الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الْمُبْتَدَأ
(أَبُو الْحُسَيْن) ابْن المنادى فِي الْمَلَاحِم حَدَّثَنَا هَارُون بْن عَلِيّ بْن الحكم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مرداس الْبَاهِلِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى الشَّيْبَانِيّ حَدَّثَنَا مسلمة بْن الصَّلْت حَدَّثَنَا أَبُو عَليّ حَازِم بْن الْمُنْذر الْعَنزي حَدَّثَنَا عُمَرَ بْن صبيح عَن مقَاتل بْن حبَان عَن شهر بْن حَوْشَب عَن حُذَيْفَة قَالَ أَبُو عَليّ وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَن سُلَيْمَان بْن مُوسَى عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَحُذَيْفَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا جُلُوسًا ذَاتَ يَوْمٍ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ الْعَجَبَ فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ وَمَا ذَاكَ قَالَ سَمِعْتُ رِجَالًا يَتَحَدَّثُونَ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ فَقَالَ وَمَا كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَقَالَ زَعَمُوا أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ يُجَاءُ بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ عُفَيْرَانِ فَيُقْذَفَانِ فِي جَهَنَّمَ فَقَالَ عَلِيٌّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَحُذَيْفَةُ كَذَبُوا اللَّهُ أجل وَأكْرم من أَن يُعذب عَلَى طَاعَته أَلَمْ تَرَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} يَعْنِي دَائِبَيْنِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ فَكَيْفَ يُعَذِّبُ اللَّهُ عَبْدَيْنِ يُثْنِي عَلَيْهِمَا أَنَّهُمَا دَائِبَانِ فِي طَاعَتهِ فَقَالُوا لِحُذَيْفَةَ حَدِّثْنَا رَحِمَكَ اللَّهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُول الله إِذْ سُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَبْرَمَ خَلْقَهُ أَحْكَامًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْ غَيْرِهِ غَيْرُ آدَمَ خَلَقَ شَمْسَيْنِ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ فَأَمَّا مَا كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ أَنَّهُ يَدْعُهَا شَمْسًا فَإِنَّهُ خَلَقَهَا مِثْلَ الدُّنْيَا عَلَى قَدْرِهَا وَأَمَّا مَا كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ أَنْ يَطْمِسَهَا وَيُحَوِّلَهَا قَمَرًا فَإِنَّهُ خَلَقَهَا دُونَ الشَّمْسِ فِي الضَّوْءِ وَلَكِنْ إِنَّمَا يَرَى النَّاسُ صِغَرَهُمَا لِشِدَّةِ ارْتِفَاعِ السَّمَاءِ وَبُعْدِهَا مِنَ الأَرْضِ وَلَوْ تَرَكَهُمَا اللَّهُ كَمَا خَلَقَهُمَا فِي بَدْءِ الأَمْرِ لَمْ يُعْرَفِ اللَّيْلُ مِنَ النَّهَارِ وَلا النَّهَارُ مِنَ اللَّيْلِ وَلَكَانَ الأَجِيرُ لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ يَسْتَرِيحُ فِيهِ وَلا وَقْتٌ يَأْخُذُ فِيهِ أَجْرَهُ وَلَكَانَ الصَّائِمُ لَا يَدْرِي إِلَى مَتَى يَصُومُ وَمَتَى يُفْطِرُ وَلَكَانَتِ الْمَرْأَةُ لَا تَدْرِي كَيْفَ تَعْتَدُّ، وَلَكَانَ الدُّيَّانُ لَا يَدْرُونَ مَتَى تَحِلُّ دُيُونُهُمْ وَلَكَانَ النَّاسُ لَا يَدْرُونَ أَحْوَالَ مَعَايِشِهِمْ وَلا يَدْرُونَ مَتَى يَسْكُنُونَ لراحة
أجسامهم ولكانت الْأمة المطهدة وَالْمَمْلُوكُ الْمَقْهُورُ وَالْبَهِيمَةُ الْمُسَخَّرَةُ لَيْسَ لَهُمْ وَقْتُ رَاحَةٍ فَكَانَ اللَّهُ أَنْظَرَ لِعِبَادِهِ وَأَرْحَمَ بِهِمْ فَأَرْسَلَ جِبْرِيلَ فَأَمَرَ بِجَنَاحِهِ عَلَى وَجْهِ الْقَمَرِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ شَمْسٌ فَمَحَا عَنْهُ الضَّوْءَ وَبَقِيَ فِيهِ النُّورُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} فَالسَّوَادُ الَّذِي تَرَوْنَهُ فِي الْقَمَرِ شِبْهَ الْخُيُوطِ إِنَّمَا هُوَ أَثَرُ ذَلِكَ الْمَحْوِ، قَالَ وَخَلَقَ اللَّهُ الشَّمْسَ عَلَى عَجَلَةٍ مِنْ ضَوْءِ نور الْعَرْش لَهَا ثلثمِائة وَسِتُّونَ عُرْوَةً وَخَلَقَ اللَّهُ الْقَمَرَ مِثْلَ ذَلِكَ وَوَكَّلَ بِالشَّمْسِ وَعَجَلَتِهَا ثلثمِائة وَسِتِّينَ مَلَكًا مِنْ مَلائِكَةِ أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَدْ تَعَلَّقَ كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ بِعُرْوَةٍ مِنْ تِلْكِ الْعُرَى وَالْقَمَرُ مِثْلُ ذَلِكَ وَخَلَقَ لَهُمَا مَشَارِقَ وَمَغَارِبَ فِي قُطْرَيِ الأَرْضِ وَكَنَفَيِ السَّمَاءِ ثَمَانِينَ وَمِائَةَ عَيْنٍ فِي الْمَشْرِق وَثَمَانِينَ وَمائَةَ عَيْنٍ فِي الْمَغْرِبِ فَكُلَّ يَوْمٍ لَهُمَا مَطْلَعٌ جَدِيدٌ وَمَغْرِبٌ جَدِيدٌ مَا بَيْنَ أَوَّلِهِا مَطْلَعًا وَأَوَّلِهِا مَغْرِبًا فَأَطْوَلُ مَا يَكُونُ النَّهَارُ فِي الصَّيْفِ إِلَى آخِرِهَا وَآخِرِهَا مَغَرْبًا وَأَقْصَرُ مَا يَكُونُ النَّهَارُ فِي الشِّتَاءِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} يَعْنِي آخر هَهُنَا وَهَهُنَا لَمْ يَذْكُرْ مَا بَيْنَ ذَلِكَ مِنْ عِدَّةِ الْعُيُونِ ثُمَّ جَمَعَهَا بَعْدُ فَقَالَ رَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ فَذَكَرَ عِدَّةَ تِلْكَ الْعُيُونِ كُلِّهَا.
قَالَ وَخَلَقَ اللَّهُ بَحْرًا بَيْنَه وَبَيْنَ السَّمَاءِ مِقْدَارَ ثَلاثِ فَرَاسِخَ وَهُوَ قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ فِي الْهَوَاءِ لَا يَقْطُرُ مِنْهُ قَطْرَةٌ وَالْبِحَارُ كُلُّهَا سَاكِنَةٌ وَذَنَبُ الْبَحْرِ جَارٍ فِي سُرْعَةِ السَّهْمِ ثُمَّ انْطِبَاقُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَتَجْرِي الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ الْخُنَّسُ فِي حَنَكِ الْبَحْرِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ الشَّمْسَ دَنَتْ مِنْ ذَلِكَ الْبَحْرِ لأَحْرَقَتْ كُلَّ شَيْءٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ حَتَّى الصُّخُورُ وَالْحِجَارَةُ وَلَوْ بَدَا الْقَمَرُ مِنْ ذَلِكَ الْبَحْرِ حَتَّى تَعَايَنَهُ النَّاسُ كَهَيْئَتِهِ لافْتُتِنَ بِهِ أَهْلُ الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَعْصِمَهُ مِنْ أَوْلِيَائِهِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ مَا ذَكَرْتَ مَجْرَى الْخُنَّسِ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا مَا كَانَ من ذِكْرُكَ الْيَوْمَ فَمَا الْخُنَّسُ يَا رَسُول فَقَالَ يَا حُذَيْفَةُ هِيَ خَمْسَةُ كَوَاكِبَ الْبرجيسُ وَعُطَارِدُ وَبَهْرَامُ وَالزُّهَرَةُ وَزُحَلُ، فَهَذِهِ الْكَوَاكِبُ الْخَمْسَةُ الطَّالِعَاتُ الْغَارِبَاتُ الْجَارِيَاتُ مِثْلُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ.
وَأَمَّا سَائِرُ الْكَوَاكِبِ فَإِنَّهَا مُعَلَّقَةٌ بَيْنَ السَّمَاءِ تَعْلِيقَ الْقَنَادِيلِ مِنَ الْمَسَاجِدِ وَنُجُومِ السَّمَاءِ لَهُنَّ دَوَرَانٌ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَسْتَبِينُوا ذَلِكَ فَانْظُرُوا إِلَى دَوَرَانِ الْفلك مرّة هُنَا وَمرَّة هُنَا فَإِنَّ الْكَوَاكِبَ تَدُورُ مَعَهُ وَكُلُّهَا تَزُولُ سِوَى هَذِهِ الْخَمْسَةِ، ثُمَّ قَالَ رَسُول الله مَا أَعْجَبَ خَلْقَ الرَّحْمَنِ وَمَا بَقِيَ مِنْ قُدْرَتِهِ فِيمَا لَمْ نَرَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ وَأَعْجَبُ وَذَلِكَ قَوْلُ جِبْرِيلَ لِسَارَةَ أَتَعْجَبِينَ من أَمر الله.
وَذَلِكَ أَنَّ لِلَّهِ مَدِينَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ وَالأُخْرَى بِالْمَغْرِبِ عَلَى كُلِّ مَدِينَةٍ مِنْهَا عَشَرَةُ آلافِ بَابٍ بَيْنَ كُلِّ بَابَيْنِ فَرْسَخٌ يَنُوبُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ تِلْكَ الْمَدِينَتَيْنِ عَشْرَةُ آلف فِي الْحِرَاسَةِ عَلَيْهِم السِّلَاح وَمَعَهُمُ الكِرَاعُ ثُمَّ لَا تَنُوبُهُم تِلْكَ الْحِرَاسةُ إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ اسْمُ إِحْدَاهُمَا جابرسا وَالأُخْرَى جاباقا وَمِنْ وَرَائِهِمَا ثَلاثُ أُمَمٍ
تنسك وتارس وَتَأْويل وَمِنْ وَرَائِهِمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَأِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام انْطَلَقَ بِي لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، فَدَعَوْتُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ إِلَى دِينِ اللَّهِ عز وجل وَعِبَادَتِهِ، فَأَنْكَرُوا مَا جِئْتُهُمْ بِهِ فَهُمْ فِي النَّارِ ثُمَّ انْطَلَقَ بِي أَهْلِ الْمَدِينَتَيْنِ فَدَعَوْتُهُمْ إِلَى دِينِ اللَّهِ تَعَالَى وَعِبَادَتِهِ فَأَجَابُوا وَأَنَابُوا فَهُمْ إِخْوَانُنَا فِي الدِّينِ مَنْ أَحْسَنَ مِنْهُمْ فَهُوَ مَعَ الْمُحْسِنِينَ مِنْكُمْ وَمَنْ أَسَاءَ مِنْهُمْ فَهُوَ مَعَ الْمُسِيئِينَ مِنْكُمْ، فَأَهْلُ الْمَدِينَةِ الَّتِي بِالْمَشْرِقِ مِنْ بَقَايَا عَادٍ مِنْ نَسْلِ ثَمُودَ مِنْ نَسْلِ مُؤْمِنِيهِمُ الَّذِينَ كَانُوا آمَنُوا بِصَالِحٍ ثُمَّ انْطَلَقَ بِي إِلَى الأُمَمِ الثَّلاثِ فَدَعَوْتُهُمْ إِلَى دِينِ اللَّهِ فَأَنْكَرُوا مَا دَعَوْتُهُمْ إِلَيْهِ فَهُمْ فِي النَّارِ مَعَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ مِنْ بَعْضِ تِلْكَ الْعُيُونِ عَلَى عجلتها وَمَعَهَا ثلثمِائة وَسِتُّونَ مَلَكًا يَجُرُّونَهَا فِي ذَلِكَ الْبَحْرِ الْغَمْرِ رَاكِبُةُ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَرَى الْعِبَادُ آيَةً مِنَ الآيَاتِ يَسْتَعْتِبُهُمْ رُجُوعًا عَن مَعْصِيَتِهِ وَإِقْبَالا إِلَى طَاعَتِهِ خَرَّتِ الشَّمْسُ عَن عَجَلَتِهَا فَتَقَعُ فِي غَمْرِ ذَلِكَ الْبَحْرِ، فَإِنْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُعَظِّمَ الآيَةَ وَيَشْتَدَّ تَخْوِيفُ الْعِبَادِ خَرَّتِ الشَّمْسُ كُلُّهَا عَنِ الْعَجَلَةِ حَتَّى لَا يَبْقَى عَلَى الْعَجَلَةِ مِنْهَا شَيْءٌ فَذَلِكَ حِينَ يُظْلِمُ النَّهَارُ وَتَبْدُو النُّجُومُ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُعَجِّلَ آيَةً دُونَ آيَةٍ خَرَّ مِنْهَا النِّصْفُ أَوِ الثُّلُثُ أَوْ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرُ فِي الْمَاءِ وَيَبْقَى سَائِرُ ذَلِكَ عَلَى الْعَجَلَةِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ صَارَتِ الْمَلائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِالْعَجَلَةِ فرْقَتَيْن فرقة يقبلُونَ الشَّمْسَ وَيَجُرُّونَهَا نَحْوَ الْعَجَلَةِ وَفِرْقَةٌ يُقَلِّبُونَ الشَّمْسَ عَلَى الْعَجَلَةِ يَجُرُّونَهَا نَحْوَ الْبَحْرِ وهُمْ فِي ذَلِكَ يَقُودُونَهَا عَلَى مِقْدَارِ سَاعَاتِ النَّهَارِ لَيْلًا كَانَ ذَلِكَ أَوْ نَهَارًا حَتَّى لَا يزِيد فِي طُلُوعِهَا شَيْءٌ فَإِذَا حَمَلُوا الشَّمْسَ فَوَضَعُوهَا عَلَى الْعَجَلَةِ حَمِدُوا اللَّهَ عَلَى مَا قَوَّاهُمْ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ جَعَلَ لَهُمْ تِلْكَ الْقُوَّةَ وَأَفْهَمَهُمْ عِلْمَ ذَلِكَ فهم لَا يَقْصُرُونَ عَن ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ يَجُرُّونَهَا بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَبْلُغُوا بِهَا إِلَى الْمَغْرِبِ ثُمَّ يُدْخِلُونَهَا بَابَ الْعَيْنِ الَّتِي تَغْرُبُ فِيهَا فَتَسْقُطُ مِنْ أُفُقِ السَّمَاءِ خَلْفَ الْبَحْرِ ثُمَّ تَرْتَفِعُ فِي سُرْعَةِ طَيَرَانِ الْمَلائِكَةِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الْعُلْيَا فَتَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ مِقْدَارَ اللَّيْلِ ثُمَّ تُؤْمَرُ بالطلوع من الْمشرق فطع مِنَ الْعَيْنِ الَّتِي وَقَّتَ اللَّهُ لَهَا فَلا تَزَالُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ كَذَلِكَ مِنْ طُلُوعِهِمَا إِلَى غُرُوبِهِمَا وَقَدْ وَكَّلَ اللَّهُ تَعَالَى بِاللَّيْلِ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ وَخَلَقَ اللَّهُ حُجُبًا مِنْ ظُلْمَةٍ مِنَ الْمَشْرِقِ عَدَدَ اللَّيَالِي فِي الدُّنْيَا عَلَى الْبَحْرِ السَّابِعِ فَإِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ أَقْبَلَ ذَلِكَ الْمَلَكُ فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ ظُلْمَةِ ذَلِكَ الْحِجَابِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْمَغْرِبَ فَلا يَزَالُ يُرَاعِي الشَّفَقَ وَيُرْسِلُ تِلْكَ الظُّلْمَةَ مِنْ خِلالِ أَصَابِعِهِ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى إِذَا غَابَ الشَّفَقُ أَرْسَلَ الظُّلْمَةَ كُلَّهَا ثُمَّ نَشَرَ جَنَاحَيْهِ فَيَبْلُغَانِ قُطْرَيِ الأَرْضِ وَكَنَفَيِ السَّمَاءِ ثُمَّ يَسُوقُ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ بِجَنَاحَيْهِ إِلَى الْمَغْرِبِ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْمَغْرِبَ انْفَجَرَ الصُّبْحُ مِنَ الْمَشْرِقِ ثُمَّ ضَمَّ الظُّلْمَةَ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ ثُمَّ قَبَضَ عَلَيْهَا بِكَفٍّ وَاحِدَةٍ نَحْوَ قَبْضَتِهِ إِذَا تَنَاوَلَهَا مِنَ الْحِجَابِ بِالْمَشْرِقِ ثُمَّ يَضَعُهَا عِنْدَ الْمَغْرِبِ عَلَى الْبَحْرِ السَّابِعِ، فَإِذَا نَقَلَ تِلْكَ الظُّلْمَةَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ نَفَخَ فِي الصُّورِ وَانْصَرَفَتِ الدُّنْيَا فَلا تَزَالُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَ الْوَقْتُ الَّذِي ضُرِبَ لِتَوْبَةِ الْعِبَادِ فَتَنْتَشِرُ الْمَعَاصِي فِي الأَرْضِ وَتَكْثُرُ الْفَوَاحِشُ وَيَظْهَرُ الْمَعْرُوفُ فَلا يَأْمر بِهِ أحد
وَيَظْهَرُ الْمُنْكَرُ فَلا يَنْهَى عَنْهُ أَحَدٌ وَتَكْثُرُ أَوْلادُ الْخَبَثَةِ وَيْلِي أُمُورَهُمُ السُّفَهَاءُ وَيَكْثُرُ أَتْبَاعَهُم مِنَ السُّفَهَاء وَتظهر فيهم الأباطيل يتعاونون عَلَى رِيَبِهِمْ وَيَتَزَيَّنُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَيَعِيبُونَ الْعُلَمَاءَ مِنْ أُولِي الأَلْبَابِ وَيَتَّخِذُونَهُمْ سُخْرِيًّا حَتَّى يَصِيرَ الْبَاطِلُ مِنْهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْحَقِّ وَيَصِيرَ الْحَقُّ بِمَنْزِلَةِ الْبَاطِلِ وَيَكْثُرَ فِيهِمْ ضَرْبُ الْمَعَازِفِ وَاتِّخَاذُ الْقَيْنَاتِ وَيَصِيرَ دِينُهُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ ويصغوا قُلُوبَهُمْ إِلَى الدُّنْيَا يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَصِيرَ الْمُؤْمِنُ بَيْنَهُمُ بِالنَّقِيَّةِ وَالْكِتْمَانِ وَيَسْتَحِلُّونَ الرِّبَا بِالْبَيْعِ وَالْخَمْرَ بِالنَّبِيذِ وَالسُّحْتَ بِالْهَدِيَّةِ وَالْقِيلَ بِالْمَوْعِظَةِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ قَلَّتِ الصَّدَقَةُ حَتَّى يَطُوفَ السَّائِلُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلا يُعْطَى دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وَيَبْخَلَ النَّاسُ بِمَا عِنْدَهُمْ حَتَّى يَظُنَّ الْغَنِيُّ أَنَّهُ لَا يَكْفِيهُ مَا عِنْدَهُ وَيَقْطَعَ كُلُّ ذِي رَحِمٍ رَحِمَهُ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَاجْتَمَعَتْ هَذِهِ الْخِصَالُ فِيهِمْ حُبِسَتِ الشَّمْسُ تَحْتَ الْعَرْشِ مِقْدَارَ لَيْلَةٍ كُلَّمَا سَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ مِنْ أَيْنَ تُؤْمَرُ أَنْ تَطْلُعَ فَلا تُجَابُ حَتَّى يُوَافِيَهَا الْقَمَرُ فَتَكُونُ الشَّمْسُ مِقْدَارَ ثَلَاثَ لَيَالٍ وَالْقَمَرَ مِقْدَارَ لَيْلَتَيْنِ وَلا يَعْلَمُ طُولَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ إِلا الْمُتَهَجِّدُونَ وَهُمْ حَنِيفِيَّةٌ عِصَابَةٌ قَلِيلَةٌ فِي ذِلَّةٍ مِنَ النَّاسِ وَهَوَانٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَضِيقٍ مِنْ مَعَايِشِهِمْ فَيَقُومُ أَحَدُهُمْ بَقِيَّةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ يُصَلِّي مِقْدَارَ وِرْدِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ فَلا يَرَى الصُّبْحَ فَيَسْتَنْكِرُ ذَلِكَ ثُمَّ يَقُولُ لَعَلِّي قَدْ خَفَّفْتُ قِرَاءَتِي إِذْ قُمْتُ قَبْلَ حِينِي فَينْظر إِلَى السَّمَاء فَإِذا هِيَ بِاللَّيْلِ كَمَا هُوَ وَالنُّجُومُ قَدِ اسْتَدَارَتْ مَعَ السَّمَاءِ فَصَارَتْ مَكَانَهَا مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ ثُمَّ يَدْخُلُ فَيَأْخُذُ مَضْجَعَهُ فَلا يَأْخُذُهُ النَّوْمُ فَيَقُومُ فَيُصَلِّي الثَّانِيَةَ مِقْدَارَ وِرْدِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ فَلا يَرَى الصُّبْحَ فَيَزِيدُهُ ذَلِكَ إِنْكَارًا ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَنْظُرُ إِلَى النُّجُومِ فَإِذَا هِيَ قَدْ صَارَتْ كَهَيْئَتِهَا مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ يَدْخُلُ فَيَأْخُذُ مَضْجَعَهُ الثَّالِثَةَ فَلَا يَأْخُذُهُ النَّوْمُ ثُمَّ يَقُومُ أَيْضًا فَيُصَلِّي مِقْدَارَ وِرْدِهِ فَلا يَرَى الصُّبْحَ فَيَخْرُجُ وَيَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَخْنُقُهُمُ الْبُكَاءُ فَيُنَادِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَيَجْتَمِعُ الْمُتَهَجِّدُونَ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ بِحَضْرَتِهِمْ وَهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ كَانُوا يَتَوَاصَلُونَ وَيَتَعَارَفُونَ فَلَا يَزَالُونَ فِي غَفْلَتِهِمْ فَإِذَا تَمَّ لِلشَّمْسِ مِقْدَارُ ثَلاثِ لَيَالٍ وَلِلْقَمَرِ مِقْدَارُ لَيْلَتَيْنِ أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمَا جِبْرِيلَ فَقَالَ لَهُمَا إِنَّ الرَّبَّ يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَرْجِعَا إِلَى الْمَغْرِبِ لِتَطْلُعَا مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا ضَوْءَ لَكُمَا عِنْدَنَا الْيَوْمَ وَلا نُورَ فَيَبْكِيَانِ عِنْدَ ذَلِكَ وَجِلًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَتَبْكِي الْمَلائِكَةُ لِبُكَائِهِمَا مَعَ مَا يُخَالِطُهُمَا مِنَ الْخَوْفِ فَيَرْجِعَانِ إِلَى الْمَغْرِبِ فَيَطْلُعَانِ مِنَ الْمَغْرِبِ فَبَيْنَمَا النَّاسُ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ أَلا إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ قَدْ طَلَعَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَينْظر النَّاس إِلَيْهَا فَإِذَا هُمَا أَسْوَدَانِ كَهَيْئَتِهِمَا فِي حَالِ كُسُوفِهِمَا قَبْلَ ذَلِكَ لَا ضَوْءَ لِلشَّمْسِ وَلا نُورَ لِلْقَمَرِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عز وجل {إِذا الشَّمْس كورت} وَقَوله {وَخسف الْقَمَر} وَقَوله {وَجمع الشَّمْس وَالْقَمَر} قَالَ فيرتفعان يُنَازع كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحِبَهُ حَتَّى يَبْلُغَا سَهْوَةَ السَّمَاءِ وَهُوَ مَنْصِفُهُمَا فَيَجِيئُهُمَا جِبْرِيلُ عليه السلام فَيَأْخُذُ بِقَرْنَيْهِمَا فَيَرُدُّهُمَا إِلَى الْمَغْرِبِ آَفْلًا وَيُغْرِبُهُمَا فِي تِلْكَ الْعُيُونِ وَلَكِنْ يُغْرِبُهُمَا فِي بَابِ التَّوْبَةِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا بَابُ التَّوْبَةِ؟ قَالَ يَا عُمَرُ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى خَلْفَ الْمَغْرِبِ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَيْنِ بالْجَوْهَرِ لِلتَّوْبَةِ فَلا يَتُوبُ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِ آدَمَ تَوْبَةً نَصُوحًا إِلا وَلَجَتْ تَوْبَتُهُ فِي ذَلِكَ الْبَابِ ثُمَّ تُرْفَعُ إِلَى اللَّهِ عز وجل.
فَقَالَ حُذَيْفَةُ بِأبي أَنْت وَأمي يَا
رَسُولَ اللَّهِ وَمَا التَّوْبَةُ النَّصُوحُ؟ قَالَ النَّدَمُ عَلَى مَا فَاتَ مِنْهُ فَلا يَعُودُ إِلَيْهِ كَمَا لَا يَعُودُ اللَّبَنُ إِلَى الضَّرْعِ.
قَالَ حُذَيْفَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ بَعْدَ ذَلِكَ وَكَيْفَ بِالنَّاسِ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ يَا حُذَيْفَةُ أَمَّا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فَإِنَّهُمَا يَعُودَانِ فَإِذَا أَغْرَبَهُمَا اللَّهُ فِي ذَلِكَ الْبَابِ رَدَّ الْمِصْرَاعَيْنِ فَالْتَأَمَ مَا بَيْنَهُمَا كَأَنْ لَمْ يَكُنْ فِيمَا بَيْنَهُمَا صَدْعٌ قَطُّ فَلا يَنْفَعُ نَفْسًا بَعْدَ ذَلِكَ إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا وَلا تُقْبَلُ مِنْ عَبْدٍ حَسَنَةٌ إِلا مَنْ كَانَ قَبْلُ مُحْسِنًا فَإِنَّهُ يَجْزِي لَهُ وَعَلَيْهِ فَتَطلع الشَّمْس عَلَيْهِم وَتَغْرُبُ كَمَا كَانَتْ قَبْلُ.
فَأَمَّا النَّاس فَإِنَّهُم بعد مَا يَرَوْنَ مِنْ فَظِيعِ تِلْكَ الآيَةِ وَعِظَمِهَا يُلِحُّونَ عَلَى الدُّنْيَا حَتَّى يَغْرِسُوا فِيهَا الأَشْجَارَ وَيُشَقِّقُوا فِيهَا الأَنْهَارَ وَيَبْنُوا فَوْقَ ظُهُورِهَا الْبُنْيَانَ، وَأَمَّا الدُّنْيَا فَلَوْ أَنْتَجَ رَجُلٌ مَهْرًا لَمْ يَرْكَبْهُ مِنْ لَدُنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الأَيَّامَ وَاللَّيَالِيَ أَسْرَعُ مِنْ مَرِّ السَّحَابِ لَا يَدْرِي الرَّجُلُ مَتَى يَمْسِي وَمَتَى يُصْبِحُ ثُمَّ تَقُومُ الْقِيَامَةُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْتِيَنَّهُمْ وَإِنَّ الرَّجُلَ قَدِ انْصَرَفَ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ مِنْ تَحْتِهَا فَمَا يَذُوقُهُ وَلا يَطْعَمُهُ وَإِنَّ الرَّجُلَ فِي فِيهِ اللُّقْمَةُ فَمَا يُسِيغُهَا فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى:{وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} قَالَ وَأَمَّا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فَإِنَّهُمَا يَعُودَانِ إِلَى مَا خَلَقَهُمَا اللَّهُ مِنْهُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّهُ هُوَ يبدئ وَيُعِيد} فَيُعِيدُهُمَا إِلَى مَا خَلَقَهُمَا مِنْهُ، قَالَ حُذَيْفَةُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَكَيْفَ قِيَامُ السَّاعَةِ وَكَيْفَ النَّاسُ فِي تِلْكَ الْحَالِ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله يَا حُذَيْفَةُ بَيْنَمَا النَّاسُ فِي أَسْوَاقِهِمْ أَسَرُّ مَا كَانُوا بِدُنْيَاهُمْ وَأَحْرَصُ مَا كَانُوا عَلَيْهَا، فَبَيْنَ كَيَّالٍ يَكِيلُ وَوَزَّانٍ يَزِنُ وَبَيْنَ مُشْتَرٍ وَبَائِعٍ إِذْ أَتَتْهُمُ الصَّيْحَةُ فَخَرَّتِ الْمَلائِكَةُ صَرْعَى مَوْتَى عَلَى خُدُودِهِمْ، وَخَرَّ الآدَمِيُّونَ صَرْعَى مَوْتَى عَلَى خُدُودِهِمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} قَالَ فَلا يَسْتَطِيعُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَرَى صَاحِبَهُ وَلا يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ وَتَخِرُّ الْوُحُوشُ عَلَى جُنُوبِهَا مَوْتَى، وَتَخِرُّ الطَّيْرُ مِنْ أَوْكَارِهَا وَمِنْ جَوِّ السَّمَاءِ مَوْتَى، وَتَمُوتُ السِّبَاعُ فِي الْغِيَاضِ وَالآجَامِ وَالْفَيَافِي وَتَمُوتُ الْحِيتَانُ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ وَالْهَوَامُّ فِي بُطُونِ الأَرْضِ فَلا يَبْقَى مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا عز وجل إِلا أَرْبَعَةٌ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِجِبْرِيلَ مُتْ فَيَمُوتُ ثُمَّ يَقُولُ لإِسْرَافِيلَ مُتْ فَيَمُوتُ ثُمَّ يَقُولُ لِمِيكَائِيلَ مُتْ فَيَمُوتُ ثُمَّ يَقُولُ لِمَلَكِ الْمَوْتِ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ مَا مِنْ نَفْسٍ إِلَّا وَهِيَ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ فَمُتْ فَيَصِيحُ مَلَكُ الْمَوْتِ صَيْحَةً فَيَخِرُّ ثُمَّ يُنَادِي السَّمَوَات فتطوى عَلَى مَا فِيهَا كَطَيِّ السِّجِلِّ للْكتاب وَالسَّمَوَات السَّبْعَ وَالأَرَضِونَ السَّبْعَ مَعَ مَا فِيهِنَّ لَا تَسْتَبِينُ فِي قَبْضَةِ رَبِّنَا تبارك وتعالى كَمَا لَوْ أَنَّ حَبَّةً مِنْ خَرْدَلٍ أُرْسِلَتْ فِي رِمَالِ الأَرْضِ وَبُحُورِهَا لَمْ تَسْتَبِنْ، فَكَذَلِك السَّمَوَات السَّبع والأرضون السَّبْعَ مَعَ مَا فِيهِنَّ لَا تستبين فِي قَبْضَةِ رَبِّنَا عز وجل.
ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى أَيْنَ الْمُلُوكُ وَأَيْنَ الْجَبَابِرَةُ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى نَفْسِهِ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ.
ثمَّ بقولِهَا الثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ لِلسَّمَوَاتِ فَيَتَمَسَّكْنَ كَمَا كُنَّ وَيَأْذَنُ لِلأَرَضَينَ فَيَنْسَطِحْنَ كَمَا كُنَّ ثُمَّ يَأْذَنُ الله لِصَاحِبِ الصُّورِ فَيَقُومُ فَيَنْفُخُ نَفْخَةً
فَتَقْشَعِرُّ الأَرْضُ مِنْهَا وَتَلْفِظُ مَا فِيهَا وَيَسْعَى كُلُّ عُضْوٍ إِلَى عُضْوِهِ، ثُمَّ يُمْطِرُ اللهُ عَلَيْهِم مِنْ نَهْرٍ يُقَالَ لَهُ الْحَيَوَانُ وَهُوَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُمْطِرُ عَلَيْهِمْ شَبِيهًا بِمَنِيِّ الرِّجَالِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً حَتَّى تَنْبُتَ اللُّحُومُ عَلَى أَجْسَامِهَا كَمَا تَنْبُتُ الطَّرَاثِيثُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ثُمَّ يُؤْذِنُ لَهُ فِي النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ فَيَنْفُخُ فِي الصُّورِ فَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ فَتَدْخُلُ كُلُّ رُوحٍ فِي الْجَسَدِ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ.
قَالَ حُذَيْفَة قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ تَعْرِفُ الرُّوحُ الْجَسَدَ؟ قَالَ نَعَمْ يَا حُذَيْفَةُ إِنَّ الرُّوحَ لأَعْرَفُ بالْجَسَدِ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ مِنْ أَحَدِكُمْ بِمَنْزِلِهِ، فَيَقُومُ النَّاسُ فِي ظُلْمَةٍ لَا يُبْصِرُ أَحَدُهُمْ صَاحِبَهُ فَيَمْكُثُونَ مِقْدَارَ ثَلاثِينَ سَنَةً ثُمَّ تَنْجَلِي عَنْهُمُ الظُّلْمَةُ وَتَنْفَجِرُ الْبِحَارُ وَتُضْرَمُ نَارًا وَيُحْشَرُ كُلُّ شَيْءٍ فَوْجًا لَفِيفًا لَيْسَ يَخْتَلِطُ الْمُؤْمِنُ بِالْكَافِرِ وَلا الْكَافِرُ بِالْمُؤْمِنِ وَيَقُومُ صَاحِبُ الصُّورِ عَلَى صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَيُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً مُشَاةً غُرْلًا مَا عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ طِحْلِبَةٌ وَقد دنت الشَّمْس فَوق رؤوسهم فَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُمَا سَنَتَانِ وَقَدْ أُمِدَّتْ بِحَرِّ عَشْرِ سِنِينَ فَيُسْمَعُ لأَجْوَافِ الْمُشْرِكِينَ غِقْ غِقْ فَيَنْتَهُونَ إِلَى أَرْضٍ يُقَالَ لَهَا السَّاهِرَةُ وَهِيَ بِنَاحِيَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ تَسَعُ النَّاسَ وَتَحْمِلُهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَيَقُومُ النَّاسُ عَلَيْهَا ثُمَّ جَثَا رَسُولُ اللَّهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ لَيْسَ قِيَامًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ وَلَكِنْ شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ لَا يَلْتَفِتُ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَمِينًا وَلا شِمَالا وَلا خَلْفًا وَقَدِ اشْتَغَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا أَتَاهَا فَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالمين} فَيَقُومُونَ مِقْدَارَ مِائَةِ سَنَةٍ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ تِلْكَ الْمِائَةَ سَنَةٍ كَقَوْمَةٍ فِي صَلاةٍ وَاحِدَةٍ فَإِذَا تَمَّ مِقْدَارُ مِائةُ سَنَةٍ انْشَقَّتِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا وَهَبَطَ سُكَّانُهَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ فَيُحِيطُونَ بِالْخَلْقِ ثُمَّ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ الثَّانِيَةَ وَيَهْبِطُ سُكَّانُهَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ هَبَطَ مِنْ سَمَاءِ الدُّنْيَا وَمِنْ أَهْلِ الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلا تَزَالُ تَنْشَقُّ سَمَاءً سَمَاءً وَيَهْبِطُ سُكَّانُهَا أَكْثَرُ مِمَّنْ هَبَطَ من سِتّ سموات وَمِنْ أَهْلِ الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يَجِيءُ الرَّبُّ تبارك وتعالى فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ فَأَوَّلُ شَيْءٍ يُكَلِّمُ الْبَهَائِمَ فَيَقُولُ يَا بَهَائِمِي إِنَّمَا خَلَقْتُكُمْ لِوَلَدِ آدَمَ فَكَيْفَ كَانَتْ طَاعَتُكُمْ لَهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ فَتَقُولُ الْبَهَائِمُ رَبَّنَا خَلَقْتَنَا لَهُمْ فَكَلَّفُونَا مَا لَمْ نُطِقْ وَصَبَرْنَا طَلَبًا لِمَرْضَاتِكَ فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل صَدَقْتُمْ يَا بَهَائِمِي إِنَّكُمْ طَلَبْتُمْ رِضَايَ فَأَنَا عَنْكُمْ رَاضٍ وَمِنْ رِضَايَ عَنْكُمُ الْيَوْمَ أَنِّي لَا أُرِيكُمْ أَهْوَالَ جَهَنَّمَ فَكُونُوا تُرَابًا وَمَدَرًا فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابا.
ثُمَّ تَذْهَبُ الأَرْضُ السُّفْلَى والثَّانِيَةُ والثالِثَةُ والَّرابِعَةُ والْخَامِسَةُ وَالسَّادِسَةُ وَتَبْقَى هَذِهِ الْأرْضُ فَتَكْفأُ بِأَهْلِهَا كَمَا تَكْفَأُ السَّفِينَةُ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ إِذَا خَفَقَتْهَا الرِّيَاحُ فَيَقُولُ الْآَدَميُّونَ أَلَيْسَتْ هَذِهِ الْأَرْضُ الَّتِي كُنَّا نَزْرَعُ عَلَيْهَا وَنَمْشِي عَلَى ظَهْرِهَا وَنَبْنِي عَلَيْهَا الْبُنْيَانَ فَمَا لَهَا الْيَوْم لَا تقر فَتُجَاوِبُهُمْ فَتَقُولُ يَا أَهْلاهُ أَنَا الأَرْضُ الَّتِي مَهَّدَنِي الرَّبُّ لَكُمْ كَانَ لِي مِيقَاتٌ مَعْلُومٌ فَأَنَا شَاهِدَةٌ عَلَيْكُمْ بِمَا عَمِلْتُمْ عَلَى ظَهْرِي ثُمَّ عَلَيْكُمُ السَّلامُ فَلا تَرَوْنِي أَبَدًا وَلا أَرَاكُمْ فَتَشْهَدُ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ.
ثُمَّ تَذْهَبُ هَذِهِ الأَرْضُ وَتَأْتِي أَرْضٌ بَيْضَاءُ لَمْ يُعْمَلْ عَلَيْهَا الْمَعَاصِي وَلَمْ يُسْفَكْ عَلَيْهَا الدِّمَاءُ فَعَلَيْهَا يُحَاسَبُ الْخَلْقُ ثُمَّ يُجَاءُ بِالنَّارِ مَزْمُومَةً بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ يَأْخُذُ بِكُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ لَوْ أَنَّ مَلَكًا مِنْهُمْ أُذِنَ لَهُ لالْتَقَمَ أَهْلَ
الْجَمْعِ فَإِذَا كَانَتْ مِنَ الآدَمِيِّينَ على مسيرَة أَرْبَعمِائَة سَنَةٍ زَفَرَتْ زَفْرَةً فَيَتَجَلَّى اِلنَّاسِ السَّكَرُ وَتَطِيرُ الْقُلُوبُ إِلَى الْحَنَاجِرِ فَلا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْهُمُ النَّفَسَ إِلا بَعْدَ جَهْدٍ جَهِيدٍ، ثُمَّ يَأْخُذُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْغَمِّ حَتَّى يُلجمهم الْعرق فِي مكانِهم فتستأذنُ الرَّحْمَن فِي السُّجُود فيأذنُ لَها فتقولُ الْحَمد لله الَّذِي جعلني أنتقمُ لله مِمَّن عصاهُ ولَمْ يَجْعَلنِي آدَمِيًّا فينتقم مني ثُمَّ تزين الْجنَّة فَإِذا كَانَت من الْآدَمِيّين على مسيرَة خَمْسمِائَة سنة يَجدُ الْمُؤْمِنُونَ رِيحهَا وروحها فتسكنُ نُفُوسهم ويزدادونَ قُوَّة عَلَى قوتِهم فَتثبت عُقُولهمْ ويلقنهم الله حجج ذنوبِهم ثُمَّ تنصب الموازين وتنشر الدَّوَاوِين ثُمَّ يُنَادي أَيْنَ فلَان ابْن فلَان قُم إِلَى الْحساب فَيقومُونَ فيشهدونَ للرسل أنّهم قد بلغُوا رسالات ربِّهم فَأنْتم حجَّة الرُّسُل يَوْم الْقِيَامَة فينادي رَجُل رَجُل فيا لَهَا من سَعَادَة لَا شقوة بعْدهَا وَيَا لَها من شقوة لَا سَعَادَة بعْدهَا.
فَإِذا قضى بَين أهل الدَّاريْنِ وَدخل أهلُ الْجنَّة الْجنَّة وأهلُ النَّار النَّار بعثَ الله عز وجل مَلَائِكَة إِلَى أمتِي خَاصَّة وَذَلِكَ فِي مِقْدَار يَوْم الْجُمُعَة مَعَهم التحف والهدايا من عِنْدَ ربِّهم فَيَقُولُونَ السلامُ عَلَيْكُم إِن ربكُم رب الْعِزَّة يقْرَأ عَلَيْكُم السَّلَام وَيَقُول لكم أرضيتم الْجنَّة قرارًا ومنزلاً فَيَقُولُونَ هُوَ السَّلَام وَمِنْه السَّلَام وَإِلَيْهِ يرجعُ السَّلَام فَيَقُولُونَ إِن الرب قد أذنَ لكم فِي الزِّيَارَة إِلَيْهِ فيركبون نوقًا صفرًا وبيضًا رحالاتها الذَّهَب وَأَزِمَّتهَا الْيَاقُوت تَخْطُرُ فِي رمال الكافور أَنَا قائدهم وبلال عَلَى مقدمتهم وَوجه بِلَال أَشد نورا من الْقَمَر لَيْلَة البدرِ والمؤذنونَ حوله بِتِلْكَ الْمنزلَة وأهلُ حرم الله تَعَالَى أدنَى النَّاس مني ثُمَّ أهلُ حرمي الَّذين يَلُونَهُمْ ثُمَّ بعدهمْ الْأَفْضَل، فَالْأَفْضَل فيسيرون وهم فِي تَكْبِير وتهليل لَا يسمع سامع فِي الْجنَّة أَصْوَاتهم إِلَّا اشتاقَ إِلَى النظرِ إِلَيْهِم فيمرونَ بِأَهْل الْجنان فِي جنانِهم فَيَقُولُونَ من هَؤُلَاءِ الَّذين مروا بِنَا قد ازدادت جناتنا حسنا عَلَى حسنها ونورا على نورها فَيَقُولُونَ هَذَا مُحَمَّد وَأمته يزورون ربَّ العزَّة، فَيَقُولُونَ لَئِن كَانَ مُحَمَّد وَأمته بِهذه الْمنزلَة والكرامة ثُمَّ يعاينون وَجه رب الْعِزَّة فيا ليتنا كُنَّا من أمة مُحَمَّد فيسيرون حَتَّى ينْتَهوا إِلَى شَجَرَة يُقال لَهَا شَجَرَة طُوبَى وَهِي عَلَى شط نَهْر الْكَوْثَر وَهِي لِمحمدٍ لَيْسَ فِي الْجنَّة قصرٌ من قُصُور أمة مُحَمَّد إِلَّا وَفِيه غصنٌ من أغصانِ تِلْكَ الشَّجَرَة فينزلونَ تحتهَا فَيَقُول الرب عز وجل يَا جِبْرِيل أكس أهل الْجنَّة فيكسي أحدهم مائَة حلَّة لَو أنّها جعلت بَين أَصَابِعه لوسعتها من ثِيَاب الْجنَّة ثُمَّ يَقُولُ الله عز وجل يَا جِبْرِيل عطر أهل الْجنَّة فيسعى الْولدَان بالطيب فيطيبون ثُمَّ يَقُولُ الله عز وجل يَا جِبْرِيل فكه أهل الْجنَّة فيسعى الْولدَان بالفاكهةِ ثُمَّ يَقُولُ الله عز وجل ارْفَعُوا الْحجب عني حَتَّى ينظر أوليائي إِلَى وَجْهي فَإِنَّهُم عبدوني ولَمْ يروني وعرفتني قُلُوبهم ولَمْ تنظر إليّ أَبْصَارهم فَتَقول الْمَلَائِكَة سُبْحَانَكَ نَحنُ ملائكتك ونحنُ حَملَة عرشك لم نعصك طرفَة عين لَا نستطيع النّظر إِلَى وَجهك فَكيف يَسْتَطِيع الآدميون ذَلِكَ فَيَقُول الله عز وجل يَا ملائكتي إِنِّي طالما رأيتُ وُجُوههم معفرة فِي التُّرَاب لوجهي وطالما رَأَيْتهمْ صوامًا لوجهي فِي يَوْم شَدِيد الظمأ وطالما رَأَيْتهمْ يعْملُونَ الْأَعْمَال ابْتِغَاء رَحْمَتي ورجاء ثوابي، وطالما رَأَيْتهمْ يزوروني إِلَى بَيْتِي من كل فج عميق وطالما رَأَيْتهمْ وعيونَهم
تجْرِي بالدموع من خَشْيَتِي يحِق للْقَوْم عَليّ أَن أعطي أَبْصَارهم من الْقُوَّة مَا يستطيعونَ بِهِ النّظر إِلَى وَجْهي فَرفع الْحجب فيخرونَ سجدا فَيَقُولُونَ سُبْحَانَكَ لَا نُرِيد جنَانًا وَلَا أَزْوَاجًا وَلَا نريدُ إلَّا النّظر إِلَى وَجهك فَيَقُول الرب عز وجل ارْفَعُوا رؤوسكم يَا عبَادي فإنّها دارُ جَزَاء وَلَيْسَت بدارُ عبَادَة وَهَذَا لكم عِنْدِي مِقْدَار كل جُمُعَة كَمَا كُنْتُم تزوروني فِي بَيْتِي، مَوْضُوع: فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وضعفاء (قلتُ) مسلمة بْن الصَّلْت مَتْرُوك وَعمر بْن صبيح مَشْهُور بِالْوَضْعِ قَالَ ابْن الْمُنَادِي عقب إِخْرَاجه قد تأملتُ هَذَا الحَدِيث قَدِيما فَإِذا مَتنه قد أَتَى مُتَفَرقًا عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة الَّذين رووا ذَلِكَ مُسْندًا.
قَالَ وَقد ألفيتُ رِوَايَة ابْن عَبَّاس المسندة يَرْوِيهَا صَلَاح بِإِسْنَادِهِ فِي الْحَال أَبُو فَرْوَة يزِيد بْن مُحَمَّد بْن سِنَان الرهاوي عَن عُثْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ الْمَعْرُوف بالطرايفي أَنَّهُ حدَّثَهُمْ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَرَ عَن مقَاتل بْن حَيَّان عَن عِكْرِمَة قَالَ بَيْنَمَا ابْن عَبَّاس ذَات يَوْم جَالِسا إِذْ جَاءَهُ رجلٌ فقالَ يَا أَبَا الْعَبَّاس سمعتُ الْيَوْم من كَعْب الْأَحْبَار حَدِيثا ذكر فِيهِ الشَّمْس وَالْقَمَر وَزعم أَن ابْن عَمْرو قَالَ فيهمَا قولا، فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس وَمَا هُوَ؟ فَقَالَ ذكر عَنِ ابْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ يُؤْتَى بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ فَيُقْذَفَانِ فِي جَهَنَّمَ.
قَالَ عِكْرِمَة فاحتفز ابْن عَبَّاس وَكَانَ مُتكئا وَغَضب وَقَالَ إِن الله أكْرم وَأجل من أَن يُعذب عَلَى طَاعَته أحدا ثُمَّ قَالَ قَالَ الله تبارك وتعالى {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} يَعْنِي إنَّهُمَا فِي طَاعَته دائبان فَكيف يُعذِّبُ عَبْدَيْنِ خلقهما لطاعته وَأثْنى عَلَيْهِمَا أنّهما لَهُ مطيعان.
ثُمَّ إِن ابْن عَبَّاس اسْترْجع مرَارًا وَأخذ عودًا من الأَرْض فَجعل ينكت بِهِ الأَرْض سَاعَة ثُمَّ رفع رَأسه.
فَقَالَ أَلا أحدثكُم حَدِيثا سَمِعْتُهُ من رَسُول الله فِي الشَّمْس وَالْقَمَر وَابْتِدَاء خلقهما فَقُلْنَا بلَى رَحِمَكَ الله فَقَالَ: إِن رَسُول الله سُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَمَّا أَبْرَمَ خَلْقَهُ أَحْكَامًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْ خَلْقِهِ غَيْرُ آدَمَ خَلَقَ شَمْسَيْنِ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ فَذكر الحَدِيث الَّذِي أوردهُ عُمَرَ بْن صبيح عَن مقَاتل ابْن حَيَّان عَن عِكْرِمَة بِهِ عَلَى تَمام حَدِيث شهر بْن حَوْشَب عَن حُذَيْفَة، انْتهى، مَا أوردهُ ابْن الْمُنَادِي وَهَذَا الْإِسْنَاد مَا فِيهِ مُتَّهم.
وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْبَراء حَدَّثَنَا عَبْد الْمُنعم بْن إِدْرِيس عَن أَبِيهِ عَن وهب بْن مُنَبّه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَن النَّبِي قَالَ إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى خَلَقَ شَمْسَيْنِ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ فَذكر الحَدِيث إِلَى قَوْله {وليأتينهم بَغْتَة وهم لَا يَشْعُرُونَ} وَعبد الْمُنعم كَذَّاب وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم البيع حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن بشر حَدَّثَنَا حَفْص بْن عُمَرَ الْهَمدَانِي الْكُوفيّ حَدَّثَنَا حَفْص بْن مُعَاويَة ونوح بْن أَبِي مَرْيَم عَن مقَاتل بن
حَيَّان عَن عِكْرِمَة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِمَا سَمِعت من رَسُول الله يَقُولُ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَبَدْءِ خَلْقِهِمَا وَمَصِيرِ أَمْرِهِمَا فَقُلْنَا بَلَى يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ الله سُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَبْرَمَ خَلْقَهُ أَحْكَامًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْ خَلْقِهِ إِلا آدَمَ خَلَقَ شَمْسَيْنِ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ فَأَمَّا مَا كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ أَنْ يَدْعُهَا شَمْسًا فَإنَّهُ خَلَقَها مِثْلَ الدُّنْيَا مَا بَيْنَ مَشْرِقِهَا وَمَغْرِبِهَا، وَأَمَّا مَا كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ أَنْ يَطْمِسَهَا وَيُحَوِّلَهَا قَمَرًا فَإِنَّهُ خَلَقَهَا دُونَ الشَّمْسِ فِي الْعِظَمِ وَلَكِنْ إِنَّمَا يُرَى صِغَرُهُمَا مِنْ شِدَّةِ ارْتِفَاعِهِمَا فِي السَّمَاءِ وَبُعْدِهِمَا مِنَ الأَرْضِ فَذكر الحَدِيث إِلَى قَوْله وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ.
وَزَاد عقبَة فَإِذا قَامَت الْقِيَامَة وَقضى الله تَعَالَى بَين أهل الدَّاريْنِ وميزَّ بَين أهل الْجنَّة وَالنَّار ولَمّا يدخلوها بعد إِذْ يَدْعُو الرب الشَّمْس وَالْقَمَر فيُجاء بهما أسودينِ مكورين قد وَقعا فِي زلازل وبلابل ترْعد فرائصهما من هول ذَلِكَ الْيَوْم ومخافة الرَّحْمَن، فَإِذا كَانَا حِيَال الْعَرْش خرَّا لله ساجدين فَيَقُولَانِ إلهنا قد علمت طاعتنا لَك ودؤبنا فِي عبادتك وسرعتنا للمضي فِي أَمرك أَيَّام الدُّنْيَا فَلَا تعذبنا بِعبَادة الْمُشْركين إيانا فقد علمت أَنَا لَم نَدع إِلَى عبادتنا وَلم نذهل عَن عبادتك فَيَقُول الرب صدقتما فَإِنِّي قضيتُ عَلَى نَفسِي أَنِّي أبدئ وأعيد وأعيدكما إِلَى مَا بدأتكما مِنْهُ فارجعا إِلَى مَا خلقتما مِنْهُ فَيَقُولَانِ رَبنَا مِم خلقتنا فَيَقُول خلقتكما من نور عَرْشِي فارجعا إِلَيْهِ فيلتمع من كل وَاحِد مِنْهُمَا برقة تَختطفُ الْأَبْصَار فيختلطان بِنور الْعَرْش فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {إِنَّهُ هُوَ يبدئ وَيُعِيد} .
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَليّ الرَّازِيّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوب إِسْحَاق بْن أَبِي حَمْزَة حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن مُحَمَّد السّلمِيّ أَبُو الْقَاسِم الْمَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا أَبُو عصمَة نوح بْن أَبِي مَرْيَم عَن مقَاتل بْن حَيَّان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فَذكره بِطُولِهِ.
وَالزِّيَادَة الْمَذْكُورَة إِلَى قَوْله فَذَلِك قَوْله إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ.
وأمّا بقيّة الحَدِيث من هُنَا إِلَى آخِره فَمَا من جملَة مِنْهُ إِلَّا وَقد وَردت فِي حَدِيث أَو أَحَادِيث وَهُوَ عِنْدِي أشبه شَيْء بِحديث الصُّور الَّذِي رواهُ إِسْمَاعِيل بْن رَافع وَتَكَلَّمُوا فِيهِ.
وَقَالَ بعضُ الْحفاظ إِنَّه وَردت أجزاؤه مفرقة فِي عدَّة أَحَادِيث فجمعها إِسْمَاعِيل وَسَاقه سياقًا وَاحِدًا، وَقد روى ابْن مرْدَوَيْه قصَّة بعثته إِلَى يَأْجُوج وَمَأْجُوج من وَجه آخر عَن نوح فَقَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن حاتِم الْمرَادِي حَدَّثَنَا نُعَيْم بْن حَمَّاد حَدَّثَنَا نوح بْن أَبِي مَرْيَم عَن مقَاتل بْن حَيَّان عَن عِكْرِمَة عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله: بَعَثَنِي اللَّهُ تَعَالَى حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فَدَعَوْتُهُمْ إِلَى دِينِ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ فَأَبَوْا أَنْ يَجِيبُونِي فَهُمْ فِي النَّارِ مَعَ مَنْ عَصَى مِنْ وَلَدِ آدَمَ وَوَلَدِ إِبْلِيسَ.
ولِقصة الشمسين والمحو شَوَاهِد قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ حَدثنَا أَبُو
الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الْجَبَّار حَدَّثَنَا يُونُس بْن بكير عَن أَبِي معشر الْمَدَنِيّ عَن سَعِيد المَقْبُري أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ سَأَلَ النَّبِي عَنِ السَّوَادِ الَّذِي فِي الْقَمَرِ؟ فَقَالَ: إِنَّهُمَا كَانَا شَمْسَيْنِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فمحونا آيَة اللَّيْل} فَالسَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتَ هُوَ الْمَحْوُ.
وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى حَدَّثَنَا سهل حَدَّثَنَا أَبُو مَالك عَن حجاج عَن سَلمَة عَن أَبِي الطُّفَيْل عَن عَلِيٍّ فِي قَوْلِهِ {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَار آيَتَيْنِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قَالَ: كَانَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ سَوَاءً فَمَحَا اللَّهُ آيَةَ اللَّيْلِ فَجَعَلَهَا مُظْلِمَةً وَتَرَكَ آيَةَ النَّهَارِ كَمَا هِيَ وَورد نَحوه عَن ابْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقرظِيّ وَغَيرهم ولقصة الْأَيَّام الثَّلَاث شَوَاهِد قَالَ ابْن أَبِي حاتِم فِي تَفْسِيره عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ أَتَيْنَا النَّبِيَّ يَوْمًا فَقَالَ: أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ رُبْعُ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ ثُلُثُ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي سَائِرِ الأُمَمِ كَمَثَلِ شَعْرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جَنْبِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ إِنَّ بَعْدَكُمْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتْرُكَ بَعْدَهُ مِنَ الذُّرِّيَّةِ أَلْفًا فَمَا زَادَ وَإِنَّ وَرَاءَهُمْ ثَلاثَ أُمَمٍ منسك وَتَأْويل وتاريس لَا يَعْلَمُ عِدَّتَهُمْ إِلا اللَّهُ تَعَالَى وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الْأَصْبَهَانِيّ حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُود أَحْمَد بْن الْفُرَات حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ حَدَّثَنَا الْمُغيرَة بْن مُسْلِم عَن أَبِي إِسْحَاق عَن وهب بْن جَابِر عَن عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو عَن النَّبِي قَالَ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِنْ وَلَدِ آدَمَ وَلَوْ أُرْسِلُوا لأَفْسَدُوا عَلَى النَّاسِ مَعَايِشَهُمْ وَلَمْ يَمُتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلا تَرَكَ مِنْ دُونِهِ أَلْفًا وَصَاعِدًا وَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ ثَلاثَ أُمَمٍ تَأْوِيل وتاريس ومنسك أَخْرَجَهُ عَبْد بْن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث.
ولقصة طُلُوع الْقَمَر مَعَ الشَّمْس من الْمغرب شَاهد قَالَ ابْن الْفِرْيَانِيُّ فِي تَفْسِيره حَدَّثَنَا سُفْيَان عَن مَنْصُور عَن أَبِي الضُّحَى عَن مَسْرُوق عَن ابْن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى: {يَوْم يَأْتِ بعض آيَات رَبك} قَالَ طُلُوع الشَّمْس مَعَ الْقَمَر من مغْرِبهَا كالبعيرين القرنين إِسْنَاده صَحِيح.
ولقصة طول اللَّيْل عِنْدَ طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا شَوَاهِد قَالَ ابْن مرْدَوَيْه: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سهل حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُوسُف الرَّازِيّ حَدَّثَنَا إِدْرِيس بْن عَليّ الرَّازِيّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن الضريس حَدَّثَنَا سُفْيَان عَن مَنْصُور عَن
ربعي عَن حُذَيْفَةَ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا آيَةُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا؟ قَالَ: تَطُولُ تِلْكَ اللَّيْلَةُ حَتَّى تَكُونَ قَدْرَ لَيْلَتَيْنِ فَيَقُومُ الْمُصَلُّونَ لِحِينِهِمُ الَّذِي كَانُوا يُصَلُّونَ فِيهِ فَيَعْمَلُونَ كَمَا يَعْمَلُونَ قَبْلَهَا وَالنُّجُومُ لَا تَسْرِي قَدْ قَامَتْ مَكَانَهَا ثُمَّ يَرْقُدُونَ ثُمَّ يَقُومُونَ فَيُصَلُّونَ ثُمَّ يَرْقُدُونَ ثُمَّ يَقُومُونَ فَتَكِلُّ جُنُوبُهُمْ حَتَّى يَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ اللَّيْلُ فَيَفْزَعُ النَّاسُ وَلا يُصْبِحُونَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَنْتَظِرُونَ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَشْرِقِهَا إِذْ طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنُوا فَلا يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ.
وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن دُحَيْم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن حَازِم أَنبأَنَا ضرار ابْن صرد حَدَّثَنَا ابْن فُضَيْل عَن سُلَيْمَان بْن يزِيد عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى سَمِعْتُ رَسُول الله يَقُولُ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ لَيْلَةٌ تَعْدِلُ ثَلاثَ لَيَالٍ مِنْ لَيَالِيكُمْ هَذِهِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ يَعْرِفُهَا الْمُتَّقُونَ يَقُومُ أَحَدُهُمْ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ ثُمَّ يَنَامُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ وَقَالُوا مَا هَذِهِ؟ فَيَفْزَعُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ فَإِذَا هُمْ بِالشَّمْسِ قَدْ طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا حَتَّى إِذَا صَارَتْ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ رَجَعَتْ وَطَلَعَتْ مِنْ مَطْلِعِهَا.
وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن كَامِل حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد الْعَوْفِيّ حدَّثَنِي أَبِي عَن أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله عَشِيَّةً مِنَ الْعَشِيَّاتِ فَقَالَ لَهُمْ: يَا عِبَادَ اللَّهِ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنَّكُمْ تُوشَكُوا أَنْ تُرَدَّ الشَّمْسُ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ فَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ حُبِسَتِ التَّوْبَةُ وَطُوِيَ الْعَمَلُ وَخُتِمَ الإِيمَانُ فَقَالَ النَّاسُ هَلْ لِذَلِكَ مِنْ آيَةٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ آيَةُ تِلْكُمُ اللَّيْلَة أَنْ تَطُولَ كَقَدْرِ ثَلاثِ لَيَالٍ فَيَسْتَيْقِظُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ فَيُصَلُّونَ فَيَقْضُونَ صَلاتَهُمْ وَاللَّيْلُ مَكَانَهُ لَمْ يَنْقَضِ، ثُمَّ يَأْتُونَ مَضَاجِعَهُمْ فَيَضْطَجِعُونَ حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَظُوا وَاللَّيْلُ مَكَانَهُ فَإِذَا رَأَوْا ذَلِكَ خَافُوا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بَيْنَ يَدَيْ أَمْرٍ عَظِيمٍ فَإِذَا أَصْبَحُوا ثَارَتْ عَلَيْهِمْ طُلُوعُ الشَّمْسِ فَبَيْنَمَا هُمْ يَنْتَظِرُونَهَا إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن أبان عَن أَبِي حاتِم حَدثنَا مُحَمَّد بْن عمرَان حدَّثَنِي أَبِي حدَّثَنِي ابْن أَبِي ليلى عَن إِسْمَاعِيل بْن رَجَاء عَن سعد بْن إِيَاس أَبِي عُمَرَ الشَّيْبَانِيّ عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ سَجَدَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَإِذَا حَضَرَ طُلُوعُهَا سَجَدَتْ ثُمَّ اسْتَأْذَنَتْ فَيُؤْذَنُ لَهَا فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي تُحْبَسُ فِيهِ سجدت ثُمَّ اسْتَأْذَنَتْ فَيُقَالُ: لَهَا اثْبُتِي فَتُحْبَسُ مِقْدَارَ لَيْلَتَيْنِ وَيَفْزَعُ لَهَا الْمُتَهَجِّدُونَ، وَيُنَادِي الرَّجُلُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ جَارَهُ يَا فُلانُ مَا شَأْنُنَا اللَّيْلَةَ لَقَدْ نِمْتُ حَتَّى شَبِعْتُ وَصَلَّيْتُ حَتَّى أَعْيَيْتُ ثُمَّ يُقَالُ لَهَا اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غَرَبْتِ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث وَالله أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن بَحر أَنْبَأنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَليّ اللهبي عَن مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر عَن جَابِرٍ مَرْفُوعًا: إِنَّ لِلَّهِ دِيكًا عُنُقُهُ مَطْوِيَّةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ وَرِجْلاهُ تَحْتَ التُّخُومِ فَإِذَا كَانَتْ هِدَةٌ مِنَ اللَّيْلِ صَاحَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ فَصَاحَتِ الدِّيَكَةُ، مَوْضُوع: عَلِيّ بْن أَبِي عَليّ مَتْرُوك يروي الموضوعات لَا يُحتج بِهِ (قلتُ) لَم يُتَّهَمُ بِوضع وَقد أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان وَتفرد بِهذا الْإِسْنَاد عَلِيّ بْن أَبِي عَليّ اللهبي وَكَانَ ضَعِيفا قَالَ وروى عَن زَهْدَم بْن الْحَارِث عَن الْعرس بْن عميرَة عَن النَّبِي أتم مِنْهُ انْتهى وَالله أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن الْهَيْثَم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الأفطح حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن زَهْدَم بْن الْحَارِث الفغاري عَن أَبِيهِ عَنِ الْعُرْسِ بْنِ عميرَة مَرْفُوعا أَن الله تَعَالَى دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى وَعُرْفُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ يَصْرُخُ عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ وَيَصْرُخُ لَهُ ديك السَّمَوَات سَمَاءً سَمَاءً ثُمَّ يَصْرُخُ بِصُرَاخِ ديك السَّمَوَات دِيَكَةُِ الأَرْضِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، مَوْضُوع: يَحْيَى قَالَ ابْن حبَان روى عَن أَبِيهِ نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل كتبهَا إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب (قلتُ) خَالفه غَيره وَقَالَ ابْن عدي هُوَ من أهل الْمغرب حَدَّث عَنْهُ ابْنه وَغَيره وَأَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْس بِهِ، وَقَالَ ابْن أَبِي حاتِم كتب عَنْهُ أَبِي وَسُئِلَ عَنْهُ فقالَ: شيخٌ أَرْجُو أَن يكون صَدُوقًا وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِد من طرق مُتعَدِّدَة، قَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الرّبيع حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد الْوَارِث حَدَّثَنَا حَرْب بْن سريح حَدثنَا زَيْنَب بِنْت يزِيد العتكية قَالَتْ كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عز وجل دِيكًا رِجْلاهُ تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ وَرَأسه قد جَاوز سبع سموات يُسَبِّحُ فِي أَوْقَاتِ الصَّلاةِ فَلا يَبْقَى دِيكٌ مِنْ دِيَكَةِ الأَرْضِ إِلا أَجَابَهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس حَدَّثَنَا الْفضل بْن سهل حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن مَنْصُور السَّلُولي حَدَّثَنَا إِسْرَائِيل عَن مُعَاويَة بْن إِسْحَاق عَن سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَن دِيكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلاهُ الأَرْضَ وَرَأْسُهُ مَثْنِيَّةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ وَهُوَ يَقُولُ سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَكَ رَبَّنَا فَيَرُدُّ عَلَيْهِ مَا يَعْلَمُ ذَلِك من حلف بِي كَاذِبًا.
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بِهِ وَأخرجه الْحَاكِم فِي
الْمُسْتَدْرك من طَرِيق عُبَيْد الله بْن مُوسَى عَن إِسْرَائِيل بْن مُوسَى بِهِ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا عِيسَى بْن يُونُس الرَّمْلِيّ حَدَّثَنَا أَيُّوب بْن سُوَيْد عَن إِدْرِيس يَعْنِي الأوديّ عَن عَمْرو بْن مرّة عَن سالِم عَن ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: إِنَّ لِلَّهِ عز وجل دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى وَعُنُقُهُ مَثْنِيٌّ تَحْتَ الْعَرْشِ وَجَنَاحَاهُ فِي الْهَوَاءِ يَخْفِقُ بِهِمَا بِسَحَرٍ كُلَّ لَيْلَةٍ سَبِّحُوا الْقُدُّوسَ رَبُّنَا الرَّحْمَنُ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ.
أَيُّوب روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَضَعفه أَحْمَد وَجَمَاعَة وَبَاقِي رجال الْإِسْنَاد تقدّمت.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن روح حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن دَاوُد وَعلي بْن دَاوُد القنطريان قَالَا حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن صالِح حدَّثَنِي رشدين بْن سعد عَن الْحَسَن بْن ثَوْبَان عَن يزِيد بْن أَبِي حبيب عَن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ لِلَّهِ عز وجل دِيكًا جَنَاحَاهُ مُوشَيَانِ بِالزَّبَرْجَدِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ جَنَاحٌ لَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَجَنَاحٌ لَهُ فِي الْمَغْرِبِ وَقَوَائِمُهُ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى وَرَأْسُهُ مَثْنِيٌّ تَحْتَ الْعَرْشِ فَإِذَا كَانَ فِي السَّحَرِ الأَعْلَى خَفَقَ بِجَنَاحِهِ ثُمَّ قَالَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَضْرِبُ الدِّيَكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا وَتَصِيحُ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ ضُمَّ جَنَاحَيْكَ وَغُضَّ صَوْتَكَ فَيَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَنَّ السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ.
رِجَاله ثِقَات سوى رشدين وَقد روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَكَانَ رجلا عابدًا صالِحًا سيء الْحِفْظ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن فَارس حَدَّثَنَا بْن حميد حَدَّثَنَا أسلمة بْن الْفضل حدَّثَنِي ابْن إِسْحَاق عَن مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر عَن سالِم بْن أَبِي الْجَعْد عَن كريب عَن ابْن عَبَّاس رفع الحَدِيث أَن رَسُول الله قَالَ: إِن مِمَّا خلق الله تبَارك ديكًا براثنه عَلَى الأَرْض السَّابِعَة وعرفه منطوٍ تَحْتَ الْعَرْش قد أحَاط جناحاهُ بالأفقين فَإِذا بَقِي ثلث اللَّيْل الآخر ضرب بِجناحه ثُمَّ قَالُوا سبحوا الْملك القدوس سُبْحَانَ رَبنَا الْملك القدوس لَا إِلَه لنا غَيره فيسمعها من بَين الْخَافِقين إِلَّا الثقلَيْن فيرون أَن الديكة إنّما تضربُ بأجنحتها وتصرخُ إِذا سَمِعْتُ ذَلِكَ هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن روح حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الله الطرسوسي حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن النَّضر الْمَدَنِيّ عَن الْكَلْبِيّ عَن أَبِي صالِح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِن لِلَّهِ تَعَالَى دِيكًا فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا كَلْكَلُهُ مِنْ ذَهَبٍ أَصْفَرَ وَبَطْنُهُ مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ وَقَوَائِمُهُ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ بَرَاثِنُهُ مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ، بَرَاثِنُهُ تَحْتَ الأَرْضِ السُّفْلَى جَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ عُنُقُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ وَعُرْفُهُ مِنْ نُورِ حِجَابٍ مَا بَيْنَ الْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ يَخْفِقُ بِجَنَاحِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَرَ حَدَّثَنَا يُوسُف بن مهْرَان
حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن رَجُل من أهل الْكُوفَة قَالَ بَلغنِي أَن تَحت الْعَرْش ملكا فِي صُورَة ديك براثنه من لُؤْلُؤ وصيصيته من زبرجد أَخْضَر إِذا مضى ثلث اللَّيْل الأول ضرب بجناحه وزقا وَقَالَ ليقمْ المتهجدونَ فَإِذا مضى ثلث اللَّيْل ضربَ بِجناحه وزقا وَقَالَ ليقمْ المصلون، فَإِذا طلع الفجرُ ضربَ بِجناحه وزقا وَقَالَ ليقمْ النائمونَ وَعَلَيْهِم أوزارهم.
حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا سَلمَة فِيمَا أحسبُ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغيرَة حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي مَرْيَم حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا فِي السَّمَاءِ يُقَالَ لَهُ الدِّيكُ فَإِذَا سَبَّحَ فِي السَّمَاءِ سَبَّحَتِ الدُّيُوكُ فِي الأَرْضِ يَقُولُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ السُّبُّوحُ الْقُدُّوسُ الرَّحْمَنُ الْمَلِكُ الدَّيَّانُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ فَمَا قَالَهَا مَكْرُوبٌ أَوْ مَرِيضٌ عِنْدَ ذَلِكَ إِلا كَشَفَ اللَّهُ تَعَالَى هَمَّهُ، وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ عَن صَفْوَان بْن عَسَّال قَالَ إِن لله عز وجل ديكًا رَأسه تَحْتَ الْعَرْش وجناحه فِي الْهَوَاء براثنه فِي الأَرْض فَإِذا كَانَ فِي الأسحار وأذان الصَّلَوَات خَفق بِجناحه وصفق بالتسبيح فتسبح الديكة تجيبه بالتسبيح وَالله أعلم.
(ابْن حبَان) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سدوس النسوي حَدَّثَنَا حميد بْن زَنْجَويه حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خِدَاش حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن قُتَيْبَة عَن ميسرَة بْن عَبْد ربه عَن عُمَرَ بْن سُلَيْمَان الدِّمَشْقِي عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعًا: لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ فِيهَا أَعَاجِيبَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَخَلْقِهِ وَمِنْ ذَلِكَ الَّذِي رَأَيْتُ فِي السَّمَاءِ دِيكٌ لَهُ زَغَبٌ أَخْضَرُ وَرِيشٌ أَبْيَضُ بَيَاضُ رِيشِهِ كَأَشَدِّ بَيَاضٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ وَزَغَبُهُ تَحْتَ رِيشِهِ أَخْضَرُ كَأَشَدِّ خُضْرَةٍ رَأَيْتُهَا قَطُّ وَإِذَا رِجْلاهُ فِي تُخُومِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى وَرَأْسُهُ تَحْتَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ ثَانِيَ عُنُقِهِ تَحْتَ الْعَرْشِ لَهُ جَنَاحَانِ فِي مَنْكِبَيْهِ إِذَا نَشَرَهُمَا جَاوَزَا الْمَشْرِقَ وَالْمَغْرِبَ فَإِذَا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ نَشَرَ جَنَاحَيْهِ وَخَفَقَ بِهِمَا وَصَرَخَ بِالتَّسْبِيحِ لِلَّهِ يَقُولُ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَبَّحَتْ دِيَكَةُ الأَرْضِ كُلُّهَا وَخَفَقَتْ بِأَجْنِحَتِهَا وَأَخَذَتْ فِي الصُّرَاخِ فَإِذَا سَكَنَ ذَلِكَ الدِّيكُ فِي السَّمَاءِ سَكَنَتِ الدِّيَكَةُ فِي الأَرْضِ.
قَالَ ابْن حبَان وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي قصَّة الْمِعْرَاج شَبِيها بِعشْرين ورقة (قلتُ) وتَمامه: ثُمَّ إِذا كَانَ فِي بعض اللَّيْل نشر جناحيه فِي آفَاق الْمشرق وَالْمغْرب فخفق بِهما وصرخ بالتسبيح لله تَعَالَى وَيَقُول سُبْحَانَ الله الْعلي الْعَظِيم سُبْحَانَ الله الْعَزِيز القهار سُبْحَانَ الله ذِي الْعَرْش الْمجِيد الرفيع فَإِذا فعل ذَلِكَ سَبَّحَتْ دِيَكَةُ الأَرْضِ كُلُّهَا عَنْد قَوْله وخفقت بأجنحتها وَأخذت فِي الصَّرِيخ فَإِذا سكن ذَلِكَ الديك سكنت الديكة فِي الأَرْض ثُمَّ إِذا هاج ذَلِكَ الديك هَاجَتْ الديكة فِي الأَرْض إِذْ يجاوبنه بالتسبيح لله تَعَالَى تُعلن مثل قَوْله فَلم أزل مُنْذُ رَأَيْت ذَلِكَ الديك مشتاقًا إِلَى أَن أراهُ الثَّانِيَة ثُمَّ مررتُ بِخلق عجب من الْعجب من الْمَلَائِكَة نصف جسده مِمَّا يَلِي رَأسه ثلج وَالْآخر نَار مَا بَينهمَا رتق فَلَا النَّار تُذيب الثَّلج وَلَا الثَّلج يُطفئ النَّار وَهُوَ قَائِم يُنَادي بِصَوْت
لَهُ رفيع جدا يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّي الَّذِي كف برد هَذَا الثَّلج فَلَا يُطْفِئ حر هَذِه النَّار، سُبْحَانَ رَبِّي الَّذِي كف حر هَذِه النَّار فَلَا تُذيب هَذَا الثَّلج اللَّهُمَّ مؤلفًا بَين الثَّلج وَالنَّار ألف بَين قُلُوب عِبَادك الْمُؤمنِينَ فقلتُ من هَذَا يَا جِبْرِيل؟ فَقَالَ ملكُ من الْمَلَائِكَة وَصله الله بِأَكْنَافِ السَّمَوَات وأطراف الْأَرْضين وَهُوَ من أنصح الْمَلَائِكَة لأهل الأَرْض من الْمُؤمنِينَ يَدْعُو لَهُم بِما تسمع فَهَذَا قَوْله مُنْذُ خلق، ثُمَّ مَرَرْت بِملك آخر جَالس عَلَى كرْسِي فَإِذا جَمِيع الدُّنْيَا وَمن فِيهَا بَين رُكْبَتَيْهِ وَبِيَدِهِ لوحٌ من نور مَكْتُوب ينظر فِيهِ لَا يلتفتُ عَنْهُ يَمِينا وَلَا شمالاً مقبلٌ عَلَيْهِ فقلتُ لَهُ من هَذَا يَا جِبْرِيل؟ قَالَ هَذَا ملك الْمَوْت دائب فِي قبض الْأَرْوَاح وَهُوَ أَشد الْمَلَائِكَة عَملاً فقلتُ يَا جِبْرِيل إِن كل من مَاتَ من ذَوي الْأَرْوَاح أَو هُوَ ميت فِيمَا بعد أَهَذا يقبض روحه قَالَ نعم قلتُ أفيراهم أَيْنَمَا كَانُوا ويشهدهم بِنَفسِهِ قَالَ نعم فقلتُ كفى بِالْمَوْتِ طامة، فَقَالَ جِبْرِيل إِن مَا بعد الْمَوْت أَطَم وَأعظم فقلتُ وَمَا ذَاك يَا جِبْرِيل؟ قَالَ منكرٌ وَنَكِير يأتيان كل إِنْسَان من الْبشر حِين يوضعُ فِي قَبره وَيتْرك وحيدًا فقلتُ أرنيهما يَا جِبْرِيل؟ قَالَ لَا تفعل يَا مُحَمَّد فَإِنِّي أرهبُ أَن تفزع مِنْهُمَا وتهال أَشد الهول وَلَا يراهما أحد من ولد آدم إِلَّا بعد الْمَوْت وَلَا يراهما أحد من الْبشر إِلَّا مَاتَ فَزعًا مِنْهُمَا وهما أعظمُ شَأْنًا مِمَّا تظن قلتُ يَا جِبْرِيل صفهما لي قَالَ نعم من غير أَن أذكر لَك طولهما ذكر ذَلِكَ مِنْهُمَا أفظعُ غير أَن أصواتَهُما كالرعد القاصف وأعينهما كالبرق الخاطف وأنيبابهما كصياصي الْبَقَرَة يخرجُ لَهب النَّار من أفواههما ومناخرهما ومسامعهما، يكسحان الأرضِ بأشعارهما، ويحقران الأَرْض بأظفارهما مَعَ كل وَاحِد مِنْهُمَا عَمُود من حَدِيد لَو اجْتمع عَلَيْهِ جَمِيع من فِي الأَرْض مَا حركوهُ يأتيانِ الْإِنْسَان إِذا وضع فِي قَبره وَترك وحيدًا يسلطان عَلَيْهِ فَترد روحه فِي جسده بِإِذن الله تَعَالَى ثُمَّ يقعدانه فِي قَبره وينتهرانه انتهارًا تتقعقعُ مِنْهُ عِظَامه وتزولُ أعضاؤه من مفاصله فيخر مغشيًا عَلَيْهِ ثُمَّ يقعدانه فِي قَبره فَيَقُولَانِ يَا هَذَا إِنَّك فِي البرزخ فاعقل ذَلِكَ واعرف مَكَانك وينتهرانه ثَانِيًا ويقولانِ يَا هَذَا قد ذهبت من الدُّنْيَا وأفضيتَ إِلَى معادك أَخْبَرَنَا من رَبك وَمَا دينك وَمن نبيك، فَإِن كَانَ مُؤمنا لقنه الله تَعَالَى حجَّته فَيَقُول رَبِّي الله ونبيي مُحَمَّد وديني الْإسْلَام فينتهرانه عِنْدَ ذَلِكَ انتهارًا يرى أَن أوصاله قد تَفَرَّقت وعروقه قد تقطعت فَيَقُولَانِ تثبت يَا هَذَا وَانْظُر مَا تَقُولُ فَيثبت الله عَبده الْمُؤمن بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة وَيُلْقِيه الْأَمْن ويدرأ عَنْهُ الْفَزع حَتَّى لَا يخافهما، فَإِذا فعل الله ذَلِكَ بِعَبْدِهِ الْمُؤمن استأنس إِلَيْهِمَا وأقبلَ عَلَيْهِمَا وَيَقُول تهدداني كَيْمَا أشكُ فِي ديني أتريدان أَن أَتَّخِذ غَيره وليا فأشهدُ أَن لَا إِلَه إِلَّا هُوَ رَبِّي وربكما وَرب كل شَيْء، ونبيي مُحَمَّد وديني الْإِسْلَام، فينتهرانه ويسألانه الثَّالِثَة فَيَقُول رَبِّي الله فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض فإيّاهُ كنت أعبد لَم أشرك بِهِ شَيْئا ولَمْ أَتَّخِذ غَيره وليا، أتريدان أَن ترداني عَن معرفَة رَبِّي وعبادتي إيّاهُ هُوَ الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ رَبِّي وربكما وَرب كل شَيْء، ونبيي مُحَمَّد وديني الْإسْلَام، فَإِذا قَالَ ذَلِكَ ثَلَاث مَرَّات مجاوبة لَهما تواضعا حَتَّى يستأنسُ إِلَيْهِمَا أحسن مَا يكون فِي الدُّنْيَا إِلَى أهل وده وقرابته فَيَقُولَانِ
صدقت وبررت وفقك الله وثبتك أبشر بِالْجنَّةِ وكرامة الله ثُمَّ يدفعان قَبره فيتسع عَلَيْهِ مد الْبَصَر ويفتحان لَهُ بَابا إِلَى الْجنَّة فَيدْخل عَلَيْهِ من ريح الْجنَّة وَطيب نسيمها ونورها مَا يعرف بِهِ كَرَامَة الله فَإِذا رأى ذَلِكَ استيقنَ الْفَوْز وَحمد الله فيفرشانِ لَهُ فراشا من استبرق الْجنَّة ويضعانِ لَهُ مصباحًا من نور عِنْدَ رَأسه ومصباحًا من نور عِنْدَ رجلَيْهِ، يزهران لَهُ فِي قَبره بأضوأ من الشَّمْس لَا يُطفئان عَنْهُ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يبْعَث من قَبره ثُمَّ يدْخل عَلَيْهِ من الْجنَّة ريحٌ فحين يشمها يغشاهُ النعاس وينامُ ويقولان لَهُ ارقد رقدة الْعَرُوس قرير الْعين لَا خوف عَلَيْك وَلَا حزن ثُمَّ يمثلان لَهُ عمله الصَّالح فِي أحسن صُورَة وَأطيب ربح فَيكون عِنْدَ رَأسه ويقولان هَذَا عملكَ الصالِح وكلامك الطّيب قد مثله الله فِي أحسن مَا ترى من صُورَة يُرِيك فِي قبرك فَلَا تكون وحيدًا ويدرأُ عَنْك هوَام الأَرْض وكل أَذَى وَلَا يخذلك فِي قبرك وَلَا فِي شَيْء من مَوَاطِن الْقِيَامَة حَتَّى يُدخلك الْجنَّة برحمة رَبك، فنم سعيدًا طُوبَى لَك وَحسن مآب ثُمَّ يسلمان عَلَيْهِ وينصرفان عَنْهُ، قلتُ يَا جِبْرِيل لقد شوقتني إِلَى الْمَوْت من حسن حَدِيثك فأدنني من ملك الْمَوْت، فأدناني فسلمتُ عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ جِبْرِيل هَذَا مُحَمَّد نَبِي الرَّحْمَة الَّذِي أرْسلهُ الله فِي الْعَرَب رَسُولا نبيًّا، فَرَحَّبَ بِي وحياني بِالسَّلَامِ، وأنعم بشاشتي وَأحسن بشراي ثُمَّ قَالَ أبشر يَا مُحَمَّد فَإِن إِلَيْك الْخَيْر كُله فِي أمتك فَقلت الْحَمد لله المنان بِالنعَم ذَلِكَ من رَحْمَة رَبِّي لي وَنعمته عَلَى، قلت مَا هَذَا اللَّوْح الَّذِي بَين يَديك يَا ملك الْمَوْت قَالَ مَكْتُوب فِي آجال الْخلق قلتُ أَفلا تُخبرنِي عَمَّن قبضت روحه فِي الدهور الخالية قَالَ تِلْكَ الْأَرْوَاح فِيهِ أَلْوَاح أُخْرَى قد علمت عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ أصنعُ بِكُل ذِي روح إِذا قبضت روحه علمت عَلَيْهِ فَقلت يَا ملك الْمَوْت فَكيف تقدر عَلَى قبض أَرْوَاح جَمِيع من فِي الأَرْض أهل بلادها وكورها وَمَا بَين مشارقها وَمَغَارِبهَا قَالَ أَلا ترى أَن الدُّنْيَا كلهَا بَين ركبتي وَجَمِيع الْخَلَائق بَين عَيْني ويداي يبلغان الْمشرق وَالْمغْرب وخلفهما بَعيدا فَإِذا نفذ أجل عَبْد نظرت إِلَيْهِ فَإِذا أبْصر أعواني من الْمَلَائِكَة نَظَرِي إِلَى عَبْد من عُبَيْد الله عرفُوا أَنَّهُ مَقْبُوض فعمدوا إِلَيْهِ فبطشوا بِهِ يُعالجون من نزع روحه فَإِذا بلغت الرّوح الْحُلْقُوم علمت ذَلِكَ وَلَا يخفى عَليَّ من أمره شَيْء مددتُ يَدي إِلَيْهِ فانتزعتُ روحه من جسده وأقبضه، فَذَلِك أَمْرِي وَأمر ذَوي الْأَرْوَاح من عباد الله فأبكاني حَدِيثه ثمَّ جاورناه فمررتُ بِملك عَظِيم مَا رأيتُ من الْمَلَائِكَة خلقا مثله كالح الْوَجْه كريه المنظر شَدِيد الْبَطْش ظَاهر الْغَضَب، فَلَمَّا نظرت إِلَيْهِ رعبت فَقلت يَا جِبْرِيل من هَذَا فَإِنِّي قد رعبتُ مِنْهُ رعْبًا شَدِيدا قَالَ لَا تعجب أَن ترعب مِنْهُ يَا مُحَمَّد فكلنا بِمنزلتك من الرعب مِنْهُ هَذَا مَالك خَازِن جَهَنَّم لَم يتبسم قطّ ولَمْ يزل مُنْذُ ولاه الله جَهَنَّم يزدادُ كل يَوْم غَضبا وغيظًا عَلَى أَعدَاء الله وَأهل مَعْصِيَته لينتقمَ الله بِهِ مِنْهُم فسلمتُ عَلَيْهِ فَرد عليّ وكلمته فَأَجَابَنِي وبشرني بِالْجنَّةِ قلتُ لَهُ مذ كم أَنْت وَاقد عَلَى جَهَنَّم قَالَ مُنْذُ خلقت حَتَّى الْآن وَكَذَلِكَ حَتَّى السَّاعَة قلت يَا جِبْرِيل مره فليفتح بَابا مِنْهَا فَأمره بذلك فَفعل فَخرج مِنْهَا لهبٌ سَاطِع أسود مَعَه دخانٌ كدر مظلم امْتَلَأت مِنْهُ الْآفَاق وسطع اللهب فِي السَّمَاء لَهُ قصيف
ومعمعة فرأيتُ مِنْهُ هَولاً فظيعًا وأمرًا عَظِيما أعجزَ عَن صفته فكاد يغشى عليّ وتزهقُ نَفسِي فقلتُ يَا جِبْرِيل مره فليردده فَأمره بذلك فَفعل ثُمَّ جاوزناهُ ومررتُ بِملائكة كَثِيرَة لَا يُحصي عَددهمْ إِلَّا الله الْوَاحِد الْملك القهار مِنْهُم من لَهُ وُجُوه كَثِيرَة بَين كَتفيهِ الله أعلم.
بعدِّها ثُمَّ وُجُوه كَثِيرَة فِي صَدره وَفِي كل وَجه من تِلْكَ الْوُجُوه أَفْوَاه وألسن وهم يَحْمَدون الله ويُسبحونه بِتِلْكَ الألسن كلهَا فَرَأَيْت من خلقهمْ وعبادتهم لله أمرا عَظِيما فجاوزنَاهم من سَمَاء إِلَى سَمَاء حَتَّى بلغنَا بِقُوَّة الله إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة فَإِذا خلق كثير فَوق وصف الواصفين يَموجُ بَعضهم فِي بعض كَثْرَة وَإِذا كل ملك مِنْهُم ممتلئ مَا بَين رَأسه وَرجلَيْهِ وُجُوه وَأَجْنِحَة وَلَيْسَ من فَم وَلَا رَأس وَلَا وَجه وَلَا عين وَلَا لِسَان وَلَا أذن وَلَا جنَاح وَلَا يَد وَلَا رَجُل وَلَا عُضْو وَلَا شعر إِلَّا يُسبح الله بِحمده وَيذكر من آلائه وثنائه بِكلام لَا يذكرهُ الْعُضْو الآخر رافعين أصواتَهم بالبكاء من خشيَة الله والتحميد لَهُ وعبادته لَو سَمِعَ أهلُ الأَرْض صَوت ملك مِنْهُم لماتوا كلهم فَزعًا من شدَّة هوله، قلت يَا جِبْرِيل من هَؤُلَاءِ، قَالَ سُبْحَانَ الله الْعَظِيم هَؤُلَاءِ الكروبيون عَن عِبَادَتهم لله وتسبيحهم لَهُ وبكائهم من خَشيته خلقُوا كَمَا ترى لم يكلم وَاحِد مِنْهُم صَاحبه إِلَى جنبه قطّ وَلم ير وَجهه وَلم يرفعوا رؤوسهم إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة مُنْذُ خلقُوا ولَمْ ينْظرُوا إِلَى مَا تَحْتَهُم من السَّمَوَات وَالْأَرضين خشوعًا فِي جسمهم وخوفًا من رَبهم فأقبلتُ عَلَيْهِم بِالسَّلَامِ فَجعلُوا يردونَ عَليّ إِيمَاء وَلَا يكلموني وَلَا ينظرونَ إِلَى من الْخُشُوع فَلَمَّا رأى ذَلِكَ جِبْرِيل قَالَ هَذَا مُحَمَّد نَبِي الرَّحْمَة الَّذِي أرْسلهُ الله فِي الْعَرَب نبيًّا وَهُوَ خاتَمُ الْأَنْبِيَاء وَسيد الْبشر أَفلا تكلمونه، فَلَمَّا سمعُوا ذَلِكَ من جِبْرِيل وَذكره أَمْرِي بِما ذكر أَقبلُوا عَليّ بالتحية وَالسَّلَام فَأحْسنُوا بشارتي وكلموني وبشروني بِالْخَيرِ لأمتي ثُمَّ أَقبلُوا عَلَى عِبَادَتهم كَمَا كَانُوا، فأطلقت الْمكْث عِنْدهم وَالنَّظَر إِلَيْهِم تَعَجبا مِنْهُم لعظم خلقهمْ وَفضل عِبَادَتهم، ثُمَّ جاوزناهم فَحَمَلَنِي جِبْرِيل فَأَدْخلنِي السَّمَاء السَّابِعَة فأبصرتُ فِيهَا خلقا وملائكة من خلق رَبهم لَمْ يُؤذن لي أَن أحدثكُم عَنْهُم وَلَا أصفهم لكم، ثُمَّ أخْبركُم إِن الله أَعْطَانِي عِنْدَ ذَلِكَ مثل قُوَّة أهل الأَرْض وَزَادَنِي من عِنْده مَا هُوَ أعلم بِهِ ومنَّ عليّ بالثبات وحدد بَصرِي لرؤية نورهم وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا استطعتُ النّظر فقلتُ سُبْحَانَ الله الْعَظِيم الَّذِي خلق مثل هَؤُلَاءِ قلت من هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيل فَأَخْبرنِي وقص عَليّ من شأنِهم الْعجب ولَمْ يُؤذن لي أَن أحدثكُم عَنْهُم ثُمَّ جاوزناهم فَأخذ جِبْرِيل بيَدي فرفعني إِلَى عليين حَتَّى انْتهى بِي إِلَى أَشْرَاف الْمَلَائِكَة وعظمائهم وَرُؤَسَائِهِمْ فنظرتُ إِلَى سبعين صفا من الْمَلَائِكَة صفا خلف صف وَقد افْتَرَقت أَقْدَامهم تخوم الأَرْض السَّابِعَة وجاوزت حَيْثُ لَا يُعلمهُ إِلَّا الله حَتَّى اسْتَقَرَّتْ عَلَى السهوم يَعْنِي حِجَابا فِي الظلمَة وامترقت رؤوسهم السَّمَاء السَّابِعَة الْعليا ونفذت فِي عليين حَيْثُ شَاءَ الله فِي الْهَوَاء وَإِذا من وسط رؤوسهم إِلَى مُنْتَهى أَقْدَامهم وُجُوه وَنور أَجْنِحَة ووجوه شَتَّى لَا يشبه بَعْضهَا بَعْضًا وأنوارهم شَتَّى لَا يشبه بَعْضهَا بَعْضًا وأجنحتهم شَتَّى لَا يشبه بَعْضهَا بَعْضًا تَحارُ أبصارُ الناظرين دونهم فنبت عَيْنَايَ عَنْهُم لما نظرت من عجائب
خلقهمْ وَشدَّة هولِهم وتلألؤ نورهم فخالطني مِنْهُم فزع شَدِيد حَتَّى استعلتني الرعدة فنظرتُ إِلَى جِبْرِيل فَقَالَ لَا تَخف يَا مُحَمَّد فَإِن الله عز وجل قد أكرمكَ بكرامة لَمْ يُكرم بِهَا أحد قبلك وَبلغ بك مَكَانا لَم يبلغ إِلَيْهِ أحد قبلك وَإنَّك سترى أمرا عَظِيما وخلقًا عجيبًا من خلق رب الْعِزَّة فَتثبت يقوك الله وتجلد فَإنَّك سترى أعجب من الَّذِي رَأَيْته وَأعظم أضعافًا كَثِيرَة، ثُمَّ جاوزناهم بِإِذن الله تَعَالَى يتَصَعَّد بِي إِلَى عليين حَتَّى ارتفعنا فَوْقهم مسيرَة خمسين ألف سنة لغيرنا وَلَكِن الله قدر لنا سرعَة جَوَازه فِي سَاعَة من اللَّيْل فَانْتَهَيْنَا أَيْضا إِلَى سبعين صفا من الْمَلَائِكَة صفا خلف صف قد ضاقَ كل صف مِنْهُم بالصف الَّذِي يَلِيهِ فَرَأَيْت من خلقهمْ الْعجب العجيب من تلألؤ نورهم وَكَثْرَة وُجُوههم وأجنحتهم وَشدَّة هولِهم ودوي أصواتِهم بالتسبيح لله وَالثنَاء عَلَيْهِ، فنظرتُ إِلَيْهِم فحمدتُ الله عَلَى مَا رَأَيْت من قدرته وَكَثْرَة عجائب خلقه ثُمَّ جاوزناهم بِإِذن الله متصعدين إِلَى عليين حَتَّى أَشْرَفنَا فَوْقهم فَوْقهم مسيرَة خمسين ألف سنة بِقُوَّة الله وإسرائه بِنَا فِي سَاعَة، حَتَّى انتهينا إِلَى سبعين صفا من الْمَلَائِكَة صفا خلف صف ثُمَّ كَذَلِك إِلَى سبع صُفُوف مَا بَين كل صفّين من الصُّفُوف السَّبْعَة مسيرَة خمسين ألف سنة للراكب المسرع، قد ماج بَعضهم فِي بعض وَقد ضاقَ كل صف مِنْهُم بالصف الَّذِي يَلِيهِ فهم طبق وَاحِد متراصونَ بَعضهم إِلَى بعض وَبَعْضهمْ خلف بعض فَلَقَد خيل إليّ أَنِّي قد نسيت كل مَا رَأَيْت من عجائب خلق الله الَّذِي دونهم ولَم يُؤذن لي أَن أحدثكُم عَنْهُم وَلَو كَانَ أذن لي فِي ذَلِكَ لم أستطع أَن أصفهم لكم وَلَكِن أخْبركُم أَن لَو كنت مَيتا قبل أَجلي فَزعًا من شَيْء لَمُت عِنْدَ رُؤْيَتهمْ وعجائب خلقهمْ ودوي أصواتِهم وشعاع نورهم وَلَكِن الله تَعَالَى قواني لذَلِك برحمته وَتَمام نعْمَته وَمن عَليّ بالثبات عِنْد مَا رَأَيْت من شُعَاع نورهم وَسمعت دوِي أصواتِهم بالتسبيح وحدد بَصرِي لرؤيتهم كي لَا يخطف من نورهم وهم الصافون حول عرش الرَّحْمَن، وَالَّذين دونهم المسبحونَ فِي السَّمَاوَات، فحمدتُ الله عَلَى مَا رَأَيْت من الْعجب فِي خلقهمْ، ثُمَّ جاوزناهم بِإِذن الله متصعدين إِلَى عليين حَتَّى ارتفعنا فَوق ذَلِكَ فَانْتَهَيْنَا إِلَى بَحر من نور يتلألأ لَا يرى لَهُ طرف وَلَا مُنْتَهى، فَلَمَّا نظرت إِلَيْهِ حَار بَصرِي دونه حَتَّى ظننتُ أَن كل شَيْء من خلق رَبِّي قد امْتَلَأَ نورا والتهبَ نَارا، فكاد بَصرِي يذهبُ من شدَّة نور ذَلِكَ الْبَحْر وتعاظمني مَا رَأَيْت من تلألؤه وأفظعني حَتَّى فزعت مِنْهُ جدا فحمدتُ الله تَعَالَى عَلَى مَا رَأَيْت من هول ذَلِكَ الْبَحْر وعجائبه ثُمَّ جاوزناهُ بِإِذن الله تَعَالَى متصعدين إِلَى عليين حَتَّى انتهينا إِلَى بَحر أسود فنظرتُ فَإِذا ظلماتٌ متراكبة بَعْضهَا فَوق بعض فِي كَثَافَة لَا يعلمهَا إِلَّا الله وَلَا أرى لذَلِك الْبَحْر مُنْتَهى وَلَا طرفا فَلَمَّا نظرت إِلَيْهِ اسْوَدَّ بَصرِي وَغشيَ عَليّ حَتَّى ظننتُ أَن خلق رَبِّي قد اسود، وأعتمت فِي الظلام فَلم أر شَيْئا وظننتُ أَن جِبْرِيل قد فَاتَنِي وفزعت وتعاظمني جدًّا، فَلَمَّا رأى جِبْرِيل مَا بِي أَخذ بيَدي وَأَنْشَأَ يؤنسني ويُكلمني وَيَقُول لَا تَخف يَا مُحَمَّد أبشر بكرامة الله واقبلها بقبولها هَلْ تَدْرِي مَا ترى وَأَيْنَ يذهبُ بك إِنَّك ذاهبٌ إِلَى رَبك رب الْعِزَّة، فَتثبت لما ترى
من عجائب خلقه يثيبك الله، فحمدتُ الله عَلَى مَا بشرني بِهِ جِبْرِيل، وعَلى مَا رأيتُ من عجائب ذَلِكَ الْبَحْر، ثُمَّ جاوزنا بِإِذن الله متصعدين إِلَى عليين حَتَّى انتهينا إِلَى بَحر من نَار يتلظى نَارا، ويستعر استعارًا، ويَمُوجُ موجًا ويأكلُ بعضه بَعْضًا، ولناره شُعَاع ولَهب سَاطِع وَفِيه دوِي ومعمعة وَهُوَ هائل، فَلَمَّا نظرتُ إِلَيْهِ وامتلأت خوفًا ورعبًا وظننتُ أَن كل شَيْء من خلق الله قد التهبَ نَارا وَغشيَ بَصرِي حَتَّى رددت يَدي عَلَى عَيْني لما رَأَيْت من هول تِلْكَ النَّار فنظرتُ إِلَى جِبْرِيل فَعرف مَا بِي من الْخَوْف، فَقَالَ لي يَا مُحَمَّد لَا تخف تثبت وتَجلد بِقُوَّة الله تَعَالَى واعرف فضل مَا أَنْت فِيهِ وَإِلَى مَا أَنْت سَائِر، وَخذ مَا يُرِيك الله من آيَاته وعجائب خلقه بشكر، فحمدت الله عَلَى مَا رَأَيْت من عجائب تِلْكَ النَّار ثُمَّ جاوزناها بِإِذن الله متصعدين إِلَى عليين حَتَّى انتهينا إِلَى جبال الثَّلج بَعْضهَا خلف بعض لَا يحصيها إِلَّا الله، شوامخ منيعة الذرى فِي الْهَوَاء وثلجها شَدِيد الْبيَاض لَهُ شُعَاع كشعاع الشَّمْس، فنظرتُ فَإِذا هُوَ يرعد كَأَنَّهُ مَاء يجْرِي فحار بَصرِي من شدَّة بياضه وتعاظمني مَا رَأَيْت من كَثْرَة الْجبَال وارتفاع ذراها فِي الْهَوَاء حَتَّى ثَبت عَيْنَايَ عَنْهَا فَقَالَ لي جِبْرِيل لَا تَخف يَا مُحَمَّد وَتثبت لِما يُرِيك الله من عجائب خلقه، فحمدتُ الله عَلَى مَا رأيتُ من عظم تِلْكَ الْجبَال ثُمَّ جاوزناها بِإِذن الله متصعدين إِلَى عليين حَتَّى انتهينا إِلَى بَحر آخر من نَار تزيد ناره أضعافًا لَهبًا وتلظيًا واستعارًا وأمواجا ودويا ومعمعة وَهولا وَإِذا جبال الثَّلج بَين النَّار وَلَا تطفئها، فَلَمَّا وقف بِي عَلَى ذَلِكَ وهول تِلْكَ النَّار استحملني من الْخَوْف والفزع أَمر عَظِيم واستقبلتني الرعدة حَتَّى ظننتُ أَن كل شَيْء من خلق رَبِّي قد التهب نَارا لما تفاقم أمرهَا عِنْدِي ورأيتُ من فظاعة هولها، فَنظر إليَّ جِبْرِيل، فَلَمَّا رأى مَا بِي من الْخَوْف والرعدة، قَالَ سُبْحَانَ الله يَا مُحَمَّد مَالك أَأَنْت مواقع هَذِه النَّار فَمَا كل هَذَا الْخَوْف إنّما أَنْت فِي كَرَامَة الله والصعود إِلَيْهِ ليريك من عجائب خلقه وآياته الْكُبْرَى فاطمئن برحمة رَبك وَأَقْبل مَا أكرمك بِهِ فَإنَّك فِي مَكَان لَمْ يصل إِلَيْهِ آدَمِيّ قبلك قطّ، فَخذ مَا أنتَ فِيهِ بشكرك وَتثبت لِما ترى من خلق رَبك ودع عَنْك من خوفك، فَإنَّك آمن مِمَّا تخَاف، وَإِن كنت تعجب مِمَّا تَرَى فَمَا أَنْت رَاء بعد هَذَا أعجبُ مِمَّا رَأَيْت قبل ذَلِكَ، فأفرغ روعي وهدأتُ نَفسِي فحمدتُ الله عَلَى مَا رَأَيْت من عجائب آلائه، ثُمَّ جاوزنا تِلْكَ النَّار متصعدين حَتَّى انتهينا إِلَى بَحر من مَاء وَهُوَ بَحر البحور لَا أُطِيق أصفه لكم غير أَنِّي لم آتٍ عَلَى موطن من تِلْكَ المواطن الَّتِي حدثتكم كنت فِيهِ أَشد فَزعًا وَلَا هولاً مني حِين وقف بِي عَلَى ذَلِكَ الْبَحْر من شدَّة هوله وَكَثْرَة أمواجه وتراكب أواذيه والأذي هُوَ الموج الْعَظِيم كالجبال الرواسِي بَعْضهَا فَوق بعض محبوك بغوارب يَعْنِي طرائق وَهِي الأمواج الصغار فتعاظمني مَا رَأَيْت من ذَلِكَ الْبَحْر حَتَّى ظَنَنْت أَنَّهُ لَمْ يبْق شَيْء من خلق الله إِلَّا قد غمره ذَلِكَ المَاء فَنظر إليّ جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد لَا تَخف من هَذَا فَإنَّك إِن رعبت من هَذَا فَمَا بعد هَذَا أروع وَأعظم، هَذَا خلق وإنّما نَذْهَب إِلَى الْخَالِق رَبِّي وَرَبك وَرب كل شَيْء فجلا عني مَا كَانَ يستحملني من الْخَوْف واطمأننتُ برحمة رَبِّي فنظرتُ فِي ذَلِك الْبَحْر
فَرَأَيْت خلقا عجبا فَوق وصف الواصفين قلت يَا جِبْرِيل أَيْنَ مُنْتَهى هَذَا الْبَحْر وَأَيْنَ قَعْره، قَالَ جَاوز قَعْره الأَرْض السَّابِعَة السفلي إِلَى حَيْثُ شَاءَ الله هَيْهَات هَيْهَات شأنُ هَذَا الْبَحْر وَمَا فِيهِ من خلق رَبك أعظم وأعجب مِمَّا ترى يَا مُحَمَّد، فرميت ببصري فِي نواحيه فَإِذا أَنَا فِيهِ بملائكة قيام قد غمروا بخلقهم خلق جَمِيع الْمَلَائِكَة وبذوا بنورهم نور جَمِيع الْمَلَائِكَة لعظم أنوارِهم وَكَثْرَة أجنحتهم فِي اخْتِلَاف خلقهَا نَاشِرَة خلف أَطْرَاف السَّمَوَات وَالْأَرضين، خَارِجَة فِي الْهواء تخفق بالتسبيح لله تَعَالَى قد جَاوَزت الْهَوَاء حَيْثُ شَاءَ الله لَهُمْ من نورهم وهج من تلألؤ نورهم كوهج النَّار، فلولا أَن الله تَعَالَى أيدني بقوته، ومنَّ عَليّ بالثبات، وألبسني جنَّة من رَحمته فكلأني بِهَا، لتخطف نورهم بَصرِي ولأحرقت وُجُوههم جَسَدِي وَلَكِن برحمة الله وتَمام نعْمَته عَليّ دَرأ عني وهج نورهم وحدد بَصرِي لرؤيتهم فنظرتُ إِلَيْهِم فِي مقامهم فَإِذا مَاء الْبَحْر وَهُوَ بَحر البحور فِي كثافته وَكَثْرَة أمواجه وأمواج أواذيه لَمْ يُجاوز ركبهمْ قلت يَا جِبْرِيل مَا هَذَا الْبَحْر الَّذِي قد غمر البحور كلهَا وَقد كدتُ أنسى من شدَّة هوله وَكَثْرَة مَائه كل عجب رَأَيْت من خلق الله وَمَعَ بعد قَعْره لَم يُجَاوز ركبهمْ فَأَيْنَ مُنْتَهى أَقْدَامهم قَالَ يَا مُحَمَّد قد أَخْبَرتك عَن شَأْن هَذَا الْبَحْر وَعَن عجائب هَذَا الْخلق الَّذِي فِيهِ مُنْتَهى أَقْدَامهم عِنْدَ أصل هَذَا المَاء الَّذِي فِي قَعْر هَذَا الْبَحْر ومنتهى رؤوسهم عِنْدَ عرش رب الْعِزَّة وَإِذا لَهم دوِي بالتسبيح لَو سَمِعَ أهل الأَرْض صَوت ملك وَاحِد مِنْهُم لصعقوا أَجْمَعُونَ وماتوا وَإِذا هُمْ يقولونَ سُبْحَانَ الله وبِحمده سُبْحَانَ الله الْعَظِيم الْحَيّ القيوم سُبْحَانَ الله وبِحمده سُبْحَانَ الله الْعَظِيم سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الله القدوس فحمدت الله عَلَى مَا رأيتُ من عجائب ذَلِكَ الْبَحْر وَمن فِيهِ ثُمَّ جاوزناهم بِإِذن الله إِلَى عليين حَتَّى انتهينا إِلَى بَحر من نور قد علا نوره وسطع فِي عليين فرأيتُ من شُعَاع تلألؤه أمرا عَظِيما لَو جهدت أَن أصفه لكم مَا اسْتَطَعْت ذَلِكَ غير أَن نوره بذكل نور وغمر لَك نَار وَعلا كل شُعَاع رَأَيْته قبل ذَلِكَ مِمَّا حدثتكم، فَلَمَّا نظرت إِلَيْهِ كَاد شعاعه يخطف بَصرِي وَلَقَد كل وعشى دونه حَتَّى جعلت لَا أبْصر شَيْئا كَأَنِّي إنّما أنظرُ إِلَى ظلمَة لَا إِلَى نور، فلمّا رأى جِبْرِيل مَا بِي قَالَ اللَّهُمَّ ثبته بِرَحْمَتك وأيده بقوتك وأتمم عَلَيْهِ نِعْمَتك فَلَمَّا دَعَا لي بذلك جلى عَن بَصرِي وحدده الله لرؤية شُعَاع ذَلِكَ النُّور ومنَّ عَليّ بالثبات لذَلِك، فنظرتُ إِلَيْهِ وقلبت بَصرِي فِي نواحي ذَلِكَ الْبَحْر فَلَمَّا امْتَلَأت عَيْني ظننتُ أَن السَّمَوَات السَّبع وَالْأَرضين وكل شَيْء متلألأ نورا ومتأجج نَارا ثُمَّ حَار بَصرِي حَتَّى ظَنَنْت أَن نوره يَتلون عَلَى مَا بَين الْحمرَة والصفرة وَالْبَيَاض والخضرة ثُمَّ اختلطن والتبسن جَمِيعًا حَتَّى ظَنَنْت أَنَّهُ قد أظلم من شدَّة وهجه وشعاع تلألؤه وإضاءة نوره فنظرتُ إِلَى جِبْرِيل فَعرف مَا بِي فَأَنْشَأَ يَدْعُو لي الثَّانِيَة بِنَحْوِ من دُعَائِهِ الأول فَرد الله إليّ بَصرِي برحمته وحدده لرؤية ذَلِكَ وأيدني بقوته حَتَّى ثَبت وَقمت لَهُ وهون ذَلِكَ عَليّ بمنه حَتَّى جعلت أقلب بَصرِي فِي أواذي نور ذَلِكَ الْبَحْر فَإِذا فِيهِ مَلَائِكَة قيام صفا وَاحِدًا متراصين كلهم متضايقين بَعضهم فِي بعض قد أحاطوا بالعرش واستداروا حوله فلمّا نظرت
إِلَيْهِم وَرَأَيْت عجائب خلقهمْ كأنِّي أنسيت كل شَيْء كَانَ قبلهم مِمَّا رَأَيْت من الْمَلَائِكَة وَمَا وصفتُ لكم قبلهم حَتَّى ظَنَنْت أَنِّي حِين رَأَيْت عجائب خلقهمْ كَأَنِّي نسيت كل شَيْء كَانَ قبلهم مِمَّا رَأَيْت من الْمَلَائِكَة لعجب خلق أُولَئِكَ الْمَلَائِكَة، وَقد نهيت أَن أصفهم لكم وَلَو كَانَ أذن لي فِي ذَلِكَ فجهدتُ أَن أصفهم لكم لَم أطق ذَلِكَ ولَم أبلغ جُزْءا وَاحِدًا من مائَة جُزْء فَالْحَمْد لله الخلاق الْعَلِيم الْعَظِيم شَأْنه فَإِذا هُمْ قد أحاطوا بالعرش وغضوا أَبْصَارهم دونه لَهم دوِي بالتسبيح كَأَن السَّمَوَات وَالْأَرضين وَالْجِبَال الرواسِي ينضمُ بَعْضهَا إِلَى بعض بل أَكثر من ذَلِكَ وأعجب فَوق وصف الواصفين فأصغيتُ لتسبيحهم كي أفهمهُ فَإِذا هُمْ يَقُولُونَ لَا إِلَه إِلَّا الله ذُو الْعَرْش الْكَرِيم لَا إِلَه إِلَّا الله الْعلي الْعَظِيم لَا إِلَه إِلَّا الله الْحَيّ القيوم فَإِذا فتحُوا أَفْوَاههم بالتسبيح لله خرج من أَفْوَاههم نورٌ سَاطِع كَأَنَّهُ لهبان النَّار لَوْلَا أَنَّهَا بِتَقْدِير الله تُحيط بِنور الْعَرْش لظَنَنْت يَقِينا أَن نور أَفْوَاههم كَانَ يحرق مَا دونهم من خلق الله كلهم فَلَو أَمر الله وَاحِدًا مِنْهُم أَن يلتقم السَّمَوَات السَّبع وَالْأَرضين السَّبع وَمن فِيهِنَّ من الْخَلَائق بلقمة وَاحِدَة لفعل ذَلِكَ ولهان عَلَيْهِ لما شرفهم وَعظم من خلقهمْ، وَمَا يوصفونَ بِشَيْء إِلَّا هُمْ أعجب وَأمرهمْ أعظم من ذَلِكَ، قلت يَا جِبْرِيل من هَؤُلَاءِ قَالَ سُبْحَانَ الله القهار فَوق عباده يَا مُحَمَّد مَا يَنْبَغِي لَك أَن تعلم من هَؤُلَاءِ أَرَأَيْت أهل السَّمَاء السَّادِسَة وَمَا فَوق ذَلِكَ إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَا رَأَيْت فِيما بَين ذَلِكَ وَمَا لَمْ تَرَ أعظم وأعجب فهم الكروبيون أَصْنَاف شَتَّى، وَقد جعل الله تَعَالَى فِي جَلَاله وتقدس فِي أَفعاله مَا ترى وفضلهم فِي مكانهم وخلقهم وجعلهم فِي درجاتِهم وصورهم ونورهم كَمَا رَأَيْت وَمَا لَمْ تَرَ أَكثر وأعجب، فحمدتُ الله عَلَى مَا رَأَيْت من شأنِهم ثُمَّ جاوزناهم بِإِذن الله متصعدين فِي جو عليين أسْرع من السهْم وَالرِّيح بِإِذن الله وَقدرته حَتَّى وصل بِي إِلَى الْعَرْش ذِي الْعِزَّة الْعَزِيز الْوَاحِد القهار، فَلَمَّا نظرت إِلَى الْعَرْش فَإِذا مَا رَأَيْته من الْخلق كُله قد تصاغرَ ذكره وتَهاونَ أمره واتضع خطره عِنْدَ الْعَرْش، وَإِذا السَّمَوَات السَّبع والأرضون السَّبع وأطباق جَهَنَّم ودرجات الْجنَّة وستور الْحجب وَالنَّار والبحار وَالْجِبَال الَّتِي فِي عليين وَجَمِيع الْخلق والخليقة إِلَى عرش الرَّحْمَن كحلقة صَغِيرَة من حلق الدرْع فِي أَرض فلاة وَاسِعَة تيماء لَا يعرف أطرافها من أطرافها وَهَكَذَا يَنْبَغِي لِمقام رب الْعِزَّة أَن يكون عَظِيما لِعظم ربوبيته وَهُوَ كَذَلِك وَأعظم وَأجل وأعز وَأكْرم وَأفضل وَأمره فَوق وصف الواصفين وَمَا تلهجُ بِهِ ألسن الناطقين فَلَمَّا أسرِي بِي إِلَى الْعَرْش وحاذيته دُلي لي رَفْرَف أَخْضَر لَا أُطِيق صفته لكم فَأَهوى بِي جِبْرِيل فأقعدني عَلَيْهِ ثُمَّ قصر دوني ورد يَدَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ مَخَافَة عَلَى بَصَره أَن يلتمع من تلألؤ نور الْعَرْش وَأَنْشَأَ يبكي بِصَوْت رفيع ويسبح الله تَعَالَى وَيَحْمَدهُ ويُثْنِي عَلَيْهِ فرفعني ذَلِكَ الرفرف بِإِذن الله وَرَحمته إيّاي، وتَمام نعْمَته عَلي إِلَى سيد الْعَرْش إِلَى أَمر عَظِيم لَا تناله الألسن وَلَا تبلغه الأوهام، فحار بَصرِي دونه حَتَّى خفتُ الْعَمى، فغمضت عَيْني وَكَانَ تَوْفِيقًا من الله، فلمّا غمضتُ بَصرِي رد إلهي بَصرِي فِي قلبِي، فجعلتُ أنظر بقلبي نَحْو مَا كنت أنظر بعيني نورا يتلألأ
نُهيت أَن أصف لكم مَا رَأَيْت من جَلَاله فسألتُ رَبِّي أَن يكرمني بالثبات لرُؤْيَته بقلبي كي أستتم نعْمَته فَفعل ذَلِكَ رَبِّي وأكرمني بِهِ فنظرتُ إِلَيْهِ بقلبي حَتَّى أثْبته وَأثبت رُؤْيَته فَإِذا هُوَ حِين كشف عَنْه حجبه مستو عَلَى عَرْشه فِي وقاره وعزه ومجده وعلوه ولَم يُؤذن لي فِي غير ذَلِكَ من صفته لكم سُبْحَانَهُ بِجلاله وكرم فعاله فِي مَكَانَهُ الْعلي ونوره المتلألئ فَمَال إِلَيّ من وقاره بعض الْميل فأدناني مِنْهُ فَذَلِك قَوْله فِي كِتَابه يُخبركم فعاله بِي وإكرامه إيَّايَ {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قوسين أَو أدني} يَعْنِي حَيْثُ مَال إِلَى فقربني مِنْهُ قدر مَا بَين طرفِي الْقوس بل أدنى من الكبد إِلَى السية {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أوحى} يَعْنِي مَا قضى من أمره الَّذِي عهد إليّ {مَا كَذَبَ الْفُؤَاد مَا رأى} يَعْنِي رؤيتي إيّاهُ بقلبي {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} فَلمَّا مَال إِلَيّ من وقاره سُبْحَانَهُ وضع إِحْدَى يَدَيْهِ بَين كَتِفي، فَلَقَد وجدتُ برد أنامله عَلَى فُؤَادِي حينا ووجدتُ عِنْدَ ذَلِكَ حلاوته وَطيب رِيحه وَبرد لذاذته وكرامة رُؤْيَته فاضمحلَ كل هولٍ كنت لقِيت وتجلت عني روعاتي وَاطْمَأَنَّ قلبِي وامتلأت فَرحا وقرت عَيْنَايَ وَوَقع الاستبشار والطرب عَلي حَتَّى جعلتُ أميل وأتكفأ يَمِينا وَشمَالًا ويأخذني مثل السبات وظننتُ أَن من فِي الأَرْض وَالسَّمَوَات مَاتُوا كلهم لِأَنِّي لَا أسمعُ شَيْئا من أصوات الْمَلَائِكَة ولَم أر عِنْدَ رُؤْيَة رَبِّي أجرام ظلمَة فتركني إلهي كَذَلِك إِلَى مَا شَاءَ الله ثُمَّ رد إِلَيّ ذهني فَكَأَنِّي كنت مستوسنًا وأفقتُ فَثَابَ إِلَيّ عَقْلِي واطمأننتُ بِمعرفة مَكَاني وَمَا أَنَا فِيهِ من الْكَرَامَة الفائقة والإيثار الْبَين فكلمني رَبِّي سُبْحَانَهُ وبِحمده فَقَالَ يَا مُحَمَّد هَلْ تَدْرِي فيمَ يَخْتصم الْمَلأ الْأَعْلَى؟ قلتُ يَا رب أَنْت أعلمُ بذلك وَبِكُل شَيْء وَأَنت علام الغيوب قَالَ اخْتَصَمُوا فِي الدَّرَجَات والحسنات هَلْ تَدْرِي يَا مُحَمَّد مَا الدَّرَجَات والحسنات قلت يَا رب أَنْت أعلمُ وَأحكم فَقَالَ الدَّرَجَات إسباغ الْوضُوء فِي المكروهات وَالْمَشْي عَلَى الْأَقْدَام إِلَى الْجُمُعَات وانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة، والحسنات إطْعَام الطَّعَام وإفشاء السَّلَام والتهجد بِاللَّيْلِ وَالنَّاس نيام، فَمَا سَمِعْتُ شَيْئا قطّ ألذ وَلَا أحلى من نَغمَة كَلَامه فاستأنستُ إِلَيْهِ من لذاذة نغمته حَتَّى كَلمته بحاجتي فَقلت يَا رب إِنَّك اتَّخذت إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَكلمت مُوسَى تكليمًا وَرفعت إِدْرِيس مَكَانا عليًّا وآتيت سُلَيْمَان ملكا لَا يَنْبَغِي لأحد من بعده وآتيتَ دَاوُد زبورا فَمَالِي يَا رب؟ قَالَ يَا مُحَمَّد اتخذتك خَلِيلًا كَمَا اتَّخذت إِبْرَاهِيم خَلِيلًا، وكلمتك كَمَا كلمت مُوسَى تكليمًا، وأعطيتك فَاتِحَة الْكتاب وخواتيم سُورَة الْبَقَرَة وكانتا من كنوز عَرْشِي وَلم أعطهما نبيًّا قبلك وأرسلتك إِلَى أَبيض أهل الأَرْض وأسودهم وأحمرهم وجنهم وإنسهم ولَم أرسل إِلَى جَمَاعَتهمْ نبيًّا قبلك وجعلتُ الأَرْض برهَا وبحرها لَك وَلِأُمَّتِك طهُورا ومسجدًا وأطعمتُ أمتك الْفَيْء ولَم أطْعمهُ أمة قبلهَا، ونصرتُك بِالرُّعْبِ حَتَّى أَن عَدوك ليفر مِنْك وَبَيْنك وَبَينه مسيرَة شهر وأنزلت عَلَيْك سيد الْكتب كلهَا ومهيمنًا عَلَيْهَا قُرْآنًا فرقناهُ وَرفعت لَك ذكرك حَتَّى قرنته بذكري فَلَا أذكر بِشَيْء من شرائع ديني إِلَّا ذكرتك معي ثُمَّ أفْضى إِلَى من بعد هَذَا أُمُور لَم يُؤذن لي أَن أحدثكُم بِهَا، فلمّا عهد إليّ عَهده وَتَرَكَنِي مَا
شَاءَ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى عَرْشه سُبْحَانَهُ بِجلاله ووقاره وعزه نظرت وَإِذا قد حيل بيني وَبَينه وَإِذا دونه حجاب من نور يلتهبُ التهابًا لَا يعلم مسافته إِلَّا الله لَو هتك فِي مَوضِع لأحرق خلق الله كلهم ودلاني الرفرفُ الْأَخْضَر الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ فَجعل يخفضني ويرفعني فِي عليين، فجعلتُ أرتفع مرّة كَأَنَّهُ يطار بِي ويخفضني مرّة كَأَنَّهُ يخْفض بِي إِلَى مَا هُوَ أَسْفَل مني فظننتُ أَنِّي أهوي فِي جو عليين فلَمْ يزل ذَلِكَ الرفرف يفعلُ ذَلِكَ بِي خفضًا ورفعًا حَتَّى أَهْوى بِي إِلَى جِبْرِيل فتناولني مِنْهُ وارتفعَ الرفرفُ حَتَّى توارى عَن بَصرِي فَإِذا إلهي قد ثَبت بَصرِي فِي قلبِي وَإِذا أَنَا أبصرُ بقلبي مَا خَلْفي كَمَا أبصرُ بعيني مَا أَمَامِي، فَلَمَّا أكرمني رَبِّي بِرُؤْيَتِهِ أحد بَصرِي فَنظر إليَّ جِبْرِيل فَلَمَّا رأى مَا بِي قَالَ لَا تخف يَا مُحَمَّد وَتثبت بِقُوَّة الله أيدك الله بالثبات لرؤية نور الْعَرْش وَنور الْحجب وَنور الْبحار وَالْجِبَال الَّتِي فِي عليين وَنور الكروبيين وَمَا تَحت ذَلِكَ من عجائب خلق رَبِّي إِلَى مُنْتَهى الأَرْض أرى ذَاك كُله بعضه من تَحت بعض بَعْدَمَا كَانَ يشق عَليّ رُؤْيَة وَاحِد مِنْهُم ويُحار بَصرِي دونه، فسمعتُ فَإِذا أصوات الكروبيين وَمَا فَوْقهم وصوتُ الْعَرْش وأصوات الْحجب قد ارْتَفَعت حَولي بالتسبيح لله وَالتَّقْدِيس لله وَالثنَاء عَلَى الله فسمعتُ أصواتًا شَتَّى مِنْهَا صرير وَمِنْهَا زجل وَمِنْهَا هدير وَمِنْهَا دوِي وَمِنْهَا قصيف مُخْتَلفَة بَعْضهَا فَوق بعض فروعت لذَلِك روعًا لما سمعتُ من الْعَجَائِب فَقَالَ لي جِبْرِيل لم تفزع يَا رَسُول الله أبشر فَإِن الله تَعَالَى قد دَرأ عَنْك الروعات والمخاوف كلهَا وَاعْلَم علما يَقِينا أَنَّك خيرته من خلقه وصفوته من الْبشر حباك بِمَا لَمْ يُحِبهُ أحدا من خلقه ملك مقرب وَلَا نَبِي مُرْسل وَلَقَد قربك الرَّحْمَن عز وجل إِلَيْهِ قَرِيبا من عَرْشه مَكَانا لَمْ يصل إِلَيْهِ وَلَا قرب مِنْهُ أحد من خلقه قطّ لَا من أهل السَّمَوَات وَلَا من أهل الأَرْض فهناك الله بكرامته واجتباكَ بِهِ وأنزلك من الْمنزلَة الأثيرة والكرامة الفائقة فجدد لِرَبِّك بشكره فَإِنَّهُ يحب الشَّاكِرِينَ ويستوجبُ لَك الْمَزِيد مِنْهُ عِنْدَ الشُّكْر مِنْك فحمدت الله عَلَى مَا اصطفاني بِهِ وأكرمني ثُمَّ قَالَ جِبْرِيل يَا رَسُول الله انْظُر إِلَى الْجنَّة حَتَّى أريك مَا لَك فِيهَا وَمَا أعد الله لَك فِيهَا فتعرف مَا يكون معادك بعد الْمَوْت فتزداد فِي الدُّنْيَا زهادة إِلَى زهادتك فِيهَا تزداد فِي الْآخِرَة رَغْبَة إِلَى رغبتك فِيهَا قلت نعم فسرت مَعَ جِبْرِيل بِحمد رَبِّي من عليين يهوي منقضًا أسْرع من السهْم وَالرِّيح فَذهب روعي الَّذِي كَانَ قد استحملني بعد سَماع المسبحين حول الْعَرْش وثاب إِلَى فُؤَادِي، فكلمتُ جِبْرِيل وأنشأت أسأله عَمَّا كنت رَأَيْت فِي عليين (قلت) يَا جِبْرِيل مَا تِلْكَ البحور الَّتِي رَأَيْت من النُّور والظلمة وَالنَّار وَالْمَاء والدر والثلج والنور، قَالَ سُبْحَانَ الله تِلْكَ سرادقات رب الْعِزَّة الَّتِي أحاطَ بِهَا عَرْشه فَهِيَ ستره دون الْحجب السّبْعين الَّتِي احتجبَ بِهَا الرَّحْمَن من خلقه وَتلك السرادقات ستور لِلْخَلَائِقِ من نور الْحجب وَمَا تَحت ذَلِكَ كُله من خلق الله وَمَا عَسى أَن يكون مَا رَأَيْت من ذَلِكَ يَا رَسُول الله إِلَى مَا غَابَ مِمَّا لَمْ تره من عجائب خلق رَبك فِي عليين، فَقلت سُبْحَانَ الله الْعَظِيم مَا أَكثر عجائب خلقه وَلَا أعجب من قدرته عِنْدَ عظم ربوبيته، ثُمَّ قلت يَا جِبْرِيل من الْمَلَائِكَة الَّذين رَأَيْت فِي
البحور وَمَا بَين بَحر النَّار إِلَى بَحر الصافين والصفون يعد الصُّفُوف كأنّهم بنيانٌ مرصوص متضايقين بَعضهم فِي بعض ثُمَّ مَا رأيتُ خَلفهم نحوهم مصطفون صُفُوفا بعد صُفُوف وَفِيمَا بَينهم وَبَين الآخرين من الْبعد والأمد والنأي، فَقَالَ يَا رَسُول الله أما تسمعُ رَبك يَقُولُ فِي بعض مَا نزل عَلَيْك {يَوْمَ يَقُومُ الرّوح وَالْمَلَائِكَة صفا} وأخبرك عَن الْمَلَائِكَة أَنهم قَالُوا {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ المسبحون} فَالَّذِينَ رَأَيْت فِي بِحور عليين هُمُ الصافون حول الْعَرْش إِلَى مُنْتَهى السَّمَاء السَّادِسَة وَمَا دون ذَلِك هم المسبحون فِي السَّمَوَات وَالروح رئيسهم الْأَعْظَم كلهم، ثُمَّ إسْرَافيل بعد ذَلِكَ، فقلتُ يَا جِبْرِيل فَمن الصَّفّ الْأَعْلَى الَّذِي فِي الْبَحْر الْأَعْلَى فَوق الصُّفُوف كلهَا الَّذين أحاطوا بالعرش واستداروا حوله؟ فَقَالَ جِبْرِيل يَا رَسُول الله إِن الكروبيين هُمْ أشرف الْمَلَائِكَة وعظماؤهم ورؤساؤهم وَمَا يَجْتَرئ أحد من الْمَلَائِكَة أَن ينظرَ إِلَى ملك من الكروبيين، وَلَو نظرت الْمَلَائِكَة الَّذين فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض إِلَى ملك وَاحِد من الكروبيين لخطف وهج نورهم أَبْصَارهم وَلَا يَجْتَرئ ملك وَاحِد من الكروبيين أَن ينظر إِلَى ملك وَاحِد من أهل الصَّفّ الْأَعْلَى الَّذين هُمْ أَشْرَاف الكروبيين وعظماؤهم وهم أعظمُ شَأْنًا من أَن أُطِيق صفتهمْ لَك وَكفى بِما رأيتَ فيهم ثُمَّ سَأَلْتُ جبريلَ عَن الْحجب وَمَا كنت أسمع من تسبيحها وتَمْجيدها وتقديسها لله تَعَالَى، فَأَخْبرنِي عَنْهَا حِجَابا حِجَابا وبَحْرًا بَحْرًا، وأصناف تسبيحها بِكلام كثير فِيهِ الْعجب كل الْعجب من الثَّنَاء عَلَى الله والتمجيد لَهُ، ثُمَّ طافَ بِي جِبْرِيل فِي الْجنَّة بِإِذن الله فَمَا ترك مَكَانا إِلَّا أرانيه وَأَخْبرنِي عَنْهُ فلأنا أعرفُ بِكُل دَرَجَة وَقصر وَبَيت وغرفة وخيمة وشجرة ونهر وَعين مني بِما فِي مَسْجِدي هَذَا، فلَمْ يزل يطوفُ بِي حَتَّى انْتهى بِي إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فَقَالَ يَا مُحَمَّد هَذِه الشَّجَرَة الَّتِي ذكرهَا الله تَعَالَى فِيمَا أنزل؟ فَقَالَ {عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى} لأنّها كَانَ يَنْتَهِي إِلَيْهَا كل ملك مقرب وَنَبِي مُرْسل لَمْ يجاوزها عَبْد من عباد الله قطّ غَيْرك وَأَنا فِي سببك مرتي هَذِه وأمّا قبلهَا فَلَا وإليها يَنْتَهِي أَمر الْخَلَائق بِإِذن الله وَقدرته ثُمَّ يقْضِي الله فِيهِ بعد ذَلِكَ مَا يَشَاء فنظرتُ إِلَيْهَا فَإِذا سَاقهَا فِي كَثَافَة لَا يعلمهَا إِلَّا الله وفرعها فِي جنَّة المأوى وَهِي أَعلَى الجنات كلهَا، فنظرتُ إِلَى فرع السِّدْرَة فَإِذا عَلَيْهَا أَغْصَان نابتة أَكثر من تُرَاب الأَرْض وثراها، وعَلى الغصون ورق لَا يُحصيها إِلَّا الله، وَإِذا الورقة الْوَاحِدَة من وَرقهَا مغطية الدُّنْيَا كلهَا، وَحملهَا من أَصْنَاف ثمار الْجنَّة ضروب شَتَّى وأصناف شَتَّى وطعوم شَتَّى، وعَلى كل غُصْن مِنْهَا ملك وعَلى كل ورقة مِنْهَا ملك وعَلى كل ثَمَرَة مِنْهَا ملك يسبحونَ الله بأصواتٍ مُخْتَلفَة وبِكلامٍ شَتَّى، ثُمَّ قَالَ جِبْرِيل أبشر يَا رَسُول الله فَإِن لِأَزْوَاجِك ولولدك ولكثير من أمتك تَحت هَذِه الشَّجَرَة ملكا كَبِيرا وعيشًا خطيرًا فِي أَمَان لَا خوف عَلَيْكُم فِيهِ وَلَا تَحْزنون، فنظرتُ فَإِذا نهر يجْرِي من أصل الشَّجَرَة مَاؤُهُ أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وَأحلى من الْعَسَل ومجراهُ عَلَى رَضْرَاض در وَيَاقُوت وَزَبَرْجَد، حافتاهُ مسك أذفر فِي بَيَاض الثَّلج، فَقَالَ أَلا ترى يَا رَسُول الله هَذَا النَّهر الَّذِي ذكره الله فِيمَا أنزل عَلَيْك {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} وَهُوَ تسنيم، وَإِنَّمَا
سماهُ الله تسنيمًا لِأَنَّهُ يتسنم عَلَى أهل الْجنَّة من تَحت الْعَرْش إِلَى دُورهمْ وقصورهم وَبُيُوتهمْ وغرفهم وخيمهم، فيمزجون بِهِ أشربتهم من اللَّبن وَالْعَسَل وَالْخمر فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عباد الله يفجرونها تفجيرا} أَي يقودونَها قودًا إِلَى منازلهُمْ وَهِي من أشرف شراب فِي الْجنَّة ثُمَّ انْطلق يطوفُ بِي فِي الْجنَّة حَتَّى انتهينا إِلَى شَجَرَة لَم أر فِي الْجنَّة مثلهَا، فلمّا وقفتُ تحتهَا رفعتُ رَأْسِي فَإِذا أَنَا لَا أرى شَيْئا من خلق رَبِّي غَيرهَا لعظمها وتفرق أغصانِها ووجدتُ مِنْهَا ريحًا طيبَة لَم أَشمّ فِي الْجنَّة أطيب مِنْهَا ريحًا فقلبتُ بَصرِي فِيهَا فَإِذا وَرقهَا حلل من طرائف ثِيَاب الْجنَّة مَا بَين الْأَبْيَض والأحمر والأصفر والأخضر وثمارها أَمْثَال القلال الْعَظِيم من كل ثَمَرَة خلق الله فِي السَّمَاء وَالْأَرْض من ألوان شَتَّى وطعوم وريح شَتَّى فعجبتُ من تِلْكَ الشَّجَرَة وَمَا رَأَيْت من حسنها، فقلتُ يَا جِبْرِيل مَا هَذِه الشَّجَرَة قَالَ هَذِه الَّتِي ذكرهَا الله فِيمَا أنزل عَلَيْك وَهُوَ قَوْله {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مآب} فَهَذِهِ طُوبَى يَا رَسُول الله وَلَك ولكثير من أهلك وَأمتك فِي ظلها أحسن مُنْقَلب ونعيم طَوِيل، ثُمَّ انْطلق بِي جِبْرِيل يطوفُ بِي فِي الْجنَّة حَتَّى انْتهى بِي إِلَى قُصُور فِي الْجنَّة من ياقوت أَحْمَر لَا آفَة فِيهَا وَلَا صدع، فِي جوفها سَبْعُونَ ألف قصر فِي كل قصر مِنْهَا سَبْعُونَ ألف دَار فِي كل دَار مِنْهَا سَبْعُونَ ألف بَيت فِي كل بَيت مِنْهَا سَرِير من درة بَيْضَاء لَهَا أَرْبَعَة آلَاف بَاب يُرى بَاطِن تِلْكَ الْخيام من ظَاهرهَا وظاهرها من بَاطِنهَا من شدَّة ضوئها، وَفِي أجوافها سرر من ذهب فِي ذَلِكَ الذَّهَب شُعَاع كشعاع الشَّمْس تَحار الْأَبْصَار دونَها لَوْلَا مَا قدر الله لأَهْلهَا، وَهِي مكللة بالدر والجوهر عَلَيْهَا فرش بطائنها من استبرق وظاهرها نور منضد يتلألأ فَوق السرر ورأيتُ عَلَى السرر حليا كثيرا لَا أُطِيق صفته لكم فَوق صِفَات الألسن وأماني الْقُلُوب حلي النِّسَاء عَلَى حِدة وحلي الرِّجَال عَلَى حِدة قد ضربت الحجال عَلَيْهَا دون الستور وَفِي كل قصر مِنْهَا وكل دَار وكل بَيت وكل خيمة شَجَرَة كثير سوقها ذهب وغصونها جَوْهَر وورقها حلل وَثَمَرهَا أَمْثَال القلال الْعِظَام فِي ألوان شَتَّى وريح شَتَّى وطعوم شَتَّى، وَمن خلالها أَنهَار تطرد من تسنيم وخمر رحيق وَعسل مصفى وَلبن كزبد وَبَين ذَلِكَ عين سلسبيل وَعين كافور وَعين زنجيل طعمها فَوق وصف الواصفين وريحها ريح الْمسك فِي كل بَيت فِيهَا خيمة لِأَزْوَاج من الْحور الْعين لَو دلّت إِحْدَاهُنَّ كفًّا من السَّمَاء لبذ نور كفها ضوء الشَّمْس فَكيف وَجههَا، وَلَا يوصفن بِشَيْء إِلَّا هن فَوق ذَلِكَ جمالاً وكمالاً لكل وَاحِد مِنْهُنَّ سَبْعُونَ خَادِمًا وَسَبْعُونَ غُلَاما هن خدمها خَاصَّة سوى خدام زَوجهَا وَأُولَئِكَ الخدم فِي النَّظَافَة وَالْحسن كَمَا قَالَ الله تَعَالَى {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حسبتهم لؤلؤا منثورا وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون} .
ثُمَّ انْتهى بِي إِلَى قصر وَرَأَيْت فِي ذَلِكَ الْقصر من الْخَيْر وَالنَّعِيم والنضارة والبهجة وَالسُّرُور والنضرة والشرف والكرامة مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعْتُ وَلَا خطرَ عَلَى قلب بشر من أَصْنَاف الْخَيْر وَالنَّعِيم كل ذَلِكَ مفروغ مِنْهُ ينْتَظر بِهِ صَاحبه من أَوْلِيَاء الله تَعَالَى فتعاظمني مَا رَأَيْت من عجب ذَلِكَ الْقصر فَقلت يَا جِبْرِيل هَلْ فِي الْجنَّة قصر مثل هَذَا؟ قَالَ نعم يَا رَسُول الله كل
قُصُور الْجنَّة مثل هَذَا وَفَوق هَذَا قُصُور كَثِيرَة أفضل مِمَّا ترى يرى بَاطِنهَا من ظَاهرهَا وظاهرها من بَاطِنهَا وَأكْثر خيرا، فقلتُ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ، وَفِي نَحْو هَذَا فَلْيَتَنَافَس الْمُتَنَافسُونَ، فَمَا تركت مِنْهَا مَكَانا إِلَّا رَأَيْته بِإِذن الله تَعَالَى فلأنا أعرفُ بِكُل قصر وَدَار وَبَيت وغرفة وخيمة وشجرة من الْجنَّة مني بِمسجدي هَذَا ثُمَّ أخرجني من الْجنَّة فمررنا بالسموات نتحدر من سَمَاء إِلَى سَمَاء فرأيتُ أَبَانَا آدم ورأيتُ أخي نوح ثُمَّ رأيتُ إِبْرَاهِيم ثُمَّ رأيتُ مُوسَى ثُمَّ رأيتُ أَخَاهُ هَارُون وَإِدْرِيس فِي السَّمَاء الرَّابِعَة مُسْند ظَهره إِلَى ديوَان الْخَلَائق الَّذِي فِيهِ أُمُورهم، ثُمَّ رأيتُ أخي عِيسَى فِي السَّمَاء فسلمتُ عَلَيْهِم كلهم فتلقوني بالبشر والتحية وَكلهمْ سَأَلَني مَا صنعتُ يَا نَبِي الرَّحْمَة وَإِلَى أَيْنَ انْتهى بك وَمَا صنع بك فَأخْبرهُم فيفرحونَ ويستبشرونَ ويحمدونَ الله عَلَى ذَلِكَ ويدعونَ رَبهم ويسألونَ إِلَى الْمَزِيد وَالرَّحْمَة وَالْفضل ثُمَّ انحدرنا من السَّمَاء وَمَعِي صَاحِبي وَأخي جِبْرِيل لَا يفوتني وَلَا أفوته حَتَّى أوردني مَكَاني من الأَرْض الَّتِي حَملَنِي مِنْهَا والحمدُ لله عَلَى ذَلِكَ هُوَ فِي لَيْلَة وَاحِدَة بِإِذن الله وقوته، {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} ثُمَّ بعد ذَلِكَ حَيْثُ شَاءَ الله فَأَنا بِنِعْمَة الله سيد ولد آدم وَلَا فَخر فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَأَنا عَبْد مَقْبُوض عَن قَلِيل بعد الَّذِي رَأَيْت من آيَات رَبِّي الْكُبْرَى وَلَقِيت إخْوَانِي من الْأَنْبِيَاء وَلَقَد اشتقتُ إِلَى رَبِّي وَمَا رأيتُ من ثَوَابه لأوليائه وَقد أحببتُ اللحوق بربي وَلَقي إخْوَانِي من الْأَنْبِيَاء الَّذين رَأَيْت وَمَا عِنْدَ الله خيرٌ وَأبقى انْتهى وَالله أعلم.
قَالَ الْمُؤلف مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ ميسرَة كَذَّاب وَضاع (قلتُ) وَكَذَا قَالَ ابْن عَيَّاش والذهبي فِي الْمِيزَان وَابْن حجر فِي اللِّسَان وَقد أَخْرَجَهُ بِطُولِهِ ابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير.
قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حَامِد الْبَلْخِي حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن الْهياج بْن مربون أَبُو يَعْقُوب الْبَلْخِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حَفْص الْجوزجَاني حَدَّثَنَا الْعَلَاء بْن الحكم الْبَصْرِيّ عَن ميسرَة بْن عَبْد ربه عَن عُمَرَ بْن سُلَيْمَان الدِّمَشْقِي عَن الضَّحَّاك وَعِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أسيد الْأَصْبَهَانِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن يزِيد السَّعْدِيّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عُمَرَ بن سيار التَّمِيمِي حدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا سَعِيد بْن رزين عَن عُمَرَ بْن سُلَيْمَان عَن الضَّحَّاك بْن مُزَاحم وَعِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس بِهِ وَكتب الذَّهَبِيّ بِخطه عَلَيْهِ فِي الْحَاشِيَة أَنَّهُ مَوْضُوع وَهَذَا الطَّرِيق الثَّانِي يدل عَلَى أَنَّهُ الآفة من غير ميسرَة وَقد
قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة عُمَرَ بْن سُلَيْمَان: أَتَى عَن الضَّحَّاك بِحديث الْإِسْرَاء بِلَفْظ مَوْضُوع وَتَبعهُ ابْن حجر فِي اللِّسَان مَعَ ذكرهمَا لَهُ فِي تَرْجَمَة ميسرَة فَإِنَّهُ الْمُتَّهم بِهِ لكنهما تبعا هُنَاكَ ابْن حبَان، وَالْأَشْبَه مَا ذكرَاهُ هُنَا أَن الآفة من عُمَرَ بْن سُلَيْمَان وَالله أعلم.
(أَبُو يعلى) حَدَّثَنَا أَبُو الْمثنى حَدَّثَنَا عُبَيْد بْن وَاقد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن كيسَان حَدَّثَنَا ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابِر قَالَ: قل الْجَرَاد فِي سنة من سني عُمَرَ الَّتِي ولي فِيهَا، فَسَأَلَ عَنْهُ فَلم يخبر بِشَيْء فَاغْتَمَّ لذَلِك فَأرْسل رَاكِبًا إِلَى الْيمن وراكبًا إِلَى الشَّام وراكبًا إِلَى الْعرَاق يسْأَل هَلْ رؤى من الْجَرَاد شَيْء أم لَا، فأفتاهُ الرَّاكِب الَّذِي من قبل الْيمن بقبضة من جَراد فألقاها بَين يَدَيْهِ فَلَمَّا رَآهَا كبر ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله: يَقُولُ خلق الله عز وجل ألف أمة مِنْهَا سِتّمائَة فِي الْبَحْر وَأَرْبَعمِائَة فِي الْبر فَأول شَيْء يهْلك من هَذِه الْأُمَم الْجَرَاد فَإِذا هَلَكت تَتَابَعَت مثل النظام إِذا قطع سلكه، مَوْضُوع: مُحَمَّد بْن عِيسَى يروي عَن ابْن الْمُنْكَدر الْعَجَائِب وَعبيد لَا يُتَابع عَلَى عَامَّة مَا يرويهِ (قلتُ) لَمْ يتهم مُحَمَّد بْن عِيسَى بكذب بل وَثَّقَهُ بَعضهم فِيمَا نَقله الذَّهَبِيّ.
وَقَالَ ابْن عدي أنكر عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيث وَحَدِيث آخر والْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان، واقتصرَ الْحَافِظ عَلَى تَضْعِيفه وَالله أعلم.
(الطَّيَالِسِيّ) فِي مُسْنده حَدَّثَنَا درست بْن زِيَاد عَن يزِيد بْن إبان الرقاشِي عَن أَنَسٍ عَن النَّبِي: قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فِي النَّارِ درست لَيْسَ بِشَيْء (قلتُ) لَمْ يتهم بكذب بل قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف وَوَثَّقَهُ ابْن عدي فَقَالَ أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْس بِهِ.
وروى لَهُ أَبُو دَاوُد والْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى وَأَبُو الشَّيْخ فِي العظمة من طَرِيقه وَله متابع جليل (قَالَ) أَبُو الشَّيْخ حَدَّثَنَا أَبُو معشر الدَّارمِيّ حَدَّثَنَا هَدِيَّة حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلمَة عَن يزِيد الرقاشِي بِهِ وَلِلْحَدِيثِ شَاهد من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ وَأَبُو صَادِق بْن أَبِي الفوارس الْعَطَّار قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله بْن أَبِي دَاوُد المنادى حَدَّثَنَا يُونُس بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن مُخْتَار عَن عَبْد الله الداناج قَالَ شهدتُ أَبَا سَلمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فِي هَذَا
الْمَسْجِد، فجَاء الْحَسَن فَجَلَسَ إِلَيْهِ، قَالَ فَحدث قَالَ حَدَّثَنَا أَبو هُرَيْرَة عَن رَسُول الله قَالَ: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ مُكَوَّرَانِ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
فَقَالَ الْحَسَن: وَمَا ذنبهما فَقَالَ أحَدثك عَن رَسُول الله، قَالَ فَسكت الْحَسَن أَخْرَجَهُ الْبَزَّار والإسماعيلي وَهَذَا الحَدِيث فِي الصَّحِيح بِاخْتِصَار.
قَالَ الْبُخَاريّ حَدَّثَنَا مُسَدّد، حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن الْمُخْتَار حَدَّثَنَا عَبْد الله الداناج، حدَّثَنِي أَبُو سَلمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيّ قَالَ الشمسُ والقمرُ مكوران يَوْم الْقِيَامَة.
وَقَالَ ابْن أَبِي حاتِم فِي التَّفْسِير حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو صالِح حدَّثَنِي مُعَاويَة بْن صالِح عَن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَن أَبِيهِ أَنّ النَّبِي قَالَ فِي قَوْلِهِ {إِذَا الشَّمْسُ كورت} قَالَ كُوِّرَتْ فِي جَهَنَّمَ {وَإِذَا النُّجُوم انكدرت} قَالَ انْكَدَرَتْ فِي جَهَنَّمَ وَكُلُّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَهُوَ فِي جَهَنَّمَ إِلا مَا كَانَ مِنْ عِيسَى وَأُمِّهِ، وَقَالَ الديلمي أَخْبَرَنَا عَبدُوس أَنْبَأَ أَبُو بَكْر الطوسي حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم، حَدَّثَنَا ابْن عُيَيْنَة حَدَّثَنَا بَقِيَّة، حَدَّثَنَا ابْنُ مَرْيَمَ عَن أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ الله: قَالَ فِي قَول الله تَعَالَى: {إِذا الشَّمْس كورت} قَالَ فِي جَهَنَّمَ وَالنُّجُومُ وَالْقَمَرُ كَذَلِكَ وَكُلُّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِلا مَا كَانَ مِنْ عِيسَى وَأُمِّهِ وَلَوْ أَنَّهُمَا رَضِيا بذلك لدخلاها، وَأخرج بن أَبِي وهب فِي كتاب الْأَهْوَال عَن عَطاء بْن يسَار فِي قَوْله تَعَالَى {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} قَالَ كورا يَوْم الْقِيَامَة.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ يُجمعانِ يَوْم الْقِيَامَة ثُمَّ يقذفان فِي النَّار، وَقَالَ عَبْد بْن حميد فِي تَفْسِيره أَخْبرنِي شَبابَة عَن وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيع عَن مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى {وَجمع الشَّمْس وَالْقَمَر} قَالَ كورا يَوْم الْقِيَامَة، وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْملك حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله المخرمي، حَدَّثَنَا ورد بْن عَبْد الله، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن طَلْحَة عَن جَابِر عَن مُسْلِم بْن يناق عَن عَبْد الله بْن عَمْرو قَالَ: إِن الله عز وجل خَلَقَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ثُمَّ أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّار فَلم يَسْتَطِيع مَلْجَأً قَالَ الْخطابِيّ لَيْسَ المُرَاد بكونِهما فِي النَّار تعذيبهما بذلك وَلكنه تبكيتٌ لِمَنْ كَانَ يعبدهما فِي الدُّنْيَا ليعلموا أَن عِبَادَتهم لَهما كَانَت بَاطِلَة وَقيل إنَّهما خلقا من النَّار فأعيدا فِيهَا.
وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ لَا يلزمُ من جَعلهمَا فِي النَّار تعذيبهما فَإِن لله فِي النَّار مَلَائِكَة وحجارة وَغَيرهَا لتَكون لأهل النَّار، عذَابا وَآلَة من آلَات الْعَذَاب، وَمَا شَاءَ الله من ذَلِكَ فَلَا تكون هِيَ معذبة.
وَقَالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث لَمّا وَصفا بأنَّهما يُسبحان فِي قَوْله تَعَالَى: {كُلٌّ فِي فلك يسبحون} وَإِن كل من عُبِدَ من دون الله إِلَّا من سبقت لَهُ الْحسنى يكون فِي النَّار فَكَانَ فِي النَّار يُعذب بهما أَهلهَا بِحيث لَا يبرحان مِنْهَا فَصَارَ كَأَنَّهُمَا ثوران عقيران وَالله أعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الموحد أَنْبَأنَا هنَّاد بْن إِبْرَاهِيم النَّسَفِيّ حَدَّثَنَا أَبُو مُطِيع الْحَسَن بْن مُحَمَّد الشَّافِعِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَليّ الْحَسَن بْن أبي الْحُسَيْن بْن مُوسَى الْفَقِير حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن رزين الْهَرَويّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الله الْهَرَوِيّ وَهُوَ الجويباري أَنْبَأنَا وهب بْن وهب، عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ، عَن أَنَسٍ مَرْفُوعًا: إِذَا انْكَسَفَ فِي الْمُحَرَّمِ كَانَتْ تِلْكَ السَّنَةَ الْبَلاءُ وَالْقِتَالُ وَشُغِلَ السُّلْطَانُ وَفِتْنَتَهُ الْكُبْرَى وَانْتِشَارٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي صَفَرٍ كَانَ نَقْصٌ مِنَ الأَمْطَارِ حَتَّى يَظْهَرَ النُّقْصَانُ فِي الْبَحْرِ وَهُوَ الْغَايَةُ مِنْ نَقْصِ الأَمْطَارِ وَالْقُحُوطِ، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ كَانَ مَجَاعَةٌ وَمَوْتٌ مَعَ أَمْطَارٍ وَحَرْبٍ وَتَحَرَّكَ مَلِكٌ بِمَوْتِ كَيْدٍ، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي جُمَادَى الأُولَى كَانَ بَرْدٌ وَثُلُوجٌ وَأَمْطَارٌ مَعَ مَوْتٍ ذَرِيعٍ وَهُوَ الطَّاعُونُ، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ فَهُوَ زَرْعٌ كَثِيرٌ وَخِصْبُ وَسَعَةٌ مَعَ قِتَالٍ بَيْنَ النَّاسِ وَيَكُونُ جَرَادٌ وَالأَسْعَارُ تَزْدَادُ رُخْصًا وَكَسَادًا، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي رَجَبَ فَهُوَ أَمْطَارٌ وَسَمَكٌ كَثِيرٌ.
قَالَ وَذكر حَدِيثا طَويلا من هَذَا النمط (هَذَا) من وضع الجويباري وَشَيْخه أَيْضا من أكذب النَّاس.
(الدَّارَقُطْنِيّ) حَدَّثَنَا يَعْقُوب عَن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا عُمَرَ بْن شبة حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِدْرِيس حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْعَلَاء عَن سَعِيد بْن زيد عَن عقبَة عَن أَبِيهِ عَن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ مَرْفُوعًا: لَا يُتِمُّ شَهْرَانِ سِتِّينَ يَوْمًا، مَوْضُوع: آفته إِسْحَاق (قلتُ) لَهُ طَرِيق آخر أخرجه الْبَزَّار.
حَدَّثَنَا خَالِد بْن يُوسُف حدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن سعد بْن سَمُرَة حَدَّثَنَا حبيب بْن سُلَيْمَان وَله شَاهد ابْن سَمُرَة حَدثنَا أَبى عَن سَمُرَة بِهِ.
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر يُوسُف تألف وَقد رَوَاهُ غَيره بِلَفْظ آخر.
قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْن هَارُون حَدَّثَنَا مَرْوَان بْن جَعْفَر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن سعد بِسَنَدِهِ بِلَفْظ: إِن الشَّهْر لَا يكمل ثَلَاثِينَ لَيْلَة، قَالَ مُوسَى: معناهُ إَنَّهُ لَا يكمل كل شهر ثَلَاثِينَ بل يكون أَحْيَانًا تسعا وَعشْرين انْتهى.
قَالَ أَبُو
نُعَيْم فِي الْمعرفَة أَنْبَأنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن عميرَة بْن الضَّحَّاك أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن الْمُصَلِّي قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا الْحسن بن الصميدع الْأَنْطَاكِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُبَارك الصُّورِي (ح) وَأخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة أَنْبَأنَا الْبَراء أَبُو عَاصِم حَدَّثَنَا هِشَام بِهِ حَدَّثَنَا سُوَيْد بْن عَبْد الْعَزِيز عَن أَبِي عَبْد الله البحراني، عَن الْقَاسِم أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عميرَة الْمُزنِيّ، قَالَ: خمس حفظتهن من رَسُول الله قَالَ: لَا صفر وَلَا هَامة وَلَا عدوى وَلَا يتمُ شَهْرَان سِتِّينَ يَوْمًا وَمن خفر ذمَّة الله لَمْ يُرِح رَائِحَة الْجنَّة وَورد أَيْضا من حَدِيث أَبِي أُمَامَة.
قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا.
(الْعقيلِيّ) حَدَّثَنَا حجاج بْن عمرَان، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن دَاوُد حَدَّثَنَا هِشَام بْن يُوسُف حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن عَبْد الله بْن أَبِي سُبْرَة عَن عَمْرو بْن أَبِي عَمْرو عَن الْوَلِيد بْن أَبِي الْوَلِيد عَن عَبْد الْأَعْلَى بْن حَكِيم عَن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كتاب فَإِنْ سَأَلُوكَ عَنِ الْمَجَرَّةِ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهَا مِنْ عَرَقِ الأَفْعَى الَّتِي تَحْتَ الْعَرْشِ أوردهُ فِي تَرْجَمَة عَبْد الْأَعْلَى وَقَالَ هَذَا الْحَدِيثُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَعبد الْأَعْلَى مَجْهُول بِالنَّقْلِ وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي سُبْرَة مَتْرُوك وَسليمَان الشَّاذكُونِي مَتْرُوك (قلتُ) قَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا إِسْنَاد مظلم وَمتْن لَيْسَ بِصَحِيح انْتهى.
وَقد أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة من هَذَا الطَّرِيق ووجدتُ لَهُ طَرِيقا آخر، قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي زرْعَة حَدَّثَنَا هِشَام بْن عمار حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن يزِيد حَدَّثَنَا شُعَيْب بْن أَبِي حمرَة عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عمْرَة عَن عبَادَة بْن نسي عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم عَنْ مُعاذ بْن جبل عَن النَّبِيّ قَالَ: المجرة الَّتِي فِي السَّمَاء عرق الْحَيَّة الَّتِي تَحت الْعَرْش.
قَالَ الطَّبَرَانِيّ: تَفَرَّدَ بِهِ هِشَام عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: لَا عَدْوَى وَلا صَفَرَ وَلا هَامَةَ وَلا يُتِمُّ شَهْرَانِ ثَلاثِينَ يَوْمًا وَمَنْ خَفَرَ بِذِمَّةِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ.
وَالله أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زَنْجوَيْه حَدَّثَنَا روح بْن الْفرج (ح) .
وَقَالَ الْعقيلِيّ حَدَّثَنَا روح بْن الْفرج حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد حَدَّثَنَا الْفضل بْن الْمُخْتَار عَن مُحَمَّد بْن مُسلم الطَّائِفِي عَن ابْن أَبِي نُجيح عَن مُجَاهِد عَن جَابِر بْن عبد الله قَالَ
قَالَ النَّبِي: يَا مُعَاذُ إِنِّي مُرْسِلُكَ إِلَى قَوْمٍ أَهْلِ كتاب فَإِذَا سُئِلَتْ عَنِ الْمَجَرَّةِ الَّتِي فِي السَّمَاءِ فَقُلْ هِيَ لُعَابُ حَيَّةٍ تَحْتَ الْعَرْشِ الْفَضْلُ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (قلتُ) هَذَا شاهدٌ لِما قبله وَمن شواهده قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه حَدَّثَنَا أَبِي أَنْبَأنَا معَاذ بْن هِشَام حدَّثَنِي أَبِي عَن قَتَادَة عَن كثير بْن أَبِي كثير عَن أَبِي عِيَاض عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: إِنَّ الْعَرْشَ لَمُطَوَّقٌ بِحَيَّةٍ وَالله أعلم.
(أَبُو الشَّيْخ) حَدَّثَنَا يُوسُف بْن مُحَمَّد الْمُؤَذّن حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد الجساس حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الغداني حَدَّثَنَا بشار بْن عُبَيْد الله عَن عَطاء بْن أَبِي مَيْمُونَة عَن أَنَسٍ مَرْفُوعًا: إِذَا كَانَ الْقَوْسُ مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ فَهُوَ عَامُ خِصْبٍ وَإِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّنَةِ فَهُوَ أَمَانٌ مِنَ الْغَرَقِ لَا يَصِحُّ فِيهِ مَجَاهِيل وضعفاء (قلتُ) بشار قَالَ الْأزْدِيّ مَتْرُوك مُنكر الْأَمر جدًّا وَشَيْخه عَطاء من رجال الصَّحِيحَيْنِ وَإِن تكلم فِيهِ وأمّا أَبُو عُمَرَ الغداني فَكَأَنَّهُ الْمَجْهُول فَإِن أَبَا عُمَرَ الغداني الَّذِي روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ لَيْسَ فِي هَذِه الطَّبَقَة ذَاك يرْوى عَن أَبِي هُرَيْرَةَ وَتفرد بِهِ عَنْهُ قَتَادَة وَالله أعلم.
(الأزدى) حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن عَبْد الله الْمَلْطِي حَدَّثَنَا وهب بْن حَفْص الْحَرَّانِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْحَرَّانِي حَدَّثَنَا خُلَيْد بْن دعْلج عَن عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: أَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ من الْفرق قَوْسُ قُزَحَ وَأَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الاخْتِلافِ الْمُوَالاةُ لِقُرَيْشٍ وَخَالَفَ قُرَيْشًا قَبِيلَةٌ صَارَتْ مِنْ حِزْبِ إِبْلِيسَ، مَوْضُوع: خُلَيْد ضَعَّفُوهُ والراوي عَنْهُ مُنكر الحَدِيث ووهب كَذَّاب يضعُ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (قلتُ) وهب وَشَيْخه بريئان مِنْهُ فقد أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ عَن أَحْمَد بْن عَليّ الأبّار وَابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه من طَرِيق ابْن فيل البليسي وَغَيره جَمِيعًا عَن أَبِي مسلمة إِسْحَاق بْن سَعِيد بْن الأركون الْقُرَشِيّ عَن خُلَيْد بْن دعْلج بِهِ وَأوردهُ صَاحب الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة خُلَيْد وَقَالَ رَوَاهُ عَنْهُ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الدِّمَشْقِي وخليد روى لَهُ ابْن مَاجَه وَقَالَ أَبُو حاتِم صالِح لَيْسَ بالمتين وَإِسْحَاق بْن سَعِيد الأركون قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حاتِم لَيْسَ بِثِقَة قد أَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك.
حَدَّثَنَا مكرم بْن أَحْمَد القَاضِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَليّ الأبّار حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن سَعِيد بْن الأركون حَدَّثَنَا خُلَيْد بْن دعْلج أَظُنهُ عَن قَتَادَة عَن عَطاء بْن أَبِي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِهِ وَقَالَ صَحِيح وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقَالَ واه فِي إِسْنَاده (قلت) قد وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَابْن حبَان وَله شَاهد قَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي سنة حَدَّثَنَا أَبُو عوَانَة عَن أَبِي بشر عَن سَعِيد: أَن هِرقل كتب إِلَى مُعَاويَة يسْأَله عَن الْقوس؟ فَكتب إِلَى ابْن عَبَّاس يسْأَله؟ فَكتب إِلَيْهِ ابْن عَبَّاس: أَن الْقوس أمانٌ لأهل الأَرْض من الْغَرق وَالله أعلم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عُمَرَ بْن عِيسَى الْبَلَدِي حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن سَعِيد بْن الْفضل الْآدَمِيّ حَدَّثَنَا عُبَيْد الْعجلِيّ حَدَّثَنَا بشر بْن الْوَلِيد حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن حَكِيم الحبطي عَن أَبِي رَجَاء العطاردي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: لَا تَقُولُوا قَوْسُ قُزَحَ فَإِنَّ قَزَح هُوَ الشَّيْطَانُ وَلَكِنْ قُولُوا قَوْسُ اللَّهِ فَهُوَ أَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ لَمْ يْرَفْعُهُ غَيْرُ زَكَرِيَّا قَالَ فِيهِ يَحْيَى وَالنَّسَائِيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَد لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ الْمَدِينِيّ هَالك (قلتُ) أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْية قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار يكره أَن يُقال قَوس قزَح وَاسْتدلَّ بِهذا الحَدِيث وَهَذَا يدل عَلَى أَنَّهُ غير مَوْضُوع وَالله أعلم.
(يُوسُف) بْن يَعْقُوب القَاضِي فِي جُزْء الذّكر وَالتَّسْبِيح حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر (ح) وَقَالَ الْعقيلِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَاصِم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الْمقدمِي حَدَّثَنَا الْأَغْلَب بْن تَميم السعودي حَدَّثَنَا مخلد أَبُو الهزيل الْعَبْدي عَن عَبْد الرَّحِيم، وَفِي رِوَايَة الْعقيلِيّ عَن عَبْد الرَّحْمَن الْمَدَنِيّ، وَفِي رِوَايَة لَهُ عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن عدي عَن عَبْد الله بْن عُمَرَ أَن عُثْمَان سألَ النَّبِي وَفِي رِوَايَة الْعقيلِيّ عَن عَبْد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَن عُثْمَانَ قَالَ سَأَلت النَّبِي عَن تَفْسِيرِ:{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْض} فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ تَفْسِيرُهَا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الأَوَّلِ وَالآخِرِ وَالظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ بِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، يَا عُثْمَانُ مَنْ قَالَهَا إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى عَشْرَ مَرَّاتٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ سِتَّ خِصَالٍ: أَمَّا أَوَّلُ خَصْلَةٍ فَيُحْرَسُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَيُعْطَى قِنْطَارٌ مِنَ الأَجْرِ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَتُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَأَمَّا الرَّابِعَةُ فَيُزَوِّجُهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ فَيَحْضُرُهَا اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا،
وَأَمَّا السَّادِسَةُ فَفِيهَا مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَلَهُ يَا عُثْمَانُ كَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ فَتُقُبِّلَ حَجُّهُ وَتُقُبِّلَ عُمْرَتُهُ، فَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ ختم لَهُ بطالع الشُّهَدَاءِ، مَوْضُوع: الْأَغْلَب لَيْسَ بِشَيْء ومخلد مُنكر الحَدِيث وَشَيْخه ضَعِيف (قلتُ) أوردهُ الْعقيلِيّ فِي تَرْجَمَة الْأَغْلَب وَنقل عَن يَحْيَى بْن معِين أَنَّهُ قَالَ لَا يُتابع الْأَغْلَب عَلَيْهِ إِلَّا من هُوَ دونه وَأَعَادَهُ فِي تَرْجَمَة مخلد.
وَقَالَ فِي إِسْنَاده نظر، وَأوردهُ صَاحب الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة مخلد وَقَالَ: هَذَا مَوْضُوع فِيمَا أرى وَأوردهُ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ وَقَالَ: فِيه نَكَارَة وَقَالَ الشهَاب البوصيري قد قيلَ إِنَّه مَوْضُوع لَيْسَ بِبَعِيد قَالَ وَهَذَا الْإِسْنَاد أصلحُ أسانيده ولَمْ أر لعبد الرَّحْمَن الْمَدَنِيّ تَرْجَمَة لَا فِي الْمِيزَان وَلَا فِي اللِّسَان، والْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنده وَابْن أَبِي عَاصِم وَأَبُو الْحَسَن الْقطَّان فِي الطوالات وَابْن الْمُنْذر وَابْن أَبِي حاتِم وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرها وَابْن السّني فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات من طَرِيق يُوسُف القَاضِي بِهِ وَهُوَ قد الْتزم أَن لَا يخرج فِي تصانيفه حَدِيثا يعلمُ أَنَّهُ مَوْضُوع.
وَله شاهدٌ.
قَالَ الْحَارِث فِي مُسْنده حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن وَاقد حَدَّثَنَا حفصُ بْن عَبْد الله الإفْرِيقِي حَدَّثَنَا حَكِيم بْن نَافِع عَن الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ سُئِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَن مقاليد الأَرْض وَالسَّمَوَات، قَالَ قَالَ رَسُول الله: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْضِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ مِنْ كُلِّ كُنُوزِ الْعَرْشِ الْحَدِيث، حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ ضَعَّفُوهُ وَعبد الرَّحْمَن بْن وَاقد قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث وَله طريقٌ آخر عَن ابْن عُمَرَ.
قَالَ ابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السُّوسِي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سَعِيد بْن يَحْيَى القَاضِي حَدَّثَنَا سَعِيد بْن يزيع الرقي حَدَّثَنَا سَعِيد بْن مسلمة بْن هِشَام حَدَّثَني كُلَيْب بْن وَائِل عَن عَبْد الله بْن عُمَرَ عَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ سَأَلت رَسُول الله عَن قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض} فَقَالَ لِي يَا عُثْمَانُ لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَن مَسْأَلَةٍ لَمْ يَسْأَلْنِي عَنْهَا أحد قبلك مقاليد السَّمَوَات وَالأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، يَا عُثْمَانُ مَنْ قَالَهَا فِي
كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ أُعْطِيَ بهَا عشر خِصَالٍ، أَمَّا أَوَّلُهَا فَيُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَيُكْتَبُ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَيُوَكَّلُ بِهِ مَلَكَانِ يَحْفَظَانِهِ فِي لَيْلِهِ وَنَهَارِهِ مِنَ الآفَاتِ وَالْعَاهَاتِ وَأَمَّا الرَّابِعَةُ فَيُعْطَى قِنْطَارًا مِنَ الأَجْرِ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ فَيَكُونُ لَهُ أَجْرُ مَنْ أَعْتَقَ مِائَةَ رَقَبَةٍ مُحَرَّرَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَأَمَّا السَّادِسَةُ فَفِيهَا مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ، وَأَمَّا السَّابِعَةُ فَيُبْنَى لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الثَّامِنَةُ فَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَأَمَّا التَّاسِعَةُ فَيُعْقَدُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارُ، وَأَمَّا الْعَاشِرَةُ فَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَا عُثْمَانُ إِنِ اسْتَطَعْت أَفلا تَفُوتَنَّكَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ تَفُزْ مَعَ الفائزين وتسبق بهَا مَعَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابن مَاجَه وَضَعَّفُوهُ وَشَيْخه من رجال الْبُخَاريّ.
وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْمُبَارك الصَّنْعَانِيّ حَدَّثَنَا زيد بْن الْمُبَارك حَدَّثَنَا سَلام بْن وهب الجندي حَدَّثَنَا أَبِي عَن طَاوس عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ جَاءَ إِلَى النَّبِي فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَن مقَالِيدِ السَّمَوَات وَالأَرْضِ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ الأَوَّلِ وَالآخِرِ وَالظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ بِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَمَنْ قَالَهُنَّ يَا عُثْمَانُ أَعْطَاهُ اللَّهُ سِتَّ خِصَالٍ، أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَيُحْرَسُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَيُعْطَى قِنْطَارًا فِي الْجنَّة، وَأما الثَّالِث فَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ فَتُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ وَأَمَّا الْخَامِسَةُ فَيَكُونُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ فِي قُبَّةٍ، وَأَمَّا السَّادِسَةُ فَيَحْرُزُهُ اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا عِنْدَ مَوْتِهِ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَيَزُفُّونَهُ مِنْ قَبْرِهِ إِلَى الْمَوْقِفِ فَإِنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ أَهَاوِيلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ ثُمَّ يُحَاسِبُهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَزُفُّونَهُ إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ مَوْقِفِهِ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ حَتَّى يُدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَالنَّاسُ فِي شِدَّةِ الْحِسَابِ، سَلامُ بْنُ وَهْبٍ مَجْهُولٌ قَالَ الْخَلِيل فِي الْإِرْشَاد: روى سَلام الجندي عَن عَمْرو بن دِينَار عَن طَاوُوس عَنِ ابْن عَبَّاس عَنِ النَّبِيِّ أَن عُثْمَان سَأَلَهُ عَن قَوْله لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض ولَمْ يُتابعه أحد عَن عَمْرو وَسَلام لَيْسَ بِذَاكَ الْمَشْهُور وَالله أعلم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا التنوخي أَنْبَأنَا عَلِيّ بْن عُمَرَ السكرِي حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد مِفْتَاح بْن خلف الْخُرَاسَانِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صالِح الْكَرَابِيسِي الْبَلْخِي حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يزِيد الجصام حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحِيم بْن وَاقد حَدَّثَنَا الْفُرَات بْن السَّائِب عَن مَيْمُون بْن مهْرَان، عَن ابْن عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يَفْطِنُ لَهُ وَلا سَمِعَ بِهِ وَإِنَّ لأَبِي جَادٍ لَحَدِيثًا عَجِيبًا، أَمَّا أَبُو جَادٍ فَأَبَى آدَمُ الطَّاعَةَ وَجَدَّ فِي أَكْلِ الشَّجَرَةِ، وَأَمَّا هَوَّزُ فَهَوَى مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْض،
وَأَمَّا حُطِّي فَحُطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ، وَأَمَّا كَلَمُنُ فَأَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ وَمن عَلَيْهَا بِالتَّوْبَةِ، وَأَمَّا سَعْفَصُ فَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَأُخْرِجَ مِنَ النَّعِيمِ إِلَى النَّكَدِ، وَأَمَّا قَرَشَتُ فَأَقَرَّ بِالذَّنْبِ وَسَلِمَ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَوْضُوع عَلَى ابْن عَبَّاس وَفِيه مَجَاهِيل والفرات لَيْسَ بِشَيْء (قلتُ) أَخْرَجَهُ ابْن جرير فِي تَفْسِيره حَدَّثَنَا الْمثنى بْن مُعاذ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن الْحجَّاج حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحِيم بْن وَاقد وَقَالَ عَبْد الرَّحِيم مَجْهُول غير مَعْرُوف بِالنَّقْلِ غير جَائِز الِاحْتِجَاج بِما يرويهِ.
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان الظَّاهِر أَنَّهُ غير الْخُرَاسَانِي انْتهى، وَلَكِن قَالَ الْخَطِيب عقب إِخْرَاجه عَبْد الرَّحِيم بْن وَاقد والفرات بْن السَّائِب كِلَاهُمَا ضعيفان وَهَذَا يدل عَلَى أَنَّهُ غير الْخُرَاسَانِي فَإِن الْخَطِيب ضعفه وَقَالَ فِي حَدِيثه مَنَاكِير لأنّها عَن ضعفاء ومجاهيل لَكِن ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَالله أعلم.
(سَعِيد) بْن مَنْصُور فِي سنَنه حَدَّثَنَا الحكم بْن ظهير، عَن السّديّ عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن سابط، عَن جَابِر بْن عَبْد الله قَالَ جَاءَ بُسْتَانِي الْيَهُودِيُّ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ النُّجُومِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ سَاجِدَةً لَهُ مَا أَسْمَاؤُهَا فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَهُ فَأرْسل إِلَى الْيَهُودِيّ قَالَ إِنْ أَخْبَرْتُكَ بِأَسْمَائِهَا تُسْلِمْ؟ قَالَ أَخْبِرْنِي قَالَ خَرْثَانُ وَطَارِقٌ وَالذَّيَّالُ وَذُو الْكَنْفَانِ وَذُو الْفَرْعِ وَوَثَّابٌ وَعَمُودَانُ وَعَبَّاسٌ وَالضَّرَوَّحُ وَالْمُصْبَحُ وَالْفَيْلَقُ وَالضِّيَاءُ وَالنُّورُ، قَالَ يَعْنِي أَبَاهُ وَأُمَّهُ رَآهَا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ سَاجِدَةً لَهُ فَلَمَّا قَصَّ رُؤْيَاهُ عَلَى أَبِيهِ قَالَ أَرَى أَمْرًا مُشَتَّتًا يَجْمَعُهُ اللَّهُ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ هَذِه وَالله هَذِه أَسْمَاؤُهَا، مَوْضُوع: السّديّ كَذَّاب وَالْحكم بْن ظهير مَتْرُوك (قلتُ) كلا لَيْسَ السّديّ الْمَذْكُور فِي الْإِسْنَاد الْكذَّاب ذَاك مُحَمَّد بْن مَرْوَان الصَّغِير، وَهَذَا إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن الْكَبِير أحد رجال مُسْلِم والْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبَزَّار وَأَبُو يَعْلَى فِي مسنديهما وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أَبِي حاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم وَأَبُو نُعَيْم وَالْبَيْهَقِيّ كِلَاهُمَا فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وللحكم متابع قوي أَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصفار، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن نصر، حَدَّثَنَا عَمْرو بْن حَمَّاد حَدَّثَنَا طَلْحَة القناد حَدَّثَنَا أَسْبَاط بْن نصر عَن السّديّ بِهِ، وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسْلِم فَزَالَتْ تُهْمَة الحكم وَالله أعلم.
(الْعقيلِيّ) حدَّثَنِي أَحْمَد بْن دَاوُد القومسي حَدَّثَنَا صَفْوَان بْن صَالح حَدثنَا الْوَلِيد بن
مُسْلِم حَدَّثَنَا روح بْن جنَاح عَن الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بَيْتٌ يُقَالُ لَهُ الْمَعْمُورُ بِجِبَالِ هَذِهِ الْكَعْبَةِ وَفِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ نَهَرٌ يُقَالُ لَهُ الْحَيَوَانُ يَدْخُلُ فِيهِ جِبْرِيلُ كُلَّ يَوْمٍ فَيَنْغَمِسُ فِيهِ انْغِمَاسَهُ ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَنْتَفِضُ انْتِفَاضَةً فَيَخِرُّ عَنْهُ سَبْعُونَ أَلْفَ قَطْرَةٍ فَيَخْلُقُ اللَّهُ عز وجل مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ مَلَكًا ثُمَّ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَأْتُوا الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ فَيُصَلُّونَ فِيهِ ثُمَّ يَخْرُجُونَ فَلا يَعُودُونَ إِلَيْهِ أَبَدًا فَيُوَلِّي عَلَيْهِمْ أَحَدَهُمْ، ثُمَّ يُؤْمَرُ أَنْ يَقِفَ بِهِمْ فِي السَّمَاءِ مَوْقِفًا يُسَبِّحُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، مَوْضُوع: آفته روح.
قَالَ الْحَافِظ عَبْد الْغَنِيّ الحَدِيث مُنْكَرٌ لَا أصلَ لَهُ عَن الزُّهْرِيّ وَلَا سَعِيد وَلَا أَبِي هُرَيْرَةَ.
(قلتُ) مَا هُوَ بِموضوع قَالَ الْعقيلِيّ عقب إِخْرَاجه لَا يُحفظ من حَدِيث الزُّهْرِيّ إِلَّا عَن روح بْن جنَاح وَفِيه رِوَايَة من غير هَذَا الْوَجْه بإسنادٍ صالِح وَذكر الْبَيْت الْمَعْمُور انْتهى.
الحَدِيث أَخْرَجَهُ ابْن الْمُنْذر وَابْن أَبِي حاتِم وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم وروح لَمْ يتهم بكذب بل قَالَ النَّسَائِيّ وَغَيره لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَوَثَّقَهُ دُحَيْم، وَقَالَ أَبُو حاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يُحتج بِهِ وَقَالَ أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي فِي أمره نظر، وَقد ورد فِي عدَّة أَحَادِيث أَن الْبَيْت الْمَعْمُور بِجبال الْكَعْبَة وَأَنه يدْخلهُ فِي كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك يصلونَ فِيهِ ثُمَّ لَا يعودون إِلَيْهِ أبدا وَورد ذَلِكَ من حَدِيث أنس وَعلي وَابْن عَبَّاس وَابْن عُمَرَ وَعَائِشَة وإنّما المستغرب فِي هَذَا الحَدِيث قصَّة جِبْرِيل وتولية أحدهم وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مَا يُنكر لَا عقلا وَلَا شرعا ثُمَّ رأيتُ لقصة جِبْرِيل شَاهدا من حَدِيث أَبِي سَعِيد.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله المَخْزُومِي، حَدَّثَنَا مَرْوَان بْن مُعَاويَة الْفَزارِيّ عَن زِيَاد بْن الْمُنْذر عَن عَطِيَّة عَن أَبِي سَعِيدٍ أَن رَسُول الله قَالَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَنَهَرًا مَا يُدْخِلُهُ جِبْرِيلُ مِنْ دَخَلَةٍ فَيَخْرُجُ فَيَنْتَفِضُ إِلا خَلَقَ اللَّهُ عز وجل مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْهُ مَلَكًا، زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا أَبُو عميرَة الرَّمْلِيّ حَدَّثَنَا ضَمرَة عَن الْعَلَاء بن هَارُون قَالَ: لِجبريل عليه السلام انغماسة فِي الْكَوْثَر ثُمَّ ينتفضُ فَكل قَطْرَة يخلق مِنْهَا ملك.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا سَلمَة بْن شبيب حَدَّثَنَا زيد بْن الْحباب حدَّثَنِي مُعْتَمر أَبُو الحكم الْبَاهِلِيّ عَن قَتَادَة: قَالَ فِي السَّمَاء الرَّابِعَة نَهْرٌ يُقَال
لَهُ الْحَيَاة يدْخلهُ ملك فيغتسل فِيهِ ثُمَّ يَخرجُ مِنْهُ ينفضُ جنَاحه فيقطر مِنْهُ مثل قطر السَّمَاء فيخلق الله عز وجل من كل قَطْرَة ملكا يسبحه ويقدسه إِلَى النفخة الأولى وَالله أعلم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا القَاضِي أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بْن عَليّ الوَاسِطِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْفَرح الْخلال الْمقري حَدثنَا أَبُو حَامِد بْن رَجَاء بْن عُبَيْدَة قدم علينا لِلْحَجِّ سنة عشر وثلاثمائة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الْبَصْرِيّ، حَدَّثَنَا سُوَيْد بْن نصر الْبَلْخِي، حَدَّثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن حَمَّاد عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عَبْدِ اللَّهِ مَرْفُوعًا: لله ثَلَاث أَمْلاكٍ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْكَعْبَةِ وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِمَسْجِدِي هَذَا وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْمَسْجِدِ الأَقْصَى: فَأَمَّا الْمُوَكَّلُ بِالْكَعْبَةِ فينادي فِي كُلَّ يَوْمٍ مَنْ تَرَكَ فَرَائِضَ اللهِ خَرَجَ مِنْ أَمَانِ اللهِ، وَأَمَّا الْمُوَكَّلُ بِمَسْجِدي هَذَا فَيُنَادِي كُلَّ يَوْمٍ مَنْ تَرَكَ سُنَّةَ مُحَمَّدٍ لَمْ يَرِدِ الْحَوْضَ وَلَمْ تُدْرِكْهُ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ، وَأَمَّا الْمُوَكَّلُ بِالْمَسْجِدِ الأَقْصَى فَيُنَادِي كُلَّ يَوْمٍ مَنْ كَانَتْ طُعْمَتُهُ حَرَامًا كَانَ عَمَلُهُ مَضْرُوبًا بِهِ حُرَّ وَجْهِهِ.
قَالَ الْخَطِيبُ هَذَا مُنْكَرٌ وَرِجَاله ثِقَات معروفون سوى الْبَصْرِيّ وَابْن رَجَاء فإنَّهما مَجْهُولَانِ (قلتُ) قَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا خبر كذب وَالله أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْمثنى حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن أَبِي إِسْرَائِيل حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر أَخْبرنِي أَبُو حَازِم عَن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ قَالَ رَسُول الله أُحُدٌ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْجَنَّةِ تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ (قلتُ) هُوَ وَالِد عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ وَهُوَ وَإِن كَانَ ضَعِيفا لَمْ يتهم بكذب، وَقد روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقد تعقب الْحَافِظ ابْن حجر عَلَى الْمُؤلف فِي حَدِيث الديك لما أعمله بِهِ فَقَالَ وَالِد عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ ضعيفٌ وَلَكِن لَم يبلغ أمره إِلَى أَن يُحكم عَلى حَدِيثه بِالْوَضْعِ ولِهذا الحَدِيث شَاهد.
قَالَ ابْن مَاجَه حَدَّثَنَا هنَّاد بْن السّري حَدَّثَنَا عَبدة عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَن عَبْد الله بْن مكنف سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ أُحُدًا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ وَهُوَ عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ وَعَيْرٌ عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ النَّارِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِكْنَفٍ ضَعِيفٌ وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن الْفضل الإسقاطي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرْعرة (ح) وَأَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سِنَان الوَاسِطِيّ حَدَّثَنَا عَليّ بن شُعَيْب بن السمار قَالَا حَدَّثَنَا ابْن أبي فُدَيْكٍ حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن إِسْحَاق عَن عَبْد الْمجِيد بْن عَبْد الله بْن أَبِي عبس عَن أَبِيه عَن جده أَن
رَسُول الله قَالَ لأحد: هَذَا جبلٌ يحبنا ونحبه إِنَّه عَلَى بَاب من أَبْوَاب الْجنَّة، وَهَذَا عير يبغضنا ونبغضه إِنَّه عَلَى بَاب من أَبْوَاب النَّار.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا بهْلُول بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أويس حدَّثَنِي كَثِيرِ بْن عَبْد الله بْن عَمْرو بن عَوْفٍ الْمُزْنِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدِّهِ مَرْفُوعًا (أَرْبَعَةُ) أَجْبُلٍ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ (وَأَرْبَعَةُ) أَنْهَارٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ (وَأَرْبَعَةُ) مَلاحِمِ مِنْ مَلاحِمِ الْجَنَّةِ، قِيلَ فَمَا إِلا جَبَلٌ قَالَ أُحُدٌ جَبَلٌ يحبنا ونحبه جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ وَطُور جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ وَلِبْنَانٌ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ وَلَمْ يَذْكُرِ الرَّابِعَ وَالأَنْهَارُ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ وَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالْمَلاحِمُ بَدْرٌ وَأُحُدٌ وَالْخَنْدَقُ وَخَيْبَرُ. لَا يَصِحُّ كثير كَذَّاب قَالَ ابْن حبَان لَهُ عَن أَبِيهِ عَن جَدِّه نُسْخَة مَوْضُوعَة قلتُ
قَالَ فِي الْمِيزَان روى التِّرْمِذِيّ من حَدِيثه الصُّلْح جَائِز بَين الْمُسلمين وَصَححهُ فلِهذا لَا يعْتَقد الْعلمَاء عَلَى تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ انْتهى.
وَقد روى لَهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه حَدِيثا فِي تَكْبِير الْعِيدَيْنِ وَآخر فِي زَكَاة الْفطر وثالثًا فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {قد أَفْلح من تزكّى} الْآيَة ورابعًا وروى الدَّارَقُطْنِيّ أَحَادِيث.
وَقَالَ كثير ضَعِيف وروى لَهُ الدَّارمِيّ والطَّحَاوِي وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عدَّة أَحَادِيث كل ذَلِكَ من هَذِه النُّسْخَة الَّتِي رَوَاهَا عَن أَبِيهِ عَن جدِّه.
وَقَالَ مَالك فِي الْمُوَطَّأ إِنَّه بلغه أَن رَسُول الله قَالَ: تركتُ فِيكُم أَمريْن لن تضلوا مَا تَمسكتم بِهما كتاب الله وسنتي وأسنده ابْن عَبْد الْبر فِي التَّمْهِيد من طَرِيق كثير عَن أَبِيهِ عَن جدِّه.
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَطْرَافه فَالظَّاهِر أَن مَالِكًا أَخذه عَن كثير وَالْأَشْبَه أَن كثيرا فِي دَرَجَة الضُّعَفَاء الَّذين لَا ينحط حَدِيثهمْ إِلَى دَرَجَة الْوَضع، وَأَن الحَدِيث الَّذِي أوردهُ الْمُؤلف فِي دَرَجَة الضَّعِيف الَّذِي لَمْ ينحط إِلَى دَرَجَة الْمَوْضُوع.
وَقد ثَبت أَن الْأَنْهَار الْأَرْبَعَة الْمَذْكُورَة من أنْهَار الْجنَّة فِي عدَّة أَحَادِيث مِنْهَا حَدِيث مُسْلِم عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ: رَسُول الله سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنْهَار الْجنَّة.
وَحَدِيث سهل بْن سعد السَّابِق فِي أحد شَاهد لقصة الأجبل، فاتضح أَنَّهُ لَيْسَ فِي الحَدِيث مَا يستنكرُ.
وَقد أَخْرَجَهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير، وَله شاهدٌ من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي
الْأَوْسَط حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن كثير حَدَّثَنَا أَبِي حدَّثَنِي سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنِ النَّبِي قَالَ أَرْبَعَة أجبال مِنْ أَجْبَالِ الْجَنَّةِ وَأَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَأَمَّا الأَجْبَالُ فالطور ولبنان وطور سينا وَطُورُ زَيْتًا وَالأَنْهَارُ الْفُرَاتُ وَالنِّيلُ وَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالله أعلم.
(حَدَّثَنَا) عَن عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن سلوان الْمَازِني، أَنْبَأنَا أَبُو الْقَاسِم الْفضل بْن جَعْفَر التَّمِيمِي، أَنْبَأنَا أَبُو شيبَة إِبْرَاهِيم بْن دِينَار بْن روزبة، حَدَّثَنَا الْعَلَاء بْن عَمْرو حَدَّثَنَا عَبْد الْمُنعم بْن إِدْرِيس حَدَّثَنَا أَبِي عَن وهب بْن مُنَبّه عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى شَيَاطِينَ فِي الْبَرِّ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْبَحْرِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الْبَحْرِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْبَرِّ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي اللَّيْلِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي النَّهَارِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي النَّهَار لَيْسَ لَهُم مَا فِي اللَّيْلِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الظُّلْمَةِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي النُّورِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي النُّورِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الظُّلْمَةِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الْمَنَامِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْيَقَظَةِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الْيَقَظَةِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْمَنَامِ سُلْطَانٌ وَشَيَاطِينَ فِي الْجُمُوعِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْوَحْدَةِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الْوَحْدَةِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْجُمُوعِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ مُوَكَّلُونَ بِالرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ، وَشَيَاطِينَ مُوَكَّلُونَ بِالنِّسَاءِ دُونَ الرِّجَالِ وَشَيَاطِينَ مُوَكَّلُونَ بِالْمُلُوكِ دُونَ الْمَمْلُوكِ وَشَيَاطِينَ مُوَكَّلُونَ بالْمَمْلُوكِ دُونَ الْمُلُوكِ وَشَيَاطِينَ مُوَكَّلُونَ بِالصِّغَارِ دُونَ الْكِبَارِ وَشَيَاطِينَ مُوَكَّلُونَ بِالْكِبَارِ دُونَ الصِّغَارِ وَشَيَاطِينَ مُوَكَّلُونَ بِالْمَسَاجِدِ يَطْرُدُونَ النَّاسَ عَنْهَا طَرْدًا عَنِيفًا عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ، يَطْرُدُونَهُمْ إِلَى الشَّهَوَاتِ وَإِلَى الَْلَذَّاتِ، وَإِلَى الأَسْوَاقِ وَإِلَى الْمجَالِس وَالْجمعَات، وَيُشَهُّونَ إِلَيْهِمْ وَيُحَبِّبُونَ إِلَيْهِمُ الْجُلُوسَ عَلَى الْمَعَاصِي الَّتِي لَا يَعْصِمُهُمْ مِنْهَا إِلا اللَّهُ فَإِنْ صَلَّى صَلاةَ الْغَدَاةِ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهَ وَذَكَّرَ بِهِ حَتَّى تطلع الشَّمْس ثمَّ صلى أَربع رَكَعَاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ مِنْ سَاعَتِهِ تِلْكَ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْغَدِ، مَوْضُوع: الْعَلَاء وَعبد الْمُنعم كذابان (قلتُ) أَخْرَجَهُ الديلمي أَنْبَأنَا أَبِي أَنْبَأنَا أَبُو عَليّ ابْن الْبَنَّا أَنْبَأنَا ابْن شَاذان حَدَّثَنَا عِيسَى بْن مُحَمَّد الطوماري أَنْبَأنَا ابْن الْبَراء أَنْبَأنَا عَبْد الْمُنعم بِهِ فبرئ الْعَلَاء وانحصرَ الأمرُ فِي عَبْد الْمُنعم وَالله أعلم.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا سُوَيْد بْن سَعِيد، حَدَّثَنَا الحكم بْن فُضَيْل الْعَبْدي، حَدَّثَنَا عَطِيَّة عَن أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا: الْيَدَانِ جَنَاحَانِ وَالرِّجْلانِ بَرِيدَانِ وَالأُذُنَانِ قِمْعٌ وَالْعَيْنَانِ دَلِيلٌ وَاللِّسَانُ تُرْجُمَانٌ، وَالطِّحَالُ ضَحِكٌ وَالرِّئَةُ نَفَسٌ، والكليتان مكر
وَالْكَبِدُ رَحْمَةٌ وَالْقَلْبُ مَلِكٌ، فَإِذَا فَسَدَ الْمَلِكُ فَسَدَ جُنُودُهُ، وَإِذَا صَلَحَ الْمَلِكُ صَلَحَ جُنُودُهُ.
(الطَّبَرَانِيّ) حَدَّثَنَا بَكْر بْن سهل حَدَّثَنَا نُعَيْم بْن حَمَّاد حَدَّثَنَا بَقِيَّة بْن الْوَلِيد حدَّثَنِي عتبَة بْن أَبِي الْحَكِيم عَن طَلْحَة بْن نَافِع عَن كَعْبٍ قَالَ أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: هَلْ سَمِعْتِ رَسُولَ الله نَعَتَ الإِنْسَانَ فَانْظُرِي هَلْ يُوَافِقُ نعتي نعت رَسُول الله فَقَالَتِ: انْعَتْ، فَقَالَ: عَيْنَاهُ هَادٍ وَأُذُنَاهُ قِمْعٌ وَلِسَانُهُ تُرْجُمَانٌ وَيَدَاهُ جَنَاحَانِ وَرِجْلاهُ بَرِيدَانِ وَكَبِدُهُ رَحْمَةٌ وَرِئَتُهُ وَطِحَالُهُ ضَحِكٌ وَكُلْيَتُهُ مَكْرٌ وَالْقَلْبُ مَلِكٌ، فَإِذَا طَابَ طَابَ جُنُودُهُ وَإِذَا فَسَدَ فَسَدَ جُنُودُهُ فَقَالَت سَمِعت رَسُول الله يَنْعَتُ الإِنْسَانَ هَكَذَا، مَوْضُوع.
عَطِيَّة ضَعِيف وَكَانَ يُدلس فِي الْكَلْبِيّ بِأبي سَعِيد فيظن الْخُدْرِيّ وَالْحكم لَا يُتَابع عَلَى مَا ينْفَرد بِهِ، وسُويد ضعفه يَحْيَى، وَطَلْحَة لَيْسَ بِشَيْء، وَعتبَة ضَعِيف (قلت) الحكم وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَغَيره.
وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ من الْعباد ذكره فِي الْمِيزَان وسُويد واه وهَّاهُ ابْن معِين فقد وَثَّقَهُ أَحْمَد وَأَبُو حاتِم وَأَبُو زُرْعَة وَالْبَغوِيّ وصالِح حَرزَة والدَّارَقُطْنِيّ وَآخَرُونَ وَاحْتج بِهِ مُسْلِم فِي صَحِيحه وَكفى بذلك غَايَة أمره أَنَّهُ عمي وعمره مائَة سنة فاختلَّ حفظه وَله متابعٌ أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الصَّباح حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن وَاقد حَدَّثَنَا هِشَام بْن مُحَمَّد بْن السَّائِب حَدَّثَنَا أَبُو الْفضل الْعَبْدي من آل حَرْب بْن مصقلة عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد بن وعطية لَم ينْتَه أمره إِلَى أَن يُحكم عَلَى حَدِيثه بِالْوَضْعِ بل التِّرْمِذِيّ يحسن لَهُ وَأما طَلْحَة بْن نَافِع وَإِن كَانَ ابْن معِين ضعفه فقد وَثَّقَهُ أَحْمَد وَأَبُو زرْعَة وَغَيرهمَا وَاحْتج بِهِ مُسْلِم فِي صَحِيحه وروى لَهُ الْبُخَاريّ مَقْرُونا بِغَيْرِهِ وَبَقِيَّة السِّتَّة، وَأما عتبَة بْن أَبِي حَكِيم فروى لَهُ الْأَرْبَعَة.
وَقَالَ أَبُو حاتِم صالِح وَقَالَ ابْن معِين مرّة ثِقَة وَقَالَ مرّة ضَعِيف فَلهُ فِيهِ قَولَانِ وَقَالَ أَحْمَد لين وَقَالَ ابْن عدي أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْس بِهِ، وَقَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ متوسط حسن الحَدِيث فَتبين أَن رجال هذَيْن الإسنادين مظلومونَ مَعَ المُصَنّف، وَقد أخرج الْحَدِيثين أَبُو نُعَيْم فِي الطِّبّ وَلِلْحَدِيثِ طريقٌ آخر عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان أَنْبَأنَا أَبُو الْحُسَيْن بْن بَشرَان أَنْبَأنَا إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مَنْصُور حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق أَنْبَأنَا معمر عَن عَاصِم عْن أبي صالِح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: القلبُ ملك وَله جنود فَإِذا صلح الملكُ صلحت جُنُوده وَإِذا فسدَ الْملك فَسدتْ جُنُوده والأذنانِ قمع والعينان مصلحَة وَاللِّسَان ترجمان وَالْيَدَانِ جَنَاحَانِ وَالرجلَانِ بريدان والكبد رَحْمَة وَالطحَال ضحك والكليتان مكر والرئة نفس، قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَكَذَا جَاءَ مَوْقُوفا ومعناهُ فِي الْقلب جَاءَ فِي حَدِيث النُّعْمَان بْن
بشير مَرْفُوعا وَقد رَوَاهُ عَبْد الله بْن الْمُبَارك عَن معمر بِإِسْنَادِهِ وقَالَ رَفعه أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ أَنْبَأنَا أَبُو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد النسوي حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم النَّيْسَابُورِي قَالَ سُئِلَ الْحَسَن بْن عِيسَى عَن حَدِيث ابْن الْمُبَارك فَقَالَ حدَّثَنِي أَبُو الْأسود حَدَّثَنَا عَبْد الله حَدَّثَنَا معمر عَن عَاصِم بْن أَبِي النجُود عَن أَبِي صالِح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَفعه فَذكره، قَالَ وَقد رواهُ أَيْضا الحكم بْن فُضَيْل عَن عَطِيَّة عَن أَبِي سَعِيد مَرْفُوعا انْتهى.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْم فِي الطِّبّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الطلحي حَدَّثَنَا الفضيل بْن مُحَمَّد بْن عقيل النَّيْسَابُورِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي طيبَة الْجِرْجَانِيّ حَدَّثَنَا حَمّاد بْن سَلمَة عَن عَاصِم عَن أَبِي صالِح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي قَالَ الْيَدَانِ جَنَاحَانِ وَالرِّجْلانِ بَرِيدَانِ وَالطِّحَالُ فِيهِ النَّفَسُ.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنْبَأنَا أَبُو الْحُسَيْن بْن الْفضل أَنْبَأنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن سُفْيَان حدَّثَنِي سَعِيد بْن أَبِي مَرْيَم أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن مُسْلِم حدَّثَنِي عَمْرو بْن دِينَار أَخْبرنِي ابْن شهَاب عَن عِيَاض بْن خَليفَة عَن عَليّ بْن أَبِي طَالب أَنَّهُ سَمعه يَقُولُ وَهُوَ بصفين: إِن الْعقل فِي الْقلب، وَأَن الرَّحْمَة فِي الكبد، وَأَن الرأفة فِي الطحال، وَأَن النَّفس فِي الرئة.
وَقَالَ ابْن السّني فِي الطِّبّ أَنْبَأنَا الْحُسَيْن بْن عَبْد الله الْقطَّان حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن عقبَة حَدَّثَنَا بَقِيَّة بْن الْوَلِيد عَن يَحْيَى بْن سَعِيد عَن خَالِد بْن معدان قَالَ قَالَ أَبُو ذَر أَن رَسُول الله قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَخْلَصَ قَلْبَهُ لِلإِيمَانِ وَجَعَلَ قَلْبَهُ سَلِيمًا وَلِسَانَهُ صَادِقًا وَنَفْسَهُ مُطْمَئِنَّةً وَخَلِيقَتَهُ مُسْتَقِيمَةً وَجَعَلَ أُذُنَهُ مُسْتَمِعَةً وَعَيْنَهُ نَاظِرَةً: فَأَمَّا الأُذُنَانِ فَقِمْعٌ وَالْعَيْنُ مُعَبِّرَةٌ مَا يُوعَى فَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ لَهُ قَلْبًا وَاعِيًا وَالله أعلم.
(التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم) حَدَّثَنَا عُمَرَ بْن أَبِي عُمَرَ عَن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الحميد الْعجلِيّ عَن صالِح بْن حَيَّان عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ مَرْفُوعًا: الأَرْوَاحُ فِي خَمْسَةِ أَجْنَاسٍ فِي الإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ وَالْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ وَسَائِرُ الْخَلْقِ لَهَا أَنْفَاسٌ وَلَيْسَتْ لَهَا أَرْوَاحٌ.
لَا يَصِحُّ صالِح لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات (قلتُ) زَاد الجوزقاني وَعمر بْن أَبِي عُمَرَ وَإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الحميد مَجْهُولَانِ.
وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان عُمَر مَعْرُوف لكنه ضَعِيف وَإِبْرَاهِيم يحْتَمل أَنَّهُ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الحميد الْكُوفيّ الْأَسدي الْأنمَاطِي أحد رِجَاله الشِّيعَة وَالله أعلم.
(أَبُو نُعَيْم) حَدثنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عُمَر بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعْبَة بْن الْحجَّاج عَن ثَوْر بْن يزِيد عَن خَالِد بْن معدان عَن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَرْفُوعًا: قُلُوبُ بَنِي آدَمَ تَلِينُ فِي الشِّتَاءِ وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ وَالطِّينُ يَلِينُ فِي الشِّتَاءِ.
لَا يَصِحُّ وَإِنَّمَا هُوَ مَحْفُوظٌ مِنْ قَوْلِ خَالِدٍ كَمَا قَالَ أَبُو نُعَيْم وَالْمُتَّهَم بِرَفْعِهِ عُمَر بْن يَحْيَى وَهُوَ متروكٌ وَمُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا يضعُ (قلت) قَالَ فِي الْمِيزَان عُمَر بْن يَحْيَى مَتْرُوك أَتَى بِحديث شبه مَوْضُوع وَهُوَ هَذَا، قَالَ وَلَا نعلمُ لشعبة عَن ثَوْر رِوَايَة، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان وَأَظنهُ عُمَر بْن يَحْيَى بْن عُمَر بْن أَبِي سَلمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن وَالله أعلم.
(ابْن حبَان) حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا أَيُّوب بْن مُحَمَّد الْوزان حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن الْوَلِيد الْعَنسِي عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن ثَابت بْن ثَوْبَان عَن عَطاء بْن أَبِي رَبَاح عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنّ النَّبِي قَالَ: مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي تَشْبِيكِ رَأْسِهِ خَمْسُ آيَاتٍ مِنْ فَاتِحَةِ سُورَةِ التَّغَابُنِ، مَوْضُوع: قَالَ ابْن حبَان لَا يحل الاحتجاجُ بالوليد (قلتُ) قَالَ فِي الْمِيزَان قَالَ فِيهِ أَبُو حاتِم صَدُوق.
وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات ثُمَّ غفل فَذكره فِي الضُّعَفَاء فَقَالَ روى عَن ابْن ثَوْبَان نُسْخَة أَكْثَرهَا مقلوب وَقَالَ أَبُو نُعَيْم روى عَن ابْن ثَوْبَان مَوْضُوعَات والْحَدِيث أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير وَأخرجه الْبُخَاريّ فِي تَارِيخه عَن ابْن عَمْرو مَوْقُوفا وَالله أعلم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا أَبُو الْفرج عَبْد الْوَهَّاب بْن الْحُسَيْن بْن عُمَر بْن برهَان الغزال أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خلف بْن بخيت الدقاق حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن الْهَيْثَم بْن الْمُهلب الْبَلَدِي حَدَّثَنَا أَبي حَدَّثَنَا آدم بْن أَبِي إِيَاس الْعَسْقَلَانِي حَدَّثَنَا اللَّيْث بْن سعد عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: لَا تَضْرِبُوا أَوْلادَكُمْ عَلَى بُكَائِهِمْ فُبَكَاءُ الصَّبِيِّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ الصَّلاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ دُعَاءٌ لِوَالِدَيْهِ، قَالَ الْخَطِيبُ مُنْكَرٌ جِدًّا وَرِجَاله ثِقَات سوى أَبِي الْحَسَن الْبَلَدِي (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان هُوَ مَوْضُوع بِلَا ريب، وَأخرج الْحَافِظ محب الدَّين بْن النجار فِي تَارِيخ بَغْدَاد من طَرِيق أبي
إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الْمُسْتَمْلِي الْبَلْخِي فِي طَبَقَات البلخيين قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن طيفور الْبَزَّار حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يَعْقُوب بْن الْمَأْمُون بغدادي ببلخ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن القصاب الأستراباذي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي عَليّ الأستراباذي عَن أَبِي مقَاتل السَّمرقَنْدِي عَن إِسْمَاعِيل بْن خَالِد عَن سالِم عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: بُكَاءُ الصَّبِيِّ إِلَى شَهْرَيْنِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِلَى أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ الْيَقِينُ بِاللَّهِ وَإِلَى ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ الصَّلاةُ عَلَيَّ وَإِلَى سَنَتَيْنِ الاسْتِغْفَارُ لِلْوَالِدَيْنِ وَكُلَّمَا اسْتَسْقَى شَرْبَةً مِنَ الْوَالِدَةِ أَنْبَعَ اللَّهُ فِي صَدْرِهَا عَيْنًا مِنَ الْجَنَّةِ فَيَخْرُجُ إِلَى ثَدْيِهَا مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ فَيَشْرَبُ، قَالَ الْمُسْتَمْلِي مُحَمَّد بْن طيفور ثِقَة رضى.
وَقَالَ ابْن طيفور مُحَمَّد بْن الْمَأْمُون بغدادي قدمَ بَلخ شيخ صالِح، وَأخرجه الديلمي من وَجه آخر عَن أَبِي مُقاتِل حَفْص بْن سالِم قَاضِي سَمَرْقَنْد وَهُوَ واه، وَقَالَ ابْن عَسَاكِر أَنْبَأنَا أَبُو مُحَمَّد بْن الْأَكْفَانِيِّ أَنْبَأنَا عَبْد الْعَزِيز الكتاني أَنْبَأنَا تَمّام بْن مُحَمَّد حدَّثَنِي أَبُو الْفرج الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن حَيَّان الدِّمَشْقِي أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن خريم أَن هِشَام بْن عمار حَدثهمْ، حَدَّثَنَا مَعْرُوف الْخياط عَن وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: بُكَاءُ الصَّبِيِّ إِلَى سَنَتَيْنِ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَمَا كَانَ ذَلِكَ فَاسْتِغْفَارٌ لأَبَوَيْهِ وَمَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَةٍ فَلأَبَوَيْهِ وَمَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ وَلا عَلَى أَبَوَيْهِ حَتَّى يَجْرِيَ عَلَيْهِ الْقَلَمُ.
قَالَ ابنُ عَسَاكِر: غَرِيبٌ جِدَّا وَالله أعلم.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عَبْد الله الْقطَّان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الطُّفَيْل أَبُو الْيُسْر الْحَرَّانِي، حَدَّثَنَا وَكِيع عَن شبيب بْن شبة عَن مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر عَن جَابِر قَالَ: كُنَّا عِنْد النَّبِي فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: إِنَّ ابْنًا لِي دَبَّ مِنْ سَطْحٍ إِلَى مِيزَابٍ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهَبَهُ لأَبَوَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ: قُومُوا، قَالَ جَابِرٌ فَنَظَرْتُ إِلَى أَمر هائل، فَقَالَ النَّبِي: ضَعُوا لَهُ صَبِيًّا عَلَى السَّطْحِ فَوَضَعُوا لَهُ صَبِيًّا فَنَاغَاهُ، فَدَبَّ الصَّبِيُّ حَتَّى أَخَذَهُ أَبَوَاهُ، فَقَالَ رَسُول الله هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ لَهُ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ لِمَ تُلْقِي نَفْسَكَ فَتُتْلِفَهَا؟ قَالَ إِنِّي أَخَافُ الذُّنُوبَ، قَالَ فَلَعَلَّ الْعِصْمَةَ أَنْ تَلْحَقَكَ قَالَ وَعَسَى فَدَبَّ إِلَى السَّطْحِ، مَوْضُوع: قَالَ ابْن عدي حَدِيث عَجِيب وَأَبُو الْيُسْر لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ فَلَا أَدْرِي الْبلَاء مِنْهُ أَو من غَيره (قلتُ) قَالَ ابْن عَسَاكِر هَذَا حَدِيث مُنكر، وَقَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا خبر كذب وَالله أعلم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْمُؤَدب أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد الْكُوفيّ أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حميد عَن أَبِي إِسْحَاق عَن الْأَصْبَغ عَن عَلِيٍّ مَرْفُوعًا: مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ فِيهِمُ اسْمُ نَبِيٍّ إِلا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ مَلَكًا يُقَدِّسُهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ.
لَا يَصِحُّ، أصبغ لَا يُسَاوِي شَيْئا وَابْن حميد كَذَّاب (قلت) مَا فِي الْإِسْنَاد أَسْوَأ حَالا من أصبغ فَإِنَّهُ مُتَّفق عَلَى ضعفه وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش كَذَّاب والنضرُ بْن حميد أَبُو الْجَارُود قَالَ أَبُو حاتِم مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ الْبُخَاريّ مُنكر الحَدِيث وَإِبْرَاهِيم بْن الْمُخْتَار لَا بَأْس بِهِ، وَمُحَمَّد بْن حميد الرَّازِيّ حَافظ روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وضعفوه وَالله أعلم.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا روح بْن عَبْد الْمجِيد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن رزين حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى عَن زَكَرِيَّا بْن حَكِيم عَن الشِّعْبِيّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعا: أِنَّ مِنْ بَرَكَةِ الطَّعَامِ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ، قَالَ ابْن عدي بَاطِلٌ، وَإِسْمَاعِيل يُحدث بالأباطيل وزَكَرِيا هَالك وَمُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن رزين المصِّيصِي دَجَّالٌ يضع (قلتُ) قَالَ ابْن عدي حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن نَاجِية، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْمُنْكَدر عَن جَابِر قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَا أطْعم طَعَام عَلَى مائدة وَلَا جلسَ عَلَيْهَا وفيهَا اسْمِي إِلَّا قدسوا كل يَوْم مرَّتَيْنِ، قَالَ ابْن عدي: هَذَا الحَدِيث غير محظوظ وَأَحْمَد الشَّامي هُوَ عِنْدِي ابْن كنَانَة مُنكر الحَدِيث انْتهى.
وَهَذَا يصلح شَاهد للحديثين السَّابِقين وَقد أوردهُ الْمُؤلف فِي الواهيات، وَنقل كَلَام ابْن عدي وَزَاد أَن عُثْمَان الطرائفي عِنْده عجائب ويروي عَن مجهولين، قَالَ ابْن حبَان: لَا يَجوزُ الِاحْتِجَاج بِهِ وَهَذَا يَقْتَضِي أَن هَذَا الحَدِيث عِنْده ضَعِيف لَا مَوْضُوع كَمَا هُوَ مصطلحه فِي الْكتاب الْمَذْكُور وَمَا ذكره فِي عُثْمَان الطرائفي أحد عُلَمَاء الحَدِيث بَحْران روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه.
قَالَ ابْن معِين صَدُوق.
وَقَالَ أَبُو عرُوبَة متعبد لَا بَأْس بِهِ يَأْتِي عَن قوم مجهولين بِالْمَنَاكِيرِ.
وَقَالَ ابْن عدي عِنْده عجائب عَن المجاهيل فَهُوَ فِي الجزريين كَبَقِيَّة فِي الشاميين.
وَقَالَ ابْن أَبِي حاتِم: أنكر أَبِي عَليّ الْبُخَاريّ إِدْخَاله فِي كتاب الضُّعَفَاء وَقَالَ هُوَ صَدُوق.
قَالَ الذَّهَبِيّ مَا قَالَ الْبُخَاريّ: فِيهِ أَكثر من هَذَا، كَانَ يُحدث عَن قوم ضِعَاف، قَالَ وَهُوَ لَا بَأْس بِهِ فِي نَفسه، قَالَ وأمّا ابْن حبَان فَإِنَّهُ يقعقع كعادته فَقَالَ فِيهِ يروي عَن قوم ضِعَاف أَشْيَاء يدلسها عَن الثِّقَات حَتَّى إِذا سَمعهَا المستمع لَمْ يَشُك فِي وَضعهَا فَلَمَّا كثر ذَلِكَ فِي أخباره التزقت بِهِ تِلْكَ الموضوعات وَحمل عَلَيْهِ النَّاس فِي الْجرْح.
فَلَا يجوز عِنْدَ الِاحْتِجَاج بِرِوَايَاتِهِ كلهَا بِحال.
قَالَ الذَّهَبِيّ لَمْ يرو ابْن حبَان فِي تَرْجَمته شَيْئا، وَلَو كَانَ عِنْده لَهُ شَيْء مَوْضُوع لأسرعَ بإحضاره.
قَالَ وَمَا علمتُ أَن أحدا قَالَ فِي عُثْمَان هَذَا إِنَّه يُدَلس عَن الهلكي وإنّما قَالُوا يَأْتِي عَنْهُم بِمناكير.
قَالَ: والكلامُ فِي الرِّجَال لَا يجوز إِلَّا تَامّ الْمعرفَة تَامّ الْوَرع انْتهى.
وَقد وجدتُ للْحَدِيث طَرِيقا آخر لَيْسَ فِيهِ أَحْمَد الشَّامي وَلَا عُثْمَان الطرايفي.
قَالَ أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَمْرو النقاش الْأَصْفَهَانِي فِي مُعْجم شُيُوخه، أَنْبَأنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الْخَالِق الْبَنْدَنِيجِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو صالِح شُعَيْب بْن الخصيب النصري، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن يزِيد البحراني، حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة عَن مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر، عَن جَابِر بْن عَبْد الله، قَالَ قَالَ رَسُول الله مَا طعم عَلَى مائدة وَلَا جلسَ عَلَيْهَا وفيهَا اسْمِي إِلَّا قدسوا كل يَوْم مرَّتَيْنِ.
هَذَا الْإِسْنَاد رِجَاله ثِقَات والْعَبَّاس روى لَهُ ابْن مَاجَه وَكَانَ صَاحب حَدِيث حَافِظًا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: تكلمُوا فِيهِ هَذِه رِوَايَة أَبِي الْقَاسِم الْأَزْهَرِي عَن الدَّارَقُطْنِيّ، وروى عَنْهُ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السّلمِيّ قَالَ: ثقةٌ مَأْمُون وَالله أعلم.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا عُمَر بْن الْحُسَيْن بْن نصر، حَدَّثَنَا مُصعب بْن سَعِيد، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن أعين عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلَاثَة أَوْلَاد فَلم يسم أحدهم مُحَمَّدًا فقد جهل، تفرد بِهِ مُوسَى عَن لَيْث وَلَيْث تَركه أَحْمَد وَغَيره.
قَالَ ابْن حبَان: اخْتَلَط فِي آخر عمره فَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل (قلت) لَيْث لَم يبلغ أمره أَن يُحكم عَلَى حَدِيثه بِالْوَضْعِ فقد روى لَهُ مُسْلِم وَالْأَرْبَعَة وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره.
وَقد أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن النَّصْر العسكري، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَة مُصعب بْن سَعِيد بِهِ وَأخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب وَورد من حَدِيث وَاثِلَة.
قَالَ ابْن بكير فِي جُزْء من اسْمه مُحَمَّد وَأَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْفرج الرافقي السكرِي الْمقري حَدَّثَنَا الْهَيْثَم بْن عَلِيّ بْن أبان العلاف حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مَيْمُون الْقطَّان حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن الطرايفي عَن عُمَر بْن مُوسَى الوجيهي عَن الْقَاسِم، عَن
وَاثِلَة بْن الْأَسْقَع مَرْفُوعا بِهِ، عُمَر الوجيهي يضعُ.
وَقَالَ الْحَارِث فِي مُسْنده: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَبِي إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَن النَّضر بْن شنقي رَفعه إِلَى النَّبِي قَالَ: من ولد لَهُ ثَلَاثَة من الْوَلَد فَلَمْ يُسم أحدهم مُحَمَّدًا فَقَدْ جَهِل، قَالَ فِي لِسَان الْمِيزَان النَّضر بْن شنقي روى عَن شيخ من بني سليم وَعَن أَبِي أَسمَاء الرجي روى لَهُ أَبُو دَاوُد، وَقَالَ ابْن الْقطَّان مَجْهُول انْتهى وَهَذَا الْمُرْسل يعضد حَدِيث ابْن عَبَّاس ويدخله فِي قسم المقبول وَالله أعلم.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا مكي، حَدَّثَنَا قطن، حَدَّثَنَا خَالِد بْن يزِيد حَدَّثَنَا ابْن أَبِي ذِئْب عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلاثَةٌ فَلَمْ يُسِمِّ أَحَدَهُمْ مُحَمَّدًا فَهُوَ مِنَ الْجَفَاءِ، وَإِذَا سَمَّيْتُمُوهُ مُحَمَّدًا فَلا تَسُبُّوهُ وَلا تَجْبَهُوهُ وَلا تُعَنِّفُوهُ وَلا تَضْرِبُوهُ وَشَرِّفُوهُ وَعَظِّمُوهُ وَكَرِّمُوهُ وَبَرُّوا قَسَمَهُ.
قَالَ ابْن عدي: هَذَا مُنْكَرٌ عَن ابْن أَبِي ذِئْب وخَالِد بْن يزِيد أَبُو الْهَيْثَم الْعمريّ الْمَكِّيّ كَذَّاب، قَالَ ابْن حبَان: يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات (قلتُ) قَالَ الديلمي أَنْبَأنَا أَبُو الْعَلَاء العابد، أَنْبَأنَا حمداد وشت الديلمي الْحَافِظ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْمَالِينِي، حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْأَشْعَث، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى بْن جَعْفَر عَن أَبِيهِ عَن جده عَن آبَائِهِ عَن عَلِيٍّ رَفَعَهُ مَنْ وُلِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ فَلَمْ يُسِمِّ بَعْضَهُمْ بِاسْمِي فَقَدْ جَفَانِي.
وَقَالَ ابْن بكير حدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن إبان بْن أَبِي الْخَطَّاب، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن بْن الشَّاهِد الْأَنْبَارِي.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد النَّخعِيّ أَبُو الْقَاسِم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مَنْصُور الزيَادي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن داهر الرَّازِيّ حَدَّثَنَا عَمْرو بْن جَمِيع عَن جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدِّهِ مَرْفُوعًا: إِذَا سَمَّيْتُمُوهُ مُحَمَّدًا فَعَظِّمُوهُ وَوَقِّرُوهُ وَبَجِّلُوهُ وَلا تُذِلُّوهُ وَلا تُحَقِّرُوهُ وَلا تَجْبَهُوهُ تَعْظِيمًا لِمُحَمَّدٍ عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاهِرٍ كِلاهُمَا مُتَّهَمٌ بِالْوَضْعِ.
وَقَالَ ابْن بكير حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذَّهَبِيّ أَبُو الطّيب وَعبيد الله بْن يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا بْن يزِيد بْن أَبِي عَمْرو الدقيقي قَالَا أَنْبَأنَا أَبُو طَالب عَبْد الله بن مُحَمَّد بن
الْحَسَن بْن شهَاب العكبري حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن غياث الْهَرَويّ الْخُرَاسَانِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَامر بْن سُلَيْمَان الطَّائِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرَّضِيُّ عَن آبَائِهِ مَرْفُوعا: إِذَا سَمَّيْتُمُ الْوَلَدَ مُحَمَّدًا فَأَكْرِمُوهُ وَأَوْسِعُوا لَهُ فِي الْمَجْلِسِ وَلا تُقَبِّحُوا لَهُ وَجْهًا.
الطَّائِي لَهُ عَن أهل الْبَيْت نُسْخَة بَاطِلَة لَكِن هُنَا حديثين فِي الْمَعْنى لَا بَأْس بِهما.
قَالَ الْبَزَّار حَدَّثَنَا غَسَّان بْن عُبَيْد الله حَدَّثَنَا يُوسُف بْن نَافِع حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الموال عَن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ إِذَا سَمَّيْتُمْ مُحَمَّدًا فَلا تَضْرِبُوهُ وَلا تَحْرِمُوهُ، قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْحَسَن الهيثمي فِي زوائده غَسَّان فِيهِ ضعف.
وَقَالَ الطَّيَالِسِيّ حَدَّثَنَا الحكم بْن عَطِيَّة عَن ثَابت عَن أَنَسٍ أَن النَّبِي قَالَ: تُسَمُّونَهُمْ مُحَمَّدًا ثُمَّ تَسُبُّونَهُمْ.
أَخْرَجَهُ عَبْد بْن حُمَيْد وَأَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّار وَقَالَ لَا تعلم رَوَاهُ عَن ثَابت إِلَّا الحكم وَهُوَ بَصرِي لَا بَأْس بِهِ (ابْن جرير) الطَّبَرِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وهب حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد الوقاصي، حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن عمته عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ عَن أَبِيهَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: هَلِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِكُمْ حَامِلٌ؟ فَقَالَ رَجُلٌ أَظُنُّ امْرَأَتِي حَامِلًا فَقَالَ إِذَا رَجَعْتَ إِلَى مَنْزِلِكَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى بَطْنِهَا وَسَمِّهِ مُحَمَّدًا فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ رَجُلًا.
لَا يَصِحُّ عُثْمَان مَتْرُوك وَقَالَ يَحْيَى يكذب.
وَقَالَ ابْن حبَان: يروي عَن الثِّقَات الموضوعات (قلت) أَسْوَأ حَالا من هَذَا مَا أَخْرَجَهُ ابْن النجار فِي تَارِيخه، أَنْبَأنَا حَامِد بْن مُحَمَّد الصُّوفِي عَن الْقَاسِم بْن الْفضل بْن الْفضل بْن عَبْد الْوَاحِد أَنْبَأنَا عَبْد الله بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن الْحُسَيْن السَّقطِي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن رَاشد الْبَغْدَادِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن زيد بْن مَرْوَان، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الْهَرَويّ حَدَّثَنَا أَبُو مُصعب البَجلِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن سُفْيَان الْجَوْهَرِي، حَدَّثَنَا يُوسُف بْن يَحْيَى الْأَصْبَهَانِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَلام بْن مِسْكين الْبَغْدَادِيّ حَدَّثَنَا وهب بْن وهب، حَدثنَا جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن عَن أَبِيهِ عَن عَلِيٍّ قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ حَمْلٌ فَنَوَى أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا حَوَّلَهُ اللَّهُ ذَكَرًا وَإِنْ كَانَ أُنْثَى، قَالَ وَهْبٌ فَنَوَيْتُ سَبْعَةً كُلُّهُمْ سَمَّيْتُهُمْ مُحَمَّدًا.
قَالَ وَقَالَ رَسُول الله مَنْ كَانَ لَهُ ابْنٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا فَلْيُكْرِمْهُ وَلا يَضْرِبْهُ وَلا يَشْتُمْهُ أَمَا يَسْتَحِي أَحَدُكُمْ أَنْ يَقُول يَا
مُحَمَّدُ ثُمَّ يَضْرِبُهُ، وَهْبٌ كَذَّابٌ وَضَّاعٌ وَالله أعلم.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا الفضلُ بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، حَدَّثَنَا ابْن مصفى، حَدَّثَنَا عُثْمَان ابْن عَبْد الرَّحْمَن عَن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك عَن يَحْيَى بْن سَعِيد عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: لَا يَدْخُلُ الْفَقْرُ بَيْتًا فِيهِ اسْمِي، لَا يَصِحُّ.
عُثْمَان مطعونٌ فِيهِ وَشَيْخه كَانَ يضعُ الحَدِيث (قلتُ) قَالَ ابْن عدي: هَذَا عَن يَحْيَى بِهذا الْإِسْنَاد منكرٌ جدًّا لَا يرويهِ عَنْهُ غير مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك الْأنْصَارِيّ وَهُوَ مَتْرُوك الحَدِيث وَالله أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن نَاجِية، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مفضل، حَدَّثَنَا عُثْمَان الطرايفي، حَدَّثَنَا أَحْمَد الشَّامي عَن أَبِي الطُّفَيْل عَن عَلِيٍّ مَرْفُوعًا: مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ قَطُّ فِي مَشُورَةٍ فِيهِمْ رَجُلٌ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي مَشُورَتِهِمْ إِلا لَمْ يُبَارَكْ فِيهَا.
قَالَ ابْن عدي: حَدِيث غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَأَحْمَد الشَّامي هُوَ عِنْدَ ابْن كنَانَة منكرُ الحَدِيث، والطرايفي عِنْده عجائب يروي عَن مجهولين (قلتُ) سَمَّى ابْن عَسَاكِر فِي رِوَايَته شيخ الطرايفي أَحْمَد بْن حَفْص الْجَزرِي ولَمْ أرَ فِي الْمِيزَان وَلَا فِي اللِّسَان ذكرا لِأَحْمَد بْن حَفْص الْجَزرِي، بل ذكر أَحْمَد بْن كنَانَة وَأورد لَهُ هَذَا الحَدِيث وَقَالا إِنَّه كَذَّاب، وسماهُ الديلمي أَحْمَد بْن جَعْفَر الْحَرَّانِي، قَالَ ابْن النجار فِي تَارِيخه: أَخْبرنِي أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن أَبِي سَعِيد الجيلي، أَنْبَأنَا أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الحمامي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْمُفِيد أَنْبَأنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل حدَّثَنِي أَبِي أَنْبَأنَا عَلِيّ بْن مُوسَى الرضي حدَّثَنِي أَبِي مُوسَى عَن آبَائِهِ عَن عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَا مِنْ قَوْمٍ كَانَتْ لَهُمْ مَشُورَةٌ فَحَضَرَ مَعَهُمْ مَنِ اسْمُهُ أَحْمد أَو مُحَمَّد فشاوره إِلا خَيْرٌ لَهُمْ، الْمُفِيدُ مُتَّهَمٌ وَالله أعلم.
(أَبُو الْقَاسِم) بن مَنْدَه أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن نَاصِر أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان المعداني حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا الديري عَن عَبْد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس مَرْفُوعًا: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِي رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَلَدًا ذكرا فَسَماهُ مُحَمَّد وَعلمه {تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ
الْمُلْكُ إِلا حَشَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةِ الْجَنْبَيْنِ خِطَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ وَإِكْلِيلٌ يَفْتَخِرُ بِهِ فِي الْجَنَّةِ، لَا يَصِحُّ رِجَاله ثِقَات وَالْمُتَّهَم بِهِ المعداني (قلتُ) قَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا مَوْضُوع رَوَاهُ المعداني بِجهل بِإِسْنَاد الصِّحَاح وَالله أعلم.
(ابْن بكير) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن الْفَتْح حَدَّثَنَا صَدَقَة بْن مُوسَى بْن تَميم حدَّثَنِي أَبِي عَن حُمَيْد الطَّوِيل عَن أَنَسٍ مَرْفُوعًا: يُوقَفُ عَبْدَانِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى فَيَأْمُرُ بِهِمَا إِلَى الْجَنَّةِ فَيَقُولانِ رَبَّنَا بِمَ اسْتَأْهَلْنَا الْجَنَّةَ وَلَمْ نَعْمَلْ عَمَلا تُجَازِينَا بِهِ فَيَقُولُ لَهُمَا عَبْدَيَّ ادْخُلا الْجَنَّةَ فَإِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا أُدْخِلَ النَّارَ مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ وَلا مُحَمَّدٌ.
مَوْضُوع: وَصدقَة لَا يُحتج بِهِ يقلب الْأَخْبَار (قلتُ) قَالَ الذَّهَبِيّ الآفة فِيهِ من شيخ ابْن بكير وَهُوَ الذِّرَاع كَذَّاب قَالَ وَصدقَة وَأَبوهُ لَا يعرفان.
وَقَالَ فِي اللِّسَان: قَالَ الْخَطِيب: صَدَقَة روى عَنْهُ أَحْمَد بْن عَبْد الله الذِّرَاع أَحَادِيث مُنكرَة وَالْحمل فِيهَا عَلَى الذِّرَاع وَصدقَة شيخ مَجْهُول.
وَقَالَ أَبُو المحاسن عَبْد الرَّزَّاق بْن مُحَمَّد الطبسي فِي الْأَرْبَعين أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد مُحَمَّد بْن الْفضل الفراوي أَنْبَأنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الخشاب الصُّوفِي أَنْبَأنَا أَبُو عُمَرو أَحْمَد بْن أَبِي القراني، سمعتُ أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن مُحَمَّد الْخَطِيب يَقُولُ سَمِعْتُ جدِّي مُحَمَّدَ بْنَ سَهْلِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَرَايِضِيِّ يَقُولُ أَخْبَرَنَا أَبِي يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِي أَنه قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ يَا مُحَمَّدُ قُمْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَيَقُومُ كُلُّ مَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ فَيَتَوَهَّمُ أَنَّ النِّدَاءَ لَهُ فَلِكَرَامَةِ مُحَمَّدٍ لَا يُمْنَعُونَ.
هَذَا مُعْضِلٌ سقط مِنْهُ عدَّة رجال وَالله أعلم.
(ابْن بكير) حَدَّثَنَا حَامِد بْن حمَّاد بْن الْمُبَارك العسكري حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن سيَّار أَبُو يَعْقُوب النصيبي حَدَّثَنَا حجاج بْن الْمنْهَال حَدَّثَنَا حمَّاد بْن سَلمَة عَن برد بْن سِنَان عَن مَكْحُول عَن أَبِي أُمَامَة مَرْفُوعًا: مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا تَبَرُّكًا بِهِ كَانَ هُوَ وَمَوْلُودُهُ فِي الْجَنَّةِ.
فِي إِسْنَادِهِ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ (قلتُ) هَذَا مثل حَدِيث ورد فِي الْبَاب وَإِسْنَاده حسن.
وَمَكْحُول من عُلَمَاء التَّابِعين وفقهائهم وَثَّقَهُ غير وَاحِد وَاحْتج بِهِ مُسْلِم فِي صَحِيحه وَبرد روى لَهُ الْبُخَاريّ فِي الْأَدَب وَالْأَرْبَعَة وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وَضَعفه ابْن الْمَدِينِيّ.
وَقَالَ أَبُو حاتِم لَيْسَ بالمتين.
وَقَالَ: مرّة كَانَ صَدُوقًا قدريًا وَقَالَ أَبُو زرْعَة: لَا بَأْس بِهِ وَالله أعلم.
(أَخْبَرَنَا) ابْن نَاصِر أَنْبَأنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه أَنْبَأنَا عَبْد الصَّمد بْن مُحَمَّد العاصمي أَنْبَأنَا إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الْمُسْتَمْلِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شبيب حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عتّاب حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن دَاوُد حَدَّثَنَا عَبْثَر بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سليم الطَّائِفِي عَن ابْن أَبِي نُجيح عَن مُجَاهِد عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ مَرْفُوعًا: مَا مِنْ مُسْلِمٍ دَنَا مِنْ زَوْجَتِهِ وَهُوَ يَنْوِي إِن حملت مِنْهُ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا إِلا رَزَقَهُ اللَّهُ ذَكَرًا وَمَا كَانَ اسْمُ مُحَمَّدٍ فِي بَيْتٍ إِلا جَعَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ بَرَكَةً.
لَا يَصِحُّ سُلَيْمَان مَجْرُوح وَشَيْخه مَجْهُول لَا يُحْتَجُّ بِهِ.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن خَالِد بْن عَبْد الْملك بْن مسرح، حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن نجيح عَن عباد بْن رَاشد عَن الْحَسَن عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: لَا تَقُولُوا مُسَيْجِدٌ وَلا مُصَيْحِفٌ، وَنَهَى عَن تَصْغِيرِ الأسمَاءِ، وَأَنْ يُسَمَّى الصَّبِيُّ عُلْوَانُ أَوْ حَمْدُونَ أَوْ نَغْمُوشٌ، وَقَالَ هَذِهِ أَسْمَاءُ الشَّيَاطِينِ، مَوْضُوع: قَالَ ابْن عدي وَضعه إِسْحَاق (قلتُ) أما صَدره فمحفوظ من قَول سَعِيد بْن الْمسيب قَالَ أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْية حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا قُتَيْبَة بْن سَعِيد، حَدَّثَنَا عطاف بن خَالِد عَن بن حَرْمَلَة قَالَ سَعِيد بْن الْمسيب: لَا تَقولُوا مصيحف وَلَا مسيجد مَا كَانَ لله فَهُوَ عَظِيم حسن جميل وَالله أعلم.
(أَحْمد بن حَنْبَل) حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغيرَة حَدَّثَنَا ابْن عَيَّاش حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيّ وَغَيره عَن الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: وُلِدَ لأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ غُلامٌ فَسَمَّوْهُ بِالْوَلِيدِ، فَقَالَ النَّبِي سَمَّيْتُمُوهُ بِاسْمِ فَرَاعِنَتِكُمْ لَيَكُونَنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ لَهُوَ شَرٌّ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ فِرْعَوْنَ لِقَوْمِهِ.
قَالَ ابْن حبَان: خبرٌ بَاطِلٌ، مَا قَالَ رَسُول الله هَذَا وَلَا رَوَاهُ عُمَر، وَلَا حدَّث بِهِ سَعِيد وَلَا الزُّهْرِيّ وَلَا هُوَ من حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ، وَإِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش لَمَّا كبر تغير حفظه فَكثر الْخَطَأ فِي حَدِيثه (قلتُ) هَذَا أول حَدِيث أَخْرَجَهُ الْمُؤلف من مُسْند الْإِمَام أَحْمَد، وَقد ألف الْحَافِظ أَبُو الْفضل بن حجر القَوْل
المسدد فِي الذب عَن الْمسند قَالَ فِي خطبَته: أمَّا بعد فقد رَأَيْت أَن أذكر فِي هَذِه الأوراق مَا حضرني من الْكَلَام عَلَى الْأَحَادِيث الَّتِي زعم بعضُ أهل الحَدِيث أنَّها مَوْضُوعَة وَهِي فِي الْمسند للْإِمَام أَحْمَد عصبية لَا تخل بدين وَلَا مُرُوءَة وحمية للسّنة لَا تعد بِحمد الله من حمية الْجَاهِلِيَّة بل هِيَ ذبٌّ عَن هَذَا التَّأْلِيف الْعَظِيم الَّذِي تَلَقَّتْهُ الْأمة بِالْقبُولِ والتكريم وَجعله إمَامهمْ حجَّة يرجع إِلَيْهِ ويعول عِنْدَ الِاخْتِلَاف عَلَيْهِ، ثُمّ قَالَ: والجوابُ أَيْضا من طَرِيق الْإِجْمَال أَن الْأَحَادِيث الْمَذْكُورَة لَيْسَ فِيهَا شَيْء من أَحَادِيث الْأَحْكَام فِي الْحَلَال وَالْحرَام، فالتساهل فِي إيرادها مَعَ ترك الْبَيَان لِحالِها سائغٌ وَقد ثَبت عَن الْإِمَام أَحْمَد وَغَيره من الْأَئِمَّة أنّهم قَالُوا إِذا روينَا فِي الْحَلَال وَالْحرَام شددنا وَإِذا روينَا فِي الْفَضَائِل وَنَحْوهَا تساهلنا، وَهَكَذَا جَاءَت هَذِه الْأَحَادِيث وَهَذَا الحَدِيث يدْخل فِي أدب التَّسْمِيَة وَفِيه إِخْبَار عَن بعض الْأُمُور الْآتِيَة ولِهذا أوردهُ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة، وأمّا من حَيْثُ التَّفْصِيل فَنَقُول قَول ابْن حبَان أَنَّهُ بَاطِل دَعْوَى لَا برهَان عَلَيْهَا وَلَا أَتَى بِدَلِيل يشْهد لَهَا، وَقَوله إِن رَسُول الله لَم يقلهُ وَلَا عُمَر وَلَا سَعِيد وَلَا الزُّهْرِيّ شَهَادَة نفي صدرت عَن غير استقراء تَامّ عَلَى مَا سنبينه فَهِيَ مَرْدُودَة وَكَلَامه فِي إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش غير مَقْبُول كُله، فَإِن رِوَايَة إِسْمَاعِيل عَن الشاميين عِنْدَ الْجُمْهُور قَوِيَّة وَهَذَا مِنْهَا وإنّما ضَعَّفُوهُ فِي رِوَايَته عَن غير أهل الشَّام نَص عَلَى ذَلِكَ يَحْيَى بْن معِين وَأَحْمَد بْن حَنْبَل وَعلي بْن الْمَدِينِيّ وَعمر بْن عَليّ الفلاس وَعبد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم دُحَيْم وَالْبُخَارِيّ وَيَعْقُوب بْن سُفْيَان وَيَعْقُوب بْن شيبَة وَأَبُو إِسْحَاق الْجوزجَاني وَالنَّسَائِيّ والدولاني وَابْن عدي وَآخَرُونَ وَقد وَثَّقَهُ بَعضهم مُطلقًا والعجبُ أَن ابْن حبَان مُوَافق للْجَمَاعَة عَلَى أَن حَدِيثه عَن الشاميين مُسْتَقِيم وَهَذِه عِبَارَته فِيهِ، كَانَ إِسْمَاعِيل من الْحفاظ المتقنين فِي حَدِيثهمْ، فَلَمَّا كبر تغير حفظه فَمَا حفظه فِي صباهُ وحداثته أَتَى بِهِ عَلَى وَجهه وَمَا حفظه عَلَى الْكبر من حَدِيث الغرباء خلط فِيهِ وأدخلَ الْإِسْنَاد فِي الْإِسْنَاد وألزق الْمَتْن فِي الْمَتْن انْتهى.
فَهَذَا كَمَا تراهُ قيد كَلَامه بِحديث الغرباء لَيْسَ حَدِيثه هَذَا من حَدِيثه عَن الغرباء وإنّما هُوَ من رِوَايَته عَن شَامي وَهُوَ الْأَوْزَاعِيّ.
وأمّا إِشَارَته إِلَى أَنَّهُ تغير حفظه واختلطَ فقد استوعبت كَلَام الْمُتَقَدِّمين فِيهِ ولَمْ أجد عَن أحدٍ مِنْهُم أَنَّهُ نسبه إِلَى الِاخْتِلَاط وإنَّما نسبوهُ إِلَى سوء الْحِفْظ فِي حَدِيثه عَن غير الشاميين كَأَنَّهُ كَانَ إِذا رَحل إِلَى الْحجاز أَو الْعرَاق اتكل عَلَى حفظه فيخطئ فِي أَحَادِيثهم، قَالَ يَعْقُوب بْن سُفْيَان تكلم نَاس فِي إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش وَإِسْمَاعِيل ثِقَة عدل أعلم النَّاس بِحَدِيث الشَّام وَأكْثر مَا قَالُوا يغرب عَن ثِقَات الْمَدَنِيين والمكيين انْتهى وَمَعَ كَون إِسْمَاعِيل بِهذا الْوَصْف وَحَدِيثه الْمَذْكُور عَن شَامي فَلم ينْفَرد بِهِ كَمَا قَالَ ابْن حبَان وَابْن الْجَوْزِيّ، وإنَّما تفرد بِذكر عمر فِيهِ خَاصَّة عَلَى أَن الروَاة عَنهُ لَمْ يتفقوا عَلَى ذَلِكَ فقد رَوَاهُ الْحَارِث بْن أَبِي أُسَامَة فِي مُسْنده وَأَبُو نُعَيْم فِي كتاب الدَّلَائِل من طَرِيقه، قَالَ حَدثنَا
إِسْمَاعِيل بْن أَبِي إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو عَن الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْمسيب، قَالَ ولد لأخي أم سَلمَة فَذكر الحَدِيث وَلَيْسَ فِيهِ عُمَر، نعم رواهُ سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن بِنْت شُرَحْبِيل عَن إِسْمَاعِيل فَذكر فِيهِ عُمَر، قَالَ أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ بْن الصَّواف، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش حدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَرو الْأَوْزَاعِيّ، عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ، عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن عُمَر بْن الْخَطَّاب فَذكر مثل حَدِيث أَبِي الْمُغيرَة سَوَاء، وَزَاد بعد قَوْله بأسماء فراعنتكم غيروا أُسَمِّهِ فَسَموهُ عبد الله فَإِنَّهُ سَيكون والبقية سَوَاء وَقد رواهُ عَن الْأَوْزَاعِيّ أَيْضا الْوَلِيد بْن مُسْلِم الدِّمَشْقِي وَبشر بْن بكير التنيسِي والمعقل بْن زِيَاد كَاتب الْأَوْزَاعِيّ وَمُحَمَّد بْن كثير لكِنهمْ أَرْسلُوهُ فلَمْ يذكرُوا فِيهِ عُمَر كَمَا وَقع عِنْدَ الْحَارِث أمّا رِوَايَة الْوَلِيد فأخرجها يَعْقُوب بْن سُفْيَان فِي تَارِيخه قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خَالِد العباسي السكْسكِي حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ فَذكره، وَزَاد فِي آخِره قَالَ الْأَوْزَاعِيّ فَكَانُوا يرَوْنَ أَنَّهُ الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك ثُمَّ رأيناهُ الْوَلِيد بْن يزِيد لفتنة النَّاس بِهِ حَتَّى خَرجُوا عَلَيْهِ فقتلوهُ فانفتحت الْفِتَن عَلَى الْأمة وَكثر فيهم الْهَرج.
وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك قَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد بْن المؤمل بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا الفضلُ بْن مُحَمَّد بْن الْمسيب حَدَّثَنَا نُعَيْم بْن حَمَّاد حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ولد لأخي أم سَلمَة غُلامٌ فَسَموهُ الْوَلِيد فَذكر ذَلِك لرَسُول الله فَقَالَ سميتموهُ بأسامي فراعنتكم لَيَكُونن فِي هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيد هُوَ شَرّ عَلَى هَذِه الْأمة من فِرْعَوْن عَلَى قومه.
قَالَ الزُّهْرِيّ إِن اسْتخْلف الْوَلِيد بْن يزِيد فَهُوَ هُوَ وَإِلَّا فَهُوَ الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك.
قَالَ الْحَاكِم صَحِيح، وأمّا رِوَايَة بشر بْن بَكْر فأخرجها الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن الْحَاكِم عَن الْأَصَم عَن سَعِيد بْن عُثْمَان التنوخي عَن بشر بْن بَكْر حدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيّ حدَّثَنِي الزُّهْرِيّ حدَّثَنِي سَعِيد بْن الْمسيب الحَدِيث وَفِيه غيروا اسْمه فسموهُ عَبْد الله فَإِنَّهُ سَيكون فِي هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيد هُوَ شَرّ لأمتي من فِرْعَوْن لِقَوْمِهِ، وَزَاد فِيهِ أَيْضا أَنَّهُ أَخ لأم سَلمَة من أمهَا، وَأما رِوَايَة مُحَمَّد بْن كثير والمعقل بْن زِيَاد فأشارَ إِلَيْهِمَا الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة الْوَلِيد بْن يزِيد فِي تَارِيخ الْإسْلَام ثُمَّ وجدتهما فِي تَرْجَمَة الْوَلِيد من تَارِيخ ابْن عَسَاكِر أخرجهُمَا من طَرِيق الذهلي فِي الزهريات، قَالَ حَدَّثَنَا الحكم بْن مُوسَى حَدَّثَنَا المعقل بْن زِيَاد عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْمسيب، قَالَ ولد لأخي أم سَلمَة غُلامٌ فَسَموهُ الْوَلِيد الحَدِيث، قَالَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن كثير عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: ولد لأم سَلمَة ولد
فَسَموهُ الْوَلِيد فَقَالَ النَّبِي: تسمون الْوَلِيد بأسماء فراعنتكم فسموهُ عَبْد الله وتابع الْأَوْزَاعِيّ عَلَى رِوَايَته لَهُ عَن الزُّهْرِيّ مُحَمَّد بْن الْوَلِيد الزبيدِيّ ويُحتمل أَنَّهُ الَّذِي أبهمه إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش لِأَنَّهُ شَامي أَيْضا، وَمعمر بْن رَاشد الْبَصْرِيّ أما رِوَايَة الزبيدِيّ فظفرت بِهَا فِي بعض الْأَجْزَاء ولَمْ يحضرني الْآن اسْم مخرجها، وَأما رِوَايَة معمر فروينا فِي الْجُزْء الثَّانِي من أمالي عَبْد الرَّزَّاق قَالَ أَنْبَأنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْمسيب، فَذكره ولَمْ يذكر عُمَر، قَالَ الْبَيْهَقِيّ بعد تَخريجه هَذَا حَدِيث مُرْسل حسن (قلتُ) هُوَ على شَرط الصَّحِيح لَو صرح سعيد ابْن الْمسيب بِسَمَاعِهِ لَهُ من أم سَلمَة فقد أدْركهَا وَسمع مِنْهَا وَوَقع لنا الحَدِيث من رِوَايَتهَا من وجهٍ آخر رَوَاهُ ابْن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَطاء عَن زَيْنَب بِنْت أم سَلمَة عَن أمهَا قَالَتْ: دخل عَليّ النَّبِي وَعِنْدِي غلامٌ من آل الْمُغيرَة اسْمه الْوَلِيد فَقَالَ من هَذَا؟ فقلتُ الْوَلِيد، قَالَ قد اتخذتم الْوَلِيد حنانًا غيروا اسْمه فَإِنَّهُ سَيكون فِي هَذِه الْأمة فرعونٌ يُقالُ لَهُ الْوَلِيد، وَهَذَا إِسْنَاد حسن أَخْرَجَهُ إِبْرَاهِيم الحريب فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ، ورواهُ مُحَمَّد بْن سَلام الجُمَحِي عَن حَمَّاد بْن سَلمَة فَذكره معضلاً.
وروى الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم الْكَبِير من طَرِيق عَبْد الْعَزِيز بْن عمرَان عَن إِسْمَاعِيل بْن أَيُّوب المَخْزُومِي قصَّة موت الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة، وَأَن النَّبِي وَسَلَّمَ دخل عَلَى أم سَلمَة وَهِي تَقُولُ:
(أبْكِي الْوَلِيد ابْن الْوَلِيد
…
أَبَا الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة)
فَقَالَ: إِن كدتم لتتخذونَ حنانًا فَهَذَا شاهدٌ آخر لأصل الْقِصَّة وَبِدُون هَذَا يُعلم بطلَان شَهَادَة ابْن حبَان بِأَن رَسُول الله مَا قَالَه وَلَا سَعِيد بْن الْمسيب مَا حدَّثَ بِهِ وَلَا الزُّهْرِيّ وَلَا الْأَوْزَاعِيّ فِي تَصْرِيح بشر بْن بَكْر عَن الْأَوْزَاعِيّ بِأَن الزُّهْرِيّ حَدَّث بِهِ مَا يدفعُ تَعْلِيل من يعلله بتدليس الْوَلِيد بْن مُسْلِم تَدْلِيس التَّسْوِيَة.
وَغَايَة مَا ظهرَ فِي طَرِيق إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش من الْعلَّة أَن ذكر عُمَر فِيهِ لَمْ يُتَابع عَلَيْهِ وَالظَّاهِر أَنَّهُ من رِوَايَة أم سَلمَة لإطباق معمر والزبيدي عَن الزُّهْرِيّ وَبشر بْن بَكْر والوليد بْن مُسْلِم عَن الْأَوْزَاعِيّ عَلَى عدم ذكر عُمَر فِيهِ.
وأمّا رِوَايَة نُعَيْم بْن حَمَّاد عَن الْوَلِيد بِذكر أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ فشاذة.
وَمن شَوَاهِد مَا روى الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن أَبِي قبيل عَن عَبْد الله بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ عَن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول الله: فَذكر حَدِيثا فِيهِ قَالَ الْوَلِيدُ اسْمُ فِرْعَوْنَ هَادِمِ شَرَائِعِ الإِسْلامِ يَبُوءُ بِدَمِهِ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ انْتهى كَلَام الْحَافِظ ابْن حجر.
(ابْن حبَان) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمسيب حَدَّثَنَا مَالك بْن الْخَلِيل المحمدي، حَدثنَا أَبُو
عَليّ الدَّارِسِيُّ، حَدَّثَنَا حُبَيْش بْن دِينَار عَن زيد بْن أسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: بَادِرُوا بِأَوْلادِكُمُ الْكُنَى لَا تغلب عَلَيْهِم الألقاب.
وَلَا يَصِحُّ حُبَيْش يروي عَن زيد الْعَجَائِب لَا يجوز بالاحتجاج (قلتُ) أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْإِفْرَاد وَابْن عدي، وَقَالَ أَبُو عَليّ الدَّارِسِيُّ: بشر بْن عُبَيْد مُنكر الحَدِيث عَن الثِّقَات، وَأوردهُ صَاحب الْمِيزَان فِي تَرْجَمته وَقَالَ إِنَّه غير صَحِيح.
وَقَالَ ابْن حجر فِي كتاب الألقاب سَنَده ضَعِيف وَالصَّحِيح عَن ابْن عمر قَوْله انْتهى.
وَله طريقٌ آخر قَالَ الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب أَنْبَأنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن سَعِيد المعداني الْفَقِيه الْمَرْوَزِيّ أَنْبَأنَا الْحَسَن بْن عَليّ الطوسي حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن شيبَة الوَاسِطِيّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن أبان أَخْبرنِي جَعْفَر الْأَحْمَر عَن أَبِي حَفْص عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَرْفُوعًا بَادِرُوا بِأَبْنَائِكُمُ الْكُنَى لَا تَلْزَمُهُمُ الأَلْقَابُ، إِسْمَاعِيلُ مَتْرُوكٌ وجعفر ثِقَة ينفردُ وَالله أعلم.
(الدَّارَقُطْنِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن حبيب أَبُو عقيل، حَدَّثَنَا خلف بْن خَالِد الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا سليم بْن مُسْلِم الْمَكِّيّ عَن ابْن جريج عَن ابْن أَبِي مليكَة عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ آتَاهُ اللَّهُ وَجْهًا حَسَنًا وَاسْمًا حَسَنًا وَجَعَلَهُ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ شَائِنٍ لَهُ فَهُوَ مِنْ صَفْوَةِ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ، لَا يَصِحُّ، سليم مَتْرُوك.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ والحملُ فِيهِ عَلَى خلف لَا عَلَيْهِ (قلت) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط والخرائطي فِي إعلال الْقُلُوب وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ فِي هَذَا الْإِسْنَاد ضعفٌ، وَله شاهدٌ من حَدِيث جَابِر.
قَالَ أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْية حَدثنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حُبَيْش حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان حَدَّثَنَا قُتَيْبَة بْن الْمَرْزُبَان، حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن سَعِيد الْأَسْلَمِيّ عَن سمي الصَّيْرَفِي عَن أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَليّ عَن جَابر قَالَ رَسُول الله: مَنْ كَانَ حَسَنَ الصُّورَةِ فِي حَسَبٍ لَا يَشِينُهُ مُتَوَاضِعًا كَانَ مِنْ خَالِصِي اللَّهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ أَبُو نُعَيْم غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جَعْفَرٍ وَمن حَدِيث سمي تفرد بِهِ الْغِفَارِيّ عَن الْأَسْلَمِيّ انْتهى، والغفاري مَتْرُوك.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا حبيب بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا عُمَر بْن حَفْص حَدَّثَنَا عَاصِم بْن عَليّ حَدَّثَنَا المَسْعُودِيّ عَن عون بْن عبد الله قَالَ من كَانَ ذَا صُورَة حَسَنَة فِي مَوضِع لَا يشينه ووسع
عَلَيْهِ فِي الرزق ثُمَّ تواضعَ لله كَانَ من خَالِصَة الله عز وجل وَالله أعلم.
(الْعقيلِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَليّ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن عون، حَدَّثَنَا عُمَر بْن رَاشد اليمامي عَن يَحْيَى بْن أَبِي كثير عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا بَعَثْتُمْ إِلَيَّ رَسُولا فَابْعَثُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الاسْمِ، لَا يَصِحُّ عُمَر لَيْسَ بِشَيْء.
قَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث (قلت) روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ أَبُو زرْعَة لين وَقَالَ الْعجلِيّ لَا بَأْس بِهِ.
والْحَدِيث أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْبَزَّار وَقَالَ عُمَر لين، وَقد ورد من حَدِيث بُرَيْدَة وَعلي وَابْن عَبَّاس وَأبي أُمَامَة وَغَيرهم.
قَالَ الْبَزَّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمثنى، حَدَّثَنَا معَاذ بْن هِشَام عَن أَبِيهِ عَن قَتَادَة عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا أَبْرَدْتُمْ إِلَيَّ بَرِيدًا فَابْعَثُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الاسْمِ، قَالَ الهيثمي فِي زوائده هَذَا إسنادٌ صَحِيح.
وَقَالَ ابْن النجار: أَنْبَأنَا أَبُو الْقَاسِم الْأَزجيّ عَن أَبِي الرَّجَاء أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْكسَائي قَالَ كتب إِلَى أَبُو نصر عَبْد الْكَرِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هَارُون الشِّيرَازِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بْن عَليّ بْن مُحَمَّد التَّاجِر، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم البالباني حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن أَبِي الْفضل الْبَصْرِيّ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْقَاسِم الْجَصَّاص الْبَغْدَادِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن صالِح السروي، حَدَّثَنَا النَّضر بْن سَلمَة الْمَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن حَوْشَب الطَّائِفِي، قَالَ قدم علينا سُفْيَان بْن سَعِيد الثَّوْريّ، فَحدث عَن عَبْد الله بْن مُحرز عَن يزِيد بْن الْأَصَم عَن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَن رَسُول الله قَالَ: اطْلُبُوا حَوَائِجَكُمْ عِنْدَ صِبَاحِ الْوُجُوهِ، وَإِذَا بَعَثْتُمْ إِلَيَّ بَرِيدًا فَابْعَثُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الاسْمِ.
وَقَالَ ابْن النجار فِي تَارِيخه أَخْبرنِي قُرَيْش الحسني، أَنْبَأنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أَبِي الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن الْفضل الْأَصْبَهَانِيّ، أَنْبَأنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الدقاق، أَنْبَأنَا أَبُو مُسْلِم مُحَمَّد بْن عَليّ بن الْحسن بن مهرزد، أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَليّ بن الْمقري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْجَبَّار الصَّنْعَانِيّ، حَدَّثَنَا زِيَاد بْن أَيُّوب دلويه حَدَّثَنَا النَّضر بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا طَلْحَة عَن عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا بَعَثْتُمْ إِلَيَّ بَرِيدًا فَابْعَثُوهُ حسن الْوَجْه حسن الِاسْم.
أخرجه الديلمي أَنبأَنَا
مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِد الطرسوسي عَن أَحْمَد بْن مَحْمُود عَن ابْن الْمقري عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي عَن زِيَاد بِن أَيُّوب بِهِ.
وَقَالَ الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن حَرْب الطَّائِي، حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عفيف بْن سالِم عَن الْحَسَن بْن دِينَار عَن أَبِي أُمَامَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله إِذا بعث جَيْشًا قَالَ لأميرهم إِذا بعثت إِلَى بريدًا فاجعله جسيمًا وسيمًا حسن الْوَجْه.
وَقَالَ ابْن أَبِي عُمَر فِي مُسْنده حَدَّثَنَا بشر بْن السّري حَدَّثَنَا همّام عَن يَحْيَى بْن أَبِي كثير عَن أَبِي سَلمَة عَن الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لاحِقٍ أَنّ النَّبِيَّ قَالَ: إِذَا أَبْرَدْتُمْ بَرِيدًا فَأَبْرِدُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الاسْمِ.
قَالَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك: إِذا كثرت الرِّوَايَات فِي حَدِيث ظهر أَن للْحَدِيث أصلا وَالله أعلم.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن زَكَرِيَّا بْن صالِح بْن عَاصِم بْن زفر البدوي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الهُجَيْمِي والصباح بْن عَبْد الله أَبُو بشر، قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَة حَدَّثَنَا تَوْبَة الْعَنْبَري عَن أَنَسٍ مَرْفُوعًا: عَلَيْكُمْ بِالْوُجُوهِ الْمِلاحِ وَالْحَدَقِ السُّودِ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ وَجْهًا مَلِيحًا بِالنَّارِ، مَوْضُوع: آفته الْعَدوي (قلت) هُوَ أحد المعروفين بِالْوَضْعِ قَالَ ابْن عدي: عَامَّة مَا حَدَّث بِهِ إِلَى الْقَلِيل مَوْضُوعَات وَكُنَّا نتهمه بل نتيقن إِنَّه هُوَ الَّذِي وَضعهَا.
وَقَالَ ابْن حبَان لَعَلَّه قد حَدَّث عَن الثِّقَات بالأشياء الموضوعات مَا يزِيد عَن ألف حَدِيث وَتَابعه عَلَى هَذَا الحَدِيث كَذَّاب مثله، قَالَ الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب أَنْبَأنَا أَبُو عَمْرو لَاحق بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي الْورْد وَأَنا برَاء من عهدته أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن أَبِي درة، أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن مُحَمَّد بْن مُسْلِم الطَّائِفِي، أَنْبَأنَا إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان لولو أَنْبَأنَا شُعْبَة بِهِ.
ولاحق كَذَّاب وَضاع وَقَالَ الديلمي أَنْبَأنَا بنجير بْن مَنْصُور، عَن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْأَبْهَرِيّ، وَعَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الحروري عَن جَعْفَر بْن أَحْمَد الدقاق عَن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد الرقاشِي عَن عَمْرو بْن مَرْزُوق عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أَنَسٍ مَرْفُوعًا: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يعذب حسان الْوُجُوه سود الحدق وَالله أعلم.
(الْحَارِث) بن أبي أُسَامَة حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل الْمُؤَدب حَدَّثَنَا سَلمَة بْن أَرقم عَن الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعا: من الزرقة يمن، لَا يَصح سُلَيْمَان مَتْرُوك وَإِسْمَاعِيل لَا يُحْتَجُّ بِهِ (قلت) قَالَ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن عَبْد الْعَظِيم الْعَنْبَري حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق أَنْبَأنَا رَجُل من أهل الْعرَاق عَن معمر عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنّ النَّبِي قَالَ: الزُّرْقَةُ يُمْنٌ.
وَقَالَ الْحَاكِم فِي تَارِيخه حَدَّثَنَا أَبُو الطّيب مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْكَرَابِيسِي حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الرُّومِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي نَافِع، حَدَّثَنَا الْخَلِيل بْن سَعِيد عَمْرو بْن عَامر بْن الْفُرَات، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن علوان عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله الزُّرْقَةُ فِي الْعَيْنِ يُمْنٌ، وَكَانَ دَاوُد أَزْرَق وَالله أعلم.
(ابْن حبَان) حَدَّثَنَا ابْن عرْعرة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُونُس عَن عباد بْن صُهَيْب عَن هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ مَرْفُوعا الزرقة فِي الْعين يمن، لَا يَصح، عباد مَتْرُوك والراوي عَنْهُ هُوَ الْكُدَيْمِي وَالْبَلَاء مِنْهُ.
(أَبُو نعيم) حَدَّثَنَا المحسن بْن عَبْد الْوَاحِد حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن عَليّ حَدَّثَنَا بشر بْن معَاذ حَدَّثَنَا بشر بْن الْمفضل عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الجوزاء عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا (ح) .
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن أَبِي نضر أَنْبَأنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن عَليّ أَنْبَأنَا خرَاش بْن عَبْد الله، حدَّثَنِي أنس مَرْفُوعا: النّظر إِلَى الْوَجْه الْحَسَن يَجْلُو الْبَصَر، وَالنَّظَر إِلَى الْوَجْه الْقَبِيح يُورث الكلة، مَوْضُوع: آفته أَبُو سَعِيد الْعَدوي.
(الْحَاكِم) أَنْبَأنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هَارُون الشَّافِعِي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عُمَر ابْن عُبَيْد الزنجاني سمعتُ أَبَا البخْترِي وهب بْن وهب الْقُرَشِيّ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد الصَّادِق عَن أَبِيهِ عَن جَدِّه عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَن جَدِّهِ مَرْفُوعا: ثَلاثٌ يُزِدْنَ فِي قُوَّةِ الْبَصَرِ النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ، وَإِلَى الْمَاءِ الْجَارِي، وَإِلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ، بَاطِلٌ وهب كَذَّاب، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِي هُوَ الريوندي لَيْسَ بِشَيْء.
قَالَ الْحَاكِم حَدَّث عَن قوم لَا يعْرفُونَ، فَقلت لَهُ إِن
أَحْمَد بْن عُمَر مَا خلق بعد (قلت) لَهُ طرق أُخْرَى.
قَالَ الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حمدون الْوراق، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد القباني، حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَبْد الْوَهَّاب الْخَوَارِزْمِيّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أَيُّوب المقابري حَدَّثَنَا شُعَيْب بْن حَرْب عَن مَالك بْن مغول عَن طَلْحَة بْن مصرف عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ قَالَ رَسُول الله ثَلاثٌ يُجْلِينَ الْبَصَرَ: النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ وَإِلَى الْمَاءِ الْجَارِي وَإِلَى الْوَجْه الْحسن، وَرِجَاله من شُعَيْب فَصَاعِدا رجال الصَّحِيح وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الْخُوَارِزْمِيُّ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حَدِيثِهِ نَكَارَةٌ، وَقَالَ ابْن السّني فِي كتاب الطِّبّ النَّبَوِيّ، أَنْبَأنَا كهمس بْن معمر، حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَبِي ميسرَة، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى الْبَصْرِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَال الرَّاسِبِي عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ، قَالَ قَالَ رَسُول الله النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ يَزِيدُ فِي الْبَصَرِ وَالنَّظَرُ فِي الْمَاءِ يَزِيدُ فِي الْبَصَرِ وَالنَّظَرُ إِلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ يَزِيدُ فِي الْبَصَرِ.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَن الْفراء فِي فَوَائده تَخريج السلَفِي أَنْبَأنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الشِّيرَازِيّ الْحَافِظ أَبُو عَبْد الله الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن إِبْرَاهِيم القَاضِي بالأهواز، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم البيع، حَدَّثَنَا أَبُو عَليّ مُحَمَّد بْن عَبْد الله الْمُحدث، حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد الطرائفي بِمصر سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ فِي مجْلِس الرّبيع بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عباد الْعَبْدي عَن إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى عَن أَبِي هِلَال الرَّاسِبِي عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ، قَالَ قَالَ رَسُول الله: ثَلاثٌ يُزِدْنَ فِي قُوَّةِ الْبَصَرِ الْكُحْلُ بِالأِثْمِدِ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ، أَبُو هِلالٍ اخْتُلِفَ فِيهِ فوثقه أَبُو دَاوُد وَأَبُو نُعَيْم، وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْم فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن إِسْحَاق الْأنمَاطِي وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق الْأَهْوَازِي، قَالَا حَدَّثَنَا النُّعْمَان بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حَرْب حَدَّثَنَا عباد بْن يزِيد أَبُو ثَابت حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عَمْرو النَّخعِيّ عَن مَنْصُور بْن عَبْد الرَّحْمَن الحَجبي عَن أمه صفيّة بِنْت شيبَة عَن عَائِشَةَ قَالَت قَالَ رَسُول الله: ثَلاثٌ يُجْلِينَ الْبَصَرَ النَّظَرُ فِي الْمَاءِ الْجَارِي وَالنَّظَرُ فِي الْخُضْرَةِ وَالنَّظَرُ إِلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ، سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو النَّخَعِيُّ كَذَّابٌ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بن أبي الْحُسَيْن
الْأنْصَارِيّ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حميد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد القَاضِي البوراني قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن حبيب بْن سَلام حَدَّثَنَا ابْن أَبِي فديك حَدَّثَنَا جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَابر، قَالَ قَالَ النَّبِي: النَّظَرُ فِي وَجْهِ الْمَرْأَةِ الْحَسْنَاءِ وَالْخُضْرَةِ يَزِيدَانِ فِي الْبَصَرِ، وَقَالَ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن الْحجَّاج حَدَّثَنَا أَبُو الْفضل مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن ابْن عَبْد الله بْن الْحَارِث حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن الْفضل الأسقاطي حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أويس، حَدَّثَنَا ابْن أَبِي فديك بِهِ، ابْن أَبِي فديك فَمن فَوْقه من رجال الصَّحِيح، وَكَذَا إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أويس.
وَقَالَ الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْهَيْثَم بْن خَالِد الْكِنْدِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بْن عَاصِم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى النَّيْسَابُورِي، حَدَّثَنَا عِيسَى بْن إِبْرَاهِيم البركي عَن حَمَّاد عَن حميد الطَّوِيل عَن أَبِي الصّديق النَّاجِي، عَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله ثَلَاثَة يُجْلِينَ الْبَصَرَ: الْمَاءُ وَالْخُضْرَةُ وَالْوَجْهُ الْحَسَنُ، حَمَّاد هُوَ ابْن سَلمَة، هُوَ فَمن فَوْقه من رجال الصَّحِيح، وَعِيسَى البركي روى لَهُ أَبُو دَاوُد ووثق وَمُحَمَّد بْن يَحْيَى هُوَ الذهلي الْحَافِظ إِمَام زَمَانه.
وَقَالَ ابْن السّني حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْآدَمِيّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن رَاشد حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَمْرو السدُوسِي حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن مُطيب الْعجلِيّ عَن مَنْصُور بْن صَفِيَّة بِنْت شيبَة عَن أَبِي معبد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله يُعْجِبُهُ النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ وَالْمَاءِ الْجَارِي.
قَالَ وَقَالَ ابْن عَبَّاس ثَلاثٌ يُجْلِينَ الْبَصَرَ: النَّظَرُ إِلَى الخضرة وَالْمَاء الْجَارِي وَالْوَجْه الْحَسَن، أَخْرَجَهُ ابْن عدي وَأَبُو نُعَيْم فِي الطِّبّ من وَجه آخر عَن الْحَسَن السدُوسِي.
قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي تَخريج الْإِحْيَاء إسنادهُ ضَعِيف انْتهى.
وَالقَاسِم بن مُطيب فِيهِ كَلَام وروى لَهُ الْبُخَاريّ فِي الْأَدَب قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يُخطئ عَلَى قلَّة رِوَايَته، ومجموع هَذِه الطّرق يرقي الحَدِيث عَن دَرَجَة الْوَضع.
وَمِمَّا يقويه مَا أَخْرَجَهُ ابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان عَن قَتَادَة قَالَ خرجنَا مَعَ أنس إِلَى أَرض يُقالُ لَهَا الزاوية، فَقَالَ حَنْظَلَة السدُوسِي: مَا أحسن هَذِه الخضرة، فقَالَ أَنَسٌ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أَحَبَّ الأَلْوَانِ إِلَى النَّبِيِّ الْخُضْرَةُ، وَأخرج الْبَزَّار وَابْن السّني وَأَبُو نُعَيْم من وَجه آخر عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: كَانَ أحب الألوان إِلَى
رَسُول الله الخضرة.
وَأخرج أَبُو نُعَيْم عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُعْجِبُهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْخُضْرَةِ.
وَأخرج التِّرْمِذِيّ عَن معَاذ بْن جبل أَن النَّبِي كَانَ يستحبُ الصَّلَاة فِي الْحِيطَان، قَالَ أَبُو دَاوُد يَعْنِي الْبَسَاتِين، وَأخرج الْبُخَاريّ فِي الْأَدَب عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي يَبْدُو إِلَى هَؤُلاءِ التِّلاعِ.
فَهَذِهِ شَوَاهِد تجْعَل للْحَدِيث أصلا.
وَاعْلَم أَنَّهُ جرت عَادَة الْحفاظ كالحاكم وَابْن حبَان والعقيلي وَغَيرهم أنَّهم يحكمون عَلَى حَدِيث بِالْبُطْلَانِ من حيثية سَنَد مَخْصُوص لكَون رَاوِيه اختلقَ ذَلِكَ السَّنَد لذَلِك الْمَتْن وَيكون ذَلِكَ الْمَتْن مَعْرُوفا من وَجه آخر ويذكرونَ ذَلِك فِي تَرْجَمَة ذَلِكَ الرَّاوِي يُخرجونه بِهِ، فيغتر ابْن الْجَوْزِيّ بذلك وَيحكم عَلَى الْمَتْن بِالْوَضْعِ مُطلقًا ويورده فِي كتاب الموضوعات وَلَيْسَ هَذَا بلائق، وَقد عابَ عَلَيْهِ النَّاس ذَلِكَ آخِرهم الْحَافِظ ابْن حجر وَهَذَا الْوَضع من ذَلِكَ، وَقد قَالَ الْحَاكِم فِي تَرْجَمَة شَيْخه أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الثَّقَفِيّ الزكي، فَعرض عَليّ حَدِيثا عَنْهُ بِإِسْنَاد مظلم عَن الْحجَّاج بن سَمُرَة، قَلِيل سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ رَفَعَهُ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ، فَقلت هَذَا بَاطِلٌ وإنَّما تقرب بِهِ إِلَيْك أَبُو بَكْر الشَّافِعِي لأنَّك من ولد الْحجَّاج انْتهى، ومعلومٌ أَن هَذَا الْمَتْن صَحِيح من طَرِيق أُخْرَى، وإنّما حكم عَلَيْهِ بِالْبُطْلَانِ من حيثية هَذَا السَّنَد الْمَخْصُوص الَّذِي اختلقه أَبُو بَكْر، وَكَثِيرًا مَا نَجدهم يَقُولُونَ هَذَا الحَدِيث بِهذا الْإِسْنَاد بَاطِل، أَي وَهُوَ بِغَيْرِهِ لَيْسَ بباطل، فَمثل هَذَا لَا يذكر فِي كتب الْجرْح وَالتَّعْدِيل فِي تَرْجَمَة الرَّاوِي الَّذِي يُراد جرحه.
وَبَقِي من طرق هَذَا الحَدِيث الَّذِي نَحْنُ فِيهِ مَا أَخْرَجَهُ ابْن النجار فِي تَارِيخه، قَالَ أَنْبَأنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن عَليّ الْأمين عَن مُحَمَّد بْن عَبْد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن التنوخي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن أَحْمَد الدوري حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم القَاضِي، قَالَ حدَّثَنِي من طَرِيق أَبِي عُمَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان اليمامي، عَن أَبِيهِ قَالَ: جلس الْمَأْمُون يَوْمًا وَعِنْده يَحْيَى بْن أَكْثَم فَطلب الْمَأْمُون شربة مَاء، فذهبَ ابْنه الْعَبَّاس فَأتى بِهَا فأطالَ يَحْيَى النظرُ فِي وَجه الْعَبَّاس وَكَانَ من أجمل النَّاس واستغفل، فَجعل الْمَأْمُون ينظر إِلَيْهِ ويضحك فَاسْتَيْقَظَ يَحْيَى من غفلته.
فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق عَن معمر عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ قَالَ رَسُول الله: النّظر إِلَى الْوَجْه الْحَسَن يَجْلُو الْبَصَرَ وَبَصَرِي ضَعِيفٌ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَجْلُوَهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ الْمَأْمُونِ وَقَالَ يَا يَحْيَى اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كِذْبٌ عَلَى رَسُولِ الله.
قَالَ فِي اللِّسَان هَذَا خبر بَاطِل والقصة مُخْتَلفَة وَالله أعلم.
(أَخْبَرَنَا) مُحَمَّد بْن عُمَر الأرموي، أَنْبَأنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَليّ المهتدى، أَنبأَنَا أَبُو الْفرج أَحْمد بن عمر بن مسلمة، أَنْبَأنَا عُمَرَ بْن جَعْفَر بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا عُمَرو بْن فَيْرُوز التوزي حَدَّثَنَا عَاصِم بْن عَليّ حَدَّثَنَا لَيْث بْن سعد عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ النَّبِي: مَا حَسَّنَ اللَّهُ تَعَالَى خَلْقَ أَحَدٍ وَخُلُقَهُ فَأَطْعَمَ لَحْمَهُ النَّارَ.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَليّ الْعَدوي حَدَّثَنَا لولو بْن عَبْد الله وكامل بْن طَلْحَة قَالَا حَدَّثَنَا اللَّيْث بِهِ.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا هِشَام بْن عمار حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن يزِيد الْبكْرِيّ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّان مُحَمَّد بْن مطرف المسمعي سمعتُ دَاوُد بْن فَرَاهِيجَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ: يَقُولُ مَا حَسَّنَ اللَّهُ عز وجل خَلْقَ رَجُلٍ وَخُلُقَهُ فَتَطْعَمُهُ النَّارُ أَبَدًا.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر أَنْبَأنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الطرازي أَنْبَأنَا أَبُو سَعِيد الْعَدوي حَدَّثَنَا خرَاش عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله مثله، لَا يثبت، عَاصِم وخراش ليسَا بِشَيْء والعدوي وَضاع وَدَاوُد بْن فَرَاهِيجَ ضعفه شُعْبَة وَيحيى (قلتُ) أما عَاصِم فَهُوَ أَبُو الْحُسَيْن الوَاسِطِيّ، روى عَنْهُ الْبُخَاريّ فِي الصَّحِيح، فَكيف يُعاب الحَدِيث بِهِ وأمَّا دَاوُد فقد وَثَّقَهُ طَائِفَة قَالَ يَحْيَى الْقطَّان ثِقَة.
وَقَالَ ابْن معِين أَيْضا وَالْعجلِي لَا بَأْس بِهِ، وَقَالَ ابْن عدي لَا أرى بِمقدار مَا يرويهِ بَأْسا، وَله حَدِيث فِيهِ نكرَة وَهُوَ هَذَا.
وَقَالَ أَبُو حاتِم ثِقَة صَدُوق وَذكره ابْن شاهين فِي الثِّقَات، وروى لَهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَحَدِيثه وَهَذَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق هِشَام بن عمَارَة بِهِ.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ ورواهُ أَيْضا سوار بْن عمَارَة عَن أَبِي غَسَّان انْتهى وَله طرق أُخْرَى.
قَالَ السلَفِي قرأتُ عَلَى أَبي الْفَتْح الغزنوي بأصبهان وَهُوَ متكئ قَالَ قرأتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر وَهُوَ متكئ قَالَ قرأتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِم حَمْزَة بْن يُوسُف وَهُوَ متكئ قَالَ قرأتُ عَلَى أَبِي الْحَسَين بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد الْقزْوِينِي وَهُوَ متكئ قَالَ قرأتُ عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن الْحجَّاج الطَّبَرَانِيّ وَهُوَ متكئ قَالَ قرأتُ عَلَى أَبِي الْعَلَاء مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْكُوفيّ وَهُوَ متكئ قَالَ قرأتُ عَلَى عَاصِم بْن عَليّ وَهُوَ متكئ قَالَ قرأتُ عَلَى اللَّيْث بْن سعد وَهُوَ
متكئ قَالَ قرأتُ عَلَى بَكْر بْن الْفُرَات وَهُوَ متكئ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ مُتَّكِئٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: مَا حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَ رَجُلٍ وَلَا خلقه فتطعمه النَّار.
وَأوردهُ الْحَافِظ شمس الدَّين ابْن الْجَزرِي فِي كِتَابه أحاسن المنن، وَقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب التسلسل انْتهى.
وَرِجَاله ثِقَات وَعَاصِم بْن عَليّ رواهُ فِي تِلْكَ الطَّرِيق عَن اللَّيْث بْن سعد عَن نَافِع عَن ابْن عُمَر وَفِي هَذِه عَن اللَّيْث عَن بَكْر بْن الْفُرَات عَن أنس فَكَأَنَّهُ عِنْده عَلَى الْوَجْهَيْنِ وَبكر بْن الْفُرَات ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق وَإِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْمُسْتَمْلِي فِي مُعْجم شُيُوخه حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن يزْدَاد الْأَصْبَهَانِيّ حَدثنَا عَامر بْن مُحَمَّد بْن الْمُعْتَمِر الْجُشَمِي وَكَانَ من شُهُود ابْن أَبِي الشَّوَارِب بِسُرَّ مَنْ رَأَى بصرى حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر ابْن المزلق عَن أَبِيهِ عَن جدِّه عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: مَنْ حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَهُ وَحَسَّنَ خُلُقَهُ وَرَزَقَهُ الإِسْلامَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ.
أَخْرَجَهُ ابْن النجار فِي تَارِيخه من هَذَا الطَّرِيق.
وَقَالَ الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب سمعتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن عَليّ الْفَقِيه يَقُولُ حَدَّثَنَا هراشة بْن أَحْمَد بْن عَليّ إِسْمَاعِيل النَّاقِد حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الْحَرْبِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الصَّباح الجرجرائي حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن رَسُول الله قَالَ: مَا حَسَّنَ اللَّهُ وَجْهَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ فَيُرِيدُ عَذَابَهُ.
وَقَالَ الْخَطِيب أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر النَّرْسِي أَنْبَأنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن مَالك البيع أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الْهَمدَانِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى الطلحي حَدَّثَنَا عصمَة بْن سُلَيْمَان الْبَغْدَادِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحصين حَدَّثَنَا رجلٌ من أهل خُرَاسَان عَن عُبَيْد الله الْعقيلِيّ عَن الْحَسَن بْن عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَا حسن الله خلق عَبْد وَلَا خلقه إِلَّا اسْتَحى أَن تطعم النَّار لَحمه.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن الْوَلِيد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا أَبُو يسر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زِيَاد الشَّاعِر الْبَغْدَادِيّ حَدَّثَنَا شَرْقي بْن قطاي حَدَّثَنَا أَبُو الْمهْر عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: مَنْ حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَهُ وَخُلُقَهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
(أَخْبَرَنَا) مُحَمَّد بْن نَاصِر أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن قُرَيْش أَنْبَأنَا إِبْرَاهِيم بْن عُمَر الْبَرْمَكِي حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد الثَّعْلَبِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق
الْمَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا دَاوُد بْن رشيد حَدَّثَنَا هَارُون بْن مُحَمَّد عْن بكير بْن مِسْمَار عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: لَنْ يَعْدَمَ الْمُؤْمِنُ إِحْدَى خَلَّتَيْنِ دَمَامَةٌ فِي وَجْهِهِ أَوْ قِلَّةٌ فِي مَالِهِ.
لَا يَصِحُّ هَارُون كَذَّاب وَالله أعلم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا أَبُو سعد الْمَالِينِي أَنْبَأنَا أَبُو حَامِد أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد النَّيْسَابُورِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن حجر حَدَّثَنَا يُوسُف بْن الْغَرق (ح) وأنبأنا الْحُسَيْن بْن عَليّ الْجَوْهَرِي أَنْبَأنَا أَبُو عُبَيْد الله المرزباني حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن أشكاب حَدَّثَنَا يُوسُف بْن الْغَرق حَدَّثَنَا سكين بْن أَبِي سراج عَن الْمُغيرَة بْن سُوَيْد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ.
(الْجَوْهَرِي) أَنْبَأنَا أَبُو عبيد الله الرزباني أَنْبَأنَا عَبْد الله بْن مخلد حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البندار حَدَّثَنَا سُوَيْد بْن سَعِيد حَدَّثَنَا بَقِيَّة بْن الْوَلِيد عَن أَبى الْفضل عَن مَكْحُول عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِمثله.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا مَيْمُون بْن مسلمة حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد الله الْحلَبِي حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ عَن حطَّان بْن خفان عَن ابْن عَبَّاس بِهِ.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا عُمَر بْن سِنَان حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن الْمُبَارك حَدَّثَنَا بَقِيَّة حَدَّثَنَا وَرْقَاء بْن عُمَر عَن أَبِي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: أِنَّ رَأْسَ الْعَقْلِ التَّحَبُّبُ إِلَى النَّاسِ وَأَنَّ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ.
لَا يَصِحُّ، الْمُغيرَة مَجْهُول وسكين يروي الموضوعات عَن الْإِثْبَات ويوسف كَذَّاب وسُويد ضعفه يَحْيَى وَبَقِيَّة مُدَلّس وَشَيْخه أَبُو الْفضل هُوَ بَحر بْن كنيز السقا ضَعِيف فكفاهُ تدليسًا وَالنَّخَعِيّ يضعُ وورقاء لَا يُسَاوِي شَيْئا وَالْحُسَيْن بْن الْمُبَارك.
قَالَ ابْن عدي حَدَّث بأسانيد ومتون مُنكرَة.
قَالَ بعضُ الْحفاظ والْحَدِيث مصحف وإنَّما هُوَ خفَّة لحيته بِذكر الله (قلتُ) الْمُغيرَة ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وورقاء هُوَ الْيَشْكُرِي ثِقَة صَدُوق عالِم روى عَنْهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة قَالَ ابْن عدي لورقاء عَن أَبِي الزِّنَاد نُسْخَة وَعَن مَنْصُور نُسْخَة، وروى أَحَادِيث غلط فِي أسانيدها وَبَاقِي حَدِيثه لَا بَأْس بِهِ والْحَدِيث الأول أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ، حَدَّثَنَا مَحْمُود بْن مُحَمَّد الْمَرْوَزِيّ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن حجر حَدَّثَنَا يُوسُف بن الْغَرق
بِهِ.
وَمَا ذكر من التَّصْحِيف حكاهُ الْخَطِيب ثُمّ قَالَ ويوسف مُنكر الحَدِيث.
وَقَالَ الْأزْدِيّ كَذَّاب وَلَا يَصح لِحيته وَلَا لحييْهِ وَأخرجه ابْن عدي حَدَّثَنَا عُمَر بْن سِنَان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن قدامَة بْن أعين حَدَّثَنَا يُوسُف بْن الْغَرق بِهِ فَذكره بِلَفْظ من سَعَادَة الْمَرْء خفَّة عارضيه.
قَالَ فِي الْمِيزَان تَابعه مَحْمُود بْن خِدَاش عَن يُوسُف فَقَالَ لحيته بدل عارضيه، وَقَالَ ابْن عدي رواهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَرو الْحَرَّانِي، فَقَالَ عَن سكين بْن مَيْمُون بْن أَبِي سراج عَن الْمُغيرَة عَن شيخ من النخع قَالَ لقيتُ عِكْرِمَة فَقَالَ لي: شَعرت أَن ابْن عَبَّاس قَالَ فَذكره وَالله أعلم.
(ابْن عدى) سمعتُ أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحِيم، حَدَّثَنَا زُرَيْق بْن مُحَمَّد الْكُوفيّ حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن زيد عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: أِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَهَّرَ قَوْمًا مِنَ الذُّنُوبِ بالصلعة فِي رؤوسهم، وَإِنَّ عَلِيًّا لأَوَّلُهُمْ.
قَالَ ابْن عدي حديثٌ بَاطِلٌ وَأَحْمَد قَلِيل الْحيَاء حَدَّث عَن قوم مَاتُوا قبل أَن يُولد (قلت) وَكَذَا قَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا حَدِيث كذب قَالَ فِي اللِّسَان رِجَاله ثِقَات غير أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحِيم أَبِي جَعْفَر الْجِرْجَانِيّ انْتهى، ووجدتُ لَهُ طَرِيقا آخر قَالَ الديلمي أَنْبَأنَا عَبدُوس أَنْبَأنَا أَبُو طَاهِر بْن سَلمَة أَنْبَأنَا أَبُو الْفرج الصَّامِت بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى النَّيْسَابُورِي أَنْبَأنَا ابْن أَبِي دَاوُد حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَليّ الْقرشِي حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَليّ الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن عُمَر الجارودي حَدَّثَنَا عُيَيْنَة بْن سَعِيد الْعَطَّار عَن شيخ يُكنى أَبَا شيخة عَن أَبِي الدَّرْدَاء قَالَ: لَمَّا وَلَّى النَّبِيُّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ خَطَبَهُمْ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَإِذَا هُمْ صُلْعٌ عَامَّتُهُمْ فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ مَالِي أَرَاكُمْ صُلْعًا قَالُوا كَذَا خُلِقْنَا قَالَ أَفَلا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ من رَسُول الله قَالُوا حَدِّثْنَا قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عز وجل طَهَّرَ قوما بالصلع فِي رؤوسهم وَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَوَّلُهُمْ.
وَالله أعلم.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن السّري حَدَّثَنَا شيخ بْن أَبِي خَالِد حَدَّثَنَا حمّاد بْن سَلمَة عَن عَمْرو بْن دِينَار عَن جَابِر مَرْفُوعا نباتُ الشّعْر أمانٌ من الْجُذَام.
وَقَالَ حَدَّثَنَا عُمَر بن الْحسن الْحلَبِي، حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن سيار حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن ثَابت عَن حَمْزَة النصيبي عَن أَبِي الزبير عَن جَابِر بِهِ.
شيخ حَدَّث بِمناكير وبواطيل وَحَمْزَة يضع، وَقَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حبيب حَدَّثَنَا دِينَار مولى أنس عَن أَنَسٍ مَرْفُوعا الشَّعْرُ فِي الأَنْفِ وَالأُذُنِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ، دِينَارٌ رَوَى عَن أَنَسٍ الْمَوْضُوعَاتِ، وَقَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن هَارُون الْبَلَدِي حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن سيار، حَدَّثَنَا أَبُو صالِح، حَدَّثَنَا رشدين عَن عقيل عَن ابْن شهَاب عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعا: الشَّعْرُ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ، رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ مَتْرُوكٌ (قلت) لَم ينْتَه حَاله إِلَى أَن يحكم عَلَى حَدِيثه بِالْوَضْعِ كَمَا تقدم وَالله أعلم.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا الْبَغَوِيّ حَدَّثَنَا كَامِل بْن طَلْحَة حَدَّثَنَا أَبُو الرّبيع السمان حَدَّثَنَا هِشَام بْن عُرْوَة، عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ.
أَبُو الرّبيع مَتْرُوك.
(الْعقيلِيّ) حَدَّثَنَا عُمَر بْن عِيسَى بْن فائد الأدمِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَليّ الْمقدمِي حَدَّثَنَا نُعَيْم بْن مورع بْن تَوْبَة الْعَنْبَري حَدَّثَنَا هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَت قَالَ النَّبِي الشَّعْرُ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن نَاجِية حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم عَن عَبْد الله الوَاسِطِيّ حَدَّثَنَا نُعَيْم بْن الْمُوَرِّع بِهِ بِلَفْظ الشّعْر فِي الْأنف أَمَنَة من الجذام.
قَالَ ابْن عدي نُعَيْمٌ يَسْرِقٌ الْحَدِيثَ وَهَذَا يعرف بِأبي الرّبيع السمان وَإِن كَانَ ضَعِيفا سَرقه مِنْهُ نُعَيْم وَسَرَقَهُ أَيْضا يَعْقُوب بْن الْوَلِيد وَيحيى بْن هَاشم السمسار.
(ابْن حبَان) حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن صالِح الْبُخَاريّ حَدَّثَنَا عُثْمَان بن معبد الْمقري حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْن هَاشم السمسار عَن هِشَام عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَة مَرْفُوعا: نباتُ الشَّعْرُ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الجذام، يَحْيَى مَتْرُوك.
قَالَ ابْن عدي كَانَ بِبَغْدَاد يضعُ الحَدِيث ويسرقه وَسُئِلَ ابْن معِين عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ بَاطِل وَكَذَا قَالَ الْبَغَوِيّ وَابْن حبَان (قلتُ) الْأَشْبَه أَنَّهُ ضَعِيف لَا مَوْضُوع وَأصْلح طرقه طَرِيق رشدين وَطَرِيق أَبِي الرّبيع السمان واسْمه أشعب بْن سَعِيد روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ أَحْمَد: مُضْطَرب الحَدِيث وَقَالَ ابْن معِين: ضَعِيف وَقَالَ الْبُخَاريّ: لَيْسَ بِالْحَافِظِ سمعَ مِنْهُ وَكِيع وَلَيْسَ بِمتروك، قَالَ فِي الْمِيزَان: روى هَذَا
الحَدِيث عَنْهُ جمَاعَة وَقد رَوَاهُ غير أَبِي الرّبيع من الضُّعَفَاء انْتهى.
وَطَرِيق أَبِي الرّبيع أَخْرَجَهُ ابْن السّني فِي الطِّبّ أَخْبرنِي مُحَمَّد بْن خَالِد الرَّاسِبِي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُعَاويَة الجُمَحِي حَدَّثَنَا أَبُو الرّبيع بِهِ، وَأخرجه أَبُو نُعَيْم فِي الطِّبّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الْحَضْرَمِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُعَاويَة الجُمَحِي بِهِ، وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَليّ الأبّار حَدَّثَنَا عبيد الله مُحَمَّد بْن عَائِشَة التَّيْمِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الرّبيع بِهِ، وَأخرجه أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنده حَدَّثَنَا شَيبَان بْن فَروح حَدَّثَنَا أَبُو الرّبيع بِهِ.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الْمقري الْمَعْرُوف بالحذاء فِي فَوَائده حَدَّثَنَا قمرة بِنْت عَبْد الله جَارِيَة الْبَعْض المعلمين قَالَتْ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن المنتعل حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن زُهَيْر الْأَيْلِي حَدَّثَنَا بشر بْن معَاذ حَدَّثَنَا أَيُّوب بن وقاد عَن هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ الشَّعْرُ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ، أَخْرَجَهُ ابْن النجار من طَرِيقه، وَمِمَّنْ رواهُ عَن هَاشم مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقشيرِي أحد المتروكين.
قَالَ تَمَّام فِي فَوَائده أَنْبَأنَا خَيْثَمَة بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يُونُس السراج بالرقة حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقشيرِي حَدَّثَنَا هِشَام بْن عُرْوَة هُوَ ابْن بِنْت شُرَحْبِيل وَالله أعلم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن ملْحَان، حَدَّثَنَا وثيمة بْن مُوسَى بْن الْفُرَات، حَدَّثَنَا سَلمَة بْن الْفضل عَن ابْن سمْعَان عَن الزُّهْرِيّ عَن سالِم عَن أَبِيهِ عَن عُمَرَ مَرْفُوعا: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ مَعْدِنًا وَمَعْدِنَ التَّقْوَى قُلُوبُ الْعَاقِلِينَ.
لَا يَصِحُّ ابْن سمْعَان كذبه مَالك وَيحيى ووثيمة قَالَ ابْن أَبِي حاتِم حَدَّث عَن سَلمَة بِموضوعات (قلت) كَذَا قَالَ فِي الْمِيزَان أَن هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع أوردهُ فِي تَرْجَمَة عَبْد الله بْن زِيَاد بْن سمْعَان ثُمَّ فِي تَرْجَمَة وثيمة واتهم بِهِ فِي اللِّسَان ابْن سمْعَان خَاصَّة. .
وَقَالَ إِن ابْن أَبِي يُونُس لَم يذكر فِي وثيمة جرحا وَأَن مسلمة بْن قَاسم الأندلسي قَالَ
لَا بَأْس بِهِ وَإِن لَهُ تصنيفًا فِي الرِّدَّة أَجَاد فِيهِ وتصنيفًا كَبِيرا فِي الْمُبْتَدَأ وقصص الْأَنْبِيَاء من أصلح مَا صنف فِي ذَلِكَ الْفَنّ وَأَن لفظ ابْن أَبِي حاتِم كتب إِلَى أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم عَن وثيمة عَن سَلمَة بْن الْفضل الأبرش بِأَحَادِيث مَوْضُوعَة وَإِن الْعقيلِيّ قَالَ فَارسي سكن مصر صَاحب أغاليط روى عَن كل انْتهى، وَقد أخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان هَذَا الحَدِيث أَنبأَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْدَانِ، أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن عُبَيْد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن ملْحَان حَدَّثَنَا وثيمة بْن مُوسَى، حَدَّثَنَا سَلمَة بْن الْفضل عَن رَجُل ذكره عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ بِهِ، وَقَالَ هَذَا منكرٌ، وَلَعَلَّ الْبلَاء وقعَ من الرجل الَّذِي لَمْ يسم انْتهى.
ووجدتُ لَهُ طَرِيقا آخر قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا أَبُو عقيل أنس بْن سلم الْخَولَانِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رَجَاء السّخْتِيَانِيّ حَدَّثَنَا مُنَبّه بْن عُثْمَان حدَّثَنِي عُمَر بْن مُحَمَّد بْن زيد عَن سالِم بْن عَبْد الله عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لكل شَيْء مَعْدن ومعدن التَّقْوَى قُلُوب العارفين وَالله أعلم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا القَاضِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد الْحَرَشِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الْأَصَم، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري، حَدَّثَنَا مَنْصُور بْن شقير حَدَّثَنَا مُوسَى بْن أعين عَن عُبَيْد الله بْن عُمَر عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعا: أِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ، وَمِنْ أَهْلِ الصَّلَوَاتِ وَالصِّيَامِ وَمِمَّنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَمَا يُجْزَى يَوْمَ الْقِيَامَة إِلَّا على قَدْرَ عَقْلِهِ لَا يَصِحُّ مَنْصُور يروي المقلوبات.
قَالَ ابْن معِين إنّما رَوَاهُ ابْن أعين عَن عُبَيْد الله بْن عُمَر عَن إِسْحَاق بْن عَبْد الله بْن أَبِي فَرْوَة عَن نَافِع عَن ابْن عُمَر فأسقط إِسْحَاق، وَإِسْحَاق لَيْسَ بِشَيْء (قلت) مَنْصُور بْن شقير ويُقال ابْن صقير روى لَهُ ابْن مَاجَه.
وَقَالَ الْعقيلِيّ فِي حَدِيثه بعض الوهن.
قَالَ الْخَطِيب أنبأني البرقاني أَبُو أَحْمَد الْحُسَيْن بْن عَليّ التَّمِيمِي أَنْبَأنَا ابْن أَبِي حاتِم قَالَ سمعتُ أَبِي سُئِلَ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ سمعتُ ابْن أَبِي الثَّلج يَقُولُ ذكرتُ هَذَا الحَدِيث ليحيى بْن معِين فَقَالَ هَذَا الحَدِيث ليحيى بْن معِين فَقَالَ هَذَا حَدِيث بَاطِل إنّما رواهُ مُوسَى بْن أعين عَن صَاحبه عُبَيْد الله بْن عُمَر عَن إِسْحَاق بْن عَبْد الله بْن أَبِي فَرْوَة عَن نَافِع عَن ابْن عُمَرَ عَن النَّبِيّ فَرفع إِسْحَاق من الْوسط وَقيل مُوسَى عَن عُبَيْد الله عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ أَبِي وَكَانَ مُوسَى وَعبيد الله بْن عُمَر صاحبين يكتبُ بعضهما عَن بعض وَهُوَ حَدِيث بَاطِل فِي الأَصْل.
قِيلَ لأبي مَا كَانَ مَنْصُور هَذَا: قَالَ لَيْسَ بِقَوي، وَفِي حَدِيثه اضْطِرَاب.
قَالَ الْخَطِيب وَقد روى حَدِيث مُوسَى بْن أعين بَقِيَّة بْن الْوَلِيد عَن عُبَيْد الله بْن عُمَر عَن إِسْحَاق بْن عَبْد الله بْن أَبِي فَرْوَة كَمَا ذكر يَحْيَى بْن معِين إِلَّا أَنَّهُ خَالفه فِي الْمَتْن.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غَالب أَنْبَأنَا أَبُو أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَليّ النَّيْسَابُورِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمسيب أَبُو عَبْد الله حَدَّثَنَا مُوسَى بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا بَقِيَّة حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر عَن إِسْحَاق بْن عَبْد الله بْن أَبِي فَرْوَة عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ النَّبِي: لَا تَعَجَّبُوا بِإِسْلامِ امْرِئٍ حَتَّى تَعْرِفُوا عُقْدَةَ عَقْلِهِ.
وَقَالَ الْعقيلِيّ حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى الْأَسدي حَدَّثَنَا مَنْصُور بْن شقير الْجَزرِي حَدَّثَنَا مُوسَى بْن أعين عَن عَبْد الله بْن عُمَر بْن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ النَّبِي أِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَالصِّيَامِ وَالْجِهَادِ حَتَّى ذَكَرَ سِهَامَ الْخَيْرِ كُلَّهَا، وَمَا يُجْزَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا بِقَدْرِ عَقْلِهِ.
هَكَذَا رواهُ مَنْصُور بْن شقير وَلَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
وَحَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن خَالِد اللَّيْثِيّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن معبد بْن شَدَّاد عَمْرو بْن خلف ويوسف بْن عدي قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عُمَر عَن إِسْحَاق بْن عَبْد الله بْن أَبِي فَرْوَة عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ قَالَ رَسُول الله: لَا يُعْجِبَنَّكُمْ إِسْلامُ امْرِئٍ حَتَّى تَعْلَمُوا مَا عُقْدَةُ عَقْلِهِ وَهَذِه الرِّوَايَة بِهذا الحَدِيث أشبه انْتهى، وَقد أخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان الحَدِيث الأول من طَرِيق الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري عَن مَنْصُور بْن شقير وَمن طَرِيق بشر بْن مُوسَى عَن مَنْصُور ثُمَّ قَالَ وَرُوِيَ مُرْسلا من وَجه آخر، أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الْحَافِظ أَنْبَأنَا أَبُو الْعَبَّاس عبد الله بن حُسَيْن القَاضِي حَدَّثَنَا الْحَارِث بْن أَبِي أُسَامَة حَدَّثَنَا أَبُو النَّضر هَاشم بْن الْقَاسِم حَدَّثَنَا بَقِيَّة بْن الْوَلِيد الْحِمصِي عَن خُلَيْد بْن دعْلج عَن مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: النَّاس يعلمُونَ بِالْخَيرِ وإنّما يُعطون أُجُورهم عَلَى قدر عقولِهم، خُلَيْدٌ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَالدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ ابْن عدي أَنْبَأنَا الْحَسَن بْن سُفْيَان حَدَّثَنَا حَكِيم بْن سيف حَدَّثَنَا عبيد الله عُمَر عَن إِسْحَاق بْن عَبْد الله بْن أَبِي فَرْوَة عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ قَالَ رَسُول الله: لَا يُعْجِبَنَّكُمْ إِسْلامُ الْمَرْءِ حَتَّى تَعْلَمُوا مَا عُقْدَةُ عَقْلِهِ، أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ إِسْحَاق بْن أَبِي فَرْوَة ضَعِيف وَقد روى عَنْهُ الأكابر، وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ أَنْبَأنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشَّافِعِي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر الرقي حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن عَمْرو عَن إِسْحَاق بْن رَاشد عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: لَا
يُعْجِبَنَّكُمْ إِسْلامُ امْرِئٍ حَتَّى تَعْلَمُوا عُقْدَةُ عَقْلِهِ، قَالَ الْبَيْهَقِيّ كَذَا وجدته إِسْحَاق بْن رَاشد، قَالَ وأنبأنا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن عَبْد الله وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد النوقاني وَأَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا الرّبيع بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لَا يُعْجِبَنَّكُمْ إِسْلامُ رَجُلٍ حَتَّى تَعْرِفُوا مَا عَقْدُهُ وَمَا عَقْلُهُ.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ تَفَرَّدَ بِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الشَّامِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الديلمي أَنْبَأنَا عَبدُوس عَن أَبِي الْقَاسِم عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم، عَن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَن أَبِي حَفْص الْمُسْتَمْلِي عَن عصمَة بْن الْفضل عَن عِيسَى بْن إِبْرَاهِيم الْقرشِي عَن سُلَيْمَان بْن إِبْرَاهِيم عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالِمٍ عَن أَبِيهِ مَرْفُوعًا بِهِ وَالله أعلم.
(أَبُو نعيم) حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرَان بْن الْجُنَيْد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عِيسَى عَن ابْن جريج عَن أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعا: قَسَّمَ اللَّهُ الْعَقْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ: فَمَنْ كُنَّ فِيهِ كَمَلَ عَقْلُهُ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَلا عَقْل لَهُ حُسْنُ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ وَحُسْنُ الطَّاعَةِ وَحُسْنُ الصَّبْرِ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، مَوْضُوع: سُلَيْمَان كَذَّاب يضعُ (قلتُ) قَالَ فِي الْمِيزَان سُلَيْمَان بْن عِيسَى بْن نُجَيْح السجْزِي هَالك.
وَقَالَ أَبُو حاتِم كَذَّاب.
وَقَالَ الْجوزجَاني كَذَّاب مُصَرح وَقَالَ ابْن عدي يضعُ الحَدِيث لَهُ كتاب تَفْضِيل الْعقل جزآن زَاد فِي اللِّسَان.
وَقَالَ الْحَاكِم الْغَالِب عَلَى أَحَادِيثه الْمَنَاكِير والموضوعات.
والْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول، حَدَّثَنَا مهْدي بْن مَيْمُون حَدَّثَنَا الْحَسَن عَن مَنْصُور عَن ابْن جريج بِهِ مَنْصُور بْن إِسْمَاعِيل الْحَرَّانِي.
قَالَ الْعقيلِيّ: لَا يُتابع عَلَى حَدِيثه وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات ورواهُ الْحَارِث فِي مُسْنده، حَدَّثَنَا دَاوُد بْن المحبر حَدَّثَنَا عباد عَن ابْن جريج بِهِ، ورواهُ أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْية حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَليّ أَحْمَد بْن عَليّ المصِّيصِي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَيُّوب بْن سُلَيْمَان الْعَطَّار حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن زِيَاد المتوثي حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رَجَاء، حَدَّثَنَا ابْن جريج بِهِ، وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث عَطاء لَا أعلمُ عَنْهُ رَاوِيا إِلَّا ابْن جريج انْتهى، وَعبد الْعَزِيز قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك لَهُ تصنيف فِي الْعقل مَوْضُوع كُله وَالله أعلم.
(الْحَارِث) فِي مُسْنده حَدَّثَنَا دَاوُد بْن المحبر حَدَّثَنَا ميسرَة عَن مُوسَى بْن جَابَان عَن لُقْمَان بْن عَامر عَن أَبِي الدَّرْدَاء مَرْفُوعا: أِنَّ الْجَاهِلَ لَا تَكْشِفُهُ إِلا عَن سَوْءَةٍ وَإِنْ كَانَ حَصِيفًا ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ وَالْعَاقِلُ لَا تَكْشِفُهُ إِلا عَن فَضْلٍ وَإِنْ كَانَ عَيْبًا مُهِينًا عِنْدَ النَّاسِ، مَوْضُوع: آفته ميسرَة.
(الْعقيلِيّ) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحجَّاج حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْأَشْعَث حَدَّثَنَا دَاوُد بْن المحبر حَدَّثَنَا ميسرَة بْن عَبْد ربه عَن مُوسَى بْن عُبَيْدَة عَن الزُّهْرِيّ عَن أَنَسٍ مَرْفُوعا: مَنْ كَانَتْ لَهُ سجية من عقل وغريزة يَقِين لَمْ تضره ذُنُوبُهُ شَيْئًا قِيلَ وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ لأَنَّهُ كُلَّمَا أَخْطَأَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ يَتُوبَ تَوْبَةً تَمْحُو ذُنُوبَهُ وَيَبْقَى لَهُ فَضْلٌ يَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، فالعقل نجاة للعاملين، قل بِطَاعَة الله وَحجَّة عَلَى أهل مَعْصِيّة الله، مَوْضُوع: آفته ميسرَة (قلت) أَخْرَجَهُ الْحَكِيم حَدَّثَنَا مهْدي بْن عَامر حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن حَازِم عَن مَنْصُور عَن الربذي وَهُوَ مُوسَى بْن عُبَيْدَة بِهِ وَقَالَ أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْية حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن الْحُسَيْن الصُّوفِي النَّيْسَابُورِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي عمرَان الْفَرَائِضِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الرَّازِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عِيسَى حَدَّثَنَا مَالك عَن ابْن شهَاب، عَن أنس قَالَ: قلتُ يَا رَسُول الله مَا تقولُ فِي الْقَلِيل الْعَمَل الْكثير الذُّنُوب؟ فَقَالَ: كل ابْن آدم خطاء، فَمن كَانَت لَهُ سجية عقل وغريزة يَقِينٍ لَمْ تَضُرَّهُ ذُنُوبُهُ شَيْئًا، وَذكر بَقِيَّة الحَدِيث مثله.
قَالَ أَبُو نُعَيْم غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالك تفرد بِهِ سُلَيْمَان بْن عِيسَى وَهُوَ السجْزِي وَفِيه ضعف وَالله أعلم.
(الْحَارِث) حَدَّثَنَا دَاوُد بْن المحبر حَدَّثَنَا عباد بْن كثير عَن ابْن جريج عَن عَطَاءٍ أَنَّ ابْن عَبَّاس دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ الرَّجُلُ يَقِلُّ قِيَامُهُ وَيكثر رقاده وَآخر يكثر قِيَامُهُ وَيَقِلُّ رُقَادُهُ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكِ فَقَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ: فَقَالَ أَحْسَنُهُمَا عَقْلًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُكَ عَن عِبَادَتِهِمَا، فَقَالَ يَا عَائِشَة إِنَّمَا يسئلان عَن عُقُولِهِمَا فَمَنْ كَانَ أَعْقَلَ كَانَ أَفْضَلَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، مَوْضُوع: قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كتاب الْعقل وَضعه أَرْبَعَة أَوَّلهمْ ميسرَة ثُمَّ سَرقه دَاوُد فَرَكبهُ بأسانيد غير أَسَانِيد ميسرَة ثُمَّ سَرقه عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رَجَاء فَرَكبهُ بأسانيد أخر، ثُمَّ سَرقه سُلَيْمَان بْن عِيسَى السجْزِي فَرَكبهُ بأسانيد أخر.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن سُلَيْمَان الحرملي حَدَّثَنَا نصر بْن عَاصِم حَدَّثَنَا عَبْد الْمجِيد بْن أَبِي رواد عَن مَرْوَان بْن سالِم عَن صَفْوَان بْن عَمْرو عَن شُرَيْح بْن عُبَيْد عَن أَبِي الدَّرْدَاء قَالَ: كَانَ رَسُول الله إِذَا بَلَغَهُ عَن أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ شِدَّةُ عِبَادَةٍ سَأَلَ كَيْفَ عَقْلُهُ فَإِنْ قَالُوا حَسَنٌ قَالَ: أَرْجُوهُ وَإِذَا قَالُوا غَيْرُ ذَلِكَ قَالَ: لَنْ يَبْلُغَ صَاحِبُكُمْ حَيْثُ تَظُنُّونَ.
مَرْوَانُ مَتْرُوكٌ لَيْسَ بِشَيْء (قلتُ) روى لَهُ ابْن مَاجَه والْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ تفرد بِهِ مَرْوَان بْن سالِم الْجَزرِي وَهُوَ ضَعِيف وَالله أعلم.
(ابْن عدي) أَنْبَأنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن صالِح الوحاظي حَدَّثَنَا حَفْص بْن عُمَر حَدَّثَنَا الْفضل بْن عِيسَى الرقاشِي عَن أَبِي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعا: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ قُمْ فَقَامَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ اقْعُدْ فَقَعَدَ فَقَالَ مَا خَلَقْتُ خَلْقًا هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ وَلا أَفْضَلُ مِنْكَ وَلا أَحْسَنُ مِنْكَ وَلا أَكْرَمُ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي وَبِكَ أُعْرَفُ وَبِكَ أُعَاقِبُ لَكَ الثَّوَابُ وَعَلَيْكَ الْعِقَابُ، مَوْضُوع: الْفضل قَالَ فِيهِ يَحْيَى رجلُ سوء وَحَفْص بْن عُمَر قَاضِي حلب قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الثِّقَات الموضوعات لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ.
(الدَّارَقُطْنِيّ) حَدَّثَنَا أَبُو طَالب الْكَاتِب عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الجهم وَمُحَمَّد بْن سهل بْن فُضَيْل قَالَا حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَرَفَة حَدَّثَنَا سيف بْن مُحَمَّد عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الفضيل بْن عُثْمَان عَن أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ.
سيف كَذَّاب بِالْإِجْمَاع.
(الْعقيلِيّ) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن دَاوُد القومسي حَدَّثَنَا أَبُو همام الْوَلِيد بْن شُجَاع حَدَّثَنَا سَعِيد بْن الْفضل الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَبِي صالِح الْعَتكِي عَن أَبِي غَالب عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ النَّبِي: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ وَعِزَّتِي مَا خَلَقْتُ خَلْقًا هُوَ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي وَبِكَ الثَّوَابُ وَعَلَيْكَ الْعِقَابُ.
قَالَ الْعقيلِيّ هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ عُمَر وَسَعِيد الرَّاوِي عَنْهُ مَجْهُولَانِ جَمِيعًا بِالنَّقْلِ وَلَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه وَلَا يثبت.
(قلتُ) وَقَالَ فِي الْمِيزَان عُمَر بْن أَبِي صالِح لَا يُعرف ثُمَّ إِن الرَّاوِي عَنْهُ من الْمُنْكَرَات وَالْخَبَر بَاطِل، وَقد أخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ من
طَرِيق ابْن عدي وَمن طَرِيق آخر عَن حَفْص بْن عُمَر قَالَ أَنْبَأنَا أَبُو طَاهِر الْفَقِيه أَنْبَأنَا طَاهِر المحمدابادي أَنْبَأنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن النَّضر الْأزْدِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بكار حَدَّثَنَا حَفْص بْن عُمَر بِهِ وَقَالَ هَذَا إِسْنَاد غير قوي وَهُوَ مَشْهُور من قَول الْحَسَن أَنْبَأنَا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن محمش الْفَقِيه أَنْبَأنَا أَبُو طَاهِر بْن الْحَسَن مُحَمَّدابادي حَدَّثَنَا الْفضل بْن مُحَمَّد بْن الْمسيب حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد العائشي حَدَّثَنَا صالِح المري عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ، وَقَالَ مَا خَلَقْتُ خَلْقًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ إِنِّي بِكَ أُعْبَدُ وَبِكَ أُعْرَفُ وَبِكَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي.
وَقَالَ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحِيم بْن حبيب حَدَّثَنَا دَاوُد بْن محبر بْن قحدم الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن دِينَار سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ حَدَّثَنِي عِدَّةٌ من أَصْحَاب رَسُول الله عَن رَسُول الله قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ اقْعُدْ فَقَعَدَ ثُمَّ قَالَ لَهُ انْطَلِقْ فَانْطَلَقَ ثُمَّ قَالَ لَهُ اصْمُتْ فَصَمَتَ فَقَالَ وَعِزَّتِي وَجَلالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ وَلا أَكْرَمَ عَلَيَّ مِنْكَ بِكَ أُعْرَفُ وَبِكَ أُحْمَدُ وَبِكَ أُطَاعُ وَبِكَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي وَلَكَ أُعَاتَبُ وَلَكَ الثَّوَابُ وَعَلَيْكَ الْعِقَابُ، قَالَ وَحَدَّثَنَا الْفضل وَحَدَّثَنَا هِشَام بْن خَالِد عَن بَقِيَّة عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن رَسُول الله بِهِ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْية حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر عَبْد الله بْن يَحْيَى بْن مُعَاويَة الطلحي وأفدنيه أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ حَدَّثَنَا سهل بْن الْمَرْزُبَان بْن مُحَمَّد أَبُو الْفضل التَّمِيمِي الْفَارِسِي سنة تسع وثَمانين وَمِائَتَيْنِ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن الزبير الْحميدِي حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة عَن مَنْصُور عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَةَ قَالَت حَدثنِي رَسُول الله: أَنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ مَا خَلَقْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي قَالَ أَبُو نُعَيْم غَرِيبٌ لَا أعلمُ لَهُ رَاوِيا عَن الْحميدِي إِلَّا سهلاً وأراهُ واهمًا فِيهِ.
وَقَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي زَوَائِد الزّهْد حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا سيار حَدَّثَنَا جَعْفَر حَدَّثَنَا مَالك بْن دِينَار عَنِ الْحَسَنِ يَرْفَعُهُ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ قَالَ مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي.
وَقَالَ ابْن عدي: حَدَّثَنَا عِيسَى بْن أَحْمَد بْن يَحْيَى الصَّدَفِي بِمصر حَدَّثَنَا الرّبيع بْن سُلَيْمَان الجيزي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن وهب الدِّمَشْقِي حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا مَالك بْن أنس عَن سمي عَن أَبِي صالِح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعا أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ وَهِيَ
الدَّوَاةُ وَذَلِكَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} ثُمَّ قَالَ لَهُ اكْتُبْ قَالَ وَمَا أَكْتُبُ قَالَ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ عَمَلٍ أَوْ أَجَلٍ أَوْ أَثَرٍ فَجَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ خَتم فِي الْقَلَم فَلم ينْطق وَلَا ينْطق إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ثُمَّ خَلَقَ الْعَقْلَ فَقَالَ الْجَبَّارُ مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْكَ وَعِزَّتِي لأُكَمِّلنَّكَ فِيمَنْ أَحْبَبْتَ وَلأُنْقِصَنَّكَ فِيمَنْ أَبْغَضْتَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَكْمَلُ النَّاسِ عَقْلًا أَطْوَعُهُمْ وَأَعَمُّهُمْ بِطَاعَتِهِ وَأَنْقَصُ النَّاسِ عَقْلًا أَطْوَعُهُمْ لِلشَّيْطَانِ وَأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ.
قَالَ ابْن عدي: بَاطِلٌ مُنْكَرٌ آفته مُحَمَّد بْن وهب لَهُ غير حَدِيث مُنكر.
وَقَالَ فِي الْمِيزَان: صدق ابْن عدي فِي أَن هَذَا الحَدِيث بَاطِل.
وَقد أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الغرائب عَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن الْأَزْرَق عَن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سَعِيد الفِهري عَن الرّبيع بْن سُلَيْمَان الجيزي بِهِ وَقَالَ هَذَا حديثٌ غير مَحْفُوظ عَن مَالك وَلَا عَن سمي والوليد بْن مُسْلِم ثِقَة وَمُحَمَّد بْن وهب وَمن دونه لَيْسَ بِهم بَأْس وأخاف أَن يكون دخل عَلَى بَعضهم حَدِيث فِي حَدِيث.
وَقَالَ ابْن عَسَاكِر أَنْبَأنَا أَبُو الْعِزّ أَحْمَد بْن عَبْد الله أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسنون أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ حَدَّثَنَا مَرْوَان أَبُو هِشَام بْن خَالِد الْأَزْرَق حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن نجي الْخُشَنِي عَن أَبِي عَبْد الله مولى بني أُميَّة عَن أَبِي صَالح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُول الله يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ وَهِيَ الدَّوَاةُ ثُمَّ قَالَ لَهُ اكْتُبْ قَالَ وَمَا أَكْتُبُ قَالَ اكْتُبْ مَا يَكُونُ وَمَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ عَمَلٍ أَوْ أَثَرٍ أَوْ رِزْقٍ أَوْ أَجَلٍ فَكَتَبَ مَا يَكُونُ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ {ن والقلم وَمَا يسطرون} ثُمَّ خَتَمَ عَلَى الْقَلَمِ فَلَمْ ينْطق وَلَا ينْطق إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ثُمَّ خَلَقَ الْعَقْلَ فَقَالَ وَعِزَّتِي لأُكَمِّلنَّكَ فِيمَنْ أَحْبَبْتَ وَلأُنْقِصَنَّكَ فِيمَنْ أَبْغَضْتَ.
أَخْرَجَهُ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ.
حَدَّثَنَا الْفضل بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا هِشَام بِهِ.
قَالَ الْخَطِيب أَخْبرنِي عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز أَنْبَأنَا أَبُو الْفرج عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن الْأَصْبَهَانِيّ أَخْبرنِي أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نصر القَاضِي حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن الرقي حدَّثَنِي مُوسَى بْن عَبْد الله بْن حسن بْن حُسَيْن بْن عَليّ بْن أَبِي طَالب حَدَّثَتْنِي فَاطِمَة بِنْت سَعِيد بْن عقبَة بْن شَدَّاد بْن أُميَّة الْجُهَنِيّ عَن أَبِيهَا عَن زيد بْن عَليّ
عَن أَبِيهِ عَن جدِّه عَن عَليّ عَن النَّبِي قَالَ: أول مَا خلقَ الله الْقَلَم ثُمَّ خلقَ الدواة وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {ن والقلم} النُّون الدواة ثُمَّ خلق للقلم خطّ مَا هُوَ كَائِن إِلَى أَن تقوم السَّاعَة من خلق أَو أجل أَو رزق أَو عمل وَمَا هُوَ كَائِن إِلَى أَن تقوم السَّاعَة من جنَّة أَو نَار وَخلق الْعقل فاستنطقه فَأَجَابَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ اذْهَبْ فَذهب ثُمَّ قَالَ لَهُ أقبل فأقبلَ ثُمَّ استنطقه فَأَجَابَهُ ثُمَّ قَالَ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا خلقتُ من شَيْء أحب إليّ مِنْك وَلَا أحسن مِنْك ولأجعلنك فِيمَن أَحْبَبْت ولأنقصنك مِمَّن أبغضت فَقَالَ النَّبِي أكملُ النَّاس عقلا أطوعهم لله وأعملهم بِطَاعَتِهِ وأنقصُ النَّاس عقلا أطوعهم للشَّيْطَان وأعملهم بِطَاعَتِهِ وَالله أعلم.
(ابْن عدى) حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِب سلم بْن جُنَادَة سمعتُ أَحْمَد بْن كثير يَقُولُ حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَن سَلمَة بْن كهيل عَن عَطاء عَن جَابِر بْن عَبْد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله: تعبد رجلٌ فِي صومعته فمطرت السَّمَاء وأعشبت الأَرْض فَرَأى حمارا يرْعَى فَقَالَ يَا رب لَو كَانَ لَك حمَار رَعيته مَعَ حماري فَبلغ ذَلِكَ نَبيا من أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل فَأَرَادَ أَن يَدْعُو عَلَيْهِ فَأوحى الله تَعَالَى إِلَيْهِ إنّما أجازي الْعباد عَلَى قدر عقولِهم.
قَالَ ابْن عدي منكرٌ لَا يرويهِ بِهذا الْإِسْنَاد غير أَحْمَد بْن بشير وَهُوَ أحد مَا أنكر عَلَيْهِ قَالَ يَحْيَى وَهُوَ مَتْرُوك (قلتُ) هُوَ من رجال الصَّحِيح أخرج لَهُ الْبُخَاريّ فِي صَحِيحه وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَدُوق وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف يعْتَبر بِحديث والْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ تفرد بِهِ أَحْمَد بْن بشير قَالَ وَرُوِيَ من وَجه آخر عَنْهُ مَوْقُوفا أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر الْفَقِيه أَنْبَأنَا أَبُو طَاهِر المحمدابادي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَلَاء بْن كريب، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الصَّلْت عَن أَحْمَد بْن بشير عَن الْأَعْمَش عَن سَلمَة بْن كهيل عَن عَطاء عَن جَابِر بْن عَبْد الله قَالَ: كَانَ رَجُل فِي بني إِسْرَائِيل لَهُ حمَار فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنّك تعلمُ أَنَّهُ لَيْسَ لي إِلَّا حمَار وَاحِد، فَإِن كَانَ لَك حمَار فَأرْسلهُ يرْعَى مَعَ حماري فهم بِهِ نَبِيّهم فَأوحى الله تَعَالَى إِلَيْهِ أَن دَعه فَإِنِّي أثيب كل إِنْسَان عَلَى قدر عقله وَالله أعلم.
(الْحَاكِم) فِي الكني أَنْبَأنَا أَبُو الْفضل الْعَبَّاس بْن يُوسُف بْن إِسْمَاعِيل الْهَاشِمِي، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن حَرْب حَدَّثَنَا الْمعَافى منهال، حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن سَعِيد الربعِي، حَدَّثَنَا أَبُو جبيرَة عَن أَبِيهِ عَن جدِّه مَرْفُوعا: الْوَلَد سيد سبع سِنِين وخادم سبع سِنِين فَإِن رضيت مكانفته لإحدى وَعشْرين وَإِلَّا فَاضْرب عَلَى كنفه فقد أعزرت إِلَى الله تَعَالَى فِيهِ، مَوْضُوع: فِيهِ
مَجَاهِيل.
قلتُ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط.
(ابْن حبَان) أَنْبَأنَا الْحَسَن بْن سُفْيَان حَدَّثَنَا سُوَيْد بْن سَعِيد حَدَّثَنَا سُوَيْد بْن عَبْد الْعَزِيز عَن نوح بْن ذكْوَان عَن أَخِيه أَيُّوب بْن ذكْوَان عَن الْحُسَيْن عَن أنس مَرْفُوعا عَن الله: إِنِّي لأَسْتَحي من عَبدِي وَأمتِي أَن يشيب رأسُ عَبدِي وَأمتِي فِي الْإسْلَام ثُمَّ أعذبهما فِي النَّار بعد ذَلِكَ ولأنا أعظمُ عفوا من أَن أستر عَلَى عَبدِي ثُمَّ أفضحه، وَلَا أزالُ أَغفر لعبدي مَا استغفرني.
قَالَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمسيب حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن خذام حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الْأنْصَارِيّ عَن مَالك بْن دِينَار عَن أنس مَرْفُوعا أَخْبرنِي جِبْرِيل عَن الله أَنَّهُ قَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وارتفاع مَكَاني وفاقة خلقي إِلَيّ واستوائي عَلَى عَرْشِي إِنِّي لأَسْتَحي من عَبدِي وَأمتِي يشيبان فِي الْإسْلَام ثُمَّ أعذبهما، فرأيتُ رَسُول الله يبكي عِنْدَ ذَلِكَ فقلتُ يَا رَسُول الله مَا يُبكيك؟ قَالَ بكيتُ إِلَى من يستحي الله مِنْهُ وَلَا يستحي من الله.
قَالَ ابْن حبَان: بَاطِل لَا أصلَ لَهُ وسُويد ضعفه ابْن معِين ونوح مُنكر الحَدِيث وَأَيوب لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله الْأنْصَارِيّ يُقالُ لَهُ ابْن زِيَاد يروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ (قلت) الحَدِيث الأول أَخْرَجَهُ الْعقيلِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زكريّا الْبَلْخِي حَدَّثَنَا سُوَيْد بْن سَعِيد وَقَالَ قد رُوِيَ من غير هَذَا اللَّفْظ بِإِسْنَاد أصح من هَذَا والْحَدِيث الثَّانِي أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد وَلِلْحَدِيثِ طرق أُخْرَى فرواهُ ابْن السَّقطِي فِي مُعْجَمه وَابْن النجار فِي تَارِيخه من طَرِيق ابْن وهب عَن سُلَيْمَان بْن بِلَال عَن مُعَاويَة بْن أَبِي مزرد عَن أَيُّوب بْن ذكْوَان عَن الْحَسَن عَن أَنَسٍ مَرْفُوعًا: إِن الله تَعَالَى يستحي من عَبده وَأمته يشيبان فِي الْإسْلَام يعذبهما وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق القاشاني حَدَّثَنَا فاروق بْن عَبْد الْكَرِيم الْخطابِيّ أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأَسْفَاطِي حَدَّثَنَا دِينَار أَبُو مكيس عَن أَنَسٍ رَفَعَهُ يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: الشَّيْبُ نُورٌ وَالنَّارُ خَلْقِي وَأَنَا أَكْرَمُ مِنْ أَنْ أُحَرِّقَ نُورِي بِنَارِي وَهُوَ خَلْقِي وَقَالَ ابْن النجار أَخْبرنِي عَبْد الرَّحْمَن الْوَاعِظ أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن النجيب أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن الْمُبَارك الْجَصَّاص أَنْبَأنَا ثَابت بْن بنْدَار أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن شَاذان أَنبأَنَا أَحْمد بن
كَامِل القَاضِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غَالب حَدَّثَنَا دِينَار عَن أَنَسٍ مَرْفُوعا: أَوْحَى إِلَيَّ إَنِّي لأَسْتَحِي أَنْ يَشِيبَ عَبْدِي وَأمتِي فِي الْإسْلَام ثُمَّ أعذبهما.
وَقَالَ ابْن أَبِي الْفُرَات فِي جزئه أَنْبَأنَا جدِّي عَمْرو أَنْبَأنَا أَبُو بَكْر مَنْصُور بْن مُحَمَّد بْن الْمعدل عَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المراغي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سُلَيْمَان بْن الْأَشْعَث حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُسلم الْمقري حَدَّثَنَا نُعَيْم بْن قنبر عَن أَنَسٍ مَرْفُوعا: أَوْحَى إِلَيَّ رَبِّي عز وجل إَنِّي لأَسْتَحِي مِنْ عَبدِي وَأمتِي يشيبان فِي الْإسْلَام شَيْبَةً فَأُعَذِّبُهُمَا.
وَقَالَ أَيْضا أَنْبَأنَا جدي أَبُو عمر وأنبأنا أَبُو مَنْصُور بْن مُحَمَّد الْمعدل السَّرخسِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَيُّوب حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن مُطِيع حَدَّثَنَا الْعَلَاء بْن زيد وَأَبُو مُحَمَّد الثَّقَفِيّ عَن أَنَسٍ قَالَ بَيْنَمَا نَبِي الله قَاعِدٌ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ إِذْ أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَإِنَّهُ يُخْبِرُكَ أَنَّهُ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ بِإِيمَانِهِ حَتَّى أَدْرَكَهُ الشَّيْبُ أَنْ يُدْخِلَهُ النَّارَ.
وَقَالَ الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب أَنْبَأنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الْفَقِيه بِمرو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْفضل بْن حَمَّاد بْن عُبَيْد بْن رزين الْخُزَاعِيّ ميزَان وأنبأنا أَبُو صَخْر مُحَمَّد بْن مَالك الْعَبْدي أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْخُزَاعِيّ ميزَان أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الله بْن عُمَر بْن علك حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن أَحْمَد الملقب ميزَان حَدَّثَنَا أَبُو عمار الْحَسَن بْن حُرَيْث حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الْأَسدي حَدثنَا غَسَّان بْن غيلَان أَبُو بشر الْأَسدي عَن أبان عَن أَنَسٍ مَرْفُوعا: إِن الله تَعَالَى يستحي أَنْ يُعَذِّبَ الشَّيْخَ الْكَبِيرَ وَقَالَ الْخَطِيب أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد العتيقي حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس مُحَمَّد حيوية حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي الْحُسَيْن بْن حَفْص الْكَاتِب إملاء حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن نَاصح حَدَّثَنَا عَمْرو بْن جرير عَن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد عَن قيس عَن جَرِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ إِذَا أَسَنَّا فِي الإِسْلامِ.
أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ صَدُوقٌ لَهُ مَنَاكِيرُ وَقَالَ فِي الْمِيزَان صُوَيْلِح الحَدِيث وَقَالَ أَبُو أَحْمَد الْحَاكِم لَا يُتَابع عَلَى جلّ حَدِيثه.
وَقَالَ أَبُو سهل السّري بْن سهل الجندية نيسابوري فِي الْجُزْء الْخَامِس من حَدِيثه، حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد صالِح السَّمرقَنْدِي، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن أَحْمَد السَّرخسِيّ حدَّثَنِي إِسْحَاق بْن خَالِد عَن عَبْد الْجَبَّار بْن مُحَمَّد اللَّيْثِيّ ويكنى أَنْبَأنَا مُحَمَّد عَن عَمْرو بْن دِينَار عَن عَطاء بْن أَبِي رَبَاح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَا كَانَ اللَّهُ عز وجل لِيُعَذَّبَ أَبْنَاءَ السِّتِّينَ إِذَا لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا وَإِنَّ اللَّهَ لَيَسْتَحِي مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِينَ أَخْرَجَهُ الديلمي من
هَذَا الطَّرِيق وَقَالَ الْحَاكِم فِي تَارِيخه أَخْبرنِي مُحَمَّد بْن عُبَيْد حَدَّثَنَا مكي بْن عَبْدَانِ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبوديه النَّيْسَابُورِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْأَزْهَر حَدَّثَنَا يُوسُف بْن بِلَال عَن مُحَمَّد بْن مَرْوَان السّديّ عَن عَمْرو بْن قيس الملاي.
عَن أَنَسٍ رَفَعَهُ فَنَاءُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ الْخَمْسِينَ إِلَى السِّتِّينَ وَلَنْ يُعَذِّبَ اللَّهُ أَبْنَاءَ الثَّمَانِينَ.
وَقَالَ زَاهِر بْن طَاهِر الشحامي فِي الإلهيات أَنْبَأنَا أَبُو السعد أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْحُسَيْن بْن دَاوُد الْبَلْخِي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش عَن أَبِي المهزم عَن حُذَيْفَة بْن الْيَمَان قَالَ قَالَ رَسُول الله قَالَ الله عز وجل لي يَا مُحَمَّد قلتُ لبيْك إلهي وسيدي قَالَ إِن لأَسْتَحي من عَبدِي وَأمتِي يشيبان فِي الْإسْلَام أَن أعذبهما بِنار.
وَقَالَ أَيْضا أَنْبَأنَا أَبُو سعد الكنجرودي أَنْبَأنَا السَّيِّد أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَليّ الْهَمدَانِي حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الْعلوِي حدَّثَنِي أَبِي عَن سُلَيْمَان بْن عَمْرو عَن عَبْد الله بْن دِينَار عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَن النَّبِي قَالَ يَقُولُ اللَّهُ عز وجل إِنِّي لأَسْتَحي من عَبدِي وَأمتِي إِذَا شَابَا فِي الإِسْلامِ أَنْ أُعَذِّبَهُمَا بِالنَّارِ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا عَلَيْكُمْ بالْغُدُوِّ وَالرَّوَاحِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ وَأَبْشِرُوا.
وَأخرج الْخَطِيب فِي تَارِيخه عَن مُحَمَّد بْن سلم الْخَواص الشَّيْخ الصالِح قَالَ: رأيتُ يَحْيَى بْن أكتم القَاضِي فِي الْمَنَام.
فقلتُ لَهُ: مَا فعل اللهُ بك؟ قَالَ: أوقفني بَين يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لي: يَا شيخ السوء لَوْلَا شيبتك لأحرقنك بالنَّار.
فَقلت: يَا رب مَا هَكَذَا حدثت عَنْك قَالَ: وَمَا حدثت عني؟ قَالَ: حدَّثَنِي عَبْد الرَّزَّاق بْن همام حَدَّثَنَا معمر بْن رَاشد عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن أنس بْن مَالك عَن نبيك عَن جِبْرِيل عَنْك يَا عَظِيم إِنَّك قلت: مَا شَاب لي عَبْد فِي الْإسْلَام شيبَة إِلَّا استحييتُ مِنْهُ أَن أعذبه بالنَّار، فَقَالَ: صدق عَبْد الرَّزَّاق وَصدق معمر وَصدق الزُّهْرِيّ وَصدق أنس وَصدق نبيي وَصدق جِبْرِيل أَنَا قلت ذَلِكَ، انْطَلقُوا بِهِ إِلَى الْجنَّة، وَأخرج زَاهِر بْن طَاهِر الشحامي فِي الإلهيات عَن أَبِي عَليّ الْحُسَيْن بْن عَبْد الله بْن سَعِيد قَالَ كَانَ يَحْيَى بْن أكتم لي صديقا فَمَاتَ فرأيته فِي الْمَنَام فقلتُ مَا فعل الله بك قَالَ وبخني وَقَالَ خلطت عَلي فِي دَار الدُّنْيَا، فقلتُ يَا رب اتكلت عَلَى حَدِيث حدَّثَنِي أَبُو مُعَاويَة الضَّرِير عَن الْأَعْمَش عَن أَبِي صالِح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّك قلت إِنِّي لأَسْتَحي أَن أعذب ذَا شيبَة فِي النَّار قَالَ قد غفرتُ لَك وَأخرج أَيْضا عَن أَحْمَد بْن سهل الزَّاهِد قَالَ رأيتُ يَحْيَى بْن أكتم فِي الْمَنَام فَقلت لَهُ مَا فعل اللهُ بك قَالَ أقامني بَين يَدَيْهِ وَقَالَ لي: يَا شيخ السوء مَاذَا جِئْت بِهِ؟ فَقلت حَدِيث حدثت بِهِ، قَالَ وَمَا هُوَ؟ قلت، حَدَّثَنَا عبد الرَّحْمَن عَن
معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة عَن رَسُولك عَن جِبْرِيل عَنْك أَنَّك قلت.
إِنِّي لأَسْتَحي من عَبدِي وَأمتِي يشيبان فِي الْإسْلَام أَن أعذبهما بناري، فَقَالَ لي صدقت صدق عَبْد الرَّزَّاق صدق معمر صدق الزُّهْرِيّ صدق عُرْوَة صدقت عَائِشَة صدق رَسُولي صدق جِبْرِيل هَذَا من حَدِيثي ثُمَّ أَمر بِي ذَات الْيَمين إِلَى الْجنَّة، وَأخرج أَيْضا عَن مُحَمَّد بْن نُجَيْح الصَّائِغ قَالَ سمعتُ يَحْيَى بْن أكتم رأيتُ فِي الْمَنَام كَأَنِّي واقفٌ بَين يَدي الله تَعَالَى، فَقَالَ لي الرب يَا شيخ السوء حَتَّى خفت أَن ألْقى فِي النَّار، ثُمَّ قَالَ لي أتعرفُ الحَدِيث قلت نعم يَا رب حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق أَنْبَأنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن نبيك أَنَّك قلت إِذا شابت لحية عَبْد أَو رَأس أمة فِي الْإسْلَام لَا أعذبه فَقَالَ الربُ عز وجل صدق نبيي صدق أَبُو هُرَيْرَةَ صدق سَعِيد بْن الْمسيب صدق الزُّهْرِيّ صدق معمر صدق عَبْد الرَّزَّاق صدقت جز، وَأخرج ابْن أَبِي الْفُرَات فِي جزئه عَن أَبِي جَعْفَر بْن يزِيد الْبَغْدَادِيّ قَالَ كنتُ فِي مجْلِس يَحْيَى بْن أكتم بْن القَاضِي قَالَ رأيتُ هَذِه اللَّيْلَة كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت فَنُوديَ أَيْن يحيى بن أكتم بْن قَاضِي الْمُسلمين لأعذبنك عذَابا شَدِيدا بالنَّار فقلتُ إلهي وسيدي حدَّثَنِي عَبْد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالِمٍ عَن ابْن عُمَر عَن نبيك عَن جِبْرِيل عَنْك أَنَّك تَسْتَحي أَن تُعذب ذَا شيبَة شابت لَك فِي الْإسْلَام، فَقَالَ صدق عَبدِي صدق حَبِيبِي صدق ابْن عمر صدق سالِم صدق الزُّهْرِيّ صدق معمر صدق عَبْد الرَّزَّاق إِنِّي لأَسْتَحي أَن أعذب ذَا شيبَة شابت فِي الْإسْلَام وَالله أعلم.
(أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشرَان بْن عَبْد الْملك أَنْبَأنَا بارح بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مَالك الْهَرَويّ، حَدَّثَنَا سُفْيَان عَن جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: من أَتَى عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ سنة فَلم يغلب خَيره شَره فليتحيز إِلَى النَّار، مَوْضُوع: الضَّحَّاك ضَعِيف وجويبر هَالك وبارح ضَعِيف جدًّا (قلت) وَقد أخرج الْمُؤلف فِي كتاب الحدائق بِسَنَد ضَعِيف عَن عبَادَة بْن الصَّامِت قَالَ جَاءَ جِبْرِيل إِلَى النَّبِي فَقَالَ: إِن الله أَمر الحافظين فَقَالَ لَهما أرفقا بعبدي فِي حداثته حَتَّى إِذا بلغ الْأَرْبَعين فاحفظا وحققا، وَأخرج ابْن أَبِي حاتِم عَن الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ قلتُ لِمسروق مَتَى يُؤْخَذ الرجل بذنوبه قَالَ إِذا بلغت الْأَرْبَعين فَخذ حذرك وَأخرج أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْية عَن عَلِيّ بْن زيد قَالَ سمعتُ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز يَقُولُ لقد تمت حجَّة الله تَعَالَى عَلَى ابْن الْأَرْبَعين، وَأخرج ابْن
سعد فِي الطَّبَقَات عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ، قَالَ كَانُوا يَقُولُونَ إِذا بلغَ الرجل أَرْبَعِينَ سنة عَلَى خلق لَمْ يتَغَيَّر عَنْهُ حَتَّى يَمُوت، قَالَ وَكَانَ يُقال لصَاحب الْأَرْبَعين احتفظ بِنَفْسِك.
وَقَالَ الديلمي أَنْبَأنَا عَبْد الْملك بْن عَبْد الْغفار الْبَصْرِيّ أَنْبَأنَا أَبُو ذَر حَدَّثَنَا الذِّرَاع حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحسن بن عَليّ الْعَتكِي حَدَّثَنَا أَبِي وَعمي كثير بْن عَليّ قَالَا حَدَّثَنَا ابْن عُيَيْنَة عَن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد عَن جَابِر عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن مُعَاويَة بْن أَبِي سُفْيَان عَن عَلِيٍّ مَرْفُوعا: إِذَا أَتَى عَلَى الْعَبْدِ أَرْبَعُونَ سَنَةً يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَخَافَ اللَّهَ وَيَحْذَرَهُ.
الذَّرَّاعُ كَذَّابٌ وَفِي مَعَانِي مُشْكِلِ الْقُرْآنِ لِبَعْضِ تَلامِذَةِ الْمُبَرِّدِ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِيمَا مضى إِذا بلغ أَرْبَعُونَ سَنَةً قِيلَ لَهُ خُذْ حَذَرَكَ مِنَ اللَّهِ وَيُنْشِدُونَ:
(إِذَا مَا الْمَرْءُ قَصَّرَ حِينَ مَرَّتْ
…
عَلَيْهِ الأَرْبَعُونَ عَنِ الرِّجَالِ)
(وَلَمْ يَلْحَقْ بِصَالِحِهِمْ فَدَعْهُ
…
فَلَيْسَ بِلاحِقٍ مَرَّ اللَّيَالِي)
وَقَالَ ابْن جرير حدَّثَنِي يَعْقُوب حَدَّثَنَا هشيم عَن مجَالد عَن الشِّعْبِيّ عَن مَسْرُوق أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِذا بلغَ أحدكُم أَرْبَعِينَ سنة فليأخذ حذره من الله وَالله أعلم.
(أَحْمد بن حَنْبَل) فِي مُسْنده حَدَّثَنَا أنس بْن عِيَاض حَدَّثَنَا يُوسُف بْن أَبِي ذرة عَن جَعْفَر بْن عَمْرو بْن أُميَّة الضمرِي عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَا مِنْ مُعَمِّرٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا صَرَفَ اللَّهُ عز وجل عَنْهُ أَنْوَاعًا مِنَ الْبَلاءِ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ الْحِسَابَ فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ الإِنَابَةَ إِليه بِمَا يَحِبُ فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ قَبِلَ اللَّهُ تَعَالَى حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوَزَ عَن سَيِّئَاتِهِ فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَشُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ وَقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضر حَدَّثَنَا الْفرج، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَامر عَن مُحَمَّد بْن عَبْد الله عَن عَمْرو بْن جَعْفَر عَن أنس بِهِ مَوْقُوفا.
(أَحْمد بن منيع) فِي مُسْنده حَدَّثَنَا عباد بْن عباد المهلبي عَن عَبْد الْوَاحِد بْن رَاشد عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ أَرْبَعِينَ أَمَّنَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْبَلايَا الثَّلاثِ الْجُنُون
وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ خفف الله عَنْهُ الْحِسَابَ فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً رَزَقَهُ اللَّهُ الإِنَابَةَ إِلَيْهِ فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ سَنَةً أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ أَثْبَتَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ الْحَسَنَاتِ وَمَحَا عَنْهُ السَّيِّئَاتِ فَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَسَمَّاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ أَسِيرَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ.
(الْبَغَوِيّ) فِي مُعْجَمه (وَأَبُو يعلي) فِي مُسْنده جَمِيعًا، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر القواريري حَدَّثَنَا غردة بْن قيس الْأزْدِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن الْكُوفيّ عَن عَمْرو بْن أَوْس، قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عُثْمَان عَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَن النَّبِي قَالَ: إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ الأَرْبَعِينَ خفف الله تَعَالَى عَنْهُ حِسَابَهُ، فَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِسَابَ فَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ الإِنَابَةَ إِلَيْهِ فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ فَإِذَا بَلَغَ ثَمَانِينَ سَنَةً أُثْبِتَتْ حَسَنَاتُهُ وَمُحِيَتْ سَيِّئَاتُهُ فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَشَفَّعَهُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ وَكُتِبَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ أَسِيرَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ.
(أَبُو نعيم) حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن سَلمَة العامري الْفَقِيه حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن حَرْب حَدَّثَنَا حُسَيْن الْجعْفِيّ عَن مُحَمَّد بْن السماك عَن عَائِد بْن بشير عَن عَطاء عَن عَائِشَةَ مَرْفُوعا: مَنْ بَلَغَ الثَّمَانِينَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ وَقِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ، لَا يَصِحُّ.
يُوسُف يروي الْمَنَاكِير لَيْسَ بِشَيْء والفرج ضَعِيف مُنكر الحَدِيث يلزق الْمُتُون الْوَاهِيَة بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة وَمُحَمَّد بْن عَامر يقلب الْأَخْبَار ويروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ وَشَيْخه الْعَرْزَمِي ترك النَّاس حَدِيثه وَعباد بْن عباد قَالَ ابْن حبَان كَانَ يُحدث بِمناكير فَاسْتحقَّ التّرْك وعزرة ضعفه يَحْيَى وَشَيْخه مَجْهُول وعائذ ضَعِيف (قلت) قَالَ شيخ الْإسْلَام أَبُو الْفضل بْن حجر فِي القَوْل المسدد لَيْسَ هَذَا الْحَديث بِموضوع لِأَن لَهُ طرقًا عَن أنس وَغَيره يتَعَذَّر الحكم مَعَ مجموعها عَلَى الْمَتْن بِأَنَّهُ مَوْضُوع، فقد رويناهُ من طَرِيق أَبِي طوالة عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن معمر الْأنْصَارِيّ وَزيد بْن أسلم الْمَدَنِيّ وَعبد الْوَاحِد بْن رَاشد وَعبيد الله ابْن أنس الصَّباح بْن عَاصِم كلهم عَن أنس ورويناهُ أَيْضا من حَدِيث عُثْمَان بْن عَفَّان وَعبد الله بْن أَبِي بَكْر الصّديق وَأبي هُرَيْرَةَ وَابْن عُمَر وَشَدَّاد بن أَوْس عَن النَّبِي وَأقوى طرقه مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد لَهُ حَدَّثَنَا الْحَاكِم حَدَّثَنَا الْأَصَم حَدَّثَنَا بَكْر بْن سنَن حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن رمح بْن المُهَاجر أَنْبَأنَا ابْن وهب عَن حَفْص بْن ميسرَة عَن زيد بْن أسلم عَن أنس
وَرُوَاته من ابْن وهب فَصَاعِدا من رجال الصَّحِيح وَالْبَيْهَقِيّ وَالْحَاكِم والأصم لَا يسْأَل عَنْهُم وَابْن رمح ثِقَة وَبكر بْن سهل قواه جمَاعَة وَضَعفه النَّسَائِيّ.
وَقَالَ مسلمة بْن قَاسم ضعفه بَعضهم من أجل حَدِيثه عَن سَعِيد بْن كثير عَن يَحْيَى بْن أَيُّوب عَن مُحَمَّد بْن كَعْب عَن مسلمة بن مخلد رَفعه أعروا النِّسَاء يلزمن الحجال يَعْنِي أَنَّهُ غلظ فِيهِ وَمَعَ هَذَا فَلم ينْفَرد بِهِ فقد رويناهُ فِي الْمجْلس التَّاسِع وَالسبْعين من أمالي الْحَافِظ أَبُي الْقَاسِم بْن عَسَاكِر أَخْرَجَهُ من طَرِيق الْفَوَائِد لأبي بَكْر بْن الْمُقْرِئ حَدَّثَنَا أَبُو عرُوبَة الْحَرَّانِي عَن مخلد بْن مَالك الْحَرَّانِي عَن حَفْص بْن ميسرَة الصَّنْعَانِيّ بِهِ.
وَهَكَذَا رواهُ إِسْمَاعِيل بْن الْفضل الإخشيد فِي فَوَائده حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِر بْن عَبْد الرَّحِيم حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن الْمُقْرِئ بِهِ ومخلد بْن مَالك وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَلَا أعلمُ فِيهِ جرحا وَبَاقِي الْإِسْنَاد إِثْبَات فَلَو لَمْ يكن لِهذا الحَدِيث سوى هَذَا الكان كَافِيا فِي الرَّد عَلَى من حكم بِوَضْعِهِ فضلا عَن أَن يكون لَهُ أَسَانِيد أُخْرَى.
وَقَالَ وأمّا الطَّرِيقَة الَّتِي أخرجهَا ابْن منيع فقد قَالَ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ هِيَ أقوى طرقه يَعْنِي الَّتِي وَقعت لَهُ وَعبد الْوَاحِد لَم أر فِيهِ جرحا وَعباد من الثِّقَات من رجال الصَّحِيح وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين وَالْعجلِي وَآخَرُونَ وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات قَالَ وَقد خبط ابْن الْجَوْزِيّ فنقلَ عَن ابْن حبَان أَنَّهُ قَالَ فِي عباد بْن عباد هَذَا أَنَّهُ كَانَ يُحدث بِالْمَنَاكِيرِ فَاسْتحقَّ التّرْك وَهَذَا الْكَلَام إنّما قَالَه ابْن حبَان فِي عباد بْن عباد الْفَارِسِي الْخَواص يُكنى أَبَا عتبَة لَا فِي المهلبي انْتهى، وَقد أورد الْحَافِظ الزين الْعِرَاقِيّ هَذَا الحَدِيث فِي أَمَالِيهِ من طَرِيق أَحْمَد بْن منيع وَقَالَ هَذَا حَدِيث لَهُ طرق وَفِي إِسْنَاده مقَال وَعبد الْوَاحِد بْن رَاشد لَمْ أر للْمُتَقَدِّمين فِيهِ كلَاما وَذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بِهذا الحَدِيث مُخْتَصرا وَقَالَ لَيْسَ بعمدة وَعباد بْن عباد المهلبي احْتج بِهِ الشَّيْخَانِ وَوَثَّقَهُ أَحْمَد وَابْن معِين وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهم ورويناهُ فِي مُسْند أَحْمَد مَرْفُوعا من رِوَايَة يُوسُف بْن أَبِي ذرة وَهُوَ ضَعِيف عَن جَعْفَر بْن عَمْرو عَن أنس وموقوفًا عَلَى أنس من رِوَايَة عَمْرو بْن جَعْفَر عَنْهُ وَإِسْنَاده مَجْهُول وإنّما هُوَ جَعْفَر بْن عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي كَانَ هُوَ مُصَرح بِهِ فِي مُسْند الْبَزَّار وَأبي يَعْلَى مَرْفُوعا وجعفر هَذَا ثِقَة ورويناهُ فِي مُسْند أَبِي يَعْلَى من رِوَايَة عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبِي طوالة عَن أنس مَرْفُوعا وَفِي إِسْنَاده خلف بْن يس الزيات وَهُوَ ضَعِيف، ورواهُ الْبَزَّار من رِوَايَة ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن أنس ورواهُ الْبَزَّار أَيْضا بِإِسْنَاد رِجَاله ثِقَات ورويناهُ فِي مُسْند أَحْمَد من حَدِيث عَبْد الله بْن عَامر ولَمْ يسق لَفظه بل أحَال بِهِ عَلَى حَدِيث أنس الْمَوْقُوف ورواهُ الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث عَبْد الله بْن أَبِي بَكْر الصّديق ورواهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنده الْكَبِير من حَدِيث عُثْمَان بْن عَفَّان.
وَذكر ابْن الْجَوْزِيّ حَدِيث أنس فِي الموضوعات والإسناد الَّذِي رويناهُ بِهِ هُوَ أمثلها
انْتهى، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي كتاب الْخِصَال المكفرة للذنوب الْمُقدمَة والمؤخرة هَذَا الحَدِيث ورد من حَدِيث عَبْد الله بْن أَبِي بَكْر الصّديق وَمن حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان وَمن حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عُمَر وَمن حَدِيث أنس.
فَحَدِيث عَبْد الله بْن أَبِي بَكْر أَخْرَجَهُ الْبَغَوِيّ فِي مُعْجم الصَّحَابَة قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْقَاص حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن الْهَيْثَم الْمُؤَذّن حَدَّثَنَا الْهَيْثَم بْن أَبِي الْأَشْعَث عَن الْهَيْثَم أَبِي مُحَمَّد الْأَسْلَمِيّ عَن عَبْد الله بْن عَمْرو بْن عُثْمَان عَن عَبْدِ الله بْن أَبِي بَكْر الصّديق قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا بَلَغَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ أَرْبَعِينَ سَنَةً صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ ثَلاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلاءِ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ سَنَةً خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُ ذُنُوبَهُ فَإِذَا بلغ سِتِّينَ رَزَقَهُ الإِنَابَةَ إِلَيْهِ فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ سَنَةً أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ فَإِذَا بَلَغَ ثَمَانِينَ سَنَةً أُثْبِتَتْ حَسَنَاتِهِ وَمُحِيَتْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ سَنَةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ وَكَانَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ وَشَفِيعًا لأَهْلِ بَيْتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَ الْبَغَوِيّ: لَا أعلمُ لعبد الله بْن أَبِي بَكْر عَن رَسُول الله غير هَذَا الحَدِيث وفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ وَإِرْسَالٌ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَفِي رُوَاته من لَا يعرف حَاله ثُمَّ هُوَ مُنْقَطع بَين مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن عَمْرو بْن عُثْمَان وَبَين عَبْد الله بْن أَبِي بَكْر فَإِنَّهُ وَفَاة عَبْد الله قبل موت مُحَمَّد وَحَدِيث عُثْمَان لَهُ ثَلَاث طرق أُخْرَى غير الطَّرِيق الَّتِي سَاقهَا ابْن الْجَوْزِيّ، قَالَ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَبِي زِيَاد الْقَطوَانِي حَدَّثَنَا سيار بْن حاتِم الْعَنْبَري حَدَّثَنَا سَلام أَبُو سَلمَة مولى أم هَانِئ سمعتُ شَيخا يَقُولُ سمعتُ عُثْمَان بْن عَفَّان يَقُول سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ قَالَ الله عز وجل: إِذا بلغ عَبدِي أَرْبَعِينَ سنة عافيته من البلايا الثَّلَاث من الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ فَإِذَا بَلَغَ خمسين سنة حاسبته حسابا يَسِيرا فَإِذا بلغ سِتِّينَ سنة حببت إِلَيْهِ الْإِنَابَة فَإِذا بلغ سبعين سنة أحبته الْمَلَائِكَة فَإِذا بلغ ثَمانين سنة كتبتُ حَسَنَاته وألغيت سَيِّئَاتِهِ فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ سَنَةً قَالَتِ الْمَلَائِكَة أَسِير الله فِي أرضه وَغفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وشفع فِي أَهله، قَالَ الْحَكِيم هَذَا من جيد الحَدِيث وَقد ورد من طرق أُخْرَى عَن النَّبِيّ فَقَط يَعْنِي لَم يقل فِيهِ عَن الله عز وجل؛ وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن هِشَام بْن حميد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أَبِي طَالب أَنْبَأنَا مخلد بْن إِبْرَاهِيم الشَّامي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن وَاقد عَن عَبْد الْكَرِيم بْن حرَام عَن عَبْد الله بْن عَمْرو بْن عُثْمَان عَن أَبِيهِ عَن عُثْمَان بْن عَفَّان قَالَ قَالَ رَسُول الله إِذا بلغ الْمُسلم أَرْبَعِينَ سنة فَذكر نَحوه، وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد الْخفاف حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يُونُس الضَّبِّيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى الْحَرَشِي الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن الزبير الْبَاهِلِيّ حَدَّثَنَا خَالِد الْحذاء عَن عَبْد الْأَعْلَى بْن عَبْد الله الْقُرَشِيّ عَن عَبْد الله الْحَارِث بْن نَوْفَل عَن عُثْمَان بْن عَفَّان فَذكر نَحوه،
وَحَدِيث شَدَّاد أَخْرَجَهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء من طَرِيق زيد بْن أَبِي الْحباب عَن عِيسَى عَن لَاحق بْن النُّعْمَان عَن عَلِيّ بْن الجهم عَن عَبْد الله بْن شَدَّاد بْن أَوْس عَن أَبِيهِ فَذكر نَحْو مَا تقدم، قَالَ ابْن حبَان لَا أعرف عَليّ ابْن الجهم هَذَا من هُوَ، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر هُوَ مَجْهُول وَأما عَلِيّ بْن الجهم الشَّامي الشَّاعِر الْمَشْهُور فِي أَيَّام المتَوَكل فقد كَانَ يطْلب الحَدِيث وَيظْهر السّنة وَهُوَ مُتَأَخّر عَن الْمَذْكُور، وَحَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُد بْن حَمَّاد الْعَبْسِي حَدَّثَنَا الْيَقظَان بْن عمار بْن يَاسر حَدَّثَنَا ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً آمَنَهُ اللَّهُ مِنَ الْخِصَالِ الثَّلَاث من الْجُنُون والجذام والبرص فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ سَنَةً وَهُوَ الدَّهْرُ خَفَّفَ عَنْهُ السَيِّئَاتِ فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً فَهُوَ فِي إِدْبَارٍ مِنْ قُوَّتِهِ رَزَقَهُ اللَّهُ الإِنَابَةَ فِيمَا يُحِبُّهُ فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ سَنَةً وَهُوَ الْحُقْبُ أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ فَإِذَا بَلَغَ ثَمَانِينَ سنة وَهُوَ الحرس ثبتَتْ حَسَنَاته وَمُحِيَتْ سَيِّئَاتُهُ فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ سنة وَهُوَ العقد وَقد ذَهَبَ الْعَقْلُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وشفع فِي أَهْلِ بَيْتِهِ وَسَمَّاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ أَسِيرَ اللَّهِ فَإِذَا بَلَغَ مِائَةَ سَنَةٍ سُمِّيَ حَبِيبَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ حَبِيبَهُ فِي الأَرْضِ، وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حَامِد الْبَلْخِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن صالِح بْن سهل التِّرْمِذِيّ حَدَّثَنَا دَاوُد حَمَّاد بْن الفرافصة فَذكر مثله لَكِن زَاد فِي أَوله قصَّة وَهِي بَينا النَّبِي يَوْمًا جَالِسا فِي عدَّة من أَصْحَابه إِذْ دخل شيخ كَبِير متكئ عَلَى عكازة لَهُ فَسلم على النَّبِي وَأَصْحَابه فَردُّوا عليه السلام فَقَالَ رَسُول الله اجْلِسْ يَا حَمَّاد فَإنَّك عَلَى خير فَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالب بِأبي وَأمي يَا رَسُول الله قلت لِحماد اجْلِسْ فَإنَّك عَلَى خير قَالَ نعم يَا أَبَا الْحَسَن إِذا بلغَ العبدُ فَذكر الحَدِيث وَقَالَ فِيهِ وَإِذا بلغ سِتِّينَ سنة وَهُوَ الْوَقْف أَي هُوَ إِلَى سِتِّينَ فِي إقبال من قوته وَبعد السِّتين فِي إدبار من قوته وَقَالَ فِيهِ فَإِذا بلغ تسعين سنة انحنى وَيذْهب الْعقل من نَفسه، وَأخرجه أَبُو مُوسَى من طَرِيق ابْن مرْدَوَيْه وَقَالَ هَذَا الحَدِيث لَهُ طرق غرائب وَهَذِه الطَّرِيق أغربها وفيهَا أَلْفَاظ لَيست فِي غَيرهَا وَهُوَ كَمَا قَالَ وَحَدِيث ابْن عُمَر أَخْرَجَهُ أَحْمَد من طَرِيق الْفرج بْن فضَالة حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الله الْعَرْزَمِي عَن مُحَمَّد بْن عَبْد الله عَمْرو بْن عُثْمَان عَن عَبْدِ الله بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب عَن النَّبِي قَالَ مثل حَدِيث أنس وَحَدِيث أنس لَهُ طرق غير الطَّرِيقَيْنِ اللَّذين ساقهما ابْن الْجَوْزِيّ، قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَة بْن فُضَيْل بْن عِيَاض حَدَّثَنَا عَبْد الْملك بْن إِبْرَاهِيم الجدي حَدثنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الموَالِي حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن أَبِي عَبْد الله عَن عَبْد الله بْن عَمْرو بْن عُثْمَان عَن جَعْفَر بْن عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي
عَن أنس بِهِ وَقَالَ أَيْضا حدَّثَنِي يَحْيَى بْن أَيُّوب حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سليم حدَّثَنِي رجلَانِ من أهل الْعلم من أهل حران وَكَانَا عِنْدِي ثقتين عَن زفر بْن مُحَمَّد عَن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن عَمْرو بْن عُثْمَان عَن أنس بِهِ قَالَ يَحْيَى بْن سليم وَأَخْبرنِي أَيْضا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثْمَان عَن سعيد ابْن الحكم الْمَدِينِيّ عَن مُحَمَّد بن عَبْد الله بْن عَمْرو بْن عُثْمَان عَن أنس بِهِ، وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه أَنبأَنَا الْحسن بن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السُّوسِي وَمُحَمَّد بْن أَحْمَد العسكري قَالَا حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سهل بْن أَيُّوب حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْمُنْذر حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد حدَّثَنِي مُحَمَّد عَبْد الله بْن عَمْرو بْن عُثْمَان عَن أنس بِهِ هَكَذَا رَوَاهُ هَؤُلَاءِ عَن مُحَمَّد عَن أنس بِإِسْقَاط جَعْفَر وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ وَغَيره قَالُوا حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا بَكْر بْن سهل حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن رمح بْن المُهَاجر أَنْبَأنَا ابْن وهب عَن حَفْص بْن ميسرَة عَن زيد بْن أسلم عَن أنس بِهِ وَهَذَا أمثل طرق الحَدِيث فَإِن رِجَاله ثِقَات وَبكر بْن سهل وَإِن كَانَ النَّسَائِيّ تكلم فِيهِ فقد توبع عَلَيْهِ قَالَ إِسْمَاعِيل بْن الْفضل الإخشيد فِي فَوَائده حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِر بْن عَبْد الرَّحِيم حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بن الْمقري حَدثنَا أَبُو عرُوبَة الْحَرَّانِي حدثها مخلد بْن مَالك حَدَّثَنَا الصَّنْعَانِيّ هُوَ حَفْص بْن ميسرَة بِهِ وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْن عَسَاكِر فِي الْمجْلس التَّاسِع وَالسبْعين من أَمَالِيهِ من هَذَا الْوَجْه، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مَنْصُور بْن أَبِي مُزَاحم حَدَّثَنَا خَالِد الزيات حدَّثَنِي دَاوُد أَبُو سُلَيْمَان عَن عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن معمر بْن حزم الْأنْصَارِيّ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ: الْمَوْلُودُ حَتَّى يَبْلُغَ الْحِنْثَ مَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَةٍ كُتِبَتْ لِوَالِدَيْهِ وَمَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ وَلا عَلَى وَالِدَيْهِ فَإِذَا بَلَغَ الْحِنْثَ جَرَى عَلَيْهِ الْقَلَمُ وَأُمِرَ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ مَعَهُ أَنْ يَحْفَظَا وَأَنْ يُشَدِّدَا فَإِذا بلغ أَرْبَعِينَ سنة فَفِي الْكَلَام آمَنَهُ اللَّهُ مِنَ الْبَلايَا الثَّلاثِ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ فَذكره وَزَاد فِي آخِره فَإِذا بلغ لأرذل الْعُمر لكيلا يعلم من بعد علمٍ شَيْئا كتب الله لَهُ مثل مَا كَانَ يعْمل فِي صِحَّته من الْخَيْر فَإِذا عمل سَيِّئَة لَم تثبت عَلَيْهِ.
خَالِدٌ الزَّيَّاتُ وَشَيْخُهُ مَجْهُولانِ وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي غَرِيب الحَدِيث حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَان الغنوي حَدَّثَنَا مُغفل بْن مَالك عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان عَن عُبَيْدِ اللَّهِ بن أنس عَن النَّبِي قَالَ إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ ثَمَانِينَ سَنَةً فَإِنَّهُ أَسِيرُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ تُكْتَبُ لَهُ الْحَسَنَاتُ وَتُمْحَى عَنهُ
السَّيِّئَاتُ هَكَذَا رَوَاهُ مُخْتَصرا ورواهُ أَبُو الشَّيْخ الْأَصْبَهَانِيّ فِي فَوَائِد الأصبهانيين من وَجه آخر عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان فَقَالَ فِي رِوَايَته الْأنْصَارِيّ فَذكره وعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَذْكُور مَجْهُولٌ وَقَالَ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن شبيب حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَبْد الْملك أَبُو شيبَة حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَة حَدَّثَنَا ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن عَمه عَن أنس فَذكره مطولا كَمَا تقدم وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن ابْن أخي الزُّهْرِيّ إِلَّا أَبَا قَتَادَة وَكَانَ يغلط فَلَا يرجع، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر اسْمه عَبْد الله بْن وَاقد الْحَرَّانِي ضعفه ابْن معِين وَقَالَ الْبُخَاريّ تَرَكُوهُ وَأثْنى عَلَيْهِ أَحْمد وَقَالَ أَبُو الْمُغيرَة عَبْد القدوس بْن الْحجَّاج حَدَّثَنَا ثَابت بْن سعد بْن ثَابت الأملوكي عَن أنس بِهِ ذكره الْمزي فِي التَّهْذِيب، وَقَالَ أَبُو نُعَيْم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَمْرو بْن صبح حَدَّثَنَا حجاج بْن يُوسُف عَن قُتَيْبَة عَن الصَّباح بْن يُوسُف عَاصِم الْأَصْبَهَانِيّ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: صَاحِبُ الأَرْبَعِينَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنْهُ ثَلاثَةَ أَنْوَاعٍ فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَرُوَاته موثقون إِلَّا الصَّبَّاحُ فَلَا أَعْرِفُ لَهُ جَرْحًا وَلا تَعْدِيلا، قَالَ وَمِمَّا يدل عَلَى شهرة هَذَا الحَدِيث فِي الْمُتَقَدِّمين مَا ذكره الصولي فِي نوادره حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر حدَّثَنِي خَالِي أَحْمَد بْن حمدون قَالَ قَالَ الْحُسَيْن بن الضَّحَّاك من أَبْيَات:
(أما فِي ثَمَانِينَ وفيتها
…
عذير وَإِن أَنَا لَمْ أعْتَذر)
(وَقد رفع الله أقلامه
…
عَن ابْن ثَمَانِينَ دون الْبشر)
(وَإِنِّي لمن إسراء الْإِلَه
…
فِي الأَرْض نصب حُرُوف الْقدر)
(فَإِن يقْض لي عملا صالِحًا
…
أثابَ وَإِن يقْض شرًّا غفر)
(وَله)
(أَصبَحت من أسراء الله محتسبًا
…
فِي الأَرْض نَحْو قَضَاء الله وَالْقدر)
(إِن الثَّمَانِينَ إِذْ وفيت عدتهَا
…
لَمْ تبْق بَاقِيَة مني ولَم تذر)
انْتهى كَلَام الْحَافِظ ابْن حجر مُلَخصا.
وَمن طرق الحَدِيث الَّتِي لم نذكرها مَا أَخْرَجَهُ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن شُجَاع أَنْبَأنَا أَبُو مَسْعُود سُلَيْمَان ابْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْجِرْجَانِيّ إملاء أَنْبَأنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن حَمْزَة الْبَغْدَادِيّ بانتخاب أَبِي عَليّ الْحَافِظ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عُثْمَان بْن صالِح السَّهْمِي بِمصر حدَّثَنِي الْوَلِيد بْن مُوسَى الدِّمَشْقِي حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بْن أَبِي كثير عَن الْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن الْبَصْرِيّ عَن أَنَسِ بْنِ مَالك
قَالَ قَالَ رَسُوله الله الشَّيْبَةُ نُورٌ مَنْ خَلَعَ الشَّيْبَةَ فَقَدْ خَلَعَ نُورَ الإِسْلامِ فَإِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَقَاهُ اللَّهُ الأَدْوَاءَ الثَّلاثَةَ الْجُنُونَ وَالْجُذَامَ وَالْبَرَصَ
وَقَالَ ابْن عَسَاكِر فِي الْمجْلس الْعشْرين بعد الثلاثمائة من أَمَالِيهِ أَنْبَأنَا هبة الله بْن عَبْد الله بْن أَحْمَد الوَاسِطِيّ أَنْبَأنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثَابت الْخَطِيب أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عُمَرَ بْن عِيسَى الْبَلَدِي حَدَّثَنَا المطهر بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا روح بْن عَبْد الْمُجيب حَدَّثَنَا عُمَر بْن زِيَاد الْبَاهِلِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَهْضَم الْجَهْضَمِي عَن أَبِيهِ عَن الْحَسَن عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله الْمَوْلُود حَتَّى يبلغ الْحِنْث فَذكره مطولا مثل رِوَايَة عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن معمر بْن حزم عَن أنس سَوَاء بِالزِّيَادَةِ الَّتِي فِي آخِره وَقَالَ أَيْضا أَنْبَأنَا أَبُو المظفر عَبْد الْمُنعم بْن عَبْد الْكَرِيم بْن هوزان الْقشيرِي أَنْبَأنَا أَبُو عُثْمَان سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْمُزَكي أَنْبَأنَا أَبُو زكريّا يَحْيَى بْن إِسْمَاعِيل الْحَرْبِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الْفضل مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن زِيَاد حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الْهِلَالِي حَدثنَا إِبْرَاهِيم يَعْنِي ابْن الأشعت حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن سُلَيْمَان عَن كثير بْن شنظير الْمَازِني عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله مَا مِنْ مُعَمِّرٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْوَاعَ الْبَلاءِ الْجُذَامُ وَالْجُنُونُ وَالْبَرَصُ وَخُنُقُ الشَّيْطَانِ وَمَا مِنْ مُعَمِّرٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلامِ خَمْسِينَ سَنَةً إِلا هَوَّنَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِسَابَ وَمَا مِنْ مُعَمِّرٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلامِ سِتِّينَ سَنَةً إِلَّا رزقه الله الْإِبَانَة إِلَيْهِ إِلَى مَا يُحِبُّ وَيَرْضَى وَمَا مِنْ مُعَمِّرٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلامِ سَبْعِينَ سَنَةً إِلا أَحَبَّهُ أَحَبَّهُ اللَّهُ تَعَالَى وَحَبَّبَهُ إِلَى أَهله سَمَائِهِ وَصَالِحِي أَهْلِ أَرْضِهِ وَمَا مِنْ مُعَمِّرٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلامِ ثَمَانِينَ سَنَةً إِلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَاسْتَحَى مِنْ أَنْ يُعَذِّبَهُ وَمَا مِنْ مُعَمِّرٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلامِ تِسْعِينَ سَنَةً إِلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَكَتَبَ لَهُ صَالِحَ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَيَقُولُ فِي قُوَّتِهِ وَصِحَّتِهِ وَشَبَابِهِ وَلم يكْتب عَلَيْهِ شَيْء مِمَّا كَانَ يَعْمَلُ وَيَقُولُ وَكَانَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ وَشَفَّعَهُ فِي سَبْعِينَ مِمَّنْ يُحِبُّ كُلُّهُمْ قَدْ وَجَبَتْ لَهُمُ النَّارُ وَقَالَ أَيْضا أَنْبَأنَا أَبُو الْقَاسِم الشحامي قَالَ قرئَ عَلَى أَبِي عُثْمَان سَعِيد بْن مُحَمَّد الْبُحَيْرِي وَأَنا حاضرٌ أَنْبَأنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبدُوس الْمُزَكي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خَالِد بْن يزِيد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَمْرو حَدَّثَنَا أَبِي عَن الحكم بْن عَبدة عَن أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن أَبِي قلَابَة عَنِ ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي قَالَ يَثَّغِرُ الْغُلامُ لِسَبْعِ سِنِينَ وَيَحْتَلِمُ فِي أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَيَتِمُّ طُولُهُ لإِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً وَيَجْتَمِعُ عَقْلُهُ لِثَمَانٍ وَعِشْرِينَ ثُمَّ لَا يَزْدَادُ بَعْدَ ذَلِكَ عَقْلاً إِلا بِالتَّجَارِبِ فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً عافاه الله من
أَنْوَاعِ الْبَلاءِ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ سَنَةً رَزَقَهُ اللَّهُ الإِنَابَةَ إِلَيْهِ فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً حَبَّبَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلِ أَرْضِهِ فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ سَنَةً أُثْبِتَتْ حَسَنَاتُهُ وَمُحِيَتْ سَيِّئَاتُهُ فَإِذَا بَلَغَ ثَمَانِينَ سَنَةً اسْتَحَى مِنْهُ أَنْ يُعَذِّبَهُ فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ سَنَةً كَانَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَلَمْ يُخَطَّ الْقَلَمُ عَلَيْهِ بِحَرْفٍ وَقَالَ ابْن النجار فِي تَارِيخه أَنْبَأنَا شَيخنَا مُحَمَّد بْن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن دمشق فِي مُعْجم شُيُوخه أَنْبَأنَا أَبُو الْقَاسِم هبة الله بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن المكشوط أَنْبَأنَا أَبُو الْغَنَائِم بْن الْمهْدي أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن بْن الْقزْوِينِي أَنْبَأنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَليّ الزيات حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن أَيُّوب المَخْزُومِي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عُمَر بْن أبان حَدَّثَنَا جَابِر بْن نوح الجماني عَن عَمْرو بْن قيس الْملَائي قَالَ أَخْبرنِي من سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ يَقُولُ قَالَ رَسُول الله من بلغ هَذِهِ الأُمَّةَ ثَمَانِينَ سَنَةً حَرَّمَ لله جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ
ابْن عدي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مَيْمُون النصيبي حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَرَفَة حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن بشير مولى عَمْرو بْن حُرَيْث عَن عِيسَى بْن مَيْمُون عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُول الله يُكْثِرُ هَذَا الدُّعَاءَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّي وَانْقِطَاعِ عُمْرِي لَا يَصِحُّ ابْن بشير وعيس مَتْرُوكَانِ قلتُ أَحْمَد بْن بشير ثِقَة روى لَهُ الْبُخَاريّ فِي الصَّحِيح ثُمَّ إِنَّه توبع قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُغيرَة حَدَّثَنَا سَعِيد بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا عِيسَى بْن مَيْمُون بِهِ وَقَالَ لَا يرْوى عَن النَّبِي إِلَّا من حَدِيث الْقَاسِم عَن عَائِشَة وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك حَدَّثَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن سهل بْن حَمْدَوَيْه الْفَقِيه حَدَّثَنَا أَبُو عَليّ صالِح بْن مُحَمَّد بْن حبيب الْحَافِظ حَدَّثَنَا سَعِيد بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا عِيسَى بْن مَيْمُون مولى الْقَاسِم بِهِ وَقَالَ حسن الْإِسْنَاد والمتن غَرِيب وَعِيسَى بْن مَيْمُون لَمْ يحْتَج بِهِ الشَّيْخَانِ وَالله أعلم
الْخَطِيب أَنْبَأنَا أَبُو نُعَيْم الْحَافِظ حَدَّثَنَا بَكْر بْن أَحْمَد بْن محمي الوَاسِطِيّ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن تَحِيَّة الوَاسِطِيّ بِبَغْدَاد سنة سِتّ وثَمانين وَمِائَتَيْنِ حَدَّثَنَا يزِيد بْن هَارُون عَن حميد عَن أَنَسٍ مَرْفُوعا مَنْ أَكْرَمَ ذَا سِنٍّ فِي الإِسْلامِ كَأَنَّهُ قَدْ أَكْرَمَ نُوحًا وَمَنْ أَكْرَمَ نُوحًا فِي قَوْمِهِ فَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهَ عز وجل لَا يَصِحُّ بَكْر وَيَعْقُوب مَجْهُولَانِ قلتُ قَالَ فِي الْمِيزَان بَكْر بْن أَحْمَد بْن محمي الوَاسِطِيّ شيخ روى عَنْهُ أَبُو نُعَيْم قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَجْهُول قلتُ لَا هَذَا لَفظه قَالَ فِي اللِّسَان وَهَذَا الرجل لَمْ يكن من أهل الحَدِيث وإنّما جَمِيع مَا سمعته ثَلَاثَة
أَحَادِيث سَمعهَا مِنْهُ جمَاعَة.
قَالَ الْخَطِيب فِي تَرْجَمته بَكْر بْن أَحْمَد بْن محمي بْن كثير بْن صالِح الوَاسِطِيّ أَبُو الْقَاسِم النساج بغدادي سكن وَاسِط روى عَنهُ أَبُو نعيم أَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ وَأَحْمَد بْن الْعَبَّاس وَعبد السَّلَام بْن عَبْد الْملك بْن حبيب أَخْبرنِي أَحْمَد بْن عَليّ الْمُحْتَسب حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْعَبَّاس الدوبياني وَعبد السَّلَام بْن عَبْد الْملك بْن حبيب بواسط جَميعًا بواسط قَالا حَدَّثَنَا بَكْر بْن أَحْمَد بْن محمي أَبُو الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن تَحِيَّة الْبَغْدَادِيّ قَالَ أَبُو الْقَاسِم كَانَ هَذَا الشَّيْخ فِي جوارنا وَكَانَ قد جاوزَ الْمِائَة فَسَأَلَهُ جمَاعَة من جيراننا أَن يُحدثهم فَحَدثهُمْ بأَرْبعَة أَحَادِيث وَوَعدهمْ أَن يُحدثهم فِي غَد فاعتل فَمَاتَ.
وَقَالَ الْخَطِيب يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن تَحِيَّة أَبُو يُوسُف الوَاسِطِيّ نزل بِبَغْدَاد وَحدث بِهَا عَن يزِيد بْن هَارُون روى عَنْهُ بَكْر بْن أَحْمَد بْن محمي وجعفر بْن مُحَمَّد بْن الحكم الْمُؤَدب الوَاسِطِيّ أَخْبَرَنَا البرقاني أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم أَبُو بَكْر الْأَصْبَهَانِيّ حَدَّثَنَا بَكْر بْن أَحْمَد بْن محمي قَالَ عُمَر عَاشَ يَعْقُوب بْن تَحية مائَة واثنتي عشرَة سنة وَحدث بأَرْبعَة أَحَادِيث حفظت أَنَا ثَلَاثَة ونسيت الْوَاحِد وَمَا حَدَّث غَيرهَا.
قَالَ الْخَطِيب وَالثَّلَاثَة أَحدهَا هَذَا، والآخران أَنْبَأنَا عَبْد الله بْن يَحْيَى السكرِي أَنْبَأنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحكم الوَاسِطِيّ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الوَاسِطِيّ حَدَّثَنَا يزِيد بْن هَارُون عَن حميد عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَنْطِقَ مَعَ أَحَدٍ يقْرَأ فِي الأُولَى الْحَمْدُ وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ الْحَمْدُ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا تَخْرُجُ الْحَيَّةُ مِنْ سَلْخِهَا، وَبِهِ قَالَ: مَنْ صَلَّى أَرْبَعِينَ صَبَاحًا صَلاةَ الْفَجْرِ وَعِشَاءَ الآخِرَةَ فِي جَمَاعَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ.
قَالَ الْخَطِيب هَذَا جَمِيع مَا روى بَكْر، وَقَالَ فِي الْمِيزَان يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْن تَحية الوَاسِطِيّ عَن يزِيد بْن هَارُون لَيْسَ بِثِقَة قداتهم قَالَ حَدَّثَنَا يزِيد عَن حميد عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ مِنْ إِجْلالِي تَوْقِيرَ الْمَشَايِخِ مِنْ أُمَّتِي.
هُوَ الْمُتَّهم بِوَضْع هَذَا وَالله أعلم.
(ابْن حبَان) أَنْبَأنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد السَّعْدِيّ حَدَّثَنَا صَخْر بْن مُحَمَّد الحاجبي عَن اللَّيْث بْن سعد عَن الزُّهْرِيّ عَن أَنَسٍ مَرْفُوعًا: بجلوا الْمَشَايِخ فَإِن تبجيل الْمَشَايِخ من تبجيل الله.
قَالَ ابْن حبَان: صَخْر لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ (قلت) قَالَ ابْن عدي: هَذَا مَوْضُوع عَلَى اللَّيْث وصخر كَانَ مِمَّن يكذبُ، وَيَضَع الحَدِيث عَن الثِّقَات بِالْبَوَاطِيل مِنْهَا هَذَا الحَدِيث وَعَامة مَا يرويهِ من مَوْضُوعَاته وَقَالَ الْحَاكِم روى عَن مَالك وَاللَّيْث وَابْن لَهِيعَة أَحَادِيث مَوْضُوعَة وَقَالَ الخليلي فِي الْإِرْشَاد صَخْر الحاجبي كَذَّاب مَشْهُور بِالْوَضْعِ وَهُوَ الَّذِي وضع هَذَا الحَدِيث وَضعه مرّة عَلَى لَيْث بْن سعد ثُمَّ جعله عَلَى مَالك بْن أنس وَالله أعلم.
(ابْن حبَان) حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن سُفْيَان حَدثنَا عَبْد الْعَزِيز بْن سَلام حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن يَحْيَى أَبُو الْأصْبع الْحَرَّانِي حَدَّثَنَا عِيسَى بْن يُونُس عَن بدر بْن الْخَلِيل عَن مُسْلِم بْن عَطِيَّة الْفُقيْمِي عَن عَطاء عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعا: أِنَّ من حق جلال الله تَعَالَى عَلَى العَبْد إكرام ذِي الشيبة الْمُسلم ورعاية الْقُرْآن لِمن استرعاه الله وَطَاعَة الْإِمَام، لَا يَصح.
مُسْلِم ينْفَرد عَن الثِّقَات بِما لَا يشبه حَدِيثهمْ (قلت) قَالَ فِي الْمِيزَان إِنَّه لين وَزَاد فِي اللِّسَان ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَحَدِيثه هَذَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان وَالله أعلم.
(ابْن حبَان) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السَّعْدِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحِيم بْن حبيب الفاريابي عَن ابْن عُيَيْنَة عَن أَبِي الزبير عَن جَابِر مَرْفُوعا: أَن من إجلال الله تَعَالَى إكرام ذِي الشيبة الْمُسلم.
قَالَ ابْن حبَان لَا أصل لَهُ وَعبد الرَّحِيم لَعَلَّه وضع أَكثر من خَمْسمِائَة حَدِيث (قلت) فِي الْمِيزَان قَالَ أَحْمَد بْن يسَار عَبْد الرَّحِيم كَانَ بفارياب لين الحَدِيث وَفِي اللِّسَان قَالَ الإدريسي يقعُ فِي حَدِيثه بعض الْمَنَاكِير وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ لَم يصب ابْن حبَان وَلَا ابْن الْجَوْزِيّ جَميعًا فِي قولِهما لَا أصلَ لِهذا الحَدِيث بل لَهُ الأَصْل الْأَصِيل من حَدِيث أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ بِهذا اللَّفْظ عِنْدَ أَبِي دَاوُد بِسَنَد حسن قَالَ واللومُ فِيهِ عَلَى ابْن الْجَوْزِيّ أَكثر لِأَنَّهُ خرج عَلَى الْأَبْوَاب انْتهى، وَقد توبعَ عَبْد الرَّحِيم عَلَى هَذَا الحَدِيث فَأخْرجهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان أَنْبَأنَا أَبُو زَكَرِيَّا بن أَبِي إِسْحَاق أَنْبَأنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن يَحْيَى الأدمِيّ حَدَّثَنَا أَبُو قلَابَة حَدَّثَنَا سهل بْن تَمام بْن بزيع حَدَّثَنَا مبارك بْن فضَالة عَن أَبِي الزبير عَن جَابِر مَرْفُوعا بِهِ فَزَالَتْ تُهمة عَبْد الرَّحِيم، ومبارك بن
فضَالة وَثَّقَهُ عَفَّان وَغَيره وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَلِلْحَدِيثِ طرق وشواهد كَثِيرَة.
قَالَ ابْن عدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن قُتَيْبَة حَدَّثَنَا هِشَام بْن عمار حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي الجون حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن صالِح المري عَن مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر عَن جَابِر قَالَ قَالَ رَسُول الله إِن من إكرام الله إكرام ذِي الشيبة الْمُسلم وَالْإِمَام الْعَادِل وحامل الْقُرْآن لَا يغلو فِيهِ وَلَا يجفو عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنْبَأنَا أَبُو مُحَمَّد بْن يُوسُف أَنْبَأنَا أَبُو سَعِيد بْن الْأَعرَابِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن أَبِي العنبس القَاضِي حَدَّثَنَا حُسَيْن بْن حمّاد الدّباغ الطَّائِي عَن الْحجَّاج بْن أَرْطَأَة عَن نَافِع عَن ابْن عُمَر قَالَ: إِن من أعظم جلال الله عز وجل إكرام ذِي الشيبة الْمُسلم وحامل الْقُرْآن غير الغالي فِيهِ وَلَا الجافي عَنْهُ وإكرامُ ذِي السُّلْطَان المقسط.
وَقَالَ: هَذَا مَوْقُوف عَلَى ابْن عُمَر، وَقَالَ أَبُو دَاوُد حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الصَّواف حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن حمْرَان حَدَّثَنَا عَوْف بْن أَبِي جميلَة عَن زِيَاد بْن مِخْرَاق عَن أَبِي كنَانَة عَن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِن من إجلال الله إكرام ذِي الشيبة الْمُسلم وحامل الْقُرْآن غير الغالي فِيهِ وَلَا الجافي عَنْهُ وإكرامُ ذِي السُّلْطَان المقسط، وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: أَنْبَأنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله السراج أَنْبَأنَا أَبُو مُحَمَّد الْقَاسِم بْن عَلِيّ بْن حيويه الطَّوِيل حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله البوشنجي حَدَّثَنَا عَمْرو بْن الْحصين حَدَّثَنَا ابْن علاثة حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن الْحَارِث عَن الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَا أَحَبَّ عَبْدٌ عَبْدًا فِي اللَّهِ إِلا أَكْرَمَهُ اللَّهُ وَإِنَّ من إكرام الله إكرام ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَالإِمَامِ الْمُقْسِطِ وَحَامِلِ الْقُرْآن غير الغالي فِيهِ وَلَا الْجَافِي وَلا الْمُسْتَكْثِرِ بِهِ، وَقَالَ أَيْضا أَنْبَأنَا أَبُو الْحُسَيْن بْن بَشرَان أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن إِسْحَاق الطَّيِّبِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَيُّوب البَجلِيّ هُوَ ابْن الضريس فِي فَضَائِل الْقُرْآن أَنْبَأنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد الطنافسي حَدَّثَنَا وَكِيع عَن أَبِي معشر الْمَدَنِيّ عَن سَعِيد المَقْبُري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ مِنْ تَعْظِيمِ جَلالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ فِي الإِسْلامِ وَإِنَّ مِنْ تَعْظِيمِ جَلالِ اللَّهِ إِكْرَامَ الإِمَامِ الْمُقْسِطِ.
وَقَالَ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه أَنْبَأنَا أَبُو مُحَمَّد بْن الْأَكْفَانِيِّ أَنْبَأنَا أَبُو غَالب مُحَمَّد بن
أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي أَنْبَأنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْكَاتِب حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْأَزْهَر الْأنْصَارِيّ أَبُو عَبْد الله سَمِعْتُ أَبَا هَاشم الرِّفَاعِي يَقُولُ قَامَ وَكِيع لِسُفْيَان فَأنْكر عَلَيْهِ قِيَامه لَهُ، فَقَالَ أتنكرُ عَليّ قيامي لَك وَأَنت حَدَّثتنِي عَن عَمْرو بْن دِينَار عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِن من إجلال الله إجلال ذِي الشيبة الْمُسلم قَالَ فَأخذ سُفْيَان بِيَدِهِ فأقعده إِلَى جَانِبه.
وَقَالَ الخليلي فِي الْإِرْشَاد حدَّثَنِي عَبْد الله بْن مُحَمَّد القَاضِي الْحَافِظ حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر الوَاسِطِيّ الْحَافِظ حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن مزِيد الْكَاتِب حَدَّثَنَا أَبُو هِشَام الرِّفَاعِي قَالَ قَالَ وَكِيع رأيتُ سُفْيَان الثَّوْريّ مُقبلا فقمتُ إِلَيْهِ فأنكرَ قيامي فقلتُ أتؤنبني عَلَى قيامي لَك وَأَنت حَدَّثتنِي عَن عَمْرو بْن دِينَار عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ النَّبِي قَالَ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ إِجْلالَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ.
قَالَ الخليلي لَمْ يروه غير مُحَمَّد بْن سَعِيد الْكَاتِب وَهُوَ حَدِيث فَرد مُنْكَرٌ، وَقَالَ ابْن الضريس أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مَنْصُور حَدَّثَنَا النَّضر بْن شُمَيْل حَدَّثَنَا عَوْف عَن زِيَاد بْن مِخْرَاق عَن أَبِي كنَانَة عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ عز وجل إكرام ذِي الشيبة الْمُسلم وحامل الْقُرْآن غير الغالي فِيهِ وَلَا الجافي عَنْهُ وإكرامُ ذِي السُّلْطَان الْمُقْتَصِدِ، وَقَالَ أَنْبَأنَا مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا حمّاد عَنْ قَتَادَةَ أَن النَّبِي قَالَ: مِنْ تَعْظِيمِ إِجْلالِ اللَّهِ كَرَامَةُ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ وَالإِمَامِ الْعَادِلِ.
وَقَالَ أَنْبَأنَا سهل بْن عُثْمَان حَدَّثَنَا عُبَيْد بْن حميد عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: ثَلاثَةٌ حُقَّ عَلَيْكَ أَنْ تُوَقِّرَهُمْ ذُو سُلْطَانٍ مُقْتَصِدٌ وَحَامِلُ كتاب اللَّهِ وَذُو الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمُ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْإِفْرَاد حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عِيسَى الْبَزَّار حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَرَفَة حَدَّثَنَا الحكم بْن ظهير عَن عَلْقَمَة بْن مرْثَد عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ مِنْ حَقِّ إِجْلالِ اللَّهِ عز وجل عَلَى الْعِبَادِ ثَلاثًا إِكْرَامَ الإِمَامِ الْمُقْسِطِ وَذَي الشَّيْبَةِ وَحَامِلَ كتاب اللَّهِ تَعَالَى غَيْرِ الْجَافِي عَنْهُ وَلا الْغَالِي فِيهِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَلْقَمَةَ عَن ابْن بُرَيْدَة عَن أَبِيهِ تفرد بِهِ الحكم بن ظهير.
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن معمر عَن ابْن طَاوس عَن أَبِيه عَن طَلْحَة الْجُود قَالَ: إِن من السّنة أَن توقر أَرْبَعَة الْعَالم وَذُو الشيبة وَالسُّلْطَان وَالْوَالِد.
وقَالَ هَنَاد بْن السرى فِي الزّهْد حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاويَة عَن الْحجَّاج بْن أَرْطَأَة عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ شَحْمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: إِنَّ اللَّهَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ وَيُحِبُّ مَعَالِي الأَخْلاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا وَإِنَّ مِنْ إِكْرَامِ جَلالِ اللَّهِ تَعَالَى إِكْرَامَ ثَلاثَةٍ ذِي الشَّيْبَةِ فِي الإِسْلامِ وَالْحَامِلِ لِلْقُرْآنِ غَيْرِ الْجَافِي عَنْهُ وَلا الْغَالِي وَالإِمَامِ الْمُقْسِطِ.
وَقَالَ ابْن أَبِي الْفُرَات فِي جزئه أَنْبَأنَا جدِّي أَبُو عُمَر حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى بن الْحصين حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن عَبْد الرَّحْمَن الْحِيرِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش حَدَّثَنَا مطرح بْن يزِيد عَن عَبْد الله بْن زحر عَن عَلِيّ بْن يزِيد عَن الْقَاسِم عَنْ أَبِي أُمَامَة عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: ثَلاثَةٌ لَا يَسْتَخِفُّ بِحَقِّهِمْ إِلا مُنَافِقُ ذُو الشَّيْبِ فِي الإِسْلامِ وَالْعَالِمُ وَإِمَامٌ مُقْسِطٌ.
وَقَالَ الْخَطِيب أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر الْقطيعِي حَدَّثَنَا يُوسُف بْن عُمَر القواس حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم ابْن بِنْت كَعْب حَدَّثَنَا الْهَيْثَم بْن سهل التسترِي قَالَ سَمِعْتُ عِمَارَةَ الْقُرَشِيَّ يَقُولُ حَدَّثَنِي وَالِدِي عَنْ جدي عَن رَسُول الله: قَالَ ثَلاثَةٌ لَا يَسْتَخِفُّ بِحَقِّهِمْ إِلا مُنَافِقٌ بَين النِّفَاق ذُو الشَّيْبة فِي الإِسْلامِ ومعلم الْخَيْر وإمامٌ عَادل.
وَقَالَ: قَالَ قرئَ عَلَى أم الضَّحَّاك عَاتِكَة بِنْت أَحْمَد بْن عَمْرو بْن أَبِي عَاصِم النَّبِيل وَأَنا أسمع قَالَتْ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا دُحَيْم حَدَّثَنَا ابْن أَبِي أويس عَن الضَّحَّاك بْن عُثْمَان عَن سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد المَقْبُري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: لَا يُوَسَّعُ الْمَجْلِسُ إِلا لثلاث لِذِي عِلْمٍ لِعِلْمِهِ وَلِذِي سُلْطَانٍ لِسُلْطَانِهِ وَلِذِي سِنٍّ لِسِنِّهِ.
وَقَالَ الْخُتلِي فِي الديباج حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن أَبِي يَحْيَى الْمَدَائِنِي حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن الصَّامِت حَدَّثَنَا ابْن الْمُبَارك عَن أُسَامَة بْن زيد عَن زيد بْن أسلم عَن عَطاء بْن يسَار عَن وهب الْغِفَارِيّ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: نَجِدُ فِي كتاب اللَّهِ تَعَالَى الْمُنَزَّلِ عَلَيْنَا أَنْ توَسِّعَ فِي الْمَجْلِسِ لِذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَالإِمَامِ الْعَادِلِ وَلِذِي الْقُرْآنِ وَنُعَظِّمَهُمْ وَنُوَقِّرَهُمْ وَنَشَرِّفَهُمْ وَالله أعلم.
(ابْن حبَان) حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن حاتِم حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن القيرواني حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عُمَر بْن غَنَائِم عَن مَالك عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعا: الشَّيْخُ فِي بَيْتِهِ كَالنَّبِيِّ فِي قَوْمِهِ، قَالَ ابْن حبَان ابْنُ غَنَائِمَ يَرْوِي عَنْ مَالِكٍ مَا لَمْ يُحدِّث بِهِ قطّ (قلت) ابْن غَنَائِم روى لَهُ
أَبُو دَاوُد وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الكاشف مُسْتَقِيم الحَدِيث وَهُوَ قَاضِي أفريقية وَقد ورد من حَدِيث أَبِي رَافع قَالَ ابْن أَبِي الفراتي فِي جزئه أَنْبَأنَا جدِّي أَبُو عَمْرو، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَعْقُوب الْقُرَشِيّ الْجِرْجَانِيّ الْأمَوِي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان السَّعْدِيّ الْمَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الْملك القناطري حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم شيخ لنا عَن أَبِيهِ عَنْ رَافِعِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله الشَّيْخُ فِي أَهْلِهِ كَالنَّبِيِّ فِي أُمَّتِهِ، أَخْرَجَهُ الديلمي فِي مُسْند الفردوس وَابْن النجار فِي تَارِيخه وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ فِي تَخريج الْإِحْيَاء إسنادهُ ضَعِيف وَالله أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا الْبَغَوِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُوسَى بْن شيبَة السّلمِيّ حَدَّثَنَا مُصعب النوافلي من آل نَوْفَل بْن الْحَارِث عَن ابْن أَبِي ذِئْب عَن صالِح مولى التومة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقًا لِلْخِلافَةِ مَسَحَ نَاصِيَتَهُ بِيَدِهِ.
قَالَ ابْن عدي: هَذَا مُنْكَرٌ بِهذا الْإِسْنَاد وَالْبَلَاء فِيهِ من مُصعب وَلَا أعلمُ لَهُ شَيْئا آخر وَأخرجه الْعقيلِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُوسَى بْن شيبَة بِهِ.
وَقَالَ مُصعب مَجْهُول بِالنَّقْلِ حَدِيثه غير مَحْفُوظ وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ وَالله أعلم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا بشرى بْن عَبْد الله الرُّومِي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر الفاتني مولى فاتن، حَدَّثَنَا مَسَرَّة بْن عَبْد الله مولى المتَوَكل حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يزِيد حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن الْمُبَارك حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن مهْرَان حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بِالرَّاهِبِ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعا: إِنَّ اللَّهَ عز وجل إِذَا أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ عَبْدًا لِلْخِلافَةِ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، مَسَرَّةُ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن الْمُبَارك أَنْبَأنَا عَاصِم بْن الْحَسَن أَنْبَأنَا أَبُو عمر بْن مهْدي أَنْبَأنَا الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل القَاضِي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن شبيب حدَّثَنِي ذُؤَيْب بْن عِمَامَة حدَّثَنِي مُوسَى بْن شيبَة حدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن معقل بْن عَبْد الله بْن كَعْب بْن مَالك عَن أَبِيه عَن جده كَعْبٍ مَرْفُوعا: مَا اسْتَخْلَفَ اللَّهُ تَعَالَى خَلِيفَةً حَتَّى يَمْسَحَ نَاصِيَتَهُ بِيَمِينِهِ: ابْنُ شَبِيبٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ قَالَ فضلك يحل ضرب عُنُقه وذؤيب ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ (قلت) فِي
الْمِيزَان: عَبْد الله بْن شبيب الربعِي إخباري عَلامَة لكنه واه الْحَافِظ أَبُو الْحَاكِم ذَاهِب الحَدِيث وَبَالغ فضلك الرَّازِيّ فَقَالَ يحل ضرب عُنُقه.
وَقَالَ الْحَافِظ عَبْدَانِ قلت لعبد الرَّحْمَن بْن خرَاش هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي يُحدث بِهَا غُلَام خَلِيل من أَيْنَ لَهُ قَالَ سَرَقهَا من عَبْد الله بْن شبيب وسرقها ابْن أَبِي شبيب من النَّضر بْن سَلمَة شَاذان ووضعها شَاذان.
وَفِي اللِّسَان قَالَ ابْن أَبِي حاتِم فِي تَرْجَمَة ابْن شبيب كَانَ رَفِيق أَبِي فِي الرحلة وَسمع مِنْهُ أَبِي ولَمْ يذكر فِيهِ جرحا انْتهى: وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر عَن ابْن عَبَّاس أَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي دارم حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق مُحَمَّد بْن هَارُون بْن عِيسَى حَدَّثَنَا مُوسَى بْن عَبْد الله بْن مُوسَى الْهَاشِمِي حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان سمعتُ أَبِي يَقُولُ سمعتُ أَبَا جَعْفَر الْمَنْصُور يَقُولُ حدَّثَنِي أَبِي أَن أباهُ حَدثهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقًا لِلْخِلافَةِ مَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِهِ بِيَمِينِهِ فَلا تَقَعُ عَلَيْهِ عَيْنٌ إِلا أَحَبَّتْهُ قَالَ الْحَاكِم رُوَاته هاشميون معروفون بشرف الأَصْل.
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْأَطْرَاف إِلَّا أَن شيخ الْحَاكِم ضَعِيف وَهُوَ من الْحفاظ وَالله أعلم.
(أَبُو نعيم) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْآجُرِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحلْوانِي حَدَّثَنَا شَيبَان بْن فروخ حَدَّثَنَا مسرور بْن سَعِيد التَّمِيمِي عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن عُرْوَة بْن رُوَيْم اللَّخْمِيّ عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعا: أَكْرِمُوا عَمَّتَكُمُ النَّخْلَةَ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ فَضْلَةِ طِينَةِ أَبِيكُمْ آدَمَ وَلَيْسَ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَجَرَةٍ وَلَدَتْ تَحْتَهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ فَأَطْعِمُوا نِسَاءَكُمُ الْوُلَّدَ الرُّطَبَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبٌ فَتَمْرٌ.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن عَليّ الغافقي حَدَّثَنَا أَبُو صالِح كَاتب اللَّيْث حَدَّثَنَا وَكِيع عَن الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعا: أَحْسِنُوا إِلَى عَمَّتِكُمُ النَّخْلَةَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ فَفَضَلَ مِنْ طِينَتِهِ فَخَلَقَ مِنْهَا النَّخْلَةَ، لَا يَصِحُّ مسرور مُنكر الحَدِيث يروي عَن الْأَوْزَاعِيّ الْمَنَاكِير وجعفر وَضاع قَالَ ابْن عدي لَا شكّ أَنَّهُ وضع هَذَا الحَدِيث (قلت)
حَدِيث عَليّ أَخْرَجَهُ الْعقيلِيّ وَقَالَ إِنَّه غير مَحْفُوظ لَا يُعرف إِلَّا بِمسرور وَأخرجه ابْن عدي وَقَالَ هَذَا مُنكر عَن الْأَوْزَاعِيّ وَعُرْوَة عَن عَليّ مُرْسل ومسرور غير مَعْرُوف لَم يسمع بِذكرِهِ إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث وَأخرجه أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنده عَن شَيبَان بِهِ وَأخرجه ابْن أَبِي حاتِم وَابْن مرْدَوَيْه مَعًا فِي التَّفْسِير وَابْن السّني.
ولأوله شَاهد من حَدِيث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَأَلنَا رَسُول الله مِمَّا خُلِقَتِ النَّخْلَةُ؟ قَالَ: خُلِقَتِ النَّخْلَةُ وَالرُّمَّانُ وَالْعِنَبُ مِنْ فَضْلِ طِينَةِ آدَمَ عليه السلام أَخْرَجَهُ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه.
ولآخره شَاهد أَخْرَجَهُ ابْن السّني وَأَبُو نُعَيْم مَعًا فِي الطِّبّ من طَرِيق شُعْبَة عَن يَعْلَى بْن عَطاء الطَّائِفِي عَن شهر بْن حَوْشَب عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: أطعموا نفساءكم الرطب فَإِنَّهُ لَو علم الله خيرا مِنْهُ لأطعمه مَرْيَم، قَالُوا يَا رَسُول الله لَيْسَ فِي كل حِين يكون الرطب قَالَ فتمر، إِسْنَاده عَلَى شَرط مُسْلِم، وَأخرج أَبُو نُعَيْم فِي الطِّبّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله مَا لِلنُّفَسَاءِ عِنْدِي شِفَاءٌ مِثْلَ الرُّطَبِ وَلا لِلْمَرِيضِ مِثْلَ الْعَسَلِ وَالله أعلم.
(الدَّارَقُطْنِيّ) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الصلحي حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بْن مُحَمَّد الرهاوي حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا طَلْحَة بْن يزِيد عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بْن أَبِي كثير عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعا: الْحَسَدُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي الْعَرَبِ وَوَاحِدٌ فِي النَّاسِ وَالْحَيَاءُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي النِّسَاءِ وَوَاحِدٌ فِي النَّاسِ وَلَوْلا ذَلِكَ مَا قَوِيَ الرِّجَالُ عَلَى النِّسَاءِ وَالْحِدَّةُ وَالْعُلُوُّ وَقِلَّةُ الْوَفَاءِ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ فَتِسْعَةٌ فِي الْبَرْبَرِ وَوَاحِدٌ فِي النَّاسِ وَالْبُخْلُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ فَتِسْعَةٌ فِي فَارِسَ وَوَاحِدٌ فِي النَّاسِ: لَا يَصِحُّ طَلْحَة مَتْرُوك مُنكر الحَدِيث وَكَذَا أَبُو فَرْوَة (قلت) طَلْحَة هُوَ الرقي قَالَ أَحْمَد وَابْن الْمَدِينِيّ: يضع الحَدِيث.
وَله طَرِيق ثَان قَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حَفْص حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن الْفَيْض حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن جميل الْمَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا السكن بْن إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ عَن مَرْوَان بْن سالِم عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ رَفَعَ الحَدِيث إِلَى النَّبِي قَالَ: قُسِّمَ الْحَسَدُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي الْعَرَبِ وَوَاحِدٌ فِي سَائِرِ الْخَلْقِ، وَالْكِبْرُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي الرُّومِ وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ الْخَلْقِ، وَالسَّرِقَةُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي الْقِبْطِ وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ الْخَلْقِ وَالْبُخْلُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي فَارِسَ وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ الْخَلْقِ وَالزِّنَا عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي السِّنْدِ وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ الْخَلْقِ وَالرِّزْقُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي التِّجَارَةِ وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ الْخَلْقِ وَالْفَقْرُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي الْحَبَشِ وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ الْخَلْقِ وَالشَّهْوَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي النِّسَاءِ وَجُزْءٌ فِي الرِّجَالِ وَالْحِفْظُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي التُّرْكِ وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ الْخَلْقِ وَالْحِدَّةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي الْبَرْبَرِ وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ الْخلق.
مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ مَتْرُوكٌ وَقَالَ أَبُو عرُوبَة يضع الحَدِيث، وَطَرِيق ثَالِث أَخْرَجَهُ الْخَطِيب فِي كتاب البخلاء من طَرِيق سيف بن عُمَر عَن بَكْر بْن وَائِل عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ مَرْفُوعا: قُسِّمَ الْحِفْظُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ فَتِسْعَةٌ فِي التُّرْكِ وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ النَّاسِ وَقُسِّمَ الْبُخْلُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ فتسعة فِي فَارِسَ وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ النَّاس وَقُسِّمَ السَّخَاءُ عشرَة أَجزَاء فتسعة فِي السودَان وجزء فِي سَائِر النَّاس وَقسم الْحيَاء عشرَة أَجزَاء فَتِسْعَةٌ فِي الْعَرَبِ وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ النَّاسِ وَقسم الْكبر عشرَة أَجزَاء فتسعة فِي الرّوم وَوَاحِد فِي سَائِر النَّاس، سَيْفٌ مَتْرُوكٌ: اتهمَ بِالْوَضْعِ وبالزندقة قَالَ ابْن عدي عَامَّة حَدِيثه مُنكر وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن الحقاق الْمَصْرِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله بْن عبد الحكم حَدَّثَنَا وهب بْن رَاشد الْمعَافِرِي عَن مشرح بْن هاعان عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَن رَسُول الله قَالَ: الْخبث سَبْعُونَ جُزْء لِلْبَرْبَرِ تِسْعَةٌ وَسِتُّونَ جُزْءًا وَلِلْجِنِّ وَالإِنْسِ جُزْءٌ وَاحِدٌ وَالله أعلم.
(ابْن شاهين) حَدثنَا عَبْد الله بْن سُلَيْمَان بْن الْأَشْعَث حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَن مغيث مولى جَعْفَر عَن جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَن أَبِيهِ عَن جدِّه عَنْ عَلِيٍّ: أَن رَسُول الله سُئِلَ عَنِ الْمَمْسُوخِ؟ فَقَالَ: اثْنَا عَشَرَ الْفِيلُ وَالدُّبُّ وَالْخِنْزِيرُ وَالْقِرْدُ وَالأَرْنَبُ وَالضَّبُّ وَالْوَطْوَاطُ وَالْعَقْرَبُ وَالْعَنْكَبُوتُ وَالدُّعْمُوصُ وَسُهَيْلٌ وَالزُّهَرَةُ، فَقِيلَ مَا سَبَبُ مَسْخُهُمْ؟ فَقَالَ أَمَّا الْفِيلُ فَكَانَ جَبَّارًا لُوطِيًا وَأَمَّا الدُّبُّ فَكَانَ رَجُلا مُؤَنَّثًا يَدْعُو الرِّجَالَ إِلَى نَفْسِهِ وَأَمَّا الْخِنْزِيرُ فَكَانَ مِنْ قَوْمٍ نَصَارَى فَسَأَلُوا رَبَّهُمْ نُزُولَ الْمَائِدَةِ فَلَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ كَانُوا أَشد مَا كَانُوا كُفْرًا وَتَكْذِيبًا وَأَمَّا الْقِرْدُ فَيَهُودُ اعْتَدَوْا فِي السَّبْتِ وَأَمَّا الأَرْنَبُ فَكَانَتِ امْرَأَةً لَا تَطْهُرُ مِنْ حَيْضٍ وَلا غَيْرِهِ وَأَمَّا الضَّبُّ فَكَانَ إعرابيا يسرق الْحَاج بِمِحْجَنِهِ أما الْوَطْوَاطُ فَكَانَ يَسْرِقُ الثِّمَارَ مِنْ رُؤُوس النَّخْلِ وَأَمَّا الْعَقْرَبُ فَكَانَ رَجُلا لَدَّاغًا لَا يَسْلَمُ عَلَى لِسَانِهِ أَحَدٌ وَأَمَّا الْعَنْكَبُوتِ فَكَانَتِ امْرَأَةً سَحَرَتْ زَوْجَهَا وَأَمَّا الدُّعْمُوصُ فَكَانَ نَمَّامًا يُفَرِّقُ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، وَأَمَّا سُهَيْلٌ فَكَانَ عَشَّارًا بِالْيَمَنِ وَأَمَّا الزُّهَرَةُ فَكَانَتْ نَصْرَانِيَّةً وَهِيَ الَّتِي فُتِنَ بِهَا هَارُوتُ وَمَارُوتُ وَكَانَ اسْمُهَا أَنَاهِيدَ، مَوْضُوع: آفته (قلت) أَخْرَجَهُ ابْن مرْدَوَيْه حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَليّ حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد الله الأويسي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَن مغيث مولى جَعْفَر بِهِ وَالله أعلم.
(سنيد) بن دَاوُد حَدَّثَنَا الْفرج بْن فضَالة عَن مُعَاويَة بْن صالِح عَن نَافِع قَالَ: سَافَرت
مَعَ ابْن عُمَر فَلَمَّا كَانَ آخر اللَّيْل قَالَ: يَا نَافِع انْظُر هَلْ طلعت الْحَمْرَاء؟ قلتُ: لَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا.
ثُمَّ قلت: قد طلعت قَالَ: لَا مرْحَبًا بِهَا وَلَا أَهلا قلتُ سُبْحَانَ الله نَجم سامع مُطِيع قَالَ مَا قلتُ إِلَّا مَا سَمِعت من رَسُول الله وَقَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ الْمَلائِكَةَ قَالَتْ يَا رَبِّ كَيْفَ صَبْرُكَ عَلَى بَنِي آدَمَ فِي الْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ قَالَ إِنِّي ابتليتهم وعافيتكم قَالُوا لَوْ كُنَّا مَكَانَهُمْ مَا عَصَيْنَاكَ قَالَ فَاخْتَارُوا مَلَكَيْنِ مِنْكُمْ فَلَمْ يَأْلُوا جَهْدًا أَنْ يَخْتَارُوا فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ فَنَزَلا فَأَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمَا الشَّبَقَ، قُلْتُ وَمَا الشَّبَقُ قَالَ الشَّهْوَةُ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا الزَّهْرَةُ فَوَقَعَتْ فِي قُلُوبِهِمَا فَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُخْفِي عَنْ صَاحِبِهِ مَا فِي نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ هَلْ وَقَعَ فِي نَفْسِكَ مَا وَقَعَ فِي قَلْبِي، قَالَ نَعَمْ فَطَلَبَاهَا لأَنْفُسِهِمَا فَقَالَتْ لَا أُمَكِّنُكُمَا حَتَّى تُعْلِمَانِي الاسْمَ الَّذِي تَعْرُجَانِ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ وَتَهْبِطَانِ فَأَبَيَا ثُمَّ سَأَلاهَا أَيْضًا فَأَبَتْ فَفَعَلا فَلَمَّا اسْتَطْيَرَتْ طَمَسَهُمَا اللَّهُ كَوْكَبًا وَقَطَعَ أَجْنِحَتَهُمَا ثُمَّ سَأَلا التَّوْبَةَ مِنْ رَبِّهِمَا فَخَيَّرَهُمَا فَقَالَ إِنْ شِئْتُمَا رَدَدْتُكُمَا إِلَى مَا كُنْتُمَا عَلَيْهِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَذَّبْتُكُمَا وَإِنْ شِئْتُمَا عَذَّبْتُكُمَا فِي الدُّنْيَا فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رَدَدْتُكُمَا إِلَى مَا كُنْتُمَا عَلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ إِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا يَنْقَطِعُ وَيَزُولُ، فَاخْتَارُوا عَذَابَ الدُّنْيَا عَلَى عَذَابِ الآخِرَةِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمْ أَنِ ائْتِيَا بَابِلَ فَانْطَلَقَا إِلَى بَابِلَ فَخَسَفَ بِهِمَا فَهُمَا مَنْكُوسَانِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ مُعَذَّبَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يَصِحُّ: الْفرج ضعفه يَحْيَى، وَقَالَ ابْن حبَان يقلبُ الْأَسَانِيد وَيلْزق الْمُتُون الْوَاهِيَة بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة وسنيد ضعفه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ (قلتُ) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد: قد أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي مُسْنده وَابْن حبَان فِي صَحِيحه من طَرِيق زُهَيْر بْن مُحَمَّد عَن مُوسَى بْن جُبَيْر عَن نَافِع عَن ابْن عُمَر، وَبَين سِيَاق مُعَاويَة بن صالِح وَسِيَاق زُهَيْر تفَاوت وَله طرق كَثِيرَة جمعتها فِي جُزْء مُفْرد يكَاد الْوَاقِف عَلَيْهِ يقطع بِوُقُوع هَذِه الْقِصَّة لِكَثْرَة الطّرق الْوَارِدَة فِيهَا وَقُوَّة مخارج أَكْثَرهَا انْتهى.
وَقد وقفتُ عَلَى الْجُزْء الَّذِي جمعه فَوَجَدته أورد فِيهِ بضعَة عشر طَرِيقا أَكْثَرهَا مَوْقُوفا وأكثرها فِي تَفْسِير ابْن جرير، وَقد جمعت أَنَا طرقها فِي التَّفْسِير الْمسند وَفِي التَّفْسِير الْمَأْثُور فَجَاءَت نيفًا وَعشْرين طَرِيقا مَا بَين مَرْفُوع وَمَوْقُوف، ولِحديث ابْن عُمَر بِخصوصه طرق مُتعَدِّدَة من رِوَايَة نَافِع وسالِم وَمُجاهد وَسَعِيد بْن جُبَيْر عَنْهُ وَورد من رِوَايَة عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَعَائِشَة وَغَيرهم وَالله أعلم.
(الدَّارَقُطْنِيّ) حَدَّثَنَا أَبُو الْأسود عُبَيْد الله بْن مُوسَى القَاضِي حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عَبْد الله الشِّيرَازِيّ حَدَّثَنَا بَكْر بْن بكار حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يزِيد حَدَّثَنَا عَمْرو بْن
دِينَار عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن السَّائِب سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ لَمَّا طَلَعَ سُهَيْلٌ: هَذَا سُهَيْلٌ كَانَ عَشَّارًا من عشارى الْيمن يظلمهم فمسخه الله شهابًا فَجعله حَيْثُ ترَوْنَ.
(ابْن السّني) فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة أَخْبرنِي أَبُو عرُوبَة حَدَّثَنَا الْمُغيرَة بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَمْرو الْبَزَّار حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عِيسَى الضبعِي حَدَّثَنَا عَبْد الْأَعْلَى قَالَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يزِيد عَن عَمْرو بْن دِينَار أَنَّهُ صحب عَبْد الله بْن عُمَر فَلَمَّا طلع سُهَيْل قَالَ: لعن الله سهيلاً فَإِنِّي سمعتُ رَسُول الله يَقُولُ: كَانَ عشارًا بِالْيَمَنِ يَظْلِمُهُمْ وَيَغْصِبُهُمْ أَمْوَالَهُمْ فَمَسَخَهُ اللَّهُ شِهَابًا فَعَلَّقَهُ حَيْثُ تَرَوْنَ.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا ابْن رَاهَوَيْه حَدَّثَنَا بَقِيَّة عَن مُبشر بْن عُبَيْد الله عَن زيد بْن أسلم عَن ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعا: أِنَّ سُهَيْلا كَانَ عَشَّارًا ظلومًا فَمَسَخَهُ اللَّهُ شِهَابًا، لَا يَصِحُّ مَرْفُوعا وَلَا مَوْقُوفا تفرَّد بِهِ إِبْرَاهِيم الخوزي وَهُوَ مَتْرُوك وَبكر لَيْسَ بِشَيْء وَعُثْمَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ ومبشر يضع (قلت) الخوزي روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ ابْن عدي يكْتب حَدِيثه وَبكر قَالَ أَبُو عَاصِم النَّبِيل ثِقَة وَقَالَ ابْن حبَان ثِقَة رُبمَا يُخطئ.
وَقَالَ أَبُو حاتِم لَيْسَ بِالْقَوِيّ وهما وَعُثْمَان لَم يتهموا بكذب فَالْحَدِيث ضَعِيف لَا مَوْضُوع وَحَدِيث عَليّ الْآتِي شَاهد لَهُ وَالله أعلم.
(ابْن السّني) حدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن مُوسَى بْن خلف حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن زُرَيْق حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن خَالِد حَدَّثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن جَابِر عَن أَبِي الطُّفَيْل عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعا: لَعَنَ اللَّهُ سُهَيْلا فَقِيلَ لَهُ قَالَ كَانَ رجلا عَشَّارًا يَبْخَسُ النَّاسَ فِي الأَرْضِ بِالظُّلْمِ فَمَسَخَهُ اللَّهُ شِهَابًا، لَا يَصِحُّ: مَدَاره عَلَى جَابِر الْجعْفِيّ وَهُوَ كَذَّاب ورواهُ وَكِيع عَن الثَّوْريّ مَوْقُوفا وَهُوَ الصَّحِيح (قلت) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير حَدَّثَنَا جَعْفَر عَن عُمَر الرقي حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَة حَدَّثَنَا سُفْيَان بِهِ وَجَابِر روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَوَثَّقَهُ شُعْبَة وَطَائِفَة.
وَقَالَ ابْن السّني أَخْبرنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المُهَاجر حَدَّثَنَا الْفضل بْن يَعْقُوب الرخامي حَدَّثَنَا عِيسَى بْن يُونُس عَن أَخِيه إِسْرَائِيل بْن يُونُس عَن جَابِر عَن أَبِي الطُّفَيْل عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كَانَ رَسُول الله: إِذَا رَأَى سُهَيْلا قَالَ لَعَنَ اللَّهُ سُهَيْلا فَإِنَّهُ كَانَ عَشَّارًا فمسخ.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَران حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان عَن عُمَر بْن قيس عَن يَحْيَى بْن عَبْد الله عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: لَعَنَ اللَّهُ سُهَيْلا إِنَّهُ كَانَ عَشَّارًا يَعْشِرُ فِي الأَرْضِ بِالظُّلْمِ فَمَسَخَهُ اللَّهُ شِهَابًا، وَقَالَ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أسيد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن ثَوَاب حَدَّثَنَا وَكِيع عَن إِسْرَائِيل عَن جَابِر عَن الحكم قَالَ لَمْ يطلع سهل إِلَّا فِي الْإسْلَام وَإنَّهُ لممسوخ.
وَقَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاق حَدَّثَنَا عَبْد الله حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان وَأَبُو دَاوُد عَن طَلْحَة عَن عَطاء قَالَ: نظر عُمَر إِلَى سُهَيْل فَسَبهُ وَنظر إِلَى الزهرة فسبها فَقَالَ: أما سُهَيْل فَكَانَ رجلا عشارًا وأمّا الزهرة فَهِيَ الَّتِي فتنت هاروت وماروت وَالله أعلم.
(أَنْبَأنَا) ابْن خَيْرُون أَنْبَأنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الله بْن أَحْمَد السَّمرقَنْدِي، حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد الكتاني أَنْبَأنَا أَبُو الْحُسَيْن عَبْد الْوَهَّاب بْن جَعْفَر بْن عَليّ الميداني، حَدثنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن أَحْمَد الربعِي حَدَّثَنَا عُمَر بْن عِيسَى الْأَصْبَهَانِيّ حَدَّثَنَا بَشرَان بْن عَبْد الْملك الْمَوْصِليّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْن الْحجَّاج حَدَّثَنَا مَالك بْن دِينَار عَن الْحَسَن عَن أَنَسٍ مَرْفُوعًا: خلقت الزنابير من رُؤُوس الْخَيل وخلقت النَّحْل من رُؤُوس الْبَقر، لَا يَصح: وَأكْثر رِجَاله مَجْهُولُونَ.
(الْأَزْدِيّ) أَنْبَأنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْمثنى، حَدَّثَنَا الرّبيع بْن ثَعْلَب أَبُو الْفضل حَدَّثَنَا عُمَر بْن جَمِيع حَدَّثَنَا أَبُو جريج عَن عَطاء بْن أَبِي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ عَن قتل الْخَطَاطِيفِ وَكَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْعَنْكَبُوتِ وَكَانَ يُقَالُ إِنَّهُ مُسِخَ قَالَ الْأزْدِيّ مَوْضُوع.
آفته وَكَانَ كذابا غير ثِقَة وَلَا مَأْمُون (قلت) : لَهُ شَاهد قَالَ أَبُو دَاوُد حدثت عَن ابْن الْمُبَارك عَن إِبْرَاهِيم بْن طهْمَان عَنْ عَبَّادِ بن إِسْحَاق عَن أَبِيه قَالَ: نهى رَسُول الله عَنِ الْخَطَاطِيفِ عُوَذِ الْبُيُوتِ.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه أَنْبَأنَا الْحُسَيْن بْن بَشرَان أَنْبَأنَا أَبُو عَمْرو بْن السماك، حَدَّثَنَا حَنْبَل بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا حُسَيْن بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا أَبُو أويس حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن إِسْحَاق عَن
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَبِي الْحُوَيْرِث الْمرَادِي عَن النَّبِي أَنَّهُ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْخَطَاطِيفِ وَقَالَ: لَا تَقْتُلُوا هَذِهِ الْعُوَذَ إِنَّهَا تَعُوذُ بِكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا وَحَدِيث عباد بْن إِسْحَاق عَن أَبِيهِ كِلَاهُمَا مُنْقَطِعٌ وَقَالَ وَقد رُوِيَ عَن حَمْزَة النصيبي فِيهِ حَدِيثا مُسْندًا إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يرْمى بِالْوَضْعِ، وَقَالَ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله حَدَّثَنَا ابْن الْمُصَفّى حَدَّثَنَا بَقِيَّة عَن الْوَضِين بْن عَطاء عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: الْعَنْكَبُوتُ شَيْطَانٌ فَاقْتُلُوهُ.
وَقَالَ ابْن عدي حَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَن النَّبِي قَالَ: الْعَنْكَبُوتُ شَيْطَانٌ مَسَخَهُ اللَّهُ فَاقْتُلُوهُ وَالله أعلم.