الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9-
عبد القادر البغدادي (المتوفى سنة 1093 هـ) :
نقل البغدادي عن صاحب البسيط في ثلاثة مواضع من خزانة الأدب1، وفي موضع واحد من كتابه شرح أبيات مغني اللبيب2. ولم يبين البغدادي من صاحب البسيط!؟.
10 الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة المتوفى (سنة 1404 هـ) :
ذكر أستاذنا المرحوم الشيخ عضيمة في ثلاثة مواضع من كتابه دراسات لأسلوب القرآن الكريم3 عن ضياء الدين بن العلج أنه لا يجوز أن تكون الجملة بدلا من المفرد، وذلك نقلاً عن البحر المحيط لأبي حيان. وقد تقدمت المسألة.
1 خزانة الأدب بتحقيق هارون 2/ 22، 9/ 416، 10/198.
2 شرح أبيات مغني اللبيب 1/394.
3 دراسات لأسلوب القرآن الكريم/ القسم الثالث 4/ 76، 77، 164
المنهج النحوي لصاحب البسيط:
إن الباحث المدقق في هذه النقول الكثيرة عن صاحب البسيط يجد نفسه أمام عِلْم ناضج وفكِر عميق، استوعب أراء السابقين من النحاة، ووازن بينها، ثم أخذ يرجّح ويختار، ويقوّي رأياَ ويردّ آخر، من غير تعصب لمذهب أو لعالم.
وليس صاحب البسيط بدْعاً في ذلك، بل هذه هي سمة النحو في الأندلس بعامة، وهذا منهج طبقه ابن عصفور وابن الحاج وابن أبي الربيع من تلاميذ الشلوبين بخاصة.
وصاحب البسيط ينقل عن البصريين والكوفيين ومن جاء بعدهم، وينسب الآراء إلى أصحابها في الغالب، يفصل ويرجّح ويجتهد.
ففي معنى "ربّ" نقل في البسيط عن كبار البصريين والكوفيين أنها للتقليل4.
وصاحب البسيط له عناية واضحة بآراء سيبويه، ففي حديثه عن "عسى" من أفعال المقاربة، إذا قلت: عسى أن يذهب زيد، قال في البسيط: ظاهر كلام سيبويه أنها هاهنا تامة لا خبر لها، وفاعلها ما بعدها على تقدير المصدر، ومعناها دنا وقرب ولا يجوز صريح المصدر5.
وفي باب البدل، قال صاحب البسيط:"وأما بدل الغلط فجوّزه سيبويه وجماعة، والقياس يقتضيه"6.
4 ارتشاف الضرب 2/ 455. همع الهوامع 4/ 174.
5 ارتشاف الضرب 2/ 221.
6 همع الهوامع 5/ 221.
وفي حرف التعريف قال في البسيط: "ذهب سيبويه إلى أن حرف التعريف اللام وحده"1.
وقد يختار رأي سيبويه، كما في الوصف بإلاّ، قال السيوطي:"وجوّز سيبويه أن يوصف بها كل نكرة ولو مفرداً، ومثل بـ "لو كان معنا رجلٌ إلا زيدٌ " واختاره صاحب البسيط"2.
وقد يعترض على سيبويه، كما في الفرق بين الحال والصفة الجامدة، قال فيِ البسيط:
"لم يستضعف سيبويه: مررت برجل أسداً، بنصب "أسداً" على الحال، أي جريئاً أو شديداً قوياً. واستضعف: مررت برجلٍ أسدٍ، على الوصف. والفرق بينهما من وجهين:
أحدهما: أن الوصف أدخل في الاشتقاق من الحال.
والثاني: أن الحال تجرى مجرى الخبر، وقد يكون خبراً ما لا يكون صفة.
قال: والقياس التسوية بينهما، لأنه يرجع بالتأويل إلى معنى الوصف، أو بحذف مضاف، أي مثل أسد"3.
وينقل صاحب البسيط عن الأخفش أن حتى العاطفة، تعطف الفعل إذا كانت سبباً كالفاء نحو: ما تأتينا حتى تحدثُنا4.
وينقل عن المبرد، قال في البسيط:"ذكر المبرّد في كتابه المسمى بالشافي: إن حرف التعريف الهمزة المفتوحة وحدها، وضمّ إليها اللام لئلا يشتبه التعريف بالاستفهام"5.
وينقل عن السيرافي، ومن ذلك أنهم اختلفوا في "لات" هل لها عمل أولا، على أقوال:
أحدها: وهو مذهب سيبويه والجمهور أنها تعمل عمل ليس، ولكن في لفظ الحين خاصة.
والثاني: أنها لا تعمل شيئاً، بل الاسم الذي بعدها إن كان مرفوعاً فمبتدأ أو منصوباً
فعلى إضمار فعل، أي ولات أرى حين مناص، نقله ابن عصفور عن الأخفش، وصاحب البسيط عن السيرافي6.
1 الأشباه والنظائر 2/117.
2 همع الهوامع 3/272.
3 الأشباه والنظائر 4/ 148-149.
4 همع الهوامع 5/ 259.
5 الأشباه والنظائر 5/ 9.
6 همع الهوامع 2/122-123.
وينقل عن الفارسي، ويصحح مذهبه في مسألة العدد المضاف من ثلاثة إلى عشرة، هل يجوز إضافته إلى اسم الجمع نحو: ثلاثة القوم، أو اسم الجنس نحو ثلاث نحل؟ أقوال:
أحدها: نعم ويقاس إن كان قليلا، وعليه الفارسي وصححّه صاحب البسيط لشبهه بالجمع، ولو روده1، قال:
ثلاثة أنفسً وثلاث ذودٍ2.
وقال تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍٍ} 3.
ويصرّح صاحب البسيط أحياناً بصحّة مذهب البصريين، ومن ذلك قول البصريين إن "هلم" مركبة من "ها" التنبيه، ومن "لُمّ" التي هي فعل أمر من قولهم: لم الله شعثه، أي جمعه.
قال في البسيط: "ويدل على صحة مذهب البصريين أنهم نطقوا به فقالوا: ها لُمّ"4.
وذكر صاحب البسيط أنه لا يجوز الفصل بين الموصوف وصفته بإلا، فلا يقال: جاءني رجل إلا راكب، لأنهما كشيء واحد.
ورد على الزمخشري حيث جوّز ذلك في المفرد، نحو: ما مررت برجل إلا صالحٍ. وفي الجملة نحو: ما مررتُ بأحدٍ إلا زيدٌ خيرٌ منه، {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَاّ وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} 5 بأنه مذهب لا يعرف، لا بصري ولا كوفي. وقال:"الصواب أن الجملة في الآية والمثال حالية"6.
وينقل صاحب البسيط عن الكوفيين، فالخبر الجامد لا يتحمّل ضميراً نحو: زيدٌ أسدٌ. وزعم الكسائي أنه يتحمّله، ونسبه صاحب البسيط وغيره إلى الكوفيين والرماني7. ومن ذلك أن (لعلّ) بسيطة، ولامها أصل، حكاه في البسيط عن الكوفيين وأكثر النحويين8.
1 همع الهوامع 4/75.
2 صدر بيت من الشعر للحطيئة، وهو من شواهد سيبويه 3/565 وعجزه (لقد جار الزمان على عيالي) .
3 سورة النمل: آية 48.
4 همع الهوامع 5/126.
5 سورة الحجر: آية/4.
6 همع الهوامع 2/153.
7 همع الهوامع 2/10، ارتشاف الضرب 2/46.
8 همع الهوامع 2/153.
وفِي "سِوى" ذهب جماعة منهم الرماني والعكبري إلى أنها ظرف متمكن، أي يستعمل ظرفاً كثيرا وغير ظرف قليلا، قال ابن هشام في التوضيح1: وإليه أذهب. ونقله في البسيط عن الكوفيين2.
ونقل في البسيط عن الفرَّاء أنه جوّز إضافة اسم الفاعل المعرّف بـ"أل" إذا كان للحال أو الاستقبال، نحو: الضارب زيد الآن أو غدا3.
وصاحب البسيط ممَّن يهتم بالقياس ويعدّه من أصول النحو، فيقبل حكماً لموافقة القياس، ويردّ آخر لبعده عن القياس. فيقول مثلاً. في بدل الغلط: جوّزه سيبويه وجماعة، والقياس يقتضيه4.
ويقول في حروف المعاني: القياس يقتضي عدم حذف حروف المعاني وعدم زيادتها5.
وفي باب "سنين" من الملحق بجمع المذكر السالم، قال السيوطي:"ومن العرب من يلزمه الواو وفتح النون، ومن العرب من يلزمه الواو ويعربه على النون كزيتون". قال في البسيط: "وهو بعيد من جهة القياس"6.
وصرّح صاحب البسيط بأن الضرورة لا يقاس عليها7.
وفي "لا" العاملة عمل ليس، قال في البسيط:"القياس عند بني تميم عدم إعمالها، ويحتمل أن يكونوا وافقوا أهل الحجاز على إعمالها"8.
وفي بحث "لات " العاملة عمل ليس، قال في البسيط:"يحتمل أن تكون التاء بدلا من "سين" ليس، كما في ست، وانقلبت الياء ألفاً على القياس"9.
ولكن صاحب البسيط يصرّح بتقديم السّماع على القياس. ومن ذلك: ذهب الكوفيون إلى أن أمثلة المبالغة لا تعمل، لأن اسم الفاعل إنما عمل لجريانه على الفعل في
1 أوضح المسالك لابن هشام 2/ 2820.
2 همع الهوامع 3/ 161.
3 الأشباه والنظائر 2/ 438.
4 همع الهوامع 5/ 221.
5 الأشباه والنظائر 1/ 80.
6 همع الهوامع 1/ 160.
7 همع الهوامع 1/226.
8 همع الهوامع 2/ 120.
9 همع الهوامع 2/ 122.
حركاته وسكناته، وهذه غير جارية، فوجب امتناع عملها، والمنصوب بعدها محمول على فعل تفسّره الصفة.
قال صاحب البسيط: "وهذا ضعيف لأن النصّ مقدّم على القياس
…
"1.
وقال "في البسيط: باب فَعْلان فَعْلى كسكران وسكرى وغضبان وغضبى وعطشان وعطشى إنما يعرف بالسمّاع دون القياس"2.
ويهتم صاحب البسيط في كتابه بالتعليل، ففي باب مالا ينصرف اختلف في "رحمن" هل يصرف لأنه ليس له فَعْلى، أو لا؛ لأنه ليس له فعلانة؟ على قولين:
أحدهما: نعم لأن الأصل في الأسماء الصرّف، ولم يتحقق شرط المنع وهو وجود فَعْلى.
والثاني: لا، قال في البسيط: وعليه الأكثرون، لأن الغالب في باب فَعْلان عدم الصرف، فالحمل عليه أولى من الحمل على الأقلّ 3.
وفي البسيط في عِلَّة بناء "أمس" أقوال: قول الجمهور أنه بني لتضمنه لام التعريف لوجهين:
أحدهما: أنه معرفة في المعنى لدلالته على وقت مخصوص، وليس هو أحد المعارف، فدلّ ذلك على تضمنه لام التعريف.
والثاني: أنه يوصف به بما فيه اللام، كقولهم: لقيته أمس الأحدث، وأمس الدابر، ولولا أنه معرفة بتقدير اللام لما وصف بالمعرفة، لأنه ليس أحد المعارف، وهذا مما وقعت معرفته قبل نكرته4.
وفي سبب تسمية عطف البيان، قال أبو حيان: وسميّ به لأنه تكرار الأول لزيادة بيان فكأنك رددته على نفسه، بخلاف النعت والتأكيد والبدل.
وقيل: لأن أصله العطف، فأصل جاء أخوك زيد: وهو زيدٌ، حذف الحرف والضمير وأقيم زيد مقامه، ولذلك لا يكون في غير الأسماء الظاهرة، ذكره صاحب البسيط5.
1 الأشباه والنظائر 2/ 256- 257.
2 الأشباه والنظائر 3/ 64.
3 الأشباه والنظائر 1/ 256، 2/951.
4 الأشباه والنظائر 1/ 252.
5 همع الهوامع 5/ 190.