المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أوهام المحققين المعاصرين في نسبة "البسيط " إلى ركن الدين الاستراباذي: - الكشف عن صاحب البسيط في النحو

[حسن موسى الشاعر]

الفصل: ‌أوهام المحققين المعاصرين في نسبة "البسيط " إلى ركن الدين الاستراباذي:

وهذا الكتاب هو الذي وهم فيه كثير من المحققين المعاصرين، فظنوا- خطأ- كتاب البسيط المشار إليه آنفا، وجعلوا مصنفه وهو ركن الدين الاستراباذي، صاحب البسيط في النحو. ومما يدفع هذا الوهم أن كتاب البسيط لركن الدين الاستراباذي معروف، والحصول عليه متيسّر، وقد سجّل رسالة دكتوراه بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر1.

ومن هذا الشرح نسخ خطية في عدد من المكتبات، ومنه نسخة خطية في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة في مجلد كتب عليه: الشرح الكبير على الكافية لصاحب الوافية السيد ركن الدين. برقم 134/ 415 كتبت عام 718 هـ.

ومن الشرح نشخ خطية في عدد من المكتبات، ومنه نسخة خطية في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة في مجلد كُتبَ عليه:(الشرح الكبير على الكافية لصاحب الوافية السيد ركن الدين) ، برقم 134/415، كتبت عام 718هـ.

فكتاب البسيط في شرح الكافية، أو الشرح الكبير للكافية للاستراباذي يختلف ما فيه عمّا نقل عن كتاب البسيط، أو عن صاحب البسيط في النحو، فهو غيره قطعاً.

3-

البسيط في النحو، تأليف: ضياء الدين بن العِلْج. وقد ذكر المحققون القدامى أنه هو صاحب البسيط المذكور. وسيأتي له مزيد من التفصيل.

1 الكافية في النحو: د طارق نجم ص 35.

ص: 146

‌أوهام المحققين المعاصرين في نسبة "البسيط " إلى ركن الدين الاستراباذي:

ا- أوّل من رأيته وقع في هذا الوهم الأستاذ الفاضل محمد أبو الفضل إبراهيم في تحقيقه لكتاب "البرهان في علوم القرآن" للإمام الزركشي المتوفى سنة 794 هـ.

فقد نقل الإمام الزركشي عن كتاب البسيط في سبعة مواضع من كتابه2. ولم يبينّ من صاحب البسيط!؟.

قال الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم معرّفاً بصاحب البسيط3: هو السيد ركن الدين حسن بن محمد الاستراباذي المتوفى سنة 717 هـ، والبسيط أحد شروحه الثلاثة على كتاب الكافية في النحو للشيخ جمال الدين عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب، والمتوفى سنة 646 هـ.

وأحال الأستاذ المحقق في ذلك على كشف الظنون، وكرّر هذا الكلام مختصراً في موضعين آخرين من التحقيق4

2 البرهان للزركشي 2/ 364، 4/119، 211، 251، 259، 296، 443.

3 البرهان للرزكشي 2/ 364 (الحاشية) .

4 البرهان للزركشي 4/ 119، 211 (الحاشية) .

ص: 146

2-

الدكتور عبد العال سالم مكرّم في تحقيقه لكتاب "همع الهوامع" للسيوطي (المتوفى سنة 911 هـ) . والإمام السيوطي ينقل عن كتاب البسيط في أكثر من خمسين موضعاً من كتابه "همع الهوامع"1، ولم يذكر من هو صاحب البسيط.

وقد وهم الدكتور عبد العال سالم في تحقيقه إذ قال2: البسيط لركن الدين حسن ابن محمد الاستراباذي (المتوفى سنة 717 هـ) .

3-

الأستاذ عبد السلام هارون في تحقيقه لكتاب "خزانة الأدب" لعبد القادر البغدادي المتوفى سنة (1093 هـ) . والبغدادي نقل عن البسيط في ثلاثة مواضع من الخزانة3.

وقد سكت الأستاذ عبد السلام هارون عن بيان الموضع الأوّل ولم يعلّق عليه بشيء، ولكنه في الموضعين الآخرين نسب الكتاب إلى ركن الدين الاستراباذي، فقال4: البسيط هو الشرح الكبير للكافية، لركن الدين حسن بن محمد الاستراباذي الحسني المتوفى سنة 717 هـ.

4-

الأستاذ عبد العزيز رباح وزميله الأستاذ أحمد يوسف دقّاق محّققا كتاب "شرح أبيات مغني اللبيب" لعبد القادر البغدادي. وقد ورد ذكر صاحب البسيط في موضع واحد من هذا الكتاب5، ولم يعلق عليه المحققان. ولكنهما أشارا في الفهارس، في فهرس أسماء الكتب التي ذكرها المصنف، عند ذكر شروح الكافية6: البسيط لركن الدين حسن ابن محمد الاسزاباذي، كما في الكشف.

5-

الدكتور عباس مصطفى الصالحي محقق كتاب "تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد" لابن هشام الأنصاري (المتوفى سنة 761 هـ) . وقد ورد ذكر البسيط مرة واحدة في الكتاب، فعلّق عليه المحقق في الحاشية بقوله7: لعل المقصود بالبسيط أحد شروح الكافية، فقد ورد في كشف الظنون (2/ 1370) ما نصّه: وصنّف السيد ركن الدين حسن بن محمد الاستراباذي ثلاثة شروح على الكافية، كبير وهو المسمى بالبسيط.

1 همع الهوامع للسيوطي- الجزء الخاص بالفهارس 7/343.

2 همع الهوامع 1/82 (الحاشية) .

3 خزانة الأدب للبغدادي، تحقيق هارون 2/ 22، 9/ 416، 10/ 198.

4 خزانة الأدب 9/ 416، 10/198 الحاشية.

5 شرح أبيات مغني اللبيب ا/394.

6 شرح أبيات مغني اللبيب 8/432.

7 تخليص الشواهد ص 75.

ص: 147

6-

الدكتور عبد العال سالم مكرّم في تحقيقه لكتاب "الأشباه والنظائر" للسيوطي، وقف موقفاً عجيبا في نسبة كتاب البسيط، ففي فهرس المصادر التي اعتمد عليها السيوطي جعل المحقق كتاب البسيط كتابين1، فقال: البسيط لركن الدين حسن بن محمد الاستراباذي، وأحال إليه في أكثر من ثمانين موضعاً، وذلك في الأجزاء الثلاثة الأولى من التحقيق. ثم قال: البسيط لضياء الدين بن العلج، وأحال إليه في نحو خمسة وعشرين موضعاً، وذلك في الجزء الرابع من الكتاب.

والصحيح أن كتاب "البسيط" المذكور في الأشباه والنظائر كتاب واحد، ولكن سبب هذا الخلط، أن الأستاذ المحقق كان يظن كما ظن في تحقيقه لكتاب همع الهوامع، أن صاحب البسيط هو ركن الدين الاستراباذي، واستمر لديه هذا الظن في الأجزاء الثلاثة الأولى من تحقيقه لكتاب الأشباه والنظائر، حتى فوجئ في بداية الجزء الرابع بقول السيوطي2: وممّن ذهب إلى الترادف ضياء الدين بن العلج، صاحب البسيط في النحو، وهو كتاب كبير نفيس في عدة مجلدات.

فماذا يصنع الأستاذ المحقق أمام هذا النصّ؟ لعله رأى أن من الأسلم له أن يجعل كتاب البسيط كتابين، والمصنّف مصنّفين، دفعاً للتعارض القائم في نظره!! وإن كان الأوْلى به أن يصحح معلوماته، ويرجع إلى الحق، ويلتزم بما قاله السيوطي.

هذا.. وهناك كتاب كبير في التفسير اسمه "البسيط" للإمام عليّ بن أحمد الواحدي (المتوفى سنة 468 هـ) . قال في ترجمته القفطي3: وصنّف التفسير الكبير وسماه "البسيط" وأكثر فيه من الإعراب والشواهد واللغة، ومن رآه علم مقدار مَا عنده من علم العربية.

ولم أجد أحداً خلط بين كتاب "البسيط" في النحو، وكتاب "البسيط" في التفسير للواحدي، خلافاً لما ذكره الدكتور النماس محقق كتاب الارتشاف، إذ قال4: والكثير يخلط بين كتاب البسيط في النحو السابق الذكر، وكتاب البسيط في التفسير لعليّ بن أحمد الواحدي. ولم يُقدّم لنا الأستاذ المحقق مثالاً واحداً على هذا الخلط.

1 الأشباه والنظائر- الفهارس 9/ 183.

2 الأشباه والنظائر بتحقيق د عبد العال سالم 4/7.

3 إنباء الرواة 2/ 223.

4 1رتشاف الضرب3/ 686.

ص: 148