المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الأضحية ومما يتعلق بهذا الأضحية، الأضحية التي شرعها النبي صلى الله - اللقاء الشهري - جـ ٥٣

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌اللقاء الشهري [53] رقم (1، 2)

- ‌فضل العشر من ذي الحجة

- ‌الأضحية

- ‌الحج وأهم شروطه

- ‌أهمية معرفة أحكام الحج

- ‌من أحكام الحج

- ‌مسائل تتعلق بالحج

- ‌حكم من ترك المبيت في منى

- ‌حكم من خرج من مزدلفة قبل الفجر خوفاً من الزحام ورمى حين وصل

- ‌من لم يجد مكاناً في منى ينزل حيث شاء

- ‌حكم التوكيل في الرمي

- ‌لا يلزم على الحاج زيارة المدينة

- ‌الأسئلة

- ‌لا يلزم الوالد أن يحج بأولاده

- ‌حكم الحج على غير المستطيع إلا ببذل غيره له

- ‌القادر على الحج لا يجوز أن يوكل غيره

- ‌المريض يجوز له أن ينيب غيره

- ‌توكيل المرأة من يرمي عنها الجمرات في حال الزحام

- ‌الحج على وسائل النقل الحديثة أفضل من الإبل ليسرها

- ‌جواز الحج لمن عليه أقساط يستطيع قضاءها بعد رجوعه

- ‌جواز الحج لمن عليه دين صاحبه مجهول

- ‌حكم من حج بمال جمع له من أجل الزواج

- ‌حكم حج المرأة من غير محرم

- ‌الواجب على من ترك واجباً في الحج متعمداً

- ‌التفصيل في الحج عن الميت

- ‌الحج كل عام إذا كان فيه فائدة مثل إرشاد الحجاج فهو خير من الجلوس

- ‌توجيه لأصحاب الجوالات التي تستخدم في الحرم

- ‌ما يفعل من أراد أن يضحي في بلده وهو حاج

- ‌الواجب على من لم يتم الحج أو العمرة

- ‌الصلاة على الطائرة

- ‌الحج لا يحجب على صاحب الدين

- ‌نصيحة لخياطي العباءات

- ‌نصيحة للأم التي تصر على بقاء التلفاز في البيت

- ‌الواجب على من حاضت قبل دخول الحرم

- ‌حكم من ترك واجباً في الحج

- ‌حكم تعليم الأضحية بالحناء والقلائد

- ‌حكم الأضحية إذا كانت بدين مؤجل

- ‌ظاهرة نمص الحواجب

- ‌من قضى معظم الليل في منى فقد أدى الواجب

- ‌حج النافلة

- ‌لا يحل أن يحجج من مال الأيتام لأبيهم

- ‌جواز إعلام الإمام عن جنس الجنازة

- ‌العقد على البنات يحرم الأمهات والدخول بالأمهات يحرم البنات

الفصل: ‌ ‌الأضحية ومما يتعلق بهذا الأضحية، الأضحية التي شرعها النبي صلى الله

‌الأضحية

ومما يتعلق بهذا الأضحية، الأضحية التي شرعها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله وفعله، فقد أمر بها وقام بها عليه الصلاة والسلام، وكان من عنايته بها أنه يخرج بأضحيته إلى مصلى العيد ليشهرها ويعلنها، فيذبحها هناك ويأخذ منها ما يريد أن يأكل ويتصدق بالباقي، فالأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، وليس المراد منها أن يتصدق الإنسان بلحمها على الفقراء، لكن هذا من بعض ما يقصد بها.

والمقصود الأعظم بها -أي بالأضحية- التقرب إلى الله تعالى بالذبح، وبهذا نعرف أن ما يصدر من بعض الناس من الدعوة إلى جلب الدراهم ليضحى بها في بلاد بعيدة أن ذلك صادر عن جهل؛ لأنه ظن أن المقصود بالأضحية ما يؤكل من لحمها، ولكن الله في القرآن يقول:{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج:37] .

ولهذا أقول لإخواني: إذا كنتم تريدون تطبيق السنة بالأضحية فعليكم أن تضحوا في بلادكم، لا تخرجوا بها إلى بلاد أخرى؛ إظهاراً للشعيرة، وتبياناً لها بين الأهل والأولاد، ولتباشروا أنتم ذبحها في بيوتكم إذا أمكن، فتذكروا اسم الله عليها، وتأكلوا منها؛ حتى توافقوا هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال الله تعالى:{فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا} [الحج:36] فبدأ بالأكل وهذا يدل على أنه ليس المقصود الصدقة بها ولكن المقصود التعبد لله تعالى بنحرها تعظيماً له جل وعلا، وهذا يفوت بلا شك إذا أعطيت دراهم يضحى بها في بلاد بعيدة.

ثم إنك إذا أعطيت هذه الدراهم لا تدري أيضحى بشيء مجزئ أو غير مجزئ، ولا تدري -أيضاً- هل يذبحها من يوثق بمعرفته في الذبح وبدينه، ولا ندري أيمكن أن تذبح في أيام الأضحية أم لا؛ لأن الأضاحي التي تبذل قد تكون كثيرة جداً، لا يستوعبها الناس في ثلاثة أيام أو أربعة، وربما لا يصل الخبر إلا بعد، والمقصود: أن إعطاء الدراهم ليضحى بها في بلاد ولو كانت أفقر البلاد لا يحصل به المقصود الشرعي من الأضحية.

أما إخواننا في البلاد الأخرى من الفقراء فالباب واسع -ولله الحمد- يرسل إليهم دراهم، يرسل إليهم أطعمة، يرسل إليهم ألبسة، يرسل إليهم فرش، وغير ذلك من أنواع المنافع، أما أضحية شعيرة نسيكة قرنها الله تعالى بالصلاة فقال:{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2] وقال: {إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162] وأمرنا أن نأكل منها وأن نذكر اسم الله عليها، فلا ينبغي أبداً أن تذبح خارج البلد، والذي أحث عليه أن تذبح في نفس البيت إذا أمكن ولم يتيسر أن تذبح في مصلى العيد.

الله الله -أيها الإخوة- لا تعصف بكم العاطفة حتى تغفلوا عن مقاصد الشريعة.

ص: 3