المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌وقفة محاسبة الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، - اللقاء الشهري - جـ ٧٤

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌اللقاء الشهري [74]

- ‌وقفة محاسبة

- ‌التحذير من غيبة العلماء والأمراء وبيان أقسام العلماء

- ‌الأسئلة

- ‌حكم من أتى جماعة يصلون وهو قد صلى

- ‌شرح حديث: (من غسَّل يوم الجمعة واغتسل

- ‌الفتور وعلاجه

- ‌عورة المرأة عند النساء والرجال

- ‌حكم أشرطة الفيديو التي فيها صور مدبلجة لحيوانات

- ‌حكم ستر صاحب المعصية

- ‌حكم من دخل في طواف الإفاضة بين الحجر والكعبة

- ‌حكم النذر إذا لم يسم

- ‌حكم غسل الجمعة على من استيقظ قبل مجيء الإمام بقليل

- ‌حكم من أسقطت جنينها وقد نفخ فيه الروح

- ‌حكم من حج فوقف بعرفة ومزدلفة ولم يكمل بقية الحج

- ‌حكم لبس العباءة الواسعة الأكمام

- ‌حكم صلاة المسبل

- ‌حكم ركوب المرأة مع السائق الأجنبي

- ‌من قتل له قتيل فهل يقتل القاتل أم لا

- ‌حكم إخراج الصغير من الصف في الصلاة

- ‌العدل بين الأولاد

- ‌جواز غيبة الفاسق لتبيين حاله

- ‌بيان لخطر التفحيط

- ‌كيفية سماع الإذاعات التي فيها الخير والشر

- ‌حكم الجمع لمن سيصل بلاده قبل دخول وقت الصلاة الثانية

- ‌الثواب لا قياس فيه

- ‌حكم صيام يوم عاشوراء دون صيام يوم قبله أو بعده

- ‌حكم المماطلة في قضاء الدين

الفصل: ‌ ‌وقفة محاسبة الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد،

‌وقفة محاسبة

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: أيها الإخوة: هذا هو اللقاء الأول من هذا العام من اللقاءات الشهرية التي تتم في ليلة الأحد الثالث من كل شهر، وهذا اللقاء هو ليلة الأحد التاسع عشر من شهر محرم عام (1421هـ) .

أسأل الله تعالى أن يجعله لقاءً مباركاً نافعاً، هذا اللقاء كما علمتم الآن تم بعد صلاة العشاء، ولكن نظراً لكون الليل يقصر رأينا أن نقدمه في المستقبل فنجعله بعد صلاة المغرب؛ حتى يسهل على من جاءوا إلى البلد الرجوع إلى بلدهم مبكرين، وحتى لا يطول اللقاء في الليلة القصيرة، فعزمنا -إن شاء الله تعالى- في المستقبل أن يكون اللقاء بعد صلاة المغرب.

هذا اللقاء نذكر فيه إخواننا ماذا ختموا به العام الماضي؟ من الناس من ختمه بالحج إلى بيت الله الحرام (ومن حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) ومن الناس من لم يحج ولكن صام يوم عرفة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن يوم عرفة:(إنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) ولكن مع ذلك لا نتكل على الأماني؛ لأن الإنسان قد يقصر في صومه وقد يقصر في حجه، فلنتأمل هل نحن فيما مضى من عامنا السابق قمنا بالواجب؟ الواجب لله والواجب لعباد الله هل نحن قصرنا في العمل السابق؟ هل علينا واجبات لم نقم بها؟ هل نحن أدينا الزكاة التي هي حق لله وحق للعباد؟ قد نكون مقصرين في أداء الواجب من الزكاة هل نحن أدينا ما يجب علينا لأقاربنا من النفقات أو لأزواجنا من النفقات؟ هل نحن أمسكنا عن أعراض المسلمين ولم نغتب أحداً ولم ننم إلى أحد، أم أن الأمور على خلاف ذلك؟ فيجب علينا -أيها الإخوة- أن نحاسب أنفسنا عما مضى، أما المستقبل فهو إلى الله عز وجل، ولكن يجب على الإنسان أن يعزم عزيمة صادقة على أنه سيلتزم بما أوجب الله عليه لله أو لعباد الله، وليستعن بالله، وليقرأ قول الله عز وجل:{أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} [الشورى:13] وهذا من أهم الوصايا كما قال الله عز وجل: {شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى:13] يجب أن نعزم العقد من الآن على أن نكون أمة واحدة على أن يكون هدفنا واحداً على أن يكون منهجنا واحداً على أن تكون قلوبنا متآلفة صافية، ليس فيها حقد على أحد ولا بغضاء لأحد من المسلمين، وعلينا إذا سمعنا عن أحد ما يقال عنه أن نتأكد أولاً هل هذا حق أو ليس بحق؟ فكم من شيء ينقل عن الشخص من قول أو فعل ولا يكون له أساس من الصحة، فلنتثبت أولاً هل وقع هذا الشيء أو لا؟ مثلاً: لو قيل لنا: إن فلاناً لا يصلي مع الجماعة، فهل نأخذ هذا بدون تثبت؟ لا.

نتثبت أولاً، ثم إذا ثبت لدينا أنه مخل بواجب الجماعة فإننا لا نتخذ من هذا سبيلاً إلى غيبته والتشمت به، وإلقاء العداوة والبغضاء في قلوب الناس بالنسبة له، علينا أن ننصحه، ولكن كيف النصيحة؟ النصيحة إما أن يذهب الإنسان إليه في بيته، أو يدعوه في بيته ويتكلم معه بالرفق واللين والترغيب والترهيب، فإن استقام فهذا المطلوب، وإن لم يستقم برئت الذمة منه وصار الإثم عليه.

ص: 2