المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أهمية التواضع لأهل العلم والفضل خصوصا - القطوف الدانية - جـ ١١

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌ أحاديث نبوية

- ‌التعليق على حديث: (أنا سيد ولد آدم)

- ‌معنى: (ولا فخر) في حديث: (أنا سيد ولد آدم) وسبب وروده

- ‌الأسئلة

- ‌أهمية التواضع لأهل العلم والفضل خصوصاً

- ‌معنى حديث: (خذوا القرآن عن أربعة)

- ‌حكم حكاية التأثر بوفاة الوالدة أكثر من الوالد ونحوه

- ‌حكم الحديث عن النفس عند التقدم للتوظيف ونحوه

- ‌الاختلاف في السابعة من السور المئين

- ‌كيفية التشبع من علم التفسير

- ‌معنى حديث: (تموتون كما تنامون)

- ‌سبب عدم بدء سورة التوبة بالبسملة

- ‌بيان ما بعثت له الرسل

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (وأول ما ينشق عنه القبر)

- ‌الجواب عن مسألة وجود قبر الرسول في المسجد النبوي

- ‌ذكر الشفاعات الخاصة به صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر بعض أخبار أبي طالب عم النبي

- ‌حكم صيام ما بعد النصف من شعبان وحكم إحياء ليلة النصف من شعبان بالعبادة

- ‌أساليب النبي في التعليم والتربية

- ‌المراد بالبرهان في قوله تعالى: (لولا أن رأى برهان ربه)

- ‌الكلام عن الأولية

- ‌التعليق على حديث علي في قصة الشارفين

- ‌الفوائد المستفادة من الحديث السابق

- ‌قد يغلب الإنسان وإن كان شجاعاً

- ‌مراعاة حق القرابة عند الخصام

- ‌أفضلية فاطمة رضي الله عنها على النساء

- ‌السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة

- ‌الحديث عن رمضان

الفصل: ‌أهمية التواضع لأهل العلم والفضل خصوصا

‌أهمية التواضع لأهل العلم والفضل خصوصاً

‌السؤال

حبذا لو أشرتم -حفظكم الله ورعاكم- إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تواضع رغم ما آتاه الله جل جلاله من المكانة العليا التي لا ينالها أحد من خلق الله، ثم هو مع ذلك كان على قدر عال جداً من التواضع، وعدم الترفع على الناس، وخفض الجناح لعامة المسلمين، ولضعفائهم وأيتامهم وأطفالهم، مع أنه أعلى الناس ذكراً، وأجلهم قدراً صلوات الله وسلامه عليه، سيما ونحن نعاني في أزمنتنا هذه من أقوام -وهم قلة بحمد الله- ما إن يتبوأ أحدهم مكاناً شرعياً بين الناس حتى يحيط به الحجاب ويصعب على الناس لقاؤه، وكأن الله عز وجل قد وكل به صلاح الناس وهدايتهم.

‌الجواب

نريد أن نوجه رسالة إلى الناس سيما لمن تصدر في المقام الأول بعلم أو جاه أو مال، أو أنه أعطي من عند الله قبولاً: أن الله جل وعلا يبتلي عباده الذين يعطيهم عطاياه كيف يتعاملون معها، فإذا كانوا ينظرون إلى أن النعمة بسببهم وبجهدهم؛ فترفعوا عن عباد الله، فهؤلاء يضعهم الله، وقد يسلبهم النعمة، وأما إذا تيقنوا أن النعمة من عند الله، فلم يرتفعوا على عباده خوفاً من أن يسلبهم الله النعمة، فهؤلاء يرفعهم الله، ويديم عليهم نعمه.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم في الذروة من الكمال البشري، ومن كمال بشريته عليه الصلاة والسلام أنه يسهل الوصول إليه، وأنه عليه الصلاة والسلام قريب من الناس، متواضع لكل أحد، فيقول:(إنما عبد فقولوا: عبد الله ورسوله)، وكان متواضعاً حتى في جلسته عليه الصلاة والسلام في الطعام، فلما رآه الأعرابي تغير حاله من جلسة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكأنه عليه الصلاة والسلام يريد أن يشير أن هذا هو ما يقتضيه مقام العبودية لله جل وعلا.

والإنسان إذا كانت تنبعث عظمته من نفسه فلا حاجة له في أن يترفع عن الناس؛ لأنه لا يحتاج إلى أن تلقى عليه الأضواء، ويجعل بينه وبين الناس حجاباً، إلا ما كان يخاف عليه أمنياً كما يحدث للأمراء والسلاطين والمسئولين، فهذه قضية حماية أمنية لا علاقة لها بالموضوع، لكن الذي يعنينا هم العلماء في المقام الأول، فيجب عليهم أن يخرجوا للعامة، وأن يقابلوا الناس ما استطاعوا.

فبادره وخذ بالجد فيه فإن أعطاكه الله انتفعتا فإن أوتيت فيه طويل باع وقال الناس إنك قد رؤستا فلا تأمن سؤال الله عنه بتوبيخ علمت فهل عملتا؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة حسنة لأمته في كل خير، ومن أعظم ذلك قربه صلى الله عليه وسلم من سائر الناس، ولاشك أنه يفترض على الناس شيء معين، لكن ينبغي لمن تصدر أن يتحمل، وأن يسعى قدر الإمكان إلى التواصل، وكلنا يقع منا التقصير، لكن هناك أمور التقصير فيها مقبول، وثمة أمور التقصير فيها من العالم غير مقبول.

ص: 5