبة) الضحك من الله عز وجل هنا معناه الرضا عن هذين الرجلين: وليس كالضحك الذي يعتري البشر عندما يستخفهم الفرح والطرب: فهذا غير جائز على الله تعالى تنزه الله عن ذلك (تخريجه)(ق نس)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا على بن عبد الله حدثني محمد بن معن الغفاري أخبرني داود بن خالد بن دينار أنه مر هو ورجل يقال له أبو يوسف من بني تيم على ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: قال له أبو يوسف إنا لنجد عند غيرك من الحديث مالا نجده عندك، فقال أما إن عندي حديثا كثيرا ولكن ربيعة بن الهدير قال وكان يلزم طلحة بن عبيد الله إنه لم يسمع طلحة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا قط غير حديث واحد، قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن قلت له وما هو؟ قال: قال لي طلحة خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) بإضافة حرة إلى واقم والحرة بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء مفتوحة الأرض ذات الحجارة والسود وأرض بظاهر المدينة بها حجارة سود (وواقم) بكسر القاف أطام بضم أوله وثانية من آطام المدينة وإليه ينسب الحرة (وآطام المدينة) ابنيتها المرتفعة كالحصون (نه) بتخفيف الياء التحتية أي بحيث ينعطف الوادي وهو منحناه أيضا ومحانى الوادي معاطفه يعني الذين ماتوا بغير جهاد أي الذين ماتوا مجاهدين في سبيل الله ولذلك خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بالأخوة لما لهم من الفضل والكرامة عند الله (تخريجه)(د) وسكت عنه أبو داود والمنذري فهو صالح (سنده)
-30 -
ما أعده الله عز وجل للشهداء في الجنة
-----
رضي الله عنه قال جاء رجل على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار مقنع في الحديد فقال يا رسول الله أسلم أو أقاتل؟ فقال لا بل أسلم ثم قاتل، فاسلم ثم قاتل فقتل: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عمل قليلا وأجر كثيرا (عن نعيم بن هماز الغطفاني) رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الشهداء أفضل؟ قال الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولائك ينطلقون في الغرف العلي من الجنة ويضحك إليهم ربهم، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه (عن المقدام بن معد يكرب) الكندي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للشهيد عند الله ست خصال، أن يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر (وفي لفظ يوم الفزع الأكبر) ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه (عن قيس الجذامي رجل كانت له صحبة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يعطى الشهيد ست خصال عند أول قطرة من دمه: يكفر عنه كل خطيئة، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور العين، ويؤمن من الفزع الأكبر، ومن عذاب القبر، ويحلى حلة الإيمان (عن عبادة بن الصامت) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما على الأرض من نفس تموت ولها عند الله تبارك وتعالى
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول جاء رجل الخ (غريبه) جاء هذا الرجل النبي صلى الله عليه وسلم كافرا قبل أن يسلم (وقوله مقنع في الحديد) بفتح القاف والنون المشددة أي مغشى بالحديد معطى وجهه يريد القتال مع النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام (تخريجه)(ق)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحكم بن نافع ثنا إسماعيل بن عياش عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار الخ (غريبة) تقدم أن ضحك الله عز وجل لعبده كناية عن الرضا عنه والإحسان إليه، وأما الضحك بالمعنى المعروف فغنه من صفات الخلق والله عز وجل منزه عن ذلك (تخريجه)(طب عل) وقال الهيثمي رجال أحمد وأبو يعلى ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى والحكم بن نافع قالا ثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معد يكرب الخ (تخريجه)(مذ جه) وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زيد بن يحيى الدمشقي قال ثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة عن قيس الجذامي الخ (تخريجه) أخرجه ابن سعد وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن بكر وروح وعبد الرزاق قالوا أنا ابن جريج قال وقال سليمان بن موسى أيضا ثنا بن مرة أن عبادة بن الصامت حدثهم أن
-31 -
يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين
-----
خير تحب أن ترجع غليكم إلا المقتول (وفي لفظ القتيل) في سبيل الله فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة أخرى (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال ذكر الشهيد عند النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى يبتدره زوجتان كأنهما ظئران أظلتا أو أضلتا فصيليهما ببراح من الأرض: يبد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها (باب ما جاء فيمن استشهد في سبيل الله عز وجل وعليه دين)(عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فذكر الأيمان بالله والجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال عند الله، قال فقام رجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت أن قتلت في سبيل الله وأنا صابر محتسب مقبل غير مدبر كفر الله عني خطاياي؟ قال نعم، قال كيف قلت؟ قال فرد عليه القول كما قال، قال نعم، قال فكيف قلت؟ قال فرد عليه القول أيضا يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله صارا محتسبا مقبلا غير مدبر كفر الله عني الخطايا؟ قاتل نعم إلا الدين قال فإن جبريل عليه السلام سار بي بذلك (عن عبد الله بن أبي قتادة) أن أباه كان يحدث أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت عن قلت في سبيل الله مقبلا غير مدبر كفر الله خطاياي؟ فقال رسول
الله (ص إن قلت في سبيل الله مقبلا غير مدبر كفر الله عنك خطاياك إلا الدين: كذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما على الأرض الخ (تخريجه)(نس) ورجاله من رجال الصحيحين وأخرجه أيضا (طب) بزيادة لما يرى من ثواب الله له (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي محمد بن عدى عن هلال بن أبي شهر بن حوشب عن أبي هريرة الخ (غريبة) الظئر بكسر الظاء المرضعة غير ولدها، ويقع على الذكر والأنثى (وقوله أظلتا أو أضلتا أو الشك من الراوي يشك هل اللفظ أظلنا بالظاء المعجمة أو بالضاد المعجمة فعلى الأول معناه أن زوجتيه من الحور العين يبتدرانه ويجنوان عليه ويظلانه كما تحنو الناقة المرضع على فصيلها أي ولدها (وعلى الثاني) معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه بدارهما إليه باللهفة والحثو والشوق كبدار الناقة المرضع إلى فصيلها الذي أضلته أي غاب عنها، ويؤيد الأخير قوله ببراح من الأرض (والبراح) بفتح الموحدة وبالحاء المهملة هي الأرض المتسعة لا زرع فيها ولا شجر (تخريجه) (جه) وفي إسناد هلال بن أبي زينب مجهول (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن بكر ثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري أخبرني عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي هريرة الخ (غريبة) لعل الجواب منه صلى الله عليه وسلم بقوله نعم في المرة الأولى والثانية من غير استثناء كان بالاجتهاد: ثم لمل أخبره جبريل بما أخبر استعاد النبي صلى الله عليه وسلم من السائل سؤال ثم أخبره بأن استثناء الدين ليس هو من جهته، وإنما هو بأمر الله عز وجل على لسان جبريل عليه السلام (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنا يحيى بن سعيد أن سعيد بن أبي سعيد المقبري أخبره أن عبد الله
-32 -
أنواع الشهداء ودرجاتهم باعتبار نياتهم
-----
قال جبريل عليه السلام (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وفيه فلما ولي دعاه فقال إلا أن يكون عليك دين ليس له عندك وفاء (عن عبد الله بن عمرو بن العاص) رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين
(باب أنواع الشهداء في سبيل الله ودرجاتهم باعتبار نسيانهم)(عن عتبة بن عبد السلمى) رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القتلى ثلاثة رجل مؤمن قاتل بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقى العدو قاتلهم حتى يقتل فذلك الشهيد المفتخر في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة، ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل محيت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء الخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء فان قاتل لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض، ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل في سبيل الله حتى يقتل فإن ذلك في النار السيف لا يمحو النفاق (عن أبي يزيد الخولاني) أنه سمع فضالة بن عبيد يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهداء ثلاثة، رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله حتى
ابن أبي قتادة أخبره أن أباه كان يحدث أن رجلا الخ (تخريجه)(م فع نس مذ)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زكريا بن عدي حدثنا عبيد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت إن جاهدت في سبيل الله بنفسي ومالي حتى أقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر أأدخل الجنة؟ قال نعم، فلما ولي دعا الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده من لا أعرفه وبعضده ما قبله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن غيلان حدثني المفضل حدثني عياش بن عباس عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمر الخ (تخريجه)(م. وغيره)(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية بن عمرو قال ثنا أبو إسحاق يعني الفزاري عن صفوان يعني بن عمرو عن أبي المقنى عن عتبة بن عبد السلمى الخ (غريبه) هكذا بالأصل المفتخر من الفخر، وجاء عند الدارمي الممتحن بيمين، وكذلك جاء في النهاية ويقال محنت الفضة إذا صفيتها وخلصتها بالنار، والظاهر أن لفظ المفتخر هنا رفع فيه تصحيف من الناسخ فإن كان صحيحا فمعناه المفتخر يوم القيامة بما أعطاه الله من الكرامة وعلو الدرجة، والأول أقرب والله أعلم بقاف وراء مفتوحتين بعدهما فاء يقال قرف الذنب إذا عمله وقارف الذنب وغيره إذا دانا هو لاصقه وقرفه بكذا أي أضافه أليه واتهمه به، والمعنى أن عليه ذنوبا ارتكبها (تخريجه)(مي طب حب هق) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد ثنا ابن لهيعة
-33 -
أنواع الشهداء ودرجاتهم باعتبار نياتهم
-----
قتل فذلك الذي يرفع عليه أعناقهم يوم القيامة ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه حتى وقعت قلنسوته أو قلنسوة عمر ورجل مؤمن جيد الأيمان لقي العدو فكأنما يضرب جلده بشوك الطلح أتاه سهم غرب فقتله هو في الدرجة الثانية، ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الثالثة (وعنه من طريق ثان) قال سمعت فضالة بن عبيد يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهداء أربعة (فذكر الثلاثة المتقدمة ثم قال) والرابع مؤمن أسرف على نفسه إسرافا كثيرا لقي العدو فصدق الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الرابعة (عن إبراهيم بن عبيد) بن رفاعة أن أبا محمد أخبره وكان من أصحاب ابن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه حدثه عن رسول الله صلى الله وعلى آله وصحبه وسلم أنمه ذكر عنده الشهداء: فقال إن أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش، ورب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته
قال سمعت عطاء بن دينار عن أبي يزيد الخولاني الخ (غريبة) القلنسوة بفتحتين فسكون فضم أي طاقيته أي جبان ليس عنده جرأة على القتال والطلح بفتح فسكون شجر عظيم له شوك أي بينما هو في حالة الفزع والخوف من العدو أتاه سهم غريب بتنوين سهم وغرب: وبالإضافة أيضا وبسكون الراء وفتحها في كليهما: وهو الذي لا يدري رامية ولا من أين جاء لم يصف إيمانه في هذه الدرجة بالجودة لأجل العمل السيئ الذي ارتكبه: وهو الذي جعله في الدرجة الثالثة، ولكنه في منزلة الشهداء (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن إسحاق أنبأنا ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن أبي يزيد الخولاني قال سمعت فضالة بن عبيد الخ (غريبة) أي مرتكب للخطايا ليس له عمل صالح فهو شهيد تكفر الشهادة عنه كل سيئة إلا الدين: وتقدم الكلام عليه، وإنما نال تلك الدرجة لصدق نيته (تخريجه)(هق مذ) وقال هذا الحديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن دينار قال سمعت محمدا (يعني البخاري) يقول قد روى سعيد بن أبي أيوب هذا ليس به بأس اهـ (قلت) خولان بفتح الخاء وسكون الواو اسم قبيلة باليمن، منها أبو يزيد الخولاني (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إبراهيم ابن عبيد بن رفاعة الخ (غريبة) بضمتين جمع فراش أي الذين يألفون النوم على الفراش، يعني فهم وإن تبسطوا بالنوم والراحة لكنهم اشتغلوا بجهاد النفس والشيطان الذي هو الجهاد الأكبر عن مجاهدة الكفار الذي هو الجهاد الأصغر: فهؤلاء شهداء أيضا وإن ماتوا على فرشهم، وهذا محمول على عدم تعين الجهاد عليهم في النفير العام معناه إن كان لا علاء كلمة الله وجل فهو شهيد، وإن كان رياء أو لغنيمة ونحو ذلك فله ما نوى (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه
-34 -
فضل القراء الذين استشهدوا في سرية بئر معونة
-----
(عن ابن مسعود) رضي الله عنه قال إياكم أن تقولوا مات فلان شهيد أو قتل فلان شهيد، فإن الرجل يقاتل ليغنم، ويقاتل ليذكر، ويقاتل ليرى مكانه، فإن كنتم شاهدين لا محالة فاشهدوا للرهط الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقتلوا فقالوا اللهم بلغ نبينا صلى الله عليه وسلم عنا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا (عن عمر بن الخطاب) رضي الله عنه قال تقولون لمن قتل في مغازيكم أو مات قتل فلان شهيدا ومات فلان شهيدا ولعله يكون قد أوقر عجز دابته أودف راحلته ذهبا وفضة يبتغي التجارة، فلا تقولوا إذا كم ولكن قولوا كما قال النبي أو كما قال محمد صلى الله عليه وسلم من قتل أو مات في سبيل الله فهو في الجنة
(باب جامع الشهداء وأنواعهم غير المجاهدين في سبيل الله عز وجل (عن سعيد بن زيد) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد
أحمد هكذا (يعني عن ابراهيم عن عبيد بن رفاعة أن أبا محمد الخ) قال ولم أره ذكر ابن مسعود: وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، والظاهر أنه مرسل ورجاله ثقات اهـ سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا حماد أنا عطاء بن السائب عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبة) هم جماعة من القراء قتلوا في سرية بئر معونة، وسيأتي تفصيل خبرهم في تلك السرية من أبواب الغزوات، وجاء ذكرهم أيضا في حديث أنس عند الشيخين والإمام أحمد: وتقدم في الباب الأول من أبواب القنوت صحيفة 296 في الجزء الثالث فارجع إليه (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الإمام أحمد وسنده جيد، وأخرج الشيخان وغيرهما منه قصة الرهط هذا طرف من حديث طويل سيأتي بسنده وتخريجه في أبواب الصداق من كتاب النكاح إن شاء الله تعالى (غريبة) من الوقر بكسر الواو وهو الحمل، يقال أوقر دابته وقرا بالكسر أي حملها حملا (وقوله أودف راحلته) أو للشك من الزاوي ودف بفتح الدال المهملة وراحلته مضاف إليه: ودف كل شيء جانبه، والمراد هنا عجز رحل دابته أو جانبه وغرضه بذلك التجارة لا الجهاد، فهذا لا يقال له شهيد إذا قتل أو مات والله أعلم
(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان بن داود الهاشمي ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بنم ياسر بن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن يزيد الخ (غريبة) أي بسبب المدافعة عن ماله سواء كان حيوانا أو إنسانا (فهو شهيد) أي في حكم الآخرة لا الدنيا أي ثواب كثواب شهيد مع ما بين الثوابين من التفاوت، وذلك لأنه محق في القتال ومظلوم بأخذ ماله بغير حق (فائدة) شهيد الآخرة هو كل من ذكر في هذا الباب، وشهيد الدنيا والآخرة هو من قتل في حرب الكفار لسبب من أسباب القتال، والفرق بينهما أن شهيد الحرب لا تجري عليه أحكام الدنيا فلا يغسل ولا يصلي عليه بعكس شهيد الآخرة أي بسبب الدفع عن بضع حليلته أو قريبته أو جارته أو نحو ذلك أي في نصرة دين الله والذب عنه أي في الدفع عن نفسه
-35 -
ذكر أنواع الشهداء غير المجاهدين في سبيل الله عز وجل
-----
(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أريد ماله بغير حق فقتل دونه فهو شهيد (عن سعد بن أبي وقاص) رضي الله عنه قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم الميتة أن يموت الرجل دون حقه (عن سعد بن ابراهيم) أنه سمه رجلا من بني مخزوم يحدث عن عمه أن معاوية أراد أن يأخذ أرضا لعبد الله بنم عمرو يقال لها الوهط فأمر مواليه فلبسوا آلتهم وأرادوا القتال، قال فأتيته فقلت ماذا؟ فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يظلم بمظلمة فيقتل إلا قتل شهيدا (عن حميد بن عبد الرحمن) الحميري أن رجلا يقال له حممة كان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصبهان غازيا في خلافة عمر رضي الله عنه، فقال اللهم إن حممة يزعم أنه يحب لقاءك: فإن حممة صادقا فاعزم له صدقة، وإن كان كاذبا فاعزم عليه وإن كره، اللهم لا ترد حممة من سفره هذا، قال فأخذه الموت (وف لفظ البطن) فمات بأصبهان، قال فقام أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فقال يا أيها الناس إنا والله ما سمعنا فيما سمعناه من نبيكم صلى الله عليه وسلم وما بلغ علمنا إلا أن حممة شهيد
إن كان مظلوما غير مرتكب لثأر، وعليه أن يستعمل الحكمة في الدفع في كل هذه الأمور (تخريجه)(حب ك والثلاثة) وصححه الترمذي، وأخرج الشيخان منه من قتل دون ماله فهو شهيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن الحسن عن خاله ابراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد الله بن عمرو الخ (تخريجه) (الثلاثة) وصححه الترمذي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر ثنا حسن عن ابراهيم بن المهاجر عن أبي بكر يعني ابن حفص فذكر قصة قال سعد إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد: وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورحاله رجال الصحيح إلا أن أبا بكر بن حفص لم يسمع من سعد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم الخ (غريبة) أصل الوهط الموضع المطمئن من الأرض جمعه وهاط، وبه سميت ارض عبد الله بن عمرو بن العاص وكانت بالطائف، وقيل الوهط قرية بالطائف كانت أرض عبد الله بن عمرو بها وكان فيها كرم له: ولا بد أن يكون معاوية له شبهة في أخذها: وكان عبد الله يرى أنها ملكة وأن معاوية يريد اغتصابها: ولذلك أمر عبد الله، مواليه فلبسوا آلة الحرب لقتال معاوية لأنه يرى جواز مقاتلة المغتصب: ولذلك استدل بالحديث (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي سنده من لم يسم، ويؤيده حديثه المذكور قبل الحديث السابق (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا عوانة ثنا داود بن عبد الله الأودي ذلك أي لأنه مات بمرض البطن وغازيا في سبيل الله. (تخريجه)(د ش) وسنده جيد
- 36 -
ذكر أنواع الشهداء غير المجاهدين في سبيل الله عز وجل
-----
(عن أبي إسحاق) قال مات لرجل صالح فأخرج بجنازته فلما رجعنا تلقانا خالد بن عرفطة وسليمان بن صرد رضي الله عنهما وكلاهما له صحبة: فقالا سبقتمونا بهذا الرجل الصالح فذكروا أنه كان به بطن وأنهم خشوا عليه الحر، قال فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، من قتله بطنه لم يعذب في قبره (عن حفصة) قالت سألت أنس ابن مالك رضي الله عنه بما مات ابن أبي عمرة؟ فقالوا بالطاعون، فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون شهادة لكل مسلم (عن عرباض بن سارية) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا عز وجل في الذين يتوفون من الطاعون، فيقول الشهداء: إخواننا قتلوا كما قتلنا، ويقول المتوفون على فرشهم إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا على فرشنا: فيقول الرب عز وجل انظروا إلى جراحهم، فان أشبهت جراحهم جراح المقتولين فإنهم منهم ومعهم، فإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم (عن عتبة بن عبد السلمى) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن عقبة بن عامر) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الميت من ذات الجنب شهيد (عن محمد بن زياد) الألهاني قال ذكر عند أبي عتبة
(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي قران (بضم القاف وتشديد الراء يعني بن تمام الأسدي) ثنا سعيد الشيباني أبو سنان عن أبي إسحاق الخ (غريبة) أي مات بمرض بطنه كالاستسقاء والإسهال ونحو ذلك زاد في زاوية أخرى من طريق ثان للإمام أحمد أيضا (قال بلى) يعني نعم، قال العلماء وإذا لم يعذب في قبره في غيره: لأنه أول منازل الآخرة، فإن كان سهلا فما بعده أسهل وإلا فعكسه تخرجه (نس حب مذ) وقال هذا حديث حسن الغريب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا ثابت عاصم عن حفصة (يعني بنت سيرين الخ)(تخرجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حيوة بن شريح يعني ابن يزيد الحضرمي ويزيد عبد ربه قالا ثنا بقية قال حدثني بحيرة بن سعيد عن خالد بن معدان عن ابن أبي بلال عن عرباض بن سارية الخ (تخرجه)(نس) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحكم بن نافع ثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن عتبة بن عبد السلمى الخ حديث العرباض المتقدم أتم وأكمل إلا إنه زاد في حديث عتبة، فيقال انظروا فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما كريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك (تخريجه)(طب) بإسناد لا باس به ويؤيده الذي قبله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا وهب بن عبد الله عن عبد الرحمن بن شماسة عن عقبة بن عامر الخ (غريبه) قال في الفردوس ذات الجنب الدبيلة قرحة قبيحة تثقب البطن (تخرجه)(طب) وسنده حسن لأن ابن الهيعة قال حدثنا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أو اليمان قال ثنا إسماعيل بن عياش عن محمد
-37 -
الطاعون والغرق والحرق والبطن والنفساء شهادة
-----
الخولاني الشهداء فذكروا المبطنون والمطعون والنفيساء، فغضب أبو عتبة وقال حدثنا أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال أن شهداء الله تعالى في الأرض أمناء الله في الأرض في خلقه قتلوا أو ماتوا (عن عبادة بن الصامت) رضي الله عنه قال أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريض في ناس من الأنصار يعودني، فقال هل تدرون ما الشهيد؟ فسكتوا فقال هل تدرون ما الشهيد؟ فسكتوا، قال هل تدرون ما الشهيد؟ فقلت لامرأتي أسنديني فأسندتني فقلت من أسلم ثم هاجر ثم قتل في سبيل الله فهو شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شهداء أمتي إذا لقليل القتل في سبيل الله شهادة والبطن شهادة، والغرق شهادة، والنفساء شهادة، (عن راشد بن جيش) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبادة بن الصامت يعوده في مرضه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعلمون من الشهيد من أمتي فأرم القوم فقال عبادة ساندوني فأسندوه فقال يا رسول الله الصابر المحتسب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شهداء أمتي إذا لقليل، القتل في سبيل الله عز وجل شهادة، والطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن شهادة، والغرق شهادة والبطن شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرره، إلى الجنة قال وزاد أبو العوام سادن، بيت المقدس والحرق والسيل.
ابن زياد الألهاني الخ (غريبة) يستفاد منه أن من اتصف بالأمانة في أي شيء ائتمن عليه يكون من شهداء الآخرة وإن ماتت على فراشه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سريج ثنا المعافى مغيرة بن زياد عن عبادة بن نسي عن الأسود بن ثعلبة عن عبادة الصامت الخ (غريبة) يعني إذا اقتصرت الشهادة على من قتل في سبيل الله فالشهداء قليلون: ثم ذكر صلى الله عليه وسلم الشهداء فقال القتل في سبيل الله شهادة الخ، أي المرأة التي تموت بسبب الولادة (تخرجه)(بز طب) وفيه المغيرة بن زيادة، قال الهيثمي وثقة جماعة وضعفه آخرون، وبقية رجاله ثقات (سند) حدثنا عبد الله حدثني أبي قال حدثنا محمد بن بكر قال ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مسلم بن يسار عن أبي الأشعث الصنعاني عن راشد بن جيش الخ، (غريبة) براء مفتوحة بعدها مشددة مفتوحة أيضا أي سكتوا ولم يجيبوا أرم فهو مرم ويروي فأزم بالزاي المفتوحة وتخفيف المم وهو بمعناه لأن الأزم الإمساك عن الطعام والكلام (نه) أي الصابر على الجهاد المحتسب فيه كما يستفاد من حديثه المتقدم بفتح السين المهملة بعدها راء مفتوحة هو حبل السرة الذي تقطعه القابلة من موضوع السرة فما بقى مع المولود بعد القطع له السرة بضم السين المهملة: وما زاد عن ذلك يقال له سرر بفتح أوله وثانية، ويقال له أيضا السر بضم السين المهملة (وقوله وزاد فيها) أي في رواية أخرى من هذا الحديث (أبو العوام) لم يذكر أبو العوام هذا في سند حديث الباب، ولعله روي هذه الزيادة من طريق أخرى أي خادم بيت المقدس ومتولي فتح أبوابه وإغلاقها بفتح الحاء المهملة وكسر الراء الذي
-38 -
المطعون والخار عن دابته والمجنوب شهداء
-----
(عن عبادة بن الصامت) رضي الله عنه عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحه رضي الله عنه فما تحوز له عن فراشه، فقال من شهداء أمتي؟ قالوا قتل المسلم شهادة، قال أن شهداء أمتي إذا لقليل، قتل المسلم شهادة: والطاعون شهادة، والبطن، والغرق والمرأة يقتلها ولدها جمعاء (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا الذي يقاتل في سبيل الله حتى يقتل، قال أن الشهيد في أمتي إذا لقليل، القتيل في سبيل الله شهيد، والطعين في سبيل الله شهيد، والغريق في سبيل الله شهيد، والخار عن دابته في سبيل الله شهيد، والمجنوب في سبيل الله شهيد، قال محمد المجنوب صاحب الجنب (زاد في رواية) والبطن شهادة والنفساء شهادة (وعن صفوان ابن أمية) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الطاعون شهادة، والغرق شهادة، والنفساء شهادة
يموت بحرق النار (والسيل) بفتح السين المهملة المشددة بعدها ياء تحتية ساكنة وهو المطر الغزير الذي يسيل على الأرض ويجري، والمراد الذي يغرق في ماء السيل (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال حدثني أبو بكر بن حفص ابن المصبح أو أبي المصبح عن ابن السمط عن عبادة بن الصامت الخ (غريبة) أي ما تنحى ولا تحول قال في النهاية وإنما لم تمنح له عن صدر فراشه لأن السنة في ترك ذلك أهـ (قلت) الظاهر أنه لم يتنح عن فراشه للنبي صلى الله عليه وسلم لشدة مرضه فقد جاء في رواية الطبراني ما يؤيد عن ذلك،
ولم يمت ابن رواحه في هذا المرض: فقد ثبت أنه استشهد في سرية مؤتة وسيأتي تفصيل ذلك في محله إن شاء الله تعالى هكذا جاء في هذه الرواية جمعاء وسيأتي في حديث جابر بن عتيك (والمرأة تموت بجمع شهيد) وكذلك في كل الروايات وفي كتب اللغة قال في النهاية المرأة تموت بجمع أي تموت وفي بطنها ولد: وقيل التي تموت بكرا، والجمع بالضم المجموع كالذخر بمعنى المذخور وكسر الكسائي الجيم، والمعنى أنها ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل عنها من حمل أو بكارة (ومنه الحديث الآخر) إنما امرأة ماتت بجمع لم تطمث دخلت الجنة، وهذا يريد به البكر اهـ (تخريجه) (طب) وأورده الهيثمي وقال رواه الطبراني وأحمد بنحوه ورجالها ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد يعني ابن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرضي عن عمر بن الحاكم بن ثوبان عن أبي هريرة الخ (غريبة) أي الذي مات بالطاعون (وقوله في سبيل الله) هذا القيد ليس بلازم لأنه ورد مطلقا بدون قيد من رواية أبي هريرة أيضا وغيره عند الشيخين وغيرهما: وكذا يقال فيما بعده أي الذي وقع عن دابته فمات أي الذي مات بمرض الجنب وتقدم تفسيره ومحمد هو ابن إسحاق أحد رجال السند (تخريجه)(م جه) ما عدا الخار عن دابته وصاحب الجنب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يزيد بن
-39 -
أنواع الشهداء وأن النبي صلى الله عليه وسلم مات شهيدا
-----
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله عز وجل (عن جابر بن عتيك) أن عبد الله بن ثابت لما مات قالت ابنته والله إن كنت لأرجوا أن تكون شهيدا، أما إنك قد كنت قضيت جهازك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أوقع أجره على قدر نيته، وما تعدون الشهادة؟ قالوا قتل في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله، المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة (باب في أن النبي صلى الله عليه وسلم مات شهيدا)
(عن عبد الله) قال لأن أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل قتلا أحب إلى من أن أحلف واحدة أنه صلى الله عليه وسلم لم يقتل: وذلك بأن الله جعله نبيا واتخذه شهيدا، قال الأعمش فذكرت ذلك لإبراهيم يعني النخعي فقال كانوا يرون أن اليهود سموه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه
هارون قال أخبرنا سليمان يعني التيمي عن أبي عثمان يعني النهدي عن عامر يعني ابن مالك صفوان ابن أمية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن شهادة والنفساء شهادة (تخريجه)(نس) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا مالك بن أنس عن سمى مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة الخ (غريبة) أي من مات من وقوع نحو الحائط والصخرة أو في بئر يحفرها أي الذي يموت تحت شيء من ذلك (تخريجه)(ق لك مذ)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا مالك عن عبد الله بن عبد الله ابن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث بن عتيك فهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه أنه أخبره أن جابر بن عتيك أخبره أن عبد الله بن ثابت الخ بكسر الجيم وفتحها ما تحتاج إليه في سفرك للغزو والخطاب لأبيها تقدم في حديث أبي هريرة أن الشهداء خمسة ولا منافاة لاحتمال أنه صلى الله عليه وسلم أعلم بالأقل ثم علم زيادة على ذلك فذكرها في وقت آخر ولم يقصد الحصر في شيء من ذلك: لأنه ورد أكثر من سبعة تقدم تفسيره وضبطه في شرح حديث عبادة بن الصامت (تخريجه)(لك دنس ك حب هق) وقال النووي هو صحيح بلا خلاف وان كان البخاري ومسلم لم يخرجاه (باب) هو ابن مسعود (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا عبد الرازق أنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله الخ (غريبة) يعني مقتولا بالسم الذي وضعته له اليهودية في الطعام في غزوة خيبر، وسيأتي تفصيل ذلك في الغزوة المذكورة في أبواب الغزوات إن شاء الله تعالى لعله يعني قصة الشاة المتقدمة فقد روى البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل مع أصحابه فلما ظهر له أن الطعام مسموم احتجم على الكاهل وأمر أصحابه فاحتجموا ومات بعضهم، فيحتمل أن أبا بكر رضي الله عنه كان ممن أكلوا ثم احتجموا عاشوا، ويحتمل أن اليهود سموه في قصة أخرى
-40 -
حكم من أراد الجهاد وله أبوان
-----
(عن عبد الرحمن) بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه أن أم مبشر وكانت قد صلت إلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبض فيه فقالت بأبي وأمي يا رسول الله ما تتهم بنفسك فإني لا أتهم غيره هذا أوان قطع أبهري (باب من أراد الجهاد وله أبوان)(عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه قال هاجر رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرت الشرك ولكنه الجهاد، هل باليمين أبواك؟ قال نعم، قال أدنى لك؟ قال لا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع إلى أبويك فاستأذنهما فإن فعلا وإلا فبرهما (عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنهما قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت هذه الشجرة إذ أقبل رجل من هذا الشعب فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا رسول الله إني قد أردت الجهاد معك ابتغى بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال هل من أبويك أحد حي؟ قال نعم يا رسول الله كلاهما، قال فارجع أبرر أبويك (وفي لفظ ففيهما فجاهد) قال فولى راجعا من حيث جاء (عن معاوية بن جاهمة) جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
والله أعلم (تخريجه)(ك) وصححه وأقره الذهبي وعقب هذا الحديث بأثر مسند إلى الشعبي قال والله لقد سم رسول الله وسم أبو بكر الصديق وقتل عمر بن الخطاط صبرا وقتل عثمان بن عفان صبرا وقتل علي بن أبي طالب صبرا وسم الحسن بن علي وقتل الحسين بن علي صبرا رضي الله عنهم فما نرجو بعدهم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إبراهيم بن خالد ثنا رباح (يعني ابن زيد) ثنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله الخ (غريبة) أي ما الذي تظنه في سبب مرضك تعني الطعام المسموم الذي أكله ابنها مع النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح بذلك في رواية أبي داود (وأنا لا أتهم غيره) فيه تقرير لما فهمته أم البشر وأنه صلى الله عليه وسلم مات بسبب السم قال أهل اللغة الأبهر بفتح الهمزة وسكون الموحدة وفتح الهاء هو عرق مستبطن القلب، قيل وهو النياط الذي علق به القلب فإذا انقطع مات صاحبه وقيل غير ذلك (تخريجه)(د ك) وسنده جيد ويؤيد ما رواه البخاري عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه، يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلته بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخ (تخريجه)(د) وصححه ابن حبان (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن ناعم مولى أم سلمة عن عبد الله بن عمرو قال حججت معه حتى إذا كنا ببعض طرق مكة رأيته تيمم فنظر حتى إذا استبانت جلس تحتها ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت هذه الشجرة الخ (تخريجه)(خ والثلاثة)(سنده) حدثنا عبد الله
- 41 -
لا يجوز الاستعانة بالمشركين في الجهاد
-----
أردت الغزو وجئتك أستشيرك، فقال هل لك من أم؟ قال نعم، فقال ألزمها فأن الجنة عند رجليها ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى كمثل هذا القول (باب ما جاء في الاستعانة بالمشركين في الجهاد)(عن خبيب بن عبد الرحمن) عن أبيه عن جده قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزوا أنا ورجل من قومي ولم نسلم فقلنا أنا نستحي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم، قال أو أسلمتما؟ قلنا لا، قال فلا نستعين بالمشركين على المشركين، قال فأسلمنا وشهدنا معه فقتلت رجلا وشحك هذا الوشاح فأقول لا عدمت رجلا عجل أباك إلى النار (عن عروة عن عائشة) رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى بدر فتبعه رجل من المشركين فلحقه عند الجمرة، فقال إني أردت أن أتبعك وأصيب معك، قال تؤمن بالله عز وجل ورسوله قال لا، قال ارجع فإن نستعين بمشرك، قال ثم لحقه عند الشجرة ففرح بذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان له قوة وجلة فقال جئت لأتبعك وأصيب معك قال تؤمن بالله ورسوله؟! قال لا، قال ارجع فلن أستعين بمشرك، قال ثم لحقه حين ظهر على البيداء فقال له مثل ذلك، قال
حدثني أبي ثنا روح قال أنا ابن جريج قال أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه طلحة بن عبد الله عن معاوية بن جاهمة الخ (غريبة) يريد والله أعلم أن نثيبه من الجنة لا يصل إليه إلا برضاها بحيث كأنه لها وهي قاعدة عليه فلا يصل إليه من جهتها (وقوله ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى الخ) يريد انه كرر على النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول في مواضع متعددة كما جاء مبينا في رواية ابن ماجة: ففيها أنه أتاه من جانب فذكر له قصته، ثم أتاه من الجانب الآخر، ثم أتاه من أمامه وفي كل مرة يقول مثل القول الأول (تخريجه)(نس جه هق) وسنده جيد (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد قال أنه المستلم بن سعيد عن عباد ثنا خبيب بن عبد الرحمن الخ (غريبة) هو خبيب بن يساف أو إساف وكان أوسيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع رجل من الأوس يريدان مساعدته في غزوة بدر لأنه صلى الله عليه وسلم كان معه جماعة من الأوس في هذه الغزوة مسلمين فأراد مجاملة قومها المسلمين وإن كانا مشركين، فلم يقبل منهما النبي صلى الله عليه وسلم إلا إذا أسلما ذكر الواقدي أن الذي ضربه هو أمية بن خلف ويقال إنه هو الذي قتل أمية أي ضربك هذه الضربة في موضع الوشاح وهو ما بين العاتق والكشح (تخريجه)(هق طب) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن ثنا مالك عن فضيل بن أبي عبد الله عن عبد الله بن دينار الأسلمي عن عروة عن عائشة الخ (غريبة) الظاهر أن الرجل هو خبيب بن يساف المذكور في الحديث السابق (تخريجه)(م. وغيره)
-42 -
مشاورة الإمام رؤساء الجيش ونصحه لهم
-----
تؤمن بالله ورسوله؟ قال نعم، قال فخرج به (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تستضيئوا بنار المشركين ولا تنقشوا خواتيمكم عربيا (عن ذي مخبر) رضي الله عنه رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيصالحكم الروم صلحا آمنا ثم تغزون أنتم وهم غزوا فتنصرون وتسلمون وتغنمون الحديث (باب ما جاء في مشاورة الإمام رؤساء الجيش ونصحه ورفقه بهم وأخذهم بما عليهم) (عن أنس ابن مالك) رضي الله عنه قال: قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر خرج فاستشار الناس فأشار عليه أبو بكر رضي الله عنه، ثم استشارهم فأشار عليه عمر رضي الله عنه فسكت، فقال رجل من الأنصار إنما يريدكن، فقالوا يا رسول الله والله لا نكون كما قالت بنو إسرائيل لموسى (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هنا قاعدون) ولكن والله لو ضربت أكباد الإبل حتى تبلغ برك الغمام لكنا معك (عن الحسن) قاتل مرض معقل بن يسار مرضا ثقل فيه فأتاه ابن زياد يعوده فقال أبيس محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استرعى رعيته فلم يحطم بنصحه لم يجد ريح الجنة، وريحها يوجد من مسيرة مائة عام، قال ابن زياد ألا كنت حدثني بهذا
(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم أنا العوام ثنا الأزهر بن راشد عن أنس الخ (غريبة) الظاهر انه صلى الله عليه وسلم نهى عن الاستضاءة بنار المشركين لئلا يمتنوا على المسلمين بذلك وقد شرفهم الله وأعزهم بالإسلام، فلا ينبغي أن يكون للمشركين عليهم منة وفضل (وقوله ولا تنقشوا خواتيمكم عربيا) أي على خواتيمكم كما جاء في بعض الروايات، قال في القاموس أي لا تنقشوا محمد مثل ما كان ينقش على خاتمه وهو (محمد رسول الله) لأنه كان علامة له في ذلك الوقت يختم به كتبه (تخريجه)(نس) وفي إسناده أزهر بن راشد ضعيف وبقية رجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن خالد بن معدان عن ذي مخبر الخ (مخبر بوزن منبر)(غريبة) ليس هذا آخر الحديث، وهذا طرف منه أتيت به لمناسبة الترجمة: وسيأتي بتمامه في باب المعاهدة والصلح (تخريجه)(د جه) وسكت عنه أبو داود أبو داود والمنذري ورجاله رجال الصحيح (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس الخ بفتح الموحدة وكسرها وسكون الراء (والغماد) بغين معجمة مكسورة ويجوز ضمها موضع من وراء مكة بخمس ليال من ناحية الساحل وقيل بثمان، وقيل موضع في أقاصي هجر، وقيل مدينة بالحبشة، وقيل الرواية هنا أقصى معمور الأرض كما هو أحد معانيه في القاموس لأنه أتم امتثال أمره وإتباعه. صلى الله عليه وسلم (تخريجه)(م. وغيره)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هوذة بن خليفة ثنا عوف عن الحسن الخ (الحسن) هو ابن أبي الحسن البصري (غريبة) هو عبد الله بن زياد
-43 -
وعيد من لم يعدل بين رعيته ووجوب طاعته الجيش لأميرهم
-----
قبل الآن، قال والآن لولا الذي أنت عليه لم أحدثك به (وفي لفظ) لا يسترعي الله تبارك وتعالى عبدا رعية فيموت يوم يموت وهو لها غاش إلا حرم الله عليه الجنة (وفي لفظ) من رواية أبي الأسود عن معقل أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما راع استرعى رعية فغشها فهو في النار (وفي لفظ) عن بنت معقل عن أبيها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس من والى أمة قلت أو كثرت لا يعدل فيها إلا كبه الله على وجهه في النار (عن سهل بن معاذ) الجهني عن أبيه رضي الله عنه قال نزلنا على حصن سمان بأرض الروم مع عبد الله بن عبد الملك فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فقال معاذ أيها الناس أنا غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا وكذا فضيق الناس الطريق، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له (باب لزوم طاعة الجيش لأميرهم ما لم يأمر بمعصية وكراهة تفرقهم عند النزول)(عن عتبة بن عبد) رضي الله عنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتال فرمى رجل من أصحابه بسهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجب هذا: وقالوا حين أمرهم بالقتال إذا يا رسول الله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما من المقاتلين (عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال
أمير البصرة في زمن معاوية ويزيد أي لولا الذي أنت عليه من ظلم الناس وسفك دمائهم وخشي الموت في هذا المرض فأكون قد كتمت علما علمته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ذلك لم أحدثك به، ويؤيد ذلك ما جاء في رواية الإسماعيلي من الوجه الذي أخرجه مسلم بلفظ (لولا أني ميت ما حدثتك) فكأنه كان يخشى بطشه، فلما نزل به الموت أراد أن يكف بعض شره عن المسلمين والله أعلم غش الراعي للرعية هو عدم
نصحهم، ونصحهم توجيههم إلى ما فيه الخير لهم من أمور الدنيا والآخرة (تخريجه) (ق. وغيرهما) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني عبد الله حدثني أبي ثنا الحكم بن نافع ثنا إسماعيل ابن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن سهل بن معاذ الخ (غريبة) الراد والله أعلم بتضييق المنازل وقطع الطريق: هو عدم النظام في النزول والسير والتزاحم في ذلك، لأنه يضايق الضعفاء ويفوت بعض المصالح أي فلا جهاد له كاملا أو لا أجر له في جهاده وفيه مبالغة في الزجر والتنفير من ذلك (تخريجه) (د مذ) وفي إسناده إسماعيل ابن عياش فيه مقال: وسهل بن معاذ ضعيف كما قال المنذري والله أعلم (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عصام بن خالد ثنا أبو عبد الله الحسن بن أيوب حدثني عبد الله بن ناسج الحضرمي قال حدثني عتبة بن عبد الله الخ (غريبة) أي فعلا يوجب له الجنة (تخريجه) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق
-44 -
وجوب طاعة الأمير إلا في معصية الله عز وجل
-----
رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة له إنا مدجلون فلا بد لجن مصعب ولا مضعف فأدلج رجل على ناقة صعبة فسقط فاندلقت فخذه فمات فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه ثم أمر مناديا ينادي في الناس، إن الجنة لا تحل لعاص ثلاث مرات (عن أبي ثعلبة الخشنى) رضي الله عنه قال كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فعسكر تفرقوا عنه في الشعاب والأودية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذلكم الشيطان، قال فكانوا بعد ذلك إذا نزلوا منزلا انضم بعضهم إلى بعض حتى أنك لتقول لو بسطت عليهم كساء لعمهم أو نحو ذلك (عن على رضي الله عنه قال) بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار، قال فلما خرجوا قال وجد عليهم في شيء فقال أليس قد أمركم، رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قال قلوا بلى، قال فقال اجمعوا حطبا ثم عاد بنار فأضرمها فيه ثم قال عزمت عليكم لتدخلنها قال فهم القوم أن يدخلوها: فال فقال لهم شاب منهم إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار فلا تعجلوا حتى تلقوا النبي صلى الله عليه وسلم فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوا: قال فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال لهم لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا إنما الطاعة في المعروف
ابن عيسى وأبو اليمان، وهذا حديث إسحاق قالا ثنا إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود الأملوكي عن أبلي أسماء الرحي عن ثوبان الخ (غريبة) من أدلج إدلاجا مثل أكرم إكراما سار الليل كله فهو مدلج، فإن خرج آخر الليل فقد أدلج بالتشديد (وقوله مصعب ولا مضعف) بضم الميم وكسر العين فيهما المصعب هو من كان بعيره صعبا غير منقاد ولا ذلول، يقال أصعب الرجل فهو مصعب والمضعف من كانت دابته الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل عليه لكونه مات لمخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم (تخريجه)(ك) وصححه وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا على بن بحر قال ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله يعني ابن (العلاء بن زبير) أنه سمع مسلم بن مشكم (بوزن منبر) يقول ثنا أبو ثعلبة الخشني (بضم الخاء وفتح المعجمة) الخ (غريبة) لفظ (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط من الأصل وهو ثابت عند الحاكم وأبي داود فأثبته هنا، لأن الكلام لا يستقيم بدونه (تخريجه)(د ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي الخ (غريبة) جاء في بعض الروايات عند غير الإمام أحمد زيادة (وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا فعصوه في شيء) قيل إنه لم يقصد النار حقيقة، وإنما أشار بذلك إلى أن طاعة الأمير واجبة، ومن ترك الواجب دخل النار، فإذا شق عليكم دخول هذه النار فكيف بالنار الكبرى، وكان في قصده أنه لو رأى منهم الجد في دخولها لمنعم قال الداودي يرد تلك النار لأنهم يموتون بتحريقها فلا يخرجون منها أحياء، قال وليس المراد بالنار نار جهنم ولا أنهم يخلدون فيها، لأنه قد يثبت في حديث الشفاعة أنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من
-45 -
وجوب طاعة الجيش لأميرهم إلا في معصية الله عز وجل
-----
(وفي لفظ) فقال (يعني النبي صلى الله عليه وسلم للذين أرادوا أن يدخلوها لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة: وقال الآخرين قولا حسنا، وقال لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف (وفي لفظ) لا طاعة لبشر في معصية الله (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز رضي الله عنه على بعث أنا فيهم حتى انتهينا إلى رأس غزاتنا أو كنا ببعض أذن لطائفة من الجيش وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي وكان من أصحاب بدر، وكانت فيه دعابة يعني مزاحا، وكنت ممن رجع معه فنزلنا ببعض الطريق، قال وأوقد القوم نارا ليصنعوا عليها صنيعا لهم أو يصطلحون، قال فقال لهم أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا بلى، قال أعزم عليكم بحقي وطاعتي لما توثبتم في هذه النار، فقام ناس فتحجزوا حتى إذا ظن أنهم واثبون قال احبسوا أنفسكم، فإنما كنت أضحك معكم فكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قدموا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه (عن بشير بن عاصم الليثي) عن عقبة بن مالك رضي الله عنه وكان من رهطه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فسلحت رجلا سيفا، قال فلما رجع قال ما رأيت مثل مالا منا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أعجزتم إذ بعثت رجلا فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري
إيمان أي فيما يقره الشرع (تخريجه)(ق د نس)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا محمد بن عمرو عن عمرو بن الحكم بن ثوبان أن أبا سعيد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) هو بجيم وزايين الأولى مشددة مكسورة بفتح الهمزة وتشديد الميم مفتوحة من التأمير أي كطعام ونحوه (وقوله أو يصطلحون) أي يتقون البرد بالنار يقال احتجز الرجل بازاره شده في وسطه، وإنما فعلوا ذلك استعدادا للوثوب في النار هذا تقييد لما أطلق في الأحاديث المطلقة القاضية بطاعة أولى الأمر على العموم: القاضية بالصبر على ما يقع من الأمير مما يكره والوعيد على مفارقة الجماعة (تخريجه)(جه ك بز حب) وصححاه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا سليمان بن المغيرة القيسي قال حدثنا حميد بن هلال قال حدثني بشير بن عاصم الليثي عن عقبة بن مالك الخ أي من قومه والمعنى أن عقبة بن مالك كان من قوم بشير بن عاصم بفتح اللام مشددة وسكون الحاء المهملة وضم تاء الفاعل كذا جاء مضبوطا في النهاية، قال في حديث عقبة بن مالك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرية فسلحت رجلا منهم سيفا أي جعلته سلاحه: والسلاح ما أعددته للحرب من آلة الحديد مما يقاتل به: والسيف وجده يسمى سلاحا يقال سلحته (بفتح اللام مخففة) أسلحته بفتح اللام أيضا إذا عطيته سلاحا وإن شدد فللتكثير، وتسلح إذا لبس السلاح اهـ جاء عند الحاكم فلما رجعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لامنا (من اللوم) وقال أعجزتم الخ: وفي هذا الحديث غموض يحتاج إلى بيان ولم قف على من شرحه، وهذا الحديث بنصه في سنن أبي داود ولم يتعرض له الخطابي ولا المنذري
-46 -
الدعوة إلى الإسلام قبل القتال ووصية الإمام لأمير الجيش
-----
(باب الدعوة إلى الإسلام قبل القتال ووصية الإمام لأمير الجيش)(عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما حتى يدعوهم (عن سهل بن سعد الساعدي) رصي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله، قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله يشتكي عينيه، قال فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال أنفذ على رأسك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم (عن بريدة الأسلمي) رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا وقال اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله (وفي لفظ) اغزوا ولا تغلوا ولا تغدوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا، فإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال، فأيتهن ما أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم، ادعهم إلى الإسلام فإن هم
ولا ابن القيم بكلمة، فالله أعلم بمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم (تخريجه)(د ك) وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي باب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حفص بن غياث ثنا حجاج بن أرطاة عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ابن عباس الخ (غريبة) يعني يعدوهم إلى الاسلام (تخريجه)(ك) وأورده الهيثمي وقال أخرجه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله رجال الصحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم أخبرني سهل بن سعد الخ (غريبة) أي يخوضون وزنا ومعنى ويموجون فيمن يدفعها اليه، يقال وقع الناس في دوكة بفتح الدال المهملة وضمها أي في خوض واختلاط فيه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم ومنقبة لعلي رضي الله عنه المراد من المثلية المذكروة أن يتصفوا بوصف الاسلام في النطق بالشهادتين بضم الفاء أي امض سالما، والساحة الناحية وقضاء بين دور الحي أي خير لك من ملك جماعة من الإبل الحمر وكانت من أنفس أموال العرب (تخريجه)(ق مذ وغيرهم)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان بن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه (بريده الأسلمي) الخ (غريبه) بضم الغين المعجمة أي لا تخونوا في الغنيمة (ولا تمثلوا) أي لا تقطعوا الأنف والأذن ونحو ذلك بقصد التشويه (ولا تغدروا) بكسر الدال وضمها وهو ضد
-47 -
الدعوة إلى الإسلام قبل القتال ووصية الإمام لأمير الجيش
-----
أجابوك فاقبل منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأعلمهم إن هم فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا واختاروا دارهم فاعلموا أنهم يكونون كالأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية: فإن أجابوا فأقبل منهم وكف عنهم، فإن أبوا فاستعن الله ثم قاتلهم (وعنه من طريق ثان بنحوه) وزاد وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ولكن أجعل لهم ذمتك أبيك وذمم أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله، وان حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري حكم الله فيهم أم لا، قال عبد الرحمن هذا أو نحوه (عن أبي البختري) قال حاصر سليمان الفارسي قصرا من قصور فارس فقال له أصحابه يا أبا عبد الله ألا تنهد إليهم؟ قال لا حتى أدعوهم كما كان يدعوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتاهم فكلمهم، قال أنا رجل فارسي وأنا منكم والعرب يطيعوني فاختاروا إحدى ثلاث: أما أن تسلموا وإما أن تعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وإما إن ننابذكم فنقاتلكم، قالوا لا نسلم ولا نعطي الجزية ولكنا ننابذكم، فرجع سليمان إلى أصحابه فقالوا ألا تنهد إليهم؟ قال لا، فدعاهم ثلاثة أيام فلم يقبلوا فقاتلهم ففتحها (وعنه من طريق ثان) أن سلمان الفارسي حاصر قصرا من قصور
الوفاء (ولا تقتلوا وليدا) يعني صبيا لم يبلغ الحلم فيه ترغيب الكفار بعد إجابتهم وإسلامهم إلى الهجرة إلى ديار المسلمين لأن الوقوف بالبادية ربما كان سببا لعدم معرفة الشريعة لقلة من فيها من أهل العلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه بنحو الحديث المتقدم وزاد وإذا حاصرت أهل حصن الخ الذمة هنا معناها عقد الصلح والمهادنة: وإنما نهى عن ذلك لئلا ينقض الذمة من لا يعرف حقها، وينتهك حرمتها بعض من لا تمييز له من الجيش فيكون ذلك أشد، لأن نقض ذمة الله ورسوله اشد من نقض ذمة أمير الجيش أو ذمة جميع الجيش وإن كان نقض الكل محرما بضم التاء الفوقية وبعدها خاء معجمة ثم فاء مكسورة وراء يقال اخفرت الرجل إذا انقضت عهده: وخفرت بمعنى أمنته وحميته عبد الرحمن هو الذي روى عنه الامام أحمد هذا الطريق من حيث الباب، وروى الطريق الأولى عن وكيع وما عداهما سند الطريقين وأحد (تخريجه)(م مذ جه) وللبزار مثله من حديث ابن عباس (سنده حدثنا عبد الله أبي ثنا على ابن عاصم عن عطاء بن السائب عن أبي البختري الخ (غريبة) هو بمعنى تنهض وزنا ومعنى، قال في النهاية نهد القوم إلى عدوهم أي إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله: ومنه حديث ابن عمر أنه دخل المسجد فنهد الناس يسألونه أي نهضوا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد
-48 -
تخيير الكفار بين الإسلام أو القتال أو دفع الجزية
-----
فارس فقال لأصحابه دهوني حتى أفعل ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إني امرؤ منكم، وإن الله رزقني الإسلام وقد ترون طاعة العرب، فإن أنتم أسلمتم وهاجرتم إلينا فأنتم بمنزلتنا يجري عليكم ما يجري علينا، وإن أنتم أسلمتم وأقمتم في دياركم فأنت بمنزلة الأعراب يجري لكم ما يجري لهم، ويجري عليكم ما جرى عليهم، فان أبيتم وأقررتم بالجزية فلكم ما لأهل الجزية وعليكم ما على أهل الجزية، عرض عليهم ذلك ثلاثة أيام ثم قال لأصحابه أنهدوا إليهم ففتحها (عن ابن عون) قال كتبت إلى نافع أساله ما أقعد ابن عمر عن الغزو أو عن القوم إذا غزوا؟ وبما يدعون العدو قبل أن يقاتلوهم؟ وهل يحمل الرجل إذا كان في الكتيبة بغير إذن إمامه؟ فكتب إلي إن ابن عمر كان يغزو وولده ويحمل على الظهر، وكان يقول إن أفضل العمل بعد الصلاة الجهاد في سبيل الله تعالى، وما أقعد ابن عمر عن الغزو إلا وصايات لعمر وصبيان صغار وضعية كثيرة، وقد أغار رسول الله) ص* على بني المصطلق وهم غارون يسقون على نعمهم فقتل مقاتلهم وثبي سباياهم وأصحاب جويرية بنت الحارث، قال فحدثني بهذا الحديث ابن عمر وكان في ذلك الجيش، وإنما كانوا يدعون أول الإسلام. وأما الرجل فلا يحمل على الكتيبة إلا بإذن إمامه (باب جواز الخداع في الحرب بالتورية والكتمان وإرسال الجواسيس ونحو ذلك)(ز علي رضي الله عنه قال إن الله عز وجل سمى الحرب على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم خدعة (زاد في رواية زحموية) على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم
عن عطاء بن السائب عن أبي البختري عن سلمان الفارسي حاصر قصر الخ يعني بمنزلة المهاجرين (وقوله يجري عليكم ما يجري علينا) يعني من اخذ نصيبنا في الفيء والغنيمة ونحو ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد رحمه الله وسند الطريق الأولى حسن وسند الطريق الثانية صحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا ابن عون قال كتبت إلى نافع الخ (غريبة) قال في المصباح الضيعة العقار والجمع ضياع مثل كلبة وكلاب، والضيعة الحرفة والصناعة، ومنه كل رجل وضيعته اهـ (قلت) هذا محمول على ما إذا لم يتعين الجهاد، وإلا فلا يتركه ابن عمر ولا يوصى بتركه عمر رضي الله عنهما بضم الميم وسكون المهملة وفتح الطاء وكسر اللام بعدها قاف وهو بطن شهير من خزاعة (وقوله وهم غازون) بغين معجمة وتشديد الراء جمع غار بالتشديد أي غافلون، والمراد بذلك الأخذ على غرة أي غفلة أي أخذها في السبي (تخريجه)(ق د. وغيرهم).
(باب)(ز سنده) حدثنا عبد الله حدثني محمد بن جعفر الوركاني وإسماعيل بن موسى السدي وحدثنا زكريا بن يحيى زحموية قالوا أنبأنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن ذي حدان عن علي الخ (غريبة) فيه لغات، وقد روى بهن جميعا، وأفصحها فتح الخاء المعجمة مع سكون الدال المهملة، أي تنقضي بخدعة، والخدع إظهار أمر وإضمار خلافه وذلك سائغ في الحروب لأنه من
-49 -
جواز الخداع في الحرب وعدم تسرب الأخبار للعدو
-----
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى الحرب خدعة (عن أنس ابن مالك) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحرب خدعة (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنه تعالى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة (عن كعب بن مالك) رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كان غزوة تبوك فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد استقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل غزوا عدو كثير فحلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم وأخبرهم بوجهه الذي الذي يريد (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما قال اشتد الأمر يوم الخندق
المستثنى الجائز المخصوص من المحرم غلا أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فليس بالجائز (تخريجه) هذا الحديث من زوائد عبد الله بن الامام أحمد علي مسند أبيه، ولذا رمزت له بحرف زاي في أوله كما أشرت إلى ذلك في المقدمة: ولم أقف عليه لغير عبد الله بن الامام أحمد: وهو ضعيف ويؤيده ما بعده (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا ابن مبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو اليمان ثنا صفوان ابن عمرو عن عمرو بن جابر عن أنس الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وفي إسناده عمرو ابن جابر قال في التقريب ضعيف شيعي (قلت) يؤيده ما قبله وما بعده (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج عن ابن جرير أخبرني أبو الزبير عن جابر الخ (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عتاب بن زياد قال ثنا عبد الله قال أنا يونس عن الزهري قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أن عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) بتشديد الراء أي سترها وكني عنها بغيرها، ويستعمل في إظهار شيء مع إرادة غيره تبوك اسم موضع من بادية الشام قريب من مدين الذي بعث الله إليهم شعيبا والمشهور في تبوك منع الصرف للعلمية والتأنيث، وكانت هذه الغزوة في رجب سنة تسع من الهجرة بفتح الميم والفاء والزاي: البرية التي بين المدينة وتبوك، سميت مفازا تفاؤلا بالفوز وإلا فهي مهلكة كما قالوا للديغ سليم قال الزركشي والحافظ والدماميني وغيرهم بالجيم وتشديد اللام، زاد الحافظ قال ويجوز تحفيظها: ومعناه أظهر للمسلمين أمرهم أي ليكونوا على أهبة يلاقون بها عدوهم ويستعدون لذلك، والأهبة العدة، والجمع أهب مثل غرفة وغرف، ومعنى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يورى في غالب غزواته إلا غزوة تبوك فإنه أخبرهم بها ليستعدوا لها، فإنها كانت بعيدة الشقة وعرة المسالك في زمن حر شديد والعدو أكثر عددا منهم لهذا لم يكتم خبرها عنهم (تخريجه)(ق. د وغيرهم)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد قال هشام وحدثت به وهب بن كيسان فقال أشهد على جابر بن عبد الله رضي الله عنهما حدثني قال اشتد الأمر يوم الخندق الخ
-50 -
إرسال الجواسيس لمعرفة أخبار العدو وترتيب السرايا والجيوش
-----
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا رجل يأتينا بخبر بني قريظة؟ فانطلق الزبير فجاء بخبرهم، ثم اشتد الأمر أيضا فذكر ثلاث مرات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حواريا وإن الزبير حواري (عن ثابت عن أنس بن مالك) رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا لا أدري ما استثنى بعض نسائه فحدثه الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم فقال إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا، فجعل رجال يستأذنونه في ظهر لهم في علو المدينة قال لا إلا من كان ظهره حاضرا، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر (باب ترتيب السرايا والجيوش واتخاذ الرايات وألوانها) (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولا يغلب اثنا عشر ألفا من قلة (عن الحارث بن حسان) البكري رضي الله عنه قال قدمنا المدينة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على
(غريبه) الظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم انتدب من يأتي بني قريظة وفي كل مرة يجيبه الزبير كما يدل على ذلك رواية مسلم حواري الرجل صفوته وخاصته وناصره ومعينه في الشدائد (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم ثنا سليمان عن ثابت عن أنس الخ (غريبة) بضم الموحدة وفتح المهملة بعدها ياء ساكنة ثم سين مهملة مفتوحة، هو ابن عمرو ويقال ابن بشر (وقوله عينا) يعني جاسوسا يعني غير أنس الخ القائل لا أدري هو ثابت يشك هل استثنى أنس بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا يريد أن بسيسة حدث النبي صلى الله عليه وسلم بما فعلت غير أبي الحديث وسيأتي بثمامة في باب غزوة بدر من أبواب الغزوات إن شاء الله تعالى (تخريجه) (م د: وغيرهما) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت يونس يحدث عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس الخ (غريبة) المراد بالصحابة هنا صحابة السفر وهم الجماعة يصطحب بعضهم بعضا في السفر السرايا جمع سرية بوزن عطية وهي القطعة من الجيش تنفصل عنه ثم تعود إليه، وقيل هي قطعة من الخيل زهاء أربعمائة: كذا قال إبراهيم الحربي، وسميت سرية لأنها تسري ليلا على خفية ظاهرة إن هذا الجيش خير من غيره من الجيوش سواء كان أقل منه أم أكثر، ولكن الأكثر إذا بلغ إلى اثني عشر ألفا لم من قلة: وليس بخير من أربعة آلاف وإن كانت تغلب من قلة كما يدل على ذلك مفهوم العدد (تخريجه)(د مذ ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وحسنه الترمذي: وذكر أنه في أكثر الروايات عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا (سنده) حدثنا عبد الله
-51 -
اتخاذ الرايات في الحرب وما جاء في تشييع الغازي واستقباله
-----
المنبر وبلال قائم بين يديه متقاعدا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا رايات سود وسألت ما هذه الرايات؟ فقالوا عمرو بن العاص قدم منن غزاة (وعنه في رواية أخرى) قال دخلت المسجد فإذا هو غاص بالناس وإذا راية سوداء تخفق، فقلت ما شأن الناس اليوم؟ قالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها (عن يونس بن عبيد) مولى محمد بن القاسم قال بعثني محمد بن القاسم إلى البراءة بن عازب رضي الله عنه أسأله عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت؟ قال كانت سوداء مربعة من نمرة (باب تشجيع الغازي واستقباله ووصية الإمام له)(عن سهل بن معاذ) بن أنس الجهي عن أبيه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأن أشيع مجاهدا في سبيل الله فأكفه على راحلة غدوة أروحة أحب إلى الدنيا وما فيها (عن السائب بن يزيد) رضي الله عنه قال خرجت مع الصبيان إلى ثنية الوداع نتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، وقال سفيان مرة أذكر مقدم النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك (عن صفوان بن عسال) المرادي رضي الله عنه قال بعثنا
حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا عاصم بن أبي الفزر عن الحارث بن حسان البكري الخ الراية ما يعقد في الرمح ويترك حتى تصفقه الرياح يحملها رئيس الجيش جاءت هذه الرواية الأولى أنهم قالوا إن عمرو بن العاص قدم من غزاة، وفي هذه الرواية أنهم قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يبعث عمرو ابن العاص وجها، وظاهرا هذا التعارض، ويمكن الجمع بينهما بأن عمر أقدم من غزاة ثم أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعثه إلى غزاة أخرى فسمع حسان الرواية الأولى من بعض الناس، والرواية الثانية من آخرين والله أعلم (تخريجه) (نس مذ جه) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبلي ثنا يحيى بن زكريا ثنا أبو يعقوب الثقفي حدثني يونس بن عبيد مولى محمد بن القاسم الخ (غريبة) بفتح النون والراء ميم مكسورة هي ثوب حبرة بكسر الحاء المهملة وفتح الموحدة والراء قال قي القاموس النمرة بالضم النكتة من أي لون كان والأنمرة ما فيه نمرة بيضاء وأخرى سوداء والنمرة الحبرة وشملة فيها خطوط بيض وسود أو بردة من صوف يلبسها الأعراب اهـ (تخريجه) (د مذ جه) وسنده حسن (باب) حدثنا عبد الله حدثني أبي حسن ثنا ابن لهيعة ثنا زبان عن سهل بن معاذ الخ (غريبة) بكسر الفاء أي الخدمة وأعينه في حوائجه بفتح الغين المعجمة أي في الذهاب أو الإياب (تخريجه) (جه ك) وفي إسناده ابن لهيعة وشيخه زبان بن فايد وكلاهما فيه كلام (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن الزهري عن السائب بن زيد الخ (غريبة) سفيان هو ابن عيينة أحد رجال السند: يعني أنه قال في رواية أخرى أذكر مقدم النبي صلى الله عليه وسلم (تخريجه)(د مذ) وصححه: وللبخاري نحوه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر قال
-52 -
تشييع الغازي ووصية الإمام لقائد الجيش
-----
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال سيروا باسم الله في سبيل الله تقاتلون أعداء الله ولا تغلوا ولا تقاتلوا وليدا: وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن يمسح على خفيه إذا أدخل رجليه على طهور، وللمقيم يوم وليلة (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال انطلقوا على اسم الله، وقال اللهم أعنهم يعني النفر الذين وجههم إلى كعب بن الأشرف (وعنه أيضا) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه قال اخرجوا بسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعاطى السيف مسلولا
أنا زهير عن أبي روق الهمداني أن أبا الغريف حدثهم قال: قال صفوان بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) بضم المعجمة وتقدم الكلام عليها في شرح حديث بريدة في باب الدعوة إلى الإسلام قبل القتال: وما يختص بالمسح على الخفين تقدم الكلام عليه في أبواب المسح على الخفين في الجزء الثاني (تخريجه)(جه) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني ثور بن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبة) البقيع من الأرض المكان المتسع ولا يسمى بقيعا إلا وفيه شجر أو أصولها، وبقيع الغرقد موضع بظهر المدينة فيه قبور أهلها كان به شجر الغرقد فذهب وبقى اسمه (نه) يعني إلى قتل كعب بن الأشرف اليهودي وسيأتي الكلام على قصته في الباب الأول من حوادث السنة الثالثة بعد الهجرة إن شاء الله تعالى (تخريجه)(بز طب) ورجاله رجال الصحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني ألبي ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال أخبرني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) أصحاب الصوامع هم الرهبان الذين يتعبدون فيها، والصوامع جمع صومعة: وهي مكان العبادة مثل المسجد عند المسلمين (تخريجه)(عل بز طب طس) وعند الطبراني في الأوسط قال (ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا شيخا) قال الهيثمي وفي رجال البزاز إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وثقة الإمام أحمد وضعفه الجمهور، وبقية رجال البزار رجال الصحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه (تخريجه)(ق وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر الخ (غريبة) إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تعاطي السيف مسلولا يعني خارجا عن غمده لئلا يصيب إنسانا عند تناوله، والسنة أن يناوله داخل غمده (غربة)(ق د مذ ك)
-53 -
استصحاب النساء في الغزو لمصلحة المرضى والجرحى
-----
(باب استصحاب النساء في الغزو لمصلحة المرضى والجرحى والخدمة لا الجهاد)(عن حشرج بن زياد) الأشجي عن جدته أم أبيه رضي الله عنهما أنها قالت خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاة خيبر وأنا سادسة ست نسوة، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن معه نساءا فأرسل إلينا (وفي لفظ فدعانا قالت فرأينا في وجه الغضب) فقال ما أخرجكن؟ وبأمر من خرجتن؟ فقلنا خرجنا نتناول السهام ونسقي الناس السويق ومعنا ما داوى به ونغزل الشعر ونعين به في سبيل الله، قال قمن فانصرفن، قالت فلما فتح الله عليه خيبر أخرج لنا سهام كسهام الرجل والقتلى إلى المدينة (عن أم عطية) رضي الله عنها قالت غزوت مع رسول الله (ص سبع غزوات أداوي المرضى وأقوم على جراحاتهم فاخلفهم في رحالهم أصنع لهم الطعام (عن محمد بن إسحاق
قال حدثني محمد بن سحيم عن أمية بنت أبي الصلت عن امرأة من بني غفار وقد سماها لي قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة من بني غفار فقلنا له يا رسول الله قد أردنا أن نخرج معك إلى وجهك إلى وجهك هذا وهو يسير إلى خيبر فنداوي الجرحى ونعين المسلمين بما استطعنا، فقال على بركة الله، قالت فخرجنا معه وكنت جارية حديثة فأردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على حقيبة رحله قالت فوالله لنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصححه الحافظ) (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني عبد الرحمن بن عبد الوارث ثنا رافع بن سلمة الأشجعي حدثني حشرج بن زياد الأشجي عن جدته الخ: وجدته هذه هي أم زياد الأشجية من الصحابيات (غريبة) السويق بكسر الواو: شراب يصنع من الحنطة والشعير المراد بالسهام هنا الرضخ وهو العطية من الغنيمة كما يستفاد من الحديث الآتي بعد حديثين، لا أنه جعل نصيب المرأة كنصيب الرجل كما يتبادر من ظاهر اللفظ (تخريجه)(د نس) وسكت عنه أبو داود، وفي إسناده رجل مجهول وهو حشرج، قاله الحافظ في التخليص، وقال الخطابي إسناده ضعيف لا تقوم به حجة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بشر بن المفضل عن خالد بن ذكران عن الربيع بنت معوذ الخ، الربيع بفتح الباء الموحدة بعدها ياء تحتية مشددة مكسورة (ومعوذ) بتشديد الواو مكسورة وبعدها ذال معجمة (تخريجه)(خ)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق قال ثنا هشام عن حفصة عن أم عطية الخ (تخريجه)(م جه)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن محمد بن إسحاق الخ (غريبة) الظاهر والله أعلم أن هذه المرأة هي أم زياد الأشجعية جدة حشرج بن زياد التي ذكر حديثها أول الباب تعني حديثة السن مراهقة الحقيبة التي تجعل في مؤخر القتب، والمراد أنه صلى الله عليه وسلم أردفها خلفه على
-54 -
استصحاب النساء في الغزو لمصلحة المرضى والجرحى
-----
إلى الصبح فأناخ ونزلت عن حقيبة رحله وإذا بها فكانت أول حيضتها، قالت فتقبضت إلى الناقة واستحييت، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بي ورأى الدم قال مالك لعلك نفست؟ قالت نعم، قال فأصلحي من نفسك وخذي إناءا من ماء فاطرحي فيه ملحا ثم اغسلي ما أصاب الحقيبة من الدم ثم عودي لمركبك، قالت فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر رضخ لنا من الفيء وأخذ هذه القلادة التي ترين في عنقي فأعطانيها وجعلها بيده في عنقي، فو الله لا تفارقني أبدا قال وكانت في عنقها حتى ماتت، ثم أوصت أن تدفن معها، فكانت لا تظهر من حيضة إلا جعلت في طهورها ملحا وأوصت أن يجعل في غسلها حين ماتت (عن حميد) يعني ابن هلال قال كان رجل من الطفاوة طريقه علينا فأتى على الحي فحدثهم، قال قدمت المدينة في عيرها فبعنا بياعتنا ثم قلت لأنطلقن إلى هذا الرجل فلآتين من بعدي بخبره، قال فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يريني بيتنا: قال إن امرأة كانت فيه فخرجت في سرية من المسلمين وتركت اثني عشر عنزا لها وصيصتها كانت تنسج بها، قال ففقدت عنزا من غنمها وصيصتها فقالت يا رب إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه: وإني قد فقدت عنزا من غنمي وصيصتي وإني أنشدك عنزي وصيصتي، قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر مناشدتها لربها تبارك وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنزها ومثلها، وهاتيك فاتها فاسألها إن شأت، قال قلت بل أصدقك (باب الأوقات التي يستحب فيها الخروج إلى الغزو والنهوض إلى القتال وترتيب الصفوف وشعار المسلمين)(عن كعب بن مالك) رضي الله عنه قال لقمان كان رسول
مؤخرة الرحل أي وثبت فزعا مما رأت، قال في القاموس تقبض منه اشمأز وإليه وثب بفتح أوله وكسر ثانيه أي حضت الرضخ العطية القليلة، وقد احتج به القائلون بأن المرأة لا يسهم لها وهم الجمهور بفتح الطاء أي الماء الذي تطهر به (تخريجه) لم أقف على من أخرجه بهذا السياق غير الإمام أحمد وفي إسناده محمد بن سحيم لم أقف على من ترجمه، وأمية بنت أبي الصلت، قال الحافظ في التقريب لا يعرف حالها (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا سليمان يعني ابن المغيرة عن حميد الخ (غريبة) بضم الطاء المهملة مشددة بعدها فاء، قال القاموس حي من قيس عيلان العنز بسكون النون أنثى المعز (والصيصة) هنا معناها الصنارة التي يغزل بها وينسج (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن عمر قال ثنا يونس عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك قال: لقمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ وعناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سفرا تحرى الخروج إليه يوم الخميس، وقلما كان يخرج إلى سفر في غيره، وكونه
-55 -
الأوقات التي يستحب فيها الخروج إلى الغزو
-----
الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا أراد سفر إلا يوم الخميس (وعنه أيضا) أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك (ز عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لأمتي في بكورها (عن عمارة بن حديد) البجلي عن صخر الغامدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم بارك لأمتي في بكورها، قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية بعثها أول النهار، كان صخر رجلا تاجرا، وكان لا يبعث غلمانه إلا من أول النهار فكثر ماله حتى كان لا يدري أين يضع ماله (عن عبد الله بن أبي أوفى) رضي الله عنه قال كان الني صلى الله عليه وسلم يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس (عن نعقل بن يسار) رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه استعمل النعمان بن مقرن فذكر الحديث قال النعمان ولكني
صلى الله عليه وسلم كان يحب الخروج يوم الخميس لا يستلزم المواظبة عليه لقيام مانع كما يشير إلى ذلك التعبير بقوله قلما (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) زاد البخاري وكان يحب أن يخرج يوم الخميس (تخريجه)(ق. وغيرهما) ز (سنده) حدثنا عبد الله ثنا روح بن عبد المؤمن ثنا عبد الواحد بن زياد وحدثني عمرو الناقد ثنا محمد بن فضيل عن عبد الرحمن ابن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي بن أبي طالب الخ (غريبة) معناه العمل في أول النهار، وهذا لا يمنع جواز العمل في غير وقت البكور، وإنما خص البكور بالبركة لأنه وقت النشاط (تخريجه) لم أقف عليه من حديث على الغير عبد الله بن الإمام أحمد، وفي إسناده عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد الواسطي ضعفه الإمام أحمد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن يعلى ابن عطاء عن عمارة بن حديد الخ (تخريجه)(د مذ جه) وفي إسناده عمارة بن حديد البجلي بفتح الموحدة والجيم وثقه ابن حبان وقال أبو حاتم مجهول، وقال الحافظ حديث (بورك لأمتي في بكورها) أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان وقال ابن حبان من حديث صخر الغامدي بالغين المعجمة، وقد اعتنى بعض الحفاظ بجمع طرقه فبلغ عدد من جاء عنه من الصحابة نحو العشرين نفسا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحكم بن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن عبيد الله بن معمر عن عبد الله بن أبي أوفى الخ (تخريجه) أورده الهشيمي وقال رواه أحمد والطبراني من طريق إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة وهي ضعيفة (سنده) حدثنا عبد الله ثنا عبد الرحمن وبهز قالا ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني قال بهز قال أنا عمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني عن معقل (بوزن مسجد) بن يسار الخ (غريبة) هكذا في الأصل بلفظ (وذكر الحديث) وليس من اختصاري ولم يتقدمه في الأصل حديث في هذا المعنى، ولعل عمر رضي الله عنه ذكر للنعمان حديث البكور فقال
-56 -
ترتيب الصفوف في الحرب واتخاذ الشعار وقتال الرجل تحت لواء قومه
-----
شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى نزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر (وعن أبي أيوب الأنصاري) رضي الله عنه قال صففنا يوم بدر فبدرت
منا بادرة أمام الصف، فنظر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال معي معي (عن عقبة بن المغيرة) معك؟ قال قاتل تحت لواء قومك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستحب للرجل أن يقاتل تحت راية قومه (عن البراء بن عازب) رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستلقون العدو إذا وإن شعاركم هم لا ينصرون (عن سلمة بن الأكوع) رضي الله عنه قال كان شعارنا ليلة بيتنا فيها هو ازن مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه أمره علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
النعمان ولكني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(د) ورواه البخاري بزيادة (انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلوات)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى بن داود ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن أسلم أبا عمران حدثهم أنه سمع أبا أيوب يقول صففنا يوم بدر الخ (غريبة) أي تقدم بعض القوم أمام الصف (وقوله معي معي) أي لا تتقدموا عن الصف وكونوا معي (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، والصحيح أن أبا أيوب لم يشهد بدرا والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أب ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية قال حدثنا عقبة بن المغيرة الخ (غريبة) بفتح القاف وسكون الراء أي قرن حيوان اصطحبه معه بسرج دابته ليبول فيه إذا لم يمكنه النزول عن الدابة لمانع كما يستفاد ذلك من رواية الحاكم وستأتي (تخريجه)(عل بز طب ك) ولفظه عند الحاكم من طريق عقبة بن المغيرة الشيباني قال حدثني إسحاق الشيباني عن أبيه عن مخارق بن سلم، قال كنت أساير عمارا يوم الجمل ومعه قرن مستمطة بسرجه يبول فيه إذا بال، فلما حضر القتال قال يا مخارق ائت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستحب أن يقاتل الرجل تحت راية قومه، قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا أجلح عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب الخ (غريبة) الشعار هو العلامة في الحرب يقال نادوا بشعارهم أو جعلوا لأنفسهم شعارا، والمراد أنهم جعلوا العلامة بينهم لمعرفة بعضهم في ظلمة الليل هو التكلم بلفظ الشعار عند هجوم العدو عليهم واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون شعارهم لفظ (هم لا ينصرون) لما فيه من التفاؤل بعدم انتصار الخصم مع حصول الغرض بالشعار والله أعلم ()
(تخريجه)(نس ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال كان شعارنا الخ
-57 -
استحباب الخيلاء في الحرب
-----
أمت أمت وقلت بيدي ليلة إذ سبعة أهل أبيات (باب استحباب الخيلاء في الحرب والنهي عن تمني لقاء العدو والاغتراء بكثرة الجند)(عن محمد بن إبراهيم) أن ابن جابر ابن عتيك حدثه عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله ومن الخيلاء ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فالغيرة التي يحب الله الغيرة في الريبة والغيرة التي يبغض الله الغيرة في غيبة ريبة، والخيلاء التي يحب الله، اختيار العبد بنفسه لله عند القتال واختياله بالصدفة، والخبلاء التي يبغض الله، الخيلاء في المفخر والكبر أو كالذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن قيس بن بشر التغلبي) قال أخبرني أبي وكان جليسا لأبي الدرداء رضي الله عنه قال كان بدمشق رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ابن الحنظلية، وكان رجلا متوحدا فلما قلما يجالس الناس، إنما هو في صلاة، ف'فإذا فرغ فغنما يسبح ويكبر حتى يأتي أهله: فمر بنا يوما ونحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل إلى جنبه لو رأيتنا حين التقينا نحن والعدو فحمل فلان فطعن فقال خذها وأنا الغلام الغفاري، كيف ترى في قوله؟ قال ما أراه الأبطل أجره، فسمع ذلك آخر فقال ما أرى بذلك بأسا، فتنازعا حتى سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال سبحان، لا بأس أن يحمد ويؤجر (وفي لفظ بل
(غريبه) أمر بالموت وفيه التفاؤل بموت الخصم (تخريجه)(د نس جه ك) وسكت عنه أبو داود والمنذري، وصححه الحاكم وأقره الذهبي (باب)(سنده) حدثنا حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل ثنا الحجاج بن أبي عثمان ثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم الخ (غريبة) مثال ذلك أن يغتار الرجل على محارمه إذا رأى منتهم فعلا محرما، فإن، فإن الغيرة ونحوه ما يحب الله، وفي الحديث الصحيح (ما أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الزنا) مثال ذلك أن يغتار الرجل على أمه أن ينكحها زوجها وكذلك سائر محارمه، فإن هذا مما يبغضه الله تعالى، لأن ما أحله الله تعالى يجب علينا الرضا به، فإن لم نرض به كان ذلك من آثار حمية الجاهلية على ما شرعه الله لنا اختيال الرجل بنفسه عند القتال من الخيلاء الذي يحبه الله، لما في ذلك من الترهيب لأعداء الله (وقوله واختياله بالصدقة) أي مما يحبه الله فأنه ربما كان من أحباب الاحتكثار منها والترغيب فيها متى حسنت منه النية وأمن الرياء مثال ذلك أن يذكر ماله من الحسب والنسب وكثرة المال والجاه والشجاعة والكرم لمجرد الافتخار ثم يحصل منه الاختيار عند ذلك (تخريجه)(د نس) وسكت عنه أبو داود والمنذري وصححه الحاكم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر قال ثنا هشام بن سعد قال ثنا قيس بن بشر الخ (غريبة) أي يجب الوحدة والعزلة أي قل لنا كلمة
-58 -
النهي عن تمني لقاء العدو وعدم الاغترار بكثرة الجنود
-----
يحمد ويؤجر) قال فرأيت أبا الدرداء سر بذلك وجعل يرفع رأسه إليه ويقول آنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول نعم، فما زال يعيد عليه حتى إني لأقول ليبركن على ركبتيه (عن أبيس حيان) قال سمعت شيخا بالمدينة يحدث أنم عبد الله بن أبي أوفي رضي الله عنه كتب إلى عبيد الله إذا أراد أن يغزو الحرورية فقلت لكاتبه وكان لي صديقا أنسخه لي ففعل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله عز وجل العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف قال فنظر إذا زالت الشمس نهد إلى عدوه ثم قال اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم (عن أبي هريرة) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تمنوا لقاء العدو، فإذا لقيتموهم فاصبروا (وفي لفظ) فإنكم لا تدرون ما يكون في ذلك (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) عن صهيب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى همس شيئا لا أفهمه ولا يخبرنا به قال أفطنتم لي؟ قلنا نعم، قال إني ذكرت نبيا من الأنبياء أعطى جنودا من قومه فقال من يكافئ هؤلاء؟ ومن يقوم لهؤلاء أو غيرها من الكلام فأوحى إليه أن أختر لقومك إحدى ثلاث، إما أن نسلط عليهم عدوا من غيرهم، أو الجوع، أو الموت، فاستشار قومه في ذلك، فقالوا أنت نبي الله نكل ذلك إليك خرلنا، فقال إلى الصلاة وكانوا إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة فصلى
فكلمة مفعول لفعل محذوف للحديث بقية عن معنى الباب ستأتي في مواضعها، وسيأتي الحديث بطوله في باب مناقب سهل بن الحنظلية من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (تخريجه)(د) وسكت عنه أبو داود والمنذري فهو صالح (عن أبي حيان)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هو ابن إبراهيم ثنا أبو حيان قال سمعت شيخا الخ (غريبة) هكذا بالأصل (كتب إلى عبيد الله) وهو خطأ وصوابه كتب إلى عمر بن عبيد الله كما في البخاري وغيره يعني الخوارج نسبة إلى حوراء الذين قاتلهم علي رضي الله عنه هو من المجاز البليغ لأن ظل الشيء لما كان ملازما له وكان ثواب الجهاد الجنة كان في ظلال السيوف المشهورة فوق الرءوس في الجهاد تحتها الجنة، أي ملازمها استحقاق ذلك، ومثله (الجنة تحت أقدام الأمهات) أي نهض وبرز (تخريجه)(ق د ك)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الخ (غريبة) معناه أنه أعجبه كثرتهم وفهم أنه لا يقدر أحد على مقاومتهم بكسر الزاي فيهما فالأولى بمعنى الخوف، والثانية بمعنى الالتجاء، والمعنى وكانوا إذا خافوا
-59 -
النهي عن الإغارة على من عنده شعار الإسلام
-----
ما شاء الله، ثم قال أي رب أما عدو من غيرهم فلا، أو الجوع فلا، ولكن الموت، فسلط عليهم الموت فمات منهم سبعون ألفا، فهمسي الذي ترون، أني أقول اللهم بك أقاتل وبك أصاول ولا حول ولا قوة إلا بالله (باب الكف وقت الإغارة عمن عنده شعار الإسلام) (عن أنس ابن مالك) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير عند طلوع الفجر فيستمع، فإذا سمع أذانا أمسك وإلا أغار، قال فتسمع ذات يوم فسمع رجلا يقول الله أكبر. الله أكبر، فقال على الفطرة، فقال أشهد أن لا إله إلا الله، فقال خرجت من النار (عن عصام المزني) رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث السرية يقول (وفي لفظ قال ابن عصام عن أبيه بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال) إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مناديا فلا تقتلوا أحدا (باب الكف عن المحارب إذا عرف بالإسلام ووعيد قاتله وعذر من خطأ في قتله لعدم فهم كلامه)(عن أبي العلا) قال حدثني رجل من الحي أن عمران ابن حصين رضي الله عنه حدثه أن عبيسا أو ابن عبيس في ناس من بني جشم أتوه فقال له أحدهم ألا تقاتل حتى لا تكون فتنة؟ قال لعلي قد قاتلت حتى لم تكن فتنة، قال ألا أحدثكم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أراه ينفعكم فأنصتوا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغزوا بني فلان مع فلان قال فصفت الرجال وكانت النساء من وراء الرجال، ثم لما رجعوا قال رجل يا نبي الله
من شيء التجئوا إلى الصلاة، وهذا معمول به في شرعنا قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة) أي بمعونتك أسطو على الأعداء وأقرهم، والصلاة الحملة والوثبة (تخريجه)(م مذ مي)(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس الخ يعني دين الإسلام، وفيه أن التكبير من الأمور المختصة بأهل الإسلام، وأنه يصح الاستدلال به على 'سلام أهل قرية سمع منهم ذلك هذا نظير قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا اله إلا الله دخل الجنة، وهي مطلقة مقيدة بعدم المانع جمعا بين الأدلة، وتقدم الكلام على ذلك في باب نعيم الموحدين وثوابهم من كتاب التوحيد في الجزء الأول (تخريجه)(م مذ)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان قال ذكره عبد الملك بن نوفل بن مساحق قال سفيان وجده بدري عن رجل من مزينة يقال له ابن عصام عن أبيه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(جه مي مذ) وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب، وهو من رواية ابن عصام عن أبيه، قيل اسمه عبد الله، وقيل اسمه عبد الرحمن اهـ قال الحافظ في التقريب لا يعرف حاله قيل اسمه عبد الرحمن اهـ (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عارم ثنا معتمر ابن سليمان عن أبيه قال وحدثني السميط للشيباني عن أبي العلاء الخ (غريبة) أي آتوا عمران ابن حصين الظاهر أنه قال لهم ذلك لكونه يعلم أو يظن أنهم لا يقاتلون كفارا أي يخدمن المقاتلين بتضميد جرح أو مناولة نبل أو صنع طعام أو نحو ذلك
-60 -
التشديد في قتل العدو إذا اعترف بالإسلام
-----
استغفر لي غفر الله لك، قال هل أحدثت؟ قال لما هزم القوم وجدت رجلا بين القوم والنساء فقال إني مسلم أو قال أسلمت فقتلته، قال تعوذ بذلك حين غشيه الرمح، قال هل شققت عن قلبه تنظر إليه؟ فقال لا والله ما فعلت، فلم يستغفر له أو كما قال، أو قال في حديثه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغزوا بني فلان مع فلان فانطلق رجل من لحمى معهم فلما رجع إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم قال يا نبي الله استغفر لي غفر الله لك، قال وهل أحدثت؟ قال لما هزم القوم أدركت رجلين بين القوم والنساء فقالا أسلمنا فقتلتهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أقاتل الناس إلا على الإسلام؟ والله لا أستغفر لك أو كما قال، فمات بعد فدفنته عشيرته فأصبح قد نبذته الأرض، ثم دفنوه وحرسوه ثانية فنبذته الأرض ثالثة، فلما رأوا ذلك ألقوه أو كما قال (عن حميد بن هلال) قال جمع بيني وبين بشر بن عاصم صبحا فبرز رجل من أهل الماء فحمل عليه رجل من المسلمين، فقال أني مسلم فقتله، فلما قدموا أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقام رسوا الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فما بال المسلم يقتل الرجل وهو يقول إني مسلم، فقال الرجل إنما قالها متعوذا فصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ومد يده اليمنى (وفي لفظ فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرف المساءة في وجهه) وقال أبي الله علي من قتل
يعني هل أذنبت ذنبا يوجب الاستغفار؟ أي لأنه لم يقل إني مسلم إلا خوفا من القتل الظاهر أن النبي لم يستغفر له لأنه علم بطريق الوحي سوء نيته أي من أقاربي في هذه الرواية قال أدركت رجلين وفي الرواية الأولى قال رجلا، والظاهر أن هذا من اختلاف الرواة والله أعلم أي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إنما نبذته الأرض لغضب الله عز وجل عليه وليعتبر به غيره (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد، وفي إسناده رجل لم يسم فلا يحتج به، (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس ثنا حماد يعني ابن سلمة عن يونس بن عبيد عن حميد بن هلال الخ (غريبة) أي أتوا يقال غشيه أغشاه من باب تعب أتيته والاسم الغشيان بالكسر يعني ما أراد بها الإسلام وإنما أراد بها التحصن من القتل (وقوله فصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه، وفي الرواية الأخرى فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم معناه أنه صلى الله عليه وسلم صرف عنه وجهه من فعله، ثم أقبل عليه غاضبا مشيرا بيده اليمنى إليه قائلا أبى الله من قتل مسلما وكرر هذه الجملة ثلاث مرات للتأكيد، والظاهر والله أعلم أن قوله أبى الله على من قتل مسلما يعني أن يغفر له: فقد جاء عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (كل ذنب عسى الله أن يغفره الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمدا رواه (د حب- ك)) وقال
-61 -
النهي عن قتل رسول العدو
-----
مسلما ثلاث مرات (عن سالم بن عبد الله) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد ابن الوليد إلى بني أحسبه قال جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا وجعل خالد بهم أسرا وقتلا، قال ودفع إلى كل رجل منا أسيرا حتى إذا أصبح يوما أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره، قال ابن عمر فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل أحد من أصحابي أسيره، قال فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين (باب النهي عن قتل رسول العدو وعدم جواز قتل المشرك غدرا أو أخذ ماله)(عن أبي وائل) عن ابن معين السعدي قال خرجت أسقي فرسا في السحر فمررت بمسجد بني حنيفة وهم يقولون إن مسيلمة رسول الله، فأتيت عبد الله (يعني ابن مسعود رضي الله عنه فأخبرته فبعث الشرطة فجاءوا بهم، فاستتابهم فتابوا فخلى سبيلهم وضرب عنق عبد الله بن النواحة، فقالوا آخذت قوما في أمر واحد فقتلت بعضهم وتركت بعضهم؟ قال أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم عليه هذا وابن أثال بن حجر فقال أتشهد أني رسول الله؟ فقالا نشهد أن مسيلمة رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم آمنت بالله ورسوله ولو كنت قاتلا وفدا لقتلتكما قال فلذلك قتله (وعنه من طريق ثان) قال: قال عبد الله حيث قتل ابن النواحة هذا وابن أثال كانا أتيا النبي صلى الله عليه وسلم رسولين لمسيلمة الكذاب، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدان أني رسول الله؟ قالا نشهد أن مسيلمة رسول الله، فقال لو كنت قاتلا
صحيح الإسناد (تخريجه)(نس حب) والبغوي وسنده صحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله الخ (غريبة) أي ظنه، وقد جاء في رواية البخاري بني جزيمة بالتحقيق بدون ظن أي دخلنا في دين الصابئة، وكان أهل الجاهلية سيمون من أسلم صابئا وكأنهم قالوا أسلمنا، والصابئي في الأصل الخارج من دين إلى دين كما في القاموس أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على خالد عدم التثبت في أمرهم وأنه لم يتئد حتى يقف على المراد من قولهم: وفهم خالد أن ذلك وقع منهم على سبيل الأنفة ولم ينقادوا إلى دخولهم في دين الله عز وجل ففعل ما فعل، ولذلك تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فعله ولم يتبرأ منه، وهكذا ينبغي أن يقال لمن فعل ما يخالف الشرع ولاسيما إذا كان خطأ، وقد عذر النبي صلى الله عليه وسلم خالدا في اجتهاده ولذا لم يقتض منه (تخريجه)(خ. وغيره)(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان بن داود الهاشمي أنبأن أبو بكر بن عياض ثنا عاصم عن أبي وائل الخ (غريبة) على وزن غرفة هم الجند والجمع شرط مثل غرف ورطب بضم الهمزة ولم يصرح باسمه في الطريقين وسيأتي ذكرا بن أثال في باب سرية محمد بن مسلمة قبل نجد من أبواب الغزوات مصرحا باسمه بلفظ (ثمامة بن أثال) وترجمة الحافظ في الإصابة بأنه ثمامة بن أثال بن النعمان وجاء في هذا الحديث (ابن أثال بن جحر فيكون هذا غير ذلك والله أعلم)(سنده) حدثنا عبد الله
-62 -
النهي عن قتل المشرك غدرا ماله
-----
رسولا لضربت أعناقكما، قال فجرت سنة أن لا يقتل الرسول، فأما ابن أثال فكفاه الله عز وجل وأما هذا فلم يزل ذلك فيه حتى أمكن الله منه الآن (عن الحارثة بن مضرب) قال: قال عبد الله (يعني ابن مسعود) لابن النواحة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لولا أنك رسول لقتلتك، فأما اليوم فلست برسول يا خرشة قم فاضرب عنقه، قال فقام إليه فضرب عنقه (عن نعيم بن مسعود) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين قرأ كتاب مسيلمة الكذاب قال للرسولين فما تقولان أنتما، قالا نقول كما قال، فقال رسول الله (ص لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما (عن عروة عن أبيه) عن المغيرة بن شعبة أنه صحب قوما من المشركين فوجد منهم غفلة فقتلهم وأخذ أموالهم، فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبلها
(باب جواز تبييت الكفار وإن أدى إلى قتل ذراريهم تبعا)
(ز عن ابن عباس) رضي الله عنه أن الصعب بن جثامة قال: قلت يا رسول الله الدر من دور المشركين نصبها للغارة فنصيب الولدان تحت بطون الخيل ولا نشعر فقال إنهم منهم
حدثني أبي ثنا يزيد أنبأنا المسعودي حدثني عاصم عن أبي وائل قال: قال عبد الله الخ إن كان ثمامة ابن أثال بن النعمان فإنه أسلم وحسن إسلامه، وإن كان غيره فيحتمل أنه أسلم أو قتل أو مات، وهذا معنى قوله فكففناه الله (تخريجه) أخرجه الطريق الأولى منه (د نس. ك) باختصار، وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد والبزار وأبو يعلى مطولا وإسنادهم حسن (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب الخ (ومضرب) بضم الميم وفتح المعجمة وتشديد الراء مكسورة (تخريجه)(د نس) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي قال ثنا سلمة بن الفضل الأنصاري قال ثنا محمد بن إسحاق قال حدثني سعد ابن طارق الأشجيعي وهو أبو مالك عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي عن أبيه نعيم بن مسعود الخ (تخريجه)(د) وسكت عنه أبو داود والمنذري والحافظ في التلخيص وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا هشام عن عروة عن أبيه الخ (غريبة) يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم لم يقبل ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم (من قتل قتيلا فله سلبه) ويحتمل أن هؤلاء المشركين ليسوا محاربين ولا أصحاب عهد ففي قتلهم على هذه الصورة شبه غدر، فلم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المغيرة أموالهم زجرا له عن حصول مثل ذلك مرة أخرى والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد (باب)(ز سنده) حدثنا عبد الله حدثني داود بن عمرو أبو سليمان الضبي قال ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن عبيد الله بن عتبة عن ابن عباس الخ (غريبة) يعني القرية أو المحل (وقوله نصبها للغارة) أي نغير عليها ليلا أي من المشركين في جواز القتل في تلك الحالة، وليس المراد إباحة قتلهم بطريق ليقصد إليهم، بل المراد إذا
-63 -
جواز تبييت الكفار وإن أدى إلى قتل ذراريهم تبعا
-----
(عن سلمة بن الأكوع) رضي الله عنه قال بيتنا هو ازن مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان أكمره علينا النبي صلى الله عليه وسلم (عن ابن عباس) رضي الله عنهما عن الصعب ابن جثامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له لو أن خيلا أغارت من الليل فأصابت من أبناء المشركين؟ قال هم من آباءهم (عن المهلب بن أبي صفرة) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أراهم الليلة إلا سيبيتونكم، فان فعلوا فشعاركم حم لا ينصرون (عن الصعب بن جثامة) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا حمى إلا لله ولرسوله، وسئل عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم، فقال هم منهم، ثم يقول الزهري ثم نهى عن ذلك بعد
(باب الكف عن قصد النساء والصبيان والرهبان والشيخ الفاني بالقتل)
لم يمكن الوصول إلى المشركين إلا بوطئ الذرية فإذا أصيبوا لاختلاطهم بهم جاز قتلهم، وأما قصدهم بالقتل فقد نهى عنه، وبذلك يجمع بين هذا الحديث وأمثاله وبين أحاديث النهي الآتية (تخريجه)(ق وجه)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه سلمة بن الأكوع الخ (غريبة) تبييت العدو وهو أن يقصد في الليل من غير أن يشعر فيؤخذ بغتة وهو البيات يعني الإغارة بالليل (تخريجه)(دم د نس جه)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال أنا ابن جرير قال أخبرني عمرو بن دينار أن ابن شهاب أخبره عن عبيد الله حدثني أبي قال ثنا أسود بن عامر قال ثنا شريك عن أبي إسحاق عن المهلب الخ (غريبة) هذا الرجل هو البراء بن عازب كما صرح بذلك في رواية للحاكم يريد أبا سفيان وقومه كما جاء صريحا في رواية للحاكم الشعار في الأصل العلامة التي تنصب ليعرف الرجل بها رفقة، والمراد أنهم جعلوا هذا اللفظ علامة بينهم ليعرف بعضهم بعضا في ظلمة الليل عند هجوم العدو عليهم (تخريجه)(نس مذ ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا شفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة قال مربي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بالأبواء أو بودان، فأهديت له من لحم حمار وحش وهو محرم فرده على، فلما رأى في وجهي الكراهة قال إنه ليس بنا رد عليك ولكنا حرم، وسمعته يقول لا حمى إلا لله ولرسوله الحديث، وهذا الجزء من الحديث تقدم في باب تحريم صيد البر على المحرم في الجزء الحادي عشر (غريبة) لفظ أبي داود وقال الزهري ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان، وكأن الزهري أشار بذلك إلى نسخ حديث الصعب اهـ (قلت) تقدم الجمع بين حديث الصعب وأحاديث النهي في شرح الحديث الأول من
-64 -
النهي عن قصد قتل النساء والصبيان والإجراء والخدم
-----
(عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في بعض مغازيه امرأة مقتولة فنهى عن قتل النمساء والصبيان (عن رباح بن الربيع) أخي حنظلة الكاتب رضي الله عنه أنه أخبره أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها وعلى مقدمته خالد بن الوليد رضي الله عنه، فمر رباح وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة مقتولة مما أصابت المقدمة، فوقفوا ينظرون إليها ويتعجبون من خلقها حتى لحقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته، فانفرجوا عنها، فوقف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما كانت هذه لتقاتل، فقال لأحدهم الحق خالدا فقل له لا تقتلون ذرية ولا عسيفا (عن ابن عباس) رضي الله عنهما أن رجلا أخذ امرأة فنازعته قائم سيفه فقتلها، فمر عليها النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر بأمرها فنهى عن قتل النساء (عن أيوب) قال سمعت رجلا منا يحدث عن أبيه، قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية كنت فيها، فنهانا أن نقتل العسفاء ووالو صفاء (عن الأسود بن سريع) رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزوت معه فأصبحت ظهر ظهرا فقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الولدان، وقال مرة الذرية، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ما بال أقوام جاوزهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية فقال رجل يا رسول الله إنما هم أولاد المشركين، فقال ألا إن خياركم أبناء المشركين ثم قال ألا لا تقتلوا ذرية ألا
أحاديث الباب (تخريجه)(ق مذ جه)(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر الخ (تخريجه)(ق د مذ جه)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد قال حدثنا المرقع بن صيفي عن جده رباح بن الربيع الخ (غريبة) أي أنها ما قاتلت حتى تقتل، ومفهومه أن المرأة إذا قاتلت تقتل: وفيه خلاف عند الأئمة العسيف هو الأجير، والظاهر أنه الأجير على حفظ الدواب ونحو ذلك لا الأجير على القتال، وقيل هو الشيخ الفاني، وقيل العبد والله أعلم (تخريجه) (د نس جه حب هق ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا عبد الله بن محمد وسمعته أنا منه أبو خالد الأحمر عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس الخ (غريبة) يعني وسباها كما في بعض الروايات (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة يوم الخندق مقتولة فقال من قتل هذه قال أنا يا رسول الله: قال نازعتني سيفي فسكت، وفي إسنادهما الحجاج بن ارطاة مدلس (سنده) عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل ثنا أيوب قال سمعت رجلا الخ (غريبة) العسفاء الأجراء والو صفاء العبيد والإماء (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده رجل لم يسمى حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل قال أنا يونس عن الحسن عن الأسود ابن سريع الخ (غريبة) معناه أن خيار الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم من أبناء المشركين
-65 -
الأمر بقتل شيوخ المشركين والنهي عن قتل صبيانهم ورهبانهم في الحرب
-----
لا تقتلوا ذرية، قال كل نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها فأبواها يهودانها أو ينصرانها (وعنه من طريق ثان) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية يوم حنين فقاتلوا المشركين فأفضى بهم القتل إلى الذرية، فلما جاءوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حملكم على قتل الذرية؟ قالوا يا رسول الله إنما كانوا أولاد المشركين، قال وهل خياركم إلا أولاد المشركين، والذي نفس محمد بيده ما من نسمة تولد إلا على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه قال اخرجوا باسم الله، تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع (عن سمرة بن جندب) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتلوا شيوخ المشركين واستجيبوا شرخهم، قال عبد الله سألت أبي عن تفسير هذا الحديث (اقتلوا شيوخ المشركين) قال يقول الشيخ لا يكاد أن يسلم والشاب أي كأنه أقرب إلى الإسلام
أي فطرة الله التي فطر الناس عليها: أي الخلقة التي خلقهم عليها من الاستعداد بقبول الدين: وقوله حتى يعرب بضم الياء التحتية من أعرب: والأعراب معناه الإبانة والتوضيح وذلك إلى سن التمييز: فإنه حينئذ يعلمه أبواه دين اليهودية أو النصرانية أي جعلهما الله سببا لما قضاه من دخوله في غير دين الإسلام (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي يونس ثنا أبان عن قتادة عن الحسن عن الأسود بن سريع الخ أظهر في هذه الرواية أن الواقعة كانت في غزوة حنين (تخريجه)(عل طب طس هق) ورجاله رجال الصحيح (سند) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال أخبرني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبة) تقدم الشكر ذلك في باب الدعوة إلى الإسلام قبل القتل من حديث بريدة أصحاب الصوامع هم من انقطعوا للعبادة من الكفار كالرهبان والصوامع جمع صومعة، وهي مكان العبادة كالمسجد للمسلمين (تخريجه) (عل طب طس بز) إلا أن الطبراني قال في الأوسط ولا تفتلوا وليدا ولا امرأة ولا شيخا: قال الهيثمي وفي رجال البزار إبراهيم ابن إسماعيل بن أبي حبيبة وثقه أحمد وضعفه الجمهور، وبقية رجال البزار رجال الصحيح اهـ (قلت) ابن أبي حبيبة في رجال الإمام أحمد أيضا: لكن حديث بريدة المشار إليه أيضا يعضده، ويعضده أيضا حديث صفوان بن عسال الآتي في الباب التالي والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية ثنا الحجاج عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب الخ (غريبة) جمع شيخ وهرم من بلغ سن الأربعين أي رجال الأقوياء أهل النجدة والبأس: لا الهرمى الذين لا قوة ولا رأى أي واستبقوا شرخهم بفتح الشين والخاء المعجمتين بينهما راء ساكنة مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع، وقيل هو جمع شارخ كشارب أي الأطفال المراهقين الذين لم يبلغوا الحلم (وقوله
-66 -
النهي عن المثلة والحرق وقطع الشجر إلا لحاجة ومصلحة
-----
من الشيخ قال الشرخ الشباب (باب النهي عن المثلة والحرق وقطع الشجر وهدم العمران إلا لحاجة ومصلحة)(عن ثوبان) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتل صغيرا أو كبيرا أو أحرق نخلا أو قطع شجرة مثمرة أو ذبح شاة لإرهابها لم يرجع كفافا (عن عمران بن حصين) رضي الله عنه قال ما قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة، قال: قال ألا وإن من المثلة أن ينذر الرجل أن يخرم أنفه (عن المغيرة بن شعبة) رشي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المثلة (عن ابن عمر) رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النصير وحرق (عن أسامة بن زيد) رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان وجهه وجهة فقبض النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أبو بكر رضي الله عنه ما الذي عهد إليك؟ قال عهد إلى أن أغير على أبني صباحا ثم أحرق
قال عبد الله) يعني ابن الإمام أحمد رحمهما الله معنى كلام الإمام أحمد رحمه الله أن الشيخ لا يرجى منه الإسلام بخلاف الشاب الصغير فإنه أقرب إلى الإسلام من الشيخ (تخريجه)(د مذ) حديث حسن صحيح غريب (باب) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن إسحاق من كتابة ثنا ابن لهيعة ثنا شيخ عن ثوبان الخ (غريبة) المراد بالصغير هنا من لم يبلغ الحلم: والكبير الشيخ الفاني كما يستفاد من أحاديث الباب السابق أي لأجل أهابها أي جلدها لا للانتفاع بلحمها (وقوله لم يسترجع كفاف) أي لم يرجع لا ثواب له ولا عقاب عليه، بل يرجع مثقلا بالذنوب لما ارتكبه من المخالفة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي سنده راو لم يسم وابن لهيعة تكلم فيه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد ابن عبد الله الأنصاري ثنا صالح بن رستم الخزاز حدثني كثير بن شنظير عن الحسن عن عمران بن حصين الخ (غريبة) المثلة بضم الميم تشويه الخلقة بقطع بعض الأعضاء: يقال مثلت بالقتيل مثله من بابي ضرب وقتل إذا قطعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه، والاسم المثلة: ومنه الحديث (نهي أن يمثل بالدواب) أي تنصب فترمي أو تقطع أطرافها وهي حية معناه وإن من المثلة التي يتناولها النهي أن ينذر الرجل أن يخرم أنف نفسه، فإذا فعل ذلك فالنذر باطل ولا يصح الوفاء به (تخريجه)(ك) وسنده لا بأس به (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع حدثني سلمة بن نوفل عن رجل من ولد المغيرة ابن شعبة الخ (تخريجه)(طب) وفي إسناده رجل لم يسم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر الخ (غربية) بتشديد الراء أي لأنه رأى في ذلك مصلحة (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن المثنى حدثني صالح بن الأخضر حدثني الزهري عن عروة عن أسامة الخ (غريبة) بضم الهمزة وسكون الموحدة مقصورة اسم قرية، قال ابن
-67 -
إرسال النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة إلى خثعم وأبنى وتحريق معبودهم بالنار
-----
(وعنه من طريق ثان) قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قرية يقال لها أبنى فقال ائتها صباحا ثم حرق (عن قيس بن أبي حازم) قال: قال لي جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تريحني من ذي الخلصة؟ وكان بيتا في خثعم يسمى كعبة اليمانية فنفرت إليه في سبعين ومائة فارس من أحمس قال فأتاها فحرقها بالنار، وبعث جرير بشريا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والذي بعثني بالحق ما أتيتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال إن وجدتم فلانا وفلانا لرجلين من قريش فاحرقوهما بالنار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار إن النار لا يعذب بها إلا الله عز وجل فإن وجدتموهما فاقتلوهما (عن حمزة بن عمرو) الأسلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ورهطا معه إلى رجل من عذرة فقال إن
قدامة في المغني هي قرية من أرض الكرك في أطراف الشام (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع حدثني صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أسامة بن زيد قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(د جه) وسكت عنه أبو داود والمنذري: فهو صالح للاحتجاج به (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا إسماعيل عن قيس الخ (غريبة) بفتح المعجمة والآم المهملة: قال في القاموس وذو الخصلة محركة وبضمتين: بيت كان يدعى الكعبة اليمانية لخثعم كان فيه صنم اسمه الخلصة على وزن: أحمد قال الحافظ هم رهط ينسبون إلى أحمس بن الغوث من أنمار اهـ وفي البخاري بعد قوله ابن أحمس: قال وكانوا أصحاب خيل: قال وكنت لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا فانطلق إليه فكسرها وحرقها بالجيم الموحدة وهو كناية عن نزع زينتها وذهاب بهجتها: أو أنها صارت سوداء كالجمل الأجرب المطلي بالقطران لما أصابها من التحريق (وقوله فبرك الخ) بتشديد الراء أي دعا لهم ولخيلهم بالبركة (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثني هاشم ابن القاسم ثنا ليث يعني ابن سعد حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة الخ (غريبة) هما هبار بن الأسود ونافع بن عبد قيس: أما هبار فقد أسلم بعد الفتح وحسن إسلامه وأما الآخر فلم يعثر له على خبر هذا خبر بمعنى النهي الصريح في الحديث التالي أو الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم عدل عن التحريق إلى القتل بوحي أو اجتهاد والله أعلم (تخريجه)(خ د مذ مى)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن بكر أنا ابن جريج قال أخبرني زياد يعني ابن سعد أن أبا الزناد قال أخبرني حنظلة بن علي عن حمزة بن عمرو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) بضم العين ولم أقف على اسم هذا الرجل ولا على قصته (تخريجه)(د ص)
-68 -
النهي عن قتل أحد بالنار أو تعذيبه بها وتحريم الفرار من الزحف
-----
قدرتهم على فلان فأرقوه بالنار، فانطلقوا حتى تواروا منه ناداهم أو أرسل في أثرهم فردوهم ثم قال إن أنتم قدرتم عليه فاقتلوه ولا تحرقوه بالنار فإنما يعذب بالنار رب النار
(باب تحريم الفرار من الزحف إلا المتحيز إلى فئة وإن بعدت)
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس ليس لهن كفارة الشرك بالله عز وجل وقتل النفس بغير حق بهت نؤمن أن الفرار يوم الزحف أو يمين صابرة يقتطع بها ما لا بغير حق (عن أيوب) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئا ويقيم الصلاة ويأتي الزكاة ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر فإن له الجنة، وسألوه ما الكبائر؟ قال الاشرك بالله وقتل النفس المسلمة وفرار يوم الزحف (عن عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما قال كنت في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسنده جيد (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا زكريا بن عدي أنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي المتوكل عن أبي هريرة الخ (غريبة) أي ليس لها كفارة توجب المغفرة لمرتكبها من غير جنسها كصيام أو صدقة أو عتق، وهذا لا ينافي أن لها كفارة أخرى (فكفارة الشرك بالله) يعني الكفر: التوبة والندم والرجوع إلى الايمان: وخص الشرك بالذكر لغلبته إذ ذاك (وكفارة قتل النفس) يعني عمدا بغير حق: التوبة والندم وبذل نفسه بإقامة الحد عليه (أما بهت المؤمن) فهو بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء: ومعناه قوله عليه مالم يفعله وافتراء الكذب عليه: وكفارة ذلك التوبة والندم والتحلل من صاحبه (وأما الفرار يوم الزحف) وهو المقصود من ترجمة الباب، وهو الهرب من القتال عند زحف العدو حبا في الحياة وكراهة في الموت: فكفارته التوبة والندم والرجوع إلى القتال أي لازمة حابسة، أي ألزم بها وحبس عليها وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم: فإن حلفها قاصدا أخذ مال غيره بغير حق فكفارتها التوبة والندم ورد المال إلى صاحبه والتحلل منه، وبغير ما ذكر لا تنفع كفارة لهذه الخصال، وهذا يدل على التشديد في أمرها وأنها من الكبائر (تخريجه) أخرجه أبو الشيخ في التوبيخ والديلمي في مسند الفردوس وفي إسناده بقية بن الوليد في كلام (سنده) حدثنا عبد الله حدقني أبي ثنا المقرئ ثنا حيوة بن شريح ثنا بقية حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان ثنا أبورهم السمعي أن أبا أيوب حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) الكبائر جمع كبيرة وهي الفعلة القبيحة من الذنوب المنهى عنها شرعا لعظم أمرها، كالإشراك بالله الخ، وليست الكبائر محصورة في هذه الثلاث بل كثيرة جدا: فمنها الزنا وشرب الخمر والربا وعقوق الوالدين والغيبة والنميمة وغير ذلك كثير نجانا الله منها (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده بقية بن الوليد المذكور في الذي قبله وله شواهد صحيحة تؤيده (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا زهير ثنا يزيد ين أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
-69 -
الرخصة في الفرار من الزحف لمصلحة واستحباب الإقامة بوضع النصر ثلاثا
-----
فحاص الناس حيصة وكنت فيمن حاص، فقلنا كيف نصنع وقد فردنا من الزحف وبنا بالغضب، ثم قلنا لو دخلنا المدينة فبتنا، ثم قلنا لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كانت لنا توبة وإلا ذهبنا، فأتيناه قبل صلاة الغداة فخرج فقال من القوم؟ قال فقلنا نحن الفرارون، قال لا بل أنتم العكارون: أنا فئتكم وأنا فئة المسلمين (وفي لفظ أنا فئة كل مسلم) قال فأتيناه حتى قبلنا يده (باب استحباب الإقامة بموضع النصر ثلاثا)(عن أبي طلحة) رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قاتل قوما فهزمهم أقام بالعرصة ثلاثا وفي لفظ لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بدر أقام بالعرصة ثلاثا (وعنه من طريق ثان) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غلب قوما أحب أن يقيم بعرصتهم ثلاثا (وفي لفظ ثلاث ليال)(أبواب قسم الغنائم والفيء)(باب حل الغنيمة من خصوصياته صلى الله عليه وسلم وأمته وذكر أحكام تتعلق بالغنيمة قبل قسمتها)(في حديث جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما قال
عن عبد الله بن عمر الخ (غريبة) أي جال الناس جولة يطلبون الفرار من العدو، والمحيص الهرب: يقال حاص الرجل إذا حاد عن طريقه أو انصرف عن جهته إلى جهة أخرى، والظاهر أن ابن عمرو ومن معه لم يقصدوا الفرار نهائيا بل اتقاءا لفتك العدو بهم قم يعودون: ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لهم (بل أنتم العكارون) قال الخطابي يريد أنتم العائدون إلى القتال والعاطفون عليه: يقال عكرت على الشيء (بفتح الكاف) إذا عطفت عليه وانصرفت إليه بعد الذهاب عنه أي ملجؤهم وناصرهم يمهد بذلك عذرهم وهو تأويل قوله تعالى (أو متحيزا إلى فئة) والله أعلم فيه جواز تقبيل يد الفاضل الذي ترجى بركته (تخريجه)(فع د مذ جه) وحسنه الترمذي (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك عن أبي طلحة الخ (غريبة) العرصة بفتح المهملة وسكون الراء بعدها صاد مهملة مفتوحة وهي البقعة الواسعة بغير بناء من دار أو غيرها (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاذ بن معاذ قال ثنا سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن أبي طلحة الخ قيل الحكمة في ذلك إظهار تأثير الغلبة وتنفيذ الأحكام وقلة الاحتفال بالعدو: وكأنه يقول من كانت فيه قوة منكم فليرجع إلينا (تخريجه)(ق د مذ) الغنائم جمع غنيمة وهو ما أصيب من أموال أهل الحرب وأوجف عليه المسلمون بالخيل والركاب، والفيء هو ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولإجهاد، واصل الفيء الرجوع، يقال فاء يفيء فيئه كأنه كان في الأصل لهم فرجع إليهم (باب) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في أول باب اشتراط دخول الوقت للتيمم في الجزء الثاني، وإنما ذكرت منه هنا ما يناسب الترجمة وهو قوله (وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي) ومعناه أنه صلى الله عليه وسلم أحل له التصرف في الغنيمة وقسمتها بمعرفة بخلاف الأمم فإنهم كانوا على
-70 -
حل الغنيمة للمحاربين من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم وأمته
-----
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تحل الغنائم لقوم سود الرءوس قبلكم، كانت تنزل النار من السماء فتأكلها لأن يوم بدر أسرع الناس في الغنائم فأنزل الله عز وجل لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم: فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا (عن أبي لبيد) قال غزونا مع عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه كابل قال فأصاب الناس غنيمة فانتهبوها فأمر عبد الرحمن بن سمرة مناديا ينادي فنادى فاجتمع الناس فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من انتهب فليس منا ردوها فردوها فقسم بينهم بالسوية (عن عبادة بن الصامت) أنه أخبر معاوية رضي الله عنهما حين سأله عن الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عقالا قبل أن يقسم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتركه حتى يقسم، وقال عتاب حتى نقسم ثم إن شئت أعطيناك عقالا وان شئت أعطيناك مرارا (عن حنش الصنعاني) قال غزوت مع رويفع بن ثابت
ضربين: منهم من لم يؤذن له الجهاد فلم يكن له مغانم، ومنهم من أذن فيه لكن كانوا إذا غنموا شيئا لم يحل لهم أكله وجاءت نار فأحرقته إلا الذرية (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبة) يعني بني آدم هذا تعليل لحل الغنائم للأمة المحمدية، فكأنه قال وأحلت لكم لأن يوم بدر الخ المعنى لولا حكم من الله سبق أن يعذب أحدا على العمل بالاجتهاد (لمسكم) أي لنا لكم وأصابكم (فيما أخذتم) من غنائم الحرب وفدية الأسرى (عذاب عظيم) ثم أحل لهم الغنائم ومنها الفداء بقوله عز وجل (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا) (تخريجه) (مذ) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبلي ثنا عفان ثنا جرير بن حازم ثنا يعلى بن حكيم عن أبي لبيد الخ (غريبة) بفتح الكاف وضم الموحدة: قال في القاموس كابل كامل من ثاغور طخاراسان من النهي بوزن بشرى: وهو أخذ مالا يجوز أخذه قهرا جهرا: والمعنى أنهم أخذوا من الغنيمة قبل أن تقسم أي ليس على سنتنا وطريقتنا (تخريجه)(د) في باب النهي وسنده جيد وسكت عنه أبو داود والمنذري (سنده) حدثنا عبيد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا ابن مبارك عن حيوة، وعتاب قال ثنا عبد الله أنا حيوة عن عمرو بن مالك المعافري أن رجلا من قومه أخبره أنه حضر ذلك عام المضيق أن عبادة بن الصامت رضي عنه أخبر معاوية الخ (غريبة) أي شيئا من الغنيمة ولو قليلا قبل أن تقسم، ومنه قول أبي بكر رضي الله عنه في مانعي الصدقة والله لو منعوني عقالا أي شيئا قليلا هو أحد رجال السند (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد: وفي إسناده رجل لم يسم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب قال ثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن
-71 -
النهي عن أخذ شيء من غنيمة حتى تقسم وعن إتيان الحبال من السبايا
-----
الأنصاري رضي الله عنه قرية من قرى المغرب يقال لها جربة فقام فينا خطيبا فقال يا أيها الناس إني لا أقول فيكم إلا كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، قام فينا يوم حنين فقال لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماؤه زرع غيره يعني إتيان الحبالى من السبايا، وأن يصيب امرأة ثيبا من السبى حتى يستبرأها يعني إذا استراها، وأن يبيع مغنما حتى يقسم وأن يركب دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه، وأن يلبس ثوبا من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه (عن أبي هريرة) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن بيع الغنائم حتى تقسم: وعن بيع الثمرة حتى تحرز من كل عام، وإن يصلي الرجل حتى يحتزم (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر فلما انهزموا وقعنا في رحالهم فأخذ الناس ما وجدوا من خرثى فلم يكن أسرع من أن فارت القدور
أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش الصنعاني الخ (غريبة) بفتح الجيم وسكون الراء، قال في القاموس والجربة بالفتح قرية بالمغرب فسر في الحديث بإتيان الحبالي الحبالى من السبايا، يعني لا يطأ أمة ابن لهما وهذا غير جائز، ولأنه أيضا يوجب الشك في الجنين هل هو من السابي أو ممن كان قبله معناه أنه يحرم بيع شيء من الغنيمة قبل قسمتها لأن بيعه قبل القسمة من الغلول المحرم أي أهزلها أي صار خلقا لا يصلح للبس (تخريجه)(د حب مى طح) وحسن الحافظ إسناده وقال في بلوغ المرام رواته ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ثنا شعبة عن زيد بن عمير عن مولى لقريش عن أبي هريرة الخ (غريبة) معناه حتى ينجوا من العاهة كما صرح بذلك في بعض الروايات وذلك بأن تنضج ويظهر صلاحها أي يشد ثوبه عليه بحزام، وإنما أمر بذلك لأنهم كانوا قلما يتسرولون، ومن لم يكن عليه سراويل وكان عليه إزار وكان جيبه واسعا ولم يشد وسطه ربما انكشفت عورته فتبطل صلاته (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد من حديث أبي هريرة وفي إسناده راو لم يسم وله شواهد تعضده، وفيه أنه لا يجوز بيع شيء من الغنيمة قبل القسمة لأنها حق مشترك (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زكريا بن عدي ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنوسة عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الخ (غريبة) بضم الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر المثلثة: قال: في القاموس الخرثي بالضم أثاث البيت أو أردأ المتاع والغنائم اهـ والظاهر أنهم أخذوا مع ذلك شيئا من الغنم فطبخوه كما يدل على ذلك سياق الحديث وهو قوله (فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدور فأكفتت) ويؤيده ما رواه الامام أحمد أيضا بسنده رجاله رجال الصحيح عن رجل من بني ليث قال أسرني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت معهم فأصابوا غنما فانتبهوها فطبخوها، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن النهي أو النهبة لا تصلح فأكفئوا القدور: وسيأتي في باب تحريم الغلول والنهي
-72 -
سبب نزول قوله تعالى (يسألونك عن الأنفال)
-----
قال فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدور فأكفئت وقسم بيننا فجعل لكل عشرة شاة (عن عبد الله ابن مغفل) رضي الله عنه قال كنا محاصرين قصر خيبر فألقى إلينا رجل جرابا فيه شحم فذهبت آخذه فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستحييت (وعنه من طريق ثان) قال دلي جراب من شحم خيبر قال فالتزمته قلت لا أعطي أحدا منه شيئا: قال فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم قال بهز إلى (باب سبب نزول قول الله عز وجل يسألونك عن الأنفال الآية وتقسيم الغنيمة على السواء بين كل عامل عمل في الموقعة قدر جهده)
(عن أبي أمامة الباهلي) قال سألت عبادة بن الصامت رضي الله عنه الأنفال؟ فقال فينا معشر أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النقل وساءت فيه أخلاقنا فانتزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عن بواء يقول على السواء
ومعنى كفئ القدور كبها وافرغ ما فيها قال القرطبي المأمور بأكفائه إنما هو المرق عقوبة الذين تعجلوا، وأما نفس اللحم فلم يتلف بل يحمل على أنه جمع ورد إلى المغانم لأجل النهي عن إضاعة المال اهـ (قلت) وعلى قول القرطبي يحمل قوله في هذا الحديث (وقسم بيننا الخ) أنه صلى الله عليه وسلم قسم بينهم اللحم المطبوخ بعد رده إلى المغانم: فكان لكل عشرة شاة والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار النهبة وإكفاء القدور، وكذلك أبو يعلى: ورجال أحمد رجال الصحيح (قلت) ورواه أيضا الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي (سنده) حثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل الخ (غريبة) الجراب بكسر الجيم معروف وهو وعاء من جلد، والجمع جرب مثل كتاب وكتب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي يحيى بن سعيد وبهز قالا ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال قال ثنا عبد الله بن مغفل الخ أي اعتنقه وضمه إلى صدره أي لما رآه من حرصه على أخذه (وقوله قال بهز) بفتح الموحدة وسكون الهاء أحد الراوين اللذين روى عنهما الامام أحمد هذا الحديث معناه أن بهزازاد في رواته لفظ إلى بعد قوله يبتسم: وهذا موضع الدلالة من الحديث حيث إبتسم إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر فعله، وجاء في رواية أبي داود (هو لك) وكأنه صلى الله عليه وسلم عرف شدة حاجته إليه فسوغ له الاستئثار به والله أعلم (باب) الأنفال جمع نفل بالتحريك، قال في القاموس النفل محركة الغنيمة والنهبة والجمع أنفال ونفال اهـ والنفل بالسكون الزيادة على الواجب وهو التطوع وولد الولد نافلة لأنه زيادة على الولد والغنيمة نافلة: لأنها زيادة فيما أحل الله لهذه الأمة مما كان محرما على غيرها (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي أمامة الخ (غريبة) أي لأن بعضهم أراد أن يختص بالعطية دون غيره كما يستفاد من حديث الذي بعده بفتح الموحدة والواو بعدها همزة ممدودة وهو السواء
-73 -
سبب نزول قوله تعالى (يسألونك عن الأنفال- الآية)
-----
(عن عبادة بن الصامت) رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فشهدت معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله تبارك وتعالى العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون فأكبت طائفة على العسكر يحوونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض: قال الذين جمعوا الغنائم نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصيب، وقال الذين خرجوا في طلب العدو لستم بأحق بها منا، نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم لستم بأحق بها منا، نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به فنزلت (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على فواق بين المسلمين، قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أغار في أرض العدو نفل الربع، وإذا أقبل راجعا وكل الناس نفل الثلث، وكان يكره الأنفال ويقول ليرد قوى المؤمنين على ضعيفهم
كما فسره الراوي والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم سوى بينهم في القسمة ولم يخص أحدا بشيء دون الآخر (تخريجه) رواه محمد بن إسحاق في سيرته، وزاد فكان ذلك تقوى الله وطاعته ورسوله وصلاح ذات البين يريد قوله تعالى (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن عياش ابن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عبادة بن الصامت الخ (غريبة) أي يجمعونه، فقوله بعده ويجمعونه عطف مرادف بكسر الغين المعجمة أي غفلة (قوله وفاء الناس الخ) أي رجعوا بضم الفاء وفتحها أي قسمها بسرعة في قدر فواق ناقة، والفواق ما بين حلبتي الناقة، وقيل أراد التفضيل في الغنيمة كأنه جعل بعضهم أفوق من بعض على قدر غنائمهم وبلائهم، قال القرطبي رحمه الله وكان هذا قبل أن ينزل (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن الله خمسة) الآية يعني أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أغار على العدو وانفردت سرية من جملة الجيش بالإيقاع بطائفة من العدو: فما غنموا كان لهم فيه الربع بعد إخراج الخمس، ويشركهم سائر المعسكر في ثلاثة أرباعه معناه أنهم إذا قفلوا من الغزوة راجعين فارتد جماعة منهم إلى العدو فأوقعوا به كان لهم مما غنموا الثلث، وإنما كان لهم الثلث في هذه المرة لما لحقهم من الكلال والتعب كما يستفاد من لفظ الحديث (وقوله وكان يكره الأنفال) أي التطلع إليها والاستئثار بها، والأفضل أن يرد قوى المؤمنين أي الذي له نفل على الضعيف يعني الذي لا نفل له (تخريجه)(مذ جه حب) وقال الترمذي هذا حديث صحيح اهـ (قلت) وأورده الهيثمي وقال رجال أحمد ثقات (قلت) ورواه أيضا الحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي
-74 -
بيان أن خمس الغنيمة لله ولرسوله
-----
(عن سعد بن مالك) رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله الرجل يكون حامية القوم يكون سهمه وسهم غيره سواء؟ قال ثكلتك أمك ابن أم سعد وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم (عن أبي الدرداء) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أبغوني ضعفاءكم فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم
(باب فرض خمس الغنيمة لله ولرسوله وما جاء في تقسيمه)
(عن المقدام بن معد يكرب) الكندي أنه جلس مع عبادة بن الصامت وأبي الدرداء ولحارث بن معاوية الكندي رضي الله عنه فتذاكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدرداء لعبادة ياعبادة كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة كذا في شأن الأخماس، فقال عبادة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم في غزوتهم إلى بعير من المقسم فلما سلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناول وبرة بين أنملته فقال إن هذه من غنائمكم، وإنه ليس لي فيها إلا نصيبي معكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط وأكبر من ذلك وأصغر الحديث
(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا محمد بن راشد عن مكحول عن سعد بن مالك الخ (غريبة) بالحاء المهملة: قال في القاموس والحامية الرجل يحمي أصحابه، والجماعة أيضا حامية وهو على حامية القوم أي آخر من يحميهم في مضيهم اهـ بكسر الكاف أي فقدتك: والثكل بضم المثلثة فقد الولد وامرأة ثاكل وثكلى ورجل ثاكل وثكلان كأنه دعا عليه بالموت، وليس معناه مراد هنا لأنه من الألفاظ التي تجري على السنة العرب ولا يراد بها الدعاء، كقوله تربت يداك، وقاتلك الله، ونحو ذلك قال ابن بطال تأويل الحديث أن الضعفاء اشد إخلاصا في الدعاء وأكثر خشوعا في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعليق بزخرف الدنيا (تخريجه)(نس وأبو نعيم في الحلية) وصححه الحافظ السيوطي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن إسحاق ثنا ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر حدثني زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن أي الدرداء الخ (غريبة) أي اطلبوا إلى ضعفائكم جاء في رواية للنسائي بلفظ (إنما تنصر هذه الأمة بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم (تخريجه)(د نس مذ ك) وصححه الترمذي (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن عثمان أبو زكريا البصري الحربي ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن عبد الله عن أبي سلام عن المقدام بن معد يكرب الخ (غريبة) أي من الغنيمة قبل أن تقسم أي شعرة من البعير ليس هذا مستثنى من المستثنى السابق، وإنما هو بيان له، فكأنه قال لا نصيبي معكم وهو الخمس (وقوله مردود عليكم) يعني على ذي قرباه واليتامى والمساكين وابن السبيل الخيط معلوم والخيط بوزن منبر الإبرة ليس هذا آخر الحديث: وبقيته لا تغلوا فإن الغلول نار وعار على أصحابه في الدنيا والآخرة، وجاهدوا الناس في الله تبارك وتعالى القريب والبعيد، ولا تبالوا في الله لومة لائم
-75 -
كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع بخمس
-----
(عن ابن عمر) رضي الله عنهما قال رأيت المغانم تجزء خمسة أجزاء يسهم عليها فما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو له يتخير (عن أبي الزبير) قال سئل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع بالخمس؟ قال كان يحمل الرجل منه في سبيل الله ثم الرجل ثم الرجل (عن جبير بن مطعم) رضي الله عنه قال لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم القربى من خيبر بين بني هاشم وبني المطلب جئت أنا وعثمان بن عفان فقلت يا رسول الله هؤلاء بنو هاشم لا ينكر فضلهم لمكانك الذي وصفك الله عز وجل، به منهم، أرأيت إخواننا من بني المطلب أعطيتهم وترتنا، وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة قال إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام، وإنما هم بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد قال ثم شبك بين أصابعه (وعنه من طريق ثان) أنه جاء وعثمان بن عفان
وأقيموا حدود الله في الحضر والسفر، وجاهدوا في سبيل الله فإن الجهاد باب من أبواب الجنة عظيم ينجي الله تبارك وتعالى به الغم والهم (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الإمام أحمد: وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه أبو بكر بن أبي مريم ضعيف اهـ (قلت) له شواهد صحيحة تعضده (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبة) أي يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم خمسا ويقسم الأربعة الأخماس على المجاهدين أي يعطي من يشاء ويمنع من يشاء (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا عبد الواحد ثنا الحجاج ثنا أبو الزبير قال سئل جابر الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون قال أنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن جبير ابن مطعم الخ (غريبة) أي لأن عثمان من بني عبد شمس، وجبير بن مطعم من بني نوفل: وعبد شمس ونوفل وهاشم والمطلب وسواء، الجميع بنو عبد مناف، فهذا معنى قولهما وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة أي في الانتساب إلى عبد مناف، وجاء في الطريق الثانية وقرابتنا مثل قرابتهم بين النبي صلى الله عليه وسلم العلة في كونه اختص بني هاشم وبني المطلب بالعطية لأنهم أيدوه ونصروه في الجاهلية والإسلام أما بنو عبد شمس ونوفل فقد انحازوا عن بني هاشم وحاربوهم، وذكر الزبير بن بكار في النسب أنه كان يقال لهاشم والمطلب البدران، ولعبد شمس ونوفل الأبهران، وهذا يدل على أن بين هاشم والمطلب ائتلافا سري في أولادهما من بعدهما، ولهذا لما كتبت قريش الصحيفة بينهم وبين بني هاشم وحصروهم في الشعب دخل بنو عبد المطلب مع بني هاشم. ولم يدخل بنو نوفل وبنو شمس والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثني عبد الله بن المبارك عن يونس بن زيد
-76 -
تعيين أقارب النبي صلى الله عليه وسلم الذين لهم سهم في الخمس
-----
رضي الله عنهما يكلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قسم من خمس حنين بين بني هاشم وبني المطلب فقالا يا رسول الله قسمت لإخواننا بني المطلب بن عبد مناف ولم تعطنا شيئا وقرابتنا مثل قرابتهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أرى هاشما والمطلب شيئا واحدا، قال جبير ولم يقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل من ذلك الخمس كما قسم لبني هاشم وبني المطلب (وعنه أيضا) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لعبد شمس ولا لبني نوفل من الخمس شيئا كما كان يقسم لبني هاشم وبني المطلب، أن أبا بكر كان يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يكن يعطي قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيهم وكان عمر رضي الله عنه يعطيهم وعثمان من بعده منه (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) قال سمعت أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه يقول اجتمعت أنا وفاطمة والعباس وزيد بن حارثة رضي الله عنهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال العباس يا رسول الله كبر سني ورق عظمي وكثرت مؤنتي، فإن رأيت يا رسول الله أن تأمر لي بكذا وكذا وسيقا من الطعام فافعل: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذلك. ثم قال زيد بن حارثة يا رسول الله كنت أعطيتني أرضا كانت معيشتي منها ثم قبضتها فإن رأيت أن تردها على فافعل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذلك، قال فقلت أنا يا رسول الله إن رأيت أن تنوليني هذا الحق الذي جعله الله لنا في كتابه من هذا الخمس فأقسمه في حياتك كيلا ينازعنيه أحد بعدك
عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب قال حدثني جبير بن مطعم أنه جاء وعثمان الخ ذكر في هذه الطريق أنهما جاءا يكلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قسم من خمس حنين، وفي الطريق الأولى أنهما جاءا يكلمانه لما قسم سهم القربى من خيبر، والظاهر أنهما واقعتان (تخريجه)(خ د ني)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن عمر قال ثنا يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال ثنا جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ الظاهر أن أبا بكر رضي الله عنه كان يعطي بعضهم أكثر من بعض على حسب الحاجة معناه أن عمر وعثمان رضي الله عنهما كانا يعطيانهم لأكله كما يستفاد من قوله (منه) ويؤيده ما سيأتي في حديث ابن عباس حيث قال (وكان عمر عرض علينا منه شيئا رأيناه دون حقنا فرددناه عليه أبينا أن نقبله) والظاهر أن بعضهم رده كابن عباس وبعضهم قبله وسيأتي شرحه هناك والله أعلم (تخريجه)(د) سنده جيد، وأورد البخاري الشطر الأول منه وقال الحافظ في قوله (وأن أبا بكر) مدرجة من كلام الزهري (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد ثنا هاشم بن البريد عن حسين بن ميمون عن عبد الله بن عبد الله قاضي الري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الخ الوسق بفتح الواو وسكون المهملة وهو ستون صاعا بصاع النبي صلى الله عليه وسلم والصاع أربعة أمداد: وقيل إن أصل المد مقدر بأن يمد الرجل يديه فيملأ كفيه طعاما القائل
-77 -
كيف كان يقسم الخمس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
-----
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذلك، فولانية عمر رضي الله عنه فقسمته في حياته حتى كانت آخر سنة من سنى عمر رضي الله عنه فإنه أتاه مال كثير (عن يزيد بن هرمز) إن نجدة الحروري حين خرج من فتنة ابن الزبير أرسل إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي القربى لمن تراه؟ قال هو لنا لقربى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم، وقد كان عمر عرض علينا منه شيئا رأيناه دون حقنا فرددناه عليه وأبينا أنم نقبله وكان الذي عرض عليهم أن يعين ناكحهم وأن يقضي عن غارمهم وأن يعطى فقيرهم وأبى أن يزيدهم على ذلك
(فقلت أنا) هو علي رضي الله عنه هذا ينافي ما تقدم في الحديث السابق من أن أبا بكر رضي الله عنه هو الذي كان يقسم ثم عمر من بعده، ولا منافاة لاحتمال أن القسمة نسبت إليهما لأمرهما عليا بذلك: ونسبت إلى على لأنه كان يقسم بنفسه حسب أمرها والله أعلم (تخريجه) أخرجه الحاكم من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى أيضا قال (سمعت عليا يقول ولأني رسول الله ص خمس الخمس فوضعته مواضعه حياة رسول الله ص أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي (سنده) حثنا عبد الله حدثنا عثمان بن عمر حدثنا عن الزهري عن يزيد بن هرمز الخ (غريبه) حر وراء بالمد والقصر، موضع قريب من الكوفة نسب إليه طائفة من الخوارج، كان أول مجتمعهم وتحكيمهم فيها، وهم أحد الخوارج الذين بقاتلهم علي رضي الله عنه جاء في البداية والنهاية للحافظ ابن كثير ما ملخصه أن جماعة من الخوارج التقوا حول ابن الزبير رضي الله عنه، فسألوه عن ذلك فأطنب في مدحه بما يعرفه فيه، فساءهم ذلك وتفرقوا وقصدوا بلاد العراق وخسران، وهناك نشروا مبادئهم ومذاهبهم الفاسدة، فالظاهر أن نجدة كتب إلى ابن العباس في ذلك الحين والله اعلم قال العلامة السندى في حاشيته على النسائي لعله مبنى على أن عمر رضي الله عنه رآهم مصارف فيجوز الصرف إلى بعض كما في الزكاة عند الجمهور، وهو مذهب مالك ها هنا. والمختار من مذهب الحنفية الخيار للأمام، إن شاء قسم بينهم بما يرى، وإن شاء أعطى بعضا دون بعض حسب ما تقتضيه المصلحة، وابن العباس رآهم مستحقين لخمس الخمس كما يقول الشافعي ها هنا وفي الزكاة، فقال ابن العباس بناء على ذلك أنه عرض دون حقهم والله أعلم أي يمده بالصداق ونحو ذلك من لوازم النكاح، والظاهر أن عمر رضي الله عنه رأى أنهم غير محتاجين إذا ذاك إلا لهذا المقدار فأنى عليهم غيره مراعيا في ذلك المصلحة، لاسيما وقد ورد أن الصحابة رضي الله عنهم أجتمع ريهم على جعل سهم النبي ص وسهم ذي القربى في الخيل والعدة في سبيل الله فكان في ذلك خلافة أبي بكر وعمر: رواه
-78 -
تقسيم أربعة أخماس الغنيمة على المحاربين وما جاء في الصف
-----
(باب ما جاء في الصفى الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
(عن يزيد بن عبد الله بن الشخير) قال كنا بهذا المربد بالبصرة قال فجاء أعرابي معه قطعة أديم أو قطعة جراب هذا الكتاب كتبه النبي ص، قال أبو العلاء فأخذته فقرأته على القوم فإذا فيه، بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني زهير ابن أقيش إنكم إن أقمتم الصلاة وأديتم الزكاة وأعطيتم من المغانم الخمس وسهم النبي صلى الله عليه وسلم والصفى فأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسوله، قال قلنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سمعته يقول صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر (باب تقسيم أربعة أخماس الغنيمة وما يعطى الفارس والراجل، ومن يرضخ له منها كالمرأة والمملوك)
(عن أبي عمرة عن أبيه) رضي الله عنه قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربعة نفر ومعنا فرس فأعطى كل إنسان منا سهما وأعطى الفرس سهمين (عن المنذر بن الزبير) عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الزبير سهما وأمه سهما وفرسه سهمين
النسائي والحاكم وسكت عنه الحاكم والذهبي (تخريجه)(م د نس)(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا قرة عن يزيد بن عبد الله بن الشخير الخ (غريبة) بوزن منبر الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم، والذي يجعل فيه التمر ليجف يعني قطعة جلد لفظ أبي داود إنكم إن شهدتم أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقمتم الصلاة الخ بفتح الصاد المهملة وكسر الفاء بعدها ياء تحتية مشددة هو ما كان يأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل أن تقسم، ويقال له أيضا الصفية والجمع الصفايا: ويؤيد هذا التفسير ما روى عن عامر الشعبي قال (كان للنبي (ص سهم يدعى الصيفي إن شاء أمة وإن شاء فرسا يختاره قبل الخمس) رواه أبو داود مرسلا (وعن عائشة) رضي الله عنها قالت كانت صفية من الصفي (د وسكت عنه أبو داود والمنذري ورجاله رجال الصحيح، وأخرجه أيضا ابن حبان والحاكم وصححه هذا لجملة المختصة بالصيام تقدم شرحها في شرح حديث رقم 22 صحيفة 224 في باب فضل صيام رمضان من كتاب الصيام في الجزء التاسع (تخريجه)(د نس حب) وسكت عنه أبو داود والمنذري ورجاله رجال الصحيح (باب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عبد الرحمن المقرى ثنا المسعودي قال حدثني أبو عمرة عن أبيه الخ (غريبة) هذا الحديث رواه أبو عمرة عن أبيه واسم أبيه عمرو بن محصن ذكره صاحب المنتقى (تخريجه)(د) وفي إسناده المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود: فيه مقال وقد استشهد به البخاري، ورواه أبو داود أيضا من طريق أخرى عن رجل من آل أبي عمرة عن أبي عمرة وزاد (فكان للفارس ثلاثة أسهم)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عتاب ثنا عبد الله ثنا بلج (بوزن عمرو) ابن محمد عن المنذر بن الزبير الخ (غريبة) هي بنت عبد المطلب رضي الله
-79 -
ما يعطى للفارس والراجل ومن يرضخ له من الغنيمة
-----
(عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يوم خيبر للفرس سهمين وللرجل سهما وقال أبو معاوية أسهم للرجل ولفرسه ثلاثة أسهم، سهما له وسهمين لفرسه (عن مجمع بن جارية) الأنصاري رضي الله عنه قال قسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل معهم فيها أحد إلا من شهد الحديبية، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثمانية عشر سهما وكان الجيش ألفا وخمسمائة، فيهم ثلاثمائة فارس، فأعطى الفارس سهمين وأعطى الراجل سهما (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي المرأة والمملوك من الغنائم ما يصيب الجيش (وفي رواية) دون ما يصيب الجيش (عن فضالة بن عبيد) رضي الله عنه أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة
عنها، وظاهره أن المرأة يسهم لها كما يسهم للرجل ليس كذلك، فإن ما أخذته صيفية كان سهم ذوي القربى كما دل على ذلك رواية النسائي من حديث المنذر بن الزبير أيضا عن أبيه قال (ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر للزبير أربعة أسهم، سهم للزبير وسهم لذي القربى لصفية أم الزبير، رضي الله عنهما وسهمين للفرس)(تخريجه)(فع نس) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي من كتابه ثنا هشيم بن بشير عن عبد الله، وأبو معاوية أنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر الخ (تخريجه)(ق د فع)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أب ثنا إسحاق بن عيسى قال ثنا مجمع بن يعقوب قال سمعت أبي يقول عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن عمه مجمع (بوزن مبشر) بن جارية الخ (غريبة) ظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الفارس سهمين سهم له وسهم لفرسه، وأعطى الراجل سهما، وهذا يخالف ما قبله خصوصا حديث ابن عمر المتفق على صحته وسيأتي الكلام على ذلك (تخريجه) أخرجه أبو داود، وقال حديث أبي معاوية أصح والعمل عليه (يعني حديث ابن عمر الذي قبله) قال وارى الوهم في حديث مجمع أنه قال ثلاثمائة فارس، وإنما كانوا مائتي فارس، وقال الإمام الشافعي مجمع بن يعقوب (يعني أد رجال الحديث) شيخ لا يعرف وقال البيهقي والذي رواه مجمع بن يعقوب بإسناده في عدد الجيش وعدد الفرسان قد خولف فيه، ففي رواية جابر وأهل المغازي أنهم كانوا ألفا وأربعمائة وهم أهل الحديبية، وفي رواية ابن عباس وصالح ابن كيسان ويسير بن يسار أن الخيل مئتا فارس، وكان للفرس سهمان وولصاحبه سهم ولكل راجل سهم اهـ (قلت) وعلى فرض صحته فيمكن تأويله بأن المراد أسهم للفارس بسبب فرسه سهمين غير سهمه المختص به كما أشار إلى ذلك الحافظ والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا أبو النضر عن ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن ابن عباس الخ (غريبة) ظاهر هذه للرواية أنه كان يعطيهم مثل ما يعطي أفراد الجيش المحارب، وهي مخالفة لكل الروايات، والصحيح: والظاهر والله أعمل أن لفظ (دون) سقط من الرواية الأولى (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد وسنده صحيح وسيأتي حديث ابن عباس الذي كتبه إلى نجدة الحروري أخرجه (م د مذ)(سنده)
-80 -
بيان أن من قتل قتيلا فله سلبه ومن يرضخ من الغنيمة
-----
قال وفينا مملوكين فلا يقسم لهم (وعن امرأة من بني غفار) قالت لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر رضخ لنا من الفيء الحديث (وعن ابن عباس رضي الله عنهما وقد كتبت إليه نجدة الحروري يسأله عن خمس خصال منها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزوا بالنساء معه فكتب إليه ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان يغزو بالنساء معه فيداوين المرضى ولم يكن يضرب لهن بسهم ولكنه كان يحذيهن من الغنيمة (عن عمير مولى آبي اللحم) قال شهدت خيبر مع سادتي فكلموا في رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بي فقلدت سيفا فإذا أنا أجره فأخبرني أني مملوك فأمر لي بشيء من خرثى المتاع
(باب أن السلب للقاتل وأنه غير مخموس)(عن أبي قتادة) رضي الله عنه قال رأيت رجلان يقتتلان مسلم ومشرك، وإذا رجل من المشركين يريد أن يعين صاحبه المشرك على المسلم فأتيته فضربت يده فقطعتهما واعتنقني بيده الأخرى، فوالله ما أرسلني حتى وجدت ريح الموت، فلولا أن الدم نزفه لقتلني فسقط فضربته فقتلته وأجهضني عنه القتال ومر به رجل من أهل مكة فسلبه فلما فرغنا ووضعت الحرب أوزارها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا فسلبه له، قال قلت يا رسول الله قد قتلت قتيلا وأسلب فأجهضني عنه القتال فلا أدري من
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال أنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن رجل عن فضاله بن عبيد الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده رجل لم يسم الرضخ العطية وهذا جزء من حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب استصحاب النساء في الغزو لمصلحة تقدم الكلام على نجدة الحروري في شرح آخر حديث من باب فرض خمس الغنيمة وهذا طرف من حديث طويل سيأتي تاما بسنده وتخريجه في آخر باب مناقب ابن عباس من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى قال في القاموس الحذوة بالكسر العطية (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا بشر بن المفضل عن محمد بن زيد حدثني عمير مولى آبي اللحم الخ (غريبة) آبي اللحم اسم فاعل من أبي يابي فهو آبي قال أبو داود قال أبو عبيد كان حرم اللحم على نفسه فسمى آبي اللحم أي لعدم معرفته بفنون القتال ومسك السيف لأنهم ملوك والمماليك لا شأن لهم بالقتال بضم المعجمة وكسر المثلثة بينهما راء ساكنة، قال في النهاية الخرثي أثاث البيت ومتاعه ومنه حديث عمير مولى آبي اللحم فأمر لي بشيء من خرثي المتاع اهـ (تخريجه)(د مذ جه ك) وصححه الترمذي والحاكم (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدثه عن أبي قتادة قال أبي وحدثني ابن إسحاق عن يحيى ابن سعيد عن نافع الأقرع أبي محمد مولى بني غفار عن أبي قتادة، قال: قال أبو قتادة رأيت رجلان الخ (غريبة) أي منعه عن أخذ سلبه اشتغاله بقتال غيره أي أخذ سلبه مبنى للمجهول أي أخذ سلبه لاشتغالي بالقتال
-81 -
من قتل أكثر من واحد فله سلب الجميع
-----
استلبه فقال رجل من أهل مكة صدق يا رسول الله، أنا سلبته فأرضه عني من سلبه، قال فقال أبو بكر تعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله عز وجل تقاسمه سلبه، أردد عليه سلب قتيله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق فأردد عليه سلب قتيله، قال أبو قتادة أخذته منه فاشتريت بثمنه مخرفا بالمدينة وإنه لأول مال اعتقدته (عن أنس ابن مالك) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين من تفرد بدم رجل فقتله فله سلبه، قال فجاء أبو طلحة بسلب أحد وعشرين رجلا (وعنه من طريق ثان) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين من قتل كافرا فله سلبه، قال فقتل أبو طلحة عشرين (عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير) عن أبيه جبير عن عوف بن مالك الأشجعي قال غزونا غزوة إلى طرف الشام فأمشر علينا خالدا ابن الوليد، قال فانضم إلينا رجل من أمداد حمير فأوى إلى رحلنا ليس معه شيء إلا سيف ليس معه سلاح غيره؟ فنحر رجل من المسلمين جزورا فلم يحتل حتى أخذ من جلده كهيئة
أي بأن يأخذ شيئا من سلبه ويترك لي شيئا، يدل على ذلك قول أبي بكر رضي الله عنه على سبيل الإنكار (تقاسمه سلبه) بفتح الميم والراء، قال النووى وهذا هو المشهور، والمراد بالحرف هنا البستان، وقيل السكة من النخل تكون صفين يحرف من أيها شاء أي يجتني، يقال اخترف الثمر إذا جناه وقيل غير ذلك اهـ هكذا بالأصل وهو غير ظاهر المعنى فيحتمل أنه محرف عن اقتنيه، لأنه ورد عند الشيخين بلفظ، فإنه لأول مال تأثله في الإسلام، ومعناه اقتنيه وتأصله، وأثلة الشيء أصله والله أعلم (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثنا أيوب الإفريقي عن إسحاق بن عبيد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك الخ (غريبة) هو أبو طلحة الأنصاري زوج أم سليم والدة أنس بن مالك رضي الله عنهم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن حماد يعني ابن سلمة ثنا إسحاق بن عبد الله عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ في الطريق الأولى قال جاء أبو طلحة بسلب أحد وعشرين رجلا، وفي هذه قال فقتل أبو طلحة عشرين، وظاهره التنافي، ولا منافاة لاحتمال أن أنسا لم يطلع إلا على قتل عشرين فقط والواقع أن أبا طلحة قتل أحد وعشرين وآتى بسلبهم فأخبر أنس بما رأى والله أعلم (تخريجه)(د) وسكت عنه أبو داود والمنذري ورجاله رجال الصحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة قال ثنا صفوان قال حدثني عبد الرحمن بن جبير الخ (غريبة) هذه الغزوة هي غزوة مؤتة كما صرح بذلك في رواية عند مسلم وكانت سنة ثمان من الهجرة، ومؤتة بضم الميم وسكون الهمزة قرية معروفة في طرف الشام عند الكرك قاله النووي في رواية لمسلم مددى من اليمن، قال في النهاية الأمداد جمع مدد وهم الأعوان والأنصار الذين كانوا يمددون المسلمين في الجهاد، ومددي
-82 -
من قتل قتيلا فله سلبه مهما عظم السلب
-----
المجن حتى بسطه على الأرض ثم وقد عليه حتى جف فجعل له ممسكا كهيئة الترس فقضي أن لقينا عدونا فيهم أخلاط من الروم والعرب من قضاعة فقاتلونا قتالا شديدا: وفي القوم رجل من الروم على فرس له أشقر وسرج مذهب ومنطقه ملطخة ذهبا وسيف مثل فجعل يحمل على القوم ويغرى بهم فلم يزل ذلك المددى يحتال لذلك الرومي حتى مر به فاستقفاه فضرب عرقوب فرسه بالسيف فوقع، ثم أتبعه ضربا بالسيف حتى قتله، فلما فتح الله الفتح أقبل يسأل للسلب وقد شهد له الناس بأنه قاتله فأعطاه خالد بعض سلبه وأمسك سائره، فلما رجع إلى رحل عوف ذكره فقال أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل؟ قال بلى،، قال فما يمنعك أن تدفع إليه سلب قتيله؟ قال خالد استكثرته له، قال عوف لئن رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأذكرن ذلك له، فلما قدم المدينة بعثه عوف فاستعدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا خالدا وعوف قاعدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمنعك يا خالد أن تدفع إلى هذا سلب قتيله؟ قال استكثرته له يا رسول الله، فقال ادفعه إليه: قال فمر بعوف فجر عوف بردائه وقال هل أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغضب فقال لا تعطه يا خالد، هل أنتم
منسوب إليه اهـ بكسر الميم وفتح الجيم وهو الفرس الذي ينقى به المحارب: والميم فيه زائدة لأنه من الجنة بضم الجيم أي السترة لأنه يوارى حامله أي يستره، والمعنى أن هذا الحميري لم يكن معه سلاح سوى السيف فاحتال حتى عمل لنفسه مجنا من جلد البعير يتقى به ضربات العدو أي مقبضا والمقبض وزان مسجد وفتح الباء لغة هو حيث يقبض باليد (قوله فقضى) بضم القاف مبني للمفعول أي قضى الله عز وجل الشقرة من الألوان حمرة تعلوا بياضا في الأسنان، وحمرة صافية في الخيل قاله ابن فارس المنطقة بكسر الميم ما يسميه الناس حياصة، والمنطق بدون هاء هو ما يشد به الوسط فوق الثياب يغري بالغين المعجمة مبني للمجهول من الإغراء أي يولع بهم أي تتبع أثره أي ذكر لعوف ما حصل بينه وبين خالدا لم يعطه السلب جميعه أي اشتكى خالدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه النصرة، يقال استعديت الأمير على الظالم طلبت منه النصرة فأعداني عليه أي أعانني ونصرني يعني مر خالد بعوف كما صرح بذلك في رواية مسلم فجر عوف برداء خالد وقال هل أنجزت لك الخ يريد التعريض بخالد والتهكم عليه أي أغضبه كلام عوف فقال لا تعطه يا خالد: وهذا الحديث قد يتشكل من حيث أن القاتل قد استحق السلب فكيف يمنعه إياه؟ وأجاب النووي رحمه الله عن ذلك بوجهين (أحدهما) لعله أعطاه بعد ذلك للقاتل، وإنما أخره تعزيزا له ولعرف بن مالك لكونهما أطلقا ألسنتهما في خالد رضي الله عنه وانتهاكا حرمة الوالي ومن والاه (الوجه الثاني) لعله استقطاب قلب صاحبه فتركه صاحبه باختياره وجعله للمسلمين، وكان المقصود بذلك استطابة قلب خالد رضي الله عنه للمصلحة
-83 -
جواز قتل الجاسوس وأخذ من قتله جميع سلبه
-----
تاركي وأمراتي؟ إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل اشترى إبلا وغنما فعداها ثم تخير سقيها فأوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوة الماء وتركت كدره، فصفوه لكم وكدره عليهم
(عن إياس بن سلمة) بن الأكوع عن أبيه رضي الله عنه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن وغطفان فبينما نحن كذلك إذ جاء رجل على جمل أحمر فانتزع شيئا من حقب البعير فقيد به البعير ثم جاء يمشي حتى قعد معنا يتغذى، قال فنظر في القوم فإذا ظهرهم فيه قلة وأكثرهم مشاة، فلما نظر إلى القوم خرج يعدوا قال فأتى بعيره فقعد عليه قال فخرج يركضه وهو طليعة للطفار فاتبعه رجل منا أسلم على ناقة له ورقاء، قال إياس قال أبي فأتبعه اعدوا على رجل قال ورأس الناقة عند ورك الحمار قال ولحقنه فكنت عند ورك الناقة وتقدمت حتى عند ورك الجمل ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فقلت له الخ، فلما وضع الجمل ركبته إلى الأرض اخترطت سيفي فضربت رأسه فنذر ثم جئت براحلته أقودها فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس، قال من قتل هذا الرجل؟ قالوا سلمة بن الأكوع: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له سلبه أجمع (عن أبي قتادة) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أقام البينة على قتيل فله سلبه (وعنه أيضا) أنه قتل رجلا من الكفار فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه ودرعه فباعه بخمس أواق
في إكرام الأمراء اهـ المعنى أن الرعية يأخذون صفوة الأمور فتصلهم أعطياتهم بغير نكد، وتبتلى الولاة بمقاسات الأمور وجمع الأموال من وجوهها وصرفها في وجوهها وحفظ الرعية والشفقة عليهم والذب عنهم وإنصاف بعضهم من بعض، فإذا قصر الولاة في شيء من ذلك توجه عليهم اللوم والعتاب دون الناس (تخريجه)(م د)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز بن أسد قال ثنا عكرمة بن عماد قال ثنا إياس بن سلمة الخ (غريبة بفتح الحاء المهملة، والقاف حبل يشد به رحل البعير إلى بطنه كي لا يتقدم إلى كاهله وهو غير الحزام، والشيء الذي انتزعه فقيد به البعير هو عقال من جلد كما يدل على ذلك رواية مسلم أي مسرعا إلى بعيره أي يضربه برجله ليسرع في المسير (وقوله وهو طليعة) أي جاسوس أي في لونها سواد كالغبرة أي سقط (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم ثنا يحيى بن سعيد عن عمرو بن كثير بن أفلح عن أبي محمد الجليس كان لأبي قتادة قال ثنا أبو قتادة الخ (غريبة) مفهومه أنه إذا لم يقم البينة لم تقبل دعواه، وفيه خلاف بين العلماء انظر صحيفة 115 116 في الجزء الثاني من القول الحسن شرح بدائع المنن (تخريجه)(ق) من حديث طويل (بلفظ من قتل قتيلا عليه بينة فله سلبه)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى ثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن أبي جعفر عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي قتادة الأنصاري أنه قتل رجلا من الكفار الخ (غريبة) جمع أوقية بضم الهمزة وتشديد الياء التحتية اسم لأربعين درهما من الفضة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد
-84 -
جواز تنفيل بعض الجيش زيادة عن استحقاقه في الغنيمة لشدة بأسه
-----
(عن ابن عباس) رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أبي قتادة وهو عند رجل قد قتله فقال دعوة وسلبه (عن عوف بن مالك) الأشجعي وخالد بن الوليد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم بخمس السلب (باب جواز تنفيل بعض الجيش لبأسه أو تحمله مكروها دونهم)(عن سلمة ابن الأكوع) رضي الله عنه وذكر قصة إغارة عبد الرحمن الفزاري على سرح رسول الله صلى الله عليه وسلم واستنقاذه منه قال فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم الراجل والفارس جميعا (عن سعيد بن مالك) رضي الله عنه قال يا رسول الله قد شفاني الله من المشركين فهب لي هذا السيف، قال أن هذا السيف ليس لك ولا لي ضعه، قلت فوضعته ثم رجعت قلت عسى أن يعطى هذا السيف اليوم من لم يبل بلائي قال فإذا رجل يدعوني من ورائي، قال قلت قد أنزل الله في شيئا؟ قال كنت سألتني السيف وليس هو لي وأنه قد وهب لي فهو لك، قال وأنزلت هذه الآية (يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال)
وفي إسناده ابن لهيعة فيه كلام (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا عتاب قال أنا عبد الله أنا سفيان عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح غير عتاب بن زياد وهو ثقة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة قال ثنا صفوان بن عمرو قال حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الخ (تخريجه)(د حب طب) وأورده الحافظ في التخليص وقال هو ثابت في صحيح مسلم في حديث طويل فيه قصة لعوف بن مالك مع خالد بن الوليد
(باب) هذه طرف من حديث طويل رواه (ق د) وغيرهما سيأتي بتمامه في غزوة ذي قرد (بفتحتين) من أبواب الغزوات إن شاء الله تعالى (غريبة) السرح بوزن السرج: قال في القاموس السرح المال السائم اهـ وفسرها ابن سعد بأنها كانت عشرين لقحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعى وكان الراعي لها ابن أبي ذر وامرأته: فأغار المشركون فقتلوا الرجل وأسروا المرأة: وكان من سلمة ما سيأتي في الغزوة المشار إليها، واللقحة بكسر اللام وبالفتح أيضا مع سكون القاف الناقة الحلوب أي تخليصه من عبد الرحمن المذكور وإرجاعه إلى مكانه، والذي خلصه هو سلمة ابن الأكوع رضي الله عنه هذا موضع الدلالة من الحديث حيث نفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم الفارس أيضا مع أنه راجلا لأن النبي صلى الله عليه وسلم رآه يستحق ذلك لما قاسى في هذه القصة من الأهوال (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر أنبأنا أبو بكر عن عاصم بن أبي النجود عن مصعب بن سعد عن سعد بن مالك (ابن أبي وقاص) الخ (غريبة) كان هذا السيف لسعيد بن العاص فقتله سعد بن أبي وقاص يوم بدر وأتى بسيفه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يهبه له الخ ما جاء في هذا الحديث (تخريجه)(مذ نس) ومسلم مطولا بنحوه و (دك) وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي
-85 -
جواز تنفيل بعض الجيش إذا استقل بمعركة دونه
-----
لله والرسول) (باب تنفيل سيرية الجيش عليه واشتراكهما في الغنيمة)(عن حبيب بن مسلمة) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل الربع بعد الخمس في بدأته، ـ ونفل الثلث بعد الخمس في رجعته (وعنه من طريق ثان) قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل الربع بعد الخمس في البدأة والثلث في الرجعة، قال أبو عبد الرحمن سمعت أبي يقول: ليس في الشام رجل أصح حديثا من سعيد بن عبد العزيز يعني التنوخي (عن عبادة بن الصامت) رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نفل في البداءة الربع وفي الرجعة الثلث (وعنه أيضا) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أغار في أرض العدو نفل الربع: وإذا أقبل راجعا وكل الناس نفل الثلث، وكان يكره الأنفال ويقول ليرد قوى المؤمنين على ضعيفهم (عن ابن عمر) رضي الله عنهما قال بعثنا نبي الله صلى الله عليه وسلم في سرية بلغت سهماننا
(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حماد بن خالد وهو خالد وهو الخياط عن معوية يعني ابن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة الخ (غريبة) قال الخطابي البدأة إنما هي ابتداء سفر الغزو إذا نهضت سرية من جملة العسكر فأوقعت بطائفة العدو فما غنموا كان لهم منه الربع، ويشركهم سائر العسكر في ثلاثة أرباعه، فإن قفلوا من الغزاة ثم رجعوا فأوقعوا بالعدو ثانية كان لهم مما غنموا الثلث، لأن نهوضهم بعد القفل أشق والخطر فيه أعظم اهـ (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا أبو المغيرة ثنا سعيد بن عبد العزيز ثنا سليمان بن موسى عن زياد ابن جارية عن حبيب بم مسلمة قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) يعني عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله لأن كنية أبو عبد الرحمن هو أحد رجال الطريق الثانية من هذا الحديث (تخريجه)(د جه) وصححه ابن الجارود وابن حبان والحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام الأعرج عن أبي أمامه عن عبادة بن الصامت الخ (تخريجه (جه مذ) وقال حديث عبادة حديث حسن هذا طرف من حديث حسن هذا طرف من حديث طويل تقدم تاما بسنده وشرحه وتخريجه في باب سبب نزول قول الله عز وجل (يسألونك عن الأنفال الآية) صحيفة 73 رقم 232 (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر الخ (غريبة) جاء في رواية لمسلم فأصبنا إبلا وغنما، وجاء عند أبي داود بلفظ بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش قبل نجد وانبعثت سرية من الجيش فكان سهمان الجيش اثني عشر بعيرا، ونفل أهل السرية بعير ابعيرا فكانت سهمانهم ثلاثة عشر ثلاثة عشر، ومعناه أنه بلغ نصيب كل واحد من رجال الجيش اثني عشر بعيرا، وكل واحد من رجال السرية ثلاثة عشر بعيرا بعد الخمس: كما صرح بذلك وفي بعض الروايات
-86 -
تعريف الفيء ولمن يصرف
-----
اثني عشر بعيرا ونقلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا (عن أبي موسى الأشعري) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينفل في مغازيه (باب مصرف الفيء)(عن عوف بن مالك الأشجعي) رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه فيء قسمه من يومه فأعطى الأهل حظين، وأعطى العزب حظا واحدا، فدعينا وكنت أدعي قبل عمار بن ياسر، فدعيت فأعطاني حظين وكان لي أهل، ثم دعا بعمار بن ياسر فأعطى حظا واحدا فبقية قطعة سلسة من ذهب، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرفعها بطرف عصاه فتسقط، ثم رفعها وهو يقول كيف أنته يوم يكثر لكم من هذا (عن عمر ابن الخطاب) رضي الله عنه قال كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة وكان ينفق على أهله منها نفقة سنة (وفي لفظ قوت سنة) وما بقي
والله أعلم (تخريجه)(ق. وغيرهم)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحكم بن نافع أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) معناه أنه صلى الله عليه وسلم كان ينفل من يستحق النفل على قدر بلائه وتعبه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني وفيه عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي وهو ضعيف اهـ (قلت) يؤيده أحاديث الباب والله أعلم.
(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة قال ثنا صفوان قال ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي الخ (غريبة) الفيء هو ما أصابه المسلمون من أموال الكفار بغير ايجاف خيل ولا ركاب بأن صالحوهم على مال يؤدونه وكذلك الجزية وما أخذ من أموالهم إذا دخلوا دار الإسلام للتجارة أو يموت أحد منهم في دار الإسلام ولا وارث له فهذا كله فيء، ومال الفيء كان خالصا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مدة حياته أي المتزوج (وقوله حظين) يعني نصيبين نصيبا له لزوجته (والعزب) بفتح العين المهملة والزاي وهو من لا زوج له وإنما أعطاه حظا واحدا لكونه فردا الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك يحذرهم من الفتنة بالدنيا والاغترار بزينتها (تخريجه)(د) بدون ذكر السلسلة أعني إلى قوله فأعطى حظا واحدا وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي سفيان عن عمرو ومعمر عن الزهري عن مالك بن أو ابن الحدثان عن عمر بن الخطاب الخ (غريبة) بكسر الجيم أي مما لم يسرع المسلمون المسير إله ولم يقاتلوا عليه الأعداء بخيل ولا ركاب (بكسر الراء) وهي الإبل التي تحمل القوم، وإنما خرجوا إليه من المدينة مشاة لم يركب إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقطعوا إليها شقة ولا نالوا مشقة أي يتصرف فيها بما يراه لنفسه ولمن ذكرهم الله عز وجل معه وهم ذو القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل
-87 -
تقسيم عمر رضي الله عنه للفيء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
-----
جعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله عز وجل (عن أنس بن أوس) بن الحدثان قال كان عمر يحلف على إيمان ثلاث يقول والله ما أحد أحق بهذا المال من أحد وما أنا على منازلنا من كتاب الله تعالى وقسمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرجل وبلائه في الإسلام، والرجل وقدمه في الإسلام، والرجل وغنائه في الإسلام، والرجل وحاجته، والله لئن بقيت لهم ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا المال وهو يرعى مكانه (عن عمر بن الخطاب) رضي الله عنه أنه قال يوم الجابية وهو يخطب الناس: أن الله عز وجل جعلني خازنا لهذا المال وقاسمه له، ثم قال بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أشرفهم ففرض عنها لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف إلا جورية وصفية وميمونة، فقالت عائشة رضي الله عنها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا فعدل بينهن عمر، ثم قال إني بادئ بأصحابي المهاجرين الأولين فإنا أخرجنا من ديارنا ظلما وعدوانا، ثم أشرفهم، ففرض لأصحاب
وتقسيم ذلك موكول إليه الكراع بضم الكاف والمراد به هنا جماعة الخيل (تخريجه)(ق. والأربعة)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن ميسر (بوزن محمد) أبو سعد الصاغاني ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن عمر بن عطاء عن مالك بن أوس الخ (غريبة) يعني مال الفيء وتقدم تفسيره في شرح الحديث الأول من الباب معناه أن الرجل يأخذه على قدر ما فعاله الممدوحة في الإسلام (والرجل وقدمه) أي يأخذ على قدر تقدمه وسبقه في الإسلام وهكذا يريد أنه لا بد أن يأخذ كل ذي حق حقه وان كان بعيدا بجبل صنعاء باليمين (تخريجه)(د) وفي إسناده محمد بن ميسر ضعيف ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي ابن إسحاق ثنا عبد الله يعني ابن مبارك قال أنا سعيد بن يزيد وهو أبو شجاع قال سمعت الحارث بن يزيد الحضرمي يحدث عن علي ابن رباح عن باشر بن سمرة اليزني قال سمعت عمر بن الخطاب يقول في يوم الجابية الخ (الجابية) قرية معروفة بجنب نوى على ثلاثة أميال منها من جانب الشمال، وإلى هذه القرية ينسب باب الجابية أحد أبواب دمشق (غريبة) يشير إلى مال جاء من جزية أهل البحرين وكان النبي صلى الله عليه وسلم صالحهم على ذلك وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي كما سيأتي في باب الجزية من حديث عمر ابن عوف وتقدم في تعريف الفيء أول الباب أن الجزية من الفيء أيضا جاء في رواية للبزار (اثني عشر ألفا لكل امرأة إلا صفية وجويرية ففرض لكل واحدة ستة آلاف فا بين أن يأخذنها، فقال إنما فرضت لهن بالهجرة، فقلن ما فرضت لهن بالهجرة إنما فرضت لهن لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنا مثل مكانهن، فأبصر فجعلهن سواء
-88 -
قصة جابر بن عبد الله مع أبي بكر رضي الله عنهم في طلب نصيبه من الفئ
-----
بدر خمسة آلاف، ولمن كان شهد بدرا من الأنصار أربعة آلاف، ولمن شهد أحدا ثلاثة آلاف، قال ومن أسرع في الهجرة أسرع بع العطاء، ومن أبطأ في الهجرة أبطأ به العطاء: فلا يلومن رجل إلا مناخ راحلته (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو جاء مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا، قال فلما جاء مال البحرين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فليأتنا، قال فجئت، فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو قد جاء مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا ثلاثا قال فخذ، قال فأخذت، قال بعض من سمعه فوجدتها خمسمائة فأخذت، ثم أتيته فلم يعطني ثم أتيته فلم يعطني، ثم أتيته الثالثة فلم يعطني، فقلت إما أن تعطيني وإما أن تبخل عني، قال أقلت تبخل عني؟ وأي داء أدواء من البخل؟ ما سألتني مرة إلا وقد أردت أن أعطيك (عن عروة عن عائشة) رضي الله عنها أنم رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بظبية
يعني لمن شهد بدرا من المهاجرين بضم الميم موضع الإناخة وهو كناية عن تأخره في شد راحلته وإناختها للهجرة: وللحديث بقية وسيأتي بتمامه في باب خطب عمر من أبواب خلافته رضي الله عنه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد: وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان قال سمع ابن المكندر جابرا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو جاء مال البحرين الخ (غريبة) في رواية للبزار ثلاث مرات ملء كفيه فبينت ما أبهم هنا الظاهر أن هذه الجملة وهي قوله (قال بعض من سمعه فوجدتها خمسمائة) من قول سفيان الراوي عن ابن المكندر، ومعناه أنه روى هذا الحديث مرة أخرى عن غيره ولذلك قال: قال بعض من سمعه يعني من سمع هذا الحديث من جابر غير ابن المكندر (فوجدتها خمسمائة) أما ابن مكندر فلم يقل في حديثه هذه الجملة والله أعلم معناه أن جابرا أتى أبا بكر رضي الله عنهما بعد هذه الواقعة ثلاث مرات كلما أتاه مال من الفيء يطلب حقه منه، فكان أبو بطر رضي الله عنه يعده ثم يجده غيره أجوج منه فلا يعطيه، فقال جابرا بعد المرة الثالثة (إما أن تعطيني أو تبخل عني) أي تمنع عني فلا تعدني بالعطاء أي أنصفني بالبخل يا جابر وأي مرض أشد من مرض البخل؟ ثم ذكر له أنه ما من مرة سأله إلا وهو يريد إعطاءه ولكنه كان يعطي من هو أشد حاجة منه، لاسيما وأمر الفيء موكول للإمام يعطي من يشاء ويمنع من يشاء مراعيا في ذلك المصلحة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن عمرو أنا ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبد الله بن دينار الأسلمي عن عروة عن عائشة الخ (غريبة) بفتح المعجمة والمراد هنا جراب صغير غليه شعر، وقليل هي شبه الخريطة والكيس (والخرز) بفتحتين الذي ينظم الواحدة خرزة وهو ما يجعله النساء عقودا في أعناقهن
-89 -
طريقة أبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم في تقسيم الفيء وذكر منقبة للأنصار
-----
فيها خرز، فقسم للحرة والأمة (وفي لفظ فقسم بين الحرة والأمة سواء) قالت عائشة وكان أبي يقسم للحر والعبد (باب ما جاء في إعطاء المؤلفة قلوبهم)
(عن أنس بن مالك) رضي الله عنه أن ناسا من الأنصار قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله أموال هوازن فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل كل رجل، فقالوا يغفر الله لرسول الله، يعطى قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، قال أنس فحدث رسول الله صلى الله عله وسلم بمقاتلتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من آدم ولم يدع أحدا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ما حديث بلغني عنكم؟ فقالت الأنصار أما ذوو رأينا فلم يقولوا شيئا، وأما ناس حديثه؟ أسنانهم فقالوا كذا وكذا اللذي قالوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أني لأعطي رجالا حدثاء عهد بكفر أتألفهم أو قال استأ لفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ فوا لله لما تنقبون به خير مما ينقلبون به، قالوا أجل يا رسول الله قد رضينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني فرطكم على الحوض، قال أنس رضي الله عنه فلم نصبر (حدثنا عفان) ثنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن ثنا عمرو بن تغلب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه شيء فأعطاه ناسا وترك ناسا، وقال جرير أعطى رجالا وترك رجالا، قال فبلغه عن الذين ترك أنهم عتبوا وقالوا، قال فصعد المنبر
قال الخطابي المشهور عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه سوى بين الناس ولم يفضل بالسابقة وأعطى الأحرار والعبيد، وعن عمر رضي الله عنه أنه فضل بالسابقة والقدم وأسقط العبيد، ثم رد على بن أبي طالب رضي الله عنه الأمر إلى التسوية بعد: ومال الشافعي إلى التسوية وشبه بقسم الميراث اهـ (تخريجه)(د) وسنده جيد (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أن ناسا الخ (غريبه) بفتح أوله وثانيه وبضمهما أيضا وهو القياس مثل بريد وبرد، وهو الجلد المدبوغ أي العقلاني المحنكون بفتحات أي الاستثمار بالمشترك أي يستأثر عليكم ويفضل عليكم غيركم بغير حق الفرط بفتحتين التقدم في طلب الماء يهيئ الدلال يقال فرط يفرط كضرب يضرب أي متقدمكم إلى الحوض: ومنه يقال للطفل اللهم اجعله فرطا أي أجرا متقدما (تخريجه)(ق. وغيرهما) هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه أيضا في الجمعة عن محمد بن معمر، وفي الخمس عن محمد بن إسماعيل، وفي التوحيد عن أبي النعمان، وتقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في المؤلفة قلوبهم من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 60 رقم 102 فرجع إليه إن شئت
-90 -
ما جاء في إعطاء المؤلفة قلوبهم ومنقبة لعمر بن تغلب
-----
فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال إني أعطي ناسا: وأعطي رجالا وأدع رجالا، قال عفان. قال ذي وذي: والذي أدع أحد إلى من الذي أعطى: أعطى أناسا لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل قوما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير ومنهم عمرو بن تغلب، قال وكنت جالسا تلقاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم (باب مايهدى للأمير والعامل أيأخذ من مباحات دار الحرب (عن أبي حميد الساعدي) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا العمال غلول (من عاصم بن كليب) قال حدثني أبو الجورية قال أصبت جرة حمراء فيها دنانير في إمارة معاوية رضي الله في أرض الروم، قال وعلينا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني سليم يقال له معن ابن يزبد: قال فأتيت بها فقسمها بين المسلمين فأعطاني مثل ما أعطى رجلا منهم، ثم قال لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيته يفعله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نفل إلا بعد الخمس إذا لأعطيتك، قال ثم أخذ يعرض على نصيبه فأبيت عليه قلت ما أنا بأحق به منك (باب تحريم الغلول والتشديد فيه وتحريق رحل الغال وما جاء في النهي) (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا نبي مع الأنبياء فقال لقومه لا يبتغي رجل ملك بضع امرأة
(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى ابن سعيد عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي الخ (غريبة) المراد بالعمال كل من تولى عملا كعمال الزكاة وأمراء الجيش ونحو ذلك (وقوله غلول) بضم المعجمة واللام أي خيانة (تخريجه)(طب) وفي إسناده إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيف في الحجازيين، لكن يشهد له ما رواه (ق د حم) من حديث أبي حميد أيضا وتقدم في باب الغلول في الصدقة من كتاب الزكاة صحيفة 125 رقم 85 في الجزء التاسع (سنده) حدثنا أبي ثنا عفان قال أبو عوانة قال ثنا عاصم بن كليب الخ (غريبة) اسمه حطان بكسر أوله وتشديد المهملة (بن خفاف) بضم أوله وفتح الفاء مخففة: قال في الخلاصة وثقة أحمد تقدم الكلام على ذلك في شرح حديث عبادة بن الصامت في باب تنفيل سرية الجيش عليه الخ (تخريجه)(د) وفي إسناده عاصم بن كليب فيه خلاف: وقد أخرجه الطحاوي وصححه من حديث معن ابن يزيد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا نفل إلا بعد الخمس
(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام ابن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) لم يصرح باسم ذلك النبي والظاهر أنه يوشع بن نون عليه وعلى نبينا عليه الصلاة والسلام لأنه ورد أن الشمس حبست ليوشع ولنبينا صلى الله عليه وسلم البضع بضم الموحدة فرج المرأة
-91 -
تحريم الغلول وقصة نبي من الأنبياء في ذلك
-----
وهو يريد أن يبني بها ولم يبن، ولا أحد قد بنا بنيانا ولما يرفع سقفها، ولا أحد قد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها فغزا فدنا من القرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك: فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه، فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن تطعم، فقال فيكم غلول فليبا من كل قبيلة رجل، فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فلتبا يعني قبيلتك، فبايعته قبيلته، قال فلصق يد رجلين أو ثلاثة بيده فقال فيكم الغلول، أنتم غللتم، فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب قال فوضعوه في المال وهو بالصعيد فأقبلت النار فأكلته، فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا: ذلك لأن الله عز وجل رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا (وعنه أيضا) قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثم الألفين يجيء أحدكم
والمعنى أنه ملك بالعقد عليها وينتظر الدخول يعني أنه أتم البنيان وينتظر رفع السقف بكسر اللام جمع خلفه بكسر اللام أيضا وهي الحامل من الإبل بكسر الواو أي وضع حملها وإنما لم يقبل معه هؤلاء لأن الجهاد منآهم الأمور التي لا يزاولها إلا فارغ البال، وهؤلاء مشغولون بما يضعف عزمهم ويفوت كمال بذل وسعهم فيه معناه أنها مأمورة بالسير وهو مأمور بفتح القرية في بقية هذا اليوم فلو بقيت على سيرها لم يتسع الوقت لفتح القرية: لذلك دعا الله عز وجل أن يحبسها فاستجاب الله دعاءه وحبسها قال النووي رحمه الله هذه كانت عادة الأنبياء عليهم السلام في الغنائم أن يجمعوها فتجيء نار من السماء فتأكلها فيكون ذلك علامة لقبولها وعدم الغلول، فلما جاءت في هذه المرة وأبت أن تأكلها علم أن قسم غلولا، فلما ردوه جاءت فأكلتها، وكذلك كان أمر قربانهم إذا تقبل جاءت نار من السماء فأكلته يعني على وجه الأرض معناه انه صلى الله عليه وسلم لما قام بالدعوة لم يتبعه أولا إلا فقراء الناس ومن لا جاه لهم، فأحل لهم الغنائم ليتقوا بها على أعدائهم الذين أكثر منهم عددا وعدة، وقد تم لهم ذلك فقويت شوكة الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجا وبقى هذا الحكم إلى يوم القيامة فضلا من الله عز وجل ورحمة بهذه الأمة فله الحمد والمنة (تخريجه)(م)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل ثنا أبو حيان عن أبي زرعة بن عمرو بن جبير عن أبي هريرة الخ (غريبة) هكذا بالأصل ألفين بلام القسم وضم الهمزة وكسر الفاء أي لأجدن، وجاء عند الشيخين (لا ألفين) بلفظ النفي المؤكد، قال الحافظ والمراد به النهي، قال وكذا عند الحموي والمستملي، لكن روى بفتح الهمزة والقاف من اللقا وكذا لبعض رواه مسلم والمعنى قريب، قال ومنهم من حذف الألف على أن على أن اللام للقسم وفي توجيه تكلف، والمعروف أنه بلفظ النفي المراد به النهي وهو وان كان من نهي المرء نفسه فليس المراد ظاهره، وإنما المراد من يخاطبه عن ذلك وهو أبلغ اهـ قال النووي وعناه لا تعملوا عملا أجدكم
-92 -
التغليظ في الغلول ووعيد من غل
-----
يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء فيقول يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لألفين يجيء أحدكم يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول يا رسول الله أغثني. فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لألفين يجيء أحدكم يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لألفين يجيء أحدكم يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك (عن عمر بن الخطاب) رضي الله عنه قال لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا فلان شهيد فلان شهيد حتى مروا على رجل، فقالوا فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة
بسببه على هذه الصفحة الرغاء بضم الراء بالغين المعجمة والمد هو صوت الإبل وذوات الخف بضم المثلثة وبالغين المعجمة والمد هو صوت الغنم بحاءين منهملتين مفتوحتين بينهما ميم ساكنة ثم ميم مفتوحة قبل الهاء وهو صوت الفرس عند العلف وهو دون الصهيل أي من بني آدم والظاهر أنه أراد بالنفس ما يغله من الرقيق من امرأة أوصى بكسر الراء جمع رقعة وهي ما تكتب فيه الحقوق (وتخفق) بكسر الفاء أي تتحرك وتضطرب إذا حركتها وقيل معناه تلمع والمراد بها الثياب قاله ابن الجوزي الصامت الذهب والفضة يريد أنها ليس لها صوت كغيرها، وإنما كان كذلك لأن مجيئهما على رقبته ظاهرين للناس فيه دلالة على أنه غلهما من الغنيمة، وهكذا كل من غل شيئا لا بد أن يأتنى به يوم القيامة محمولا على رقبته ليفتضح على رءوس الأشهاد معنى قوله صلى الله عليه وسلم لكل واحد ممن تقدم ذكرهم في هذا الحديث (لا أملك لك شيئا) أي من المغفرة لأن الشفاعة أمرها إلى الله (وقوله قد بلغتك) أي فليس لك عذر بعد الإبلاغ وكأنه صلى الله عليه وسلم ابرز هذا الوعيد في مقام الزجر والتغليظ، وإلا فهو في القيامة صاحب الشفاعة في مذنبي الأمة قاله الحافظ (تخريجه)(أخرجه الشيخان. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا عكرمة يعني ابن عمار حدثني سماك الحنفي أبو زميل قال حدثني عبد الله حدثني بن عباس حدثني عمر بن الخطاب الحديث (غريبة) قوله صلى الله عليه وسلم كلا هو رد لقولهم في هذا الحديث إنه شهيد فقال صلى الله عليه وسلم كلا إني رأيته في النار في بردة غلها (والبردة) بضم الباء كساء مخطط وهي الشملة والنمرة وقال أبو عبيد هو كساء أسود فيه صور وجمعها برد بفتح الراء (والعبادة) معروفة وهي، ويقال فيها أيضا عناية بالياء قاله ابن السكيت وغيره رحمهم الله تعالى
-93 -
التغليظ في الغلول ووعيد من غل
-----
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، قال فخرجت فناديت ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون (عن صالح بن محمد بن زائدة) عن سالم بن عبد الله أنه كان مع سلمة بن عبد الملك في أرض الروم فوجد في متاع رجل غلول فسأله سالم بن عبد الله فقال حدثني عبد الله عن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من وجدتم في متاعه غلولا فأحرقوه قال وأحبسه قال واضربوه، قال فأخرج متاعه في السوق قال فوجد فيه مصحفا فسأله سالما فقال بعه وتصدق بثمنه (عن سالم بن أبي الجعد) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وكان على رحل وقال مرة على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال كركرة فمات فقال هو في النار فنظروا فإذا عليه عباءة قد غلها (وقال مرة) أو كساء قد كلا إني رأيت عليه عباءة غلها يوم كذا وكذا (عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يقسم غنيمة أمر بلالا رضي الله عنه فنادى ثلاثا
معناه أنه لا يحكم بدخول الجنة لأول وهلة إلا للمؤمنين المخلصين في إيمانهم (تخريجه)(م لك مذ)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد ثنا عبد العزيز بن محمد ثنا صالح بن محمد ابن زائدة عن سالم بن عبد الله الخ (غريبة) أي أحرقوا متاعه كما صرح بذلك في رواية لأبي داود، وقد أخذ بظاهره طائفة من العلماء، منهم الإمام أحمد، وحمله الجمهور على التغليط لأنه لم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم أمر بفتح متاع أحد ممن وجد الغلول منهم في وقته (تخريجه)(د مذ ك هق) وقال الترمذي غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال الدارقطني أنكروا هذا الحديث على صالح بن محمد قال وهذا حديث لم يتابع عليه ولا أصل لهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمحفوظ أن سالما أمر بذلك وصحح أبو داود وقفه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سفيان عن عمرو عن سالم ابن أبي الجعد الخ (غريبة) بمثلثه وقاف مفتوحتين العيال وما ثقل من الأمتعة اختلف في ضبطه فذكر القاضي عياض أنه يقال بفتح الكافين وبكسرهما، وقال النووي وإنما اختلف في كافه الأولى، وأما الثانية فمكسورة اتفاقا اهـ قال الواقدي أنه كان أسود يمسك دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند القتال أي يعذب على معصية أن لم يعف الله عنه (تخريجه)(خ. وغيره)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا الحكم بن عطية ثنا أبو الخميس عن أنس الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى وفيه أبو المخيسر وهو مجهول (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عتاب بن زياد ثنا عبد الله يعني ابن مبارك أنا عبد الله بن شوذب قال حدثني أبي قال حدثني عامر بن عبد الواحد عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن عمر الخ (غريبة) يعني من كان
-94 -
التحذير من الغلول وأنه عار وشنار على صاحبه يوم القيامة
-----
فأتى رجل بزمام من شعر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قسم الغنيمة فقال يا رسول الله هذه من غنيمة كنت أصبتها، قال أما سمعت بلالا ينادي ثلاثا؟ قال نعم، قال فما منعك أن تأتني به فاعتل له فقال النبي صلى الله عليه وسلم أني لن أقبله حتى أنت الذي توافيني به يوم القيامة (عن زيد بن خالد الجهني) رضي الله عنه أن رجلا من المسلمين توفى بخيبر وأنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلوا على صاحبكم، قال فتغيرت وجوه القوم لذلك، فلما رأى الذي بهم قال أن صاحبكم غل في سبيل الله ففتشنا متاعه فوجدنا فيه خرزا من خرز اليهود ما يساوي درهمين (عن العرباض بن سارية) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الوبرة من قصة من فيء الله عز وجل فيقول مالي من هذا الأمثل ما لأحدكم إلا الخمس وهو مردود فيكم فأدوا الخيط والمخيط فما فوقها وإياكم والغلول فإنه عار وشنار على صاحبه يوم القيامة
عنده شيء من الغنائم فليأت به النبي صلى الله عليه وسلم ليضعه في الغنيمة قبل أن تقسم قال أهل اللغة الزمام في الأصل الخيط الذي يشد في البرة يعني الحلقة التي تكون في أنف البعير ثم يشد إليه المقصود ثم سمى به المقصود نفسه وهو المراد هنا أي فاعتذر إليه كما صرح بذلك في رواية أبي داود، والظاهر أن الرجل لم يصدق في اعتذاره ولذلك لم يقبله النبي صلى الله عليه وسلم وعلم سوء نية الرجل فتركه وما غل حتى يؤتى به يوم القيامة (تخريجه)(أخرجه أبو داود وابن حبان والحاكم) وسكت عنه أبو داود والمنذري، وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وأظنهما لم يخرجاه (قلت) وأقره الذهب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى ويزيد قال ثنا يحيى بن سعيد بن محمد بن يحيى عن ابن أبي عمرة أنه سمع أنه سمع زيد بن خالد الجهني، قال يزيد أن أبا عمرة مولى زيد بن خالد الجهني أنه سمع زيد خالد الجهني يحدث أن رجلا من المسلمين الخ (غريب) أي لعدم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عليه لا ولعدم علمهم بحقيقية الحال الخرز بفتحتين هو ما يثقب من الجواهر وغيرها ويجعله النساء عقودا في أعناقهن، والظاهر أن هذا الخرز كان زهيد القيمة لقوله في الحديث ما يساوي درهمين، وفي هذا تعظيم أمر الغلول وأنه لا فرق بين قليله وكثيرة (تخريجه)(لك فع د نس جه) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عاصم ثنا وهب أبو خالد قال حدثتني أمك حبيبة بنت العرباض عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الوبرة الخ (غريبة) القصة بضم القاف الخصلة من الشعر، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الوبرة بفتح الواو والموحدة أي الشعرة من خصلة الشعر (من فيء الله) يعني إبل الغنيمة أي فإنه لي أعمل فيه برأيي (وهو مردود فيكم) أي باجتهادي (وقوله فادوا الخيط والمخيط) الخيط واحد الخيوط المعروفة (والمخيط) بوزن منبر يعني الإبرة ومن باب إلى ما فوقهما أي احذروا الغلول (فإنه عار) أي شين أو سبة في الدنيا بفتح الشين المعجمة والنون الخفيفة وفي بعض الروايات (نار وشنار) قال ابن عبد البر
-95 -
النهي عن الغلول والأمر بالجهاد والحث على إقامة حدود الله
-----
(عن عبادة بن الصامت) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تغلوا فإن الغلول نار وعار على أصحابه في الدنيا والآخرة، وجاهدوا الناس في الله تبارك وتعالى القريب والعيد، ولا تبالوا في الله لومة لائم، وأقيموا حدودو الله في الحضر والسفر وجاهدوا فيس سبيل الله فإن الجهاد باب من أبواب الجنة عظيم ينجي الله تبارك وتعالى به من الهم والغم (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إياكم والخيل المنفلة فإنها إن تلق تفر، وإن تغنم تغلل (عن سماك بن حرب) قال سمعت رجلا من بني ليث قال أسرني فارس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكنت معه فأصابوا غنما فانتهبوها فطبخوها قال فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن النهي أو النهبة لا تصلح فأكفئوا القدور (أبواب المن والفدا في حق الأسرى وأحكام
الشنار لفظة جامعة لمعنى النار والعار يريد أو الغلول شين وعار ومنقصة في الدنيا ونار في الآخرة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد و (بز طب) وفيه أم حبيبة بنت العرباض لم أجد من وثقها ولا جرحها هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في أول باب فرض الخمس فارجع إليه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن إسحاق أنبأنا ابن لهيعة حدثنا زيد بن أبي حبيب بن عقبة عن أبي الورد قال إسحاق المديني عن أبي هريرة الخ (غريبة) أي إياكم وأصحاب الخيل الخ فمعناه التحذير من أصحاب الخيل لا من نفس الخيل، وأورده هذا الحديث صاحب النهاية من رواية أبي الدرداء بلفظ (إياكم والخيل المنفلة التي إن لقيت فرت وإن غمت غلت) ثم قال كأنه من النفل الغنيمة أي الذين قصدهم من الغزو الغنيمة والمال دون غيره أو من النفل وهم المطوعة المتبرعون بالغزو الذين لا اسم لهم في الديوان فلا يقاتلون قتال من له سهم، هكذا جاء في كتاب أبي موسى من حديث أبي الدرداء والذي جاء في مسند أحمد من رواية أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والخيل المنفلة فإنها إن تلق تفر وإن تغنم تغلل ولعلها حديثان اهـ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده بن لهيعة قال الهيثمي حديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقاة وعزاه للإمام أحمد فقط (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سماك بن حرب الخ (غريبة) أي قبل قسمتها أو للشك من الراوي يشك هل قال النبي كحبلى أو النهبة كغرفة وكلا اللفظين جاءت به الأحاديث، وهو اسم للمندوب من الغنيمة أو غيرها: لكن المراد هنا الغنيمة (وقوله لا تصلح) معناه لا تحل كما صرح بذلك في رواية أخرى لأن الناهب إنما يأخذ على قدر قوته لا على قدر استحقاقه فيؤدي إلى أن يأخذ بعضهم فوق حظه ويبخس بعضهم حظه، وإنما لهم سهام معلومة للفرس سهمان وللراجل سهم، فإذا انتهبوا الغنيمة بطلت الغنيمة وفاتت التسوية هو الكناية عن إراقة ما فيها، وتقدم الكلام على ذلك في شرح حديث ابن ليلى في خرباب حل الغنيمة من خصوصياته صلى الله عليه وسلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الهيثمي قال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
-96 -
إسلام هوازن والمن على وفدهم بأسراهم
-----
تتعلق بهم (باب في المن على وفود هوازن بأسراهم)(عن عروة بن الزبير) أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوا أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم: فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معي من ترون، وأحب الحديث إلى أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال، وقد كنت إستأنيت بكم وكان أنظرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنا إخوانكم قد جاءوا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل، ومن أحب منكم أنم يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله عز وجل علينا فليفعل، فقال الناس قد طيبنا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفائكم أمركم فجمع الناس فكلمهم عرفائهم ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا هذا الذي بلغني عن سبي هوازن (عن عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما قالا أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية من سبي هوازن فوهبها لي فبعثت بها إلى أخواله من بني جمح ليصلحوا لي منها حتى أطوف بالبيت ثم آتيهم وأنا أريد أن أصيبها إذا رجعت إليها
(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثنا أبي ثنا يعقوب ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال وزعنا عروة بن الزبير أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) هم الذين حاربوا النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين ونصره الله عليهم بعد هزيمة المسلمين وسيأتي تفصيل ذلك في أبواب الغزوات إنشاء الله تعالى بكسر همزة إما ونصب السبي والمال من الأناة أي انتظرت مجيئكم وأخرت قسمة السبي فأبطأتم علي البضع بكسر الموحدة هو من ثلاث إلى تسع، فإذا أضيفت إليه العشرة المذكورة كانت مدة الانتظار ما بين ثلاث عشر ليلة إلى تسع عشرة ليلة (وقوله قفل) أي رجع بضم أوله وفتح المهملة وكسر التحتية المشددة أي يعطى عن طيب نفس بلا عوض أي نصيبه (وقوله يفيء) بضم أوله من أفاء ومعناه من أول ما يرجع الله إلينا من مال الكفار من خراج أو غنيمة أو غير ذلك، ولم يرد الفيء الاصطلاحي وحده فيه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من شدة الورع حيث لم يقنع بظاهر الحال حتى يتحقق رضا جميعهم جمع عريف وهو الرئيس الذي يدور عليهم أمر الرعية ويتعرف أحوالهم، والمقصود هنا أن رئيس كل قبيلة يعبر عن قبيلته هذه الجملة من كلام ابن شهاب وهو الزهري أحد رجال السند (تخريجه)(ق د نس)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن
-97 -
قصة أسر العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وفديته
-----
قال فخرجت من المسجد حين فرغت، فإذا الناس يشتدون، فقلت ما شأنكم؟ قالوا رد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبنائنا ونساءنا، قال قلت تلك صاحبتكم في بني جمح فاذهبوا فخذوها، فذهبوا فأخذوها (باب في أسر العباس رضي الله عنه وفديته وفيه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم (عن ابن عباس) رضي عنهما قال كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أبا اليسر بن عمرو وهو كعب بن عمرو أحد بني سلمة رضي الله عنه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أسرته يا أبا اليسر، قال لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ولا بعد: هيئته كذا هيئته كذا، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم، وقال للعباس يا عباس؟ افد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن جحدم أحد بني الحارث ابن فهر، قال فأبى وقال إني قد كنت مسلما قبل ذلك وإنما إستكرهوني، قال الله أعلم بشأنك إن يك ما تدعي حقا فالله يجزيك بذلك، وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فاقد نفسك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ منه عشرين أوقية ذهب، فقال يا رسول الله احسبها لي من فدائي، قال لا ذاك شيء أعطاناه الله منك، قال فإنه ليس لي مال، قال فأين المال الذي وضعته بمكة حيث خرجت عند أم الفضل وليس معكما أحد غيركما فقلت إن أصبت في سفري هذا فالفضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا، قال فو الذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها: وإني لأعلم أنك رسول الله (عن أبي إسحاق) عن البراء بن عازب أو غيره، قال جاء
عبد الله بن عمر الخ (غريبة) أي يعدون ويهرولون (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحد وسنده جيد (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثنا أبي ثنا يزيد قال: قال محمد يعني ابن إسحاق حدثني من سمع عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبة) إنما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبا اليسر كيفية أسر العباس لأن العباس كان قويا مهيبا وأبا اليسر كان ضعيفا صغير الجسم ذميم الخلق، وقد جاء توضيح ذلك في حديث رواه (طب بز) من حيث أبي اليسر أنه قيل للعباس وكان جسيما كطيف أسرك أبو اليسر وهو ذميم (أي قيح المنظر صغير الجسم) ولو شئت لجعلته في كفك؟ فقال ما هو إلا أن لقيته فظهر في عيني أعظم من الخندمة (بوزن المرحمة)(جبل من جبال مكة) الظاهر أنها أخذت منه في الغنيمة، ولذا أجابه الني صلى الله عليه وسلم بقوله ذاك شيء أعطاناه الله منك في هذا معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أطلعه الله عز وجل على هذه القصة التي لم يعلم بها أحد إلا الله عز وجل (تخريجه) رواه ابن إسحاق في سيرته وفي إسناده رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات: وهو من مراسيل الصحابة: لأن ابن عباس لم يشهد ذلك بل كان صغيرا مع أمه بمكة فكأنه رواه عن أبيه أو غيره (سنده) حدثنا عبد الله حدثنا أبي ثنا بهز ثنا شعبة ثنا أبوأ حمد ثنا سفيان عن أبي اسحاء عن البراء بن عازب الخ (غريبه)
-98 -
تاريخ إسلام العباس رصي الله عنه وفدية أبي وداعة صبيرة
-----
رجل من الأنصار بالعباس قد أسره، فقال العباس يا رسول الله ليس هذا أسرني، أسرني رجل من القوم أنزع من هيئته كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل لقد آزرك الله بملك كريم (باب فيمن افتدى أباه بأربعة آلاف درهم) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون قال: قال محمد يعني ابن إسحاق فحدثني حسين بن عبد الله بن عباس عن عكرمة قال: قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا فأسلمت وأسلت أم الفضل وكان العباس قد أسلم ولكنه كان يهاب قومه وكان يكتم إسلامه، وكان أبو لهب عدو الله قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة، وكذلك كانوا صنعوا لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا فلما جاءنا الرجل الخبر كتبه الله وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة فذكر الحديث ومن هذا الموضع في كتاب يعقوب مرسل ليس فيه إسناد، وقال فيه أخو بني سالم بن عوف قال وكان في أسارى (بضم الهمزة) أبو وداعة بن صبيرة السهمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له بمكة أبنا كيسا تاجرا إذا مال لكأنكم به قد جائني في فداء أبيه وقد قالت قريش لا تعجلوا بفداء أساراكم لا يتأرب عليكم محمد وأصحابه: فقال المطلب بن أبي وداعة صدقته فافعلوا، وأقبل من الليل فقدم المدينة وأخذ أباه بأربعة آلاف درهم فانطلق به وقدم مكرز بن حفص ابن الأحنف في فداء سهيل بن عمرو وكان الذي أسره مالك بن الدخشن أخو بني مالك بن عوف
هو أبو اليسر المتقدم ذكره في الحديث السابق الأنزع بوزن أحمد الذي ينحسر شعر مقدم رأسه مما فوق الجبين والنزعتان (بفتحات) عن جانبي الرأس مما لا شعر عليه بمد الهمزة أي أعانك ونصرك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ورجاله رجال الصحيح (باب) يعني في أول الأمر ثم أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه كان إسلامهم ذلك قبل غزوة بدر يعني خبر انتصار النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش في غزوة بدر (وقوله كبته) أي خيب ظنه وأذله بالحزن على قتل من قتل وأسر ومن أسر من المشركين يعني قوله الآتي (وكان في أسارى أبو وداعة الخ) الظاهر والله أعلم أن الإمام أحمد رحمه الله روى هذا الحديث مرة أخرى عن شيخه يعقوب بن إبراهيم بن سعد من كتابه مسند إلى قوله (وجدنا في أنفسنا قوة) ثم ذكر يعقوب بقيته مرسلة بدون ذكر الصحابي وجاء في رواته (أخو بني سالم بن عوف) بدل قوله في آخره حديث الباب (أخو بني مالك بن عوف) والله أعلم هو المطلب بن أبي وداعة كما سيأتي في الحديث (وقوله كيسا) بفتح الكاف والسكون التحتية أي عاقلا فطنا أي يتشدد ويتعدى في طلب الفدية إنما قال ذلك مجاراة لهم فقط ولكنه عزم على فداء أبيه ولذلك انسل من الليل أي خرج إلى المدينة ليلا مختفيا بوزن منبر وقيل بفتح الميم بالدال المهملة المضمومة ثم خاء معجمة ساكنة ثم شين معجمة مضمومة ثم نون، ويقال بالميم بدل النون ويقال الدخيشن والدخيشم بالميم مصغرا فيهما شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
-99 -
قصة رعية السحيمي الذي رقع دلوه بكتاب النبي صلى الله عله وسلم
-----
(باب قصة رعية السحيمي وأسر ولده وأخذ ماله والمن عليه بعد إسلامه برد ولده إليه) حدثنا محمد بن بكي ثنا إسرائيل ثنا إسحاق عن الشعبي (عن رعية السحيمي) رضي الله عنه قال كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أديم أحمر فأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقع به دلوه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فلم يدعوا له رائحة ولا سارحة ولا أهلا ولا مالا إلا أخذوه، وانفلت عريانا على فرس له ليس عليه قشرة حتى ينتهي إلى ابنته وهي متزوجة في بني هلال وقد أسلمت وأسلم أهلها وكان مجلس القوم بفناء بيتها فدار حتى دخل عليها من وراء البيت قال فلما رأته ألقت عليه ثوبا، قالت مالك؟ قال كل الشر نزل بأبيك، ما ترك له رائحة ولا سارحة ولا أهل ولا مال إلا وقد أخذ، قالت دعيت إلى الإسلام؟ قال أين بعلك؟ قالت في الإبل، قال فأتاه فقال مالك؟ قال كل الشر نزل به ما تركت له رائحة ولا سارحة ولا أهل ولا مال إلا وقد أخذ، وأنا أريد محمدا أبا دره قبل أن يقسم أهلي ومالي، قال فخذ راحلتي برحلها قال لا حاجة لي فيها، قال فأخذ قعودا الراعي وزوده إداوة من ماء قال وعليه ثوب إذا غطى به وجهة خرجت أسته وإذا غطى أسته وإذا خرج وجهه وهو يكره أن يعرف حتى انتهى إلى المدينة فعقل راحلته، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان بحذائه حيث يصلي، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر قال يا رسول الله أبسط يديك فلأبايعك، فبسطها فلما أراد أن يضرب عليها قبضها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ثلاثا قبضها إليه ويفعله قال من أنت؟ قال رعية السحيمي، قال فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم عضده ثم رفعه ثم قال يا معشر المسلمين هذا رعية السحيمي الذي كتبت إليه فأخذ كتابي فرقع به دلوه، فأخذ يتضرع إليه،، قلت يا رسول الله أهلي
وهو الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليحرق مسجد الضرار هو ومعن بن عدي فأحرقاه رضي الله عنهما (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد: وأورده الهيثمي بلفظه كما هنا، وقال رواه أحمد هكذا باختصار وبعضه مرسل ورجال غير المرسل ثقات (باب)(غريبة) بكسر أوله كإبرة ويقال بضم أوله على وزن رقية بتشديد الياء (والسحيمي) بضم السين وفتح المهملتين الأديم الجلد المدبوغ أي كتب إليه في ذلك الأديم يدعوه إلى الإسلام فلم يحفل به بل أخذ الكتاب فرقع به دلوه يعني من المواشي القشر بكسر القاف اللباس، والمعنى أنه انفلت عريانا ليس عليه لباس بكسر الفاء وهو المتسع أمام الدار ويجمع الفناء على أفنية أي لم يدخل من الباب خجلا أن يراه الناس على تلك الحالة الأست العجز ويراد به حلقه الدبر إنما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك لأنه أغضبه بما فعل بكتابه فأراد صلى الله عليه وسلم أن يظهر للناس ما آل إليه أمره وكيف
-100 -
أسر أبي العاص زوج زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفديته
-----
ومالي قال أما مالك فقد قسم، وأما أهلك فقد قدرت عليه منهم، فخرج فإذا ابنه قد عرف الراحلة وهو قائم عندها، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا ابني، فقال يا بلال اخرج معه فسله أبوك هذا؟ فإن قال نعم فادفعه إليه، فخرج بلال إليه فقال أبوك هذا؟ قال نعم، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما رأيت أحدا استعبر إلى صاحبه فقال ذاك جفاء الأعراب (ومن طريق ثان) عن أبي عمرو الشيباني بنحوه مختصرا في آخره قال سفيان يرون أنه أسلم قبل أن يغار عليه (باب فداء أبي العاص زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن عائشة زوج النبي) صلى الله عليه وسلم قالت لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، قالت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم
انتقم الله منه أي ما رأيت أحدا منهما بكى عند رؤية صاحبه كما يحصل عادة في مثل هذا الموقف فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ذاك جفاء الأعراب) يعني سكان البوادي غلاظ الطباع ليس عندهم رقة أهل الحضر (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا معاوية بن عمر ثنا أبو إسحاق عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عمرو الشيباني قال جاء رعية السحيمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أغير على ولدي ومالي فذكر نحو ما تقدم في الحديث السابق هكذا قال سفيان أحد رجال السند فإن صح هذا القول فتكون الإرادة حصلت قبل علمهم بإسلامه والله أعلم (تخريجه) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه: قال الحافظ في الإصابة قال ابن السكن روى حديثه يعني حديث رعية السحيمي بإسناد صالح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أي ثنا يعقوب قال ثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عبادة بن عبد العزي بن عبد شمس ابن أمية ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب رضي الله عنها، قال ابن هشام وكان الذي أسره خراش بكسر أوله ابن الصمة بكسر الصاد وفته الميم المشددتين أحد بني حدرام، قال ابن إسحاق وكان أبوا العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة، وكانت أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت خديجة هي التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بابنتها زينب وكان لا يخالفها، وذلك قبل الوحي، وكان صلى الله عليه وسلم قد زوج ابنته رقية أو أم كلثوم من عتبة بن أبي لهب: فلما جاء الوحي قال أبو لهب اشغلوا محمدا بنفسه: وأمر ابنه عتبة فطلق ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الدخول فتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه: ومشوا إلى أبي العاص فقالوا فارق صاحبتك ونحن نزوجك بأي امرأة، من قريش شئت، قال لا والله إذا لا أفارق صاحبتي وما أحب أن لي بامرأة من قريش: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه في صهره فيما بلغني اهـ قال الحافظ ابن كثير في تاريخه: الحديث بذلك في الثناء عليه في صهره ثابت في الصحيح أي لأنها ذكرته بخديجة أولى أزواجه وأم أولاده التي كان
-101 -
من افتدى بتعليم أولاد الأنصار الكتابة
-----
أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا، فقالوا نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردوه عليها الذي لها (باب في فداء جلين من المسلمين برجل من المشركين ومن افتدى بتعليم أولاد الأنصار الكتابة وكراهة قبول الفدية على تسليم جثث العدو)
(عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم فدى رجلين من المسلمين برجل من المشركين من بني عقيل (عن ابن عباس) رضي الله عنهما: قال كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم غلام يبكي إلى والده، فقال ما شأنك؟ قال ضربني معلمي، قال الخبيث يطلب بذحل بدر، والله لا تأتيه أبدا (وعنه أيضا) قال قتل المسلمون يوم الخندق رجلا من المشركين فأعطوا بحيفة مالا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادفعوا إليهم جيفتهم فإنه خبيث الجيفة خبيث الدية فلم يقبل منهم شيئا (وعنه من طريق ثان) قال أصيب يوم
يحبها حبا شديدا ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط على أبي العاص أن يخلي سبيل زينب يعني أن تهاجر إلى المدينة فوفى أبو العاص بذلك (قلت) بقيت زينب على ذمة أبلي العاص إلى أن حرم الله المسلمات على المشركين عام الحديبية سنة ست من الهجرة: ثم أسلم بعد ذلك أبو العاص فردها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنكاحه الأول، وسيأتي تفصيل ذلك في كتاب السيرة النبوية في أبواب الغزوات إن شاء الله تعالى (تخريجه) أخرجه ابن إسحاق في سيرته وسنده جيد (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أي ثنا اسماعيل أنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين الخ (غريبة) لهذا الرجل قصة ستأتي في باب أن الأسير إذا أسلم لم يزل ملك المسلمين عنه (وعقيل) بضم العين المهملة كذا في المشارق (تخريجه) (مذ. هب) وصححه الترمذي: وأخرجه أيضا مسلم مطولا كما سيأتي في الباب المشار إليه آنفا والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن عاصم قال: قال داود ثنا عكرمة عن ابن عباس الخ (غربية) الذحل بفتح الذال المعجمة والحاء المهملة وبجمع على أذحال كسبب وأسباب، ويسكن فيجمع على ذحول كفلس وفلوس، ومناه الحقد، وطلب بذحلح أي بثأره (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد، وفي إسناده على بن عاصم فيه كلام لكن وثقه الإمام أحمد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا نصر بن باب قال ثنا الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن العباس أنه قال قتل المسلمون الخ (غريبة) قيل هو عمرو بن عبد ود على ما ذكره ابن إسحاق حكاية عن البيهقي، وقيل هو نوفل بن عبد الله المخزومي علة ما ذكره موسى بن عقبة وابن جرير (قلت) يحتمل أن المشركين طلبوا جثة الرجلين أحدهما تلو الآخر لأنهما من صناديدهم والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد وسمهته أنا منه ثنا علي بن مسهر
-102 -
قصة فداء أسرى بدر وما نزل من القرآن بسببه
-----
الخندق رجل من المشركين وطلبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجنوه فقال لا ولا كرامة لكم، قالوا فإنا نجعل لك على ذلك جعلا قال وذلك أخبث وأخبث (باب في فداء أسرى بدر وما نزل من القرآن لسببه) (عن ابن عباس) حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لما كان يوم بدر، قال نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه وعليه رداؤه وإزاره، ثم قال اللهم أين ما وعدتني، اللهم أنجز ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا، قال، قال فما زال يستغيث ربه عز وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر رضي الله عنه فأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه، ثم يا نبي الله كفاك مناشدة ربك فإنه سينجز لك ما وعك، وأنزل الله عز وجل (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله عز وجل المشركين فقتل منهم سبعون رجلا، وأسر منهم سبعون رجلا، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعليا وعمر رضي الله عنهم
عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال أصيب يوم الخندق الخ أي يدفنوه ويستروه وقد جاء في الحديث (ولى دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجنانه على والعباس) أي دفنه وستره، ويقال للقبر الجنن (بالتحريك) ويجمع على أجنانه (نه) (تخريجه) (هق مذ) وفي الطريق الأولى الحجاج بن أرطاة وفي الثانية ابن أبي ليلى اختلف فيهما (باب) (سنده) عبد الله حدثني أبي ثنا أبو نوح قراد أنبأنا عكرمة بن عمار ثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر الخ (غريبة) قال في النهاية كل ما زاد على عقد فهو نيف بالتشديد وقد يخفف حتى يبلغ العقد الثاني اهـ يعني ما زاد على العشرة يقال له نيف حتى يبلغ العشرين: وما زاد على العشرين يقال له نيف حتى يبلغ الثلاثين: وهكذا وجاء في رواية لمسلم أنهم كانوا ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا يعني قوله تعالى (واد يعدكم الله إحدى الطائفتين) وهي إما العير وإما الجيش، والعير قد ذهبت فكان على ثقة من حصول الأخرى، ولكن سأل تعجيل ذلك من غير أذى يلحق المسلمين (وقوله إن تهلك) قال النووي ضبطوه بفتح التاء وضمها فعلى الفتح. العصابة بالرفع فاعل، وعلى الضم بالنصب مفعول والعصابة الجماعة اهـ أي طلبك من ربك أي تطلبون منه الغوث بالنصر عليهم (وقوله ممدكم) أي مرسل إليكم مددا لكم (مردفين أي متتابعين بعضهم في إثر بعض، وفي سورة آل عمران (بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين) ثم قال (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة لآلاف من الملائكة مسومين) أي معلمين من التسويم وهو إظهار سيما الشيء، قال الربيع بن أنس البكري أو الحنفي أمد الله المسلمين بألف يعني أولا وهو الذي في سورة الأنفال، ثم صاروا ثلاثة آلاف، ثم لما صبروا واتقوا صاروا خمسة آلاف كما قال الله تعالى (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فوركم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف الآية
-103 -
استشارة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في أسرى بدر
-----
فقال أبو بكر يا نبي الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكونون لنا عضدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى؟ يا بن الخطاب؟ قال قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر: ولكني أرى أن تملكني من فلان قريبا لعمر فاضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أن ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فخذ منهم الفداء، فلما آن كان من الغد قال عمر رضي الله عنه غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذا هو قاعد وأبو بكر رضي الله عنه وهما يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم الذي عرض على أصحابك من الفداء لقد
عرض على عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل الله عز وجل (ما كان للنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض - إلى قوله- لولا كتابا من الله سبق لمسكم فيما أخذتم) من الفداء ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا فيما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه وأنزل الله تعالى (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثلها) الآية يأخذكم الفداء (عن علي بن أبي طالب) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرها (عن محمد بن جبير
لفظ مسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبكى للذي عرض على أصحابك من أخذ الفداء أي يبالغ في قتل المشركين وأسرهم قال ابن عباس لولا قضاء من الله سبق في اللوح المحفوظ بأنه يحل لكم الغنائم (لمسكم) أي لنا لكم وأصابكم (فيما أخذتم) من الفداء (عذاب عظيم) لفظ عذاب عظيم ليس موجودا في الحديث وربما حذف للعلم به أي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين قبلوا الفداء في الأسرى يدر هي ما أصيب منهم يوم أحد من قتل سبعين من المسلمين (قد أصبتم مثليها) يعنى يوم بدر فإنهم قتلوا من المشركين سبعين قتيلا وأسروا سبعين أسيرا وبقيت الآية (قلتم أنى هذا) أي من أين جرى علينا هذا القتل والهزيمة ونحن مسلمون ورسول الله فينا (قل هو من عند أنفسكم) أي باختياركم أخذ الفداء (تخريجه)(م. وغيره)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد ثنا إسرائيل عن حارثة بن مضرب عن علي الخ (غريبة) لم يذكر جواب الشرط وتقديره فأسروا أو فافعلوا يعني الأسر ولا تقتلواهم فإنهم خرجوا لقتالنا مكرهين لا تختارين (تخريجه)
-104 -
لا يجوز قتل الأسير إلا إذا احتلم أو أنبت
-----
ابن مطعم) عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كان المطعم بن عدي حيا فكلمني في هؤلاء النتنين أطلقتهم يعني أسارى بدر (باب النهي عن قتل الأسير ما لم يحتلم أو ينبت، وعن قتل أسير غيره، وعن التفريق بين الوالدة وولدها وعن وطئ الحبالى من الأسرى: وعن قتل الأسير صبرا)(عن عطية القرظي) رضي الله عنه قال عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريضة فكان من أنت قتل ولم ينبت خلي سبيله، فكن ممن لم ينبت فخلى سبيلي (عن كثير ابن السائب) قال حدثني ابنا قريظة أنهم عرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم زمن قريظة فمن كان منهم محتلما أو نبتت عانته قتل ومن لا ترك (عن سمرة بن جندب) رضي الله عنه تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعاطى أحدكم أسير أخيه فيقتله
لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن الزهري عن محمد بن جبير الخ (غريبة) جمع نتن بفتح فكسر والمراد بهم أسارى بدر وصفهم بالنتن لما هم عليه من الشرك كما وصفهم الله عز وجل بالنجس (وقوله أطلقتم) أي لتركتكم له كما صرح بذلك في رواية البخاري، ومعناه لتركتكم له بغير فداء، وإنما قال ذلك صلى الله عليه وسلم لأن المطعم ابن عدي كان له يد عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو أنه صلى الله عليه وسلم دخل في جواره لما رجع من الطائف فأراد أنم يكافئه بها، وقد ذكر ابن إسحاق القصة في ذلك مبسوطة وكذلك الفاكهي بإسناد حسن مرسل، وفيه أن المطعم أمر أولاده الأربعة فلبسوا السلاح وقام كل واحد منهم عند ركن من الكعبة فبلغ ذلك قريشا فقالوا له أنت الرجل لا تخفر ذمتك، وقيل أن اليد كانت له أنه كان من أشد من سعي في نقض الصحيفة التي كتبتها في قطيعة بني هاشم ومن معهم من المسلمين حين حصروهم في الشعب (تخريجه)(خ د. وغيرهم)(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير قال سمعت عطية القرظي يقول عرضنا الخ (غريبة) أراد شعر العانة فجعله علامة للبلوغ وليس ذلك حدا عند أكثر أهل العلم إلا في أهل الشرك لأنهم لا يوقفوا على بلوغهم من جهة السن ولا يمكن الرجوع إلى قولهم للتهمة في دفع القتل وأداء الجزية، وقال الإمام أحمد الإنبات حد معتبر تقام به الحدود على من أنبت من المسلمين، ويحكى مثله عن الإمام مالك رحمهما الله (تخريجه)(فع حب بز مي ك مذ) وقال الترمذي حسن صحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد ابن سلمة عن أبي حفص الخطمي عن محمد بن كعب القرظي عن كثير بن السائب الخ (غريبة) أحدهما عطية القرظي راوي الحديث الأول والثاني لم أقف على اسمه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد، وفي إسناده أبو حفص الخطمي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أن بقية ابن الوليد عن إسحاق ابن ثعلبة عن مكحول عن سمرة بن جندب الخ (غريبة) نما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك لأنه افتيات على حق الغير، ولأنه ربما كان في إبقائه مصلحة
-105 -
النهي عن التفريق بين المرأة وولدها من السبيي
-----
(عن أبي عبد الرحمن الحبلى) قال كنا في البحر وعلينا عبد الرحمن بن قيس الفرازي ومعنا أبو أيوب الأنصاري فمر بصاحب المقاسم وقد أقام السبى فإذا امرأة تبكي، فقال ما شان هذه؟ قالوا فرقوا بينها وبين ولدها قال فاخذ بيد ولدها حتى وضعه في يدها، فانطلق صاحب المقاسم إلى عبد الله ابن قيس فاخبره فأرسل إلى أبي أيوب فقال ما حملك على ما صنعت؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من فرق بين والدة وولدها فرق الله بين وبين الأحبة يوم القيامة (عن عبد الله)(يعني ابن مسعود) رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالسبي فيعطي أهل البيت جميعا كراهية أن يفرق بينهم (عن رويفع بن ثابت) الأنصاري رضي الله عنه قال قام فينا (يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقال لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماؤه زرع غيره (وفي لفظ ولد غيره) يعني إتيان الحبالى من السبايا، وإن يصيب امرأة ثيبا حتى يستبرئها يعني إذا اشتراها وأن يبيع مغنما حتى يقسم الحديث
لصاحبه، ولأن القتل وعدمه من خلق الإمام (تخريجه) رواه سعيد بن منصور في سننه وفي إسناده بقية بن الوليد تكلم فيه بعضهم، وإسحاق بن ثعلبة، قال أبو حاتم مجهول، وقال ابن عدي روى عن مكحول عن سمرة أحاديث مسندة لا يرويها غيره، وأحاديث كلها غير محفوظة، قال الحافظ له عند أحمد منها حديثان ولم يسمع مكحول من سمرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا عبد الله بن لهيعة ثنا حيى بن عبد الله المعفاري عن أبي عبد الرحمن الحبلى الخ (قلت) الحبلى بضم الحاء المهملة والباء الموجدة ويجوز فتحها عند سيبوويه (غريبة) الظاهر إن ذلك كان في إحدى غزوات بلاد الرم زمن معاوية، لأنهم غزوها في زمنه غير مرة، وتوفي أبو أيوب الأنصاري في إحداها بعد ذلك ودفن بالقسطنطينية وعلى قبره مزار معناه أن أبا أيوب رضي الله عنه مر بمن وكل إليه قسمة المغانم (وقد أقام السبي) أي قسمه وقومه يعني في القسمة بمعنى أنها صارت لغير من صار إليه ابنها أي بما يزيل الملك بنحو هبة أو بيع نحو ذلك هذا يفيد حرمة التفريق بين الوالدة وولدها مطلقا: وللعلماء كلام في ذلك ذكرته في الشرح الكبير (تخريجه)(مذ ك مى) وقال الترمذي حسن غريب (قلت) وفي إسناده حيى بن عبد الله تكلم فيه بعضهم، وصحح حديثه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن جابر عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله الخ (غريبة) أي يضعهم في بيت واحد، هذا فيمن كان بينهم قرابة بحيث يصعب عليهم الفراق (تخريجه)(جه) وفي إسناده جابر الجعفي ضعيف هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من أبواب قسم الغنائم والفيء (غريبة) هو كناية عن وطئ الحامل، والمراد بالماء هنا المنى: وبالزرع ولد الغير كما في اللفظ الآخر يقال للإنسان ثيب إذا تزوج، ويستوي في الثيب الذكر والأنثى (وقوله حتى يستبرئها)
-106 -
النهي عن وطئ الأمة حتى تستبرأ بحيضه وعن وطء الحبالى** السبايا حتى يضعن
-----
(وعنه أيضا) قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن توطأ الأمة حتى تحيض وعن الحبالى حتى يضعن ما في بطونهن (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من وطئ حبلى (عن أبي الدرداء) رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة مجحا على باب فساط أو طرف فسطاط فقال صلى الله عليه وسلم هل صاحبها يلم بها؟ قالوا نعم، قال لقد هممت أن ألعنه لعنة تدخل معه قبره، كيف يورثه وهو لا يحل له وكيف يستخدمه وهو
يعني بحيضة إذا لم تكن حاملا كما يستفاد ذلك من الحديث التالي، فإن كانت حاملا فلا يطؤها حتى تضع ومفهومه أن البكر لا تستبرأ، وهو كذلك عند جمهور العلماء (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن إسحاق أنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن حنش الصناعي عن رويفع بن ثابت، قال ثنا يحيى بن إسحاق أنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن حنش الصناعي عن رويفع بن ثابت، قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) معناه أنه لا يطأ أمة ثيبا سباها أو اشتراها حتى يستبرئها بحيضة، فإن كانت حاملا فلا يطؤها حتى تضع، فإن وطئها وهي حامل حرم الله بالإجماع (تخريجه) أخرجه هو والذي قبله (د مذ مى طب هق) وحسنه الترمذي: وأخرجه أيضا ابن حبان وصححه والبزار وحسنه وفيه اختلاف في الألفاظ عند بعضهم والمعنى واحد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أب ثنا عبد الله بن محمد وسمعته أنا منه ثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس الخ (غريبة) أي ليس من أهل سنتنا أو طريقتنا الإسلامية (وقوله من وطئ حبلى) وهو عام في كل حبلى من الغير سواء أكانت من السبايا أم من الحرائر، وليس المراد هنا النهي عن وطئ حليلته الحبلى كما قد يتوهم، فأنها خرجت من هذا العموم بأدلة أخرى (تخريجه)(طب) وحسنه الحافظ السيوطي، وقال الهيثمي فيه الحجاج بن أرطاة مدلس وبقية رجاله الصحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن شعبة بن يزيد بن خمير عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء الخ (غريبة) المجح بميم مضمومة ثم جيم مكسورة ثم حاء مهملة، هي الحامل التي قربت ولادتها بضم الفاء وكسرها وسكون السين المهملة وفيه لغات، وهو نحو بيت الشعر بفتح العين المهلة كالخيمة ونحوها أي يطؤها وهي حامل؟ وكانت من السبايا معناه قد تضع حملها لستة أشهر حيث يحتمل يكون الولد له ويتوارثان، وعلى تقدير كونه من غير السابي لا يتوارثان هو ولا السابي لعدم القرابة، بل له استخدامه لأنه مملوكه، فتقدير الحديث أنه قد يستلحقه ويجعله ابنا له ويورثه مع أنه لا يحل توريثه لكونه ليس منه ولا يحل توارثه ومزاحمته لباقي الورثة، وقد يستخدمه استخدام العبيد ويجعله عبدا يتملكه، مع أنه لا يحل له ذلك لكونه منه إذا وضعته لمدة محتملة كونه من كل واحد منهما، فيجب عليه الامتناع من وطئها خوفا من هذا المحظور، فهذا هو الظاهر في معنى الحديث قاله النووي (تخريجه)(م د مى)
-107 -
النهي عن قتل صبرا وعن قتل الأسير إذا أسلم
-----
لا يحل له (عن عبيد بن تعلى) قال غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فأتى بأربعة إعلاج من العدو فأمر بهم فقتلوا صبرا بالنيل فبلغ ذلك أبا أيوب رضي الله عنه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل الصبر (باب الأسير يدعى الإسلام قبل الأسر وله شاهد وفضل من يسلم من الأسرى)(عن أبي عبيدة) عن عبد الله (يعني ابن مسعود) رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر (يعني وجئ بالأسارى) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضربة عنق. قال عبد الله فقلت يا رسول الله إلا سهيل بن بيضاء فإني قد سمعته يذكر الإسلام، قال فسكت قال فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع على حجارة من السماء في ذلك اليوم حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سهيل بن بيضاء (عن أبي هريرة)
وأخرجه أيضا أبو داود الطيالسي في مسنده جاء في الأصل عن أبي يعلى وهو تصحيف وصوابه عن عبيد بن تعلى بكسر التاء المثناة وسكون العين المهملة بعدها لام مكسورة وهو عبيد بن تعلى الطائي الفلسطيني، وقد وقع التصحيف كثيرا في هذا الاسم: انظر خلاصة تذهيب الكمال (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير عن عبيد بن تعلى الخ (غريبة الظاهر أن هذه الغزوة كانت إلى بلاد الروم أعني القسطنطينية وكانت سنة أربع وأربعين وكان عبد الرحمن بن خالد أميرا على الجيش: ثبت ذلك في كتب المغازى الشهيرة جمع علج بكسر العين المهملة وسكون، اللام وهو الرجل القوي الضخم والرجل من كفار العجم جمعه اعلاج وعلوج القتل صبرا هو أن يمسك من ذوات الروح شيئ حيا ثم يرمى بشيء حتى يموت، وكل من أن النبي (ص قتل بعض الأسرى بالسيف كأسارى بني قريظة وبعض أسارى بدر كعقبة بن أبي معيط والنضر بن أنس وغير ذلك، زاد أبو داود فبلغ ذلك عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فأعتق أربع رقاب (تخريجه) وسنده جيد (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة الخ (غريبة) أي قال عبد الله بن مسعود فما رأيتني في يوم أخوف الخ، وإنما خاف ابن مسعود من سكوته صلى الله عليه وسلم لأنه ظن أن سكوته كان من أجل غضبه عليه لكونه تكلم فيما لا يعنيه: ولذلك لم يطمئن إلا بعد موافقة النبي صلى الله عليه وسلم على رأيه ليس هذا آخر الحديث وهو مختصر من حديث طويل سيأتي بتمامه في تفسير سورة الأنفال من كتاب التفسير إن شاء الله تعالى: وإنما ذكرت هذا الجزء منه لمناسبة الترجمة (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث حسن وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه اهـ يعني أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود راوي الحديث (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد عن محمد بن زياد وعفان ثنا حماد أنا محمد ابن زياد قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)
-108 -
معنى قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل
-----
رضي الله عنه قال سمعت أبا القاسم (ص يقول عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل (عن أبي أمامة) رضي الله عنه قال استضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقيل له يا رسول الله ما أضحكك؟ قال قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل (عن العباس بن سهل) بن سعد الساعدي عن أبيه رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالخندق فأخذ الكرزين فحفر به فصادف حجزا فضحك، قيل ما يضحك يا رسول الله؟ قال ضحكت من ناس يؤتى بهم من قبل المشرق في النكول يساقون إلى الجنة
(باب أن الأسير إذا أسلم لم يزل ملك المسلمين عنه وجواز استرقاق العرب)
التعجب المعروف عند البشر معناه استعظام الشيء لمعظم موقعه وخفاء سببه وذلك مستحيل على الله عز وجل فإذا أطلق عليه جل شأنه فالمراد أنه رضي منهم ذلك واستحسن فعلهم وعظم شأنهم ظاهره أنهم يجرون إليها كرها وهم مقيدون بالسلاسل، وليس كذلك، قال القاضي عياض معناه أن الله عز وجل عظم شأن قوم يؤخذون عنوة في السلاسل فيدخلون في الإسلام قهرا فيصيرون من أهل الجنة، وقيل أراد بالسلاسل ما يرادون به من به قتل الأنفس وسبي الأزواج والأولاد وخراب الديار وجميع ما يلحقهم إلى الدخول في الدين الذي هو سبب دخول الجنة فأقيم السبب مقام المسبب (تخريجه)(خ د)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا الأعمش عن حسين الخراساني عن أبي غالب عن أبي أمامة الخ (غريبة) بضم المثناة وسكون المعجمة وكسر المهملة أي أضحكه شيء لا نعلمه عبر هنا بقوله يساقون وفي حديث أبي هريرة بلفظ يقادون والقود غير السوق، قال الخليل القود أن يكون الرجل أمام الدابة آخذ بقيادها، والسوق أن يكون خلفها اهـ (قلت) وعلى هذا يلزم التنافي بين العبارتين، ويجمع بينهما باحتمال الأمرين معا أو بعضهم يقادون وبعضهم يساقون والله أعلم (تخريجه) أورد الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني واحد إسنادي أحمد رجاله الصحيح اهـ (قلت) هو ماذكرته هنا، والإسناد الآخر فيه شيخ لم يسم ولذلك لم أذكره اكتفاءا بأصح الطريقين (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا العباس بن الفضيل يعني ابن سليمان ثنا محمد بن أبي يحيى عن العباس بن سهل (غريبة) أي حينما كانوا يحفرون الخندق حوالي المدينة في غزوة الأحزاب، ويقال لها غزوة الخندق أيضا (وقوله فأخذ الكرزين) بكسر الكاف والزاي بينهما راء ساكنة أي الفأس والجمع كرازين يعني أسارى جمع نكل بكسر النون وسكون الكاف وهو القيد، فمعنى النكول القيود، ويجمع أيضا على أنكال كحمل وأحمال (تخريجه) أورده الهيثم وقال رواه أحمد والطبراني، إلا أنه قال يؤتى بهم إلى الجنة في كبول الحديد، وفي رواية عنده يساقون إلى الجنة وهم كارهون، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن أبي يحي الأسلمي وهو ثقة (باب)
-109 -
قصة أسير بني عقيل ومفاداته برجلين من أسرى المسلمين
-----
(عن عمران بن حصين) رضي الله عنه قال كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل وأصيب معه العضباء فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثائق، فقال يا محمد يا محمد، قال ما شأنك فقال بم أخذتني، بم أخذت سابقة الحاج أعظاما لذلك؟ فقال أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف، ثم انصرف عنه فقال يا محمد يا محمد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فأتاه فقال ما شأنك؟ قال إني مسلم، قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح ثم انصرف عنه فناداه يا محمد يا محمد، فأتاه فقال ما شأنك؟ فقال إني جائع فأطعمني وظمآن فأسقني، قال هذه حاجتك قال ففدى بالرجل (عن عروة بن الزبير) عن عائشة رضي الله عنها قالت لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني الملصق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أولا بن عم له وكاتبه على نفسها وكانت امرأة حلوة ملاحة لات يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها قالت فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها
(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا اسماعيل عن أيوب عن قلابة عن أبي المهلب عن عمران ابن حصين الخ (غريبة) بضم العين المهملة وفتح القاف بخلاف عقيل الهاشمي فإنه بفتح المهملة وكسر القاف اسم ناقته أي أسرت معه، ثم صارت بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الناقة وكانت من النوق العظيمة التي تسبق قافلة الحجاج (وقوله إعظاما لذلك) الظاهر إنه من كلام الراوي يريد أن الرجل قال بم أخذتني بم أخذت سابقة الحاج إعظاما لهذا الأمر وإكبارا له الجريرة الجناية: قال في النهاية ومعنى ذلك أن ثقيفا لما نقضوا الموادعة التي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليهم بنو عقيل صاروا مثلهم في نقض العهد قال النووي معناه لو قلت كلمة الإسلام لكنت فزت بالإسلام وبالسلامة من الأسر ومن اغتنام مالك، وأما إذا أسلمت بعد الأسر فيسقط الخيار في قتلك ويبقى الخيار بين الاسترقاق والمن والفداء أي من الطعام والشراب حاضرة يؤتى إليك بها الساعة (وقوله ففدى بالرجلين) هكذا في رواية مسلم أيضا، وفي رواية أبي داود ففودي الرجل بعد بالرجلين أي المسلمين اللذين أسرتهما ثقيف، وليس هذا آخر الحديث، وسيأتي بتمامه في باب لا وفاء لنذر في معصية الله من أبواب النذر (تخريجه (م د. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب قال ثنا أبي عن إسحاق قال حدثنا محمد بن جعفر بن الزبير عن عائشة الخ (غريبة) بكسر اللام ويقال لها غزوة المريسيع بضم الميم وفتح الراء وسكون الياء التحتية وكسر السين المهملة وكانت سنة خمس على الصحيح من الأقوال بضم الميم وفتح الراء وسكون الياء التحتية الجمال وهذا البناء للمبالغة في الملاحة إنما كرهتها عائشة غيرة منها لأنها توقعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-110 -
قصة أسر جويرية بنت الحارث وزواج النبي صلى الله عليه وسلم بها
-----
وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت، فدخلت عليه فقالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي فجئتك على كتابتي قال فهل لك من خير من ذلك؟ قالت ما هو يا رسول الله؟ قال اقضي كتابتك وأتزوجك، قالت نعم يا رسول الله، قال قد فعلت قالت وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس أصاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما بأيديهم، قالت فلقدا أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها (عن أبي رافع) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان مستندا إلى ابن العباس وعنده ابن عمر وسعيد بن زيد رضي الله عنهم فقال اعلموا أني لم أقل في الكلالة شيئا ولم استخلف من بعدي أحدا: وأنه من أدرك وفاتى من سبي العرب فهو حر من مال الله عز وجل الحديث
(باب ما يفعله بالجاسوس إذا كان مسلما أو حربيا أو ذميا)
(عن علي رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير والمقداد فقال انطلقوا
إذا رآها تزوجها وقد حصل ما توقته روى الواقدي أنه كاتبها على تسع أوراق من الذهب بالضم على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي هم أصهار الخ وبالنصب بتقدير أرسلوا أو أعتقوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم أي اعتقوا ما بأيديهم من السبي إكراما لجويرية لأنها صارت من أمهات المؤمنين بالإضافة أي مائة طائفة كل واحدة منهن أهل بيت من بني المصطلق، وروى أنهم كانوا أكثر من سمعمائة (تخريجه) (د ك هق) وسنده جيد وأصله في الصحيحين من حديث ابن عمر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنان حماد بن سلمة عن علي رضي الله عنه في ميراثه ولم يقل فيه شيئا أي ما يمتلكه عمر من الرقيق الذين هم من سبي العرب: قال ذلك رضي الله عنه بعد ما طعن وهو على فراش الموت وهذا موضع الدلالة من الحديث حيث قد أثبت رقهم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه على بن زيد وحديثه حسن وفيه ضعف (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن عمرو قال أخبرني حسين بن محمد بن علي أخبرني عبيد الله بن أبي رافع، وقال مرة أن عبيد الله بن أبي رافع أخبره أنه سمع عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) سبب بعثهم ذكره محمد بن إسحاق في السيرة قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير وغيره من علما ثنا قال لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى مكة (يعني لغزوة الفتح) كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر في المسير إليهم ثم أعطاه امرأة زعم محمد بن جعفر أنها من مزينة وزعم
-111 -
قصة حاطب بن أبي بلتعة وإرساله كتابا إلى كفار قريش يحذرهم من المسلمين
-----
حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظيعة، فقلنا أخرجي الكتاب، قالت ما معي من كتاب، قلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، قال فأخرجت الكتاب من عقاصها فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا؟ قال لا تعجل علي إني كنت أمرء ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد صدقكم، فقال عمر رضي الله عنه دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال إنه قد شهد بدرا: وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل
غيره أنها سارة مولاة لبني عبد المطلب وجعل لها جعلا على أن تبلغه لقريش فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها ثم خرجت به، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب، فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام فقال أدركا امرأة قد كتبت معها حاطب كتابا إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له من أمرهم، فخرجنا حتى أدركاها فذكر نحو حديث الباب ذكر ياقوت مائة وثلاثين روضة في بلاد العرب منها روضة خاخ، وهو موضع بين مكة والمدينة وهو بخاءين معجمتين بينهما ألف (وقوله ظعينة) بفتح الظاء المعجمة وكسر العين المهملة: وهي في الأصل المرأة ما دامت في الهودج: ثم جعلت المرأة المسافرة ظعينة سواء سافرت أم أقامت أصله تتعادى أي تجري حذفت إحدى التائية تخفيفا (وفي رواية أخرى للإمام أحمد أيضا) قال فانطلقنا على أفراسنا حتى أدركناها حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسيير على بعير لها: قال وكان كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا لها أين الكتاب الذي معك؟ قالت ما معي كتاب، فأنخنا بها بعير ها فابتغينا في رحلها فلم نجد فيه شيئا|، فقال صاحباي ما نرى معها كتابا، فقلت لقد علمتما ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حلفت والذي أحلف به لئن لم تخرجي الكتاب لأجر دنك فأهوت إلى حجرتها وهي محتجزة بكساء فأخرجت الصحيفة الحديث هو بكسر العين المهملة جمع عقيصة، وهي الشعر المضفور، وهذا ينافي ما في الرواية الأخرى للإمام أمد المتقدمة آنفا بلفظ فأهوت إلى حجرتها فأخرجت الصحيفة، ويقال في الجمع بينهما إن عقيصتها طويلة بحيث تصل إلى حجرتها فربطته في عقيصتها وغرزته بحجرتها والله أعلم (الحجزة) بضم الحاء المهملة موضع شد الإزار أي بالحلف فقد (ولم أكن من أنفسها) بضم الفاء أي لم أكن من نفس قريش وأقربائهم إنما قال ذلك عمر مع تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاطب فيما اعتذر به لما كان عند عمر من القوة في الدين وبغض من ينسب إلى النفاق وظن أن من خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أمر به استحق القتل لكنه لم يجزم بذلك، ولهذا استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله وأطلق عليه منافقا لكونه
-112 -
جواز قتل جاسوس العدو وإعطاء سلبه لقاتله
-----
بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم (وفي لفظ) فقد وجبت لكم الجنة: فاغر ورقت عينا عمر رضي الله عنه وقال الله ورسوله أعلم (عن إياس بن سلمة) بن الأكوع عن أبيه رضي الله عنه قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فجاء عين المشركين ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتصبحون فدعوه إلى طعامهم، فلما فرغ الرجل على راحلته وذهب مسرعا لينذر أصحابه قال فأدركته فأنخت راحلته وضربت عنقه فغنمني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه (عن حارثة بن مضرب عن فرات بن حيان) أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله وكان عينا لأبي سفيان وحليفا فمر بحلقه الأنصار فقال إني مسلم، قالوا يا رسول الله أنه يزعم أنه مسلم فقال أن منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم منهم فرات بن حيان (باب أن الكافر إذا خرج إلينا مسلما فهو حر)(عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتق من جاءه من العبيد قبل مواليهم إذا أسلموا، وقد أعتق يوم الطائف رجلين (وعنه من طريق ثان) قال
أبطن خلاف ما أظهره وعذر حاطب ما ذكره فإنه صنع ذلك متأولا أن لا ضرر أرشد إلى علة ترك قتله بأنه شهد بدرا الخ (تخريجه)(ق. والثلاثة. وغيرهم)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن يزيد قال ثنا عكرمة بن عمار قال ثنا إياس بن سلمة بن الأكوع الخ (غريبة) كان ذلك في غزوة هوازن وغطفان كما صرح بذلك في حديث له تقدم في باب السلب للقاتل (وقوله فجاء عين المشركين) بإضافة عين إلى المشركين لأنه منهم أي جاسوس، وسمى الجاسوس عينا لأن عمله بعينه أو لشدة اهتمامه بالرؤية واستغراقه فيها كأن جميع بدنه صار عينا الاصطباح هنا أكل الصبوح وهو الغذاء، وفي حديثه السابق المشار إليه ثم جاء يمشي حتى قعد معنا يتغذى قال فنظر في القوم فإذا ظهرهم فيه قلة وأكثرهم مشاة في رواية البخاري فقال النبي صلى الله عليه وسلم اطلبوه واقتلوه (تخريجه)(خ د وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن عبد الله ثنا بشر بن السري، قال أبو عبد الرحمن وحدثني أبو خيثمة ثنا بشر بن السري ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب الخ (غريبة) كان ذلك في غزوة الخندق فلما شعر به النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله فقال إني مسلم: ثم أسلم وحسن إسلامه وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يزل يغزو معه إلى أن قبض النبي صلى الله عليه وسلم فنزل الكوفة وأقام بها رضي الله عنه يعني بعد أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله كما في حديث الباب إنما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن علم صدق نية الرجل وإخلاصه بطريق الإلهام أو الوحي، وفي ذلك منقبة لفرات بن حيان رضي الله عنه (تخريجه)(د) وسنده عند الإمام أحمد جيد (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس الخ (غريبة) لم يسمعها وقد صرح في الطريق الثانية بأن أحدهما أبو بكرة وسيأتي الكلام عليه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا
-113 -
إذا التجأ عبد المحارب إلى المسلمين فهو حر- وإذا أسلم الحربي قبل القدرة عليه أحرز أمواله
-----
حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف فخرج إليه عبدان فأعتقهما أحدهما أبو بكرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتق العبيد إذا خرجوا إليه (وعنه من طريق ثالث) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف من خرج إلينا من العبيد فهو حر، فخرج عبيد من العبيد فيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (عنه من طريق رابع) قال أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف من خرج إليه من عبيد المشركين (باب أن الحربي إذا أسلم قبل القدرة عليه أحرز أمواله وحكم الأرضين المغنومة) (عن صخر بن عيلة) رضي الله عنه أن قوما من بني سليم فروا عن أرضهم فأخذتها فأسلموا فخاصموني فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فردها عليهم وقال إذا أسلم الرجل فهو أحق بأرضه (عن سليمان بن بريدة) عن أبيه بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ما أسلموا عليه من أرضهم ورقيقهم وماشيتهم وليس عليهم فيه إلا الصدفة (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما قرية
عبد القدوس بن بكر بن خنيس ثنا الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ اسمه نفيع بن الحارث وكان مولى الحارث بن كلدة الثقفي فتدلى من حصن الطائف ببكرة فكنى أبا بكرة لذلك، أخرج لذلك الطبراني بسنده لا بأس به من حديث أبي بكرة قاله الحافظ أي إذا خرجوا إليه مسلمين (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا نصر بن باب عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ جاء في صحيح البخاري أن أبا بكرة نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثالثة ثلاثة وعشرين من الطائف (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا حجاج الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال أعتق الخ (تخريجه)(طب ش) وفي جميع طرقة عند الإمام أحمد الحجاج ابن أرطاة وهو ثقة لكنه مدلس، ورجال الطبراني رجال الصحيح (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا أبن بن عبد الله البجلي حدثني عمومتي عن جدهم صخر بن عيلة الخ (عيلة) بفتح المهملة وسكون التحتية، ويقال أن عيلة اسم أمه: واسم أبيه عبد الله ابن ربيعة بن عمرو بن عامر بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسي قاله الحافظ في الإصابة (تخريجه)(د) بمعناه وقال فيه (فقال يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزو أموالهم ودمائهم) وفي سنده عند الإمام أحمد من لم يسم: وسنده عند أبي داود جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أحمد بن عبد الملك ثنا موسى بن أعين عن ليث عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة الخ (غريبة) يعني أهل الذمة كما سيأتي تفسير ذلك في رواية البزار والطبراني (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط إلا أنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل الذمة (لهم ما أسلموا عليه) وفيه ليث بن سليم وقد وثق ولكنه مدلس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-114 -
بيان حكم الأرضين المغنومة وتقسيمها
-----
أتيتموها فأقمتم فيها فسهمكم فيها، وأيما قرية عصت الله ورسوله فإن خمسها لله ورسوله ثم هي لكم (عن زيد بن أسلم) عن أبيه قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول لئن عشت إلى هذا العام المقبل لا يفتح للناس قرية إلا قسمتها بينهم كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر (عن بشير بن يسار) عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أدركهم يذكرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ظهر على خيبر وصارت لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين ضعف عن عملها فدفعوها إلى اليهود ويقومون عليها وينفقون عليها على أن لهم نصف ما خرج منها: فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستة وثلاثين سهما، جمع كل سهم مائة سهم، فجعل نصف ذلك كله للمسلمين وكان في ذلك النصف سهام المسلمين وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معها، وجعل النصف الآخر لمن ينزل عليه من الوفود والأمور ونوئب الناس (عن سفيان بن وهب) الخولاني قال لما افتتحنا مصر بغير عهد قام الزبير بن العوام رضي الله عنه فقال يا عمرو بن العاص أقسمها
فذكر أحاديث، منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما قرية الخ (غريبة) معناه إذا أتيتم قرية من قرى الكفار فدخلتموها بغير حرب بل صالحتم أهلها على مال (فسهمكم فبها) يعني ما أخذتم منهم يكون فيئا مصرفه جميع المسلمين (وأيما قرية عصت الله ورسوله) فحاربتموها وأخذتم من أهلها مالا (فإن خمسة لله ورسوله) ويقسم الباقي بينكم قسمة الغنيمة، وهذا معنى قوله ثم هي لكم (تخريجه)(م. وغيره)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال ثنا هشام يعني ابن سعد عن زيد بن أسلم الخ (غريبة) سيأتي بيان قسمة خيبر في الحديث التالي وهو قوله فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستة وثلاثين سهما الخ (تخريجه)(خ. وغيره)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن فضيل قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بشيرا بن يسار الخ (بشير) بضم أوله وفتح المعجمة (غريبة) أي غلب أهل خيبر وقهرهم ونصره الله عليهم يستفاد من هذا أن نصف خيبر فتح عنوة، والنصف الآخر فتح صلحا، فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الخمس، وجعل خراح النصف الآخر الذي فتح صلحا وقفا على مصالح المسلمين الخاصة والعامة، ويؤيد ذلك ما تقدم في حديث أبي هريرة، ويردون البلاد: واحدهم وافد، وكذلك الذين يقصدون الأمراء لزيارة واسترفاء وانتجاع وغير ذلك (نه)(والنوائب) جمع نائبة وهي ما ينوب الإنسان أي ينزل به من المهمات والحوادث (تخريجه)(د) وسكت عنه أبو داود والمنذري وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا عتاب ثنا عبد الله قال أخبرنا عبد الله بن عقبة وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة حدثني يزيد بن أبي حبيب عمن سمع عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة يقول سمعت سفيان بن وهب الخولاني يقول لما افتتحنا مصر الخ
-115 -
تحريم الدم بالأمان وإنه لا يقتل مؤمن بكافر
-----
فقال عمرو لا أقسمها فقال الزبير والله لتقسمنها كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، قال عمرو والله لا أقسمها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين، فكتب إلى عمر رضي الله عنه، فكتب إليه عمر أن أقرها حتى يغزو منها حبل الحبلة (أبواب الأمان والصلح والمهادنة)
(باب تحريم الدم بالأمان وصحته من الواحد ذكرا كان أم أنثى)(عن أبي هريرة) رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن (عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم هم يد على من سواهم ألا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده (عن أبي هريرة) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذمة المسلمين واحدة يسعى
(غريبه) الزبير كان يرى أنها فتحت عنوة فتقسم، وعمرو كان يرى أنها فتحت صلحا فلا تقسم وأن ذلك خاص بأمير المؤمنين وكتب إليه في ذلك حبل الحبلة بفتح الموحدة فيهما، والحبلة جمع حابل ككتبة وكاتب، وهي المرأة الحبلى، والمراد حتى يغزو ولد الجنين الذي في بطن أمه، أي ولد الولد (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده رجل لم يسم، وفيه أيضا ابن لهيعة فيه كلام (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة الخ (غريبة) إنما قال صلى الله عليه وسلم ذلك إظهارا لشرف أبي سفيان بعد إسلامه: زاد مسلم (ومن ألقى السلاح فهو آمن)(تخريجه)(م. د وغيرهما) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه وسنده في الفصل الثاني من مناقب عللا رضي الله عنه في أبواب منقبه من كتاب الخلافة والإمارة إن شاء الله تعالى (غريبة) أب تتساوى في القصاض والديات، والكفؤ النظير والمساوي، ومنه الكفاءة في النكاح، والمراد أنه لا فرق بين الشريف والوضيع في الدم بخلاف ما كان عليه أهل الجاهلية من المفاضلة وعدم المساواة الذمة معناها العهد والأمان والضمان والحرمة والحق، وسمى المعاهد ذميا لدخوله في عهد المسلمين وأمانهم، والمعنى إذا أعطى المسلم أمانا أو عهدا للكافر المحارب جاز ذلك على جميع المسلمين: وظاهره سواء أكان المعطي (بكسر الطاء المهملة) رجلا أو امرأة حرا أو عبدا لإطلاق لفظ المؤمن، وفي رواية (المسلمون) بدل (المؤمنون) وقد أجاز عمر أمان عبد على جميع الجيش، وأجارت أم هاني، رجلين من أهل مكة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم قد أجرنا من أجرت وسيأتي أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضا هو الرجل المحارب الذي أعطاه المسلمون عهدا بالأمان لا يجوز قتله في مدة الأمان إلا إذا نقض العهد (تخريجه)(ق د نس مذ ك)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معوية قال ثنا زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال من تولى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا، والمدينة حرام فمن
-116 -
صحة الأمان من الواحد سواء كان ذكرا أو أنثى
-----
بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا (لا يزيد بن عبد الله) بن الشخير أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لبني زهير بن أقيس بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني زهير بن أقيش إنكم آمنون بأمان الله وأمان رسوله الحديث (عن أبي أمامه) رضي الله عنه قال أجار رجل من المسلمين رجلا وعلى الجيش أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، فقال خالد بن الوليد وعمرو بن العاص رضي الله عنهما لا تجره وقال أبو عبيدة يجيره، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجير على المسلمين أحدهم (عن أبي هريرة) رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجير على أمتي أدناهم (عن أبي مرة) مولى فأخته أم هاني بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت لما كان يوم فتح مكة أجرت رجلين من إحمائي فأدخلتهما بيتا وأغلقت عليهما بابا فجاء أين أمي علي بن أبي طالب فتفلت عليهما بالسيف، قالت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجده ووجدت فاطمة، فكانت
أحدث بها أو آوى محدثا فعلية لعنه الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا، وذمة المسلمين واحدة الخ (غريبة) العدل الفدية وقيل الفريضة (والصرف) التوبة وقيل النافلة (تخريجه)(م. وغيره) هذا مختصر من حديث طويل تقدم سنده وشرحه في باب ما جاء في الصفى الذي كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 242 صحيفة 78 (غريبة) لفظ أبي داود أنكم إن شهدتم أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقمتم الصلاة الخ (تخريجه)(د نس) وسكت عنه أبو داود والمنذري ورجال الصحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل ابن عمر ثنا إسرائيل عن الحجاج بن أرطاة عن الوليد بن أبي مالك عن القاسم عن أبي أمامه الحديث (تخريجه)(ش) وفي إسناده الحجاج بن أرطاة فيه كلام، ويؤيده حديث أبي هريرة الآتي بعده، وروى نحوه الإمام أحمد أيضا عن أبي أمامه من مسنده (أي مسند أبي أمامه) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يجير على المسلمين بعضهم ورواه الطبراني (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الخزاعي قال ثنا سليمان بن بدال عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(د ك عل) ولفظ أبي يعلى يجير على المسلمين أدناه وسنده جيد وصححه الحافظ السيوطي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع قال ثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي مرة الخ (غريبة) لم تصرح هنا باسم أحد منهما، وفي البخاري قال أبو العباس بن سريج هما جعدة بن هبيرة ورجل آخر من بني مخزوم، وكانا فيمن قاتل خالد بن الوليد ولم يقبلا الأمان فأجارتهما أم هانئ وكانا من أحمائها (أي أقارب زوجها) إنما نسبته إلى أمها مع أنه شقيقها تأكيدا لحرمة القرابة والمشاركة في البطن كما قال هارون لموسى (يا بن آدم لا تأخذ بلحيتي) أي تعرض لهما بالسيف ولم يقبل جواري لهما
-117 -
الوفاء بالعهد والتشديد في الغدر
-----
أشد من زوجها، قالت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وعليه أثر الغبار فأخبرته فقال يا أم هانئ قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت (باب الوفاء بالعهد وعدم الغدر بمن عنده أمان)
(عن حذيفة بن اليمان) رضي الله عنه قال ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبى حسيل فأخذنا كفار قريش فقالوا إنكم تريدون محمدا؟ قلنا ما نريد إلا المدينة فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصر فن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال انصرفنا ففي بعهدهم ونستعين الله عليهم (عن سليم ابن عامر) قال كان معاوية رضي الله عنه يسير بأرض الروم وكان بينهم وبينه أمد فأراد أن يدنو منهم فإذا انقضى الأمد غزاهم، فإذا شيخ على دابة يقول الله أكبر الله أكبر وفاء لا غدر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة ولا يشدها حتى ينقضى أمدها أو ينبذ إليهم على سواء، فبلغ ذلك معاوية فرجع، وإذا الشيخ عمرو بن عبسة رضي الله تبارك وتعالى عنه
أي غبار السفر (تخريجه)(ق والأربعة) وله طرق كثيرة والألفاظ مختلفة (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد وسمعته أنا من عبد الله بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن الوليد بن جميع ثنا أبو الطفيل ثنا حذيفة بن اليمان الخ (غريبة) حسيل بحاء مضمومة ثم سين مفتوحة مهملتين ثم ياء تحتية ثم لام، ويقال له أيضا حسل بكسر الحاء وإسكان السين وهو والد حد ضيفة، واليمان لقب لحسيل أفاده النووي إنما قالا ذلك تقية والحقيقة أنهما كان يريدان النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه جواز الكذب في الحرب أي ولا نقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم ضد المشركين في غزوة بدر إنما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالانصراف لئلا يشيع عنه وعن أصحابه نقض العهد وإن كان في مثل هذه القضية لا يلزمهم الوفاء لأنه يترتب عليه ترك الجهاد في سبيل الله (تخريجه)(م وغيره)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن أبي الفيض عن سليم بن عامر الخ (غريبة) أي عهد إلى وقت مهود (وقوله فأراد أن يدنو منهم) معناه أنه أراد أن يكون قريبا من بلادهم في مدة العهد قبل انقضائه حتى إذا انقض عليهم وغزاهم بدون مشقة ولا كلفة كبيرة أي ليكن منكم وفاء لا غدر يريد أنه لا يجوز السير إليهم قبل انقضاء المدة لأن ذلك يعد غدرا إلا إذا عليم منهم الخيانة فله حينئذ أن يسير أليهم على غفلة منهم استعار عقدة الحبل لما يقع بين المسلمين من المعاهدة ونهي عن حلها أي نقضها وشدها أي تأكيدها بشيء لم يقع التصالح عليه بل الواجب الوفاء بها على الصفقة التي كان وقوعها عليها بلا زيادة ولا نقصان النبذ في أصل اللغة الطرح أي أطرح عهدهم (ومعنى على سواء) أي أعلمهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم حتى تكون أنت وهم في العلم بنقض العهد سواء (تخريجه)(د نس مذ حب) وقال الترمذي
-118 -
لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له
-----
(عن عمرو بن الحارث) أن بكير بن عبد الله حدثه عن الحسن بن علي بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال بعثتني قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فلما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقع في قلبي الإسلام فقلت يا رسول الله لا أرجع إليهم، قال إني لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد، ارجع إليهم فإن كان في قلبك الذي فيه الآن فارجع، قال بكير وأخبرني الحسن أنم أبا رافع كان قبطيا (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه قال، ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له (عن أبلي بكرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل نفسا معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يجد ريحها
هذا حديث حسن صحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الجبار بن محمد الخطابي ثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث الخ (غريبة) الظاهر أن قريشا بعثته برسالة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليأتيهم بجوابها كما يدل على ذلك سياق الحديث بالخاء المعجمة والسين المهملة بينهما مثناة تحتية لا انقض العهد يقال خاس بعهده أو بوعده إذا أخلفه، قال الطيبي المراد بالعهد هنا العادة الجارية المتعارفة بين الناس من أن الرسل لا يتعرض لهم بمكروه (وقوله ولا احبس) بالحاء المهملة بعدها موحدة (والبرد) بضم الموحدة والراء جمع بريد وهو الرسول، وإنما لم يحبسه صلى الله عليه وسلم لاقتضاء الرسالة جوابا على وفق مدعاهم بلسان من استأمنوه إنما أمره صلى الله عليه وسلم بالرجوع لأنه كما حمل تبليغ الجواب لزمه القيام بكلا الأمرين فيصير برفض بعض ما لزمه موسوما بسمة الغدر، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن قبول ذلك يعني الإسلام فارجع، وزاد أبو داود بعد قوله فارجع (قال فذهبت ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت)(تخريجه)(د نس) وصححه ابن حبان (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ثنا أبو هلال ثنا قتادة عن أنس بن مالك الخ (غريبة) جملة القول في هذا الحديث إن الأمانة والعهد يرجعان إلى طاعة الله عز وجل في أداء حقوقه وحقوق عباده كأنه لا إيمان ولا دين لمن لا يفي بعهد ميثاقه ولا يؤدي أمانته بعد حملها، وهي التكاليف من أمر ونهي والله أعلم (تخريجه)(حب) قال البيهقي سنده قوي، وأخرجه أيضا أبو يعلى والبغوي والبيهقي في الشعب عن أنس أيضا قال قلما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال ذلك، قال العلائى فيه أبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسي وثقه الجمهور وتكلم فيه البخاري والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أي ثنا وكيع ثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحكم بن الأعرج عن الأشعث بن ثرملة عن أبي بكرة الخ (غريبة) أي بغير حق شرعي يوجب القتل قبل انتهاء مدة المعاهدة (وقوله حرم الله عليه الجنة) أي ما دام ملطخا بذنبه ذلك فإذا طهر بالنار صار إلى الجنة (تخريجه)(د نس ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وأخرج نحوه الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: وسيأتي في باب تحريم قتل المعاهد من كتاب
-119 -
لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده
-----
(عن عمرو بن شعيب) عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته وهو مسند ظهره إلى الكعبة لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده (عن ابن عمر) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حجرة عائشة يقول ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامة (وعن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به (عن عبد الله بن مسعود) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لكل غادر لواء ويقال هذه غدرة فلان
(باب موادعة المشركين ومصالحتهم بالمال وعيره)
(عن عمر ابن الخطاب) رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب أجلى اليهود والنصارى من
القتل والجنايات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا خليفة بن خياط عن عمرو ابن شعيب الخ (تخريجه)(د مذ جه) وسنده جيد، وأخرج البخاري نحوه من حديث على رضي الله عنه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا حماد بن زيد عن بشر بن حرب سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) الغادر هو تارك الوفاء وناقص العهد ينصب الله له يركز لأجل فضحه وكشف عيبه لواء أي علما قائما بقدر غدره (قال النووي) كانت العرب تنصب الألوية في الأسواق الحفلة لغدرة الغادر لتشهيره بذلك فيه تحريم الغدر مطلقا والتغليظ فيه إذا كان من صاحب الولاية العامة لأن غدرة يتعدى ضرره إلى خلق كثير: قال النووي والمشهوران هذا الحديث وارد في ذم الإمام الغادر (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا المستمر ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته، إلا ولا غادر أعظم من غدرة أمير عامة (تخريجه)(م. وغيره)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن ثابت عن أنس الخ (تخريجه)(ق. وغيرهما) وروى الإمام أحمد ومسلم مثله عن أبي سعيد بزيادة (عند أسته) بعد قوله (يعرف به) والمراد بالأست هنا العجز أو حلقة الدبر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان بن داود أنا شعبة عن الأعمش سمع أبا وائل يحدث عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبة) أي زيادة على فضيحته بنصب اللواء، يقال هذه غدرة فلان باسمه ليعرفه الناس وينتبهوا إليه مبالغة في فضيحته نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) أخرجه أبو داود الطياليسي في مسنده وسنده جيد (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا ابن جريج حدثني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبة) الإجلاء الإخراج عن المال والوطن على وجه الإزعاج والكراهة، وإنما أجلاهم عمر رضي الله عنه من أرض الحجاز لما وجد
-120 -
إخراج اليهود من جزيرة العرب- وما جاء في الشروط مع الكفار
-----
أرض الحجاز وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها، وكانت الأرض حين ظهر عليها لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين فأراد إخراج اليهود منها، فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم بها على أن يكفوه عملها ولهم نصف الثمر، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحا
(باب فيما يجوز من الشروط مع الكفار ومدة المهادنة وغير ذلك)(عن البراء بن عازب) رضي الله عنه قال لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحديبية كتب علي رضي الله عنه كتابا بينهم وقال فكتب محمد رسول الله، فقال المشركون لا تكتب محمد رسول الله، ولو كنت رسول الله لم نقاتلك، قال فقال لعلي امحه، فقال ما أنا بالذي أمحاه فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، قال وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ولا يدخلوها إلا بجلبان السيوف: فسألت ما جلبان السيوف؟ قال القراب بما فيه (وعنه طريق ثان) قال وادع رسول الله
منهم من الغدر وسوء النية، فمن غدرهم أنهم ألقوا ابن عمر رضي الله عنهما من فوق بيت ففدعوا يديه، (الفدع) بالتحريك زيغ بين القدم وبين عظم الساق وكذلك في اليد (يعني زيغا في الكف بينها وبين الساعد) أن تزول المفاصل عن أماكنها، ورجل أفدع بين الفدع (نه) في رواية أخرى نقركم ما أقركم بفتح التاء وسكون الياء التحتية ممدودا بلدة صغيرة في أطراف الشام بين الشام ووادي القرى على طريق حاج الشام ودمشق (وأريحا) بالفتح ثم الكسر وياء تحتية ساكنة ثم حاء مهملة مقصورا، هي مدينة الجبار ينفي الغور من أرض الأردن بالشام، بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسلك (تخريجه)(ق وغيرهما)(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الراء بن عازب الخ (غريبة) هكذا في الأصل (ما أنا بالذي أمحاه) ومثله عند مسلم (قال النووي) هكذا هو في جميع النسخ بالذي أمحاه وهي لغة في أمحوه، وهذا الذي فعله علي من باب الأدب المستحب لأنه لم يفهم من النبي صلى الله عليه وسلم تحتيم محو على بنفسه ولهذا لم ينكر عليه، ولو حتم محوه بنفسه لم يجز لعلى تركه ولما أقره النبي صلى الله عليه وسلم على المخالفة يعني مكة من العام المقبل كما صرح بذلك في الطريق الثانية بضم الجيم وسكون اللام (وقوله فسألت ما جلبان السيوف) القائل هو شعبة أحد رجال السند والمسئول أبو إسحاق شيخه، وقد فسر أبو إسحاق الجلبان بالقراب بكسر القاف وهو شبه الجراب يطرح فيه الراكب سيفه بغمده وسوطه، وقد يطرح فيه زاده من تمر وغيره (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا مؤمل ثنا سفيان عن أبي إسحاق الجلبان بالقراب بكسر القاف وهو شبه الجراب يطرح فيه الراكب سيفه بغمده وسوطه، وقد يطرح فيه زاده من تمر وغيره (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا مؤمل ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء ابن عازب قال وادع الخ (غريبة) الموادعة معناها المسالمة على ترك الحرب والأذى، يقال توادع الفريقان إذا أعطى كل واحد منهما الآخر عهدا أن لا يغزوه، وحقيقة الموادعة
-221 -
ذكر شيء من صلح الحديبية
-----
صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاث، من أتاهم من عند النبي صلى الله عليه وسلم لن يردوه، ومن أتى إلينا منهم ردوه إليهم، وعلى أن يجيء النبي صلى الله عليه وسلم من العام المقبل وأصحابه فيدخلون مكة معتمرين فلا يقيمون إلا ثلاثا ولا يدخلون إلا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل أما بسم الله الرحمن الرحيم فلا ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم، ولكن أكتب ما نعرفه باسمك اللهم، فقال أكتب من محمد رسول الله، قالوا لو علمنا أنك رسول الله لا تبعناك ولكن أكتب باسمك واسم أبيه، فقال النبي أكتب من محمد بن عبد الله واشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم/ ومن جاء منا رددتموه علينا، فقال يا رسول الله أنكتب هذا؟ قال نعم إنه من ذهب منا إليكم فأبعده الله (عن ذي مخمر) رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيصالحكم الروم صلحا آمنا ثم تغزون أنتم وهم عدوا فتنصرون وتسلمون
المتاركة أي أن يدع كل واحد من الفريقين ما هو فيه إنما قبل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشروط التي ظاهرها غبن المسلمين لأن الله عز وجل أطلعه أن فيها مصلحة وإن الله ناصره لا محالة، ولذلك لما عارض عمر كما في حديث المسور ومروان (وسيأتي إن شاء الله تعالى في صلح الحديبية) قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله عز وجل (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد عن ثابت عن أنس بن مالك الخ (غريبة) قال العلماء وافقهم النبي صلى الله عليه وسلم في ترك كتابة بسم الله الرحمن الرحيم وأنه كتب باسمك اللهم، وكذا وافقهم في محمد بن عبد الله وترك كتابة رسول الله، وكذا وافقهم في رد من جاء منهم ألينا دون من ذهب منا إليهم، وإنما وافقهم في هذه الأمور المصلحة الحاصلة بالصلح، علم ذلك صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي كما تقدم، وجاء في حديث طويل عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم عن الإمام أحمد أيضا وسيأتي بطوله في صلح الحديبية أن سهيل بن عمرة قال أكتب هذا ما أصطلح عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن عمرو وعلي وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض، على أنه من أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير إذن وليه رده إليهم، ومن أتى قريشا ممن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرده عليه الخ بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة في ذلك فقال من ذهب منا إليهم فأبعده الله أي لأنه لا خير فيه، زاد مسلم (ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا: ثم كان كما قال صلى الله عليه وسلم فجعل الله الذين جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم وردهم إليهم فرجا ومخرجا، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم (تخريجه)(ق. وغيرهما) بوزن منبر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن خالد بن معدان عن ذي مخمر الخ (غريبة) أي ذا أمكن فالصيغة للنسبة، أو جعل آمنا على النسبة المجازية (وقوله ثم تغزون أنتم
-122 -
الدليل على أخذ الجزية من المجوس
-----
وتغنمون ثم تنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيرفع رجل من النصرانية صليبا فيقول غلب الصليب فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدقه فعند ذلك تغدر الروم ويجتمعون للملحمة وقال روح مرة وتسلمون وتغنمون وتقيمون ثم تنصرفون
(باب أخذ الجزية من الكفار) وقوله عز وجل (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى قوله حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)(عن بجالة التميمي) قال لم يرد عمر أن يأخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر (عن عبد الرحمن بن عوف) رضي الله عنه قال لما خرج المجوسي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته فأخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم خيره بين الجزية
وهم عدوا: أي عدوا آخرين بالمشاركة والاجتماع بسبب الصلح الذي بينكم وبينهم، أو أنتم تغزون عدوكم وهم يغزون عدوهم بالانفراد والأول أظهر والله أعلم بفتح الميم وسكون الراء آخره جيم الموضع الذي ترعى فيه الدواب (والتلول) بوزن الغلول كل ما اجتمع على الأرض من تراب أو رمل عبر بالصليب عن دين النصارى قصدا لإبطال الصلح أو لمجرد الإ'فتخار وإيقاع المسلمين في الغيظ أي يضربه فيهشمه، قال في القاموس دقه كسره أو ضربه فهشمه فاندلق هو موضع القتال ويطلق على القتال والفتنة أيضا (وقوله وقال روح) بفتح الراء وسكون الواو هو أحد مشايخ الإمام أحمد الذي روى عنه هذا الحديث، يعني أنه أنه قال في مرة أخرى وتقيمون الخ بزيادة تقيمون التي تقيمون التي لم يذكرها في الرواية الأولى والله أعلم (تخريجه)(د جه) وسنده جيد (باب) الجزية من جزأت الشيء إذا قسمته ثم سهلت الهمزة، وقيل من الجزاء أي لأنها جزاء تركهم ببلاد الاسلام أو من الإجزاء لأنها تكفي من توضع عليه في عصمة دمه بقية الآية) ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتو الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد) أي حال كونهم منقادين أو بأيديهم لا يوكلون بها (وهم صاغرون) أي أذلاء منقادون لحكم الاسلام (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جرير أخبرني عمرو بن دينار عن بجالة التميمي الخ (غريبة) إنما لم يرد عمر أخذها من المجوس عملا بظاهر الآية لأنها تختص بأهل الكتاب ولم يكن بلغه عن النبي شيء في غيرهم، فلما بلغه من عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر أمر بأخذها من المجوس قال في القاموس هجر محركة بلد باليمين بينه وبين عثر يوم وليلة مذكر مصروف وقد يؤنث ويمنع، واسم لجميع البحرين، وقرية كانت قرب المدينة ينسب إليها التلال، وتنسب إلى هجر اليمين (تخريجه)(خ د مذ)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا المغيرة ثنا سعيد بن عبد العزيز حدثني سليمان بن موسى بن موسى عن عبد الرحمن بن عوف الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده
-123 -
تؤخذ الجزية من المجوس كما تؤخذ من أهل الكتاب
-----
والقتل فاختار الجزية (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال مرض أبو طالب فأتته قريش وأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده وعنده رأسه مقعد رجل فقام أبو جهل فقعد فيه، فقالوا إن ابن أخيك يقع في آلهتنا، قال ما شأن قومك يشكونك؟ قال يا عم أريدهم على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي العجم إليهم الجزية: قال كما هي؟ قال لا إله إلا الله فقاموا فقالوا أجعل الآلهة إلها واحدا، قال ونزل (ص والقرآن ذي الذكر) فقرأ حتى بلغ (أن هذا الشيء عجاب)(عن عروة بن الزبير) أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف وهو حليف بني عامر بن لئي وكان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة ابن الراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدومه فوافت صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم فقال أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء وجاء بشيء قالوا أجل يا رسول الله قال أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتلهيكم
الهيثمي وقال رواه أحمد، وسليمان بن موسى لم يدرك عبد الرحمن (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن سفيان حدثني سليمان يعني الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (غريبة) أي مع محمد رسول الله كما يستفاد من روايات أخرى أي كيف يحملنا محمد على ترك الآلهة المتعددة إلى إله واحد، وكيف يسمع الخلق كلهم أنه واحد، وهذا من فرط جهلهم وتكبرهم وعنادهم جاء في الأصل بعد قوله أن هذا لشيء عجاب) قال عبد الله (يعني ابن الإمام أحمد) قال أبي وثنا أبو أسامة ثنا الأعمش ثنا عباد فذكر نحوه، وقال أبي قال الأشجعي يحيى بن عباد اهـ يعني بدل قوله في السند يحيى بن عمارة (قال في التقريب) يحيى بن عمارة ويقال ابن عباد اهـ (تخريجه)(نس مذ ك) وصححه الترمذي والحاكم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب قال ثنا أبي صالح قال ابن شهاب أخبرني عروة ابن الزبير أن المسور بن مخرمة الخ (غريبة) هذا موضع الدلالة من الحديث حيث كان أهل البحرين إذ ذاك مجوسا، وقد استدل به على أن الجزية تؤخذ من المجوس كما تؤخذ من أهل الكتاب أي سألوه بالإشارة قال الأخفش (أجل) في المعنى مثل نعم، لكن نعم يحسن أن تقال جواب الاستفهام، وأجل أحسن من نعم في التصديق من التأميل وهو أمر معناه الإخبار بحصول المقصود، وفيه البشرى من الإمام لأتباعه وتوسيع أملهم منه بحذف الإحدى التاءين تخفيفا وأصله فتتنافسوها من التنافس وهو الرغبة في الشيء والانفراد به
-124 -
أخذ الجزية من أهل الكتاب وليس على مسلم جزية
-----
كما ألهتهم (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصلح قبلتان في أرض، وليس على مسلم جزية (عن أبي أمية) رجل من بني تغلب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس على المسلمين عشور إنما العشور على اليهود والنصارى
(أبواب السبق والرمي)
(باب مشروعية السبق وآدابه وما يجوز المسابقة عليه بعوض)(عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سبق إلا في خف او حافر (عن ابن عمر) رضي الله عنهما قال سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل فأرسل ما ضمر منها من
وهو من الشيء النفيس الجيد في نوعه رواية الشيخين (وتهلكهم كما أهلكتهم (تخريجه)(ق. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس الخ (غريبة) أي لا يستقيم دينان بأرض واحدة على سبيل المعادلة، فعلى المسلم أن لا يقيم بين أظهر الكفار وإن لا يجلب لنفسه الصغار بقبول الجزية لهم، والذي يخالف الإسلام إنما يمكن من الإقامة في بلاد الإسلام بقبول الجزية، فيكون قبلته موضوعة لا مرفوعة معادلة قال أبو داود عقب إخراج هذا الحديث: حدثنا محمد بن كثير قال سئل سفيان عن تفسير هذا (يعني قوله وليس على المسلم جزية) فقال إذا أسلم فلا جزية اهـ (تخريجه)(د) وسكت عنه أبو داود والمنذري ورجال إسناده موثقون، قال المنذري وأخرجه الترمذي وذكر أنه روى عن أبي ظبيان عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا اهـ (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن حرب بن هلال الثقفي عن أبي أمية الخ (غريبة) هي جمع عشر وهو واحد من عشرة، أي ليس عليهم غير الجزية (تخريجه) قال البخاري في التاريخ؟ اضطرب الرواة فيه (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أبرنا محمد بن عمر عن الحكم مولى الليثين عن أبي هريرة الخ (غريبة) بفتحتين ويروي بسكون الموحدة: قال في النهاية السبق بفتح الباء ما يجعل من المال هنا على المسابقة وبالسكون مصدر سبقت أسبق سبقا، وقال الخطابي الرواية الصحيحة بفتح الباء اهـ أي إلا في ذي خف كالإبل والفيل أو ذي حافر كالخيل والحمير زاد أبو داود (أو نصل) يعني الرمي بالسهام ونحوها والمعنى لا يحل أخذ المال بالمسابقة إلا في هذه الثلاثة وهي الإبل والخيل والسهام، وقد الحق بها الفقهاء ما كان بمعناها (تخريجه)(حب. والأربعة) وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل أنا أيوب عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبة) بضم الضاد المعجمة وكسر الميم المشددة، قال الحافظ السيوطي الإضمار أن تعلف الفرس حتى تسمن وتقوى ثم يقلل علفها بقدر القوت وتدخل بيتا وتغشى بالجلال حتى تحمي وتعرق فإذا جف عرقها خف لحمها
-125 -
تضمير الخيل للسباق وما يجوز المسابقة عليه بعوض
-----
الحيفاء أو الحفياء إلى ثنية الوداع، وأرسل ما لم يضمر منها من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق، قال عبد الله فكنت فارسا يومئذ فسبقت الناس طفف بي الفرس مسجد بني زريق (وعنه أيضا) قال سبق النبي صلى الله عليه وسلم بين الخيل وأعطى السابق (وعنه من طريق ثان) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق الخيل وفضل القرح في الغاية (عن أبي لبيد) لمازة بن زبار قال أرسلت الخيل زمن الحجاج فقلنا لو أتينا الرهان قال فأتيناه
وقويت على الجري اهـ قيل يفعل ذلك أربعين يوما، والجلال جمع جل وهو الفرس كالثوب للإنسان يلبسه إياه ليقيه البرد أو للشك من الراوي والحيفاء بحاء مهملة وفاء ساكنة، وبالمد والقصر مكان خارج المدينة، قال اللحازمي في المؤتلف ويقال فيها أيضا الحيفاء بتقديم الياء على الفاء والمشهور المعروف في كتب الحديث وغيرها الحيفاء اه وفي صحيح البخاري قال سفيان (يعني الثوري) بين الحفياء إلى ثنية الوداع خمسة أميال أو ستة، ومن ثنية الوداع إلى المسجد بني زريق ميل (والثنية) بفتح المثلثة وكسر النون وتشديد التحتية أعلى الجبل أو الطريق فيه (والوداع) بفتح الواو، والمراد هنا مكان خارج المدينة سمي بذلك لأن الخارج من المدينة يمشي معه المودعون إليه بتقديم الزاي المضمومة على الراء، أخره قاف مصغرا، قبيلة من الأنصار وأضيف إليهم لصلاتهم فيه، فالإضافة تعريف لا ملك بطاء مهملة مفتوحة ثم فاءين أولاهما مشددة، أي وثب إلى المسجد وكان جداره قصيرا، وهذا بعد مجاوزته لغاية وهي المسجد (تخريجه)(ق. والأربعة)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قراد أنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال سبق النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) بفتح السين المهملة وتشديد الموحدة بعدها قاف أي أمر أو أباح المسابقة أي أعطاه جعلا في نظير سبقه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عتاب أنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ أي جعل شيئا مرهونا يعطيه للسابق كما تقدم في الطريق الأولى (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد باسنا دين رجال أحدهما ثقات اهـ (قلت) هو هذا، وأخرجه أيضا ابن أبي عاصم في حديث نافع عن ابن عمر وقوى إسناده الحافظ (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عقبة أبو مسعود المجلد ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبة) بضم القاف وتشديد الراء مفتوحة جمع قارح، وهو الذي دخل في السنة الخامسة من الخيل (تخريجه)(د) وسكت عنه أبو داود والمنذري وصححه ابن حبان (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو كامل ثنا سعيد ابن زيد ثنا الزبير بن خريث ثنا أبو لبيد لمازة بن زبان الخ (لمازة) بكسر اللام وتخفيف الميم وبالزاي (ابن زبار) بفتح الزاي وتثقيل الموحدة وآخره راء الأزدي الجهضمي أبو لبيد البصري صدوق روى عن عمر وعلى وعنه الزبير بن الخريت ويعلى بن حكيم وغيرهما وثقه ابن سعد وابن حبان (غريبة) أي مكان السبق
-126 -
جواز أخذ الرهان على السياق المشروع
-----
ثم قلنا لو أتينا إلى أنس بن مالك رضي الله عنه فسألناه هل كنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتياه فسألناه فقال نعم، لقد راهن على فرس له يقال له سبحة فسبق الناس فهش لذلك وأعجبه (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه أن العضباء كانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود له فسابقها فسبقها الأعرابي فكأن ذلك اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حقا على الله عز وجل أن لا يرفع شيئا من هذه الدنيال إلا وضعه (عن أبي هريرة) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يأمن أن يسبق فلا بأس به، ومن أدخل فرسا بين فرسين قد أمن أن يسبق فهو قمار (عن ابن عمر) رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا جلب
جاء في رواية الدارمي أكان رسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يراهن؟ قال نعم: الحديث بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها حاء مهملة، هو من قولهم فرس سباح إذا كان حسن مد اليدين في الجري (وقوله فهش) بهاء ثم شين معجمه أي تبتسم وارتاح لذلكـ، يقال هش الرجل هشاشة إذا تبسم وارتاح من بابي تعب وضرب (تخريجه)(مى قط هق) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد قال أنا ثابت عن أنس الخ (غريبة) هو اسم ناقة كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو علم لها منقول من قولهم ناقة عضباء أي مشقوقة الأذن ولم تكن مشقوقة الأذن، وقيل كانت مشقوقة والأول أكثر، وقال الزمخشري هو منقول من قولهم ناقة عضباء وهي القصيرة اليد بفتح القاف وهو ما استحق الركوب من الإبل: وقال الجوهري هو البكر حتى يركب وأقل ذلك أن يكون ابن سنتين إلى أن يدخل في السادسة يسمى جملا فيه التزهيد في الدنيا للإشارة إلى أن كل شيء منها لا يرتفع إلا اتضع: وفيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه: وفيه جواز المسابقة على الإبل كالخيل (تخريجه)(خ نس وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة الخ (غريبة) معناه أن أدخل فرسا بين فرسين يريد المسابقة معهما وكانت هذه المسابقة على رهان أي جعل من صاحبي الفرسين المذكورين ويحتمل أن يكون سابقا أو مسبوقا (فلا بأس به) أي لا بأس بالدخول وأخذ الرهان إن سبق فرسه أي إذا علم أن فرسه سابق غير مسبوق لمزية يعرفها فيه (فهو قمار) أي لا يجوز له أخذ الرهان لأنه قمار (تخريجه)(د جه ك هق) وصححه الحاكم وابن حزم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قراد أبو نوح أنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبة) الجلب محرك جمع جلبة وهي الأصوات وأجلب عليه صاح به واستحثه والمراد به في سباق الخيل أن يأتي برجل يجلب على فرسه أي
-127 -
ما جاء في المسابقة على الأقدام
-----
ولا جنب ولا شغار في الإسلام (عن عمران بن حصين) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا جلب ولا جنب ولا شغار (باب ما جاء في المسابقة على الأقدام)(عن عبد الله بن الحارث) رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله من بني العباس ثم يقول من سبق إلى فله كذا وكذا قال فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم (عن عائشة) رضي الله عنها قالت سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقه فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني فقال هذه بتلك (عن سلمة بن الأكوع) رضي الله عنه في قصة رجوعهم من غزوة ذي قرد إلى المدينة قال فلما كان بيننا وبينها (يعني المدينة) قريبا من ضحوة وفي القوم رجل من الأنصار كان لا يسبق جعل ينادي هل من مسابق ألا رجل يسابق إلى المدينة؟ فأعاد ذلك مرارا وأنا وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم مردفي، قلت له أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا قال لا، ألا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت يا رسول الله بأبي أنت
يصيح به ويزجره حثا له على الجري حتى يسبق (ولا جنب) محرك أيضا وهو في السباق أن يجنب فرسا إلى فرسه الضي يسابق عليه فإذا فتر المركوب تحول إليه بشين مكسورة وغين معجمتين هو نكاح معروف في الجاهلية كان الرجل يزوج ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته وليس بينهما صداق، وسيأتي الكلام عليه في بابه في كتابه في كتاب النكاح إن شاء الله تعالى (تخريجه) لم أقف عليه من حديث ابن عمر لغير الإمام أحمد ورجاله ثقات، يشهد له حديث عمران بن حصين الآتي بعده (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي قزعة عن الحسن عن عمران بن حصين الخ (تخريجه) أخرجه الثلاثة وابن حبان وصححه (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث الخ (غريبة) يعني ابني عمه العباس وهما صغيران يريد بذلك ملاطفتهما وتشجيعهما على الجري فيه استحباب ملاطفة الصغير وتقبيله لا سيما إذا كان من الأقارب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه يزيد بن أبي زياد وفيه لين، وقال أبو داود لا أعلم أحدا ترك حديثه وغيره أحب إلى منه، وروى له مسلم مقرونا والبخاري تعليقا وبقية رجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن عائشة الخ (غريبة) كان ذلك في ابتداء أمرها وهي صغيره قبل أن يغشاها اللحم فيه ملاطفة الزوجة وحسن معاشرتها وجواز مسابقتها بقصد المزح والملاعبة وإدخال السرور عليها، وهذا من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم (تخريجه)(د نس جه) وصححه الحافظ العراقي هذا طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه وسنده في باب غزوة ذي قرد من كتاب السيرة النبوية وهو حديث صحيح رواه مسلم وغيره (غريبة) بفتح القاف والراء وبالدال المهملة وهو ماء
-128 -
الحث على الرمي بالسهام والتدريب على آلات الحرب
-----
وأمي خلتى فلا سابق الرجل؟ قال إن شئت، قلت اذهب إليك، فظفر عن راحلته وثنيت رجلي فطفرت عن الناقة ثم إني ربطت عليها شرفا أو شرفين يعني استبقيت نفسي ثم إني عدت حتى ألحقه فاصك بين كتفيه بيدي قلت سبقتك والله أو كلمة نحوها، قال فضحك وقال أنا أظن حتى قدمنا المدينة
(باب الرمي بالسهام وفضله والحث عليه واللعب بالحراب ونحو ذلك)
(عن سلمة بن الاكوع) رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم وهم يتناضلون في السوق فقال ارموا يا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، ارموا وأنا مع بني فلان لأحد الفريقين فأمسكوا أيديهم فقال ارموا: قالوا يا رسول الله كيف نرمي وأنت مع بني فلان قال ارموا وأنا معكم كلكم (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم ينفر يرمون فقال رميا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا (عن عقبة بن عامر) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله عز وجل
على نحو يوم من المدينة مما يلي بلاد غطفان بفتحات إليك اسم فعل أمر بعنى تنح والمعنى إذهب إلى المسابقة وتنح عن راحلته (وقوله فطفر) بفتح الطاء المهملة والفاء أي وثب وقفز حبست نفسي عن الجري الشديد (والشرف) بفتح الشين المعجمة والراء ما ارتفع من الأرض (وقوله استبقيت نفسي) بفتح الفاء أي لئلا ينقطع من شدة الجري حتى هنا للتعليل بمعنى كي والحق منصوب بأن مضمرة بعدها (وقوله فاصك) مضارع بمعنى الماضي أي فصككته بين كتفيه أي أظن ذلك حذف مفعول للعلم به والله سبحانه وتعالى أعلم (تخريجه)(م وغيره)
(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن زيد بن أبي عبيد قال حدثني سلمة بن الأكوع الخ (غريبة) بالضاد المعجمة أي يترامون والتناضل الترامي للسبق (وقوله في السوق) بضم السين المهملة وهو معروف، وقيل اسم موضع ذكره الطيبي يعني إسماعيل ابن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام لأنهم من العرب، فقد روى ابن سعد بسنده عن علي بن رياح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل العرب من ولد إسماعيل بكسر اللام، ووقع في رواية عروة عروة عند البخاري وأنا مع جماعتكم، والمراد بالمعية معية القصد (تخريجه)(خ قط)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن الأعمش عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن ابن عباس الخ (تخريجه) لم أقف عليه الإمام أحمد ورجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هارون بن معروف وسريج قالا ثنا ابن وهب أخبرني عمر بن الحارث عن أبي علي عن عقبة بن عامر الخ (غريبة) هكذا جاء عند الإمام أحمد ومسلم ستفتح عليكم أرضون، ولكن جاء في المشكاة
-129 -
القوة لمواجهة العدو هي الاستعداد لآلات الحرب والتدريب عليها
-----
فلا يعجز أحدكم أن يلهو بسهمه (وعنه أيضا) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر (وأعدوا لهم ما |استطعتم من قوة) ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي (عن عبه الله بن الأزرق) عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يدخل الثلاثة بالسهم الواحد الجنة، صانعة يحتسب في صنعته الخير، والممد به، والرامي به، وقال ارموا واركبوا، وإن ترموا أحب إلى من أن تركبوا وإن كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رمية الرجل بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته امرأته، فإنهن من الحق ومن نسي الرمي بعد ما علمه فقد كفر الذي علمه (زاد في رواية) قال فتوفى عقبة وله بضع
بلفظ (ستفتح عليكم الروم) بدل أرضون وعزاه لمسلم، والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم يحثهم على الرمي والتدريب عليه لأن أهل ذاك المن كان غالب حربهم بالرمي (وقوله ويكفيكم الله) يعني شرهم وينصركم عليهم بكسر الجيم على المشهور وبفتحها في لغة، والمعنى فلا يعجز أحدكم من الشغل بالسهم بل ينبغي أن يهتموا بشأنه بأن يتعلموا ويتمرنوا على ذلك (تخريجه)(م. وغيره)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هارون بن معروف وسريج قال ثنا ابن وهب قال سريج عن عمرو بن الحارث عن أبي علي ثمامة بن شفي أنه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخ (غريبة) كرر هذه الجملة ثلاث مرات للتأكيد والترغيب في تعلمه وإعداد آلاته، قال القرطبي إثما فسر القوة بالرمي وإن كانت القوة تظهر بإعداد غيره من آلات الحرب لكون الرمي أشد نكاية في العدو وأسهل مؤنة (تخريجه) (م. وغيره) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا هشام عن يحيى بن كثير قال ثنا أبو سلام عن عبد الله الأزرق عن عقبة بن عامر الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) أي يصنعه بدون أجرة إن كان غنيا عنها فإن كان غنيا عنها: فإن كان فقيرا وصنعه بأجرة يتعفف بها عن سؤال الناس: أو يعول بها قرابته مع صلاح النية فهو ملحق بالمحتسب بضم الميم الأولى وكسر الثانية وتشديد المهملة أي الذي يعطيه للمجاهد ويجهزه به من ماله إمدادا له وتقوية ويؤيد ذلك ما جاء في رواية أخرى للإمام أحمد والبيهقي بلفظ (والذي يجهز به في سبيل الله) بدل قوله هنا والممد به أي أجمعوا بين الرمي والركوب أو تعلموا بالرمي والركوب بتأديب الفرس وتمرين ركوبه، لأن في الرمي نكاية العدو في كل موطن يقوم فيه القتال، بخلاف الخيل فإنها لا تقاتل إلا في المواطن التي يمكن فيها الجولان أي لا خير فيه أي وإن كانت على صورة اللهو فهي طاعات مقربة إلى الله عز وجل مع ما يترتب على ذلك من النفع الديني معناه على صورة اللهو فهي طاعات مقربة إلى الله عز وجل مع ما يترتب على ذلك من النفع الديني معناه أن علم الرمي نعمة أنعم الله بها على عبده، فإذا نسيه بعد ما علمه فقد كفر هذه النعمة أي جحدها، وهو تعليل لجواب الشرط المقدر وتقديره فليس منا كما في رواية، أو فقد عصى لأنها نعمة كفرها، وأصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه
-130 -
وجوب اتخاذ مصانع لآلات الحرب كل زمن بما يليق به لقوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)
-----
وستون أو بضع وسبعون قوسا مع كل قوس قرن ونبل وأوصى بهن في سبيل الله (عن خالد ابن زيد) قال كان عقبة بن عامر يأتيني فيقول أخرج بنا نرمي فأبطأت عليه ذات يوم أو تثاقلت فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاث الجنة، فذكر نحو الحديث المتقدم، وفي آخره ومن علمه الله الرمي فتركه رغبة عنه فنعمة كفرها (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال بيننا الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرابهم دخل عمر فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم دعهم يا عمر
القرن بالتحريك جعبة من جلود تشقق ويجعل فيها الشاب أي السهام العربية وهي النبل (بفتح النون)(تخريجه)(مي ك. والأربعة) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق ابن عيسى قال ثنا يحي حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد أن أبا سلام حدثه قال حدثني خالد بن زيد الخ (غريبة) أي كراهة فيه (وقوله فنعمة كفرها) تقدم الكلام عليه في الحديث السابق (تخريجه)(حب. والأربعة) وفي إسناده عند الإمام أحمد وعند بعضهم أيضا خالد بن زيد فيه مقال وبقية رجاله ثقات، ويعضده ما قبله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة الخ (غريبة) أي في المسجد كما صرح بذلك في رواية للبخاري، وإنما جاز ذلك فيه لأنه من منافع الدين أو كان ذلك في ابتداء الأمر الحصباء بالمد صغار الحصى، والمعنى أن عمر رضي الله عنه رماهم بالحصباء لعدم علمه بالحكمة فظنه أنه من اللهو الباطل (تخريجه)(ق. وغيرهما) وفي أحاديث هذا الباب دلالة على مشروعية الرمي بالسهام واللعب بالحراب وفضل ذلك والحث عليه والاعتناء بتعلمه والتدريب عليه وعدم إهماله، وأن من أهمل ذلك أو تعلمه وتركه كان على غير هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعد عاصيا، ومثل الرمي استعمال سائر أنواع السلاح وصنعها، وكذا المسابقة بالخيل كما تقدم في بابه، والمراد بهذا كله التمرن على القتال في سبيل الله والتدريب عليه والاستعداد له ورياضة الأعضاء بذلك، لأن الله عز وجل يقول (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي فقال صلى الله عليه وسلم (إلا أن القوة الرمي) قالها ثلاثا للتأكيد وشدة الاعتناء بشأنه، وإن كان المراد بالرمي في زمنه صلى الله عليه وسلم الرمي بالسهام لكن يدخل في معناه ما استحدث الآن: من الرمي بالبنادق والمدافع والقنابل ونحوها وكل ما يحدث من آلات القتال في كل زمان ومكان: لأن الآية تدل على وجوب صنع الآلات الحربية مطلقا في كل زمان: ففي زماننا هذا يكون الاستعداد بصنع المدافع والدبابات والطائرات والسفن الحربية المدرعة والغواصات: وتدل |أيضا على وجوب تعلم العلوم والفنون والصناعات التي يتوقف عليها ذلك: وما أصابنا التأخر والانحطاط إلا بإهمال هذه المهمات ومخالفة بارئ الأرض والسماوات: فلعلنا نتعظ بما يفعله الأجانب من التفنن في صنع آلات الحرب والمسابقة في ذلك فنفيق من سبتنا، ونستيقظ من نومنا، ونعمل بكتابنا وسنة رسولنا
-131 -
مدح الخيل وفضل اقتناءها للجهاد في سبيل الله عز وجل
-----
(أبواب ما جاء الخيل وفضل اقتناءها للجهاد وما يستحب ويكره منها وغير ذلك)
(باب في مدح الخيل وفضل اقتناءها للجهاد في سبيل الله عز وجل (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخيل فقال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: وهي لرجل أجر، وهي لرجل ستر، وهي رجل وزر، فأما الذي هي له أجر، الذي يتخذها ويحبسها في سبيل الله فما غيبت في بطونها فهو له أجر: وإن استنت منه شرفا أو شرفين كان له في كل خطوة خطاها أجر، ولو عرض له نهر فسقاها منه كان له بكل قطرة غيبته في بطونها أجر، حتى ذكر الأجر في أروائها وأبوابها الحديث (وعنه أيضا) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا لموعده كان شبعا وريه وبوله وروثه حسنات في ميزانه يوم القيامة (عن أسماء بنت يزيد) رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل في نواصيها الخير معقود أبدا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله وأنفق عليها احتسابا في سبيل الله فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبو لها فلاح في موازينه يوم القيامة، ومن ربطها رياء أو سمعة وفرحا ومرحا فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها
صلى الله عليه وسلم ونستعد للمستقبل، والله نسأل أن يوفق ولاة أمورنا لما فيه الخير للإسلام والمسلمين آمين (باب) هذا طرف من حديث طويل تقدم بتمامه وسنده وشرحه في باب افتراض الزكاة صحيفة 193 رقم 12 من كتاب الزكاة في الجزء الثامن (غريبة) يعني من العلف والماء معنى استنت أي جرت والشرف بفتح الشين المعجمة والراء هو العالي من الأرض جاء في رواية لمسلم (وكتب له عدد أروائها وأبوا لها حسنات)(سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا إبراهيم ثنا ابن مبارك عن طلحة عن أبي سعيد سمعت سعيد المقبري يحدق أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) لفظ الرفس يطلق على الذكر والأنثى من الخيل واحتباسه وقفة للجهاد (وقوله إيمانا بالله) أي ابتغاء مرضاة الله وامتثالا لأمره حيث قال (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل الآية) أي بالموعود به في قوله تعالى (وما تنفقوا بشيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) أي ثواب ذلك لا أن الأرواث بعينها توزن، قال الحافظ وفيه أن المرء يؤجر بنيته كما يؤجر العامل وأنه لا بأس بذكر الشيء المستقذر بلفظه للحاجة لذلك (تخريجه)(خ نس. وغيرهما)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا النضر ثنا عبد الحميد حدثني شهر بم حوشب قال حدثني أسماء بنت يزيد الخ (غريب) أي أعدها للجهاد، وأصله من الربط، ومنه الرباط وهو حبس الرجل نفسه في الثغر وإعداده الأهبة لذلك أي عدد جزئيات هذه الأشياء حسنات في موازينه نصب للتعليل أي لأجل الرياء والسمعة وهو إظهار الطاعة ليقال إنه ربطها في سبيل الله وباطنه بخلاف ذلك (وفرحا) أي مما يقال عنه، والمرح مثل الفرح وزنا ومعنى (وقوله فإن شبعها وجوعها الخ) أي عدد جزئيات هذه الأشياء
-132 -
قوله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة
-----
وأرواثها وأبوالها خسران في موازينه يوم القيامة (عن ابن عمر) رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة (عن ابن سعيد الخدري) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها فامسحوا بنواصيها وادعوا لها بالبركة وقلدوها، ولا تقلدواها بالأوتار، وقال علي ولا تقلدواها الأوتار (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة في نواصي الخيل (عن جرير بن عبد الله) رضي الله عنه قال رأيت رسول
سيئات في موازينه يوم القيامة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده شهر بن حوشب تكلم فيه، لكن حسنه المنذري (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر الخ (غريبة) معناه أن الخير ملازم لها كأنه معقود فيها: والمراد بالناصية الشعر المسترسل من مقدم الفرس: وقد يكنى بالناصية عن جميع ذات الفرس: يقال فلان مبارك الناصية أي ذاته (تخريجه)(ق لك فع نس جه)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية بن هشام ثنا شيبان عن خراش عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة (تخريجه)(بز) وفيه عطية العوفي ضعيف لكن بعضده يعضده ما قبله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إبراهيم بن إسحاق وعلي بن إسحاق قالا حدثنا ابن المبارك عن عتبة، وقال علي أنبأنا عتبة بن أبي حكيم حدثني حصين بن حرملة عن أبي مصبح عن جابر الخ (غريبة) بتشديد النون مفتوحة وسكون التحتية هو بلوغ المقصود، يقال نال من عدوه من باب قهم نيلا بلغ منه مقصوده ونال مطلوبه أي قلدوها طلب العدو والدفاع عن المسلمين (ولا تقلدوها بالأوتار) يدفع عنها العين والأذى فتكون كالعودة لها، فناداهم وأعلمهم أنها لا تدفع ضررا ولا تصرف حذا، وقال بعضهم إنما نهى عن تقليدها الأوتار لئلا تختنق بها عند شدة الركض يعني ابن إسحاق أحد الراوين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث، قال في روايته ولا تقلدوها الأوتار، بدون باء، وقال غيره بالأوتار بالباء الموحدة (تخريجه) (طس) قال الهيثمي ورواه أحمد أتم منه ورجاله ثقات (قلت) وصححه الحافظ السيوطي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر قال سمعت أبا التياح يزيد بن حميد يحدث أنه سمع أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) أي النمو والزيادة (في نواصي الخيل) أي تنزل في نواصيها كما جاء مصرحا بذلك في بعض الروايات، وذلك لأنها بها يحصل الجهاد الذي فيه إعلاء كلمة الله وسعادة الدارين، وقد يراد بالبركة هنا ما يكون من نسلها والكسب عليها والمغانم والأجور (تخريجه)(ق نس)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم
-133 -
قوله صلى الله عليه وسلم ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وإعجازها
-----
الله صلى الله عليه وسلم يفتل عرف فرس بإصبعيه وهو يقول الخيل المعقود بنواصيها الخير، الأجر والمغنم إلى يوم القيامة (عن معقل بن يسار) رضي الله عنه قال لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل: ثم قال اللهم اغفرا لا، بل النساء
(باب في الصفات الممدوحة والمذمومة منها)(عن عيسى بن علي) عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمن الخيل في شقرها (عن أبي وهب) الجشمي رضي الله عنه وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأعجازها أو قال وأكفاها وقلدوها، ولا تقلدوها الأوتار، وعليكم بكل كميت أغر
أنا يونس عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة بن عمرو عن جرير بن عبه الله الخ (غريبة) عرف الدابة بضم العين المهملة هو الشعر النابت في محدب رقبتها أي أعلاها، وهو الفرس والبغل والحمار، ويكون الثواب في الآخرة، والمغنم ما يغنمه المجاهد عن عدوه في الدنيا (تخريجه)(م نس)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد قالا ثنا أبو هلال ثنا قتادة عن رجل هو الحسن أن شاء الله عن معقل بن يسار الخ (غريبة) بفتح العين المعجمة، مصدر غفر من باب ضرب، وغفر أنا والقائل (اللهم غفرا) معقل بن يسار، لأنه لما أخبر أنه لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل تذكر أن النساء كانت أحب إليه منها فاستغفر الله من هذا الخطأ وتداركه بقوله لا: بل النساء، يعني كانت أحب إليه من الخيل، وقد جاء معنى ذلك صريحا في حديث أنس عند النسائي بلفظ (لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل)(تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين ثنا شيبان عن عيسى بن علي الخ (يعني ابن عبد لله بن عباس الهاشمي) الخ (غريبة معناه أن بركة الخيل في شقرها، والشقرة من الألوان حمرة تعلوا بياضا في الإنسان، وحمرة صافية ي الخيل يحمر معها العرف والذنب فإن أسود فهو الكميت (تخريجه)(د مذ) وحسنه الترمذي والحافظ السيوطي وصححه وغيرهما (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشام بن سعيد ثنا محمد بن مهاجر يعني أخا عمرو بن مهاجر قال حدثني عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمو بأسماء الأنبياء: وأحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن: وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة: وارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها الخ: وهذا الجزء الأول من الحديث تقدم في باب أحب الأسماء إلى الله رقم 24 صحيفة 137 من كتاب العقيقة في الجزء الثالث عشر (غريبة) بالتصغير هو الذي لونه بين السواد والحمرة، وقيل الكميت كالأشقر أحمر الذيل والناصية والعرف، والكميت أسودها: ويقال الكميت أشد الخيل جلودا وأصلها حوافر (والأغر)
-134 -
الصفات الممدوحة من الخيل
-----
محجل أو أشقر أغر محجل، أو أدهم أغر محجل (وعنه من طريق ثان) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر معناه، قال محمد ولا أدري بالكميت بدأ أو بالأدهم، قال وسألوه لم فضل الأشقر؟ قال لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فكان أول من جاء بالفتح صاحب الأشقر (عن أبي قتادة) رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم محجل الثلاث مطلق اليمين، فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل
(باب في استحباب تكثير نسلها وفضل ذلك والنهي عن اختصاصها وكراهة إنزاء الحمر عليها)(عن أبي عامر الهوزني) عن أبي كبشة الأنماري (بفتح الهمزة) أنه أتاه، فقال
هو ما كان له غرة في جبهته بيضاء فوق الدرهم (وقوله محجل) بتقديم المهملة على الجيم وهو الذي في قوائمه بياض (وقوله أو أدهم) يعني السواد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا محمد بن المهاجر ثنا عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي (في الأصل عن أبي وهب الكلاعي وهو اختصار وصوابه الجشمي كما في الطريق الأولى وأيده الحافظ) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ هذا اختصار من الأصل (وقوله قال محمد) يعني ابن المهاجر راوي الحديث عن عقيل بن شبيب يشك هل ذكر عقيل الكميت أولا أو الأدهم المسئول عقيل بن شبيب، والقائل وسألوه محمد بن المهاجر، والسائل مبهم، وقد صرح في رواية أبي داود
بأن السائل محمد بن مهاجر (تخريجه)(د نس) وسكت عنه أبو داود والمنذري فهو صالح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة قال حسن في حديثه ثنا يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن أبي قتادة الخ (غريبة) تقدم أنه شديد السواد (والأقرح) هو الذي في جبهته قرحة، وهي بياض يسير في وسطها (والأرثم) هو الذي في شفته العليا بياض من التحجيل بتقديم المهملة على الجيم: قال في النهاية هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد ويجاوز الأرساغ ولا يجاوز الركبتين لأنها موضع الاحجال وهي الخلاخيل والقيود، ولا يكون التحجيل باليد واليدين ما لم يكن معهما رجل أو رجلان أي غير محجلها أي على هذه الصفة وهذا اللون من الخيل (تخريجه)(جه مذ) وقال هذا حديث حسن غريب صحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني سلم بن عبد الرحمن عن أبي زرعة عن أبي هريرة الخ (غريبة) هو أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى أو يده اليمنى ورجله اليسرى كما صرح بذلك في رواية لمسلم وأبي داود، قال القاضي عياض قال العلماء وكره لأنه على صورة المشكول وقيل يحتمل أن يكون قد جرب ذلك الجنس فلم تكن فيه نجابة (تخريجه)(م. د)(باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن عبد ربه قال ثنا محمد بن حرب قال ثنا الزبيدي
-135 -
استحباب تكثير نسل الخيل والنهي عن اختصائها وكراهة انزاء الحمر عليها
-----
أطرقني من فرسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أطرق فعقب له الفرس كان له كأجر سبعين حمل عليها في سبيل الله (عن علي) رضي الله عنه قال، أهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بغل أو بغلة، فقلت ما هذا؟ قال بغل أو بغلة، قلت ومن أي شيء هو؟ قال يحمل الحمار على الفرس فيخرج منهما هذا، قلت أفلا نحمل فلانا على فلانة؟ قال لا، إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون (عن دحية الكلبي) رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، ألا أحمل لك حمارا على فرس فينتج لك بغلا فتركبها؟ قال إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون (عن علي) رضي الله عنه قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزي حمارا على فرس (عن ابن عمر) رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن إخصاء الخيل
عن راشد بن سعد عن أبي عامر الهموزني الخ (قلت) الهوزني بفتح الهاء والزاي بينهما وأو ساكنة (غريبة) إطراق الفحل إعارته للضرائب، واستعارته لذلك، فمعنى أطرقني من فرسك أي أعرني فرسك للضرائب، ومن زائدة أو للإشارة إلى أن المطلوب بعض الرفس وهو ماءه والله أعلم معناه من أعار فرسه مسلما للضرائب فعقب له الفرس أي نتج له هذا الضراب فرسا كما صرح في ذلك في رواية الطبراني كان له الخ: وإنما كان له هذا الأجر لأن الفرس الناتج سيعقب أفراسا كثيرة وهو السبب في ذلك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن سالم بن أبي الجعد عن علي ابن علقمة عن علي بن أبي طالب الخ (غريبة) أي أفلا نحمل الحمار المسمى بكذا على الفرس المسماة بكذا وكان يسمون الدواب أي الذين لا يعلمون ما هو الأولى والأنسب بالحكمة لأن في ذلك تعطيل منافع الخيل وهي أفضل من البغال: إذ عليها يجاهد العدو وبها تحرر الغنائم ولحمها يؤكل وليس كذلك البغال (تخريجه)(د نس) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد ثنا عمر من آل حذيفة عن الشعبي عن دحية الكلبي الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط إلا أنه قال عن الشعبي أنم دحية (مرسل) وهو عند أحمد عن الشعبي عن دحية ورجال أحمد رجال أحمد رجال الصحيح خلا عمر بن حسيل من آل حذيفة ووثقة ابن حبان (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن عثمان الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي الخ (غريبة) أي نحمله عليها للنسل: يقال نزوت على الشيء النزو نزوا إذا وثبت عليه وقد يكون في الأجسام والمعاني (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر الخ (غريبة) يقال خصيت الفحل أخصيه خصاءا بالكسر والمد إذا سللت خصيبة تثنية
-136 -
فضل إكرام الخيل والإنفاق عليها وتضميرها
-----
والبهائم، وقال ابن عمر فيها نماء الخلق
(باب فيما جاء في إكرامها وعلفها وتضميرها وكراهة جزما طال من شعرها)
(عن شر حبيل بن مسلم الخولاني) أن روح بن زنباع زار تميما الدراري رضي الله عنه فوجده ينقى شعيرا لفرسه قال وحوله أهله، فقال له روح أما كان في هؤلاء من يكفيك؟ قال تميم بلى، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرئ ينقى لفرسه شعيرا ثم يعلفه عليه إلا كتب الله له بكل حبة حسنة (عن أبي الدرداء) عن سهيل بن الحنظلية رضي الله عنهما قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المنفق على الخيل في سبيل الله كباسط يديه بالصدقة لا يقبضها (عن ابن عمر) رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضمر الخيل (عن عتبة بن عبد السلمى) رضي الله عنه، قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جزأ عراف الخيل ونتف أذ 1 نابها، وجز نواصيها، وقال أما أذنابها فإنها مذابها، وأما أعرافها فإنها
خصية وهي البيضة والرجل خصي والجمع خصيان أي في وجودها على الفطرة زيادة النسل وهو مطلوب، وفي الاخصاء تقليلة وهو مذموم (تخريجهع) لم أقف عليه لغير الامام أحمد، وفيه عبد الله بن نافع وهو ضعيف (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة قال ثنا إسماعيل بن عياش قال حدثني شر حبيل بن مسلم الخولاني الخ (تخريجه) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، وفي إسناده إسماعيل بن عياش وشر حبيل بن مسلم فيهما خلاف، بعضهم وثقهما ضعفهما، ورواه أيضا ابن ماجة من طريق آخر عن تميم أيضا، وفي إسناده محمد بن عقبة عن أبيه عن جده وهم مجهولون والجد لم يسم والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الملك بن عمر وأبو عامر قال ثنا هشام بن سعد قال ثنا قيس بن بشير التغلبي قال أخبرني أبي وكان جليسا لأبي الدرداء عن أبي الدرداء فذكر أحاديث منها هذا لا الحديث (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشام أنا ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبة) أراد بالإضمار هنا التضمير وهو أن يعلف الفرس حتى يسمن، ثم يقلل علفه ويدخله بيتا كنا ويجلل ليعرق ويجف عرقه فيخف لحمه فيقوى على الجري، وقد تقدم نحو هذا في الباب الأول من أبواب السبق (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد وصححه الحافظ السيوطي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن الحارث حدثني ثور بن يزيد عن رجل من بني سليم عن عتبة ابن عبد السلمى الخ (غريبة) أي عن قطع أعراف الخيل، والأعراف جمع عرف بضم العين المهملة وسكون الراء وهو الشعر النابت فوق عنق الفرس جمع ذنب بفتحتين أي إزالة شعر ذنبها (والنواصي) جمع ناصية وهو الشعر المسترسل من مقدم الرأس أي الذي تحمي وتدفع به عن
-137 -
بيان أن الخيل تقتني لثلاثة أمور
-----
إدفاؤها، وأما نواصيها فإن الخير معقود فيها (زاد في رواية) ونواصيها معقود بها الخير إلى يوم القيامة (باب قوله صلى الله عليه وسلم الخيل ثلاثة)
(عن عبد الله بن مسعود) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخيل ثلاثة، ففرس للرحمن، وفرس للإنسان، وفرس للشيطان، فأما فرس الرحمن فالذي يربط في سبيل الله فعلفه وروثه وبوله وذكر ما شاء الله، وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن عليه، وأما فرس الإنسان فالفرس يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها فهي تستر من فقر (عن أبي عمرو الشيباني) عن رجل من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: الخيل ثلاثة فرس يربطه الرجل في سبيل الله عز وجل فثمنه أجر وركوبه أجر وعاريته أجر وعلفه أجر، وفرس يغالق عليه الرجل ويراهن: فثمنه وزر وعلفه وزر، وفرس البطنة فعسى أن يكون سدادا من الفقر إن شاء الله تعالى (باب ما جاء في دعاء الخيل)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج وهاشم قلا ثنا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي شماسه أن معاوية بن حديج مر على أبي ذر رضي الله عنه وهو قائم على فرس له، فسأله ما تعالج من
نفسها الذباب ونحوه جمع دفئ بكسر المهملة وسكون الفاء بعدها همزة، والمعنى أن وجود أعرافها سبب في إدفاءها ودفع البرد عنها (تخريجه)(د) وفي إسناده رجل لم يسم، وفي الرواية الثانية إنقطاع ورواه كذلك أبو داود (باب)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحجاج أنبأنا شريك عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبة) يعني يكون مقدار روثه وبوله حسنات في ميزانه يوم القيامة كما تقدم في حديث أبي هريرة في الباب الأول وتقدم شرحه هناك أي على الرسوم أهل الجاهلية وطرائقهم وذلك أن يتواضعا بينهما جعلا يستحقه السابق منهما، كذا ذكره الزمخشري أي يطلب ما في بطنها يعني النتاج (وقوله فهي تستر من فقر) أي تحول بينه وبين الفقر بانتفاعه بثمن نتاجها كما يحول الستر بين الشيء وبين الناظرين (تخريجه) لم أقف عليع لغي الامام أحمد وأورده المنذري، وقال رواه أحمد بإسناد حسن (قلت) ووثق الحافظ الهيثمي رواته والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة قال ثنا الركين بن الربيع بن عميلة عن أبي عمرو الشيباني الخ (غريبة) الظاهر أن هذا الرجل عن عبد الله بن مسعود راوي الحديث السابق لتوافق الحديثين في السياق سندا ومتنا والله أعلم أي يراهن عليه والمغالق جمع مغلق بوزن منبر وهي سهام الميسر (وقوله ويراهن) عطف تفسير كأنه كره الرهان في الخيل إذا كان على رسم الجاهلية (نه) أي التي تتخذ لما ينتج من بطنها (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد، وأورده المنذري والهيثمي، وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (باب)(غريبة) أوله حاء مهملة مضمومة مصغرا
-138 -
دعاء الخيل وما تقوله بلسان الحال وما جاء في الإبل
-----
فرسك هذا؟ فقال إني أظن أن هذا الفرس قد استجيب له دعوته، قال وما دعاء البهيمة من البهائم؟ قال والذي نفسي بيده، ما من فرس إلا يدعو كل سحر فيقول اللهم أنت خولتني عبدا من عبادك وجعلت رزقي بيده فاجعلني أحب إليه من أهله وماله وولده، قال أبي ووافقه عمرو بن الحارث عن أبي شماسه (ومن طريق ثان) قال حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى ابن سعيد عن عبد الحميد بن جعفر حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من فرس عربي إلا يؤذن له مع كل فجر يدعو بدعوتين يقول، اللهم خولتني من خولتني من بني آدم فاجعلني من أحب أهله وماله إليه أو أحب أهله وماله إليه، قال أبو عبد الرحمن قال أبي خالفه عمرو بن الحارث، فقال عن يزيد عن عبد الرحمن بن شماسة وقال الليث عن أبي شماسة أيضا
(باب ما جاء في الإبل)(عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نعم الإبل الثلاثون يحمل على نجيبها وتعار أداتها وتمنح
من التخويل بمعنى التمليك القائل قال أبي هو عبد الله بن الامام أحمد رحمهما الله تعالى يريد أن عمرو ابن الحارث وافق يزيد بن أبي حبيب في قوله عن أبي شماسة، وأبو شماسة غير معروف، والمعروف عبد الرحمن ابن شماسة كما سيأتي في آخر الطريق الثانية أو للشك من الراوي يشك هل قال من أحب الخ؟ أو قال أحب بدون من كنية عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله تعالى (وقوله خلفه عمرو بن الحارث) يعني أن عمرو بن الحارث خالف ابن جعفر، فقال في روايته عن يزيد عن عبد الرحمن بن شماسة، وقال الليث في روايته (يعني الطريق الأولى) عن أبي شماسة، هذا معنى كلامه (تخريجه) لم أقف على سياق الطريق الأولى لغير الإمام أحمد وهي موقوفة على أبي ذر، وأخرج الطريق الثانية النسائي مرفوعة كل رواها الإمام أحمد سندا ومتنا عدا ما حكاه عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه في آخر الحديث من الخلاف وسنده جيد، ومع هذا فرواية عمرو بن الحارث التي أشار إليها الإمام أحمد لم تذكر في المسند ولا عند النسائي والله أعلم (باب)(سنده) حدثنا عبيد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن محمد بن شريك قال ثنا عظاء عن أبي هريرة الخ (غريبة) الظاهر أن هذا العدد لا مفهوم له وإنما خصه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدح لتوفر الخصال الآتية فيه، فإن من ملك هذا العدد من الإبل لا يبخل بمنح بعضها ولا بإعارة فحلها ودلوها كما في رواية، ولا يجعل شيء منها للحمل عليه في سبيل الله كما صرح بذلك في رواية أخرى عند الإمام أحمد ومسلم، وهذا مما يدل على فضل الإبل واقتنائها (وقوله وتعار أداتها) أي أداة شربها كالدلو ونحوه (وفي رواية لمسلم والإمام أحمد أيضا)(وإعارة دلوها)