الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما أن بعض الجماعات الإسلامية، القائمة على أفكار منحرفة، أصبحت تستحل دماء المسلمين لأدنى شبهة، كالجماعات التكفيرية التي تكفر كل من يعمل مع النظام الذي لا يحكم بشرع الله تعالى، وبعض الجماعات لا يستطيع أحد أن يشك في إخلاصها لله تعالى، ولكنها تربت على أيدي أناس ادعوا أنهم علماء، وصار الأتباع يستمعون إلى فتاوى مشايخهم وإن كانوا على ضلال، فعندما يصل الأمر إلى التكفير، واستحلال الدماء، والشك في أصول العقيدة، لا بد من وجود العلماء أصحاب الكلمة الواحدة، لأن العديد من أبناء الأمة لا يسعه ما وسع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من اختلاف في الأفكار، واختلاف في فهم مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، مع البقاء على أصل الأخوة في الله، والتعاون في الدعوة إلى الله.
المطلب الثالث: مهام المجمع الفقهي المنشود
يتطلع المسلمون، علماء ودعاة، وحتى العوام منهم، إلى أن يكون هناك ملتقى حقيقي للعلماء، يبحث أمور الأمة المصيرية، ويكون عونا حقيقيا لأمة الإسلام.
ورغم وجود العديد من المجامع الفقهية، سواء المحلية على مستوى الدول، أم الدولية منها، إلا أنه لا زال البعض له العديد من التحفظات على هذه المجامع، ومن خلال قراءتي لبعض التطلعات عند العلماء لمجمع فقهي ينال ثقة الأمة (1)، أستطيع أن ألخص هذه التطلعات في الأمور التالية:
أولا: مجمع يتم فيه اختيار الأعضاء بناء على أساس ديني وعلمي متين:
فيرى البعض أن المجامع الفقهية الموجودة، قد وضعت عدد من الأعضاء الذين لا يستحقون العضوية، وذلك بناء على أسس غير علمية، إما لمنصبه الذي يتمتع به في دولته، أو لأنه مسؤول عن جماعة كبيرة، أو إرضاء لدولته (2)، دون النظر إلى ورعه وتقواه.
ثانيا: أن يحتوي المجمع على الخبراء الثقات في كافة المجالات:
وذلك حتى تتم المناقشة في المسائل قبل صدور الفتوى فيها. (3)
ثالثا: مجمع يقوم على الاستقلال:
فلا ينتمي المجمع إلى أي دولة، أو جهة رسمية، أو حزب معين، أو طائفة من
(1) الاجتهاد في الإسلام: ص263وما بعدها.
الاجتهاد بتحقيق المناط وسلطانه في الفقه الإسلامي: ص143وما بعدها.
الاجتهاد الجماعي للدكتور شعبان إسماعيل: ص 126ـ136.
الاجتهاد الجماعي للدكتور عبد المجيد: ص27ـ30،127ـ135.
(2)
الاجتهاد الجماعي للدكتورعبد المجيد: ص128 بتصرف.
موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: http://www.iumsonline.net/index.shtml
(3)
المرجع السابق، ص135.
…
الطوائف، إنما يكون مجمعا إسلاميا مستقلا يخدم مصالح المسلمين بشكل عام. (1)
رابعا: الجرأة في قول الحق:
حيث تقع على المجمع مسؤولية كبيرة من هذه الناحية، وذلك لأننا نعيش في زمن الصحوة، وفي زمن بدأت ترجع فيه الأمة إلى دينها، فيقع على عاتقه الشيء الكبير من الأمور التالية:
1 -
أن يواجه الحكومات التي تحكم بغير ما أنزل الله تعالى، وأن يبين لها حرمة ذلك، والعواقب الوخيمة المترتبة على ذلك.
كما ويجب عليه أن يتصدى لمن يعبث بمقدرات الأمة.
2 -
أن يقف وبكل صراحة في وجه أعداء الأمة من يهود وصليبيين، ومن تحالف معهم من أبناء هذه الأمة، وأن يبين للأمة عامة، ولشباب الصحوة خاصة من هو عدو الأمة الحقيقي.
3 -
أن يصدر الفتاوى التي تتعلق بمصير الأمة، قبل الخوض في فروع الفقه التي قد تخص بعض الأفراد دون بعض، فقبل البحث في أطفال الأنابيب، وحكم زراعة الأعضاء، يجب البحث في حكم الاشتراك في الأمم المتحدة، وموالاة الكفار ومناصرتهم، والتحالف معهم ضد أهل الإسلام، وتوضيح المفهوم الصحيح للإرهاب، لأن الأوراق اختلطت حتى على المسلمين، وغير ذلك الكثير.
4 -
دعوة شباب الأمة إلى وجوب الجهاد ضد الأعداء، وإخراجهم من أرض المسلمين.
5 -
الدعوة الصريحة إلى وجوب إقامة الخلافة الإسلامية، التي تحكم بشرع الله تعالى، والتي غابت شمسها منذ سنوات.
6 -
التصدي للفرق الضالة، والجماعات المنحرفة، وصدور الفتاوى الواضحة بشأنها، وإن أدى ذلك إلى تكفيرها.
7 -
التصدي للمستجدات فور حدوثها، وقبل صدور الفتاوى من الشرق والغرب، والتي قد تشوش عقول العوام من الناس.
خامسا: أن لا يكون المجمع مجرد مظهر تقليدي تصدر منه القرارات حبرا على ورق.
لذلك لا بد لأن يكون من أعضاء المجمع علماء متفرغين، يجرون الحوارات ويعطون الندوات، ويطوفون في مشارق الأرض ومغاربها، ليوضحوا للناس الدين الصحيح، لهذا لا بد للمجمع أن يوجد لنفسه الدعم المادي المستقل، حتى لا يتأثر بجهة معينة، وأن يوجد الدعاة الذين يحملوا قراراته ويبلغونها لعامة الناس، وأن يقوم على طباعة ونشر ما تم التوصل إليه من قرارات وتوصيات للأمة، حتى يستطيع الجميع أن يطلع عليها.
(1) موقع الاتحاد العلمي لعلماء المسلمين: http://www.iumsonline.net/index.shtml
…